الثلاثاء، 29 أغسطس 2006

Home – Accueil الرئيسية

 

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2290 du 29.08.2006

 archives : www.tunisnews.net


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بيان

محيط : تونس توسع من خططها الأمنية للتصدي إلى عمليات الهجرة غير الشرعية أخـبـار الوحــدة الوحدة: الهاتكون بحجاب المستقبل والغيب – مواسم موزعات الحظ وباقي الأوهام والهواء

الوحدة: حول مؤتمر اتحاد الشغل

ميدل ايست اونلاين: تونس تتجه نحو التحرير الكامل للدينار

آكي: تونس تنوي اتخاذ إجراءات مالية نحو التحرير الكامل لعملتها

الشروق: الوحدة الشعبية: استثمار انتصار المقاومة اللبنانية، ومواصلة الاصلاح السياسي أهم نقاط المكتب السياسي

تحقيقات «الصباح»:فبركة وترويج لاشاعات وتحيل عبر الانترنات والتعدي على حرمة العائلات عن طريق الهاتف الجوال

محمد العروسي الهاني: حول المقترحات الشجاعة و الجرئية تبعا للرسالة المفتوحة الموجهة إلى سيادة الرئيس:  خاتمة الرسائل

الفة جامي: نظام الاشتراك في الأملاك بين الزوجين: هل حانت مرحلة التقييم ؟..

محمد عمار: التونسي بين نعمة القروض الاستهلاكية والسلفة ونقمة مخلفاتهما

نصر الدين بن حديد: ردّا على فضيلة الدكتور خالد شوكات – التاريخ قمّة… والمواقف ثمّة…. والرجولة همّة… ولكلّ أن يختار

د. خالد شوكات: الي متي يظلّ العرب يطربون للكلمات؟

رؤوف مسعد: ردا على غضب حسونة المصباحي

محمد أبو رمان : أميركا والإسلام السياسي.. هل ثمة أرض مشتركة؟  

د. فوزية ابو خالد: ثقافة المقاومة بديلاً لثقافة الإرهاب أو المداهنة

خميس قشة: مسلمو أوروبا يشكون  » عدم الاعتراف بالأخر واحترامه »

رويترز: متمرد جزائري سابق يدعو لرفع الحظر عن حزب اسلامي


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »  

حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:


أنقذوا حياة محمد عبو أنقذوا حياة كل المساجين السياسيين

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف: 71.340.860 الفاكس: 71.351831 تونس في: 29 أوت 2006 بيان  
يتعرض بعض أعضاء الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين الى مضايقات من طرف البوليس السياسي فقد وقعت مضايقة كلا من السادة لطفي العمدوني و فوزي الصدقاوي و محمد الجلاصي عندما كانوا بصدد زيارة عائلة السجين السياسي السيد طارق الحجام المقيم حاليا بسجن 9 أفريل بتونس و المصاب بشلل نصفي و بأمراض مستعصية و وقعت محاصرة منزل السجين المذكور الكائن بمنطقة عوسجة بولاية بنزرت ثم وقع اقتحام المنزل من طرف أعوان الأمن المرتدين للزي المدني الذين حاولوا إخراجهم بالقوة لمنع الزيارة متذرعين بأن المطلوب منهم هو اصطحابهم الى مركز الشرطة دون بيان السبب الداعي لذلك .و في يوم الاثنين 28/08/2006 تم اختطاف السيد لطفي العمدوني و الزج به في سيارة الشرطة و اقتياده الى منطقة الأمن بسيدي البشير حيث وقعت مطالبته بالكف عن أي نشاط جمعياتي.
علما بأن السيد لطفي العمدوني يخضع لمراقبة ادارية يقع بموجبها جبره كل يوم على التنقل الى مركز الشرطة و الامضاء بدفتر الحضور و قد كان ذلك سببا في حرمانه من العمل و ممارسة حياته بشكل عادي.
و في يوم الثلاثاء 29/08/2006 وقع اعتراض سبيله من طرف ثلاثة أعوان أمام مكتب الأستاذ محمد النوري المحامي الكائن مكتبه بنهج المختار عطية عدد 33 بتونس و وقع تعنيفه و افتكاك الوثائق الشخصية التي كانت معه.
و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تندد بمثل هذه الممارسات و تدعو السلطات لتمكين ناشطي حقوق الانسان من حريتهم في التنقل و ممارسة نشاطهم الجمعياتي.
رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري

مأساة مساجين الرأي في تونس التضييقات والعقوبات

شهادة السجين لطفي المهيري:

لم يكتفي المدعو عادل بن عبد الحميد مدير سجن صفاقس سنة 1993 بمنع المصاحف بل وصل به الأمر إلى منع كتابة القران على الأوراق  » أوراق علب السجائر » وقد التجأ إلى هذه الطريقة للحفظ, وكل من يتفطن إليه متلبسا أي يمسك ورقة صغيرة بها بعض الآيات القرآنية إلا و كان التعنيف والسجن المضيق مآله. الحبيب مباركي – سويسرا mbarkiha@yahoo.fr

 


تونس توسع من خططها الأمنية للتصدي إلى عمليات الهجرة غير الشرعية

 تونس : تواصل الأجهزة الأمنية التونسية تصديها لمحاولات الهجرة السرية التي يتكاثر عددها خاصة في فترة الصيف. فقد ذكرت المصادر الإعلامية بتونس، اليوم الاثنين، أن هذه الأجهزة احبطت عمليتى هجرة غير شرعية الاولى شارك فيها ثمانية أشخاص تم اعتقالهم بينما كانوا على متن زورق في سواحل مدينة « قصيبة المديوني » بوسط تونس باتجاه الأراضي الإيطالية والثانية شارك فيها ستة أشخاص اعتقلوا بينما كانوا على متن زورق في سواحل مدينة « قليبية » بالشمال الشرقى التونسى بعد أن انطلقوا من سواحل مدينة « طبلبة ». وفي مدينة « ساقية الدائر » في ولاية صفاقس بالجنوب التونسي تمكنت هذه الاجهزة الامنية من اعتقال وسيط ومنظم لرحلات الهجرة غير الشرعية على اثر شكوى رفعها ضدهما حالمون بالعمل في إحدى البلدان الأروروبية لعدم وفائهما بالتزاماتهما اتجاههم. تاريخ التحديث : 8/28/2006 9:10:09 PM  (المصدر: محيط يوم 28 أوت 2006)


حريق  
تونس 5 شعبان 1427هـ الموافق 29 اغسطس 2006م واس
شب حريق هائل الليلة الماضية باحدى الغابات الجبلة في منطقة حمام الشط / الضاحية الجنوبية للعاصمة / .. حيث تصاعدت السنة اللهب وغطت سحب من الدخان الكثيف سماء المنطقة .
وقد اضطر اهالي المنطقة الذين اصيبوا بالهلع الى مغادرة مساكنهم خاصة ان الجبل الذي شب الحريق في اشجاره محاذ لعدة احياء سكنية . وقد قامت قوات الدفاع المدني والحرس الوطني مدعمة بوحدات الجيش بمقاومة النيران التي التهمت على الارجع عدة هكتارات من الاشجار .
// انتهى // 1135 ت م
 (المصدر:وكالة الأنباء السعودية يوم 29 أوت 2006)

أغنية شعبية تونسية.. أفسدت حفل زفاف

تونس ـ يو بي آي: تسبّبت أغنية شعبية تنتقد الحماة وتقلّل من شأنها في اقدام شاب تونسي علي طرد عروسته أثناء حفل زفافهما، والمباشرة باجراءات الطلاق فورا. وذكرت صحيفة الأسبوعي التونسية امس الاثنين أن هذه الحادثة سجّلت مؤخرا في محافظة القيروان (270 كيلومترا جنوبي تونس العاصمة)، حيث تســــبّبت أغنية شعبية في افساد حفل زفاف وتحويل أجواء الفرح والسعادة الي غمّ وحزن .
وجاء في تفاصيل الحادثة أن عروسين تونسيين كانا في قمة السّعادة وهما يجلسان جنبا الي جنب أثناء حفل ليلة دخلتهما، ولكن سرعان ما خيمت أجواء من التّوتر بسبب اقدام بنات الجيران علي أداء أغنية شعبية تقلّل من شأن الحماة تقول كلماتها: ما عيني فيك يا العمّة… نأخذ ولدك ونورّيك…. يا وجه الفار يا العمّة…. ولدك باهي وأنت نار .

 

أخـبـار الوحــدة

 

*تحرك

 

أقرت المجموعة التي بادرت باطلاق النداء الرابطي والداعي الى حوار واسع داخل منخرطي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان من أجل تجاوز الازمة الحالية للرابطة خطوطا عريضة لتحركاتهم المستقبلية. وتتجه هذه التحركات الى الاتصال بأعضاء الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وبالقدماء من هيئات الرابطة ومؤسسيها وبالمنخرطين الحاليين في الرابطة وبالسلطة السياسية.

وفي ما يتعلق بالاتصال بالهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان علمت الوحدة ان الهيئة المديرة قد تسلمت محتوى النداء وبصفة رسمية منذ يوم 19 جويلية الفارط.

 

* رفض:

 

علمت  » الوحدة  » أن الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان قد رفضت أي شكل من أشكال التفاعل مع مبادرة النداء الرابطي.

 

 

* تأييد وتأكيد :

 

أصدرت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بيانا بمناسبة الاحتفال بخمسينية مجلة الأحوال الشخصية أشارت فيه إلى أنها تؤيد كل الدعوات التي تعمل من أجل المساواة القانونية والفعلية في جميع الميادين والمجالات بما في ذلك المساواة في الإرث.

وأكد البيان على أنه لا يمكن تصوّر تكريس فلسفة حقوق الإنسان بكل أبعادها دون الانطلاق من المساواة بين الجنسين. ودعت الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إلى رفع كل التحفظات التي أبدتها الدولة التونسية حول الاتفاقيات الدولية والمعاهدات المؤكدة على المساواة.

وأشارت الهيئة المديرة في بيانها إلى أنها ستتولى خلال السنة القادمة القيام بتحركات في هذا الاتجاه.

 

* اتصال :

 

علمت ـ الوحدة ـ أن الهيئة المديرة للجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات ستتصل في الأيام القادمة بالأحزاب السياسية وبعدد من منظمات وهيئات المجتمع المدني وذلك في إطار الحملة التي تتولى القيام بها من أجل إرساء المساواة في الإرث بين المرأة والرجل.

 

* بقاء :

 

علمت ـ الوحدة ـ أن البنك الإفريقي للتمنية سيواصل نشاطه في تونس. وقد ترددت في الفترة الأخيرة أنباء عن إمكانية مغادرة البنك لتونس والعودة إلى مقره الاجتماعي الأصلي بالعاصمة الافوارية ابيد جان.

ولكن اتضح أن الوضع الأمني والسياسي في الكوت ديفوار لم يتطور بالكيفية التي تسمح بعودة البنك الإفريقي للتنمية إلى هذا القطر الإفريقي.

 

* خلاف

 

تشهد مدينة طبرقة وتحديدا في مستوى النشاط السياحي خلافا حول استغلال النشاط الترفيهي المتصل بالبحر وذلك بعد أن بعث بعضهم جمعية جديدة بتاريخ 28 مارس 2006 وتحصل بسرعة قياسية لافتة على منحة من بلدية طبرقة تفوق المائة ألف دينار وهو ما رأى فيه البعض تحيلا والتفافا على القانون من خلال استعمال تأشيرة وزارة الداخلية عدد 4058 بتاريخ 25 أفريل 1972.

وهذا النادي الجديد المدعوم بكيفية تطرح عدة أسئلة تخلى عن برنامج تكوين المكونين الذي تستفيد منه كل نوادي الغطس بالجمهورية للاهتمام فقط بالتنشيط السياحي لفائدة الأجانب وبفضل دعم ومنح الدولة.

 

*تعريب

 

يتحرك الفنان رؤوف بن يغلان في عدة اتجاهات وذلك في إطار حرصه على الإسهام في دعم صمود الشعب اللبناني وفي إعادة الإعمار بعد العدوان الصهيوني. فبعد اتصالات ببعض المثقفين والجمعيات والهيئات الدبلوماسية يعكف الفنان رؤوف بن يغلان حاليا على إعادة كتابة مسرحيته الناجحة ـ نعبّر ولا ما نعبّرش ـ وذلك لجعلها ناطقة باللغة العربية. ويسعى رؤوف بن يغلان من وراء هذه الخطوة إلى عرض مسرحيته في المشرق العربي في إطار ما يتقرر من أنشطة وفعاليات لدعم ثقافة المقاومة.

 

*رهانات

 

حول ـ المنطقة العربية بين رهانات المقاومة وارتهانات النظام السياسي العربي ـ تنظم لجنة دعم المقاومة في صلب حزب الوحدة الشعبية بالتعاون مع جامعة قفصة ندوة اقليمية سياسية وفكرية بمدينة قفصة وذلك يوم السبت 26 أوت الجاري. وسيتولى تنشيط هذه الندوة الأساتذة المنصف وناس وحسان قصّار وبلقاسم حسن.

 

*تململ

 

علمت ـ الوحدة ـ أن الوضع الاجتماعي داخل مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية ليس على أفضل حال وذلك بسبب عدم صرف بعض المنح إلى جانب تواصل بعض الوضعيات التي تدعو للتساؤل من ذلك أن ـ متعاقدة ـ تتمتع بكل ما ينصّ عليه عقدها من امتيازات ومكافآت في حين لا تباشر مهامها بل أنها تقيم خارج البلاد وتحديدا بفرنسا.

وهناك مسائل تتصل بالإنتاج الذي يعتبر بعض أبناء مؤسسة الإذاعة والتلفزة أن كيفية التصرف فيه لا تحقق الشفافية التامة في ما يتعلق بإسناد الأعمال واختيارها إضافة إلى أن بعث الوكالة الوطنية للإنتاج السمعي ـ البصري لم يحقق لحد الآن الأهداف المحددة من وراء بعث هذه الوكالية سواء في ما يتصل بتطوير الإنتاج أو بترشيد النفقات.

وإلى جانب ذلك فإن الأوضاع داخل قسم الرياضة والعلاقات بين القناة التلفزية الوطنية وقناة الشباب ليس واضحة تماما وهو ما يخلق تداخلا يعيق العمل الإعلامي وينعكس سلبيا على مضمونه.

ولا شك أن الحديث عن مؤسسة الإذاعة والتلفزة يطرح على البساط عدم تمكّن هذه المؤسسة من أن تكون في الفترة الأخيرة في مستوى المواقف الواضحة التي اتخذتها تونس في إطار التضامن مع الشعب اللبناني الشقيق. فلقد غابت الملفات السياسية ومتابعة الحدث بالتحليل والتعليق ولم تبادر التلفزة التونسية إلى تكييف برامجها مع ما يقتضيه الظرف.

وما دمنا قد أشرنا على الملفات السياسية فإن الأمل معقود إلى أن لا يقع التقليص في دورتيها وأن تتاح الفرص أكثر للأحزاب السياسية الوطنية لإثراء النقاش والحوار حول مجمل القضايا التي تثير اهتمام المواطن.

 

*زيارة

 

علمت ـ الوحدة ـ أنه من المتوقع أن تبادر بعض الهيئات النقابية إلى دعوة الشاعر أحمد فؤاد نجم لأداء زيارة لتونس خلال الموسم الثقافي المقبل.

 

*احتفال

 

من المنتظر أن تتحول عدّة شخصيات سياسية تونسية في الأيام القادمة إلى الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى وذلك للمشاركة في الاحتفالات التي ستحتضنها مدينة سرت بمناسبة الذكرى الثانية لإعلان قيام الاتحاد الإفريقي.

وستنطلق الاحتفالات بهذه المناسبة يوم 9 سبتمبر المقبل. وفي ذات السياق نشير إلى أنه من غير المستبعد أن يقع الإعلان قريبا في الجماهيرية الليبية عن عدة قرارات تتصل بالتكامل الاقتصادي العربي ـ الإفريقي وذلك في إطار احتفال الجماهيرية بذكرى الفاتح من سبتمبر.

 

*عودة

 

عاد الدكتور الطاهر لبيب، رئيس المنظمة العربية للترجمة مطلع هذا الأسبوع إلى العاصمة اللبنانية بيروت وذلك لمواصلة نشاطه على رأس هذه المنظمة التي استطاعت رغم حداثة عهدها أن تنشر عددا هاما من الأعمال المترجمة ذات المستوى الرفيع وهو ما يفسر ما تجده من إقبال تجلى في نفاذها المتواصل في المعارض والأسواق.

ويعتبر الدكتور الطاهر لبيب أن المرحلة القادمة تستدعي من المثقف العربي إدراكا أوضح بالتحديات المطروحة وقدرة أكثر على التعاطي معها لأن فشل العدوان الصهيوني على لبنان يمثل منعطفا استراتيجيا على غاية من الأهمية.

ونشير أيضا إلى أن الدكتور الطاهر لبيب يتولى رئاسة الجمعية العربية لعلم الاجتماع وقد أصدرت في الفترة الأخيرة بيانات حول العدوان على لبنان.

 

*تسريب الرمل

 

علمت ـ الوحدة ـ أنه وقع مؤخرا تجاوز بعض الإشكاليات التي حالت لحد الآن دون السماح بترويج كتاب ـ تسريب الرمل ـ للصحفي والناقد الثقافي خميس الخياطي. وعلى هذا الأساس من المتوقع أن يسجل الكتاب حضوره في المكتبات والأسواق مع افتتاح السنة الثقافية. ونشير إلى أن ـ تسريب الرمل ـ يمثل جهدا هاما لقراءة جوانب من الخطاب الإعلامي الفضائي وقد تولى المسرحي الفاضل الجعايبي تقديم الكتاب وكتب له الزميل عادل الحاج سالم تمهيدا.

 

*غريب

 

حسب ما نشرته الزميلة ـ الشعب – مشكورة أن السيد الموقر روجي لومار يكلف المجموعة الوطنية ما يقل عن مليوني دينار في صورة ما إذا وقع التفكير في فسخ عقده.

وهذا المبلغ الكبير حتى لا نقول الخرافي بالنسبة لمجرد مدرب كرة قدم لا نعتقد أنه يملك أسرار الذرة أو معلومات حول أحدث المعارف التقنية يطرح عدة أسئلة.

فالسؤال الأول يتجه إلى سلطة الإشراف التي يحق مساءلتها عن أسلوب قبولها وموافقتها على مثل هذا العقد لأن كل المبررات التي يمكن تقديمها تتهاوى أمام هذه البنود العجيبة التي تتجاهل حقيقة إمكانياتنا الاقتصادية وتتغافل عن التحديات التي يتعين رفعها ومواجهتها. والسؤال الثاني يتصل بمعرفة الأسباب التي تحول دون التدخل لوضع حد للتضخم غير المفهوم الذي تشهده الأجور والمنح والعقود في رياضة كرة القدم لأن هذا التضخم يفتح الباب أمام عدة تأويلات ولا يعكس تطورا حقيقيا في رياضة كرة القدم التونسية ولا الإمكانيات الحقيقية للنوادي الرياضية التي يتخبط جلها حتى لا نقول كلها في دوامة الديون وهو ما أدى في عدة أحياة إلى حد تورط بعض المسئولين في إصدار الصكوك بدون رصيد.

سؤال آخر يخص رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم السابق ويتمثل في معرفة الدوافع الحقيقية التي جعلته يضع ويمضي مثل هذا العقد المجحف بحق رياضتنا وبحق مواردنا المالية. وفي نفس السياق، ولا يتعلق الأمر هنا بسؤال بل بملاحظة وتتمثل في أن السيد حمودة بن عمار قد أحسن صنعا حين رجل خاصة وأن الشرط الذي وضعه للبقاء قد أبرز معاداة لحرية الإعلام والصحافة لأنه سعى جاهدا لإسكات صوت البرامج الرياضية لقناة ـ حنبعل ـ./.

 

*مفعول عكسي

 

أقرت وزارت التعليم العالمي إجبارية ترسيم الطلبة من خلال استعمال خدمات الانترنيت وعبر مكاتب البريد. وهذا الإجراء ايجابي في ظاهره لأن فيه توظيفا لخدمات الانترنيت وسعيا لاقتصاد المصاريف والجهد خاصة وأن مكاتب البريد تغطي كامل تراب الجمهورية وأن الطلبة كانوا يتجشمون أعباء كبرى في سبيل انجاز عملية الترسيم.

لكن ما لم يكن مقبولا هوان إدارة ديوان البريد تعاملت مع هذا التوجه بطريقة عكسية وغلبت الاعتبارات التجارية دون سواها من خلال فرضها على كل طالب اقتناء بطاقة شحن للانترنيت بسعر 35 دينارا وحين يتم الطالب عملية الترسيم تبقى في رصيده مبلغ يقارب الثمانية دنانير لا يمكن استغلاله.

أسئلة عديدة تطرحها هذه العملية التي درت بكل تأكيد مبالغ مالية هامة وطائلة حتى لا نقول خيالية خاصة وأن عدد الطلبة المعنيين بعملية الترسيم يناهز الأربعمائة ألف طالب.

 

*تضامن

 

احتضن مقر بورصة الشغل بالعاصمة يوم الأربعاء 23 أوت الجاري مهرجانا تضامنيا مع المقاومة اللبنانية وفي إطار الاحتفال بانتصارها.

وقد شهد المهرجان مشاركة عدد كبير من الفنانين وألقى السيد عبد السلام كلمة استعرضت دلالات أنصار المقاومة وكيفية التعاطي معه. ومن المنتظر أن يتواصل هذا الجهد التضامني من خلال جولات عبر الجهات والولايات.

 

* مجلس مركزي

 

تحتضن عاصمة النصر والصمود بيروت يومي 29 و30 أوت الجاري اجتماعا يمثل استئنافا لأشغال الدورة الطارئة للمجلس المركزي للاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب، التي انطلقت أشغالها في دمشق إبان بدء العدوان الصهيوني على لبنان.

وعلمت ـ الوحدة ـ أن عددا من النقابيين التونسيين سيشاركون يوم السبت 26 الجاري في مسيرة تضامنية تنطلق من بيروت في اتجاه الجنوب المناضل الذي خط أهله صفحات لا تنسى في الصمود ومواجهة العدوان.

 

*استياء

 

لا تخفي قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل استياءها مما اعتبرته تدخلا من وزارة التعليم العالي في الشأن النقابي وسعيا إلى تشجيع التعددية النقابية. فلقد دعت الإدارة العامة للدراسات التكنولوجية برادس مؤخرا إلى يوم دراسي اهتم بمحور ـ مهنة المدرس التكنولوجي والمسألة التنظيمية: الواقع والآفاق ـ وقد تضمن جدول أعمال هذا اليوم الدراسي الذي جرى بتاريخ 15 أوت 2006 نقطة تعنى بتكوين الهيئة الوطنية التأسيسية للنقابة المستقلة للمدرسين التكنولوجيين.

واعتبرت الأوساط النقابية أن في هذه الممارسة تدخلا سافرا ومرفوضا في الشأن النقابي وهو تدخل بلغ حد توفير التنقل والإقامة والأكل وآليات العمل وهو ما يتنافى جوهريا مع ما يتوجب على الإدارة من حياد وعلى ما تفترضه التعددية النقابية في صورة ما إذا أضحت ضرورية من ابتعاد تام عن تدخل الإدارة.

هذه ـ المبادرة ـ التي يرى فيها النقابيون محاولة لضرب ما تحقق في مستوى توحيد نقابات التعليم العالي ستكون لها تداعياتها على العلاقة المتوترة أصلا بين قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل ووزارة التعليم العالي.

 

*مخاطر

 

تحتل مدينة الحنشة موقعا استراتيجيا على الطريق الرئيسية رقم واحد التي تربط تونس العاصمة بالجماهيرية الليبية. وهذا دليل على أهمية الكثافة المرورية التي تشهدها هذه الطريق. واذا كانت هذه الكثافة أمرا ايجابيا في حد ذاته فان الامر ليس كذلك تماما بالنسبة لأهالي الحنشة.

ذلك ان الطريق التي تشق هذه المدينة قد وقعت توسعتها وأعيد تبليطها وهو ما جعل امكانية تجاوز السرعة القانونية أمرا ممكنا. وانعكست هذه التجاوزات سلبيا على سلامة المترجلين وتعددت حوادث المرور وهو ما يستدعي بكل تأكيد تدخلا سريعا وذلك باقامة مطبات على هذه الطريق للتخفيف من سرعة السيارات والشاحنات حتى يأمن المواطنون مخاطر هم في غنى عنها.

ما دمنا مع أخبار مدينة الحنشة نشير الى ان المواطنين والمتساكنين يتساءلون عن المقاييس التي يعتمدها المجلس البلدي للمدينة في اختيار الاحياء والانهج التي تستفيد من خدماته وتدخلاته لان الانطباع السائد هو ان هذه المقاييس ضبابية وغير موضوعية وتخضع لاعتبارات ذاتية لا تخدم الا فئة معينة من المواطنين.

 

*لفت نظر

 

اتصلت الوحدة بعريضة من عدد كبير من عملة واحدة من شركات المقاولة التي تتولى الاسهام في انجاز الطريق السيارة الرابطة بين مساكن وصفاقس والتي كلفت بانجاز المسافة الفاصلة بين الحنشة ودخان وهي مسافة تقدر بعشرين كيلومترا.

الممضون على العريضة يلفتون النظر الى تفاقم المشاكل التي يعانون منها لانهم يشتغلون يوميا من السابعة صباحا الى السابعة بعد الزوال ولا تمنح لهم الا راحة بنصف ساعة فقط. والى جانب الظروف القاسية والمعاملة التي وصفوها بالسيئة من المسيرين فان الممضين على العريضة يشتكون من تأخر تمكينهم من أجورهم والى عدم احترام إدارة شركة المقاولات لما وقع الاتفاق عليه في محضر الجلسة التي انعقدت يوم 27 ماي 2006 مع النقابة الأساسية للشركة.

وأشار الممضون على العريضة إلى أنهم سيجدون أنفسهم مضطرين للدخول في إضراب عن العمل تمسكا بحقوقهم ومطالبهم.

وما دمنا مع أخبار الطريق السيارة نشير إلى أن عددا هاما من المواطنين الذين وقع انتزاع أراضيهم لفائدة المصلحة العامة لم يتحصلوا بعد على التعويض المالي.

 

*هل أصبحت زغوان جمهورية مستقلة؟

 

تقع مدينة زغوان على ما يمكن تحديده بمرمى حجر عن العاصمة تونس، فالمسافة التي تفصل بينهما لا تفوق الخمسين كيلومترا. لكن بقدر ما تقرب المسافات والصلات الاجتماعية والاقتصادية بين المدينتين بقدر ما تشعرك بعض الممارسات أن المسافة تكاد تقاس في المسائل السياسية والإدارية بالسنوات الضوئية.

ذلك أن هذه الولاية تشكو من هيمنة المنطق الأحادي على مقدراتها وعلى عقلية بعض المسؤولين فيها وهو ما يتنافى مع التوجهات التي ما انفك رئيس الدولة يؤكد عليها ومع ضرورة تكريس التعددية.

ومن حسن الحظ ان أصحاب المنطق الاحادي ودعاته لا يحتلون المواقع الوظيفية الاولى في المستوى الجهوي والا لكانت الاوضاع تتعقد أكثر.

أحد هؤلاء الذين تولوا نيابة معتمد زغوان خلال الفترة الاخيرة رأى ان يناقض قرارا اتخذه المعتمد تكريسا منه للتعددية ويقضي بدعوة من يمثل حزب الوحدة الشعبية لحضور جلسة تحيين قائمة العائلات المعوزة بعمادة الجوف التي انعقدت يوم الأربعاء 9 أوت 2006.

السيد المعتمد بالنيابة منع ممثل حزب الوحدة الشعبية من الحضور وقال له حرفيا (ليس لي معارضة في زغوان).

كلام وسلوك ينمّان عن نرجسية لافتة ويبرز أن القائل قد اختلطت عليه المواقع والأزمنة وانه يتصرف بكيفية تكاد توحي أن ولاية زغوان قد أضحت تسير بطريقة مغايرة لبقية ولايات الجمهورية.

 

*المهدية… وضعية غريبة

 

يعيش سكان المهدية هذه الأيام على وقع حادثة لا تخلو من دلالات عاشها مؤخرا ميناء المدينة الذي يحتل موقعا محوريا وأساسيا في المدينة سواء من حيث موقعه أو من حيث الخدمات الاقتصادية التي يضطلع بها لان الصيد البحري يحتل موقعا هاما في النشاط الاقتصادي للجهة.

فلقد سعى احد الباعثين لإقامة وحدة لتنظيف أدوات تعليب السمك وكان حريصا حرصا كبيرا على أن يقيم بناية هذه الوحدة في مدخل الميناء رغم معارضة المصالح البلدية، وهي معارضة معقولة ولها ما يبررها لان هذه البناية تمس من النسيج العمراني للمدينة وتلحق الضرر بمظهر المدينة العتيقة.

وبقي الباعث الصناعي مصرا على أن لا يقيم المصنع في داخل الميناء وبعد محاولات بذلها كان له ما أراد وشرع في بناء وحدة التنظيف بعد أن تحصل على الرخص الضرورية لذلك.

لكن جمعية المحافظة على المدينة وبعض الأطراف الفاعلة في الجهة تحركت وأعادت الأمور إلى نصابها وقضت بهدم البناء الذي لم يكتمل بعد.

هذه الوضعية أثارت عدة تساؤلات حول أسباب التذبذب في اتخاذ القرار والتراجع عنه والى أي حد يشجع مثل هذا التذبذب على تشجيع الاستثمار وعن الجهة التي ستتولى التعويض للمستثمر عن المصاريف والخسائر التي تكبدها.

 

* دعوى ضد وزير صهيوني:

 

علمت الوحدة أن الأستاذ خالد السفياني، أمين عام المؤتمر القومي العربي، قد تولى بصفته محاميا وبالتنسيق مع بعض زملائه في المغرب الأقصى دفع دعوى جنائية في المحاكم المغربية ضد وزير الدفاع الصهيوني عمير بيرتس بسبب ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، و رفع القضية لدى المحاكم المغربية يعود إلى أن عمير بريتس لم يتخل عن جنسيته المغربية. وهذه المبادرة هي وسيلة لتفعيل ردود فعل الشارع المغربي.

وقد لقيت المبادرة ردود فعل إيجابية في الشارع المغربي بما في ذلك في أوساط اليهود المغاربة ورموزها كعبد الرحمان السرفاتي وصيون أسيدون.

 

*توازنات :

 

تنظم جمعية الدراسات الدولية دورة تكوينية تمتد من 2 إلى 22 سبتمبر القادم وتهتم بإشكالية التوازنات الجديدة بين الشمال والجنوب. و إلى جانب المحاضرات والعروض وحلقات النقاش تخصص جمعية الدراسات الدولية يومين لتدارس مسائل خصوصية. وتنظم التظاهرة الأولى يوم 8 سبتمبر وتشهد ندوة حول ابن خلدون والعلاقات الدولية في حين تخصص التظاهرة الثانية يوم 22 سبتمبر لتدارس الوضع في الشرق الأوسط من خلال محاضرات متنوعة.

ونشير إلى أن جمعية الدراسات الدولية التي تصدر مجلة تحمل نفس الاسم قد دأبت على تنظيم هذه الدورة التكوينية منذ عدة سنوات.

 

(المصدر: صحيفة « الوحدة » التونسية، العدد 513 بتاريخ 26 أوت 2006)

 


الهاتكون بحجاب المستقبل والغيب :

مواسم موزعات الحظ وباقي الأوهام والهواء

ش . ب . س

 

تجارة تشهد ازدهارا رهيبا ومكاتب تستقبل يوميا عشرات الباحثين عن الأمل… واعلانات اشهارية تؤكد أن هؤلاء التجار قادرون على فعل كل شيء بفضل الله وحده. ويوما بعد يوم يزداد شغف التونسيين بطالعهم ويهربون على بائعي الأوهام والهواء علهم يجدون عندهم ما عجز العلم المعرفة عن فك أسراره……. إنهم المنجمون وباعة الكتب الصفراء والمرخص لهم وأعضاء الأكاديميات الفلكية. والسؤال هل اختار التونسيون وهم يتهافتون على مكاتب المنجمين ويحملون بصفة سرية في حقائبهم وجيوب بدلاتهم الداخلية كتب التنجيم والحظ والبخت… هل اختاروال باعة الهواء لحل مشاكلهم؟ للسف لا نجد أرقاما ولا دراسات تبحث بصفة جدية في هذه المسألة رغم انتشارها وتوسعها لذلك تظل أغلب الأحكام مبنية على الفرضيات وعلى المشاهدات ولا يعني ذلك أن هذه الأحكام مخاتلة للواقع ولكنها تحتاج فقط إلى ما يسندها بحثيا.

 

**أساتذة وعلماء رغم أنف الجميع

 

صفحات أغلب الصحف تحفل بإعلانات دعائية مدفوعة الأجر طبعا وهذه الإعلانات تشترك في لغة موحدة. فالمكتب يسمى عيادة روحية مقترنا بجملة الأستاذ فلان الفلاني المتخرج من الأكاديمية الفلكية الواقعة في إحدى الدول.

ثم يبدأ الاعلان في جرد الأمراض العضوية والروحانية التي يستطيع الأستاذ معالجتها بالماء فقط أو بالماء والعسل أو بآيات القرآن وأشياء أخرى تتجاوز قدراتي العقلية. وباعة الوهم قادر أغلبتهم على معالجة السرطان بأنواعه بعد أن عجزت مختبرات البحث العلمي عن ايجاد دواء لهذا الداء، ومعالجة أمراض أخرى أنفقت مليارات ومع ذلك مازال العلم عاجزا أمامها في حين أن الدواء ملقى في عيادات الوهم. والعجيب أنهم لا يعالجون من ليست نيته صادقة من أمثالي وهم يتملكون القدرة على كشف أصحاب النوايا السيئة دون الحاجة الى الاستظهار ببطاقة تعريفك الوطنية. كل هذا يستطيع هؤلاء فعله وانجازه فهم أساتذة وإن كانوا لا ينتمون إلى وزارة التربية.

 

• الوهم في محطات النقل

 

من مزايا محطات النقل في العاصمة أنها تعلمك ممارسة رياضة الصبر وكتم الغيظ ولعنة الشيطان شرا وجهرا ومن مزاياها أيضا أنها توفر لك فرصة نادرة لمعرفة بختك بشكل سريع. ففي محطات باب عليوة وبرشلونة وعلى أرصفة بعض الشوارع تتكدس كتب الأبراج والحظ وأهوال القبر ودعاء المسلم الصادق فقط لأن بعض المسلمين غير صادقين. أحد الباعة قال إن الاقبال على هذه النوعية من الكتب مقبول في العموم ولا حظ أن الاقبال على اكتشافها وتصفحها مرتفع وكثيف.

 

• قراءة الحظ والبحث عن المستقبل

 

كثيرون لا يبدون يومهم قبل أن يطمئنوا على مصيرهم من ركن الأبراج والكثيرين أيضا يصيبهم قلق نفسي. إذا كان الحظ دون ما يأملون غير أن الأبراج دائما تكون وردية الطالع. ولا يخفي أحمد وهو موظف ولعه بقراءة الحظ يوميا والتصرف في بعض الأحيان وفق هذه التكهنات وإن كان في قرارة نفسه انسانا علميا مثلما يؤكد. ونفس الأمر مع قيس فهو يطالع حظه يوميا ويذكر انه يحس بالضيق إذا لم يكن ملائما لتطلعاته.

الكثيرون ايضا يتهافتون على مراسلة الأساتذة العلماء لسؤالهم عن المستقبل وفي هذا الصدد تقول لمياء أنها جربت ذلك مرة واحدة والهدف هو معرفة هل ستنجح في زواجها أم لا أما مختار فيذكر أنه خاض هذه التجربة بعد أن فشل في الحصول على عمل وهو ينتظر الفرصة بعد أن طمأنه صاحبنا بقرب تحقق مراده.

 

• ظاهرة تبحث عن جواب

 

لا شك أن هذه الظاهرة ليست جديدة على مجتمعنا فمنذ القدم وجد الكهنة واحتلوا مكانة اجتماعية وسياسية وساهموا في تاسيس حضارات لكن عهد الكهنة ولى وانقضى وطغى على السطح كهنة جدد لا يملكون غير المراهنة على ضعف الإنسان وحاجته إلى الإطمئنان الداخلي ووجد هؤلاء في الاعلانات المدفوعة الأجر وسيلة لاختلاق سنوات طويلة من التأسيس للمعرفة ولأطر البحث العلمي واستطاعوا للأسف النجاح في مهمتهم حتى أصبحنا نقف على ظواهر اجتماعية عصيّة عن التصديق.

ولا شك أيضا أن هذه الظاهرة هي في النهاية صراع بين قيم الحداثة والعقل وبين تيار يسعى إلى إرباك مسار الحداثة والتوغل في المناطق الهشة للإنسان.

 

(المصدر: صحيفة « الوحدة » التونسية، العدد 513 بتاريخ 26 أوت 2006)

 


حول مؤتمر اتحاد الشغل

شهاب

 

أقر المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل خلال اجتماع عقده يوم الثلاثاء 22 أوت الجاري عقد المؤتمر الوطني للمنظمة النقابية في مطلع ديسمبر القادم.

 

وإذا كانت الأخبار قد ترددت منذ شهرين وأشارت إلى إمكانية تقديم موعد عقد المؤتمر الوطني تبقى واردة فان القيادة كانت حريصة على نفي هذه المعلومات وعلى التأكيد باستمرار على ان المؤتمر سينعقد في موعده في ربيع سنة 2007.

 

وفي سياق ما تردد من معلومات فان قرار المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل كان مفاجئا لعدة اعتبارات لعل أهمها توقيته وسياقه النقابي. فلقد كان جل أعضاء المكتب التنفيذي في الفترة الاخيرة يقضون عطلهم بما في ذلك الامين العام السيد عبد السلام جراد الذي اختار الركون للراحة بقرقنة طيلة الاسبوع الفارط ولم يباشر نشاطه المعتاد الا مطلع هذا الاسبوع يوما واحدا قبل اجتماع المكتب التنفيذي.

 

والقرار الذي اتخذه هذا الاجتماع كان مفاجئا الى حد ما من حيث السياق العام لان الجهد النقابي كان منصبا الى حد كبير في الفترة الاخيرة على الوقوف الى جانب المقاومة في لبنان.

 

ولا شك انه من الصعب التوقف بدقة حاليا عند الاسباب الحقيقية التي كانت وراء هذا القرار الذي لن يمر في صمت وذلك بالنظر الى الدور السياسي والاجتماعي الذي يضطلع به الاتحاد العام التونسي للشغل خاصة وانه لم تبق من حيث المدة الا ثلاثة أشهر فقط عن هذا الموعد وهذا يعني ان من اتخذ هذا القرار أراد أن يشير الى جاهزيته وأن يضعف من قدرة الاطراف الاخرى على التحرك والفعل لان الرهانات الانتخابية ستكون حاضرة بكل تأكيد وبقوة في هذا المؤتمر خاصة وأن التمسك بثوابت الاتحاد العام التونسي للشغل وبدوره لا يعني ان التوافق تام بين النقابيين حول تقييم الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحول كيفية التعاطي معها.

 

وفي سياق التوقعات والتخمينات الانتخابية فان أسئلة عديدة ستطرح وذلك بصرف النظر عن صحتها ولعل واحدا من الاسئلة الآنية يتمثل في معرفة الاسباب التي حدت باتخاذ هذا القرار في وقت يتواجد فيه السادة علي رمضان ومحمد السحيمي وعبيد البريكي خارج أرض الوطن في اطار مهمة نقابية. فهل هناك رسالة أريد توجيهها اليهم وهل أن عدم تعيين السيد عبد السلام جراد من ينوبه وقتيا خلال سفره مؤخرا رسالة أخرى وجهت للسيد الهادي الغضباني ولمن يقف معه؟

 

بعض المصادر النقابية لا تنفي ذلك خاصة وأنها تشير الى أن السيد عبد السلام جراد يريد أن يؤكد أنه بعيد عن التحالفات الانتخابية وأنه ليس بحاجة لها لتأكيد قدرته على تسيير الامور في الاتحاد العام التونسي للشغل وعلى انه أيضا لن يتدخل لفائدة هذه الشخصية أو تلك معتبرا ان المؤتمر القادم سيفرز القيادات القادرة على الاشعاع في مستوى القطاعات والجهات.

 

وفي كل الحالات فان الساحة النقابية ستشهد في الاسابيع التي ستسبق هذا الموعد عدة تحركات خاصة وان الهيئة الادارية ستنعقد يوم 4 سبتمبر لاقرار الموعد الذي اختاره وهو ما سيتم على ما يبدو رغم وجود اشكاليات قانونية حول الاجال حسب ما ينص على ذلك النظام الداخلي.

 

والاكيد أن الايام القادمة ستكشف كل رموز الرسالة التي أراد المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل توجيهها والاطراف التي وجهت لها هذه الرسالة.

 

(المصدر: صحيفة « الوحدة » التونسية، العدد 513 بتاريخ 26 أوت 2006)


 

تونس تتجه نحو التحرير الكامل للدينار

الانتعاش الاقتصادي في تونس يدفع البنك المركزي التونسي الى التفكير في تحرير العملة الوطنية.

ميدل ايست اونلاين
تونس – قال توفيق بكّار، محافظ البنك المركزي التونسي أن بلوغ درجة التّحرير الكامل للعملة التونسية « الدينار » مازال بحاجة إلى جملة من الإجراءات المالية والخطوات الاٍقتصادية الهامة.
وأوضح بكار في رسالة تمهيدية وجهها إلى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي و تضمنها التّقرير السنوي للبنك حول الوضع الاٍقتصادي للبلاد أن « مواصلة الإصلاحات المالية والتّحكم في التّضخم والتّوازنات المالية الخارجية تعتبر من أبرز هذه الإجراءات لتحرير الدينار التونسي »، كما اعتبر من جهة أخرى أن بلاده تمكّنت خلال سنة 2005 من تحقيق نسق نمو مرضي.
ولاحظ بكار أن نسبة عجز الموازنة العامة لبلاده بلغت خلال العام الماضي 2.6 % من الناتج الإجمالي المحلي ليستقر في حدود 21.3 %.
وبالمقابل استقرت نسبة التّضخم في حدود 2 % رغم اٍرتفاع أسعار المحروقات في الأسواق العالمية كما أن العجز التّجاري تراجع خلال العام الماضي إلى أدنى مستوى له منذ 17 عاما لتصل نسبته إلى 1.1 % من إجمالي الناتج المحلي.
وأضاف توفيق بكار في رسالته التي نشرها البنك أن هذه الإجراءات تستدعي إعادة هيكلة الاٍقتصاد لتطوير نسق النمو من خلال إعطاء دفع جديد للاٍستثمارات وتعزيز آليات السوق.
كما قال المسؤول التونسي أن البنك المركزي سيلتزم في الفترة المقبلة بنشر البيان الشهري لمجلس إدارته بالإضافة إلى إخضاع حساباته للتدقيق الخارجي عبر مكتب لمراقبة الحسابات شأنه في ذلك شان البنوك المركزية للدول المتقدمة.
من جهة أخرى ذكر التقرير السنوي للبنك المركزي التونسي لسنة 2005 أن الناتج الإجمالي في تونس حقق نموا بنسبة 4.2% رغم الضغوط التي يواجهها الاقتصاد التونسي بسبب تواصل ارتفاع أسعار النفط و تراجع صادرات النسيج.
وأوضح التقرير أن هذا النمو الذي تحقق للناتج الإجمالي جاء رغم تراجع قطاعي الزراعة والصيد البحري واستقرار حصة الاستثمار من الناتج المحلي الإجمالي في مستوى 22.6 % وتسجيل الاستثمار الأجنبي المباشر تقدما بحوالي 634.7 مليون يورو .
وقد واصلت المبادلات التجارية التونسية ارتفاعها مما أدى إلى تحسن ملموس في نسبة التغطية إلى حوالي 80 % مما مكن من تقلص العجز التجاري بما يزيد عن 10 % وهبط به إلى أدنى مستوى له منذ 17 سنة عاما ليمثل 1.1 من الناتج المحلي الإجمالي .
وبقيت نسبة التضخم في مستوى 2 % رغم الضغوط الناجمة عن ارتفاع أسعار النفط وبلوغ عجز ميزانية الدولة 6. 2 % من الناتج المحلي الإجمالي.
(المصدر:ميدل ايست اونلاين يوم 29 أوت 2006)  


تونس تنوي اتخاذ إجراءات مالية نحو التحرير الكامل لعملتها

تونس ( 28 آب/ أغسطس) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء – قال توفيق بكّار، محافظ البنك المركزي التونسي أن بلوغ درجة التّحرير الكامل للعملة التونسية (الدينار) مازال بحاجة إلى جملة من الإجراءات المالية والخطوات الاٍقتصادية الهامة. وأوضح بكار في رسالة تمهيدية وجهها إلى الرئيس التونسي زين العابدين بن علي و تضمنها التّقرير السنوي للبنك حول الوضع الاٍقتصادي للبلاد أن « مواصلة الإصلاحات المالية و التّحكم في التّضخم والتّوازنات المالية الخارجية تعتبر من أبرز هذه الإجراءات لتحرير الدينار التونسي »، كما ااعتبر من جهة أخرى أن بلاده تمكّنت خلال سنة 2005 من تحقيق نسق نمو « مرضي ». ولاحظ بكار أن نسبة عجز الموازنة العامة لبلاده بلغت خلال العام الماضي 2.6 % من الناتج الإجمالي المحلي ليستقر في حدود 21.3 %. وبالمقابل استقرت نسبة التّضخم في حدود 2 % رغم اٍرتفاع أسعار المحروقات في الأسواق العالمية كما أن العجز التّجاري تراجع خلال العام الماضي إلى أدنى مستوى له منذ 17 عاما لتصل نسبته إلى 1.1 % من إجمالي الناتج المحلي. وأضاف توفيق بكار في رسالته التي نشرها البنك أن هذه الإجراءات تستدعي إعادة هيكلة الاٍقتصاد لتطوير نسق النمو من خلال إعطاء دفع جديد للاٍستثمارات وتعزيز آليات السوق كما قال المسؤول التونسي أن البنك المركزي سيلتزم في الفترة المقبلة بنشر البيان الشهر لمجلس إدارته بالإضافة إلى إخضاع حساباته للتدقيق الخارجي عبر مكتب لمراقبة الحسابات شأنه في ذلك شان البنوك المركزية للدول المتقدمة. من جهة أخرى ذكر التقرير السنوي للبنك المركزي التونسي لسنة 2005 أن الناتج الإجمالي في تونس حقق نموا بنسبة 4.2% رغم الضغوط التي يواجهها الاقتصاد التونسي بسبب تواصل ارتفاع أسعار النفط و تراجع صادرات النسيج. وأوضح التقرير أن هذا النمو الذي تحقق للناتج الإجمالي جاء رغم تراجع قطاعي الزراعة والصيد البحري واستقرار حصة الاستثمار من الناتج المحلي الإجمالي في مستوى 22.6 % وتسجيل الاستثمار الأجنبي المباشر تقدما بحوالي 634.7 مليون يورو . وقد واصلت المبادلات التجارية التونسية ارتفاعها مما أدى إلى تحسن ملموس في نسبة التغطية إلى حوالي 80 % مما مكن من تقلص العجز التجاري بما يزيد عن 10 % وهبط به إلى أدنى مستوى له منذ 17 سنة عاما ليمثل 1.1 من الناتج المحلي الإجمالي . وبقيت نسبة التضخم في مستوى 2 % رغم الضغوط الناجمة عن ارتفاع أسعار النفط وبلوغ عجز ميزانية الدولة 6. 2 % من الناتج المحلي الإجمالي.
(Azi/Aki) Aug-28-2006 18:24  (المصدر: وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء يوم 28 أوت 2006) 
 

الوحدة الشعبية: استثمار انتصار المقاومة اللبنانية، ومواصلة الاصلاح السياسي أهم نقاط المكتب السياسي

* تونس (الشروق)
نظر اجتماع المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية المنعقد أمس الأول بالقصرين وبرئاسة السيد محمد بوشيحة الأمين العام للحزب في جملة من المسائل الوطنية والعربية أبرزها الاستعدادات الجارية للمكتب السياسي الموسّع.
وتمّ في هذا السياق ضبط روزنامة أولية لمؤتمرات جامعات الحزب في كل من القصرين وتونس وسوسة وصفاقس ومدنين. كما تمّ ضبط الخطوط العريضة للندوات السياسية التي سينظمها الحزب في غضون الأشهر المقبلة والتي تهمّ ملفات الاعلام والتشغيل وبآفاق التحول الديمقراطي في المغرب العربي.
ويأتي انعقاد المكتب السياسي للوحدة الشعبية في اطار تكريس التعددية السياسية والحزبية في مختلف الجهات وخاصة تلك التي تحتاج الى مجهود تنموي إضافي على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي.
وشدّد المكتب السياسي من جهة أخرى على أهمية المساواة القانونية والاعتبارية التامة بين المرأة والرجل على المستوى الوطني وعلى دعم ثقافة المقاومة ومناهضة الصهيونية ورفض السياسات الأمريكية تجاه الوطن العربي.
كماتطرق ـ وطنيا ـ الى آفاق السنة السياسية القادمة مشدّدا على مواصلة الاصلاح السياسي باعتماد الحوار وتوسيع مجالاته.
ولم يغفل المكتب السياسي التطرق الى الوضع داخل الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان التي يعتبرها حزب الوحدة الشعبية مكسبا وطنيا بعيدا عن الهيمنة الحزبية والتوظيف السياسي ويعتبر أن المبادرات الهادفة الى اخراجها من أزمتها الحالية تؤكد التمسّك بالرابطة. ويدعو الى اعتماد الحوار الواضح والصريح لتجاوز الوضع الحالي الذي يعيق الرابطة عن الاضطلاع بدورها في نشر ثقافة حقوق الإنسان ومعالجة التجاوزات التي تحصل في هذا المجال.
وعربيا، أشاد المكتب السياسي بانتصار المقاومة اللبنانية مسجلا إيجابية المواقف والمبادرات التي عبّرت عنها تونس في التضامن الواضح مع لبنان وشعبه وفي الدعوة لعقد قمّة عربية طارئة لإعادة الإعمار.
واعتبر أن الحوار الواسع بين الأنظمة السياسية العربية وبين الأنظمة وشعوبها ونخبها هو الكفيل بعدم تبديد ما تحقق في المستوى العسكري وبحسن استثماره سياسيا سواء لجهة استرداد الحقوق العربية المشروعة في فلسطين والعراق ولبنان أو في قطع خطوات على درب الاصلاح السياسي في كل بلد عربي. (المصدر: جريدة الشروق التونسية الصادرة يوم29 أوت 2006  )
 

تحقيقات «الصباح»: الاستعمـال السلبـي للأجهـزة الرقميــة ووسائـــل الاتصــال:

فبركة وترويج لاشاعات وتحيل عبر الانترنات والتعدي على حرمة العائلات عن طريق الهاتف الجوال

الـSMS وMMS محبـذة للتسلية والممارسات اللااخلاقية والمضايقات.. والانتقـام ايضـا…

شهد مجتمعنا قفزة هامة في مجال التكنولوجيا الرقمية وحقق خطوات كبيرة في عالم الاتصالات وهو بذلك يساير مسار الدول المتقدمة. وقد حولت التكنولوجيا الحديثة العالم الى قرية صغيرة وسهلت اسلوب العيش المبني اساسا على الاتصال والتواصل ولكن للاسف هناك انماط من الناس ممن استغلوا ذلك التطور وطوعوه في مسائل سلبية والاتيان بتصرفات مخالفة للقانون الهدف منها اقلاق راحة الغير والتعدي على حرمة العائلات هذه الظاهرة موجودة في كافة المجتمعات.  «الصباح» تعمقت في هذه المسالة على مختلف جوانبها الاجتماعية والقانونية والنفسية الاستعمال السلبي للانترنات
 تمثل الانترنات عالما يتكون من بحر عميق وليس له حدود من حيث الامتداد، وفي هذا البحر يجد الانسان ضالته فاذا كان باحثا تساعده الانترنات على انجاز بحوثه واذا كان طالب علم يجد حاجته في نفس البحر واذا كان رجل اعمال او تاجر او فنان او غيرهم من الفئات الاجتماعية فانه سيرتوي من هذا البحر وطبعا من الماء الذي يريده… ولكن هناك فئة  وظفت تطور التكنولوجيا الرقمية في مسائل سلبية وسنتدرج في هذا الموضوع انطلاقا من الانترنات باعتبارها الوسيلة الأكثر انتشارا واستعمالا فعن طريق الانترنات روجوا الشائعات واساؤوا للمقدسات وكل يوم تطالعنا بدعة جديدة وعلى مواقع مختصة في الفبركة وترويج الشائعات نجد خبرا يفيد ان فتاة مسخت على شكل قرد بين عشية وضحاها وطفل اخر ولد بالهند على شكل ضفدع وجرادة كتب على جناحها اسم الجلالة… وغيرها من الاخبار الغريبة المرفوقة بصور مفبركة يقف وراءها مروجون وكانهم يريدون القول اننا مازلنا في عصر المعجزات ولكن معجزاتهم تبقى عبر الانترنات فقط وتمت فبركتها باحدث تقنيات «الفتو شوب».   وليست «الفبركة» وترويج الاشاعات الكاذبة فقط من الاستعمالات السلبية للتكنولوجيا الرقمية فهناك جرائم اخرى تنفذ عن طريق الانترنات مثل التحيل وعلى سبيل الذكر شاب تونسي تعرف على فتاة من قارة اخرى عبر الشبكة العنكبوتية وتحديدا عن طريق «التشات» واخبرته انها ورثت عن والدها صندوقا يحتوي على كنز ولم تستطع فتحه واخبرته ايضا انها سترسله له مع شخصين اخرين واذا ما نجح في فتحه فسوف ياخذ نسبة كبيرة من الكنز المزعوم وفعلا اتفق معها وقدم شخصان من بلدها ومعهما الصندوق وطلبا منه مبلغا ماليا قدر بالملايين وسلماه الصندوق برمته ولكنه لما فتحه فوجئ ببعض الاوراق التي لا قيمة لها، وكانت محكمة تونس قد نظرت في هذه القضية بعدما وقع ايقاف الشابين المتحيلين.   الهاتف الجوال والقار   بلغ الاستعمال السلبي للشبكة العنكبوتية مسالة خطيرة لانها تتسبب في اضرار كبيرة لاشخاص ليس لهم ذنب ولكن وكما هو معلوم فتطور التكنولوجيا لم يشمل الانترنات فقط وانما الهاتف وخاصة الجوال باعتباره الوسيلة الاكثر نجاعة ونجاحا في عالم الاتصال والتواصل، حيث ان اكتشاف الهاتف لاول مرة حقق نقلة كبيرة في حياة الانسان وقضى على وسائل الاتصالات القديمة مثل الحمام الزاجل والرسائل   وبحكم التقدم العلمي تطورات هذه الوسيلة واصبح الهاتف الجوال الاكثر استقطابا يستعمله الشباب بدرجة اولى والشيب والكهول وحتى الاطفال واصبحنا لا نستغرب عندما نشاهد الجوال في رياض الأطفال يستعمله اطفال لم يتجاوزوا سن الرابعة وتوفر الهاتف الجوال يعود الى امكانيات الابوين وكذلك لما له من اهمية في ربط الصلة بين الآباء والابناء وافراد المجتمع بصفة عامة.   ولكن هناك مسالة هامة وهي سوء استعمال هذه الوسيلة اذ ان عددا من الناس اصبحت مشاكساتهم ومضايقاتهم تتطور حسب تطور خدمات وكالات الاتصال.   ال«س.م.س» والـــ«م.م.س» والتلاعب بالاعصاب:   قبل ان يظهر الهاتف الجوال وتظهر معه الخدمات المتطورة التي يقدمها لمستعمليه كانت المضايقات عبر الهاتف القار يسعى اصحابها من خلاها الى ازعاج المواطن المادي والمؤسسات الحكومية وخاصة الحماية المدنية والاسعاف، ولكن اليوم تطور اسلوب المضايقة واصبح يتم عبر الهاتف الجوال وعن طريق خدمات الـــــــــ«س.م.م.س» وهي عبارة عن رسائل قصيرة يرسل بها «هواة الازعاج» الى اناس يعرفونهم او يجهلونهم وتتضمن عادة كلاما بذيئا… ثم تطورت خدمات وكالات الاتصال ونذكر خدمية الـ«م.م.س» وتطورت معها المضايقة واصبح المضايقون يرسلون صورا غير لائقة الى معارفهم او اشخاص اخرين وما يمكن ان نشير اليه انه كلما كان جهاز الهاتف الجوال مجهزا مثلا «بكاميرا» فان المضايقين خصوصا من الشباب والمراهقون يستغلونه بصفة اكبر حيث انهم يقومون باخذ صور لفتيات دون اذن منهن ويستغلونها في اغراض اخرى.    قضايا وعقوبات  جزائية وتاديبية   ان المضايقات عبر وسائل الاتصال ليس بالامر الذي اغفله القانون وانما اصبح اليوم بامكان وكالات الاتصال التعرف على هؤلاء الاشخاص بسهولة ورفع امرهم للعدالة وكثيرون هم الذين قضت المحكمة بادانتهم ومن بينهم شاب ارسل بصورة خليعة لفتاة فرفعت امره للمحكمة وقضي بعقابه، وكذلك امراة اخرى بعثت برسائل الى شيخ وكانت في كل مرة تشتم وتبعث له بكلام مناف للحياء ولما اشتكاها اكدت على ان ابناءها هم الذين كانوا يلعبون بهاتفها وليست العقوبات الجزائية وصدها هي الوسيلة الرادعة فهناك عقوبات تاديبية ايضا حيث ان موظفة ارسلت رسالة الى مديرها عبر الهاتف الجوال وتتضمن طبعا عبارات شتم فرفع امرها الى الوزارة المعنية واحيلت على مجلس التاديب   فاذن هذه التصرفات عمل غير مقبول اجتماعيا وكل مرتكبيه يخضعون لعقوبات جزائية   تحقيق: مفيدة القيزاني   رأي الطب النفسي

لعب مرضي… وتربية غير سليمة

من المؤكد ان مستعملي «الأنترنات» ووسائل الاتصال بطريقة مضرة بالمجتمع هم اناس يعانون مشاكل نفسية ولمعرفة دوافعهم اتصلت «الصباح» بالدكتور عبد الستار الفيتور الأخصائي النفساني ورأي ان «هذه التصرفات تعد من اللعب المرضي ويعود ذلك الى نوعية التربية التي تلقاها هؤلاء والتي تتسم بالعنف والتوتر، وكما هو معلوم فان التقدم الحضاري جاءنا بالكمبيوتر والهاتف الجوال واصبح الأولياء يتداينون لتوفير هذه الوسائل لابنائهم لكي لا يشعروا بعقدة الذنب وفي النهاية تجد الابن يستعمل الكمبيوتر للعب الورق وتختلف الدوافع النفسية للاشخاص الذين يستعملون هذه الوسائل استعمالا سلبيا فمنهم من يريد ان يخلق عالما فيه مغامرة ومنهم من يرغب في الانتقام من الاخر عن طريق ايذائه حتى من بعيد، كذلك عامل البطالة»
ويضيف قائلا «وتختلف طريقة الازعاج من شخص الى اخر ونجد شخصا يهوى ازعاج اشخاص لا يعرفهم وعادة تاتي المضايقة من رجل لامراة وتتضمن ايحاءات جنسية وكلمات نابية، وهذا ما يدخل في باب الانحراف الجنسي وهو نوع من المرض النفسي حيث يجد عدد من الأشخاص لذتهم في التلفظ بعبارات بذيئة او الالتصاق بالآخرين داخل الحافلات مثلا او تحقيق النشوة واللذة الجنسية عبر الهاتف وهدفهم منها التمتع بايلام الاخرين واما اذا ما كان يعرف الشخص الذي يسلط عليه مضايقته فعادة ما تكون دوافعه الانتقام؟
عدم الاستعداد الفكري
ويفسر محدثنا اسباب هذا التصرف بعدم الاستعداد الفكري اذ ان  طريقة تفكير هؤلاء لم تصل بعد الى الوعي بدور الكمبيوتر او الهاتف في حياتنا وهنا يجب ان نغير تفكيرنا في اتجاه معين كأن توزع هذه الاجهزة على اشخاص لهم خبرة ووعي فوجود الآلة وحده لا يكفي، اضافة الى ذلك يجب تعليم الناس القوانين الرداعة لهؤلاء لكي لا يتمادوا في تصرفاتهم».
مفيدة (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 29   أوت 2006  )


بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين تونس في 29/08/2006  بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري كاتب عام جمعية الوفاء و رئيس لشعبة الصحافة الحزبية سابقا

 

الرسالة 114 تعلقا بالقرآن الكريم الذي يحتوي على 114 سورة

بموقع الانترنات تونس نيوز

 

الحلقة الثانية و الاخيرة

حول المقترحات الشجاعة و الجرئية تبعا للرسالة المفتوحة الموجهة إلى سيادة الرئيس:  خاتمة الرسائل

22 مقترح ضمن الرسالتين

 

اواصل بعون الله و توفيقه و رعايته المشاركة الفاعلة و الشجاعة في موقع الأنترنات تونس نيوز بفكر ثابت و قلب طاهر و ضمير حيّ ووفاء دائم و قلم سيال لا يعرف التوقف و لا الراحة و لا الركون

إلى الراحة. و لو فكرت في الراحة لمدة أسبوع تطرأ الأحداث و تبرز على الساحة و تفرض نفسها بنفسها و إذا بالقلم يتحرك و الافكار تولد و العزيمة تقوى و الحماس يطغى و الحنين يتعمق في الوجدان و الإحساس و يجري مجرى الدم في العروق

قال الله تعالى : و في ذلك فليتنافس المتنافسون صدق الله العظيم

 

و الرسالة الوطنية تتجدد خاصة عندما نسمع بكل فخر و إعتزاز إخواننا في المهجر و في فرنسا و هولاندا و غيرهما يتابعون مقالاتي على موقع الأنترنات تونس نيوز و يهتمون بها و يحبذونها و يتأملون في قرآتها بكل عناية و صدق- حتى انّ احدهم من الوجوه الوطنية البارزة و الإعلاميين الصرحاء النزهاء الذين أقدرهم و أحترمهم علق ذات مرة بلهجة صدق و قال لنجلي المتوسط الطالب بباريس أنّ والدك المناضل كان ناجحا في كتاباته فاعلا في مقاصده و فيا في خطه صادقا في أقواله وفق إليها توفيق في الجمع بين الوفاء و الثوابت و القيم و المبادىء لنهج و خط الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله.

 

و في الوقت نفسه كان موفقا في إتجاهه الديني المعتدل و ما يمتاز به من تدين و تقوى و إستقامة و قال هذه المعادلة الصعبة نجح فيها البورقيبي الثابت و المؤمن الغيور و هذا ما جعل العديد من الإخوة يحترمونه و هذا من واجب البورقيبيين الإقتداء به بهذه الخواطر التي أسجلها بكل إعتزاز و هذه الشهادة الصادقة من عناصر لهم مواقف و ذكريات جميلة … لن تمحى من ذاكرتنا  أواصل تقديم بقية المقترحات تبعا للرسالة المفتوحة للتاريخ التي نشرتها يوم 28/08/2006 على موقع الانترنات تونس نيوز

 

لسيادة الرئيس بعنوان الرسالة رقم 10

قال الله تعالى : فإصدع بما تأمر و أعرض عن المشركين  صدق الله العظيم

 

و يصادف نشر الرسالة الذكرى 72 لابعاد المجاهد الأكبر الزعيم الحبيب بورقيبة إلى الجنوب في 3 سبتمبر 1934 من طرف الاستعمار الفرنسي بطريقة التشفي و ضرب الحركة التحريرية الوطنية و تحطيم عزائم الزعماء الابطال وفي طليعتهم الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله

و لكن ابعاد القائد الزعيم إلى الجنوب التراب العسكري لم تزده إلا قوة و عزيمة و صبر و تصميم على مواصلة النضال الوطني …

و تصادف ايضا كما اشرت ذكرى عيد ميلاد الرئيس بن علي يوم 3 سبتمبر 1936 و هي الذكرى 70 السبعين لعيد ميلادكم

و قد تقدمت في مقالي الاول إلى إغتنام هذه المناسبة السعيدة و تقدمت بخمسة عشر اقتراحا تهم تنقية الاجواء و سحب البساط من تحت المتاجرين … قال الله تعالى : و يمكرون و يمكر الله و الله خير الماكرين صدق الله العظيم . و اواصل اليوم بقية المقترحات السبعة عسى ان تجد طريقها إلى مكتب الرئيس و في اعتقادي و حسب تجربتي المتواضعة في السابق أنّ عديد الافكار و المقترحات و الخواطر و جدت الدعم و العناية من لدن سيادته سابقا منذ عام 1992 إلى 1999 و هذا ذكرته بأمانة ووضوح في بعض رسائلي السابقة… قال الله تعالى : الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين صدق الله العظيم

 

المقترحات:

 

 16 : العمل على دعم مكانة المناضلين و المقاومين و مزيد دعم مشاركتهم و العناية بهم و توسيع مشمولات المجلس الاعلى للمناضلين و المقاومين

17 : التأكيد على العفو و الصفح على أبنائنا في المهجر الطاقة الهائلة و الذخيرة و الكنز الكبير و المجد البعيد عن الوطن و هم من خيرة أبناء تونس في ديار الغربة لست أدري لماذا هذا البعد و لماذا لم يقع الصفح عنهم و عودتهم إلى أرض الوطن ؟

18 : التأكيد على رفع كل أنواع المضايقة على الصحافيين و الإعلاميين و الوجوه البارزة المهجورة و العمل على رد الإعتبار لها و لدورها الفاعل

19 : ضرورة السعي لدعم المصالحة الوطنية و إحياء فعالية و إنجاز الميثاق الوطني الذي وقع إمضائه سنة 1988 و تفعيله بين كل الأطراف التي أمضت عليه

20: ضبط مقاييس جديدة لشفافية الإنتدابات دون أجراء البحث الأمني خاصة لحاملي الشهائد و الأطباء و الإطارات العليا في إنتظار العفو التشريعي المنشود : قال الله تعالى : وجادلهم بالتي هي أحسن صدق الله العظيم و قال تعالى : فمن عفا و أصلح فأجره على الله صدق الله العظيم  

21 : ضرورة الإستجابة لمصالحة الطلبة و دعم دورهم في منظماتهم الطلابية و الحرص على جمع الشمل و توحيد كلمتهم و أعتقد أنّ  دوركم يا سيادة الرئيس هام في هذا المجال بإعتباركم أب كل التونسيين لا فرق بين طالب و آخر إلا حب الوطن.

22 : التركيز على دعم المنظمات الوطنية و الجمعيات لدعم أركان المجتمع المدني و إعطاء الحرية لتأسيس الجمعيات دون إقصاء خاصة جمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة و هذا من واجب الدولة الإستجابة لرغبات و مطالب و طموحات المواطنين الذين يريدون تكوين الجمعيات بأكثر حرية و دون تحديد في إطار حرية العمل الجمعياتي الذي نصّ عليه القانون الصادر سنة 1959 و المنقح في سنة 1988 و في سنة 1992 قال الله تعال : و تعاونوا على البر و التقوى و لا تعاونوا على الإثم و العدوان و إتقوا الله إنّ الله شديد العقاب  سورة المائدة

بارك الله في عمركم و عمر شعبكم و عمر الأمة العربية و الإسلامية و سدّد الله خطى الجميع

لما فيه خير أمتنا و تقدمها، سيادة الرئيس إنّ بعد الحياة و التضحية من أجلها و التفاني في سبيل الآخرين تأتي ساعة المنية و قال الله تعالى : إنك ميت و إنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة تختصمون صدق الله العظيم و قد كان بين ضهرينا الزعيم الحبيب بورقيبة و غادرنا و بقت صورته خالدة و راسخة في أذهاننا و مات الملك الحسن الثاني و فقدنا فيه رجل الدولة الحازم كما فقدنا في الرئيس هواري بومدين الرجولة و الشجاعة و نظافة اليد و فقدنا في أخونا حافظ الأسد المواقف الشجاعة ضد العدو الصهيوني كلهم صاروا إلى دار الفناء و تركوا بصمات سجلها التاريخ لا ننسى هذا يا سيادة الرئيس حتى نفسح المجال و نطوي صفحة الماضي و نعفو و نبادر بالصفح و بذلك يكون يوم 3 سبتمبر 2006 الذي هو يصادف عيد ميلادكم السبعين يوم الصفح و العفو على ما فات و طيّ هذه الصفحة إلى الأبد كما كتب التاريخ ليوم 3 سبتمبر 1934 بأنه يوم الفداء و التضحية من أجل تونس و لم يخاف و لم يخشى بورقيبة من جبروت الإستعمار و تهديداته و ظلمه و أقدم على السجون و المنافي و كانت ضربة البداية و المحنة الأولى التي تلتها محن و لكن كان يوم 3 سبتمبر 1934 يوم الوفاء للشعب و التضحية من أجله فهل يوافق يوم 3 سبتمبر 2006 و هل يأتي بالجديد خاصة و الأحداث في العالم العربي و الدول المجاورة في مغربنا العربي كل يوم فيها الجديد من الصفح و العفو و فتح مجالات جديدة لفائدة الشعوب إيمانا بأنّ المصالحة و الوطنية ضرورة حتمية و دونها لن يتحقق أي تقدم لأنّ العبرة بالقلوب الصافية و الوحدة الوطنية الصمّاء التي ضحى من أجلها زعيمنا الخالد الحببيب بورقيبة قال الله تعالى : كتب ربكم على نفسه الرحمة إنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده و أصلح فإنه غفور رحيم صدق الله العظيم سورة الأنعام

 

ملاحظة هامة

: إنّ المقترحات التي تقدمت بها إلى سيادة الرئيس على حلقتين يومي 28 و 29 أوت الجاري تدل على وطنية صادقة و تعلق بالقيم و الثوابت لحركتنا الوطنية التي غايتها و هدفها رفعة الإنسان و كرامته و خدمته في كل زمان و مكان و الله ولي التوفيق.

 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري كاتب عام جمعية الوفاء و رئيس لشعبة الصحافة الحزبية سابقا

 

 

نظام الاشتراك في الأملاك بين الزوجين: هل حانت مرحلة التقييم ؟..

الفة جامي

 

مرّت قرابة ثماني سنوات على بدء العمل بنظام الاشتراك في الملكيّة بين الزوجين الذي تمّ إقراره بمقتضى القانون عدد 91 لسنة 1998 والمؤرّخ في 9 نوفمبر .1998 بعد هذه الفترة وتزامنا مع احتفالات تونس بالذكرى الخمسين لصدور مجلة الأحوال الشخصيّة، أصبح من المفترض أن يتم تقييم هذه التجربة من حيث مدى إقبال الأزواج على القانون المنظم لها، وكذلك الخلافات الزوجية والعائلية التي قد يكون هذا القانون قد حدّ منها.

 

اعتبرت السيدة أليفة فاروق الموفق الإداري وعضو الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي، في مائدة مستديرة نظمها الاتحاد الوطني للمرأة التونسية ورابطة النساء صاحبات المهن القانونية، أنّ قانون الاشتراك في الملكيّة جاء حرصا على تدعيم أواصر الثقة والأمان بين الزوجين، وسعيا إلى أن يشعر كلاهما بأنّ ما يقدّمه صلب الحياة الزوجيّة من مكاسب يبقى في مأمن من تسلّط الجانب الآخر، بما ينعكس سلبا على الحياة الزوجية بصفة خاصة والحياة الأسريّة بصفة عامة.

 

غير إلزامي…

 

كما أشارت إلى أنّ من مميّزات هذا القانون أنه نظام قانونيّ اختياريّ، يهدف إلى جعل عقار أو جملة من العقارات ملكا مشتركا بين الزوجين وهما مخيّران بين أحد من النظامين : إما نظام الاشتراك في الملكية أو نظام التفريق بينها، موضحة أنّ أغلب الأملاك المشتركة بمقتضى هذا القانون هي من قبيل العقارات التي لا يمكن أن تدخل في نطاق الاشتراك إلا إذا كانت من متعلّقات العائلة المكتسبة بعد الزواج والتي تكون لها صبغة سكنيّة عموما، إذ تستثنى منها العقارات ذات الاستعمال المهني البحت. كما تعتبر العقارات مشتركة بين الزوجين إذا تمّ اكتسابها بعد الزواج مع التنصيص على اختيار هذا النظام أو بعد إبرام عقد الاشتراك ما لم تؤل ملكيّتها إلى أحدهما بوجه الإرث أو الهبة أو الوصيّة، علما بأنّ المهر لا يدخل في الأملاك المشتركة ويبقى خاصا بالزوجة. كما لا يصحّ أن يتبرّع أحد الزوجين بالأملاك المشتركة أو جزء منها إلا برضا كليهما.

 

والجدير بالإشارة إلى أنّ الفصل 18 من هذا القانون ينصّ على أنّ الاشتراك في الأملاك ينتهي بأحد هذه العناصر: إما بوفاة أحد الزوجين أو بالطلاق أو بفقدان أحدهما أو بتفريق أملاكهما قضائيّا أو بالاتفاق. وتبدو مقتضيات هذا الفصل من أهم مميّزات هذا القانون في تقديرنا لأنّه يوضّح بشكل جليّ أنّ هذا القانون ليس تسلّطيّا أو لا رجعة فيه بالنسبة إلى من انخرط فيه. والملاحظ أنّ بعض الزوجات  »الجديدات » ـإن صحّ التعبير- يتمتّعن بنسبة عالية من الوعي بحقوقهنّ فتأتي قراراتهنّ بالتالي مدروسة وعن اقتناع بعيدا عن الانطباعية أو الانفعالية كما هو الحال بالنسبة إلى السيدة كوثر بن رمضان وهي أستاذة حديثة الزواج. وقد اختارت بمحض إرادتها الاشتراك في الملكية نظاما يسيّر حياتها الزوجية، وفي هذا الصدد حدّثت  »حقائق » عن تجربتها بكلّ تلقائية وثقة في النفس فقالت:  »أعتقد أن مسألة الاشتراك في الملكية هي أحد أهمّ المؤشرات على نهاية سيطرة الرجل على العائلة في مفهومها الشرقيّ التقليدي. كما أنها إشارة إلى أن المرأة التي تطالب بالمساواة في الحقوق لابدّ أن تشترك في المسؤوليات ». وتضيف مُتحدّثة عن وضعيتها الخاصة قائلة :  »منذ أن تعرّفت على زوجي بعد التخرّج من الجامعة، أحببت أن نشترك في كلّ شيء بما في ذلك الانخراط في نظام الاشتراك في الملكية ولم أفكّر في ما سينجرّ عن ذلك مستقبلا، لأنّ الأهم كان عندي ولا زال أن نحافظ على العلاقة التي تربطنا وأن نوجد عناصر تُمتّنُ الروابط القائمة بيننا أكثر فأكثر.

 

من هذا المنطلق، لم أجد أيّ حرج أو تردّد في أن أضيف إلى توقيع عقد الزواج توقيعا آخر هو في الأول والأخير سيجمع بيني وبين زوجي ». وتفاجئنا كوثر بالقول إنّ لها دراية شاملة ببنود القانون في المسألة حيث تعتبر  »أنّ الملكية المشتركة تُحدثُ وضعيّة طريفة، حيث تصبح ملكية الرجل أو المرأة لأيّ عقار أو أملاك مجرّد وثيقة قد تنتهي بحصول الخلاف ليجبر القانون أحدهما على تقاسم أملاكه مع الطرف المقابل » وتُقيّم صاحبة هذا الرأي التجربة قائلة:  »وفي كلمة، إن الاشتراك في الملكية هو صورة عن المجتمع الحديث المتكامل الذي يتساوى فيه الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات ».

 

وفي هذا السياق، ـ وعلى خلاف محدثتنا السابقة ـ يبدو أنّ هناك العديد من البنود التي قد يجهلها أغلب المقبلين على الزواج خاصة وأنّ هذا القانون يتضمّن 26 فصلا. وقد يدفع الجهل بمضمون القانون بعضهم إما إلى تجنّب الانخراط في نظام الملكية المشتركة خوفا من انعكاسات ما قد يتوهّمها، أو ينخرط في هذا النظام دون أن يكون على علم بتفاصيله ممّا يجعل هذه التجربة كذلك لا تلاقي حظّها إلى اليوم. لذلك يبدو من الضروري بمكان أن نُلقي مزيد الضوء على مميّزات هذا النظام، سواء على الصعيد القانوني من جهة أو على صعيد انطباعات الأزواج الذين انخرطوا في هذا النظام أو رفضوا ذلك من ناحية أخرى.

 

الأستاذة بثينة الزمرلي (محامية( لها رأي في الموضوع ، وقد أوضحت أنّ نظام الاشتراك في الملكيّة جاء في إطار قانون خاص لا يدخل في مجلّة الأحوال الشخصيّة، ولكنّه أتـى متماشيا مع تنقيحات سنة 1993 لهذه المجلة، وأنه يعدّ نظاما استثنائيا. فالقاعدة القانونية هي التفرقة في الملكيّة، مشيرة إلى أنّه جاء نتيجة عمل دؤوب بعد مقارنة قوانين مشابهة معمول بها في العديد من الدول الغربيّة وخاصة كندا وألمانيا وفرنسا، حيث أخذ المشرّع التونسي الإيجابيات الموجودة في البلدان الأخرى وتجنّب السلبيات قدر الإمكان، لاسيّما أنّ هذا القانون متجذر في إطار الشريعة الإسلاميّة على حدّ تعبير صاحبة المداخلة. وتعتبر الأستاذة الزمرلي أن الغاية من هذا القانون هي في نهاية المطاف حسن التصرّف في الأملاك وحسن تفعيلها بطريقة تعود بمردود إيجابي على العائلة بشكل عام، فليس من وراء نظام الاشتراك في الملكية تحقيق أهداف ربحيّة. وهو وإن كان نظاما خاصا فإنه يتّفق مع الملكيّة على الشياع الذي تمثله مجلة الحقوق العينيّة. كما أنّ الانعكاسات الايجابية لهذا النظام تعود بالنفع بالخصوص على الأزواج ذوي العلاقات الدائمة والمستمرّة…

 

مسألة مبدئيّة…

 

بعضهم يربط هذا النظام بالعلاقة في عمقها وينظر إليها في علاقة مباشرة بالشريك مثل محدثنا السيد مولدي بالهادي وهو إطار في إحدى المؤسسات العمومية له رأي خاص جدا في الموضوع يُحدّثنا ممنهجا أفكاره قائلا:  »الزوجة والزوج سيشتركان بزواجهما في حياة بأكملها وقرار الزواج ليس قرارا اعتباطيا أو عرضيا بل يُفترض أن يأتي بعد خبرة ومعرفة بين الطرفين. وإذا خسر أحد الطرفين ـ لاقدّر الله ـ الحياة الزوجية فلا يهُمّ تبعا لذلك أن يخسر الملكية ». ويواصل قائلا بكلّ رصانة :  »أمّا على المستوى العملي، وفي حالتي الخاصة فقد بدأت حياتي الزوجية رفقة زوجتي إنجازا بإنجاز دون أن يكون لأيّ طرف منا ملك خاص إلاّ بميراث قد يأتي بعد وقت ولاضير حسب رأيي في أن تكون هناك ملكية مشتركة لكوني أعتبرها تؤسس لعلاقة يكون فيها المجهود واحدا باعتبار أنّ الربح سيكون كذلك واحدا ».

 

في المقابل، هناك من يرفض الانخراط في نظام الاشتراك في الملكية بين الزوجين لاعتبارات قد تكون شخصية أو موروثة، ولكنها تصُب أحيانا في خانة الرفض المطلق للمساواة بين الرجل والمرأةق. في هذا الصدد اعترف السيد العيفة العرفي وهو سائق سيارة أجرة بعدم تحمّسه لهذا القانون حيث يقول :  »كيف لي أن أفرّط في أرزاقي التي أبذل من أجلها جهدي وعرقي، فقد اتفقت مع زوجتي قُبيل عقد القران أنه لا مجال للموافقة على الاشتراك في هذا النظام، ويكفي أنّني سأكون العائل الوحيد للعائلة بما أنّ زوجتي لا تعمل. والواضح أنّ أصحاب مثل هذا الرأي يُقلّلون من أهمية الدور الذي تقوم به المرأة في البيت فهو لا يُعادل ـ حسب رأيهم ـ حجم العمل الذي يقوم به الزوج خارج المنزل، ولذلك لا تستحقّ الزوجة أن تشترك معه في ما يُمكنُ أن يتملّكه من عقارات وغيرها. وهي إذن عقليّة لا تزال دارجة في المجتمع التونسي بألوانه المتعدّدة.

 

ومن جهتها، ترى الأستاذة المبرزة في القانون شيماء التليلي أنّ اتباع النظام الاختياري في هذا القانون إنّما تمّ توخّيه بهدف عدم التصادم مع الموروث المجتمعي وما يخيّم عليه من عادات وتقاليد وأنّ القانون قد يتم رفضه لو كان ذا صبغة إجباريّة. وفي هذا الاتجاه علينا أن نتساءل على خلاف رأي الدكتورة شيماء الزمرلي : من سيرفض قانون الاشتراك في الملكيّة لو كان إلزاميّا؟ إذ لو كان كذلك لفقد هذا القانون الروح التحرّريّة التي اصطبغ بها لأنه والحال تلك سيحدّ بشكل كبير من حريّة الفرد في التملّك، وهي حقّ من حقوق الإنسان. ومن ثمة، لا ينبغي أن نرمي ببعض خياراتنا على عاتق العادات والتقاليد.

 

نحو مزيد من المساواة…

 

مع هذا، فإنّ من بين الاشكالات التي قد يكون نظام الاشتراك في الملكية بين الأزواج جاء ليحُدّ منها ما يترتب مثلا عن حالة وفاة الزوج أثناء حياة أحد والديه أو كليهما، حيث لايحقّ للزوجة شرعا أن ترث إلا نزرا قليلا ممّا كانت تتصرف فيه في حياة زوجها وقد لا يتجاوز نصيبها الثمن في بعض الحالات.

 

هذا الأمر شكّل هاجسا بالنسبة إلى السيد لسعد بالناجح (أستاذ) الذي أوضح لنا في شهادته:  »تُوُفّي زوج أختي شابّا، وقد حرمها القدر والمقتضيات الشرعية للميراث من امتلاك النسبة الأكبر من البيت الذي بنته مع زوجها بعرقها وعملها وبالقروض الشخصيّة التي تراكمت عليها من أجل تشييده طيلة سنوات وذلك لأنّ بيتها كان مُسجّلا باسم زوجها، ولو كانا قد انخرطا في نظام الملكيّة لكان نصيبها من بيتها أكبر ».

 

وأضاف في سياق إيحائه بأنّ هذا القانون يُعدّ خطوة جيّدة نحو المساواة في الإرث بين الجنسين، قائلا :  »أنا أوافق مبدئيا على ضرورة الانخراط في نظام الاشتراك في الملكية بين الزوجين وأدعو إلى ذلك لأنّ من شأنه أن يُحقّق حدّا أدنى من المساواة في الملكية بين الزوجين ويضمن كذلك حقوق الطرفين، ولذلك فقد انخرطتُ في هذا النظام بمُجرّد إقراره بعد زواجي بسنوات… ».

 

إجمالا، يبقى هذا الموضوع آنيّا وذا أهمية بالغة تمُسّ شيئا فشيئا فئة واسعة من المجتمع، ولذلك تتعدّدُ بشأنه الآراء على الرغم من قلّة المعرفة البادية لدى الأزواج بشأن تفاصيل هذا النظام ومُميّزاته. وعلى هذا الأساس يبدو أنه قد آن الأوان اليوم للقيام بالتقييم اللازم والموضوعي لهذه التجربة وذلك بفتح حوار عميق حول الموضوع …والأكيد أنّه من الضرورة بمكان أن تستند أيّ عمليّة مستقبلا إلى إحصائيّات مضبوطة، لاسيّما وأن الأمر مُتاح بمُجرّد إرسال تعميم إداري يُطالب مصالح ضبط الحالة المدنية في البلديات بجرد دفاترها بهذا الشّأن أو البحث في حواسيبها عن الإحصائيّات المطلوبة…

 

(المصدر: مجلة « حقائق » التونسية، بتاريخ  21 أوت 2006)


 

التونسي بين نعمة القروض الاستهلاكية والسلفة ونقمة مخلفاتهما

محمد عمار   

 

كيف يتعاطى التونسي مع مسألة الاقتراض وتحديدا مع قروض الاستهلاك؟ وهل ان هذه الضرورة نعمة تحصل من ورائها المنافع وتقضى بها الحاجيات وتلبى بها الرغبات ام ان لها أوجها وابعادا اخرى ومتقلبات تحولها الى نقمة؟ وكيف تنظر مختلف الهياكل الوطنية بداية من منظمة الدفاع عن المستهلك مرورا بالبنك ووصولا بالخبراء الاقتصاديين لهذه المسألة؟ وكيف ترى الاسرة التونسية هذا الموضوع؟ عن هذه المسائل وغيرها اتصلت حقائق بمختلف الاطراف للنظر في هذا الموضوع الذي تجاوز الظاهرة ودخل تقاليد التونسي.

 

تشتد الضغوط على الميزانية العائلية ويصبح تحقيق التوازن بين الموارد والنفقات أمرا صعبا بسبب التأثيرات الداخلية لافراد العائلة والانسياق لمجاراة الغير حفاظا على المنزلة الاجتماعية وتلجأ العائلة للاقتراض وخاصة القروض الاستهلاكية من مصادر متعدّدة كالبيوعات بالتقسيط ـ هذا ما جاء على لسان السيد الهادي بالحاج مبروك امين مال منظمة الدفاع عن المستهلك وفي هذا السياق، ان المتمعن في الاحصائيات الصادرة عن البعثة الاقتصادية الفرنسية بتونس للسنة الماضية يلاحظ أنه من جملة 4 مليار دينار كقروض مسندة لفائدة الخواص والتي تمثل نحو 8،10% من الناتج المحلي الاجمالي نجد نحو 37% من هذه القروض استهلاكية ـ 5،1 مليار دينار ـ فمن اللاّفت للانتباه ان هذه الحاجيات وخاصة الموسمية اصبحت تتزامن مع نماء ظاهرة التداين الاسري في غمرة توفر العرض وتنوعه في السوق والامكانية التي اصبحت متاحة لفئة واسعة للاقتراض.

 

وفي سبر آراء لمجموعة من المواطنين تبين أنه لا بديل اليوم للتونسي عن القرض والسلفة والتداين امام تكاثر متطلبات الحياة العصرية وغلاء المعيشة من أكل وشرب وتنقل وكراء وفواتير الكهرباء والماء والهاتف وما شاكلها والتي اثقلت كواهل الناس وجعلتهم عاجزين برواتبهم المحدودة على تغطية كل المصاريف وخاصة المفاجئة منها ودفعتهم بالتالي الى التداين مع البنوك والمؤسسات والى طلب السلفة من بعضهم بعضا وقد لمس الكثيرون منهم هذا العجز في كل شهر عند انفاقهم «الشهرية» خلال النصف الاول من ذات المدةوحتى من يحسن التدبير والتقشف ويعرف جيدا أين يضع «المليم الاحمر» فانه قد يلجأ مرغما الى الاقتراض وطلب المساعدة المالية في صورة تغطية نفقات استثنائية غيرمتوقعة ـ علاج صحي وما شابه ذلك ـ لكن على خلاف ذلك ترى اقلية اخرى ان التسهيلات والاغراءات المتوفرة هي سبب الداء لانها ولدت نزيف الاستهلاك وجعلت الجميع يتلهف لامتلاك كل شيء من المسكن الى السيارة وكافة المواد الاستهلاكية الكمالية التي اثقلت كاهل الكادحين بالمصاريف وعلى الرغم من اهمية هذه القروض فان هذه الفئة ترى ان التسهيلات تبقى مطلوبة لكن ليس الى الحد الذي يفقد معها المواطن صوابه و«يرهن» نفسه لدى البنوك ويعجز عن خلاص ديونه ويُسَاقُ في كثير من الاحيان الى المحاكم والقضاء. ويجمع اهل الذكر ان ظاهرة التداين مرشحة لمزيد من التطور في المستقبل بالنظر الى تمركزها في الفئة العمرية النشيطة في المجتمع ـ 20-59 سنة ـ ذات القدرة الشرائية العالية من جهة واعتبارا لتطور هذا الصنف من التداين بنسق يفوق نسبة نموّ الدخل الخام الاسري.

 

التونسي والقرض البنكي

 

ترى عدة اطارات بنكية مستجوبة ان القرض الاستهلاكي هو قرض لتلبية حاجة ضرورية ملحة وهي قروض تسند لمدة قصيرة لا تتجاوز حاليا مدة استرجاعها ثلاث سنوات حسب آخر منشور للبنك المركزي ومن المفروض ان يستوفي البيع بالتقسيط نفس الشروط ـ 36 شهرا ـ أيضا. ويطالب البنك لدى اسدائه القرض بتقديم الضمانات اللازمة منها تنزيل الخلاص الشهري بالحساب الذي وقع الاتفاق عليه وخاصة شرط التأمين على الحياة كما يتوجب على كل بنك اتباع المنظومة التي قام باحداثها البنك المركزي التونسي لدى مركزية المخاطر لمتابعة تداين الاشخاص. وتنقسم القروض الاستهلاكية الى القرض المباشر وقرض اقتناء السيارة ويتمتع بها الاشخاص الذين يتمكنون من استخلاص ديونهم على الاقل شهرا قبل إحالتهم على المعاش ومن شروط القرض الاستهلاكي الاخرى ايضا يجب أن يكون المدخول السنوي الصافي لطالب القرض لا يقل عن 3000 دينار وقيمة القرض لا يجب أن تكون تحت سقف 1000 دينار مدة خلاصها لا تقل عن 6 أشهر.

 

وعن استفسار يتعلق بعدم قدرة الحريف ـ صاحب القرض ـ على تسديد القرض في آجاله المحددة او عدم خلاص يرى الاطار البنكي انه توجد حالات تجاه هذا الموضوع فعلى سبيل الذكر لا الحصر موظف في القطاع الخاص تحصل على قرض بما قيمته 10 آلاف دينار بعد تعهّد المشغل بصرف مرتّبه لدى البنك المانح للقرض وحصلت نفقات استثنائية غير متوقعة للحريف كتصليح وسيلة نقل أو علاج صحي وما شابه ذلك فانه يصعب على المستهلك مجاراة نسق تسديد المبلغ المتفق عليه مما يدخله في دوامة من السلفة ومشاكل مع البنك. وفي صورة طرد الموظف من طرف الشركة الخاصة لاسباب اخرى ويصعب على الحريف سداد قرضه فان البنك يتحمل خسائر القرض لعدم وجود الضمانات الكافية. اما في حالة وفاة الحريف فان البنك يقوم بالاجراءات اللازمة لاسترجاع امواله عن طريق صناديق التأمين على الحياة.

 

عن موضوع آخر بالغ الاهمية يخص ارتفاع نسب الفوائد لدى البنوك يرى ممثل منظمة الدفاع عن المستهلك السيد الهادي بلحاج مبروك انه اذا استوجب الامر الاقتراض فانه يتوجب على طالب القرض ان يقوم بالمقارنة بين جلّ الخدمات البنكية وكلفتها باعتبار أنها تختلف من مؤسسة بنكية الى اخرى ومثلما يقوم المواطن بالنظر في اسعار المواد الاستهلاكية قبل شرائها فيجب زيارة الفروع البنكية والنظر في المناشير المعلقة بمكان بارز من الفرع البنكي وبالتالي اختيار ما يتناسب ويتماشى مع متطلباته من خلال نسبة الفوائد المتوفرة التي بدورها تختلف من بنك الى آخر حسب جودة الخدمات ومدة القرض والتي وصلت في وقت من الاوقات خمس سنوات وذلك لاحداث ديناميكية اكثر للجهاز البنكي. وتجدر الاشارة الى ان البنك المركزي قد اقرّ مؤخرا بمنشور رسمي تحديد مدة استرجاع القرض الاستهلاكي بـ 36 شهرا بالنّسبة الى كافة البنوك والترفيع في خلاص قرض السيارة من 5 سنوات الى 7 سنوات مع توفير 20% من التمويل الذاتي.

 

الخبير الاقتصادي: قروض الاستهلاك ايجابية اذا توجّهت نحو السلع المحلية

 

عن هذا الموضوع يرى الخبراء الاقتصاديون ان الاقتصاد العالمي قائم اليوم على التداين الذي يعد نوعا من انواع الخلاص ويمثل اساس التعامل بين البلدان المتقدمة والبلدان السائرة في طريق النمو والتداين امر متداول جدا على المستوي الداخلي بين الاسر والجهاز البنكي لذلك فهو يتميز بميزتين أوّلهما انه يحرك الاقتصاد حيث ينمي الطلب والاستهلاك الذي يساهم بدوره في تنمية الانتاج وتطويره لكن يجب الاحتياط من ان يتحوّل الطلب نحو البضائع والسلع المورّدة حيث يمكن في هذه الحالة ان يتضخّم حجم التّداين الداخلي والخارجي. اما اذا توجه الطلب الى السلع المحلية فان االاقتراض يصبح ايجابيا ومطلوبا وهنا نفهم لماذا قامت البلدان المتقدمة ببعث هياكل مصرفية وبنوك متخصصة في إسداء القروض الاستهلاكية التي تساعد على الزيادة في الاستهلاك المحلي الذي يزيد بدوره في الانتاج وبالتالي في فرص العمل. اما الميزة الثانية للتداين فهي عندما لا يراعي الاستهلاك العائلي التوازن بين المداخيل والنفقات حيث يستحيل التحكم في الدين ويمكن ان يدخل العائلة في دوامة لخلاص الديون القديمة التي تحيل العائلة الى مرحلة العجز عن خلاص ديونها وهو ما حصل في فرنسا مثلا التي لجأت الى شطب ديون العائلات المدينة والعاجزة عن الخلاص وبالتالي فقدت هذه العائلات حق الانتفاع بالقروض الاستهلاكية كما يمكن لتفاقم هذه الظاهرة ـ تراكم الديون غير المستخلصة ـ ان يؤثر على الجهاز المصرفي الذي يصبح بدوره عاجزا عن صرف مستحقات الحرفاء وبالتالي الفوضى كما حدث في الأرجنتين.

 

هل من حلول لهذه الظاهرة؟

 

ترى مختلف الاطراف المستجوبة وفي مقدمتها منظمة الدفاع عن المستهلك انه للحد من تفاقم التداين الاسري يتوجب على المواطن التونسي ألاّ يلتجئ الى القرض الاستهلاكي او غيره الا في الحالات القصوى هذا الى جانب تعزيز الثقافة الاستهلاكية لديه وترشيدها حتى يتمكن من الادخار. ومما يذكر ان المعهد الوطني للاحصاء وبمشاركة منظمة الدفاع عن المستهلك هو بصدد القيام بدراسة حول التداين الاسري عن طريق استبيان حول مستوى عيش الاسرة يهم القروض الاستهلاكية سواء كانت من البنوك او من المشغل او من الصندوق الاجتماعي للمؤسسة، الى جانب الشراء بالتقسيط لدى التجّار كما يتضمن الاستبيان الذي يضم فئة واسعة من الاسر التونسية قروض اقتناء السيارة ـ للاستعمال غير المهني ـ وديون الاسر لدى الاشخاص المادّيين سواء كانوا من الاقارب او من خارج العائلة علما وان مؤشرات مستوى عيش الاسر التونسية قد تطور خلال العشرية الاخيرة حسب التعداد العام للسكان والسكن حيث بلغت نسبة الاسر التي تمتلك او تستعمل السيارة ـ واحدة او اكثر ـ 21% من مجموع العائلات والبالغ عددها 2 مليون و 839 الف و 185اسرة اما بقية المؤشرات فان 2،90% من الاسر تمتلك تلفازا و6،39% لديها هاتف قار و82% تمتلك ثلاجة في حين استقرت نسبة العائلات التي تمتلك آلة طبخ بالفرن بنحو 53%، وآلة غسيل الثياب على 35%.

 

(المصدر: مجلة « حقائق » التونسية، بتاريخ  21 أوت 2006)


إلى القراء الكرام:
 
 ليس الأمر خلاف أو اختلاف بيني وبين فضيلة الدكتور، بل قراءة للتاريخ في بعده المعاش الذي قد نشارك في صنعه، سواء بفعلنا أو قولنا أو حتّى صمتنا… أو ربّما هي الخيانة والدعارة… ليس المجال للقول باستحالة الانزواء والبقاء دون الحقائق، لكنّ الأكيد أنّ أحفادنا ـ حين يراجعون هذه المواد ـ من باب الدراسة أو التحليل أو هي مجرّد الفرجة، يملكون القدرة على البتّ في مفاهيم الخيانة التي شاعت بيننا…
نصر الدين بن حديد

في المقاومة الإسلامية..أو الشيوعية سابقا

 

د خالد شوكات
يحاول كثر في العالم العربي والإسلامي تصوير المقاومة التي قادها حزب الله ضد إسرائيل مؤخرا، على أنها جزء من حركة مقاومة إسلامية ذات بعد عالمي، تتوخى مواجهة المشروع الإمبريالي الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة، ولا تتطلع فقط إلى تحرير العرب والمسلمين من الهيمنة الغربية، إنما أيضا تحرير المستضعفين أينما كانوا، فقد وردت هذه الكلمة على لسان أكثر من زعيم إسلامي مؤخرا.
ويأمل الذين رأوا في صمود رجال حزب الله أمام الآلة العسكرية الرهيبة لإسرائيل انتصارا كبيرا على الغرب الصليبي والصهيوني، في أن تمتد هذه المقاومة لتشمل الأمة جمعاء، فتعصف بالعروش وتحرر الأرض وتستعيد القدس وتعيد بناء الخلافة وتحقق الكرامة وتوقف الأعداء عند حدهم وتكسر شوكتهم في كل مكان، وكخلاصة، فقد أصبحت المقاومة كلمة سحرية شاملة، تكرم مؤيدها وتلقي بمعارضها في غياهب المهانة الشعبية، ولا يعلم أحد على وجه الدقة بعد ماهية هذه المقاومة أو حدودها أو برامجها محليا وعالميا، والمهم أن لا أحد بمقدوره أن يتجرأ على طلب تعريفها، ناهيك عن الاعتراض عليها.
الذي يحاول النظر في بؤر التوتر في العالم العربي و الإسلامي، ابتداء من أفغانستان وباكستان، مرورا بإيران والعراق، وانتهاء بفلسطين ولبنان، سيفهم إلى حد ما مرجعية الآمال العريضة التي يعلقها البعض على المقاومة الإسلامية التي تكافح على أكثر من جبهة لدحر الهجمة الأمريكية الصهيونية المفترضة على الأمة، غير أنه لا دليل على وجود رابط بين هذه الجبهات جميعها، غير وجود الولايات المتحدة الأمريكية وراء هذه القضايا كافة.
ما يثير بعض الاستغراب أيضا، بعض الصور المتكررة من الماضي، والمقارنات التي حاول كثيرون إجراءها، بين آية الله الخميني قائد الثورة الإسلامية في إيران وفيدل كاسترو قائد الثورة الاشتراكية في كوبا، وبين تشي غيفارا المناضل الثوري اليساري المعروف في غابات وجبال أمريكا اللاتينية وأسامة بن لادن أو حسن نصر الله المناضلين الإسلاميين اللذان يتحركان أيضا في غابات وجبال أفغانستان ولبنان، تماما كما كان غيفارا، غايتهم جميعا مقاومة الامبريالية وتطهير النفس بمجاهدتها.
يظهر الإسلاميون الثوريون المقاومون للامبريالية الأمريكية إذا، وكأنهم يأخذون مواقع اليساريين الثوريين الذين قاوموا ذات الامبريالية طيلة عقود بالأمس، على الرغم من التباعد الصارخ بين مرجعية الأوائل الدينية ومرجعية الأواخر العلمانية، فاللحى هي ذاتها تقريبا والملامح الملهمة للشباب الحالم بالتغيير والثورة في أحياء الفقراء والمهمشين في الدول العالمثالثية تكاد تكون نفسها، ولهذا لا غرابة في أن تجد إيران المقاومة وحزب الله المقاوم النصرة لدى كاسترو المريض، ولدى نسخته المطورة شافيز، كما لا غرابة أيضا في أن يجعل الرئيس جورج بوش من الدول الثلاثة ايران وكوبا وكوريا الشمالية، محورا جعله ضمن سياق تبسيطي، أصلا للشر وموردا للخراب.
الثابت أن الغرب، وفي مقدمته الولايات المتحدة، ليس متضررا من هذه الجبهات العنيفة التي يفتحها الإسلاميون هناك وهناك في العالم العربي والإسلامي، وربما في مناطق أخرى، تماما كما لم يتضرر طيلة سبعة عقود من الجبهات التي فتحها المعسكر الشيوعي، فهذه السيرة ضرورة لنماء الحضارة الغربية وانتصارها وانتشارها، إن لم تكن حتمية تنبأ بحصولها العديد من الفلاسفة والمفكرين الغربيين، وآخرهم صموئيل همتنجتون القائل بصراع الحضارات، فهل ثمة أنسب من ابن لادن والزرقاوي والظواهري ومن سار على دربهم للتدليل على صحة هذا القول ومصداقيته.
لقد انتهت الحرب في لبنان، وستنتهي في أفغانستان والعراق، كما ستنتهي أيضا أزمة المفاعلات النووية في يوم قريب ما، فما الذي سيبقى؟ الشباب اللبنانيون لن يقلعوا عن التفكير في مستقبلهم على الطريقة الأمريكية، وكذلك الشباب الأفغان والعراقيون، والإيرانيون، جميعهم يرغب في العيش، سواء في بلاده أو في خارجها، على الطريقة الأمريكية، بمعنى أن تصميم الشقق والبيوت واللباس والأثاث والسيارات والملاعب والملاهي والطرقات والمدن والمنتزهات، لن يكون إلا غربيا، ولفترة طويلة أمريكيا على وجه التحديد.
لا يبالغ قارئ التاريخ إذا قال أن الغرب هو أكبر المستفيدين من مقاومة كالتي يقودها بن لادن والزرقاوي حيا وميتا، ومن سار على دربهما، إذ هل ثمة خير منهما لإيجاد القرائن والإثباتات على وجود « خطر أخضر » بعد اندحار الخطر الأحمر، وهل يمكن تصور مشروع امبراطوري عالمي دون حروب صغيرة هنا وهناك، ودون فزاعات وصور مخيفة تقدمها الأمهات والجدات في قرى أوربا والولايات المتحدة الباردة للأطفال حتى يخلدوا إلى النوم خائفين مرتعدين.
يشتكي العرب والمسلمون عادة من صورهم المشوهة في الإعلام الغربي، لكن بالمقابل يجدون بعض المتعة في تعليق صور الجنود الأمريكيين المسحولين في العراق، كما يفتخرون جدا برجال من ذوي اللحى الطويلة والوجوه المكفهرة، لا يترددون في صعود الفضائيات لنشر الخوف والموت والفزع في القلوب، ولإعطاء الأوامر عبر الشيفرات السرية، لتفجير الأبرياء في قطارات الأنفاق والباصات والأبراج المدنية العالية العامرة بالناس، فماذا لو كانت قوافل العرب والمسلمين إلى الغرب قوافل أندلسية رشدية مليئة بالفنون والموسيقى والآداب والفلسفة والجبر وتراجم اليونان العظيمة.
لقد حارب الشيوعيون الغرب طيلة عقود لكنهم انتهوا إلى الانحلال والانكسار والهزيمة، فقد كانت حروبهم ثورية عسكرية، أكثر مما هي ثقافية وحضارية، والذي استمر من اليسار هو ذلك الذي أعاد بناء نفسه وفقا لنمط الحياة الغربي الليبرالي، والتقدير أن الإسلاميين سينتهون إلى النتيجة ذاتها، ولن يبقى منهم إلا الذي قبل بنمط الحياة الأفضل الذي أدركه إلى حد الآن التاريخ البشري، ذلك أن الحروب والمواجهات الصغيرة المتناثرة، ولو رفعت شعارات عالمية كبيرة، ليس بمقدورها تشكيل انقلاب كوني على التاريخ الإنساني أو قطيعة في المسيرة البشرية.
من منظور تاريخي، فإن المقاومة الإسلامية المسلحة الحالية، على افتراض وجودها موحدة، باعتبار أنه لا رابط بين القاعدة وحزب الله مثلا، ليست سوى امتدادا لسلسلة مقاومات يسارية وقومية وغيرها، تحتاجها الحضارة الغربية احتياجها للأعداء والأخطار الدائمين، ولهذا فإن سقوط العالم العربي والإسلامي في أجواء هذه المقاومة، لن يكون عمليا سوى هدرا جديدا لنصف قرن من الوقت، يكرر ما أهدر من وقت في حقب الشعارات الثورية اليسارية والقومية، و قد كان من باب أولى لو استفيد من دروس التجربة الأولى، والوعي بأن العلاقة مع الغرب تحكمها شروط أعمق من ردود فعل محدودة النظر بسيطة الفكر تبسيطية الطرح.
لقد بلور الإسلام ابتداء من القرن السابع الميلادي وعلى امتداد عشرة قرون حضارة عالمية، هيمنت على التاريخ الإنساني، لأنها قدمت « قيمة مضافة » لهذا التاريخ، قياسا على ما سبقها من حضارات غربية وشرقية، قدمت بدورها « قيما مضافة »، وكذلك قامت الحضارة الغربية السيدة حاليا بتقديم « قيمة مضافة »، كما استندت إلى من سبقها من الحضارات، فاليونان والرومان والمسلمون ثم الغربيون الحاليون، ليسوا عمليا سوى حلقات متشابكة متواصلة في تاريخ الإنسانية المتجه نحو الأفضل. وإن تطلع العرب والمسلمين للعودة إلى ساحة الفعل الحضاري العالمي لن يتأتى لهم بغير الأخذ من الغرب، كما أخذ الغرب من حضارتهم السابقة، ومن ثم البحث عن قيمة مضافة يستحقون بها الريادة العالمية ووراثة السيادة الكونية.
إن أشخاصا مثل ابن لادن أو الزرقاوي أو الملا عمر أو نجاد أو سواهم من الثوريين الإسلاميين، ليسوا مؤهلين بأي شكل لقيادة العالم العربي والإسلامي نحو المستقبل، لأن السلاح لم يصنع يوما نصرا حضاريا عالميا، ولو كان الغرب مجرد قوة عسكرية ضخمة لانتهى مثلما انتهى جنكيز خان الذي جعل شعبه يسود نصف العالم المأهول والمعروف آنذاك في عشرين عاما، تماما كما أن الإسلام لم يسد لأنه كان قوة عسكرية، بل لأنه كان قوة حضارية تقدم للعالم في حينها الأرقى في الفنون واللباس والمأكل والعمارة والعلوم والطب والآداب، وكذلك ساد اليونانيون من قبلهم بالفلسفة والديمقراطية، وساد الرومان الذين خلفوا الإغريق، بحسن التنظيم والقانون والمؤسسات والإدارة والهندسة، وكذا يتفوق الغرب اليوم، لا بأساطيله التي تجوب العالم، إنما بنمط الحياة الأكثر جاذبية، وبالإنتاج العلمي والفني والأدبي الذي لا ينافس.
لقد أدرك اليابانيون والكوريون والماليزيون والصينيون والجنوب أفريقيون هذه الحقيقة، فقرروا التعلم من الغرب دون فقدان الهوية القومية، وساروا في طريق السلام بدل طريق الحرب، وفهموا جيدا أن المقاومة الحضارية هي أرقى أنواع المقاومة، وهي المقاومة التي دعا إليها العالم العربي المصري صاحب جائزة نوبل أحمد زويل..لكنني أشك في أن يستفيد العرب قريبا من الموعظة اليابانية، فالموعظة الطالبانية والزرقاوية أكثر جاذبية وأيسر على الفهم وأسهل في التطبيق، كما الهدم والبناء
(المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 28 أوت 2006)
 
————————————————————————— نصر الدين بن حديد: ردّا على فضيلة الدكتور خالد شوكات:

التاريخ قمّة… والمواقف ثمّة…. والرجولة همّة… ولكلّ أن يختار

نصر الدين بن حديد nasrbenhadid@yahoo.fr   لا يزال فضيلة الدكتور خالد شوكات منذ أوّل العهد به محاولا الربط بين أشياء لا رابط بينها أو هو يحاول أن يجعل هذه الروابط [في حال وجودها] على غير صورتها وبالتالي تقديمها في غير وظيفتها، وقد يذهب قائل أنّ لكلّ رؤيته ومن ثمّة تأتي محاولات الربط هذه ضمن حقّ الفرد في أن يذهب برأيه أينما شاء، فالجواب أنّنا نتعامل مع الوقائع وليس مع الأدب أو الشعر، حيث الخيال أخصب من الأفق والحلم أفسح من الذاكرة!!!
يذهب فضيلة الدكتور في مقاله: «في المقاومة الإسلامية..أو الشيوعية سابقا» منذ العنوان محاولا إفهامنا أو بالأحرى إقناعنا بأنّ المقاومة الإسلاميّة، وقد وجب القول ـ من باب الأمانة الأخلاقيّة والموضوعيّة وكذلك التاريخيّة ـ «المقاومات المتدثّرة بالرداء الإسلامي» لا تختلف كنهًا وماهيّة ووظيفة وبالتالي في منتهاها عن سابقاتها الشيوعيّة، ويكون من الأفضل ـ حسب فضيلة الدكتور ـ أن نقرأ هذا «الماضي» ونتّعظ بهذا التاريخ، لنعدّل من مسارنا ونصوّب من فعلنا ونسوّي من مسعانا، علّنا ـ ونصرّ على علنّا ـ نلقى من هذا الغرب المطلق بعض القبول ونزرا من رضاه وبعضًا من رحمته…
إنّ الربط أو المقارنة أو حتّى محاولة التشبيه التي ذهب إليها فضيلة الدكتور بين الثورات اليساريّة أو الشيوعيّة من جهة والمقاومات المتدثّرة بالرداء الإسلامي يحمل من التبسيط والتسطيح ما ينفي أدنى بعد علمي أو رؤية موضوعيّة سواء من أبواب المنهجيّة أو الإجرائيّة، فما البال بالخلاصات التي ذهب إليها فضيلة الدكتور!!! دون الحديث عن النصائح التي حاول أن ينثرها كالورد حينًا وكالجمر أحيانًا!!!
قراءة التاريخ بهذه البساطة أو التبسيط تأتي ـ دون أدنى مبالغة ـ في صورة اغتصاب واضح وجليّ لهذا التاريخ أوّلا وللوعي الجمعي ثانيًا ولمستقبل هذه الأمّة ثالثًُا، وليس المجال أو السؤال بتحريم القراءات أو منع الاجتهادات، بل الإصرار من باب الأمانة الأخلاقيّة على اعتبار أن الواجب [تجاه الذات أوّلا] يملي علينا عدم الخلط بين الأمانة العلميّة من جهة وما يحاول البعض أن يتلبّس من ميكيافليّة تبيح المحظورات، إن لم نقل تلغي أدنى مرجعيّة أخلاقيّة أو موضوعيّة!!!
من التبسيط أن نضع الإرث اليساري أو الشيوعي، سواء منه الأيديولوجي/الفكري/الفلسفي أو المسلّح في سلّة واحدة، فقد فرّخ الفكر الشيوعي أو الاشتراكي مللا ونحلا وذهب كلّ في واده، ونقول من باب الاستدلال لا غير، أن بعض الرهبان المسيحيين في أمريكا المسمّاة لاتينيّة مزجوا مرجعيتهم الدينيّة/اللاّهوتيّة بأدوات الفعل والوعي التي حملتها الثورات اليساريّة ليحملوا السلاح ويرفضوا بالتالي بسط الخدّ الأيسر لأنظمة وعصابات صفعت الخدّ الأيمن!!!
لا يزال اليسار حاضرًا في قارّة الرفض والممانعة هذه، بل هو يتقدّم ويسجلّ الانتصارات حينًا بالنقاط وأحيانًا بالضربات القاضية، في رفض للمشاريع الإمبرياليّة وأنماط عيشها وسبلها في تركيز الأنظمة عبر الحديد والدمّ والنار، ليصير الصندوق الانتخابي رديف السلاح، أو هو جزء من منظومة الهجوم والاستيلاء…
أوافق فضيلة الدكتور خالد شوكات ـ ولا أخجل من الأمر ـ حين يعلن أنّ :«من منظور تاريخي، فإن المقاومة الإسلامية المسلحة الحالية، على افتراض وجودها موحدة، باعتبار أنه لا رابط بين القاعدة وحزب الله مثلا»، فالأمر من البديهيات التي لا تحتاج إلى دلائل أو قرائن، سواء على المستوى الشرعي أو الفكري أو ما تراه كلّ جهة ممّا يسمّى «فقه المقاصد»، ليكونا على طرفي النقيض، لكنّ فضيلة الدكتور الذي يشير إلى هذا الاختلاف أو هذا التباين أو التنافر يضيف :«ليست [أيّ المقاومة الإسلاميّة المسلّحة] سوى امتدادا لسلسلة مقاومات يسارية وقومية وغيرها»، ويكون السؤال عن معنى أو بالأحرى مبنى هذا «الامتداد؟؟؟»، هل هو على مستوى الفكر والمنهجيّة أم الوسائل والأدوات؟؟؟ بقدر ما يحمل هذا السؤال ويحيل على متاهات وأبواب قد تفتح على أبواب أخرى، بقدر ما لا نرى المجال لولوجها، سوى القول أنّ على فضيلة الدكتور أن يتكرّم برفع الالتباس أو أن يريد بعض القراء أن يدلوا بدلوهم!!!   يأتي قول فضيلة الدكتور جازمًا وصريحًا بعدميّة أيّ مقاومة مسلّحة أو أدنى ممارسة «عنفيّة» تجاه الغرب، سواء في العراق [كما سبق له أن كتب عديد المرّات] أو قامت به المقاومة الإسلاميّة الباسلة في لبنان، حين يعلن :«وساد الرومان الذين خلفوا الإغريق، بحسن التنظيم والقانون والمؤسسات والإدارة والهندسة، وكذا يتفوق الغرب اليوم، لا بأساطيله التي تجوب العالم، إنما بنمط الحياة الأكثر جاذبية، وبالإنتاج العلمي والفني والأدبي الذي لا ينافس.»، لنسأله ـ دون أدنى سوء نيّة أو نوايا مبيّتة ـ هل «هرب» بنا إلى التاريخ القديم لغياب النماذج «الأمريكيّة» الناصعة أم أنّه من عشّاق جمع «التواريخ العتيقة»!!!!
نسي فضيلة الدكتور خالد شوكات أو تناسى أو ربّما يبغي أن يسجّل اسمه ضمن «المؤرخين الجدد» ليجعلنا نغفل المجازر التي ارتكبها الجيش الروماني حين أباد النساء والأطفال والشيوخ والعزّل، التي يستحقّ المرء لمجلّدات عديدة بغية تعدادها عودًا إلى المراجع الرومانيّة ذاتيّة، ونسوق على سبيل المثال حين أباد هذا الجيش قرابة الأربعمائة ألف من الجرمان في معركة واحدة وموقع واحد… وعلى فضيلة الدكتور أن يقلب في هذه المراجع ليعود إليها مفنّدا ومكذّبًا!!!
لا نرى ضرورة للقول أنّ المنظومة الغربيّة بكاملها لا تزال رغم «الحداثات» المتعاقبة والعلمانيّة المعلنة أو اللاّئكيّة الغالبة، ترزح تحت ثالوث :«النبيّ اليهودي، والفيلسوف الإغريقي والمشرّع الروماني»، حين نرى رغم هذه الحداثات المزعومة و«الأخلاقيات» وغيرها تمييزًا صريحًا وفرزًا معلنًا بين «الذات» من جهة وبين «الآخر» ومن ثمّة رفضًا جليّا لإنزال هذا «الآخر» أو جعله شريكًا كاملا داخل هذه المنظومة…
قد يرى البعض من باب حسن النيّة ـ التي قد تعبّد الطريق إلى جهنّم ـ أنّه لا يجوز من أبواب المنطق المتعدّدة أن نسقط «الحالة الرومانيّة» ونجعلها «فعلا راهنًا» ومن ثمّة يكون القول بأنّ «مهادنة الغرب والانصياع له وطاعته» قد تكون ـ من باب حسن النيّة ـ باب نفع ومدخل خير، لنقول أنّ الرئيس المغدور ياسر عرفات تنازل من تحرير فلسطين كلّها إلى القبول بما يسمّى خارطة الطريق أو بما تكرّم به شارون منها حين أحدث فيها أربعة عشر «ثقبًا» ليجد «مكافأته» التي نعلمها جميعًا… يحاول فضيلة الدكتور أن يجعلنا «نشرب السمّ على سبيل التجربة»، وليس لقائل سوى أن ينصحه بالإطلاّع على كتاب «كليل ودمنة» ليعلم مصير من شرب هذا السمّ!!!   تكمن قوّة المقاومة الإسلاميّة الباسلة في لبنان، ليس فقط في قدرتها على دحر الصهاينة وكسر شوكتهم، بل في وضع المعادلة في نسقها الصحيح مع ما يلزم من ثوابت وما يجب من متغيّرات، قراءة ليس فيها «عنتريات» أو غيرها من خطابات لغويّة تجتاز الواقع وتتعدّاه، بل إنّ الفعل والممارسة وما أقرّ به الصهاينة أنفسهم أعفت عن القول!!!
يعلن فضيلة الدكتور :«لقد حارب الشيوعيون الغرب طيلة عقود لكنهم انتهوا إلى الانحلال والانكسار والهزيمة، فقد كانت حروبهم ثورية عسكرية، أكثر مما هي ثقافية وحضارية، والذي استمر من اليسار هو ذلك الذي أعاد بناء نفسه وفقا لنمط الحياة الغربي الليبرالي، والتقدير أن الإسلاميين سينتهون إلى النتيجة ذاتها، ولن يبقى منهم إلا الذي قبل بنمط الحياة الأفضل الذي أدركه إلى حد الآن التاريخ البشري»، ليكون «تقديره» [الذي لا نعلم منبته أو فصله أو مرجعتيه] في صورة ترقى إلى «ما يفوق النبوءة» التي علينا أن ننزلها ما يفوق القرآن الكريم والإنجيل بقراءاته الأربعة!!!
الواقع الذي أمامنا، قبل أن نَبُتّ بـ«نبوءة» فضيلة الدكتور، يجزم بأنّ هذه المقاومة استطاعت الفوز وتحقيق النصر ليس فقط من خلال الهجمات الاستشهاديّة فقط [التي يعتبرها فضيلة الدكتور انتحاريّة] ، بل جاء الأمر نتاج ما يمكن أن نسمّيه دون خجل أو وجل «حداثة» جديدة، انطلقت من الواقع ومن قدراتها لتضع المعادلة «الواقعيّة»، في حين أنّ «الحداثة الغربيّة» التي ينخرط ضمنها الكيان الصهيوني بالكامل صارت عاجزة عن تحويل «الطاقة الكامنة» إلى «قوّة فاعلة»!!!
من حقّ فضيلة الدكتور أن يؤمن بالحداثة الغربيّة التي صار من مواطنيها، وله أن يكنّ من الحقد ما شاء لسماحة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وله أيضًا أن يصيح في العرب والأعراب والعربان بواجب المهادنة ووضع السلاح وعبثيّة المقاومة وسرياليّة الكفاح المسلّح، لكنّه لا يملك بحكم الحقائق البيّنة أن يزوّر التاريخ أو أن يذهب في هذا التزوير حدودًا يعجز عنها خيال الكوميدي الأمين النهدي والنجم عادل الإمام!!!
المقاومة انتصرت حين زاوجت بين محليتها المطلقة وعالميتها المذهلة، حين جعلت مارون الرأس تصمد بما لا سعة على فهمه في الغرب وفي الكيان الصهيوني، وحين خرج المتظاهرون في كاركاس يحملون صور سماحة السيّد كما حملوا صور «شي غيفارا»، ليس لأنّهما يحملان لحية [على حدّ قول فضيلة الدكتور] بل لأنّ العولمة المضادة جاءت مزاوجة عمق الوعي الشيعي بقدرة الدم على محاربة السيف برسوخ الفكر السنّي بأنّ الجهاد فرض عين، ليتمّ ربط المعادلة الإسلاميّة بالحالة الإنسانية بكاملها…
قد لا يقرأ فضيلة الدكتور هذه الكتابة ولا يقرّ بما جاء فيها، لكنّ روعة المقاومة وعمقها والصفاء فيها، تكمن جميعها في أنّ هذه الكتابات جميعها تمّحي وتذوب أمام أقدام مقاتل في عيتا الشعب وضع روحه في كفّ الجهاد والاستشهاد… فما بالك بما يضيع زبدًا…
 

الي متي يظلّ العرب يطربون للكلمات؟

2006/08/29 خالد شوكات
يطرب العرب الي الكلام مثلما يطرب غيرهم من الشعوب الي الموسيقي، قالت ذلك مرة عميدة المستشرقين الألمان الراحلة أنا ماري شمل رحمها الله، وأحسب أن الرؤساء العرب، خصوصا أولئك الذين زعموا لأنفسهم مرجعية قومية عربية، أفضل من وعي هذا الحديث وعمل به، كما أحسب أن الشعوب العربية ما تزال أحرص ما تكون في الحفاظ علي هذه الخصلة الحميدة حتي يرث الله الأرض ومن عليها، فهي لا ترجو من زعمائها غير اعلان الشعارات العظيمة الدينية والقومية، أما الكوارث والمصائب والأزمات المستفحلة الناتجة عن السياسات الفاسدة والديكتاتورية فسيجد لها فقهاء السلطان في الحكم والمعارضة، ألف حجة وذريعة، فالنية أهم من النتيجة، والشعار أهم من الثمار، وما دامت الامبريالية الأمريكية والصهيونية تعلن أن بعض الحكام العرب هم أعداؤها الأبديون، فهم سيبقون بالضرورة الحكام الأبديين..
طيلة ثلاثة وثلاثين يوما من الحرب الاسرائيلية الوحشية علي لبنان لم يتكلم بشار الأسد، وعندما تكلم بعد نهاية الحرب احتفل بانتصاره الذي لم يساهم في تحقيقه بشيء، وانتشي بفوزه في حرب لم يدفع اليها جنديا واحدا من جنوده، وتحدي العالم بمقاومة لم تجر علي أرضه المحتلة منذ أربعة عقود، وخون رجالا وأقواما هم في الأصل من صنع الانتصار والفوز والتحدي، بالحكمة والصبر وسعة الأفق، وبالتعفف عن المزايدات وسوق الشعارات وخديعة الشعوب ببيعها الأوهام والمخدرات الدينية والسياسية والخطابية.
التيارات السياسية الكبري في العالم العربي، وخصوصا الاسلامية والقومية منها، تثبت دائما أنها في طليعة الميسرين أمر الخديعة أو المتقبلين لها بسهولة، فالتنظيم الدولي للاخوان المسلمين علي سبيل المثال، وهو الذي يضم حركات اسلامية كثيرة من المشرق الي المغرب، أصبح بقدرة قادر متجاوزا لآثار تجربته الأليمة في حلب وحمص وحماه، حيث سقط ما يقارب المائة ألف من اخوان سورية في مجازر جماعية نفذها نظام الأسد، تماما كما التنظيمات القومية الناصرية التي ستسمو برؤيتها عن ماضي التنظيمات البعثية معها، وما انجر عنه من عمليات تصفية وتعذيب وسجن جماعية طالت الآلاف من رفاقهم في الشام وبلاد الرافدين، وليس المقابل الا بضع كلمات مزايدة لا داعم لها علي الأرض، غير فساد عائلة وتجبر طائفة ومصادرة حقوق شعب يئن تحت نير مستبد ظالم جاوز غيه المدي.
بشار الأسد ليس شاذا في عمله بقاعدة بيع الكلام لشعوب مولعة بالكلام، فقد سبقه اليها صدام حسين الذي ما يزال يصر علي ممارسة العادة القبيحة ذاتها حتي وهو خلف القضبان، ففي أقل من طرفة عين، أضحي الرئيس مؤمنا وأصبحت العقيدة البعثية العلمانية عنده مع العقيدة الاسلامية جناحين لطائر الأمة، كما أعطيت الأوامر للأزلام ذاتهم الذين ذبحوا الصدر الأول والثاني ونكلوا بأعضاء الأحزاب الاسلامية الشيعية والسنية وبالأحزاب الناصرية واليسارية أيضا، لتنفيذ الحملات الايمانية والروحانية، وعلي هذا النحو غفر لصدام حسين ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وعاد قائدا اسلاميا وقوميا عظيما، وأصبح أعداؤه من الاسلاميين والقوميين العراقيين عملاء للمحتل وأذنابا للأمريكيين والبريطانيين، لا لشيء الا لأنهم فشلوا في المعركة الكلامية، والكلام سابق علي الفعل عند العرب مثلما أسلفت الاشارة.
بشار الأسد بدا في خطابه الاحتفالي الأخير قائدا قوميا عربيا عظيما أيضا، علي الرغم من أنه لم يخض معركة واحدة ضد العدو، انما خاض طوال السنوات السبع الماضية من حكمه السعيد مئات المعارك الشرسة ضد أبناء شعبه ومثقفيه وسياسييه، وضد أبناء شعب شقيق ومثقفيه وسياسييه، فالعظمة القومية عند العرب ليست حكما صالحا رشيدا يحارب الفساد والمفسدين، ولا انتخابات ديمقراطية تعددية حقيقية أو دولة مؤسسات شرعية وقوانين تقدس حقوق الانسان والمواطنة، انما هي خطاب رنان يخون العملاء والمأجورين من أتباع الامبريالية الأمريكية والصهيونية ويهدر دمهم علي أيدي أجهزة المخابرات العتيدة.
الأسد الابن يري العروبة أيضا، أن يحارب اللبنانيون جميعا من أجل نظامه، وأن لا يرضي اللبنانيون بغير الدور المرصود لهم من خارجهم حتي بعد أن تمكنوا من تحرير جميع أرضهم، أما العروبة التي تجعل من مقاومة الجولان ضرورة فهي عروبة ضارة قد تقود الي اسقاط نظامه، والنظام أكثر قداسة عند بشار ـ ووالده من قبله- من مصالح سورية والمصالح القومية العربية، فخوض معــــــركة الجولان ربما أدي في بدايته الي انهاء الحكم العلوي لكنه سينتهي حتما بتحرير الأرض الســـورية تماما كما تحررت أرض الجنوب اللبنانية، فليس ثمة معركة تحرير أرض مغتصبة انتهت بخسارة طال الزمان أم قصر، وليس ثمة شعب في الدنيا مهما كان ضعيفا خسر معركة حرية دخلها بارادة حرة.
عروبة بشار الأسد هي عروبة قطرية محضة، لا يختلف وضعها عن الوضع في أي دولة عربية أخري لم يزعم نظامها مرجعية قومية، ان لم يقل انها أكثر قطرية من أي حالة عربية أخري، فلقد كانت العداوة الجارية بين النظامين البعثيين في سورية والعراق ألد عداوة قامت بين دولتين عربيتين، تماما كما أن العداوة بين النظام السوري ومعظم الأنظمة العربية هي اليوم العنوان الأبرز في المشهد السياسي العربي.
سيادة لبنان ووحدته الوطنية ليستا ضمن وارد المصلحة القومية العربية لدي بشار الأسد، وللحفاظ علي نظام طائفي فاسد في سورية، لا ضير من تحطيم دولة شقيقة واعادتها الي فوضي الحرب الأهلية والمقامرة علي مصيرها، فالأهم من لبنان ومن سورية ومن كل العرب بقاء النظام العلوي سيدا علي قصر المهاجرين، والأهم من الجولان وجنوب لبنان أن يظل الأسد رئيسا للأبد، فلقد كانت تركة الأب ثقيلة، ولم يكن التوريث كما بدا ضرورة قومية أو وطنية بقدر ما بدا ضرورة عائلية طائفية محضة.
بشار الأسد يطرح عروبة متهافتة بدل العمل علي تجديدها، لكن أني له تجديدها، فرئاسته كما أثبتت الأحداث كانت هروبا عائليا الي الأمام، من أجل تأجيل عملية الاجابة عن الأسئلة الكبري الي ما لا نهاية، ومن أجل الحفاظ علي المستور منذ قيام الحركة التصحيحية، والأهم من كل ذلك، حفاظ العائلة والعائلات المتصاهرة معها علي امبراطوريات مالية ومصالح عظمي تناثرت في أصقاع العالم علي حساب الشعب السوري المقهور والمفقر والمسجون.
بشار الأسد لا يستطيع الاجابة عن الأسئلة الصعبة من قبيل متي سيمارس الشعب السوري حقه في الحرية والتعددية والديمقراطية، ومتي سيكون من حقه فتح جبهة لتحرير أرضه المغتصبة في الجولان، ومتي سيكون بمقدور نوابه المنتخبين حقا أن يفتشوا في ملفات الفساد وتهريب مليارات الدولارات من المال العام والخاص الي الخارج، ومتي سيحال المتورطون في جرائم التعذيب والاغتيال والاعتقال التعسفي علي القضاء، ومتي سيخرج الحكم من دائرة الأب والابن والحفيد..؟
لقد رغب الأسد الابن في أن تطوي صفحة الأحداث اللبنانية المفتعلة، صفحة جرائم بشعة مورست في حق مجموعة من أهم الشخصيات اللبنانية في التاريخ المعاصر، في مقدمتهم باني لبنان الجديد الشهيد رفيق الحريري، وهو بدل أن يبتعد عن مسرح الجريمة ظل يراوح مكانه حولها متطلعا الي عودة ظالمة اليها، عبر رفع شعارات قومية كبري، ليس الهدف من ترديدها غير التضليل علي جنايات كبري والهروب من محاكمة كبري..
عروبة بشار باختصار هي عروبة مضللة، ليس الهدف منها تحدي عدو خارجي ولا نصرة مقاومة محتل ولا الوقوف في وجه شرق أوسط جديد أو قديم، انما هي عروبة كلمات فارغة تخدع عقول شعوب يائسة، وتهدف الي الهروب من استحقاقات وطنية وقومية حقيقية كبري، وتكرس منطق الخديعة الذي لم يمله العرب بعد، ويحول دون التأسيس لعروبة جديدة متجددة تتجاوز الزعامات والخطابة والشعارات، الي الشعوب الحرة التي تعبر عن ارادتها من خلال صناديق الاقتراع الشفافة وممارسة الرقابة علي حكامها بتنصيبهم واقالتهم كما تشاء وبمحاسبتهم علي الانجازات لا العبارات.
العروبة الجديدة المتجددة جاءت بعض معالمها الرئيسية في خطابات سعد الحريري ووليد جنبلاط وفؤاد السنيورة وسواهم من رموز حركة 14 آذار، المتصدية لحملة الافتئات الأسدية علي القوي الديمقراطية في لبنان، فهذه الخطابات أكدت جميعها علي تمسك لبنان بعروبته، العروبة التي تجعل الشعوب العربية جميعا تقف علي قدم المساواة، فليس ثمة مشروع قومي عربي يمكن أن يسوغ احتلال دولة عربية لدولة عربية أخري، واذلال شعب عربي لشعب عربي آخر، ولا ثمة مشروع قومي عربي يمكن أن ينجح اذا بني علي ظلم وحيف واحتقار.
أما معلم العروبة الثاني بحسب الحركة الديمقراطية اللبنانية، فليس سوي الديمقراطية نفسها، فقد أثبتت الأنظمة الشمولية والديكتاتورية التي حكمت في العالم العربي تحت يافطة الشعارات القومية، أنها أكثر اساءة للعروبة من أي نظام آخر، حيث لا يمكن أن يتخيل أن نظاما يعذب ويسحل وينتهك حرمات مواطنيه بمستطاعه العمل علي صيانة المصالح القومية، كما لا يمكن لنظام يقوم علي التوريث والفساد العائلي وعلي مصادرة الحريات العامة والخاصة أن يزعم الدفاع عن الوطن والأمة والشرف القومي.
المعلم الثالث للعروبة وفقا لخطاب سعد ورفاقه في حركة الاستقلال اللبناني، النأي بالأمة عن المزايدات والشعارات والخطابات الجوفاء، والتركيز علي العمل الجدي في ورشات الاعمار واعادة البناء، والسعي الي اقامة دولة لبنانية ديمقراطية جامعة لا الحفاظ علي دويلات طوائف داخل الدولة، تعمل كل واحدة منها لحساب جهات أجنبية، لا تهمها مصلحة اللبنانيين بقدر ما تهمها مصالحها الذاتية، فمن حق اللبنانيين كما السوريين وسائر الشعوب العربية أن تتقاسم الغرم كما تقاسمت الغنم، وأن تتساوي في التضحيات والجبهات، فلبنان علي سبيل المثال قد حرر أرضه بالمقاومة، وليس من العدل مطالبته بالمقاومة بالنيابة عن غيره، اللهم الا اذا اتخذ العرب قرارا جماعيا بالمقاومة الجماعية، حينها فقط يمكن تحويل كافة الجبهات الي جبهة واحدة.
خلاصة القول ان بشارا طرح مشروع عروبة متداعية تبعد العرب عن طرح سؤال الديمقراطية وتسوغ له أمر قيام اللبنانيين بالمقاومة بالنيابة عنه، لا لتحرير الأرض انما للافلات من العقوبة علي جرائم بشعة قام زبانيته بتنفيذها، وتؤبده علي حكم سورية وتغطي علي طبيعة حكمه الشمولي والديكتاتوري والطائفي، أما سعد فقد طرح مشروع عروبة متجددة ترتكز علي ضرورة دمقرطة الكيانات العربية أولا قبل المرور الي أي مرحلة وحدوية، وعلي أهمية أن تبني العلاقات العربية- العربية علي أساس المساواة والاحترام المتبادل، وعلي ضرورة محاسبة المجرمين والمفسدين في الأرض العربية مهما علا شأنهم حتي وان كانوا رؤساء دول رعب وجمهوريات.
وبين العروبتين، سيظل العرب في تقديري أكثر عطفا علي من يمنحهم الكلمات، لأنهم يعولون علي أن يعوضهم الله سبحانه وتعالي في جنة الخلد عن الانجازات..وهم لا يدرون ـ كما قال الكواكبي ـ أنهم بعقليتهم هذه قد يخسرون الدارين، الأولي والآخرة. ہ كاتب من تونس (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 29 أوت 2006)

 

حسونة المصباحي غاضب على النخب العربية

صديقي محرر كيكا
تحية صادقة في زمن لم يعد فيه للصدق مكان. أنا حزين وغاضب جدا.
حزين لما يحدث من مجازر فظيعة في ذلك البلد الحبيب لبنان حيث يعيش اصدقائي وصديقاتي الذين اقتسمت معهم جزءا من كبيرا من حياتي.
وغاضب لأن النخب العربية في الشرق كما في المغرب اصطفت بالكامل تقريبا وراء الغوغاء وزارعي الفتنة أعني بذلك الحركات الاصولية والاحزاب الطائفية.   حسونة المصباحي كاتب تونسي 8 آب – اغسطس 2006 hamosbahi@hotmail.com

(المصدر: موقع كيكا بتاريخ 6 أوت 2006)

الرابط: http://www.kikah.com/indexarabic.asp?fname=kikaharabic\live\k4\2006-08-06\418.txt&storytitle=

 
———————————————————– رؤوف مسعد

ردا على غضب حسونة المصباحي

 

يا حسونة يا مصباحي
يحيرني غضبك الموزون بميزان غريب. فأنت زعلان على ما يحدث في لبنان وما يصيب أصدقائك وحبايبك  لكنك زعلان من النخب العربية التي تقول انها اصطفت وراء الأصوليين.
النخب التي اصطفت للمرة الأولى مع بعضها البعض (عدا قلة) اصطفت وراء حزب الله ا كما نقول في مصر بالعربي الفصيح وأنا كنت احد المصطفين ولي تعليق منشور بذلك في أخبار الأدب.
طيب. أين تريد يا حسونة ان نصطف ومن نؤيد: السعودية الوهابية؟ مبارك الخواف؟ امريكا بوش المسيحية الصهيونية؟ وبالطبع لن اقول جيش يهوه الإسرائيلي فأنا اربأ بك وبي من هاوية كهذه.
طيب تعال نبحث عن من نؤيد كنخب. قل لي يا مصباحي أين تقف الآن ومع من تصطف؟ مع نفسك؟ ليس في هذا عيب أو خطأ بل بالعكس شجاعة وجرأة. تستطيع ان تعلن انك لن تقف بجوار أو خلف الأصوليين في قتالهم « المغامر » مع اسرائيل وهذا حقك كمفكر وكاتب. لكن ليس من حقك ان تدين او تغضب ممن خالفك الرأي هنا.
انا اقول لك عن نفسي ولا اعتبر نفسي نخبة لكن اعتبر نفسي احد الذين قدموا بضعة سنوات من عمري ايام الشباب في السجون الناصرية مثلي مثل الآلاف من اليساريين والديمقراطيين وحتى الأخوان المسلمين. انا ضد الدولة الدينية في اسرائيل والسودان وأفغانستان وبلاد تركب الأفيال وإيران كمان. لكني مع حق إيران امتلاك القنبلة النووية مثلما امتلكتها اسرائيل. انا ضد حماس كجماعة لكن انا مع الشعب الفلسطيني في قراره بانتخاب حماس حكومة ذات برنامج محدد. انا ضد الإخوان المسلمين لكني احترم مواقفهم وبالتالي اسمح لنفسي بالاعتراض عليها. انا ضد رجعية الكنيسة الارذوزكسية المصرية التي لم تنطق حتى الآن بحرف إدانة لإسرائيل رغم الإدانة المتكررة من كنائس العالم. نحن مع وضد بشكل عقلاني.
هل تذكر فيلم « جسر على نهر كواي » الذي بناه الاسرى الانجليز لحساب المغتصب الياباني بعد اعتراضاتهم ورفضهم لكن القائد الياباني استطاع إقناع الكولونيل البريطاني بأنه لعب على كبريائه باعتباره يملك تكنولوجيا متقدمة. وحينما حاول الكوماندوز الانجليز تهديم الجسر اعترضهم الكولونيل البريطاني وقاتلوا بعضهم. العبقري أليك جينس الممثل قال وهو يموت « ياإلهي ماذا فعلت  »
المثقف يراجع أفكاره دائما وأنا أراجع أفكاري لكني مع ثوابت محددة. مع المقاوم ضد الغاصب المحتل ايا كانت هذه المقاومة إسلامية أم مسيحية أم بطيخ..
 
هذا هو فصل الخطاب. تذكر كيف وقف مسيحيو الشرق مع مسلميه في مقاومة الصليبيين !
أنا واثق من غضبك وحزنك على ما يجري لكني ارى انك تريد  » كليبا حيا  » مثلما قالت اخته قبل حرب البسوس. اربأ بنفسي وبك ان ندخل في مهاترات لا طائل منها حول وطنية هذا وعدم وطنية ذاك فلست انا من يوزع شهادات وقد نالني رذاذ كثير لمواقفي النعلنة.
ان تأييد حزب الله ليس نقيصة وليس تراجعا عن مبدا كما ذكرت لك سابقا. لكن عدم تأييده بحجة انه متخلف واصولي الخ. هذه مسألة فيها نظر الآن وإلا فما تفسيرك لموقف « الشارع؟
لقد تحالف ماو تسي تونج مع شانغ كاي تشيك عدوه حتى يدحرا كلاهما الغازي الياباني وبعد ذلك حاربا بعضهما البعض.
معظمنا لنا مواقف من السعودية كدولة وكنظام لكن معظمنا وانا وانت منهم نتعامل مع الصحف السعودية التي تسمح لنا بنشر ما نكتب دون حذف. فهل هذه خيانة مواقف ام رغبة في ان نتصل بالقاريء ؟
لقد قمت أنا منذ بضعة سنوات بكتابة مراجعة عن روايتك وداعا روزالي، وهي رواية جميلة لأنها تعبر عن حيرة المثقف امام نفسه وأمام الآخرين. هي رواية عن واقع الحال !!
كاتب مصري، أمستردام raouf.moussad@gmail.com
 

(المصدر: موقع كيكا بتاريخ 6 أوت 2006)

الرابط: http://www.kikah.com/indexarabic.asp?fname=kikaharabic\live\k4\2006-08-06\433.txt&storytitle =

 

ثقافة المقاومة بديلاً لثقافة الإرهاب أو المداهنة

د. فوزية ابو خالد (*) لا نريد أن ينفرط من بين أيدينا ولا أن يغيب عن عيوننا ولا أن يستبعد من عقولنا تاريخ ما يزيد علي شهر من المقاومة المشروعة الشرسة في الرد علي حرب لم تكن تطمع في أقل من ابادة 577 شعبا كاملا، وقتل نسغ المقاومة أني وجد. فليس لجمرة المقاومة التي شاركت أكف قريبة وبعيدة في التمسك بشرارات أملها، أو في التداوي باكتواءاتها أن تنحل ـ لا سمح الله ـ الي رماد أو تتحول الي ذكري جذوة تبعدها الأيام عنا شيئا فشيئا أو يشغلنا عنها انغماسنا في حياة ليست حليفة لأمانة دم الأطفال الذين اغتالتهم يد العدوان عنوة دونما ذنب، ولا وفية لدم الشهداء الذين أطعموا زهرة أعمارهم لفعل المقاومة بما ترمز اليه من تعلق بالعدل والجمال وحب للحرية وللأوطان وللكرامة الانسانية.
لقد انطلقت يوم الثاني عشر من تموز لهذا الصيف في سماء لبنان وشبت في مراقدنا ومواقدنا المطفأة شعلة طالما اكتوت أصابعنا بمحاولة اشعالها في وجه ما لف ويلف منطقتنا من ظلم وظلام لأكثر من نصف قرن، الا أن تلك المحاولات كثيراً ما تعرضت للافشال أو الفشل، كما تعرضت لعمليات التشكيك والتسفيه والاخماد واهالة الرمل. تلك الشعلة هي شعلة ثقافة المقاومة التي جرت محاولات مستميتة متتالية لتحويلها الي ثقافة المساومة والرضوخ باسم الواقعية والبراغماتية أواستبعدت تماما ليحل محلها اما ثقافة الارهاب أو ثقافة المداهنة، ابتداء من معاهدات السلام آخر السبعينيات الذي لا يشبه بشروطه غير العادلة الا الاستسلام الي اتفاقيات التسويات في التسعينيات التي لا تؤسس بتنازلاتها من طرف واملاءاتها من الطرف الآخر الا لعكس السلام الي عولمة الرعب الأمريكي التي تبعتهما مطلع الألفية الثالثة تحت شعار (محاربة الارهاب) لتقوم بآخر محاولات القضاء علي ما تبقي من رمق الحلم بها.
ان ما جري علي أرض لبنان علي امتداد شهرين هو في رأيي رد اعتبار لثقافة المقاومة التي تعرضت علي مدي ما يقارب ربع قرن من الزمن الي عملية تصفية مقصودة ومحمومة حاولت أن تمحو كل كلمة في اللغة المكتوبة أو المحكية تحمل معني مقاومة أو تشكل أحد مشتقاتها أو أحدي المفردات المرتبطة بها أو المعبرة عنها. ولهذا فقد حيد تحرير المقاومة لجنوب لبنان عام 2000 بعد اثنين وعشرين عاما من الاحتلال الاسرائيلي، وتم التعامل معه علي أنه استثناء، كما ظلت الانتفاضات اليومية المتلاحقة علي أرض فلسطين تعامل بنفس الحياد، حيث يتم تحاشي ـ ان لم نقل محاربة- كل امكاناتها الخلاقة التي يمكن أن تؤدي الي استبدال ثقافة المهادنة أو الانسحاب أو التيئيس أو الاستئناس كل حسب موقعه الجيوسياسي بثقافة المقاومة.
لقد خلقت مواجهة لبنان الأخيرة نوعا بسيطا ومركبا من ثقافة المقاومة لم يكن للبنانيين أن يحتملوا وحشية الحرب الاسرائيلية علي المدنيين لشهر متواصل بدون أسلحتها السلمية في محاربة الموت بالحياة.
وثقافة المقاومة التي واجه بها الشعب اللبناني تلك الحرب لعبت دورا نشطا وتاريخيا لن ينسي بل ربما يصير مثلا مثل مواجهة فيتنام للجيش الأمريكي والجزائر لفرنسا ومواجهة الفصل العنصري بجنوب أفريقيا في تحريك حس المقاومة وفي نشر ثقافتها ليس علي مستوي لبنان وحسب، بل علي مستوي العالم.
لقد رأينا في بداية الحرب ذلك التحفظ أو التجاوب البارد من العالم تجاه ما كان يتعرض له لبنان من حرب اسرائيلية عدوانية عليه، ولم يكن ذلك البرود علي مستوي الحكومات وحسب بل حتي علي مستوي عدة مجموعات من المثقفين العرب وغير العرب وعلي مستوي الشارع العربي والعالمي. غير أن ذلك الترقب الحذر والمحايد لما يجري علي الساحة اللبنانية ما لبث أن شهد تحولا جارفا خصوصا علي مستوي الشعوب في موقفه من لبنان ومقاومته المشروعة.
ويمكن هنا أن نتحدث عن مجموعة من أفعال المقاومة التي سجل الشعب اللبناني عبر تراكمها اليومي خلال شهر من الزمان نسيج ما نسميه اعادة انتاج ثقافة المقاومة، تلك الثقافة التي كادت أن تقضي عليها وعلي تاريخها عربيا وعالميا موجة الترهيب الأمريكي خصوصا بعد الحادي عشر من ايلول (سبتمبر). ومن هذه الأفعال التي جسدت ثقافة المقاومة علي سبيل المثال لا الحصر علي الساحة اللبنانية وردت الروح اليها عربيا ودوليا ما يلي:
1 ـ صلابة المقاومة الشعبية وحرب العصابات علي أرض لبنان في مواجهة عدوان مستعد بجيش نظامي معد بأعنف أسلحة القتال. وقد استطاعت تلك المقاومة النظيفة علي عكس بشاعة وولوغ العدوان في دم مجازر الأطفال والمدنيين أن ترسم أمام عيون العالم ذلك الخيط الساطع بين المقاومة المشروعة وبين ارهاب دولة اسرائيل البواح الذي لم تألُ الادارة الأمريكية منذ ولاية بوش الصغير الأولي جهدا في لعبة خلط الأوراق بين المقاومة وبين الارهاب. وقد كان أسلوب المقاومة الشعبي لهذه الحرب امتدادا للأسلوب الذي حرر الجنوب، حيث كان يستهدف قتال العسكريين لا المدنيين، فحتي عندما كان بمقدوره ضرب المصانع الكيمياوية الاسرائيلية بحيفا تجنب ذلك، وبينما زاد قتلي العدوان الاسرائيلي من المدنيين علي ألف مواطن لبناني ثلثهم أطفال عدا عن المليون مشرد كان عدد قتلي المدنيين من الاسرائيليين لا يتعدي بضع عشرات نسبة الجنود منهم 60% فقد كانت ضربات المقاومة تتوجه للعسكريين ولم تكن الصواريخ المصوبة شمالا الا لرد جميل الرعب جزئيا الذي كانت توزعه اسرائيل علي اللبنانيين دون تمييز عبر دورة النهار والليل دون توقف.
2 ـ هدوء الخطاب السياسي لحزب الله. فعلي خلاف تجارب الستينيات كان خطاب المقاومة خطابا عقلانيا ومتزنا بلا تنازلات، كما أنه لم يتسم بالنارية ولا بالادعاءات والعنتريات بل لا تكون هناك مبالغة أن نؤكد أنه خطاب اتسم بالصدق والشفافية العالية في نقل تفاصيل المعركة مقابل ما مارسه الاعلام الاسرائيلي من تعتيم وتضخيم لانتصارات متوهمة عملا ربما بعادة بعض حروبنا السابقة.
3 ـ علي أن المقاومة التي عشنا أوارها الحارق لحظة بلحظة طوال شهر ويومين من الزمان وتعلمنا منها وتعلم أطفالنا الصبر والعزة لم تكن فقط تلك المقاومة القتالية الأسطورية بين مقاومي الجنوب اللبناني وبين جنود العدو الاسرائيلي، بل كانت هناك المقاومة السياسية البطولية خاصة في بلد يقوم علي تعددية لبنان الاجتماعية والسياسية والطائفية. كان من الواضح أن اسرائيل وربما الادارة الأمريكية بالذات كانت تراهن علي تفكك الجبهة السياسية اللبنانية داخليا وربما أيضا كانت تأمل أن تتدخل هوية حزب الله في تحييد الشارع العربي أو ذبذبته.
الا أن تماسك الجبهة السياسية اللبنانية تحول نفسه الي شكل من أشكال المقاومة التي أثرت ايجابيا علي الشارع العربي. وقد لمست بيدي علي سبيل المثال كيف خجل بعض المثقفين العرب أن يختلفوا علي الأساسيات في الظل والمكاتب المكيفة بينما اللبنانيون تحت قصف الغارات اليومي متماسكون وملتفون خلف المقاومة باعتبارها مع وحدتهم حبل الانقاذ الوحيد.
4 ـ ثقافة المقاومة أيضا تبدت في وسط الحرب، وبعد وقفها في ذلك المد المدني الذي التف حول بعضه في مواجهة العدوان. فمن الاستضافة للنازحين الي اقامة الاعتصامات ببيروت الي اقامة نشاطات يومية للأطفال سواء في الحدائق والمدارس التي التجأ اليها أو في المسارح رغم استمرار الغارات وانقطاع الطرق والماء والكهرباء. فمثلا كانت نضال الأشقر تقيم نشاطا يوميا مقاوما علي مسرح المدينة ومثلها مقاومة الاعلام، ومقاومة الاستشفاء ومقاومة الكتابة ومقاومة الشعر والموسيقي ومقاومة الولادات الجديدة، وتآخي أهالي قري الجنوب مع أهالي المخيمات الفلسطينية هناك لمواجهة تلك الحرب العدوانية الحرام بحلال المقاومة.
5 ـ انتشار شمس ثقافة المقاومة من لبنان الي عدد واسع من بلدان العالم والعالم العربي. وقد لمسنا ذلك في عدد من التظاهرات والاعتصامات وخطابات الاحتجاج للمنظمات الدولية الحقوقية المدنية والرسمية والسفارات والمشاركة في حملات التطوع المادي والمعنوي التي بادرت اليها العديد من قوي المجتمع العربي والدولي.
6 ـ غير أن من أهم معطيات ثقافة المقاومة علي المستوي العربي من خلال انهيار سطوة خرافة أن جيش العدو الاسرائيلي جيش لا يقهر ولا قبل للعرب بمواجهته في جانب ومن خلال الموقف العربي سواء في انسحابيته أول الحرب أو في نجاحه الجزئي والنسبي بمجلس الأمن في وقف الحرب وان كان جاء بدون أدني ادانة لاسرائيل علي الأقل في توحشها في قتل الأطفال من الناحية الأخري، باتت تطرح أسئلة جادة مثل: هل لا يزال هناك من الأنظمة العربية من يظن أنه يستطيع أن يدعي ريش المقاومة لستر عوراته السياسية؟
أو هل بقي من يجرؤ علي معاداة ثقافة المقاومة لأنها تكشف أن أميته لا تسمح له أن يقرأ اشارات الحرب ولا شروط السلام؟! وأخيراً هل يمكن بعد هذا الصيف الساخن من الحرب علي لبنان ومن المقاومة الباسلة أن يرضي العالم العربي بثقافة المداهنة والملاينة واللامبالاة بديلا لما جربه من كرامة ثقافة المقاومة. وبعد.. لو كل منا يسأل نفسه ماهي ثقافة المقاومة التي اكتسبناها من هذه التجربة بفواجعها وبوارقها. فلا أظن أن هذا السؤال الصعب الذي قد يعده البعض سؤالا خطيرا يحتمل الا اجابة بسيطة لا تحتمل ما يحف به من توجس أو خوف.
فثقافة المقاومة هي أن نوقد شمعة بدلاً أن نسهر في الظلام أو نجبر علي أن ننام باكرا من شدة الحلكة. ثقافة المقاومة هي تلك التي تغزل أو تكتب بظلف الغزال بدلاً من أن تأكل يدها ذئبة العوز أو أوكسيد البطالة. ثقافة المقاومة هي ألا نخلع رؤوسنا حين نري قطيعا ـ ما ـ خشية أن نتهم بالاختلاف. ثقافة المقاومة ألا نلبس جثثنا ونمشي بين الناس بغية تحاشي المنية أو الاحتيال علي الموت. ثقافة المقاومة ألا نجوع وبأكفنا أصابع قادرة علي العمل ورغيف أو خيال رغيف نستطيع أن نتشاركه. ثقافة المقاومة هي ألا نتعود رائحة النفايات بدلاً أن نشرع في تنظيف الشارع أو المكان. ثقافة المقاومة هي ألا يؤخذ أطفالنا منا الي ساحة الحرب أو يتحولون الي مشهد في مذبحة بدل الذهاب الي ساحة اللعب والي المدرسة. ثقافة المقاومة ألا نتخلي عن أحلامنا لتكون أوطاننا بمقاس القبر. فثقافة المقاومة أن نقاوم لنحيا أحرارا.. لا لنموت. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
 
(المصدر: موق كتاب و أقلام  موقع بتاريخ 24 أوت 2006)  

أميركا والإسلام السياسي.. هل ثمة أرض مشتركة؟

  

محمد أبو رمان (*) على الرغم من وجود ما يشبه الإجماع في السياسة الخارجية الأميركية تجاه الحركات الإسلامية « المتطرفة » التي تتبنى العنف في التغيير السياسي، وبالتحديد الجماعات المرتبطة بالقاعدة، فإن « الإسلام المعتدل » يمثل « معضلة » حقيقية في رسم وتعريف السياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط، وبالتحديد في الفترة الأخيرة التي شهدت ضغوطا أميركية لإصلاح الأوضاع السياسية في المنطقة العربية. إذ تبرز أمام دوائر التفكير وصنع القرار في واشنطن المعادلة التاريخية التي تعمل النظم السياسية على تكريسها: « إما نحن (الحكومات العربية) وإما الإسلام السياسي ». الخيار السياسي الأميركي من فترة الحرب الباردة إلى أحداث سبتمبر/أيلول كان واضحا وهو تفضيل التحالف مع الحكومات العربية الصديقة والتغاضي عن انتهاكات حقوق الإنسان ورفض السماح للإسلام السياسي بالوصول إلى السلطة، خشية ما يهدد مصالح الولايات المتحدة (نموذج الثورة الإيرانية وخطابها، وحالة السودان سابقا تحالف البشير الترابي). لكن هذا لم يمنع من تداخل المصالح في بعض الأوقات كما حدث في حالة « الجهاد الأفغاني » ضد الشيوعية، عندما التقى الإسلام السياسي والحكومات العربية والولايات المتحدة في خندق واحد ضد الاتحاد السوفياتي. 11 أيلول ومراجعة أميركية جذرية في عالم السياسة تنقلب الصداقات وتتبدل العلاقات وفقا للمصالح والمتغيرات، فبعد أحداث سبتمبر/أيلول ترسخ إدراك سياسي أميركي في مراكز الدراسات قبلت به الإدارة وجعلته محور رؤيتها للشرق الأوسط. ويقوم هذا الإدراك على أن القاعدة نتاج للأزمات الداخلية العربية بامتياز، وأنها أي القاعدة بمثابة « الكرة الملتهبة » التي ألقت بها الحكومات العربية في وجه العالم الغربي، وبالتحديد الولايات المتحدة. كما يقوم على أن السلاح الأنجع في مواجهة الإرهاب هو رمي الكرة مرة أخرى إلى الملعب العربي، والقيام بضغوط حقيقية من أجل تغيير الأوضاع، فإصلاح العالم العربي هو السلاح الأنجع في مواجهة الإرهاب. وإذا أردنا الوقوف أمام النصوص والتصريحات الرسمية الأميركية التي تؤكد النتيجة السابقة فهي كثيرة، يعبر عنها ويوضحها مارتن إنديك عندما يقول: « إن خطأ واشنطن الوحيد في الشرق الأوسط هو دعم نظم فشلت على نحو مستمر في تلبية الاحتياجات الأساسية لشعوبها. إن هذه النظم فضلت التعامل مع مشكلة حرية التعبير عن الرأي السياسي في بلدانها عن طريق توجيه المعارضة ضدنا ». صحيح أن هناك ابتعادا أميركيا عن مناقشة « السياسة الأميركية تجاه إسرائيل »، لكن ما هو واضح أن الخطاب السياسي الأميركي تجاه الحكومات العربية أصبح ذا طابع ثوري انقلابي يدعو إلى « إصلاحات بنيوية ». وقد ظهر ذلك جليا في الوثائق الرسمية الأميركية التي تحدثت صراحة عن ضرورة التغيير الشامل في الشرق الأوسط. فوثيقة الشراكة الشرق أوسطية تؤكد أن « أي معالجة للشرق الأوسط تتجاهل تخلفه السياسي والاقتصادي والتعليمي ستكون مبنية على رمال ». الإسلاميون في واجهة المشهد السياسي النتائج والخلاصات السابقة وجدت طريقها إلى التطبيق العملي، وبدأت الدعوات الأميركية للحكومات العربية تشتد إلى القيام بإصلاحات تمثل ضغطا وعبئا على هذه الحكومات، مما شجع المعارضة العربية بالفعل على التحرك والنشاط، فوجدت متنفسا في هذه الضغوط. ومن الطبيعي أن تكون حركات « الإسلام السياسي » هي أحد المستفيدين الرئيسيين من فتح باب الإصلاح والتغيير، وظهر ذلك بوضوح في عراق « ما بعد صدام »، إذ تصدرت الحركات الإسلامية (الشيعية والسنية) المشهد السياسي العراقي، وفي مصر إذ تمكنت جماعة الإخوان المسلمين من تحقيق نتائج كبيرة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة على الرغم من التضييق والحظر. ثم جاء فوز حماس في الانتخابات التشريعية وتشكيلها الحكومة ليؤكد أن الإسلاميين هم الوريث الأول -عن طريق صندوق الاقتراع- للنظم التي تريد واشنطن تغييرها. لو كان الأمر بيد الإدارة الأميركية لكان التيار الليبرالي العربي بصيغته الأميركية هو المرشح المفضل والمطلوب أميركيا بدلا من الوضع السياسي الراهن، لكن هذا التيار أثبت أنه غير قادر بعد على منافسة الإسلاميين ونفوذهم الاجتماعي والسياسي. في ذروة الضغوط الأميركية باتجاه الإصلاح كان جواب تيار عريض في الفكر السياسي الأميركي على التشكيك العربي في جدية هذه الضغوط يتلخص في نظرية « الفوضى البناءة »، التي تعني القبول بكل ما تأتي به الديمقراطية العربية حتى لو كان الإسلاميون هم البديل. ووفقا لهذا التيار فإن الإسلاميين إذا وصلوا إلى السلطة سيكونون أمام خيارين: إما أن يتعاملوا بواقعية وعقلانية مع المشكلات والقضايا السياسية وهو ما يحقق المصالح الأميركية، وإما أن يثبتوا عجزهم وفشل شعاراتهم، ومن ثم تزول معضلة « البديل الإسلامي ». بداية الربيع الإسلامي أم نهايته؟ إلا أن تدهور الوضع في العراق وتوقف مسار العملية السلمية وانتصار حماس الكاسح وعودة المحافظين إلى السلطة في إيران، كل هذه التطورات دفعت مرة أخرى بالجدل حول الإسلام السياسي ومحصلة الضغوط الأميركية باتجاه الديمقراطية إلى الذروة في واشنطن. وعاد الاتجاه المتشدد يطالب بالتخفيف من حدة الضغوط الأميركية باتجاه الديمقراطية، وبتجديد « الصفقة التاريخية » مع النظم العربية الحالية، وبعدم السماح للإسلاميين باستثمار الديمقراطية للصعود إلى الحكم وتهديد مصالح الولايات المتحدة. وفي نفس الوقت هناك اتجاه ثالث يقع في الوسط بين من يطالبون بالضغط من أجل الديمقراطية ومن يطالبون بالعودة إلى السياسة الأميركية السابقة التي تعطي الأولوية للمصالح على قضية الديمقراطية وحقوق الإنسان. ويرى هذا الاتجاه أهمية الوصول إلى ديمقراطية في العالم العربي والإسلامي، لكنه يدرك أن الطريق إلى الديمقراطية محفوف بالمخاطر والأزمات. وحتى تتجنب الولايات المتحدة المفاجآت غير السارة، فإن عليها اختيار طريق « الإصلاح التدريجي » البعيد الأمد. ويوضح رؤية هذا الاتجاه شبلي تلحمي في كتابه المخاطر، فبعد أن يحذر من خطورة الانتقال الجذري والسريع إلى الديمقراطية في دول عربية مما يؤدي إلى وصول حركات إسلامية، يدعو إلى « السعي لإحداث تغيير متدرج لا يمكن تحقيقه إلا عبر جهد تعاوني متبادل المنفعة مع الآخرين، بمن فيهم الحكومات الراغبة في المنطقة ». وفي سياق مواز لهذا الجدل وللمقاربات المتضاربة حول الإسلام السياسي، تمكن ملاحظة تراجع كبير في صيغة الخطاب الأميركي باتجاه الإصلاح العربي، وإن كان لا يوجد ما يشير إلى التخلي عن دعوة الإصلاح. ويؤكد على هذه الملاحظة عدد من الخبراء والمتخصصين، إذ يرى لافرانشي أن « ما شهدته منطقة الشرق الأوسط في الفترة الأخيرة من صعود « حماس » إلى السلطة في انتخابات مدعومة أميركيا، وإدراك صعوبة بذر الديمقراطية في العراق دفعت بوش إلى إعادة النظر في خطاب الديمقراطية والتخفيف من الحماسة التي طبعت مواقفه الأولى. هذا الحذر الذي يسم التحركات الأميركية حاليا سوف يستمر في المستقبل على الأقل حتى تستوعب الإدارة الأميركية المستجدات الطارئة في المنطقة وتقرر كيف تتعامل معها. يتأسس الجدل السياسي الأميركي على مدارس واتجاهات فكرية لها حضورها ورؤيتها داخل مراكز الأبحاث والدراسات الأميركية تصنع المناظرات المختلفة التي تنشأ عنها المواقف الرسمية، وتدور هذه المناظرات حول أسئلة رئيسة يقع مفهوم « الإسلام المعتدل » أو الشريك الإسلامي في قلبها. ويمكن التمييز في هذا السياق بين عدة مقاربات فكرية وسياسية متضاربة، المقاربة الأولى يتبناها التيار المتشدد وترفض القبول ابتداء بمفهوم الإسلام المعتدل، بينما المقاربة الثانية براغماتية تقرأ إلى العلاقة مع الإسلام السياسي من منظور المصالح الأميركية لا غير. ولعل من المقاربات الأكثر مصداقية ودقة في تعريف السياسة الأميركية تجاه الإسلام السياسي دراسة روبرت ساتلوف السياسة الأميركية تجاه الظاهرة الإسلامية: مراجعة نظرية وتطبيقية (معهد الشرق الأدنى للدراسات 2000). الإسلام المعتدل والمصالح الأميركية وعلى الرغم من مرور قرابة ستة أعوام على دراسة ساتلوف، وعلى الرغم من اتجاه ساتلوف نفسه اليميني المتشدد نحو الحركات الإسلامية، فإن دراسته تمثل المرجع الأبرز والأهم فيما كتب عن السياسة الأميركية تجاه الإسلام السياسي. وقد تمكن ساتلوف من العبور إلى ما وراء التصريحات والمواقف السياسية المباشرة ليستنبط المعيار الحقيقي الذي يحكم هذه السياسة تجاه الإسلاميين، من خلال الإجابة عن سؤالين رئيسين: ما هو التعريف الأميركي الرسمي للإسلام السياسي؟ وهل هناك سياسة أميركية ثابتة في هذا المجال؟ ما يعنينا في هذا السياق هو البحث عن معيار « الإسلام المعتدل » وشروطه، فأدوارد جرجيان الذي يقدم في خطابه 1992 أول رؤية أميركية مباشرة حول الإسلام السياسي، يرى أن معركة الولايات المتحدة هي مع التطرف والتعصب والعنف والتهديد والإرهاب. أما بليترو فيرى أن تعامل أميركا مع حركات الإسلام السياسي يجب أن يتم في سياقات مختلفة حسب تأثيرها على الولايات المتحدة، كقضايا: عملية السلام، ومحاربة الإرهاب، وتشجيع الأسواق المفتوحة، واحترام حقوق الإنسان. أما نيومان فيرى أنه لا توجد سياسة أميركية تجاه الأديان وإنما تجاه المصالح القومية والدول. ويخلص ساتلوف من تحليل الخطابات والتصريحات المتعددة إلى أنه لا توجد سياسة أميركية تجاه الإسلام السياسي، إنما تجاه الدول والمؤسسات والمصالح. وعلى الرغم من أنه يضع « المصالح الأميركية » معيارا رئيسا في هذا السياق، فإنه يرى أن الحركات الإسلامية تمثل في مجموعها العام مصدر تهديد لهذه المصالح لأنهم -أي الإسلاميون- إن اختلفوا في الوسائل والغايات فإنهم يتفقون في هدف قيام الدولة الإسلامية. ولا يقصر ساتلوف الإسلام السياسي على الحركات، بل يضيف إليه دولا تمثل تهديدا للولايات المتحدة كإيران والسودان. الواقع هو محك الحكم وإذا استندنا إلى الواقع ومؤشراته فإن مقاربة ساتلوف هي الأقدر على تفسير وقراءة السياسة الخارجية الأميركية تجاه الإسلام السياسي بعيدا عن لغة الشعارات والخطابات النارية. والمؤشرات من الواقع متعددة، فأميركا تقيم علاقات ودية وتحالفا وصداقة مع العديد من الحركات والدول الإسلامية في العالم، كما هو حاصل في تركيا (حزب العدالة والتنمية)، والعراق (الأحزاب الإسلامية الشيعية ونوعا ما الحزب الإسلامي السني)، وأفغانستان (القوى الإسلامية أو المجاهدون المعارضون لطالبان والقاعدة)، ويقاس على ذلك التحالف مع السعودية (التي تتخذ من الإسلام هوية رسمية للدولة وتشريعاتها). في المقابل تدخل الولايات المتحدة في صراع وحروب مع الحركات والأحزاب والدول التي تعارض مصالحها كإيران وتنظيم القاعدة وحزب الله وحماس. وقلما نعثر على موقف أميركي واضح من الأحزاب الإسلامية في المغرب، التي ليست على تماس مباشر فوري مع المصالح الأميركية. وإذا قرأنا خريطة العلاقات الأميركية السابقة مع فعاليات الإسلام السياسي سنجد أن معيار الاعتدال والتطرف أو الموقف من الديمقراطية لا يمتلك وزنا حقيقيا في مواجهة معيار « المصلحة الأميركية »، على النقيض من دعاوى الأدبيات الأميركية التي تميز بين المعتدلين والمتطرفين من الإسلاميين. (*) كاتب أردني (المصدر: ركن « المعرفة » بموقع الجزيرة.نت بتاريخ 28 أوت 2006)

آيات نصر الله

أحمد عمر زعبار (*) ذكر صاحب الأخبار أنه ذكر الجهاد أمام صاحب المملكة فقال مغامرة وتهلكة ونقول: إذا جاء نصر الله وعدا قد بشرت به الكتب رأيت الذين في قلوبهم مرض قد كذبوك بعد أن هربوا ہ إذن جاء نصر الله وتخلف العرب رأوا راية الحق فارتعبوا ہ قد جاء نصر الله فهو الحق والغضب ہہ إذا جاء نصر الله والفتح رأيت ملوكك بعض دينهم ضرب وبعض دينهم شطح نثروا الوعود علي نزيف جراحك فكان وعدهم جرح إن الملوك إذا اجتمعوا وقيل الحق امتقعوا وفاض العري والقبح ہہہہ يا أيها الملأ إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا إن حزب الله هم المفلحون وإن الملوك هم الخطيئة والخطأ ہہہ إن الملوك أفسدوا الأرض جميعا فالقري كلها عاهرة وكل فعل قدّروه خلف أبواب الغرف يمضي لغاية مرسومة وهدف أم تحسبها صدف ؟ كلما اجتمع الملوك بعدها ضاع الشرف

أدعية علي ضريح جامعة العرب إلهي أعوذ بك من سريع الغضب والعجز والعطب واجتماعات حكام العرب إلهي أعوذ بك من الداء والعلّة وأعوذ بك من أعداء الملّة حكّامنا الأذلّة ہہ إلهي نعوذ بك من القحط والسخط وبئر النفط ہہ إلهي أعوذ بك من صولة العهر وغصة القهر وأعوذ بك من أرذل العمر وأرذل أولي الأمر ہہہہہہ خاتمة سقط القناع فملوك بالريموت وشعوب كالمتاع تشتري ثم تباع إلاك لبنان الشجاع إلاك لبنان الشجاع (*) شاعر من تونس يقيم في لندن  

مسلمو أوروبا يشكون  » عدم الاعتراف بالأخر واحترامه »

خميس قشة -هولندا- عند كل نكبة أو حادثة في العالم العربي  والإسلامي ، وما أكثر  النكبات والمآسي المستعرة و المستمرة علي شتي الأصعدة وفي كل الاتجاهات، يدور السجال ويحتدم النقاش حول عدالة الغرب وقيمه الأخلاقية والإنسانية في معالجة هذه القضايا التي تتطلع إليها مجتمعاتنا  باحترام وتقدير أملا في نصرتها وإنصافها، لكن للأسف الشديد سرعان ما تتبخر مع المواقف المتحيزة المخيبة للآمال.. انه واقع مرير ومحزن لهذه الشعوب على اختلاف مستوياتها التعليمية والاجتماعية عندما تصاب بخيبة أمل في  مثلها الأعلى وقدوتها التي نهلت من معين ثقافتها  في العدالة والمساواة… حيث أن الكثير منها غامر بحياته وتسلل إليها  عبر قوارب الموت المتهالكة هاربا من الضيم والقهر الذي يعانيه في بلده التي ابتليت بحكام ( يستمدون شرعيتهم من هذه الدول) لا يفكرون في شعوبهم، و لا يؤمنون بالتداول على السلطة، ولم يحققوا النماء والرفاه الذي وعدوا  به،  بسبب الفساد ‏المالي و الإداري، حتى أصبح الإنسان مثقلا لا كرامة له  أمام العالم، لهذا كله تجده يبحث عن بلد ‏‎جديد طمعا في حياة حرة كريمة يسودها الأمن والأمان، ليجد نفسه بعد فترة من الزمن  في مقارنة صعبة ومؤلمة بين وطنه الأصلي الذي غادره بدون رجعة وبين  وطنه الذي التجأ إليه، وللأسف الفرق بينهما بسيط جدا  فالأمن أصبح مهددا بموجب قانون مكافحة الإرهاب، و فرص العمل شحت كثيرا نتيجة الانكماش الاقتصادي، وهامش حرية التعبير بدأ يضيق، و هاجس الإرهاب أصبح يقوض الأمن والاستقرار حتى يتوجس الإنسان خيفة من كل شئ حتى من نفسه ربما قد قمت بعمل مخالف للقانون، لأنك دائما متهم في عيونهم  و  عرضة للمسائلة وربما التحقيق، هنا تشعر بالغربة والوحدة وتشعر بالميز تجاهك فتراجع نفسك  عما سمعت وقيل لك  عن قلاع الحرية والديمقراطية ،  فالفرق شاسع وليس من سمع  كمن اكتوى بنار الواقع.. هذه المجتمعات المتحضرة والمتمدنة لا تراعي  ولا تعطي قيمة للعدل، العدل الذي يعطي كل ذي حق حقه، يتجلى ذلك في كل القضايا العربية العادلة حيث تجد هؤلاء يتخذون مواقف  تخدم مصلحة الظالم المدلل في عيون العالم، انظر ماذا حدث في لبنان أكثر من ثلاثين يوما من القصف، المجزرة تلوى المجزرة  مئات القتلى من الأطفال والنساء  والشيوخ، لم يسلم من هذه المجازر حتى جنود الأمم المتحدة، انظر إلى فلسطين التي تعاني الويلات لعشرات السنين، مآسي متجددة في صمت دولي رهيب… العراق وما يفعل بشعبه …كأن الأمر يحدث في كوكب آخر أو أن  المسلمين  ليسوا بشرا تشملهم رحمة  القيم الإنسانية…صور أشلاء ممزقة للصبية والنساء والعجزة هدمت عليهم بيوتهم وقبروا  أحياء، شهدها العالم و مسلمو أوروبا فعاشوها بألم وحزن وأسى، خرجوا على إثرها بالآلاف في مسيرات سلمية تدعو الحكومات الأوروبية والقوى السياسية لتدخل جاد وعاجل لوقف المجازر… لم نرى  موقفا أوروبيا موحدا يلجم أو يرد المعتدي عن عدوانه  بل بالعكس من الدول  من يلتمس للمعتدي  الأعذار  ويؤازره ويسانده في عدوانه،  فقد امتنعت وترددت عديد من الدول الأوروبية عن مساندة دعوة الأمين العام للأمم المتحدة « كوفي عنان » لوقف فوري لمجازر لبنان، إنها مواقف محيرة  لهذا الجيل من الشباب والأطفال الذين ولدوا هنا وأصبحوا جزءا لا يتجزأ من نسيج المجتمع  والذين تربوا  وتشبعوا بثقافة العدل والمساواة و المحبة و حسن المعاملة!!! كيف نقنعهم ؟  وماذا نقول لهم عن عدالة أوطانهم ؟ أليست هذه المغالطة تقوض لديهم ثقافة الحب والعدل والسلام والتعايش الآمن بين المجتمعات؟… إن كل هذه التساؤلات وكل هذه الاضطرابات أصبحت الآن مطروحة لدى المواطن الأوروبي المسلم الذي يشعر انه مظلوم في بلده التي من المفروض أن تحترم أفكاره وتنصفه، هذا شعور المسلمين عموما ، خاصة بعد الأحداث الأخيرة وتبعاتها،  وهو يشاهد ويتابع ما يحدث في العالم  من قتل وتدمير وتنكيل  و ابادة وانتهاك لأدنى  حقوق البشر في صمت وتبرم دولي، خاصة أن هذه الأحداث والجرائم تجري على أراض إسلامية ولا يخفى ارتباط المسلمين بإخوانهم، هم يتطلعون  لموقف منصف يشرفهم ويشعرهم بانتمائهم  لأوطانهم الأوروبية التي  أكدوا ولاءهم  إليها في عديد من المناسبات، ينشدون العدل والمساواة والحرية والديمقراطية دون  تمييز أو تفريق بين البشر، وفي قلوبهم غصة  على تنكر الحضارة الغربية لقيمها كلما تعلق الأمر بالإسلام والمسلمين وقضاياهم ومعتقداتهم …   إن سياسة الكيل بمكيالين التي تصغي للأصوات التي  تنفخ في نار الفتنة في المجتمعات الغربية بتخويف الأوروبيين من التواجد الإسلامي ، تقوض أولا الديمقراطيات الغربية  العريقة الضاربة في أعماق التاريخ   حتى أصبحت نموذجا لعديد من المجتمعات المتطلعة للحرية، وتنتج تصرفات وسلوك يغلب عليه الجانب العاطفي  بردود أفعال طائشة و التي بدأت  تظهر هنا وهناك ، وأدخلت عديد من البلدان الأوروبية  في جو من الخوف وعدم الاستقرار الذي لا تؤيده الجالية المسلمة عامة وتعتبره عملا إجراميا يفسد نسيج المجتمع و أعربت مرارا على استعدادها الكامل مع المؤسسات الحكومية لنبذه والحد منه لان هذه الأعمال لا علاقة لها بالإسلام وإنما هو نتيجة يأس وإحباط  غذته وأشعلته مواقف سياسية غير منصفة لقضايا عادلة. kamis@wanadoo.nl

متمرد جزائري سابق يدعو لرفع الحظر عن حزب اسلامي

 

الجزائر (رويترز) – دعا زعيم اسلامي كبير الحكومة الجزائرية يوم الثلاثاء الى رفع الحظر المفروض منذ 14 عاما على الجبهة الاسلامية للإنقاذ لإغلاق « ابواب العنف » ووضع حد نهائي للتمرد المسلح في البلاد.

 

وقال مدني مزراق القائد السابق للجناح المسلح للجبهة الاسلامية للانقاذ المحظورة في تصريحات للصحفيين ان الجزائر لن تعرف الاستقرار الا اذا مدد اجل العفو الذي استمر ستة اشهر وانتهى يوم الاثنين ووسع نطاقه.

 

وقال مزراق الذي تفاوض على استسلام جماعته المسلحة عام 1997 في مؤتمر صحفي ان العفو العام هو الحل الذي ينهي الازمة الجزائرية وانه ينبغي ان يشمل حق زعماء الجبهة الاسلامية للانقاذ في استئناف النشاط السياسي.

 

وبدأ تمرد اسلامي عام 1992 بعد ان الغى الجيش انتخابات تشريعية كان حزب الجبهة الاسلامية للانقاذ يوشك على الفوز فيها خوفا من اندلاع ثورة على النمط الايراني. كما حظر حزب الجبهة الاسلامية للانقاذ واعلن حالة الطواريء وهما اجراءان ما زالا ساريين.

 

واستجاب عشرات الالاف من الجزائرين لدعوة الى الجهاد للإطاحة بنظام الحكم. وقتل ما يصل الى 200 الف شخص.

 

ولإنهاء العنف عرض الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عفوا جزئيا استمر ستة اشهر عن مئات المتمردين الذين ما زالوا يقاتلون الجيش وذلك مقابل القاء اسلحتهم.

 

ولم يشمل العفو الذي طرح في اطار ميثاق للمصالحة دخل حيز التنفيذ في 28 فبراير شباط وانتهى يوم الاثنين المتمردين الذين ارتكبوا مجازر او جرائم اغتصاب أو تفجيرات في أماكن عامة.

 

وذكر مزراق ان الدولة ينبغي الا تكتفي بتمديد اجل العفو بل عليها ان توسع نطاقه ليشمل كل من شارك في التمرد سواء كان في السجن او في المنفى او ما زال يحمل السلاح.

 

وقال انه يعارض تحديد اجل زمني لخطة العفو وذكر انه لا يفهم لماذا يغلق باب الحوار ويظل باب العنف مفتوحا.

 

وتقول الحكومة ان زعماء الجبهة الاسلامية للإنقاذ الذين يعيش معظمهم في الغرب لهم حرية العودة بشرط الا يحاولوا اعادة بناء الحزب.

 

وقال مزراق انهم لم يقبلوا الدعوة لان من الواضح ان ميثاق المصالحة الوطنية ينحاز الى قوات الامن وذلك في اشارة الى الحصانة الشاملة التي يتضمنها الميثاق لافراد قوات الامن من الملاحقة القانونية عن اي خطأ ارتكبوه خلال الصراع.

 

وذكر ان الازمة نتجت عن الغاء الجيش للانتخابات التشريعية وان زعماء الجبهة الاسلامية صوروا بعد ذلك كقتلة بينما لم يتهم الذين الغوا الانتخابات بأي شيء.

 

وتقول الحكومة ان بين 250 و300 مقاتل سلموا انفسهم خلال فترة العفو بينما لا يزال مئات اخرون طلقاء. كما اطلق سراح اكثر من 2200 من المقاتلين السابقين من السجن في اطار عملية المصالحة.

 

وكان مسؤولون قد لمحوا الى احتمال تمديد اجل العفو وذكروا ان بوتفليقة سيتخذ قرارا في هذا الشان في الايام القادمة.

 

واتهم مزراق موظفي الدولة بالتقاعس عن تنفيذ عملية المصالحة الوطنية التي تشمل مساعدة المقاتلين السابقين في الحصول على عمل والاندماج في المجتمع.

 

وقال ان ذلك نما الى علم المقاتلين الموجودين في الجبال فعزفوا عن تسليم اسلحتهم.

 

من الأمين شيخي

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 29 أوت 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.