الثلاثاء، 3 نوفمبر 2009

TUNISNEWS

9 ème année, N 3451 du 03.11.2009

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولقيادات إنتفاضة الحوض المنجي

ولضحايا قانون الإرهاب


 

اللجنة الوطنية للصحفيين والإعلاميين لمساندة زهير مخلوف: بيـــان

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:الناشط الحقوقي زهير مخلوف أمام القضاء ..محاكمة تحت حصار البوليس السياسي ..

حرية وانصاف:تأجيل جلسة الناشط زهير مخلوف والاعتداء على الناشطة الحقوقية سهام بن سدرين

السبيل أونلاين:رفض مطلب الإفراج وتأخير الجلسة ليوم 24 نوفمبر الجاري

السبيل أونلاين: الإعتداء على الناشط السياسي والحقوقي ياسين البجاوي في قرمبالية

منظمة العفو الدولية:  يجب معاقبة المسؤولين عن الاعتداء على صحفيين في تونس

حركة النهضة:الإعلام الحر والمستقل في تونس يدفع ضريبة مهزلة « الانتخابات »

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع قليبية قربة: تقرير حول انتخابات25اكتتوبر

هند الهاروني:بلاغ… و يستمر الحصار الأمني …

عبد الوهاب الهاني:نداء من أجل عودة اللاجئين التونسيين في بداية العهدتين الرئاسية والتشريعية الجديدتين

القدس العربي:حزب معارض يتهم السلطات بمصادرة صحيفته والحزب الحاكم يهاجم منظمة ‘مراسلين بلا حدود’

كلمة:اعتقال عدد من الطلبة إثر اقتحام قوات الأمن للمبيت الجامعي بمنوبة

كلمة:الأمن يستخدم القوة لتفريق اعتصام عمال بحيّ التحرير بالعاصمة

المرصد التونسي: عريضة وطنية أوقفوا العنف ضد الإطار التربوي:تحديث

معزّ الجماعي:حملة وطنيّة من أجل وقف العنف ضدّ الإطار التربوي

المرصد التونسي:اعتصامات عمالية في  جندوبة ومدنين وتوزر

كلمة:عين دراهم: أهالي حي الخضراء يطالبون بتوفير الخدمات الضرورية

العرب:النهضة قالت إن الانتخابات لم تكن في المستوى تونس أمام 3 خيارات: التمديد.. التوريث.. التداول 

الحوار نت:أي مستقبل لتونس في ظل الاستحقاق الانتخابي الأخير

بسيوني الوكيل:الإسلاميون في برلمان تونس!!

سفيان الشورابي: الإعلام التونسي في قبضة زين العابدين

توفيق العيّاشي:ماذا يحدث في مطابخ السُّلطة؟ فضح أسرار شخصيّة

الصباح:الندوة الدولية للتجمع تبحث في الأزمة العالمية

(الشروق):الفايس بــوك»: هواء نتنفّسه أم.. بذاءة نرفضها؟

الحوار نت:بنك إسلامي تونسي.. لمَا تستحي الصحافة التونسيّة من هذا الاسم؟؟؟

 توفيق المديني:منتدى المستقبل في مراكش.. تحديات كبيرة

علي الصلابي: الاسلاميون في ليبيا يؤيدون منح منصب رسمي لسيف الاسلام القذافي

رويترز:معركة النقاب تحتدم في مصر


 (Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جانفي200

فيفري2009    

أفريل 2009     
جوان2009  https://www.tunisnews.net/20juillet09a.htm      جويلية 2009  https://www.tunisnews.net/23Out09a.htm   أوت/سبتمبر2009    


اللجنة الوطنية للصحفيين والإعلاميين لمساندة زهير مخلوف
تونس في 3 نوفمبر 2009  بيـــان

أجلت المحكمة الابتدائية بقرمبالية اليوم 3 نوفمبر 2009 النظر في قضية الصحفي زهير مخلوف إلى يوم 24 نوفمبر القادم. ورفضت المحكمة كل المطالب التي تقدم بها المحامون ومن بينها إخلاء سبيل مخلوف في انتظار المحاكمة. وبدا مخلوف وفق أفراد أسرته منهكا جدا خلال الجلسة بسبب إضراب الجوع الذي يشنه منذ يوم 23 أكتوبر الماضي خاصة وانه يعاني من مرض السكري المزمن وهو ما فاقم من مخاوف أفراد أسرته ومخاوف فريق الدفاع على صحته.  وشهدت منطقة قرمبالية حضورا امنيا كثيفا بمناسبة المحاكمة، ومنعت قوات الأمن بالزي المدني والرسمي التي طوقت مقر المحكمة عددا من نشطاء المجتمع المدني( سياسيين وحقوقيين) من حضور المحاكمة رغم كونها علنية. وتعرضت كل من الناشطة الحقوقية والإعلامية سهام بن سدرين مديرة راديو كلمة، والناشط السياسي حسان البجاوي عضو الحزب الديمقراطي التقدمي إلى الاعتداء من قبل أعوان الأمن الذين رابطوا بمدينة قرمبالية. وحضر للدفاع عن الزميل مخلوف عدد كبير من المحامين بلغ نحو 40 محاميا. وركز المحامون في مرافعاتهم على الإخلالات الشكلية التي شابت إيقاف مخلوف ومحاكمته، وعلى ضرورة إخلاء سبيله والتعجيل بالنظر في القضية. وعلى اثر انتهاء الجلسة تجمع نحو 100 بين محامين وناشطين سياسيين وقرروا تشكيل لجنة من المحامين تتكفل بمتابعة ملف الاعتقال التعسفي المتصاعد في الآونة الأخيرة ومن بينها إضافة إلى اعتقال مخلوف اعتقال الصحفي توفيق بن بريك. وكان مخلوف وهو عضو بالحزب الديمقراطي التقدمي ومرشحه في الانتخابات التشريعية ضمن قائمة نابل وأحد مؤسسي منظمة « حرية وإنصاف » للدفاع عن حقوق الإنسان، أحيل على القضاء  بتهمة الإساءة للغير عبر شبكة الاتصالات العمومية. وارتكزت النيابة العمومية في قرارها باعتقال مخلوف على شكوى توجه بها أحد الأشخاص اتهمه فيها  بتصويره وبث صورته على الانترنت دون علمه في إشارة إلى التقرير المصور الذي أعده زهير وتعرض فيه للمشاكل البيئية بالحي الصناعي بنابل. وبناء على ما تقدم: تعتبر لجنة المساندة التهمة الموجهة إلى الزميل زهير كيدية، وتؤكد على أن جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي التي حصلت على الوصل النهائي الذي يُخوّل لها المشاركة في الانتخابات التشريعية، هي التي كلفته بإعداد مثل هذه التقارير بمناسبة الحملة الانتخابية في إطار رصد المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية بالجهة.  تذكر اللجنة بان مخلوف كان تعرض في الفترة الأخيرة قبل إيقافه إلى الملاحقات الأمنية على خلفية نشاطه الحقوقي والسياسي، وبالإضافة إلى تخريب سيارته أكثر من مرة تعرض إلى اعتداءات جسدية في أكثر من مناسبة نتج عن إحداها كسر في معصمه.   وهي تؤكد أن استهداف مخلوف جاء في إطار حملة تستهدف الصحافيين المستقلين على خلفية الأدوار البارزة التي لعبوها خلال الانتخابات الأخيرة. وتعبر اللجنة عن: 1 – تنديدها الشديد بمحاكمة مخلوف ومطالبتها بإطلاق سراحه فورا. 2 – شكرها لكل المحامين الذين ساهموا في فريق الدفاع عن مخلوف، كما تشكر مبادرتهم بتكوين لجنة مكلفة بالدفاع عن ضحايا المحاكمات الجائرة من الصحافيين وغيرهم. 3 – انشغالها العميق لتدهور أوضاع الحريات في البلاد، وتطالب بوضع حد سريع لهذا التدهور حتى يستطيع الإعلاميون القيام بالحد الأدنى من واجباتهم المهنية دون ترهيب ولا تخويف. 4 – تدعوا مكونات المجتمع المدني للوقوف بوجه الحملة التي تستهدف الصحافيين المستقلين، وتذكرهم بأن المعركة من اجل حرية التعبير هي البوابة والمدخل الرئيسي للإصلاح السياسي في البلاد.   اللجنة الوطنية للصحفيين والإعلاميين لمساندة زهير مخلوف


الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 20 أكتوبر 2009

الناشط الحقوقي زهير مخلوف أمام القضاء .. محاكمة تحت حصار البوليس السياسي ..

 


نظرت اليوم الثلاثاء 03 نوفمبر2009 الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية برئاسة القاضي سليمان الهمامي في القضية عدد 96838 التي يُحال فيها كل من الناشط الحقوقي وعضو جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي زهير مخلوف( في حالة إيقاف) و سعيد الجازي عضو جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي( في حالة سراح) بتهمة الإساءة للغير عبر الشبكات العمومية للإتصالات طبق الفصل86 من مجلة الإتصالات ، حيث رفع الشاكي مراد لذيب ضدهما شكاية في الغرض. وحضر نائب المتضرر القائم بالحق الشخصي الأستاذ كريم الخراز. وحضرللدفاع عن زهيرمخلوف وسعيد الجازي الأساتذة ، خالد الكريشي و العياشي الهمامي وإيمان الطريقي وفوزي بن مراد و فوزي بن جاب الله وعبد الناصر العوني و رضا بالحاج ونجيب الشابي وسمير ديلو ونور الدين البحيري ونبيل اللباسي ومنذر الشارني ونجاة العبيدي وسيف الدين مخلوف ومحمد النوري وراضية النصراوي وعبد الرزاق الكيلاني ومحمد مختار الجيلاني ومحمد عبو وجمعة بن مسعود وأنور القوصري وعبد الرؤوف العيادي وفيصل الجبلاوي. و لدى استنطاقه عبر زهير مخلوف عن شكره للمحامين الذين تطوعوا للدفاع عنه و لجميع المنظمات و الجمعيات التي تبنت قضيته و كل النشطاء والمناضلين الذين ساندوه كما أكد على الطابع الكيدي للقضية التي أحيل بموجبها للقضاء حيث أن السبب الحقيقي لمحاكمته هو نشاطه الحقوقي و تغطياته الصحفية لما يستجد بالساحة الحقوقية والسياسية للبلاد ومراسلاته لموقع » السبيل أونلاين  » فضلا عن نشاطه السياسي ضمن  » الحزب الديمقراطي التقدمي  » و ترشحه ضمن قائمته في مدينة  نابل و تساءل :  » لو لم يقرر الحزب مقاطعة الإنتخابات ، هل كنت أتعرض لهذه العقوبة بالنيابة عن بقية زملائي المترشحين ؟ » ثم ختم قائلا :  » من يصدق إني تعمدت الإساءة للمشتكي الذي لم يسبق أن تعرفت إليه ، و لكن الحقيقة أن المتضرر المزعوم  مجرد مكلف بمهمة لتبرير معاقبتي على فضح الإنتهاكات والمطالبة باحترام حقوق الإنسان ووقف التعدي على البيئة « ، و قد أكد المتهم الثاني سعيد الجازي أن الشاكي المزعوم هو من تطوع للمساهمة في التحقيق المصور وأنه ، و زميله زهير ، قدما نفسيهما بصفتهما الحزبية و أنهما بصدد تصوير شريط لغاية التنبيه إلى الحالة المتردية للبنية التحتية و إلى الأخطار التي تحيق بالبيئة و اعتبارا لتأجيل الترافع في الأصل للجلسة القادمة تبعا لمطالبة نائب  » المتضرر  » القائم بالحق الشخصي ، فقد اكتفى المحامون بالترافع لتبرير طلب الإفراج المؤقت عن منوبهم مبينين بالخصوص بطلان الإجراءات لعدم وجود أي شكاية من وزير المالية الذي يختص بذلك حسب مجلة الإتصالات و لعدم وجود أي مبرر لإيقاف المتهم اعتبارا لأن الإيقاف إجراء استثنائي لا يمكن اللجوء له إلا في حال التأكد ولا يوجد في ملف القضية ما يبرره خاصة و أن الضرر المزعوم تافه يتمثل حسب الشاكي في تصويره مرتديا لبنطلون مربوط بحبل ..و قد عرض لسان الدفاع صورة من كتيب دعائي للسياحة التونسية تمثل عاملا في صناعة الفخار يرتدي نفس الملابس التي ورد في الشكاية أن تصويرها يمثل :  » تصرفا منافيا لكل القيم الإنسانية و الأخلاقية ..و تشويها لسمعة المشتكي و كرامته . كما عبر المحامون عن استغرابهم لسرعة النظر في شكاية  » المتضرر  » بينما تقبع في رفوف المحاكم عشرات الشكايات التي قدمها النشطاء و المعارضون ضد أعوان البوليس السياسي و ضد جريدتي  » الحدث  » و  » كل الناس  » المتخصصتين في نهش أعراض  » المغضوب عليهم  » و عائلاتهم و تشويه سمعتهم خارج طائلة أي محاسبة أو مساءلة .. وإثر المفاوضة قرر القاضي تأجيل النظر في القضية لجلسة يوم 24 نوفمبر 2009 و رفض مطلب الإفراج عن زهير مخلوف .  وإذ تطالب الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بالإفراج الفوري عن زهير مخلوف ووقف التتبعات بحقه فإنها  تجدد رفضها للمحاكمات السياسية و مطالبتها بوقف القضايا الكيدية و تلفيق التهم ضد النشطاء السياسيين والحقوقيين. كما تندد الجمعية بالاعتداء الذي تعرض له بعض النشطاء الذين حاولوا حضور المحاكمة (سهام بن سدرين و ياسين البجاوي) وتطالب بفتح تحقيق مستقل ضد المعتدين وإحالتهم على القضاء.     عن الجمعيــــــــة لجنة متابعة المحاكمات السياسية

 

الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 15 ذو القعدة 1430 الموافق ل 03 نوفمبر 2009

محاكمة رأي جديدة تأجيل جلسة الناشط الحقوقي والصحفي زهير مخلوف والاعتداء على الناشطة الحقوقية سهام بن سدرين

 


نظرت الدائرة الجناحية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية برئاسة القاضي سليمان الهمامي صباح اليوم 3 نوفمبر 2009 في القضية عدد 96838 التي يحال فيها كل من الناشط الحقوقي زهير مخلوف (بحالة إيقاف) والسجين السياسي السابق السيد سعيد الجازي (بحالة سراح) من أجل تهمة الإساءة إلى الغير عبر الشبكات العمومية للاتصالات (طبق الفصل 86 من مجلة الاتصالات)، وقد لاحظ كل من كان بقاعة الجلسة التدهور الكبير في الحالة الصحية للسيد زهير مخلوف نتيجة الإضراب المفتوح عن الطعام الذي يشنه لليوم الرابع عشر على التوالي للاحتجاج على المحاكمة الجائرة التي يتعرض لها، وقد سمح له القاضي بالجلوس أثناء مرافعة المحامين نظرا لإرهاقه الشديد، كما طلب له كوب ماء (بلاستيك) عندما أغمي عليه . وقد قدم عدد كبير من المحامين إعلامات نيابة للدفاع عن الناشط الحقوقي الصحفي زهير مخلوف نذكر من بينهم الأساتذة محمد النوري وعبد الرؤوف العيادي وأحمد نجيب الشابي ونورالدين البحيري ونجاة العبيدي وإيمان الطريقي وسمير ديلو وراضية النصراوي ومحمد عبو وعبد الرزاق الكيلاني ومحمد المختار الجلالي والعياشي الهمامي وعاطف بن صالح وخالد الكريشي ووسام بوثلجة وفوزي بن مراد وفوزي جاب الله وعبد الناصر العويني ورضا بالحاج ونبيل اللباسي ومنذر الشارني وسيف الدين مخلوف وجمعة بن مسعود وأنور القوصري وفيصل الجدلاوي. وعند الاستنطاق ذكر الناشط الحقوقي  زهير مخلوف أن التصوير جاء في إطار الحملة الانتخابية لقائمة الحزب الديمقراطي التقدمي بنابل وأنه لم تكن في نيته الإساءة لأي شخص، وأضاف أن الشاكي هو من أقحم نفسه في التصوير وطلب من المحكمة اعتبار أن الشاكي تعرض لضغط كبير من جهات معلومة حتى يقدم قضية ضده، وقد أكد كلامه السيد سعيد الجازي الذي ذكر بأنهما قدما نفسيهما بصفتهما الحزبية، وأضاف أنه تعرض في بداية الاعتقال للتهديد من قبل رئيس فرقة الإرشاد وأن البحث الابتدائي تم بحضور العشرات من أعوان البوليس السياسي. وعند الترافع أكد المحامون أن ملف القضية خال من أي دليل يفيد تعمد الناشط الحقوقي زهير مخلوف الإساءة إلى المشتكي، وأكدوا أن هذه المحاكمة تندرج في إطار الحملة التي تشنها السلطة ضد المناضلين السياسيين والناشطين الحقوقيين، وذكروا ما تشنه الصحف الصفراء والمواقع المحسوبة على السلطة من حملة مغرضة للإساءة لهذه الأصوات المخالفة في الرأي والمطالبة باحترام الحريات الفردية والعامة. كما ركز بعض المحامين على بطلان الإجراءات نظرا لأن مجلة الاتصالات تنص على أنه لا يمكن الإحالة إلا بقرار من وزير الاتصالات الذي يحيلها إلى وكيل الجمهورية المختص (الفصل 80). وقد فوجئ المحامون بطلب التأخير الذي تقدم به محامي الشاكي طالبا تمكينه من القيام بالحق الشخصي ومطالبته بالتعويض، وطالب لسان الدفاع بالإفراج المؤقت عن السيد زهير مخلوف ، ثم اختلت المحكمة إثر ذلك للمفاوضة بشأن طلب الإفراج، وحوالي الساعة الرابعة أصدرت المحكمة قرارها برفض مطلب الإفراج وتأخير النظر في القضية لجلسة يوم الثلاثاء 24 نوفمبر 2009. يذكر أنه وقعت محاصرة المحكمة الابتدائية بقرمبالية بأعداد كبيرة من أعوان البوليس السياسي الذين وضعوا سياجا حديديا لمنع دخول المواطنين، وتم منع الناشطة الحقوقية السيدة سهام بن سدرين الناطقة الرسمية باسم المجلس الوطني للحريات بتونس من دخول قاعة المحكمة كما تم الاعتداء عليها بالعنف اللفظي والمادي في الوقت الذي كانت تترقب فيه صدور إذن من وكيل الجمهورية لتمكينها من الدخول باعتبار المحاكمة علنية. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئس الأستاذ محمد النوري


رفض مطلب الإفراج وتأخير الجلسة ليوم 24 نوفمبر الجاري

 


السبيل أونلاين – تونس – عاجل   إنعقدت جلسة النظر في قضية مراسل السبيل أونلاين في تونس المناضل الحقوقي زهير مخلوف اليوم الثلاثاء 03 نوفمبر 2009 ، في محكمة قرمبالية في حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا .   وعلمنا للتو أن مطلب الإفراج عن زهير الذى تقدمت به هيئة الدفاع رفض ، وتمّ تأخير الجلسة ليوم 24 من الشهر الجاري ، نوفمبر 2009 . وأثناء الجلسة قام الرئيس سليمان الهمامي باستنطاق زهير مخلوف الذي كان في حالة صحية متدهورة ، وقد أكد مخلوف أنه قام بتصوير الحي الصناعي بنابل في إطار الاعداد للحملة الانتخابية وأنه لم يكن في نيته الاساءة الى أحد ، وأشار إلى أن المتشكي أقحم نفسه في عملية التصوير ، وطالب زهير بالاستماع الى مكالمة المدعي الذي قال فيها أن هناك أطرافا تضغط عليه للتشكي ، وقد أكد الشاهد سعيد الجازي الذي حول الى متهم كلام زهير بقوله : قدمنا أنفسنا بصفتنا الحزبية وأننا بصدد تصوير شريط لغاية التنبيه الى الظروف المتردية والاخطار التي تحيق بالبيئة .   وفي مداخلات المحامين وقع التأكيد على أن القضية سياسية بامتياز ، لها علاقة بالانتخابية التى تمت في الخامس والعشرين من أكتوبر الماضي ، وما واكبها من تهديدات صدرت من أعلى هرم السلطة ، كما وقع التطرق الى الحملة الشرسة التي تقوم بها السلطة ضد المعارضة والنشطاء الحقوقيين والصحفيين قبل الإنتخابات وبعدها .   وقد رفعت للمحكمة ثلاث مطالب ، تتلخص في مطلبين لهيئة الدفاع عن زهير وهما مطلب الإفراج ومطلب مشاهدة الفيديو محل الدعوة ، بينما تقدّم محامي المدعي بمطلب القيام بالحق الشخصي .   ورفعت الجلسة في حدود الساعة الحادية عشر وعشرون دقيقة (11.20) للنظر في المطالب المرفوعة ، ومن المرجح أن تعود الجلسة للإنعقاد بعد عصر اليوم .   وقد ناب عن القائم بالحق الشخصي ، الأستاذ كريم الخراز .   بينما ناب عن زهير الأساتذة : – أحمد نجيب الشابي – محمد النوري – راضية النصراوي – عبد الرزاق الكيلاني – محمد مختار الجلالي – عبد الرؤوف العيادي – محمد عبو – أنور القوصري – خالد الكريشي – عياشي الهمامي – إيمان الطريقي – فوزي بن مراد – فوزي جاب الله – عبد الناصر العويني – رضا بلحاج – سمير ديلو – نور الدين البحيري – نبيل اللباسي – منذر الشارني – نجاة العبيدي – سيف الدين مخلوف – جمعة بن مسعود – فيصل الجدلاوي   وأشاد شهود عيان بمرافعات المحامين عن زهير ، ووصفوها بأنها كانت رائعة . وقد حضر الجلسة إلى جانب هيئة الدفاع أسرة زهير وأشقائه ، وأكدت مصادر أن الناشطة الحقوقية والناطقة بإسم « المجلس الوطني للحريات » سهام بن سدرين منعت من طرف البوليس من حضور الجلسة .   وأشارت تلك المصادر إلى أن قوات البوليس بالزي الرسمي والمدني طوّقت المحكمة ، ومنعت دخول وفود المساندة والصحفيين والنشطاء الحقوقيين .   وخارج قاعة المحكمة وبعد رفع الجلسة إتصل المشتكي مراد لذيب بالسيدة أم يحي زوجة زهير وأكّد لها بأنه كان مدفوعا رغما عنه لرفع هذه القضية والتشكي ضد زهير ، وقال بأنه وجد نفسه بين خيارين أحلاهما مرّ ، وهما إما أن يشتكي وإما أن يصبح هو متهما في قضية ما …!!!!!! .   بالتعاون مع الناشط الحقوقي – السيّد المبروك – تونس   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 03 نوفمبر 2009)


الإعتداء على الناشط السياسي والحقوقي ياسين البجاوي في قرمبالية


السبيل أونلاين – تونس – خاص تعرض الناشط الحقوقي والسياسي ياسين البجاوي عضو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ، إلى التعنيف والإعتداء بالعنف من قبل بعض أعوان البوليس الذين حاصروا المحكمة الإبتدائية بقرمبالية اليوم الثلاثاء 03 نوفمبر 2009 ، إبان محاكمة مراسل السبيل أونلاين في تونس المناضل الحقوقي زهير مخلوف المضرب عن الطعام . ولدى وصول البجاوي لحاجز البوليس الذى نُصب أمام المحكمة ، سأله الأعوان عن صفته لحضور المحاكمة فذكر بأنه يحضر بوصفه عضوا بـ »الحزب الديمقراطي التقدمي » ، فوقع إقتياده إلى طريق فرعي وتعنيفه والإعتداء عليه بالعنف وحجز هاتفه الجوّال ومنع من حضور الجلسة ، وفي وقت لاحق أعيد له الهاتف بينما إحتفظ أعوان البوليس بالشريحة . نشير إلى أن ياسين البجاوي أصيب أثناء الإعتداء عليه بالعجز عن الحركة ، وهو الآن يشعر بآلام من أثر التعنيف والضرب الذى تعرض له . بالتعاون مع الناشط الحقوقي السيد المبروك – تونس (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 03 نوفمبر 2009)


منظمة العفو الدولية:  يجب معاقبة المسؤولين عن الاعتداء على صحفيين في تونس

 


قالت منظمة العفو الدولية يوم الجمعة إنه يجب معاقبة المسؤولين عن الاعتداء على صحفيين مستقلين في تونس واعتقال ثالث في أعقاب انتخابات الأسبوع الماضي.   وقال مالكوم سمارت، مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بمنظمة العفو الدولية « يبدو أن هؤلاء الصحفيين الثلاثة قد استهدفوا بسبب انتقادهم للحكومة ومعارضتهم لإعادة انتخاب الرئيس زين العابدين بن علي لولاية رئاسية خامسة ».   وأضاف سمارت قائلاً « إن هذا تطور يبعث على القلق البالغ، إذ يشير إلى أن الحكومة التونسية عازمة على الإمعان في سياسة قمع المعارضين بلا هوادة ».   ومن بين هؤلاء الصحفيين سليم بوخذير، وهو صحفي مستقل سبق للسلطات أن زجت به في السجن بسبب ما كتبه من مقالات تنتقد الحكومة؛ فقد استوقفه في الشارع مساء الأربعاء الماضي خمسة رجال يرتدون ثياباً مدنية، وأجبروه على ركوب سيارة؛ ومن المعتقد أنهم جميعاً من أفراد الشرطة أو مسؤولي الأمن.   وبعد أن انطلقوا بالسيارة، أجبروه على إغلاق عينيه، وأوسعوه ضرباً وشتماً؛ ثم أوقفوا السيارة، وألقوا به خارجها، ثم انهالوا عليه ركلاً ولكماً حتى فقد الوعي.   وقبل أن يغيب عن الوعي، لوّح أحد المهاجمين بسكين، وهدد بطعنه بها.   وجرده المعتدون من ثيابه، وهاتفه المحمول، وما كان في حوزته من وثائق الهوية والمال، ومفاتيح منزله، ويبدو أنهم فعلوا ذلك للإيهام بأنه وقع ضحية لاعتداء جنائي عادي؛ وألقوا به في متنزه البلفدير شمالي تونس العاصمة.   وساعده أحد المارة في استدعاء سيارة أجرة، ثم نقله أحد أصدقائه إلى المستشفى حيث تبينت إصابته بكسر في عظم الأنف، وتلف في أنسجة عينه اليسرى، فضلاً عن كدمات متعددة في وجهه وإصابته بألم في صدره.   وقبل اختطافه والاعتداء عليه بساعتين، كان سليم بوخذير قد أدلى بحديث لهيئة الإذاعة البريطانية « بي بي سي »، انتقد فيه غياب حرية الصحافة في تونس.   ويوم الخميس اعتقل صحفي آخر معروف بانتقاده للحكومة، وهو توفيق بن بريك، عندما توجه لمركز الشرطة استجابة لطلب استدعاء تلقاه من قبل بشأن واقعة اعتداء مزعومة على امرأة بالقرب من مدرسة ابنته في 22 أكتوبر/تشرين الأول.   ومثل بن بريك أمام قاضي تحقيق في غياب محاميه، ووجهت إليه تهمة الاعتداء والمساس بالأخلاق الحميدة والإضرار بأملاك الغير، حسبما ورد في بيان رسمي. ولا يزال بن بريك رهن الاعتقال في سجن مرناقية، ومن المقرر مثوله أمام القضاء في 19 نوفمبر/تشرين الثاني.   وقبل الانتخابات الأخيرة، كتب بن بريك عدة مقالات انتقد فيها حكومة الرئيس بن علي.   وفي وقت لاحق يوم الخميس، تعرض لطفي الحجي، مراسل قناة « الجزيرة » الفضائية، للاعتداء اللفظي لدى وصوله إلى مطار تونس قرطاج الدولي عائداً من قطر.   أما المعتدي عليه فهو مجهول الهوية، ويعتقد أنه من أفراد قوات الأمن أو شخص يعمل لحساب أجهزة الأمن، وقد صرخ في وجهه، وسبه، على نحو سافر يستهدف تخويفه، متهماً إياه بمعارضة الحكومة. وكان لطفي الحجي قد انتقد في تقاريره « للجزيرة » بعض جوانب الانتهاكات الرئاسية والتشريعية الأخيرة.   واستهداف هؤلاء الصحفيين، المعروفين جميعاً بانتقاداتهم لحكومة بن علي، يعكس نمطاً عاماً وسائداً منذ أمد طويل لما يتعرض له منتقدو الحكومة ودعاة حقوق الإنسان بصفة معتادة من الرقابة القمعية من جانب الشرطة، والتهديدات والتخويف من جانب مسؤولين أمنيين أو أشخاص يرتدون ثياباً مدنية، ويعتقد أنهم يعملون لحساب أجهزة الأمن.   وقال مالكوم سمارت « لقد آن الأوان لأن تصلح الحكومة التونسية هذه الأوضاع، وتفي بالتزاماتها بموجب القانون الدولي لحقوق الإنسان ».   وأضاف سمارت قائلاً « إن الحكومة تصور نفسها دولياً على أنها حكومة ملتزمة بحقوق الإنسان وبالحكم الرشيد، ولكن هذا بكل أسف أبعد ما يكون عن الحقيقة؛ فها هي الحكومة في الواقع الفعلي تضيق صدراً بالنقد، وتسمح لقوات أمنها وبلطجيتها بالاعتداء على المنتقدين وتخويفهم دون أي عقاب.   (المصدر: موقع منظمة العفو الدولية )


الإعلام الحر والمستقل في تونس يدفع ضريبة مهزلة « الانتخابات »

 


لم تكن تهديدات السلطة تجاه المشككين في نزاهة العملية « الانتخابية » عشية « الانتخابات الرئاسية والنيابية » مجرّد خطاب تحذيري، بل كشفت الأحداث الأخيرة في تونس أن هذه التهديدات جادة وبدأ تنفيذها باعتبارها  جزء من سياسة قديمة- جديدة ممنهجة لتكميم الأفواه ومضايقة أصحاب الأقلام الحرة والتنكيل بهم جراء تجرئهم على تقديم الحقائق للرأي العام حول ما سمي « انتخابات ». في هذا الإطار، تم اعتقال الصحافيَيْن زهير مخلوف وتوفيق بن بريك و أحيل هذا الأخير مساء الخميس الماضي على  (النيابة العامة) بالعاصمة،  بتهمة الاعتداء بالعنف والمس بالأخلاق الحميدة بعد نشره مقالات ناقدة للانتخابات في عدد من الصحف الفرنسية. أما زهير مخلوف المعتقل بسجن المرناقية، فيُحال يوم 3/11/2009 أمام القضاء بتهمة « الإساءة للغير عبر شبكة الإنترنت »، بعد نشره على الإنترنت تحقيقا مصوّرا عن ظروف العمل في مصانع الخزف بولاية نابل. كما شملت هذه الحملة مراسل قناة الجزيرة لطفي الحجي إذ تعرض في  مطار تونس قرطاج الدولي – قادماً من الدوحة  للإهانة المادية والمعنوية البالغة. كما يحاصر في البيت، الصحفي لطفي الحيدوري مراسل وكالة قدس برس للأنباء والصحافي براديو كلمة، مع تلقي تهديدات عبر الهاتف، بيبب إشرافه على لجنة من الصحفيين تولت الكشف العلمي المفضوح للانحياز الإعلامي المفضوح لمرشح الحزب الحاكم خلال الانتخابات، إذ حاز على نسبة فاقت 97%من التغطية الإعلامية.  كما تعرض الصحفي سليم بوخذير للاختطاف والتعنيف الشديد مساء الأربعاء 28/10/2009 في حديقة « البلفيدير » بالعاصمة وترك في العراء مجردا من ثيابه، وذلك بعد ساعات من تصريحات أدلى بها لمحطة بي بي سي البريطانية حول تقرير «مراسلون بلا حدود» حول « الانتخابات » . -كما تعرضت صحيفة الطريق الجديد للتوقيف أكثر من مرة لنفس السبب  . -كما يستمر الانقلاب على القيادة الشرعية لاتحاد الصحفيين التونسيين وتنصيب قيادة موالية مصطنعة . -ويستمر حجب عديد المواقع الالكترونية المستقلة والمعارضة ، وكان آخرها حجب موقع الجزيرة نت. – كما يستمر قمع النقابيين وملاحقة المعارضين وبالخصوص الشباب المتدين،جراء تعبيرهم عن معتقداتهم ، بما عرّضهم لغارات ليلية بوليسية ترويعا لهم ولأسرهم . -وفي الوقت ذاته يستمر اعتقال آلاف المساجين سواء أكانوا من شباب الصحوة بسبب تدينهم ، أم كانوا من أبناء منطقة المناجم ضحايا تعبيرهم في الشارع عن الاحتجاج الاجتماعي على الفقر والبطالة والظلم . وللتذكير فإن د. الصادق شورو أستاذ كلية الطب الرئيس السابق للنهضة  قد أعيد إلى السجن بعد محاكمة ظالمة، على خلفية تصريحاته  لوسائل إعلامية ناقدة للسلطة.

إن حركة النهضة:

   – – تعتبر أن الحملة المسعورة على الإعلام الحرّ قد تصاعدت  خلال وعلى إثر مهزلة الانتخابات تكميما للأفواه  لمنعها من الكشف عن عوراتها، كما أنها مظهر من مظاهر الانغلاق السياسي الذي تعيشه البلاد واستهداف الحريات الفردية والعامة و أساسا حرية التعبير والرأي – تدين سلسلة الاعتداءات على الإعلام الحرّ مؤسسات وصحافيين، وتطالب كل القوى المدافعة عن الحرية وحقوق الإنسان للتعبير عن التضامن مع الأصوات الحرة التي يسعى القمع لإخمادها، ولتصعيد الضغط من أجل إعلام حر وإفراغ السجون من كل ضحايا القمع، فما ضاع حق وراءه طالب. قال تعالى »يا أيها الذين آمنوا اصبروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون »آل عمران   ذو القعدة 14 ذو القعدة 1430  2 0 نوفمبر 2009   الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع قليبية قربة تقرير حول انتخابات 25اكتتوبر2009

 


ملحوظة:   هذا التقرير كان نتيجة بحث وتجميع من قبل بعض أعضاء الفرع ومنخرطيه، خاصة المنتمين لحركة التجديد، الذين مكنتهم مشاركة الحركة في هذه الانتخابات من صفة ملاحظ، وهم الذين مكنونا من ملاحظاتهم، بينما نحن، أعضاء فرع الرابطة، مُنعنا حتى من الاقتراب من المراكز الانتخابية، وتمت مراقبانا المراقبة اللصيقة من قبل الشرطة في غير سياراتها بل استعملت سيارات بعض المواطنين لملاحقتنا وكأننا مجرمون، بينما السرقات الخطيرة وعمليات السطو  كثيرة جدا وصارت حديث الناس في المدينة ، ونخاف أن يصير هذا الوضع الشاذ قاعدة. ونحن نقدم هذا التقرير باعتبارنا مواطنين في جمعية تونسية إنسانية قانونية، هي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، ونرى من واجبنا ألاّ نسكت عما رأينا، ونراه، من تجاوزات، لأن السكوت تشجيع على المزيد من تلك التجاوزات     1)قبل الانتخابات: أ: قبل الحملة الانتخابية ب: الحملة 2)يوم الاقتراع . *************   (1)   بادئ ذي بدء ينبغي علينا الاعتراف، لكن بشيء من المرارة المشوبة بالحزن، بأنه  لايوجد في انتخاباتنا » قبل » ولا « بعد » الحملة الانتخابية، فالزمن متواصل بكل موروثه  » التجاوزي » من قبل أهل التجمع الدستوري ( بعد السابع من نوفمبر)ومن قبله الحزب الدستوري( قبل السابع)، فكل الأيام في عرف القائمة الحمراء، هي أيام حملات انتخابية، لكن الأيام التي يطلق عليها، قانونيا، » حملة انتخابية » ومحددة بوقت معين، فهي التي تتكاثف فيها الدعايات الانتخابية، الخطابية والتعليقية والحركية، كما تتسع فيها رقعة التجاوزات، خاصة في التعليق، الذي لا تكتفي، فيه  القائمة الحمراء، بالأماكن المخصصة للتعليق بل تتجاوزها إلى غيرها، اعتقادا منها بأن كل شيء في البلاد هو من « إنجازات » حزبها، الذي حرر البلاد ورقى بها إلى مصاف الدول المتقدمة، ويسعى إلى بناء الديمقراطية فيها، بينما غيره وجد كل شيء » لقمة باردة ». و مما تجدر ملاحظته، دون بحث ولا نفكير، أن الحزب الحاكم، حزب السلطة، سواء أيام كان اسمه الحزب الحر الدستوري أو التجمع، فإن الإذاعة التونسية، وبعدها التلفزة، لم تسكت لحظة واحدة، عن الدعاية له ولقائماته الانتخابية،الحمراء، طيلة أيام السنة  ولياليها، بمناسبة وبدونها، فتنسب كل الإيجابيات له ولرجاله ، وكأن الشعب غير موجود، ولا تتعرض إلى السلبيات والنكسات ( أما من جاء بالتجربة التعاضدية الفاشلة وما صاحبها من قمع وتعسّف وافتكاك لأراضي الفلاحين بالغصب والإكراه، باسم الاشتراكية البورقيبية الدستورية، فذلك من صنع أحمد بن صالح، بينما بن صالح لم يكن إلا وزيرا في نظام رئاسي، والمسئولية فيه يتحملها الرئيس باعتباره المخطط لنظام الدولة والآمر الوحيد فيها ( وقس على ذلك حوادث 26 جانفي 1978 وانتفاضة الخبز)، وفي كل مرة يُقدّم للشعب  » كبش فداء » ينشغل به الشعب، وتخرج صورة الرئيس المفدّى، ناصعة الصفاء، و » يا ناسْ ما كان باسْ »، وربي ينصر سيدنا . وكل هذه التحرّكات » البهلوانية »، الديماغوجية جعلت « الاستثناء » يتكدّس ويتراكم، فيصير » قاعدة »، بينما القاعدة يغطيها ركام الاستثناء حتى تراءت هذه القاعدة( نتيجة الوعي المقلوب) استثناء غريبا، مَن يتحدث عنها أو يناقش فيها يكون مشكوكا في فكره، وسلوكه، وانتمائه الوطني( الذي يكون في هذه المعادلة الديماغوجية غير مختلف ولا منفصل عن الانتماء إلى الحزب والرئيس) والغريب أن كل ذلك يجري دون خجل ولا مراعاة لمشاعر الناس ولا احترام للقانون الانتخابي في كل  تنقيحاته المتعددة  وطبعاته الكثيرة. ومن هنا يكون مصطلح  » المدة القانونية » للحملة الانتخابية لا معنى له، لأنه، في حقيقته وظروفه، لا يمثل  إلاّ مجموعة من الضوابط القانونية تخص  المعارضة، دون غيرها، فهي المطالَبة باحترام الوقت المنصوص عليه بالقانون الانتخابي، واحترام الأماكن المخصصة للتعليق، بينما القائمات الحمراء، كما ذكرنا ويعرفه الجميع، تعلق في أي مكان وأي زمان، قبل الحملة وبعدها( دون أن تتوقف، حتى، يوم التصويت) وكذلك الإذاعات والتلفازات التونسية وشبه التونسية . ونتيجة لهذا فإن الملاحظات التي سجلناها في انتخابات 2009،هي نفسها في كل انتخابات سابقة( نقول هذا عبر مشاهداتنا في مدينة قليبية وأحوازها وما جاورها): قائمة حمراء، تتحرك وترتع كما يحلو لها، دون رادع، بل تسخَّرُ لها كل طاقات الدولة وإمكانياتها البشرية والمادية، فهل نستغرب من وجود معلقات قماشية وورقية وخشبية في كل الأماكن والفضاءات الخاصة والعامة، كدُور الثقافة ( في جدرانها الخارجية وواجهاتها البلورية) والمعاهد والمدارس ورياض الأطفال، والمقاهي، والمستشفيات،والشوارع والساحات،  والحافلات والشاحنات، وسيارات الأجرة بجميع أنواعها، وأحجامها، سواء كانت محلية، داخل المدينة، أو بين المدن و الجهات أو كامل أنحاء الجمهورية ؟ وهناك تقليد موروث ، في قليبية( ولا ندري هل هو موجود خارجها أم هو صناعة قليبية خاصة؟) يتمثل في تجميع كل سيارات الأجرة، تاكسيات،عشية انطلاق الحملة الانتخابية، أمام المعتمدية وتزيينها بصور القائمة الحمراء وبياناتها وشعاراتها، ثم الانطلاق بها في استعراض فرجوي تلقّحه مزاميرها وإيقاعات الفرق النحاسية بالمدينة،( وهي مسَخّرة أيضا) لتجوب شوارع المدينة، حتى يراها الجميع في تحرّكها الوئيد المطمئن. هل يقدر أحدٌ، من مالكي التاكسيات ،  على عدم المشاركة في هذا الاستعراض بداعي أنه مطلوب لحمل مريض أو غيره لقضاء شأن متأكد له، إلاّ إذا وضع رخصة ملكيته للتاكسي تحت الخطر المحقق، وهل نقل المواطن لقضاء حاجته المتأكدة أهمّ من المشاركة في هذا الاستعراض الانتخابي ؟وكذلك الشأن بالنسبة لأصحاب الفرق النحاسية، المطالبين بدق الطبول والنفخ في آلاتهم، وقد تنافسوا في التطبيل والجلبة والتزمير تنافسا شديدا، حقق مراده في تنبيه سكان المدينة وتجميع أطفالها، وكل شيء يهون في سبيل إرضاء التجمع وخدمة مناسباته. (2) أما يوم الإ قتراع، فهو يوم مشهود،  تتكاثف فيه التجاوزات بشكل كبير، حيث تُجَنّد التاكسيات لجلب البعض مما تأخر عن التصويت، وتُبث عيون نشطاء التجمع ( المسخَّرين لهذه المناسبة) والمبثوثين داخل المراكز والمكاتب الانتخابية وأمامها، في حركة لا تهدأ خاصة إذا لوحظ وجود أطراف أخرى ، تلاحظ أو تراقب، فيكون على تلك العيون الإسراع بإلإخبار عن حلول تلك الأطراف (أصحاب القائمات « الأخرى ») بالمركز ، وذلك للاستعداد ،اللازم، وتهيئة الجو المناسب  لهم ، وإذا صادف وجود أطفال  لنيابة آبائهم أو أمهاتهم أو أخواتهم في التصويت( لحظة حضور القائمات الأخرى بالمكتب) فإن رئيس المكتب يقوم بدور مسرحي مفهوم ومفضوح إذ يرفع صوته للأطفال قائلا، يُسمع  » الآخرين »: التصويت بالنيابة ممنوع. قل لأمك  أن تأتي   لتنـتخب بنفسها » فإذا ما خرج هؤلاء الآخرون، أسرع أحدُ العيون لهؤلاء الأطفال وأرجعهم لمكتب الإقتراع ليقوموا بالواجب الانتخابي، نيابة عن عيرهم، وبهذه الصورة لا تضيع بعض الأصوات، كما تحافظ نسبة الإقبال على  مستوياتها المعهودة. أما هل يعرف هؤلاء الأطفال مَن سينتخبون، ولا كيف ينتخبون ، فلا يهم هذا، نظرا لأن الورقة المختارة لهم هي الأهم، ولا تحدث قلقا ولا إشكالا، لا بالنسبة إلى أعضاء مكتب الاقتراع ولا من أصدر لهم التعليمات، وسطّر ما يجب لهم وما لا يجب. أضف إلى ذلك أن أفراد الشعب التجمعية التزموا، عند التصويت وأمام الجميع، بما في ذلك أعضاء مكتب الاقتراع أن يأخذوا من الطاولة ورقة حمراء واحدة للإنتخابات الرئاسية، ويضعونها في الظرف الأبيض المعد لها، ويأخذون ورقة حمرا أخرى للتشريعية فيظرفها الخاص بها ثم يضعون الظرفين كلٍّ في الصندوق الخاص به، رغم أن الانتخاب شخصي وسري وحر ومباشر . إن كل ما سبق ذكره، يجرنا إلى الحديث عن مكتب الاقتراع:   يكون مكتب الاقتراع ، في العادة، فصلا من الفصول الدراسية بمعهد ثانوي أو إعدادية أو مدرسة ابتدائية، أو روضة أطفال، أو دار ثقافة. ويوجد به خلوة ليختلي فيها الناخب ويختار القائمة التي يريدها، بعد أن يتم التثبت من اسمه وختم بطاقته الانتخابية، حيث يأخذ من الطاولة المنتصبة أمام أعضاء المكتب ، مجموع القائمات المعروضة على الطاولة، وظرفين أحدهما أبيض لانتخاب الرئيس ، وثانيهما مشمشي(ما بين الوردي والأصفر) لاختيار أعضاء مجلس النواب. ثم يتجه إلى الخلوة ليمارس اختياره الشخصي بكل سرية وحرية، ومباشرة، ولا يسمح لأحد أن ينوب آخر في هذه العملية مهما كانت صلته وعلاقته بصاحب البطاقة الانتخابية، كما ينص القانون، وعلى أعضاء المكتب أن يسهروا على تطبيق القانون، أما لماذا لا يقومون بدورهم القانوني فهذا شأن آخر قد يعود إلى رغبتهم في إرضاء مَن عينهم ورضي عنهم، وقد يكون بدافع الخوف( من أشياء كثيرة ومعروفة). يتكون مكتب اٌلاقتراع من أعضاء  ورئيس، تعيّنهم الإدارة من معلمين( وبعض الموظفين) معروفين بالمدينة، عند الشُّعَب التجمعية ويحوزون على رضا الكاتب العام للدائرة الحزبية( وطبعا الكاتب العام للجنة تنسيق التجمع بالولاية، وبالتالي السيد الوالي ومعتمد المدينة)، وهؤلاء الأعضاء لا يُغَيّرون، من انتخابات لأخرى إلاّ بالموت أو المرض المُقعِد، أو ممن يلاحَظ عليهم، في مرة سابقة بأنه » بدأ يسأل » وما إلى ذلك مما يُظَن به الحديث عما يجري أثناء العملية الانتخابية، وما يحف بها، أو أثناءالفرز الأوّلي بالمكتب، وعندها يُستَبدل بغيره يكون أكثر ولاء للجهة المعنية بالرضي والتعيين. ألم يكن من المنطقي والديمقراطي أن يكون أعضاء مكتب الاقتراع ممثلين للأحزاب المعترف بها ويرأسهم قاض؟ كما يكون من الضروري والعملي التقليل من هذه المراكز وجعلها في مجمعات كبرى كالإعداديات أو المعاهد أو دور الثقافة، وما إليها، وذلك لتوفير العدد الكافي من القضاة تحقيقا للشفافية  والمناخ الديمقراطي السليم. أما أن تكون القائمة الحمراء خصما وحكما في نفس الوقت، فهذا بعيد كل البعد عن الديمقراطية ومُنافٍ لها، خاصة في ظل احتواء الحزب الحاكم للإدارة وسيطرته المطلقة عليها. وكان على المعارضة( سواء كانت معارضة، منصَّبة، أو معارضة مبدئية)قبل المشاركة في الانتخابات أن تشترط  تكوين مكتب الاقتراع على الصورة التي اقترحناها أي أن تلك الأحزاب تطالب بالمشاركة العادلة في تركيبة  أعضاء المكتب الانتخابي  قبل أن تهرول إلى الدخول في الانتخابات وضمان الدعم المالي لها من السلطة، وهو دعم يتأثر بدرجة القرب والولاء للسلطة وما يتصل به من تنازلات، لاتليق بمعارضة حقيقية . وهذه المسألة بقدر ما دعّمت السلطة وقوّتها، بقدر ما بعثرت المعارضة وقسمتها ، حتى صارت هذه الانتخابات لا تكون بين السلطة والمعارضة بل بين معارضة موالية( وهي معارضة منصّبة) وبين معارضة مبدئية، لاقتسام « صدقة » تصدّق بها النظام ، وبالتالي فإن النتيجة معروفة سلفا بواسطة القائمات التي أسقطت وأكثرها كان للمعارضة المبدئية، وكذلك الشأن بالنسبة للدعم المالي ، وهكذا من كانت درجة ولائه أقوى فالدعم له أكبر، ومن لا ولاء له لا دعم له ، ومَن أعجبه فيا حبذا ومن لا يعجبه فليكسّر رأسه على الحيطان.فهل لهذا الهدف المادي التافه تناضل » المعارضة » ؟ أين النضال في سبيل العدالة والحقوق؟ أم أن قيَم العولمة جعلت كل شيء، حتى المبادئ والقيم، يباع بالمال ؟ الله خِيرْ على الدنيا صرنا نتعارك على بضعة كراسي في مجلس النواب وبضعة ملايين ننكّس لها رؤوسنا ونغمض عيوننا ونلجم أفواهنا وأقلامنا؟ الله يرحمك يا العربي زرّوق ، ويسأل عليك الخير يا  من قلت: » تموت الحرة ولا تأكل بثدييها » و » تِكلِبْ الكلبة وما تاكلش صغارها » أما والأمور على غير ما نحب، ونسكت فلتنتشر » البلطجة » والفتوة وتعمل بشرعتها ولا عزاء للمفكرين والديمقراطيين والصحفيين « المنحرفين » وهم يُـضرَبون ويُضطَهَدون ويُقمعون ويُختطفون( أليست عصا المؤدّب من الجنة؟) في » دولة القانون والمؤسسات » وفي هذا المناخ الانتخابي المحتقن( والقوى المتنافسة فيه غير متكافئة) أذكر حادثتين، أرى أنهما يلخصان الكثير من الشؤون الديمقراطية والتربوية، في بلادنا، نعرضهما، بأمانة: (1) الحادثة الأولى:في  صبيحة يوم 25 أكتوبر 2009ذهبت إلى بلدية قليبية للمطالبة ببطاقتي الانتخابية التي لم تصلني، وهناك احتفى بي، مشكورا، السيد رئيس البلدية ومن معه من أعضاء المجلس، وتحركوا، لإنجاز البطاقة والاعتذار عن ذلك العمل غير المقصود، فشكرتهم عن تصرفهم معي، لكن قبل ذلك، وأثناء انتظاري للبطاقة الانتخابية، سألت شخصا يجلس جنبي في قاعة البلدية،المملوءة بالطالبين، مثلي، وقلت للشخص: » هل جئت تطلب بطاقتك الانتخابية؟ » وكنت أريد شكره بعد جوابه، لكنه قال لي: » نعم. عندي صغري يقراو، وانخاف عليهم » فسكت ولم أقل له شيئا، فهل عرفتم قصده؟ إنه لا يرى في الانتخاب أنه واجب وحق في نفس الوقت،وبه يمارس الشعب سيادته، بل يرى أنه مجبور على الذهاب إلى مكتب الاقتراع، ليدفع بطاقته ويعرف المشرفون على المكتب أنه شارك في الانتخاب وام يتخلف فينجو من العقاب الذي ربما يلاحق أطفاله في مستقبلهم ودراستهم . وهذا فهم خاطئ دون شك، لكن على من تعود المسئولية في فهمه الخاطئ ، والشخص ليس عجوزا بل يبدو أنه من جيل الاستقلال وهو ، إن لم يتعلم كثيرا فقد تعلم وسمع المذياع وتفرج على التلفاز، وربما انتفع ببعض الوسائل الثقافية ذات العمل المباشر، ومع ذلك كان وعيه مهزوزا ومبتورا، وربما معدوما، فكان يحكمه الخوف ويحركه، ويشكل تصوراته، فكيف نفسر وجود  شريحة من المواطنين على هذه الشاكلة، بعد ما يزيد عن نصف قرن من الاستقلال ، بطوريه البورقيبي والتحوّلي ، وما فيهما من تربية وتعليم وتثقيف وإرشاد إذاعي وتلفزي ونهضة مسرحية وسينمائية وانفتاح اقتصادي ، و »تعددية » سياسية وفكرية وصحافية(؟ !)، ومع الأسف الشديد فإننا مضطرون لأن نضع كل هذا ونتائجه موضع التساؤل المرّ، قصد البحث الموضوعي عن الأسباب الحقيقية التي أدت إليه خدمة لبلادنا وقضايانا، بعيدا عن التشنج والصراخ: (2)  أما الحادثة الثانية فلم تكن بعيدة عن الأولى إن لم نقل هي نتيجة من نتائج واقع ضبابي، محكوم بالتناقض والتفرّد بالرأي واستهانة بالمواطن، وببعض مكونات المجتمع المدني، ببلادنا، والتصرف مع المواطن بأساليب غير حضارية، مبنية على أساس من التخويف والترهيب، في تجاهل كامل لحقوق الإنسان وكرامته وحريته وسيادته، التي بسببها يمارس هذا المواطن حقه(وواجبه) الانتخابي. وبطل هذه الحادثة هو رئيس دائرة الشرطة بمنزل تميم ، وزمانها يوم 25 أكتوبر2009 أي يوم الانتخابات، وضحيتها رئيس فرع قليبية قربة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، هذا يشعر بأنه متمترس بالقانون، وذاك مدفوع باجتهادات وتعليمات بوليسية، ترى أن من حقها أن تكون كلمتها فوق كلمة من سواها من المحكومين، الذين لا عليهم إلاّ الطاعة والإمتثال. وصورة الحادثة كما يلي: بعدما تسلمت بطاقتي الانتخابية من البلدية اتجهت إلى روضة الزهور( بحي الزهور) وهناك مارست حقي، وواجبي، الانتخابي، حيث وجدت أمام أعضاء مكتب الاقتراع طاولة كبيرة توضع عليها كل القائمات الانتخابية(رئاسية، متساوية الأحجام مختلفة الأ لوان) : حمراء للسيد زين العابدين بن علي، عن التجمع الدستوري الديمقراطي. وزرقاء للسيد أحمد ابراهيم عن حركة التجديد,وأخرى للسيد محمد بوشيحة عن الوحدة الشعبية، وثالثة. وقائمات التشريعية الراجعة إلى التجمع الدستوري الديمقراطي، وحركة التجديد، والوحدة الشعبية، وحزب الخضر، وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين، والمستقلون، والحزب الديمقراطي التقدمي، والإتحاد الديمقراطي الوحدوي، والحزب الاجتماعي التحرري. كما ينتصب في جانبيْ طاولة المكتب صندوقان أحدهما للرئاسية وثانيهما للتشريعية. أخذت جميع القائمات وتوجهت بها إلى الخلوة( وكانت عبارة عن قطعة قماش سوداء مشدودة بسلك حديدي إلى الحائط، فأدخلت فيها رأسي ويدي بما تحملاته، ثم قمت يالانتخاب السري، ووضعت اختياري الرئاسي في ظرفه الأبيض، والتشريعي في ظرفه المشمشي المصفر، ثم وقعت عند إسمي في الدفتر المعد لذك، وتسلمت بطاقة تعريفي وبطاقتي الانتخابية ثم أسقطت الظرفين في صندوقيهما،وخرجت، ثم رافقت صديقا لي وقمنا بجولة أمام المراكز الانتخابية،دون أن ندخلها بل اكتفينا بالنظر إليها من بعيد. وبعد أن أكملت جولتي وهممت بالدخول إلى منزلي عند منتصف النهار تقريبا،وجدت سيارة فاخرة  تربض بالقرب من باب منزلي، فاستوقفني أحد رجال الشرطة من داخل السيارة وبزيه المدني، أعرفه ويعرفني، إنسانيا، لا غير، وجعل يسألني عن أحوالي، مثلما يفعل معي في كل مرة يراني فيها وأراه،فجاملته ردا على مجاملته، ثم قدم لي يجلس جنبه، على أنه رئيس منطقة الشرطة بمنزل تكيم فأعلنت ترحيبي به، ثم واصل الشرطي حديثه العادي معي حتى قال لي: » لعلك تعبت اليوم بالمشي؟ » فأجبته: »انقضى الكثير وبقي القليل » واستدركت، مازحا،: » بقي أن أتحول إلى منزل تميم » فقاطعني السيد رئيس منطقة الشرطة بحدة: »إسمع أنت راجل كبير، وما يلزمكش تمشي لمنزل تميم » فسألته: » وما المانع، وأنا لن أدخل إلى مكاتب الاقتراع؟ » فرفع من صوته: » لو أنك تذهب إلى منزل تميم سأقوم بحجز السيارة التي تقلك » فقاطعته منصرفا: » بهذا المنطق لا يمكنني الحديث معك » ودخلت إلى منزلي دون أن ألتفت إلى السيارة » ماذا يعني هذا التصرف ضدي؟ إنه تحديد، لا مبرر له، لتحركي وانتقالي من مكان إلى آخر، وليس هناك حالة طوارئ ولا حكم قضائي صادر ضدي بالإقامة الجبرية أو المراقبة الإدارية، لكن السيد القوي يتعسّف ويعتدي علي ويريد أن يسلبني حقا من حقوقي الإنسانية التي مكنني القانون منها،فينتحل صفة القاضي ويصدر حكمه القاطع ضدي حاسبا نفسه أنه بهذا الأسلوب اللاقانوني سأمتثل له وأسكت عن اعتدائه الصارخ علي،وكان عليه أن يعرف أنني مواطن تونسي حر، ولن أسكت على شيء أراه من حقي، وفعلا لم أسكت ، بل فكرت كثيرا، ثم انتقلت إلى منزل تميم كمحاولة مني لعدم التنازل عن حق من حقوقي، وأن القانون ل يعطيه حق منعي من التنقل إلى أي مكان داخل بلادي. ولم أقتصر على رد الفعل الطبيعي معه، بل كتبت له مكتوبا في هذه الحادثة أبين له فيه غلطه وتجاوزاته للقانون، ورفضي لتلك التجاوزات، وتمسكي بحقوقي، وأرى لو أن كل مواطن ، عندما تُمس حقوقه، يقوم بالدفاع عنها، بالقانون لما تجرأ أحد عليه مستقبة.

وهذا نص المكتوب:

بسم الله قليبية في 27/10/2009 إلى السيد رئيس منطقة الشرطة بمنزل تميم من المواطن التونسي: عبد القادر الدر دوري- قليبية الموضوع: محاولة استفسار وتوضيح تحية وطنية، وبعد فإن كلمة  » المُواطن »، ومنها المواطنة تعني، في جوهرها، أن يعيش الإنسان في رقعة أرضية لها حدودها المعترف بها دوليا، ولها سيادتها وشخصيتها ونظامها الذي يمكّن مواطنيه من حقوقهم وهم بدورهم يقومون بواجباتهم، ومن خلال تمتّعهم بحقوقهم وقيامهم بواجباتهم يمارسون حريتهم( وما الحرية في عمقها الوجودي إلا تحقيق التوازن بين الحق والواجب)، وعلى هذه الدولة حماية مواطنيها، بحماية حقوقهم وواجباتهم في الآن نفسه، ومن هنا وُجِدت الدساتير ووجدت القوانين لتفسير تلك الدساتير. أقول لك هذا وأنا المواطن، الذي لم يُسلب مني، قانونيا، أيّ حق من الحقوق، ولم أمنع من ممارسة أي واجب من الواجبات، ولهذا فقد استغربت من موقفكم مني صبيحة الخامس والعشرين من شهر أكتوبر2009( عند رجوعي من القيام بواجبي الانتخابي) وأنتم أمام منزلي وفي سيارة مدنية فاخرة وفي ملابسكم المدنية وتخفون نظراتكم تحت نظّارة سوداء، يرافقكم عددٌ من رجال شرطة قليبية الذين أعرفهم ويعرفونني( إنسانيا)، حيث استوقفني أحدهم، يسألني، مجاملا، عن حالي والأحوال عامة فأجبته منشرحا باللفظة العامة » لا باسْ » فاسترسل حديثه معي،قائلا، : » لعلك تعبتَ، اليوم من المشي والتحرك؟ » فقلت له:  » إنقضى الكثير وبقي القليل » وفهمت قصده فاستدركت قائلا: » بقي لي أن أنحول إلى مدينة منزل تميم » وعندها قال لي الشرطي: » أقدّم لك السيد رئيس المنطقة » فما كان منكم ( يا سيادة رئيس منطقة الشرطة) إلاّ أن عاجلتني بالقول،حازما، متوترا: » إسمعْ. أنت راجِلْ كبيرْ. وعليك ألاّ تذهبْ إلى منزل تميم، اليوم » وتساءلت، مستغربا: » لماذا؟ هل تحسبني أقوم بالدعاية الإنتخابية لأحد، أو سأدخل المكاتب الانتخابية؟ أنا أعرف حدودي القانونية وأعلم بالتراتيب والإجراءات الانتخابية » وعندها أجبتني، بتشنج وعصبية: » إن تعنّت وذهبتَ إلى منزل تميم فسأقوم بحجز السيارة التي ستذهب فيها »وعندئذ صار الأمر غير قابل لمواصلة الحديث مع هذا المسؤول الأمني، الذي يريد أن يتجاهل القانون، ويريد أن يتعسّف على مواطن لم يصدر عنه ما من شأنه أن يضعه تحت المساءلة البوليسية، سواء كانت رسمية أو غير رسمية.  فقلت له وأنا أهم بالانصراف: » بهذا المنطق أضطر لقطع الكلام معكم » وواصلت مشيي لأدخل منزلي. ثم قررت التحول إلى منزل تميم صحبة العديد من الرفاق، لا للتّنطّع أو التحدي ، ولكن لأثبت له أنني أتقوّي بالقانون ، وأنه لا مانع عندي ولا عند السلطة من ممارسة حقي في التجول ببلدي، وأنني لا أخاف من أي تهديد أو وعيد، مهما كان مصدره، يتعسّف به عليَّ كائنٌ مَن كان  وانتقلت إلى منزل تميم( وأنا على يقين من أن هذه المدينة تونسية، وأنها غير موبوءة ولامحاصَرَة ولا ممنوعة) تجولت فيها وفي بعض شوارعها ومغازاتها بمدينة، وكانت السيارة نفسها، بمن فيها، تتجول معي  وتراقبني وتتبع خطواتي  وعندما رجعنا رجعت السيارة وراءنا إلى قليبية. حتى دخلت ثانية إلى منزلي. فلماذا، يا سيدي الحازم، لم تقوموا بحجز السيارة، كما هدّدتم ظلما وعدوانا؟ لأنكم عدتم إلى الصواب، أو الصواب عاد إليكم، وعرفتم أن تهديدكم لي لم يكن منطقيا ولا قانونيا، وأنكم تعرفون، حق المعرفة، أنه من حقي أن أتجول في بلادي، وليس من حقكم، حتى ولو كنت رئيس منطقة للشرطة أن تمنعوني من ذلك، وكم وددتُ لو أنكم وفّرتم على أنفسكم ذلك التشنج ، وهو لامبرر له، والتزمتم حدودكم القانونية وتكلمتم معي بالمنطق والقانون، وسوف لن تجدوا مني إلاّ الحس الوطني، المسؤول، والوطنية  الواعية، الصادقة، الصادرة عن إيمان واقتناع وليس عن طمع أو انتهازية أو وصولية أو خوف. لكن مع الأسف الشديد خالفتم، معي، القانون وأنتم الذين من واجبهم حماية القانون ومنع الظلم . أليس تصرفكم اللاقانوني هذ،ا تجاوزا منكم لوظيفتكم وصلاحياتكم، فاستغللتم وظيفتكم هذه لتخويفي والإعتداء على حقوقي؟ فماذا يكون لو أنني( لا قدّر اللهُ، والعقلُ) قمت برد الفعل المناسب لفعلكم، أمام أعوانكم؟.  أنا احترمت فيكم هيبة الدولة والقانون، وكان عليكم أن تحترموا فيَّ الشيخوخة، والمواطنة، والإنسانية، والفكر، والتعقّل. ألا تستمعون لخُطب رئيس الدولة، وهو رئيس لكل التونسيين. وأنتم؟ ألستم حُـفّاظَ أمن كل التونسيين؟ أنا تونسي ولي الحق في العيش الكريم،الآمن، فبأيّ حق تعملون  على سلبي مواطنتي، بالإعتداء على حقوقي، بالتخويف والترهيب؟ هداكم الله  والقانون والإنسانية، ووفقكم في خدمة الشعب.                                                                                                                                 والسلام المواطن :عبد القادر الدر دوري  ديمقراطي تقدمي مستقل ورئيس فرع قليبية قربة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان   الخلاصة: 1)إن كل التجاوزات التي حدثت في هذه الانتخابات ، وفي سابقاتها كانت في جوهرها، وبكيفيات متنوعة، متأتية من عدم استقلال الإدارة عن الحزب( سواء أيام كان يطلق عليه الحزب الحر الدستوري، أو الإشتراكي، أو عندما صار يحمل إسم التجمع الدستوري )حيث يتكلم العمدة والمعتمد واوالي والوزير بلسان الحزب، فيخاف المواطن المسكين على نفسه من الحرمان من بطاقة المعالجة، أو يخاف على دراسة أبنائه ومستقبلهم ، أو على ما يستحقه من إعانات الدولة، والإعلام يغرس في نفسه أن كل ما تحقق من إنجازات في البلاد كان بفضل الحزب الذي قاد البلاد للخروج من الاستعمار وقادها في معركة التنمية ويقودها في إرساء الديمقراطية، وأن سواه يتكلمون ولا يعملون. 2)إن وجود معارضة سياسية في تونس، واقعا وحقيقة، مازال في طوره الجنيني، الهش،( والدليل على ذلك أن هذه المعارضة عجزت عن إيجاد تحالفات انتخابية بينها( طويلة أو متوسطة، أو قصيرة) خدمة لأهدافها وإثباتا لوجودها، جماهيريا، ورفعا لها من قيمتها عند الجماهير الشعبية، بل واجهت حزب السلطة القوي(بالدولة) مشتتة، وانشغلت بالصدقة التي مَنّ بها السلطان عليها، ولم تستطع توفير العدد اللازم من المراقين والملاحظين ، وحتى المترشحين في بعض الجهات، كما أنها قبلت تلك الصدقة لتدخل بها إلى المجالس النيابية والبلدية وكان عليها أن ترفضها وتناضل لإثبات ذاتها داخل الجماهير، وتقدم التضحيات لتحقيق أهدافها)، وقد ساهمت، بقبولها هذا، بغباء سياسي لا مثيل له، في جعل الانتخابات لا تكون بين النظام وبينها بل بينها وبين المعارضات الأخرى التي تسعى إلى التقرّب إلى مائدة النظام وتعمل لنيل رضاه  بينما الحزب الحاكم، وهو حزب الدولة ، الذي مر بأطوار عديدة أنضجته وأكسبته الكثير من الخبرات، وإذا ما أضفنا إلى هذا أن الدولة هي التي تحتضنه وتنفق عليه وتسخر له جميع أجهزتها( بداية من الشرطة والحرس وما يتصل بهما، من قريب أو بعيد، فإن « التشكيك » في فوزه الانتخابي، وبنسَب عالية، وفي الظروف التي تعرضنا إليها وتعيشها بكل سلبياتها، لا يصدر إلاّ عن جاهلٍ بالسياسة  ومحشوٍّ بالأوهام والخرافات . مع العلم أن تمويل الدولة للأحزاب التي تعترف بها ينبغي أن يُنظَر إليه من باب الواجب والحق وليس من باب الفضل والإحسان، أي أن تلك الأحزاب من حقها الحصول على التمويل من المال العمومي، ومن واجب الدولة تقديمه لها، قانونيا، بعيدا عن عقلية الترغيب والترهيب 3)وتبعا لِما سبق فإن  مشاركة هذه المعارضة في الانتخابات( في المرحلة الراهنة على الأقل)، وتماشيا مع قواها الذاتية، الحقيقية، لا الوهمية، ينبغي أن  تكون مشاركة رمزية، وضمن قائمات موحدة، وبهدف محدد وهو التعريف بنفسها لدى الجماهير الشعبية، كل ذلك تمهيدا لخلق الظروف الموضوعية لإيجاد مناخ ديمقراطي سليم من الأوهام، لا يتحقق بالتمني والتسول بل بالنضال والتضحيات، حسبما علمتنا التجارب المتعددة التي مر بها شعبنا وحركته الوطنية التحريرية، أو التجارب الأخرى التي عاشتها شعوب العالم، والتي عملت على التفاعل الإيجابي مع كل الظروف المحيطة بها، ولم تنتظر الهدايا من أحد، كما لم تكتفي بالجلوس في النوادي والصالونات، حتى يأتيها » الفرَجُ » وتوضَع في يدها العصا السحرية، لتضرب بها بحار الجمود والقهر، فتنشق لها سبل النجاة والتحرر. إذن: لِمَ تخاف المعارضة وممّ تخاف وهي متمترسة بالقانون، وتعمل بالقانون؟ إن مشاركة المعارضة في أي انتخابات، كما نرى، ماهو إلاّسعيٌ نضالي  دءوب، وتربية على الديمقراطية   ودعوة متجددة لانتخابات حقيقية، يمارس فيها الشعب سيادته بحق وواقعية.وكلامنا هذا لا يعني تلك المعارضة الصورية  » المنصَّبة » والتي تميل مع رياح المصالح  الضيقة لأصحابها، حيث تميل، ولكننا نقصد المعارضة المبدئية المرتبطة بنضال الشعب في سعيه نحو الدفاع عن كرامته وحقوقه ومناعته 4)وفي مرحلة المشاركة الرمزية يتكثف النضال السياسي على: أ : المطالبة بحياد الإدارة، وتحريرها من سلطة الحزب الحاكم. ب: التأكيد على أن الدولة يجب أن تكون لجميع التونسيين، وأن تمويلها للحزب المعارضة يكون في درجة واحدة مع تمويلها للحزب الحاكم ، وليس من العدل في شيء أن تمكّن هذا الحزب( ومن احتويه من الأحزاب والجمعيات) من السيارات والأموال والمباني والتجهيزات وتحرم البقية من أبسط الأشياء، لأنها،دستوريا، ليست لحزب واحد،أو فئة واحدة، أو مذهب ديني واحد، بل هي ترعى كل الأحزاب والفئات والمذاهب ( وينبغي لها أن تكون  كذلك،دون انحياز لشق ضد آخر، وإلاّ فقدت شرعيتها وصفتها كدولة) والتحرر الحقيقي للإدارة من هيمنة الحزب سيحقق الكثير من المكاسب، ومن أهميها حياد مكاتب الاقتراع مع مشاركة الأحزاب فيها، وحياد الأمن مما يجعله يقوم بمهامه الأصلية السامية وهي المحافظة على الأمن العام، البعيدة عن تلك » التعليمات » التي تضرب الدستور والقانون وحقوق الإنسان. والآن؟ ها أن الانتخابات انتهت، بحملتها، بتجاوزاتها، فماذا على المعارضة؟ والجواب، ببساطة، على المعرضة( وأقصد المعارضة المبدئية، لا المنصبة) أن تفتح ملف الانتخابات بكل جدية ومسئولية وطنية، وتراجع أداءها وتصرفاتها، كما عليها أن تتجنب التحرك المناسباتي حيث ترقد طويلا، ثم تتحرك عند الانتخابات، لأن مثل هذا التصرف يجعل مشاركاتها الانتخابية مشاركة رعوانية، إلهائية، مضلِّلة، خادعة.

قليبية في 03/11/2009 رئيس الفرع عبد القادر الدردوري                                                            


بلاغ … و يستمر الحصار الأمني …


هند الهاروني بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد صادق الوعد الأمين تونس في 3 نوفمبر 2009-15 ذو القعدة 1430 اليوم، الثلاثاء 3 نوفمبر 2009 و منذ الصباح تتواصل المراقبة الأمنية على أخي عبد الكريم الهاروني بمعدل ما يقارب سيارة مدنية للبوليس السياسي في كل من الأماكن التالية: 1- مقر عمله في ضفاف البحيرة قرب العاصمة تونس 2- أمام منزله المستأجر الكائن بالمنزه الخامس بجوار جامع الحق 3- أمام منزلنا بالكرم الغربي بجوار قصر المعارض بالكرم./.

نداء من أجل عودة اللاجئين التونسيين في بداية العهدتين الرئاسية والتشريعية الجديدتين

 


« التونسي الذي انتقل لوطن آخر على أي وجه و بأي سبب، مدة، طالت مدة مغيبه أو قصرت، حسب من أهل الوطن المنتقل إليه أو لم يحسب، ثم رجع لمملكة تونس يحسب من رعاياها كما كان » المادة 92 من دستور 1861 أول دستور تونسي وعربي وإسلامي   « يحجر تغريب المواطن عن تراب الوطن أو منعه من العودة إليه » الفصل 11 من دستور الجمهورية التونسية، 1959     « لا يجوز حرمان أحد، تعسفا، من حق الدخول إلى بلده » المادة 12-4 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، 1966    الديباجة :    تستعد بلادنا تونس لبدء ولاية رئاسية جديدة ومدة نيابية جديدة ، بعد إعلان المجلس الدستوري نهائيا عن نتائج انتخابات 25 أكتوبر الفارط.   وفي بداية هاتين العهدتين، ارتفعت العديد من الأصوات داخل المجتمع التونسي، بما في ذلك داخل جزء من النخبة الحاكمة، لإجراء إصلاحات سياسية جريئة لا رجعة فيها خلال هذه العهدة التشريعية الثانية عشر. حيث أضحى التقدم بخطوات ذات بال على طريق تعزيز الديمقراطية، واحترام حقوق الإنسان، وحرية الصحافة ومكافحة الفساد، من الضرورات والأولويات الوطنية، بإجماع كامل الطبقة السياسية.   وفي إطار هذه الروح من الإصلاحات و التدابير الديمقراطية، التي ينشدها الجميع، فإن عودة المنفيين التونسيين وإعادة اندماجهم في المجتمع تأخذ أهمية خاصة.   إذا كانت غالبية المهاجرين غادرت البلاد في مطلع التسعينات، فإن لجوء البعض يعود إلى سنة 1981 و 1978 أو حتى 1962 بالنسبة لأقدمهم. إن الثقل الإنساني لهذه المعاناة أصبح بالغ الخطورة كما أن ضريبتها السياسية الباهظة، والمطردة يوما بعد يوم، أضحت لا تطاق بالنسبة للبلاد.   مسألة اللجوء ليست قضية مذهبية ولا تحتمل حسابات الدكاكين. إن الأمر يتعلق بمعانات لا يمكن أن نتمناها حتى للعدو فما بالك بالخصم. إن حقوق الإنسان مقدسة وينبغي أن تخضع لأي تجارة ولا أن يشوبها أي تمييز إيديولوجي.   لقد حان الوقت لأن يجد هذا الملف معالجة سريعة، تضمن كرامة وأمن اللاجئين وعائلاتهم. وهو الأمر الذي سيمكن الوطن من طي صفحة المواجهات السياسية الماضية.   إن َالحَل الكريم لهذه القضية ينبغي أن يقوم على قاعدة المبادئ المؤسسة للجمهورية: الحرية، النظام والعدالة، وضمان حق المجتمع في السلم، وهي المبادئ التي نص عليها الدستور وقوانين البلاد. ولإخراج هذا الملف من المأزق الذي وصل إليه، ولتجاوز الخلافات وبهدف الوصول إلى الإنهاء السريع والكريم لهذه المعانات، فإننا نقترح هذا الأفق الواقعي. وإننا إذ تحدونا هذه الروح الوطنية وشعورا بالمسؤولية، فإننا نوجه هذا النداء:   1 على مستوى اللاجئين التونسيين بالخارج الذين يرغبون في إنهاء اللجوء: الاتصال، عاجلا، ببعثاتنا الدبلوماسية والقنصلية، بهدف تقديم الطلبات، الفردية، لاستخراج الوثائق الإدارية الوطنية التونسية، بما في ذلك بطاقة التعريف الوطنية وجواز السفر وبطاقة الناخب، التي هي رموز المواطنة و الحماية بموجب الجنسية. ويجب أن يرافق هذه الخطوة الالتزام بإرجاع وثائق السفر، الممنوحة من طرف الدولة المضيفة، وفقا لأحكام اتفاقية جنيف لعام 1951؛    2 على مستوى رؤساء بعثاتنا الدبلوماسية والقنصلية:   تبسيط وتسهيل الإجراءات القنصلية وتقليص مدد الانتظار، لتجنب الإحباط وقطع الطريق أمام كل الضغوط من أي نوع ومن جميع الأطراف،     3 على مستوى السلطات القضائية والإدارية:           أ) تنفيذ الضمانات القانونية التي أعلنها السيد وزير العدل وحقوق الإنسان، أمام الصحافة الوطنية ومجلس النواب في ماي وجويلية؛       ب) الامتناع عن أي إجراءات إدارية أو قضائية ضد اللاجئين الذين لم تصدر ضدهم أية أحكام قضائية؛          ج) احترام مبادئ سقوط الدعاوى القضائية بالتقادم وانتفاء التتبع العمومي، بعد مراعاة الآجال القانونية؛          د) تيسير منح شهادات سقوط العقوبة البدنية؛          ه) تخفيض آجال استرداد الحقوق المدنية والسياسية؛    4 على مستوى النيابة العامة والقضاة :        أ) إعطاء الأولوية للنظر في مطالب الاعتراض على الأحكام الغيابية والتي لم تسقط بعد بالتقادم؛       ب) اعتبار آلام ومعاناة اللجوء كظروف مخففة، والامتناع عن التصريح بأحكام سالبة للحرية؛      ج) الأمر بانقراض الدعوى العمومية والنطق بسقوط العقوبات المصرح بها منذ أمد بعيد، حتى إن لم تنته المدد الرسمية، لضمان حق المجتمع في النسيان، حيث أن المشرع حرص على هذا الحق الأساسي للمجتمع وليس على الاحتساب الحرفي للسنوات، والعبرة بالهدف المبتغى وليس بحرفية النص؛ 5 على مستوى وسائل الإعلام والصحافيين وكتاب الأعمدة:     مساعدة الأمة على لملمة جراحها وتعزيز المصالحة الوطنية، عبر بث ثقافة التسامح والامتناع عن تذكية الضغائن وخطاب الكراهية والثأر والانتقام؛     6 على مستوى الفعاليات السياسية والجمعوية وقادة الرأي:    العمل على تسهيل عودة كريمة للمنفيين وإعادة دمجهم في المجتمع والامتناع عن توظيف واستغلال معاناتهم؛     7 على مستوى أعضاء مجلسي النواب والمستشارين:     اقتراح واعتماد تشريعات لتسهيل عودة المنفيين وإندماجهم، والتعويض لجميع ضحايا وتعزيز المصالحة الوطنية، من خلال سن قانون للعفو العام. إن هذا الالتزام يسري على كل ممثلي الشعب من جميع الاتجاهات والانتماءات السياسية والجهات، بموجب المادة 25 من الدستور التي تنص على أن « كل عضو هو ممثل للأمة بأسرها »؛ 8 على مستوى الوزير الأول:     إنشاء لجنة وزارية مشتركة، تحت إشراف السيد الوزير الأول، تكون مهمتها مساعدة اللاجئين العائدين من أجل تذليل الصعوبات التي قد تعترض عودتهم لأرض الوطن واسترداد حقوقهم واندماجهم في المجتمع، حيث أن الفصل 60 من الدستور ينص على أنه « يسير الوزير الأول وينسق أعمال الحكومة »؛   9 على مستوى رئيس الدولة، رئيس جميع التونسيين والضامن للمؤسسات:      أ) استخدام صلاحياتكم الدستورية في حق العفو الخاص، لوضع حد لمعاناة أبناء وطننا اللاجئين، بموجب المادة 48-3 من الدستور، التي تنص لفائدتكم ولتقديركم الخاص، أن « لرئيس الجمهورية حق العفو الخاص »، المأخوذ من المادة 15 من دستورنا الأول من عام 1861، وكذا قانون الإجراءات الجزائية، على اعتبار أن الوقائع تعود إلى أمد بعيد وعلى اعتبار إجراءات السراح بموجب مراسيم العفو الرئاسي الخاص المتتالية التي تمتع بها كل المدانين في القضايا المحاكم فيها آخرون من اللاجئين؛ ب) اقتراح سن فانون عفو عام على مجلس النواب، في غضون هذه الدورة النيابية الثانية عشر، وفقا للمادة 34-6 من الدستور، التي تنص على أنه  » تتخذ شكل قوانين النصوص المتعلقة بالعفو التشريعي »، وذلك بالتشاور مع جميع أصحاب المصلحة لتمكين تونس من تضميد كل الجراح واستخدام كل كفاءاتها؛    إن مثل هذا التمشي الجماعي يمكن من ضمان حقوق وسلامة كل تونسي. إن هذا الأمن الإنساني الشامل من شأنه أن يكفل إن التنفيذ الكامل للفصل الأول من إعلان عهد الأمان الصادر في 10 سبتمبر 1857 : « تأكيد الأمان لسائر رعيتنا وسكان إيالتنا على اختلاف الأديان والألسنة والألوان في أبدانهم المكرمة وأموالهم المحرمة وأعراضهم المحترمة »     الثلاثاء 3نوفمبر  2009 ، وفق 15 ذو القعدة  1430   

هذه دعوة مفتوحة للتوقيع لجميع مواطنينا اللاجئين؛

   عبد الوهاب الهاني البريد الالكتروني : awhani@yahoo.fr هاتف. : 0033617960037

 

تونس: حزب معارض يتهم السلطات بمصادرة صحيفته والحزب

الحاكم يهاجم منظمة ‘مراسلين بلا حدود’ بسبب صحافي معتقل

تونس ـ وكالات: اتهمت حركة التجديد المعارضة في تونس أمس الاثنين السلطات بمصادرة العدد الاخير من صحيفة ‘الطريق الجديد’ الناطقة بلسانها، بينما هاجم الامين العام لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم منظمة ‘مراسلين بلا حدود’ بعد ان اتهمت تونس بحبس صحافي بسبب كتاباته. وقالت الحركة في بيان حصلت رويترز على نسخة منه ‘وقع جمع الجريدة للحيلولة دون عرضها للعموم ودون ان تتصل بادارة الطريق الجديد بأي تفسير لهذا الصنيع’. ورشحت حركة التجديد أمينها العام أحمد ابراهيم للانتخابات الرئاسية لكنه لم يحصل سوى على قرابة 1 بالمئة من اصوات الناخبين في الانتخابات التي فاز بها الرئيس بن علي دون عناء بنسبة 89.62 بالمئة. وقالت حركة التجديد في بيانها انها ‘تحتج ازاء هذه التضييقات’ وطالبت السلطات ‘بالاقلاع عن هذه الممارسات والسماح بتوزيع الطريق الجديد فورا’. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من السلطات. وعبرت الحركة عن ‘انشغالها العميق ازاء التوتر الواضح الذي اصطبغت به في الايام الاخيرة علاقة السلطة بالصحافيين والمدونين ونشطاء حقوق الانسان’. في سياق متصل هاجم محمد الغرياني الامين العام لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم منظمة ‘مراسلين بلا حدود’ متهما اياها بأنها غير محايدة وغير موضوعية بعد ان اتهمت المنظمة تونس بحبس صحافي بسبب كتاباته. وقال محامون ان السلطات اعتقلت الصحافي توفيق بن بريك وهو معارض بارز لحكومة زين العابدين بن علي الذي اعيد انتخابه يوم الاحد الماضي بسبب مقالات صدرت بصحف فرنسية منتقدة للنظام. واتهمت منظمة ‘مراسلين بلا حدود’ التي تعنى بحرية الصحافة تونس باعتقال بن بريك (41 عاما) بسبب كتاباته ومواقفه لكن تونس قالت انه معتقل بسبب اعتدائه على امرأة بالشارع. وقال مصدر قضائي في تونس انه تم تقديم بن بريك الى النيابة العامة بسبب شكوى رفعتها عليه احدى المواطنات بسبب اعتدائه عليها بالعنف وتهجمه عليها بعبارات فيها مساس بالاخلاق. لكنّ ‘مراسلين بلا حدود’ قالت ان ‘السلطات اعتقلت توفيق بن بريك في قضية اعتدائه على امرأة في الشارع’ مضيفة ان ‘كل العناصر تدل على ان القضية ملفقة لالقاء القبض على الصحافي المعروف بمقالاته الانتقادية حيال الرئيس زين العابدين بن علي.’ لكن الغرياني الامين العام للحزب الحاكم قال ‘مثل هذه المنظمات اثبتت انها غير موضوعية وغير محايدة ولا تستمع إلا لطرف واحد’. واضاف ‘تونس كبيرة وأكبر من هذه المنظمات المهمشة’ مضيفا ‘لا يكفي ان يكون احد المواطنين ناشطا حقوقيا حتى يكون محصنا من التتبعات القانونية’ في اشارة الى ان حبس بن بريك كان بسبب جريمة حق عام. وواجهت تونس خلال الانتخابات التي جرت الاحد قبل الماضي وفاز بها بن علي بنسبة 89.62 بالمئة انتقادات حادة من منظمات حقوقية قالت ان الانتخابات جرت في ظروف قمعية وتكميم لحرية الصحافة. ونفت تونس هذا قائلة ان الانتخابات جرت في مناخ من الحرية والهدوء. وينتظر ان يحاكم بن بريك في 19 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل. وقال محامون ان عقوبة بن بريك قد تصل الى السجن خمس سنوات. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  03 نوفمبر 2009)  


اعتقال عدد من الطلبة إثر اقتحام قوات الأمن للمبيت الجامعي بمنوبة

التحرير في الأثنين, 02. نوفمبر 2009 بلغ عدد الموقوفين إثر مداهمة قوات الأمن للحي الجامعي البساتين بمنوبة فجر يوم الأحد 14 موقوفا معظمهم بمنطقة بوشوشة في باردو. وكانت قوات من البوليس السياسي مصحوبة بوحدات التدخل قامت باقتحام الحي الجامعي البساتين بمنوبة فجر يوم الأحد 1 نوفمبر حيث تنفّد عشرات الطالبات اعتصاما منذ 3 أسابيع من أجل حقهنّ في السكن الجامعي وشاركهنّ في هذا التحرك عدد من الطلبة النقابيين.  ومن بين الموقوفين تلميذ كان بصدد زيارة شقيقته المحرومة من السكن.  وعلمت كلمة أنّ عناصر من الشرطة قامت ليل الأحد بمداهمة أحد المنازل التي يستأجرها طلبة وحجزت الوثائق التي عثرت عليها.  القائمة الكاملة للموقوفين ضمير بن علية ، رضا بن منصور، عبد الوهاب العرفاوي، الصحبي إبراهيم، رفيق الزغيدي، طارق الزحزاح، عبد القادر الهاشمي ، عمر إلاهي، محسن البناني، منذر التومي، نزيه القاهري، نبيل البلطي وأنيس بن فرج الذي تم إيقافه من أمام مقر عمله بمدينة جبنيانة والتلميذ أشرف المباركي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 02 نوفمبر 2009)  

الأمن يستخدم القوة لتفريق اعتصام عمال بحيّ التحرير بالعاصمة

 


التحرير في الأثنين, 02. نوفمبر 2009 علمت كلمة أن أعدادا كبيرة من قوات الأمن اعتدت أمس الاثنين بالضرب على عمال مؤسسة تونيراما للالكترونيك المضربين عن العمل منذ أسبوعين والذين اعتصموا صباحا في الطريق العام بحي التحرير بتونس العاصمة للمطالبة بصرف أجور 3 أشهر عمل والاحتفاظ بمواطن شغل أغلبية العمال. واستعملت قوات الأمن في اعتدائها الهراوات والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المعتصمين الذين قدر عددهم بنحو 100 عامل. وذكرت مصادر نقابية أنّ المالك الجديد للمصنع يصرّ على الإبقاء على 80 عاملا من جملة 230. ومن المنتظر أن تعقد غدا الأربعاء جلسة عمل بمقر ولاية تونس لبحث وضعية هذه المؤسسة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 02 نوفمبر 2009)  

عريضة وطنية أوقفوا العنف ضد الإطار التربوي

  تحديث 03 /11/ 2009  


نحن المدرسين والأساتذة والاطارت التربوية  والنقابيين ونشطاء المجتمع المدني والمواطنين الموقعين أدناه وبعد تواتر حالات الاعتداء اللفظي والمادي على الإطار التربوي من مدرسين وقييمين وإداريين في التعليم الأساسي والإعدادي والثانوي ونظرا لما تمثله هذه الاعتداءات من إهانة لكرامة الإطار التربوي ولحرمة المؤسسة التربوية فاننا : 1 – نعبر عن رفضنا الشديد واستنكارنا لكل أشكال الاعتداء اللفظي والمادي التي تستهدف الإطار التربوي بجميع أصنافه. 2 – نطالب وزارة الإشراف القيام  بإجراءات عملية وعاجلة لتوفير حماية للإطار التربوي وفق ما يفرضه القانون خاصة  الفصل التاسع من القانون الأساسي العام للوظيفة العمومية   والذي ينص على أن  » للعون العمومي الحق طبقا للنصوص الجاري بها العمل في الحماية ضد ما قد يتعرض إليه من تهديد أو هضم جانب أو شتم أو ثلب  » 3 – نطالب الهياكل النقابية الجهوية والوطنية التعاطي بحزم مع هذه الظاهرة والوقوف إلى جانب الإطار التربوي المعتدى عليهم وتقديم كل أشكال المساندة  إليهم. للإمضاء على العريضة يرجى إرسال الاسم واللقب والصفة إلى العنوان الالكتروني التالي : Solidarite.tunisie@gmail.com الامضاءات الاولى علما ان العريضة تبقى مفتوحة  للجميع : 1 – الاستاذ خالد الكريشي – محام – عضو الهيئة للجمعية التونسية  المديرة للمحامين الشبان  مدير تحرير نشرية الناصرية الممنوعة من الصدور 2 – رؤوف العشي – عضو النقابة الاساسية للتعليم الثانوي – بوسالم 3 – محمد العيادي – منسق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية 4 – عاطف زائري – استاذ –  المدرسة الاعدادية الاحواش – فريانة 5 – محمد الحبيب بوثلجة –استاذ متقاعد – نقابي سابق 6 – غازي بن علية – صحفي ونقابي 7-  مسعود الرمضاني – استاذ 8 – احمد بوجرة – جامعي 9 – انيس منصوري – ناشط مستقل – باريس 10 – النفطي حولة – عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي – بن عروس 11- جمال حقي – باحث جامعي 12 – زهير الخويلدي – استاذ مبرز – كاتب فلسفي 13 – سجيعة يعيش بلحاج – مرشدة في الاعلام والتوجيه المدرسي 14 – حسن القصار – استاذ جامعي  – تونس 15 – جيلاني العبدلي – ناشط حقوقي – فرنسا 16 – كمال الدين غربي – متفقد المدارس الابتدائية 17 – حمادي بن سويسي – متفقد المدارس الابتدائية 18 – سامي الطاهري 19 – الطيب بن رجب – استاذ بالمعهد العالي للعلوم الانسانية – تونس 20- معز الباي – صحفي 21 – سامي الزواري – كاتب عام النقابة الاساسية للتعليم الثانوي – الزهراء 22 – حمزة الفيل – باحث جامعي – نقابي 23 – نورالدين الورتتاني – جامعي ونقابي – تونس 24 –لطفي الساطوري – معلم تطبيق وكاتب عام النقابة الاساسية للتعليم الاساسي – المدينة الجديدة 25 – فتحي الجلاصي – استاذ تعليم ثانوي 26 – ظافر الصغير – نقابي من التعليم الاساسي – بن عروس 27 – صالح الخمار – استاذ تعليم ثانوي – عضو النقابة الاساسية للتعليم الثانوي بالحنشة – صفاقس 28 – المنجي بن صالح – استاذ تعليم تقني 29 –توفيق كركر – استاذ جامعي متقاعد 30 – محمد نجيب العمامي – كلية الاداب والعلوم الانسانية – سوسة 31 – ياسين زايد – كاتب عام لنقابة الاوراست خدمات – الجزائر 32 – الاسعد النجار – استاذ وعضو نقابة اساسية – حمام الشط 33 – المنصف المسلمي – متفقد المدارس الابتدائية 34 – محمد العيد محمدي – استاذ تعليم ثانوي – صفاقس 35 – فخري شمام – معلم  نقابي – قابس 36 – رضا الماجري – استاذ تعليم ثانوي – شاعر 37 – منجي سالم – استاذ تعليم ثانوي – ناشط حقوقي 38 – الزين ناجح – نقابي – قابس 39 – محسن تلالت – نقابي من التعليم الاساسي – ماطر  – تونس 40 – المنتصر الحملي – استاذ وعضو نقابة اساسية 41 – عبد الباسط عثمان – عضو  النقابة الاساسية بمدنين الجنوبية 42 – عبد الله المرواني – عضو فرع جامعي للتاطير والارشاد التربوي – بن عروس 43 – حمادي عثمان – متفقد المدارس الابتدائية 44 – رضا بوقديدة – مسرحي جامعي ونقابي 45 – التيجاني القماطي – متفقد اول للتعليم الثانوي – كاتب عام مساعد للنقابة العامة  لمتفقدي التعليم الثانوي 46 – ماهر السالمي – عضو الاتحاد الجهوي للشغل بمنوبة 47 – نورالدين الطرابلسي – متفقد المدارس الابتدائية 48 – فوزي القصيبي – استاذ اول – قليبية 49 – نايلة بن علية قصيبي – استاذة اولى – قليبية 50 – عبد الوهاب عمري – استاذ اول فوق الرتبة 51 – عايش شوشاني – متفقد اول للمدارس الابتدائية 52 – فتحي الرحماني – ناشط نقابي وسياسي 53 – محمد عبد الحميد – طالب مرحلة ثالثة 54 – هندة العرفاوي  – معلمة تطبيق 55 – الشاذلي مغراوي – نقابي التعليم الثانوي  – ماطر 56 –خليفة  معيرش – استاذ – المنستير 57 – عبد العزيز عقوبي – حقوقي وسياسي تونسي – فرنسا 58 – الحبيب عمار – نقابي التعليم الاساسي – قفصة 59 – المنجي العرامي – استاذ تعليم ثانوي 60 – فتحي قديش – استاذ تعليم ثانوي 61 – محمد البلطي – استاذ اول للتعليم الثانوي – كاتب عام النقابة الاساسية للتعليم الثانوي – نصرالله القيروان 62 – رضا الشتوي – كاتب عام نقابة مرشدي الاعلام والتوجيه المدرسي والجامعي 63 – بلقاسم سائحي – معلم اول – تالة 64 – عبد الله بنيونس –  استاذ تعليم ثانوي وكاتب عام نقابة اساسية مكثر 65 – محمد الصيود – معلم تطبيق اول متقاعد 66 – عثمان النهاري – متفقد المدارس  الابتدائية – تونس 67 – محمد الهذيلي – استاذ المدارس الابتدائية 68 – عمر الجويني – منسق المكتب القطاعي للشباب للتعليم الاساسي 69 – رابح العمدوني – ناشط سياسي – الاصلاح والتنمية 70- الهادي العابدي – متفقد المدارس الابتدائية – نقابي 71- امال الرضواني – عضو النقابة الاساسية للتعليم  الاساسي برادس مقرين  وعضو الاتحاد المحلي للشغل برادس 72 – بسام بونني – صحفي تونسي مقيم في قطر 73 –  مبروك العرفاوي – متفقد المدارس الابتدائية 74 – نورالدين الطبوبي – استاذ بالمعهد الاعلى للرياضة والتربية البدنية – تونس – حكم دولي 75 – الزمزاري الزمزاري – متفقد المدارس الابتدائية – الكاتب العام للنقابة العامة لمتفقدي التعليم الاساسي 76 – المولدي المثلوثي – استاذ تربية بدنية – حمام الشط 77 – محمد الحبيب عمري – المدرسة الابتدائية شارل نيكول – بن عروس 78 – ذياب زغدود – كاتب عام النقابة الاساسية للتاطير والارشاد التربوي – بن قردان 79 –عمار عزعوزي – جامعي – كلية الاداب بالقيروان 80 – معز الجماعي – موظف بوزارة التربية والتكوين 81 – السيدة نجوى زرقية بوزيدي – متفقدة المدارس الابتدائية 82 – احمد زمال – متفقد المدارس الابتدائية 83 – عبد الباسط الشريف – متفقد المدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية 84 – منير الحيدوشي – عضو نقابة جهوية تعليم اساسي – بنزرت 85 – محسن بركاتي – عضو نقابة جهوية تعليم اساسي – بنزرت 86 – نصر بوسعادي – عضو نقابة اساسية للتعليم الاساسي – منزل جميل  – بنزرت 87 – محمد تيجاني الاهي – عضو نقابة اساسية للتعليم الاساسي – بنزرت الشمالية 88 – حمادي ثابت- كاتب عام نقابة اساسية – بنزرت 89 – جلال الكوكي – عضو نقابة اساسية – بنزرت الشمالية 90 – انور العمري – عضو المكتب التنفيذي  للاتحاد الجهوي للشغل بقابس 91 – محمد المهدي الطريفي – استاذ – نقابي 92 –رضا كارم – نقابي – قلعة سنان 93 – محمد كشكار –  استاذ نقابي – معهد برج السدرية 94 – توفيق الذهبي – نقابي – جندوبة 95 – ناجي الخويلدي – عضو نقابة اساسية للتعليم الثانوي بسجنان – بنزرت 96 – سامية مراد – استاذة – الحمامات 97 – لطيفة شعبان – استاذة تعليم ثانوي 98 – انيس السعداني – استاذ تربية تكنولوجية  – المدرسة الاعدادية نزهة السلطان – حمام الشط 99 – عادل الفلاح – كاتب عام نقابة اساسية – بنزرت 100 – ام كلثوم بن سليمان – عضو النقابة الاساسية للتعليم الثانوي بقليبية 101 – عبد الحميد بن سليمان – متفقد المدارس الاعدادية والمعاهد الثانوية وعضو هيئة ودادية المتفقدين 102 – فايز جويدة – استاذ – سوسة  103 –  حبيب واردة – باريس – فرنسا 104 – عادل حاج سالم – استاذ مبرز اول 105 – الحبيب الباهي – نقابي من قطاع الاسمنت — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  

حملة وطنيّة من أجل وقف العنف ضدّ الإطار التربوي


معزّ الجماعي في الأثنين, 02. نوفمبر 2009 أطلق المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية حملة وطنية تحت عنوان « أوقفوا العنف ضد الإطار التربوي » تهدف إلى التحسيس والتوعية بمخاطر الاعتداء اللفظي والمادي الذي يتعرض له المدرسون وبقية أعضاء الإطار التربوي من قيمين وإداريين وعملة في التعليم الأساسي والإعدادي الثانوي والضغط على الإطراف الإدارية بتحمل مسؤوليتها القانونية في حماية رجال التعليم. واعتبر المرصد أن هذه الاعتداءات تحولت إلى ظاهرة سلبية تهدد استقرار الوسط التربوي وحرمة المؤسسة التربوية.  و في ذات السياق ذكر « محمد العيادي » منسق المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية في تصريحات خاصة براديو كلمة أن المرصد يأمل من كافة التشكيلات النقابية والنشطاء الحقوقيين والمدرسين ومختلف أعضاء الأسرة التربوية والمواطنين المشاركة بفعالية في هذه الحملة . و أضاف أن الحملة لاقت بعد إطلاقها بأيام قليلة تفاعلا كبيرا من قبل نقابيي التأطير والتعليم الابتدائي والثانوي .  و أشار « العيادي » إلى أن نقابات متفقدي التعليم الابتدائي والثانوي تعتبر من أبرز الأطراف التي انضمّت للحملة إلى حد الآن . (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 02 نوفمبر 2009)

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 03 / 11 / 2009

اعتصامات عمالية في  جندوبة ومدنين وتوزر

 


– جندوبة : اعتصام وشارة حمراء نفذ أعوان الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه بجندوبة وقفة احتجاجية لمدة ساعة وحمل الشارة الحمراء لمدة يوم كامل اليوم الثلاثاء 3 نوفمبر 2009 وذلك لتعنت رئس إقليم جندوبه للشركة التونسية لتعبئة وتوزيع المياه وعدم احترامه للطرف النقابي بالمؤسسة وما لفت الإنتباه هو حضور الأعوان بكثافة وإلتزام شديد وحضر كذلك هذه الوقفة  6 من أعضاء المكتب التنفيذي لإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة  بمن فيهم الكاتب العام – مدنين:اعتصام لنقابيي التعليم الاساسي نفذت نقابات التعليم الاساسي بمدنين اليوم 3 — 200911 اعتصاما وذلك احتجاجا على حركة المديرين الوقتية ( لم تراع المقاييس المعمول بها – توزر:اعتصام عمال نزل فيدرا توزر متواصل يواصل عمال وعاملات نزل فيدرا توزر البالغ عددهم قرابة 55 عمل في اعتصامهم المفتوح بمقر العمل منذ يوم السبت 31 / 10 / 2009 دفاعا عن حقوقهم المشروعة علما ان صاحب النزل قام بارجاع  الكهرباء الى النزل بعد  قطعه يوم بداية الاعتصام  وهو ما جعل اعتصامهم يتم في ظروف غير ملائمة في بداية الامر – نابل:اعتداء لفظي وتهديد لنقابيين  تعرض النقابيان رضا قسيلة عضو المكتب التنفيذي للاتحاد المحلي للشغل بقليبية  ومحمد بن ابراهيم كاتب عام النقابة الأساسية في مؤسسة الجليز الحديث بقليبية إلى اعتداء لفظي وتهديد وإهانة من قبل صاحب مؤسسة الجليز الحديث بقليبية وذلك على خلفية دخول عمال هذه المؤسسة في إضراب  مشروع دفاعا عن حقوقهم .  القسم الاعلامي بالمرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux

عين دراهم: أهالي حي الخضراء يطالبون بتوفير الخدمات الضرورية

المولدي الزوابي في الأثنين, 02. نوفمبر 2009 ذكرت مصادر مطلعة أن أهالي حي الخضراء ببلدية عين دراهم أعربوا عن تذمرهم جراء تجاهل السلط المحلية والجهوية لمطالبهم المتعلقة بالتنوير العمومي خاصة وان أطفال المدارس والمعاهد الذين يعودون إلى محلات سكناهم أصبحوا يخشون ما يمكن أن يلحقهم جراء الظلمة من اعتداءات وأضرار تهدد حياتهم وسلامتهم. وأفادت نفس المصادر أن الحي يفتقر إلى الخدمات الضرورية الأخرى كصيانة الطريق الذي وصفه البعض بأنه تحول إلى مسلك فلاحي نتيجة كثرة الحفر وما لحقه من انزلاقات وانهيارات فضلا على غياب الصيانة اللازمة لمصالح التطهير.  وجوابا على الشكاوى المتكررة لبلدية المكان، ذكرت المصالح المعنية أنّها رصدت منذ سنوات مبالغ مالية تجاوزت 200 ألف دينار غير أن المتساكنين لم يروا أثرا لها. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 02 نوفمبر 2009)  


النهضة قالت إن الانتخابات لم تكن في المستوى تونس أمام 3 خيارات: التمديد.. التوريث.. التداول

 


تونس – محمد الحمروني   
رغم مرور ما يقارب الأسبوع على انتهاء الانتخابات التونسية، ما زالت تتوالى ردود الفعل الدولية والمحلية حولها. فبعد القلق الذي عبرت عنه الإدارة الأميركية من سير العملية الانتخابية، وتشكيكها في استقلالية المراقبين الذين دعتهم تونس، وبعد الانتقادات الحادة التي وجهها الحزب الاشتراكي الفرنسي للانتخابات التونسية، أعلنت حركة «النهضة» الإسلامية المحظورة انضمامها إلى الرافضين لهذه الانتخابات ولما أفرزته من نتائج. وأكدت الحركة في بيان نشرته أمس، أن «انتخابات أكتوبر لم تكن في مستوى تطلعات الشعب التونسي الجدير بانتخابات حرة نزيهة وتعددية تشارك فيها كل التيارات الفكرية والسياسية ويواكبها إعلام حر، وتشرف عليها إدارة محايدة في ظل قوانين عادلة لا إقصاء فيها ولا محاباة». وقالت الحركة في بيان حصلت «العرب» على نسخة منه، إن الانتخابات الرئاســــية والتـــــشريعية جرت في غياب الشروط السياسية والقانونية الدنيا. وأثبتت أن الانتقال الديمقراطي ما زال مشروعا مؤجلا، وأن البلاد في حاجة لإجراءات لتنقية المناخ السياسي ولمراجعة القوانين المنظمة للحياة السياسية تقطع مع ثقافة الانفراد بالرأي والقرار، وتنهي عقودا من هيمنة الحزب الحاكم على الحياة العامة في ظل إقصاء تيارات فكرية وسياسية وكفاءات وطنية مخلصة. وذكرت الحركة، أن البلاد ما زالت في أمس الحاجة إلى انفراج سياسي وإلى حوار وطني لا يستثني أحدا، معتبرة أن الأهم هو التركيز على المستقبل بالنضال وتوحيد الجهود من أجل تحقيق المطالب الديمقراطية الأساسية، ومنها بالخصوص إطلاق سراح المساجين وسن العفو التشريعي العام واحترام حرية التنظيم والتجمع والتعبير وحياد الإدارة واستقلال القضاء. وتجاوز بيان حركة «النهضة» محطة الانتخابات للبحث في إمكانية الفعل الجماعي الهادف إلى تحقيق الإصلاح السياسي في المستقبل. وفي ذلك دعوة على ما يبدو للشركاء السياسيين للحركة من مكونات 18 أكتوبر بالتحديد، إلى ضرورة رصّ الصفوف وتجاوز عوامل التشتت التي طبعت المرحلة الماضية من عمل هذه الهيئة، خاصة وأن الانتخابات الأخيرة أثبــــتت ضعـــف مكونات الساحة الســياســـــية من أحزاب المعارضة مقارنة مع ما هو متاح للحزب الحاكم من إمكانات هائلة بعــــد أن نجح في تسخـــــير كــــل مــــقدرات الدولة لفــــائدته. ويرى عدد من المراقبين، أن الساحة السياسية التونسية مقبلة على تطورات هامة، خاصة أن البلاد وضعت مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات الأخيرة أمام تحديات خطيرة أفقها الانتخابات القادمة التي ستجري سنة 2014. فهذه الولاية هي الأخيرة بالنسبة للرئيس الحالي، لأنه لن يتمكن من الترشح مرة أخرى إلى رئاسة الجمهورية بحكم تجاوزه السن القانونية التي حددها الدستور وهي 75 سنة. وستكون البلاد من هنا إلى تاريخ إجراء الانتخابات القادمة محكومة بهذا المعطى، فإما أن تشهد تونس تداولا سلميا على السلطة يتخلى بموجبها الرئيس الحالي عن منصبه ليخلفه شخص آخر بطريقة ديمقراطية وحضارية وسلمية. وإما أن تشهد البلاد تداولا ولكن من داخل الحكم أي عبر انتخابات كالتي جرت مؤخرا، أو أن يعمد الحكم إلى تعديل دستوري جديد كالذي قام به سنة 2002 ويدعو في سبيل ذلك إلى استفتاء على التعديل بما يفتح الباب أمام الرئيس الحالي للترشح لعدد غير محدود من الولايات وهو ما من شأنه أن يعيد البلاد إلى حالة الرئاسة مدى الحياة التي جرتها خلال عهد الرئيس الراحل بورقيبة، ويجعلها مفتـــــوحة على كل الاحتمالات ومعرضة لكل أنواع الهـــزات السياسية والصراع على الخلافة بين مخـــتلف الفرقاء المشكلين للفريق الحاكم الماسك بزمام الأمور في البلاد.   (المصدر: جريدة العرب ( يومية – قطر) بتاريخ 03 سبتمبر 2009 )


الكلمة الحرّة    
أي مستقبل لتونس في ظل الاستحقاق الانتخابي الأخير

نتائج الانتخابات البرلمانية والرئاسية الأخيرة في تونس (الأحد 25 أكتوبر 2009) لم تكن مفاجئة لأحد على وجه البسيطة كلها شرقا وغربا. فوز الرئيس بن علي بحوالي 90 بالمائة من الأصوات واقتسام بقية المنافسين لعشرة بالمائة وكذا فوز التجمع الدستوري الديمقراطي بالهيمنة المطلقة على مؤسسات الحكم في البلاد ـ كالعادة منذ أمسك بورقيبة بمقاليد البلاد فيما عرف بالاستقلال التام عام 1956 ـ أمران لا يجادل فيهما عاقل إلاّ أن يجادل ذلك العاقل ذاته في أنّ المناخ السياسي والأمني والاجتماعي على امتداد عقدين كاملين من حكم بن علي ليس هو الذي صنع مثل ذلك الفوز وسيظل يصنعه على النحو الذي قالت فيه العرب قديما: كيف يستقيم الظل والعود أعوج ..    المجتمع أمانة ثقيلة في أعناق صناع السياسة والإعلام .. من شروط التفكير في مستقبل البلاد في ظل الاستحقاق الانتخابي الأخير على اعتبار أنّها آخر دورة رئاسية للرئيس الحالي حتى 2014 أي بعد 27 من الحكم (المدة ذاتها تقريبا التي قضاها بورقيبة في الحكم إلاّ ثلاث سنوات ـ من 1957 حتى 1987)… أن نتفق على توصيف موحد للأوضاع حتى لو اختلفنا في التحليل أسبابا ومآلات.. ولا نظن أنّ ذلك التوصيف ينأى بنا عن المفاصل التالية الكبرى (التنمية السياسية مؤجلة بل موصدة أبوابها بسبب احتكار الدولة للسياسة احتكارا ابتلع المجتمع بعصا البوليس الغليظة إلا مجموعات معارضة صغيرة لا تفتأ « تشاكس » ولا تفتأ العصا تلاحقها + جهاز السلطة بدأت تنخره في السنوات الأخيرة على شدة ضيقه لوبيات متناحرة في معركة الخلافة وما يتطلب ذلك من استقواء بالخارج وعبث برساميل البلاد الثقافية والمالية والاستراتيجية + الملف الحقوقي أكثر ملف سوادا في العالم العربي والإسلامي كله بشهادات دولية موثقة فضلا عن شهادات المعذبين أنفسهم وليس المقصود الحقوق السياسية والمدنية بمثل ما هو متعارف عليه في بقية البلدان العربية والإسلامية على دوسها لتلك الحقوق ولكن المقصود هي حقوق المعتقل والسجين والمشتبه به ومن لم تثبت له براءة من داء المعارضة الوبيل + التهيكل الاجتماعي التونسي عمرانيا وأخلاقيا يشهد انهيارات سريعة في اتجاه الشيخوخة والعزوف عن الزواج وعن الإنجاب (من أضعف المعدلات في العالم كله = 1,75) والتمدرس ورواج الجريمة المنظمة سيما داخل الرحم العائلي والإنجاب خارج عش الزوجية (ظاهرة الأمهات العزباوات) وانتشار المخدرات والأمراض الجنسية.. وذلك هو أخطر ما يهدد المجتمع التونسي بحق.. أكثر من تهديد غياب الحريات والديمقراطية وأكثر من تهديد الجور الاقتصادي والنهب الاجتماعي.. + انتشار البطالة وفقدان الثقة بين الناس وظاهرة قوارب الموت وهي الأكثر ارتفاعا عربيا وإسلاميا وسيادة اليأس والقنوط والأنانية واستحواذ القطط السمينة في القصر والقطط المحيطة به مصاهرة سياسية أو عائلية أو ارتشاء على النصيب الأوفر والأيسر من المال العام وحظوظه كسبا وتوزيعا ـ إلخ..).. ذلك توصيف لا بد من الاتفاق عليه قبل الانطلاق تفكيرا في مستقبل البلاد بعد رحيل الرئيس الحالي.. توصيف يمكن الاستطراد فيه تحليلا وتشريحا ولكن يمكن كذلك حده بكلمة واحدة: السياسة الأمنية الصارمة التي انتهجها الرئيس الحالي على امتداد عقدين كاملين كانت كفيلة بزرع الخوف وبسط الهلع إلى درجة غير مسبوقة في تاريخ البلاد الغابر والحديث بما جعل تلك السياسة هي المسؤولة ـ بدرجة أولى ـ عن أخطر نتيجة عرفتها البلاد أي: تهيكل العمران التونسي تهيكلا جديدا عنوانه: الشيخوخة تقرض المجتمع يوما بعد يوم بمثل ما يقرض الجرذ بأسنانه حبلا غليظا متينا عصيا ينال منه دون شعور من أحد حتى يحيله خرقة بالية.. اعتراض لا بد من تجاوزه وقد عفا عنه الزمن .. إذا اتفقنا على ذلك التوصيف في مفاصله الكبرى دون تفاصيله الصغرى.. فإنّ اعتراضا بدا اليوم سخيفا مهما حشد له أصحابه من عوامل التغذية.. اعتراض شبيه بالشغب الذي يزرع الطريق شوكا دون أن يقدم فكرة إيجابية أو مقاربة لحل.. اعتراض مفاده أنّ تلك السياسة الأمنية المنتهجة والتي أسفرت عن تشيّخ المجتمع وغياب الحريات والديمقراطية والعدالة الاجتماعية حتى في الحدود الدنيا المعروفة عربيا لكل ذلك.. لم تأت من فراغ ولكن أثمرتها حركة النهضة عندما أصرت على المواجهة ولو كانت مواجهة سياسية سلمية في انتخابات أبريل 89.. ذاك اعتراض يمكن إجراء حوار فيه بعد خمس سنوات أو عشر سنوات، أمّا أن يظل ذلك الشغب مصاحبا لنا في حواراتنا في مستقبل البلاد أينما حللنا وارتحلنا فإنّ ذلك يخاصم الإيجابية وهو الأسلوب الذي يلجأ إليه التافهون حينا والفارون من استحقاقات المعركة حينا آخر حتى نظل مشدودين إلى الماضي انشداد مصدوم فقد ذاكرته في إثر حادث مريع أليم.. ذلك منطق في السياسة شبيه بمنطق في الدين يقول بأنّ حسم سوء استخدام المباح (التعدد مثلا) لا يكون إلا بإلغاء المباح نفسه.. اتّقاء غضبة السلطة التي لا تبقي ولا تذر تدعو إلى إلغاء المعارضة أو إلغاء حركاتها الاحتجاجية السلمية.. على موعد متجدد دوما مع العقل أحادي البعد.. مقاربات الإصلاح تبدأ من هنا .. منطلقات الإصلاح عند المؤمنين بذلك التوصيف آنف الذكر في محطاته الكبرى لا تعدو أن تكون سياسية واجتماعية في الآن ذاته من جهة وأن تكون استراتيجية لا فورية عاجلة من جهة أخرى وأن تكون جماعية لا فردية من جهة ثالثة وأن تكون متنوعة لا أحادية من جهة رابعة.. كونها سياسية معناه أن تكون الحرية هي قلب الرحى في الخطة السياسية.. ولكن دعنا نعبر عن ألم حارق يعتصر الوطنيين المخلصين.. ألم مؤداه أنّ الحرية عروس يخطب الكل ودها بباقات ورد فيحاء وأطباق ذهب ملساء ولكن الخوف من الانقلاب ضد الحرية كلما تمكن الخاطب من عروسه يظل خوفا قائما حقيقيا والتجارب من حولنا تلقننا الدرس في إثر الدرس يستوي في ذلك الإسلاميون مع العالمانيين والعروبيون مع اليساريين والثوريون مع الإصلاحيين .. تجرع ذلك الألم معنا إذا لم تتجرعه من قبل لعلك تتجرع معه لقاحا مفيدا ضد الانبهارات الزائفة ولكن كن معتدلا في ذلك لئلا يلتهمك سرطان اليأس أو ذئب القنوط.. أما كونها اجتماعية فمعناه أن تحسن قراءة التطور الاجتماعي في البلاد لتؤسس على ذلك استراتيجية بعيدة المدى تعيد للمجتمع حصانته وتصالحه مع نفسه قبل كل شيء.. انطلقت أدبيات الحركة الإسلامية قبل أربعة عقود في تونس فوق أرضية فكرية عنوانها: نحن والغرب.. على أساس أن الغرب (من حيث هو جهة ثقافية لا جهة جغرافية ومن حيث هو جهة حاكمة لا جهة محكومة) هو أبرز عامل يؤبد تخلفنا وانحطاطنا وما عداه أذرع له يمدها في هذا الاتجاه أو ذاك.. السؤال الاجتماعي الكبير اليوم هو: إلى أيّ حد صمد ذلك العنوان؟ وهل أنّ مشكلة الشيخوخة العمرانية التونسية مشكلة غربية بالأساس أم بالامتداد أم هي مشكلة محلية وطنية؟ أما كونها استراتيجية فمعناه أن تنشئ ضربا من علاقات الوصل والفصل بين كونها سياسية وبين كونها اجتماعية من جهة على قاعدة أن تخدم السياسة حتى وهي في يم اشتباكاتها اليومية المآل الاستراتيجي الاجتماعي المأمول وبما يؤمن الاستقرار من جهة أخرى على قاعدة أنّ الاستقرار يخدم مصالح الطامحين إلى الإصلاح والتغيير أنفسهم (أي مشاريعهم) وليس مصالح طبقات الحكم فحسب سيما في بلد مثل تونس لا مكان فيه للرأي الآخر والحزب الآخر والزعيم الآخر ولكن فيه مكان (أو على الأصح أصبح يوجد فيه بعد سنوات الجمر الحامية) للرأي الصامت والحزب الصامت والزعيم الصامت.. وكثيرا ما يصنع الصمت إصلاحا وأي إصلاح فإذا نطق المصلح الصامت قتل نفسه وقتل أتباعه وأجهض تجربته ووأد مشروعه.. ليصمت لسانك وليصمت قلمك في حالات الضرورة القصوى والشدائد العاريات.. إذا صمت قلمك ولسانك غذت حركتك السير قطعا.. والحركة ألوان توجه اللون المناسب في الوقت المناسب بمثل ضوء الشمس يصنع فيه الناس كل شيء والشمس التي تصنعه لما تبزغ بعد فإذا بزغت حبست الناس بوهج حرارتها في ظلال بيوتهم وأشجارهم.. أما كونها جماعية فمعناه أن يتواضع الجميع على كون تونس مريض داؤه الكبت والجور ودواؤه الحرية والكرامة والعدالة.. إذا تواضع الجميع على ذلك اشتركوا في لب الاستراتيجية الإصلاحية الجامعة وليس عليهم ضير بعد ذلك من اختلافهم وليس عليهم تثريب بعد ذلك على فحص معاقد التوافق ومعاقد الاختلاف.. ذاك درس مؤلم لا بد أنّ الجميع في تونس حصدوا شوكه وتجرعوا علقمه.. درس أبكى الإسلاميين أولا ثم أبكى اليساريين بعد ذلك ولكن رغم ذلك لم تولد اللحظة التي يلتحم فيها الجميع في عصبة تونسية واحدة وأنى لنا ذلك وهذا يترنح تحت نيران نرجسيته كما يترنح السكران وذاك يشترط انسلاخ حليفه السياسي عن عقيدته وثقافته قبل أن ينخرط معه في معركة الحريات دون حسابات ضيقة.. الأنكى من ذلك كله أنّ الاستئصاليين من هؤلاء وأولئك يفزعون إلى السلطة ملوحين بالتخويف من الإسلام والإسلاميين كأنما البلاد على وشك تطبيق الشريعة الجنائية في الإسلام.. تفرقنا درس مؤلم جدا ما يجب مهادنته أو استبداله بالهجوم على السلطة.. تفرق المعارضة وكذا النخب ومن بعدهم الإعلاميون والنقابيون والمثقفون.. ذاك سرطان يدق أسافين الموت فينا ولكن قليل منا من يقبل الحديث في هذا يشغله الهجوم على السلطة بل ربما يحملها وزر تفرقنا.. ليس معنى ذلك أنها بريئة ولكن عدم براءة خصمك من عمل مثل ذاك هي منقبة له وليس مثلبة فيه.. هي في معيار النقد الذاتي والمراجعة المطلوبة منقبة له ومثلبة فيك.. أما كونها متنوعة لا أحادية فمعناه تشكيل خارطة إصلاح جامعة عنوانها (ادخلوا من أبواب متفرقة).. كونها متنوعة معناه أنّ منهجها الإصلاحي جامع من جهة وأحادي من جهة أخرى.. جامع على معنى أن يطرق كل أهل مهنة وحرفة أبواب الإصلاح مما يليهم بما يوحد بين مطالبهم المهنية الحرفية وحقوقهم المدنية والسياسية في كنف ما اجتمعوا عليه أو له في حياتهم اليومية.. وأحادي على معنى أن ينفصل عمليا كل باب من أبواب ذلك المنهج الإصلاحي المتنوع بعضه عن بعض.. انفصال عملي حقيقي بمثل ما تنفصل الجداول عن أنهارها لتذهب بعيدا تسقي هذا وتروي ذاك ثم ما تلبث أن تعود إلى أنهارها ومجاريها الأصلية ولكن في أرض أخرى.. أي زمن آخر.. كونها متنوعة معناه أن منهجها الإصلاحي لا تمسك به بيد واحدة ولا بآلة تنظيمية واحدة ولا بقيادة واحدة ولا بخطة واحدة.. معناه أنّ الراصد المتعجل لا يبصر شيئا لأنّ العمل في جزء كبير منه في مناطق الحياة اليومية ذاتها متلبس بتحدياتها.. معناه أنّ ذلك المنهج الإصلاحي لا يُقاوَمُ (بفتح الواو).. ليس لقوته ولكن لتوزعه على شرايين دقيقة بعضها قريب وبعضها بعيد بل بعضها مرئي وبعضها لا ترصده أشد المجاهر معاصرة.. ذلك هو المنهج الإصلاحي الذي لا يمسك به أحد ولكن يمسك به المجتمع في فعالياته التي تشربت ثقافة الإصلاح والتغيير فهي تعمل له صباح مساء دون الحاجة إلى جيوش نظامية ولا جيوش احتياطية ولا لباس موحد يعرفهم به الناس من حولهم.. فعاليات من كل مهنة وحرفة.. حتى المرأة التي ترضع وليدها.. لا يعرف بعضها بعضا ولكن تعرفها ساحات القلوب التي تشبعت بثقافة الإصلاح لا تحركها قعقعات فرعون مهما استبدت ولا هامان ولا قارون.. إذا ساقت الأقدار منها ماشطة بمثل ما ساقت ماشطة فرعون فلا بأس ولكنها حالة فرد وليست حالة بلاد أو قطاع في البلاد.. ذلك هو المنهج الإصلاحي الذي يعيد للمجتمع ـ ولكن بعد سنوات طويلة بل عقود ـ حصانته وتصالحه مع ذاته.. ذلك هو المنهج الإصلاحي الذي تتكامل فيه قطاعات الإصلاح متوازية متوازنة فلا ينشأ انخرام يكون فيه الطالب الجامعي يلتهب ثقافة بينما يكون فيه الفلاح الريفي الصغير البسيط كتلة من الجمود والتقليد.. ذلك هو المنهج الإصلاحي الذي يخدم الاستقرار كلما كان البديل عن الاستقرار هزات عاصفة أو ثورات سرعان ما يمتص سعارها بدريهمات معدودات تخصم من سعر رغيف الخبز.. وما أشد دهاء الحكام على امتصاص النقمات والتململات.. العزم في الناس قليل وذلك هو المقدور الأصلح بنا.. إذ لو كان العزم في الناس كثير لكانت حركات التغيير والإصلاح تنشأ ضحى لتظهر ظهرا ولكن كان العزم في الناس قليل ليتطلب رواحل استجمعت شروط النفس والعقل معا تظل تكابد على امتداد عقود طويلة ثم تخلف لعقود أخرى طويلة بأجيال أخرى.. ذلك ليبتلى أهل العزم الجادين في قضية التغيير والإصلاح ويمحصوا من دخن الخطابات النارية المتعجلة وعمل عام أو عامين أو عقد أو عقدين فإذا أسفر الأمر عن وجهه الكالح نفد الصبر وخارت الهمة وفر كل واحد منا إلى حيث يجد الأمن والدعة ولكن تأبى عليه غريزة حب التقدير (أقوى غريزة معنوية في الإنسان) إلاّ أن يفر إلى مفره وذكر الناس فيه أنه بطل متحرف لقتال أو متحيز إلى فئة أخرى وليس غير ذلك.. أمران لا بد من الجمع بينهما في اعتدال وتوازن.. أولهما أنّ السلطة في تونس (كانت في عهد بورقيبة تقدم عصا الثقافة على عصا البوليس فأضحت في عهد بن علي تقدم عصا البوليس بل ليس لها سواها).. وضعت نفسها منذ البداية (بداية 1956 خوفا من الامتداد الإسلامي على يد أحفاد الثعالبي زعيم الحزب الحر الدستوري ثم بداية من 1987 خوفا من الامتداد ذاته على يد أحفاد محمد صالح النيفر).. في سياق ثقافي وسياسي وأمني وقومي له حدوده المعروفة دوليا وعربيا ومحليا وهو سياق لا يجود بالحريات والديمقراطية جودا كريما سخيا إلاّ بما يزين واجهته الخارجية تساوقا مع الخطاب الدولي المغازل لقيم الحرية والديمقراطية.. تلك طبيعة لا مجال لإنكارها حتى باسم المصالحة بل لا علاقة لها لا بالمواجهة ولا بالمصالحة.. السلطة بكلمة: غربية المنشأ وغربية المنزع وغربية الهوى عندما تجردها من مساحيقها.. الأمر الثاني هو أنّ السلطة ذاتها ليست إيديولجية المنزع (خاصة بعد بورقيبة وإذا استثنينا التأدلج الناشئ من المصاهرة القوية بين السلطة الأمنية أي بن علي ومن معه (ومنها السلطة المالية طبعا) وبين السلطة العالمانية التي كان أبرز رجالها الراحل محمد الشرفي الذي منحته السلطة الأمنية وزارة التربية والتعليم لتجفيف منابع التدين..).. كون السلطة ليست إيديولجية المنزع معناه أنها تبحث عن مصلحتها في البقاء والمنفعة والاحتكار والهيمنة.. شأن كل سلطة ولكن الفرق الوحيد هو: جرعات الديمقراطية الكفيلة بإنشاء علاقة بين الدولة والمجتمع طابعها العام التفاعل والتجاوب والتعاون.. مقتضى ذلك هو أنّ السلطة تضحي من منافعها بقدر ما يضمن بقاءها وأمن وسلامة حلفائها سيما الأقوياء منهم لتظل في ذلك في حركة مد وجزر مع المجتمع فلا يتحرر هذا إلاّ بضعف في تلك ولا تستأسد تلك إلاّ بهزال شديد في ذاك.. ذانك أمران لا بد من الجمع بينهما حتى لا نحكم بالمطلق على الأشياء والأمور التي سحنتها التغير وطبيعتها التبدل طلبا للمنفعة ودرء للمفسدة.. من ذا يتحصل لدينا أنّ أنسب منهج إصلاحي هو الذي يستوعب تلك المعادلة في السلطة من جهة ويظهر ذكاء وصبرا فوق العادة لالتقاط لحظة الاقتران بين حصانة المجتمع وحاجة السلطة إلى وقت مستقطع للتشاور والمراجعة والراحة وتبديل التكتيك كما يقال.. من جهة أخرى معنى ذلك كله إذن هو: الإصلاح ليس من شيم السلطة ولا علاقة بين الأمرين ولكن الإصلاح المفروض عليها بعوامل داخلية (رحيل بن علي بمقتضى استنفاذه لنصيبه من الحكم بعد ولايات خمس) أو عوامل خارجية وأهمها قطعا: بداية تعافي المجتمع وجنوحه إلى التحصن واستيعاب فعالياته للدرس الأبقى بعد عقدين من سنوات الجمر الحامية كانت نتيجتها الباهظة جدا: شيخوخة المجتمع التونسي وانقراض شبابه ودخوله في معركة المشاكل الأروبية (ألمانيا مثلا) مع فارق شديد لا يقاس بين مجتمع أوربي يشيخ لكنه يقاوم بدفاعات مالية وإدارية وديمقراطية وبين مجتمع تونسي يشيخ لكنه لا يقاوم بشيء من ذلك.. أما العوامل الخارجية الدولية والعربية فرغم أهميتها دون ريب فإنّ حدوثها بنسق مؤثر على تونس في مواقع التأثير الغربي على تونس أمر مبالغ فيه مهما كتب المتفائلون أما عربيا فإنّ الأمر لا يختلف عن تونس سوى في الدرجة أما في النوع فهو هو.. معنى ذلك ومقتضاه هو بكلمة واحدة: الإصلاح في السلطة ممكن ولكن ليس بما يتصوره المتعجلون أي ظهور مهدي منتظر فيها يصلح ما أفسده الخالون ولا كذلك توبة نصوحا.. ولكن الإصلاح في السلطة ممكن بسبب تحولات في السلطة ذاتها تفرض عليها تغيير وتيرة العمل أمنيا ليس أكثر.. وهذا مهم إذا استحضرنا أنسب منهج إصلاحي أي: إصلاح لا ضجيج فيه ولا دق طبول.. لا طبول الحرب ولا طبول التملق.. الإصلاح في السلطة تفرضه الأوضاع الجديدة وهي قادمة ليس نبوءة ولكن إيمانا بالحقائق الكونية العظمى.. إلاّ من يرهن بلوغ الإصلاح ذروته العظمى في عهده هو وبآلته هو.. ذلك ميزان طواه التاريخ ولو كان ذلك الفضل فضلا لما توفي سيد الخلق طرا محمد عليه الصلاة والسلام قبل أن يرى بعينيه دخول الإسلام كل بيت من وبر وحجر في مملكة الفرس شرقا ومملكة الروم شمالا وغربا..  
ذلك هو أملنا الذي نعمل له..  
أن تبدأ تونس في توديع عقدين كاملين من سنوات الجمر الحامية.. لا يضيرنا أن يكون ذلك في عهد هذا الرئيس أو من يليه.. لكننا مؤمنون بأنّ تونس جديرة بحكم ديمقراطي حقيقي.. حقيقي حتى لو كان منقوصا يعمل يوما بعد يوم على تكامله.. حقيقي حتى لو كان متدرجا يعيد الاعتبار للمظلومين واحدا بعد الآخر.. إعادة الاعتبار لأنساقهم المعرفية هو أهم إعادة اعتبار في منطق العقلاء وليس بالضرورة إعادة الاعتبار لهم واحدا واحدا.. منهم من قضى نحبه منذ سنوات طويلة ومنهم من أقعده المرض بعد سجن طويل مملوء تنكيلا وتشفيا.. إعادة الاعتبار لأمر واحد يرنو إليه كل تونسي: للزيتونة رمز الإسلام في تونس ومحضن ثقافتها ومصنع هويتها وعلامة حضارتها.. إذا أعيد الاعتبار للزيتونة (تونس هبة الزيتونة بمثل ما أنّ مصر هبة النيل على حد قول الفيلسوف الأثيني هرودوت).. أعيد الاعتبار لكل تونسي ميت وحي ولكل مظلوم ميت وحي.. أملنا أن توضع هذه الفترة الحالكة (1987 ـ 2009) بين قوسين.. ثم نمضي في بناء غد أفضل لتونس مستفيدين من دروس الماضي وأشد الدروس فائدة ما جني من الفشل وليس من النجاح.. من الماضي نجني الدروس ولكن بمثل ما قال القيادي الإسلامي المعروف الدكتور عبد اللطيف المكي الذي تحصل على شهادة الدكتوراة في الطب قبل أيام قليلة بملاحظة تقديرية مرتفعة جدا وذلك بعد أن قضى زهرة شبابه في السجن.. قال عندما أطلق سراحه قبل سنوات قليلات.. قال كلمة اتخذها كثير منا مادة للسخرية ولا يزالون.. قال كلمة كان يدرك أبعادها بل كان في قمة الشجاعة الأدبية.. قال: « عفو تشريعي عام مقابل عفو قلبي عام ».. يسخر من مثل ذلك الشباب ـ ومنهم من اشتعل رأسه شيبا ـ ظنا منهم أنه موقف ضعيف.. ولو كان الموقف ضعيفا لنأى صاحبه بنفسه عن السجن بمثل ما نأى غيره وبمثل ما نأى غيره عن النفي والتغريب.. القوة عند أولئك لها بعد واحد ولون واحد وصاحب البعد الواحد لا يبعد كثيرا ضربا في أسواق السياسة.. لا يبعد بعيدا لأنه يرى قوة الريح العاتية بمثل ما يرى قوة الرعود المزمجرة وتهديد البروق السالبة للأبصار ولكنه لا يرى قوة الماء المتدفق رقراقا.. ذلك هو أملنا ولكنه أمل العاملين وليس أمل العاطلين.. ولا أمل المراهنين على توبة نصوح من السلطة ولا تغيرا مفاجئا فيها ولا صعود مهدي منتظر منها يملأ جنباتها عدلا بعدما ملأت جورا.. أمل العاملين المؤمنين بالسنن المتوافقين معها كفرا بسيناريوهات إلى الخرافات والأوهام والشعوذات أدنى.. أمل من يقدم مصلحة البلاد والمجتمع على كل شيء.. أمل يذكر الماضي للعبرة وليس للنقمة.. أمل يشغله أمر المستقبل فيعكف على التفكير والحوار والتشاور.. أمل يرى أنّ مصلحة تونس في: الإسلام + الحرية + الوحدة + العدالة + المعاصرة.. أمل يعتبر أنّ المجتمع أمانة في أعناق السياسيين والإعلاميين من حكام ومعارضين.. إذا ضاقت بالحكام والمعارضين مسالك التوافق بمثل ما جرى على امتداد عقدين كاملين فإن المجتمع ما يجب أن يرهن من لدن الطرف الأقوى ليضحى فريسة الشيخوخة لأنّ الخاسر عندها هي تونس وليس سوى تونس وهل من وجود لتونس دون تونسيين أو لتونسيين دون أسرة تمتلأ حيوية بشبابها أو لشباب تضطره عصابات النهب والسلب إلى اختيار الموت في قوارب الموت.. (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 2 أكتوبر 2009)  

الإسلاميون في برلمان تونس!!


بسيوني الوكيل : في سابقة يكاد لم يشهدها تونس من قبل، وجدت مختلف التيارات السياسية وفي مقدمتها الإسلامية المتمثلة في حركة النهضة « المحظورة » فرصتها للترشح والتصويت بكل حرية في انتخابات برلمانية تعددية. هذه الفرصة الانتخابية التي علتها سمة النزاهة والحيادية، وشارك فيها الكثيرون من أبناء تونس، لم تجر على أرض الواقع، ولكن على صفحات موقع « فيس بوك » الإلكتروني الشهير. كما لم تنظمها السلطات، ولكن نظمها مواطنون في محاولة لتحقيق حلم « برلمان افتراضي » خال من التجاوزات التي تشوب غالبية الانتخابات في العالم العربي. وبالفعل جذبت الفرصة مئات التونسيين الذين قاموا بالتصويت على شبكة الإنترنت لاختيار أعضاء البرلمان الذي يتكون من 25 عضوا من بين عشرات من المرشحين يمثلون توجهات فكرية وسياسية مختلفة، ولم تعلن نتائج التصويت بعد. ولتسهيل عملية فرز الأصوات خصص القائمون على تنظيم الانتخابات صفحة على موقع الحملة بـ »فيس بوك » في أعلاها أسماء المرشحين ويقوم الناخبون بتسجيل أسمائهم في نفس الصفحة وتحديد الأسماء التي صوتوا لها. وخلال الحملة الانتخابية التي استمرت نحو أسبوعين, دارت نقاشات تعلقت بدور الدين في المجتمع، وبالعلمانية، والاعتراف المتبادل بين مختلف التيارات الفكرية والسياسية، وبأخلاق الحوار والتعايش بين المختلفين. وكان حضور الإسلاميين المحرومين من المشاركة في الانتخابات الحقيقية في المشهد التونسي لافتا في البرلمان الافتراضي ترشحا وتصويتا، كما لم تغب التوجهات العلمانية عن المشهد هي الأخرى, بينما سجلت المرأة حضورا بارزا. وقاطعت حركة النهضة الإسلامية (محظورة) أبرز القوى الإسلامية بتونس، وعدد من أحزاب المعارضة الانتخابات التونسية الواقعية التي جرت أكتوبر المنصرم. فن التعامل وفي تعليقه على هذه التجربة الانتخابية قال قيس الزنايدي صاحب فكرة إنشاء البرلمان الافتراضي: « هو مجلس نواب الشعب الفيسبوكي التونسي.. منتخب من الشعب الفيسبوكي فقط.. برلمان يتنفس ديمقراطية.. ويسير بالانتخاب الحر المباشر ولا تمييز فيه بين تيار وآخر ». وأوضح أن « الغرض كان إيجاد آلية لتعليم الفيسبوكيين فن التعامل مع الرأي المخالف دون تعصب ولا تحريض ولا إقصاء ». وأضاف أنه « بمجرد الإعلان عن إنشاء البرلمان تواردت علينا الأفكار الطموحة التي تحوله من مجرد حلم إلى مشروع ضخم »، بحسب وكالة أنباء « قدس برس ». وعن مرحلة ما بعد الانتخابات قال الزنايدي الذي لم يترشح لعضوية هذا البرلمان، إنه سيتم انتخاب رئيس المجلس، ثم يعمد البرلمان لسن تشريع ينظم جوانب مثل التسيير والتأديب وتكوين اللجان. كما سينظر في آلية لمراقبة الشعب « الفيسبوكي » للمجلس المنتخب، حسب تعبيره. وأعرب المتحدث عن أمله في أن يساهم هذا البرلمان في « خدمة البلاد عبر المشاركة في تربية رأي عام واع ». وختم الزنايدي حديثه بالتعبير عن سعادته بالتجربة قائلا: « بشرى للجميع.. تجربتنا لاقت صدى في وسائل الإعلام العربية، وهو ما يمثل دعما للجميع… شكرا لمن ساهم في تطوير هذا الحلم من بعيد أو من قريب ». جلسات فعلية ولاقت التجربة تجاوبا وقبولا واسعا في أوساط التونسيين لدرجة أن أحد المرشحين في هذه الانتخابات أعلن على صفحة الحملة أنه سيستقيل من البرلمان الافتراضي مباشرة بعد فوزه بعضويته « حتى يعلم المسئولون العرب الزهد في الكراسي، وعدم التمسك بها حتى الموت، وتوريثها لأولادهم وأحفادهم ». كما اقترح الناخب « جنيدي طاليب » أن « تكون أول جلسات البرلمان فعلية وليست فيسبوكية، فإن تعذر على البعض الحضور في تونس ولم نبلغ النصاب، يمكننا أن نلتقي في الدوحة أو لندن، أو سان فرانسيسكو، أو أي مكان آخر تختارونه ». أما الناخب « أبو آلاء » فقال: « لقد صوت اليوم بكل حرية ودون رقابة وبلا خوف لا من العمدة ولا رئيس مكتب الاقتراع.. شكرا لكم لإتاحتكم الفرصة لكي أمارس الانتخاب يوما في حياتي ». اهتمام عربي ولم يقتصر الاهتمام بالتجربة على التونسيين فقط، فقد جلب البرلمان الافتراضي دعم واهتمام شخصيات سياسية وثقافية وفنية عربية. وفي هذا السياق قال ناصر قنديل البرلماني اللبناني السابق في رسالة على الصفحة الرئيسية للبرلمان الافتراضي على موقع « فيس بوك » « ليس حبي لتونس الخضراء ما يجمعني بكم، ولا تلك العلاقة الجميلة بين مدينتي صور ومدينتكم قرطاج، بل هي فكرتكم التي تشغلني منذ زمن، برلمان افتراضي عربي ». ورأى قنديل أن الفكرة يمكن أن تشكل ملتقى يضم النخب العربية المختلفة، ويكون منبرا « للنقاش والحوار والتفكير بصوت مرتفع، وآلية لمؤسسة عربية للرأي العام ». وبدأت حملة انتخابات « البرلمان الافتراضي » بالتزامن مع الانتخابات التشريعية الحقيقية في نهاية الشهر الماضي بتونس، وسط تشكيك من قوى معارضة في نزاهتها. وجرت الانتخابات التشريعية في 25 من أكتوبر الماضي بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية التي أسفرت عن فوز التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم برئاسة الرئيس زين العابدين بن علي بالأغلبية المطلقة بـ161 مقعدا من مجموع المقاعد البالغ عددها 214 مقعدا في البرلمان الجديد. وحصلت أحزاب صغيرة متجمعة من المعارضة على المقاعد المتبقية في البرلمان موزعة عليها طبقا لنسبة الأصوات التي أحرزها كل حزب من هذه الأحزاب التي تتقدمها حركة الاشتراكيين الديمقراطيين بـ16 مقعدا. وكان الرئيس بن علي قد استولى على السلطة بعد انقلابه على الحبيب بورقيبة عام 1987، والذي كان في وضع صحي متدهور، ومنذ ذلك الوقت، فاز بن علي بأربع دورات رئاسية، ولم تقل نسبة فوزه في الدورات الأربع عن 94% من أصوات الناخبين، وفق النائج الرسمية المعلنة.
 
(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 03 نوفمبر 2009)


الإعلام التونسي في قبضة زين العابدين

تونس ــ سفيان الشورابي «الرئيس التونسي يَفي بأوّل وعوده الانتخابية»، هكذا عنونت «اللجنة العربية لحقوق الإنسان» (مقرها باريس) بيانها الذي عدّد حصيلة الانتهاكات التي تعرض لها الصحافيون التونسيون بعد أيام قليلة من انتهاء الانتخابات الرئاسية والتشريعية يوم 25 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي. لم تمضِ أكثر من 24 ساعة على إطلاق زين العابدين بن علي تهديده بمعاقبة كل من يعكّر صفو الأجواء الانتخابية ويشكك بنزاهتها، حتى انطلقت أجهزته لملاحقة الصحافيين المستقلين الذين تميزت مقالاتهم بنبرة نقدية ضد السياسة اللاديمقراطية لنظام بن علي. وأولى الضحايا كان الصحافي سليم بوخذير الذي اختُطف مساء الأربعاء الماضي. أما السبب فهو التصريحات التي أدلى بها لمحطة «بي بي سي» عن الكتاب الصادر أخيراً في فرنسا ويروي سيرة ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس التونسي. هكذا سيق بوخذير إلى مكان خال وانهالت عليه مجموعة من الأشخاص بالضرب. ونفت السلطات التونسية مسؤوليتها عن الاعتداء. وقالت «لا شيء يثبت مزاعم سليم بوخذير الذي لم يتقدم بأي شكوى بخصوص ادعاءاته». من جهته، قال الصحافي التونسي لـ«الأخبار» إنه سيرفع قضية ضد المعتدين بعدما صدر تقرير طبّي من المستشفى يؤكّد تعرّضه لاعتداءات في مختلف أنحاء جسده. وسأل بوخذير «إن كانت نية الحكومة صادقة، فلماذا لم تنظر في الشكاوى السابقة التي تقدمت بها نتيجة تعرضي لاعتداءات مماثلة سابقاً؟». وفي السياق «الديموقراطي» نفسه، اعتُقل يوم الخميس الماضي مراسل جريدة «لو نوفيل أوبسرفاتور» الفرنسية، الصحافي توفيق بن بريك بعد التحقيق معه في شكوى تقدّمت بها سيدة تونسية اتهمته بالاعتداء عليها بعنف في الشارع. وقررت الشرطة احتجاز بن بريك بتهمة «الاعتداء بالعنف الشديد والاعتداء على الأخلاق الحميدة». وتصل عقوبة هذا الاتهام إلى السجن ثلاث سنوات. ويُتوقّع أن تبدأ محاكمته يوم 19 الحالي في قضية اعتبرتها منظمة «مراسلون بلا حدود» الفرنسية «ملفقة»، مطالبة بإخلاء سبيل بن بريك «لأسباب إنسانية بانتظار محاكمته».   تعرّض الصحافي سليم بوخذير للخطف والضرب كذلك تتواصل محاكمة الناشط الحقوقي زهير مخلوف المسجون منذ 21 تشرين الأول (أكتوبر)، على خلفية نشره تحقيقاً مصوراً على الإنترنت يتناول ظروف العمل المزرية في مصانع الخزف في محافظة نابل شرق العاصمة التونسية. وتحدثت تقارير صحافية عن بدء مخلوف إضراباً عن الطعام بهدف إطلاق سراحه. وذكر مراسل «الجزيرة» من تونس لطفي حجي أنه تعرض الخميس الماضي لدى وصوله إلى مطار تونس ــــ قرطاج إلى هجوم لفظي من شخص مجهول على مرأى من ضباط المطار. وصرّح الناشط الحقوقي المولدي الزوابي الذي يراسل إذاعة «كلمة» الإلكترونية أنه كان عرضة لتهديدات بلغت حد مداهمة منزله في ساعات متأخرة من الليل. هكذا بدل أن تتجنّد السلطة التونسية في بداية ولايتها الجديدة لتنقية المناخ الإعلامي المنغلق بطبيعته، ها هي توظف الجهاز القضائي وأساليب «البلطجة»، بهدف إسكات الأقلام النادرة التي تجرأت على الكتابة باستقلالية، فما الذي تخفيه الأيام المقبلة؟     (المصدر: جريدة الأخبار ( يومية – لبنان) بتاريخ 03 سبتمبر 2009 ) 


ماذا يحدث في مطابخ السُّلطة؟ فضح أسرار شخصيّة
لرئيس اتّحاد الصناعة والتّجارة وهجوم عنيف على الطّاهر بلخوجة


توفيق العيّاشي  
لا يبدو رئيس اتّحاد الصّناعة والتجارة السيد الهادي الجيلاني في أفضل حالاته خلال الأيّام الأخيرة، فقد أصبحت احدى جوانب حياته الخاصة محور جدل على شبكة الانترنت بعد أن قامت « جهة مجهولة » بإحداث حساب افتراضي باسمه في موقع « فايس بوك » وروّجت له صورا حميمة تجمعه مع ما وُصفت بـ »عشيقته » إلى جانب نشر تعليقات تعبّر على لسانه عن استعداده لتسلّم رئاسة البلاد سنة 2014 . وقد أظهرت الصّور التي وقع تداولها بشكل واسع على شبكة « فايس بوك » امرأة تُدعى، حسب مصدر ترويج الصّور، « بسمة قونار طرابلسي » مرفوقة بتعليق على لسان « منتحل » صفة السيّد الهادي الجيلاني جاء فيه : » بسمة قنار طرابلسي حبيبتي إلى الأبد وسيّدة تونس الأولى في المستقبل ». كما أُرفقت إحدى صور السيّد الهادي الجيلاني بدعوة للتصويت له في الانتخابات الرّئاسيّة 2014 ، وقد عنون « منتحل » صفة رئيس اتّحاد الصّناعة والتجارة إحدى ألبومات الصّور الخاصة التي قام بتنزيلها بجملة « رئيس تونس لسنة 2014. هذه الصّور التي سارعت إلى ترويجها عدّة مصادر ووقع تداوُلها على نطاق واسع، قرأها البعض على أنّها محاولة منظّمة وجادة تسعى من ورائها بعض الأطراف النّافذة إلى تصفية حسابات سياسيّة مع السيّد الهادي الجيلاني خاصة في الجانب المتعلق بمحاولة تسويق اسمه كمرشّح للانتخابات الرّئاسيّة سنة 2014، وهو الطّموح الملغوم الذي يدرك مروّجو الصّور أنّه قد يعجّل بنهاية أمجاد رئيس اتّحاد الصّناعة والتجارة قريبا.وقد تردّد في بعض الأوساط المقرّبة من كواليس السلطة أنّ السيّد الهادي الجيلاني قد سبق وتعرّض لاعتداء بالعُنف المادي في منطقة المروج اثر ما رُوّج حول تصريحه في جلسة خاصة بإمكانية خلافته للرّئيس بن على في الانتخابات القادمة، ولم يتسنى التأكد من هذه المعطيات من مصدر رسمي، كما ذهب البعض إلى اعتبار أن حملة التشهير التي استهدفت رئيس اتّحاد الصناعة والتجارة تتنزّل في اطار « حرب أجنحة » بدأت تظهر في معسكر السلطة في إطار تغيّر الموازنات داخل جهاز الحُكم تعدّدت مؤشّراتها خلال الفترة الأخيرة ، فيما ذهب البعض الآخر إلى اعتبار أن تسريب الصّور الحميمة للسيّد الهادي الجيلاني لا يُمكن أن يتجاوز غايات « تصفية حساب عاطفي » يتعلّق بمن ظهرت في الصور إلى جانب « الجيلاني ». وفي معرض ردود الأفعال على نشر الصّور استنكر البعض الّلجوء إلى التشهير وافتعال فضائح تتعلّق بالحياة الخاصة للأفراد معتبرين أن ما تظهره الصّور هو حُريّة شخصيّة متاحة للسيّد الهادي الجيلاني مثلما هي متاحة لغيره من المواطنين، وأنّ من المُهين اللجوء الى فضح الحياة الخاصة للأفراد لتصفية حسابات سياسيّة. ويذكر أنّ الحساب الافتراضي في موقع فايس بوك الذي استعملته الجهة « المُنتحلة » لاسم السيّد الهادي الجيلاني قد تعرّض للحجب منذ يوم الثلاثاء 27 أكتوبر 2009 بعد أن بقي لفترة طويلة في متناول أغلب مستعملي شبكة الانترنت. * هجوم عنيف على الطّاهر بلخوجة وفي خُطوة مفاجأة تعرّض وزير الدّاخليّة الأسبق الطّاهر بلخوجة إلى هجوم عنيف من طرف صاحب إحدى الصّحف الأسبوعيّة التّي خصّته بمقال تهجّمي مطوّل، كال فيه صاحبه الكثير من السُّباب والشّتائم مستعرضا ما قدّمه على أنّه صفحات سوداء من تاريخ الوزير و تعرّض من خلالها إلى ممارساته عندما تقلّد منصب وزير الدّاخليّة وكيف بطش بخصومه السياسيين وتورّط في كثير من ملفّات الفساد مستغلا نفوذه كغطاء لـ »تجاوزاته » التي عددها كاتب المقال . وقد عُنون المقال الذي تهجّم على الوزير الأسبق بـ »المسّاد » الطاهر بلخوجة: بورقيبة يصفه بالبهيم والشّعب « وقد تضمّن المقال عبارات موغلة في الشتم والسّباب المحض BOP يُلقّبه بالطاهرالذي نال ممّا تبقى من المكانة الاعتباريّة للوزير الأسبق. وقد ألمح صاحب الهجوم الى أنّ موقفه جاء ردّا على المقال الذي كتبه الوزير السّابق في صحيفة « الموقف » المعارضة في عددها الصّادر يوم الجمعة 23 أكتوبر2009 والذي أكّد فيه بلخوجة انّ البلاد تشكو « نقصا ديمقراطيّا » و تساءل عن مصير البلاد بعد الانتخابات وعن إمكانيات تطوّر المنظومة السياسيّة خلال حقبة ما بعد بن علي. وقال الطّاهر بلخوجة في مقاله  » لاشيء يضمن أنّ تحوّل الحكم بعد بن علي سيتمّ دون انعكاسات. وهكذا تحوّل الخوف الى حيرة وقد أكّدت كل الشهادات المحايدة وجود نقص ديمقراطي فا قمته تداعيّات المنظومة السياسيّة القائمة على الخلط بين الحزب والدولة ». وجاء ردّ الصّحيفة الأسبوعيّة على قدر كبير من العنف وعكس تحاملا كبيرا على الوزير السّابق ممّا جعل البعض يعتبر أن صاحب المقال لا يمكن ان يتورّع على شنّ هكذا هجوم على وزير سابق كان يحظى بالتبجيل طوال الفترة الاخيرة وذلك دون استشارة دوائر القرار، خاصّة وأن تهجّمات الصّحيفة قد طالت السيّدة وسيلة بورقيبة زوجة الرئيس الرّاحل الحبيب بورقيبة بعد ان اتّهمها كاتب المقال صراحة بالفساد واستغلال النفوذ، واعتبر عدد من الملاحظين أنّ هذا الهجوم يعكس دون أدنى شكّ تغيّرا مفاجأ في الموقف الرسمي من الوزير السّابق على خلفيّة نشره للمقال في صحيفة الموقف وانتقاده للمسار الديمقراطي في البلاد، خاصة تلميحه الى الموقف السلبي من مؤسّسات الحزب الحاكم.، الأمر الذي يعزّزه تركيز صاحب الهجوم على بلخوجة على مسألة معاداة وزير الدّاخليّة السّابق لاجهزة الحزب الحاكم اثناء تقلّده لمنصب الوزارة. ويستند أصحاب هذا الرأي على سوابق الصّحيفة التي شنت هجوما على الطّاهر بلخوشة فيما يتعلّق بتهجّماتها الدوريّة على بعض وجوه المعارضة التونسيّة وهو ما قد يُستشفّ منه أن مواقف وزير الداخليّة الأسبق قد زجّت به في خانة « المعارضة المغضوب عليها »، ويُذكر أنه لم يسبق ان تعرّض الوزير السّابق الطّاهر بلخوجة الى انتقادات حادة من طرف وسائل الإعلام الوطنيّة، بل سبق وأن خصصت له إحدى الصّحف اليوميّة هامشا كبيرا لتقديم مذكّراته السياسيّة، وأُجريت له بعض الحوارات في بعض وسائل الاعلام . وقد مثّل هذا الانقلاب المفاجئ في اتّجاه الودّ الرسمي تجاه الوزير السّابق نقطة تحوّل مفاجئة قد تأشّر إلى ظهور تحويرات كبيرة في خارطة المواقف الرسميّة تجاه عدد من المقرّبين من دوائرها خلال قادم المحطّات . سيرة الطّاهر بلخوجة ولد الطّاهر بلخوجة في مدينة المهديّة سنة 1931 وتخرّج من المدرسة الصّادقيّة سنة 1950 . انخرط في صفوف اتّحاد الطلاب التونسيين، ليُصبح أمينا عاما للاتّحاد سنة 1960. عُيّن سنة 1965 وزيرا مُفوّضا ومُديرا لديوان وزير الخارجيّة، ثم قائما بأعمال تونس في فرنسا، ليُعيّن في ديسمبر من نفس السّنة سفيرا لتونس في دول إفريقيا الغربيّة وفي سنة 1966 عُيّن بلخوجة مديرا لمكتب أحمد بن صالح وبقي في منصبه الى غاية سنة 1967 تاريخ تعيينه مديرا للأمن الوطني الى غاية 1968 ليتقلّد بعد ذلك عديد المهام الدبلوماسيّة في الخارج. وفي شهر ديسمبر من عام 1980 عُيّن بلخوجة وزيرا للإعلام في حكومة مزالي إلى غاية سنة 1983  
(المصدر « الطريق الجديد 152 من 31 أكتوبر الى 6 نوفمبر 2009)


الندوة الدولية للتجمع تبحث في الأزمة العالمية:  »أي منظومة اقتصادية عالمية لضمان الاستقرار والتنمية في العالم؟ » تأكيــــد علــــى تنظيــــم الســـوق الماليـــة..

 


قمرت ـ الصباح: في اطار احتفالات تونس بالذكرى 22 للتحول، نظم التجمع الدستوري الديمقراطي امس ندوته الدولية الواحدة والعشرين التي تنعقد هذه السنة تحت عنوان  »أي منظومة اقتصادية عالمية لضمان الاستقرار والتنمية في العالم؟ » بحضور عدد كبير من الضيوف الاجانب تجاوز عددهم الـ 184 شخصية من 46 بلدا تمثل 69 حزبا سياسيا الى جانب العديد من المشاركات الاخرى المتمثلة في المؤسسات ومراكز البحوث الدولية حيث تم تسجيل مشاركة 24 مركزا. وفي افتتاح الندوة تحدث السيد محمد الغرياني أمين عام التجمع الدستوري الديمقراطي مؤكدا على ما تكتسيه الندوة من طابع استثنائي هذا العام اذ تنتظم الندوة بعد ايام قليلة من اعادة تجديد العهد مع سيادة الرئيس زين العابدين بن علي والفوز الباهر الذي حققه التجمع في انتخابات 25 اكتوبر.هذه الانتخابات التي جسدت كل معايير الديمقراطية والتعددية واكدت التفاف الشعب التونسي حول قائده وحول مشروع 7 نوفمبر وحول البرنامج الانتخابي للرئيس تحت شعار  »معا لرفع التحديات » وهو برنامج سيحقق لتونس وللتونسيين الكثير ويؤمن مستقبلا مشرقا للاجيال الصاعدة. وتقدم امين عام التجمع للرئيس بن علي بأخلص التهاني واعمقها بهذا الاجماع الشعبي حول سيادته. وبخصوص الندوة التي اصبحت تقليدا من تقاليد التجمع الدستوري الديمقراطي منذ سنة 1989 والتي تندرج في اطار الاحتفالات بالتحول الهادئ للسابع من نوفمبر ذكر السيد محمد الغرياني أن الاختيار على بحث موضوع  »المنظومة الاقتصادية العالمية لضمان الاستقرار والتنمية في العالم » جاء اعتبارا لوقع الازمة المالية وتاثيراتها حتى في البلدان المتقدمة وكذلك بهدف تعميق التفكير وتبادل التجارب ووجهات النظر حول هذا الموضوع والبحث عن جذور الازمة وأليات تفادي تكرارها. وتوزعت هذه الندوة على ثلاث جلسات علمية تخللتها نقاشات فكرية كانت الاولى صباحية والثانية مسائية والثالثة ستكون صباح اليوم.. الجلسة الاولى حول موضوع  »الازمة العالمية: جذورها وآليات تفادي تكرارها » حاضر فيها السيد ديديي رايندرس رئيس الوزراء البلجيكي السابق. كما حاضر فيها السيد توفيق بكار محافظ البنك المركزي التونسي. أسباب الازمة والوضع الراهن السيد ديديي رايندرس وزير مالية ورئيس وزراء سابق في الحكومة البلجيكية تحدث عن الازمة المالية العالمية اسبابها وكيفية التصدي لها والحد من انعكاساتها وذكر بان من الاسباب الرئيسية للازمة المالية العالمية عدم القدرة على فهم الواقع المالي وطرق الكسب الهادئ وتاثير عمليات الاقراض والاقتراض والشروط الميسرة للقروض دون الانتباه على قدرة الدائنين على تسديد قروضهم وهو ما تولد عنه عجز اصحاب البنوك عن فهم اليات دخول وخروج السيولة.واضاف السيد رايندرس أن من اسباب الازمة كذلك الانزلاقات المالية وكثرة السيولة وهذا ادى الى صعوبات بدات تظهر منذ مارس 2008 وتسببت في انعدام الثقة بين المتداولين لتجد مؤسسات وحتى بلدان نفسها في حالات افلاس. وكان على المجموعة الدولية ان تتحرك لتتدخل المؤسسات المالية العالمية في محاولة للحد من هذه الازمة وتقدم ضمانات لاعادة رسملة المؤسسات البنكية لتظهر فكرة تقاسم الخسائر حتى لا يتحملها طرف واحد واشار الوزير الاول البلجيكي السابق الى انه لم يكن شخصيا موافقا على هذا الطرح وكان ينظر الى وجوبية ان تقوم المؤسسات بنفسها باعادة رسملة وضعها. وفيما يتعلق بالوضع الدولي الراهن بعد الازمة وسبل التوقي من ازمات مشابهة قال رايندرس: »علينا ان نواصل عمليات التنظيم في السوق المالية وعلينا ان ندمج المزيد من التنظيمات على المستوى الدولي في السوق المالية » ودعا الحكومات الى التواصل والتعامل المشترك في المجال المالي عبر اتفاقيات تبادل المعلومات واعتماد تنظيمات اكثر توازنا واكثر شفافية كما دعا الى اعادة هيكلة المؤسسات المالية العالمية ودعا البلدان المتقدمة ان تبذل المزيد من المجهودات ومساعدة البلدان الاخرى على التخلص من صعوباتها وثغراتها المالية ودعا الى جعل القاطرة جماعية والى التوازن بين الحاجة الى التقدم وتامين النماء المستديم. كيف نجحت تونس في مواجهة الازمة؟ من جهته اشار السيد توفيق بكار محافظ البنك المركزي التونسي الى ان تداعيات الازمة المالية مازالت متواصلة رغم ان العالم بدأ يتعافى منها تدريجيا بعد حالة كساد مالي. وتطرق بكارالى اسباب الازمة وجذورها واليات مجابهتها معرجا على التجربة التونسية في التوقي منها ومجابهتها. وذكر بكار ان الازمة المالية الراهنة كانت الاخطر باعتبار توسعها الجغرافي السريع وتداعياتها على الاقتصاد العالمي. مؤكدا أن السبب المباشر للازمة يتمثل في عجز المستفيدين بقروض عقارية من فئة  »سوبرايم » على الوفاء بديونهم هذا الى جانب اسباب اخرى اولها اندلاع الازمة في فترة شهدت وفرة في السيولة والتساهل في الاقراض والبحث عن الربح السريع من قبل المستثمرين والاعتقاد بان الاسواق قادرة على تعديل نفسها بنفسها مما ساهم في تضخيم الطفرات الاحتكارية التي كان لا بد لها من الانفجاربعد ان تضخم القطاع المالي ليبلغ عشرات اضعاف حجم الاقتصاد الحقيقي. وتعلق العامل الثاني بما آلت اليه السياسة النقدية التوسعية التي تم اعتمادها في الولايات المتحدة وكذلك الاختلالات الهيكلية التي شهدها الاقتصاد العالمي في الثلاثة عقود الاخيرة ولجوء خاطئ الى ادوات استثمارية الى جانب تعويم العملات الذي ادى الى بروز مخاطر جديدة كمخاطر الصرف والفائدة.اما العامل الاخر للازمة فيتمثل في حوكمة الشركات وعدم الالتزام بمبادئ الشفافية في التعاملات والمعايير للرقابة… وتحدث السيد توفيق بكار عن اليات مجابهة الازمة وتفادي تكرارها مشيرا الى أن التدخل الناجع والسريع كان له دور هام في الحد من انتشار الازمة الى جانب الواقعية التي ميزت الاجراءات كما يبرزه اللجوء الى آليات تدخل غير تقليدية على مستوى السياسة النقدية والمالية.وكذلك اتخاذ هذه الاجراءات ضمن توافق دولي لم يشهده العالم من قبل. واستطرد بكار قائلا أن العودة الى النسق المعهود يقتضي احتواء المخاطر الكامنة وادخال اصلاحات هيكلية وضبط مجموعة من التوجهات اهمها ارساء نظم رقابة اكثر فاعلية ووضع اليات انذار مبكر ومراجعة نظم الرقابة وتطوير اساليب الرقابة وكذلك وضع اليات تضمن الملاءمة بين المعايير المالية والاقتصادية وتطوير طرق حوكمة صندوق النقد الدولي وتوسيع صلاحياته. وعدّد توفيق بكار الخطوات التي قطعتها تونس في مواجهة الازمة حيث تم احداث هياكل رصد ولجنة متابعة برئاسة الوزير الاول مما مكن من استباق الاحداث ووضع استراتيجية وطنية ارتكزت اساسا على تامين سلامة الرصيد من العملة الاجنبية وتفادي تحمل ارتفاع كلفة التمويل على الاسواق المالية العالمية بالعدول عن اللجوء لهذه الاسواق وتشجيع المؤسسات التونسية والمتابعة الدقيقة للتطورات التي شهدتها بورصة تونس والعمل على تدعيم الادخار المؤسساتي ووضع جملة من الاجراءات لمساندة المؤسسات المصدرة كليا او جزئيا وتامين النظام المصرفي من تداعيات الازمة والعمل على توفير السيولة ووضع برنامج تنشيط اقتصادي بمبلغ 730 مليون دينار.. واكد بكار ان الازمة اكدت صحة الخيارات التي اعتمدتها تونس والتي تتوافق مع ما خلصت اليه المجموعة الدولية من استنتاجات وتوجهات. دعوة للاقتداء بقواعد الصيرفة الاسلامية قمرت ـ الصباح: تميزت الجلسة الثانية لندوة التجمع بالدعوة إلى ضرورة ايجاد قواعد مالية جديدة تحكم العالم، وإعادة توزيع السلطات داخل المنظمات المالية الدولية وتشريك البلدان الصاعدة والنامية إلى جانب الدول المتقدمة في صنع القرارات الدولية لتفادي تكرار الازمة المالية العالمية. وقد أشاد السيد جون بول كارتورون السفير السويسري الخارق لدى المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة بتونس التي اعتبرها نموذجا فريدا في المنطقة المتوسطية والمغاربية والافريقية، والبلد الذي واجه الازمة العالمية باقتدار. ودعا إلى الاقتداء بقواعد المصارف والبنوك الاسلامية التي لو تم تطبيقها لما شهد العالم أزمة مالية. وكان وزير المالية المغربي السابق قد دعا خلال هذه الجلسة إلى عدم تفويت البلدان المغاربية للفرصة التاريخية لاعادة تموقعها ضمن الخارطة السياسية والاقتصادية العالمية الجديدة الناتجة عن الازمة العالمية. في حين تمحور مقترح وزير الخارجية الايطالي السابق على اعتماد تعاون دولي متعدد الاطراف وتشريك البلدان النامية في وضع سياسات وقواعد جديدة للخروج من تداعيات الازمة العالمية.  
(المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 3 نوفمبر 2009)  


الفايس بــوك»: هواء نتنفّسه أم.. بذاءة نرفضها؟ الثلاثاء 3 نوفمبر 2009 الساعة 09:22:55 بتوقيت تونس العاصمة

 


تونس (الشروق) … «نلتقي على الفايس بوك..» «إقبلني كصديق على الفايس بوك واقرأ وتفرج على ما نشرته».. «افتح حسابا على الفايس..».. أكثر من 850 ألف تونسي لا يتكلمون اليوم إلا هذه اللغة، لغة «الفايس بوك»، الموقع الالكتروني الشهير الذي ما انفك يستقطب ملايين المنخرطين من العالم، ويأتي في المرتبة الأولى التونسيون (مقارنة بعدد السكان) ، وهو ما جعله يتحوّل الى ملتقى «شعبي» على الأنترنات يتقابل فيه الجميع، كبارا وصغارا، رجالا ونساء، أغنياء وفقراء، ومنتمون الى طبقات وفئات اجتماعية مختلفة لتبادل الآراء والمواقف والأغاني والأشعار والتهاني والصور والأشرطة القصيرة والنصوص.. الأمر يبدو الى حدّ الآن عاديا، وهو ما يُكرّس الوجه الايجابي لهذا الموقع الاجتماعي الالكتروني وللأنترنات والتكنولوجيات الحديثة بشكل عام، والتي أتاحت للناس ما لم يكن متاحا سابقا.. لكن بتقدم الأيام، لم يعد الأمر مقتصرا على الوجه الايجابي للفايس بل تجاوزه الى واقع آخر يصفه كثيرون بالخطير، بما أن هذا الموقع أصبح بالنسبة لبعض منخرطيه وسيلة تصفية حسابات ونشر فضائح وتبادل اتهامات ونشر أخبار زائفة والإيهام بجرائم، والأخطر من ذلك اختراق الحسابات الخاصة للمنخرطين وللأصدقاء واستعمالها لهذه الغايات، وهو ما أدى بالبعض الى المثول أمام القضاء بسبب ذلك.. هذا هو الوجه السلبي لـ«الفايس».. فلماذا تحوّل «الفايس بوك» في تونس الى وسيلة لكل هذا؟ وما الذي يدفع بالمنخرطين الى هذه الممارسات؟ وما هي المخاطر التي تنجرّ عنها وعن الاستعمال المكثف للفايس بوك بشكل عام، وما مدى وعي التونسيين بذلك؟ وكيف يمكن الحدّ من هذه الآثار السلبية؟ قبل الحديث عن مخاطر الاستعمال السيئ والخطير لـ«الفايس بوك» يطلق المختصّون والخبراء صيحات فزع وتحذير أخرى من هذا الموقع على غرار انه خاص بالتجسس العالمي وان له صبغة سياسية وأمنية أكثر من الصبغة الاجتماعية…. وإضافة الى ذلك يحذّر المختصون من العواقب الوخيمة الاخرى للفايس، خصوصا اضاعة الوقت.. فهو «موقع ساحر» حسب احد علماء النفس وقد يقضي المنخرط فيه وقتا طويلا امام الحاسوب دون ان يشعر الى درجة أنّه ينشغل عن اداء مهامه وواجباته المهنية والاجتماعية والعائلية والدراسية لذلك فإن الاحتياط من «الفايس» يبدأ منذ البداية قبل الخوض في تفاصيله. هواء نتنفّسه! نظرا لسهولة الانخراط فيه والدخول اليه واستعمال تطبيقاته تحول موقع «الفايس بوك» الى الصفحة الاكثر تواجدا على شاشات الحواسيب على امتداد الليل والنهار، وتحول الى الصفحة التي يبدأ بها مشتركو الانترنات «نشاطهم» على الحاسوب… «لم تعد تهمني الصفحات التي كانت في السابق مفضلة عندي، مثل صفحات الغناء وصفحات الرياضة، بل أصبحت أبدأ دوما بموقع الفايس وأبقى معه طوال فترة ابحاري على الانترنات…» يؤكد عادل السياري (موظف) على اعجابه وانبهاره بهذا الموقع السحري.. أما أيمن (تلميذ) الذي اعترف بغرامه الشديد بالـ«F.B» وهي التسمية التي أصبحت متداولة اكثر اختصارا لعبارة «Face book» حسب قوله، فيؤكد ان ابحاره على الانترنات اصبح مقتصرا على هذا الموقع ولم يعد يلتفت الى المواقع الاخرى «كل مرة أدخل محلا عموميا للأنترنات أجد نفسي منساقا لاشعوريا نحو «الفايس بوك» يضيف أيمن. ويذهب مروان في السياق ذاته بالقول ان «الفايس بوك» يكاد يتحول الى هواء يتنفسه المنخرطون فيه..لقد أصبح يشغلهم عن كل المواقع الالكترونية الأخرى، بل ويشغلهم عن التزامات أخرى كالدراسة والعمل والعائلة..» ويضيف مروان ان «بعض المنخرطين يقضون كامل النهار على الفايس وبعضهم يسهر الى ساعات أخيرة من الليل معه!». واعون بالخطر ما يثير الانتباه هو ان المنخرطين في موقع «الفايس بوك» واعون جميعا بهذه المخاطر، لكن «الجانب الايجابي لهذا الموقع طغى على جوانبه السلبية» حسب محمد فاتح عمار (طالب مرحلة ثالثة حقوق) مضيفا أنه لا يوجد اليوم منخرط واحد في «الفايس» غير واع بخطر إضاعة وقته وانشغاله عن واجباته والتزاماته وغير واع ايضا بامكانية حصول مشاكل له بسبب ما ينشره او ما يكتبه من تعاليق على ما ينشر او بسبب ربطه علاقات صداقة مجهولة مع منخرطين آخرين.. لكن حبّ البحث عن المعلومة الجديدة وعن الصور النادرة والغريبة وعن الحقائق وعن تبادل الآراء والمواقف مع الاصدقاء يطغى دوما على المخاطر المحتملة.. لذلك يحبّ الناس الفايس ولا يستغنون عنه . مرضى ذلك ما يصف به منخرطو «الفايس بوك» بعض المنخرطين الآخرين الذين يستغلّون الموقع لغايات أخرى غير التعارف وتبادل الآراء والصور والمواقف ونشر الأخبار النافعة للناس.. «مثلما يوجد هواة إثارة المشاكل والإضرار بالغير وبث البلبلة والاشاعات في الحياة العادية، يوجد أمثالهم على «الفايس بوك»، وقد يكون الأشخاص أنفسهم» يقول عادل.. ويقول رشيد ان «كل من يعمد الى الإضرار بغيره على «الفايس بوك»، بأية طريقة كانت لا يمكن وصفه سوى بالمريض الذي يعاني من خلل نفسي ما… وإلا بماذا نفسّر هذه الظاهرة، فلو كان إنسانا معتدلا نفسيا واجتماعيا لما فعل ذلك». ويرى يوسف بن ضيف الله (طالب بكلية الطب بتونس) أن «المنخرط في «الفايس بوك» عليه التمييز عند اختيار أصدقائه بين أصحاب النوايا الحسنة وأصحاب النوايا السيئة حتى لا يقع ضحية أية مضرة في يوم من الايام». ويؤكد الاخصائيون النفسانيون هذا الانطباع مشيرين الى ان «الفايس بوك» تحوّل الى ملاذ بالنسبة الى كل من لا يجد فرصة على أرض الواقع لإلحاق مضرّة بالغير.. حرية بشهادة كثيرين فإن ما يستهوي في «الفايس بوك» هو الصبغة الحرة للفضاء الذي يتيحه.. وهو ما ذهب اليه السيد حسان القصّار (أستاذ جامعي في العلوم الاجتماعية والديمغرافيا) الذي يرى ان «حرية تلقي المعلومة او اعطائها باتت غاية يبحث عنها اليوم الجميع في ظل هذا الانفتاح الالكتروني العالمي، وهو ما جعل من«الفايس بوك» يدير إليه الأعناق بشكل لافت بما في ذلك اعناق التونسيين». لكن هذه الحرية التي تبقى في كل الحالات أمرا محبذا في الشعوب ـ حسب السيد حسان القصار ـ تتطلب في ظل ذلك شيئا من الاحتياط خاصة انها يجب ان تتوقف عندما تبدأ حرية الغير، وانها يجب ان تحترم الخصوصيات الذاتية للغير، ولا تتسبب في مشاكل لهم مثل ما يحصل بين الحين والآخر لبعض المنخرطين.. وهو ما يعني حسب رايه ضرورة إيلاء الجانب القانوني «الفايس بوك» اليوم أهمية كبرى في الدول حتى تقع معاقبة كل من لا يحترم هذه الحرية تقني شأنه شأن بقية المواقع الالكترونية والاجتماعية الآخرى فان «الفايس بوك» يعاني من مشكل القرصنة الالكترونية او الاختراق، حيث بالامكان في ظل تطور التقنيات الدخول الى حسابات المنخرطين وفك شفرة كلمة السر (Mot de passe) ووضع صور او معلومات او بيانات سرية وتشكل خطرا على الحياة العائلية او المهنية او الدراسية لصاحب الحساب دون علمه … كما ان مرتكب القرصنة او الاختراق بامكانه ان يسب او يشتم او يتفوه بكلام بذيء على الفايس بوك، ويعتقد بقية المنخرطين انه صادر عن صاحب الحساب الأصلي وهو ما يدفعهم الى الرد عليه او التشكي به للقضاء مما يتسبب له في مشاكل لا ناقة له فيها ولا جمل. ويرى محمد طارق (اخصائي في الاعلامية والانترنات) انه للأسف الشديد أصبحت هذه الاختراقات وفك شفرات كلمة السر ممكنة بفضل ما تتيحه بعض المواقع الالكترونية الخاصة … وهذا الأمر لا يمكن تجنبه تقنيا ولا يمكن حتى لأجهزة الرقابة التابعة للدولة التفطن له … لأن «اللّي يسرق يغلب اللّي يحاحي» وتبقى الوسيلة الوحيدة لمستعملي الانترنات والمنخرطين في مختلف المواقع الالكترونية حسب المتحدث هو تجنب استعمال كلمة سر سهلة او ذات علاقة بالعائلة او بمحيط العمل او الدراسة (مثل استعمال اسم أحد افراد العائلة او اسم الشركة التي تعمل بها او اسم مؤسسة الدراسة او نوع السيارة ككلمة سر) لانه يمكن التفطن لها من قبل هواة القرصنة المقربين من المعني بالأمر …ومن الافضل استعمال كلمة سر لا علاقة لها تماما بالمحيط الذي يعيش فيه المعني بالأمر. وعلى العموم فان مزيد التوعية والتحسيس بهذه المخاطر وبطرق تجنبها تبقى الوسيلة الوحيدة لتفادي خطر الفايس بوك فضلا عن ضرورة الانتباه عند استعمال هذا الموقع وعدم اطلاق العنان للأصابع لتكتب وتنشر ما تشاء عليه ولتختار كل من هب ودب ليكون صديقا على الفايس».. تحقيق فاضل الطياشي (المصدر: النشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية الصادرة يوم 03 نوفمبر 2009)  

 


بنك إسلامي تونسي.. لمَا تستحي الصحافة التونسيّة من هذا الاسم؟؟؟

 


تونس- الحوار نت : « ملك أكثر من الملك » هل ينطبق هذا المثل على المؤسسات الإعلامية في تونس وخاصة منها الرسمية بشكلها المباشر أو غير المباشر، هل يعيش الإعلام في تونس تحت وطأة هاجس الحذر المرضي يمسي ويصبح عليه؟! هل أصبح يزايد على نواة النظام المتصلّبة ويغالي على مغالاتها؟؟!! كل هذه التساؤلات المشوبة بالحيرة يدفعنا إليها هذا التعاطي المرضي للإعلام مع كثير من القضايا الحسّاسة وربما العادية حتى التي تستجد في البلاد.. آخر هذا التعاطي المتردّد المريض يخصّ الإعلان عن بعث بنك الزيتونة ذي المعاملات الإسلامية، فرغم أنّ رخصة الإنجاز صدرت من أعلى سلطة في البلاد ورغم أنّ المالك ليس إلا صهر الرئيس نفسه، رغم هذه الخلفية القوية الدافعة إلاّ أنّ بعض وسائل الإعلام المحلية والسبّاقة في مجالات الإطراء والثناء والتصفيق بدت محتشمة في الإفصاح عن طبيعة هذا المشروع وتجنّبت كلها تقريبا كلمة « البنك الإسلامي » وابتكرت مصطلحات خاصة لتستعيض بها عن كلمة – إسلامي – فصحيفة تطلق عليه البنك ذي الخصوصيّة، وأخرى مصرف الزيتونة، وغيرها بنك شمولي، ثم البنك الحدث… المهمّ هو الاستنجاد بأية عبارة واستهلاك أطنان من الكلمات وقطع أميال من الالتفاف لتتجنب وسائل الإعلام هذه المسكونة بالهوس والخوف أو بالعداء كلمة – إسلامي -!!!! . يأتي هذا في الوقت الذي ما فتئ صاحب المشروع وصهر الرئيس والمرشح لمهمّات أخرى..، يعلن دون ملابسات أنّ البنك يخضع للمعاملات الإسلاميّة حيث صرّح بذلك في عدّة محطات: »…وقمنا للغرض بالاستعانة بأفضل الخبرات الدولية والكفاءات الوطنية في المجالات المالية والبنكية وخاصة منها المختصّة في ميدان المالية الإسلامية ». هل أصبحنا مطالبين بالنزول إلى ما تحت الحدود الدنيا لنقول لصحافتنا الموقرة إذا كنا لا نطمع في الاستقلاليّة الصحافيّة لا من بعيد ولا من قريب فلا أقل من أن تحترم وسائل الإعلام هذه التصريح الذي أصدره الرئيس والذي بموجبه وُقّع تأسيس بنك الزيتونة الإسلامي. عشرات التقارير تعرضت إلى هذا المشروع وجرّدت تفاصيله من يد عاملة متوقع استقطابها إلى رأس المال وشركاء وطنيين عرب وأجانب مرورا بالآفاق التي من المتوقع أن يفتحها والاستثمارات التي سيجلبها، أرقام تفصيلية ودراسات نقّب عليها أصحابها ونشروها إكراما لمالكي المشروع وإن كان فيه من المنغّصات ما فيه… ما ضرّهم لو جعلوه « البنك اللائكي التونسي » كانت كثيرا من الأقلام ارتاحت من البعبع الذي يقض مضجعهم كل حين!! إذ لا نطالب من هذه المنابر أن تتعرض بالتفصيل إلى اللجان الشرعية التي ستشرف على معاملات البنك كما أنّنا لا نطلب منها أن تفرد مساحات تتعرّض من خلالها إلى تبادل الخبرات بين مصارف إسلامية عريقة تدار من طرف إسلاميّين في غالبيتهم خليجيّين وبين مصرف الزيتونة الناشئ ولا حتى التعرّض للدورات التي ستقدّمها هذه المصارف الإسلامية لكادر المسير للمصرف الإسلامي التونسي.
 
(المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 2 أكتوبر 2009)
 


منتدى المستقبل في مراكش.. تحديات كبيرة

 


 توفيق المديني  
يعتبر «منتدى المستقبل» الذي بدأت فعالياته في مدينة مراكش البارحة، (الإثنين 2 نوفمبر الجاري)، وعلى مدى يومين، تحت الرئاسة المشتركة للمغرب وإيطاليا، باعتبارها رئيسة مجموعة الثماني،  برسم العام الجاري، والذي سيشهد مشاركة مجموعة من الدول العربية و الأجنبية، و عدد من الوفود الممثلة لمنظمات حكومية وقوى اقتصادية أعضاء ضمن مجموعة الثمانية التي تضم كلا من المانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا واليابان وبريطانيا وروسيا ،إضافة إلى نحو عشرين بلدا من منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا الى جانب اللجنة الاوروبية والجامعة العربية‏، استمراراَ للمؤتمرات السابقة التي عقدت في إطارمايسمى« مشروع الشرق الأوسط الكبير»الهادفة  إلى تطوير الديمقراطية في العالم العربي , علماً أن المؤتمر الحالي لا يحمل أية مبادرات جديدة لتشجيع الإصلاح الديمقراطي الحقيقي. من الجدير بالذكر أن منتدى المستقبل هومبادرة  مشتركة  بين البلدان  الأعضاء في مجموعة الثماني  وبلدان  الشرق الأوسط و شمال إفريقيا ، تم إطلاقها  في شهر يونيو 2004خلال قمة مجموعة الثماني ، التي عُـقدت في مدينة سي أيلاند (ولاية جورجيا الأمريكية(، وتناولت بدرجة أساسية مسألة التنسيق فيما بينها حول ما يتعلق بالإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتعليمي في منطقة الشرق الأوسط الموسع أو الكبير التي تمتد من المغرب إلى أندونيسيا. وعقد منتدى المستقبل مؤتمره الأول في المغرب يوم11ديسمبر , بمشاركة أكثر من عشرين دولة عربية وأجنبية من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وممثلين عن مجموعة الثماني على مستوى وزراء الخارجية والمالية, وركز المنتدى في ذلك الوقت بصفة خاصة على الإصلاحات السياسية والاقتصادية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إضافة إلى محاولة إيجاد حلول لمشكلات الحدود في منطقة المغرب العربي، والنزاع المغربي الجزائري حول الصحراءالغربية والخلاف الليبي الموريتاني. هناك شبه إجماع في العالم العربي على أن منتدى المستقبل يهدف إلى النهوض بالمجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية بتناسق مع القيم والخصوصيات الثقافية والدينية والحضارية لمختلف بلدان المنطقة.‏  فبعد أن كانت مهمة «إصلاح المنطقة» تحتكـرُها الولايات المتحدة من خلال مشروع الشرق الأوسط الكبير، الذي طرحته إدارة الرئيس بوش السابقة ، أصبحت المهمة دولية، وتتولّـى الإشراف على تنفيذها ومتابعة مراحلها كُـبريات الحكومات الغربية. و كان الرئيس الأميركي  السابق جورج بوش  تحدث عن «جلب الديمقراطية» إلى العالم العربي منذ عام 2002. و منذ ذلك التاريخ , فإن الموقف الشعبي  في العالمين العربي والإسلامي تلون بقدر عالي من القتامة و الكراهية الشرسة للولايات المتحدة الأمريكية , و ذلك للأسباب التالية : أولا:التطابق الإستراتيجي في الرؤى و المواقف  بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل إزاء كيفية التعامل مع الصراع الفلسطيني –الإسرائيلي ,  وإعطاء الرئيس الأميركي السابق بوش  الضوء الأخضرلحكومة شارون  السابقةبتصفية المقاومة الفلسطينية , و بالتالي تصفية  القضية الفلسطينية , تجلى ذلك في التحول الرئيسي في الموقف الأمريكي من المستوطنات وحق العودة  و بناء السور من خلال خطاب الضمانات الذي سلمه بوش لشارون والسماح له بتجزئة المرحلة الأولى من خارطة الطريق إلى عدة مراحل أدت إلى تأجيل احتمالات تنفيذها من المستقبل المتوسط إلى المستقبل البعيد.  ثانيا : عملية غزو العراق واحتلال الولايات المتحدة لدولة عربية وهي سابقة تاريخية تجعل العرب ينظرون إلى الولايات المتحدة كامتداد لمرحلة الاستعمار البريطاني والفرنسي لأراضيهم. ثالثا: لقد أدى تصاعد التهديدات الأمريكية لسوريا وإيران إلى تعميق الشعور بأن الولايات المتحدة تسعى للهيمنة الإقليمية وتنفيذ خطة القرن الأمريكي الجديد التي رسمها المحافظون الجدد. رابعاً: استمرار التصعيد ضد السودان حول أزمة دارفور حتى بعد أن رضخت حكومته للضغوط الأمريكية وقبلت بتقاسم السلطة والثروة مع الجنوبيين. خامساً:تردي العلاقات الأمريكية في عهد إدارة بوش السابقة  مع الدول العربية الصديقة ، و لا سيما المملكة العربية السعودية ومصر وانحسار علاقات التعاون الاستراتيجي معها,ونزوع الولايات المتحدة إلى تجاهل التشاور مع الأطراف العربية حول خطط الإصلاح قبل طرح مبادرتها المسماة «الشرق الأوسط الكبير»مما زاد الشكوك العربية حول رغبة واشنطن في فرض التغيير على العالم العربي. إن منتدى  المستقبل هوطبعة جديدة ومنقحة من مبادرة الإصلاح في الشرق الأوسط الكبير، التي أطلقتها الإدارة الأميركية السابقة  عقب احتلال العراق، وقوبلت في حينها بقلق وشجب في العالمين العربي والإسلامي، واعتبرتها حكومات عربية عدة محاولة لفرض المنظومة  القيمية الغربية.وينزع الغرب الذي تقوده الولايات المتحدة إلى استخدام اسم « الشرق الأوسط  و شمال إفريقيا »عند الحديث عن المنطقة العربية ،والكف عن استخدام اسم «الوطن  العربي أو العالم العربي »وذلك في نظرته  التفكيكية ، والابدالية ، والاستملاكية ، والاقتلاعية للعرب . ويطرح المحللون الغربيون المهتمون بمؤتمر مراكش السؤال التالي :ما هو القطاع من المجتمعات العربية الذي ستعمل معه مجموعة الثماني لإحداث التغيير والإصلاح؟ فإذا اقتصر عمل الإدارة الأمريكية و الدول الأوروبية الرئيسة  على التعاون مع الحكومات العربية الراغبة في اتخاذ خطوات الإصلاح، فإن نطاق الإصلاح سيكون أضيق بكثير مما لو اختارت مجموعة الثماني أن تتعاون مع مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، إضافة إلي الحكومات الراغبة.فهناك تحديات جمّـة تواجه تنفيذ مشروع الإصلاح الديمقراطي في العالم العربي ، أولها عدم وجود آلية لضمان تحرك دول المنطقة بالفعل نحو الإصلاح السياسي، لا من خلال ربط المساعدات الخارجية بمدى ما تحقق من خطوات الإصلاح، ولا من خلال منح حوافز لتشجيع التحرك نحو الإصلاح المنشود، وبذلك، لم يحدد مؤتمر مراكش استراتيجية واضحة للتنفيذ. كما أن هناك تحدياً آخر يتمثل في أن المشاعر المعادية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وصلت إلى ذِروتها بسبب الإنحياز الأميركي المطلق لإسرائيل من ناحية، وتداعيات الحروب الأميركية في العراق و أفغانستان  من ناحية أخرى  , وهوما جعل الولايات المتحدة الأمريكية  مكروهة في المنطقة , الأمر الذي  يصعب فيه الاستجابة لأي دعوة أميركية إلى الإصلاح في «الشرق الأوسط ،وشمال إفريقيا».   كاتب من تونس (المصدر:صحيفة أوان (يومية-كويتية)،رأي، بتاريخ 3 نوفمبر 2009)


علي الصلابي: الاسلاميون في ليبيا يؤيدون منح منصب رسمي لسيف الاسلام القذافي

 


علي الصلابي طرابلس ـ اكد علي الصلابي الشحصية المقربة من التيار الاسلامي الليبي ان قادة الجماعات الاسلامية وعلماء ومشايخ ليبيا يؤيدون مشروع الاصلاح الذي يقودة سيف الإسلام نجل الزعيم معمر القذافي ويدعون الى تضافر الجهود الوطنية لتمكينه من تحقيقه. وجاء في بيان تسلمت فرانس برس نسخة منة نقلا عن علي الصلابي الذي قاد الحوار مع الجماعات الاسلامية المقاتلة، « ان قادة الاخوان المسلمين في داخل ليبيا وقيادات الجماعات الليبية المقاتلة وعلماء ومشايخ ليبيين يدعمون المشروع الاصلاحي الذي يقودة سيف الاسلام من أجل بناء دولة القانون والمؤسسات ». وأضاف الصلابي « إن قادة الإخوان أبلغوه بأنهم ممتنون لجهود سيف الإسلام، التي بذلها لطي ملفهم، بدءا من إخراجهم من المعتقلات رغم الأحكام العالية التي تراوحت بين الإعدام والسجن المؤبد في حق أغلبهم، وانتهاء بجهوده في إرجاعهم للجامعات ووظائفهم وتعويضهم » وبحسب الصلابي، فان قادة الجماعة الاسلامية المقاتلة الموجودة حاليا بالسجن دعوا سيف الاسلام الى « استكمال جهوده حتى يتم الإفراج عنهم وينالوا حريتهم، ويتمكنوا من المساهمة والمشاركة في بناء ليبيا الغد ». وشدد الصلابي، الذي يقيم في قطر، على ان « الإصلاح لا يمكن أن يقوم به فرد واحد، وسيف الإسلام لا يملك عصا سحرية، ولا بد من تضافر كل الجهود الوطنية من حوله، بلا إقصاء ». واطلقت ليبيا مطللع تشرين الاول/اكتوبر سراح 88 اسلاميا ينتمون لتنظيم القاعدة او مقربين منه، من بينهم 45 اعضاء في الجماعة الاسلامية المقاتلة. ورشحت القيادات الاجتماعية الشعبية التي تضم وجهاء القبائل والمناطق الذين يعدون نظريا اصحاب اعلى سلطة تنفيذية في ليبيا، الشهر الماضي سيف الاسلام القذافي « منسقا عاما » لها ليتولى رئاستها. وجاء ترشيح سيف الاسلام لهذا المنصب الذي يعادل منصب رئيس للدولة يتمتع بصلاحيات تمكنه من الاشراف على البرلمان والحكومة، بعدما طالب والده بايجاد منصب رسمي له لتنفيذ برنامجه الاصلاحي الذي يقوده منذ سبع سنوات، الا انه تعثر لانه لا يشغل اي منصب رسمي يتيح له المضي بهذا البرنامج. ويفترض ان يصادق مؤتمر الشعب العام (البرلمان) على تعيين سيف الاسلام في هذا المنصب. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  03 نوفمبر 2009)


معركة النقاب تحتدم في مصر

 


القاهرة (رويترز) – تقول رقية محمد التي تعمل مدرسة بالمرحلة الابتدائية انها تفضل الموت عن خلع النقاب مما يضعها في قلب معركة يشنها علماء دين تدعمهم الحكومة المصرية للحد من انتشار ما يرونه تيارا اسلاميا متشددا. وتريد المؤسسة الدينية الرسمية في مصر من المعلمات مثل رقية خلع نقابهن أمام الطالبات وهو ما أثار رد فعل قويا من الاسلاميين الذين يقولون ان النساء ينبغي أن يكن قادرات على اختيار تغطية وجوههن بما يتوافق مع عقيدتهن. وتضيف رقية « ارتديت النقاب لانه سنة. النقاب يجعلني أقرب الى الدين وأقرب الى هيئة زوجات النبي اللائي اعتدن ارتداءه. « أعرف ما يجعل الله ورسوله يحبانني وليس هناك شيخ يمكنه أن يقنعني بغير ذلك. أفضل الموت على خلعه حتى داخل الفصل. » وخاضت مصر – وهي مسقط رأس الرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري- معركة على مستوى محدود مع الاسلاميين في التسعينات وشهدت هجمات متفرقة شنها متشددون اسلاميون استهدفت السياح الاجانب في البلاد منذ ذلك الحين وتسعى الحكومة لقمع المعارضة الاسلامية قبل الانتخابات البرلمانية العام المقبل والانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2011. وانتشار النقاب المصحوب بالتفسير المتشدد للاسلام هو تذكرة قوية للحكومة بالتهديد السياسي الذي ستمثله أي عودة جديدة للتيار الاسلامي النابع من منطقة الخليج حيث يذهب كثير من الشبان المصريين للعمل. واحتدم الجدل حول النقاب الشهر الماضي بعدما أمر الامام الاكبر محمد سيد طنطاوي شيخ الازهر تلميذة بنزع نقابها أثناء زيارته للمعهد الازهري الذي تدرس فيه. وأصدر طنطاوي بعد ذلك بيانا يحظر فيه ارتداء النقاب في المدارس الازهرية المخصصة للبنات قائلا انه ليس هناك ما يدعو الطالبات لتغطية وجوههن في عدم وجود الرجال. وأيد مركز البحوث الاسلامية التابع لجامعة الازهر القرار بعد ذلك قائلا ان على الفتيات خلع النقاب داخل الفصول الدراسية الخاصة بالبنات والتي يقوم بالتدريس فيها مدرسات من النساء فقط وفي قاعات الامتحانات الخاصة بالفتيات وفي المدن الجامعية الخاصة بالطالبات الا في حضور الرجال. كما دعت وسائل الاعلام الرسمية النساء الى اظهار وجوههن بحجة أن النقاب له تداعيات « مدمرة » على المجتمع. وبينما تعتقد غالبية المصريات أن الحجاب فرض فان عددا من الفقهاء يقولون ان تغطية الوجه واجبة أيضا. ولكن محللين يقولون ان عددا متزايدا من المصريات يتركن الحجاب البسيط ويخترن ارتداء النقاب مما يعكس تأثير الفكر الوهابي الصارم على مجتمع محافظ ومتدين بطبعه. وتقول هالة مصطفى المحللة السياسية « هي عادة ليست مصرية زادت جدا في الفترة الاخيرة بحكم التأثير الكبير لبعض الثقافات الخليجية. » وتضيف أن ظاهرة التيارات الدينية ذات المنحى المتشدد والمرتبطة بأصول وهابية زادت في مصر خلال الثلاثين عاما الاخيرة مما جعل المجتمع المصري يتقبلها ويتحول الى مجتمع منغلق بشكل أكثر. وعلى عكس السعودية وايران لا تلزم مصر النساء بارتداء الحجاب ولكن يعتقد أن ملايين المصريات اللائي عملن في بلدان خليجية مثل السعودية هم مصدر انتشار الفكر الوهابي. ومنذ ما لا يزيد على ثلاثين عاما كان من المألوف أن ترى الطالبات في جامعة القاهرة الرائدة يرتدين تنورات قصيرة وبلوزات بلا أكمام. وكانت النساء تسير على شواطئ الاسكندرية بلباس البحر في وقت كان المجتمع فيه اكثر تحررا وتساهلا فيما يبدو. ويقول محللون ان الحجاب يعتبر مؤشر حالة وينتشر بين الطبقات محدودة الدخل. وكان من النادر أن ترتدي امرأة تنتمي للطبقتين العليا والمتوسطة الحجاب في سن مبكرة وحتى من ترتديه منهن فهي ترتدي لونا من الحجاب يساير الموضة. ولم يكن النقاب منتشرا في ذلك الوقت. ولكن النقاب أصبح أكثر انتشارا. فأصبح من المألوف أن ترى نساء يرتدين عباءات سوداء في أفخم مراكز التسوق والفنادق ذات الخمسة نجوم كما أنه مألوف في المناطق العشوائية. ويقول محللون ان مواجهة التفسيرات المتشددة للاسلام قد تكون رحلة طويلة تتطلب تحديدا ادخال اصلاحات على منظومة التعليم التي سمحت لمعلمات منتقبات بالتدريس للاطفال. وتقول هالة ان قرارات الازهر يجب أن تصحبها مواجهة فكرية حتى يصبح هناك فكر معتدل. والمحاكم المصرية لها تاريخ في الحكم لصالح من ترتدين النقاب داخل الجامعات. وفي عام 2007 قضت محكمة لصالح باحثة منتقبة منعتها الجامعة الامريكية في القاهرة التي يراها الكثيرون على أنها قلعة التعليم الغربي المتحرر في مصر من دخول منشآتها. وقالت المحكمة ان ارتداء النقاب حرية شخصية ودينية. وتنتاب المواطن المصري العادي مشاعر متضاربة ازاء النقاب اذ يقول البعض انه ينبغي أن يحظر لاسباب أمنية حيث يمكن للمجرمين استخدامه للتخفي والهرب من الشرطة. ومن ناحية أخرى يشيد به اخرون لانهم يرونه الطريق الصحيح للوفاء بالفروض الدينية أو على أساس أنه طريقة مثلى لحماية المرأة من ظاهرة التحرش الجنسي رغم أن دراسة أجريت حديثا أظهرت ان النقاب لم يكن له تأثير كبير على معدلات التحرش الجنسي في مصر. ويقول أبو دنيا وهو سائق سيارة أجرة يشاركه الكثير من المصريين في وجهة نظره « اذا كان الرجل لا يرى شيئا من المرأة فلماذا يتحرش بها….. لنتخيل اذا ارتدت جميع النساء النقاب ستكون الاحوال أفضل. » من مريم قرعوني (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 3 نوفمبر 2009)  

 

Home – Accueil الرئيسية

 

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.