الثلاثاء، 28 ديسمبر 2010

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS 10ème année, N°3871 du 28.12.2010  

archives : www.tunisnews.net

الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


السبيل اولاين:فيديو : سيدي بوزيد..البوليس ينهب الأموال ويدمّر الممتلكات ويعتدي على المواطنين داخل بيتوهم

قدس برس:تونس: شهادات تتهم قوات الأمن بالنهب والاعتداءات على ممتلكات خاصة في سيدي بوزيد

المرصد التونسي:سيدي بوزيد :محاولة انتحار حرقا في بن عون ومسيرة حاشدة في السبالة ومصادمات في جلمة

حرية وانصاف:مسيرات بالمدن الداخلية .. وتجمع للأساتذة والمحامين بالعاصمة واعتقال العيادي وبلعيد والعثموني

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:إعـــــــــــــــــــــــــــــلام

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:اختطاف الأستاذين عبد الرؤوف العيادي وشكري بالعيد

الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان:بيــــان

 المجلس الوطني للحريات: اختطاف المحامي الأستاذ عبد الرؤوف العيادي من منزله

المؤتمر من أجل الجمهورية: بيان

فعاليات المجتمع المدني بباجة :بيــــــــــــــــان

المرصد التونسي:عناصر من الأمن تعتدي  على رئيس فرع توزر نفطة للرابطة التونسية  للدفاع عن حقوق الإنسان

كلمة:إيقافات في صفوف شباب الرديف

إطار نقابي مستقل: سوسة :  تجمع نقابي هام ومحاولة جريئة للخروج في مسيرة رغم القمع

عبد السلام جراد للصباح:لم ندع لأي تجمع أمس.. والاتحاد يعرف كيف يؤطر مسيراته وتجمعاته

انتقادات لموقف قيادة اتحاد الشغل من تحركات قواعده

 جمعية ضحايا التعذيب في تونس:بيان اعلامي

منظمة صوت حر:أمام استهتارالسلطة بمطالبهم احتجاجات المهمشين تتواصل و تمتد

النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين:نــــــــداء

الأهرام:زين العابدين بن علي: الشغب يضر بصورة تونس وسنطبق القانون بحزم

زياد الهاني:لا يا سيادة الرئيس..

الهمامي لـ »قدس برس »:  الدولة التونسية تمثل أقلّية من الأثرياء   

السبيل اولاين:فيديو : الندوة الصحيفة للحزب الديمقراطي التقدمي حول أحداث سيدي بوزيد

الجزيرة نت:تونس تهاجم الجزيرة والاحتجاج يتمدد

الصباح:مكتب مجلس النواب يستنكر الحملات الاعلامية المغرضة التي تستهدف مكاسب تونس واستقرارها

علي الهيل:الحكومات العربية التي لا تحب أن ترى وجهها في مرآة ‘الجزيرة’

الجزيرة نت:صمت دولي مطبق إزاء تونس

حذروا من اتساع الحريق.. ناشطون تونسيون لـ »إسلام أون لاين »:القمع والحرمان تزيد من غليان « سيدي بوزيد »

محمد البوصيري بوعبدلي:تونس بحاجة اليوم إلى مراجعة جذرية للاختيارات

دوتشه فيليه :خبير تونسي: أحداث سيدي بوزيد قد تؤسس لثقافة احتجاج جديدة

خالد الطراولي :بين الاقتصاد والسياسة، تونس على صفيح ساخن

رياض الشعيبي :تونس.. من حريق إلى حريق

عبدالحميد العداسي:الرّئيس المفدّى، عدوّ الشعب

صادق:« الحرقة » و »الاحتراق » محصلة لفشل الخيارات

حمادي الغربي:سقطت الحكومة التونسية 

حسين شبكشي:تونس الحمرا

زهير سالم:قتيل الجوع في سيدي بوزيد استشهادي أو انتحاري

د. محمد بن نصر:عندما ينقلب دعاة الحرية على الحرية


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  أكتوبر 2010 https://www.tunisnews.net/28Novembre10a.htm  


فيديو : سيدي بوزيد..البوليس ينهب الأموال ويدمّر الممتلكات ويعتدي على المواطنين داخل بيتوهم


السبيل أونلاين – تونس – عاجل + فيديو لمشاهدة الفيديو – الرابط على اليوتيوب : http://www.youtube.com/watch?v=eLLSvgxOHAk أظهرت مشاهد فيديو شهادات مواطنين من سكان ولاية سيدي بوزيد التى تتمركز فيها الإحتجاجات الإجتماعية التى تجتاج الجمهورية التونسية منذ أكثر من أسبوع ، تجاوزات خطيرة ترتكبها قوات البوليس التى تحاصر مناطق الولاية وتمنع التغطيات الإعلامية الميدانية .

وتؤكد شهادات بعض الأهالي بالصوت والصورة (تسجيلات فيديو) والتى ننشرها كما وردت ، أن قوات البوليس تداهم البيوت بهمجية وتنهب الأموال وتقوم بإتلاف الممتلكات والإعتداء بالعنف على الجميع بدون استثناء بما فيهم العجائز والأطفال والنساء ، وأظهرت التسجيلات آثار التعذيب والعنف على أجساد بعض المواطنين ، والأضرار المادية التي لحقت بالممتلكات الخاصة .
نشير إلى أن الأحداث الجارية منذ يوم 17 ديسمبر ، تشهد كل يوم توسعا في مناطق الإحتجاجات والتظاهرات والإعتصامات المساندة لحق سكان سيدي بوزيد في التنمية الإقتصادية وبقية مناطق البلاد ، لترفع تلك الإحتجاجات مطالب الحق في التشغيل وأيضا مطالب سياسية كرفض التمديد للرئيس الحالي بن علي والتنديد بالفساد في أجهزة الدولة والمطالبة بالحريات السياسية والإعلامية ونحوها .
وغالبا ما تدخلت قوات البوليس بعنف ضد المتظاهرين في أنحاء مختلفة من البلاد في الأحتجاجات الجارية ، وخاصة في مناطق سيدي بوزيد ، مما أسفر الى حد الأن عن مصرع شخصين وجرح العشرات ولا يعرف إلى حدّ الآن العدد الحقيقي للمعتقلين الذين أفرج عن بعضهم .
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 28 ديسمبر 2010  


تونس: شهادات تتهم قوات الأمن بالنهب والاعتداءات على ممتلكات خاصة في سيدي بوزيد


تونس- خدمة قدس برس كشفت شهادات حيّة لمواطنين من مدينة منزل بوزيان من محافظة سيدي بوزيد عن أعمال نهب واعتداء على ممتلكات خاصة ارتكبتها عناصر الأمن.

وكان نقابيون قد أنشأوا بهذه المدينة لجنة أطلقوا عليها اسم « اللجنة المحلية لمتابعة الأضرار »، وقام أعضاؤها بجمع شهادات وصور تسجيلية نقلت روايات عدد من المواطنين لما حصل بمدينة منزل بوزيان مساء الجمعة 24 كانون أول (ديسمبر) عقب تدخّل أمني عنيف لإخماد تحرك شعبي احتجاجي نتج عنه سقوط قتيل برصاص الحرس الوطني.
وأوضح النقابي محمد فاضل في تصريح لوكالة « قدس برس » أنّ من أهداف التسجيلات التي تم توثيقها تكذب الخطاب الرسمي وبعض الأحزاب الموالية التي اتهمت وسائل إعلام عربية بتضخيم حقيقة الأحداث الجارية بمدينة منزل بوزيان وغيرها.
وأضاف محمد فاضل أنّ لجنة متابعة الأضرار اتصلت بعدد من المحامين الذين أعربوا عن استعدادهم لرفع قضية نيابة عن المتضررين.
وتبيّن الصور التي أطلقتها اللجنة على موقع « فايس بوك » آثار مداهمات وأضرار لحقت محلات تجارية ومنازل بالمدينة. وفي أحد التسجيلات اتهم المواطن الهادي بن عطية قوات الأمن بسرقة ما يناهز 11 ألف دولار من محله التجاري.
 
وكشف صاحب نقطة بيع للهواتف المحمولة تحدث من داخل متجره أنّ أجهزة وحواسيب تم نهبها كما تم تهشيم محتويات أخرى. وعرض تسجيل ثالث آثار اقتحام وتدمير عيادة طبية خاصة.
وقالت سيّدة مسنّة إنّ أعوان الأمن اقتحموا منزلها وقاموا بجرّها عندما تدخلت لحماية ابنها الذي جاؤوا لاعتقاله، وصرّحت المتحدثة بأنّها توسلت إلى العناصر الأمنية ووصفتهم بأبنائها لكنّهم واجهوها بالكلام البذيء، على حد قولها. وفي شهادة مماثلة ذكر أحد المواطنين أنّ نحو 15 عنصرا من قوات الحرس الوطني اقتحموا منزله وأنّه تعرض للصفع كما تعرضت بناته للسحل داخل المنزل.
جدير بالذكر أنّ بيانا لوزارة الداخلية التونسية كان قد ذكر في وقت سابق أنّ قوات الأمن اضطرت لاستخدام القوة لحماية المقرات والممتلكات الحكومية.  

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ  28 ديسمبر  2010)


سيدي بوزيد :محاولة انتحار حرقا في بن عون ومسيرة حاشدة في السبالة ومصادمات في جلمة


حسب  قسم الاعلام بالاتحاد الجهوي للشغل  بسيدي بوزيد:   *بن عون : اقدم  شاب من المعطلين عن العمل اليوم الثلاثاء 28 ديسمبر 2010 على محاولة انتحار   جديدة حرقا  امام معتمدية بن عون  احتجاجا على التسويف والمماطلة  في مسالة التشغيل  وقد تم نقله الى مستشفى سيدي بوزيد لتلقي العلاج وعلى اثر ذلك  دخل المعطلون  عن العمل في اعتصام امام  المعتمدية ووقع تفريقهم بالقوة من طرف اعوان الامن   ولهذا توجهوا الى دار الاتحاد المحلي للشغل ببن  عون  لمواصلة الاعتصام هناك . * السبالة : انطلقت  صباح اليوم الاثلاثاء 28 /12 / 2010 مسيرة شعبية حاشدة من الاتحاد المحلي للشغل  وهي ترفع شعارات مطالبة بالعدالةفي التنمية وتوفير مواطن شغل للمعطلين  واطلاق سراح كل الموقوفيين   ووقف كل اشكال اللتبع ضدهم مستقبلا  ورفع  كل اشكال  العسكرة عن سيدي بوزيد * جلمة :حول اليوم في جلمة  مجموعة من الشباب الغاضب  الخروج في مسيرة احتجاجية سلمية  لكن قوات الامن  تصدت لهم بعنف  وقد وقعت عدة مصادمات  بين الشباب الغاضب وعناصر من قوات الامن ولم  تتوفر معطيات عن وجود موقوفين — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 18 محرم  1432 الموافق ل 28 ديسمبر  2010

مسيرات بالمدن الداخلية .. وتجمع للأساتذة والمحامين بالعاصمة واعتقال العيادي وبلعيد والعثموني


تتواصل حركة الاحتجاج والتضامن في تونس لليوم الثالث عشر على التوالي، حيث خرجت مسيرات شعبية اليوم الاثنين 28 ديسمبر 2010 في عدد من المدن التونسية للتضامن مع انتفاضة أهالي سيدي بوزيد وللانضمام إلى حركة المطالبة بالتنمية العادلة والتشغيل والتوزيع العادل للثروة. كما التحقت عديد المدن الأخرى بسابقاتها وشهدت نهار اليوم تجمعات نقابية ومسيرات شعبية للتعبير عن التضامن مع مواطني سيدي بوزيد والمطالبة بحق الشغل والتظاهر السلمي مثل الكاف وتطاوين وقفصة وفوشانة. أما في تونس العاصمة فقد قام ما يزيد عن 300 محام بتجمع أمام قصر العدالة الذي تمت محاصرته بأعداد غفيرة من عناصر البوليس السياسي وقوات الشرطة بالزي النظامي وقد رفع المحامون شعارات المطالبة باستقلال القضاء والتضامن مع أهالي سيدي بوزيد والاحتجاج على انتهاج السلطة للحل الأمني في معالجة القضايا الاجتماعية. وغير بعيد عن تجمع المحامين، تجمع أكثر من 200 من أساتذة التعليم الثانوي الذين أرادوا أن يصلوا أمام وزارة التربية والتكوين ولكن الأعداد الهائلة من قوات الشرطة منعتهم من التقدم.   وفي المساء قامت عناصر البوليس السياسي باعتقال الأستاذين عبد الرؤوف العيادي وشكري بلعيد وكذلك المعارض السياسي الأستاذ عطية العثموني. وحرية وإنصاف: 1)    تدين اعتقال الأساتذة عبد الرؤوف العيادي وشكري بلعيد وعطية العثموني وتدعو إلى إطلاق سراحهم فورا. 2)    تعبر عن مساندتها للتحركات الشعبية السلمية المتضامنة مع الحركة الاحتجاجية لأهالي سيدي بوزيد ولمطالبهم المشروعة في الشغل والتنمية والعدالة الاجتماعية وتطالب السلطة باحترام حق المواطنين في التنقل والاجتماع والتظاهر السلمي. 3)    تطالب بفك الحصار على ولاية سيدي بوزيد وسحب القوات الأمنية وإطلاق سراح كل المعتقلين وفتح تحقيق مستقل في الانتهاكات ضد المواطنين العزل ومنازلهم وممتلكاتهم الشخصية ومحاسبة من يثبت تورطه في هذه الاعتداءات وفي مقدمتها مقتل الشاب محمد العماري بمنزل بوزيان.   4)    تطالب بفتح حوار وطني حول قضية التشغيل التنمية الجهوية والتوزيع العادل لثروة البلاد بين الجهات والفئات كبديل عن الحلول الأمنية والقضائية في معالجة القضايا الاجتماعية والتي لم تزد الوضع إلا تعقيدا واحتقانا. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 28 ديسمبر 2010 إعـــــــــــــــــــــــــــــلام  

اختطفت قوات الأمن  الأستاذين شكري بلعيد ، عضو اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي و عبد الرؤوف العيادي ، نائب رئيس حزب المؤتمر من اجل الجمهورية وذلك اثر تجمع للمحامين ، تضامنا مع الحركة الاحتجاجية المنادية بالحق في التنمية بولاية سيدي بوزيد. ويعتصم المحامون الآن بقيادة هياكلهم، مطالبين بإطلاق سراح زميليهم. إلى ذلك تحاصر عناصر أمنية  الأستاذ رضا الرداوي بعد مسيرة تضامنية قادها المحامون بمدينة قفصة. كما سجلت مدينة قفصة محاولة انتحار جديدة قام بها عامر فتّاح ، 45 سنة ، مطرود من العمل ، وذلك بان سكب البنزين وأضرم النار في جسده وهو الآن  بالمستشفى في حالة حرجة.
و سجلت أم العرائس والرديف إيقاف خمسة شبان بعد الحركة الاحتجاجية التي وقعت ليلة البارحة بالمدينتين. اللجنة الوطنية التي تتمنى الشفاء العاجل لعامر فتّاح ، تعبّر عن تضامنها مع المحامين المعتصمين و تطالب بإطلاق سراح الأستاذين العيادي وبلعيد وكل موقوفي الحوض ألمنجمي و بالكف عن مضايقة الأستاذ الرداوي وتؤكد أن  خيار الحلول الأمنية الذي تتوخاه السلطة  لن يزيد الوضع الاجتماعي إلا احتقانا  وتعقيدا.  اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي


الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين aispp.free@ gmail.com  43 نهج الجزيرة تونس  28/12/2010

اختطاف الأستاذين عبد الرؤوف العيادي وشكري بالعيد

قام أعوان أمن بزي مدني على الساعة الخامسة من بعد ظهر اليوم 28 ديسمبر 2010 باختطاف الأستاذ عبد الرؤوف العيادي المحامي من أمام محل سكناه بضاحية منوبة_ تونس، بعد أن عنفوا إبنيه، قبل أن يقتادوه إلى جهة غير معلومة. كما تم في نفس السياق إيقاف الأستاذ شكري بلعيد المحامي بالقرب من حديقة د. الحبيب ثامر وإقتياده إلى جهة غير معلومة أيضا.. ويبدو أن اختطاف الأستاذين جرى على إثرالوقفة الاحتجاجية التي نظمها المحامون اليوم تعبيرا عن مساندتهم لأهالي محافظة سيدي بوزيد.
وإذ تعبر الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين عن شجبها لعمليات الخطف من قبل رجال الأمن السياسي ، فإنها تحمّل السلطات العليا المسؤولية هذه الإنتهاكات، وما يمكن أن تتعرض إليه سلامتهما الجسدية من إعتداءات. وتدعوها إلى إطلاق سراحهما فورا. عن الجمعية الرئيس الأستاذ سمير ديلو


الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان La Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme    تونس في 28 ديسمبر 2010  بيــــان

علمت الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان باستياء شديد بإيقاف المحاميين الأستاذين عبد الرؤوف العيادي و شكري بلعيد وذلك بعد ظهر اليوم الثلاثاء 28 ديسمبر 2010.فقد حضر عدد من أعوان الأمن بالزي المدني إلى منزل الأستاذ العيادي بضاحية منوبة واقتادوه باستعمال القوة ودون الاستظهار بأي إذن قضائي وتم اقتياده إلى وجهة مجهولة ، وتم نفس الشئ بالنسبة للأستاذ بلعيد الذي تم اعتراضه بساحة « الباساج » بوسط العاصمة من طرف مجموعة من الأعوان بالزي المدني ولا يعلم منذ ذلك الحين مكان وجوده. وكان الأستاذان العيادي و بلعيد شاركا صباح اليوم في تجمع للمحامين انتظم أمام قصر العدالة بتونس للتضامن مع أهالي سيدي بوزيد وكانا من بين الذين تناولوا الكلمة للتعبير عن ذلك التضامن.
و الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إذ تعبر عن تعاطفها مع الأستاذين العيادي وبلعيد تطالب بإطلاق سراحهما فورا اعتبارا وان إيقافهما يعد تعديا على المحاماة وتصعيدا خطيرا في معالجة الأوضاع التي تفجرت بعد محاولة الشاب محمد بوعزيزي الانتحار حرقا في سيدي بوزيد يوم 17 ديسمبر 2010 .                                                                                                                                                             عن الهيئـة المديـرة                                                                                      الرئيــس                                                                                   المختـار الطريفـي


 المجلس الوطني للحريات بتونس
تونس في 29 ديسمبر 2010

اختطاف المحامي الأستاذ عبد الرؤوف العيادي من منزله


يعبر المجلس الوطني للحريات بتونس عن عميق انشغاله لاختطاف  كاتبه العام السابق الأستاذ عبد الرؤوف العيادي من منزله مساء اليوم الثلاثاء 28 ديسمبر على الساعة الخامسة مساءا، من قبل ستة أشخاص طرقوا باب منزله وزعموا أنهم صدموا سياراته الرابضة أمام المنزل وطلبوا منه مرافقتهم لإجراء إجراءات التأمين.

ثم انهالوا عليه ضربا أما طفليه الذين تعرّضا للرش بالغاز المشل للأعصاب، واقتيد الأستاذ العيادي إلى جهة مجهولة بعد أن أركبوه قسرا في سيارتهم. من جهة ثانية تعرض الكاتب العام الحالي للمجلس، الدكتور عبد القادر بن خميس إلى اعتداء بالعنف من قبل عناصر أمن بالزي المدني خلال مشاركته السلمية في مظاهرة بمدينة الكاف في الشمال الغربي لتونس نجم عنه ضرر بذراعه. والمجلس الوطني للحريات بتونس
·       يطالب بإطلاق سراح الأستاذ العيادي فورا ودون شروط، والكف عن ملاحقة المدافعين عن حقوق الإنسان. ·       ويحمل وزير الداخلية مسؤولية أي مكروه يمس من حياة الأستاذ العيادي أو سلامته الجسدية. ·       ويطالب المجلس بمعاقبة المعتدين على كاتبيه العامين الأستاذ العيادي والدكتور عبد القادر بن خميس.   عن المجلس الناطقة الرسمية سهام بن سدرين  


المؤتمر من أجل الجمهورية  حتى تتحقق السيادة للشعب والشرعية للدولة والكرامة للمواطن http://www.cprtunisie.net/ 28 ديسمبر 2010  بيان  


علمنا مساء اليوم أن الأستاذ عبد الرءوف العيادي نائب رئيس المؤتمر من أجل الجمهورية قد تمّ إيقافه من طرف فرقة من البوليس السياسي الساعة الخامسة  بعد الاعتداء عليه بالعنف هو ابنيه واقتيد إلى مكان مجهول ولا نعرف لحدّ الآن مصيره.
يأتي هذا التوقيف كردّ مباشر- من بين الردود المرتقبة الأخرى من نفس النمط القمعي -على مشاركة الاستاذ عبد الرءوف العيادي في التظاهرات الحاشدة التي نظمها المحامون مساندة لانتفاضة شعبنا المباركة. تأتي كذلك كردّ على مواقف حركتنا وهو من أبرز قياديها والتي اتسمت دوما برفض مطلق لحكم الدكتاتور ومطالبة بنهاية عهده ليبدأ عهد تونس والتونسيين.
إذا تصور مثل هذا النظام إخافة عبد الرءوف العيادي فيبدو أنه لا يعرف من أي معدنّ قدّ هذا الرجل الفذّ الواقف ضد كل أنواع الاضطهاد منذ أربعة عقود . وإذا تصوّر النظام انه سيعيد إرهاب التونسيين فيبدو أنه لم يعدّل ساعته على الوضع الجديد وشعار الشعب لا خوف بعد اليوم بينما شعور القضاة الفاسدين وجلادي البوليس السياسي وعصابات النهب والسلب  وعلى رأسهم بن علي نفسه هو لا خوف إلا من اليوم.
أيا كان مصير عبد الرءوف العيادي فهو أسير حرب عند المحتلّ الداخلي وهذا المحتلّ بأجهزته مسئول عن سلامته الجسدية مثلما هو مسئول عن السلامة الجسدية وحياة كل مواطن يتصوّر أن له الحق في التصرّف في حريته وحياته.
ولأن المؤتمر من أجل الجمهورية رفض دوما التوجّه بأي طلب لأناس ليس لهم أي شرعية في حكمنا فإنه يتوجه إلى كل مناضلي الحرية في تونس والوطن العربي والعالم بالوقوف بجانب  عبد الرءوف العيادي إلى أن يطلق سراحه علما للسلطة وللجميع أنه سيواصل العمل على سقوط الدكتاتورية ورحيل الدكتاتور وهو لم يغلق وراءه باب مركز الاعتقال.
إن هذا الإيقاف نذير بكل ما ينتظر النخب الوطنية وعامة الشعب من نظام لا خيار له غير الهروب إلى الأمام ما يعبر عنه بوضوح  أيضا محاولة السلطة الاستبدادية استرجاع  » الهيبة » والعودة بالوضع لما قبل انتفاضة شعبنا المباركة . لكن هيهات أن يعود المارد الصاحي لرقدته. فإلى الشوارع والساحات ايها التونسيون في كل جهة ومدينة  وإلى الإعداد للعصيان المدني أيها الشباب حتى نحرّر بلادنا من عصابات الحق العام التي استحلت أموالنا وحرياتنا وشرفنا وتلقي في غياهب السجون بخيرة التونسيين والحال أنها مكانهم هم جزاء وفاقا لسرقاتهم وظلمهم   عن المؤتمر من أجل الجمهورية د. منصف المرزوقي  


فعاليات المجتمع المدني بباجة
بيــــــــــــــــان باجــــــة في 28 ديسمبر 201


نحن فعاليات المجتمع المدني المجتمعين اليوم الثلاثاء 28 ديسمبر 2010 بدار الاتحاد الجهوي للشغل بباجة : نقابيين و حقوقيين و سياسيين و مثقفين و كتابا و مبدعين ، في اليوم الثالث عشر من تواصل حركة الاحتجاج الاجتماعي الشعبي و السلمي بمدينة سيدي بوزيد و جوارها الجغرافي ، وهو الاحتجاج الذي يجد مشروعيته في استشراء أزمة التشغيل و التنمية اللامتكافئة و تدهور الوضع المعيشي بالجهة . و أمام التطورات الخطيرة للأحداث و لا سيما استعمال الرصاص الحيّ من طرف قوات البوليس بمدينة منزل بوزيان بما أدّى إلى مقتل الشاب محمد العمّاري أحد المعطّلين عن العمل من حملة الشهادات العليا و إلحاق أضرار بدنية متفاوتة بمواطين آخرين ، و ما عقب ذلك من مداهمات لمنازل و حرق لمتاجر و اختطاف لنقابيين و إيقاف لمواطنين و انتهاك للحرمة الجسدية لآخرين . 1) نعبّر عن تضامننا المطلق و اللامشروط مع أهالينا في سيدي بوزيد معتبرين همّهم همّنا و دمهم دمنا . 2) ندين استعمال الرصاص الحيّ ضد المدنيين و نعتبر ذلك جريمة خطيرة و انتهاكا أعظم للحق في الحياة لا يمكن تبريره أو السكوت عنه . 3) نطالب بالتخلي الفوري عن المعالجة الأمنية لواقع الأزمة الاجتماعية الهيكلية بالجهة و اتخاذ التدابير العملية الكفيلة بتهدئة الأوضاع بالمنطقة و التخفيف من واقع الاحتقان المهيمن عليها . 4) ندعو سلط الإشراف إلى فتح باب الحوار مع فعاليات المجتمع المدني بالجهة و التعاون معها من أجل معالجة الوضع و إيجاد الحلول الجذرية لأزمة التشغيل و التنمية اللامتكافئة و التوزيع غير العادل للثروة الوطنية . 5) نطالب بإطلاق سراح كل الموقوفين و التعويض لكل المتضررين و الكف عن المداهمات و الإيقافات العشوائية و الإمساك عن حملات التمشيط . 6) ننادي بالانخراط على الفور في تمشّ تنموي بديل ، تمشّ أعدل في توزيع الثروة الوطنية و خلق فرص الشغل لكافة المعطلين عن العمل ولا سيما منهم حملة الشهادات العليا و المهمّشين ، في كنف الشفافية و التساوي أمام القانون و التكافؤ في الفرص و التوازن بين الجهات ، ليس في سيدي بوزيد وحدها و إنما في كل الجهات الداخليّة المحرومة و المفقّرة ، بديل تنموي يقوم على شراكة حقيقية مع فعاليات المجتمع المدني و كافة القوى الحية بالبلاد من نقابيين و حقوقيين و سياسييين و مثقفين . 7) ندعو إلى فتح تحقيق جدّي و مستقل لتحديد المسؤوليات و إحالة كل من تثبت مشاركتهم في كل أنواع التجاوزات ضد المدنيين أمرا و تنفيذا . 8) نطالب بالشروع الفوري في عملية إصلاح سياسي يضمن مشاركة كل قطاعات الشعب و يكرّس التداول السلمي على السلطة و الفصــــــل الفعلي بين السلطات لضمان قضاء مستقل و محايــــــــــد و سلطة تشريعية في خدمة الشعب . عن النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بباجـــة المدينـة : رشيــــــد العمدوني عن النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بباجة المدينة : محمد علي المرواني عن ناشطين حقوقييــــــن و رابطييـــــن : د. زهـيــر بن يــوســف عن نقــــــــابة كتّــــــــاب تـــونـــــــــس : الأزهـــر الصحـــراوي عـــــــــن محاميـــــــــــن بباجـــــــــــــة : أ. المنـــــــذر الــــذيب عن النقابة الأساسية للصحة العمومـــــية : الأسعد الجـــــــــــبري عن النقابة الأساسية للإرشاد و التأطيـــر : مصـــــدّق الغانمـــــي عن النقابة الأساسية للشؤون الاجتماعـية : فتحـــــي الحسنــــاوي عضو النقابة الجهوية للتعلــــــيم الثانوي : مـــــــراد الورهــــاني — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  

المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 28 /12 / 2010

عناصر من الأمن تعتدي  على رئيس فرع توزر نفطة للرابطة التونسية  للدفاع عن حقوق الإنسان

انتظم  يوم 27 /12 / 2010  تجمع عمال ونقابي  بدار الاتحاد المحلي للشغل بنفطة تضامنا مع أهالي سيدي بوزيد  ومع مطالبهم المشروعة في التنمية العادلة  وقد حاول المشاركون في التجمع من عمال ونقابيين ونشطاء حقوقيين الخروج في مسيرة   احتجاجية سلمية  وهو   حق دستوري  إلا أن قوات الأمن  تصدت لهم باستعمال القوة  المفرطة والصد العنيف وتعرض بعض المشاركين  في التجمع إلى اعتداءات  من بينهم الأستاذ شكري الذويبي  رئيس  فرع توزر نفطة  للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الذي وقع إسقاطه أرضا نتيجة التدافع الشديد  . ان المرصد  وبعد متابعته  لوقائع  الاعتداء يعبر عن : –         تضامنه  اللامشروط  مع الأستاذ شكري الذويبي –         رفضه المطلق  لكل الاعتداءات  التي تطال النقابيين ونشطاء حقوق الإنسان خلال التحركات الاحتجاجية السلمية –         مطالبته  بتمكين النقابيين والعمال  ونشطاء حقوق الانسان  من حقهم الدستوري في التظاهر  السلمي والتعبير عن رأييهم بكل الأشكال السلمية المتاحة . ويطالب المرصد بفتح تحقيق عاجل  في وقائع هذا الاعتداء  ومعاقبة  المعتدين وفق ما يفرضه القانون . عن المرصد محمد العيادي   — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


إيقافات في صفوف شباب الرديف

حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 28. ديسمبر 2010 علمنا أن قوات الأمن اعتقلت مساء أمس الاثنين 27 ديسمبر بمركز شرطة الرديف شابين هما وليد رحيلي و قيس بوصلاحي بعد المواجهات التي اندلعت في ساعة متأخرة من ليلة البارحة بمدينة الرديف. وأفادت مصادرنا أن الشابين لا يزالان في مركز شرطة الرديف رهن الاعتقال (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 28 ديسمبر 2010)
 


                                

سوسة :  تجمع نقابي هام ومحاولة جريئة للخروج في مسيرة رغم القمع


تحت ضغط القواعد والإطارات النقابية المناضلة اقتنع المكتب التنفيذي الجهوي المنقسم على نفسه بالجلوس الجماعي الشكلي حول أحداث سيدي بوزيد وتظاهر بتبني القضية  وذلك بتحديد موعد التجمع ليكون مساء الإربعاء،  ثم وقع تقديمه لمساء الثلاثاء والإيهام باستثمار اجتماع عمال   » الستيا  »    STIA   المبرمج سلفا والإدعاء أن ذلك سيكون عنصرا من عناصر التعبئة لتجمع ضخم في مستوى الحدث.

لكن بكل مرارة وحسرة سجل النقابيون والضيوف خذلان المكتب التنفيذي لقواعده ومنخرطيه وذلك بالتفصي من المسؤولية في جانبها الإعلامي ، إذ لم يقم هذا المكتب بإعلام أي نقابة ولم يتوجه إلى المؤسسات ولم ينعقد أي اجتماع مزعوم لـ « ستيا  » بل كان ذلك من باب المغالطة والمخاتلة والكذب على القواعد والإطارات النقابية .
لكن لحسن الحظ أن النقابيين الديمقراطيين كانوا متنبئين بإمكانية الخذلان هذه ،  وصائبين في قراءتهم للصراعات الشخصية الضيقة لأعضاء المكتب التنفيذي فيما بينهم  ، وعولوا بالتالي على امكانياتهم الخاصة  فوزعوا الإعلام ونشطوا الدعاية للتجمع النقابي رغم كل العراقيل ( عطلة رجال التعليم ، انعكاس انقسام المكتب ، الحصار البوليسي …) فكان الحضور النقابي هاما نسبيا بالنظر للإمكانيات المتاحة والمحدودة : حوالي 300 نقابي وحقوقي ونشطاء سياسيين وطلبة كانوا يواجهون جحافل من البوليس بالزي والمستل  لـ « لمتراك » والدروع  والقنابل المسيلة للدموع ، تتقدمهم جدران سميكة من البوليس السياسي الذي حاصر مقر الإتحاد الجهوي للشغل من كل مداخله وضيق الحركة  على الحاضرين أمام المقر،  والقادمين الذين أرهبتهم  قوة البوليس فولوا راجعين ، وتراوحت أعداد البوليس بكل تشكيلاته في المداخل والحافلات وفي المقاهي المحاذية ما بين 800- 900 .
كانت الأجواء على غاية من التوتر الشديد والإحتقان في صفوف النقابيين والشباب الغاضب الذي لم يأت للإستيلاء على الحكم ولا التخطيط لإنقلاب ولا ممارسة الإرهاب ولاتشويه سمعة تونس ، بل فقط التعبير السلمي على الرأي ومساندة العاطلين عن العمل والتشهير بالبطالة والإنتصار للحرية والديمقراطية الإجتماعية .
هؤلاء ليس لهم من قوة إلا أصواتهم وحناجرهم التي اختنقت بالغاز أثناء التدافع والمحاولات المتكررة للخروج في مسيرة سلمية مساندة لأبناء شعبهم . ورغم القوة الغاشمة والحصار الهائل كان الإصرار النقابي والطلابي أقوى   وجريئا لأبعد الحدود سواء في مستوى الشعارات التي ركزت على التشغيل و « عصابة السراق  » والفساد والقمع والعمالة والخيانة الوطنية ، أو في مستوى المواجهات المفتوحة والإحتكااك    corps à corpsمع البوليس .
أمام هذا المشهد المليء بالإستياء والمعبر عن الفرز السياسي والنقابي وقف أعضاء المكتب التنفيذي محايدين ( الحياد أمام القمع !!! ) بل منحازين وموجهين رسائل للسلطة والبيروقراطية قرأت جيدا من قبل الإطارات النقابية التي ندمت على اليوم الذي صوتت فيه لكل المتخاذلين الذين لا يعبرون على طموحاتهم بل يعرقلون نشاطهم  في الوضوح. كان أولى وأحرى بالمكتب التنفيذي أن يؤطر الإجتماع منذ البداية ويتداول أعضاؤه على الكلمات المناصرة  لسيدي بوزيد ويوزعون التدخلات على الضيوف  من مكونات  المجتمع المدني التي جاءت ملبية لنداء الدعم والإسناد ،  كما كان من مشمولاتهم  الدفاع على دار الإتحاد وضيوفه من نقابيي الحركة الطلابية والتنديد بالحصار والطوق الأمني المضروب على دار الإتحاد ومخاطبة السلط الأمنية المسؤولة بأعلى صوت وعلى الملء والظهور أمام الجميع بمظهر الإطار الموحد والمناضل والمستوعب لخلافاته الداخلية التي تحل في أطرها الخاصة ، لكن كلمة الكاتب العام جاءت مقتضبة ، باهتة ، خالية من كل شحنة نضالية وغير واثقة من نفس صاحبها ، في حين تناثر بقية أعضاء المكتب بصورة خائرة متخاذلة في أماكن مختلفة من الفضاء المضيق من ساحة الإتحاد ( فيهم من كان واقفا في صف البوليس)  وساهموا بالتالي بمحض إرادتهم في إسقاط ورقة التوت التي ظلوا يغالطون بها البعض من أصدقائهم ، فيما كانت العناصر النقابية الديمقراطية تتحمل مسؤولياتها في المواجهة والتأطير وإعطاء الشحنة النضالية لمحتوى التجمع ، بينما ساهم الطلبة بصورة نضالية في إنجاح التحرك وهم مقابل ذلك ينعتون ظلما بالفوضى   » والفروخ »  المتهورون .
إن ما وقع في تجمع 28 /12 /2010 يضع النقابيين الديمقراطيين في سوسة أمام مسؤولياتهم الجسام : المباشرة  منها وهي رص صفوفهم لتأطير التحركات القادمة  والتعويل على أنفسهم باقتدار ، ومنها على المدى القريب والمتوسط ،  وهي التقدم الجريء كبديل نقابي ديمقراطي واضح المعالم بعيدا عن المحاباة والتذييت والتفكير الإنتخابوي الضيق ولما  لا التفكير الجدي في الدعوة للمؤتمر الإستثنائي لتصحيح الأوضاع الجهوية . فلا مجموعة الستة  ولا مجموعة الثلاثة ( أو الإثنين زائد واحد ) قادرة اليوم على النهوض بالجهة ووضعها على سكة العمل النقابي الديمقراطي المستقل والمناضل .                                                         إطار نقابي مستقل  


عبد السلام جراد للصباح لم ندع لأي تجمع أمس.. والاتحاد يعرف كيف يؤطر مسيراته وتجمعاته  


اتصلت «الصباح» بالسيد عبد السلام جراد الأمين العا م لاتحاد الشغل لمعرفة ما اذا كانت المركزية النقابية قد دعت للتجمع المذكور، فأفادنا بما يلي: «ما حدث أمس سحابة عابرة والاتحاد متمسك بثوابته وقواعده وبدوره الوطني، كما أن ما رفع من شعارات لا يلزم الاتحاد في شيء ولا يقف وراءه ولا تتبناه الهياكل النقابية، بالاضافة الى ذلك فإنه كلما دعا الاتحاد لتجمع أو مسيرة أو أية تحركات مساندة فهو يعرف كيف يؤطرها… وما وقع أمس لم تدع له المركزية النقابية». وحول ما اذا كان هذا التجمع لم يحترم المسائل الاجرائية المطلوبة خاصة أن بعض المتجمعين يدعون للوقوف الى جانب أهالي سيدي بوزيد، قال أمين عام المنظمة الشغيلة: «.. مثلما قلت، للاتحاد ثوابته ومراجعه ونحن بصدد التدخل والتحرك لكن بطرق معقولة وبحوار رصين مع الحكومة، فرغم أننا منظمة اجتماعية فإننا من منطلق الدور الوطني للاتحاد تدخلنا لبحث الحلول الممكنة وقد تمكنا من اطلاق سراح جل الموقوفين، وهذا دورنا كاتحاد وكعناصر وطنية فاعلة باعتبار أن ما يحدث في سيدي بوزيد يهم الجميع…».   عبد الوهاب الحاج علي   (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس)   بتاريخ 27 ديسمبر 2010)   


انتقادات لموقف قيادة اتحاد الشغل من تحركات قواعده


تونس – خدمة قدس برس وصف النقابي جيلاني الهمامي حجم المشاركة النقابية في مساندة التحركات الاجتماعية التي تشهدها عدة مدن تونسية بكونها حركة « قاعدية » أفلتت من قبضة القيادة.
وعبّر الهمامي الكاتب العام السابق لنقابة البريد في تصريح لوكالة « قدس برس » عن أسفه لأنّ الاتحاد العام التونسي للشغل في مستوى قيادته لم يختلف عن موقف قيادة هذه المنظمة ممّا عرف بانتفاضة الخبز سنة 1984 من حيث التنصل منها.
وكانت تصريحات صحفية نشرت اليوم الثلاثاء (12/28) للأمين العام للاتحاد عبد السلام جراد تعليقا على الاجتماع الضخم الذي شهدته الساحة المركزية للمنظمة بدعوة من ست نقابات والذي أعقبته مصادمات مع قوات الأمن، شدّد فيها على أنّ ما رفع من شعارات لا يلزم الاتحاد في شيء ولا يقف وراءه ولا تتبناه الهياكل النقابية، على حد تعبيره. وتابع جراد أنّ ما وقع « لم تدع له المركزية النقابية ».
وقال جيلاني الهمامي « أمر طبيعي وعادي أنّ القيادة متنصلة من الحركة الاحتجاجية ومطالبها »، مضيفا أنّ المركزية النقابية في واد والهياكل القاعدية في واد آخر لها تصوّراتها لكيفية التعامل مع الأحداث على غرار موقفها من انتفاضة الحوض المنجمي قبل عامين مع فارق هو أنّها في السابق كانت قد اتخذت قرارات عقابية ضد النقابيين أمّا هذه المرة فقد أرادت الركوب على الحدث بالتدخل لإطلاق سراح موقوفين والحديث عن حوار مع الحكومة ولن يتجاوز الأمر ذلك، حسب تعبيره.
وبخصوص توقيت صدور موقف قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل قال الهمامي « إنّ القيادة لم تتأخر عن التنصل من تحركات النقابيين والتنديد بها عندما حصلت ضغوط وتعليمات من السلطة والدليل على ذلك أنّ موقفها جاء في سياق المواقف التي صدرت من الأحزاب الموالية ومن البرلمان تنديدا بالتغطيات الإعلامية للأحداث الأخيرة في وسائل الإعلام العربية ».   (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 28 ديسمبر2010)  


 جمعية ضحايا التعذيب في تونس بيان اعلامي 


  بعد الأحداث المؤلمة في ولاية سيدي بوزيد ومن قبلها الردّيف، بن قردان و جندوبة نعلن نحن جمعية ضحايا التعذيب في تونس من جنيف مساندتنا اللاّمحدودة للمطالب الشرعية لكل أهالينا في تونس وخاصة في المناطق المضطهدة و المحرومة من التوزيع العادل لثروات البلاد و التنمية.   نحذر بشدّة أجهزة الأمن بكل فرقه القمعية و كل من أمر و ساهم و نفّذّ على استعمال القوة المفرطة و اطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين المسالمين،  أن جمعيتنا ستتابعهم قضائيا من أجل ارتكاب جريمة القتل المتعمد في حق شعب أعزل أراد التعبير السلمي عن رفضه للاستبداد و الظلم و القهر وتقنين ممارسة  التعذيب و كذلك كل من سارع في وسائل الاعلام المكتوبة و المرئية من اعلاميين و مفكرين و كتاب و سياسيين محسوبين على النظام لتبرير الجرم الحاصل اليوم في تونس على أنهم عرضة للمسائلة القضائية لأن جريمتهم أفظع بكثير حيث يبرّؤن القاتل و يجرّمون الضحية.   جنيف، في 26 ديسمبر 2010   عن الجمعية عبدالناصر نايت ليمان


أمام استهتارالسلطة بمطالبهم احتجاجات المهمشين تتواصل و تمتد

تتواصل الاحتجاجات الاجتماعية في مدن و قرى ولاية سيدي بوزيد لليوم الثالث عشر على التوالي و تزداد وتيرتها تصاعدا مع سقوط قتلى و جرحى إثر مواجهات دامية مع قوات الشرطة التي لم تتردد في استخدام الرصاص الحي  لتفريق المظاهرات و المسيرات السلمية للأهالي الذين رفعوا مطالب عادلة تتعلق بالحق في الشغل للشباب الذي يعاني من البطالة المزمنة و مقاومة الفساد و الرشوة و المحسوبية المتفشية في أدق مفاصل المجتمع و التي تسمم الحياة اليومية للمواطنين. وكعادتها واجهت السلطة في تونس هذه الاحتجاجات السلمية بالقمع و استخدام عنف الدولة، إذ لا يمر يوم دون مداهمات واعتقالات تتم ليلا مع ما يصاحبها من اقتحام للبيوت و ترويع للمواطنين دون أدنى مراعاة لحرمة و لا لنساء و لا لأطفال. إضافة إلى تحطيم واجهات المحلات و الدكاكين و تعمّد أعوان البوليس و المليشيات أن يعيثوا في محتوياتها فسادا. كما عمدت السلطات التونسية إلى أسلوب الاختطاف و التعذيب ثم إلقاء الضحايا على قارعة الطريق ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه المطالبة بالحقوق المشروعة. فقد تم اختطاف الأستاذ عصام غابري و تعذيبه حتى فقد وعيه ثم ألقي به في وادٍ على بعد أميال من محل سكناه. و في تطور خطير أطلقت قوات الدرك و البوليس الرصاص الحي على المتظاهرين بمدينة منزل بوزيان فسقط الشاب محمد العماري شهيدا ثم التحق به شهيد ثان متأثرا بجراحه إثر إطلاق النار عليه في نفس المسيرة التي استشهد فيها الأول، هذا إضافة إلى عدد غير معلوم من الجرحى. كما طالت الاعتقالات أعدادا كبيرة من المواطنين. ورغم امتداد  الاحتجاجات إلى باقي مدن الجمهورية التونسية فإن النظام لا يزال أسير منطق الزيف والكذب الذي اعتاده باحثا عن أكباش فداء وهمية  ومشيدا بإنجازات يوشك الغضب الذي أشعلته أن يحرق الأرض تحت أقدامه… إن منظمة صوت حر، 1-    تعبر عن تضامنها الكامل مع انتفاضة المهمّشين و المستضعفين من شعب تونس و تؤكد على عدالة مطالبهم. 2-    تؤكد أن اللجوء إلى القمع و استعمال الرصاص الحي في واجهة العزل يرقى إلى مرتبة جرائم الدولة التي لا مفر من مثول مرتكبيها و الآمرين بها أمام عدالة مستقلة و حقيقية يوما ما. 3-    تدعو كافة القوى الحية في المجتمع التونسي إلى الالتفاف حول مطالب العدالة الاجتماعية و الإصلاح السياسي و الإصرار عليها إلى حين تحقيقها. باريس في 27 ديسمبر 2010 الدكتور نجيب العاشوري منظمة صوت حر.  


نــــــــداء  

يرجى من كافة الزميلات والزملاء الصحفيين الالتقاء في مقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين على الساعة الواحدة من بعد منتصف نهار الأربعاء 29 ديسمبر 2010، وذلك لتحديد موقف من الأحداث والتحركات الجارية في سيدي بوزيد وغيرها من مناطق البلاد، والتغطية الإعلامية التي واكبتها. وكذلك التضامن مع الزميلات والزملاء الذين تعرضوا للاعتداء والمنع من القيام بواجبهم في غطية التجمع النقابي الملتئم ظهر الإثنين 27 ديسمبر 2010 أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل ببطحاء محمد علي بتونس العاصمة رغم التعريف بصفتهم الصحفية. عاشت نضالاتكم عاشت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين حرة مستقلة مناضلة زياد الهاني
 
ملاحظة: بين أيديكم النسخة الرابعة بعد المئة من مدونة « صحفي تونسي »، بعد أن قام الرقيب الالكتروني بحجب النسخة الـ104 السابقة، بصورة غير قانونية في تونس إثر نشر تدوينة بعنوان لمساندة التحركات الشعبية في سيدي بوزيد: اجتماع نقابي حاشد واعتصام في بطحاء محمد علي بتونس العاصمة  


زين العابدين بن علي: الشغب يضر بصورة تونس وسنطبق القانون بحزم

 
قال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في أول رد فعل له على الاحتجاجات الاجتماعية في البلاد إن أعمال الشغب تضر بصورة تونس لدى المستثمرين، وتعهد بتطبيق القانون بصرامة ضد من أسماهم بأقلية من المتطرفين والمحرضين المأجورين. وقال بن علي في خطاب موجه للشعب التونسي بثه التلفزيون الحكومي: « إن لجوء أقلية من المتطرفين والمحرضين المأجورين ضد مصالح بلادهم إلى العنف والشغب في الشارع كوسيلة للتعبير أمر مرفوض، وهو مظهر سلبي وغير حضارى يعطي صورة مشوهة عن بلادنا تعوق إقبال المستثمرين والسياح، بما ينعكس على بالسلب على فرص العمل، التي نحن في حاجة إليها للحد من البطالة، وسيطبق القانون على هؤلاء بكل حزم ». وشهدت مدينة سيدي بوزيد وبعض البلدات الأخرى في جنوب البلاد في الآونة الأخيرة مظاهرات تطالب بتوفير  
(المصدر: صحيفة « الأهرام » (يومية – مصر) الصادرة يوم 29 ديسمبر  2010)  


لا يا سيادة الرئيس..

سيادة الرئيس
استمعت إلى خطابكم مساء الثلاثاء 28 ديسمبر 2010 بكثير من الاهتمام كغيري من المواطنين والمتابعين. وإذا كنت أوافقكم في عديد النقاط التي وردت فيه، إلاّ أني أرى أنه أغفل التعرض إلى مسائل هامة:
أوّلا: أن المظاهرات التي خرجت في مختلف أنحاء البلاد منذ انطلاقها في سيدي بوزيد، ربطت المطالبة بالحق في التنمية العادلة والشغل بالتنديد بالفساد الذي لا تخفاكم ككل التونسيين رموزه، واستشرى إلى درجة أن رائحته أصبحت تزكم الأنوف.
ثانيا: تتحمل الإدارة وخاصة الراجعة منها بالنظر إلى وزارة الداخلية جزءا كبيرا من المسؤولية في ما آلت إليه الأحداث. وهي نتيجة طبيعية للطريقة المعتمدة في تعيين العمد والمعتمدين والولاة وهم العمود الفقري للدولة. حيث أدى اعتماد مبدإ الولاء الحزبي والتزلف على حساب الكفاءة والتخصص إلى إغراق هذا السلك الحيوي والحساس بالعناصر غير الكفؤة.
ثالثا: فشل سياسة الإعلام الرسمي والتابع التي تميزت بالتعتيم على الأحداث خاصة في بداية الأزمة، وفي المقابل بث أخبار مستفزة تتناقض مع واقع الغليان الذي تعيشه البلاد وتزيد في إشعاله. وتلك محصلة طبيعية لإسناد مسؤولية الإشراف على القطاع إلى عناصر لم تعرف في مسارها المهني غير الدعاية والتعاطي مع الإعلام المأجور وشراء الشهادات المدفوعة الثمن. فضلا عن التمسك بسياسة تخوين أصحاب الرأي المخالف وثلبهم والتشهير بهم في صحافة المجاري التي تحظى بالحصانة الكاملة ويتم إغراقها بالإشهار العمومي والصرف عليها من أموال دافعي الضرائب.
رابعا: لا يختلف عاقلان في نبذ استعمال العنف والتظاهر خارج الأطر القانونية. لكن التظاهر السلمي ثقافة تكتسب بالممارسة، وقد وقف بعض مسؤولي وزارة الداخلية عائقا ضد تطور هذه الممارسة الحضارية وضد تنمية الحس المدني. وذلك بسبب دوسهم المتغطرس على الحقوق الدستورية ومنعهم التعسفي لكل أشكال التظاهر السلمي المحترم للتراتيب القانونية. فضلا عن مصادرتهم لحق التونسيين في التعبير الحر من خلال تصديهم غير القانوني للحق في إصدار الصحف والمجلات، والمصادرة المقنعة للرأي المخالف مثلما حصل في نهاية الأسبوع المنقضي مع صحيفتي الموقف والطريق الجديد. فضلا عن مصادرة الحق في التنظم عبر تكوين الجمعيات والأحزاب المستقلة، والتزييف من خلال اعتماد عناصر معارضة ديكورية مشوهة، أصبحت أضحوكة التونسيين والعالم. وهي سياسة تزيد من الاحتقان وتدفع إلى التطرف.
وعندما تدعون إلى تطبيق القانون بحزم، نطالبكم بأن تبدأوا بفرض احترامه من قبل المكلفين بإنفاذه خاصة في وزارة الداخلية، ومحاسبتهم على مخالفته حسابا عسيرا كي لا يكون أحد كائنا من يكون فوق القانون. حتى يكون القانون عقدا اجتماعيا بين المواطن والماسك بتفويض منه بجهاز السلطة، وليس مجرد عصا غليظة لضرب المخالفين. فهكذا نفهم دولة القانون والمؤسسات، وهكذا نريد لها أن تكون.
سيادة الرئيس

لقد خلّفت لفتتكم الكريمة بزيارة العزيز محمد البوعزيزي في المستشفى واستقبال العائلات المفجوعة في أبنائها، ومنهم من تعرض فقيدها للنهش وتشويه العرض بناء على مادة صدرت من الجهة المختصة ونشرتها صحف العار، الأثر الطيب في نفسي وفي نفوس عديد المواطنين. وألاحظ في هذا السياق بأن والي سيدي بوزيد ومعتمديها وعمدها وحتى السيد وزير الداخلية، لم يكلفوا أنفسهم عناء القيام بمبادرة من هذا النوع ترفع عن هذه العائلات مرارة الإحساس بالظلم والغبن والقهر والمهانة. وإذا كان البدء في اتخاذ إجراءات لمحاسبة أعوان التراتيب وكاتب عام بلدية سيدي بوزيد خطوة في الطريق الصحيح، فيجب أن لا يكون ذلك على حساب تتبع من هم أعلى منهم مرتبة في السلم الإداري دون أن يكونوا أقل منهم تحملا لمسؤولية تطور الأحداث ووصولها إلى ما آلت إليه. ولا يستثنى من ذلك السيد رفيق الحاج قاسم وزير الداخلية والتنمية المحلية الذي أثبت فشلا ذريعا في إدارة الملفين الأمني والتنموي، وفي إسناد المسؤوليات الحساسة لأشخاص غير مؤهلين.
وننتظر من سيادتكم الدعوة إلى سنّ قانون ينظم إسناد المسؤوليات خاصة في سلك المعتمدين والمعتمدين الأُول والولاة. ليكون سلكا إداريا جمهوريا غير حزبي، يؤتمن على تنفيذ القانون وحماية قيم الجمهورية ومبادئها أيّا كان الماسك بدفة الحكم. وينتدب أعضاؤه من بين خريجي المدرسة الوطنية للإدارة المتخصصين والمؤهلين.
سيادة الرئيس
أنا مواطن من طلع هذه الأرض الكريمة الطيبة الشامخة بتاريخها ورجالها. تعلمت في مدرستها الجمهورية أن أكون مواطنا حرّا وسيّدا في بلدي، لا أخشى في قولة الحق لومة لائم. لقد كان مشهد الجماهير الهادرة المطالبة بالكرامة والحرية والهاتفة بنشيدنا الوطني نشيد الثورة في كل المظاهرات التي عمّت ربوع تونسنا العزيزة رائعا. وحدهم الأحرار يشكلون درع الوطن وسوره، أما ثقافة القطيع فلا يمكنها إلاّ أن تنتج شعبا ذليلا خاضعا. وإذ نتمسك بالمطالبة بحقوقنا الدستورية فليس فقط لكونها حقا لنا غير قابل للمساومة والتفريط، بل وكذلك لأنها أمانة في أعناقنا أنتجتها تضحيات أجيال مناضلة وعمّدتها دماء الشهداء الأكرم منا جميعا. فلا عاش في تونس من خانها ولا عاش من ليس من جندها، نموت ونحيا على عهدها حياة الكرام وموت العظام.. حياة الكرام وموت العظام.. حياة الكرام وموت العظام.. تحيا تونس تحيا الجمهورية زياد الهاني/صحفي ومدوّن يغالب الحجب ملاحظة: بين أيديكم النسخة الخامسة بعد المئة من مدونة « صحفي تونسي »، بعد أن قام الرقيب الالكتروني بحجب النسخة الـ104 السابقة، بصورة غير قانونية في تونس، إثر نشر نداء للصحفيات والصحفيين للاجتماع على الساعة الواحدة من بعد زوال يوم الأربعاء 29 ديسمبر 2010 بمقر النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين لتحديد موقف من الأحداث الجارية في سيدي بوزيد وغيرها من المدن المتضامنة http://journaliste-tunisien-105.blogspot.com/2010/12/blog-post_29.html  


الهمامي لـ »قدس برس »:  الدولة التونسية تمثل أقلّية من الأثرياء


تونس – خدمة قدس برس وصف حمة الهمامي الناطق باسم حزب العمال الشيوعي علاقة الدولة بالمجتمع في تونس بكونها علاقة قائمة على العنف والقمع، لأنّها لا تمثّل مصالحه بل مصالح أقليّة من الأثرياء، على حد تعبيره.

وقال الهمامي في تصريح لوكالة « قدس برس » تعليقا على تعامل السلطات مع التحركات الاحتجاجية في محافظة سيدي بوزيد إنّ سيناريو التدخل العنيف والتنكيل بالأهالي ونهب ممتلكاتهم من قبل قوات الأمن دون محاسبة تكرر خلال الأيام الأخيرة مثلما حصل في منطقة الحوض المنجمي بقفصة وفي مدينة بنقردان. وتابع الهمامي « إنّ هذه الأعمال الوحشية من الظاهر أنها تمارس بصورة ممنهجة ومقصودة، وليست مجرّد تجاوزات فردية، ناهيك أن السلطة السياسية تغض الطرف عنها في كلّ مرّة وتلقي مسؤولية العنف على المواطنين وترفض إجراء تحقيقات ». وشبّه المتحدث ممارسات قوات الأمن الأخيرة بأعمال المستعمر الفرنسي واعتبر أنّ الهدف منها « هو إذلال المواطنين وإخضاعهم وترهيبهم لثنيهم عن المطالبة بحقوقهم وقبول الأمر الواقع »، إنّها أعمال تبيّن الهوة السحيقة التي تفصل الدولة وأجهزتها عن الشعب وهي دولة لا علاقة لها بالشعب، بل إنها علاقة قائمة على العنف والقمع، لأنها لا تمثّل مصالحه بل مصالح أقليّة من الأثرياء، حسب تعبير حمة الهمامي.
وحول استخدام الذخيرة الحية في مواجهة المتظاهرين وسقوط قتيل على أيدي قوات الأمن أول أمس الجمعة (24/12) قال حمة الهمامي  » إنّ السهولة التي يقع بها إطلاق النار على المواطنين هي جزء من طبيعة نظام الحكم الاستبدادية الذي يتصرّف في المواطنين كرعايا، دون أن يكون هنالك قضاء يحقق ويحاسب ويحمي حياة الناس وحقوقهم ». وأشار المتحدث إلى أنّها ليست المرة الأولى سواء كان ذلك في عهد بورقيبة أو في عهد ابن علي وفي كلّ مرّة كان يقع تبرير إطلاق النار.
وبخصوص الدلالات السياسية للاحتجاجات الشعبية الأخيرة يعتقد حمة الهمامي أنّ العلاقة بين الاجتماعي والسياسي أصبحت واضحة حتى للمواطن العادي، « فيكفي أن يطالب بحق من حقوقه الاقتصادية والاجتماعية حتى يجد أمامه البوليس الذي يقمعه ويمنعه من ذلك ».
وتابع الهمامي « إن من يجوّع المواطن هو الذي يحرمه من حريته أيضا حتى لا يدافع عن حقوقه. ومن هنا تتجلّى العلاقة المتينة بين المطالبة بالحرية السياسية وبين المطالبة بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية. فالحرية السياسية هي مفتاح حتى يتمكّن العامل أو الموظّف أو المعطّل عن العمل من إسماع صوته ». واستدل المتحدث بشعار « التشغيل استحقاق يا عصابة السرّاق » الذي رفعه المتظاهرون في سيدي بوزيد واعتبره انعكاسا لوعي جديد لدى عامة المواطنين بأنّ حقوقهم مهدورة من طرف أقلّية تتصرّف بالفعل كالعصابة الخارجة عن القانون، حسب وصفه. 
 
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ  26 ديسمبر  2010)  

فيديو : الندوة الصحيفة للحزب الديمقراطي التقدمي حول أحداث سيدي بوزيد

السبيل أونلاين – تونس + فيديو لمشاهدة الفيديو – الرابط على اليوتيوب : رابط الجزء الأول : http://www.youtube.com/watch?v=OlfKicVfQ2s رابط الجزء الثاني : http://www.youtube.com/watch?v=SmeABMnqR_k عقد « الحزب الديمقراطي التقدمي » المعارض المرخص له ، يوم الجمعة 24 ديسمبر 2010 على الساعة الحادية عشر صباحا ، ندوة صحفية حول الأحداث الجارية بسيدي بوزيد .

وفي مستهل الندوة أكد رشيد خشانة الأمين العام المساعد للحزب و رئيس تحرير صحيفة « الموقف » ، أن السلطة تفرض حصارا أمنيا وإعلاميا علي منطقة سيدي بوزيد وأن المعلومات الواردة من هناك تتم من خلال الهاتف والوسائل الإلكترونية ، وقال أن الندوة تهدف الى تسليط الضوء على أحداث سيدي بوزيد وموقف الحزب منها .
وفي تدخلها قالت الأمينة العامة للحزب مية الجريبي ، أن حادثة محاولة انتحار الشاب العاطل عن العمل محمد البوعزيزي تمثل صرخة من شباب الجهة على ما يختلج في صدورهم ، والذين يعانون من البطالة والحرمان والتهميش مما دفهم الى النزول للتظاهر في الشارع بشكل عفوي .
واشارت مية الجريبي إلى تجاهل وسائل الإعلام التونسية الرسمية لأحداث سيدي بوزيد ، وتأخر صدور الموقف الرسمي أربعة أيام كاملة ، والذي وصف الأحداث بأنها « حادثة معزولة » واتهام « بعض الأطراف التي تستغلها لأغراض غير شريفة » على لسان مصدر مسؤول ، وتصريح وزير الداخلية في مجلس النواب في خامس أيام الأحداث بأن محاولة انتحار الشاب محمد البوعزيزي حادثة عادية ومعزولة .
وشددت الجريبي على أن من مهمة الحزب السياسي في مثل هذه الأحداث المتابعة والتدخل الإعلامي والسياسي ، أما التخفي خشية نعوت « الصيد في الماء العكر » أو « ركوب الأحداث » فإنه تخل عن المسؤولية وابتعاد عن هموم الناس .
من جانبه أكد الأستاذ أحمد نجيب الشابي سقوط مقولة « المعجزة الإقتصادية » التي تتحدث عنه السلطات التونسية باستمرار، أمام شباب ينتحر من أجل الحق في العمل ومنتفض للإحتجاج على الظروف الإجتماعية ، مشيرا إلى الخطاب الدعائي للسلطة التى أصبحت عاجزة على تلبية حاجيات المجتمع وترفض تشريك الكفاءات الوطنية في إرساء الحلول .
وقال الشابي أن أحداث سيدي بوزيد دقت ناقوس الخطر من أجل تغيير السياسات التى تعتمدها السلطات التونسية في المجال السياسي والإقتصادي خاصة ، وطالب بفك الحصار الأمني على مناطق سيدي بوزيد وفتح حوار جدي مع الأهالي والإستجابة لمطالبهم الإجتماعية المشروعة .
من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف
المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 28 ديسمبر 2010  


تونس تهاجم الجزيرة والاحتجاج يتمدد


انتقد مجلس النواب التونسي وأحزاب سياسية أخرى معارضة تغطية قناة الجزيرة للاحتجاجات التي تشهدها مدن عديدة في البلاد ضد ما يوصف بتفشي البطالة والفساد والتنمية غير العادلة، معتبرين أن التغطية تسعى « لتشويه سمعة البلاد والتضليل بهدف بث الفوضى والفتنة ». ودخلت المظاهرات المساندة للتحركات الشعبية بسيدي بوزيد يومها الحادي عشر، بأعقاب إقدام شاب من خريجي التعليم العالي عاطل عن العمل يدعى محمد بوعزيزي على محاولة الانتحار حرقا احتجاجا على الأوضاع المعيشية المتردّية وتفشي البطالة. واعتمدت قناة الجزيرة بتغطيتها للاحتجاجات في نشراتها الإخبارية وبرامجها الحوارية على تسجيلات فيديو منقولة من هواتف نقالة تبث على مختلف مواقع الإنترنت الاجتماعية، كما حاورت وجوها من الحكومة والموالين لها أبرزهم وزير التنمية والتعاون الدولي محمد النوري الجويني. وقال بيان للبرلمان إن « الجزيرة تسعى لتشويه سمعة تونس وبث روح الحقد والبغضاء وتوظيف مجريات الأحداث لغايات مشبوهة واختلاق الاستنتاجات المضللة والمزاعم الواهية وفسح المجال للمناوئين والمشككين للإساءة لتونس على أساس التلاعب بالمشاعر والمغالطة الرامية إلى بث الفوضى وزعزعة الاستقرار ». أحزاب تندد من جهته أعرب حزب الوحدة الشعبية عن اليقين بأن « مزاعم الجزيرة وبعض وكالات الأنباء التي حذت حذوها -دون أن يذكرها- باتت مكشوفة أمام الرأي العام الوطني وكل القوى الوطنية ». وقال الاتحاد الديمقراطي الوحدوي بدوره إن التناول الإعلامي لقناة الجزيرة لأحداث سيدي بوزيد وعدد من المدن الأخرى « لم يكن تعاطيا محترفا وملتزما بقيم ومبادئ العمل الصحفي بل كان في جوهره تعاطيا سياسيا يدفع في اتجاه مزيد توتير الوضع من خلال أسلوب التهويل والتضخيم ». ووصف الحزب الاجتماعي التحرري تغطية الجزيرة بأنها « حملة إعلامية مشبوهة تنطلق من أهداف مغرضة وساعية لخدمة أهداف تتقاطع مع مصالح المواطن وتتعارض مع خدمة الوطن ». كما اتهم حزب الخضر للتقدم الجزيرة « بتضخيم الأحداث والتركيز على البث المتكرر طيلة أيام عديدة لصور غير موثوقة المصدر ومعتمدة التركيب الموجه لهذه الصورة لأجل وضع الأحداث خارج إطارها ولإيهام الناس بوقائع ترتكز على الإثارة ». تونس والجزيرة يذكر أن تونس قطعت في أكتوبر/تشرين الأول 2006 ومن جانب واحد علاقتها الدبلوماسية مع قطر احتجاجا على استضافة الجزيرة في إحدى برامجها المعارض التونسي منصف المرزوقي (المقيم في فرنسا) الذي دعا التونسيين عبر القناة إلى عصيان مدني سلمي، ثم أعادتها بعد نحو عامين. وأكد وزير العدل وحقوق الإنسان التونسي السابق بشير التكاري في نوفمبر/تشرين الثاني 2009 أن بلاده حجبت « مؤقتا » موقع الجزيرة نت الذي كان حينئذ واحدا من المواقع الإلكترونية المائة الأكثر تصفحا في تونس. وصرح التكاري آنذاك أن « أي موقع يدعو إلى الإرهاب أو إلى الجرائم » أو يوجه السباب دون بيان المصدر من واجب الدولة أن تحجبه مؤقتا إلى أن يتناسب مع مقتضيات القانون والآداب العامة في هذه الدولة ». ولا يزال موقع الجزيرة نت محجوبا منذ ذلك التاريخ. اعتصام صحفيين من ناحية أخرى قال عدد من الصحفيين الأعضاء في نقابة الصحفيين التونسيين في بيان إنهم اعتصموا أمس الاثنين أمام مقر النقابة « للاحتجاج على التعتيم الإعلامي الممارس على الاحتجاجات » وطالبوا السلطات « بفسح المجال أمام وسائل الإعلام الرسمية وغير الرسمية لتناول هذه القضية بكل موضوعية ودون ضغوط ». وفي سياق متصل أعلن الحزب الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد المعارضان في بيانين ليلة الاثنين أن السلطات صادرت العددين الأخيرين من الصحيفتين الأسبوعيتين الناطقتين باسميهما « الموقف » و »الطريق الجديد ».   توسع الاحتجاجات ميدانيا، قمعت الشرطة أمس مظاهرة حاشدة وسط العاصمة نظمتها نقابات عمالية للتعبير عن تضامنها مع أهالي سيدي بوزيد، كما جابت مظاهرات احتجاجية مدن القصرين في الوسط، وفِريَانَة ومِدنين وقابس جنوبًا، ومَكثَرْ شمالا. وطالب المتظاهرون بتحقيق فرص تنمية وضمانِ الحق في العمل، كما أدانوا ما وصفوه بالفساد، ولجوء السلطات للأسلوب الأمني في التعامل مع المحتجين. واشتبك مئات المتظاهرين مع الشرطة أمام مقرّ الاتحاد العام التونسي للشغل بالعاصمة، بعدما حاولوا كسر الحاجز الأمني للتظاهر في قلب العاصمة، مما أدى إلى سقوط بعض الجرحى. وهتف المتظاهرون في المسيرة بشعارات معادية للتمديد مثل « حريات حريات.. لا رئاسة مدى الحياة »، وطالبوا برفع القيود عن الحرية وتشغيل العاطلين هاتفين « شغل.. حرية.. كرامة وطنية »، ونددوا بلجوء الشرطة للقوة هاتفين « يا مواطن شوف شوف.. الإرهاب بالمكشوف ». وحذّر سياسيون معارضون من مخاطر اللجوء إلى القوة لقمع المظاهرات السلمية، وطالبوا بالإفراج عن المعتقلين وفك الحصار الأمني المفروض على سيدي بوزيد والمناطق المجاورة. وقال رئيس حركة النهضة المحظورة راشد الغنوشي إنه من واجب التنظيمات السياسية والحقوقية أن تتحمل مسؤوليتها إزاء هذه التطورات حيث إنها لم تتوحد حسب قوله للدفاع عن سكان سيدي بوزيد.  يذكر أن الاحتجاجات أدت حتى الآن إلى سقوط قتيل بمدينة منزل بوزيان بسيدي بوزيد وعشرات الجرحى بعد أن شهدت هذه المنطقة أعنف اشتباكات مع الشرطة.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 28 ديسمبر  2010)
 


مكتب مجلس النواب يستنكر الحملات الاعلامية المغرضة التي تستهدف مكاسب تونس واستقرارها


باردو ـ وات ـ أصدر مكتب مجلس النواب المجتمع أمس الاثنين برئاسة السيد فؤاد المبزع رئيس المجلس بيانا سجل فيه بكل أسف ما آلت اليه حالة معزولة ومؤلمة في سيدي بوزيد «من تأويلات وتوظيف لاغراض غير شريفة تستهدف أمن البلاد واستقرارها وتشكك في سلامة المسار التنموي وفي رصيد انجازات تونس التي طالت جميع المجالات». وأكد مكتب مجلس النواب في هذا البيان «رفضه التام لكل أشكال العنف والفوضى والتصرفات اللامسؤولة والاضرار بالممتلكات العامة والخاصة باعتبار أن الأمن دعامة للتنمية واحترام القانون واجب مقدس لا يخضع للانفعالات والمزايدات» مشددا على «ضرورة التعقل وانتهاج لغة الحوار والتعبير عن المشاغل والتطلعات في نطاق سياسة الوفاق الوطني التي تقوم على التشريك والاصغاء لكل الاطراف دون اقصاء أو تهميش». وأعرب مكتب المجلس عن «بالغ الاستياء من الحملات الاعلامية المغرضة» التي تشنها قناة «الجزيرة» بهدف «تشويه سمعة تونس وبث روح الحقد والبغضاء وتوظيف مجريات الاحداث لغايات مشبوهة واختلاق الاستنتاجات المضللة والمزاعم الواهية وفسح المجال للمناوئين والمشككين للاساءة لتونس على أساس التلاعب بالمشاعر والمغالطة الرامية الى بث الفوضى وزعزعة الاستقرار والتشكيك في المنجز». وسجل مكتب مجلس النواب في بيانه بكل ارتياح الاجراءات المعلنة من قبل رئيس الجمهورية لمزيد دفع التنمية بالجهات الداخلية وادماجها في مسار النمو والارتقاء بها الى أقطاب تنموية نشيطة بما يترجم سلامة رؤية سيادته المتجددة للتنمية الجهوية ولاسيما عبر دعم منظومة التشغيل وخاصة لحاملي الشهادات العليا وتحسين ظروف العيش وتنويع القاعدة الاقتصادية ورعاية الفئات ذات الاحتياجات الخصوصية. وأكد أعضاء مكتب مجلس النواب التزامهم الكامل بخيارات الرئيس زين العابدين بن علي الاصلاحية وتمسكهم بسيادته قائدا لمسيرة الوطن على درب التقدم والتنمية العادلة المتوازنة معربين عن يقينهم التام بأن «هذه الاحداث العرضية لن تزيد التونسيين الا التفافا حول التوجهات الرئاسية الرائدة وعزما على مواصلة الجهد لاثراء المكاسب وتعزيز المسيرة التنموية التي تضمن للبلاد أسباب الرقي والنماء». (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 28 ديسمبر 2010)


الحكومات العربية التي لا تحب أن ترى وجهها في مرآة ‘الجزيرة’


أ.د. علي الهيل 2010-12-27 لا يكاد يشك امرؤ أو يرتاب في أن تلفاز أو قناة (الجزيرة) الفضائية القطرية غير الرسمية، أحدثت فتحاً إعلامياً مبيناً غير مسبوق في العالم العربي وفي العالم إلى حد ما. فقد استقطبت برامج (الجزيرة) التي استطاعت أن تتخطى التابوه السياسي والديني والاجتماعي العربي اهتمام الباحثين الأمريكيين والغربيين عموما، مما حدا بهم إلى تشبيه الجزيرة بـCNN العالم العربي. ولم تكن السنوات الثلاث الأُوَلُ بالتحديد بالنسبة للجزيرة سوى المشي في حقل مليءٍ بالألغام. وكان ذلك مصدر صداع لدولة قطر عبَّرَ عنه وزير خارجيتها في حينه، بل إن بعض الإعلاميين الأمريكيين شبَّهَ (الجزيرة) بثورة معلوماتية وإعلامية على بحيرة الإعلام العربي الراكدة والآسنة. إذن قد لا نختلف كثيرا في ضوء ما تقدم إن قلنا إنَّ (الجزيرة) تجسد توديعاً لمرحلة واستقبالاً لمرحلة أخرى جديدة. ولَماَّ تتواصل فتوحات (الجزيرة) وتترى يوما بعد آخر حتى اللحظة وقد انسلخ من عمرها أربع عشرة سنة. ومعها يتزامن الجدل حول ما تقدمه أو ما تتلفزُهُ، وما إذا كانت لها أجندة غير مرئية، أو إلى أي مدىً يتحكم ممولها في مخطط برامجها أو أجندتها، وهل هي قناة مستقلة أم شبه مستقلة؟ وما أعرفه على الأقل من زاويتي البعيدة والضيقة أنَّ الحكومة القطرية لا تتدخل في الجزيرة خلافا لِما يُشاع، على عكس، مثلاً، تلفزيون الـCNN، الذي قيل كثيراً إن مموله يتدخل في أجندته ويحددها أحياناً، وفي السياق نفسه انتشرت مقولة إنَّ من يمول الوسيلة الإعلامية يتحكم فيها بدرجة أو بأخرى، وإنَّ من الصعب نتيجة لذلك أن توجد وسيلة إعلامية مستقلة مئة في المئة. منذ انطلاقتها عام ستة وتسعين وتسعمئةٍ وألف، حاول القيِّمون على (الجزيرة) أن ينقلوا رؤية دولة قطر الإعلامية الجديدة، التي بدأت أولى إرهاصات تباشيرها سنتئذٍ، و(الجزيرة) كانت ولما تزل جزءاً مهما وحيويا من تلك الرؤية، وليست مجرد أداة نقل لها. وكانت تلك الرؤية في نظر الكثيرين رائدة نوعا ما عربيا وإسلاميا، إن لم تكن الرائدة على الإطلاق. وتمثلت تلك الرؤية في إلغاء وزارة الإعلام القطرية و ستبدالها بهيئة للإعلام، وفي إلغاء الرقابة على الصحف، إيمانا وتسليما بأحد أهم حقوق الإنسان ألا وهو التعبير عن الرأي بحرية، إيذانا ببدء أولى الخطوات على طريق تأسيس مجتمع مدني (مرجع ‘المجتمع المدني في العالم العربي: الجزيرة’، بالإنكليزية للكاتب في مجلة ‘دراسات التحولات الإذاعية’ بالجامعة الأمريكية في القاهرة tbs.com). وليس من التعسف القول إنَّ المجتمع المدني القائم حاليا في دولة قطر، الذي يُدين بالفضل لتلكمُ البدايات الأولى في النصف الأخير من القرن الماضي، قد أوصل دولة قطر، بإذن الله، إلى الفوز باستضافة كأس العالم لكرة القدم أو (المونديال) عام 2022، ومكَّنَ دولة قطر أن يكون لها دور سياسي واقتصادي وإعلامي وتعليمي، عربيا وإسلاميا وعالميا، وان تطبُقَ شهرتُها الآفاق، رغم صغر حجمها الجغرافي والسكاني والديمغرافي. ولما كان المجتمع المدني من أهم أركانه الديمقراطية فقد تحولت برامج (الجزيرة) الإخبارية والتحليلية والحوارية إلى مناهج دراسية تعلم مبادئ الديمقراطية عملياً في مدرسة بلا حدود إسمنتية، بل فضائية مفتوحة، وفي متناول الجميع. وقد لا يبالغ المرءُ إن جرؤ على القول إنَّ العالم العربي من حيث بيئته الإعلامية كان شيئا وأصبح بعد بزوغ فجر (الجزيرة) شيئا مختلفا تماما. وإن تباينت مفاهيمنا حول ماهية هذا الشيء. وقد نُظر إلى تلك الرؤية على أنها خطوة جريئة وفريدة من نوعها، وحارَ الكثيرون كأي شيء جديد أو ظاهرة مستجَدَّة في استقرائه وتحليله، في عالم عربي تقبض حكوماته على الإعلام بالحديد والنار، وتعض عليه بالنواجذ، خشية أن يفلت منها، وتصر على أن تكون الحكومة هي حارسة بوابة الكلمة التي تُوجهُ للداخل والخارج وأن تكون هي المصفاة أو (الفلتر) الذي يُصفي أو (يفلتر) الخبر أو الصورة للمشاهد. وتولت الجزيرة بصورة غير معلنة نقل تلك الرؤية إلى العرب والمسلمين والعالم، وإن حاول المسؤولون في الجزيرة أن ينأوا في بادئ الأمر بأنفسهم وبالجزيرة عن اسم (قطر) كَيما يبدون مستقلين وذوي صدقية أو مصداقية وغير رسميين، نتيجة لاستياء وحساسية الشارع العربي من كل ما هو رسمي وحكومي، ولكي لا يوصمون بالتبعية الإعلامية لأحد، نتيجة الإعلام العربي الرسمي الموجه الذي حوَّلَ المشاهد العربي إلى مجرد حالة سلبية متلقية، مما جعله يضيق به ذرعاً. غير أنهم بعد بضع سنين، ولله الأمر من قبلُ ومن بعدُ، ربطوا الجزيرة بقطر من قبيل إرجاع الفضل لأهله، مع بقائهم مختلفين نسبيا، لا سيما من حيث التوجُّهُ عن الإعلام المحلي والعربي الرسمي شكلا ومضمونا. بيد أن ربط (الجزيرة) بقطر، وهو بالمناسبة وللتذكير شرف لها، لأن دولة قطر هي التي وضعت (الجزيرة) على خارطة الدنيا وليس العكس كما يحلو للعاملين فيها أن يصرحوا بين الحين والآخر، نقول بيد أن ذلك كله لم يُقنع العاملين في (الجزيرة) بفتح الأبواب أمام الكفاءات الإعلامية القطرية، خاصة من ذوي الصيت العالمي، حتى لتقديم برنامج أسبوعي على غرار، مثلاً، برنامج ‘مع هيكل’ وهو أمر يثير الكثير من الاستغراب وعلامات الاستفهام. ومصدر الاستغراب هو شعار (الجزيرة) المعلن على الأقل، ‘الرأي والرأي الآخر’، في حين ترفض (الجزيرة) الآخر وهو الإعلامي القَطري. إن الإمكانيات المادية الهائلة التي وُضعت من قِبَلِ دولة قطر هي التي جعلت (الجزيرة) تنجح بكل امتدادات شبكتها المتنوعة في فضاءات الكون، كما يردد الكثير من الإعلاميين القطريين وغيرهم، كان على حساب الاهتمام بالإعلام المحلي. وكذلك حرية التوجه، وهي القدم الأخرى التي تقف عليها (الجزيرة) والتي مُنحت للجزيرة عن طيب خاطر والتي تتحمل حكومة دولة قطر تبعاتها (نتيجة الشكاوى التي تنهال عليها من هذه الدولة العربية أو تلك) من أجل أن ينعم المواطن العربي بإعلام توعوي، يمكِّنُهُ من أن يكون ناقدا لما يقرأ ويشاهد ويستمع إليه. لقد حاولت (الجزيرة) أن تصبح مرآة عاكسة للواقع العربي بكل تناقضاته، وبسبب ذلك أغضبت الكثير من الحكومات العربية، ولاسيما في السنوات الأربع الأولى من عمرها، في واقع عربي لم يتعود قطُّ في تاريخه أن يعكسَهُ إعلامه الرسمي المملوك كليا للدولة، وإنما كان إعلاما، وما يزال إلى حد كبير وإن تغير قليلا نتيجة الثورة الفضائية، يوجه ويفرض ويأمر وينهي. وعليه فإن الأزمة الأخيرة بين (الجزيرة) وحكومتي المغرب والكويت تدخل في هذا الإطار. وللأسف فإن اضطرار (الجزيرة) من وقت إلى آخر ‘ومَنِ اضطُر غيرَ باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليهِ’، لأن تكون انتقائية في التركيز على بلد عربي دون غيره، تنفيذاً ربما لأجندات خاصة بانتماءات العاملين فيها ومحاولتها اللعب على الأنظمة العربية الرسمية، تحايلا منها للوصول إلى عقل المشاهد العربي وقلبه، أو هكذا نفترض، قد جعل من مرآة الجزيرة مرآة مشوشة ومشوهة للواقع وأفقدها الكثير من الصدقية والموضوعية. ونأسف ثانية أنها وقعت أو أوقعت نفسها في الخطأ نفسه المَوسومِ والموصوم به الإعلام الرسمي العربي، وهو التوجيه والفرض. إن الكثير من الدهماء القطريين ومعهم الكثير من الخليجيين والعرب، مثلا، يتساءلون وهو سؤال اخاله مشروعاً، عن عدم اكتراث (الجزيرة) بهموم الداخل القطري وهموم القطريين. ففي فقرة ‘من الناس’، مثلاً، نجد (الجزيرة) تستعرض شؤون الناس في مختلف بلاد العالم العربي ولا تقترب من شؤون الناس في قطر، وكأن قطر ليس بها أُناسٌ لهم مشاعر وأحاسيس وهموم تستحق من مرآة (الجزيرة) أن تعكسها. ‘ كاتب قطري (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 27 ديسمبر  2010)

صمت دولي مطبق إزاء تونس


ماهر خليل-الجزيرة نت تتواصل التحركات الشعبية في تونس لليوم الثاني عشر على التوالي احتجاجا على ما يعتبره المحتجون أوضاعا معيشية متردية وتفشيا للبطالة والفساد، في حين تواصل في المقابل الصمت الدولي والعربي على ما يجري في هذا البلد الذي تندر فيه مثل هذه المظاهرات. ويقول مراقبون إن تونس من الدول التي يساندها الغرب ويثني على جهود التنمية فيها ويعتبرها مضرب المثل في الدول العربية من حيث الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والأمني ومحاربة ما يسمى الإرهاب. في المقابل يقول معارضون للنظام التونسي إنه يستغل الدعم الغربي المادي والمعنوي لضرب الحريات في البلاد وقمع المعارضة والتحجج باستقرار البلاد وضمان السلم الاجتماعي فيها أمام التوسيع في هامش الحرية والديمقراطية. ويحكم الرئيس الحالي زين العابدين بن علي البلاد بما يسميه البعض قبضة أمنية حديدية منذ 7 نوفمبر/تشرين الثاني 1987، عندما أطاح في انقلاب سلفه الحبيب بورقيبة أول رئيس للجمهورية التونسية بعد الاستقلال عن فرنسا سنة 1956. وعبر مراقبون عن دهشتهم من الصمت المطبق الدولي الذي رافق هذه الاحتجاجات رغم تواصلها منذ 12 يوما وتوسعها لمدن وولايات عديدة في كامل البلاد، بعد مقتل متظاهر وجرح آخرين في منزل بوزيان بولاية سيدي بوزيد قبل أيام. الرضا التام وقال المعارض التونسي منصف المرزوقي -في اتصال هاتفي معه- إن « الصمت الأميركي والأوروبي بشكل عام والفرنسي بشكل خاص على هذه الاحتجاجات يعكس رضاهم التام عن نظام بن علي الذي يخدم مصالحهم بامتياز » معتبرا أن « هذه الجهات حسمت أمرها بشأن الديمقراطية في شمال أفريقيا وأدارت وجهها عن هذه القضية ». وأضاف المرزوقي -وهو زعيم حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المحظور- أن « نظام بن علي يوفر لأوروبا قاعدة خلفية لفقراء القارة العجوز تخفف الضغط عنها » في إشارة إلى الأعداد الهائلة التي تستقبلها تونس من السياح الأوروبيين بأسعار زهيدة جدا مقارنة بباقي الوجهات المتوسطية. وقال المرزوقي إن « تونس نظرا لموقعها الإستراتيجي تعد بمثابة البوابة الخلفية لأوروبا في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، التي تحميها من تدفق المهاجرين غير الشرعيين من أفريقيا ما وراء الصحراء » متحدثا عن « معتقلات سرية لهؤلاء ». وعن رأيه بشأن انعكاسات الاحتجاجات على المستقبل السياسي في البلاد، قال إنه « يعتبر هذه الهبة الشعبية منعطفا كبيرا في تاريخ تونس »، مثمنا « انكسار حاجز الخوف لدى المواطنين واندثار أسطورة القبضة الأمنية التي كان يراهن عليها النظام في تونس ». يذكر أن السلطات في تونس تحاول بشتى الوسائل تطويق الاحتجاجات التي اندلعت شرارتها الأولى في ولاية سيدي بوزيد وسط البلاد وتوسعت إلى تحركات شعبية في مدن عديدة أخرى للمطالبة بحق التشغيل والتنمية العادلة بكل الجهات.   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 28 ديسمبر  2010)


حذروا من اتساع الحريق.. ناشطون تونسيون لـ »إسلام أون لاين »: القمع والحرمان تزيد من غليان « سيدي بوزيد »


محمد الحمروني إسلام أون لاين – تونس    أخذت الأحداث التي تشهدها محافظة سيدي بوزيد (210 كلم جنوب العاصمة تونس) منعطفا جديدا ينذر بمزيد تأزم الأوضاع بعد أن فرضت السلطة حظرا للتجوال ابتداء من الساعة السادسة مساء وحتى الخامسة صباحا. وقالت منظمة « حرية وإنصاف » للدفاع عن حقوق الإنسان، التي أوردت الخبر، إن حظر التجوال شمل عددا من المدن التي تشهد احتجاجات عنيفة مثل « منزل بوزيان » و »المكناسي » و »المزونة »، حيث شوهدت وحدات من الجيش تأخذ مواقعها بالقرب من هذه المدن استعدادا للتدخل بعد أن فشلت قوات الأمن في إخماد جذوة الاحتجاجات التي تواصلت لليوم العاشر على التوالي.   القمع أشعل الحريق
وفي تصريحات خاصة لـ »إسلام اون لاين » قال عطية العثموني الناطق الرسمي باسم لجنة المتابعة والدعم لأهالي سيدي بوزيد التي تشكلت بعد انطلاق الأحداث، إن طريقة تعاطي قوات الأمن مع المتظاهرين أجّجت الاحتجاجات في المدينة، فهذه القوات تعاملت بكثير من الشدة مع الاحتجاجات السلمية للأهالي.  وأضاف العثموني أن قوات الأمن داهمت بيوت الأهالي وشنت حملة اعتقالات واسعة في صفوف الشبان وأوقفت عدد كبيرا منهم. بل إن التعزيزات الأمنية الكبيرة التي تحاصر المدينة وتفرض حالة من الطوارئ فيها باتت عامل استفزاز للمواطنين ودافعاً إضافياً لهم للاحتجاج، على حد تعبير العثموني. من جهته قال المحامي والناشط السياسي رابح الخرايفي في تصريحات خاصة لـ »إسلام اون لاين » إن أحداث سيدي بوزيد حلقة إضافية لحلقات التحركات الاحتجاجية التي عرفتها البلاد وهي احتجاجات متقاربة في الزمن ومنها أحداث « قفصة » أو ما بات يعرف بأحداث الحوض المنجمي، و »بن قردان » والصخيرة » وهو ما يدل على أن النظام السياسي في تونس فقد التواصل مع الشعب، وعلى أن الشعب بات يرغب في التغيير.   فشل وارتباك حكومي
كما تدل هذه الأحداث وفق الخرايفي « على أن برنامج التنمية الذي وضع على امتداد الفترة السابقة فشل في تحقيق الأهداف التي رسمت له، وهو ما ينسف بصفة نهائية مقولة المعجزة الاقتصادية التونسية ».  ولا يقتصر هذا الفشل على التنمية فقط وإنما يتعداه إلى السياسة فالنظام السياسي اليوم فشل في إعطاء الحلولللمشاكل التي يعاني منها التونسيون، على حد تعبيره.
 وأوضح الناشط السياسي التونسي أن الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها سيدي بوزيد هي نفسها الصعوبات التي تعيشها بقية المناطق الداخلية مثل « جندوبة » و »الكاف » و »القصرين » وغيرها، فهذه المناطق تعرف نسبا عالية من الفقر والبطالة والأمية ولا توجد بها مشاريع تنموية على العكس مما تدعيه الحكومة.
ولاحظ عدد من المراقبين هنا في تونس نوعاً من الارتباك في الأداء الحكومي تجاه هذه الأزمة، وذلك من خلال تذبذب مواقفها واتهامها لبعض الأطراف السياسية بمحاولة « توظيف » ما يجري لأغراض حزبية ضيقة. فبعد صمتها لمدة 4 أيام تقريبا، وفرضها حالة من التعتيم الإعلامي على الأحداث في كل وسائل الإعلام التونسية، خرج مصدر رسمي ليصف حادثة انتحار الشاب محمد البوعزيزي بأنها « شخصية ومعزولة »، ولِيَتّهمَ « بعض الأطراف بأنها انحرفت بهذه الحادثة عن سياقها الحقيقي واستغلتها لأغراض سياسية غير شريفة. ومما زاد في حالة الإرباك تلك تعرض وزير الداخلية إلى سؤال مفاجئ في مجلس النواب حول ما يجري في سيدي بوزيد، وهو ما دفع الحكومة إلى تغيير طريقة تعاطيها مع الأحداث، عبر السماح لوسائل الإعلام الرسمية والمستقلة بالحديث عن الاحتجاجات، وإيفاد مراسليها إلى قلب الحدث.   اتساع رقعة الاحتجاجات
وفي آخر تطورات هذه الأحداث علمت إسلام اون لاين أن مدنا خارج ولاية سيدي بوزيد بدأت هي الأخرى تشهد تحركات، احتجاجاً على أوضاعها الاجتماعية، ومساندة لتحركات أهالي سيدي بوزيد.  وفي هذا السياق شهدت العاصمة التونسية يوم السبت 25 ديسمبر الجاري مسيرة انطلقت من مقر الاتحاد العام التونسي للشغل بالعاصمة وشارك فيها مئات من النشطاء السياسيين والنقابيين والطلبة. وفرضت القوات الأمنية حصارا مطبقا على ساحة محمد علي حيث تجمع المتظاهرون ومنعت عديد الشخصيات الوطنية وخاصة الإسلامية منها من الوصول إلى الساحة من بينهم المهندس علي العريض الناطق الرسمي السابق باسم حركة « النهضة » وعبد الكريم الهاروني الزعيم الطلابي الإسلامي المعروف والصحبي عتيق القيادي النهضوي السابق. ورغم الحواجز الأمنية التي حاولت التصدي لهم تمكن المتظاهرون من الخروج في مسيرة جابت بعض شوارع العاصمة. ورفعوا شعارات تندد بالحيف الاجتماعي وبالفساد ودعوا إلى مواصلة الاحتجاجات وتوسيعها. كما شهدت محافظة « القصرين » المحاذية لمحافظة سيدي بوزيد هي الأخرى اعتصاما لعدد من أصحاب الشهادات العاطلين عن العمل من أجل حقهم في الشغل وحضر هذا الاعتصام عدد الوجوه النقابية البارزة بالجهة. وفي مدن سيدي بوزيد نفسها تواصلت حتى يوم أمس الاحتجاجات والتظاهرات وامتدت لتشمل المدن الصغيرة بالمحافظة مثل منطقة  « بئر الحفي » و « سوق الجديد ».   وعود لامتصاص الغضب
وفي محاولة منها لامتصاص غضب الأهالي أوفدت الحكومة التونسية السيد محمد النوري الجويني وزير التنمية المحلية إلى الجهة حاملا معه حزمة من المشاريع لتحسين الأوضاع الاجتماعية هناك بكلفة تقدر بنحو 15 مليون دينار.  ومما جاء في حزمة القرارات الحكومية إحداث 1700 موطن شغل في اقرب وقت وتقديم نحو 300 قرض للشبان من أصحاب الشهادات العاطلين عن العمل لبعث مشاريع صغرى ومتوسطة، إضافة إلى جملة أخرى من القرارات التي تخص تحديث البنية الأساسية. لكن الوعود التي تقدم بها الوزير لم تقنع الأهالي بوقف احتجاجاتهم، لأنها مثلما ذكر الدكتور حسين الديماسي الخبير الاقتصادي المعروف في تونس، هي مشاريع قديمة تم الإعلان عنها سابقا واليوم يقع إحياؤها من جديد.  كما شككت قيادات سياسية بارزة في تونس من بينها عصام الشابي الأمين العام المساعد للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض في جدوى تلك المشاريع وفي قدرتها على امتصاص نسب البطالة المرتفعة خاصة وان المبلغ المرصود لها وهو 15 مليون دينار لا يتعدى ثمن منزل فاخر بأحد الأحياء الراقية للعاصمة، على حد قوله. وكدليل على أن العروض التي تقدمت بها الحكومة لم تنجح في امتصاص غضب الأهالي، عرفت الاحتجاجات تصعيدا كبيرا بعد زيارة وزير التنمية إلى الجهة. وانتشرت تلك الاحتجاجات إلى نحو 5 مدن كبرى من محافظة سيدي بوزيد وباتت تهدد بالانتشار إلى محافظات أخرى مجاورة مثل « القصرين » و »قفصة ». قصة البداية
وكانت هذه الاحتجاجات انطلقت يوم الجمعة 17 ديسمبر الجاري بعد أن عمد شاب من الجهة يدعى محمد البوعزيزي إلى إحراق نفسه احتجاجا على تعرّضه للصفع من قبل احد أفراد شرطة البلدية الذي حاول منعه من بيع الخضروات والحبوب بأحد شوارع المدينة. ويبلغ محمد البوعزيزي 26 عاما من العمر، وهو متحصل على شهادة عليا في الإعلامية لكنه لم يتمكن من إيجاد شغل فعمد إلى بيع الخضروات والحبوب في عربة متجولة. ويعيل البوعزيزي عائلة كبيرة العدد تتكون من تسعة أفراد، أحدهم معاق، وهو عائلهم الوحيد بعد وفاة والده. وقال شهود عيان في اتصال مع « إسلام اون لاين »: « استشاط الرجل غضبا بسبب الاعتداء الذي تعرض له وتحول إلى مقر المحافظة ليشتكي سوء حاله وسوء تصرف الأعوان معه، لكن المسؤولين رفضوا سماعه، وفي بعض الروايات التي لم تتأكد صحتها من مصادر مستقلة، قيل أن المحافظ نفسه رفض استقباله، وهو ما دفعه إلى سكب البنزين على جسده وإضرام النار في نفسه ». ونقل الشاب إلى مستشفى الحروق البليغة التخصصي القريب من العاصمة حيث يرقد إلى الآن وهو في حالة حرجة جدا بعد أن تبين أن الحروق التي أصيب بها هي حروق من الدرجة الثالثة. وإثر انتشار الخبر تجمع أقارب البوعزيزي أمام المحافظة وانضمت إليهم أعداد كبيرة من المواطنين، وطالب المجتمعون بمقابلة المحافظ لإبلاغه احتجاجاتهم على ما جرى. وسرعان ما تحول هذا التجمع إلى حركة احتجاجية مدنية وسلمية دامت قرابة 7 ساعات رفع المواطنون خلالها شعارات تطالب بمعاقبة المتسببين في الحادثة، ورشق بعضهم الواجهة الأمامية للولاية بالموز والبرتقال الذي كان يبيعه البوعزيزي في عربته.   منعطف درامي
وفي اليوم الموالي الموافق لــ17ديسمبر الجاري وبعد أن شاع خبر يفيد بوفاة الشاب تجمعت أعداد كبيرة من الأهالي وفعاليات المجتمع المدني بشكل عفوي أمام المحافظة ورشقوها بالحجارة. وبدل العمل على تخفيض حدة الغضب لدى المواطنين، قامت السلطة باستقدام تعزيزات أمنية أمعنت في استعمال العنف تجاه المحتجين، فتحول التجمع بفعل ذلك إلى مواجهات عنيفة شملت اغلب شوارع وأزقة وأحياء المدينة، حيث التجأالمتظاهرون للاحتماء من القنابل المسيلة للدموع.  وتواصل هذا العنف إلى ساعة متأخرة من الليل ونتجت عنه عديد الإصابات والاختناقات والإيقافات في صفوف المواطنين، وكان هذا منطلقا لسلسلة من الاحتجاجات شملت عددا من المدن التابعة للمحافظة. وعرفت الأحداث منعطفا دراميا في مدينة بوزيان التي شهدت أعنف المواجهات بين قوات الأمن وميليشيات الحزب الحاكم من جهة والشبان الغاضبين من أصحاب الشهائد العليا من جهة ثانية، بعد ان استعمل أعوان الأمن الرصاص الحي لتفريق المتظاهرين وهو ما أدى إلى سقوط قتيل على الأقل وعدد من الجرحى في صفوف الشبان المحتجين بعضهم في حالة خطرة. وقالت السلطة التونسية إن لجوء أعوان الأمن إلى إطلاق النار على المحتجين يدخل « في نطاق الدفاع الشرعي عن النفس ». وأضافت وزارة الداخلية في بيان صادر عنها أن مجموعات من الأفراد عمدت ظهر يوم الجمعة 24 ديسمبر الجاري إلى إحداث شغب في مدينة منزل بوزيان قامت خلالها بحرق قاطرة لأحد القطارات وأضرمت النار في ثلاث سيارات للحرس الوطني قبل أن تهاجم مركز الحرس بالمدينة. وقد سعت قوات الحرس الوطني إلى صدهم عن ذلك بتوجيه عديد التحذيرات لهم وبإطلاق النار في الهواء، لكن هذه المجموعات واصلت محاولتها اقتحام المركز مستخدمة الزجاجات الحارقة مما اضطر بعض أفراد الحرس إلى استعمال السلاح. وقد أدى ذلك إلى مقتل احد المهاجمين وجرح اثنين آخرين فيما أصيب عدد من رجال الحرس الوطني بحروق من بينهم اثنان يوجدان في حالة غيبوبة، مثلما ذكر بيان الداخلية التونسية.   لكن لجنة المتابعة ودعم أهالي سيدي بوزيد التي تشكلت بعد انطلاق الأحداث شككت في هذه الرواية وقالت إن الشبان المحتجين كانوا يرفعون أيديهم في الهواء علامة على سلمية احتجاجاهم، وتلقوا الرصاص في صدورهم التي كانت عارية ولم يتسن التأكد من صحة الروايتين من طرف مستقل.  وفي إطار هذه السلسلة الجديدة من الاحتجاجات عمد الشاب حسين ناجي وهو من حاملي الشهادات الجامعية العاطلين عن العمل إلى الانتحار بعد تسلقه عمودا كهربائيا احتجاجا على أوضاعه الاجتماعية السيئة وعلى القمع الذي سلطته القوى الأمنية على الأهالي.  ونقل شهود عيان عن هذا الشاب قوله في كلمة ألقاها قبل انتحاره « اذهبوا إلى منزلنا وانظروا إلى الحالة المزرية التي نعيشها … نحن 3 إخوة ليس لدينا إلا سروالا واحدا نرتديه ». كما حاول شاب آخر ويدعا  « الهاشمي علياني  الانتحار يوم 23 ديسمبر الجاري بعد أن تسلق عمودا كهربائيا إلا أن الأهالي أنقذوه بعد أن قطعوا التيار الكهربائي عن المدينة، وهو ما دفع ببعض الرموز السياسية المعارضة إلى التحذير من تطور الأحداث واتساع الحريق على حد تعبيرهم. منطقة « محرومة » يذكر أن محافظة سيدي بوزيد تعد نحو 430 ألف ساكن وهي منطقة فلاحية وتعتبر خزان البلاد من الخضر والحبوب إذ تساهم بنسبة تقدر بنحو 43 في المائة من مجمل الإنتاج الوطني من هذه المواد. ورغم ذلك فان المحافظة تصنف ضمن المناطق المحرومة تاريخيا بسبب احتضانها لتيار الزعيم الوطني صالح بن يوسف الذي عارض بشدة خيارات الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.  ولم تحظ الجهة بنصيبها من المشاريع التنموية، وهي تفتقر لوجود وحدات صناعية كبرى يمكن أن تمتص نسب البطالة العالية التي تبلغ نحو 43 في المائة، وخاصة بطالة أصحاب الشهادات العليا الذين تبلغ نسب البطالة في صفوفهم نحو 38 في المائة وهي نسبة مرتفعة مقارنة بالمعدل الوطني الذي لا يتجاوز وفق التقديرات الرسمية الـ 15 في المائة.  كما تفتقر الجهة إلى البنى التحتية الأساسية والى الاستثمارات خاصة في الصناعات التحويلية، وهو ما دفع ببنات الجهة إلى التحول للعمل بمناطق أخرى مع ما يترافق مع ذلك من مشاكل اجتماعية وأخلاقية.  
(المصدر: إسلام أون لاين. نت  بتاريخ 27 ديسمبر 2010 )
 


تونس بحاجة اليوم إلى مراجعة جذرية للاختيارات

محمد البوصيري بوعبدلي www.bouebdelli.org     لابد من القول و بشدة: إن تونس تمر حاليا بأزمة سياسية، اقتصادية و اجتماعية خطيرة قد تكون أخطر من التي عرفتها خلال أواخر نظام بورقيبة. و مع ذلك فهي تمتلك حظوظا حقيقية، من الثابت أنها أحسن بكثير من عدة بلدان أخرى في طريق النمو، لتجتاز هذه الأزمة و تسجيل تقدما حقيقيا      و متينا في سبيل النمو و تطوير الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و الازدهار الثقافي  و الحضاري.

إن « بيان 7 نوفمبر » التزم عند حيازته السلطة يوم 7 نوفمبر 1987 بإقامة دولة ديمقراطية و احترام الاختيارات و القرارات التي تفضي إلى سيادة « دولة القانون ».
كل هذه الوعود تكون « ميثاق و وعد شرف » بين النظام الجديد لسنة 1987 و الشعب التونسي. « فبيان 7 نوفمبر » حضي بتأييد كل السكان التونسيين الذين رأو في النظام الجديد بشائر لبرنامج سياسي جديد يستجيب إلى أغلى أمانيهم.
لكن ماذا بعد 20 سنة؟
حسب التزامات بيان 7 نوفمبر، فإن الإصلاحات المقررة كانت لتفضي إلى الديمقراطية، حقوق الإنسان و الحريات العمومية، دولة القانون و الحكم العادل و النزيه. فحاليا كان على تونس أن تكون، دون شك، ضمن أكبر الديمقراطيات و مثالا تحسد عليه من قبل الجميع.
أما الحقيقة مع الأسف الشديد فهي مغايرة تماما.
فالنظام الحالي يتوهم و يخادع حول واقع التطور السياسي للبلاد. فالسابع من نوفمبر لم يلتزم بوعوده حول التجديد، الإصلاح و التنمية السياسية. و لقد انغلق في الازدواجية بين الخطاب الرسمي و الواقع، بين الأفعال و الوهم. فخلافا لتأكيدات الدعاية الرسمية، تحتل تونس و إلى الآن، مرتبة متواضعة جدا عالميا لـ »التنمية الإنسانية » و هي دوما في عداد الدول البارزة ليس إلا.
كذلك يحق للشعب التونسي أن يطالب باحترام « ميثاق الشرف » لنوفمبر 1987 و تنفيذ أهدافه بدقة لصالح تونس قاطبة. و استجابة لهذا النداء، فإننا نرى من واجبنا الإفصاح عن رأينا، قلقنا و نقدنا. و لأننا نعتبر أنه من واجبنا أن نعبر عن رأينا و مخاوفنا و آرائنا النقدية.   أهم النقائص التي تبياناها
1-   أساسا حول احتلال السلط في النظام السياسي التونسي الحالي فعلا، فبالنظام السياسي المطبق حاليا بتونس، لا يسمح للبلاد بأن تتطور حقا نحو إقامة شكل حقيقي للديمقراطية.
و حسب الدستور التونسي يوجد رئيس الجمهورية في قلب كل المؤسسات يقرر على كل المستويات في حين أنه لا توجد أية آلية للمراقبة الديمقراطية قادرة على العمل. لذلك ترى للرئيس يدا مبسوطة على كل جهاز الدولة. و في آخر مراجعة للدستور، أصبحت إعادة انتخاب الرئيس أبدية مما يهدد بإرجاعنا إلى نظام « الرئاسة مدى الحياة » و في ذلك انحراف عن الثوابت الجلية لـ »بيان السابع من نوفمبر ».
و الحكومة ليست إلا جهازا متواضعا لتنفيذ السياسة العامة للدولة و هي مرتبطة و تتوقف على رغبة الرئيس سواء لوجودها و عملها أو بقائها.
أما البرلمان فنفوذه مقلص إذ تحول إلى مجرد حجرة تسجيل. و بخصوص العدالة فسيطرة السلطة التنفيذية كاملة على جهاز القضاء.أجهزت على استقلال القضاة.
و مؤسسات مراقبة دستورية القوانين و الأنظمة الإدارية أصبحت عقيمة.
فتونس تعيش دوما تحت نظام الحزب الواحد، و الأحزاب السياسية المعترف بها رسميا تبرز تعددية ديمقراطية وهمية في حين أن الواقع مغاير تماما إذ أنها و بكل بساطة مسجلة لكنها مهمشة كليا و بذلك يتأكد أن النظام السياسي في بلادنا مخالف لكل مرتكزات الديمقراطية.
أما الحريات السياسية المطلوبة و الضرورية لدمقرطة الحياة السياسية و لممارسة تعددية حقيقية فهي مخنوقة و محاصرة.
و كان سير الانتخابات بعيدا كل البعد عن الشفافية الديمقراطية على جميع المستويات. فبلادنا لها امتياز لا تحسد عليه يتمثل في عدم مصداقية الإقتراعات التي تتم بأغلبية 96% إلى99% …، و كل عملية انتخابية تتحول إلى استفتاء شعبي للنظام القائم.
و في النهاية نجد أنفسنا أمام غياب كلي لتيارات معارضة باستثناء الحزب الديمقراطي التقدمي مما يرمز إلى أن الحاكم الحقيقي الذي يملك سلطة الدولة هو الرئيس الذي لا مسؤولية له تجاه الشعب التونسي و ذلك بالرغم من مناداة الدستور التونسي بالفصل بين السلط.
2-انحراف آخر يهم حرية الصحافة
نعلم جميعا بأن الديمقراطية ترتكز على حرية الصحافة في كل أشكالها. لذلك في تونس و في هذا الميدان، لابد من مراجعة عميقة للنصوص الحالية إذا أردنا التأسيس للديمقراطية.
ففي تونس، ترزح الصحافة و كل الوسائط تحت المراقبة المستمرة لوزارة الداخلية أما العناوين الأجنبية فهي تخضع إلى مراقبة صارمة، و أحيانا تعاقب لتعاليقها المضادة للنظام القائم. و نختم بحرية النشر و التجمع و حرية التعبير و مجمل الحريات العمومية فجميعها معدومة و كل محاولات فك حصار عن هذه الحقوق مآلها العقاب الشديد.
لذا، نجد اليوم القليل من النشريات التي تتجرأ على قدح و معارضة النظام.
و في ما يخص حرية الجمعيات، فماهي إلا وهمية نظرا لكون العديد من الجمعيات لا تستطيع التواجد جراء التجميد الإداري و ذلك رغم أحكام القانون التي توهم بالحرية.
فحتى جمعيات لقدماء التلاميذ و الطلبة أو الأولياء لا تستطيع أن ترى النور خوفا من تكوين مجموعة ضغط.
و ختاما فإن دولة القانون وهم أكثر منها حقيقة، إذ أن شروط تركيزها في تونس اليوم بعيدة عن التحقيق.
و في إطار سياسي مماثل، ليس بالمفاجأة أن تبقى المؤهلات الاقتصادية و الاجتماعية للبلاد في مستوى متواضع مهما صرح النظام القائم بشأنها و تكوين الثروات الطائلة جدا متبوع دون شك بإفقار للشريحة المتوسطة و الشرائح الشعبية التي تمثل أغلبية السكان و بما أن حوالي ثلاثة أرباع الثروة الوطنية باتت توجد اليوم بين أقل من خمس السكان التونسيين فإننا لا نستطيع أن نقول عن تونس اليوم أنها بلاد « الوسط ».
لذلك فلا غرابة في أن تصل البطالة إلى أرقام مفزعة خصوصا ضمن الشبان الحاصلين على شهادات والذين يبحثون و يرومون، أمام غموض مستقبلهم إلى مغادرة البلاد غير مبالين بخطر الموت هذا المشكل مرتبط بعجز آخر للسياسة الاقتصادية و الاجتماعية في ميدان التربية و التكوين و إعداد الشباب للانخراط في الحياة العملية إذا نرى و نعيش غزارة من الإصلاحات الواهية التي تتسم عادة بغياب كلي لسياسة تربوية متوازنة و مبرمجة على الأمدين المتوسط و البعيد، مما ينتج عنه تدهور خطير لمستوى التعليم و فقدان لمصداقية الشهادات
و ماهو أخطر هو أن هذا الاختلال الاقتصادي و الاجتماعي يحمل مخاطر كبيرة لزعزعة الاستقرار الاجتماعي و السياسي إذ يولد متطرفين نلاحظه في عديد البلدان المماثلة.
لذلك، لابد من وضع حد عاجلا للإختلالات الحالية فهو شرط ضروري لتحديث البلاد و نظامها السياسي، فمن البديهي حين يكون رئيس الدولة غير ملزم بالمحاسبة و التفسير عدم وجود نظام ملائم لمراقبة السلطة و غياب طرق سلمية لتعويض من هم في السلطة، أن تتعرض البلاد إلى أخطار حقيقية للإنزلاق و أن تسود الشفافية .
و على أساس هذه القراءة لواقع البلاد اليوم يبدو جليا أن السياسات المتبعة حاليا لم تستجب لطموحات و انتظارات الشعب مما يستوجب مراجعة عميقة لكل إختيارات التنمية السياسية  و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية للبلاد.
ثم إن النظام القائم لم يعد يمتلك الإمكانيات لتحقيق آمال البلاد و رفع التحديات التي سوف تواجهها مستقبلا، و من واجبه إعلام الأمة بذلك. كما لابد من تجديد طواقم المشتغلين بالسياسة و تأطير بلادنا سياسيا. 


خبير تونسي: أحداث سيدي بوزيد قد تؤسس لثقافة احتجاج جديدة

 أحداث سيدي بوزيد أسفرت عن أربعة قتلى، ثلاثة منهم انتحروا كأسلوب احتجاج اجتماعيفيما تدخل الاحتجاجات الاجتماعية التي بدأت في منطقة سيدي بوزيد التونسية أسبوعها الثاني بحصيلة وصلت إلى أربعة قتلى، يقول خبير اجتماعي إن هذه الأحداث قد تمهد في المستقبل القريب لظهور ثقافة احتجاجية جديدة في البلاد. 

الاضطرابات التي تشهدها منطقة سيدي بوزيد في تونس ومناطق أخرى من البلاد، إثر محاولة شاب الأسبوع الماضي الانتحار عن طريق إضرام النار في نفسه، بدأت في كسر جدار الصمت الذي تفرضه الحكومة على هذه الاحتجاجات، خصوصاً مع تزايد عدد المؤسسات والفعاليات الاجتماعية والسياسية المتضامنة مع المحتجين.
هذا ودعا الاتحاد العام التونسي للشغل، أكبر تجمع نقابي في البلاد، الاثنين (27 ديسمبر/ كانون أول) إلى تجمع احتجاجي بالعاصمة تونس، كما وأعربت الرابطة التونسية لحقوق الإنسان أيضاً عن قلقها مما وصفته بـ »التطورات الأخيرة للأحداث بمدينة سيدي بوزيد والمدن المجاورة »، في إشارة إلى مقتل اثنين من المتظاهرين برصاص الشرطة التونسية.   النقابات تحاول إمساك العصا من الوسط   مستويات البطالة، خصوصاً لدى الشباب الجامعي في تونس، وصلت إلى أعلى نسبة لها في البلاد مؤخراً (صورة من الأرشيف)  وفي حديث مع دويتشه فيله قال الباحث الاجتماعي التونسي مهدي مبروك إن خلفية الاحتجاجات تقوم على مطالب الفئات المهمشة، وخصوصاً الشباب الحاصلين على شهادات جامعية، الذين يطالبون بتوفير فرص عمل لهم، خصوصاً وأن نسبة البطالة لدى هذه الفئة قد وصلت إلى حوالي 14 بالمائة، حسب الإحصاءات الرسمية.
وفيما يخصّ تبني الاتحاد العام التونسي للشغل لهذه الاحتجاجات يؤكد مبروك على أن الاتحاد يتصرف بدافع الإحراج « الاتحاد العام التونسي للشغل، ولعدة أسباب، بما فيها رهانات داخلية، كونه اتهم بالانقياد إلى سِلم اجتماعي لم تربح منه إلا الحكومة، وتوازنات داخلية، ولضغوطات النقابيين في المناطق، ومن أجل عدم تكرار الخطأ الذي ارتكبه في الحوض المنجمي (عام 2008)، ربما يحاول ألا يقف مكتوف الأيدي أو دون مبالاة، أو يساند عن خجل. إنه يحاول قدر الإمكان إمساك العصا من الوسط ».
ويشير مبروك إلى أن الحكومة التونسية « أخفقت في الاستجابة لمطلب التشغيل، ثم تواترت محاولات الانتحار للتعبير عن ثقافة اليأس، والقنوط، ونفض اليد من كل الوعود التي كانت الحكومة تعد بها، وهو أمر يناقض ما كانت الحكومة التونسية تدعيه من تحقيق أرقام قياسية على المستوى الاقتصادي كانت تتباهى بها. الأحداث أخذت منعطفاً خطيراً عندما انضم إلى قافلة المحتجين مئات بل آلاف العاطلين عن العمل بمساندة أهالي المنطقة والمدن المجاورة ».  
حلقة في سلسلة احتجاجات اجتماعية   يؤكد الباحث الاجتماعي مهدي مبروك إن السياسة التنموية غير العادلة في تونس من أهم أسباب الاضطرابات الاجتماعية الأخيرةيذكر أن أحداث سيدي بوزيد ليست الأولى التي تشهدها الأراضي التونسية، إذ شهدت منطقة ما يسمى بالحوض المنجمي عام 2008 مواجهات بين شباب عاطلين عن العمل وقوات الأمن التونسية، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات، واعتقال العديد من الشباب. وكانت خلفية هذه الاحتجاجات أيضاً البطالة المتفشية لدى خريجي الجامعات. هذا ويشير أستاذ علم الاجتماع مهدي مبروك إلى أن السياسة التنموية التونسية تسببت في هذه الفوارق الاجتماعية الضخمة، وتابع بالقول: « انقسمت البلاد على مستوى التنمية إلى شريط ساحلي يستأثر بمعظم أو كل الاستثمارات التنموية، سواء الأجنبية أو الحكومية، ومناطق داخلية معزولة وكأنها تعيش خارج زمن التنمية الذي تشهده تونس … هذه الأحداث هي بالأساس أحداث اجتماعية أو انتفاضات اجتماعية محدودة، لكنها كانت عفوية ولم تؤطرها تنظيمات سياسية أو اجتماعية، وفيما بعد اضطرت الحركات الاجتماعية والسياسية إلى أن تقف وتساند المطالب الاجتماعية قدر الإمكان، لكن الأحداث أساساً هي أحداث اجتماعية قادها المهمشون، والعاطلون عن العمل، والفئات التي لم يكن حظها من التنمية والتشغيل وافراً ».   الغرب صامت والحكومة « ستتصرف »   الغريب في الأمر هو رد فعل وسائل الإعلام الغربية، لاسيما الأوروبية، بالنظر إلى جملة الاتفاقات السياسية والاقتصادية التي تربط تونس بالاتحاد الأوروبي، ومن اعتمادها بشكل كبير على السياح القادمين من أوروبا. ففيما اكتفت وسائل الإعلام الفرنسية بتقارير عامة عن أحداث سيدي بوزيد، اكتفت منظمات حقوقية تتخذ من فرنسا مقراً لها، مثل الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان، ببيان يطالب الحكومة التونسية بـ »الإفراج عن المعتقلين … وتشكيل لجنة محايدة لتقصي الحقائق المتعلقة بهذه الأحداث ».
أظهرت الأحداث الأخيرة في منطقة سيدي بوزيد والمواقف السياسية المختلفة إزاءها الصراع غير المعلن داخل مؤسسة الحكم التونسيةمن ناحية أخرى امتنعت منظمة العفو الدولية عن التعليق على اتساع رقعة الاحتجاجات الاجتماعية في تونس، وذلك بعد أن سألتها دويتشه فيله عن موقفها حيال هذه الأحداث، فيما كادت وسائل الإعلام الألمانية تخلو من أي أخبار حول الأوضاع في تونس.
في ظل حالة التجاهل الإعلامي الغربي يتوقع الدكتور مهدي مبروك أن تتمكن الحكومة التونسية من احتواء الأحداث في سيدي بوزيد كما فعلت في الأحداث المماثلة التي سبقتها، بفضل ما أسماه بـ »موارد سياسية، والذكاء الذي (يمكنها من) إطفاء الحرائق والحد من انتشارها. علينا أن نعترف أن لـ(الحكومة التونسية) قدرات كبيرة على التفاوض، والتواطؤ، والتحايل، والابتزاز للتصرف في الأزمات، وعلينا أن نقرّ بأن الحكومة – لعدة أسباب تاريخية واجتماعية – تلعب على التوازنات وتحسن المفاوضات، ولها في هذا المجال باع وذراع. »
لكن الباحث في الشؤون الاجتماعية التونسية يشدد على أن الأحداث الحالية كشفت للملأ عن عمق الصراع بين الأجنحة السياسية المختلفة للنظام الحاكم، لاسيما « وأننا ندخل مرحلة متقدمة من حكم الرئيس الحالي (زين العابدين بن علي) … المواقف حيال أحداث سيدي بوزيد عامل مهم جداً، وهناك عامل الاحتجاج الاجتماعي، وثقافة الجرأة التي بدأت تكتسح الشارع، خصوصاً بعدما فقدت الحركة الطلابية والنقابية وهجها. هذه الأحداث تحدث في غياب فعاليات اجتماعية تؤطر الاحتجاج، لكن أعتقد أن السنوات المقبلة ربما تحمل الجديد في تعميم ثقافة الاحتجاج … هذه كلها عوامل ربما من شأنها أن تعطي لنا مشهداً يختلف عن المشهد الحالي ».
ياسر أبو معيلق مراجعة: حسن زنيند   المصدر: موقع اذاعة دوتشه فيليه الألمانية بتاريخ 27 ديسمبر 2010   


بين الاقتصاد والسياسة، تونس على صفيح ساخن

خالد الطراولي بين سلامة الإنتاج وعدالة التوزيع الليبرالية في الاقتصاد وغيرها في السياسة قطاع خاص أم ثروات خاصة؟ التنمية أخلاق وقيم أو لا تكون تونس بلد صغير بجغرافيته كبير بتاريخه، ماضيه حافل بعناوين كثيرة شملت العلم والمعرفة، وتلاحقت على سيادته دول وتركت بصماتها في كل مناحي الحياة، وكان للإسلام الدور البارز والرئيسي في تشكيل عقلية وثقافة وحياة بلد.. حاضر يلتقي فيه الشيء ونقيضه في بوابات السياسة والاقتصاد والاجتماع. من هنا مرّ ابن خلدون ومر الرومان والعثمانيون ومرت قوافل مجد ومنارات ثراء وإثراء للمجتمع الإنساني. من هنا مرت الحياة الطيبة فكانت تونس في البعيد مطمور روما وفي القريب مستعمرة فرنسية نالتها يد الاستغلال والاستحواذ. لم يتداول على حكم تونس منذ استقلالها في خمسينات القرن الماضي سوى رئيسين، ما يزال أحدهما يحمل مقاليد الرئاسة منذ أكثر من عقدين، ولعل هنا يكمن أحد أبرز أسباب أزماتها المتعاقبة. هذا التداول المحتشم للحكم اصطحبه تداول برامج وخطط إنماء وتنمية، فكانت الستينات إطار تجربة اشتراكية ونموذجا اقتصاديا عرف « بالتعاضد » أثبتت الأيام فشله وتدهور الحالة المعيشية للمواطن، وانتهت الأزمة بمحاكمة وزير الاقتصاد وفراره لاحقا من السجن. ثم دخلت البلاد في تجربة ليبرالية وسياسات الانفتاح لم تخرج منها إلى الآن مع بعض التغييرات التي تعاقبت مع تعاقب الأزمات الاجتماعية وكانت انتفاضة 26 يناير/ كانون الثاني 1978، وثورة الخبز في سنة 1984، الوجه الآخر لحالة الاحتقان والترهل الاقتصادي الذي عاشته البلاد. كان لتغيير القيادة سنة 1987 ووصول الرئيس بن علي إلى الحكم مواصلة للبعد الليبرالي في الاقتصاد وتحرير الأسواق مع برامج التعديل الهيكلي، وشهدت البلاد طفرة اقتصادية ونجاحا معتبرا أكدته وما تزال عديد البيانات والتقارير المنبثقة من المؤسسات العالمية، حتى تحدث البعض عن « المعجزة التونسية » وأراد آخرون مقارنتها بنمور شرق جنوب آسيا! بين سلامة الإنتاج وعدالة التوزيع هذه الصورة الجميلة للحالة التونسية أخفت بعض السلبيات الهامة التي مثلت عند البعض مستلزمات الطريق التي يمكن التغاضي عنها نظرا لعدم أهميتها. كانت الأرقام تتوجه غالبا إلى مستوى الإنتاج، وكانت المعدلات تركز على القفزات في مستوى الكم، ووقع تجنب أو التغاضي عن البعد الهام في أي عملية اقتصادية ناجحة وفي كل نموذج للتنمية وهو بعد التوزيع. ولذلك فقد حازت تونس على المرتبة السابعة من بين 135 بلدا في مجال الإنجازات الإنمائية طويلة الأجل، واحتلت المرتبة 81 من 169 بلدا في مجال التنمية البشرية لسنة 2010. لقد وقع خلط في مستوى الأذهان والتعريفات بين النمو والتنمية، فإذا كانت « المعجزة الاقتصادية التونسية » قد نلمسها في مستوى الإنتاج والأداء، فهل كانت معجزة في مستوى التوزيع بين الأفراد والطبقات، وفي درجة التوازن بين الجهات والمحافظات؟ إن النموذج الناجح اقتصاديا هو النموذج الذي يلامس الجميع إيجابا ولا يترك أحدا على الرصيف، وهنا بيت القصيد وهنا تكمن إحدى أبرز إشكاليات التنمية في النموذج الاقتصادي التونسي منذ وقع تحرير الاقتصاد في السبعينات. إن هذه القطيعة بين داخل البلاد وشريطها الساحلي، والتي مثلت خندقا بين الجهات وبين المدينة والريف، نلمسها في مستوى الإنفاق السنوي للفرد. فإقليم تونس يحمل أعلى مستوى إنفاق للفرد سنة 2005 حيث قدر بـ2390 دينارا سنويا وبين الوسط الغربي (موقع التذمر) الذي يسجل أدنى متوسط 1138 دينارا. وهي نسبة كانت تمثل 50% من إنفاق إقليم تونس سنة 1990 ليستفحل الوضع وتزداد الفجوة فلا يمثل إلا 47%. ومع قرار الحكومة عزمها تخفيض الميزانية الموجهة لصندوق التعويض المخصص لدعم المواد الأساسية، يجد المواطن البسيط والأسر الفقيرة وجهات الظل، صعوبة في العيش الكريم، وقد شهدت العديد من مواد الاستهلاك في هذا العام زيادات متتالية حتى لم يعد البعض، باعة ومشترون، يعرفون أسعار البضائع، وتراهم يتوجسون كل صباح المفاجآت التي تنتظرهم في السوق! وقد ذكر تقرير للبنك المركزي أن نسبة التضخم ارتفعت في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي بنسبة 4،5% مقابل 3،4% خلال الفترة نفسها من السنة الفارطة. الليبرالية في الاقتصاد وغيرها في السياسة عندما نلامس مفهوم الليبرالية في بعده العام نجده يركز على التحرير والحرية في مجال السياسة والاقتصاد. وإذا كانت سياسة الانفتاح ولبرلة الاقتصاد واقعا عينيا في تونس، فإن الباب السياسي ظل مغلقا وما يزال. ولعل التقارير التي تبرز النجاح الاقتصادي التونسي كثيرا ما تصحبها تقارير مناقضة في الحكم الرشيد وحقوق الإنسان، حتى أصبح الحديث في هذا الباب مملا ومكررا. كانت سياسة العهد الجديد في أيامه الأولى تركز على البعد الاقتصادي، وكان شعار »استهلك واصمت » مبنية على هذا الفهم القاصر للتنمية، وللحقيقة كانت هذه السياسة مدفوعة بحالة المواجهة التي جمعت السلطة القائمة بالحركة الإسلامية والتي مثلت سنوات التسعينات سنين الجمر والمعاناة لآلاف المواطنين والأسر. وتواصل هذا المنهج المستبعد للتحرير السياسي وبقي الاقتصاد الأداة المهيمنة مع تغيير الشعار حيث استبدل لاحقا بـ « تداين واصمت » حيث أصبح التداين الأسري وسيلة إضافية لتسكين الوعي وتلطيف واقع الناس. فقد أشارت دراسة أجرتها منظمة الدفاع عن المستهلك شملت عينة من 700 فرد أن أكثر من 85% منهم مدينون. وحسب البنك المركزي تشير الأرقام الرسمية إلى أن نسبة القروض الشخصية للدراسة ولوازم البيت أصبحت تمثل 28% من مجموع الاقتراض وأن نسبة التداين الأسري ارتفعت إلى 7،3 مليارات دينار سنة 2008 بعدما كانت في حدود 3 مليارات دينار سنة 2003.(الدولار يساوي تقريبا 1.250 دينار). إن الفرد لا يعيش ولا شك بحاجياته العينية من مأكل وشرب حتى لا يقارب جنس الحيوان، ولكن المطالب الحقوقية والسياسية تشكل جزءا هاما من حياته الطيبة وأمنه واستقراره. ولعل الشعارات المرفوعة داخل المظاهرات الحالية والسالفة تظهر مدى تلازم الحقوق السياسية والاجتماعية عند المواطن التونسي، وإن كان الباعث الأساسي لبروزها ولا شك المستوى المعيشي والبطالة المستعصية وحالة الفقر. قطاع خاص أم ثروات خاصة؟ مثلث الخصخصة وما تزال برنامجا هيكليا وقرارا سياسيا تبنته سلطة الإشراف منذ توليها القيادة، وكان القطاع العمومي مرتعا خصبا لهذا المنحى السياسي والاقتصادي، فإلى حدود سنة 2007 وقع التفويت في 209 مؤسسات عمومية في مدة تقارب العقدين من الزمن، ولم يبق في النظام المصرفي إلا مؤسستان أو ثلاث تحت راية الدولة! كانت الخصخصة في بدايتها تمس القطاعات غير الإستراتيجية ثم تطور الأمر وبدأت قطاعات ذات دور هام في استقرار البلاد وتنميتها تسقط تباعا في سلة الخواص، ولم يكن باعث الكفاءة والربحية هو المحدد في بعضها كما وقع لمؤسسة عمومية رابحة وإستراتيجية مثل « اتصالات تونس »، أو العزم على تحرير قطاع توريد الحبوب الذي كان حكرا على الدولة. فالإقصاء التدريجي للقطاع العام وحصر تدخل الدولة في الشأن الاقتصادي بدأ يدلي بنتائجه السلبية في مواطن الشغل ومعيشة المواطن. فصافي مواطن الشغل المحدثة في العشرية الأخيرة قاربت الركود بـ52 ألف موطن شغل سنوي، وإحداثات مواطن الشغل تراجعت من سبعين ألفا سنويا بين سنة 2005 و2008 إلى ما لا يزيد على 49 ألف موطن شغل سنة 2009. ولعل خريجي الجامعات كانوا وما يزالون الضحية الأولى في هذا الباب، فمعدلات البطالة لدى هذه الفئة النشطة والشابة تفاقمت من 113ألفا و800 عاطل سنة 2008، إلى 131ألفا و500 سنة 2009 أي بزيادة 18% تقريبا في سنة واحدة، وهو رقم مهول وقابل للتطور حيث سيشكلون 60% من الوافدين الجدد إلى سوق الشغل، وقد كانت المؤسسات الحكومية تستوعب قرابة 80% من خريجي الجامعات قبل موجة الخصخصة والتخلص من هذا القطاع. إن بيع المؤسسات العمومية للقطاع الخاص يعود ولا شك إلى التزامات دولية وضغوطات السوق لبعضها، ولكنه كما قلنا يعود أيضا إلى إرادة سياسية ساهمت بوعي أو بلا وعي في تمتيع أطراف دون أخرى بقطعة من الحلوى المركزة! فكان الولاء السياسي أو الأسري سابقا في بعض الثنايا في تحديد المنازل والدرجات العلى. فاستطاعت بعض الأطراف المقربة تركيز ثروات خاصة مستندة إلى قطاع خاص شكلته تباعا، ولكنه لم يقم بواجبه في تعويض الدولة في مجال الاستثمار والتشغيل والتنمية عموما، فغاب دورها التعديلي والتوازني بين الأطراف وبين الجهات، وتركز الاستثمار في الشريط الساحلي وتهمش داخل البلاد. ولعل في التحذير الأخير لأحد تقارير البنك الدولي من أن النمو الاقتصادي الذي حققته تونس عام 2009 والمقدر بـ3،1% لم ينجح في خلق فرص كافية لامتصاص نسبة البطالة التي استقرت في حدود 14،1% حسب المصادر الرسمية، خير دليل على هشاشة البعد التشغيلي في النموذج الاقتصادي التونسي والذي يحمل القطاع الخاص وانسحاب الدولة والتفويت في القطاع العام باعا في تدهوره. مع الإشارة إلى أن نسبة البطالة ظلت محل نقد المعارضة التي ترى غير ذلك وأن النسبة أرفع بكثير، حيث كان المشتغل يُعرّف بكونه « الشخص الذي اشتغل على الأقل يوما خلال الأسبوع السابق للمسح أو التعداد »، سنة 1999، غير أنه انطلاقا من عام 2004 أصبح المُشتغل يُعرّف بكونه « الشخص الذي اشتغل على الأقل ساعة خلال الأسبوع السابق للمسح أو التعداد وذلك بمقابل أو دون مقابل ». التنمية أخلاق وقيم أو لا تكون إن تداخل السياسة بالاقتصاد ليس شيئا مبتكرا، غير أنه في المشهد التونسي أخذ طابع الولاء والقرابة. ولا يمكن لنموذج تنموي النجاح وهو يعتلي مركبات المحسوبية أو الفساد. والحكم الرشيد يتنزل في إطار من الشفافية والقوانين الملزمة للجميع. فالأمن الاجتماعي والاستقرار الداخلي والرفاه الاقتصادي مرتبطون بدولة القانون وسيادته، ومتى انحل العقد القيمي وانحسر البعد الأخلاقي وانهزمت دولة القانون وغلب الجور الاقتصادي وتهمشت كرامة المواطن وحقوقه وحلت الفوضى، فإن الاستثمار الداخلي والخارجي يهاب الفتنة واضطراب الأوضاع ولا يدخل البلاد. إن الأيام القادمة لن تكون مريحة لتونس فارتباط الاقتصاد التونسي عضويا بالاقتصاد الأوروبي يجعله في مرمى الترهلات والأزمات التي تعيشها أوروبا، فارتفاع قيمة اليورو شكل خانقا للصادرات الأوروبية، وقضايا عجزها المالي التي لم تنته، وأزمات الصناديق الاجتماعية والشيخوخة، ستؤثر سلبا على صادرات البلاد وتماسك قطاعاتها وخاصة الميكانيكي والإلكتروني منها المشغل الهام لليد العاملة، والسياحي حيث يغلب طابع المسنين على رواده. إن الحلول ليست بالمستعصية على أصحاب القرار في تونس فمن انفتاح سياسي معتبر لا يلغي ولا يقصي أحدا، لتماسك الجبهة الداخلية في ظل العواصف القادمة من بابها العالمي، إلى تركيز على السوق الداخلية لتصبح محورا أساسيا يستلزم تغييرا كليا لمنهج التنمية الموجه إلى الخارج، في ظل منظومة قيمية وأخلاقية حازمة لا تجعل من الولاء السياسي أو القرب الأسري مطية لتجاوز المحظور.   
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 28 ديسمبر  2010)

تونس.. من حريق إلى حريق

رياض الشعيبي تناقضات المشهد التونسي احتجاج جهوي على مشاكل وطنية مطالب المرحلة القادمة الأزمة الاقتصادية حادة في كل أنحاء العالم، وأفواج البطالة تتزايد كل يوم وموازنات الدول ترتعش أمام شبح العجز والإفلاس، كل تلك الأسباب واضحة في تأجيجها الاضطرابات الاجتماعية الأخيرة في تونس. لكن المتابع لمطالب وخطورة هذه التحركات يكتشف ببساطة الأسباب الأعمق والأقدم التي دفعت شابا تونسيا من ذوي الشهادات الجامعية لأن يحرق نفسه رغم دماثة أخلاقه، وإيجابيته الكبيرة بتحمله مسؤولية إعالة عائلته من خلال ممارسة نشاط مهني هامشي بسبب عدم توفر شغل يتناسب ومؤهلاته الجامعية. فالاضطرابات الأخيرة في سيدي بوزيد يمكن فهمها بالوقوف على ثلاث قضايا: تناقضات المشهد التونسي, احتجاج جهوي على مشاكل وطنيّة, مطالب المرحلة القادمة.  
تناقضات المشهد التونسي بناء على المعطيات التي تقدمها السلطة في تونس، المفترض أن البلاد حققت بحبوحة العيش التي طالما بشرت بها النخب الحاكمة منذ الاستقلال. فالنمو مرتفع ومستمر منذ عشرين سنة عند حدود الـ5 % ودخل الفرد تضاعف مرات حتى تجاوز الخمسة آلاف دولار ونوعية الحياة في المؤشرات الدولية تضع المجتمع التونسي في مقدمة القارة السمراء وبين أفضل الدول العربية. بل حتى البطالة آفة النظام الرأسمالي المعولم تمكنت تونس بحسب هذه التصريحات من تخطيها بالاحتفاظ بنسبة 14% التي تعد ممتازة مقارنة بدول الجوار (الجزائر، المغرب، مصر…). ومع ذلك تندلع بين الفينة والأخرى مثل هذه الاحتجاجات، التي يبرهن تكرارها على حقيقة الأسباب التي تقف خلفها. فالشباب الذي يفضل الموت انتحارا على القبول بالظروف المعيشية المهينة التي يحياها كل يوم يضع كل هذه الأرقام بين قوسين كبيرين ليعيد رسم صورة جديدة عن الواقع الاجتماعي في البلاد. بل الأعجب في هذا الواقع أن الاحتجاجات الأشد تندلع في المناطق التي تصنفها السلطة باعتبارها ذات نمو اقتصادي مطرد والتزام أوحد بمساندة خياراتها. فجهة سيدي بوزيد تعدّ مفخرة الاستثمار الفلاحي في الوسط الغربي التونسي بما أنجز فيها طوال سنوات من مناطق واسعة لمشاريع الري التكميلي وما توفره هذه المناطق من إنتاج زراعي وحيواني كبير ومتنوع. كما تعتبر السلطة شعبية سياساتها في هذه المنطقة جعلت أعضاء الحزب الحاكم في الجهة يمثلون أعلى نسبة من منتسبي الحزب على المستوى الوطني. ومع ذلك تبقى هذه الجهة ضمن الأكثر فقرا بـ12% من السكان تحت خط الفقر ومعدل البطالة فيها الأكبر في البلاد بـ34%. فأين المشكل؟ ربما تكون أرقام السلطة غير صحيحة للأسباب المعلومة التي تشترك فيها كل الأنظمة الديكتاتورية والفاسدة. لكن هذا لوحده لا يفسّر التطورات الاحتجاجية الأخيرة، إذ تظهر أسباب أخرى: – الخيارات السياسية والاقتصادية التي انتهجتها السلطة على امتداد سنوات الاستقلال فقد سلبت المجتمع التونسي كل مقومات التكامل المجتمعي الذاتي الذي لا يقوم على الارتباط بمؤسسات الدولة الرسمية. وتحولت عملية التنمية إلى أيد بيروقراطية تفتقد الحيوية وتصبح عائقا أمام كل مظاهر التطور. لذلك أصبح المجتمع الذي نسج طوال عقود ثقافته وأنماط إنتاجه يعاني تشوهات سلطوية بناء على الخيارات الفوقية المسقطة. وأضحى المجتمع التونسي أسيرا لدى الدولة التي من أجل تدعيم منظومة سيطرتها سلبته كل مقومات النمو الذاتي المستقل عن خياراتها الاقتصادية والسياسية والمجتمعية. فتحولت هذه الخيارات إلى معيق فعلي لتنمية بقيت حبيسة كلمات مبهمة وأرقام فارغة من كل تعبير عن حقيقة الواقع. وهذا أمر يفسر جزءا من التباعد بين معطيات السلطة عن واقع التنمية في البلاد وحقيقة هذا الواقع. – تفشي الفساد وسرقة المال العام واستغلال النفوذ والرشوة والمحسوبية وغياب الشفافية وضعف الجهاز القضائي. وهو عامل طارئ نسبيا على المجتمع التونسي في السنوات العشرين الأخيرة، حيث أصبح حديث المجتمع ومحور تندره واشمئزازه. وإذا كان النظام السياسي في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة يستمد جزءا لا بأس به من سلطته من شرعيته التاريخية النضالية في إخراج الاستعمار، فإن سلطة 7 نوفمبر تنحصر شرعيتها في المبادئ التي أعلنتها فجر التغيير. لذلك فإن تعرض هذه المبادئ للارتجاج تحت وطأة الفساد المسنود سياسيا وحتى قانونيا، يجعل مستقبل النظام السياسي برمته في خطر. بان ذلك في الشعارات التي رفعها المتظاهرون في سيدي بوزيد وفي تونس العاصمة، والتي تركزت على ربط الفقر بالفساد بالاستبداد. فالعقد الشيطاني بين الاستبداد والفساد ظهرت نتائجه بسرعة وأصبح يمس فئات واسعة من الشعب التونسي كما تنتفع منه جهات متعددة سياسية وبيروقراطية وغيرها. – وصول الاحتقان في البلاد إلى درجات غير مسبوقة وعجز السلطة عن حقن مزيد من المسكنات أمام تفاقم الأزمة وتوسّعها. فالمبلغ الذي ضخته الحكومة كدعم استثماري عاجل لسيدي بوزيد لامتصاص النقمة العامة في الجهة يبين عجز السلطة وارتباكها وتخبط قراراتها. فما الذي يمثله هذا المبلغ مقارنة بالأرقام الفلكية التي يتداولها المجتمع التونسي حول ثروات مجهولة المصدر تديرها نكرات في عالم المال والأعمال. وما الذي يفيده فتح حظائر جديدة في استيعاب قوى شغلية جامعية طموحة وشابة. وكم سيصل من هذا المبلغ في ظل إدارة متشعّبة ومثقلة ببيروقراطيتها وملوّثة سياسيّا وماليّا. للأسف تذكرنا مثل هذه الإجراءات بسياسة السبعينات التي حاولت استيعاب المشاكل الاجتماعية بفتح الحظائر (أعمال مؤقتة) وتوزيع الإعانات وتجييش حزب التعبئة العامة الحاكم من خلال شُعَبِه ولجانه وعبر نخرها للإدارة وتحويلها إلى خلايا دستورية. وهذا يفسر بأمرين: إما أن السلطة ما زالت لا تعي بعد حجم الرفض لسياساتها ونمط ممارستها للحكم ووقوعها تحت تأثير نخب استشارية غير مخلصة، أو أنّها تدرك ذلك جيدا ولا تمتلك القدرة على توسيع قاعدتها الجماهيرية وتمتين شرعية سياساتها المهزوزة.  
احتجاج جهوي على مشاكل وطنيّة  
تعددت مثل هذه الاحتجاجات في السنوات الأخيرة من الحوض المنجمي بجهة قفصة إلى بنقردان حيث المناطق الحدودية مع ليبيا ثم تصل الآن إلى محافظة سيدي بوزيد. فلا يمكن لمثل هذا التصاعد والتراكم أن يكون نتيجة قضايا محلية أو إشكالات فردية. هذا فضلا عن أن مطالب الإنماء الجهوي التي تسعّر الشرارة الأولى للأحداث سرعان ما تترك مكانها لشعارات اجتماعية تلامس منوال التنمية والخيارات الكبرى للسلطة وتتعداها لتثير قضايا تتعلق بممارسة السلطة والحكم الرشيد. ما يدفع بالبعد الوطني لهذه الاحتجاجات أنّ جميع التونسيين يعتبرونها تعبيرا عن تطلعهم لعدالة اجتماعية لم يبق منها الكثير بعد التراجعات الكبيرة في قوانين الشغل، وانحصار الدور الاجتماعي لدولة لم تترك للمجتمع آليات ذاتية يمكن من خلالها سد مثل هذه الفراغات مثل العمل الجمعياتي أو مؤسسات المجتمع التقليدية كالأحباس والوقف. بل إن الدولة البوليسية وتحت غطاء محاربة الإرهاب حاصرت العمل الخيري وأصبح التكافل الاجتماعي خارج آلياتها غير الشفافة جريمة يعاقب عليها القانون. المشكل الأساسي في تونس أن السلطة تحتكر الشأن العام وتحاصر المجتمع وتمنع كل عمل مجتمعي مستقل يحاول المحافظة على قيم تكافلية ضرورية لكل تجمع بشري. إن المتابع للشأن التونسي من حقه أن يتساءل عن سياسات الدولة الاجتماعية، وإن واجهته التحولات العالمية التي فرضت على السلطة التخلي عن نموذج دولة الحماية الاجتماعية فإنه من حقه أيضا أن يتساءل عن دور المجتمع المدني والعمل الجمعياتي الاجتماعي والخيري في تلافي الثغرات التي نتجت عن هذه التحولات. لكن أمام دولة شمولية تحتكم إلى العقل الأمني المتعاضد مع آليات البيروقراطية الجامدة، لا ترحم شعبها، يصبح عندها كل عمل مستقل مناهضا لسياساتها ومقوضا لشرعية احتكارها للشأن المجتمعي العام. المشكل الذي انتفضت ضده جهات عديدة في تونس مشكل هيكلي لذلك لا يمكن أن يبقى مشكلا جهويا. ولئن بقيت الأحداث إلى الآن جهوية فإن أسبابها وطنية ولئن بقيت محصورة في جهات بعينها إلى الآن فلأسباب أخرى لا تتعلق بطبيعة المشاكل في حد ذاتها. في مثل هذه الأحداث تؤكد السلطة وفريقها على الطابع الفردي أو الجهوي المعزول للقضايا في حين يؤكد المعارضون أحزابا وجمعيات على البعد الشمولي للأزمة، ولكلّ أسبابه التي تدفعه لاتخاذ هذه الزاوية أو تلك. غير أن فهمنا للبعد الإنساني المتعدد في تركيبته، الواحد في حضورها (تلك حقيقة معرفية)، وما نعايشه في الواقع من تداخل بين مناحي الحياة المتنوعة، كل ذلك يجعلنا حتما نرجح فهم الأزمة متعددة الأبعاد. فالمشاكل اجتماعية في عناوينها، اقتصادية في تحليلاتها وسياسية في منطلقاتها. إذ الأزمة الاجتماعية ما كان لها لتندلع لو كانت المؤشرات الاقتصادية إيجابية حقيقة، ولولا الخيارات السياسية الفاشلة وعدم المراهنة على العدالة الاجتماعية لما تفجرت مثل هذه الأزمات.  
مطالب المرحلة القادمة  
قد لا يفيد كثيرا التأكيد على مسألة العدالة الاجتماعية والمساواة أمام القانون وتساوي الفرص أمام الجميع ومنح الامتيازات التنموية بناء على حاجة الجهات وتكامل المناطق. ذلك لا يفيد في ظل رؤية سلطوية تحتكر الشأن العام وتجرم ما تعتبره منازعة لها في نفوذها. فما دامت السلطة لم تعترف بضعف الأرضية السياسية لحكمها وسياساتها وما بقيت على مكابرتها في تمجيد منجزاتها الوهمية في التنمية الشاملة وما لم تستجب لدعوات الحوار الحقيقي الذي يؤكد عليه مختلف الفرقاء السياسيين بالبلاد فإن كل المعالجات الإطفائية لمثل هذه الأحداث لن توقف استعار نارها في هشيم ملأ البلاد غربا وشرقا. وإذا لم يكن مرجحا تحوّل هذه الاحتجاجات الجهوية إلى انتفاضة وطنية أمام ضعف قوى التأطير المجتمعي المتمثلة في أحزاب المعارضة واتحاد الشغل، فإن ذلك لا يقلل من خطورتها وتأثيرها على مستقبل الاستقرار السياسي والاجتماعي وبالتالي الاقتصادي في البلاد. وحتى تتجنب البلاد صورة مستقبلية فاجعة فإن مطالب المرحلة القادمة تتمثل في: – فتح حوار وطني شامل في كل القضايا لا يستثني أي طرف سياسي أو اجتماعي أو جمعوي في البلاد، على قاعدة الانفتاح السياسي واعتبار الشأن العام مجال شراكة وطنية. – رفع الحصار عن المجتمع التونسي لتمكين القوى الحية في البلاد من ممارسة دورها التأطيري والتوجيهي بما يجنب المجتمع ويلات هذه الهزات الفجائية ويستجيب للحاجيات الحقيقية للمواطنين. – تقييد ممارسة السلطة بقوانين واضحة ورقابة شفافة ومستقلة عن التوظيف السياسي بما يحفظ حقوق المواطن التونسي سواء منها العامة أو الاجتماعية والمعاشية. – استشعار خطورة التحديات السياسية والاقتصادية التي تواجهها البلاد والتسلح بالوحدة الوطنية وشرط التوافق السياسي العام لمواجهتها وتجاوزها. لقد عاشت تونس من قبل تحديات مشابهة، إذ نتج عن الإضراب العام لسنة 1978 نهج الانفتاح السياسي بداية الثمانينات، كما أدت انتفاضة الخبز 1984 إلى إطلاق سراح المئات من السجناء السياسيين وفتح حوار مع مختلف الأحزاب المعارضة. ولا شك أن أحداث 1987 الأوضح في تأثيرها باعتبارها جاءت بسلطة 7 نوفمبر ووعودها الديمقراطية غير المنجزة. فهل تفتح الاضطرابات الاجتماعية والاحتقان المجتمعي العام الذي تشهده تونس اليوم أبواب الحوار الوطني الشامل مع القوى الحية في البلاد؟  (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 28 ديسمبر  2010)
 


الرّئيس المفدّى، عدوّ الشعب

عبدالحميد العداسي 
واحد… اثنان… ثلاثة… عشرة… أحد عشر… ثمّ ظهور على الشاشة!… إنّه القائد الأعلى للقوّات المسلّحة… إنّه حامي حمى الدّين والوطن… إنّه صاحب التغيير… إنّه معمّرُ القلوب رهبة مالئُ النّفوس خوفا… إنّه زين العابدين بن علي… ذلك الذي قامت له قائمات العوام والمتزلّفين مطالبة ببقائه في الحكم مدى الحياة…   لم تؤثّر الأحداث الجاريّة في البلاد على حركاته المعهودة … يضمّ أصابعه ويفرّقها… يقبض يده ويبسطها… يقرأ نصّه دون تأثّر… ويتابع الكلمات دون تعثّر أو بشيء من التعثّر……….. قال: مغالطات كثيرة نقلتها شبكات التلفزة الأجنبيّة… أباطيل صوّرها تونسيون – نعم – ولكن بهواتف نقّالة أجنبيّة، لا تراعي فينا إلاّ ولا في الهويّة!… رأى سيادته البطالة أمرا دوليّا عالميا شهدته فرنسا من قبل تونس واليونان وإيرلندا وغيرها من البلاد… فهي إذًا في سيدي بوزيد وفي غيرها من جهات الجمهوريّة بديهيّة!… استغرب: ألا يكفيكم النّتائج المرموقة في التعليم وقد شهدت بها أطراف خارجيّة نزيهة لم يصبها ما أصاب التلفزات الأجنبيّة… ألا تقدّرون الجهود التي تُبذَل؛ أصليّة كانت أو إضافيّة…   ثمّ – وقد خبِر أهل بلده من خلال المدّة التي ابتلوا فيها بقيادته – توعّد: المحرّضين ممّن يريد ركوب الأحداث بكلّ ما يلزم أن يواجه به أمثالهم… فقد أظهروا البلاد في أوضاع سيّئة غير حضاريّة اضطرّت حتّى ملأه من البسيّس والملولي والصغير وغيرهم إلى الخنوس وعدم الظهور في التلفزات الإخباريّة… سيُطبّق القانون بكلّ حزم حتّى يعلم التونسيون جميعا ألاّ مجال إلى الخروج من فضاء الهمّ والغمّ النوفمبري… حتّى يتأكّد لديهم أنّ الدولة عند صاحب التغيير هي الحياة ولا بدّ من حمايتها ولو حُرم التونسيون كلّهم فيها الحياةَ… ليحرقوا أبدانهم، ليفقدوا بالصراخ أصواتهم، ليزهقوا بالكمد أنفسهم… لتدوسهم دبّابات الدولة وتأكلهم كلاب الدّولة ويتحدّث عنهم إعلام الدولة… فإنّه لا شأن لهم طالما قلّلوا من شأن الدولة ولم أكن عندهم أنا أهمّ من الدولة!…      ظهوره يعني الكثير من الأشياء منها على وجه الخصوص:   – أنّه قد أفاق من الغيبوبة التي أحدثتها الصدمة… فقد كان يحسب – وهو الذي جافى مقام اللبيب – أنّ تونس بمن فيها قد باتت طوع أمره وملء جيبه وفضاء نزوات أصهاره ومرتع فسّاده… غير أنّ ما حدث هذه الأيّام قد كشف الحقائق حتّى لقد نطق النّاس بكلّ المفردات المتحدّثة عن الظلم والقهر وغياب الحرّيات وضيق العيش ونكده وسواد قلب صاحب التغيير الذي دأب على كذب الحديث وخيانة الأمانة وإخلاف المواعيد…   – أنّه قد استعاد الثقة في أجهزته، بعد أن رأت الأجهزةُ أنّ الوقت لازال غير مناسب للانقلاب عليه والانضمام إلى المواطنين المنتفضين كي يضمنوا سلامتهم لديهم…   – أنّ الأجهزة سوف تتقوّى به وتضرب بأيادي من حديد على أيدي الشرفاء… وقد أخبرنا التاريخ أنّ الجيش قد لا يتأخّر في الخروج إلى كلّ الجهات لمؤازرة أعدائه التقليديين من عناصر الدّاخليّة، يحاصر معهم ويقتل وقد أقنعوه أنّه يدافع عن الوطن وحرمته…   والملفت أنّ الأجهزة الظالمة قد بدأت اليوم بمنع مسيرة في قفصة، إذ قفصة بالنسبة للنّظام النوفمبري مكسور لا يجب أن يُجبر وواقع لا يجب أن ينهض وضعيف لا يجب أن يتقوّى ومخذول لا يجب أن يناصَر… ولو جُبر أو نهض أو تقوّى أو نُوصر فإنّ ذلك يعني ضربة قاصمة للنّظام وعصاه القاصمة البطّارة واستعادة حياة لقفصة ظنّها هو وملأه أن قد فارقتها…   وأسباب ظهوره أو ما رأيته أسبابا لظهوره تستدعي الكثير من التضحية منها:   – تكثيف الضغط الشعبي هذه الأيّام (رأس السنة) بما لا يمكّنه وأجهزته من التقاط الأنفاس…   – الاستعداد النفسي من طرف أهلنا لتقبّل الخسائر التي قد تكون باهظة… فسوف يعمد النّظام وأجهزته إلى تكثيف المحاصرة وتشديدها واستعمال الذخيرة الحيّة دون رحمة ودون قراءة عواقب، إذ أنّهم لن يروا إلاّ مراكزهم مهدّدة فيسعون بما أوتوا من جهد وجهل إلى حمايتها…   – العمل بجدّ على لامركزة الأعمال الانتفاضية، فإنّه لا شيء يُربك العسكري أكثر من تعدّد وتفرّق مراكز المقاومة (فإنّ الذي يعاملكم؛ يعاملكم بإرثه العسكري ويراكم أعداء تريدون نقض مصالحه وإذهاب أمنه)…   وبعد فإنّه والله لن يكون أقوى منكم إذا ما تمسّكتم بوحدتكم ودفعتم قليلا من أنفسكم وأسلتم كمّية من دماءكم… ليكن منّا شهداء نفخر بهم ونُرجِع لهم بعد الله شرف الخروج من كابوسٍ أحرق الأخضر واليابس وطرد الفضيلة من البلاد وجرّأ الأسقاط على الرّجال!…   وفّقكم الله… وإنّها لإحدى الحسنيين… فاحرصوا على إحداهنّ تنالوا خيري الدنيا والآخرة…   


« الحرقة » و »الاحتراق » محصلة لفشل الخيارات

بنزرت  29 ديسمبر 2010


بعد عبد السلام تريمش أصيل المنستير يقدم محمد بوعزيزي أصيل سيدي بوزيد على حرق نفسه بعد أن ضاقت به السبل ونال منه اليأس وهو المتحصل على شهادة جامعية لم تمكنه من الإفلات من براثن غول البطالة بل رمت به في مستنقع الخصاصة والفقر والحرمان. حتى عربة الخضر التي كان يدفعها كامل اليوم من أجل سد الرمق حرمه منها أعوان التراتيب البلدية بعد تعنيفه و اهانته. إن تفشي ظاهرة البطالة في صفوف الشباب وخاصة حاملي الشهادات فتح الباب على مصراعيه للعديد من التعبيرات تراوح بين الانتحار ومحاولات الهجرة السرية « الحرقة » بركوب قوارب الموت في غياب التوزيع العادل للثروة واستئثار « المتنفذين » بثمار التنمية وانتشار الفساد وتغول نفوذ « المقربين » وارتفاع الأسعار وتدهور القدرة الشرائية لأبناء شعبنا. إن الحراك الاجتماعي بالأمس في منطقة الحوض ألمنجمي والمنطقة الحدودية بن قردان وجبنيانة وحالة الاحتقان التي يعيشها أهالي سيدي بوزيد اليوم خير دليل على فشل الخيارات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية لسلطة موغلة في القمع لكل التعبيرات الاجتماعية معتمدة على التعتيم الإعلامي ومصادرة الرأي الحر والمعالجات الأمنية لأزمات اجتماعية بامتياز.  لقد اختارت السلطة الهروب إلى الأمام ممعنة في ضرب الحريات العامة والفردية ومحاصرة الجمعيات والأحزاب التي لا تدور في فلكها بعد تدجينها للمنظمة الشغيلة التي تتفانى في تسويق مشاريعها المشبوهة المملات من دوائر المال في العالم  مقابل تعبيد الطريق للحرس القديم للإغارة على دستور المنظمة الشغيلة وكسب معركة التمديد التي تفتح بوابة التوريث لحكم البلاد لتبدأ حقبة جديدة من سياسة » العصا بدون جزرة ». أيها الصادقون، إن إنقاذ البلاد و العباد يبدأ بمحاربة الفساد، لنقف سدا منيعا أمام جشع « المتنفذين » و « المقربين »و المرتشين و المتمترسين وراء الحصن « الحصين ».   صادق  

سقطت الحكومة التونسية

مع بشائر النصر العظيم و ثبات شعبنا الباسل في تحطيم صنم الوهم و رموز الحكومة الكرتونية يبدأ مسلسل الهروب من أرضنا الطيبة التي لا تقبل الا طيبا ، فقد بلغنا نبأ هروب رأس الافعى ليلى الطرابلسي و أخوها كبير الحرامية بلحسن الطرابلسي للخارج و هو مؤشر على بداية سقوط الحكومة و الدولة على حد السواء .
وعليه… فالخطوة التالية التي تلي هذا النبأ العظيم لتحقيق حلم شعبنا الكبير الذي يفتخر به كل مواطن عربي و سيكون باذن الله نموذجا للشعوب الاخرى و مثالا يحتذى به للسير على منواله للتحرر من العبودية و الذل . 1 – اقالة الحكومة الحالية فورا و تعتبر من اليوم غير شرعية و غير موجودة و قرارتها غير سارية المفعول و غير ملزمة . 2- حل البرلمان الذي في الحقيقة لا يمثل حتى نفسه و ما هو الا بوق دعاية و يقرا ما يملى عليه من العائلة الحاكمة . 3- الاستيلاء على كا مقرات الولايات بالمدن و تسليم ادارتها للجان شعبية محلية يتم اختيارها بالتوافق و التراضى لحين تشكيل الحكومة الجديدة .
4- عودة كل أفراد الشرطة و الجيش الى ثكناتهم لتفادي اراقة دم أبناء الوطن و عدم اقحام القوة لقتل الشعب من أجل حكومة غير موجودة و عائلة اشتهرت بالفساد و سرقة مال الامة . 5- تشكيل على الفور حكومة انقاذ وطني مؤقتة لتتولى ادارة شؤون البلاد لحين تحديد موعد انتخابات شرعية و نزيهة . 6 – حكومة الانقاذ الوطني تكون نواتها من المعارضة الجادة التي بالداخل و الخارج و رجال الانتفاضة الباسلة و قوى المجتمع المدني . 7-اطلاق سراح كافة المساجين المظلومبن و السياسيين و المتدينين . 8- تقديم شكوى دولية الانتربول و طلب ورقة جلب في ليلى الطرابلسي و بلحسن الطرابلسي و الاشخاص الذين سيفرون من بعدهم بتهمة سرقة المال العام .
9- السيطرة على ممتلكات العائلة الحاكمة و تحويل ملفاتها للقضاء للبث فيها و التأكد من مشروعية ملكيتها . 10- في مدة أقصاها ستة أشهر يتم تنظيم انتخابات رئاسية و برلمانية و بلدية لتشكيل حكومة جديدة و منتخبة من قبل الشعب  و يبدأ الشعب التونسي حياة جديدة في الظل الحرية و الكرامة . و الله من وراء القصد تحية لشهدائنا الابرار و العزة لله وحده حمادي الغربي  معارض اسلامي بالمهجر  


تونس الحمرا  

حسين شبكشي
مظاهرات وغضب وصخب ودماء وموت.. وأين؟! في تونس. خبر مفزع وغريب. الشباب التونسي انفجر غاضبا وتظاهر مقهورا مطالبا بحقه في العمل والتوظيف، أو كما يسمونه في تونس «التشغيل»، أحدهم لم يتحمل وضعه العاطل فأشعل النيران في نفسه، وغضب معه الناس، وانطلقت الشرارة وتتواصل للأسبوع الثاني! اللافت في الموضوع أن هذا يحدث في تونس، وهي التي كانت إلى وقت قريب تلقب بالنمر الأفريقي على المتوسط، نظرا لوضعها الاقتصادي الجيد؛ فمعدلات الدخل للفرد الواحد في تونس سنويا تفوق الـ3500 دولار، وهو الأعلى بين الدول العربية والأفريقية (غير النفطية). ولقد اهتمت تونس منذ زمن بالتعليم والتدريب، وكذلك بالتقنية الحديثة، وكانت المكتب الخلفي التدريبي للكثير من الدول الأوروبية، مثل فرنسا وبلجيكا وإيطاليا وهولندا، وكذلك تألقت زراعيا، وخصوصا في تصدير الزيتون والتمور، وكذلك كان لها تألق وحضور لافت ومميز على الخريطة السياحية، وتحديدا نجحت في التركيز على سياح وسط أوروبا من ألمانيا والنمسا وسويسرا، وانتشرت على أثر ذلك الفنادق والمنتجعات والمطاعم وشركات تأجير السيارات، وبالتالي أتيحت فرص التوظيف للشباب، ولكن مع ذلك استمر معدل البطالة العام عند الـ13 في المائة، وهو رقم عال نوعا ما، ولعل السبب الأساسي في ذلك كون تونس استمرت تتبع مفهوم الاقتصاد المركزي، بمعنى أن الدولة تسيطر على الاقتصاد بشكل كبير، وأن مجهودات الخصخصة لا تزال خجولة، ومشاركات القطاع الخاص تبقى متواضعة للغاية، والتفاوت التنموي ما بين مدينة وأخرى ومنطقة وأخرى بات واضحا ومثار شكوى وتذمر، مما ولد الإحساس بوجود مفاضلة وأولويات لصالح فئات ومناطق على حساب أخرى، الأمر الذي ولد لدى البعض الإحساس بالظلم وفجر الغضب الذي حصل. مفاجأة الذي حدث هي أنه جاء في تونس.. تونس المكان الذي يضرب به المثل في الأمن والسلم الاجتماعي الظاهر، اتضح أن هناك خللا في السوية الاجتماعية، وأن «ظاهر» الرخاء الاقتصادي لم يطل المناطق كافة ولا الشرائح كافة. تونس بلد مستقر، بعيد عن التطرف، ونسبة التعليم فيه ممتازة، ومهارة أبنائه وكفاءاتهم مضرب للأمثال، ومع ذلك هناك احتياج حقيقي ومطلوب بتحرير الكثير من القيود والأنظمة التي كانت مصدرا للشكوى بالنسبة إلى المستثمر الأجنبي في تونس، مما حرم التوانسة من الكثير من الفرص الواعدة، وبالتالي الكثير من فرص التوظيف لهم. والشكوى هذه ليست بجديدة، فهي معروفة منذ وقت طويل للمسؤولين في تونس، وقد يكون الآن الوقت المناسب لبدء التعامل معها بشكل مغاير، وأخذها بشكل جدي وحاسم، وإصلاح ما هو مطلوب. كانت دائما تونس رمزا للاستقرار وأيقونة التطور الاقتصادي، ولكن الأحداث الأخيرة هذه قد تكون بمثابة جرس إيقاظ عالي الصوت للاستماع إلى الشكاوى والمطالب والنظر والتمعن جيدا فيهما، لأن الغضب والدم اللذين كانا سمة المشهد الأخير لم يحصلا من فراغ وبلا سبب.   المصدر: العربية. نت نقلا عن (الشرق الاوسط) اللندنية بتاريخ 27 ديسمبر 2010  


رؤية قتيل الجوع في سيدي بوزيد استشهادي أو انتحاري  

زهير سالم* العزاء لأسرة الفقيد في سيدي بوزيد، والعزاء لأهالي سيدي بوزيد أجمعين، والعزاء لأهالي تونس الخضراء، والعزاء لأمة العرب والمسلمين في رجل يحترق على أعين الناس من أجل رغيف من حلال.. رغيف الحلال قال عنه الإمام أحمد: لو وجدته لأحرقته ودققته وداويت به المرضى. عندما أغلقوا على حامل الشهادة الجامعية كل الأبواب لم يقنط وإنما ترك لهم كل ثمرات تونس الخضراء واصطف مع الباعة على الرصيف يطلب الرغيف الحلال: وينادي بأعلى صوته: مجنونة يا أوطة.. هل من طبيب نفسي يستطيع أن يرصد للعلم والتاريخ حجم المعاناة في نفس الشاب التونسي الذي استأثرت عليه الدولة التي تعترف بها الهيئة العامة للأمم المتحدة، ويباركها مجلس الأمن، ويدعمها البنك الدولي وصندوق نقده، وتساندها واشنطن وباريس، وتتخوف من بديل نظامها تل أبيب، تستأثر دولة بهذا الجبروت وهذا الدعم بحقه في رغيف خبز محروق أو مدقوق.. هل من دارس اجتماعي يرصد لنا عدد هؤلاء الشباب على الخارطة العربية والإسلامية الذين يعيشون فيما يسمى الحالة تحت الحرجة، حيث كل واحد منهم معرض للانفجار في أقصر لحظة أو لأدنى سبب.. أي جهاز حساس يمكن أن يسجل ذروة التوتر التي بلغها الشاب البوزيدي وهو يصب على نفسه الزيت ليحرق نفسه احتجاجا وانتقاما وهربا بل طلبا للخلاص.. كم تساوي قيمة بسطة الخضار التي أحرق الفتى البوزيدي نفسه من أجلها. كيف أنسب قيمتها إلى قيمة شجرة الميلاد التي يقال إن أحد الفنادق العربية نصبها من أجل الاحتفال بعيد الميلاد… نبكي الفتى البوزيدي نعم. نبكيه ونبكي كل فتى من أبناء أمتنا حاصره اليأس والقنوط والظلم أو الذل أو الجوع حتى غدا الموت بالنسبة إليه مهربا أو مخرجا. ألم ينادي أبو الطيب من قبل. كفى بك داء أن ترى الموت شافيا     وحسب المنايا أن يكن أمانيا من شرق العالم الإسلامي إلى غربه تتسع دائرة القانطين هؤلاء وتمتد يوما بعد يوم،  فإذا الحياة في ظل الذل والقهر والجوع هي الكريهة والكئيبة والرعيبة، وإذا الموت هو الحبيب الرغيب المشتهى. بخلوا علينا حتى بالرغيف ويسألوننا لماذا؟! وهل تستطيع أن تغادر المقام دون أن ترجع إلى الجرح الذي خلفه الفقيد في أسرة وأهل وأم وأب، وتلك الأفواه التي كانت تنتظر رغيف الكد والعرق لتقتسمه فيما بينها في مجتمع يسد الخلة فيه المعيل الكاسب..؟! وحين تتتبع مسارب الألم في الواقعة المعاشة المكرورة لا بد أن تتلمسها في نفسية رجل الأمن الضحية الآخر الذي قادته خشونة العيش ليكون سوطا للظلم ويدا للبطش. الشرطي الذي صادر عربة الخضار أو قلبها، هل خطر بباله أنه يسدد مسدسه إلى رأس بائع متجول بسيط فيشعله بالخارق الحارق لمجرد أنه ارتكب مخالفة في عرقلة الحركة في الطريق… ألا يحتاج رجل الأمن هذا إلى فريق من الأطباء النفسيين ليخرجوه من ظلمة الشعور بالإثم الذي يعيش؟! أليس إنسانا؟! ألا يشعر بينه وبين نفسه أنه شريك في جريمة قتل لم يردها؟! وأن الفتى البوزيدي سيظل ينام فوق رأسه كلما وضع هذا الرأس على وسادة.. ألا تقسو المجتمعات العربية على العاملين في ميدان الأمن فيها، أليس هؤلاء أنفسهم جزء من معادلة: (أكل العيش مر). هم فقط السوط الذي يجلد، أو الذراع التي ترتفع وتنخفض، وهم كثيرا ما يعجبون لماذا يسيء الناس الظن فيهم وهم يعلمون أنهم منفذون فقط منفذون، لماذا يكيل الناس بمكيالين بل بمكاييل فيؤثرون الجلاد بالشتيمة والاحتقار ويتخيرون للجلاد الحقيقي أرقى الألقاب والأوصاف.. الدرس من سيدي بوزيد: أن بسطة خضار يمكن أن تكون صاعقا لتفجير كبير، مازال جثمان الشاب البوزيدي يشتعل، ولا أحد يعلم إلى أي مدى يمكن أن تتطاير النار. نعلم أن فرق إطفاء حول العالم ستتحرك، ستحاول أن تخنق الحريق لا أن تطفئه، شهادة التاريخ تقول إنهم عجزوا من قبل مرات ومرات. دارسو التاريخ يؤكدون أنهم لا يستطيعون التنبؤ متى يكون الزلزال. .. السؤال الذي لم يبحث له العالم المتمدن عن جواب: هل قتلى الجوع هؤلاء انتحاريون أو شهداء.. من يبالي؟! —————- *مدير مركز الشرق العربي للاتصال بمدير المركز 00447792232826 zuhair@asharqalarabi.org.uk الثلاثاء 28/12/2010م ——————-
 

عندما ينقلب دعاة الحرية على الحرية

د. محمد بن نصر،المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية birali@hotmail.com في إحدى الندوات الفكرية حول حرية التفكير في الإسلام، قلت بالرغم من قناعتي من أن ما حققته حضارتنا الإسلامية من خطوات مهمّة في مجال حرية الرأي على الأقل في بعض المراحل من تاريخها فإنّنا مازلنا نعاني مشكلات مستعصية مع الرأي المخالف وعلينا أن نواجه هذا الأمر بجرأة وشجاعة وقلت علينا أن نتأسى بما ناله المعارض الأول من حرية مطلقة في التعبير بل الإعلان عن خطة عمل شاملة في مقابل يتحمل مسؤوليته الكاملة عن كل ما يصدر عنه. لقد رفض أن يسجد لآدم وعصى أمر ربّه قناعة وبشجاعة يحسدها عليها كثير من أتباعه من الإنس الذين رفضوا الدين في أصله وبدلا من أن يعلنوا ذلك صراحة تعلقوا بتأويلات وتعيّنات غير سويّة للدين ورقصوا حولها مولولين. كان بمقدور ربّ العزّة أن يحرمه من نعمة الوجود أصلا أو يضيق عليه الخناق كما نفعل بمعارضينا فنحن غالبا ما ندخل من يخالفنا في السياسة السجن ونخرج من الدين من يختلف معنا في فهمه، ولكنه سبحانه منحه الحرية الكاملة بل استجاب لرغبته  » قال أُنظرني إلى يوم يبعثون ، قال إنّك من المنظرين، قال فبما أغويتني لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم، ثمّ لأتينّهم بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين ».  مارس إبليس قناعته بحرية كاملة وهو درس غنيّ بالمعاني للإنسان مفاده: أن الإكراه لا ينفع لا في الدين ولا في الفكر ولا في السياسة ولا في أي مجال آخر. وأن معيار صواب الفكرة وصحتها يكمن في قدرتها على التعبير عن نفسها في النور. اعترض أحد الإخوة الأساتذة المشهود لهم بسعة المعرفة والإطلاع في مجال الأدب والشعر وأتحف السامعين بأبيات غزلية فاضحة حفل بها تراث المسلمين ثم قال متوجّها إلي بالكلام: أبعد هذا مازال من بيننا من يدّعي أننّا لم نعط لحرية التعبير حقّها؟ قلت له ما تفضلت به هو عين المشكلة لأن سهم الحرية المتجه إلى ما تحت الحزام،  طويل اللسان ، قوي الشكيمة ومتفتح إلى حد الابتذال وأما سهم الحرية المتجه إلى منطقة التفكير والإبداع يبدأ في التضاؤل حتى يضمحل تماما وتتعطل ملكة التفكير خوفا وطمعا وتدجينا.  نعم نحن أحرار حين نريد أن نعبث بالقيم والروح التي بها أصبح البشر إنسانا، فسجدت له الملائكة استحقاقا بعد أن مارسوا حقهم في التساؤل وتبين لهم كنه ما استشكل عليهم. نحن أحرار حين نريد أن نجعل من الإنسان الذي كرمه الله بالقدرة على الترقي وابتلاه بقابلية التدني مجرد قوة جنسية جامحة وهيكل لا هم له إلا إشباع حاجاته المادية ولكن هل نحن أحرار حين نفكر ونعمل للتخلص من الاستبداد السياسي والفكري والظلم الاجتماعي والتخلف العلمي؟  لا أعتقد ذلك. تقول يا سيدي أنّنا لم نعرف في تاريخنا مشكلات تتعلق بحرية المخالف في التعبير عن رأيه، حسنا، هل يمكن أن تذكر لي عالما واحدا لم يتعرض حيا أو ميتا للتبديع  والتضليل بل والتكفير أحيانا؟ استحضرت هذه  النقاشات وأنا أفكر في قضية من قضايا الأحوال الساخنة وما أكثرها في بلادنا التي ضاقت بالاختناق فاحتقنت، قضية ما عرف بالبسيكو-أم وتداعياتها، لقد كشفت هذه القضية أن القاسم المشترك بين بعض المنتسبين « للتيار الحداثي » وبعض المنتسبين « للتيار الديني » هو اللجوء إلى الحل السهل العقيم، المتمثل في محاكمة المخالف باسم الدين أو باسم القانون مع تحفظي التام على هذه المفاهيم العائمة التي يراد منها عند الرافعين لشعاراتها تقديس الإنساني وتدنيس الإلهي ولو كان الهدف الأسمى هو رفعة الإنسان وتحريره الفعلي لوجد الحداثي الحقيقي نفسه في توافق تام مع المتدين المؤمن بكرامة الإنسان ومسؤوليته الكاملة عن اختياراته. وكثيرا ما تتشعب النقاشات ويغرق أصحابها في مسائل جزئية وتضيع القضية الأصل. ما هو أصل القضية؟ فنان عبّر بأسلوبه الخاص عن رأيه أو لنقل عبّر عن رأي شريحة من المجتمع بغض النظر عن حجمها وحضورها الفعلي في عدد من الأعمال الفكرية والدرامية. ولم يفعل شيئا أكثر ممّا فعل غيره من الأدباء والفّانين حين قدّموا أعمالا انتقدوا فيها ثقافة المجتمع السائدة معبّرين بدورهم عن هموم فئة من فئات المجتمع. فما الداعي إلى كل هذه الزوبعة حول عمل فنّي كان من المفروض أن يتم نقده وصقله ليستوي على الجودي ويؤدي دوره في تنمية وعي الناس بقضاياهم المصيرية فكل عمل فنّي قابل بطبعه من حيث أنّه جهد إنساني إلى التقويم والتعديل؟ الداعي الحقيقي إلى هذه الزوبعة أمران كلاهما تعبير عن عمق الأزمة التي يعيشها بعض من دعاة الحرية الفكرية. الأمر الأول أنّهم يعانون مشكلة مع الدين في جوهره فعمدوا إلى محاربته انطلاقا من بعض المفاهيم السائدة ما اعوجّ منها وما استقام وفي نفس الوقت لا يريدون أن يظهروا أمام الناس بمظهر المعادين للدّين والأمر الثاني أنّهم يعتقدون أن أفضل وسيلة لنشر قيم الحداثة هو إشاعة قيم التحلل الأخلاقي. وكانوا في الحالتين مخطئين لأنّهم أفسدوا الدين والتمدّن معا.  لو قبلنا تجاوزا وطبقا لإدعائهم أن القيم الدينية مكبّلة للإنسان فإن النتيجة لا تختلف عندما يصبح الإنسان عبدا لشهواته، رهين المحبسين، حبس الملذات وحبس الخوف من فقدانها فتتعطل بذلك عنده ملكة التفكير وتتقوى فيه الرغبة في الانغماس في لحظة المتعة الآنية ذات الجرعات المتعاقبة فلا يستطيع الفكاك منها بل يشرع لنفسه الدوس على كل القيم الأخلاقية من أجل الحصول على سعادته الأرضية. فأدعياء الحداثة لا يضعون للحرية حدودا إلا عندما يستخدمها الآخرون ضدهم فيستفيدون منها ومن نقيضها في ذات الوقت ويلجئون إلى سياسة التخويف و الاستقواء بالقانون. العجيب أنّهم بذلك يثبتون أن حداثتهم هذه في غاية الوهن فهي لا تستطيع الصمود أمام عمل فنّي لشاب مازال في بداية المشوار. هذا المفهوم للحرية لا يفضي في النهاية إلا إلى فقدان الإنسان لذاتيته الإنسانية وهم بذلك أقرب إلى بعض أشكال التحرر التي سادت في أزمنة ماضية من تاريخنا، فهم من دون أن يشعروا أكثر تمسكا بالتقليد من الذين يصفونهم بالرجعيين. ليس معنى ذلك أنّنا نؤيد كل ما جاء في المنتجات الفنية لمغني البسيكو-أم حيث عمد في بعض الحالات إلى وضع المصيب والمخطئ في سلة واحدة ولكننا نؤيد وبقوة حقّه في التعبير عن رأيه مثلما نؤيد حق الآخرين في التعبير عن رأيهم مع ضرورة أن يلتزم الجميع بالآداب العامة المتعارف عليها في مجتمعنا و التي تستند في معظمها إلى القيم الإسلامية. كم تبدو هذه القضايا مجانبة لهموم الناس الحقيقية وهي تحكي غربة المفكرين والمثقفين في بلادنا. فجأة انتفض « المعذبون في الأرض » واكتشف معظم مفكرينا ومثقفينا وفنّانينا أن وسائل الاتصال الحديثة التي يتباهون بامتلاكها فاقدة لشفرة التواصل معهم، تحية لمن استدركوا أمرهم واستجابوا لنداءات المخرومين ولو بعد صمت طويل وتلك قضية أخرى معها سنتوقف عندها في مقال منفصل.

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.