الثلاثاء، 30 نوفمبر 2010

 

في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس  Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

 

TUNISNEWS

10ème année, N°3843 du 30.11.2010  

archives : www.tunisnews.net

الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


منظمات حقوقية تونسية:دعوة لتجمع احتجاجيّ ضد التعذيب في تونس أوقفوا التعذيب في تونس

السبيل اولاين::أكدت أن تونس يحكمها نظام بوليسي والدولة ينخرها الفساد:الولايات المتحدة…ليس هناك « خليفة واضح » للرئيس التونسي بن علي

كلمة:أعضاء المكتب الشرعي للقضاة يمنعون من المشاركة في مؤتمرات عالمية

عفاف بالناصر:بطـــــــــاقة زيــــــــــارة:وما يزال الفاهم بوكدّوس يُضطهد في مُعتقل قفصنامو

حــرية و إنـصاف:الأستاذ رياض الشعيبي من الطرد التعسفي إلى المنع من السفر

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:تقرير حول محاكمة المتهمين بإعادة إحياء حركة النهضة

حــرية و إنـصاف:الطالب وسام الأطرش..ومسلسل الإرهاب المستمر

خميس بن بريك:انتقاد محاكمات الإرهاب بتونس

كلمة:إدانة حقوقية لمنع المناضل الحقوقي علي بن سالم من السفر

عمّار عمروسيّة:من يوقف هذه العصابات الإجراميّة؟

منظمات وجامعات أحزاب  بقفصة:بيان مشترك

نقابي من سوسة:نادي حشاد الثقافي بمنزل بوزيان : بيان مساندة إلى مناضلي طلبة سوسة

رسائل د. منصف المرزوقي إلى الشعب التونسي:من أبطال تونس وأبنائها الأبرار : المناضل علي بن سالم

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعــــــة بنــــــزرت:دعــــــــــــــــــــــــوة

كلمة:قائمة التجمع تخسر انتخابات المؤتمر الجهوي للتعليم الثانوي بالمنستير

الصباح:الوزير الأول أمام النواب:المسار الديمقراطي تعزز بتواجد المعارضة في كل الهياكل المنتخبة وتطوير الإعلام

المرصد التونسي:اعتصام بمصنع اقروماد بالعامرة

المرصد التونسي:جبنيانة …وقفة احتجاجية بالمدرسة الاعدادية احتجاجا على تسييس المؤسسة التربوية

المرصد التونسي:منزل بورقيبة ….ولية تعتدي على مديرة معهد

محمد العيادي:في  حضرة مسؤول  امني صغير  بقابس

مراد رقية:نادي التعارف بقصرهلال في ذمة الله »الهيئات البلدية التجمعية غير المنتخبة وتآمرها على النشاط العام »

طلبة تونس:قرأنــــا لكـــم:مستقبـــل الثقافــة العربيــة فـي ظــلّ الوسائـط الإتصاليـة الحديثــة

طلبة تونس:قـــــرأنا لكــــــم:أولويــــة القــــراءة في حيــــاة الإنســــان

الشيخ الهادي بريك:من وحي الإنتخابات المصرية أو الإسلاميون وإشكالية تلبس الدين بالسياسة

الجزيرة.نت:واشنطن تواصل انتقادها إخوان مصر يلوحون بالانسحاب

الجزيرة.نت:اكتساح للحزب الحاكم وخسارة الإخوان :فزع أميركي إزاء انتخابات مصر

القدس العربي:ويلكيليكس: مبارك اقترح دكتاتورا عادلا لحكم العراق واكد لواشنطن ان العراقيين طباعهم حادة

الجزيرة.نت:مصر تفجر خمسة أنفاق برفح

القدس العربي:الأسد لوفد أمريكي: حل علاقاتنا بحماس وحزب الله بعد التوصل لسلام شامل

فهمي هويدي :لبنان فوق بركان

القدس العربي:ايران تتهم ‘الموساد’ و’سي آي ايه’ باغتيال عالم نووي ايراني واصابة آخر في اعتداءين استهدفاهما في طهران


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  أكتوبر 2010 https://www.tunisnews.net/28Novembre10a.htm


دعوة لتجمع احتجاجيّ ضد التعذيب في تونس أوقفوا التعذيب في تونس


ترتكب السلطة التونسية جريمة ممارسة التعذيب على المناضلين السياسيين والنشطاء الحقوقيين والإعلاميين والنقابيين، وهذا التعذيب المتواصل منذ عقود هو منهج السلطة  الثابت في التعامل مع المعارضين، لإسكات المناضلين وارهاب الناس،  وقد أدى  ذلك الى استشهاد عدد غير قليل من التونسيين.
فخلال السنوات الاخيرة تعرض المئات من الشباب التونسي  الى تعذيب وحشي بحجة  مقاومة الإرهاب اعتمادا على قانون 10 ديسمبر 2003 سيء الذكر، كما تعرض الى ذلك أيضا مناضلو الحوض المنجمي، وكان آخر ما بلغنا تصريحات مفزعة لأحد ضحايا التعذيب في تونس الطالب علي بن عون.. الذي تعرض للتعذيب بتهمة « التفكير في احياء جمعية غير مرخص لها »، هي حركة النهضة.

كما يتعرض مناضلو المعارضة والمجتمع المدني والاعلاميين الى البلطجة والمحاكمات الملفقة في محاولة لاسكات وارهاب كل الأصوات المطالبة بالحريات والحقوق، فقد حوكم الصحفي الفاهم بوكدوس بسبب تغطية احداث الحوض المنجمي واودع السجن رغم وضعه الصحي الحرج، كما يتواصل اعتقال المناضل حسن بن عبد الله و عدد من سكان المظيلة واعتقل السيدان علي الحرابي وعلي بن فرحات السجينان السياسيان السابقان واحيلا الى محاكمة صورية بحالة ايقاف بتهمة التفكير في احياء جمعية غير مرخص لها، وتعرّض القاضي صالح بن عبدالله الى بلطجة وعنف من اعوان امن تحت اشراف رئيس مركز البوليس واعتقل واحيل الى المحاكمة الملفقة كذلك.
ان المناضلين التونسيين وكل احرار العالم يرفعون اصواتهم عاليا للتنديد بهذا العنف والتعذيب الذي ترتكبه السلطة التونسية ضد المواطنين العزل المطالبين بحقوقهم الاساسية.
و بمناسبة اليوم العالمي للإعلان عن حقوق الإنسان يعتزم جمع كبير من المدافعين عن حقوق الإنسان في تونس وأوروبا تنظيم:    وقفة احتجاجية أمام مقر رئاسة البرلمان الأوروبي ببروكسيل  يوم الخميس 09 ديسمبر 2010 على الساعة 10:30 احتجاجا على ما يمارسه النظام التونسي من تعذيب واضطهاد مناف لكل القيم.   وقد أكدت عديد الجمعيات الحقوقية التونسية مشاركتها، كما ستشارك جمعيات حقوقية مغاربية وأوروبية في هذا الإحتجاج. ان هذا التجمع الاحتجاجي يندرج ضمن سلسلة من التحركات للمطالبة بايقاف التعذيب وانتهاكات حقوق الانسان في تونس.   لا للتعذيب…   نعم لكرامة الإنسان .. من  أجل الحقوق والحريات في تونس    الجمعيات المنظمة  :
 
جمعية التضامن التونسي
 جمعية الزيتونة
 منظمة صوت حر
 لجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس
اللجنة العربية لحقوق الإنسان
 الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس
 س أو أس تونس  


أكدت أن تونس يحكمها نظام بوليسي والدولة ينخرها الفساد الولايات المتحدة…ليس هناك « خليفة واضح » للرئيس التونسي بن علي


السبيل أونلاين – تونس – خاص كشفت وثائق أمريكية سرية ، أن الولايات المتحدة لا ترى « خليفة واضح » للرئيس التونسي الحالي زين العابدين بن علي ، كما أكدت تلك الوثائق ، التي نشرها موقع « وكيليكس » (ويعني تسرّب) ، أن « الرئيس بن علي ونظامه فقدوا التواصل مع الشعب التونسي ، ولا يتحملون النصح ولا النقد سواء كان محليا أم دوليا ، وتعاظم اعتماده (النظام) على استخدام البوليس من أجل السيطرة والحفاظ على السلطة ، وكذلك فإن الفساد يتعاظم في عمق دائرة بن علي ، وحتى التونسيين العاديين أصبحوا على علم كبير بكل ذلك ، وأن التشكّي والتذمر في تصاعد شديد ».
وحسب الوثائق المنشورة فإن هناك قلقا أمريكيا بشأن أوضاع حقوق الإنسان المتدهورة في تونس ، وهو علي ما يبدو موقف مفاجىء. و « ليس هناك إمكانية على الإطلاق لأن تكون الانتخابات حرّة ونزيهة ، وأن حرية التعبير وحرية التنظم تخضع لضغوط عالية جدا ، ولا يُسمح لأحزاب المعارضة أن تنشط بشكل عادي .
ومن ضمن تلك التقارير وعددها 17 ، المتبادلة بين السفارة الأمريكية في تونس والإدارة الأمريكية بين 29 ماي 2008 و 9 أفريل 2010، هناك تقريرين كُتبا من قبل السفير الأمريكي الحالي غوردن غراي ، بينما هناك 15 تقرير كتبهم السفير الذي سبقه .وأعلنت « وكيليكس » أنه سينشر أجزاء أخرى من الوثائق المتبادلة بين السفارة الأمريكية في تونس والإدارة الأمريكية في واشنطن .
وورد في الوثائق أن المسؤولين التونسيين يؤكدون دائما في اتصالهم بالسفارة الأمريكية علي العلاقة المتينة بين تونس والولايات المتحدة منذ أكثر 200 سنة ، ولكنهم لا يتعدون مرحلة العموميات ولا يتحدثون في أمور أساسية ودقيقة ، وترى السفارة أن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس حينها لتونس ستكون  » مناسبة للتأكيد بوضوح أنه من الممكن الذهاب بعيدا ، إذا كانت تونس مستعدة للانفتاح السياسي والتعاطي بجدية مع ما يشغل الولايات المتحدة (لصالح تونس) ، ونحن مستعدون لبحث وسائل تعميق العلاقات بين البلدين في كافة المجالات » .
توصي السفارة الأمريكية وزارة خارجيتها أن يتم الحديث مع السلطات التونسية بوضوح تام عند طرح المطالب على الحكومة التونسية ومسؤوليها الكبار ، « ولا بد من أن نقول لهم أننا سنغيّر في مقاربتنا في التعامل معكم .وفي نفس الوقت يجب أن نكلمهم بوضوح أننا سنستمر في التواصل مع المعارضة والمجتمع المدني بشكل غير علني ، إضافة (إلى ذلك) يجب أن نرفع من وتيرة جهودنا من أجل إقناع شركائنا الأوروبيين والدول التي تحمل نفس التفكير من أجل أن يضاعفوا هم بدورهم جهودهم لإقناع النظام التونسي بضرورة الإصلاح السياسي  » .
وتفيد التقارير أن بريطانيا وأيضا ألمانيا متفقة مع الأمريكان على ضرورة إجراء الإصلاحات السياسية في تونس ، « نجد أن دولا أساسية أخرى مثل فرنسا وايطاليا ، يتعاملون بحياء مع الحكومة التونسية إذ لا يمارسون أي ضغط على النظام التونسي ، ومن هنا ولا بد أن نعمل من أجل دفعهم ليقوموا بذلك ، وأن يكون مطلب الشريك المتقدم مع الاتحاد الأوروبي إحدى الشروط مقابل الانفتاح السياسي » .
كما تؤكد مراسلات السفارة الأمريكية في تونس « في أغلب الأحوال تفضّل الحكومة التونسية سراب الالتزام عوض التعاون والعمل الجاد (من أجل تحقيق الانفتاح السياسي)، مع التأكيد أن التغيير الكبير في تونس لن يتم إلا بعد ذهاب بن علي ، فتونس لديها مشاكل كبرى ، وبن علي يتقدم في السنّ وليس له خليفة واضح ، ونظامه مريض ، والكثير من التونسيين غاضبين جدا من حكومتهم لغياب الحريات السياسية ، وغاضبين من فساد العائلة الحاكمة ، ومن البطالة العالية ومن فقدان العدالة والمساواة في التنمية بين الجهات ، والحال أن التطرف يمثل تهديدا مستمرا على البلاد » ، ثم تضيف: « فتونس دولة بوليسية مع شيء لا يكاد يُذكر من حرية التعبير والتنظّم ، بالإضافة إلى المشاكل الخطيرة في مجال حقوق الإنسان . وأمام تحقق أي خطوة إلى الأمام هناك خطوة إلى الوراء : مثل السيطرة الأخيرة لعناصر مقرّبة من الرئيس بن علي على الكثير من وسائل الإعلام ».
ومما ورد في هذه التقارير أيضا: »التونسيون يبغضون ويحتقرون بشدّة السيدة الأولى ليلي الطرابلسي وعائلتها ، وكل ما كانت مجالس خاصة فإن معارضي النظام يستهزؤون بها ، بما في ذلك الكثير القريبين من الحكومة فإنهم يعبّرون عن امتعاضهم من سلوكياتها (الغير مقبولة) ، وفي نفس الوقت فإن الغضب يتصاعد بسبب البطالة العالية وغياب المساواة بين الجهات التي تشكو منها تونس . ونتيجة لهذا فإن ازدياد المخاطر على استقرار النظام على المدى البعيد تتصاعد باستمرار ». وقد تناولت مراسلات السفارة الأمريكية في تونس ، قضايا تونسية كثيرة من بينها أحداث الحوض المنجمي بتفاصيلها ، واتحاد الشغل ، وأحداث سليمان في 2006 ، وموضوع « شبكات الإرهاب » والجريمة ، كما تناولت بشكل من التفصيل محادثات صخر الماطري مع السلطات الأمريكية ، كما شمل التقرير عرضا حول شخصية الماطري وأملاكه وطموحاته السياسية ومشاريعه الإقتصادية ، وتطرق إلى بعض أسماء شركات وأملاك صخر الماطري وارتباط عائلته بالفكر القومي منذ الثلاثينات وانخراط والده في الانقلاب على بورقيبة في سنة 1962 ، فضلا عن علاقة عائلته بالعقيد القذافي ، وكنه كونه صهرا لبن علي حيث استطاع أن يبني مؤسسات إعلامية ضخمة.
وسنوافيكم إن شاء الله بمزيد التفاصيل في هذا الملف …
بالتعاون مع سيد فرجاني – لندن
ملاحظة : تم الاعتماد على النص الأصلي باللغة الإنجليزية .
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 30 نوفمبر 2010)  


أعضاء المكتب الشرعي للقضاة يمنعون من المشاركة في مؤتمرات عالمية


حرر من قبل التحرير في الأثنين, 29. نوفمبر 2010 وجّهت الجمعيّة الوطنيّة للقضاة الإيطاليّين دعوة للمكتب الشرعي لجمعيّة القضاة التونسيّين لحضور مؤتمرها الذي انعقد بإيطاليا يومي 26 و27 نوفمبر، وقد علمت كلمة أن الناشط الحقوقي الأستاذ أنور القوصري قد ألقى كلمة نيابة عن هيئة الجمعيّة التي وجّهت الدعوة لرئيسها القاضي أحمد الرحموني ولكاتبتها العامة القاضية كلثوم كنّو، والذين منعا من السفر لعدم حصولهما على إذن بالمغادرة من وزير العدل.
كما علمنا أن الكلمة التي ألقاها الأستاذ القوصري بالنيابة عن الهيئة الشرعية ذكّرت بالانقلاب على جمعيّة القضاة من قبل شقّ مقرّب من السلطة سنة 2005، وبمعاناة أعضاء المكتب التنفيذي الشرعي منذ ذاك التاريخ، من نقل تعسّفية واقتطاع غير مبرر من المرتّب وغير ذلك من أشكال التنكيل بالقضاة المستقلّين.
جدير بالذّكر أن هذه الدعوة ليست الأولى التي توجّه للمكتب الشرعي من قبل المنظّمات والجمعيّات في العالم، وكانت آخر هذه الدعوات تلك التي تلقّاها لحضور اجتماع اللجنة التنفيذية للجمعية الأوروبية للحقوقيين من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان يوم 11 نوفمبر 2010 بصوفيا بلغاريا.
 كما لم يتمكن أعضاء المكتب الشرعي للقضاة من المشاركة في مؤتمر القضاة العالمي الذي انعقد بالعاصمة السينغالية داكار بين 6 و11 نوفمبر الجاري.  وقد تعذر على الهيئة الشرعية الاستجابة لهذه الدعوات لضرورة الحصول على إذن بالمغادرة من وزير العدل، في الوقت الذي لا تعترف فيه السلطة إلا بالشقّ المقرّب منها. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 29 نوفمبر 2010)


بطـــــــــاقة زيــــــــــارة 29 نوفمبر 2010 وما يزال الفاهم بوكدّوس يُضطهد في مُعتقل قفصنامو  


عرفت اليوم أنّ الفاهم قد عاش أسبوعا صعبا، إذ ظهرت عليه بجلاء أعباء إضراب الجوع الذي خاضه في المُدّة الأخيرة وقدعانى من تعفّن في الأمعاء مصاحب بإسهال حادّ وآلام في المعدة، ومازال العلاج المكثّف في سبيل ذلك كما أنّ الطبيب الذي كشف عليه الاثنين الماضي وصف له أدوية إضافية لعلاج تعفّن شديد في الحنجرة، ونبّه من خطورة تكرّر ذلك.

وعن مصير الروايات والدوريات التي كنت حملتها له في الزيارة الماضية قال أنّه لم يتسلّمها بعد في الوقت الذي تصل فيه أشياء مماثلة إلى سجناء آخرين في السجن نفسه وسجون أخرى، مع العلم أنّ الأمر يتعلّق بمنشورات تباع في أغلب المكتبات والأكشاك ولا تحمل مضامين من شأنها تعكير صفو النظام العامّ.
أمّا عن حقّه في الزيارة بدون حاجز والتي يتمتّع بها المتزوّجون كلّ ثلاثة أشهر وغير المتزوّجين كلّ أربعة أشهر. أكّد بوكدّوس أنّه لم يسمح بها بعد رغم انقضاء حوالي خمسة أشهر ورغم توجّهه بمراسلتين إلى نور الدين الشعباني المدير العامّ للسجون والإصلاح في منحى واضح للتلاعب بهذا الحقّ وتكريس عقليّة الاستفراد والتنكيل. وقد صرّح الفاهم في هذا الإطار أنّ » الأمر لا يستهدف شخصه فقط بل يمتدّ إلى عائلته في إطار العقاب الجماعيّ الذي يسلّطه نظام الحكم في مذل هذه الحالات في تعارض مع القوانين والنواميس والأخلاقيات وروح العدالة » ذمّ أضاف أنّ  » السجون بهذه الشاكلة ليست إلاّ أداة لإدامة الانتقام من منتقديّ السلطة ومُعارضيها والتشفّى فيهم، ممّا يجعل من خطورة إشراف وزارة العدل عليها بدل وزارة الداخليّة إجراءا مُخادعا وشكليّا، حيث يواصل البوليس السياسيّ إدارة الأمر برمّته مستعملا كلّ السبل للإجهاز على معنويّات سجناء الرأي وصحّتهم.
وختم قائلا  » إنّ نظاما يُعامل مواطنيه كرعايا في السجن الكبير، لا يقبل منهم إلاّ أن يكونوا عبيدا في السجن الصغير. غير أنّ قبضة الجلاّد وصريرالمفاتيح لا يُمكن أن يُروّضاني أو يركّعاني بل سيزيداني إصرارا على كسر قيودي » الحرّية للفاهم بوكدّوس لتظلّ هامته أعلى من الأسوار عفاف بالناصر


الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 24 ذو الحجة 1431 الموافق ل 30 نوفمبر 2010

الأستاذ رياض الشعيبي من الطرد التعسفي إلى المنع من السفر


تعرض أستاذ التعليم الثانوي شعبة الفلسفة السيد رياض الشعيبي إلى الطرد من قبل وزارة التربية دون تبرير أو تعليل لهذا القرار التعسفي الظالم خاصة وأن السيد رياض الشعيبي مشهود له بالكفاءة من قبل إدارة المعهد الثانوي بالناظور (زغوان) ومن طرف متفقدة المادة.

علما بأن السيد رياض الشعيبي متحصل على الإجازة في الفلسفة من الجامعة التونسية ثم الماجستير في الفلسفة السياسية المعاصرة وهو بصدد إعداد رسالة دكتوراه ويمتلك عددا إداريا (87 % ) قلما تحصل عليه أستاذ في أربع سنوات أقدمية، وتشهد نتائج تلامذته (الباكالوريا) على الجهد الكبير الذي يبذله بالإضافة إلى البحث الذي أنجزه حول التجديد البيداغوجي بعنوان  »التعليم التعاوني ».
وتجدر الإشارة إلى أن السيد الشعيبي هو سجين سياسي سابق منذ سنة 1991 من أجل الانتماء إلى الاتحاد العام التونسي للطلبة، وفي سنة 1997 سجن مرة ثانية من أجل الاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها، وقد قضى 15 عاما بين السجن والمتابعة والمراقبة الإدارية.
ظن السيد الشعيبي أن صفحة العذاب والتشفي والتنكيل قد طويت عندما تم انتدابه سنة 2006 للتدريس كأستاذ فلسفة إلا أن هذا الظن تبدد بفعل القرار المفاجئ وغير المبرر بطرده من التعليم، وهو يطالب بإعادته إلى العمل بخطة أستاذ وتجاوز صفحة الماضي نهائيا وبتمكينه من جواز سفره المحجوز لدى السلطات الأمنية والسماح له بمغادرة البلاد تمام دراسته.
وحرية وإنصاف:
1)  تعبر عن مساندتها غير المشروطة لمطالب الأستاذ رياض الشعيبي وتندد بالقرار غير المبرر الصادر عن وزارة التربية والقاضي بطرد السيد الشعيبي من التعليم. 2)  تدين الاقصاء المتعمد للإطارات الشابة والكفأة على أساس الانتماء الحزبي وتدعو سلطة الإشراف إلى تمكينه من مطالبه التي يضمنها له الدستور، وعدم التمييز بين المواطنين على أساس الحزب أو الجهة.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين aispp.free@ gmail.com  43 نهج الجزيرة تونس تونس في:30/11/2010

تقرير حول محاكمة المتهمين بإعادة إحياء حركة النهضة


في نطاق تضييق الخناق على المساجين السياسيين السابقين المفرج عنهم وفي إطار تكميم الأفواه الحرة  وضرب العمل السياسي وتأبيدا لواقع الجمود والإنغلاق  عمدت السلطة التونسية يوم 12 أكتوبر 2010 إلى إلقاء القبض بمدينة دوز من ولاية قبلي (حوالي 500 كلم جنوب العاصمة تونس)  على علي فرحات (من مواليد 05 أوت 1958 ،حوكم سنة 1991 في قضية تصفية حركة النهضة الإسلامية وأفرج عنه سنة 1997 ) وعلي الحرابي (من مواليد 13 جويلية 1958، حوكم سنة 1991 في قضية تصفية حركة النهضة الإسلامية بواحد وعشرين سنة سجنا (21 سنة) وأفرج عنه بتاريخ 25 فيفري 2006 ) وعلى الطالب بكلية الشريعة وأصول الدين علي بن عون (من مواليد 10 أوت 1984) والطالب بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار سيف الدين بن محجوب (من مواليد 07 جوان 1988) وتم نقلهم جميعا لتونس العاصمة للتحقيق معهم في محلات فرقة الإستعلامات بوزارة الداخلية .

وبعد أن تم الإحتفاظ بهم لمدة تفوق الأسبوعين في خرق فاضح لأحكام الفصل 13 مكرر من مجلة الإجراءات الجزائية الذي حدد مدة الإحتفاظ بثلاثة أيام قابلة للتجديد مرة واحدة بمقتضى قرار معلل من وكيل الجمهورية تم التنصيص بمحاضر البحث أنه تم اعتقالهم بشارع الحبيب بورقيبة  بتونس العاصمة ؟؟؟ الشئ الذي دفع  النيابة العمومية بالمحكمة الإبتدائية بتونس إلى إحالتهم  بحالة إيقاف و أضافت إليهم بحالة فرار كلا من : محمد الهاشمي بن طالب و أيمن بن مسعود و محمد الهادي بن عبد الله ، وذلك لمقاضاتهم جميعا من أجل تهم  عقد اجتماع غير مرخص فيه و المشاركة في إعادة تكوين جمعية لم يعترف بوجودها و إعداد محل لعقد اجتماع غير مرخص فيه و جمع التبرعات بدون رخصة، طبق الفصول 2+5+7+23+24 من قانون 24 جانفي 1969.والفصول +2+3+4+5+6+10+30 من قانون 7 نوفمبر 1959 و الفصل 6 من الأمر المؤرخ في 21/12/1944 المتعلق بجمع التبرعات.
ولدى مثولهم أمام الدائرة الجناحية بالمحكمة الإبتدائية بتونس في القضية عدد 19635 برئاسة القاضي فوزي الجبالي في  جلسة يوم 08/11/2010   قررت المحكمة تخصيص الجلسة الأولى للإستنطاقات  بدءا بعلي الحرابي حيث افتتح القاضي بتذكيره بما ورد في محاضر الأبحاث من أنه  » ربط الصلة منذ أوائل السنة الحالية ببعض نظرائه المسرحين على غرار علي فرحات و محمد الهاشمي بن طالب للإستفسار عن آخر أخبار حركة النهضة و قيادتها و أنه اكتشف بأنه لم يعد هناك وجود فعلي للنشاط صلب الحركة بتونس و أنه تم نقل النشاط إلى المهجر تمهيدا لعودة الحركة إلى أرض الوطن و ممارسة نشاطها بصورة علنية، و أنه عقد في الغرض اجتماعات في الصائفة الفارطة تركزت على فكرة إحياء النشاط في الداخل و استقطاب عناصر جديدة و السعي لجمع أموال لاستغلالها لاحقا في برامج الحركة  » ، وقد أكد على الحرابي في البداية: أن المحاضر اشتملت على كثير من المعطيات المغلوطة وأنه لم يُمض على المحضرالذي تلاه الرئيس، مبينا أنه تحدث مع الهاشمي بن طالب (الذي تجمعه به قرابة ) حول نقد تجربة حركة النهضة و تارخها دون التعرض لأي مواضيع أخرى و أن ما عبر عنه هي أفكاره الخاصة التي لا حرج لديه في أن يعبرعنها في لقاءات خاصة أو أمام الأمن أو أمام المحكمة ، نافيا أن يكون قام بجمع أموال أو أن يكون دار أي حديث حول إعادة نشاط حركة النهضة في البلاد ، بل أن أعوان الأمن لم يستنطقوه إلا حول اجتماع عقد بمنزله ، و أن الحركة إن رجعت للنشاط فذلك لن يكون سريا بل في إطار قانوني و علني و بعد تقييم تجربتها و استخلاص ما يجب استخلاصه لتجنب الأخطاء و تصويب المسار ، ثم تدخل الأستاذ البحيري طالبا توجيه سؤال لمنوبه عن طريق المحكمة بخصوص مكان إيقاف منوبه ( حيث ورد بالمحاضر أن جميع المتهمين قد تم إيقافهم يوم 25/10/2010 بشارع الحبيب بورقيبة بتونس العاصمة ، فأجاب بأنه قد أوقف يوم الجمعة 15 أكتوبر 2010 على الساعة منتصف النهار بمدينة دوز ، ثم شرع القاضى في  استنطاق علي بن فرحات مبتدأ بعرض محتوى المحاضر عليه و قد أكد أنه أجبر على إمضاء محضر استنطاقه لدى الشرطة دون الإطلاع على محتواه و أن علاقة صداقة تجمعه بمحمد الهاشمي بن طالب الذي طلب منه توجيه كلمة لمجموعة من الشبان حول الإنحرافات الفكرية و الإعتقادية و ضرورة التمسك بالوسطية و الإعتدال نافيا التعرض لإعادة إحياء نشاط حركة النهضة مؤكدا أنه لا يعرف أيا من المذكورة أسماؤهم بالمحاضر باستثناء علي بن عون مضيفا أنه أوقف يوم الجمعة 15 أكتوبر في قبلي ، ثم جاء دور علي بن عون الذي أكد أنه لم يستلم أموالا من أحد و لم يطلب منه أحد ذلك و أن علاقته بأيمن هي علاقة قرابة و جوار و أن حديثه مع الهاشمي بن طالب اقتصر على نقد تجربة حركة النهضة و مقومات الرؤية الوسطية و أهمية الحوار و أنه أوقف في منزله يوم 12 أكتوبر 2010 و ليس يوم 25 ، و في نهاية تدخله أكد أنه تعرض لأشكال فظيعة من التعذيب حيث تم نزع ثيابه و تعليقه عاريا في أربع مناسبات كما تم إجبار سيف الدين محجوب على صفعه ، و تم تصويره عاريا بواسطة الهاتف الجوال لأحد الجلادين ( في شكل صور و مقاطع فيديو ) كما تم محاولة إدخال عصا في دبره و إجباره على الجلوس على قارورة زجاجية ، و عند تسجيل ما ورد على لسان علي بن عون اكتفى القاضي بذكر أن الموقوف تعرض لأشكال من العنف الجسدي و المعنوي فتدخل الأستاذ سمير ديلو طالبا تدوين تفاصيل الإعتداء الفظيع الذي تعرض له منوبه و بعد جدال ( تدخل أثناءه الأستاذ البحيري طالبا عرض منوبه على الفحص الطبي لمعاينة آثار التعذيب ) مر القاضي إلى استنطاق المتهم سيف الدين محجوب الذي صادق على ما ورد على لسان علي بن عون حول اقتصار الحديث على تناول مخاطر الإنحرافات الفكرية وأنه لم يجمع أي أموال كما أكد، جوابا عن سؤال من القاضي ، بأنه كان شاهدا على الإعتداءات التي تعرض لها علي بن عون وأنه أجبرعلى صفعه في مناسبات متعددة وقد سجل القاضي بمحضر الجلسة أن سيف الدين محجوب كان شاهدا على الإعتداء على علي بن عون في  » أماكن عفته « ، و بعد اختتام الإستنطاقات أحيلت الكلمة للمحامين فطلبوا تأخير النظر في القضية ليتمكنوا من إعداد وسائل الدفاع كما طلبوا الإفراج المؤقت عن منوبيهم و قد طلبت النيابة العمومية رفض مطالب الإفراج.
و قد قرر القاضي البت في مطالب الإفراج و تحديد موعد الترافع في القضية  إثرالجلسة،وفي ساعة متأخرة من مساء ذلك اليوم قررت المحكمة تأخير القضية لجلسة 29 نوفمبر 2010 مع الإفراج فقط عن علي بن عون وسيف الدين بن محجوب .
وبجلسة يوم 29 نوفمبر 2010 حضر علي الحرابي وعلي فرحات موقوفين وحضر علي بن عون وسيف الدين بن محجوب بحالة سراح و تمسكوا بتصريحاتهم المسجلة عليهم سابقا وطلبت النيابة العمومية المحاكمة ،و تم ختم الترافع في القضية من طرف لسان الدفاع المتكون من الأساتذة نورالدين البحيري ، سمير ديلو ،خالد الكريشي أصالة ونيابة عن الأستاذة إيمان الطريقي،بوبكر بن علي ، بشير بن بلطوفة ونجاة العبيدي ثم حجزت القضية للمفوضة والتصريح بالحكم يوم 06 ديسمبر 2010.
وفي بداية الترافع طالب الأستاذ سمير ديلو بضرورة محاسبة وتتبع مرتكبي جرائم التعذيب المسلطة على المتهم علي بن عون والمبينة بجلسة 08/11/2010 طبقا لأحكام الفصل 101 من القانون الجنائي باعتبارها جرائم خطيرة  أصبحت وصمة عار في جبين كل من يسكت عنها و أثارت احتجاج وتنديد العديد من المنظمات والجمعيات الحقوقية داخل تونس وخارجها وبناء على ذلك شدد على ضرورة استبعاد جميع التصريحات والإعترافات  المدلى بها من المتهمين لدى باحث البداية لإنبنائها على التعذيب والإكراه المادي والمعنوي تطبيقا لأحكام الفصل 15 من إتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بمناهضة التعذيب المصادق عليها من الحكومة التونسية بمقتضى الأمر عدد 1800 لسنة 1988 المؤرخ في 20 أكتوبر 1988 والذي نص على أنه : » تضمن كل دولة طرف عدم الإستشهاد بأية أقوال يثبت أنه تم الإدلاء بها نتيجة التعذيب كدليل في الإجراءات…  » ،  مبينا أنه من العار محاكمة المتهمين بمقتضى أمر يعود للحقبة الإستعمارية الفرنسية و كان يستهدف المقاومين التونسيين وكل داعم لهم بالمال ،مستغربا خلو ملف القضية من تقرير إرشادي كما جرت العادة حول حركة النهضة حتى يمكن تتبع المتهمين من أجل إعادة إحيائها ؟؟ ، مشددا على أن جريمة عقد اجتماع بدون رخصة جريمة وهمية لا ينص عليها القانون حيث ينص الفصل الأول من قانون 1969 أن الإإجتماعات العامة حرة و لا تحتاج لترخيص مسبق  وأن التجريم لا يتم إلا في حالتين أولاهما عقد اجتماع دون مراعاة بعض الشروط المنصوص عليها بالفصلين 4 و 5  و ثانيهما عقد اجتماع تم تحجيره ، منهيا مرافعته بضرورة الحكم في حقهم جميعا بعدم سماع الدعوى لانتفاء الأركان القانونية للتهم الموجهة إليهم.
ثم  تناولت الأستاذة نجاة العبيدي الكلمة وبينت في مرافعتها الخروقات الفجة التي صاحب القضية وظروف اعتقال المتهمين وخاصة الخروقات الشكلية المتصلة بعدم احترام باحث البداية لأحكام الفصل 13  مكرر من مجلة الإجراءات الجزائية وطالبت بضرورة عرض المتهم علي بن عون على الفحص الطبي لتحديد حجم آثار التعذيب الذي تعرض له ، وطالبت الحكم في حقهم جميعا بعدم سماع الدعوى لانتفاء الأركان القانونية للتهم الموجهة إليهم وإنبناء تصريحات المتهم علي بن عون على التعذيب .
وبين الأستاذ بوبكر بن علي في مرافعته عدم تطابق نصوص الإحالة مع الوقائع مفرقا بين قانون الجمعيات وقانون الأحزاب وأنه كان من الأجدى إحالتهم طبقا لقانون الأحزاب باعتبار حركة النهضة حزب سياسي وليست جمعية وحتى الإجتماعات المفترض أنها عقدت بين المتهمين فإنها اجتماعات خاصة في منزل أحد المتهمين لا يجرمها القانون وطالب تبعا لذلك الحكم في حقهم جميعا بعدم سماع الدعوى لإنتفاء الأركان القانونية للتهم الموجهة إليهم.
وبإعطاء الكلمة للأستاذ بشير بن بلطوفة بين بالحجة أن المتهمين لم يتم إيقافهم في التاريخ المنصوص عليه بمحاضر البحث بل تم خرق القانون وتجاوز مدة الإحتفاظ القانونية كما أنه لم يتم إيقافهم بتونس العاصمة بل بمدينة دوز من ولاية قبلي وطالب بإدماج تهم الإجتماع غير المرخص فيه وجمبع تبرعات وإعداد محل للإجتماعات غير المرخص فيها في إطار جريمة عقد اجتماعات غير مرخص فيها ، و أدلى للمحكمة بشكاية قدمتها زوجة علي بن عون لوكالة الجمهورية قبل عشرة أيام من تاريخ الإيقاف المزور المضمن بملف القضية  بالإضافة إلى شهادات مكتوبة تبين التاريخ الحقيقي لإيقاف المتهمين وطالب تبعا لذلك الحكم في حقهم جميعا بعدم سماع الدعوى لإنتفاء الأركان القانونية للتهم الموجهة إليهم
أما الأستاذ خالد الكريشي فبين في مرافعته أصالة ونيابة عن الأستاذة إيمان الطريقي عدم دستورية قانوني 24 جانفي 1969 المتعلق بالإجتماعات العامة  و07 نوفمبر 1959 المتعلق بالجمعيات ومخالفة أحكامهما لفصول الدستور وروحه المكرسة للحريات وحقوق الإنسان مطالبا بضرورة انتصاب المحكمة كجهاز مراقبة دستورية القوانين والدفع بعدم تطبيق القانونين المذكورين لعدم دستوريتهما وأن هذه القضية هي قضية سياسية بإمتياز لا ينتصب القضاء للفصل فيها بين طرفين أحدهما هو السلطة السياسية وأجهزتها والثاني حركة سياسية غير معترف بها متمسكا ببطلان محاضر البحث المتضمنة لاعترافات المتهمين لمخالفتها أحكام القانون وخاصة الفصول 9و10 و11 و13 مكرر  و150 و199 من مجلة الإجراءات الجزائية وأن التهمة الأم وهي عقد الإجتماعات غير المرخص فيه مفتقدة لأركانها القانونية ضرورة أن اللقاء بين المتهمين كان لقاءا خاصا وليس اجتماعا عاما وأن العلاقات الشخصية والعائلية لا ترتقي لدرجة العلاقات التنظيمية مختتما مرافعته بمطالبته الحكم بعدم سماع الدعوى لعدم دستورية قانوني الإحالة وبطلان محاضر والبحث وانعدام الأركان القانونية للتهم المنسوبة للمتهمين.
وإختتم المرافعات الأستاذ نورالدين البحيري الذي أستغرب من النيابة العمومية توليها إحالة المتهمين على أنظار المحكمة من أجل الأفعال المنسوبة إليهم دون بيان وتعريف المتهمين والمحكمة بحركة النهضة مما جعلها تخلط بينها بوصفها حزبا سياسيا غير معترف به وبين الجمعية إن كانت رياضية أم خيرية سيما وأنه هناك اثنين من المتهمين قد ولدا بعد رفض السلطات الإعتراف بحركة النهضة وخلا ملف القضية من قرار وزير الداخلية أو الحكم القضائي الرافض للإعتراف بحركة النهضة كحزب سياسي مطالبا في نفس الوقت إحتياطيا تأخير القضية حتى تقوم النيابة العمومية بدورها القانوني للإدلاء بالحكم القضائي أو بقرار وزير الداخلية وبذلك تصبح جميع التهم المنسوبة للمتهمين مفتقدة لأركانها القانونية و بين أن المتهمين يحاكمون بجريرة سوابق بعضهم  من أجل الإنتماء لحركة النهضة وتمسكهم بتاريخهم فيها وأنهم يحاكمون من أجل أفكارهم وأرائهم السياسية وأنهم غير مطالبين بالتوقف عن التفكير والحديث عن ماضيهم وتاريخهم في حركة النهضة متمسكا في نفس الوقت ببطلان إجراءات التتبع لمخالفتها القانون وتعرض المتهمين للإكراه المادي والتعذيب مما يشكل جريمة  يعاقب عليها القانون  وطالب في نهاية مرافعته الحكم بعدم سماع الدعوى في حق جميع المتهمين لتجرد  التهم المنسوبة إليهم وافتقادها لجميع أركانها القانونية.
عن لجنة القضايا العادلة الأستاذ خالد الكريشي  


الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 24 ذو الحجة 1431 الموافق ل 30 نوفمبر 2010

الطالب وسام الأطرش..ومسلسل الإرهاب المستمر


يتعرض الطالب وسام الأطرش أصيل مدينة صفاقس إلى اضطهاد شديد منذ سنة 2005 من قبل أعوان البوليس السياسي، فقد وقع استدعاؤه يوم الأربعاء 24 نوفمبر 2010 من قبل رئيس فرقة الأبحاث والتفتيش لاستجوابه حول ما طرأ من تغير على فكره.

علما بأن الطالب وسام الأطرش قد تعرض للاعتقال منذ أن كان تلميذا بمعهد 9 أفريل سنة 2005 في إطار الحملة ضد الشبان المتدينين، وتم تفتيش منزل عائلته، ثم أطلق سراحه، وأعيد اعتقاله من قبل فرقة أمن الدولة بصفاقس وأخضع لتعذيب شديد تحت إمرة المدعو رضا الخربوط وبتنفيذ العون المدعو عماد. وقد تناول الاستجواب مواضيع كيفية الصلاة، وحكم الاحتفال بالمولد النبوي والجهاد في العراق وفلسطين.
وتجدر الإشارة إلى أن والدة الطالب وسام الأطرش أصيبت بعديد الأمراض النفسية والعضوية نذكر من بينها مرض السكري نتيجة الرعب الذي عاشته عائلتها منذ سنة 2005، ونتيجة المداهمات الليلية وتفتيش المنزل باستمرار دون إذن قانوني، حيث تعرض ابنها للاعتداء من قبل أعوان البوليس السياسي أكثر من مرة، كما تتم هرسلته عن طريق الهاتف واعتقاله عنوة من الشارع في عديد الحالات وتعذيبه، واتهامه بنشر الدعوة إلى الجهاد داخل ساحة المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس، وقد تم اعتقاله في مرة من المرات خلال حصة أشغال تطبيقية.
وحرية وإنصاف:
1) تدين ما يتعرض له الطالب وسام الأطرش من اضطهاد غير مبرر واستغلال للسلطة من قبل أعوان البوليس السياسي الذين يمارسون دور محاكم التفتيش من البحث في آراء وقناعات وعقائد الشباب.
2) تطالب بوضع حد لهذه المضايقات التي يجرمها القانون وضمان السلامة الجسدية والنفسية لهذا الطالب المثابر ولغيره من الشبان وعدم المساس بأمنهم وأمن عائلاتهم. 3) تدعو إلى احترام الرأي المخالف وفتح المجال لحرية التعبير ونبذ سياسة المقاربة الأمنية التي لن تزيد الوضع إلا تأزما واحتقانا.    

عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


انتقاد محاكمات الإرهاب بتونس


خميس بن بريك-تونس انتقد حقوقي تونسي المحاكمات التي تجري في إطار ما يعرف بقانون مكافحة « الإرهاب »، واعتبرها غير قانونية بحجة خلوها من البراهين. ويأتي ذلك على خلفية تقديم أكثر من ثلاثين شخصا لمحاكمات بتهم تتعلق بالإرهاب خلال الشهر الجاري.
وواجه المتهمون عقوبات قاسية تتراوح بين 5 و20 عاما في قضايا اعتبرها حقوقيون « ملفقة ولا ترتكز على أدلة إدانة ».
ويشكو كثير من المتهمين في قضايا « الإرهاب » من تعرضهم لما يسمونه التعنيف للاعتراف بأشياء لم يقوموا بها، وفي هذا الصدد يقول كاتب عام الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، سمير بن عمر إنّ « القضاء يستند في إصدار الحكم إلى اعترافات منزوعة من المتهمين بأقسام الشرطة ».
ويقول أيضا إن المحاكمات تكون « خاوية من الأدلة »، وكشف أنه في السنوات الماضية حكم بالسجن على الآلاف من الشبان استنادا إلى محاضر الشرطة ودون « أيّة إثباتات ». ومنذ سن ما يعرف بقانون مكافحة الإرهاب عام 2003، لم تقدم السلطات التونسية إحصاءات دقيقة بخصوص عدد المحالين بتهم الإرهاب، وتقول إن عددهم لا يتجاوز 300، لكن بن عمر يرجح أن يتراوح عددهم بين 2000 و3000 شخص. ويرى المحامي سمير بن عمر أنّ « الأغلبية الساحقة من المدانين بتهم الإرهاب بريئون »، وأنّ ملفات إدانتهم « فارغة » من الأدلة. وأكد أنّ المتهمين الذين ثبتت عليهم الإدانة بالفعل عددهم « محدود ».  

تعسف ومن جهة أخرى يتهم المتحدث السلطات التونسية بممارسة ما يسميه التعسف خلال تطبيق قانون الإرهاب، مشيرا إلى تيقنه بهذا الخصوص « إذ لا يوجد أي مبرر لكل هذه المحاكمات، باعتبار أن الإرهاب ليس ظاهرة يومية نعيشها في بلادنا ».

وكان المقرّر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان والحريات في مجال مكافحة الإرهاب مارتن شينين قد انتقد –العام الماضي خلال زيارته تونس- تطبيق أحكام الإرهاب، قائلا إنّ « نطاقه توسع أكثر من اللازم ».
وأشار إلى أنّ هناك نقصا في تعريف مفهوم الإرهاب، وأنّ العديد من التهم المنسوبة تستند إلى « النوايا » سواء على صعيد التخطيط أو على صعيد الانضمام إلى منظمات تعتبرها السلطة إرهابية.
من جهة أخرى، أكد بن عمر أنّ المحاكمين بتهم متصلة بالإرهاب، يخضعون في بعض الأحيان بعد انقضاء مدّة محكوميتهم إلى ما يسمى المراقبة الإدارية من قبل الأجهزة الأمنية.
ويقول « معاناة السجناء لا تنتهي بمجرّد انقضاء محكوميتهم، لأنهم في الواقع يصبحون عرضة لمضايقات وانتهاكات أبشع من قبل السلطة عند خروجهم من السجن » مشيرا إلى أنه « في كثير من الحالات تخضعهم الأجهزة الأمنية إلى عقوبة المراقبة الإدارية، إلى درجة حرمان السجين من حقه في التنقل أو العمل أو الدراسة ». تهم
ومن أبرز التهم التي يواجهها المتهمون في قضايا الإرهاب « الانضمام إلى مجموعات إرهابية أو الإبحار على مواقع ومنتديات متطرفة أو التستر على جرائم إرهابية ».
واتهم بعض الأشخاص بالانضمام إلى المقاومة العراقية، وحكم خلال هذا الشهر بخمس سنوات سجنا على تونسي متوفى على الحدود السورية العراقية، معربا عن أسفه « لأن القضاء التونسي يعتبر المقاومة العراقية إرهابا، رغم أنّ الأمم المتحدة وأميركا نفسها تعترف بأنّ العراق بلد محتل ».
ويضيف بن عمر « قانون مكافحة الإرهاب يطبق في أغلب الحالات على الشباب المتأثر بالفكر السلفي الجهادي » موضحا أن السلطة تعتبرهم مصدر خطر وتعتمد على نظرية الحرب الاستباقية لردعهم.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 30 نوفمبر  2010)


إدانة حقوقية لمنع المناضل الحقوقي علي بن سالم من السفر


حرر من قبل التحرير في الأثنين, 29. نوفمبر 2010 ندّدت عدة منظّمات حقوقية دولية ومحلّية بمنع شرطة مطار تونس قرطاج يوم 26 نوفمبر الجاري المناضل الحقوقي علي بن سالم البالغ من العمر 78 من مغادرة البلاد كما أشرنا في نشرة سابقة، حيث كان متّجها إلى برشلونة لحضور فعاليّات اجتماع نظّمه المجلس الوطني للحريات بتونس بالشراكة مع منظّمات مستقلّة اسبانيّة حول الشراكة الأورومتوسّطية إضافة إلى فعاليات أخرى. كما طالبت منظّمة « فرونتلاين لحماية المدافعين عن حقوق الإنسان » النظام التونسي بوضع حدّ للتضييقات الأمنية على تحرّكات بن سالم الهادفة لمنعه من القيام بنشاطه الحقوقي، وكذلك وقف التتبعات في قضيّة الادعاء بالباطل التي رفعت ضده منذ سنة 2006 وبقيت دون استتباعات، وذلك على خلفية بيان أصدره باسم الرابطة يتعلّق بالمعاملة السيئة التي يلقاها السجناء السياسيّون، معتبرة أن بقاء الملف مفتوحا طيلة 4 سنوات يفهم منه أنه استمرار في مضايقة بن سالم، من خلال منعه مثلا من السفر. وترى المنظّمات الحقوقية أن ملاحقة السيد علي بن سالم من قبل السلطات التونسية ترجع إلى الشكوى التي قدّمها للجنة مناهضة التعذيب بالأمم المتّحدة والتي وجّهت بموجبها الأخيرة طلبا للحكومة التونسية لفتح تحقيق حول تعرّض علي بن سالم للتعذيب في مركز شرطة المنار سنة 2000.  جدير بالتذكير أن السيد علي بن سالم عضو مؤسس لعديد المنظّمات الحقوقية في تونس من بينها المجلس الوطني للحريات وودادية قدماء المقاومين وهو رئيس فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان. والمنظّمات الحقوقية التي نددت بمنع علي بن سالم من السفر هي:  رابطة القلم بكاتالونيا Pen Català سوديباو Sodepaou  أكسير Acsur  سيكوم Sicom  الشبكة الأورومتوسطية لحقوق الإنسان REMDH اللجنة من أجل احترام الحريات وحقوق الانسان بتونس CRLDHT  المجلس الوطني للحريات بتونس CNLT. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 29 نوفمبر 2010)


من يوقف هذه العصابات الإجراميّة؟


تعرّضت صبيحة هذا اليوم 29 نوفمبر2010 إلى اعتداء همجيّ في قلب مدينة قفصة، في وضح النهار(العاشرة والنصف صباحا) وأمام كثير من المارّة. ومثل كلّ مرّة لم يكن المعتدون سوى أعوان البوليس السياسي التابعين لفرقة الإرشاد بقفصة الذين ارتكبوا فظاعات عديدة سواء ضدّ من تمّ إيقافهم أثناء الهجوم الكاسح على مناضلي الحوض المنجميّ أو ضدّ الناشطات والنشطاء المناصرين لهم. فمن اعترضوا طريقي اليوم وبادروا باستفزازي والاعتداء الجسدي وسط هستيريا كلاميّة جميعها يصبّ إمّا حول كتاباتي بجريدة « البديل الالكتروني » وإمّا التهكّم من المنظّمات الحقوقيّة في تونس والخارج.. من اقترفوا هذا الجرم، أعرفهم جيّدا وقد سبق أن كنت ضحيّة اعتداءات مماثلة على أياديهم القذرة في السنوات القليلة الماضية. وقد تقدّمت أكثر من مرّة ضدّهم بشكايات إلى الجهات المُختصّة، إلاّ أنّ التجاهل كان مصيرها شأنها في ذلك شأن تشكّيات بعض المحامين في ذات الغرض. فمجرما اليوم ليسا سوى سامي المقدّمي والمدعو رياض وهما التلميذان النجيبان لسيء الذكر محمد اليوسفي، وهما اللذان يواصلان تصفية الحساب مع المناضلات والمناضلين بمدينة قفصة. ومثلما هو واضح فهما يقترفان الجريمة تلو الأخرى ضدّي أو ضدّ غيري بتعليمات عليا وبحماية كبيرة من جهات قضائيّة وسياسية مُتنفّذة تكذب صباحا مساءا حول احترام حقوق الإنسان وتُمارس على أرض الواقع أبشع الانتهاكات المنهجيّة والمُنظّمة ضدّ هذه الحقوق. وأمام تكرّر الاعتداءات ضدّي واتخاذها أبعادا خطيرة ضدّ الكثيرين بجهة قفصة فإنّني أدعو كلّ القوى الديمقراطيّة بالداخل والخارج إلى رفع الأصوات عاليا ضدّ هذه الهمجيّة وممارسة كلّ أشكال الضغط حتّى لا تتطوّر الأمور في اتجاهات أكثر عنفا ودمويّة. أمّا من جهتي فإنّني كعادتي مُستمرّ في تحمّل مسؤولياتي بما يُمليه ضميري وما ينسجم بصفة كلّية مع قناعاتي والتزامي نحو وطني وشعبي، وفي ذات الوقت فإنّني مُصمّم أكثر من أيّ وقت مضى على مُتابعة الجلاّدين ومُحاسبتهم، وبصفة ملموسة فإنّني في خطوة أولى سأتقدّم بشكاية لدى المحكمة الابتدائية بقفصة في انتظار أن أتّخذ خطوات أخرى سأتولى الإفصاح عنها في الوقت المُناسب.  
لا للإفلات من العقاب نعم لمحاكمة الجلاّدين  عمّار عمروسيّة قفصة في 29 نوفمبر 2010  


قفصة في 30 نوفمبر 2010 بيان مشترك  


بعد حادثة الاعتداء التي تعرض لها الناشط السياسي والصحفي مراسل صحيفة البديل الالكترونية الناطقة باسم حزب العمال الشيوعي التونسي « عمار عمروسية » من طرف عوني أمن بقفصة المدينة أمام أنظار المارة مما استوجب منحه شهادة طبية لمدة 21 يوم صادرة عن مصالح الصحة العمومية بالمستشفى الجهوي حسين بوزيان. وأمام تكرر هذه الاعتداءات البولسية ضد السيد « عمار عمروسية » وجميع النشطاء بجهة قفصة على غرار ما وقع للناشط السياسي « وائل بلقلسم » الذي تم منحه هو أيضا شهادة طبية لمدة 21 يوم. نحن الممضون أسفله نعبر عن : 1) إدانتنا الشديدة لهذه الممارسات البولسية التي تواصلت بجهتنا منذ سنة 2008. 2) نطالب بمحاسبة كل المعتدين. وندعو القضاء إلى  تحمل مسؤوليته. 3) وقوفنا اللامشروط مع كل ضحايا الاعتداءات البولسية وندعو الجميع إلى رفع الأصوات عاليا حتى لا تتجه الأوضاع نحو المزيد من الاحتقان والتقهقر. الإمضاء فرع قفصة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان جامعة قفصة للتكتل من أجل العمل والحريات جامعة قفصة للحزب الديمقراطي التقدمي اللجنة الجهوية للدفاع عن المعطلين بقفصة MOEZ JEMAI


نادي حشاد الثقافي بمنزل بوزيان : بيان مساندة إلى مناضلي طلبة سوسة

إنّ نادي حشاد الثقافي بمنزل بوزيان و على إثر ما تعرّضت له الحركة الطلابية بكليّة الآداب و العلوم الإنسانيّة بسوسة من محاصرة للمناضلين و ضرب لحقّهم المشروع في التّعبير عن مطالبهم بالاحتجاج و الاعتصام ، يُعلن مساندته اللامشروطة لنضالات الحركة الطلابيّة و يدعو مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس إلى الاستماتة في الدّفاع عن حرم الجامعة و التصدّي إلى كلّ محاولات الهرسلة بمزيد من النضال.
كما يدعو كلّ نفس تقدّميّ مناضل إلى مساندة الطلبة الذين يعتزم النظام محاكمتهم يوم غرّة ديسمبر 2010 على خلفيّة نضالاتهم المشروعة. عاشت الحركة الطلابيّة جزءًا لا يتجزّأ من الحركة الشعبيّة عاش الاتحاد العام لطلبة تونس حرّا ، مناضلا ، مستقلا — *********************************************************                نقابي حر           nakabi.hor@gmail.com    

رسائل د. منصف المرزوقي إلى الشعب التونسي

السلسلة الثانية / الحلقة الثالثه : من أبطال تونس وأبنائها الأبرار : المناضل علي بن سالم عم علي بن سالم الرجل الطيب ذي الثمانين سنة … الرجل الذي جاهد ضد الاستعمار وناضل ضد الاستبداد في حكم النظام الحالي والنظام السابق ودفع غاليا ضريبة نضاله من سجن وتتكيل وتضييق ومحاصرة وتجويع .. ولا يزال واقفا حتى لا يجرؤ أحد ويقول أن تونس لم تنجب رموزا شامخين. http://www.youtube.com/watch?v=Cq99YKyfmeg السلسلة الثانية / الحلقة الرابعة: من أبطال تونس وأبنائها الأبرار : المحامي والمناضل الحقوقي الهاشمي جغام، رجل المبادئ والقضايا العادلة. http://www.youtube.com/watch?v=LDKu07caPZA  تذكير السلسلة الثانية : سلسلة تهدف الى المساهمة في استرجاع الروح المعنوية للشعب التونسي وفي قلب معادلة الخوف. وذلك عبر إبراز نماذج للمقاومة والصمود والتحدي أمام تحالف العصابات والاجهزة القمعية المتسلط على البلاد.   الحلقة الأولى  :اليوم المظلم في تاريخ تونس توضيح لحقيقة 7 نوفمبر / 38 أكتوبر: البطولة الزائفة والانهيار الذي شهدته الدولة والشعب والمجتمع http://www.youtube.com/watch?v=mHikfLn2SEQ الحلقة الثانية: رد الاعتبار للتونسيين  ضرورة العمل من أجل استنهاض عزائم التونسيين حتى يستعيدوا كرامتهم ويؤمنوا بقدرتهم على تغيير الأمور، لأن الشعب المهزوم معنويا غير قادر على كسب المعركة.. الشعب التونسي يعج بالأبطال الذين يوضحون الطريق ويحيون الأمل. http://www.youtube.com/watch?v=VF7ad7P1gt8 السلسلة الأولى : محاولة للتواصل مع الشعب وقواه الحية عبر الوسائل التقنية الحديثة. دعوة للحوار مع شباب البلاد ونخبه الجديدة الذين حُرموا طيلة عقدين كاملين من الاحتكاك بالرعيل الأول للمناضلين وبأصحاب الأفكار والمشاريع.
أصدقاء الدكتور منصف المرزوقي الحلقة الأولى  :تقديم السلسلة وأهدافها  http://www.youtube.com/watch?v=sFdjSmslND الحلقة الثانية : أزمة النظام في تونس  http://www.youtube.com/watch?v=sFdjSmslND8 الحلقة الثالثة : أزمة الدولة التونسية   http://www.youtube.com/watch?v=2foG-rkaxio الحلقة الرابعة : أزمة الشعب http://www.youtube.com/watch?v=ngY2j9YGLj8 الحلقة الخامس : أزمة الشباب التونسي http://www.youtube.com/watch?v=fZV2aagvtng الحلقة السادسة : أزمة المعارضة الوطنية http://www.youtube.com/watch?v=w8CBkjWMJQ4 الحلقة السابعة : إستشراف مستقبل النظام في ظل مخططات التوريث والتمديد http://www.youtube.com/watch?v=nTz-wBa74AM الحلقة الثامنة : الحرب النفسية ضد المجتمع ـ متى يتغير توازن الخوف بين العصابة الحاكمة والشعب؟ http://www.youtube.com/watch?v=fDnpfXkO8gc الحلقة التاسعة : الحلم الكبير للتونسيين ـ كيف نجعل من تونس وطنا حقيقيا لنا؟ http://www.youtube.com/watch?v=fnAHSmLy7o4 الحلقة العاشرة  :كيف يمكن أن نحقق حلمنا في بناء الديمقراطية والنظام الجمهوري http://www.youtube.com/watch?v=bwtD1miA7ko http://moncefmarzouki.net  


الحزب الديمقراطي التقدمي   جامعــــــة بنــــــزرت 40 نهـــــج بلجيـــــــــكا دعــــــــــــــــــــــــوة  

تتشرف جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي بدعوتكم لحضور الندوة التي تعقدها بمناسبة إحياء ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تحت عنوان : تونس والاتحاد الأوروبي موقع حقوق الإنسان في مرتبة الشريك المتميز والتي سيحاضر خلالها الإعلامي والناشط الحقوقي السيد لطفي حجي وذلك يوم السبت 4 ديسمبر 2010 على الساعة الثالثة مساء بمقرها.  
حضوركم إثراء للنقاش.


قائمة التجمع تخسر انتخابات المؤتمر الجهوي للتعليم الثانوي بالمنستير


حرر من قبل التحرير في الأثنين, 29. نوفمبر 2010 انعقد المؤتمر الجهوي للتعليم الثانوي بالمنستير يوم الأحد 28 نوفمبر الجاري في أجواء مشحونة نتيجة ما وصفه أحد النقابيين بإخلال العائلة الوطنية بالتزاماتها خلال المؤتمر المحلي بالمكنين أواخر الشهر الماضي ورغم تدخل الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي سامي الطاهري الذي حل بالمنستير يوم السبت 28 نوفمبر في محاولة لرأب الصدع وتكوين قائمة وفاقية، وكذلك محاولات بعض النشطاء إلا أن ذلك لم يتم، وأسفرت النتائج عن فوز القائمة « النقابية » مقابل سقوط القائمة المدعومة من التجمع ومن الكاتب العام الجهوي للإتحاد سعيد يوسف.

ورغم فوز السيد الصادق القفصي أحد أبرز المترشحين المدعومين من التجمع لعضوية النقابة الجهوية إلا أنه أعلن عن رفضه حضور جلسة توزيع المسؤوليات التي كان من المقرر أن تنعقد إثر المؤتمر وذلك احتجاجا على سقوط زميله الهادي مسعود في الانتخابات حيث لم يتحصل سوى على خمسة أصوات.
وقد قرر أعضاء النقابة إرجاء توزيع المسؤوليات إلى اليوم الثلاثاء 30 نوفمبر على أمل حضور كل الأعضاء. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 29 نوفمبر 2010)


الوزير الأول أمام النواب المسار الديمقراطي تعزز بتواجد المعارضة في كل الهياكل المنتخبة وتطوير الإعلام


في ردوده على تساؤلات واستفسارات السادة النواب حول بيان الحكومة والتقرير العام حول الميزان الاقتصادي لسنة 2011 والتقرير العام حول ميزانية الدولة لسنة 2011، ذكر السيد محمد الغنوشي الوزير الأول أن المسار التنموي مرتبط بتوفر أرضية سياسية تشحذ الهمم وتفسح المجال للجميع للمساهمة في التصرف في الشأن العام وهو ما يحرص عليه رئيس الدولة من خلال مبادراته المتتالية والإصلاحات المتعاقبة… وما فتئت الحياة السياسية تتدعم وتتطور من سنة إلى أخرى.

وأضاف أن تونس عاشت محطات هامة مكنت من تعزيز المسار الديمقراطي وشهدت تواجد المعارضة في كل الهياكل المنتخبة وتطوير الإعلام وتوسيع منابر الحوار ومشاركة مختلف المكونات السياسية والمجتمع المدني فيها..وتعددت المقاربات والقبول بالرأي المخالف وهو ما مكن من التوفيق في دعم الوفاق الذي مكن من إصلاحات عميقة على مختلف التشريعات…
وقال الوزير الأول أن الأرضية السياسية الراهنة ستشهد دعما جديدا وهاما في ضوء ما أجراه الرئيس من دعم الأحزاب السياسية وصحافتها وجمع مختلف الألوان السياسية في ملتقى وهو ما يدل على أن التنمية السياسية مسار متواصل ولن يتوقف.
وأضاف أن الحوار ليس غاية في حد ذاته بل سبيلا إلى التطوير والتنمية والرقي وهو ما توفقنا فيه ماضيا وسنحرص على ترسيخه مستقبلا. مشيرا إلى أن المرحلة القادمة مرحلة هامة لمزيد تدعيم حقوق الإنسان والتشريعات مسجلا التجاوب الكبير للنواب بمختلف ألوانها السياسية لدعوة رئيس الدولة لإيجاد حل لمشكل الرابطة أمام حرصه على أن تكون الرابطة بعيدة عن كل توظيف سياسي وهو دور إنساني يسمو عن كل الحسابات السياسية الضيقة.. والأمل في استعادة الرابطة لنشاطها في اقرب الآجال. وأكد السيد محمد الغنوشي أن البلاد في حاجة إلى تضافر جهود الجميع لرفع التحديات التي ازدادت حدة نتيجة للازمة المالية العالمية مؤكدا الحاجة إلى تجاوز نسبة النمو إلى 5 بالمائة رغم ما اعترى هذه الفترة من صعوبات مناخية واقتصادية جعلت عديد البلدان في أزمة ..مشيرا أن تونس حرصت على توفيرالشغل لكل أبنائه او آفاق الرفاه وتحسين المقدرة الشرائية و على الأقل تغطية الطلبات الإضافية في الشغل وهو هدف التزمت به الحكومة في إطار المخطط الثاني عشر.
وذكر الوزير الأول أن  » تحقيق نمو بأكثر من 5 بالمائة يتطلب توفير 3 شروط أساسية وهي :
– تكثيف إحداث مواطن شغل بالنسبة لحاملي الشهادات العليا (82 ألف موطن شغل إضافي سنويا 60 بالمائة منها من خريجي التعليم العالي) وهو ما يتطلب الاستثمار في المشاريع القادرة على استقطاب هؤلاء والمعتمدة على تكنولوجيات الاتصال والمعلومات.وهذا يتطلب بدوره الرقي بالتعليم وتعزيز التكوين وتشخيص المجالات التي توفر المزايا التفاضلية في تونس ودفع التنمية الجهوية وتوجيه الاستثمارات نحو الطابع التكنولوجي.
– تحسين القدرة الإنتاجية وترتيب تونس اليوم مشرف (32) لكن مازال الكثير أمامنا وهو ما نسعى إليه في إطار خطة متكاملة تعتمد أساسا على أصحاب الشهادات العليا وذلك لدعم القدرة التنافسية للمؤسسة.والى جانب هذا تم كذلك دعم التكوين المستمر وحث المؤسسة على تشجيع هذا التكوين وخاصة في مجال تكنولوجيات الاتصال والمعلومات وكذلك اللغات الأجنبية وبالخصوص الانقليزية وعلى المؤسسة الاستفادة من كامل الآليات الموضوعة للغرض.وأشار الوزير الأول إلى المجهود الكبير المبذول في القطاع المالي لمساعدة المؤسسة وتحسين الإنتاجية وتسهيل إقراض المؤسسات بشروط ميسرة. إلى جانب تعزيز صناديق الاستثمار لمساعدة المؤسسات في نشاطها.
– دعم الاندراج في الاقتصاد العالمي وجعل التصدير دافعا للتنمية حتى تعاضد السوق الخارجية السوق الداخلية.وأضاف أن التصدير يبقى رهانا كبيرا لتوفير العملة لتغطية وارداتنا وإحداث فرص لخلق الثروة وإحداث مواطن الشغل. ولا بد من تنويع الأسواق وأفاد أن تونس ستدخل السنة القادمة في برنامجها الثالث لتصدير السلع وتصدير الخدمات.وهو برنامج يهم كل جهات الجمهورية. »
وتعرض الوزير الأول إلى التطورات المتعاقبة في الأوضاع العالمية واضطراب أسعار النفط العالمية وهو الذي يعتمد عليه اقتصاد البلاد بشكل كبير..وأشار إلى الارتفاعات المتواصلة لأسعار الحبوب والسكر وكذلك تأرجح سعر العملة وبفضل السياسة المعتمدة لتحديد قيمة الدينار استطاعت تونس الحد من تأثيرات ذلك على الاقتصاد.
وذكر أن كل هذا يجعل الجميع يواصل الحذر واليقظة حتى تتمكن تونس من المحافظة على حركيتها وتمكين الشباب من الالتحاق بسوق الشغل والمساهمة في الحركية التنموية. ودعا الوزير الأول إلى ضرورة الحفاظ على التوازنات المالية والحفاظ على القاعدة المالية للقطاع البنكي والحرص على توازن صناديق التقاعد لتأمين مواصلة نشاطها وضرورة بقاء المديونية الخارجية دون الـ 40 بالمائة من الناتج الإجمالي.
وشدد على أن كل الأطراف معنية بهذه المنظومة التنموية من قطاع عام وقطاع خاص، وخاصة هذا الأخير الذي يساهم اليوم بـ 85 بالمائة من مواطن الشغل المحدثة و 70 بالمائة من نسبة التصدير وهو ما يتطلب التحفيز والتشجيع للاستثمار خاصة في القطاعات التكنولوجية.
سفيان  

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 30 نوفمبر 2010)
 


اعتصام بمصنع اقروماد بالعامرة

دخل عمال مصنع اقروماد انطلاقا من يوم 29 نوفمبر 2010في اعتصام لمدة ثلاثة ايام للمطالبة بايجاد حلول للوضعية الضبابية للمصنع والغموض الذي يلف مستقبلهم المهني نتيجة الازمة الحادة التي يعيشها المصنع وقد تحددت جلسة للحوار بين النقابة الاساسية والادارة بتاريخ 1 ديسمبر .ويذكر ان مصنع اقروماد هو صاحب العلامة التجارية »يوفا » للحليب ومشتقاته ،وهويعاني أزمة حادة أدت الى دخوله في حالة فنية من المرجح ان تؤدي به الى الإغلاق وبعد ان كان ينتج أكثر من 100 ألف علبة حليب و20 ألف صندوق ياغرت يوميا توقف الإنتاج تماما وهوما يهدد بتسريح عشرات العمال منهم 196 من المرسمين .فأي مصير ينتظر هؤلاء صحبة عائلاتهم ولماذا يدفعون وحدهم ثمن الفساد وسوء التصرف وأختلال التسيير.  
نقابي – العامرة — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  
 

جبنيانة …وقفة احتجاجية بالمدرسة الاعدادية احتجاجا على تسييس المؤسسة التربوية

في اطار حمى المناشدات التي تجتاح البلاد هذه الايام ،عمد مدير المدرسة الاعدادية بجبنيانة الى تمرير عريضة مناشدة لترشيح الرئيس الحالي لانتخابات 2014 ممارسا شتى اشكال الضغوط على العملة والكتبة وبعض الاساتذة من أجل التوقيع عليها وهو ما دفع الطرف النقابي والاساتذة الى التعبير عن رفضهم لمثل هذه الممارسات من خلال وقفة احتجاجية لمدة ربع ساعة وذلك يوم 24 نوفمبر منددين بما اعتبروه تسييسا للمؤسسة التربوية وتداخلا فجا بين ماهو تعليمي وماهو دعائي حزبي مجاله المقرات الحزبية وليس المعاهد والمدارس الاعدادية. نقابي – جبنيانة — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


منزل بورقيبة ….ولية تعتدي على مديرة معهد

تعرضت في نهاية الاسبوع الفارط مديرة المعهد الثانوي ابن رشد بمنزل بورقيبة الى اعتداء بالعنف اللفظي وحتى المادي من قبل ولية تلميذ ووقع الاعتداء امام انظار عدد من الاولياء والقيميين علما ان المديرة طردت التلميذ من المعهد لان لباسه غير لائق فاستنجد التلميذ بوالدته التي قدمت الى المعهد وقامت بالاعتداء على المديرة استاذ – منزل  بورقيبة — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


في  حضرة مسؤول  امني صغير  بقابس


توقفت  اليوم الثلاثاء 30 /11 / 2010 في حدود الساعة 11 صباحا بسيارتي على مقربة من الروضة التي يؤمها  أطفالي  على عجل لأحمل  ابني  الصغير  إلى الطبيب ,  لم يستغرق  الأمر  أكثر  من دقيقتين مع ذلك أصر عون المرور الذي وجدته  إلى جانب سيارتي على الحصول على رخصة السياقة وبطاقة التعريف  ثم اخرج كنشا وبدا  يكتب  وسلمني  وصلا فهمت مما فيه  انه  وقعت  تخطئتي ب 40 دينار وان المخالفة كانت  تحت باب  » وقوف محجر  داخل مفترق  » .
لم ادخل في حوار  مع العون الذي كان مستعجلا في الكتابة وتوجهت  إلى إدارة إقليم الأمن بقابس لفهم أسرار هذه الخطية ؟ ولماذا  تم استهدافي  دون  بقية  السيارات الأخرى  التي كانت  مركونة  في ذات المكان وذات الوقت ؟
وانأ في اتجاه إدارة   الإقليم  جال بخاطري  ما تعرض له زميلنا  الأستاذ مبارك الغرسلي  من اعتداء شنيع  في  مقر الاقليم  قبل  يوم من عيد الفطر  المبارك الفائت وهو ما كلفه مخلفات  مادية ومعنوية مازالت  أثارها باقية إلى اليوم .
وصلت  إلى إدارة الإقليم ,  توجهت إلى مصلحة المرور  كان عون  الاستقبال  بشوشا ولطيفا , أحالني  على رئيس الفرقة الذي  لم يكلف  نفسه  فهم  الوضعية  وملابستها , أجابني بأسلوب جاف جدا  يفتقد إلى أدنى أصول  اللياقة والآداب وكأنه  يوجه كلامه إلى عون متربص  يعمل تحت إشرافه  أن القانون  قانون  وان أعوان الأمن  أحرار في تطبيقه على من يشاؤون .
أنهيت المقابلة  وأرحت نفسي  من نقاش عقيم قد  يزيدني كآبة  على كآبة  وحمدت الله  على خروجي سالما   من الإقليم ما دام  فيه مسؤولون  بمثل ذلك المستوى .
على كل  فهمت  ألان كيف  اعتدى أعوان  امن  على زميلنا  الأستاذ مبارك الغرسلي في مقر الإقليم وفهمت  لماذا  تم استهداف سيارتي   من بين  السيارات الأخرى  مع ذلك  اذكر هذا  المسؤول  الأمني  الصغير  أنني لو كنت  من أصحاب الجاه  أو النفوذ أو المال  لما وقعت تخطئتي  أو  لو كنت  صديقا لأحد هؤلاء  لكان الأمر انتهى بمجرد هاتف  عندها  لن يكون القانون قانونا ….
كما  اذكر هذا  المسؤول الأمني الصغير  أننا  على ما  اعرف  مواطنون  أحرار  في دولة مستقلة  وانه  مهما حمل من رتب سامية  هو في نهاية الأمر  موظف عمومي  ولا  يمكنه  البتة  الاستعلاء على المواطنين  أو احتقارهم  أو معاملتهم  بطريقة دونية .
اعرف انه بعد  هذا الكلام  قد تزداد  درجة استهدافي ( علما  أني أتعرض إلى مراقبة أمنية  بين فترة وأخرى  وفي مناطق  متعددة وليس قابس فقط )  مع ذلك سأعبر عن رأيي  بكل حرية  وأتحمل مسؤوليتي في ذلك  ومستعد  وجاهز  لكل أنواع الاستهداف  المباشر وغير المباشر من  هذا المسؤول  الأمني الصغير أو من غيره وانه  مهما وقع  سابقي  من المحبين لهذا الوطن  ومن المدافعين عن العيش فيه بكرامة . ملاحظة :   فتحت   واقعة اليوم الكثير من الشجون   والخواطر حول هذا الموضوع سأنشرها تباعا وعلى حلقات تجنبا لكل إطالة الحلقة  القادمة : هل  علينا السفر  إلى الخارج  لنحظى باحترام الشرطة ؟ محمد العيادي  

نادي التعارف بقصرهلال في ذمة الله « الهيئات البلدية التجمعية غير المنتخبة وتآمرها على النشاط العام »

مراد رقية  
لقد مررت قبل الوصول الى مقر الوكالة التجارية للاتصالات بقصرهلال لتسديد بعض الفواتير المستوجبة من أمام المقر السابق لنادي التعارف بقصرهلال على الطريق الرئيسية الرابطة مابين قصرهلال والمهدية فوجدته أصبح أثرا بعد عين.

وقبل الدخول الى مقر الوكالة التجارية استوقفني مواطنان هلاليان سؤالا عن الأحوال فتتطرق الحديث الى أمجاد هذا المقر الذي كان والى وقت قريب بالأساس ملكا عاما زاخرا بعديد الأنشطة الثقافية والجمعياتية أيام كانت قصرهلال تعلو ولا يعلى عليها فواكب مراحل مشرقة كتبها بعض الرموز بأحرف من ذهب،وكان شاهدا على بعض أهم أطوار المسيرة الجمعياتية والثقافية المشرّفة؟؟؟
وقد أثار في مشهد هذا المقر الذي سوّي بالتراب ووقع التفويت فيه بالبيع من قبل احدى الهيئات البلدية التجمعية المنصّبة للخواص،أثار في الكثير من الشجون حول جسامة وخطورة الدور التصفوي الذي لعبته،ولا زالت تلعبه هذه الهيئات الرافعة شعار »مع من أجل رفع التحديات » داخل مدينة2مارس1934.لقد جرت العادة في سائر المدن والقرى التونسية السوية والتي تميّز أهلها ومسؤوليها وخاصة مسؤوليها بغيرتهم على مدينتهم بأن تسعى الهيئات القائمة لتوفير المقرّات اللازمة للجمعيات وللمنظمات تسهيلا ودعما وضمانا لنشاطها لترسيخ الحس المدني والحضاري لمتساكنيها.ولكن الأمر يختلف عندنا اختلافا جذريا فالهيئات البلدية التجمعية المنصّبة المتعاقبة لم تدّخر وسعا في  محاصرة وتصفية النشاط الجمعياتي وحتى التربوي من خلال وقف عمل مدرسة بوزويتة الابتدائية احدى أولى مدارس البنات بالبلاد التونسية عبر صفقة مفروضة بين وزارة التربية ووزارة أملاك الدولة والتي ينتظر أن تباع لمؤسسة »المغازة العامة » بعد فشلها في أن تكون محطة لسيارات الأجرة،وعبر تدمير الجامع الكبير »جامع الزيتون » ذي الصبغة التراثية بدعم مباشر من المعهد الوطني للتراث،وعبردعم التفويت الاعتباطي في القاعة الوحيدة للعرض السينمائي تغلبا على تداعيات انتهاك مثال التهيئة العمرانية لفائدة مالك عقار المغازة »مغازة كارفور ماركت » دون موافقة المساهمين وورثتهم الذين رفض برنامج « الحق معاك »الانصات اليهم برغم المناشدات المتلاحقة،وأخيرا وليس آخرا التفويت بالبيع في »نادي التعارف ».كل هذا ولا يوجد مقر واحد للجمعيات وللمنظمات داخل مدينة قصرهلال سوى »نادي المربين »وهو مقهى من درجة ثالثة،وبعض مقرات الشعب التي شفع لها انتمائها للتجمع الدستوري الديمقراطي؟؟؟
ان الهيئات البلدية التجمعية المتعاقبة غير المنتخبة بشهادة رؤساء مراكز الاقتراع وهم تجمعيون أيضا قد أقامت الدليل القاطع على تآمرها الأكيد على النشاطين الثقافي والجمعياتي وحتى التربوي في مدينة2مارس1934،مدينة المصلح العصامي المرحوم الحاج علي صوّة،فماذا لو بعث الحاج علي صوّة الرمز المشرق من جديد واطلع على هذه النكبة المزمنة القاتلة التي تعيشها مدينته التي أنفق عليها من ماله الخاص انفاق من لا يخشى الفقر ابتغاء الثواب،وخدمة لمجتمعه الكبير والصغير على السواء وتمناهما في أحسن صورة؟؟؟رحمه الله ورحم نادي التعارف الذي كان شاهدا بامتياز على  أمجاد المدينة التي أصبحت تسعى بعد أن كان يسعى اليها؟؟؟
 

قـــــرأنا لكــــــم أولويــــة القــــراءة في حيــــاة الإنســــان  

خـــذ الكتـــاب بقــــوّة هل كان صدفة أن يأتي الأمر بقراءته في أوّل آية يتنزّل بها وحي السماء ، عندما أراد اللّه لهذه الأمة أن تنهض من رقادها على رمال الصحراء ، فترصّ صفوفها و توحّد كلمتها أوّلا ، ثم تنشر رسالتها ثانيا ، لتبني للإنسانية حضارة تشعّ أنوارها على ثلث المعمورة في مدّة وجيزة معجزة ، و لتقدّم أصدق و أسرع نموذج تطبيقيّ فعّال للأمر الإلهي الأوّل ( إقرأ باسم ربّك الذي خلق ( 1 ) خلق الإنسان من علق ( 2 ) اقرأ و ربّك الأكرم ( 3 ) ) – سورة العلق – 

هل كان حدثا عارضا أن يجعل الرسول تعليم الأبناء فداء للأسرى ، و أن يؤسّس معاوية نواة بيت الحكمة ، ثم يقوم خالد بن يزيد بتنظيمها و تزويدها بالكتب المترجمة و المؤلّفة ، و أن يطلب المأمون أحمال الكتب شرطا للصلح مع بعض البلاد المفتوحة ، و أن يدفع لمترجمه حنين بن إسحاق وزن ما يترجمه له من الكتب ذهبا ، مهما بالغ في ثخانة ورقها ، و تكبير حروفها ، و توسعة ما بين أسطرها ؟
ألم يهبّ الأميركيون لإصلاح نظم التعليم لديهم ، عندما سبقهم الروس إلى القمر ، بوصفها مكمن الداء و رأس الدواء ؟
ألم يهبّ الفرنسيون عندما لاحظوا نسبة ضئيلة من التراجع في القراءة لدى أجيال الشباب عام 1993 لينظّموا مهرجان جنون المطالعة ، فيفتحوا أبواب المكتبات العامّة و الخاصّة ، و ينزل الوزراء و المفكّرون و الكتّاب إلى الشوارع و الحدائق و الساحات ، ليعيدوا للشعب زخم القراءة ؟
إن الكتاب خزانة المعرفة ، و القراءة سرّ التقدّم و مفتاح النهوض … لا أعني قراءة المقرّرات المدرسية ، فهي قراءة تستهدف الشهادة ، و لا تبني الثقافة ، و تنتهي بالحصول على هدفها ، فيتردّى المجتمع في أمّيّة ثقافية لاحقة ، دونها أمّيّة الحرف ، نلاحظ آثارها في عزوف أجيال الشباب عن متابعة التحصيل و عن القراءة ، و في ضحالة المعارف ، و ركاكة اللغة ، و مستوى الأحاديث في الأسمار و نوع الإجابات في المسابقات المعروضة على الملأ في الفضائيات . إنما أعني القراءة خارج المقرّرات المدرسية ، القراءة المستمرّة من المهد إلى اللحد ، عادة القراءة التي ترقى بالكتاب إلى مستوى الحاجة ، فيكون الكتاب رغيف الفكر إلى جانب رغيف المعدة . هل يقوم جسد من دون رغيف ؟ كذلك لن ينمو فكر من دون كتاب … بل إن نهم الجسد إلى الرغيف يورثالبطنة و التخمة ، و نهم الفكر إلى الكتاب يوسع آفاق المعرفة ، و يهتك أستار المجهول ، و يكشف أسرار التقدّم … إن وعاء المعدة محدود ، و وعاء الفكر بلا حدود … من يقرأ أكثر يرتق أكثر ، و ستكون منزلته عند آخر كلمة يقرؤها .
لا أحب إنشاد القصائد في مديح الكتاب ، من أجل أن ألفت الأنظار إليه ، فقد أغناني الشعراء عن ذلك ، إنما أريد أن ألفت النظر إلى أننا في عصر المعلومات و تفجّر المعارف و ثورة الإتصال لن نستطيع أن نحتفظ بجهلنا أو تجاهلنا للكتاب ، لن نستطيع أن ندخل حلبة السباق العالمي من دون كتاب .
لقد أصبحت الأمم تقاس بمقدار ما تحمله من ثروة المعلومات ، لا بما تملكه من ثروة المال و قوّة السلاح و تطاول المداخن الشاهقة و ناطحات السحاب .
و تنامى العمل الفكري على حساب العمل اليدوي ، و ها هي ذي إيرلندا خلال عشرين عاما تنافس أمريكا فتصدّر من البرامج الإلكترونية ما قيمته 60 بليون دولار ، بعد أن أصلحت نظامها التعليمي و عرفت الطريق .
إن المعلومات سباق الألفية الثالثة ، و نحن الآن على عتبة هذا السباق ، و سيقال لنا عند خطّ النهاية : ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا ) – الإسراء 17 / 14 يقول ليف فلاديمير مدير مكتبة داغ همرشولد الأسبق :  » إن أيّ مصدر للقوّة ليس بوسعه أن يولد قدرا من النور ، أكبر مما يصدره كتاب صغير  » و لا أدلّ على صدق مقولة فلاديمير من هذا الحشد الكبير الذي تحشده الرقابات لمحاصرة الكتاب ، خوفا من أن يتسرّب منه شعاع يضيء ، أو ريح تعصف ، أو هدير يقلق .
ذلك أن الكتاب فكرة ، و الفكرة إبداع ، و الإبداع تجديد ، و التجديد تجاوز للمألوف ، و تجاوز المألوف مخالفة ، و المخالفة تحدّ ، و التحدّي يخلق الآخر ، و الآخر تعدّد ، و التعدّد يثير التصادم ، و من التصادم ينبعث الرعد . صوتا يخرق الصمت ، و نورا يضيء ظلام الطريق ، و يبعث على الحركة ، و الحركة حياة … من هذا كله تنبع قوّة الكتاب ، و قديما قيل :  » إذا أردت أن تستريح ، فعليك أن تغلق الباب الذي يأتيك بالريح  » .
و لكن هل يملك الكتاب فعلا كل هذا السحر ؟ و هل يحمل كل كتاب حقيقة خالصة بين دفّتيه ؟ هليمكن لكتاب من عند غير اللّه أن يكون صوابا كله ؟ هل يخلو كتاب من خطأ ، حتى لو أسميناه خطأ مطبعيا ؟ أليس في بعض الكتب تضليل يخلط الحقّ بالباطل ، و يلبس الشرّ لبوس الخير ، بل أليس في بعضها ما هو شرّ كله ؟ فكيف يستطيع الإنسان أن يميّز الخبيث من الطيّب ؟ ألا يستدعي الأمن الثقافي للمجتمع إقامة الحواجز و الغرابيل لمنع الخبيث من التسلّل إلى عقول أفراده ؟
أبدا … لست أرى ذلك ، بل إنني أرى في ذلك نوعا من الأحادية يورث العقم ، و يقتل الإبداع ، و لا تنبثق الحقيقة إلا من تصادم الأفكار ، و لن يعرف الحقّ إلا إذا اقترن بالباطل : ( كذلك يضرب اللّه الحقّّ و الباطل فأمّا الزّبد فيذهب جفاء و أمّا ما بنفع النّاس فيمكث في الأرض ) – سورة الرعد 13 / 17
إن المصفاة الحقيقية للأفكار فردية ، وهي العقل الذي وهبه اللّه لكل إنسان ، و أمن المجتمع الثقافي لا يتحقّق بفرض الوصاية على الإنسان ، و تجريده من حقه في الإطّلاع ، و حرمانه من متعة تقليب وجهات النظر ، و إزالة الأدران و تنحية الأشواك عن وجه الحقيقة .
إنني أثق بالقارئ و وعيه … أثق بالقراءة الحرّة و قدرتها على تصحيح مسارها و تلافي أخطائها ،و أشجب كل أشكال الوصاية و الحجر على الأفكار … و أرى أن الوصيّ مهما سمت مواهبه ، لا يمكن أن يكون أوعى من القارئ ، و أقدر على تنحية السمّ و العفن من غذائه الفكري … و أن ترك القارئ يكوّن مناعته الفكرية ذاتيا ، أولى من افتراض قصوره المزمن ، و تعطيل عقله ، لممارسة التفكير بالنيابة عنه ، … و أن الأمن الثقافي للمجتمع لا يمكن أن يتحقّق بأفراد قاصرين ، تعوزهم المناعة الفكرية في وجه الإختراقات الثقافية الجارفة ، في عصر العولمة و ثورة المعلومات و تقنيات الإتصال .       ( يتبع )
                                               أ . محمـــد عدنـــان سالـــم   القــراءة الرابعـــة طلبــــــة تونــــس  


طلبة تونس WWW.TUNISIE-TALABA.NET قرأنــــا لكـــم

مستقبـــل الثقافــة العربيــة فـي ظــلّ الوسائـط الإتصاليـة الحديثــة

الإعلام ثقافة ، أو هو جزء من الثقافة بمفهومها الشامل . و ليس الإعلام ( الإخبار ) ، كما تشير التسمية العربية :  » إعلام  » . إلا أنه يبدو أن دلالة كلمة ( إعلام ) في العربية – بمعنى : إيذان ، أو أذان ، أو إخبارو إشعار – قد طغت في الأذهان على الدلالة التعليمية التثقيفية للمصطلح ، و على الوظيفة الآخذة لذلك الجانب التثقيفي بقوّة في التطبيق . و لعلّ التسمية الإنجليزية ، المتعلقة بالمعلومة و المعرفة ، كانت الأدقّّ و الأوفى إيحاء بدور الإعلام الثقافي و المعرفيّ ، في حين ضلّلتنا – نحن العرب – التسمية العربية ( إعلام ) عن أصالة الجانب المعلوماتي – المعرفيّ و الثقافي – في الإعلام . و المعلومة هي لبّ المعطى الثقافي و المعرفي ، ما يؤكّد التلازم بين الإعلام و الثقافة . و لذا فقد ظلّت – على الصعيد الثقافي – أندية الأدب و المراكز الثقافية في الوطن العربي ضعيفة بشكل يستوجب البحث عن حلّ ناجع ، ومن الحلّ الناجع مساندة الإعلام لتلك المنابر ، التي بقيت منعزلة أو معزولة لسنوات ، و لم يتحوّل الهمّ المعرفي اجتماعيّا إلى همّ عامّ .
إن المشكلة تبدو ، إذا ، في غياب الذراع الإعلامي عن الثقافة . إذ كان لا بدّ من استثمار ما يملك الإعلام من وسائل تمكّنه من مخاطبة كلّ الناس ، و إثارة إهتمامهم ، و شدّهم إلى مجالات الفكر و الأدب و المعرفة ، و خلق توجّه عامّ للإهتمام بمعارف العصر و أفكاره و تفاعلاته . ذلك لأن الثقافة ، أيضا ، لم يعد في الإمكان تقديمها بالطرق التقليدية ، فالناس لن يحضروا منابر الثقافة كما كانوا في الماضي . لأن الواقع قد اختلف ، و وسائل التثقيف و التلقّي قد اختلفت . و هنا يأتي دور الإعلام ، لتجسير الهوّة بين الثقافة و المتلقّي . و من ثمّ تظهر أهمية دعم خطط الإعلام العربي في مجالالثقافة ، و تطوير مشروعاته المستقبلية في هذا المجال ، أملا في صنع حركة ثقافية فاعلة و مؤثّرة عربيا و عالميا .
إن الوطن العربي يعجّ بالفعاليّات الثقافية ، من مهرجانات ، و ندوات ، و مؤتمرات . و على الرغم من ذلك المدّ الأفقي و الرأسي من الإهتمامات الثقافية ، فإن الإعلام العربي لا يواكبه بتغطية كافية أو شبه كافية ، فضلا عن أن يكون له دور التفعيل و التحفيز و الجذب . و ليس القصد بالمواكبة تلكالتغطيات الإخبارية ، التي قد تبثّ فعاليّة ما مباشرة عبر الأقمار الصناعية ، و إنما القصد التغطية الشاملة لأيّام المهرجانات و الفعاليّات ، و بشكل أحترافيّ ، و حيّ ، و شامل ، و مغر بحراك ثقافيّ جماهيريّ . وهو واجب ثقافي إعلاميّ ، لا بدّ أن يطمح إلى أكثر من رسائل يومية مقتضبة ، تقدّم – إن قدّمت – في هزيع متأخّر من الليل ، أو في تلك الفترات التي توصف بالفترات الميّتة لضعف متابعة الجمهور .
إن الإعلام العربي – و الحالة تلك – لا يزال في طور ( الإخبار ) ، لا ( التثقيف ) . حتى لقد بات ينظر إلى بعض الفعاليّات الثقافية – كتلك المصاحبة لمعارض الكتب الدولية – على أنها مدموغة بطوابع إعلامية ، و تغلب عليها صيغ العلاقات العامّة . و معنى ذلك أن الإعلام ، عوض أن يخدم الثقافة ، أصبح يسخّر الثقافة لخدمته … و بعبارة أخرى : بدل أن يكون الإعلام وسيلة للثقافة ، صار الإعلام غاية و الثقافة هي الوسيلة .
من جهة ثانية ، ما زالت الثقافة العربية نفسها تتلكّأ في مواكبة التطوّر الثقافي بين ثنائيّات ، تمرّ بهاالثقافات الإنسانية و تتخطّاها ، هما ما يتعلّق بثقافة الصورة ، عبر تاريخها المديد : من السينما إلى التلفاز إلى  » اليوتيوب  » ، و ما يتعلّق بثقافة الحرف و الكتابة : من المشافهة و السماع إلى الحبر و التأليف ، وصولا إلى النشر الإلكتروني .
إن الإعلام اليوم – بوسائله المتعدّدة – لم يعد في العالم قوّة رابعة ، بل هو قـــوّة أولـــى ، ترفدهوسائط الإتصال بتقنياتها المتنوّعة . وهو بذلك مؤثّر في مختلف جوانب الحياة ، بل صانع حياة ثقافية ، شاء ذلك أم أبى ، أحسن الصناعة أم أساء . كما أن الثقافة في عمومها اليوم قد أصبحت ثقافة إعلام و اتّصال ، عبر الصورة ، و التلفاز ، و الحاسوب ، و  » الإنترنت  » . و لم تعد ثقافة سماع أو ورق . و بتلك الكيفيّة صارت الثقافة مشكّلة لاقتصاد الشعوب المعرفيّ ، مؤثّرة في اقتصادها الماديّ . بيد أن الثقافة تعجز عن ذلك كله بلا إعلام جادّ و متطوّر . و الإعلام الجادّ المتطوّر – المنافس لما يكتسح الفضاء من تحدّيات – لن يتأتّى ، بطبيعة الحال ، دونما تخطيط إستراتيجيّ مستمرّ و دعم ماليّ متواصل .     ( يتبع )
                                      د . عبـد الله بن أحمــد الفيفـــي                                          أكاديمـــي مــن السعوديــــة    القراءة الخامسة طلبــــة تونــــس  


                  

من وحي الإنتخابات المصرية                        أو الإسلاميون وإشكالية تلبس الدين بالسياسة

              ((( 1 ))).  


ما هو سؤال هذا المقال؟   هو السؤال التقليدي العادي المطروح. جذره هو : لماذا إنحططنا ونحن مؤمنون مسلمون موعودون بالشهادة على الناس وخدمتهم بالهداية والحضارة والثقافة وليس بالتقدم والنهضة فحسب فيما يلينا داخليا.. لماذا إنحططنا وتقدموا. هم لم يتقدموا فحسب بل سلطوا علينا تقدمهم ليأسرنا إليهم أسرا ولمن أبى الأسر الثقافي إستلحاقا بالنموذج الغربي فله ما لغزة اليوم وما يجهز لتركيا لولا أن تركيا ـ غير العربية ـ جهزت بدورها لهم ما تيسر من “ قوة ومن رباط الخيل “ إرهابا لمن تحدثه نفسه ـ قبل أن تعالج جارحته ـ بالعدوان. ذلك هو جذر السؤال ولكن ما يهمنا في هذه المقالة الصغيرة هو جذع السؤال وهو : إذا كانت الأمة من بعد نكبتها في وحدتها السياسية الأخيرة ( الخلافة العثمانية ) قد بادرت بتصور لمعالجة آثار الإنحطاط وآثار الغزو الفكري والإحتلال العسكري من خلال ثلاث محاولات هي : الإخوان المسلمون بزعامة الإمام الشهيد المجدد البنا عليه رحمة الله سبحانه و الجماعة الإسلامية الباكستانية بزعامة الإمام أبي الأعلى المودودي عليه رحمة الله سبحانه والحركة السلفية سواء كانت تحت سقف مشاريع نهضوية فكرية من مثل مشروع الإمام محمد عبده عليه رحمة الله سبحانه أو من خلال المشروع الإصلاحي للإمام الأفغاني عليه رحمة الله سبحانه أو تحت سقف رجال مجددين يغلب عليهم الإجتهاد الحر والممارسة الحرة من مثل وريث المدرسة الخلدونية مالك بن نبي عليه رحمة الله سبحانه فضلا عن محاولات نهضوية أو تحريرية أخرى كثيرة قد لا يأتي عليها حصر.. إذا كانت الأمة قد بادرت بالمقاومة فكرا وعملا أملا في إستعادة مكانها في الأرض منذ ما يقترب من قرن كامل بحسبان أن أشهر تجربة في المشروع النهضوي المعاصر هي تجربة الإمام البنا ( وكذا تجربة الإمام المودودي في العالم الإسلامي غير العربي وكلاهما تحت سقف الإرث السني سيما بعد ما ظهر أن التجربة الإيرانية على يد الخميني لم تكن ـ منذ اليوم الأول ثم تجلى ذلك من بعد ذلك بما لم يعد مجالا لأي ريب ـ خالصة للأمة بسبب أن جزء كبيرا منها ـ بل لعله الجزء الأكبر الذي يكاد ينافس عطاء تلك التجربة منذ اليوم الأول كذلك ـ إنصافا ـ حتى اليوم في إتجاه قضية الأمة المركزية الأولى أي فلسطين ـ مخصص للطائفة والمذهب دينيا وتاريخيا وسياسيا).. ثم لم يقع إستخلاص أي جزء من البلاد العربية ولا الإسلامية ( حوالي 60 بلد إسلامي من جملة حوالي 190 أي : حوالي الثلث كميا) إستخلاصا قويا أمينا لصالح الإسلام ومشروعه السياسي المعاصر( بل إن أمثلة الفشل في ذلك الإستخلاص هي الأشهر حتى اليوم : السودان وأفغانستان فضلا عن القضاء المبرم على بعض الحركات الإسلامية التي كانت قاب قوسين أو أدنى من ذلك الإستخلاص : الجزائر عن طريق الفيس وشيء شبيه في جانب ما في الحالة التونسية وآخر في الحالة الليبية وكذا الحالة السورية  فضلا عن إبتلاع العدو الأول للحركة الإسلامية المعاصرة أي أمريكا وإسرائيل لأكثر من بلاد عربية بأسرها عن طريق الإحتلال العسكري المباشر من مثل فلسطين منذ 62 عاما والعراق منذ 7 سنوات ( أو قل هدية أمريكا لغريمتها إيران) .. إلا محاولات إسلامية صغيرة تكاد تكون غير ذات أثر ولا جدوى لأسباب إقليمية وجغرافية وبعضها لأسباب فكرية أصلا ( إسلاميو الكويت إخوانا وسلفيين بموقفهم المتخلف من المرأة ـ أما الحالة اللبنانية ( شيعة وسنة) فهي غير قابلة للقياس بسبب التكوين الطائفي الأصلي للبلد فضلا عن جغرافيا المقاومة الساخنة..)   إذا كانت الأمة قد بادرت لإستعادة مكانها في الأرض ـ الحقيقة أن المبادرة المعاصرة عمرها أزيد من ثلاثة قرون كاملة ـ ولم تنجح إلى اليوم في تنزيل مشروعها السياسي ـ المقصود تحديدا إستخلاص السلطة لتنفيذ مقاصد الإسلام الأساسية العظمى من مثل : المساهمة في تحرير الأرض المحتلة ( سيما فلسطين لطبيعتها الدينية الإسلامية : أرض وقف) + المساهمة في حفظ وحدة الأمة وتجفيف منابع التشقق والتصدع والتمزق والتفرق + بناء قوة عسكرية ترهب أي عدو تحدثه نفسه بالعدوان على الأمة ( فضلا عن المستضعفين عامة في أي مكان)+ إتاحة الحرية والكرامة للناس + فرض العدل الإجتماعي والمساواة في فرص الكسب والتوزيع والإستمتاع + بث الوعي الإسلامي الصحيح الأصيل إبتغاء التجديد والإجتهاد والإبداع الحضاري والعمراني والثقافي (الإنسان + المرأة + التراث + الغرب + الحداثة إلخ..) ـ إذا كانت الأمة قد بادرت إلى ذلك ولم تنجح حتى اليوم ( بل إن الفشل يكاد يكون هو الأبرز بما فيه الفشل الداخلي ( السودان وأفغانستان وغيرهما) فضلا عن الفشل المفروض بعصا الدولة العربية)..فإن سؤالا جديدا هو ( سؤال الجذع) لا بد من طرحه : أليس حريا بنا أن نراجع الأداء والكسب بكل شجاعة وجرأة فلا ندع ثابتا سوى ما هو ثابت في القرآن والسنة وكم هي ثوابتهما قليلة جدا جدا جدا ـ لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ـ؟   السؤال بالصياغة القرآنية.   القرآن الكريم صاغ السؤال ذاته تعقيبا على عدوان أحد ( العنوان الصحيح لما سمي في التاريخ والتراث غزوة وغزوات هو : عدوان. بسبب أنه عليه الصلاة والسلام لم يؤمر بغزو ولو مرة واحدة لا في القرآن ولا في السنة وهو لم يغز أحدا أبدا إلا دفاعا عن النفس والجماعة والإسلام والأمة والمستضعفين حتى خارج دائرة الأمة ولا شك أنها لوثة من لوثات التاريخ ولوثات التراث التي صنعت العقل الإسلامي المعاصر تفاعلا مع معطيات داخلية وخارجية أخرى كثيرة وكانت ثمرتها أن النبي محمدا عليه الصلاة والسلام غزا الناس في سبع وعشرين مناسبة وجهز ضدهم سرايا في أربع وخمسين مناسبة وبذلك قدمه التراث التاريخي لنا ولغيرنا ـ وغيرنا في أمس الحاجة إلى ذلك ـ غازيا تاريخيا من طراز فريد وعجيب والحقيقة التاريخية المحققة الممحصة هي أنه كان دوما يرد على الغزوات المنظمة ضده بما فيها المؤامرات اليهودية الداخلية أو التحالفات العربية القرشية الغطفانية القبلية أو الرومية ولم يبدأ يوما أحدا بقتال بما فيها خيبر التي تمحل فيها بعض المؤرخين ممن يلتمس له ـ عليه الصلاة والسلام ـ عذرا فيها. أصدق ما قيل في ذلك أن الإسلام لم ينتشر بحد السيف ولكن الإسلام كان دوما ضحية السيف من ذلك اليوم حتى يومنا هذا. أحد إذن ليست غزوة ولكنها عدوان قرشي ثأرا لبدر شأنها شأن كل العداوات المنظمة ضده وضد الإسلام والأمة من فجر الإسلام حتى ضحاه أو ظهوره).. صاغ القرآن الكريم السؤال ذاته تعقيبا على عدوان أحد بقوله : „ قل هو من عند أنفسكم”. وذلك ليعلمنا درسا في الحياة إسمه : مراجعة الذات ونخل كسب التجربة بعدل لا جلد فيه للذات ولا غرور أو عجب.. تلك مراجعة لئن جاءت درسا منه سبحانه إلى من إستأمنه دينه وإستودع أمته كلمته الأخيرة إلى الإنسان كله في الزمان كله والمكان كله .. فإن غيره إليها أحوج وهي له أوكد.   ولكن المشكلة ليست في المراجعة من حيث المبدإ. ليس هناك فوق الأرض من يقول لك : لست بحاجة إلى المراجعة والنقد. ولكنك قد لا تعثر ـ حقيقة دون أدنى مبالغة ـ في حياتك كلها على تجربة أخضعها أهلها للمراجعة العادلة المنصفة فإذا فعلوا ذلك أبقوا خلاصاتهم وحصائلهم في الرفوف يفترسها الزمان أو في أدنى موضع من الذاكرة أو قل في موضع متحفي من الذاكرة فلا تدعى إلا لإثبات أن الجماعة راجعوا أنفسهم ثم يطبق التقليد سدوله المخيفة على كسب يوم جديد وتنشأ التصدعات حينا وينصرف بعضهم عن الأمر بالكلية حينا آخر ثم تموت التجربة عقدا من بعد عقد فإذا نشأت جماعة جديدة يقع إنتاج الشريط ذاته وما بالعهد من قدم كما قالت العرب.   لماذا يسأل الإسلاميون دون غيرهم.   ببساطة شديدة لأنهم مستأمنون على مشروع نهضة الأمة وإستعادتها لمجدها في الأرض والتمكين لها من جديد دحرا للإحتلال والإستبداد أو تنزيلا لمراد الإسلام من الناس أي ( قل أمر ربي بالقسط) و ( إن الله يأمر بالعدل) و ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) و ( ليقوم الناس بالقسط ) … أي إقامة العدل والقسط بينهم وبين الناس. لا يعني ذلك أن غيرهم من شركاء النهضة مستثنون من السؤال أو من المشاركة في مشروع النهضة ولكن مشروع نهضة الأمة الإسلامية لا يكون بغير الوفاء لقطعيات الإسلام وثوابت السنة وبقدر الوفاء لذلك يكون المشروع النهضوي المعاصر إسلاميا والعكس دوما صحيح.   المشروع الإسلامي المعاصر بين الدين والسياسة.   ليس هناك إشكالية ـ عملية ـ إعترضت سبيل الأمة من بكورها الباكر ( أقل من نصف قرن من بعد موت صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام ) حتى اليوم ولازمتها على طول الأيام مثل ما فعلت ذلك إشكالية تلبس الدين ( أي الإسلام ) بالسياسة ( أي بشؤون الحكم عمليا). الإشكالية بقدر ما هي جلية واضحة نظريا في الكتاب والسنة ( بل وحتى في تطبيق الرسول الأكرم عليه الصلاة والسلام بالرغم من تلبس الدين فيه بالسياسة بسبب جمعه بين النبوة والإمامة وهو ما ليس لغيره لا من الأنبياء والمرسلين من قبله ولا من بعده بطبيعة الحال بإعتباره النبي الخاتم).. الإشكالية بقدر جلائها في النظرية الإسلامية يكون الشغب عليها ـ أو بها ـ عمليا.   كيف كان وضوحها نظريا.   تمثل ذلك في مسائل منها :   1 ـ أن نص الإسلام ـ في مصدريه المسؤولين الأساسيين الناطقين دون سواهما بلسانه أي القرآن والسنة ـ على السياسة ( القصود بها سياسة أمر الناس سواء كانت سياسة إدارية أو مالية أو علاقة بين الحاكم والمحكوم “ أو بين الأمة وخادمها بالتعبير التراثي الأوفى لحكم الإسلام “ أو علاقة خارجية بمن حولها من عدو وصديق وحليف وقوي وضعيف ومستضعف).. نص الإسلام على ذلك بسبيلين هما : أولهما سبيل النص الأمري المباشر الموجه إلى الأمة من مثل ما أنف ذكره ( إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل) و قوله ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) وآيات أخرى غير قليلة فضلا عن الحديث النبوي الشريف. وثانيهما هو سبيل الإقتضاء أي أنه سبحانه أمر الأمة ( ليس هناك أمر واحد في القرآن الكريم موجه إلى غير الأمة بصيغة الجمع إلا ما كان موجها إليه هو عليه الصلاة والسلام في حياته سواء بسبب النبوة أو بسبب الإمامة أما دون ذلك فلم يختص سبحانه أي طائفة من الأمة بذلك إلا إختصاص العلم من مثل قوله ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم)).. أمر سبحانه الأمة بإقامة بعض مقتضيات الشريعة من مثل الحدود ( التسمية ذاتها ليست وفية للموضوع بسبب أن الحدود في القرآن الكريم لم تتطرق إلى ما نحن فيه اليوم ـ وكان فيه التراث من قبلنا ـ بل إن الحدود في القرآن الكريم أمور تتعلق بالأسرة والمرأة ).. لما أمر بذلك سبحانه علم بسبب الطبيعة والتجربة أن الأمر موكول إلى الأمة وليس إلى الأفراد فكان إرشاد الإسلام إلى الدولة والحكم والسياسة والإجتماع والوحدة من باب الإقتضاء بسبب أن ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. هما إذن سبيلان جليان واضحان في أن غشيان الأمة للسياسة بكل شؤونها الجماعية داخليا وخارجيا أمر يعتلج فيه الدين بتوجيهاته النصية آنفة الذكر وغيرها مما لم يورد هنا وبمقتضياته مما أنف كذلك .. بالسياسة من جهة كما تعتلج فيه السياسة بالدين من جهة أخرى بسبب مقتضيات الإجتماع البشري. إذ جرت عادة التشريع الإسلامي أنه لا يأمر بما تطلبه الغرائز من أكل وشرب وجماع وتنظيم أمر الدنيا وسياستها ومعالجتها ولكنه يرسم في ذلك توجيهات ومبادئ وكليات ومقاصد وخيارات ويرشد إلى أخلاق كريمة شهمة. وذلك هو معنى أن الإسلام مبناه الفطرة وليس دوره حيال الفطرة سوى دور المحيل إليها وليس دور الإنشاء لأن الفطرة أسبق من الدين واللغة أسبق من الدين والحرية كذلك أسبق من الدين وذلك من معالي الدين الذي شيد نفسه فوق تلال رفيعة من الحاجات البشرية الفطرية أي : الجبلة و اللسان والحرية.   2 ـ ثاني مستوى من مستويات الوضوح النظري لقضية السياسة والحكم والدولة في الإسلام هو ما قتل بحثا فيما مضى من لدن الأصوليين والمقاصديين منهم بصفة خاصة أي : مناسبات النزول التي تطورت ـ أو ساهمت في تطوره إلى جانب عوامل أخرى ـ حتى أنتجت ما سمي قديما ـ ونعم الإسم ـ مقامات المشرع. الصلة حميمية بين الأمرين ولكن في سياق دلالي تكاملي مع اللغة والمقصد والمناسبة وغير ذلك. ما يهمنا هنا هو أن الناس إنتبهوا ـ من قديم جدا بل من عصر الصحابة إذ تجلى ذلك في حادثة تأبير النخل بالمدينة ـ إلى أن محمدا عليه الصلاة والسلام ـ حتى وهو نبي رسول عبد خاتم لدين يميز بين الدين والدنيا أو بين العقيدة والسياسة تمييزا ولكنه لا يفرق بينهما تفريقا ـ ذاته تعتريه حالات مختلفة : أحيانا يكون فيها نبيا مبلغا عن ربه وأحيانا أخرى يكون فيها بشرا يأكل ويشرب ويمشي في الأسواق وفي أحيان ثالثة يكون إماما لأمة إمامة سياسية أو حربية قتالية أو دفاعية مقاومة أو إمامة إقتصادية رغم أن التدخل الإسلامي في عهده وفي عهد الخلافة الراشدة .. في قضايا السوق كانت أقرب إلى التنظيم وليس إلى التشريع أو إلى إحاطة العملية المالية كسبا وتبادلا بأس الحرية المسؤولة أخلاقيا. وأحوال أخرى ـ أو بالأحرى مقامات ـ لم يفصل فيها لحد اليوم رجل أكثر مما فعل الإمام إبن عاشور والحقل بكر طال إنتظاره أو قل أضحى يتيما ضن عليه الناس بالعطاء عندما توجهوا إلى غيره مما تفخم وتهور بأكثر من اللزوم بينما ضمرت حقول أخرى فكان ضمورها سببا من أسباب تأخرنا وتقدمهم.   3 ـ المستوى الثالث ليس مستوى مستقلا ولكنه شبيه بخلاصة مركزة أو حصيلة ثابتة قطعية في علاقة الإسلام بالدنيا والسياسة والدولة والحكم والمال وغير ذلك .. خلاصة حصيلتها كلمة ثمينة جدا للإمام الغزالي ـ صاحب المشروع الإحيائي الكبير المتوفي عام 505 ـ : „ الدين أس والسلطان حارس فما لا أس له فمهدوم وما لا حارس له فضائع”. أي أن علاقة الإسلام بالسياسة وبالدينا عامة ولكن لتغول السياسة وجور الدولة اليوم إختزلت الدنيا في السياسة .. هي علاقة وصل وفصل معا. علاقة تمايز وليست علاقة إفتراق. هي علاقة شبيهة بعلاقة الليل بالنهار والرجل بالمرأة وبعلاقة كل زوج مخلوق. أي علاقة تكامل وإنما يتكامل من كل زوجين ما إشترك في جذر ثم إختلف في جذع أو غصن أو ورق أو ثمر أو ظل. الإسلام والسياسة يشتركان في جذر ويختلفان في ما عدا ذلك الجذر.   4 ـ بتعبير آخر يمكن بيسر أن تقول أن أشد ظلال الوسطية والعدل ( الحقيقة أن الوسطية في الإسلام أو في الأمة هي بين الأمم والشعوب والمجتمعات وليس في داخل الأمة ذاتها بينما يكون العدل داخل الأمة ولكن جرى طغيان الوسطية في الحقلين وغاب ـ أو كاد ـ مفهوم العدل وهو خلل إصطلاحي فإن شئت قلت : لا مشاحة في المصطلح وإن شئت قلت : ضبط المصطلح وفق التعبير الإسلامي الأصيل ـ القرآن والسنة ـ أمر مقصود من الشارع ذاته حتى لو كان قصدا ثانويا وليست الأشكال دوما ثانوية إذ كثيرا ما تلون مائعات العقول وأثقال الأذهان ومحامل القيم والمثل).. أشد ظلال الوسطية ـ أو العدل تحريا ـ في الإسلام تكون في أشد حقل إنقسم فيه الناس إلى حد إشهار الأسياف والقتل أي : الدين والسياسة. حقل ضل فيه كثيرون ذات اليمين وذلك عندما مزقوا العلاقة بينهما ففسقت الدنيا ( سياسة ومالا وعلاقات) عن الدين وبفسوقها عن الدين فسقت عن الأخلاق بينما ضل فيه كثيرون ذات الشمال وذلك عندما أوصدوا أبواب الفصل على مصراعيها وفتحوا أبواب الوصل الشديد المتين بينهما على مصراعيها فكانت التيوقراطية الدينية البغيضة التي عرفتها أروبا قبل ثورة العلماء ضد التحالف الكنسي الإقطاعي.   هل عرف تاريخنا شيئا من ذلك؟ الحقيقة أن المناخ لم يتسمم إلى حد الفصل الكامل بينهما ولم يتسمم كذلك إلى حد الوصل الكامل بينهما فكانت علاقة الفصل الموصول أو الوصل المفصول هي العلاقة السائدة حتى لو لم يكن ذلك هو الغالب دوما. ولكن المؤكد أن الإسلام ـ من حيث هو تاريخ وأمة وتراث وتجربة وكسب وليس من حيث هو دين ـ لم يتلوث لا بلوثات أوربا الكافرة بالدين المؤمنة بالدنيا ولا بلوثات مسيحية تقليدية قديمة أو بلوثات غنوصية فارسية أو باطنية صوفية شائنة أي إيمانا بالدين وكفرا بالدنيا.   خلاصة أولى ثابتة.   بسبب وضوح العلاقة بين الإسلام وبين السياسة ( الكلمة الأوفى هنا هي الدين بدل الإسلام بسبب أن الإسلام هو كمال الدين والدين هو جوهر الإسلام ولكن ربما يؤثر إستخدام كلمة الإسلام حتى للدلالة على الدين لنفي التأثير الكنسي والظلال العالمانية العربية المخيفة) نظريا وضوحا كافيا ليس فيه لمستزيد من مزيد ( وهي علاقة مخها : الإسلام مجموعة جزر متشابكة متعاقدة متكافلة الدين فيه جزيرة تحكمها معادلة ( الكفر والإيمان) والمعاملة فيه جزيرة تحكمها معادلة ( المصلحة والمفسدة ) وسياسة الدنيا في كل الحقول جزيرة تحكمها معادلة ( العدل والجور) والعبادة فيه جزيرة تحكمها معادلة ( السنة والبدعة ) والبحث العلمي والإجتهاد الذهني جزيرة فيه تحكمها معادلة ( الحق والباطل ) وأكثر ما يتعلق بالأحوال الشخصية من مآكل ومشارب ومناكح وغير ذلك جزيرة فيه تحكمها معادلة ( الحلال والحرام) إلخ …. وبذلك يتوافر الإسلام على أكثر من ميزان ومعيار بحيث يستخدم كل ميزان في حقله المناسب. ولا شك أن حقل السياسة والدنيا تابع لجزيرة المعاملة حينا بحيث تستخدم الآلية السياسية الأوفر على المنافع والمصالح والفوائد حتى لو كانت فيها مفاسد وحينا آخر إلى جزيرة التعاطي مع الناس سيما المختلفين منهم عنا بحيث يشهر الإسلام معادلة العدل والجور ويكون تعاطيه على قدر ذلك المعيار فما كان عدلا أو أقرب إلى العدل يكون إسلاميا مطلوبا حتى لو إحتوى على قدر أو أقدار من الظلم وما كانت أقدار الظلم فيه أكثر يستبعد حتى لو كانت فيه أقدار من العدل وهو ما يتيح له الإقتباس والإبتداع وإنفتاح الأذهان والعقول على التجارب البشرية كلها على أن يظل كل ذلك مشدودا إلى خيار الإسلام الخلقي إذ هو رسالة أخلاقية أو لا يكون بمثل ما يكون ذلك مشدودا إلى توجيهاته ومبادئه ومقاصده وعزائمه العظمى المنشورة فيه من مثل : العدل والحرية والكرامة والوحدة والتنوع والقوة والحق والخير والتعاون والتسامح والعفو والفضل والإحسان والمعروف والقسط والرحمة. ليس للإسلام إذن ميزان واحد يزن به العقائد ويزن به هو نفسه المعاملات. هي إزدواجية تخدم إختلاف الحقول من جهة وتمكن لقيم الحرية البشرية من جهة أخرى إذ في الدنيا مؤمن وكافر والله هو “ خلقكم فمنكم مؤمن ومنكم كافر “ وفيها العادل والجائر وفيها العالم والجاهل. كل ذلك يؤدي بالضرورة إلى أن الدين والسياسة في الإسلام زوجان حنوان رؤوفان لا يفترقان رغم تميز كل واحد منهما على الأخر في شيء وإشتراكهما في شيء آخر. إنما جاءت السياسة في الإسلام لتعطي الدين الخاتم نكهته الخاصة به بعد قصر الدين القديم على علاقة روحية بين العبد وربه وهي نكهة يراد منها بناء حضارة إسلامية جديدة رسم عنوانها بلسان عربي مبين أحد تلاميذ محمد عليه الصلاة والسلام ( ربعي إبن عامر عليه الرضوان ) في حضرة إمبراطور الفرس لما قال له : „ جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة”. هي علاقة ود رغم التمايز وإختلاف الحقول فإذا تداخلت الحقول فكانت السياسة في الدين معناها ترجرج الحق ليختلط بالباطل أو كان الدين في السياسة ليكون كل شيء موقوف من السماء فلا حرية ولا إجتهاد ولا تعدد .. عندها لا ترقب غير النكير عليك من كل صوب وحدب.)..   بسبب وضوح تلك العلاقة نظريا إذن فإنه يسير عليك أن تحيل كل معركة وهمية جدت بينهما إلى أحد العوامل التالية : إما الجهل أو الهوى أو غلبة الدنيا على الدين في الإنسان.هناك عامل آخر قد يطرأ طارئه وهو ما يجر بعض الناس من موقع رد الفعل بسبب ظلم سلط عليه إلى رد الصاع بصاعين أو بعشرة صيعان. كل علاقة متهارشة بين الدين والسياسة في الإسلام في التاريخ حتى اليوم لا تكون وفيه للإسلام في علاقته مع الدنيا والسياسة لا تخرج عن تلك الإحتمالات.   وبذلك يكون قول بعضهم اليوم : كل الإختلافات التاريخية والمعاصرة التي إشتبك ظاهرها بعلاقة الدين بالسياسة والدولة والمال والدنيا إنما هي إختلافات سياسية ولكن لما كان سلطان الدين من قديم في النفوس قويا حتى عند غير المتدينين أو ضعاف التدين بل حتى عند المنافقين ( أنظر أول قصة في التاريخ أوفي الأرض أي قصة قتل أحد إبني آدم لأخيه وما بعدها).. لما كان ذلك السلطان قويا مؤثرا فطرة مفطورة فإن المختلفين عندما ينهزمون في الحجة والبرهان أو في الغلبة الظاهرة في الميدان يلجؤون إلى الدين يلبسونه ثوبا قشيبا لأختلافاتهم وتأويلاتهم وبذلك يأمنون كما يزعمون وعندها يتلبس الدين بالسياسة خدمة للهوى أو للجهل أو لإيثار العاجلة على الآجلة… بذلك يكون قول أولئك صحيحا مائة بالمائة. صحيح حتى لو سحبته على أول خلاف سياسي بين المبشرين بالجنة بعضهم ضد بعض ( الجمل وصفين) إذ الخلاف سياسي قح ولكن ألبس من بعد ذلك لباسا دينيا سيما من الخوارج أول ناشئة تأويل غير سليم في الدين عندما يشتبك بمصالح الدنيا. الشيء الوحيد الذي يميز ذلك الخلاف الأول هو أن أهله ـ أو على الأقل المبشرين منهم بالجنة أو مجموع الصحابة الكرام عليهم جمعيا رضوان الله سبحانه ـ كانوا متأولين يطلبون الحق من الزاوية التي أدى إليه الإجتهاد. إذا لم يكونوا متأولين طالبين للحق سواء أصابوه أم أخطؤوه لما بشروا من قبل ذلك بالجنة وهي علامة سعة في الإسلام إذ قد يختلف صفوة الصفوة إبتلاء بالحرية والإجتهاد والتعدد ولكن لتظل الأسياف والألسنة والأقلام مغمودة لأنها أدوات الشيطان والنفس والهوى عندما تعمل ضد أهل الإسلام إلا فئة باغية ورد فيها الذكر في الحجرات حتى تفيء إلى أمر الله وليس إلى أمر الجماعة أو الزعيم أو متأول من المتأولة.   أسئلة الحلقة الموالية.   1 ـ كيف تلبس الدين بالسياسة في الحركات الإسلامية المعاصرة؟ 2 ـ أين الخلط وأين المشكل وما هي المناخات التي سممت المشكل بأكثر من اللزوم. 3 ـ هل من سبيل لمراجعة في هذا الموضوع في إتجاه تثبيت الوجود ومعانقة التجديد.   الهادي بريك ـ المانيا   


واشنطن تواصل انتقادها إخوان مصر يلوحون بالانسحاب


واصلت الولايات المتحدة انتقاداتها للانتخابات التشريعية المصرية في حين لوحت جماعة الإخوان المسلمين بالانسحاب من جولة الإعادة، بعدما كشفت النتائج الأولية للانتخابات عن فوز كاسح للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. فقد قال مايك هامر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض في بيان إن « الولايات المتحدة محبطة من مسار العملية الانتخابية قبل وخلال الانتخابات التشريعية المصرية التي جرت يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني » الجاري. وعبر المتحدث عن مشاكل مثيرة للقلق تجاه القيود على مراقبي الانتخابات والصحافة وعلى حرية التعبير. وكان المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي قد عبر عن شعوره بالفزع إزاء المخالفات التي شابت الانتخابات المصرية. وقال إن الأنباء التي ترددت عن « مخالفات » بالانتخابات تثير شكوكا في « نزاهة العملية وشفافيتها »، مؤكدا أن بلاده شعرت بالفزع من الأنباء عن أعمال التدخل والتخويف من جانب قوات الأمن يوم الاقتراع. وأضاف أن واشنطن تشعر بخيبة أمل جراء الأنباء في الفترة التي سبقت الانتخابات عن إفساد أنشطة الحملات الانتخابية لمرشحي المعارضة واعتقال أنصارهم، وكذلك حرمان بعض الأصوات المعارضة من الوصول إلى أجهزة الإعلام. وكانت اللجنة العليا للانتخابات قالت إن الاقتراع كان نزيها على وجه العموم وإن مخالفات محدودة شابته في عدد من الدوائر يجري التحقيق فيها، بينما تؤكد المعارضة أن الانتخابات جرت في ظل أجواء من العنف. لكن منظمات تراقب حقوق الإنسان قالت إن تجاوزات واسعة وقعت وشملت الاقتراع نيابة عن ناخبين غائبين لمصلحة مرشحين حكوميين، وترهيب مؤيدي مرشحين معارضين والتعدي عليهم. بحث الانسحاب
يأتي ذلك بينما قالت جماعة الإخوان المسلمين إنها تبحث الانسحاب من الجولة الثانية من الانتخابات التشريعية، بعد عدم نجاح أي من مرشحيها البالغ عددهم 130 عضوا في الجولة الأولى، علما بأن جولة الإعادة ستجرى الأحد المقبل ويشارك فيها 26 مرشحا من الجماعة. وقال المتحدث باسم الجماعة محمد مرسي الذي يشغل أيضا عضوية مكتب الإرشاد للجماعة في مؤتمر بالقاهرة إن « الرأي النهائي في الانسحاب من الجولة الثانية للانتخابات أو استكمالها يعرض الآن على قواعد ومؤسسات الجماعة ومنها مجلس الشورى العام والمكاتب الإدارية بالمحافظات لأخذ الرأي النهائي ». وأضاف أن الموقف من الجولة الثانية من انتخابات مجلس الشعب سيعلن من خلال مكتب الإرشاد في وقت لاحق غدا الأربعاء. وفيما يبدو أنه تبرير لقرار الجماعة الشهر الماضي خوض الانتخابات، قال المرشد العام محمد بديع في المؤتمر الصحفي « أردنا به إعلاء قيمة إيجابية في المجتمع وضرورة ممارسة الشعب لحقوقه الدستورية والقانونية والتصدي للفاسدين وعدم ترك الساحة السياسية مجالا خصبا لهم ». وفي انتخابات مجلس الشعب عام 2005 شغلت الجماعة 88 مقعدا في المجلس مثلت نحو 20% من مقاعده، في أكبر مكسب انتخابي لها منذ تأسيسها عام 1928. اعتراضات واحتجاجات وشهدت العديد من المحافظات المصرية اعتراضات واعتصامات ومصادمات احتجاجا على النتائج الأولية للانتخابات. وقد اتهم رئيس حزب الوفد السيد البدوي مرشحي الوطني باستخدام العنف و »البلطجة »، كما وجه انتقادات حادة للجنة العليا للانتخابات ووصفها بأنّها مجرد ديكور، داعياً لإيقاف إعلان النتائج إلى حين التحقيق في البلاغات المقدمة للجنة. وتأتي هذه الانتقادات بينما يتوقع مراقبون أن يصبح الوفد -وهو حزب ليبرالي- حزب المعارضة الرئيسي في البرلمان المقبل، حيث يشير مراسل الجزيرة أيمن جمعة إلى ما تردد قبل الانتخابات عن صفقة بين الوطني والوفد تجعل من الأخير قائدا لمعارضة « هادئة » في البرلمان. وقالت متحدثة باسم الوفد إن الحزب كسب ثلاثة مقاعد وليس ستة كما أعلن في وقت سابق، وأضافت أن تسعة مرشحين عن الحزب سيخوضون انتخابات الإعادة. وشغل الحزب في انتخابات عام 2005 ستة مقاعد ثم انضم إليه ستة نواب بعد ذلك. من جهتها اتهمت جماعة الإخوان المسلمين الحزب الحاكم بتزوير الانتخابات بدعم من أجهزة الأمن، مضيفة أن الوطني « لجأ كعادته إلى استخدام البلطجية وأصحاب السوابق لمطاردة الناخبين وترهيبهم وإبعادهم عن اللجان حتى يتسنى له تسويد البطاقات ». كما ذكر بيان للإخوان أن « الدولة سخرت كل إمكاناتها لصالح مرشحي حزب الحكومة، وهو ما اتضح جليا في دائرة مصر الجديدة ومدينة نصر المرشح بها أحد الوزراء، حيث تم نقل موظفي الوزارات بشكل جماعي للتصويت لمرشحي الحزب ». ومنذ إعلان الجماعة أنها ستخوض الانتخابات ألقت قوات الأمن القبض على أكثر من 1200 من أعضائها بحسب أعضاء قياديين.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 30 نوفمبر  2010)  


اكتساح للحزب الحاكم وخسارة الإخوان فزع أميركي إزاء انتخابات مصر


أعربت الولايات المتحدة عن قلقها وشعورها بالفزع إزاء المخالفات التي شابت الانتخابات البرلمانية المصرية، في حين كشفت النتائج الأولية عن فوز كاسح للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، وخسارة لجماعة الإخوان المسلمين التي اتهمت السلطات بتزوير الانتخابات. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية بي جيه كراولي إن الأنباء التي ترددت عن « مخالفات » في الانتخابات المصرية تثير شكوكا في « نزاهة العملية وشفافيتها » مؤكدا أن بلاده شعرت بالفزع من الأنباء عن أعمال التدخل والتخويف من جانب قوات الأمن يوم الاقتراع. وأضاف أن واشنطن تشعر بخيبة الأمل من جراء الأنباء بالفترة التي سبقت الانتخابات عن إفساد أنشطة الحملات الانتخابية لمرشحي المعارضة واعتقال أنصارهم، وكذلك حرمان بعض الأصوات المعارضة من الوصول لأجهزة الإعلام. وجاء رد الفعل الأميركي بينما شهدت العديد من المحافظات المصرية اعتراضات واعتصامات ومصادمات احتجاجا على النتائج الأولية للانتخابات التي يتوقع إعلان نتائجها النهائية في وقت لاحق اليوم، علما بأن جولة الإعادة ستجرى الأحد المقبل. وتشير النتائج الأولية إلى أن الحزب الحاكم الذي يقوده رئيس الجمهورية حسني مبارك، فاز بأغلبية المقاعد التي اكتمل فرزها، بينما لم يحصل الإخوان على أي مقعد، وفازت أحزاب المعارضة الأخرى مجتمعة بثلاثة مقاعد. وقالت اللجنة العليا للانتخابات إن الاقتراع كان نزيها على وجه العموم وإن مخالفات محدودة شابته بعدد من الدوائر يجري التحقيق فيها، في حين تؤكد المعارضة أن الانتخابات جرت في ظل أجواء من العنف. مشاركة ضعيفة من جانبه، قال التحالف المصري لمراقبة الانتخابات إن نسبة التصويت لم تتجاوز 15%، مؤكدا أن عملية الاقتراع شهدت ما وصفها بتجاوزات فادحة. وقد اتهم رئيس حزب الوفد السيد البدوي مرشحي الوطني باستخدام العنف و »البلطجة » كما وجه انتقادات حادة للجنة العليا للانتخابات ووصفها بأنّها مجرد ديكور، داعياً لإيقاف إعلان النتائج لحين التحقيق في البلاغات المقدمة للجنة. وتأتي هذه الانتقادات بينما يتوقع مراقبون أن يصبح الوفد هو حزب المعارضة الرئيسي بالبرلمان المقبل، حيث يشير مراسل الجزيرة أيمن جمعة إلى ما تردد قبل الانتخابات عن صفقة بين الوطني والوفد تجعل من الأخير قائدا لمعارضة « هادئة » في البرلمان. وكانت جماعة الإخوان التي تحظر السلطات نشاطها رسميا قد فازت في الانتخابات السابقة عام 2005 بما يقرب من 90 مقعدا تمثل خمس مقاعد البرلمان، لكنها لم تحصل حتى الآن على أي مقعد بالانتخابات الحالية التي ينظر لها الكثيرون باهتمام خاصة أنها تسبق انتخابات الرئاسة المقررة العام المقبل. واتهمت الجماعة الحزب الحاكم بتزوير الانتخابات بدعم من أجهزة الأمن، مضيفة أن الوطني « لجأ كعادته إلى استخدام البلطجية وأصحاب السوابق لمطاردة الناخبين وترهيبهم وإبعادهم عن اللجان حتى يتسنى له تسويد البطاقات ». كما ذكر بيان للإخوان أن « الدولة سخرت كل إمكاناتها لصالح مرشحي حزب الحكومة، وهو ما اتضح جليا في دائرة مصر الجديدة ومدينة نصر المرشح بها أحد الوزراء حيث تم نقل موظفي الوزارات بشكل جماعي للتصويت لمرشحي الحزب ». في الوقت نفسه قالت الجماعة اليوم على موقعها بشبكة الإنترنت إنها ستخوض جولة الاعادة بـ27 مرشحا بينهم 16 نائبا في البرلمان المنتهية ولايته. عنف كما ألقى الإخوان باللائمة على الحزب الحاكم في تفشي العنف خلال الانتخابات، وقالوا إن الأمر وصل إلى إصابة مرشح وعدد من مناصريه بالإسكندرية فضلا عن محاولة اغتيال مرشح في بني سويف بعد كشفه عن عملية تزوير واسعة. وكانت مصادر أمنية قد تحدثت أمس عن سقوط عشرات المصابين في اشتباكات مع الشرطة بعد إعلان النتائج الجزئية للانتخابات، في حين قرر النائب العام حبس 92 شخصا بتهم إثارة العنف والشغب في عدة محافظات. وكان عشرات الأشخاص قد ألقي القبض عليهم في وقت سابق على خلفية أعمال عنف شملت استخدام الرصاص الحي إضافة إلى الأسلحة البيضاء والحجارة. وشهدت محافظة كفر الشيخ إلقاء قنبلة حارقة على خيمة لفرز الأصوات بمدينة بيلا مما أدى لاحتراق أغلب صناديق الاقتراع وتلا ذلك اشتباك بين محتجين على النتائج والشرطة، كما شهدت المحافظة نفسها إلقاء قوات مكافحة الشغب للقنابل المسيلة للدموع على أنصار المرشح حمدين صباحي بمدينة بلطيم خلال قيامهم بتحطيم صناديق الاقتراع اعتراضا على ما وصفوه بالتزوير. وفي محافظة الغربية، استخدمت الشرطة القنابل المسيلة للدموع ضد أنصار مرشح مستقل رشقوها بالحجارة، بينما شهدت محافظة الفيوم إطلاق النار من جانب أنصار مرشحين وألغت اللجنة العليا للانتخابات عمليات الاقتراع في 14 لجنة بسبب وقوع أعمال شغب داخلها وخارجها.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 30 نوفمبر  2010)


ويلكيليكس: مبارك اقترح دكتاتورا عادلا لحكم العراق واكد لواشنطن ان العراقيين طباعهم حادة


2010-11-30 القاهرة ـ اقترح الرئيس المصري حسني مبارك على الولايات المتحدة ان تجد « دكتاتورا عادلا » لحكم العراق واكد ان مصر يمكن ان تبدأ برنامجا نوويا عسكريا اذا ما تزودت ايران بالسلاح النووي، وفقا لوثيقة نشرت على موقع ويكيليكس. ووردت هذه الاقوال في محضر اعدته السفارة الامريكية في القاهرة للقاء عقد في ايار/مايو 2008 بين مبارك ووفد من البرلمانيين الامريكيين. وخلال هذا اللقاء عرض مبارك تصوره لتحقيق الاستقرار في العراق بعد خمس سنوات من سقوط صدام حسين، وقال « عززوا القوات المسلحة وخففوا قبضتكم وعندئذ يحدث انقلاب عسكري وسيكون لديكم دكتاتورا ولكن شخصا عادلا ». واضاف مسديا النصح لمحدثيه الامريكيين « انسوا الديموقراطية، العراقيون بطبيعتهم طباعهم حادة جدا ». ولا يخفي مبارك كذلك قلقه ازاء احتمال تزود ايران السلاح النووي. ويقول وفق محضر السفارة الامريكية « اننا كلنا مرعوبون ». وبحسب الوثيقة الامريكية، فان مبارك قال ان مصر قد ترغم على بدء برنامج نووي عسكري اذا ما نجحت ايران في تصنيع سلاحا نوويا.
 
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 نوفمبر  2010)


مصر تفجر خمسة أنفاق برفح


دمرت الشرطة المصرية صباح اليوم الثلاثاء خمسة أنفاق على الشريط الحدودي مع قطاع غزة. وجاءت عملية تدمير الأنفاق بعد الاتصال مع الحكومة الفلسطينية المقالة في غزة لضمان عدم وجود أي أشخاص أو مهربين داخل الأنفاق التي تم تدميرها, حسب ما ذكر مصدر أمني مصري مسؤول. وأضاف أنه تم تدمير ثلاثة أنفاق بطريقة الردم بالحجارة والرمال كونها تقع فى حى سكنى، فيما تم تدمير النفقين الآخرين بالتفجير حيث لا يوجد سكان فى تلك المنطقة. وقد تم اكتشاف هذه الأنفاق خلال الحملة الأمنية الأخيرة على الحدود مع غزة وإسرائيل في منطقتي الصرصورية وحى البراهمة برفح المصرية.  
المصدر:الألمانية (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 30 نوفمبر  2010)


الأسد لوفد أمريكي: حل علاقاتنا بحماس وحزب الله بعد التوصل لسلام شامل


2010-11-30 واشنطن ـ كشف موقع « ويكليكس » ان الرئيس السوري بشار الأسد أوضح لوفد أمريكي ان إيران ليست مهتمة بتطوير سلاح نووي، وان حل علاقات بلاده بحماس وحزب الله « بشكل مقبول » ممكن بعد التوصل إلى سلام إقليمي شامل. وقال الأسد، في وثيقة صادرة عن السفارة الأميركية في دمشق عن اجتماع جمع الرئيس السوري ووفد من الكونغرس الأميركي في دمشق في 30 كانون الأول/ديسمبر 2009، ان إيران ليست مهتمة بتطوير سلاح نووي، وحذر من ان توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية للبنى التحتية النووية لن يعيق البرنامج النووي الإيراني بل سيزيد من تصميم طهران. ووصف الأسد إيران بأنها « أهم دولة في المنطقة »، وقال ان الغرب يمكن أن يحسن أفق السلام من خلال الاعتراف بحق إيران بتخصيب اليورانيوم تحت مراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية. واعتبر ان على الغرب أن يقبل عرض إيران « المعقول » بشحن كمية من اليورانيوم المنخفض التخصيب لتخصيبها بدرجة أعلى في دول أخرى بدلاً من الإصرار على شحن كل الكمية لديها مرة واحدة. وذكرت الوثيقة ان الأسد تطرق مع الوفد الأميركي إلى مسألة السلام الشامل وكرر رغبة سوريا القوية باستئناف المحادثات غير المباشرة مع إسرائيل عبر تركيا، باعتبارها وسيلة لتحديد شروط يتم الاستناد إليها في المفاوضات المباشرة. وقال الأسد انه يمكن حل علاقات سوريا بحركة حماس وحزب الله وغيرها من المجموعات بشكل مقبول بعد التوصل إلى سلام إقليمي شامل. وفي اللقاء الذي دام ساعة كاملة، أكد الوفد الأميركي اهتمام واشنطن في قيام علاقات أميركية ـ سورية أفضل، وحث الرئيس السوري على اتخاذ خطوات إيجابية أيضاً. ودعا الوفد سوريا إلى المضي قدماً باتجاه تعاون أمني مع أميركا بشأن العراق، وتسهيل الإفراج عن 3 أميركيين معتقلين في إيران. ورأى الأسد خلال اللقاء انه يتوجب على أميركا وسوريا أن تعملا في الأشهر التالية على تحسين العلاقات الثنائية حتى « يتخطى الطرفان غياب الثقة المتبادلة التي يمكن أن تعيق مصداقية أميركا كراع صادق ». وذكرت الوثيقة ان سوريا وأميركا أبدتا مصلحة مشتركة في قيام عراق مستقر لا تهيمن عليه إيران، مشيرة إلى ان المتشددين الأجانب ما زالوا يعبرون سوريا للتوجه إلى العراق. وقال الأسد ان سوريا لا ترى أي مصلحة في دعم المتطرفين الذين لا يقتلون الأميركيين بل المدنيين العراقيين الأبرياء « فهذا يؤذينا »، ورأى ان أخطاء أميركا في العراق كلفت سوريا والمنطقة الكثير. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 نوفمبر  2010)

لبنان فوق بركان

فهمي هويدي استغرب اللامبالاة العربية بما يدبر للبنان ويجهز لتفجيره من الداخل، واستغرب أكثر أن يكون أبرز المعنيين الإقليميين بما يجرى هناك هم الأتراك والإيرانيين والإسرائيليين، ولا تسأل عن اللاعبين الغربيين بطبيعة الحال. (1) رأس حزب الله مطلوب بشدة، ليس فقط لإلحاق لبنان بقطار التسوية وتعميده في معسكر « الاعتدال »، ولكن أيضا لتأمين ظهر إسرائيل قبل توجيه الضربة العسكرية إلى إيران، لكي يهدأ بال الدولة العبرية وتنصب « القبضاي » الأوحد في المنطقة، ومن ثم يتم تركيعها بالكامل. هذا منطوق يلخص المطلوب باختصار شديد، وهو يحتاج إلى بعض الشرح، ذلك أنه بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفد عام 1979 بما أدى إليه من خروج مصر من ساحة الصراع، ومن ثم انكسار العمود الأساسي في البنيان العربي، أصبحت التطلعات الإسرائيلية بلا حدود، لكن فرحتها آنذاك بإنجازها الذي اعتبرته « التأسيس الثاني لدولة إسرائيل » لم تكتمل، نظرا لانتصار الثورة الإسلامية بإيران في العام ذاته ومساندتها لمعسكر الصمود الذي وقفت فيه سوريا آنذاك لتحالفه مع فصائل المقاومة الفلسطينية. وشاءت المقادير أن ينقلب السحر على الساحر بعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، لأن حزب الله خرج من رحم تلك المغامرة، وتحول إلى شوكة في خاصرة إسرائيل. وبرزت خطورة دوره حين أجبرها على الانسحاب بليل من جنوب لبنان، وحين تحداها وفاجأها بقدرته على التصدي لها في محاولة الاجتياح التي قامت بها عام 2006، وهي التجربة التي لم تكن موجعة لإسرائيل فحسب، وإنما كانت مهينة لها أيضا. ولم يقف دور حزب الله عند ذلك الحد، وإنما أهلته قدرته وإنجازاته لأن يتحول مع مرور الوقت إلى لاعب مهم للغاية في الحياة السياسية اللبنانية، نجح في أن يوقف مخططات إلحاق لبنان بمعسكر التطبيع مع إسرائيل. إزاء ذلك أصبح حزب الله عقبة كأداء يتعين إزالتها. وكانت إسرائيل ومعها الولايات المتحدة الأميركية بطبيعة الحال، أكثر الأطراف التي ألحت على ذلك. وتضاعف ذلك الإلحاح حين برز المشروع الثوري الإيراني في الأفق، واعتبرته إسرائيل خطرا يهدد نفوذها ووجودها، فقررت منذ اللحظة الأولى أن ذلك المشروع ينبغي أن يدمر، كما فعلت من قبل مع المفاعل النووي العراقي، وإنجاز ذلك يتطلب تأمين الجبهة المحيطة بإسرائيل -خصوصا حزب الله- لعلمهم أن لديه أسلحة وصواريخ تستطيع الوصول إلى تل أبيب، وهو ما أعلنه صراحة السيد حسن نصر الله في إحدى خطبه. (2) يوم الخميس الماضي 25/11/2010 نشر موقع « كاونتر بانش » الإلكتروني الأميركي فقرات من حديث لمساعد وزيرة الخارجية الأميركية والسفير السابق في لبنان جيفرى فيلتمان إلى السفيرة الحالية في بيروت مورا كونيلي التي كانت مساعدة له، قال فيه « لقد حاصرت حزب الله وستشاهديننا ونحن نمزقه ونقضي عليه بضربات بطيئة من خلال استخدامنا لقرار الأمم المتحدة 1757، وستكون تلك هديتي إلى لبنان بمناسبة عيد الميلاد ». بطبيعة الحال تم نفي هذا الكلام وتكذيبه رغم أن شواهد الواقع لا تستبعده، وفي هذا السياق نقلت صحيفة الشرق الأوسط يوم 26/11/2010 عن النائب عن حزب الله بلال فرحات قوله إن « فيلتمان ذكر أمام الكونغرس الأميركي أنهم خصصوا 500 مليون دولار لضرب صورة حزب الله، وتبين لاحقا أن الرقم تخطى المليار دولار ». كانت قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري هي الكمين الذي نصب لاصطياد حزب الله والانقضاض عليه من خلال قرارات مجلس الأمن والمحكمة الدولية، وكانت الوسيلة التي اتبعت في ذلك هي محاولة إثبات ضلوع قيادات الحزب (مثل الشهيد عماد مغنية وأربعة آخرين ترددت أسماؤهم) في ترتيب عملية القتل التي تمت عام 2005، وشكلت على إثرها لجنة دولية للتحقيق تمهيدا لنظر الموضوع أمام محكمة دولية لمعاقبة الفاعلين، وهو الإجراء الذي لم يتخذ مثلا في حالة تسميم الرئيس ياسر عرفات وقتله قبله بعام واحد (2004)، رغم أن الجريمة كانت أخطر وأثرها في خرائط المنطقة أهم بكثير. ما أثار الانتباه في هذا الصدد أن المحكمة التي شكلتها الأمم المتحدة لمحاسبة المسؤولين عن قتلة الحريري تمت تحت الفصل السابع من ميثاقها الذي تجيز بنوده استخدام القوة المسلحة لتنفيذ ما تقضي به، كما أنها تسمح بمقاطعة الدولة التي تمتنع عن تنفيذ الحكم. خلال السنوات الخمس التي مرت لم تتوقف التحقيقات التي أثارت لغطا كبيرا، سواء في اتجاهها صوب سوريا التي كانت أول من اتهم في العملية، أو في اعتمادها على إفادات شهود زور تسببت شهاداتهم في توقيف أربعة من كبار الضباط اللبنانيين ثبتت براءتهم لاحقا. وتضاعف اللغط مؤخرا حينما تسربت أنباء عن اتجاه لجنة التحقيق إلى اتهام قيادات في حزب الله بالضلوع في العملية، رغم أن الحزب لم يعرف عنه في تاريخه أنه لجأ إلى تصفية خصومه السياسيين، علما بأن الرئيس الحريري لم يكن مصنفا ضمن أولئك الخصوم. ولأن الساحة اللبنانية تعج بالصراعات السياسية فإنها انقسمت في نهاية المطاف إلى فريقين ١٤ و٨ آذار. وبدا الانتماء السني متبلورا في الأولين الذين وقفوا مع المحكمة الدولية، في حين ظل اللون الشيعي غالبا على الآخرين الذين تشككوا في تسييس التحقيق والمحكمة الدولية، وحين قويت القرائن الدالة على صحة التسريبات التي تحدثت عن الاتجاه نحو توجيه الاتهام إلى حزب الله دعا أمينه العام حسن نصر الله في خطاب له يوم 28/10/2010 إلى مقاطعة المحققين الدوليين. (3) إذا وضعت الكلام الذي نسب إلى مساعد وزير الخارجية الأميركية جنبا إلى جنب مع كلام نصر الله، فسيصور لك ذلك حقيقة البركان الذي أصبح يقف فوقه لبنان، فالولايات المتحدة ومعها إسرائيل ومن والاها في لبنان يدفعون بشدة لتأييد قرار الاتهام واستدراج قيادات حزب الله إلى قفص الاتهام تمهيدا للانقضاض عليه، والأمين العام لحزب الله يهدد بقطع يد من يقترب من قيادات الحزب وأعضائه. وهذه المواقف المتعاكسة تعني أن الموقف في لبنان أصبح على وشك الانفجار، وأن شبح الحرب الأهلية يلوح في الأفق، بتآمر غربي مكشوف هذه المرة. لم أجد صدى عربيا لكل ذلك باستثناء تحرك قامت به السعودية وسوريا اللتين اعتادتا على القيام بدور إطفائي الحرائق في لبنان، وأصبح يرمز إليهما بحرفي س.س, ولم يكن ذلك كافيا لأن الأطراف الأخرى الدولية والمحلية تمارس ضغوطها بقوة وتواصل الشحن والتعبئة لصالح إصدار قرار الاتهام والإسراع بالمحاكمة. في هذه الأجواء ظهرت إيران على المسرح بقوة، إذ قدم إلى بيروت بدعوة رسمية رئيس الجمهورية الإيرانية محمود أحمدي نجاد مصطحبا معه وفدا كبيرا من الوزراء ورجال الأعمال، فالتقى كبار رجال الدولة، ووقع 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم وتعاون في مختلف المجالات. أغضبت الزيارة الولايات المتحدة حتى إن السفيرة الأميركية في بيروت عبرت في بيان مكتوب عن غضب بلادها إزاء أي عمل ادعت أن من شأنه أن يقوض السيادة والاستقرار في لبنان. وقبل الزيارة التي تمت منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، كتب معلق صحيفة معاريف مناحيم بن مقالة قال فيها إن الوقت قد حان لاغتيال الرئيس أحمدي نجاد أثناء زيارته لبنت جبيل قرب الحدود الإسرائيلية. ورغم أن حزب الله احتفى كثيرا بزيارة أحمدي نجاد، فإن الرئيس الإيراني حرص على أن يلتقي الجميع (باستثناء سمير جعجع)، وظل يؤكد في كل مناسبة أن إيران تقف إلى جانب لبنان على طول الخط. رسالة الدعم الثانية جاءت من تركيا، حيث جاء إلى بيروت رئيس وزرائها رجب طيب أردوغان في الأسبوع الماضي، وعقد اجتماعات شهدها كل الفرقاء اللبنانيين، إضافة إلى كبار المسؤولين بطبيعة الحال. وفي خطبة ألقاها في بعبدا، طالب أردوغان إسرائيل بأن توقف أعمالها وألا تلقي ظلالا على السلام، وحذر من أنه إذا ما نشبت الحرب فإن الخاسر لن يكون أهل المنطقة فحسب، ولكن الإسرائيليين أيضا سيعانون منها. وأضاف أن تركيا ستستمر في رفع الصوت عاليا تجاه الطغيان، وفي الدفاع عن الحق ما دام هناك أناس يمتهنون القرصنة في عرض البحار (مشيرا إلى دور إسرائيل)، كما أنها ستستمر في الدفاع عن الأبرياء والمظلومين والمغتصبة حقوقهم. وتحدثت التقارير الصحفية أن أردوغان أراد إيصال رسالة تضامن مع لبنان، والإسهام في تهدئة الأوضاع الموشكة على الانفجار بين فرقائه المختلفين، ونقلت عنه صحيفة الحياة اللندنية قوله إن بلاده ستلعب دورا لدى سوريا وإيران لما لديها من تأثير على بعض الأطراف اللبنانية لتكريس التهدئة في البلاد. اللافت للنظر أن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بدأ زيارة إلى طهران بعد يوم واحد من سفر أردوغان بصحبة وفد وزاري كبير، مما أعطى انطباعا بتواصل مساعي ومشاورات التهدئة بين بيروت وكل من العاصمتين الإيرانية والتركية. (4) الأعين في إسرائيل متجهة إلى بيروت، والآذان تتلمس بصورة يومية أخبار المحكمة الدولية.. يقول المدير السابق لوحدة التخطيط الإستراتيجي في هيئة أركان الجيش الإسرائيلي شلومو بروم إن الأوضاع الحالية في لبنان تحتم على إسرائيل أن تكون مستعدة لأي طارئ، في حال إعلان عريضة اتهام حزب الله بالضلوع في قتل الحريرى. ولم يستبعد أن يلجأ الحزب إلى الاستيلاء على السلطة في لبنان لقطع الطريق على المحاكمة. واعتبر ذلك وضعا أفضل لإسرائيل، لأنه في هذه الحالة سيكون هناك عنوان واضح تخاطبه وتمارس ضده الضغوط. وقد نشرت الحياة اللندنية تقريرا من القدس المحتلة يوم 16/11/2010 ذكر أن إسرائيل بمتابعتها الدقيقة تريد أن تبقى لاعبا مركزيا له حضوره في الساحة اللبنانية. وهناك اتفاق بين القيادات الأمنية والعسكرية على أن تطورات الأحداث في لبنان ستكون لها انعكاسات عديدة على إسرائيل وخططها الإستراتيجية. وسط سيل التقارير التي تتحدث عن سيناريوهات المستقبل في لبنان، والجهود التي تبذل لتفجيره من الداخل، فإنني ظللت أبحث عن دور للجامعة العربية أو لمصر، فلم أجد سوى حديث لوزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط لصحيفة الشرق الأوسط يوم 13/11/2010 بدا فيه منتقدا لحسن نصر الله وغامزا فيه، وملوحا بأن حديثه عن قطع اليد الممتدة إلى جماعته يمكن أن يصيبه بدوره ويرتد عليه، عندئذ انتابني شعور بالاستياء وقلت: ليته سكت ولم يتكلم فذلك حضور أفضل منه الغياب. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 30 نوفمبر  2010)

ايران تتهم ‘الموساد’ و’سي آي ايه’ باغتيال عالم نووي ايراني واصابة آخر في اعتداءين استهدفاهما في طهران


2010-11-29  
طهران ـ ا ف ب: تعرض عالمان فيزيائيان يقومان بدور اساسي في ادارة البرنامج النووي الايراني امس الاثنين لاعتداءين في ايران، اديا الى مقتل احدهما واصابة الآخر بجروح، في حين سارعت السلطات الى اتهام اسرائيل والولايات المتحدة بالوقوف وراء الاعتداءين. وقتل العالم مجيد شهرياري في انفجار قنبلة الصقها على سيارته بواسطة مغناطيس شخصان كانا على متن دراجة نارية، بينما كان في شمال طهران. كما اصيب العالم الثاني فريدون عباسي بجروح في انفجار قنبلة الصقت ايضا على سيارته بينما كان يركنها في جامعة الشهيد بهشتي في طهران التي يدرس فيها الاثنان. واصيبت زوجتا الاثنين بجروح في الحادثين. واكد قائد الشرطة في طهران الجنرال حسين سدجدينيا ان الاعتداءين نفذا بواسطة قنبلتين الصقتا بسيارتي الضحيتين، موضحا ان الجناة تمكنوا من الفرار ويجري العمل للقبض عليهم. واوضح ان الشرطة لم تتلق حتى الآن اي تبن. وسارع وزير الداخلية الايراني مصطفى محمد نجار الى اتهام جهاز الاستخبارات الاسرائيلي (الموساد) ووكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي آي ايه) بالوقوف خلف الاعتداءين. وقال الوزير ردا على سؤال للتلفزيون الايراني ‘ان الاستكبار العالمي والموساد ووكالة الاستخبارات المركزية الامريكية هم اعداء الامة الايرانية ويريدون وقف تقدمنا العلمي’. واضاف ‘ان هذا العمل الارهابي اليائس يكشف ضعفهم ووضعهم المزري’. من جهته اتهم مكتب الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في بيان ‘النظام الصهيوني’ بالوقوف وراء الاعتداءين. وجاء في بيان صادر عن مكتب احمدي نجاد ‘ان دماء شهرياري تعري المنادين بالديموقراطية وحقوق الانسان، وتكشف الوجه الحقيقي للصهاينة الارهابيين والمدافعين عنهم’. كما حذر مدير البرنامج النووي الايراني علي اكبر صالحي ‘اعداء الشعب الايراني’ قائلا حسبما نقلت عنه وكالة الانباء الايرانية ‘عليكم الا تلعبوا بالنار لان صبر الشعب الايراني له حدود واذا نفد فان مصيرا سيئا سيكون بانتظاركم’. واضاف ان ‘هذه الاعمال الارهابية لن تنال من عزيمة الشعب الايراني في تحقيق اهدافه النووية السلمية’ وقال مخاطبا ‘اعداء ايران’ ان ‘عليكم ان تعلموا ان الشعب الايراني سيواصل مسيرته بقوة’. وتتهم الولايات المتحدة واسرائيل بشكل خاص اضافة الى عدد من الدول الغربية ايران بالسعي الى امتلاك السلاح النووي تحت غطاء برنامجها النووي السلمي. ويبدو ان العالمين كانا يتسلمان مسؤوليات كبيرة في البرنامج النووي الايراني ولهما علاقات واسعة بوزارة الدفاع. ويعتبر شهرياري من مؤسسي شركة ايران النووية وهو يمارس التدريس في دائرة الهندسة النووية في جامعة الشهيد بهشتي و’كان يسهم بشكل جيد في احد المشاريع الكبيرة في منظمة الطاقه النووية الايرانية التي تعتبر مدعاه فخر واعتزاز للشعب الايراني’ حسب قول صالحي. كما افاد موقع رجانيوز المحافظ انه كان يدير مشروعا مرتبطا بتصميم مفاعل نووي. من جهة ثانية نقل موقع مشرق نيوز المحافظ ان فريدون عباسي فيزيائي متخصص باللايزر ‘وقد يكون احد العلماء الايرانيين النادرين المتخصص في فصل النظيرات المشعة’. واسمه وارد على اللائحة التي وضعتها الامم المتحدة وتضم الايرانيين الذين يقومون بدور اساسي في البرنامج النووي الايراني، تحت تسمية ‘عالم رفيع في وزارة الدفاع’. وسبق ان تعرض العديد من العلماء الايرانيين لاعتداءات خلال السنوات القليلة الماضية كانت دائما تنسب الى اسرائيل والولايات المتحدة. ففي الثاني عشر من كانون الثاني/يناير الماضي ادى انفجار دراجة نارية مفخخة الى مقتل مسعود علي محمدي وهو فيزيائي مشهور كان يدرس في جامعة طهران ويعمل في الوقت نفسه مع الحرس الثوري الايراني. وتفرض على ايران حاليا عقوبات اقتصادية متشددة بعد ان اعتبر مجلس الامن ان تعاونها غير كاف لكشف طبيعة برنامجها النووي. من جهة اخرى اعلن الرئيس الايراني ان العديد من الات الطرد المركزي التي تنتج اليورانيوم المخصب في مصنع نطنز في وسط البلاد واجهت ‘مشكلات’ بسبب ‘برامج انزلت على تجهيزات الكترونية’، في اشارة محتملة الى الفيروس المعلوماتي ستاكسنت. واضاف احمدي نجاد، اول مسؤول ايراني يقر بتعرض البرنامج النووي الايراني مؤخرا لفيروس معلوماتي، انه تمت تسوية المشكلة. وقال الرئيس الايراني ردا على سؤال حول المشاكل التي واجهها برنامج تخصيب اليورانيوم ‘تمكنوا بشكل محدود من اثارة مشكلات في عدد من الات الطرد المركزي بواسطة برامج معلوماتية انزلت على قطع الكترونية لكن خبراءنا تمكنوا من التدخل ولم يعد في استطاعتهم القيام بذلك اليوم’. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 29 نوفمبر  2010)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.