الثلاثاء، 4 مايو 2010

Home – Accueil 

 

TUNISNEWS

 10ème année,N°3633 du 04 .05 . 2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادقشورو

ولضحايا قانون الإرهاب


 

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان:بيـــــــــــــــــــــــــــــــــــان

القدس العربي:تونس: منع مسيرة للمطالبة بحرية التعبير والآلاف يشاركون في ‘مظاهرة إلكترونية’ ضد الرقابة على الإنترنت

اللجنة التونسية لحماية الصحافيين:بيان بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة .. 3 ماي(إعادة نشر مع التوضيح)

كلمة:مراسلون بلا حدود تصنف بن عليّ ضمن صيادي حرية الصحافة

الفجرنيوز:تونس ضمن الدول الأكثر قمعاً للاعلام والصحفيين

توفيق العيّاشي:بعد أن سممت مناخ العمل ونكّلت بهم:صحافيو إذاعة الشباب ينتفضون ضد ظُلم المُديرة ألفة الشرقي

كلمة:في عيد حرية الصحافة حصار على الصحافيين

الفجرنيوز:قاهر الصحفيين « يتحدث « في اليوم العالمي لحرية الصحافة قف ..هنا تونس

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعــــــة بنــــــزرت :دعــــــــــــــــــــــــوة

التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وحركة التجديد والأطراف الملتقية معهما: دعـــــوة

    البديل عاجل:هل ستصيب لعنة الحوض المنجمي القاضي العبّاسي؟ Omar Mestiri et sihem Bensedrine:Radio Kalima:Bonne fête Tunisnews الأستاذ صلاح الدين الجورشي:كنت أشعر بقلق وغضب شديدين كلما حرمت من إمكانية وصول تونس نيوز إلي أو وصولي إليها، الصحفي محمود العروسي:أتمنى أن يصبح الوصول إلى الموقع ممكنا للجميع، خصوصا وقد ثبت أنّه لم يسبّب أيّة مضرّة للبلاد مسعود الرمضاني:لولا وجودكم لما استطعنا أن نخترق الحصار الخانق في بلدنا العزيز

كلمة:معلقات دعائية مخالفة للمجلة الانتخابية

محمد الهادي حمدة :فصل آخر في انتهاك القانون:بعد تسلم الوصل النهائي قائمة التجمع الدستوري الحاكم بنفطة تغير أحد أعضائها بآخر

حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي:الأمين العام للحزب في افتتاح الحملة الانتخابية للانتخابات البلدية-9ماي 2010

عمّار عمروسيّة:تلوّث انتخابي وسط مناخ سياسي خانق

كمال بن يونس :حقوق الإنسان ..

عمر بن فرح:إلي أولئك المتحاملون علي تاريخ حركة المقاومة الوطنية المسلحة التونسية الفلاقة العظام ، لن تستطيعوا النيل من التاريخ

محفوظ البلدي: التنمية… وواقع المجتمع العربي

عماد الطرابلسي:من اجـاد الصـمـت حـُمـل وزر النـوايا

هند الهاروني:لا للمسلمين في القدس و الأقصى نعم لليهود في معبد الغريبة و غيره و مستوطنون يحرّقون المسجد و القرآن قرب نابلس …

العجمي الوريمي :الانتقال الدّيمقراطي في مصر: المدّ والجزر

فهمي هويدي :مصر بين رسائل الإحباط وإرهاصات الأمل

الأمن المصري يصيب ويعتقل عشرات المتظاهرين ضد تمديد الطوارئ

عزمي بشارة « بدنا نعيش » وهموم فلسطينية راهنة

تقرير حقوقي: 2009 الأسوأ على سكان غزة منذ 1948

الجزيرة نت:رحل الجابري مخلفا تراثا لا يزول : الجابري أسس لقراءة متطورة للتراث العربي

خالد شوكات:وثيقة لاهاي حول الهجرة السرية

محمد العروسي الهاني :خيركم من تعلم القرآن  و علمه لغيره من المسلمين على امتداد  التاريخ الاسلامي


(Pourafficher lescaractèresarabes suivre la démarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

أفريل 2010

https://www.tunisnews.net/15Avril10a.htm


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان 4 ماي 2010  بيـــــــــــــــــــــــــــــــــــان


تعرض اليوم السيدان صلاح الدين السالمي ، الكاتب العام للاتحاد الجهوي بالقيروان وفتحي اللطيف ، عضو المكتب التنفيذي المسؤول عن القطاع الخاص، إلى اعتداء لفظي ومادي من قبل ميليشيات تابعة لإدارة مصنع الفوانيس « هافلس – سلفانيا » وذلك حين كانا بصدد تأطير إضراب شرعي في المصنع المذكور، احتجاجا على طرد احد العمال بطريقة تعسفية, فرعنا الذي يعبر عن تضامنه الكامل مع السيدين السالمي واللطيف ، يدين هذا الاعتداء المتعمد من قبل إدارة المصنع و الذي يستهدف العمل النقابي  ,كما يدين الطرد التعسفي الذي يستهدف  عمال وعاملات القطاع الخاص بالجهة بصفة شبه دورية، الى ذلك  يدعو السلطات الجهوية إلى تتبع المعتدين واتخاذ الإجراءات القانونية في شانهم حتى لا تتكرر مثل هذه الاعتداءات السافرة على النقابيين ,   عن هيئة فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان مسعود الرمضاني

تونس: منع مسيرة للمطالبة بحرية التعبير والآلاف يشاركون في ‘مظاهرة إلكترونية’ ضد الرقابة على الإنترنت

 


5/4/2010 تونس ـ د ب أ: منعت الشرطة التونسية امس الاثنين مظاهرة سلمية دعا إلى تنظيمها صحافي معارض أمام مقر وزارة الاتصال (الإعلام) التونسية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يوافق الثالث من أيار/مايو من كل عام، وذلك لمطالبة السلطات بإطلاق الحريات الصحافية في البلاد التي تواجه انتقادات كبيرة في مجال حرية التعبير. وقال زياد الهاني الصاحفي بجريدة ‘الصحافة’ الحكومية والمعروف بكتاباته التي تنتقد بشدة السلطات التونسية، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن أعدادا كبيرة من رجال الأمن ‘يحاصرونني منذ الليلة الماضية في كل تحركاتي’ وأنهم أبلغوه بأن لديهم تعليمات من جهات عليا لمنعه من تنظيم المظاهرة. ذكر الهاني انه وجه يوم 20 نيسان/ابريل الماضي رسالة عبر البريد إلى وزير الداخلية التونسي أبلغه فيها اعتزامه تنظيم ‘مظاهرة مدنية سلمية أمام مقر وزارة الاتصال’. وقال إن الغاية منها ‘المطالبة بتعزيز حرية الصحافة في بلادنا ووضع حد لسياسة حجب الانترنت واحترام حقوق الصحافيين’. ولا يسمح القانون التونسي بالتظاهر (حتى وإن كان سلميا) إلا إذا تم الحصول على ترخيص لهذا الغرض من وزارة الداخلية التونسية. صنفت منظمة ‘مراسلون بلا حدود’ في تقريرها لسنة 2010 حول حالة حرية التعبير في العالم الذي نشرته امس الاثنين على موقعها الإلكتروني، تونس ضمن 40 دولة في العالم قالت إن سلطاتها تستهدف حرية الصحافة والتعبير. وأفاد الصحافي والمدون التونسي سفيان الشورابي، أن صحافيين ومدونين تونسيين أطلقوا حملة عبر الانترنت (بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة) لمطالبة الحكومة ‘بوقف حجب وقرصنة المواقع الالكترونية والمدونات والصفحات الشخصية على شبكة فيسبوك الاجتماعية للمعارضين ونشطاء حقوق الإنسان، باعتبار ذلك يمثل انتهاكا لحرية الرأي والتعبير’. وقال الشورابي، منسق الحملة، في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن الحملة تأتي بعد أن ‘طال الحجب عددا من المدونات التي تنشر أخبارا سياسية نقدية للحكومة’ موضحا أن ‘عدد المشاركين فيها (الحملة) بلغ 4 آلاف وأن الهدف هو بلوغ 10 آلاف مشارك’. وأضاف: ‘طفح الكيل ولم يعد ممكنا أبدا الصمت عن انتهاكات الجهات الرقيبة لحق التونسيين في الدخول إلى المواقع الالكترونية بكل حرية. فليس من المعقول أن تحجب السلطات مدونات لصحافيين محترمين ومواقع مشهورة مثل الدايلي موشن واليوتوب ومواقع الكترونية لصحف وأحزاب معارضة’. وذكر أن الحملة ‘لن تقتصر على الجانب الالكتروني وإنما ستمتد أيضا إلى العمل الميداني عبر تنظيم اعتصامات احتجاجية وتحركات رمزية بهدف دفع السلطات الحكومية إلى التراجع عن عمليات الحجب’. تقول الحكومة التونسية إنها ‘لا تحجب إلا المواقع الإباحية، أو تلك التي تحث على الإرهاب والعنف والكراهية’. وأظهرت إحصائيات حكومية نشرت مؤخرا أن عدد مستخدمي الإنترنت في تونس تجاوز ثلاثة ملايين ونصف المليون شخص من أصل 10 ملايين ونصف مليون هم عدد سكان البلاد.
 
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 5 ماي 2010)


توضيح
عذرا إلى قراء « تونيس نيوز » الأعزاء فقد قمنا بإرسال نسخة غير مكتملة من بياننا السنوي في اللجنة التونسية لحماية الصحافيين بمناسبة العيد العالمي لحرية الصحافة وذلك بدل إرسال النسخة النهائية من التقرير ، ولذلك ها أننا نرسلها فوجب التصحيح والإعتذار :

اللجنة التونسية لحماية الصحافيين بيان بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة .. 3 ماي هجمة استثنائية على الصحافيين


ارتفعت بشكل لافت وتيرة الاعتداءات التي تعرض لها الصحافيون في تونس خلال السنة المنقضية. وتعددت أشكال استهداف الأقلام الحرة من الاعتقال والمحاكمة إلى الاعتداء الجسدي الخطير أو التجويع.    كما تعرضت وسائل الإعلام المستقلة والمعارضة إلى الحصار والخنق وشتى أشكال المضايقة، ومنع صحافيوها من الوصول إلى مصادر الخبر.    أما الصحف الموالية للسلطة والصحف الصفراء فقد فتحت صفحاتها لحملات ثلب وتجريح وتخوين وهتك أعراض استهدفت المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني بلغت حد التحريض على القتل في تحدّ واضح للقانون وتضارب تام مع ما يضمنه الدستور التونسي وما تكفله المواثيق الدولية.   كما استفحل خلال السنة المنقضية الفساد الذي ينخر المؤسسات الصحفية الوطنية الكبرى، مثل دار « لابراس » والإذاعة والتلفزة، فساد مالي خطير، وهو ما أقرت به السلطة نفسها، ولكنها لم تفعل شيئا لإيقافه عدى تقديم بعض الموظفين الصغار كبش فداء في حين لا يزال الجناة الحقيقيون يتمتعون بالحماية ويجازى البعض منهم بالترقيات وبالمناصب السامية في الدولة.   وفي المقابل يعيش الصحافيون، في هذه المؤسسات وفي غيرها، أوضاعا مادية مزرية، ولا تتجاوز رواتب الشبان منهم، من أصحاب الشهادات، 400 دينار في أحسن الأحوال.   وتواصل خلال السنة المنقضية تعرّض الصحافيين العاملين بالمؤسسات الصحفية « الخاصة » التي تنهل من المال العام، إلى أشكال فظيعة من الابتزاز والاستغلال.   كما تواصل حرمان العديد من الزملاء، « المغضوب عليهم » من السلطة، من حقهم في الحصول على البطاقة المهنية التي تحتكر المصالح الرسمية صلاحية منحها دون وجه قانوني. ولا شك أن جزءا كبيرا من معاناة الصحفيين التونسيين يعود إلى حرمانهم من حق التنظّم في نقابة مستقلة ترعى مصالحهم وتدافع عنهم فبعد الانقضاض على « نقابة الصحافيين التونسيين »، أول نقابة مستقلة سنة 2007، جاء انقلاب شهر ماي الماضي على « النقابة الوطنية » المنبثقة من رحم جمعية الصحافيين التونسيين ليكرس حالة التشظّي التي يعيشها القطاع.   محاكمات واعتقالات  
كان من المأمول أن تشهد السنة المنقضة، باعتبارها سنة انتخابية في البلاد، انفتاحا على الرأي المخالف، في فضاء الإعلام الرسمي، وتوسيعا لهامش حرية التعبير أمام الصحافيين على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم وأمام الصحف المعارضة والمستقلة، من أجل تطوير المشهد الإعلامي الوطني.   لكن خيبة الأمل كانت قاسية وشاملة، إذ شهد الميدان الإعلامي مزيدا من الانتهاكات وتعرض عدد من الصحافيين إلى السجن والتنكيل بهم وبعائلاتهم، من ذلك الحكم على الزميل توفيق بن بريك، المعروف بمواقفه النقدية إزاء السلطة، بستة أشهر سجنا عقب نشره سلسلة من المقالات، قُبيل الانتخابات على صفحات مجلة « نوفال أوبسرفاتور ».    كما سجن الزميل زهير مخلوف مراسل موقع « السبيل أون لاين » أربعة أشهر لنشره تقريرا مصورا تعرض فيه لظاهرة التلوث بحي صناعي بجهة نابل، في حين لا يزال الزميل الفاهم بوكدوس مراسل قناة الحوار التونسي مهددا بالسجن ومن المنتظر أن يمثل أمام محكمة الاستئناف بقفصة يوم 18 ماي الجاري على خلفية تغطيته للحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي سنة 2008.   أما الزميل محمد الفوراتي فهو مهدد بالسجن في حال عودته إلى تونس وذلك بعد إدانته من قبل محكمة الاستئناف بقفصة في 8 مارس 2007  بالسجن النافذ عاما وشهرين على خلفية كتاباته في مجلة أقلام أون لاين الالكترونية.   اعتداءات بالعنف ويتعرض عدد من الصحافيين بشكل شبه يومي إلى إيقافات عشوائية واختطافات متبوعة باعتداءات جسدية خطيرة على غرار ما تعرض له الزميل سليم بوخذير يوم 28 أكتوبر 2009 حيث حولت وجهته مجموعة من أعوان البوليس السياسي إلى حديقة البلفيدير واعتدت عليه بالضرب المبرّح وجردته من ملابسه، إلا الداخلية منها، واستولت على أمواله وهاتفه الجوال.  ومن الغد تعرض الزميل لطفي حجي إلى إعتداء مهين بمطار تونس – قرطاج الدولي على خلفية عمله في قناة « الجزيرة » .  وفي مساء 24 أفريل الماضي قام عدد من أعوان البوليس بالإعتداء بالضرب المبرح على مراسل موقع « السبيل أون لا ين » زهير مخلوف قرب منزله على مرأى ومسمع من زوجته ثم إختطافه إلى مركز أمني . كما اختطف عمر المستيري، مدير راديو كلمة، في نفس الفترة وتعرض إلى اعتداء بالعنف. وفي 12 أكتوبر تعرضت الصحفية سهام بن سدرين أمام مقر الجامعة النسوية الهام المرزوقي إلى اعتداء بالعنف.   وفي 24 مارس الماضي قطع أعوان الأمن بالزي المدني الطريق أمام الزميل محمد الحمروني ومنعوه بالقوة من حضور الندوة الصحفية التي دعت لها منظمة هيومن رايس ووتش لتقديم تقرير حول معاناة السجناء السياسيين، وتم الاعتداء على الحمروني من قبل أكثر من ستة أعوان وذلك بدفعه وجره في محاولة لإبعاده عن مقر الندوة ، وترافق ذلك مع سيل من الإهانات والتهديدات. وبهدف منع نفس الندوة الصحفية تمت محاصرة الزميليْن لطفي الحيدوري وسليم وبخذير في منطقتيْ سكنيْهما من قبل البوليس .   وتعرّض الزملاء معز الباي ومعز الجماعي وفاتن حمدي والمولدي الزوابي، العاملين في راديو كلمة، إلى التعنيف الجسدي.   واستهدف الزميلان أيمن الرزقي وأمينة جبنون العاملين بقناة الحوار التونسي، إلى اعتداء مماثل، أما نزيهة رجيبة فتعرضت للتفتيش الجسدي المهين بمطار تونس قرطاج الدولي يوم 29 نوفمبر 2009 عند عودتها من نيويورك.    وبلغ التعسف المسلط على بعض الزملاء العاملين بالصحف المعارضة حد منعهم من الالتحاق بمقرات عملهم كما حصل للزميلين محمد الحمروني وإسماعيل دبارة من جريدة « الموقف » وكذلك الشأن بالنسبة لزملاء عاملين في « الطريق الجديد » يوم 19 من نفس الشهر.   هذا إضافة إلى ما يتعرض له الصحافيون من رقابة لصيقة ومستمرة وصلت حد ترويع عائلاتهم ومنعهم من الخروج من منازلهم في أكثر من مناسبة كما حصل مع الزملاء لطفي الحجّي  ولطفي الحيدوري وسليم بوخذير…   تجويع الصحافيين وعائلاتهم    عمدت السلطة إلى تجويع عدد من الزملاء وعائلاتهم بطرق متعددة على غرار الزميلة زكية الضيفاوي التي لم تكتف السلطة بالحكم الذي قضى بسجنها بسبب كتاباتها الصحفية وتغطيتها لتحركات الحوض المنجمي على صفحات « مواطنون » بل عمدت إلى شطبها من سلك مدرسي التعليم الثانوي، منذ يوم 13/09/2008، ورفضت إعادتها  إلى سالف عملها حتى الآن، مما دفعها إلى خوض إضراب رمزي عن الطعام بمناسبة اليوم العالمي للمرأة يوم 8 مارس 2010.     كما استُهدف المحل التجاري لزوجة الصحفي الفاهم بوكدوس، وهو مصدر الرزق الوحيد للعائلة، إلى السرقة، على يد « مجهولين »، ليلة 3 جويلية 2009، بينما كان زوجها ملاحقا بوليسيا.   أما زهير مخلوف فقد حكم عليه بدفع غرامة قدرها ستة آلاف دينار وهو مبلغ يتجاوز طاقته ولا قدرة له على تسديده. ومنعت زوجته من المشاركة في بعض المعارض حيث كانت تعرض للبيع بعض منتجاتها اليدوية من الصناعات التقليدية.   وتعرض راتب الزميل سليم بوخذير لشهر ديسمبر 2009 الذي كان من المفروض أن يتلقاه عبر تحويل مالي عن طريق مؤسسة « وسترن يونيون »، إلى القرصنة. ومعلوم أن بوخذير محروم حتى من بطاقة الهوية، وسبق أن طرد من العمل بصحيفة « الشروق » منذ سنة 2005 بسبب سعيه إلى المحافظة على استقلاليته في عمله الصحفي . أما الزميل عبد الله الزواري فتواصل السلطة نفيه إلى الجنوب التونسي دون مبرر قانوني مبعدة إيّاه عن عائلته ومقر عمله. حملات تشويه الأعراض في الصحف الصفراء أعطت السلطة الضوء الأخضر لعدد من الكتبة المأجورين، الذين لا ينتمي معظمهم إلى القطاع الصحفي، للنيل من أعراض الصحفيين المستقلين على صفحات الجرائد الموالية والصفراء مثل « الشروق » و »الصريح »، وخاصة « الحدث » و »كل الناس » اللتين أمعنتا في السباب والشتم واصفة الصحافيين بأبشع النعوت وبألفاظ لا أخلاقية نابية وقد شملت هذه الحملة المتواصلة كل من سهام بن سدرين ونزيهة رجيبة وبوخذير وتوفيق بن بريك وذلك في سعي واضح إلى تأليب الرأي العام ضدهم وعزلهم عن محيطهم والحد من الحملة التضامنية التي يحظون بها لدى الرأي العام الوطني والدولي. الاعتداء على حق التنقل لا تزال السلطات التونسية تحرم عديد الصحافيين من جوازات السفر كما هو الحال بالنسبة لكل من محمد الحمروني وسليم بوخذير وزهير مخلوف وتعمل على منع الصحافيين من السفر وحتى التنقل في أرجاء البلاد كما حصل مع أعضاء اللجنة التونسية لحماية الصحافيين يوم 23 فيفري 2010 حين منعتهم من الالتحاق بمدينة قفصة لمواكبة محاكمة الزميل بو كدوس . وقد تجاوز الاعتداء على حق التنقل الصحفيين التونسيين ليشمل الزملاء الأجانب من ذلك منع الزميلة فلورنس بوجيي، الصحفية بجريدة « لو موند » الفرنسية، من دخول تونس وترحيلها إلى فرنسا قُبيل انتخابات 25 أكتوبر الماضي بسبب كتاباتها الموضوعية حول قضايا حقوق الإنسان في تونس. اقتحام مؤسسات إعلامية ومصادرة معداتها أقدمت السلطات التونسية قُبيل الانتخابات التشريعية والرئاسية على مداهمة مقر راديو 6 الالكتروني، الذي كان يعتصم به الصحافيون العاملون فيه احتجاجا على منعهم من تغطية الحملة الانتخابية، وقامت بمصادرة معداته وطردت الصحافيين المتواجدين به، ثم عمدت إلى إقفاله بالشمع الأحمر وهي نفس الطريقة التي تم التعاطي بها أواخر جانفي 2009 مع راديو كلمة عند انطلاق بثه على القمر الصناعي . كما اشتكت صحف الأحزاب القانونية الثلاث « الموقف » و »الطريق الجديد » و »مواطنون » أكثر من مرة من الحجز غير القانوني لأعدادها ومن التضييق على توزيعها مما دفعها إلى الاحتجاب الجماعي الاختياري احتجاجا على هذه المضايقات. وتجدر الإشارة إلى أن صحيفتي « الموقف » و »مواطنون » ما زالتا محرومتين من الدعم العمومي والإشهار وزادت المضايقات في ضائقتهما المالية وقد أجبرت أسرة تحرير « مواطنون » على تحويلها إلى صحيفة شهرية بعد  أن كانت أسبوعية. تردي وضع الإعلام الالكتروني ولا يختلف حال المشهد الإعلامي الالكتروني عن الإعلام المكتوب والمسموع والمرئي بل هو في الحقيقة أشد قتامة إذ يعمل « بوليس النات »على حجب العديد من المواقع والنشريات الإخبارية الالكترونية وقرصنتها (« تونيس نيوز »، مجلة « كلمة »، موقع الجزيرة نات، « النواة »، « السبيل أون لاين »…) ومواقع الأحزاب (« البديل » موقع حزب العمال الشيوعي التونسي، وموقع حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وموقع التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات، موقع الحزب الديمقراطي التقدمي وموقع حركة النهضة) إضافة إلى مواقع المنظمات الحقوقية المحلية والدولية (المجلس الوطني للحريات بتونس، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، منظمة مراسلون بلا حدود) والمدونات أيضا…  وطال الحجب والقرصنة صفحات الموقع الاجتماعي « فايس بوك »، وأصبحت نادرة هي المواقع الإخبارية الالكترونية التي يمكن الولوج إليها دون استعمال حيل « البروكسي »، ومع ذلك تسعى السلطة إلى التفنن في مزيد إحكام رقابتها على الانترنت وهواة الإبحار فيها فعممت خطة الكشف عن بطاقات الهوية لزوار المراكز العمومية للانترنت كما سعت وبطرق متعددة إلى حرمان العديد من الناشطين الحقوقيين والسياسيين والصحافيين من التمتع بخدمة الانترنت في منازلهم ومقار عملهم.   هيمنة العائلة الحاكمة على المؤسسات الإعلامية شهدت السنوات الأخيرة تنامي ظاهرة خطيرة في بلادنا، وتتمثل في تمركز المؤسسات الإعلامية الكبرى بين أيادي مجموعة صغيرة من ألأعراف، وتشكيل « إمبراطوريات » إعلامية، واستيلاء العائلة الحاكمة شيئا فشيئا وبشكل متصاعد على مؤسسات إعلامية مكتوبة ومسموعة ومرئية. الكل يعلم أن اكبر مجموعة صحفية قد أصبحت على ملك صهر رئيس الدولة محمد صخر الماطري وهي مجموعة دار الصباح التي تصدر صحيفتي « الصباح » و »لوتون » اليوميتين إضافة إلى الأسبوعيات. ويمتلك قناة حنبعل العربي نصرة وهو أحد أصهار العائلة الحاكمة أما ملكية إذاعة موزاييك فهي راجعة إلى شقيق زوجة رئيس الدولة بلحسن الطرابلسي . وفي المقابل لا تسمح السلطة لأهل المهنة من الصحافيين وللمواطنين غير المرتبطين بولاءات أو علاقات أسرية محددة ببعث مؤسسات إعلامية وتحجب التراخيص عنهم…   أخيرا وبمناسبة الاحتفال بيوم 3 ماي لهذه السنة، أصرت السلطة على أن تطبع هذه المناسبة بطابعها القمعي المتشدد، فضربت حصارا منذ ليلة الأحد 2 ماي الجاري على كل أعضاء اللجنة تقريبا، وفرضت رقابة لصيقة على مجموعة من الصحافيين المستقلين في منازلهم وسلطت عليهم ما يشبه الإقامة الجبرية في محاولة منها لإجهاض أي تحرك يمكن أن يقوم به الصحافيون احتفالا بهذه المناسبة. تونس في 3 ماي 2010   اللجنة التونسية لحماية الصحافيين journalistprotect@gmail.com
 


مراسلون بلا حدود تصنف بن عليّ ضمن صيادي حرية الصحافة


حرر من قبل التحرير في الأثنين, 03. ماي 2010 بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة أصدرت منظمة مراسلون بلا حدود قائمة من أربعين اسما اعتبرتهم الأشد عداء لحرية الصحافة في العالم ووصفتهم بأنهم « صيادو حرية الصحافة ». وقد ضمت القائمة أسماء رؤساء دول وملوك ومسؤولين ومنظمات على مستوى العالم. وأدرجت المظمة اسم الرئيس التونسي ضمن القائمة المذكورة واصفة الوضع في تونس « بالدكتاتورية الناعمة » حيث يمارس تنكيل إيداري وفعلي ضد الصحفيين ونشطاء حقوق الانسان ويتعرضون إلى اعتداءات الشرطة والرقابة المشددة والدائمة حسب ما جاء في التقرير.  يشار إلى أن اتحاد الصحفيين العرب قد كرم الرئيس التونسي منذ أيام بمنحه درع الصحافة العربية واعتباره أحد أنصار الصحافة وهي الخطوة التي لاقت استهجانا وانتقادات من كثير من المؤسسات والأفراد المهتمين بحرية الصحافة في العالم. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 03 ماي 2010)

تونس ضمن الدول الأكثر قمعاً للاعلام والصحفيين


تونس ـ الفجرنيوز:تصدّرت تونس مع بعض الدول العربية قائمة الدول الأكثر قمعاً لحرية الصحفيين والمراقبة الاعلامية بالتضييق المستمر والمتواصل على الصحفيين وحرمانهم من الوصول الى المعلومة الصحيحة عبر مراقبتهم في تنقلاتهم داخل البلاد ومنعهم من السفر الى الخارج بتعلات مختلفة ,ولم يسلم من ذلك حتى ابحارهم عبر الانترنت .فالحجب شمل كل مواقع المعارضة التونسية المستقلة والمواقع الاخبارية المستقلة ولقد ضاقت السلطات التونسية ذعرا من صمود بعض الصحفيين المستقلين رغم ما يعانوه من مراقبة وقمع ,وصل في بعض الاحيان الى الاعتداء عليهم او محاولة الاعتداء كما حصل مع الزميل الصحفي زياد الهاني, ففي المدة الاخيرة نتيجة نشره لتقرير وخبر رفعه لقضية امام القضاء ضد صهر الرئيس التونسي صخر الماطري . ومن المعلوم ان الزميل الصحفي زياد الهاني يتعرض الى مضيايقة مستمرة ولاغلاق متكرر لمجاله « صفحته » في الفايس بوك  والذي بلغ عددها اكثر من خمسون مجال كل ما حجبوا واحدة اسس اخرى وهذا الامر لا يختلف كثيرا مع  النقابي والحقوقي محمد العيادي الذي يتكرر معه كذلك نفس الشيء ,مما حدى به الى ابتكار نوع جديد من النضال ضد الحجب الممارس على صفحته وهو اضراب دوري عن الطعام كل يوم اثنين من بداية كل شهر وقد كان يوم الامس الاثنين 03 مـاي 2010 هو اول ايام هذا الاضراب الرمزي للمطالبة برفع الحجب . وبالامس كذلك  قمع الامن التونسي مضاهرة سلمية كان قد دع اليها السيد زياد الهاني الصحفي بجريدة »الصحافة » الحكومية والمعروف بكتاباته التي تنتقد بشدة السلطات التونسية ,أمام مقر وزارة الاتصال (الإعلام) بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يوافق الثالث من أيار/مايو من كل عام، وذلك لمطالبة السلطات بإطلاق الحريات الصحفية في البلاد التي تواجه انتقادات كبيرة في مجال حرية التعبير.وقال الصحفي زياد الهاني إن أعدادا كبيرة من رجال الأمن حاصروه منذ الليلة الماضية في كل تحركاته وأنهم أبلغوه بأن لديهم تعليمات من جهات عليا لمنعه من تنظيم المظاهرة . كما أكد  » إن الغاية منها المطالبة بتعزيز حرية الصحافة في بلادنا ووضع حد لسياسة حجب الانترنت واحترام حقوق الصحفيين « . الفجرنيوز
 


بعد أن سممت مناخ العمل ونكّلت بهم: صحافيو إذاعة الشباب ينتفضون ضد ظُلم المُديرة ألفة الشرقي


  توفيق العيّاشي/صحافي تونسي   تقدّم عدد من الصّحافيين العاملين في إذاعة الشباب بشكوى إلى وزير الاتّصال ضدّ أُلفة الشرقي مديرة الإذاعة، التي أمعنت في إساءة وإهانة عدد كبير من أعوان المؤسسة، كما تعمدت منذ توليها خطّة الادارة توتير مناخ العمل عن طريق ترهيب الصّحافيين واتّهام بعضهم بـ »مُعاداة النّظام »، وهو ما أدى سابقا بعديد الصّحافيين البارزين الى مغادرة الاذاعة. هذا وقد تعمّدت مديرة اذاعة الشباب إجبار الأعوان على الوشاية ببعضهم البعض، بعد أن أحاطت بها مجموعة من « المقرّبين » وجنّدتهم لمُراقبة زملائهم وأشاعت أجواء من الخوف والقلق داخل الاذاعة. وقد تعرّض التقرير الذي أصدره اليوم « مكتب 15″ أوت للنقابة الوطنية للصحفيين  حول واقع الحُريّات الصّحفيّة في تونس » الى تعكّر اجواء العمل داخل الاذاعة بسبب التصرّفات اللا مسؤولة للسيدة ألفة الشرقي وجاء في التقرير:  » ..تأمل النقابة أن تضطلع اذاعة الشباب بمُهمة تأطير الشّباب في سنة الرّهان على الشّباب وذلك من خلال تجذير الهُويّة الوطنيّة وترسيخ قيم الحداثة والتطوير وحماية الذّوق السّليم وصون اللغة العربيّة. ونعتبر أن تسبب ادارة هذه الاذاعة في وجود حالة احتقان، يوتّر المُناخ الاجتماعي والمهني ويعيق الاذاعة عن الاضطلاع بدورها على الوجه الأكمل.  

 

**اذاعة الشباب وسنوات الجمر

 

 
شهدت اذاعة الشباب منذ تولي السيدة الفة الشرقي مسؤوليّة الإدارة حركة نزوح صحفي متواترة، شملت أغلب الكفاءات التي أسهمت في تأسيس الإذاعة وأسست أغلب مضامينها الهادفة ،عندما كانت جودة المنتوج الإعلامي الهاجس الوحيد الذي يشغل الإدارة وكانت الكفاءة والأهليّة المهنيّة هي المعيار الأساسي لتقسيم العمل وتوزيع المسؤوليّات. وقد كانت السيدة الشرقي مجرّد صحفيّة متعاونة في الإذاعة وعانت لفترة طويلة من الاستغلال والتهميش الذي طال أغلب صحفيي المؤسّسة فاختارت أن تسلك خطّة التدرّج في الوظائف الحزبيّة وتقلّدت مسؤوليّة رئاسة إحدى لجان التنسيق وهي التي لا تفوّت فرصة لايهام المسؤولين بأنّها خير من يدافع عن الحزب الحاكم وخياراته وبمساعدة أطراف عليا من الفاعلين في قطاع الإعلام والاتّصال .. كان لها ما أرادت.. منذ تقلّدها ادارة اذاعة الشباب سارعت ألفة الشرقيالى استهداف أقرب زملاء الأمس الذين كانوا يقاسمونها عذابات التهميش والاستغلال فتعمدت إذلالهم وتهميشهم وقادت حملات انتقاميّة ضدّ عدد من الصّحفيين والتقنيين فجرّدت بعضهم من أغلب حصص العمل عن طريق التلاعب بالرزمانة وأسندت النصيب الأوفر من البرامج إلى عدد من المقرّبين منها وناصبت البقيّة العداء..فقسّمت الفريق العامل في الإذاعة إلى « جبهة أنصار » و »جبهة أعداء » مما أدى الى تسميم اجواء العمل في المؤسّسة.. انقلب سلوك السيدة ألفة الشرقي بعد تقلّدها منصب الإدارة فاحتكرت جميع النفوذ وجرّدت أغلب رؤساء المصالح من صلاحيّاتهم وكان سلوكها العدواني ينموا يوما بعد آخر متغذيا من عقدة الحرمان التي لازمتها طوال فترة عملها كمتعاونة عرضيّة بالمؤسّسة قبل أن تبتسم لها الأقدار الحزبيّة وتمنحها ما لا تستحقّ . تعكّر مناخ العمل باذاعة الشباب وقامت السيدة الشرقي بإقحام عناصر غريبة عن للإذاعة من معارفها وأصدقائها الذين يشغلون وظائف مهنيّة خارج المؤسّسة وخصتهم بجزء كبير من برمجة القناة مخالفة بذلك جميع صيغ الانتداب التي نصّ عليها قانون الشغل التونسي ومساهمة في اغراق مؤسّستي الاذاعة والتلفزة بالمتطفّلين وفاقدي الصّفة المهنيّة كما واصلت نزعتها الانتقاميّة من أصدقاء الأمس فأصبحت تمارس عليهم شتى أنواع التضييقات حتى تنفّرهم من العمل: تحرمهم من حصصهم في البرمجة..تحجب عنهم أدوات العمل..تسطو على أفكار برامجهم وتمنحها لأعوانها المقرّبين..تعمد إلى تجميد عمل بعضهم ..وتطلق حملات تشويه أخلاقي ضدّ الصحفيّات التي تصفهم بـ »بؤرة المعارضة » وترفع في شأنهم تقارير مضلّلة إلى إدارة المؤسّسة بهدف إبعادهم عن العمل..)  
 

**اذاعة الشّباب:  « الهروب الكبير »

 

 
هذا الوضع المهني المنفّر دفع بأهمّ الكفاءات الصّحفيّة التي وضعت إذاعة الشباب في بداياتها على درب النجاح إلى المغادرة للالتحاق بالعمل في مؤسّسات ومصالح أخرى: – الصّحفيّان محمّد بوغلاّب وعلى ابراهيم اللذان أسهما في صناعة ربيع إذاعة الشباب عند تأسيسها وأبهرا المستمعين في سهرة « ملتقى الفنون » التي مثّلت فضاء للذوق الفنيّ الراقي والمضمون الثقافي الهادف، كانا من أبرز الكفاءات التي خسرتها إذاعة الشباب في حقبة الخراب التي تقودها السيدة ألفة الشرقي، فقد التحق الزميل محمد بوغلاّب بمصلحة الاتّصال في الإذاعة، أمّا على إبراهيم فقد انتقل للعمل بالإذاعة لوطنيّة. آمال الشّاهد صاحبة أوّل صوت يفتتح اذاعة الشباب، وكفاءة تتمتّع بثقافة عالية وذوق فني راق أثثت سهرة لغة الأوتار التي كانت عنوانا للعمل الصّحفي الهادف الذي يقطع مع الإسفاف والرّداءة، كانت هي الأُخرى إحدى ضحايا حقبة الهجرة الاضطراريّة من إذاعة الشباب هربا من جحيم السيّدة ألفة الشرقي بعد تعرّضت للتجميد والإيقاف عن العمل لمدّة طويلة على اثر تقرير مزوّر رُفع إلى إدارة المؤسّسة من طرف مديرة اليوم وزميلة الأمس وقد الزميلة امال الشاهد اختارت الانتقال للعمل في قناة تونس 7 لتقيم الدليل مجددا على قدراتها المهنيّة العاليّة. ومن الأسماء الأخرى التي غادرت إذاعة الشباب بعد أن طالها اذى السيّدة الشرقي التي عُينت على رأس الإذاعة نظرا لكفاءاتها الحزبيّة المفتعلة نذكر: سامية فتح اللي وريم المؤدّب اللتان التحقتا للعمل بالإذاعة الوطنيّة وهنّ من الأصوات المؤسّسة لإذاعة الشباب. -جيهان التركي التي انتقلت للعمل بإذاعة تونس الدوليّة بعد أن ضاقت ذرعا بمظالم السيدة ألفة الشرقي ثمّ سرعان ما عادت مضطرّة للعمل بإذاعة الشباب. نورة بوعلاّق هي الأخرى من الأصوات التي البارزة في الإذاعة وقد عانت تهميش ومضايقات السيدة ألفة الشرقي مما اضطرّها لمغادرة الإذاعة بعد رحلة مهنيّة متميّزة وأدتها حسابات السيدة ألفة الشرقي التي تعادي أصحاب الكفاءات. لقد حوّلت السيدة الفة الشرقي إذاعة الشباب إلى ما يشبه المزرعة الخاصة التي تديرها وفق أهوائها وتوظّّفها لخدمة أغراضها الشخصيّة وأحلامها في بلوغ درجات متقدمة من الرتب السياسيّة على حساب لقمة وأعراض الصّحفيين والتقنيين، فكانت لا تتورّع على توجيه الإهانات والصراخ في وجه الأعوان ووصفهم بأحطّ النعوت، فكانت ولازالت رمزا لاستعباد حقيقي رغم ما يبدو على ملامحها من وداعة مفتعلة مثّلت قناعا يخفي كلّ شرور الدنيا وموبقاتها  .
 

***صحفيّو إذاعة تونس الثّقافيّة يعتصمون بعد استثنائهم من قرار تسوية وضعيات أعوان مؤسستي الاذاعة والتلفزة

 

 
  اعتصم اليوم أكثر من 20 صحافي يعملون بالاذاعة الثقافيّة بمقرّ النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين لمُدّة أربع ساعات  احتجاجا على استثنائهم من قائمة تسوية وضعيات أعوان الاذاعة والتلفزة التي صدرت يوم أمس، بعد تحجج سلطة الاشراف بعدم استيفاء الصحفيين لشرط 4 سنوات أقدمية، مع العلم أن الاذاعة الثقافيّة قد بُعثت سنة 2006، ولم يمرّ على تأسيسها أربعة سنوات حتى الآن. ويطالب المعتصمون بإلحاقهم بالدفعة الثانية لتسوية الوضعيات، واحترام ما ورد في أمر رئيس الدولة الصادر يوم 28 جانفي 2009 ، والذي لم يتضمن نصّه شرط الأقدميّة، وقد اختار صحفيّو الإذاعة الثقافيّة التناوب على الاعتصام في مقرّ النقابة وذلك احتراما لسير العمل بالمؤسسة المذكورة.  
 

** في دار « لا براس » إدارة منصور مهني تستعدّ للاستغناء عن المُتعاونين

 

 
قررت ادارة دار « لابراس » يوم 3 ماي 2010 تجريد 12 صحافي متعاون ( بيجيست) يعمل في جريدة الصّحافة، من الحق في استعمال السيارة المهنية والاستعانة بمصور الجريدة، وحجّرت عليهم كتابة المواضيع الرئيسية كالروبرتاجات والتحقيقات والتغطيات … وأعلمتهم بقرار حرمانهم من حقّ البقاء في مكاتب المؤسّسة واستعمال تجهيزاتها الاعلامية وخدمات الهاتف والانترنت..وقد أُتخذ هذا القرار عقب التحاق 3 صحافيين ممن اجتازوا مناظرة الانتداب بالمؤسّسة اليوم..وتأتي هذه الخطوة التي بررتها الإدارة بـ »الضغط على مصاريف المؤسسة)كتمهيد لخطوات لاحقة منتظرة بالاستغناء عن الأعوان الذين يزاولون عمهم منذ سنة 2008 بصيغة متعاون خارجي..

في عيد حرية الصحافة حصار على الصحافيين


حرر من قبل التحرير في الأثنين, 03. ماي 2010 ذكر عدد من الصحافيين المستقلّين يوم الاثنين 3 ماي الموافق للعيد العالمي لحرية الصحافة أنّهم وضعوا منذ الصباح الباكر محل حراسة أمنيّة مشددة من قبل البوليس السياسي. وذكر محمود الذوادي أنّه تمت ملاحقته من قبل عدد من الأعوان كانوا في انتظاره قرب منزله بحيّ الصحافيين ورافقوه إلى مقر عمله وسط العاصمة حيث مكثوا في انتظاره، كما ظلّت مجموعة أخرى من العناصر بالزي المدني تراقب مقرّ عمل نقيب الصحافيين ناجي البغوري بنفس المؤسسة بعد أن تابعوه من منزله. كما احتجز لطفي حجي على الطريق السريعة عندما كان متوجها من بنزرت إلى العاصمة لأكثر من ساعة قبل السماح له بالمرور وملاحقته بواسطة دورية راجلة في تنقلاته. ورابط عدد من أعوان الأمن بالزي المدني أمام منزل السيدة أم زياد، وفي ذات السياق أشعر لطفي الحيدوري وسليم بوخذير في مقرات سكناهم من قبل أعوان الأمن بأنّه لن يُسمح لهما بالتوجه إلى وسط العاصمة يوم أمس.  ولم يتلقّ المعنيّون أي تبرير قانوني للإجراءات التعسفية التي سلطت عليهم، لكن من المرجح أنّ السلطات كانت تتحسّب قيام صحفيين مستقلين ببعض التحركات في هذه المناسبة السنوية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 03 ماي 2010)

 


قاهر الصحفيين « يتحدث « في اليوم العالمي لحرية الصحافة

قف ..هنا تونس


تونس ـ الفجرنيوز:في اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يكرس للمطالبة بحرية الصحفيين والاعلام التي لا يمكن ان يحصل أي تقدم ولاحرية وديمقراطية بدونهما فالاعلام الذي يوصف بالسلطة الرابعة اصبح في عصر العولمة والانتشار الواسع لقنوات الاعلام واتساع الشبكة العنكبوتية والتوسع المفرط في الاعلام الالكتروني نتيجة التضييق على الاعلام الورقي في الدول الدكتاتورية والتي تاتي تونس على راس قائمتها له مكانة أكثر مما سواه, يتحدث اليوم في هذه المناسبة دكتاتور تونس بن على بكل وقاحة عن الاعلام ودوره في نشر ثقافة الديمقراطية وحقوق الإنسان يال الهول من يصدق هذا الهراء كل الاحداث الواردة من داخل تونس والتقارير المستقلة تتحدث عن هول القمع الحقوقي والاعلامي الذي لم يستثن حتى اصدقاء وحلفاء الامس . يتقدم دكتاتور تونس بتهنئة الصحفيين بهذه المناسبة  لقمعه لهم وتكميم افواههم وتعنيفهم امام ازواجهم وابنائهم وتلفيق التهم لهم بدون هوادة  طبعا هو لا يهنىء الصحفيين الاحرار المستقلين الذين يشهدوا جميعهم بتراجع مجال الحرية الصحفية منذ انقلابه المشؤوم الذي يحق فيه قول المثل التونسي الذي يقول  « مارحمك يارجل امي الاول » ففي عهد بورقيبة كنا نتصارع مع رجل مثقف اختلف معه الكثير لكنه يجيد لغة الخطاب والحوار والمناورة والان الصراع مع عسكري دكتاتوري لا يعرف غير لغة القمع والتشفي . اذا هو لا يخاطب هذه الفئة المذكورة سلفا ولكنه يخاطب المطبلين والمتسلقين من الصحفيين الماجورين من امثال منفذي الانقلاب الاخير على نقابة الصحفيين التونسيين ومن على شاكلتهم . اقول لك ايها المغرور  انكشفت ولم يبق منك مستور فويل لك من يوم  منظور  يقتص فيه  منك من  امر مفعول الفجرنيوز
 


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 20 جمادى الأولى 1431 الموافق ل 04 ماي 2010

أخبار الحريات في تونس


1)   الضغط على المسوّغين لمنعهم من كراء مكاتب لعدد من المحامين المعارضين: يقوم جهاز البوليس السياسي منذ مدة بالضغط على بعض المواطنين الذين يملكون محلات للكراء قصد منعهم من تسويغ هذه المحلات للأساتذة عبد الرؤوف العيادي ومحمد عبّو والعياشي الهمامي، وكلما اكترى المحامون المذكورون مكتبا جديدا كلما تدخل أعوان البوليس السياسي للضغط على صاحب المحل لإجباره على فسخ العقد وإخراجهم من المكتب. وحرية وإنصاف تدين بشدة هذه الممارسات المتخلفة والمخالفة للقانون والتي ترمي إلى تجويع المحامين المستهدفين بسبب آرائهم المعارضة للسلطة القائمة ونشاطهم السياسي والحقوقي. 2)   سرقة مكتب الأستاذة راضية النصراوي: تعرض مكتب الأستاذة راضية النصراوي رئيسة الجمعية التونسية لمقاومة التعذيب ليلة غرة ماي 2010 إلى الخلع وسرقة الوحدة المركزية للحاسوب، وتعتبر الأستاذة النصراوي أن سرقة مكتبها لها علاقة بنشاطها الحقوقي. وحرية وإنصاف التي طالما نددت بالاعتداء على مكاتب المحامين المعارضين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان تذكر بان هذه المكاتب تخضع لمراقبة مستمرة من قبل أعوان البوليس السياسي وهو ما يقلل من فرضية السرقة.  3)   حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.  عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


الحزب الديمقراطي التقدمي   جامعــــــة بنــــــزرت 40 نهـــــج بلجيـــــــــكا دعــــــــــــــــــــــــوة  

تتشرف جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي بدعوتكم لحضور الندوة التي تعقدها تحت عنوان :   الاستحقــــاق البلـــــدي والمواطنــــة   والتي سيحاضر خلالها السيد :   محمـد صالـــح فليــس   وذلك يوم الجمعة 7 ماي 2010 على الساعة الرابعة والنصف مساء بمقرها.  

حضوركم إثراء للنقاش.

 


دعـــــوة     


يتشرّف التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وحركة التجديد والأطراف الملتقية معهما بدعوتكم إلى حضور ندوة بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة تحت عنوان: حرية الإعلام – حرية الوصول إلى المعلومة وذلك يوم الاربعاء 5 ماي 2010 على الساعة الخامسة والنصف مساء بمقر حركة التجديد 7، شارع الحرية تونس   مصطفى بن جعفر                                                    أحمد إبراهيم  


هل ستصيب لعنة الحوض المنجمي القاضي العبّاسي؟

 


قدّم الأسبوع الماضي القاضي العبّاسي رئيس الدائرة الجنائيّة السّابق بمحكمة الاستئناف بقفصة مطلب انتساب للهيئة الوطنيّة للمحامين بعد أن أحيل على التّقاعد أواخر مارس الماضي. إلى هنا يبدو الخبر عاديّا باعتبار أنّ جزء من القضاة المُتقاعدين يلتحقون بقطاع المحاماة. لكنّ المثير للانتباه أنّ هذا الشّخص مازالت تُطرح حوله أكثر من نقطة استفهام خاصّة وقد ارتبطت به الأحكام القاسية والجائرة في حقّ قادة ونشطاء حركة الاحتجاج بمنطقة الحوض المنجمي والتي أودعوا بموجبها سُجونا متعدّدة ومُتباعدة تعرّضوا فيها إلى شتّى أنواع التّنكيل والإذلال. إنّ كلّ من واكب تلك المحاكمات يُلاحظ دون عناء تحوّل هيئة المحكمة إلى خصم أساسيّ وإلى طرف مناوئ في ضرب لمبدأ الاستقلالية والحياديّة، حيث لم يتمكّن المتّهمون من تقديم إفاداتهم بشكل ضاف يُمكّنهم من دفع التّهم الثّقيلة التي ألبست لهم ومن إجلاء بعض الغيوم على الأحداث التي أدينوا على خلفيّتها. كما لم يتمكّن الجيش العرمرم من المحامين الذين تطوّعوا من مختلف المدن التّونسيّة من الوقت الكافي لتقديم دفوعاتهم وكانوا عرضة دائمة للمقاطعة والتهديد والاستفزاز. إنّ القاضي العبّاسي لم يلتفت إلى أيّ من الخروقات الصّارخة في مسار القضيّة كما لم يستجب لأيّ من طلبات الدّفاع في الأصل أو الشّكل وتصرّف بعنجهيّة الحاكم المطلق المنتشي بإسناد البوليس ومُهاتفات كبار المسؤولين في وزارة العدل والدّاخليّة وفي رئاسة الجمهوريّة. إنّ أيّ ذرة من إيمان بقيمة العدل كانت ستدفع قاض مماثل للأمر بعرض جميع المتّهمين المنجميين على الفحص الطبّي وهم الذين مازالوا حتّى بعد انقضاء 8 أشهر على تواريخ إيقافهم يُعانون أثارا كارثيّة لعمليّات تعذيب وحشيّة وممنهجة. إنّ أيّ قاض مُتشبّع بأصول مهنته كان سيرفض الحكم وفق محاضر البحث المدلّسة والمفبركة وكان سيُحيل « مهندسيها » على التّحقيق على غرار المسؤولين عن عمليّات التعذيب أمرا وتنفيذا. إنّ قادة الحركة الإحتجاجيّة بمدن الحوض المنجمي الذين ضاقوا الأمرّين أثناء التّوقيف والاعتقال ربّما تبادر إلى ذهنهم أنّ القضاء سيحميهم ويُنصفهم، ولكنّه تحوّل مع العبّاسي إلى آلة أمنيّة أخرى تُمعن في توريطهم وتتآمر عليهم وتُؤكّد تهم حقّ عام في حقّهم تُصوّرهم على أنّهم مجموعة من المجرمين والمنحرفين وقطّاع الطرق في الوقت الذي ظهروا فيه أمام التونسيّات والتّونسيين وأمام الرأي العام العربي والدّولي مدافعين أشدّاء عن المساواة والعدالة الإجتماعيّة ومناهضين للفساد والرّشوة والمحسوبيّة وإهدار المال العام. إنّ عشرات المنجميين سيتذكّرون لا محالة بقيّة أعمارهم نظرة القاضي المتشفّية وهي تنطق تلك الأحكام القاسية في شأنهم والمفصولة عن إطارها السّياسي والاجتماعي والمعزولة عن الوقائع الحقيقيّة التي كانت لأشهر حديث القاصي والدّاني، والمُستصدرة من رحم المؤسسة الأمنيّة والسّياسيّة التي رأت في استئصال الحركة الإجتماعيّة غاية لا بدّ من إدراكها ولو بمزيد تلويث القضاء وتخريبه. لقد كشفت تلك المحاكمات أنّ القاضي العبّاسي لم يكن يحمل أدنى ذرّة من شرف المهنة ولم يتحمّل أدنى مسؤوليّة في رفع ظلم صارخ يُسلّط على عشرات الشّرفاء، بل كان أداة السّلطة التّنفيذيّة في تصفية الحساب معهم دون التفات إلى جوهر رسالته أو عواقب فعلته. وإنّه إذ يسعى اليوم لارتداء « روب » المحاماة الأسود فإنّ نواميس المهنة لا شكّ ستُساءله وستعرض أمامه سلسلة الجرائم التي ارتكبها في حقّ القضاء العادل. فهل سيرضى الشّرفاء من المحامين أن يُدنّس مهنتهم من أعطى المثال في العداء لهم وفي دوس قيم العدل والمساواة والبراءة، أم ستمتدّ لعنة الحوض المنجمي إليه مثلما امتدت قبله إلى مسؤولين أمنيين وسياسيين طواهم الإبعاد والخزي على غرار بلقاسم الرّابحي والعيد الكيدوسي وسامي اليحياوي؟ سامي الصّالحي (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 5 ماي 2010)
 


Bonne fête Tunisnews


Tunisnews s’est imposé au fil des ans dans le paysage médiatique tunisien comme une plateforme d’information incontournable vers laquelle toute personne à la recherche d’une information crédible sur la Tunisie se tourne chaque matin.  Le choix d’être un site agrégateur était original et répondait à un besoin nouveau de la sphère médiatique alternative qui était dispersée. Cette approche originale a fait que Tunisnews s’est distingué et imposé pas seulement dans l’opposition mais également auprès des officiels tunisiens. Comme tout média, Tunisnews a eu ses moments de faiblesse et ses grandeurs; il a été la cible d’attaques et de manipulations, mais il a su se dégager de ces pièges, garder sa ligne droite et  respecter son mandat de site d’informations ouvert à tous sans distinction mais sans parti pris. Bravo à l’équipe de Tunisnews et bonne continuation. Omar Mestiri et sihem Bensedrine Radio Kalima  


كنت أشعر بقلق وغضب شديدين كلما حرمت من إمكانية وصول تونس نيوز إلي أو وصولي إليها


يسعدني أن أهنئكم على صبركم ومثابرتكم على إدارة هذا الموقع الإعلامي الهام، الذي يندرج ضمن ما يمكن تسميته بصيانة جانب من التاريخ الحي لتونس شعبا ونخبة. فنحن في بلدنا نشكو من ضعف الذاكرة الجماعية، وبسبب ذلك ترى جزء كبيرا من الذين يكتبون ويتحركون يعيدون إنتاج ما سبقهم دون أن يشعروا بذلك. وبالتالي فإن أرشيفكم سيساعد كثيرا على حماية هذه ذاكرة تونس الحديثة وإنعاشها. من جهة أخرى، وعلى المستوى الشخصي، ساعدتني  » تونس نيوز  » كثيرا على جمع شتات ما تفرق من أخبار، وتحولت عبر السنوات إلى إلى مرجع ملازم لي في عملي وفي فهمي لما يجري في بلدي. ولهذا كنت أشعر بقلق وغضب شديدين كلما حرمت من إمكانية وصولها إلي أو وصولي إليها، حيث يلازمني شعور بأني فقدت شيئا مهما، وصودرت مني أداة من أدوات الفهم والتحليل. كذلك أقدر حرصكم على الموضوعية، وذلك من خلال ما تنشروه من أخبار ومقالات، بعيدا عن الانتقائية المتحيزة أيديلوجيا وسياسيا، وهو ما جعل منبركم يحظى بالاهتمام والمتابعة من قبل الجميع، بمن في ذلك السلطة. ورغم الاتهامات التي وجهت إليكم، إلا أنكم واصلتم طريقكم، ولم تغيروا منهجكم في العمل. تحياتي لكم، وأملي أن تستمروا، رغم كل الصعوبات التي تواجهكم، والتي تغلبتم عليها في الماضي، وأعتقد بأنكم ستكونون أقدر على ذلك في المستقبل.واتركوا الحكم لكم او عليكم للتاريخ وحده  
صلاح الدين الجورشي 


أتمنى أن يصبح الوصول إلى الموقع ممكنا للجميع، خصوصا وقد ثبت أنّه لم يسبّب أيّة مضرّة للبلاد

بمناسبة عشريّة تأسيس الموقع، من أجل إعلام تعدّدي وحر، أتقدّم إليكم بتهانيّ الحارّة راجيا لكم مزيد النجاح والتوفيق، شاكرا لكم ما تبذلونه من جهد.أتمنى أن يصبح الوصول إلى الموقع ممكنا للجميع، خصوصا وقد ثبت أنّه لم يسبّب أيّة مضرّة للبلاد  
الصحفي محمود العروسي


لولا وجودكم لما استطعنا أن نخترق الحصار الخانق في بلدنا العزيز


الأصدقاء في تونس نيوز: تحية حارة وتقدير، أولا أنا آسف على التأخير في تهنئتكم بمناسبة مرور عشر سنوات على انطلاقة رسالتكم الإعلامية الرائعة  وبمناسبة اليوم العالمي للصحافة، فانا لا استطيع أن اقرأ ما تنشروه إلا  متأخرا وذلك بسبب المشكل الدائم في بريدي الالكتروني الذي لا استطيع الاطلاع عليه  من منزلي ومن حاسوبي. أود أن أشكركم لما قدمتموه لفرعنا – فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان – وللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي  ولكل مكونات المجتمع المدني في تونس ، التي تبلغ إعلامها عبركم كل يوم , لا أظن إنني أبالغ ان قلت  انه لولا وجودكم لما استطعنا أن نخترق الحصار الخانق في بلدنا العزيز ولما استطعنا أن نقرأ عن كل ما يحصل, فهنيئا لكم بهذا النجاح الإعلامي وهنيئا لنا بوجودكم  . صديقكم الذي يتواصل معكم منذ سنين  ولا يعرفكم  
مسعود الرمضاني

معلقات دعائية مخالفة للمجلة الانتخابية

حرر من قبل نزار في الأثنين, 03. ماي 2010 لاحظ أغلب أعضاء القائمات المنافسة للحزب الحاكم التجمع الدستوري في الانتخابات البلدية أنّ البيان الانتخابي لهذا الأخير والذي تم تعليقه للعموم في أغلب مدن الجمهورية لا يمتثل للقياسات القانونية المنصوص عليها بالمجلة الانتخابية. وينصّ القانون أن يكون طول الملصقة في المكان المخصص لها 84 صم وعرضها 59 صم، في حين لم تتجاوز أبعاد ملصقات بيانات الحزب الحاكم 63 صم على 43.  إلى جانب ذلك لم تنصّ البيانات التجمّعية على مبدأ الترشيح حيث حذفت عبارة « قائمة » ووضع مكانها « بلدية المكان »، في إشارة إلى حسم النتائج قبل التصويت. جدير بالذكر أنّ الحملة الانتخابية لمجالس البلدية انطلقت يوم الأحد 2 ماي الجاري لتنتهي يوم 7 من نفس الشهر. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 03 ماي 2010)
 

فصل آخر في انتهاك القانون:بعد تسلم الوصل النهائي قائمة التجمع الدستوري الحاكم بنفطة تغير أحد أعضائها بآخر

 


 فوجئ الرأي العام المحلي مع انطلاق الحملة الانتخابية(ليلة السبت/الأحد 2 ماي الماضي) و تعليق أسماء و ألقاب كافة أعضاء القائمة المترشحة بتغير في تركيبة القائمة المترشحة للانتخابات البلدية لحزب التجمع الدستوري الحاكم حيث وضع اسم عضو لم يذكر في القائمة التي تولت نشرها بعض الصحف و منها يومية الصباح بتاريخ 29 أفريل 2010.كان هذا الحزب قد قدم قائمته يوم الجمعة 23 أفريل 2010 ليحصل حسب أحكام المجلة الانتخابية على الوصل النهائي على أقصى تقدير يوم الأربعاء 28 أفريل 2010 باعتبار الأربعة أيام التي يمنحها القانون الانتخابي للإدارة حتى تتولى التثبت في مدى توفر شروط الترشح لكل عضو من أعضاء القائمة (يتكون المجلس البلدي بنفطة من 16 عضوا باعتبار أن المدينة تعد 20 ألف ساكن).ولم يقع التفطن إلى أن أحد أعضاء القائمة لا تتوفر فيه الشروط المطلوبة للترشح إلا بعد تسلم الوصل النهائي و نشر القائمة كاملة في الصحف و يبدو أن التفطن تم على خلفية احتجاج تقدم به أحد المواطنين. لقد ارتكبت الإدارة خطأ فادحا بتسليمها الوصل النهائي لقائمة تتضمن عضوا لا تتوفر فيه الشروط القانونية  و لمعالجة هذا الانتهاك للقانون وقع تعويض عضو بآخر بعد تسلم الوصل النهائي بما يعني أن هذا العضو لم يكن ضمن القائمة التي صرحت برغبتها في الترشح و بما يعني كذلك أن قائمة حزب التجمع ينقصها عضو بما أن عدد الأعضاء لا يستجيب للعدد المطلوب من المقاعد التي يتضمنها المجلس البلدي بنفطة و من ثمة فإن حصول قائمة حزب التجمع على الوصل النهائي يعتبر من الناحية القانونية باطلا و ما بني على باطل فهو باطل. إن الإدارة التي تشددت في تعاطيها مع قائمات الحزب الديمقراطي التقدمي وبعض قائمات أحزاب و تيارات المعارضة الديمقراطية في الانتخابات التشريعية أكتوبر 2009 و أسقطت جلها بتعلات أوهى من خيوط العنكبوت هي نفسها التي أسندت الوصل النهائي لقائمة حزب السلطة رغم عدم توفر شروط الترشح في أحد أعضائها للانتخابات البلدية  بدائرة نفطة وهو دليل دامغ على عدم حيادها و انحيازها السافر إلى حزب بعينه بل إنها جارته في ارتكاب انتهاك آخر حينما تركته يعوض عضوا بآخر وهي « الحريصة » على احترام القانون و كان من المفروض أن لا تتسلم الوصل النهائي لأنها لم تحترم الشروط القانونية الواجب توفرها مثلما تحدده أحكام المجلة الانتخابية و بالتالي فهي قائمة غير قانونية. إن تسليم الوصل النهائي لقائمة مترشحة يعني حصول تثبت الإدارة الفعلي  خلال المدة القانونية في  صحة و تطابق البيانات التي قدمتها القائمة المترشحة عن أعضائها مثلما تنص على ذلك أحكام المجلة الانتخابية فكيف يمكن تفسير هذا الخطأ من الجهات المعنية التي تتحمل كامل المسؤولية عن الموقف القانوني الشاذ الذي توضع فيه حاليا قائمة التجمع الدستوري الحاكم بدائرة بلدية نفطة و الذي يعيد للواجهة عملية تغيير عضو من أعضاء قائمة نفس هذا الحزب في دائرة قابس في الانتخابات التشريعية أكتوبر 2009 بعد تسلم الوصل النهائي و التي راح ضحيتها السيد والي الجهة  فقائمة التجمع بنفطة من جهة قدمت عدد أعضاء أقل من المطلوب بما أن أحد أعضائها لا تتوفر فيه الشروط القانونية للترشح وبالتالي لا يحق لها الحصول على الوصل النهائي باعتبار انتهاء آجال التدارك(آخر أجل لتقديم الترشحات يوم السبت 24 أفريل 2010) وانتفاء أي إمكانية لتغيير العضو المرفوض و من جهة أخرى هي قائمة  متحصلة على الوصل النهائي و غيّرت في تركيبتها بما يجعل العضو الجديد غير مشمول بمهمة التثبت التي أوكلها القانون الانتخابي للإدارة و التي تؤسس لإسنادها الوصل النهائي حتى و إن كانت تتوفر فيه شروط الترشح لسبب بسيط هو أنه لم يكن ضمن التشكيلة التي تضمنتها القائمة التي حصلت على الوصل الوقتي يوم تقديم الترشح أي يوم الجمعة 23 أفريل 2010. في الجهة المقابلة ترشحت مع قائمة التجمع الدستوري الحاكم قائمة ثانية تطلق على نفسها القائمة المستقلة من أجل المواطنة وهي تتكون في أغلبها من رجال تعليم ينشطون في الحقل النقابي و الحقوقي و تدعمها حركة التجديد و حلفاؤها، تجدر الإشارة إلى أن القانون الانتخابي يمنح للقائمة الثانية المترشحة الحق في الطعن في صحة ترشح قائمة التجمع الدستوري لدى اللجنة المنصوص عليها بالمجلة الانتخابية إلا أن قرار الطعن لا تحكمه الاعتبارات القانونية فقط و إنما تتدخل في تحديده الرؤية السياسية حيث من المعلوم أن القانون الانتخابي يضع تأشيرة عبور للقائمة التي تدخل في توزيع المقاعد بالمجلس البلدي وفق نظام النسبية التي تعطي الأفضلية للقائمة الحائزة على أغلبية الأصوات بقيمة 3 بالمائة من الأصوات و تكمن القيمة السياسية لهذه التأشيرة في تمكين أو حرمان القائمة الثانية من دخول سباق توزيع المقاعد و ذلك لسببين أولهما عدم وجود جهة مستقلة تتولى إعلان نتائج الفرز الحقيقية لأن الأمر بعهدة وزارة الداخلية مثل ما ينص على ذلك القانون الانتخابي بصرف النظر عن الفرز الفوري و وجود مراقبين يمثلون القائمات المترشحة  و ثانيا أن التأشيرة جعلت لرصد و متابعة مواقف و توجهات و تمشيات سياسة  القائمة الثانية خلال الحملة الانتخابية الأمر الذي يفتح على القول بالإعلان عن حصول القائمة الثانية على ما دون 3 بالمائة فيما لو كان سقف الخطاب السياسي و المطلبي عاليا و لا تتحمله السلطة.فهل ستنتهز القائمة الثانية فرصة الطعن في صحة ترشح قائمة التجمع الدستوري بما قد يفضي لإسقاطها و إعلان القائمة الثانية فائزة بكل مقاعد المجلس فيما لو نظرت اللجنة في الطعن المقدم و طبقت القانون؟ حتى كتابة هذه الأسطر لم يصدر عن القائمة المستقلة من أجل المواطنة موقف يقطع الشك باليقين حول قضية الطعن إلا أن العديد من المراقبين يعتقدون في ارتفاع الرصيد السياسي و المعنوي و الأخلاقي للقائمة المذكورة  فيما لو قدمت طعنا في صحة ترشح قائمة التجمع الدستوري الحاكم و أردفته بسلسلة من الإجراءات الميدانية التي لا تدخر الانسحاب من السباق فيما لو تجاهلت الجهات المعنية الأمر لكن يجمع البعض كذلك على استبعاد تطبيق القانون على قائمة حزب السلطة و إسقاط قائمته و ذلك بالنظر للكلفة السياسية لمثل هذا القرار سواء تعلق الأمر بالجهات الإدارية المسؤولة أو موقع حزب السلطة في النطاق الوطني و الجهوي و المحلي.لاشك أن من العوائق التي تحول دون إدانة الانتهاك الذي وقع من قبل الإدارة و حزب السلطة ضيق دائرة الإطلاع القانوني و طبيعة اللجنة كجهة بت في الطعون باعتبارها معينة من قبل السلطة التنفيذية مثلها مثل طاقم مكاتب الاقتراع و تردد القائمة المستقلة في التعاطي مع المسألة حيث مر حتى كتابة هذه الأسطر نصف مدة الحملة الانتخابية(2 ـ 3 ـ 4 ماي) و لم تحرك ساكنا و كان من المفروض أن تتحرك في اتجاه الطعن منذ يوم الأحد 2 ماي تاريخ انطلاق الحملة الانتخابية إلا أن مناضلي الحركة الديمقراطية و المجتمع المدني مطالبون من الزاوية المبدئية بإدانة انتهاك القانون و مساندة كل ضحية بصرف النظر عن اللون السياسي و الموقف من الانتخابات، من جانب آخر على السلط المسؤولية محاسبة كل من ثبت انتهاكه للقانون من خلال فتح تحقيق جدي و مستقل يحفظ للقانون مكانته و للدولة هيبتها. محمد الهادي حمدة نفطة في 4 ماي 2010  


حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي
الأمين العام للحزب في افتتاح الحملة الانتخابية للانتخابات البلدية-9ماي 2010

يفتتح الأمين العام للحزب الأستاذ احمد الاينوبلي مساء اليوم الثلاثاء بمدينة صفاقس الحملة الانتخابية للحزب للانتخابات البلدية -9 ماي 2010.وفيما يلي ملخص للكلمة التي سيلقيها   الأمين العام للحزب في افتتاح الحملة الانتخابية للانتخابات البلدية-9ماي 2010   البناء الديمقراطي التعددي السليم لا يأتي إلا بواسطة أبناء الوطن الصادقين و الموالين للثوابت والمرجعيات الوطنية   افتتح الأمين العام للحزب الأستاذ احمد الاينوبلي مساء اليوم الثلاثاء بمدينة صفاقس الحملة الانتخابية للحزب للانتخابات البلدية -9 ماي 2010 .   وأكد في بداية كلمته على أن مشاركة الاتحاد الديمقراطي الوحدوي في الاستحقاق البلدي يتنزل في إطار مساهمة الحزب في البناء الوطني في بعده التعددي الديمقراطي وإيمانا منه بأن التغيير والإصلاح ليس عملية محدودة في الزمن بل هو حركة مطردة ومتواصلة في جهد المراكمة.   و أشار إلى أن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي يعتبر فصيلا وطنيا متبنيا لمرجعية حركة التغيير التي أعلنها وقادها الرئيس زين العابدين بن علي لمواصلة التحديث والتطوير في المنظومة الوطنية بمختلف أبعادها ومؤسساتها.   وقال إن المشاركة في الانتخابات والانتصار لهذا الأسلوب -أي الانتخابات- هو المدخل السليم والطريق الأنجع للتقدم و الحداثة التي عنوانها المؤسسات الديمقراطية وسيادة الشعب « لذلك فإن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بمرجعيته الوطنية وانحيازه لمبادئ حركة التغيير وانتصاره لنهجه العروبي الوحدوي لم ولن يتخلف عن أي استحقاق انتخابي لإيمانه أن تحديث الحزء هو مساهمة في بناء الكل الشامل بما يعني أن تطوير الديمقراطية المحلية هو بناء للديمقراطية الوطنية والرقي بتونس والنهوض بها هو مساهمة في النهوض بالأمة العربية.   ودعا الأمين العام مناضلي الحزب وأنصاره إلى المساهمة في إنجاح هذا الاستحقاق الانتخابي مساهمة راقية وحضارية تعكس ما بلغه شعبنا العربي في تونس من تطور وحداثة وما حققه من مكاسب على درب الديمقراطية والتعددية.   ونبه  إلى ضرورة عدم الالتفات لمحترفي الإحباط واليأس العدمي « الذين في حقيقة الأمر محترفو العجز أو الاتكالية. » مؤكدا أن حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي راهن ومازال على إن البناء الديمقراطي التعددي السليم لا يأتي إلا بواسطة أبناء الوطن الصادقين الأوفياء للمناضلين الأول ولدماء الشهداء….أبناء الوطن الموالين للثوابت والمرجعيات الوطنية والمناوئين والرافضين لأجندات أعداء الوطن والأمة أبناء الوطن الذين عاهدوا الله فصدقوا ونأوا بأنفسهم عن سماسرة السياسة في الداخل وباعة الأوطان للخارج.   وقال في ختام مداخلته: »إن ما شارك به الاتحاد الديمقراطي الوحدوي من قائمات في ا لاستحقاق البلدي هو تعبيرة صادقة عن حجم الاتحاد الديمقراطي الوحدوي في الساحة السياسية رغم ما تعرض له من حالة إرباك قادتها أطراف في جوهرها وفي عمقها معادية للخط العروبي الوحدوي للحزب ».   وأكد: » نقول لكل من استهدفنا لقد نجحنا في الحفاظ على مشاركتنا الجدية بعيدا عن المغالطات ». عبد الكريم عمر عضو المكتب السياسي المكلف بالإعلام  


تلوّث انتخابي وسط مناخ سياسي خانق


بقلم عمّار عمروسيّة يقترب موعد إجراء الانتخابات البلدية في تونس، ومع كل يوم جديد تتزايد المعطيات التي تؤكد صواب موقف مُقاطعي المسرحية الانتخابية التي يتحكّم نظام الحكم في جميع فصولها من الأوّل إلى الآخر وفق حسابات دقيقة مُعدّة سلفا في دوائر ضيّقة يبدو أنّ للبوليس السياسي الكلمة الفصل في تحديد ظهور المُمثلين على الركح (تشكيل القوائم وقبولها…) وتحديد نسبة المشاركة وإعلان النتائج العامّة، وحتى تكييف ردود أفعال الرابحين والخاسرين. ولعلّ إمعان السلطة من جهة في التحكّم الكلّي بالعمليّة الانتخابية مهما كانت مستوياتها (رئاسية، برلمانية، بلدية) ومن جهة أخرى تكرّر هذه المهازل طوال الـستة (6) عقود الماضية، قد أسهم بقسط وافر ليس فقط في عزوف المواطن عن التصويت والاقتراب من صناديق الاقتراع والاجتماعات الانتخابية، وإنّما في مجرّد الاهتمام البعيد بمثل هذه الاستحقاقات، فلا أحاديث المواطنين منصبّة على الانتخابات، ولا الإقبال على وسائل الإعلام يزداد في تلك المدّة بالرغم من محاولات التسخين الباهتة إمّا من قبل السلطة أو من قبل بعض المشاركين. والحقيقة التي لا يمكن إنكارها من قبل كلّ متابع نزيه لأوضاع بلادنا هي النسبة الضعيفة للمشاركة في الإقتراعات السابقة وخصوصا في العقدين الأخيرين من حكم « بن علي » وهو ما يُبررّ طرح أسئلة كثيرة حول لزوميّة مثل هذه الاستحقاقات أصلا وكذلك حول أهداف المشاركين فيها سلطة ومعارضة على حدّ السواء. فحتى البسطاء من الناس في مُدنهم وأقصى قراهم يُديرون وجوههم وعقولهم عن مثل هذه المسرحيات، ولم تعُد تحرّك سواكنهم لا خطابات رجالات السلطة فهم قد خبروهم طويلا ولا وعود المعارضين المشاركين بما فيهم الشقّ الذي يعتبر نفسه راديكاليّا. فالجميع وإن اختلفت أسماء أحزابهم وتعدّدت ألوان قوائمهم في نظر أجزاء واسعة من الشعب التونسي مستلزمات لاستمرار المهازل الانتخابية التي فقدت بمرور الوقت بريقها وجاذبيتها، حتى أنّ الكثيرين أضحوا في كلّ تلك المناسبات يأسفون لهدر المال العام في عمليات معروفة النتائج مسبقا. ومن نافلة القول أنّ مثل هذه القناعات والمواقف تشكّلت عبر عقود طويلة من هيمنة الحزب الحاكم على مقاليد السلطة كلّ السلطة، ممّا أعاق بصفة كلّية كلّ إمكانات التداول عليها من القاعدة إلى القمّة، الأمر الذي تفـّه إلى حدود قصوى كلّ الاستحقاقات الانتخابية وعمّق عزوف التونسيات والتونسيين مهما كانت أعمارهم على متابعة الشأن العامّ وهي قناعة مُشتركة يردّدها في الأيّام العاديّة كلّ المشاركين بما في ذلك حزب السلطة. ويقفزون فوقها عندما يتعلّق الأمر بالانتخابات وكأنّها (أي الانتخابات) حتى في ظلّ غياب الشروط الدنيا للاختيار الحرّ قادرة على تغيير قناعات المواطنين وجرّهم إلى ميدان التنافس والانتصار لهذا أو ذلك!!! فالمتأمّل اليوم في حيثيّات إعداد بلديات 2010 لا يجد صعوبة في الوقوف على الهوّة السحيقة التي تفصل حزب الدولة وكلّ المشاركين عن المزاج العام للشعب التونسي المُنهك بالاستبداد السياسي والتفقير الاقتصادي التهميش الاجتماعي وجميعها معطيات ستتحكّم بالضرورة في تحديد نسبة الإقبال على الاقتراع المُنتظر التي ستتراجع حتى عن سابقتها المُتدنّية في آخر انتخابات رئاسية وبرلمانية. ولا نظنّ مثل هذا التوقـّع غائبا عن نظام الحكم ولا عمّن قبلوا المشاركة معه. فالسلطة تعرف أكثر من الجميع حقيقة الإقبال الضعيف وهي منذ بداية العشرية الثانية من حكم الرئيس الحالي لم تعُد معنيّة كثيرا بتحريك ماكينتها الحزبية (التجمّع) مثلما كان في عهد بورقيبة لتشريك المواطنين في الأرياف والمدن لإضفاء نوع من الشرعيّة على تواصل احتكار الحكم. فالنسخة الحالية من قادة النظام الدستوري أسقطوا التعويل على الشعب لفائدة الماكينات الإدارية والأمنية وبطبيعة الحال القانونية لخلق واجهة ديمقراطية مُزيّفة لمسار تعدّدي مغشوش وهيئات ومؤسسات صورية بعيدة كلّ البعد عن السيادة الشعبية والتمثيل الشعبي. أمّا المشاركون وإن توزّعوا بين مُعسكرين أحدهما افتضح أمره بصفة نهائيّة ولم يعُد له من صلة بالمعارضة سوى التسمية وثانيهما رغم إقراره الرسميّ بغياب الشروط الضرورية للانتخابات الحرّة يحرص في كلّ مرّة على المشاركة تحت يافطة « الاحتجاج » و »الفضح » و »تحريك الأوضاع ». وبالرغم من كلّ هذه الاختلافات وغيرها، وبالرغم من اختلاف النوايا وحتى تناقضها فإنّ المحصلة النهائية للمشاركة في مثل هذه الأوضاع منظور لها من الزاوية السياسية العامّة هي الإسهام بهذا القدر أو ذاك في تأثيث الواجهة الديمقراطيّة المُزيّفة للنظام الاستبدادي. ومن المؤسف أنّ هذا التأثيث سواء تعلّق الأمر بالنتائج أو بمجرّد إعطاء وصولات نهائيّة للقوائم المُترشّحة، أمور بيد السلطة وتحديدا وزارة الداخليّة!!! فإذا كان الحزب الحاكم وما يُعرف بالمعارضة الإداريّة الديكوريّة لا يأبهان حتّى في المعارك الانتخابية بالناخبين وأصواتهم (الأوّل فوزه مضمون بقوّة الدولة والثاني بقوّة القانون 25 بالمائة) فإنّ المشارك الاحتجاجي الذي لا يودّ الاستفادة من حصّة المعارضة المكفولة قانونا، عليه أثناء تحديد سلوكه السياسي مراعاة موازين القوى في المعارك الانتخابية والتنبّه إلى مزاج شعبه وتحديدا درجة ارتباطه بصندوق الاقتراع. ولا نظنّ حيثيات ونتائج، وكذلك النسبة الحقيقية لمشاركة الناخبات والناخبين بعيدة حتّى لا يستفيد منها أيّا كان في تحديد موقفه السياسي من بلديات 2010. كما أننا لا نظنّ أيّا كان بإمكانه نفي التقهقر الحادّ الذي طال الحقوق والحرّيات في بلادنا بُعيد الإعلان عن نتائج رئاسية وبرلمانية 2009 وهو تقهقر يكاد يُجمع الكلّ على أنّه ردّة فعل مُتشنّجة ومُتوحّشة تحكّم فيها بصفة مباشرة إخفاق السلطة في تمرير كرنافالها الانتخابي وفق مخطّطاتها المسبقة. ومعلوم أنّ موجة القمع الجديدة التي طالت الأصوات الداعية لمقاطعة تلك المهزلة سواء كانوا منظّمين أو فرادى، إعلاميين أو سياسيين وحقوقيين ونشطاء طلاّبيين. وبعدها يجد المشاركون جرأة في نعت دعوة المقاطعة بالموقف السهل والمقاطعين بجماعة « الربوة » … فالموقف السهل حقّا هو القبول بالمشاركة دون النظر لا للمنظومة القانونية التي تحكم العمليّة الانتخابية، ولا لعلاقة السلطة بالمجتمع، ولا حتّى لموازين القوى بين مُعسكريّ الاستبداد وخدمه من جهة ودعاة التغيير الديمقراطي واستعدادات الشعب من جهة أخرى. فالسهل حقّا أن يتمّ تحديد التكتيكات السياسية بما يُرضي النظام الحاكم ويضمن بعض الامتيازات والمكاسب إمّا ضمن الحصّة التي يُحدّدها القانون وإمّا اتقاء لغضب السلطة وقمعها مع قبول بعض الهبات الماليّة من حين لآخر. ويبدو أنّ الصعوبات التي يتحدّث عنها البعض في هذه الأيّام تنحصر أوّلا في توفير العناصر البشرية الضروريّة لتقديم قوائم في رهان يتطلّب موارد بشريّة أكثر بكثير من الاستحقاق البرلماني، وثانيا في التعقيدات الإدارية لمنح الوصولات النهائيّة، وثالثا في مراقبة العمليّة الانتخابيّة، وهي في مُجملها صعوبات واقعيّة من المُفترض أن تكون حاضرة في تحديد التكتيك المناسب لخوض المعارك الانتخابية. فالواقعيّة في الفعل السياسيّ التي طالما تغنّوا بها تقتضي أوّلا وقبل كلّ شيء تمثّل كلّ تلك الصعوبات والمُعوّقات منذ البداية. بل يمكن الجزم أنّ من بين تلك المبرّرات التي تُرجّح كفّة « المقاطعة » هي تلك المعوّقات التي تندرج ضمن الحدّّ الأدنى للانتخابات الحرّة والنزيهة. ففي كلّ بقاع العالم، وبمناسبة كلّ انتخابات يدور جدل حول الضمانات التي لا بدّ منها للمشاركة ويتحدّد موقف المقاطعين والمشاركين بناء على تقديرات ملموسة للأوضاع… ومعلوم أنّ ذلك الحدّ الأدنى يختلف من بلد إلى آخر، فما هو مطلوب هنا قد لا يكون مطلوبا هناك. ولعلّ نقطة الضعف الفادحة التي تنزل بثقلها على أجزاء واسعة من الحركات السياسية في تونس، هي النظر إلى مسألة « المشاركة » ضمن دوائر المبادئ الثابتة والمُطلقة!!! وأكثر من ذلك يتعمّدون الخلط بين « العلنية » و »القانونيّة » وبين العمل السياسي المدني ونظيره « العسكريّ » الثوريّ. فالمشاركة في منظور البعض منهم هي التكتيك الوحيد للأحزاب القانونيّة، وهي الشكل الوحيد للقيام بنشاط علنيّ وسط الجماهير. وبذلك تُصبح « المقاطعة » خاصيّة الحركات السرّية والثوريّة التي تبحث على التصادم والصدام بمنأى عن الشعب والجماهير!!! وهي مُغالطات كبيرة تُفنّدها الوقائع في تونس وفي خارجها. فهل « الحزب الديمقراطي التقدّمي » الذي أقرّ منذ أيام عدم المشاركة حزب غير مُعترف به؟ وهل هذا الحزب يدعو إلى الثورة والتغييرات الجذرية؟ وهل كان « التكتّل من أجل العمل والحريات » الذي قاطع انتخابات 2004 حزبا غير قانوني وثوريا؟ وهل مُقاطعيّ اليوم كلّهم ثوريون؟ وهل القانونيّة هي العلنيّة؟ وهل غير القانونيّ ليس معنيّا بالنشاط العلنيّ؟  
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 5 ماي 2010)


حقوق الإنسان ..


يكتبه كمال بن يونس الشهادات التي قدمها مساء أول أمس في فضاء «الغريبة» بجربة عدد من رموز المؤسسات العلمية والدينية اليهودية التونسية والفرنسية والبريطانية والأمريكية عن أوضاع حقوق الإنسان في تونس مهمة  جدا .. شارك في تقديم تلك الشهادات كبير أحبار فرنسا وحبر باريس وحبر لندن وشخصيات جامعية علمية وثقافية وسياسية من الحجم الكبير في فرنسا مثل المؤرخ الكبير كلود ناطاف ..بحضور عدد من رموز النخبة التونسية التي تألقت أوربيا مثل السادة قابريال كابلا وروني الطرابلسي ومونيك هيوم ..الى جانب عدد من نجوم الاعلام والثقافة والسينما في العالم أجمع .. الكل نوه بالموقف المبدئي والواضح في تونس التي لا يميز بين المواطنين حسب انتماءاتهم الدينية ولا حسب لونهم وجنسهم .. سواء كانوا من بين الاغلبية المسلمة أو الاقليات غير المسلمة .. بما في ذلك اليهود ..الذين أجمعت كلمات المتدخلين على التنويه بكون تونس ومنطقة شمال افريقيا كانت منذ أكثرمن 14 قرنا منطقة نموذجية تعايشوا فيها مع العرب والمسلمين ..بدءا من عهد الاغالبة وعاصمتهم القيروان .. وأخذ التعايش بين العرب  واليهود في تونس أبعادا جديدة في تونس بعد الاستقلال عندما تبنى الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة موقفا رائدا عربيا ميز بين اليهودية والصهيونية .. رغم اعتراضات بعض التيارات البعثية والقومية الناصرية والاسلامية على توجهه وقتهـا.. وتطور الموقف في اتجاه أكثر وضوحا منذ كلمة الرئيس زين العابدين بن علي في 1987 عندما أعلن بوضوح لا لبس فيه أن « تونس ستبقى متعددة الاديان والثقافات « وسميت الوزارة التي أذن باحداثها للعناية بالملفات التي لها علاقة بالمعتقدات والشعائر « وزارة الشؤون الدينية » وليس » الاسلامية » ..تأكيدا على أن تونس تعترف بكل الاديان ..بما في ذلك ديانات الاقليات ..   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 04 ماي 2010)

 


إلي أولئك المتحاملون علي تاريخ حركة المقاومة الوطنية المسلحة
التونسية الفلاقة العظام ، لن تستطيعوا النيل من التاريخ


إلي أولئك المتحاملون  علي تاريخ  حركة المقاومة  الوطنية المسلحة   التونسية   الفلاقة  العظام  لن تستطيعوا   « النيل من التاريخ  »  : وفاء لرجال  ثوار تونس  الأشداء في المقاومة  والجهاد والتحرير ، عودوا للتاريخ لأنه وحده المحدد  ، طالعوا  صولاتهم  و جولاتهم   وهي مفخرة من مفاخر تونس  المستقلة  حتي العدو المستعمر الغاشم  يقر لهم بذلك   لأنهم  كثيرا ما أبكوه ، 1- إلي القيادي الشهيد البطل صالح الوحيشي  وشقيقه فرج الوحيشي  – و بوصويفة  عبد الله  ومرجع المقاومة  إمحمد يونب  ….  بداية …  وقد كان صالح الوحيشي  قد هرب من الجندرمة الفرنسية ، وقام بالثورة  وقد إستمرت الثورة   » ثورة زرمدين  » اربعة  سنوات  لكن قد وقعت خيانة في هذه الثورة من طرف  قيادة  حزب الدستور الجديد  الذي كان يضايقهم  تماما  هذه الثورة المشتعلة  ضد الفرنسيين  من جانب  أفراد الشعب التونسي،  وقد طلبت منهم قيادة الحزب في صورة نصيحة  مخلصة التوجه إلي فلسطين  عبر ليبيا  وفي نفس الوقت أوعزت للسلطة الفرنسية بذلك للقضاء عليهم ، وكان أحد المحرظين  النشطين ضدهم  وللقضاء عليهم الهادي نويرة  الأمين العام المساعد للحزب الدستوري  الجديد في ذلك الوقت ، وكذلك القيادات المحلية  للحزب الستوري الجديد  في منطقة الساحل  التونسي  و أستشهدوا في منطقة القطار بقفصة ، و استمرّ الكفاح المسلح  بالرغم من القضاء علي  ثورة المرازيق بالجنوب  وثورة  زرمدين  بالساحل التونسي  في شكل جماعات  صغيرة و برز  في شكل قوة نضالية  هادفة  ‘لي تحرير البلاد  في سنة 1952  بعد إغتيال  الزعيم النقابي  المرحوم فرحات حشاد ، وقد بدأت العمليات  الحربية  في جبهة قفصة  – بقيادة  الساسي البويخي – وعمار بني  – وعمار القطاري – والأزهر الشرايطي -، وفي منطقة بني يزيد   »  الحامة  » بقيادة الطاهر لسود  والساسي لسود  ويانس اليزيدي   ومنطقة قبلي بقيادة  الشهيد بلقاسم بلزمي   ومنطقة مدنين  بقيادة أحمد الأزرق   ومصباح الجربوع  . وفي منطقة صفاقس  بقيادة محمد بن النيفر .  وفي منطقة سليانة  والكاف بقيادة  هلال الفرشيشي  ، و إستمرت هذه المقاومة  في توسيع رقعة عملياتها  العسكرية  حتي شملت  معظم المناطق الجبلية التونسية .   لذلك و بالعودة  لما أوردته الطريق الجديد  و بعد الإستعراض السريع   لجانب صغير  لتاريخ ثوار زرمدين  الذين ينكر عليهم البعض اليوم  جريمة تصفيتهم   من قبل   البعض من أبناء جلدتهم خدمة للغازي المحتل الغريب علي أرض الأباء و الأجداد  ، أمام تعاظم الحملة العنيفة المركزة  و الموجهة في إستعراض  دعائي يومي عبر وسائل الإعلام،  بالخصوص ما أتحفتنا به مؤخرا  صحيفة الطريق الجديد   لسان حال حركة التجديد والتي نصبت نفسها مدافعا  بدون علم  تعلمه  نأمل  منها حسن النوايا وإلا كانت الفاجعة  أكبر عندما قلبت الحقائق رأسا علي عقب  تحول بموجبه الجلاد ضحية  والضحية جلادا  أمام التاريخ و كل من عاصر تلك الحقبة المشرقة من تاريخ تونس ، وكيف نادت الجريدة بإنصاف من أتهم زورا و بهتانا في إغتيال فلاقة زرمدين  وبإعادة الإعتبار له علي حد قول الصحيفة  للأن التاريخ عاود  المراجعة وتبن له أنه كان محل مغالطة كبري  حول موضوع   من غدر بفلاقة زرمدين  و ظهر له أي التاريخ  أن  قتل  الثوار  فرية علي المتهم  لم يعمل قط  علي تصفيتهم  وهو مايستدعي التصويب  بعد مرور 62 سنت علي تصفية المقاومين ، أنظروا إلي أي درجة يصير الإستخفاف بالقارئ  ، محاولة  تمرير  تاريخا زائفا للعموم ولنسأل  حنئذ  سادة الحملة   الذين ينكرون حصول ذلك  ؟ لماذا التشفي بالرجل  من قبل قتلته لهذا الحدّ  وفي مدينته التي رمي فيها بالرصاص  واغتياله بالبشاعة المذكورة هل نهض الثوار من قبورهم وثأروا لدمائهم  أم  إنتقام يعلمه إلا من نفذ الإنتقام  فقط ،  أي الوطنيون  ثأرا لشهداء   زرمدين   الذين غدر بهم  من ميلشيات حزبية متواطئة مع فرنسا أوكلت لها قياداتها تنفيذ أمر الإغتيال  للمقاومين  ؟ و  بالعودة  للحملة  المنظمة منذ مدة  من قبل بعض الأقلام الجحودة  التي تحركها السخافات  المتخلفة  بحق تاريخ وأمجاد  و انتصارات أبناء شعبنا  و التي تتحامل فيه منذ مدة طويلة قلة ممن إحترفت التحريف  عند نبش ذاكرة  الماضي القريب الدموية إبان معركة التحرير في محاولة لتغيير المشهد الخياني ونفي مسؤولية المتسببين في قتل مجموعة من الرجال المخلصين لوطنهم وإلغاء متعمد للأشخاص المتورطة باستحقاق لا إدعاء علي أحد ، مسؤولية  مباشرة و بدون لبس  في جريمة و إستهداف فلاقة زرمدين  بحق قلة مناضلة أمنت بالمنهج المقاوم منهجا ، في المقابل  وعلي الطرف الأخر  مشاركة العدو  المستعمر  في عمليات النصب و تنظيم الكمائن المبيتة للمقاومين والتنسيق معه للتخلص من رموز المقاومة الوطنية   من المعيب جدا  ، و أنّ  تلك الدماء التي سالت يأتي اليوم من يقترب لها ويسيئ لها ، الإساءة لذاكرة التاريخ  محاولا طمس الحقيقة  و الكذب علي الأجيال القادمة بدون علم ،  تاريخ مدون و موثق تاريخ حركة المقاومة المسلحة  الوطنية  تحديدا فلاقة زرمدين  يمكنكم السادة  و الإخوة الأعزاء و  لمعرفة المزيد حول تلك المسألة العودة إلي كتاب  الأستاذ-  محمد بن صالح – كتاب معنونا  تحت عنوان » مائة عام من القرية  » و القرية هنا زرمدين وشخوص التريخ أغلبهم أحياء يرزقون   و فيه كل التفاصيل الدامغة بالوثائق و الحجج والبراهين  عن تلك ، الحادثة وغيرها كتاب يؤرخ لمرحلة هامة من تاريخ تونس يبرز  ، كيف أن   » الحز ب  الدستوري الجديد ورجالاته »  تحديدا متورطون  في التخلص منهم   والقضاء عليهم ،  وها هي  كتابات تعاود إطلالتها وفي ثوب جديد  ومشكوك في إنتسابها  لهذا الوطن  صراحة هذه الأيام تطل علينا بكتابات متخصصة في تزييف التاريخ  إلي حدّ التطاول علي الذاكرة الوطنية  ، و بإختصار شديد  لا يليق بمقامكم الكذب علي التاريخ و علي الأجيال المقبلة في محاولة لطمس الحقيقة المبصومة بالدم  والبطل من دفع حياته قربانا علي مذبح الشهادة والجهاد   التاريخ هو التاريخ و حركة المقاومة الأحياء منهم والأموات تعي جيدا من الذي قبض  وتلقي  مقابل تصفية  خيرة شباب شهداء  زرمدين  وعلي يد من ؟ و بواسطة  وبتدبير من من ؟  ومصلحتهم من وراء ذلك وكم قبضوا مقابل  خدماتهم  وخيانتهم للغدر برموز حركة  المقاومة  المسلحة الوطنية   الفلاقة في العام 1948  المؤسف كان علي يد أذناب فرنسا  الإستعمارية بواسطة عملاءها  و مرتزقتها  أذناب فرنسا الإستعمارية ، ففي العام 1948   وفي شهر أفريل  تمت تصفية فلافة زرمدين  بالجنوب العزيز تربة زكية من تربة  تونس العزيزة  علي   يد فرنسا الإستعمارية  ، كيف تلقت زرمدين زفة إستشهاد أبنائها  تقول  صفحات التاريخ المجيد لشهداء تونس جميعا  يومها عمّت  الفرحة و الزغاريد  البلدة  لا بالبكاء والعويل  فرحا بشرف  الدفاع عن الوطن المسلوب  من المحتلين  وبروح التشفي  من الغادرين  ومن  الفاعلين و إعادة الإعتبار للمغرر بهم توعدت  أي المقاومة الردّ  بطريقتها هي …. و هو ما حصل لاحقا ، ونحن أيضا نعيش هذه علي وقع إحياء ذكراهم  إستذكارا  وإجلال  لذلك الماضي المشرف لمقاومينا  الأشاوس  الذين سقطوا  دفاعا عن شرف الوطن ، قدموا   ذلك  إنتصارا  للتحرير و الإستقلال  و طرد الغزاة من علي أرض تونس فلتخرس أبواق وأوكار العمالة  و الخيانة  وبئس المصير  لها و بمن ينوه بهم اليوم  و علي أعمدة وسائل الإعلام  وسط سخط جماهيري عارم  في زرمدين  وغيرها في الوطن   المجد والخلود للشهداء و الخزي والعار علي المرتزقة والعملاء  وها هي تونس متحررة من نير الإستعمار ، 
 
عمربن فرح  .  زرمديــــــــــــن  


التنمية… وواقع المجتمع العربي


إن المزاوجة المتّزنة بين الماضي والحاضر والمستقبل لكل أمّة٬ والاعتماد على ثلاثية العدل والمساواة والحرية – بالترتيب المقصود- فضلا على الاجتهاد –إعمال العقل- تجعل لكل بلد رصيده في الفكر والإصلاح….والتّطور.   فإذا كان الغرب قد عوّل على مجموعة من هذه القيّم في رصيده الفكري للقيام بثورته الشّاملة في كل مناحي الحياة والوصول إلى ما وصل إليه٬ فان العالم العربي عليه أن يدرك ولو متأخّرا أن الرّهان على الإنسان وحقوقه٬ هو البوّابة الرئيسية والمادة الأساسية في صناعة المستقبل والاعتماد على فلسفة قائمة على هدف جلي ورؤية واضحة.   فجلاء الهدف ووضوح الرؤية في مسيرة الفكر العربي مهّد أسباب النجاح في تحقيق تطلعات شعوب منطقتنا في العقود الماضية وسيظل كذلك للأجيال الحاضرة والقادمة.  أوطاننا في مرحلة تطور مطرد ومكاسب وانجازات متعددة٬ وفي الوقت نفسه مرحلة تحولات وانتقال ديمقراطي له خصوصيات وتجاذبات وتعقيدات تحتاج إلى تحليل وتفكيك. تحولات تكسب في كل مرحلة شوطا من التّقدم وتتمتع بالإضافة في كل مرة٬ مسايرة بذلك نضج المجتمع ووعيه وتطور الإنسان فيه.   هذه التحوّلات جعلت كل مرحلة فيها تحقق ما تستطيعه من نجاح٬ في ظل ظروفها الخاصة تماما٬ وتترك الآفاق مفتوحة لمن يأتي لاحقا….!! ليواصل المسيرة نحو الأسمى والأرقى. أنا و بخصوص وجهة نظري كمتأمّل ومتنقّل بين مختلف الأقطار العربية ومتعامل مع الدوائر الرسمية والغير الرسمية بحكم عملي في مجال السياحة٬ التي تعتبر بوصلة في معرفة قيمة البلدان وتاريخها وحضارتها وبنيتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية والعمرانية٬ تستوقفني مجموعة من الظواهر المتناقضة والغريبة والدخيلة أحيانا على مجتمعاتنا…. القديمة!! و إن تعمّقنا في هذه التناقضات وأصّلنا المقارنة بين مجتمعاتنا العربية -إن صح التعبير في هذا السياق- فإنّنا٬ ثقافيا٬ يمكننا أن نتكلم عن مجتمعات متقدمّة نسبيا ومتناغمة إلى حد ما مع ما تتطلبه الحياة المعاصرة٬ ومجتمعات وان بدت في ظاهرها راكبة لموجة التّقدم والتّحضر٬ في حقيقتها تبيّض أسوار قلاع العصور الوسطى وتتزيّن بلباس أهل الكهوف.   وقبل أن نخوض في استعمال المصطلحات الحديثة والتحدّث عن التّنمية بمفهومها الشّامل والاقتصاد والتعليم والإبداع الفكري والفلسفي والامتداد العمراني للمدن في هذه الأقطار٬ والقيام بمقاربات موضوعية في هذا السيّاق فان القصد من هذا الإدلاء وهذه المقارنات٬ هو محاولة ايقاض الضمير العربي والانتباه إلى ما يحاك ويتآمر ضد أوطاننا من تدجين وتجهيل وإهدار لثرواتها٬ والحيلولة دونها ودون النهضة والرّفاه الاجتماعي.   شرقيا٬ وبغض النظر على تركيبة الحكم في هذه المجتمعات٬ وطبيعة تضاريس سياستها الوعرة٬ فانه ثمة علاقة معقدة بين مكونات المجتمع نفسه٬ وتضل الحياة بالرغم من كل الامتيازات والإمكانيات المتوفرة لدى ساكني هذه الأقطار مقارنة مع نظيرتها٬ صعبة للغاية، لأسباب قد تكون موضوعية٬ فكثرة الانشغالات والالتزامات التي يفرضها نمط العيش داخل هذه المجتمعات٬ وخاصة الخليجية منها إضافة إلى عبئ التعامل مع جاليات العمالة الوافدة٬ مختلفة الأعراق والثقافات واللغات٬ والتي أصبحت جزء لا يتجزأ من مكوناتها٬ كفاها شر النّضال من أجل العدالة والحرية والديمقراطية والمساواة في المواطنة بين المواطنين الأصليين والوافدين٬ وحتى الدفاع عن الهوية التي أصبحت في خطر٬ ناهيك عن الاهتمام بقضايا بناء اقتصاديات صلبة مبنية على أسس سليمة٬ أو سياسة تعليم متطورة تخرجهم من الأساليب التقليدية والمتخلفة أحيانا٬ أو اعتماد مناهج جديدة في تطوير السياحة في بعدها الترفيهي والتثقيفي والديني٬ معللين بطأ التغيير هذا٬ بالانجاز الرصين وعدم التطرف والغلو في استعمال مكونات الحضارة. أصبح إنسان هذه الأقطار كونه يقطن منطقة متوسطية جعلته يتلقّى ثقافات من مشارق الأرض ومغاربها٬ تأثر بها سلبا٬ فأصاب نظرته بعض التطور العكسي٬ ولّد فيه تناقضا بين المحافظة والحداثة مما ينعكس على سلوكه في معاملة الآخرين بجانب عدواني ولكن ليس عند الكلّ. فعوضا عن التعامل مع العولمة والثورة المعلوماتية التي أثرت وبقوة في الثقافات٬ عادت هذه المجتمعات إلى عصور الرق والإقطاع والعبودية للوافدين باعتبارها هي نفسها مستعبدة لقد طلّت عليهم ظواهر غريبة وبالغة الخطورة٬ غادية في طريقها لتهديم ما تبقى من صرح الحضارة وتفكيك البنية الاجتماعية والأخلاقية٬ حيث أصبحت المادّة و رأس المال المتوحّش٬ هما الموجّهان للعلاقات بين النّاس.   إن الواقع ينسحب وينطبق على كثير من دول المنطقة٬ سواء من حيث آليّات العمل، أو الأهداف، أو الإكراه النّضالي الذي يصادف المناضلين، وغيرها من الأمور المتعلقة بـآليات المقاومة بأبعادها الشاملة الذي هو في العمق عمل مزدوج وصعب، مقارنة مع واقع الحال.بالرغم مما تتيحه بعض المجتمعات الشرقية من حرية التعبير والتنظيم نظراً للمناخ الديمقراطي السائد داخل هذه المجتمعات على شاكلة لبنان وقطر…..   وحتى  تتّجه جل هذه الشعوب نحو الفعل السياسي حيث تشكل المواضيع الحيوية٬ أحد أبرز محاور أنشطتها٬ دفاعا عن معاني أساسية في حياة كل فرد ﴿الهوية– التنمية الإعلام –التعليم الانتقال الديمقراطي – المصالحة – حقوق الإنسان وغيرها من المواضيع﴾ تضلّ التّغييرات المتلاحقة عنوان واجهة الصّراع الاجتماعي والثقافي.   مغاربيا٬ تطور تدريجي ورصيد فكر إصلاحي تحكمه مجموعة من القيم المتواترة باستمرار٬ توجّه هذا الفكر وتمهّد له أسباب النّجاح في تحقيق أهدافه، ومن أهمّها العدل والحرية والمساواة، مع اعتماد العقل والاجتهاد والرّهان على الإنسان وحقوقه، في كسب معركة التقدم والارتقاء بهذه المجتمعات نحو الأفضل٬.غير آبهين بالوجه الثّاني لعملة التطور والتمدن. إنّ تعلق مفكّري هذه الشعوب ودعاة الإصلاح فيها بالقيّم الدستورية وما تفرضه من مبادئ مثل الحرية والعدالة٬ جعلها تفرض أسس التطور في بلداننا٬ وبناء قاعدة اقتصادية متينة وضعتها في مقدمة بلدان العالم المنتجة والمصدّرة.‏   لقد تمكّنت هذه الشّعوب من أمثال المغرب وتونس على وجه الخصوص٬ على امتداد العقود الماضية من اللّحاق بركب التّطور في العالم٬ بفضل ما حقّقاه من نهضة علمية واقتصادية وسياحية للنّهوض بالإنسان وتحقيق التّنمية الشّاملة بالرّغم من بعض النّقائص٬ ناهيك عن تطوير البنية التحتية والاعتناء بالمدن٬ تخطيطا وتنظيما٬ أعطاها مظهراً ومنظرا جذّاباً٬ لاسيما العاصمة الغراء تونس الخضراء.   فهذه الإجراءات الإصلاحية أفرزت تطوراً ملحوظاً على صعيد الاستثمار و أدخلت ديناميكية جديدة على عديد القطاعات التي أصبحت اليوم من الروافد الأساسية في المنظومة الاقتصادية، إذ برزت خلال السنوات الأخيرة٬ قطاعات واعدة على غرار الصناعات التقليدية كالنسيج والملابس٬ برغم ما تعرّضت له هذه المنتجات٬ من ضغوطات، لاسما من طرف المنتجات الصّينية التي غزت أو تكاد٬ كل الأسواق العالمية٬ بل تمكنت هذه القطاعات بفضل ما توفّر لها من مناخ ملائم وكفاءات من اقتحام الأسواق الخارجية وفرض إنتاجها أمام المنافسة٬ هذا إلى جانب التّطور المطّرد الذي شهده قطاع الخدمات في شتى المجالات ﴿تكنولوجيا المعلومات الاتصال-السياحة-الصحة…﴾   إن ثقتنا كمغاربة بالمستقبل٬ تنمو وتكبر بفضل ما تشهده منطقتنا من تقدم وتطور في جميع المجالات وما يتوفر لها من جليل المكاسب والانجازات، رغم ما يظهر حولها من صعوبات٬ وسيضل المغرب العربي فخورا برصيده الزّاخر بالمكاسب الرائدة والإصلاحات الجوهرية التي تحققت في نصف قرن، بفضل الإرادة السياسية المرتكزة على فكر تحديثي ورؤية إصلاحية متكاملة في أبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وان دعم مزيد من هامش الحرية في مجال الصحافة٬ مثلما أكد على ذلك أكثر من مرة الرئيس التونسي  زين العبدين بن علي٬ وتوسيع الفضاءات الحوارية والإصلاحات وتمكين كافة أبناء الوطن مهما اختلفت توجهاتهم٬ من المساهمة الفاعلة في نهضة البلاد ورقييها ٬ إضافة إلى دعم مجتمع المعرفة والعناية أكثر بالتكنولوجيا الحديثة ووسائل الاتصال وتعميم استخدام الانترنت يجعلنا حقا نموذجا عربيا ذو اهتمام٬ على الصعيدين الاجتماعي والمعرفي٬ نموذجاً للعديد من البلدان٬ يضعها في مرحلة متقدمة على درب التفتح والحداثة والازدهار والرّفاه الاجتماعي.   …وتظل صفات الإنسان٬ عناصر من ثقافة كل بلد٬ فالهوية الوطنية هي صورة المجتمع إذا عدنا إلى الرجل٬ شرقيا كان أم غربيا٬ نجد له فلسفة معينة تمثّل نظرته للحياة والكون والإنسان٬ ومصادر هذه النظرة متعددة٬ والدّين أوّله٬. فكل إنسان ابن تراثه وبيئته التي تتغّير زمانا ومكانا٬ ولا يستطيع أي إنسان في عصرنا أن يفرض قيّمه على الآخرين٬ لأن الإنسان وفي عصر المعلومات والاتصالات٬صار قادرا على التّحرر من قيود العادات القديمة والتّخلص من أغلال التّقوقع والانغلاق٬ وبالتّالي أصبح أكثر حريّة في التّصرف٬ ومع ذلك فإن تغيير نمط الحياة ليس سهلاً, كما أن بعض القيّم الثقافية٬ راسخة ولا تتغير حتى ولو كان يعرف أنها مجانبة للصواب. وسيظل الإنسان أسير ثقافته السّابقة حتى يتمرّد عليها ويعلن أنه مع زيادة الحريّة٬ فهي الكيان الروحي للمجتمع، وهي التي تتضمن حركة الخلق والإبداع…… حتى يثبت نقّادها أنّها….. كذبة!! أما الاختلاف في نمط العيش، وأساليب الحياة٬ إنّما هو تنوّع من تنوّعات أسماكنا المتوسطية.   وفي كل الأحوال٬ لسنا معجبين بالوجبات الجاهزة التي أتت من الغرب في الوقت الذي بدأ يخالف فيه عقائده وما فطر عليه٬ وثوابته التي ضحّى من اجلها عشرات السّنين٬ وضاعت منه الوسائل الضرورية للقياس٬ حتى أضحى فاقداً للهدف الذي يريد٬ أمام خيارات عديدة لعبت فيها دوراً أساسياً٬ هجمة ما يسمّى بالعولمة ووسائل الاتّصال المختلفة٬ ولا نطمح أبدا في استيرادها نموذجا٬ لان فرص نجاحها معدومة ولا تتيح أية إمكانيات للمبدعين لتجاوز العقبات والنكسات المحلّة بهذه الشعوب.   وسنظل…ونظل شعوبا صانعة التّاريخ٬ لنا قيّمنا وحضارتنا وفكرنا وسنضلّ نكافح ونكافح حتى تنبثق من حريّتنا …حريّة.   محفوظ البلدي  فرنسا   


من اجــــــــاد الصـــــــمـــــت حــــــــُمــــل وزر النـــوايـــــــا


لم تبدع قيادة حركة النهضة في شيئ كما ابدعت في السلبية و الحذر المبالغ في اصدار المواقف الواضحة من المستجدات . فمنذ اوائل التسعينات تتالت التطورات على الساحة السياسية دون ان تسمع ركزا لقيادة الحركة التي اصابتها الشيخوخة , فلا تراها الا ناعية لاحد ابنائها او مسارعة في ادانة قمع النظام لمعارضيه و هو عمل لا يحتاج لاي ذكاء او فهم او ادراك او حتى شجاعة خاصة في الحالة التونسية التي تميز نظامها عن اغلب انظمة الارض بقمع الجميع و الانفراد بالراي  حتى ان تعلق الامر بتقرير حول التلوث(حاشا تونس و مدنها من فرية كهذه) او بانتخاب لجنة رياضية اوبالاعلان عن حجم الخسائر جراء كارثة طبيعية. غياب المواقف الصريحة و الشجاعة  التي تستقرأ المستقبل كان السمة البارزة  لسياسة  » اللاموقف »  التي  توختها الحركة حتى اذا عمت البلوى و بلغ السيل الزبى اضطرتها حقيقة الواقع لاستصدار مواقف لا تسمن و لا تغني من جوع  محاولة مسك العصا من الوسط لارضاء الجميع دون ان ترضي احدا سوى من جبل على الرضا من اجل وحدة صف مزعومة. لو احسنت القيادة قراءة الواقع آخذة بعين الاعتبار امكانية غياب الانفراج لعقود من الزمن وكذلك طبيعة الضعف للنفس البشرية خاصة مع تقدم السن و السير التدريجي نحو الشيخوخة, لاستطاعت تجنب المازق التي وقعت فيه بالازدياد اليومي للمنصرفين عنها رغبة في العودة الى بلد لم يجبرهم سوى الخوف من الاعتقال على مغادرته.  لو استفادت هذه القيادة من تجربة عودة النساء  ـ الذي كان في بدايته امرا ادا   و سببا لاتهام الكثير من ازواج العائدات  بالاستسلام و الخنوع من طرف صقور الامس الذين تحولوا الى حمائم مهرولين آمين القنصليات ـ   لكانت حثت او سمحت لابنائها بمحاولة الحصول على جوازات سفرهم من اجل تسويات فردية غير مشروطة باعتبار ان نار الرغبة في العودة ستنتشر في هشيم المغتربين آجلا ام عاجلا. تلكؤها في  اتخاذ مواقف كتلك و « تجريم  » المتوجهين للقنصليات منح النظام ـ الذي فهم اهمية عامل الزمن و اهمية التحدي  ـ  فرصة مجانية للعب على هذه الورقة و جر الحركة لمعركة اخرى  سيعلن فيها انتصارا ثانيا عندما يستسلم لارادته  اغلب القيادات و القواعد من اجل عودة مذلة. بعد ان تبين لها ان امر عودة الاغلبية لا راد له طفقت تدخل بعض التعديلات على موقفها الغامض دون ان تحزم امرها و تسمي الاسماء بمسمياتها محاولة كعادتها تجنب انفراط عقدها بمسكها بكل الاطراف ظنا منها ان ذلك قد يساهم في المد من عمرها . حسب رايي فان الحفاظ على الحركة ـ على الاقل كفكرة ـ يتطلب مواقف شجاعة و ان كانت مؤلمة بان تضع النقاط على الحروف و تنهي مع التذبذب الذي يراهن على الكم دون الكيف و تقول للمسيئ اسات  وتكف عن محاولات ارضاء من لا يرضيه الا قضاء وطره  و ان علا سلمه التنظيمي. فرغم كل ما قيل عن خرائط طرق لم توصل سوى اصحابها الى مبتغاهم , و ما قيل عن تقديم البعض لمحاولات حل الحركة كقربان للعودة  , بل و ما قيل عن تقديم بعض القيادات لوزارة الداخلية لقوائم تصنف قيادة الحركة الى صقور و حمائم  ـ و هو ما كشفه مقال « دبر بليل » و لم يفنده احد الى حد الساعة ـ  فان قيادة الحركة لم تكتفي بالصمت المالوف بل خرج رئيسها ليصف احد المجهولين ـ لديه ايضا ـ  ممن  امعن في سلخ اصحاب مشاريع الاستسلام ’ بالماكر و الخبيث و بالصنيعة الاستخبارية( و قد يكون كذلك الا ان هذه الكلمات ما كان المقص ليتساهل معها لوكان القائل غيره)  وراح يذكر بالمفلس يوم القيامة و بعاقبة سوء الظن و باهمية الاخوة ( و كان المعركة معركة اخوة مسلمين ضد اعداء كفارا) دون ان يعلن موقفا لا لبس فيه ممن يخدم نظاما ـ يضطهد شعبه و يحارب هويته و يضيق على المسرحين في لقمة عيشهم و يمنع الجوازات على الرفضين للابتزاز و يرتكب كل الموبقات و يفتح البلد على مصراعيه للصهاينة و يشجع الفاحشة و ينكل بالشباب المتدين و يرفض المعارضة الجادة و يمارس التعذيب و يدجن النقابات و يشتري الاوسمة و يقمع الصحافة و يقدم البلد لاصهار ينهشونها ـ بان يقدم له شهادات الزور و يمدح ابتسامات موظفي القنصلية و يطنب في النفخ في انجازاته مقابل جلد ذاته …..   .  و لست ادري اين كان هذا الورع عندما كان المستهدف السيد خميس الماجري الذي اتهم بالعمالة لمجرد مبادرة النظام للاتصال به  و عندما القيت كل انواع التهم على العبعاب دون ان تحرك هذه القيادة ساكنا . و لست هنا ادعو ان تتولى الحركة الدفاع عن هؤلاء ولكن ان تكون المواقف واضحة و جلية و حاسمة من الجميع دون يكون هناك  » حمص و زبيب » كما يقال الا ان كانت هذه القيادة تخشى من ان يفتح عليها النار من يملك معطيات لا يملكها الماجري و العبعاب. لا ادري لمذا يختلق البعض فريقا من محض خياله يقول انه ينكر ما فطر الله البشر عليه من مشاعر الشوق و الحنين  ليبدو موقفه المشرف معتدلا ووسطا بين جاحد و متطرف. الاعجب من ذلك ان تفتخر رئاسة الحركة بالناي بنفسها عن الخوض فيما يدور من مجادلات حول قضية العودة و كانها قضية ثانوية او كانها تضطلع بمهام عظيمة للتخطيط للمستقبل ووضع الخطط و الحلول و هو ما لم نر منه شيئا منذ عقدين من الزمن. ان القيادة التي لا تتفاعل مع ما يشغل الغالبية الساحقة  من قواعدها وتناى بنفسها عن الخوض فيما يخوضون فيه من قضايا مصيرية و لم تبذل  من قبل جهدا يذكر في حلحلة اوضاعهم و لو بتخفيض سقف مطالبها لا يمكن الا ان تكون مشروع استبداد بشكل او بآخر . من المعلوم في التقاليد الديمقراطية ان يبادر السياسيون بالرد اما تفنيدا او اعتذارا كلما نسب اليهم قول او فعل مخل. الا ان ثقافة التعالي عن الخوض في  » السفاسف » و مجادلة  « السفهاء » و مساجلة  « الجهلة »  هي ديدن المعجبين بانفسهم ممن لا يرون ضرورة لشعبية و لا حاجة لاصوات  لن تغير من استمرارهم في مراكز  القيادة . يخطر ذلك ببالي كلما تذكرت اني لا ازال انتظر توضيحا من رئيس الحركة  يفند  او يعتذر عما نسبه اليه السيد الميلي  في مقاله الحركة الإسلامية في تونس…من الاخوانية إلى الترتسكية: »   إن ما قمتم به من احتجاج على طريقة تعاطي القيادة مع انكشاف صائفة 1986 هو تمرد بل تمرد خطير لأنه تمرد تقوده قيادة ولو قمتم بذلك في ظل دولة لأرسلت إليكم الدبابات من البر والطائرات من الجو والبوارج من قبل البحر. » و هنا يحق لي ان اطرح السؤال التالي: اذا كانت قيادة الحركة فشلت في المواجهة مع النظام و فشلت في شغل ابنائها بالاندماج في مجتمعاتهم  عن التسلل للقنصليات و الانضمام تحت لواء العبعاب بعد ان اشبعوه تخوينا و فشلت في كبح جماح الكثير من القيادات عن التطبيل للطاغية كما فشلت  من قبل في استشراف  ازمة الغربة و طول مدتها و فشلت في ايجاد مخرج يخفف عن ابنائها ثم تناى عن الخوض فيما يشغل قواعدها و يؤرقهم و لا تهتم بالرد على امور عظيمة  نسبت اليها , فما هي حقا بصدد فعله؟ يبقى ان تتحمل هذه القيادة مسؤولياتها و تتحلى بالجراة في الاقدام على اختيارات واضحة  و  و اتخاذ مواقف غير قابلة للتاويل و الا فلا حاجة لمن اكتفى بالصبر بقيادة اجادت الصمت فاضطرتنا ان نحملها وزر النوايا. عماد الطرابلسي  


لا للمسلمين في القدس و الأقصى ..نعم لليهود في معبد الغريبة و غيره
… و مستوطنون يحرّقون المسجد و القرآن قرب نابلس …

هند الهاروني-تونس بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين تونس في 21 جمادى الأولى 1431 – 4 ماي 2010 عندما أصبح الاستثناء هو القاعدة ، نتجت المعادلة التالية : »حق التعبد لآلاف زوار كنيس الغريبة وغيرها من المعابد في أماكن أخرى مكفول » و حق العبادة لأكثر من مليار و نصف مسلم في بيت المقدس الشريف و المسجد الأقصى المبارك مهضوم. 1.    القاعدة و الأصل هو أن القدس الشريف و المسجد الأقصى المبارك للمسلمين : « إنّ الدّين عند الله الإسلام » و شهادة أن لا إله إلا الله و أنّ محمّدا رسول الله . هو واجب الامتثال لإرادة الله سبحانه و تعالى و التصديق بكلّ ما أنزل على عباده و على جميع مخلوقاته. قال تعالى : »إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ(19) ». صدق الله مولانا العظيم-آل عمران -آيات بيّنات من القرآن الكريم حسب ترتيب السّور و صدق الله مولانا العظيم: سورة البقرة :  » وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ (124) ». « رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) ». « وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ  (130) ». « وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) ».  » وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (135) ». آل عمران : يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْـزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنْجِيلُ إِلا مِنْ بَعْدِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (65) ».  » مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) ».  » قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْـزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنْـزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (84) ».  » وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85) ». « قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (95) ».  » كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110) « . النساء :  » وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلا (125) ». المائدة :  » الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا (3) ». الأنعام :  » قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ  (161) » . الأعراف :  » يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (35) ». « الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) ». يوسف :  » وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (38) ». النحل : « ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ(123) ». الإسراء : « سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى، الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ، لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا، إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ (1) ». الحج : « وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (78) ». الصف :   « وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ) 6) « . أحاديث من السّنّة النّبويّة الشّريفة : قال صلى الله عليه و سلم  : « لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى ». و قال أيضا : »  فضلت الصلاة في المسجد الحرام على غيره بمائة ألف صلاة، وفي مسجدي بألف صلاة، وفي مسجد بيت المقدس بخمسمائة صلاة » . قال أبو ذر الغفاري: « قلت لرسول الله: يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أولاً؟ قال: » المسجد الحرام، قلت، ثم أي؟ قال: المسجد الأقصى، قلت، كم بينهما؟ قال: أربعون سنة » . قال أبو أمامة الباهلي: « إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : »لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم، حتى يأتيهم أمر الله – عز وجل – وهم كذلك، قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال : ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس » . قوله صلى الله عليه وسلم: « والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أهل النار ». أخرجه مسلم في صحيحه. وفي الصحيحين عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: « أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي ذكر منها وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت إلى الناس عامة ».   حقائق من تاريخنا الإسلامي المشرّف المعتني ببيت المقدس و بالمسجد الأقصى : نجد أنّ إسراء سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم و معراجه إلى السماء كان قبل الهجرة النبوية بعام وبضعة أشهر عام 621 م. و المسجد الأقصى هو أولى القبلتين و ثاني مسجدين وضعا في الأرض. كان المسلمون يقصدونه و يقومون بإحرام أنفسهم منه للحج و للعمرة لأداء الصلاة و الحصول على المغفرة والأجر و الثواب. نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر  و القائمة طويلة و لله الحمد و بارك الله في كل الذين قاموا تبوثقها و إخراجها للناس : . أم المؤمنين زوجة رسول الله صلّى الله عليه و سلّم صفية بنت حيي بن أخطب ، . الخليفة الفاروق سيدنا عمر بن الخطّاب رضي الله عنه و أرضاه- و غيره من الخلفاء مثل معاوية بن أبي سفيان -عبدالملك بن مروان-عمر بن عبدالعزيز -وسليمان بن عبد الملك- أبو جعفر المنصور… . . من أشهر صحابة الرسول صلى الله عليه و سلم : سعد ابن أبي وقاص – أبو عبيدة بن الجراح- ومعاذ بن جبل-بلال بن رباح  مؤذن الرسول الذي رفض الآذان بعد وفاة الرسول ولم يؤذن إلا بعد فتح بيت المقدس (و هنا نذكر كيف أن الصهاينة استولوا على مسجد بلال بن رباح مؤخرا تحت زعم اعتباره معلما أثريا ؟ !… -حسبنا الله و نعم الوكيل و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم) –  وأبو ذر الغفاري- سلمان الفارسي-أبو مسعود الأنصاري- عمرو بن العاص- مرة بن كعب- أبو هريرة- ومعاوية بن أبي سفيان-أبو جمعة الأنصاري… .   ومن التابعين والفقهاء: مالك بن دينار- والإمام الأوزاعي-الإمام الشافعي- أبو الفرج عبد الواحد الحنبلي-الإمام الغزالي، و … . و قد اشتهر عدد من الخلفاء والملوك  و السلاطين  بقيامهم بكنس الصخرة وغسلها بماء الورد بأيديهم  منهم : الظاهر بيبرس ، والملك العادل زين الدين كتبغا المنصوري، والملك الناصر محمد بن قلاوون- والسلطان سليمان القانوني-السلطان محمود الثاني-السلطان عبدالعزيز … .   – و من شروط تقبل الله أداء المسلم لفريضة الحج المباركة في بيت الله الحرام في مكة المكرمة هو وجوب « تطهر النفس مع الناس أولا  » بمعنى أن يؤدي الأمانات التي عليه و يعيد الحقوق إلى أصحابها و يطلب الصفح ممن ظلم حتى يلقى الله سبحانه جل في علاه بقلب سليم و نية صادقة بحثا عن المغفرة و الرحمة و الأجر و الثواب  و القبول حتى « يعود كما ولدته أمّه » بعد إتمام مناسك الحجّ أين يلبس الناس لباسا واحدا أبيضا كالكفن  و لا فرق عند الله بين عباده سوى بالتقوى فلا جاه و لا مال و لا لون و لا لغة و لا أي شئ … هي المساواة الحقيقية بين الناس فهم من أصل واحد « كلكم لآدم وآدم من تراب » و الناس عند الله سواسية كأسنان المشط  و بعد إتمام فريضة الحج على الحاج أن يسعى إلى المحافظة على هذه المكرمة بالأعمال الطيبة. أي أن الله يأمرنا  بأن نستقيم قبل الحج و في الحج و بعد الحج. يقول الله سبحانه و تعالى : » الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ (197) ». صدق الله العظيم-البقرة الله سبحانه و تعالى لا يتناقض أبدا و لا يخطئ أبدا : جعل من سيدنا إبراهيم حنيفا مسلما و كذلك جميع الأنبياء و المرسلين و صولا إلى  سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم لأن الأصل واحد و صحيح . سيدنا إبراهيم هو إمام المسلمين و سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم خاتم الأنبياء و المرسلين. و القرآن الحكيم هو كلام الله جمع فيه سير الأنبياء و المرسلين العطرة فنحن نؤمن بجميع الأنبياء و المرسلين و بخصالهم الطيبة و برسالاتهم لا نقوم بتشويه صورة أي من أنبياء الله و رسله و نحن لا نقوم بتدنيس كتب الله  التي أنزل من عنده لا تقطيعا و لا حرقا و لا غير ذلك من الاعتداءات الشنيعة و في الحالات التي حدث أن تجرأ شخص ما على القيام بذلك الجرم فيجب أن يحاسب على فعلته تلك ، نحن لا نمنع من لم يسلم أن يسلم بالقوة أو أن نعتدي عليه أو أن نخرجه من داره و حضارتنا الإسلامية تشهد بحسن معاملة المسلمين لغير المسلمين ما لم يقوموا بالاعتداء عليهم و لم يحرقوا مساجدهم و قرآنهم هذا هو المعنى الحقيقي و التاريخي لقيمة التعايش في ظلّ « احترام الآخرين » و لو شاء الله لجعلنا أمة واحدة و لكنه خلقنا لعبادته و ليبلونا أيُّنا أحسن عملا كما قال تعالى:  « الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ( 2 ) ». صدق الله مولانا العظيم- الملك. 2.  الاستثناء بل و النقيض هو من يكفر بما سبق ذكره و يعتدي على المسلمين و العياذ بالله :  و بالتالي، وجوب عدم تحريم الصهاينة أو غيرهم ما أحلّ الله لعباده المؤمنين و المصدقين لنبيه و خاتم الأنبياء و الرسل سيد الخلق ، قدوتنا محمد صلى الله عليه و سلم و معاملتهم معاملة إنسانية و حضارية فلا جرائم حرب و لا تهجير و لا حفريات تحت المقدسات و المسجد الأقصى في خطر حتى تنهار لا سمح الله و يتم التصرف فيها . و لا تهويد عن طريق الاستيطان و التهجير « إخراج الناس من ديارهم و مصادرة أراضيهم » : عملية  » الإزاحة لأخذ المكان « . و لا تقتيل و لا حصار و لا احتلال و لا تنكيل بإخواننا و أخواتنا في غزة و في فلسطين بالآلاف و للجنسين الرجل و المرأة و تحت متخلف الأعمار في سجون الاحتلال الصهيوني و في معتقلاته  و عزل الكثير منهم انفراديا و هو إجراء غير قانوني و غير إنساني ، و عزل الشعب الفلسطيني عن طريق الجدار العازل و الكارثة الكبرى المحرقة الفسفورية لقطاع غزة و مواصلة الإمعان في حصارها بشتى الوسائل و من كل مكان و في كل اتجاه. نؤكد على رفضنا المطلق لعملية تهويد القدس الشريف و لسوء معاملة الصهاينة للفلسطينيين و كيف أنهم يحددون عمر الفلسطينيين الذين »يسمحون  لهم  بالصلاة في المسجد الأقصى »  بالعمر الأدنى : 45/ 50 سنة ! فضلا عن انتزاع حق الأمة المسلمة في جميع أنحاء العالم من حقها في أداء الصلاة هناك و بمختلف الأعمار و في المقابل، هم يتوجهون إلى « معابد »  أخرى في العالم و بمختلف الأعمار . 3.    الميزان : نحن على حق و هم على باطل و نحن المسلمون لا يمكن لنا أن نفرط في بيت المقدس و في الأقصى الشريف و حمايته حقنا و واجبنا الديني و هذا هو الأساس حق أقره لنا الله و عباده  يقول المثل التّونسي الشهير : » إِلِّي لِيك لِيك و إلِّي خاطِيك، خاطِيك « .  و يبقى ما يقوم به الصهاينة من عدوان على المسلمين هو خلل معين أضيف إليه التربص بفلسطين فضلا عن تهاون  الكثيرين في نصرة القضية الفلسطينية ضد هذا الاحتلال الغاشم و بإذن الله تعالى سيأتي اليوم الذي ينهض فيه كثير من الأحرار في هذا العالم وتعود الأمور إلى نصابها، نحن لا نيأس « إنّهم يرونه بعيدا و نراه قريبا » لأن الله حق لا يرضى الظلم  وكل شئ إذا ما زاد عن حده انقلب إلى ضده- .

الانتقال الدّيمقراطي في مصر: المدّ والجزر


العجمي الوريمي 2010-05-04 بعد أن أُسدل السّتار على الانتخابات في السودان والعراق دون أن ينتهي الجدل حول ظروفها وانعكاساتها ستعيش المنطقة العربية على وقع التّرتيبات الصّعبة والمعقّدة للمرحلة القادمة في مصر، فالانتخابات الرّئاسية المصريّة تشغل أكثر من طرف داخل مصر وخارجها، وأيّا كان الرئيس القادم فسيكون لتسليم السّلطة أو نقلها أو انتزاعها أو الاحتفاظ بها تداعيات على عمليّات الإصلاح في المنطقة وعلى الحراك القائم مشرقا ومغربا يخفت أحيانا، يتعثّر ويشتدّ أحيانا أخرى بحثا عن أفق للتغيير الذي تعمل أطراف على التّعجيل به وأطراف أخرى على تأخير موعده. فساعة الحقيقة قد اقتربت في مصر، ويأمل الشارع العربي أن تكون مُنصفة بعد إجحاف وأن تتردّد أصداؤها الإيجابية في كلّ العواصم والمدن والأنحاء العربية. فالرّئيس القادم مكتوب عليه أن يحمل صفة المنقذ إذا نجحت المعارضة وقوى المجتمع المدني في اختيار مرشّح لا يكون مجرّد كومبارس بل مرشّحاً ينافس لينتصر وينافس من أجل مشروع لا من أجل الكرسي، ومكتوب على الرّئيس القادم، إن لم يُجدّد مبارك الأب لنفسه، أن يرث تركة ثقيلة هي مشكلات مصر المتراكمة منذ عقود. ويرى البعض وحرب الخلافة على أشدّها أنّ خليفة مبارك بقطع النّظر عن صفته المدنيّة أو العسكريّة وانتسابه إلى المعارضة أو إلى الحزب الوطني الحاكم أو إلى عائلة الرئيس ينبغي أن يحظى بموافقة أميركا وعدم اعتراض إسرائيل. وهو موقف يبيّن إلى أيّ حدّ تتهيّب النّخبة السياسيّة المصريّة من عمليّة أخذ زمام مصيرها بيدها وإلى أيّ حدّ تعلّق مستقبل شعوبها على إرضاء الأسياد الذين ما كان لهم أن يشترطوا علينا أيّ شرط أو يملوا علينا إرادتهم لولا اتّساع الشقّة بين الشّعوب وحاكميها. في إجابة عن سؤال للقناة التركية الناطقة بالعربيّة حول أزمة المجتمعات العربيّة هل هي أزمة عقل أم فكر أم حريّة أجاب الكاتب المصري فهمي هويدي أنّها بالتأكيد أزمة حرّية لافتا النّظر إلى ثلاثة مستويات لممارسة الحريّة هي ضمان الحقّ في التعبير والحقّ في المساءلة والحقّ في التّداول على السلطة. ولئن تحقّقت بعض الخطوات في مجال حريّة التعبير في بعض البلدان العربيّة فإنّ حقَّيْ المساءلة والتّداول ما يزالان مُصادَرين أو معلّقَين، بل إن السّماح بمقادير من النّقد هو من مستلزمات استمرار السيطرة على الفضاء العمومي واحتكار السلطة والقرار. وللتّعبير عن غرابة المشهد أطلق فهمي هويدي على حريّة التعبير في غياب التداول والمساءلة «حقّ النّباح». وما قاله فهمي هويدي ينطبق على الوضع المصري، إذ إنّ مصر بلغت مستوى من التعدّديّة الإعلاميّة ومن حريّة التعبير لم تبلغه غالب الأقطار العربيّة إذا استثنينا المغرب وقطر والكويت ولبنان ولكنّها تعدّديّة شكليّة ومظهريّة وزينة خارجيّة، وهي ليست منّة أو هديّة من أحد ولا ينبغي أن نقيس التعدّديّة بعدد الواجهات والحريّة بدرجة التّصعيد اللّفظي وإنّما بسيادة لغة الحوار والشّفافيّة والوصول إلى مصادر الخبر وعدم الاستهانة بالنقد الموضوعي وبوجاهة الرّأي المخالف واعتبار الصّحافة بشتّى صورها سلطة رابعة وركيزة من ركائز النّظام السياسي الديمقراطي القائم على الفصل والتّوازن بين السّلط. يبدأ التغيير من القمّة أو من القاعدة أو يكون محصول حراكَين أحدهما من الأعلى إلى الأسفل والآخر من الأسفل إلى الأعلى وتكون أداته إرادة الحاكم أو مطلب الجماهير ويسمّى الأول التغيير عبر العرض والثاني التغيير حسب الطّلب، وفي السنوات الأخيرة اشتدّ الطلب على التغيير في مصر وانخرطت فيه أحزاب المعارضة ومنظّمات المجتمع المدني وقد دخلت أطراف خارجيّة -خاصّة أميركيّة- على خطّ التّوتّر بين النّظام ومعارضيه ظنّا منها أنّ الحاجة إلى التغيير هي حاجة إلى الدّعم والاحتضان والتّمويل واعتقادا منها بأنّ الأوضاع العربيّة يناسبها الحلّ الذي جُرّب في أوروبا الشرقيّة وأميركا اللاّتينيّة وأعطى ثماره وهو توسيع شبكة جمعيّات ومنظّمات المجتمع المدني وتفعيل دورها لضمان انتقال سلس من الحكم الشمولي إلى الحكم الديمقراطي. وقد ردّ النّظام المصري على هذا السيناريو بمقاربة التغيير عبر العرض، أي عن طريق الإصلاحات الدستوريّة والسياسيّة المتدرّجة والتحكّم في التدفّقات والتأثير من داخل المجتمع المدني نفسه عبر دعم أطراف والتّمكين لها وعرقلة أطراف أخرى. ولكن بقيت أمام المعارضة معادلة صعبة وهي كيفيّة تعزيز الطّلب على الديمقراطيّة مع إبعاد شبهة الاستقواء بالأجنبي والحفاظ على استقلاليّة القرار مع درء تُهمة عقد صفقات مع أجنحة معيّنة في السلطة. ويزداد الحديث عن الصفقات والولاءات مع اقتراب مرحلة وضع اللمسات الأخيرة لسيناريو المرحلة القادمة (التجديد– التوريث– التداول) ولا يخفى أن لدى بعض الأطراف ارتباطات وثيقة بجماعات ضغط ومراكز قرار وتأثير خارج مصر، وهي لا تتردّد في الاستنجاد بها لدعم مطالب فئويّة وطائفيّة أو ثقافيّة أو للتأثير على سياسات قد يستفيد منها التيّار السّائد. كما أنّ القوى الفاعلة في الدّاخل بينها من التّناقضات ما يكفي لإغراء بعضها وخاصّة ضعيفها بالقبول بحلول بقياس المصالح العاجلة لا المبادئ والثّوابت. يدخل النّظام المرحلة القادمة بقوانين تمنحه امتياز الاختيار والقرار وتُضيّق على خصومه هامش المناورة والاختيار وتضع في طريقهم حزمة من الشروط التّعجيزيّة التي تجعل كامل الأوراق والخيوط بيد الحاكم الفعلي لكنّ أمام الإحراج الدولي ومشروعيّة المطالب وخطورة الانزلاق في المحظور مثل دعوة إطلاق النّار على المتظاهرين ومحاولة تفادي الأخطاء القاتلة من شأنها أن تجعل القبضة الأمنيّة ترتخي نسبيّاً، وإذا كانت الأولوية هي الحفاظ على السلطة فستكون كل الوسائل جائزة بما في ذلك المناورة والقمع والتدليس أمّا إذا كانت الأولوية إحداث نقلة ديمقراطية وتحسين صورة مصر وإحياء دورها الرّيادي في المنطقة فإن التنازلات المؤلمة ستكون ضرورية ويبقى السؤال مطروحاً: هل تحقق الصفقات ما لا يمكن أن تأتي به الانتخابات؟ وماذا سيكون ثمن تجاهل الطلب المتزايد على الإصلاح الديمقراطي خاصة بعد أن أثبتت سياسة العرض حدودها؟ تأتي مشروعية السؤال مما لاحظناه من دخول البرادعي السباق على الرئاسة في فترة تزايد فيها القلق والتخمينات حول صحة الرئيس حسني مبارك، فقد بعث البرادعي الأمل في إمكان تغيير المعادلة وتحريك الأوضاع باتجاه إصلاحات جوهرية تسبق الانتخابات القادمة وتعقبها، ولكن دخول البرادعي بقدر ما كشف عورات الحالة الراهنة في مصر غطّى على تعقيداتها ومصاعبها ويُخشى أن يساهم في تفويت وقت ثمين على المعارضة للَمْلَمَة صفوفها وتوضيح إستراتيجياتها فلا يكون دخوله المعترك سوى نفحة أكسجين تنعش الجسم المريض وقتيّاً قبل أن يدخل في غيبوبة. إن ازدياد الطلب على الديمقراطية في هذا الطور الحاسم من تاريخ مصر ينبغي أن يصحبه إصرار على النّضال يحسّن العرض ويكسر آلة القمع ولم لا يلوي ذراع القوى الرّافضة للتّغيير ويحسّن شروط المنافسة النّزيهة. فالدّيمقراطية هي أمل مصر وطريقها للتّصالح مع ذاتها ومع محيطها.   (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 04 ماي 2010)  


مصر بين رسائل الإحباط وإرهاصات الأمل


فهمي هويدي في حين تحفل نشرة أخبار مصر بإحباطات تجعل الحليم مرتاعا وحيران، فإن المرء لم يعد يجد للأمل أثرا إلا على رصيف مبنى مجلس الشعب. (1) لقيت زيارة السيد أحمد أبو الغيط وزير خارجية مصر لبيروت في 24/4 اهتماما غير عادي على الصعيدين السياسي والإعلامي. ليس فقط لأن مصر غابت عن لبنان خلال السنوات الأخيرة. ولكن أيضا لأن الرجل حمل معه رسالة تضامنية دافئة. وقال كلاما لم تعد تألفه الآذان من «الشقيقة الكبرى». ذلك أنه أعلن وقوف مصر إلى جانب سوريا ولبنان إذا ما تعرضتا للعدوان، قائلا إنها في هذه الحالة «لن تقف متفرجة»، ثم إنه حين سئل عما إذا كان يحمل رسالة إلى لبنان من إسرائيل (بعد افتعالها أزمة إرسال سوريا صواريخ سكود إلى حزب الله)، رد قائلا إنه لا ينقل رسائل تحذير إلى دولة عربية شقيقة من دولة العدو، وهو ما أدهش المراقبين وأثار انتباههم، حتى ذكرت وكالات الأنباء أن أبو الغيط استخدم لغة غائبة منذ زمن عن خطاب السياسة الخارجية المصرية. وعبرت الصحف اللبنانية عن الدهشة بأساليب مختلفة، فقالت صحيفة «الأخبار» إن اللغة التي تحدث بها الرجل كانت «مفاجئة». وكانت صحيفة «السفير» أكثر تفاؤلا ورجحت أن يكون الدافع إلى الزيارة أن مصر تريد معاودة التحرك في المنطقة العربية في مواكبة لحركة المبعوث الأميركي جورج ميتشل. وذهب آخرون في القاهرة إلى أن مصر أرادت أن تسجل موقفا تخفف به من أثر برقية التهنئة التي كان قد بعث بها الرئيس مبارك إلى بيريز قبل أيام قليلة هنأه فيها بذكرى اغتصاب فلسطين.  » سارع السفير الإسرائيلي في القاهرة إلى تقديم احتجاج رسمي إلى الخارجية المصرية التي لم تقصر في التصويب وإزالة الالتباس بشأن وصف إسرائيل بدولة العدو. وقيل له إن الوزير كان يشير إلى لبنان الذي لا يزال يعتبر إسرائيل عدوا لأنه لم يوقع اتفاق سلام معها!  » في مواجهة هذه الآمال التي انتعشت بدا أن إسرائيل أكثر إدراكا لطبيعة وحدود المهمة. لذلك فإنها لم تلق بالا للزيارة وتوقفت عند كلمة واحدة جاءت على لسان السيد أبو الغيط، تلك التي وصف فيها إسرائيل بأنها دولة «عدو». إذ ما إن تناقلت وكالات الأنباء كلامه حتى سارع السفير الإسرائيلي في القاهرة إلى تقديم احتجاج رسمي إلى الخارجية المصرية التي لم تقصر في التصويب وإزالة الالتباس. إذ قيل له إن الوزير كان يشير إلى لبنان الذي لا يزال يعتبر إسرائيل عدوا لأنه لم يوقع اتفاق سلام معها. وفي وقت لاحق قالت مصادر الخارجية الإسرائيلية إنها قبلت ذلك الإيضاح الذي أكده السفير المصري في تل أبيب. من المفارقات أن صحيفة «يسرائيل هيوم» في تعليقها على كلام السيد أبو الغيط ذكرت (في 26/4) أن المسؤولين الإسرائيليين أعربوا عن أملهم في ألا يتبنى وزير الخارجية المصري ذات المواقف «المعادية» التي بات يطلقها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وجاءت الإيضاحات لتثبت أن القاهرة مازالت عند حسن ظن الإسرائيليين، وأن كلام الصحف اللبنانية عن اللغة المصرية الجديدة وعن معاودة تحرك القاهرة في العالم العربي حمل الزيارة بأكثر مما تحتمل، وعبر عن مصر التي يتمنونها بأكثر مما قرأ حقائق سياستها المتبعة على الأرض. (2) لم تكد فرقعة تصريحات أبو الغيط تهدأ حتى توالت الأخبار حاملة في طياتها المزيد من عناصر الإحباط والحيرة. وكان على رأسها خبر زيارة بنيامين نتنياهو لمصر التي تمت أمس (الاثنين)، وأثارت الدهشة في شكلها ومضمونها. إذ تمت في ظل إصرار الرجل على تهديد سوريا ومواصلة الاستيطان واندفاع حكومته في تهويد القدس والاستيلاء على بيوت الفلسطينيين واقتحام المسجد الأقصى وضم المعالم الإسلامية إلى الآثار اليهودية، إضافة إلى قرار طرد فلسطينيي غزة من الضفة الغربية، إلى غير ذلك من إجراءات القمع والعربدة التي نشطت خلال الأسابيع الأخيرة، الأمر الذي يعني أن ثمة ألف سبب لغضب القاهرة ومن ثم الاعتذار عن الزيارة وتأجيلها، خصوصا في ظل الظروف الصحية للرئيس مبارك. وفي هذا الصدد ثمة مفارقة مدهشة ومخزية، خلاصتها أن الرجل امتنع عن الذهاب إلى واشنطن لحضور قمة الأمن النووي قبل ثلاثة أسابيع، بسبب التوتر النسبي الذي عكر صفو علاقات البلدين بسبب رفض نتنياهو الاستجابة لاقتراح الرئيس الأميركي وقف الاستيطان مؤقتا. لكنه لم يجد أن كل ما فعلته حكومته في الأرض المحتلة قد أثار غضب مصر أو أدى إلى توتير العلاقات معها. لذلك فإنه وجد العتاب الأميركي له حائلا دون زيارته إلى واشنطن. في حين ظل واثقا من أن الجرائم التي ارتكبتها حكومته لا تشكل حائلا دون إتمام زيارته للقاهرة (متى تغضب مصر إذن؟!).  » لم يجد نتنياهو أن كل ما فعلته حكومته في الأرض المحتلة قد أثار غضب مصر أو أدى إلى توتير العلاقات معها فقام بزيارتها, لكنه وجد العتاب الأميركي له حائلا دون زيارة واشنطن فامتنع عن حضور قمة الأمن النووي  » الموضوع الأغرب هو ما ذكرته صحيفة «الشرق الأوسط» في 28/4 -نقلا عن وكالات الأنباء- من أن نتنياهو حين اتصل هاتفيا بالرئيس مبارك (في 26/4) فإنه طلب منه التدخل لحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالموافقة على استئناف المفاوضات، واضعا في الاعتبار أن لجنة المتابعة العربية قد لا توفر غطاءً عربيا لذلك، كما فعلت قبل شهر، بسبب استمرار الاستيطان والتهويد. وهو ما يعني أن نتنياهو أراد أن يستثمر العلاقة التي تربطه بالرئيس مبارك لكسب تأييد مصر إلى صفه في لجنة المتابعة العربية (حصل)، يحدث ذلك في الوقت الذي يدرك فيه الجميع الآن أن نتنياهو يلعب بكل الأوراق. وأن مسار التسوية السلمية والمفاوضات وصل إلى طريق مسدود، وأن كل ما ترمى إليه إسرائيل من وراء إلحاحها على مواصلة المفاوضات هو كسب الوقت وتوفير غطاء لتنفيذ مخططاتها لابتلاع الأرض وتغيير معالمها الجغرافية. ليس ذلك أعجب ما في الأمر، لأن الأعجب حقا هو ما ذكرته الصحيفة اللندنية من أن السيد نتنياهو في اتصاله مع الرئيس المصري بحث معه إضافة إلى ما سبق الأوضاع في المنطقة على ضوء المشروع النووي الإيراني، وهي معلومة إذا صحت فستكون لها دلالة أبعد وأخطر بكثير مما نتصوره. (3) في كتاب الإحباط والحيرة عناوين أخرى، وتحتل قضية ما سمي خلية حزب الله موقعا متقدما من زاويتين، الأولى أن القضية كانت ضحية الأجواء السلبية التي أحاطت بها. سواء تلك التي تعلقت بالموقف من المقاومة عموما، أو العلاقة مع حزب الله من ناحية ثانية، إضافة إلى التصريحات التي أدلى بها السيد حسن نصر الله وأدت إلى إغضاب القيادة السياسية في مصر، وكان من شأن ذلك إحالة القضية إلى محكمة أمن الدولة العليا طوارئ. وجاءت الأحكام متسمة بدرجة عالية من القسوة، لم تخطر على بال المؤمنين بمشروعية المقاومة، حتى أولئك الذين اعتبروا ما قامت به المجموعة في مصر مقبولا سياسيا وخطأ قانونيا.  » رئيس المحكمة أخذ راحته في قضية خلية حزب الله، بحيث قام بتسييس الحكم، وأصدر بيانا سياسيا مطمئنا إلى أن القانون لا يجيز الطعن فيه, لكن حين سأله الدفاع عن رأيه في إحدى النقاط في قضية المطربة سوزان تميم، فإنه سارع إلى تنبيهه إلى أن المحكمة ليس لها أن تبدي رأيها  » صحيح أن هناك رأياً لا يجيز التعليق على الأحكام بينما يجيزه آخرون، ولكن في الحالة التي نحن بصددها فإن ما صدر عن رئيس المحكمة كان بيانا سياسيا أبدى فيه آراءه بخصوص أطراف عدة، من حزب الله إلى موقف مصر من القضية الفلسطينية، وصولا إلى تقدير جهود جهاز مباحث أمن الدولة، في مخالفة صريحة لقانون السلطة القضائية الذي لا يجيز للمحاكم أن تبدي آراء في المسائل السياسية، وأصبح مستقرا في العرف القانوني أن القاضي يمتنع عليه أن يعبر عن أي آراء شخصية فيما يصدره من أحكام. لكن رئيس المحكمة أخذ راحته في قضية خلية حزب الله، بحيث قام بتسييس الحكم، مطمئنا إلى أن القانون لا يجيز الطعن فيه. ومن المفارقات أن رئيس المحكمة ذاته بعد أن أطلق لنفسه العنان في التعبير عن آرائه في القضية، كان أكثر حذرا حين نظر بعدها مباشرة قضية هشام طلعت مصطفى ورفيقه اللذين اتهما بقتل سوزان تميم. ذلك أن الدفاع حين سأله عن رأيه في إحدى النقاط، فإنه سارع إلى تنبيهه إلى أن المحكمة ليس لها أن تبدي رأيها، مدركا أنه إذا فعلها فإنه يمتنع عليه إصدار الحكم وعليه أن يتنحى عن نظر القضية. ناهيك عن أنه يعرض الحكم الذي يصدره للطعن على الفور. ولكن لأن القاضي يعي جيدا أن الوضع مختلف في حالة محكمة أمن الدولة العليا طوارئ فإنه قال ما قاله، وأطلق ما شاء من آراء حفل بها منطوق الحكم. هذا الخطأ الجوهري الذي ارتكبه رئيس المحكمة يجعل حكمه معيبا، ويفتح بابا واسعاً للتعليق على «البيان» الذي أصدره، بقدر ما يؤيد فكرة تسييس القضية مما يجعل مستقبل تنفيذ الأحكام مفتوحا على كل الاحتمالات. وليس معروفا ما إذا كانت فكرة تبادل تنفيذ الأحكام التي تسمح لغير المصريين الذين يدينهم القضاء بقضاء مدة العقوبة في بلدانهم ستطبق في هذه الحالة أم لا. إلا أن ما نعرفه أن ثمة اتفاقا بين مصر ولبنان بهذا الخصوص، وأن مصر سلمت إسرائيل اثنين من الجواسيس هما عزام عزام وصبحي مصراتى لكي يقضيا بقية محكوميتهما هناك، رغم أنه ليس هناك اتفاق بين البلدين على ذلك. (4) لا يتخلص المرء من الشعور بالإحباط ولا يكاد يلمح خيوط الأمل إلا حين يتابع ما يحدث في الشارع المصري، ويلحظ جموع المعتصمين على رصيف مجلس الشعب. وهو المشهد الذي يعلن بوضوح أن الناس قد فاض بهم الكيل، وأن شعار «مصر أولاً» كان جعجعة فارغة، احتمى وراءها الذين أرادوا لمصر أن تستقيل من ريادتها وأن تنسحب من دورها وقدرها. لتنكفئ على ذاتها مكتفية بسلامها مع إسرائيل وموالاتها للأمريكان. في ظل شعار «مصر أولا» أصبح الغضب أشهر كلمة مكتوبة على جدران مصر، ورصد المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية 2026 إضرابا واعتصاما منذ شهر ديسمبر/كانون الأول عام 2006 وحتى شهر أبريل/نيسان الحالي. وبدا أن الشعب المصري يئس من الحكومة والقانون والمجالس النيابية والأحزاب والنقابات والاتحادات، وقررت فئاته أن تأخذ الأمر بيدها، فنظمت الإضرابات والاعتصامات أمام مجلس الشعب وأمام مقر الحكومة، حتى لم يعد يمر يوم دون أن يضرب العاملون الذين تحرك أكثرهم مطالبين بتحسين أوضاعهم الوظيفية، في الوقت الذي كانت فيه العناصر الوطنية تكثف ضغوطها لتحقيق الإصلاح السياسي. وبدا أن السخط قاسم مشترك بين الجميع. السخط غضبا لتردي أوضاعهم الخاطئة، والسخط غضبا لتردي أوضاع البلد العامة.  » الشعب المصري يئس من الحكومة والقانون والمجالس النيابية والأحزاب والنقابات والاتحادات، وقررت فئاته أن تأخذ الأمر بيدها، فنظمت الإضرابات والاعتصامات أمام مجلس الشعب ومقر الحكومة، حتى لم يعد يمر يوم دون إضراب  » ومن المبادرات المهمة في هذا السياق أن موظفا بشركة مطاحن جنوب القاهرة والجيزة -اسمه ناجي رشاد عبد السلام- رفع قضية في العام الماضي ضد رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ووزير التخطيط، مطالبا فيها بتحسين أجره ورفع الحد الأدنى للأجور لتحقيق التوازن بينها وبين الأسعار. وضرب مثلا بحالته، حيث يشغل وظيفته منذ عام 1988، وعمره 45 سنة، ويتقاضى أجرا أساسيا مقداره 368 جنيها شهريا (حوالي 65 دولارا) ولديه خمسة أطفال إلى جانب زوجته، ويدفع في مسكنه 220 جنيها، الأمر الذي يبقى له 148 جنيها يعول بها أسرته ويلحق أولاده بالمدارس ويوفر لهم الكساء والعلاج، وقد أيدت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة برئاسة المستشار عادل محمود فرغلي حقه في الحصول على الحد الأدنى من الأجر الذي طلبه (1200 جنيه شهريا)، وقبلت دعواه بوقف تنفيذ القرار السلبي للمجلس القومي للأجور بالامتناع عن وضع الحد الأدنى للأجور في عموم البلد. هذه القضية أيقظت شعور جميع العاملين الذين تنادوا إلى مظاهرة يطالبون فيها برفع أجورهم امتثالا لقضاء مجلس الدولة، ومن ثم انضمت جموع جديدة إلى فئات المتظاهرين الذين اعتصم بعضهم على رصيف مجلس الشعب، وأمضوا هناك عدة أسابيع، حتى إن منهم من لم يغادر الرصيف منذ أكثر من ثمانين يوما (إضراب موظفي الضرائب العقارية استمر ثلاثة أشهر). لا أحد يعرف كيف سينتهي هذا المشهد، إذ يتوازى مع حراك التغيير الذي يتفاعل بشدة في مصر الآن، لكن الذي أعرفه أن مصر الغاضبة خرجت من القمقم، ومن الصعب إعادتها إليه مرة أخرى، وأن توالي الإحاطات لم يكن عنصرا ميئسا بقدر ما صار محفزاً ومستفزاً. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 04 ماي  2010)


منع وصول المسيرة للبرلمان الأمن المصري يصيب ويعتقل عشرات المتظاهرين ضد تمديد الطوارئ


2010-05-04 القاهرة – حسام حنفي وفاطمة حسن  اعتدت قوات الأمن المصرية واعتقلت العشرات من النشطاء المشاركين في مظاهرة دعا إليها عدد من نواب البرلمان، للمطالبة بتعديل الدستور المصري وإلغاء قانون الطوارئ ووضع قانون جديد لمباشرة الحقوق السياسية. وتحولت منطقة المظاهرات في ميدان التحرير بوسط القاهرة إلى ثكنة عسكرية، بعد أن حاصر جنود الأمن المركزي وقوات مكافحة الشغب التابعة لوزارة الداخلية المصرية منذ صباح أمس مئات من الشباب الذين تجمعوا في المظاهرة أمام مسجد عمر مكرم الواقع في مواجهة مبنى جامعة الدول العربية تمهيداً لمسيرة حتى مجلس الشعب (الغرفة العليا للبرلمان) لتسليم رئيسه مطالب بوقف العمل بقانون الطوارئ المفروض على البلاد منذ حكم الرئيس حسني مبارك عام 1981. وحاول بعض المتظاهرون الخروج من الطوق الأمني المفروض عليهم لاستكمال المسيرة إلى المجلس (الذي يبعد نحو 300 متر) عن مكان التجمع أمام المسجد، وكان من بينهم الإعلاميتان جميلة إسماعيل وبثينة كامل إلا أن قوات الأمن اعتدت عليهما، مما أدى إلى تزايد غضب الشباب وأشعل الأحداث، حيث دارت اشتباكات واسعة بين قوات الأمن والمتظاهرين، اعتقل على إثرها وأصيب العشرات. وكانت المتظاهرات المنتميات لحركة « مصريات من أجل التغيير » قد لعبن دورا محوريا في هذه المظاهرات بعد أن كونّ صفا أماميا، وقالت الإعلامية بثينة كامل إنها وزميلاتها حاولن اختراق الكردون الأمني للخروج بالمسيرة، لكن الشرطة حاصرتهن واعتدت عليهن. وردد الشباب شعارات « الجمعية المصرية من أجل التغيير » التي يرأسها محمد البرادعي، وشعارات حركة « كفاية » و « شباب 6 أبريل »، وسقوط النظام وحزبه الحاكم، كما رددوا شعارات تطالب برفع الحصار عن قطاع غزة، وهددوا بالاعتصام في مكان تجمعهم حتى الإفراج عن المعتقلين. وضمت المظاهرة عددا من الرموز السياسية على رأسهم الدكتور يحيى الجمل، والدكتور حسن نافعة، والإعلامي حمدي قنديل، والدكتور أيمن نور، وجورج إسحاق، وعصام سلطان، والمهندس أبو العلا ماضي، والدكتور عبدالحليم قنديل، والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وغيرهم. وقال النائب سعد عبود لـ « العرب » إن النواب مصرون على مطالبهم الثلاثة بضرورة تعديل الدستور، وإلغاء الطوارئ، ووضع قانون جديد لمباشرة الحقوق السياسية، بالإضافة إلى التأكيد على كون الإشراف القضائي هو الضمانة الوحيدة لأي انتخابات حرة ونزيهة. كانت المظاهرة قد تعرضت منذ بدايتها لانقسامات بين النواب حسن حمدي وحمدين صباحي وسعد عبود ومحمد البلتاجي وعلاء عبدالمنعم وجمال زهران من ناحية، وبين الشباب المشارك في المظاهرة الذين رفضوا الاتفاق بين رئيس البرلمان فتحي سرور والنواب على إلغاء المسيرة من مسجد عمر مكرم وحتى البرلمان، وأصر الشباب على تنظيم المسيرة، مما أدى إلى انصراف النواب، وسهل لقوات الأمن الاعتداء على المشاركين. وفي نهاية المظاهرة، قالت جميلة إسماعيل لـ « العرب » إن حركتها « مصريات من أجل التغيير » ستعمل على الإفراج عن المعتقلين، مشيرة إلى أن الأمن أجهض مسيرتهم الاحتجاجية واعتدى عليهم بالضرب، وأضافت أنهم مستمرون في الاحتجاج على قانون الطوارئ والمطالبة بتغيير الدستور، متوعدة باسم النشطاء بتنظيم مسيرات ومظاهرات أخرى. وقال جورج إسحاق عضو الجمعية المصرية من أجل التغيير إن مجموعة من المحامين ستتقدم ببلاغ إلى النائب العام بسبب تعرض المتظاهرين للاعتداء. ومنع الأمن خروج المتظاهرين والصحافيين إلا فرادى وبأعداد قليلة، مما أدى إلى مشادة بين قوات الأمن والصحافيين ومن بينهم مراسلا « العرب »، كما هتف الجميع « بتحاصرونا ليه.. إحنا في غزة ولا إيه ». (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 04 ماي 2010)

« بدنا نعيش » وهموم فلسطينية راهنة


عزمي بشارة تهنئة إسرائيل بـ »استقلالها »، أو بإنشائها تساوي تهنئتها بالنجاح في عملية سرقة وطن بالسطو المسلح على فلسطين وتشريد شعبها. هذا في حال قدّم التهنئة، أو أقدم عليها، رئيس الولايات المتحدة، أو فرنسا، أو ساحل العاج. أما إذا قُدِّمَت التهاني لـ »رئيس دولة إسرائيل في يوم تأسيسها » من قبل رئيس دولة عربية، فيستحسن الصمت. وليس صمت المتأمل، بل صمت العاجز، لأن البحث عن كلمات لا يجدي، يفترض أن اللغة وطن مشترك لكن « الفتى العربي فيها غريب الوجه واليد واللسان »، فيهب أبو الطيب لنجدتنا في كل مرة. ليست هذه أول تهنئة، وربما لن تكون آخر تهنئة. وقد يتمنى أحدنا للآخر أن تكون خاتمة التهاني. وعلامَ الصدمة (؟) فلا غريب إلا الاستغراب. ومع ذلك طفح الكيل هذا العام. فغالبية أهل غزة تشكل جزءا من اللاجئين الذين شرِّدوا من ديارهم في عام 1948. وفيما تقدم التهاني للفاعل يُحاصَر الضحايا في سجن كبير. شيء ما جعل الأمر خانقا هذه المرة، حتى بدت أنفاق غزة، التي يزحف فيها الناس لفتح ممرات من أجل الحياة، أرحبَ من أنفاق السياسة العربية الحالية.  » تجري عملية خداع بصري منظّمة، وتمويه ممول غربيا للحياة في الجزر الفلسطينية المكتظة كحياة طبيعية، كحياة يُصْطَنَعُ فيها العاديُّ، ويفرض الهدوء وتنشغل السلطة ببناء المؤسسات الأنيقة المظهر, إنها القيافة في ظل الاحتلال  » وسبق أن قاد أحد أنفاق السياسة العربية إلى مقابلة منحها الرئيس المعيّن للحكومة الفلسطينية المعيّنة لصحيفة هآرتس يوم 2 أبريل/نيسان 2010. وقال فيها أمورا من نوع: « ليست لدي مشكلة مع من يعتقد أن إسرائيل هي أرض التوراة، « التناخ »… ولكن يوجد الكثير من التلال والمساحات غير المأهولة، لماذا لا تبنون فيها وتمنحونا إمكانية أن نعيش حياتنا؟ »، « النزاع الرئيس في المنطقة ليس بيننا، بل بين المعتدلين والمتطرفين »، « نحن نبني لاستقبال اللاجئين في الدولة الفلسطينية »، وغيرها من الدرر. إنها لغة الإسرائيليين، والحقيقة أن بعض هذه العبارات مقبول حتى على المستوطنين الذين يدعون أنهم يبنون « على تلال غير مأهولة ». يذكرني هذا بتفاخر سياسي عربي يدعي أنه يفهم لغة الأميركان، حتى أدركنا أنه يعني بذلك أنه ينفذ كل ما تطلبه أميركا منه دون نقاش. هكذا يكون الفهم، أو لا يكون. بسهولة ويسر يتجاوز موظف البنك الدولي السابق، وموظف « المجتمع الدولي » الحالي، مفهومَ الوطن إلى تعبير « المناطق المأهولة » التي يجب أن تُوَفَّر لها عناصر الحياة، وهو مفهوم إسرائيل للدولة الفلسطينية في المناطق الفلسطينية المكتظة. ويبقى أن يضاف همسا أن ذلك ضروري لمنع نمو العناصر المتطرفة، أما حق العودة فلا يعني سوى حق العودة للدولة الفلسطينية. وفعلا تجري عملية خداع بصري منظّمة، وتمويه ممول غربيا للحياة في الجزر الفلسطينية المكتظة كحياة طبيعية، كحياة يُصْطَنَعُ فيها العاديُّ، ويفرض الهدوء وتنشغل السلطة ببناء المؤسسات الأنيقة المظهر. إنها القيافة في ظل الاحتلال. لقد كانت البانتوستانات نظرية حتى أتى من أخذها بجدية. لم يكتف برفعها شعارا، بل أظهر للناس أن مساجلتها نظريا تجعلها تبدو أكثر سلبية مما يمكنها أن تكون في الواقع. أما من يجربها فعليا فيجد أنها تقدم حياة يومية مريحة نسبيا. وتتغيّر الفكرة عنها بمقارنة زمانية مع فوضى النضال الشعبي من الماضي القريب، وبمقارنة مكانية مع مصير من يرفضها تحت الحصار في غزة. كل هذا دون علاقة بالقضية الوطنية. أجرى هذه المقابلة المتطرفة في ابتعادها عن الخطاب الوطني الفلسطيني رئيس الحكومة الفلسطينية المعيّن إثر انقلاب على حكومة منتخبة، والذي حاز على 1% من أصوات الشعب الفلسطيني، والذي كان وزير مالية معيّنا من قبل الأميركان مفروضا على ياسر عرفات في حصاره. وقد أغدقت عليه الصحافة الإسرائيلية بلقب بن غوريون فلسطين. وما أدراك من هو بن غوريون؟ ومؤخرا حظي بمرتبة عاشرة على لائحة أهم مائة شخصية قررتها مجلة تايم. كيف ولماذا؟ هكذا. فما قيمة الإمبريالية إن لم يكن بمقدورها أن ترتبنا وفق منازل ومراتب، وأن تقرر من منا المعتدل ومن المتطرف، وإن لم يكن بوسعها أن تمنحنا جوائز، وتحدد لنا أولّنا وثانينا؟. دفعتني المقابلة هذه إلى مراجعة مؤلمة ومرهقة للأعصاب لمجموعة من المقابلات التي منحها مسؤولون فلسطينيون للصحافة الإسرائيلية في السنوات الأخيرة. وقد استسلمتُ بعد يومين من « تقليل العقل » والقراءة. استسلمت جازما بأنها تستحق بحثا أو كتابا عن نماذج في تذويت شخصية المستعمَر ليس لدي الوقت ولا الأعصاب لإعداده. ولكنها نصيحة لمن لديه الأعصاب أن يقدم على مثل هذا العمل: المقابلات كلها تقريبا تشمل تبنيا للمفاهيم والمصطلحات الإسرائيلية في توصيف الواقع والفلسطينيين، كما تتضمن تنازلات مجانية للرأي العام الإسرائيلي. المقابلات جميعها مسكونة بالرغبة في إثارة الإعجاب أو بالاستفزاز التحببي، أي بنوع من الاستفزاز المتشاطر للقارئ الإسرائيلي الذي يبدو بعده المستفِز شقيّا فهلويا محببا. ويتلو كافة المقابلات تقريبا تنكّر صاحبها لبعض مضامينها في اليوم التالي بالعربية، وذلك دون نشر إنكار أو تصحيح في نفس الصحيفة بالعبرية. فالذي تجرفه عقد النقص، وسكرة محاولة إثارة إعجاب الشعب المحتل، تصدمه فكرة رد فعل الشعب الواقع تحت الاحتلال في اليوم التالي.  » رئيس السلطة ينافس رئيس حكومته بالتقرب إلى الرأي العام الإسرائيلي من خلال المقابلات الإعلامية, وبما أن « الحياة مفاوضات » فقد انتقل رئيس السلطة إلى « هجوم » لكسب الرأي العام الإسرائيلي يشبه الانتقال من مفاوضة حكومة إسرائيل إلى مفاوضة كل مواطن إسرائيلي على حدة  » أما بنظر دولة الاحتلال فيصبح المختال بما حصل عليه من إطراء « الخواجات » والتربيت على الكتفين أسير مواقف قدمها دون مقابل سوى علامة معتدل. وعند أول تغيير أمام جمهوره يسخر الإسرائيليون من ضعفه، أو يُتّهَّم بالكذب وبتقديم نموذج يثبت هذه التهمة صفة للعرب. لم تؤد أي من المواقف بما فيها إشراك القارئ الإسرائيلي في الخلافات الفلسطينية الداخلية ونقد الفوضى والفساد الفلسطينيين، والتهكم على حماس وغيرها، إلى إنجازاتٍ أو إلى تغيّرٍ في الموقف الإسرائيلي. فالتراجعات المجانية تشجِّعُ الخصمَ على التقدّمِ المجاني وطلب المزيد. أما ما يقدمه صاحب المقابلة وصحبه كإنجاز فهو أنه منح « قوى السلام الإسرائيلية » أداة لحضِّ الإسرائيليين على قبول فكرة الدولة الفلسطينية. وهي تفعل ذلك بتقديمها كحلٍ لمعضلة إسرائيل الديموغرافية، وبتشجيع رأيها العام على دعم السلام بوجود فلسطينيين معتدلين مرنين يصلحون كشركاء ويمكن إقناعهم بتقديم المزيد من التنازلات. لكن ما إن أنهيت قراءة هذه المقابلات التي تستحق لغتها وحدها بحثا، وإذا برئيس السلطة ينافس رئيس حكومته بالتقرب إلى الرأي العام الإسرائيلي. فبعد أن تبيّنت حدود رغبة إدارة أوباما في الضغط على إسرائيل، وبما أن « الحياة مفاوضات »، وبما أنه لا بديل للتفاوض، فإن الحل للجمود هو المزيد من التفاوض. وقد انتقل رئيس السلطة إلى « هجوم » لكسب الرأي العام الإسرائيلي يشبه الانتقال من مفاوضة حكومة إسرائيل إلى مفاوضة كل مواطن إسرائيلي على حدة. لقد أعلن رئيس السلطة عن إستراتيجيته الحكيمة هذه بشكل هجومي في اجتماع للمجلس الثوري لحركة فتح. سوف يستغرب رئيس السلطة قريبا من عدد المفاوضين الإسرائيليين في هذه الحالة، ما يقارب الستة ملايين مفاوض، وسوف يطالبه كل مواطن إسرائيلي وحزب وجمعية بتنازلات لكي تقتنع بأنه يريد السلام. كما سوف تطالبه بأفعال أكثر لضمان أمنها. لم يصبر رئيس السلطة. فبعد إعلانه بيومٍ عاجَلَ الإسرائيليين، وربما عاجَلَنا، بمقابلة في القناة الإسرائيلية الثانية قضى فيها بالنقاط على ما أبقى رئيس حكومته من الخطاب الفلسطيني. « لا توجد أزمة ثقة مع نتنياهو »، وبالنسبة لحق العودة « الحديث هو عن حل عادل ومتفق عليه، لا توجد مرونة أكبر من هذه »، « سوف نتفق على الحل ثم آتي به للشعب الفلسطيني ». لقد منح رئيس السلطة الفلسطينية دولة الاحتلال حق قبول أو رفض حق العودة. فما سيعرضه هو فقط الحل المقبول لدى إسرائيل. ويأمل أن يتجاوب معه نتنياهو، لأنه لا يريد كما يقول « أن يفكر فلسطيني حتى في مظاهرة ». وفي غمرة حماسه للتوجه للرأي العام الإسرائيلي واليهودي في أميركا سوف يتجه لمخاطبة « إيباك » فيما بعد. وسوف يدرك الرأي العام الإسرائيلي -وأدوات إسرائيل في الولايات المتحدة- أن قيادة السلطة تحت الاحتلال قد تنازلت عن كافة الأدوات عدا إقناعها، وأن هذه القيادة استسلمت لوضعها كرهينة في يديه. لكن نهاية هذا الفصل من الرواية معروفة سلفا. وسوف يبدأ فصل جديد لأن من تنازل أصلا عن الحقوق وعن الخطاب الوطني، ولم يأت من الحركة الوطنية، سوف يصبح بطل الفصل التالي. فموظف البنك -الذي يتباهى بأنه شخص عملي يقدم للناس حلولا يومية بدل القضية الوطنية، ويسمي ذلك توجها عمليا- يحصد إعجاب وترويج الغرب « العملي جدا » لأنه لا يضيِّع وقته في السياسة، أي يتركها للغرب والرباعية وإسرائيل، وينشغل هو ببناء المؤسسات الاقتصادية.  » موظف البنك (فياض) -الذي يتباهى بأنه شخص عملي يقدم للناس حلولا يومية بدل القضية الوطنية، ويسمي ذلك توجها عمليا- يحصد إعجاب وترويج الغرب « العملي جدا » لأنه لا يضيِّع وقته في السياسة، أي يتركها للغرب والرباعية وإسرائيل، وينشغل هو ببناء المؤسسات الاقتصادية الوهمية  » ولكن اقتصادية هذا النوع من المؤسسات الاقتصادية وهم، فهي أدوات سياسية. وبعد أن تنفذ مهمتها سوف يهملها من يمولها. الاقتصاد الفلسطيني في الضفة هو تمويه للأمن والخدمات الأمنية. فهو ريعي يعيش على مساعدات مقابل خدمات أمنية وسياسية. الاقتصاد مبني بمجمله على الدعم الخارجي القائم على مواقف سياسية والمدفوع بالرغبة في إنجاح من يقبل بالشروط الإسرائيلية، ويحمي أمن إسرائيل. فهو يمول الوظائف. إنه تمويل لـ »عزلة المتطرفين » في ظروف تسهيل حياة السكان. الرجل غارق في السياسة حتى أذنيه، ولكنه غارق في السياسة التي يخدمها، وهي سياسة الرباعية والغرب. وعلى هذا الموقف يقوم اقتصاده الريعي كله، اقتصاد يدفع أجورا بأموال المساعدات. وإذا كانت حركة فتح غاضبة منه فهو عملي هنا أيضا وسوف يرضيها بأغلبية وزارية. يذكِّر هذا النوع من السياسة التي تبدو غير سياسية بأولئك الذين خَطبوا في الشعب الفلسطيني ونصحوه عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية خلال الاحتلال ضد النضال الذي يجر غضب الإسرائيليين و »يخرب البيوت » وضد « المتطرفين »، وضد منظمة التحرير تحت شعار « بدنا نعيش ». هنالك نوعان من حب الحياة والعيش. حب الحياة في الدول المعتدية ومنها إسرائيل، وحب الحياة في الدول المعتدى عليها ومنها فلسطين. لا يتناقض حب الحياة في إسرائيل مع السياسة والموقف، ولا يتناقض مع القومية والوطنية والتدين والعلمانية والأدب والفن والعدمية والتحلل والجيش والبرلمان والسياسة، والصناعة والزراعة، والعلوم، وحتى الحروب إذا لزم. وذلك شأن حب الحياة في الولايات المتحدة أيضا. في حين أن « حب الحياة » عند الشعوب الواقعة تحت الاحتلال يجب أن يمارس بعيدا عن السياسة والسلاح والنضال، والمشاريع الوطنية وبالتالي عن الإنتاج. ورموز حب الحياة يجب أن تكون من عالم المطبخ مثل « المسخن » و »التبولة » و »الحمص » والتنافس السمج لولوج « غينيس »، والحفلة المفتعلة والتنافس على توزيع الجوائز للنخبة. والمثير أن دولة الاحتلال تنظر بعين الرضا وتعرض أفلاما عن المقاهي والمطاعم النابضة بالحياة في رام الله كعلامة أكيدة على الحياة خلف الحواجز. إنه تصنّع « حب الحياة »، حيث الحياة مختزلة إلى « بدنا نعيش »، وحيث لا حياة فعلية تتجدد وتعيد إنتاج ذاتها. لأنه لا حياة تحت الاحتلال دون نضال ضد الاحتلال. ففي غياب الاستقلال والسيادة الوطنية يكون الفرح والحزن وتكون الحياة في ظل مشروع وطني. وفي حالة التحلل منه يبقى فولكلورا مموها كأنه أصالة، ومهرجانا مبتذلا مصطنعا كأنه حب الحياة. والحقيقة أن قطاع العلاقات العامة الذي يعتبر عِلْما في أميركا، وهو « علم » يسعى أن يكون محصَّنا ضد الحقيقة ممانعا ضد الضمير، ومحايدا بين تسويق الحقيقة والخيال. هو علم متفرع عن الذرائعية كفلسفة، ومن السوق وتسليع العلاقات البشرية كحقل وميدان. وظيفته أن يجد الطريقة لتسويق أي شيء، وأن يصنع صورة جذابة « بيّاعة » لأي مكرهة بصرية وسمعية وخلقية مهما كانت منفّرة.  » إذا وُفِّقَ شعبٌ تحت الاحتلال بقيادة سوّقها أو فرضها الممولون في مرحلة الأزمة، ولا تقول إلا ما يقوله أي إنسان للابتعاد عن السياسة: « بدنا نعيش »، فلا حاجة للتسويق, هذه بضاعة رخيصة لا تحتاج إلى أي تسويق, ولكنها مثل أي بضاعة رخيصة قصيرة الأجل والمفعول  » ولكن خياله لم يصل في أي مكان إلى حد التسويق بأكبر صحن مسخن، وأعظم صينية كنافة نابلسية… أو باعتبار تناول الزيتون والجبن بقرفصة على الأرض تقربا من الجماهير يصل حد النضال. والأمر برمته تحويل البديهي إلى عبثي كالقول بزرقة السماء شعارا. عندما يعود الساسة إلى غرائز الناس لا تحتاج المسألة إلى تسويق. فوعي الناس اليومي هو « نريد أن نعيش ». لا يحتاج هذا الأمر إلى علاقات عامة و »كوبي رايتر »، ولا إلى قيادة سياسية. وظيفة القيادة أن تطرح للشعب « كيف نعيش؟ » و »لماذا نعيش؟ » و »هل سيدعنا الاحتلال نعيش بعد أن نسلم كافة أسلحتنا؟ »، « ومن سوف يُمَوِّل هذه المؤسسات بعد أن تفقد الدول المتبرعة اهتمامها »، « من سيمول ما يقارب 200 ألف وظيفة تعيل أكثر من مليون شخص يعيشون على رغبة ما يسمى المجتمع الدولي في دعم التسوية غير العادلة؟ »، « وماذا نكون من دون بقية شعبنا؟ وما هو التزامنا للقدس واللاجئين؟ »، و »أي حياة يعيشها شعب تنازل عن سيادته من أجل الفتات؟ ». هذه مهمة القيادة الوطنية. أما إذا وُفِّقَ شعبٌ تحت الاحتلال بقيادة سوّقها أو فرضها الممولون في مرحلة الأزمة، ولا تقول إلا ما يقوله أي إنسان للابتعاد عن السياسة: « بدنا نعيش »، فلا حاجة للتسويق. هذه بضاعة رخيصة لا تحتاج إلى أي تسويق. ولكنها مثل أي بضاعة رخيصة قصيرة الأجل والمفعول. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 04 ماي  2010)  


تقرير حقوقي: 2009 الأسوأ على سكان غزة منذ 1948

2010-05-04 غزة – AFP  اعتبر المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في تقريره السنوي الصادر أمس الاثنين أن العام 2009 كان الأسوأ منذ نكبة 1948 على سكان قطاع غزة. وقال المركز الحقوقي في تقريره: «انتهى هذا العام وما تزال آثار العدوان (الإسرائيلي) وهو الأوسع نطاقا والأكثر دموية ضد المدنيين الفلسطينيين على مدى سني الاحتلال الإسرائيلي الاثنتين والأربعين، بل ومنذ نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948». وأشار إلى أن «الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (بين ديسمبر 2008 ويناير 2009) ماثلة تلقي بأعباء ثقيلة على كاهل المدنيين في قطاع غزة». وأضاف التقرير «يصارع عشرات آلاف المدنيين في محاولة لاستئناف حياتهم والتعايش مع آلامهم ومعاناتهم إما بسبب إصابتهم بجراح أدت إلى إعاقات سترافقهم مدى الحياة، أو بعد فقدان أعزاء لهم من أطفال وآباء وأمهات وإخوة وأقرباء، أو بعد تشردهم دون مأوى إثر تدمير منازلهم». وتابع التقرير «تتفاقم معاناة هؤلاء المدنيين في ظل استمرار العقوبات الجماعية التي تفرضها قوات الاحتلال من خلال استمرار الحصار وإغلاق المعابر ومنع حرية التنقل، وفرض قيود مشددة على المعاملات الاقتصادية الغزية وحرمان المدنيين من حقهم في إعادة إعمار الآلاف من منازلهم السكنية ومؤسساتهم التي طالتها عمليات التدمير الشامل خلال العدوان». وقتل أكثر من 1400 فلسطيني ودمرت آلاف المنازل والمنشآت خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقتل في الجانب الآخر 13 إسرائيليا. وأشار المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إلى أن أحوال الضفة الغربية لم تكن أحسن حالا. وقال التقرير: «على امتداد العام 2009 فإن العوامل التي أسهمت في تردي أوضاع حقوق الإنسان في الأرض الفلسطينية المحتلة خلال الأعوام الأربعة الأخيرة منذ الانتخابات التشريعية التي جرت في يناير 2006 قد ظلت قائمة على حالها مؤدية إلى المزيد من التردي في حالة حقوق الإنسان والأوضاع الإنسانية». وقال المركز: إنه «للأسف الشديد ما تزال هذه العوامل ماثلة حتى الآن لتنذر بالمزيد من التدهور في أوضاع حقوق الإنسان في المستقبل المنظور». وذكر أن «المجتمع الدولي قد تجاوز ذلك إلى المشاركة الفعلية في فرض العقوبات على المدنيين الفلسطينيين من خلال قرارات المقاطعة المالية للحكومة (العاشرة التي قادتها حماس) التي تشكلت في أعقاب الانتخابات التشريعية الثانية في يناير 2006» والتي فازت حماس بأغلبية ساحقة فيها.    (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 04 ماي 2010)
 


رحل الجابري مخلفا تراثا لا يزول الجابري أسس لقراءة متطورة للتراث العربي

 


الجزيرة نت- الرباط غيّب الموت المفكر المغربي محمد عابد الجابري طاويا بذلك صفحة مهمة من دفتر الفلسفة والفكر العربي المعاصر، ومخلفا وراءه أسرة وأصدقاء وزملاء يشعرون بحجم الخسارة الكبيرة التي مني بها المشهد الفكري قاطبة. « الجابري لم يمت، لأن فكره سيبقى حاضرا بيننا إلى الأبد »، بهذه الجملة عبر عصام ابن المفكر الراحل عن مشاعره حيال فقدان والده، مضيفا أن حكاية الموت المفاجئ الذي أخذ الجابري بدأت في الساعة التاسعة ليلا من مساء أمس الأول وهو جالس مع أبنائه في جلسة عائلية هادئة، قبل أن يذهب الجميع إلى النوم ويذهب الجابري ليجلس أمام حاسوبه ليكتب جريا على عادته، وفي صبيحة أمس الاثنين استيقظ الجميع باستثناء الجابري. ويتابع الابن الطبيب للجزيرة نت أن والده رحل دون أحلام كبيرة، وبقلق فلسفي عظيم، وبرغبة ملحة في إتمام مشروعين شغلا باله، وهما عبارة عن كتابين يحاول في الأول أن « يعيد قراءة الأحاديث النبوية من جديد »، و »ينتقد العقل الأوروبي » في الثاني. الباحث المفكر وبحزن لا يقاس بأي تعبير يقول عزيز الحدادي -أستاذ الفلسفة في جامعة محمد الخامس ورئيس جمعية أصدقاء الفلسفة وأحد من تتلمذوا على يد الجابري- إن « الباحث الذي لا يضع يده على التراث لا قيمة له »، ولهذا السبب « كان الجابري فجرا لبداية عهد البحث في التراث العربي الإسلامي، وخصوصا التراث التنويري ». أغلان: الجابري علَم الناس كيفية التعامل مع النص الفلسفي والتراث ويضيف الحدادي للجزيرة نت أن موت الجابري هو « موت لقارة في التراث العربي الإسلامي »، لعلم فكري استطاع بعمق فلسفي كبير أن « ينتقد » العقل العربي و »يعيده للطريق الصحيح »، مشيرا إلى أن الفلسفة كانت تحتاج لبقاء الجابري لوقت أطول « كي يعيد الأمل للفلسفة في العالم العربي ». بيد أن المفكر الراحل وبالقدر الذي استطاع أن يؤسس لمدرسته الخاصة في الفلسفة العربية وأن يجمع حوله الكثير من التلاميذ من المشرق والمغرب، لم يسلم من الانتقادات. سجال مستمر فقد كان فكره مجالا لسجال كبير امتدت شظاياه إلى المشرق بإصدار جورج طرابيشي سلسلة بعنوان « نقد نقدِ العقل العربي » وينتقد فيها المشروع الفكري للجابري، دون أن ننسى الجدل الكبير الذي رافق إصدار كتابه « مدخل إلى القرآن الكريم ». وفي هذا السياق يرى الباحث والأستاذ الجامعي مصطفى المرابط أن « التجزيء » في النظر إلى التراث من أهم المؤاخذات التي تؤخذ على الجابري، يضاف إليها –حسب رأيه- عدم شمولية اطلاعه على الفكر الغربي والمناهج الأبستمولوجية (المعرفية) التي كان يبشر بها، واكتفاؤه بمناهج الفكر الفرنسي رغم أن العالم الأنغلوسكسوني عرف تطورا كبيرا على هذا الصعيد. المرابط: التجزيء في النظر إلى التراث من أهم المؤاخذات على الجابري وانتقد المرابط عدم إفصاح الجابري عن مصادره ومراجعه، وهو ما دفع بالبعض إلى اتهامه « بانتحال » أفكار الآخرين دون الإشارة إليها، لكن المرابط أضاف مستدركا أن هذه المؤاخذات لا تظهر إذا ما قورنت مع المساهمات الكبيرة التي قدمها الجابري للفكر العربي. قراءة التراث من جانبه يقول إبراهيم أغلان -مسؤول الأنشطة الثقافية بالمكتبة الوطنية بالرباط- إن الجابري « علَم الناس كيفية التعامل مع النص الفلسفي والتراث »، وإن كتبه « مطلوبة جدا لدى زوار المكتبة »، لأنها تعد مراجع مهمة للباحثين في الفلسفة والدراسات الإسلامية، وخص بالذكر كتابه « قراءة في التراث » و »مدخل إلى القرآن الكريم ». وكشف أغلان أن المكتبة الوطنية بالرباط كانت تفكر بتكريم المفكر محمد عابد الجابري هذه السنة، لكن « كان للموت رأي آخر على ما يبدو » كما يقول. يُذكر أن الجابري لم يكتف بالبحث العلمي فقط، بل كان فاعلا سياسيا بشكل مباشر أحيانا وغير مباشر أحيانا أخرى، فقد كان قياديا بارزا وعضوا في المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، وينظر إليه على أنه أحد منظري الحزب على المستوى الأيديولوجي. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 04 ماي  2010)  


وثيقة لاهاي حول الهجرة السرية


اجتمع المشاركون في المؤتمر العربي الأوربي حول الهجرة السرية، المنعقد في لاهاي من قبل مؤسسة المنتدى العربي يومي 1 و 2 مايو / آيار 2010، وناقشوا ستة قضايا وثيقة الصلة بموضوع المؤتمر، هي: 1-   السياسة الأوربية إزاء الهجرة السرية بين المعالجتين الأمنية والتنموية 2-   أسباب الهجرة السرية من الضفة الجنوبية إلى الضفة الشمالية للمتوسط 3-    الهجرة السرية و منظمات حقوق الإنسان 4-   دور منظمات المهاجرين في محاربة الهجرة السرية 5-     الهجرة السرية في وسائل الإعلام العربية والأوربية 6-   الحلول الممكنة للهجرة السرية في دول الجنوب: الديمقراطية والتنمية و اتفق المشاركون الذين يمثلون مؤسسات أكاديمية و إعلامية ومنظمات أهلية وحقوقية عربية وأوربية، على إعلان « وثيقة لاهاي حول الهجرة السرية »، التي تتضمن مجموعة من التوصيات الموجهة إلى الحكومات و المنظمات الحكومية وغير الحكومية، في المجالين العربي والأوربي، من أجل المساعدة على تبني سياسات أكثر عدالة وإنسانية و ارتباطا بالحاجات التنموية والأمنية لدول المنطقة، سواء المتقدمة منها أو السائرة في طريق النمو. و التوصيات المتفق عليها بين المشاركين هي: 1- ان سياسة تشييد الأسوار حول الحدود الدولية وتكثيف دوريات الحراسة على السواحل الأوربية الجنوبية و تحويل المنظومة الاتحادية إلى ما يشبه القلعة الحصينة، سياسة غير موفقة في وضع حلول حقيقية وجذرية لظاهرة الهجرة السرية. 2- ان النظرة السائدة في أوربا للمهاجرين السريين، باعتبارهم مجرمين، وتوجيه التشريعات الأوربية والوطنية في اتجاه تكريس هذه النظرة السلبية لشريحة من البشر، يعد مخالفا لمواثيق حقوق الانسان الدولية و المحلية، كما يساعد على توفير بيئة خصبة لتنامي الأفكار والمشاعر العنصرية والمتطرفة لدى الجانبين، و يعطل مشاريع الحوار بين الثقافات والحضارات. 3- ان السبب الرئيسي في تنامي ظاهرة الهجرة السرية، هو حالة الافلاس التنموي الذي وصلت إليه غالبية دول الضفة الجنوبية للمتوسط، و أن العلاج الحقيقي والفعال للظاهرة لن يكون إلا من نفس طينة الداء، حيث لا مجال لإيقاف سيول قوارب الموت المتجه شمالا، إلا بإيجاد حل حقيقي وفعال لمعضلة التنمية في الدول المصدرة للهجرة. 4- ان وقوع دول الضفة الجنوبية للمتوسط تحت هيمنة أنظمة ديكتاتورية وشمولية، أجهزتها غارقة في الفساد وسياساتها المتبعة معوقات كبرى أمام التنمية، يعد أحد أهم أسباب الهجرة السرية، و ان استمرار الحالة السياسية على ما هي عليه في هذه الدول، سيعني مزيدا من انسداد أفق الأمل أمام الشرائح الاجتماعية الشابة المؤهلة أكثر من غيرها للهجرة السرية، وسيفضي إلى مزيد من المرشحين لركوب البحر في مغامرات يائسة وقاتلة. 5- ان الخط التحريري لوسائل الإعلام في تغطية الشؤون الأوربية و سلوك المهاجرين لدى عودتهم إلى بلدانهم الأصلية، يتحمل جزء من المسؤولية عن تنامي ظاهرة الهجرة السرية، حيث يقود إلى تغذية الأوهام عن الجنة الموعودة و تكريس صورة مغلوطة عن حقيقة الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعاني منها غالبية أبناء الأقليات المهاجرة في أوربا. و في هذا السياق، فإن وسائل الإعلام الأورو-متوسطية مدعوة إلى إنشاء آلية للتنسيق والحوار فيما بينها حول الكيفية المثلى لتناول قضية الهجرة السرية وسائر المشكلات المتصلة بها. كما هي الدعوة إلى إنشاء مركز أورو- متوسطي للتوثيق متخصص في قضايا الهجرة. 6- ان الالتزام الأوربي تجاه الديمقراطية وحقوق الانسان، لا يجب أن يقل في مصداقيته عن الالتزام الأوربي حيال مشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فظاهرة الهجرة السرية تتطلب شركاء ملتزمين بنفس التوجهات التنموية الشاملة التي تربط بين الديمقراطية والتنمية، لإيجاد حل جذري لها، فعندما يجد شباب الجنوب فرصا للعيش الكريم في بلدانهم، في ظل أنظمة سياسية تعترف بحقوقهم كمواطنين أسوياء وشركاء في الوطن، لن يفكروا حينها في المغامرة بِأرواحهم وتعريض أنفسهم وبلدانهم لمآسي إنسانية عميقة. 7- ان الدول الأوربية مطالبة بالتزام المواثيق والقوانين والمعاهدات الدولية الخاصة بحقوق الانسان، وخصوصا تلك المتضمنة لمواد متعلقة بحقوق المهاجرين، كمعاهدة أوربا لحقوق الإنسان، مثلما هي مطالبة باحترام الحقوق الأساسية للمهاجرين السريين وأبنائهم، كالسكن والتعليم والعلاج والتأهيل. فضلا عن دعوة الاتحاد الأوربي لإنشاء لجنة تقصي حقائق حول الهجرة السرية، ودعوة مجلس حقوق الإنسان لتكوين لجنة تعنى بحقوق المهاجرين في مراكز الاعتقال الإداري. 8- ان الدول الأوربية مطالبة بتسوية الأوضاع القانونية لكل مهاجر سري مر على وجوده في أوربا خمس سنوات، و مراجعة التشريعات والإجراءات المتعلقة بمنح الإقامة والتأشيرة للأجانب، بما يحول دون تحول بعض المهاجرين من حالة شرعية إلى حالة غير شرعية، و يؤدي إلى إضعاف النظرة الأمنية وتقوية النظرة الحضارية والإنسانية في التعامل مع قضايا الهجرة. 9- ان دول الجنوب المصدرة للمهاجرين مدعوة لتوفير الرعاية القنصلية والحقوية لمواطنيها من المهاجرين السريين، وعدم التخلي عن حقوقهم خصوصا في مراكز الإيواء والتحفظ الإداري، والعمل على إحداث صناديق دعم محلية ووطنية وإقليمية لمساعدتهم، و التعهد بحفظ كرامة أجسادهم في حالة الوفاة بالتكفل بنقلها على نفقة الدولة إلى بلدانهم الأصلية، و الاستفادة من النموذج التونسي في هذه الحالة، حيث تلزم القوانين التونسية مصالح وزارة الخارجية بإعادة جثمان المهاجر التونسي أينما كان إلى أرض الوطن على حساب الخزينة العامة. 10- ان دول ضفتي المتوسط مدعوة إلى مكافحة مافيات الهجرة السرية وتجار البشر والجريمة المنظمة، والتفريق بشدة بين الضحايا من المهاجرين السريين و عصابات المهربين والسماسرة والمجرمين، كما هي مدعوة إلى التعاون مع منظمات المهاجرين ومؤسسات المجتمع المدني و الهيئات الحقوقية من أجل خلق آليات وخلايا تفكير وحوار حول ظاهرة الهجرة السرية وبناء قنوات مشتركة لإيجاد المخارج والحلول اللازمة. 11- ان الدول الأوربية ملزمة بالاتفاق مع نظيراتها في الضفة الجنوبية للمتوسط على وضع آليات لمراقبة التصرف في المساعدات المخصصة للتنمية وضمان وصولها للمعنيين بها وضمان الشفافية في إدارة المشاريع التنموية، وتحفيز المهاجرين على استثمار أموالهم ومدخراتهم في مناطقهم الأصلية، بل تشجيعهم للعودة إلى بلدانهم الأم كفاتحين تنمويين، والاستفادة في هذا المجال من النموذج التركي. 12- ان دول الضفة الجنوبية للمتوسط معنية بإدماج برامج توعوية حول مخاطر الهجرة السرية في البرامج التعليمية، كما هي معنية بتنفيذ حملات إعلامية للشباب بهدف مساعدتهم على عدم السقوط في براثن مافيات التهريب، والاستعانة في ذلك بأعمال فنية وسينمائية تتناول قضايا المهاجرين.         المشاركون في المؤتمر: 1- د. خالد شوكات، رئيس المنتدى العربي في هولندا (منظم المؤتمر) 2- د. أحمد القديدي، رئيس الأكاديمية الأوربية للعلاقات الدولية بباريس 3- د. محمد البشاري، أمين عام المؤتمر العربي الإسلامي في أوربا 4- د. محمد القريشي، باحث في العلاقات الدولية و استاذ بجامعة ليل الفرنسية 5- أ.د. صلاح الفرطوسي، أكاديمي عراقي مقيم في هولندا 6- د. عيسى بوقانون، إعلامي جزائري، جامعة ليون الفرنسية 7- د. التيجاني بولعوالي، نائب رئيس جامعة لاهاي العالمية 8- أ. منصف السليمي، صحافي بمؤسسة دوتشفيليه الألمانية 9- أ. عبد الوهاب الهاني، ناشط حقوقي، عضو اللجنة العربية لحقوق الإنسان بباريس 10- أ. عبدو لمنبهي، رئيس المركز الأورو-متوسطي للهجرة والتنمية 11- أ. محمد بنميمون، باحث مغربي في شؤون الهجرة 12- أ. حسونة المنصوري، ناقد سينمائي تونسي، مؤسسة فيلم من الجوار في روتردام 13- علي النهاري، الفيدرالية العامة للمسلمين في فرنسا 14- محمد الناجح النوري، عضو الهيئة الإدارية للمنتدى العربي في هولندا 15- ابراهيم درعاوي، إعلامي مغربي مقيم في هولندا 16- محمد حياوي، صحافي وإعلامي عراقي مقيم في هولندا
 عن خالد شوكات

بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلينتونس في 1/5/2010 الرسالة 797 على موقع الانترنت ان تحفظ كتاب الله أمانة في أعناقنا
بقلم محمد العروسي الهاني مناضل كاتب في الشأن  الوطني  العربي و الإسلامي

هنيئا لسكان مدينة

 حمام الشط

خيركم من تعلم القرآن  و علمه لغيره من المسلمين على امتداد  التاريخ الاسلامي


 ما أجمل و أروع و أعمق من مجالس  القرءان الكريم وما أبلغ و أنبل و أصدق  من المتحمسين لكتاب  الله و حفظه  وترتيله إلى  النشئ و الشباب و الكهول  عملا بسنة سيد البشر و خاتم الأنبياء.   في هذا الإطار يتنزل مقالي   رقم  797  عبر  هذا الموقع الالكتروني .. الذي يحمل رسالة هامة  و يشجع أصحاب المبادرات على البناء وفعل الخير  و التنافس من أجل إسعاد الإنسان العربي  أينما كان.. لكسب العلوم  و القيم التي نحن في أشد الحاجة إلى دعمها و صيانتها  وتعهدها و تطويره..ا حتى يتنسى لنا  المحافظة على الرسالة الخالدة السامية.. رسالة الخلود  و المجد و الشرف..  رسالة الأخلاق الفاضلة و القيم  النبيلة  التي لخصها الرسول الأكرم صلى الله عليه  و سلم بكلمة بليغة : (إنما بعثت لأتمم مكارم  الأخلاق)   صدق رسول الله الذي لا ينطق على الهوى..  و أن من مكارم الأخلاق في عصرنا الحاضر بالخصوص المحافظة على كتاب الله دستور هذه الأمة العظيمة صاحبة المجد و الريادة و القوة .. و قد هدى الله ووهب الحكمة لعباده و أكرم منهم رجالا من خيرة الأمة العظيمة و العريقة.. و ألهمهم الرشد و الهداية و التوفيق..  و أيقض في قلوبهم نور الإيمان ووهج الهداية..  وزرع في وجدانهم حب كتابه الكريم..  فكان تأثير الهداية و نعمة الإيمان و عمق الصلاح و نور الدين الإسلامي.. فكان فعلا بارزا في سلوكهم اليومي..  فقد شمروا على سواعدهم لفعل ما ينفع الناس.. وفكروا في خدمة الإسلام وتعليم كتاب الله و المحافظة على دستور الأمة القرءان الكريم..   وذلك ببعث جمعية محلية للمحافظة على القرآن الكريم بربوع معتمدية حمام الشط   ووجدوا الدعم و التشجيع من أعلى هرم السلطة بفضل ما يوليه سيادة الرئيس زين العابدين بن علي لحفاظ القرآن الكريم و ترتيله ودعم كل النشء و الشباب لحفظ القران.. و العناية برجال الدين ماديا و معنويا ..   كما وجدت  الجمعية الدعم من الأستاذ الفاضل  المربي الأخ  عبد الكريم عزيز المستشار برئاسة  الجمهورية  ورئيس الرابطة  القرآنية  بالجمهورية  التونسية .. كما وجدت الجمعية  نفس العناية من السيد والي بن عروس.. والسلطة المحلية و البلدية  بحمام الشط.. وكل أهل البر و الإحسان . .   وان دار القرءان مفتوحة للجميع و لكل الشرائح العمرية من أطفال و شبان و كهول و شيوخ و نساء   وفي جو رائع و مؤثر   تم على بركة الله و عونه فتح  المدرسة  القرآنية  المحلية  بكامل ربوع معتمدية  حمام الشط  يوم الجمعة 30/4/2010 الساعة الخامسة مساء  بمقر المدرسة.. بحضور مجموعة من الايمة   الأفاضل و الإطارات المحلية و المناضلين القدامى .. و في طليعتهم  السادة  رئيس البلدية الهادي زخامة .. و المنصف الشطي  رئيس البلدية السابق و مؤسس جمعية المحافظة على القرآن الكريم  .. و الدكتور  هشام من أعضاء الجمعية  البارزين.. و عبد الرزاق  الغرايري كاتب عام  جامعة  حمام الشط .. و الشيخ محمد الصالح  الورغي إمام الخمس بجامع عمر بن عبد العزيز..  و الشيخان مراد جدلي و سفيان  الشريف من خيرة حفاظ القرآن.. و عدد هام من خيرة أبناء  الجهة المساندين لكتاب الله .   وافتتح الحفل الكريم السيد ياسين الورغي رئيس جمعية المحافظة على القرآن الكريم  و إمام جامع عمر بن عبد العزيز إمام  الجمعة  بكلمة رحب فيها بالأخوة الحضور  و شكر  جهود كل  المسئولين وابرز العناية  الرئاسة  الموصولة  التي يوليها سيادة الرئيس للمحافظة  على كتاب الله تعالى.  و أعلن السيد ياسين الورغي عن افتتاح المدرسة التي تحتوى على  4 قاعات للتدريس و التي تستوعب  حوالي 200 طالب لحفظ القرآن و ترتيله على امتداد 4 أعوام  كاملة.  وكل قاعة تحمل أسم بارز في الإسلام : -القاعة الأولى  قاعة أبو بكر الصديق رضي الله عنه -القاعة  الثانية  تحمل اسم عمر بن الخطاب رضي الله عنه -القاعة الثالثة  تحمل اسم الشيخ الطاهر بن عاشور رحمه الله -القاعة الرابعة تحمل اسم السيدة مريم العذراء  سيدة نساء العالمين  أم سيدينا عيسى عليه السلام   و إن نظام الدراسة  متطور وعصري لحفظ كتاب  الله و شرح مقاصده  وترتيله مع  العناية  بتعليم السنة  و الفقه الإسلامي من  لدن  مشائخ  و أئمة  إجلاء.. لهم شأن ومعرفة دقيقة في إطار  ترسيخ المذهب المالكي ..   وساهم الأخ رئيس البلدية بكلمة جاء فيها بالخصوص :  نحمد الله تعالى الذي هدنا لمثل هذا العمل النبيل الهام الذي يرسخ في شبابنا  وأبنائنا و بناتنا عمق الإيمان و التعلق بالقيم.  ودعا إلى مزيد تضافر الجهود  لإنجاح  رسالة هذا المولود الجديد في ربوع معتمدية حمام الشط.   وأختتم الحفل البهيج بتبادل التهاني و الدعاء إلى الله بالتوفيق لأصحاب الرسالة الإسلامية على الوجه المرضي   وختاما   نتمنى أن  يتوج هذا العمل النبيل بنجاحات باهرة  و بنتائج  هامة  ليرتفع  عدد حفاظ كتاب الله..  كما نرجو تطوير  حلقات التلاوة و الحفظ في المساجد و الجوامع أثر صلاة المغرب إلى وقت العشاء.. و بعد صلاة العصر من كل يوم جمعة.. لتعليم  التلاوة و مراجعة الملاّ على غرار ما كان  في المساجد سابقا حتى سنة 1988 .   كما نرجو إن تعم الثقة في المصلين و القائمين على شؤون المساجد باعتبار إن بيوت الله مشعة للجميع.. نطمئن لرواد المساجد باعتبارهم من حماة الإسلام.. و كل حامي للإسلام فهو حامي لوطنه..   و سبحان الله مدينة قصفت من طرف الصهيونيين عام 1985 فأصبحت منارة للقرآن الكريم عام 2010  بفضل الله تعالى و بعونه و توفيقه   سدد الله خطئ العاملين الصادقين ووفقهم الله لما فيه خير الإسلام و المسلمين وجزاء الله المحسنين .                                                                                     قال الله تعالى:  » إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون  » صدق الله العظيم  والله ولي التوفيق محمد العروسي الهاني مناضل كاتب في الشأن  الوطني و العربي و الإسلامي 22.022.354  

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.