10ème année, N°3808 du 26 .10 .2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادق شورو
وللصحفي الفاهم بوكدوس
ولضحايا قانون الإرهاب
كلمة:تدهور الحالة الصحية لمضربين عن الطعام
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:لا لتسليم المساجين لأسباب سياسية …
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
د.منصف المرزوقي:الرسالة السابعة للشعب التونسي:إستشراف مستقبل النظام في ظل مخططات التوريث والتمديد
زكية الضيفاوي:بيان إلى أساتذة التعليم الثانوي
رسالة الأساتذة المطرودين إلى إضراب التعليم الثانوي
المرصد التونسي:نداء من اجل إنهاء معاناة سجناء ومسرحي الحوض المنجمي
السبيل اولابن:نقابة التعليم الثانوي تؤكد اجراء الاضراب في موعده غدا 27 أكتوبر
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع قليبية قربة: مساندة الأساتذة في إضرابهم الشرعي والقانوني
الصباح:هيئته الإدارية تساند اضراب الاساتذة:اتحاد الشغل يضبط تركيبة اللجان الجهوية والقطاعية
كلمة:أحد أقرباء الرئيس يشتم معتمد المنستير ويهدده
كلمة:مشروع جزائري لمراقبة حدودها مع تونس بالفيديو
طلبة تونس:أخبار الجامعة
الصباح:لأسباب صحية.. ومادية.. واجتماعية:ثلاثمائة و60 ألف عائلة «تقاطع» عيد الأضحى
الصباح:يمثلون 28 بالمائة من مجموع العاطلين:مائة و35 ألف عاطل عن العمل من بين خريجي التعليم العالي
الصباح:من الذاكرة الوطنية:ـ «الشعلة» «الوطد» «الوطج» «المود» والتشظي الايديولوجي
قدس برس:تونس: غلق الملعب الأولمبي برادس بعد أضرار جسيمة لحقته عقب أحداث عنف
قدس برس:تونس: مؤتمر جغرافي دولي يرفض مشاركة إسرائيل ويعتبر ذلك « ميثاق شرف »
ابراهيم بالكيلاني: في تأبين الدكتور رضا الشايبي
محمد المرواني:سيارة الإسعاف التي لا تسعف
الجزيرة.نت:حكم بإعدام عزيز وقياديين عراقيين
الحزب الديمقراطي التقدّمي: نداء لوقف مسلسل الموت بالعراق
حوار/ هادي يحمد:يوسف الصديق: يجب « تحرير القرآن » من أسر القراءة التقليدية
أحمد الشيخ:صنعة الإعلام متى نتقنها؟
د. عبدالوهاب الأفندي: مسلمو الجنوب وقضية الوحدة: حوار مع ‘جنوبي مسلم’
الدستور:تفكيك السودان وإستراتيجية «شد الأطراف ثم بترها» * راكان المجالي
الغد:دراسة: الطلبة المسلمون في المدارس الفرنسية يرفضون تعلم الهولوكوست والحروب الصليبية
ياسر الزعاترة:نتنياهو حين يحرض على «الإسلام الراديكالي»
م ف إ:أبدى استعداد الحركة لعقده في أي عاصمة عربية الرشق ينفي تحديد زمان ومكان لقاء المصالحة
المصريون:الرياض تستضيف الجولة قبل النهائية.. تنسيق مصري- سعودي لتسوية خلافات « فتح » و »حماس » تمهيدًا للتوقيع على ورقة المصالحة
القدس العربي:تدريب محققي الجيش البريطاني على تعرية السجناء لاذلالهم عند الاستجواب
القدس العربي:أمير قطر: لن نسمح لامريكا باستخدام العديد لضرب ايران
Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
سبتمبر 2010
https://www.tunisnews.net/18Octobre10a.htm
تدهور الحالة الصحية لمضربين عن الطعام
حرر من قبل التحرير في الأثنين, 25. أكتوبر 2010 يواصل السجين السياسي السابق محمد رحيم إضرابه المفتوح عن الطعام منذ يوم 9 أكتوبر الجاري وقد أفاد طبيبه الخاص أن حالته الصحية تزداد سوءا وتدهورا وسجل التقرير الطبي انخفاضا كبيرا في ضغط الدم وانخفاضا في دقات القلب وتواتر حالات الإغماء مما جعله يتنقل على كرسي متحرك، وقد أدى وفد من منظمة حرية وإنصاف يوم الجمعة الماضي زيارة إلى محمد رحيم الذي أصر على مواصلة إضرابه حتى تحقيق مطلبه المتمثل في حرية التنقل والعمل.
وقد علمت كلمة أن عددا من شباب الولاية والولايات المجاورة يستعدون إلى إعلان إضرابات تضامنية مع الرحيم.
كما يواصل السجين السياسي السابق عبد اللطيف بوحجيلة إضرابه عن الطعام الذي بدأه يوم 11 أكتوبر الماضي من أجل حقه في التداوي والسفر وقد أفاد بوحجيلة في تسجيل فيديو أنه مصر على مواصلة إضرابه عن الطعام رغم تدهور حالته الصحية. وتواصل الناشطة السياسية غزالة المحمدي إضرابها عن الطعام للمطالبة بالعودة إلى عملها الذي طردت منه بسبب مساندتها لانتفاضة أهالي الحوض المنجمي.
كما يواصل الصحفي السجين الفاهم بوكدوس إضرابه عن الطعام والدواء بالسجن المدني بقفصة للمطالبة بإطلاق سراحه. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 25 أكتوبر 2010)
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين aispp.free@ gmail.com 43 نهج الجزيرة تونس تونس في 26 أكتوبر 2010 لا لتسليم المساجين لأسباب سياسية …
تعتزم السلطات الموريتانية تسليم المواطن التونسي عبد الكريم بن فرج بوراوي للسلطات التونسية بعد أن برئت المحكمة الجنائية في نواكشوط ساحته من تهمة الإنتماء إلى جماعة « أنصار الله » وأطلقت سراحه حسبما صرحت به محاميته الموريطانية فاتمة أمباي . وإذ تعبر الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين عن تضامنها مع عبد الكريم بوراوي فإنها:
1/ تطالب السلطات الموريتانية عدم تسليمه للسلطات التونسية لأن ذلك يشكل خرقا فاضحا للقانونين التونسي والموريتاني اللذان يحجّران تسليم المتهمين لأسباب سياسية.
2/ تدعو السلطات الموريتانية إلى إطلاق سراحه فورا و وقف كل المضايقات بحقه وتعتبر عملية إحتجازه بعد تبرئة القضاء له جريمة في حقه يتحمل المتورطون فيه المسؤولية كاملة عن السلامة الجسدية و الحرمة المعنوية للمحتجز لديهم.
عن الهيئة المديرة نائب الرئيس الأستاذ عبد الوهاب معطر
الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 18 ذو القعدة 1431 الموافق ل 26 أكتوبر 2010 أخبار الحريات في تونس
1) اعتقال طبيب الأسنان الدكتور سفيان الونيفي بمنزل بورقيبة: اعتقل أعوان البوليس السياسي بمدينة منزل بورقيبة بعد ظهر اليوم الثلاثاء 26 أكتوبر 2010 طبيب الأسنان الدكتور سفيان الونيفي واقتادوه إلى جهة مجهولة بعد أن فتشوا عيادته ومنزل عائلته تفتيشا دقيقا، ولا تزال عائلته تجهل سبب ومكان اعتقاله. وحرية وإنصاف تستنكر هذه الاعتقالات العشوائية وتدعو إلى الإفراج الفوري عن الدكتور سفيان الونيفي حتى يعود إلى سالف نشاطه كما تطالب بإطلاق سراح جميع المساجين السياسيين ومساجين الرأي وفي مقدمتهم الدكتور الصادق شورو والصحفي الفاهم بوكدوس. 2) الرئيس السابق لحركة النهضة السيد محمد العكروت يعلق الإضراب عن الطعام: علق السجين السياسي السابق السيد محمد العكروت الإضراب عن الطعام الذي شنه منذ أيام للاحتجاج على المضايقات المتكررة التي يتعرض لها من قبل أعوان البوليس السياسي وللمطالبة بحقه في استخراج جواز السفر، وقد اتخذ هذا القرار بعد الوعود التي تلقاها من قبل أعوان هذا الجهاز بعدم التعرض للمضايقة في المستقبل. علما بأن السيد محمد العكروت كان له فضاء يستغله في تربية الماشية بغاية التجارة وإذا برئيس مركز شرطة المكان يتصل به ويأمره بغلق هذا الفضاء مع تهديده باستعمال القوة العامة وهو ما دفعه للدخول في إضراب عن الطعام للتعبير عن احتجاجه الشديد ضد هذا التدخل السافر من قبل هذا المسؤول الأمني. 3) حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. منظمة حرية وإنصاف
الرسالة السابعة للشعب التونسي:
إستشراف مستقبل النظام في ظل مخططات التوريث والتمديد
http://www.youtube.com/watch?v=nTz-wBa74AM رسائل د. منصف المرزوقي إلى الشعب التونسي محاولة للتواصل مع الشعب وقواه الحية عبر الوسائل التقنية الحديثة. دعوة للحوار مع شباب البلاد ونخبه الجديدة الذين حُرموا طيلة عقدين كاملين من الاحتكاك بالرعيل الأول للمناضلين وبأصحاب الأفكار والمشاريع.
أصدقاء الدكتور منصف المرزوقي تذكير: رابط الحلقة الأولى : http://www.youtube.com/watch?v=sFdjSmslND رابط الحلقة الثانية : http://www.youtube.com/watch?v=sFdjSmslND8 رابط الحلقة الثالثة http://www.youtube.com/watch?v=2foG-rkaxio رابط الحلقة الرابعة http://www.youtube.com/watch?v=ngY2j9YGLj8 رابط الحلقة الخامسة http://www.youtube.com/watch?v=fZV2aagvtng رابط الحلقة السادسةhttp://www.youtube.com/watch?v=w8CBkjWMJQ4
تونس في :27 أكتوبر 2010 زكية الضيفاوي
بيان إلى أساتذة التعليم الثانوي
أيتها الزميلات أيها الزملاء تحية تربوية ونضالية، وبعد
إني زكية الضيفاوي، أستاذة تعليم ثانوي لمادتي التاريخ والجغرافيا وصاحبة المعرف الوحيد عدد 63051919 ، المحرومة من حقي قي ممارسة المهنة منذ سبتمبر 2008 بقرار طرد تعسفي وخارج عن كل الصيغ القانونية كان قد صدر ضدي إثر محاكمتي على خلفية مساندتي للاحتجاجات الاجتماعية التي خاضها أهالي الحوض المنجمي آنذاك وتبنتها ودافعت عنها منظمتكم العتيدة « الاتحاد العام التونسي للشغل » ،إني وبكل روح الزمالة وبإصرار شديد على الانتماء لقطاع عملت ضمنه 14 سنة بحالها شاركته خلالها كل أشكال النضال دفاعا على حرمة المدرسين ومؤسساتهم التربوية أعلن اليوم، وبعد أكثر من عامين من حرماني من عملي، تمسكي بالانتماء للقطاع وتبنيّ لكل نضالا ته وأشد على أياديكم وأستميت معكم في الدفاع عن مطالبنا .
أيتها الزميلات أيها الزملاء
إنني وإذ يتعذر علي اليوم مشاركتكم الإضراب عن العمل كشكل احتجاجي على تردي ظروف القطاع المادية والمعنوية ودفاعا عن مطالب لن يكون للقطاع هبته دون تحقيقها فإني أعلن عزمي الشديد على أن أشارككم تحرككم النضالي هذا ولكن بشكل آخر ، هو الشكل الوحيد المتاح لي في ظرفي هذا، ألا وهو الإضراب عن الطعام إضرابا رمزيا بيوم واحد، يوافق يوم امتناعكم عن العمل، تعبيرا مني على تمسكي بالانتماء للقطاع وانشغالي بمشاغله واستعدادي الدائم للدفاع معكم عن مطالبه .
أيتها الزميلات أيها الزملاء
لا يسعني في الختام إلا أن أتوجه بالشكر لكل المضربين والمضربات وإلى نقابتنا العامة على روحها النضالية ولكل من ساهم في إنجاح الإضراب وفي مساندته من مختلف القطاعات الأخرى.
دمتم مربين واعين بحقوقكم مدافعين عنها مقدرين لمسؤولياتكم دامت نضالات الشغيلة حرة مستقلة على أرض الخضراء زكية الضيفاوي
تونس في 25 أكتوبر 2010 رسالة الأساتذة المطرودين إلى إضراب التعليم الثانوي
زميلاتنا،زملاءنا
لا يسعنا في هذا اليوم الأغر إلا أن نتوجّه لكم بتحية النضال وأنتم تنظمون الإضراب العام القطاعي دفاعا عن مطالب القطاع المزمنة والمستهدفة أكثر من أي وقت مضى.إن هذا الإضراب وما يطرحه من قضايا تهم القواعد الأستاذية العريضة إنما هو ربط مع تقاليد الحركة النقابية الحرّة، وتقاليد قطاعنا المناضل الذي خطّ تاريخه بالملاحم والمعارك والانتصارات.
إننا إذ نتألّم لعدم عودتنا الى صفوفكم لنكون في طليعة الأساتذة المضربين، ورغم ذلك فان عقولنا وقلوبنا معكم، معكم يا من تدافعون عن شرف القطاع وعن حق الأساتذة في حياة كريمة، حياة مهنية واجتماعية تصان فيها الكرامة والحقوق، بما في ذلك الحق في العمل المستقر واحترام الحق النقابي،المنتهكين في قطاعنا من قبل وزارة الإشراف ولا أدل على ذلك تواصل المظلمة التي نعيشها منذ 11 سبتمبر 2007 لا لقصور بيداغوجي أو مهني، بل لإصرارنا على أن نكون أساتذة أحرار جديرين فعلا بلقب مربي.
إننا-الأساتذة المطرودون لأسباب نقابية-الأساتذة محمد مومني(أستاذ الفلسفة-معهد 7 نوفمبر بالتضامن/أريانة)ومعز الزغلامي(أستاذ الانجليزية بإعدادية نفطة/توزر) وعلي الجلولي(أستاذ الفلسفة بمعهد ابن منظور-قبلي)، نتوجه إلى عموم زميلاتنا وزملائنا في كل مواقع العمل والنضال وفي مقدمتهم نقابتنا العامة، بأصدق عبارات المساندة، وأحر عبارات الاعتزاز على اعتبار مطلب إعادتنا إلى سالف عملنا،كمطلب قطاعي ذي أولوية. *عاشت نضالات الأساتذة.
*عاشت النقابة العامة للتعليم الثانوي.
الأساتذة المطرودون لأسباب نقابية
نرجو من اخوتكم الاطلاع على مهزلة طردنا من العمل على الروابط التالية و هي جميعا محجوبة في تونس
http://moumni.maktoobblog.com/ http://3profexclu.blogspot.com/ http://professors-expelled.blogspot.com/
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 26 / 10 / 2010 نداء من اجل إنهاء معاناة سجناء ومسرحي الحوض المنجمي
مرت أكثر من سنتين على اندلاع الحركة الاجتماعية – الاحتجاجية في الحوض المنجمي جنوب تونس وصدرت فيها أحكام بالسجن على العشرات من النقابيين والنشطاء ورغم قيام السلطة بإطلاق سراح اغلبهم في مناسبات سابقة فان معاناة المسرحين وباقي المسجونين متواصلة من ذلك : – تواصل سجن الصحفي الفاهم بوكدوس والناشط حسن بن عبدالله والعمل على التنكيل بهم داخل السجن وهو ما دفع الصحفي الفاهم بوكدوس على الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام منذ 08 / 10 / 2010 – تعرض اغلب المسرحين من السجن سابقا إلى المراقبة الأمنية كما لم يسمح لهم بالعودة إلى سالف أعمالهم . – استهداف كل من ساند هذه الحركة الاحتجاجية مثل الناشطتين غزالة محمدي وزكية الضيفاوي التين تعرضتا إلى السجن أو إلى الطرد من العمل على خلفية هذه المساندة إن المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية يوجه هذا النداء ويطالب ب : 1- الإسراع بإطلاق سراح الصحفي الفاهم بوكدوس والناشط حسن بن عبدالله خاصة وان الوضع الصحي للصحفي الفاهم بوكدوس اصبح ينذر بالخطر 2 – تسوية وضعية كل المسرحين وإرجاعهم الى سالف أعمالهم ووقف كل التضييقات ضدهم . 3 – وقف استهداف النشطاء الذين ساندوا قضية الحوض المنجمي خاصة الناشطتين غزالة محمدي وزكية الضيفاوي 4 – فتح حوار جدي وشفاف مع ممثلي المجتمع المدني والنشطاء والنقابيين في منطقة الحوض المنجمي لتجاوز كل الإشكالات العالقة وبحث السبل والإجراءات الكفيلة بخلق تنمية عادلة في هذه الجهة . يأمل المرصد أن يجد هذا النداء التجاوب المطلوب من اجل إنهاء هذه المعاناة وتجاوز حالة الاحتقان والتوتر التي خلفتها . عن المرصد المنسق العام محمد العيادي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertéssyndicaux
نقابة التعليم الثانوي تؤكد اجراء الاضراب في موعده غدا 27 أكتوبر
السبيل أونلاين – تونس – عاجل
أكد الكاتب العام للنقابة العامة للتعليم الثانوي للسبيل أونلاين سامي الطاهري مساء اليوم الثلاثاء 26 أكتوبر 2010 ، أن اضراب أساتذة التعليم الثانوي سيجري في موعده المُقرر صباح غدا الاربعاء 27 أكتوبر 2010 ، وهو ما أكده لنا أيضا منسق المرصد التونسي للحريات النقابية محمد العيادي .
وسيكون شكل الاضراب ، اضرابا حضوريا حيث يجتمع الأساتذة في كامل أنحاء الجمهورية التونسية في معاهدهم على الساعة الثامنة صباحا (8:00) ، أمّا الأساتذة الذين لديهم يوم بيداغوجي سيجتمعون أمام معاهدهم الأصلية مع بقية الأساتذة ، ثم يلتحق جميعهم على الساعة الحادية عشر صباحا (11:00) للتجمع أمام الاتحادات الجهوية للشغل ، وبالنسبة لتونس الكبرى سيكون تجمع الأساتذة في بطحاء محمد علي.
وقالت نفس المصادر أن السبب الأول للإضراب هو المطالبة بتخفيض سن التقاعد الى 55 سنة بسبب مشقة مهنة التعليم ، والسبب الثاني هو القانون الأساسي والتي رفضت السلطات الحوار حوله مع النقابة ، والسبب الثالث فهي مطالب ذات صبغة مالية مثل المطالبة بالزيادة في المنح الخصوصية والزيادة في منحة مراقبة واصلاح الامتحانات الوطنية واحداث منحة مشقّة ،أما السبب الرابع فهو المطالبة بإعادة المطرودين لأسباب نقابية الى عملهم ، من بينهم محمد المومني وعلي الجلولي ومعز الزغلامي الذين شنوا في وقت سابق اضرابا عن الطعام لمدة 39 يوما بعد أن رفضت وزارة التربية اعادتهم لسالف عملهم ، ومن الأساتذة المطرودة أيضا زكية الضيفاوي وعادل جيّار وذلك بسبب أحداث الحوض المنجمي . اضافة الى مطالب قطاعية أخرى .
واشارت تلك المصادر الى أن وزارة التربية تنصّلت من الحوار ولم تتحلى بالجدية اللازمة لمعالجة المشاكل المتراكمة ، على الرغم من ضبط رزنامة للتفاوض في النقاط المطروحة في اللائحة المهنية .
ودعت النقابة العامة للتعليم الثانوي الاساتذة الى الالتزام بتراتيب الاضراب وان يعتمدوا النقابة وهياكلهم النقابية الاساسية والجهوية كمصدر وحيد للإعلام ، ونفت بشدة ما روّجه البعض على الشبكة الاجتماعية « الفايسبوك » وبعض المواقع الأخرى حول الغاء الإضراب ، وقالت « ليكن في علم الجميع ان الاضراب لا يلغى ليلة الاضراب ، وان قرار الاضراب صادر عن هيئة ادارية قطاعية تتكون من كافة الكتاب العامين للنقابات الجهوية ، زائد الاعضاء التسعة للنقابة العامة ، زائد ممثل عن المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل ، ولن يلغي الاضراب الا هيئة ادارية مماثلة ، ولن يكون ذلك طبعا الا اذا استجابت وزارة الاشراف الى كافة مطالبنا وهذا مستحيل بالنظر الى نهج المماطلة والتسويف وربح الوقت المتبع من قبلها »، حسب تعبيرها.
من تونس – عبد السلام التوكابري
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 26 أكتوبر 2010)
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان( في السنة ال33 من وجودها القانوني=قبل 10سنوات من مجيء نوفمبر) فرع قليبية قربة في السنة ال5 من الحصار البوليسي الظالم وغير القانوني المضروب عليه=بعد18سنة من نوفمبر) مساندة الأساتذة في إضرابهم الشرعي والقانوني
باسمي الخاص وباسم منخرطي فرع قليبية قربة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وانطلاقا من المبادئ والقيم الإنسانية النبيلة التي تحركنا وتدفعنا إلى رفض كل مظاهر التسلط والإستغلال، وتدعونا إلى مساندة كل من يتحرك للدفاع عن حقه في الرفع من مستواه المادي والمعنوي، وحقه في الحياة الحرة الكريمة – باسم كل ذلك نرى لزاما علينا كحركة حقوقية ديمقراطية مناضلة أن نساند أساتذتنا الكرام الذين يتحركون التحرك الإنساني النبيل في إثبات وجودهم والدفاع عن كرامتهم وحقوقهم. وإذا كان من المطلوب من المدرسة أن تُنشئ المواطن المتوازن والحر والصالح، فإن المكوّن له ينبغى أن تتوفّرله جميغ الظروف، المادية والمعنوية والنفسية، المناسبة له والتي تجعله ينجح في تأدية رسالته النبيلة، انطلاقا من أن » فاقد الشيء لا يُعطيه ». إننا لنشدّ على أيديكم أيها الأساتذة الأحرار(نساء ورجالا)، ونحي نضالكم الشجاع رغم كل محاولات التخويف والترهيب المسلّطة عليكم والتي تواجهونها بكل صبر وثبات ومسؤولية، فإلى الأمام, وأن مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة، ولا نامت أعين الجبناء، سواء أولئك الذين خجلوا من أنفسهم ومن زملائهم الأساتذة، أو خافوا من الإدارة، ومن الخصم من المرتب، أو هؤلاء الذين لم يُضربوا، وعبّروا على أنهم ليسوا من الأساتذة ولا يحملون شيئا من همّتهم ورسالتهم الإنسانية البيلة، واختاروا أن يعيشوا تحت أحذية المتغِلّ دون أن يصل وعيهم المتدني إلى درجة أن يعرفوا أنهم تحت الإستغلال،,هم إن عرفوا حالهم فتلك مصيبة لهم ، وإن لم يعرفوا فهذه مصيبة أكبر وأعظم ويكونون بذلك غير جديرين بأن يكون أبناؤنا أمانة بين أيديهم، لأنهم سيجعلون منهم كائنات مشوهة،دون كرامة ولا أخلاق، باعتبار أنذ كما يكون المكوّنُ يكن المكوَّن.تحيتنا القلبية .. تحية الوفاء والتقدير والمحبة، لكل الأحرار في جميع الميادين، خاصة في ميدان التعليم، الذي يعتبر مصنعا للكفاءات الوطنية التي سترفع الوطن وتبني عزته. فسلام عليكم وأنتم تمارسون مهنتكم الشريفة، وسلام عليكم وأنتم تنفذون إضرابكم دفاعا عن شرفكم وكرامتكم وحيلتكم الحرة العزيزة، فلاحياة دون كرامة، علما وأن تلميذك وأنت تقوم بتدريسه يعرف حقيقتك، ويعرف إن كنت حرا أو مستعبدا كل ذلك من خلال مشاعرك وتعابيرك وقسمات وجهك وحركات يديك، وتحركك في الفصل، ونظرات عينك. وهذا التلميذ قادر على الفرز والغربلة، وهو سيحتقر الجبناء، الذين عملوا على تكسير إضرابكم بكل الطرق، وسيحترم الشرفاء الأحرار المناضلين في سبيل الحق » عش عزيزا ، أو مُتْ وأنت كريم » وأنت العزيز يا صاحبي فلا تحزن لخسارة الملاليم من مرتبك، لأنك ربحت عزة نفسك وكرامتها، بينما الجبناء حرموا أنفسهم من هذا العز، ولن يفرحوا كثيرا بتلك الملاليم تبقى في مرتبهم، ألا يكفيكم عزا أن ما ستحققونه ليس لكم وحدكم بل لجميع الأساتذة، وهذا مكسب، كبير، لكم، لو كان الجبناء يعلمون؟لكن من أين لهم أن يعلموا، وهم لا يملكون إرادتهم؟ مساكين، ولا يفهمون. فلْيفكروا لو سمح لهم أسيادهم بالتفكير.. قليبية في 26/10/2010 رئيس الفرع عبد القادر الدردوري — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertéssyndicaux
هيئته الإدارية تساند اضراب الاساتذة اتحاد الشغل يضبط تركيبة اللجان الجهوية والقطاعية
علمت « الصباح » أن الاتحاد العام التونسي للشغل تقدم خلال اشغال الهيئة الادارية ليوم السبت الماضي بمقترح حول تركيبة اللجان الخاصة بالمجلس الوطني المقرر عقده ايام 10و11 و12 فيفري2011 وضمت اللجان الاتحادات الجهوية التابعة للاتحاد والقطاعات الناشطة فيه. كما ساند اعضاء الهيئة الادارية تحركات الاساتذة المقررة ليوم غد 27 اكتوبر. وكشف الاتحاد عن تركيبة اللجان التي ستوكل لها مهمة إعداد اللوائح الخاصة بالمجلس وتتكون تركيبة لجنة الصناديق الاجتماعية وانظمة التقاعد من اربعة اعضاء من المكتب التنفيذي هم السادة عبيد البريكي الامين العام المساعد المكلف بالتكوين النقابي والتثقيف العمالي ورضا بوزريبة الامين العام المساعد المكلف بالتغطية الاجتماعية والصحة والسلامة المهنية وحسين العباسي الامين العام المساعد المكلف بالدراسات والتشريع ومحمد شندول المكلف بالاعلام. أما القطاعات التي ستشارك في اشغال هذه اللجنة فهي الضمان الاجتماعي والصحة والبريد والنقل واطباء الصحة كما تتكون لجنة انظمة التقاعد من خمس جهات وهي قابس وسوسة وصفاقس وجندوبة والمهدية. المفاوضات كما حدد اتحاد الشغل تركيبة لجنة المفاوضات الاجتماعية والتي ستتكون ايضا من اربعة اعضاء من المكتب التنفيذي هم السادة بلقاسم العياري (القطاع الخاص) والمولدي الجندوبي(الدواوين والمنشات العمومية) ومنصف اليعقوبي (الشباب العامل والمراة والجمعيات) والمنصف الزاهي (الوظيفة العمومية) وستشارك خمس جهات في اشغال للجنة وهي زغوان وتوزر ومدنين وسليانة والمنستير وتضم قطاع المالية والمهن والخدمات والكهرباء والغاز وعملة التربية والبلديات. اما لجنة التشغيل والعلاقات الشغلية والجباية فسيشرف عليها السادة محمد السحيمي (العلاقات الخارجية والهجرة) وعبيد البريكي وحسين العباسي. وبخصوص التركيبة الجهوية للجان فقد تم اختيار الاتحادات الجهوية بتطاوين واريانة والقصرين وباجة وسيدي بوزيد وستكون قطاعات المياه والفلاحة والتكوين والتشغيل والسكك الحديدية والبناء من القطاعات المكونة لهذه اللجنة. وستتكون لجنة الهيكلة من السادة علي رمضان (النظام الداخلي) ومنصف اليعقوبي وحسين العباسي ومحمد شندول وستضم قطاعات النفط والسياحة والمعادن والبنوك والتعليم العالي والبحث العلمي أما الاتحادات الجهوية المشاركة فستكون تونس وبن عروس والقيروان والكاف وقفصة كما يشرف مقرر اللجنة الوطنية للنظام الداخلي السيد منعم عميرة على اشغال لجنة الهيكلة. وتتكون اللجنة الوطنية لاعداد الوثيقة المرجعية للسياسة التعليمية من السادة محمد سعد(المالية) والمنصف الزاهي والمولدي الجندوبي وعبيد البريكي.وتضم نقابات التعليم الثانوي والتعليم الاساسي وعملة التعليم العالي والتاطير والارشاد والشباب والطفولة. خليل الحناشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 أكتوبر 2010)
أحد أقرباء الرئيس يشتم معتمد المنستير ويهدده
حرر من قبل التحرير في الأثنين, 25. أكتوبر 2010 اقتحم قيس بن علي قريب الرئيس التونسي يوم السبت 23 أكتوبر الجاري مقر مكتب معتمد المنستير متوجها له بجملة من الشتائم والتهديدات، وقد أفادت مصادرنا أن معتمد المنستير اشتكى من الضوضاء التي يحدثها المنتزه الترفيهي الملاصق للمعتمدية والمملوك لقيس بن علي، كما طالب العاملين به بالهدوء، وهو ما جعل قيس بن على يغضب و يشتم المعتمد ويهدده.
يذكر أن الحديقة العمومية الملاصقة لمقر معتمدية المنستير كان قد تسوغها قيس بن على لمدة 99 سنة و حولها إلى منتزه ترفيهي، وقد أثار تحويلها إلى منتزه احتجاجات من قبل بعض المواطنين.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 25 أكتوبر 2010)
مشروع جزائري لمراقبة حدودها مع تونس بالفيديو
حرر من قبل التحرير في الأثنين, 25. أكتوبر 2010
شرعت السلطات الجزائرية حسب عدد من الصحف الصادرة يوم أمس الإثنين 25 أكتوبر في تنصيب كاميرات مراقبة على طول الحدود التونسية الجزائرية حيث من المقرر تنصيب كامرات تتوفر عل تقنية متطورة قادرة على التصوير الموسع وتحويل الصور تفصل الواحدة عن الأخرى مسافة 10 كلم. يذكر أن تنسيقا أمنيا تونسيا جزائريا واسعا يتم بين قوات الجمارك التونسية والجزائرية قصد الحد من حركة المهربين التي تتزايد في هذه الفترة من السنة حيث يعمل المهربون على تهريب الماشية والتبغ والبنزين ومواد أخرى. والإتجار بها في السوق الموازية. وقد تسببت مقاومة التهريب في عدة كوارث إجتماعية حيث حصلت عدة حوادث.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 25 أكتوبر 2010)
طلبة تونس أخبار الجامعة الخميس 21 أكتوبر 2010 العدد السادس – السنة الخامسة –
احتفـــــاء بالسنــــة الدوليــــة للشبـــاب 2010 :
1 – تونـــــس : محاكمــــة طالبيــــن مــن المعهـــد العالـــي للإعلاميـــة بالقيـــروان ….
مثل يوم الإربعاء 13 أكتوبر 2010 أمام الدائرة الجناحية الثامنة بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي لسعد الشمّاخي في القضية عدد 16966 / 2010 كل من الطالبين : نــور الديــن بــن الطيّـــب بــن عامـــر بــــن عيســى : مولود في 15 ماي 1987 – بحالة إيقاف – رمـــــزي بـــن محمــد البشيــر بـــن عبـــد الحفيــظ الزغـــدودي : مولود في 14 فيفري 1988 و ذلك من أجل تهمة » عقد اجتماعات غير مرخّص فيها » و قد أنكر الطالبان ما نسب إليهما كما طالب الأساتذة المحامين سمير بن عمر و وئام الدبّوسي و المختار الجماعي إخلاء سبيل منوّبيهم لعدم توفر الأركان القانونية لتهمة الإحالة ….
2 – تونــــس : محاكمــــة ثلاثـــة طلبــــة آخريـــن من المعهـــد العالـــي للإعلاميـــة بالقيــروان ….
كما مثل في نفس اليوم و أمام نفس الدائرة الجناحية الثامنة برئاسة القاضي لسعد الشمّاخي في القضية عدد 17472 / 2010 ثلاثة طلبة من نفس المؤسسة الجامعية بتهمة » عقد اجتماعات غير مرخّص فيها » و الطلبة المحالون هم : –عبـــد القـــادر بـــن يونـــس بـــن عمـــر الحسنـــي : مولود في 24 فيفري 1987 – أحمـــــــد بــــن فتحــــي بـــن عمــر الصويعـــي : مولود في 27 ديسمبر 1986 – بحالة إيقاف – – عمّـــــار بـــــن حسيـــــن بـــن محمــــد بلّيلــــي : مولود في 10 ديسمبر 1985 و استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة شوقي الطبيب و هندة الهرمي و مختار الجماعي و بوبكر الفرحاتي قرّرت المحكمة تأخير النظر في القضية لجلسة يوم الإربعاء 27 أكتوبر 2010 …. 3 – القيـــروان : تأجيــــل النظـــر في اعتـــراض مناضــلي الإتحــاد العــام لطلبـــة تونـــس ….
مثل أمام محكمة الناحية بالقيروان يوم الإربعاء 13 أكتوبر 2010 أربعة من مناضلي اتحاد الطلبة الذين اعترضوا على الحكم الصادر بحقهم في شهر جويلية الفارط و الذي قضى بسجنهم لمدة ثلاثة أشهر بتهمة » هضم جانب موظف بالقول أثناء مباشرته لعمله » و الطلبة المحالون هم :
حسيـــــن السويســـي : الرابعة عربية – كاتب عام المكتب الفيدرالي للإتحاد عثمــــــان القــــراوي : الرابعة فلسفة – عضو مكتب فيدرالي بــــدر الديـــن الشعبانـــي : الرابعة عربية – عضو مكتب فيدرالي صابـــــر السالمــــــي : الثانية فرنسية – ناشط نقابي
و استجابة لطلب الدفاع المتكوّن من الأساتذة خالد الكريشي و شكري بلعيد و فوزي المقدّم قرّرت المحكمة تأجيل النظر في القضية إلى يوم الإربعاء 27 أكتوبر 2010 و من المعلوم أن الطلبة المحالين على المحاكمة قد تم طردهم من كلية الآداب بالقيروان في مارس 2009 بسبب نشاطهم النقابي و السياسي ….
تونــــــس : اختفـــــاء طالـــــب يـــــدرس فـــــي المرحلــــة الثالثــــــة …..
اختفى الطالب علــــــي بـــن محمــــد بــــن ناصــــر بـــن عــــون عن أنظار عائلته منذ مساء يوم الثلاثاء 12 أكتوبر2010 حيث خرج لشراء بعض الحاجيات من حانوت لبيع المواد الغذائية قريب من منزله الكائن بقصر السعيد القريبة من مدينة منوبة و لكنه لم يعد و يرجّح أن يكون تم اعتقاله من قبل البوليس السياسي ….
مع العلم بأن الطالب علي بن عون – وهو سجين سياسي سابق – يدرس بالمرحلة الثالثة بالمعهد الأعلى لأصول الدين في اختصاص علوم القرآن و الحديث وهو متحصّل على الإجازة في التفكير الإسلامي و العلوم الشرعية …. الكاتـــــب العــــام لنقابـــة التعليـــم الثانـــوي يقــــول : الإضــــراب هـــو ردّ صريـــح و قانونـــي علــى غلــــق بـــاب التفـــــــاوض ….
أيام قليلة قبل شنّ الإضراب المقرّر في كافة إعداديات و معاهد البلاد يوم الإربعاء 27 أكتوبر 2010 أعلن الكاتب العام لنقابة التعليم الثانوي سامـــــي الطاهــــري بشكل لا لبس فيه إصرار و تمسّك النقابة و الإطار التربوي بموعد الإضراب الذي تشير كل المؤشّرات إلى أنه سيكون ناجحا و أشار الطاهري في حوار مع جريدة » الوحدة » ( العدد 701 ) إلى » الغضب الذي يسود أوساط الأساتذة إزاء استمرار وزارة التربية في تجاهل مطالبهم و إزاء تدهور ظروف العمل في المؤسسة التربوية . وهو دفاع مشروع ضد هجمة من سلطة الإشراف على الحقوق و المكاسب التي حققها الأساتذة عبر عقود »
من ناحية أخرى قال الطاهري أن » العودة المدرسية انطلقت في ظل غياب مناشير واضحة تنظّمها تعوّدنا أن تصدر نهاية السنة الدراسية السابقة ، و في ظلّ بيانات و بلاغات من الوزارة متضاربة جعلت من بعض الصحف قنوات لها . فقد أقدمت الوزارة على عدة إجراءات دون استشارة و دون أي تقييم و ليس لها أي مبرّرات مقنعة للقيام بها ، مثل تغيير شكل تحية العلم و إلغاء الباك سبور و إلغاء الأسبوع المغلق في الإعدادي و الإبقاء عليه في الثانوي ، و الترويج لتغيير نظام العطل ثم التراجع عنه و غياب روزنامة الإمتحانات التي لم تصدر بعد . إضافة إلى بعض الهنّات في الكتب المدرسية ، كإصرار الوزارة على إبقاء أنريكو ماسياس في السنة السابعة فرنسية رغم مجاهرته بالصهيونية و العنصرية ، و ما اطلعت عليه اللجنة الخاصة من خرائط للوطن العربي دسّت فيها نزعات تطبيعية غير معلنة . كما فوجئنا مؤخرا في الإجتماعات الإخبارية مع المتفقّدين بشبكة جديدة لإسناد الأعداد البيداغوجية يشوبها الكثير من الغموض و تنذر باستهداف حقوق المدرّسين من المجال البيداغوجي و الترقيات و غيرها دون أن يصحبها إعلام رسمي من الوزارة يوضّح هذا التغيير و يقدّم مبرّراته . و الملاحظ أن هذه الإجراءات قد مسّت جوانب هامشية في العملية التربوية و لم تذهب إلى جوهر القضايا الحقيقية الواجب الإنكباب عليها بالتقييم و المراجعة إنقاذا للمدرسة التونسية و للمستوى المتدنّي للتعليم في البلاد » بسبـــب ارتفاع نسبة بطالــة أصحــاب الشهــادات العليــا : هل تدخــل تونــس موسوعــة غينيــس للأرقــــــام القياسيــــة ؟
سنة بعد سنة يزداد واقع بطالة أصحاب الشهادات العليا سوءا و تعقيدا خاصة مع ارتفاع عدد الخرّيجين الذي قارب في السنة الفارطة السبعين ألفا و من المنتظر أن يصل إلى ثمانين ألف في نهاية السنة الجامعية الحالية و قد تمّ إحصاء 300 ألف خرّيج خلال الخمس سنوات الفارطة فقط و قد انعكس ذلك في شكل ظواهر اجتماعية لم تكن مألوفة من قبل في بلادنا بحيث أنه من غير المستغرب في الوقت الحاضر أن تجد صاحب شهادة عليا يعمل في بيع الغلال أو نادل في مقهى أو يعمل في حانوت لبيع المواد الغذائية أو بيع السمك أو يعمل » جنّان » أو في حضيرة بناء و هناك من الخرّيجات من تشتغل حتى كمعينة منزلية …. فهل تم تشييد الكليات و المعاهد و إنفاق آلاف المليارات لتكوين الطلبة التي يؤمّونها ثم ليشتغلوا في نهاية المطاف في مثل هذه الأعمال التي لا تتطلّب أي تكوين جامعي و لا حتى ثانوي أو ابتدائي …. إنها أزمة حقيقية و خانقة و ليس هناك أمل في المدى المنظور لتجاوزها ….
منظومـــــة التقاعــــد في تونـــس : أرقــام مفزعـــة و مستقبـــل غيــر وردي لخرّيجــي الجامعــة ….
تشير دراسات و تقديرات الخبراء الإقتصاديين إلى أن منظومة التقاعد ستشهد صعوبات حادّة إن لم تكن كارثية خلال السنوات القادمة و ما يليها و ذلك بسبب الخلل الهيكلي الذي أصيبت به منذ بداية تسعينات القرن الماضي بحيث لن تكون هناك أي إمكانية لتجاوز وضعيتها السيئة رغم الحلول الترقيعية التي تم اعتمادها أو يتم التخطيط لتنفيذها في السنوات القادمة ….. و سيكون خرّيجو التعليم العالي في مقدّمة ضحاياها لأنه ببساطة ستكون الصناديق الإجتماعية فارغة أو تكاد …. و قد أشار الخبراء إلى أن العجز الجملي لصناديق التقاعد سيبلغ حسب الإسقاطات المتفائلة 5 آلاف مليار سنة 2016 و أن النمط التراكمي من العجز في منظومة التقاعد عموما سيبلغ ما لا يقلّ عن 80 ألف مليار سنة 2030 وهي أرقام مرعبة بكل المقاييس خاصة و أن الأزمة الإقتصادية العالمية – وهي بنيوية – لا زالت في بدايتها و يبدو أنها ستتواصل لسنوات عديدة قادمة و ما يؤكد ذلك إقدام العديد من الدول الأوروبية – وكان آخرها بريطانيا – على سياسات تقشف تاريخية لم تشهد لها مثيلا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية …. باكالوريـــــا 2011 : انطـــــلاق الإختبــــارات يــــوم الخميــــس 9 جوان 2011 ….
قررت وزارة التربية إجراء مناظرة الباكالوريا انطلاقا من يوم الخميس 9 جوان على أن تتواصل إلى يوم الإربعاء 15 جوان كما حدّد يوم الثلاثاء 28 جوان لانطلاق دورة التدارك
و كانت الدورة السابقة قد شهدت مشاركة أكثر من 139 ألف مترشح و بلغت نسبة النجاح 55،5 في المائة
و تبعا لذلك فمن المنتظر أن يكون الأسبوع المغلق الثالث و الأخير خلال السنة الدراسية الحالية في الفترة من يوم الإثنين 31 ماي إلى 5 جوان 2011 30 طالــــب يوقّعــــون علـــى عريضــة تطالـــب بإطــلاق سـراح الصحفــي الفاهــم بوكــدّوس :
طالبت عريضة وقعها 130 من نشطاء المجتمع المدني و شارك فيها 30 طالب بإطلاق سراح الصحفي الفاهم بوكدّوس الذي شرع في إضراب جوع منذ يوم 8 أكتوبر الجاري و ذكرت العريضة بأن السلطة » تستمرّ في ملازمة صمتها المريب حيال المظلمة الكبيرة المسلّطة على السيّد الفاهم » و تضامنا معه و » حتى لا تتطوّر الأوضاع في اتجاه كارثيّ قد يطال السلامة الجسدية و ربّما حياة الفاهم فقد قرّر ( الموقّعون على العريضة ) الدخول في إضراب جوع مدته يوم و ذلك يوم الإثنين 18 أكتوبر » الخرطـــــوم – الســـــودان : وفـــــاة الأستــــاذ الجامعــــي محمـــد المنصـــف السعــــودي ….
انتقل إلى جوار ربه بعد ظهر يوم الأحد 17 أكتوبر 2010 في مدينة الخرطوم عاصمة السودان الأستاذ الجامعي محمد منصف السعودي – 45 سنة وهو أصيل القرعة الحمراء بسبيطلة من ولاية القصرين – بعد صراع طويل مع مرض السرطان – عافى اللّه الجميع – و قد هاجر المنصف إلى السودان يوم 8 نوفمبر 1990 إبّان الحملة الشرسة التي طالت الآلاف من قيادات و كوادر و أنصار حركة النهضة و تسببت في هجرة الآلاف منهم إلى الخارج و قد واصل المنصف دراسته خلال إقامته في العاصمة السودانية ليتحصل على الإجازة في الفلسفة من جامعة الخرطوم ثم الماجستير ثم الدكتوراه ليصبح بعدها أستاذا لمادة الفلسفة الإسلامية في عدد من جامعات السودان و قد تدرّج في السلّم الأكاديمي و الوظيفي ليصبح مشرف بحوث دكتوراه
و قد حرم طيلة فترة إقامته في السودان و التي بلغت 20 سنة كاملة من الحصول على جواز سفر تونسي بحيث لم يتمكّن من السفر للعلاج خارج السودان رحمه اللّه رحمة واسعة و إنا للّه و إنا إليه راجعون
و فــــــي الختـــــام :
» يقصد بشرعيّة نظام الحكم القبول الطوعي و الإختياري من جانب المواطنين لمؤسسات الحكم من تنفيذية و تشريعية و قضائية ، و كذلك حقّ الحكام في ممارسة الحكم عليهم . و تذهب كتابات العلوم السياسية إلى أن لهذه الشرعية مصادر قد تتمثّل في التقاليد أو في الإلتزام بحكم القانون أو ربما فيما يوصف بالشخصية الكاريزمية للقيادة السياسية التي تبدو كما لو كانت تتمتع بقدرات تفوق ما يملكه البشر عادة ، و يضيف إليها البعض ما يسمّونه بالشرعية الثورية ، أي إدراك أغلبية المواطنين أن السلطة الحاكمة تعمل لصالحهم ، حتى و إن كانت تتغاضى عن حكم القانون .
قد لا يؤدي وجود الفساد بالضرورة إلى هزّ أسس هذه الشرعية ، لو كان قاصرا مثلا ، أو لو بدا أنه قاصر على صغار الموظفين ، فسوف يبرّئ المواطنون ساحة حكامهم منه باعتبارهم غير متورّطين فيه ، أو لا يعلمون عنه بما فيه الكفاية ، أو قد لا يعرف المواطنون بحدود هذا الفساد ، فالنظم التي يشيع فيها الفساد تضيّق من حرية التعبير و النشر ، و ترسم للحكام صورة بطولية زائفة ، و لا سيما أن الحكومة في هذه الحالات تسيطر على أجهزة الإعلام . إلا أنه لم يعد من المحتمل أن ينجح هؤلاء الحكام في إخفاء حدود هذا الفساد فترة طويلة ، ليس فقط لأن سيطرة الدولة على الإعلام لا تجدي في عصر الفضائيات و العولمة ، و حتى بدون وسائل الإتصال و المعرفة التي تتيحها العولمة ، فممارسات الفساد لا تتمّ في كتمان كامل ، فتشييد قصور للحكّام ، و انخراطهم في حياة البذخ لا يمكن أن يحدث إلا باستخدام قوة عمل كبيرة في صورة عمّال بناء و خدم و حشم و مرافقين و إداريين ، و ليس من المحتمل أن يبقي هؤلاء ما يشاهدونه و ما يقومون به دون أن يتحدثوا عنهم لأقاربهم و لأصدقائهم ، حتى و لو على سبيل المباهاة و الإنبهار . و هكذا تبدأ أخبار فساد الحكم في الإنتشار ، و يتساءل المواطنون عن مدى توافقها مع مصادر شرعية نظام الحكم سواء كانت التقاليد أو الدين ، أم قواعد القانون ، أم خطابات رئيس الدولة عن التزام الطهارة و النزاهة و قبول التضحيات في سبيل رفعة شؤون الوطن ….. »
» العوامـــــل و الآثـــــار السياسيـــــة للفســـــاد »
مصطفـــــى كامــــــل السيّـــــد – أستــــاذ العلــــوم السياسيــــة ، جامعــــة القاهــــرة –
لأسباب صحية.. ومادية.. واجتماعية ثلاثمائة و60 ألف عائلة «تقاطع» عيد الأضحى
تخلّت أكثر من 360 ألف عائلة عن عيد الأضحى، الذي أصبح تقليدا يمكن الاستغناء عنه، حسب البعض من العائلات، أو لان القدرة الشرائية لبعضها الآخر لا ترتقي إلى تكاليف عيد الأضحى التي قد تتجاوز الدخل الشهري للعائلة، وهو ما كشفه استبيان أعده المعهد الوطني للاستهلاك حول سلوك التونسيين وتعاملهم مع عيد الأضحى.
ولا تفي ميزانيات 46 بالمائة من بقية العائلات بالحاجة لاقتناء الكبش ولوازمه، إذ أنها تخصص ما بين 200 و300 دينار فقط، في حين أن معدل تكاليف عيد الأضحى تفوق الـ 500 دينار سيما وانه لا مجال لاقتناء علوش صغير وهو ما تفرضه الفترة الراهنة من السنة التي يكون فيها العلوش الصغير حديث الولادة ويمنع بالتالي بيعه وذبحه.
وبينما يدفع فاتورة ذلك أكثر من 40 بالمائة من العائلات الذين يحبذون العلوش الصغير، فان المنتجين والمربين يستفيدون كثيرا من بقاء كميات العلوش الصغير، حسب مصدر من جامعة مربي الماشية الذي أكد أن ذلك سيمكن من استقرار أسعار اللحوم الحمراء بعد اشهر من موعد العيد، حين ستصبح كميات العلوش الصغير مناسبة للذبح والاستهلاك.
وبحثا في أسباب تخلي 16 ألف عائلة عن عيد الأضحى، كشف البعض ممن استجوب استجوبتهم الصباح أن مرض الكولستيرول يحرمهم من علوش العيد الذي يقع تعويضه بالسمك والدجاج، ويحرم 25 بالمائة من المصابين بالكولستيرول أنفسهم من عيد الأضحى، وهو سلوك خاطئ حسب السيد نور الدين أبو مسعد أخصائي رئيس علوم تغذية، بين للصباح أنه » يمكن لكل من يعاني من الكولستيرول في الدم من اصل غذائي ان يتناول لحم العلوش أيام العيد شريطة أن يختار اللحم الخالي من الشحم وان يبتعد نهائيا عن الألية واللحوم الصدرية والتي تحتوي على 40 بالمائة من المواد الدسمة ».
وأشار الأخصائي أنه على كل من يعاني من الكولستيرول بأن يكثر من السلطات والتفاح والبصل، ليتمكن من التخفيف من الكولستيرول، مع الحرص على تناول السمك بعد العيد. ذكرى بكاري ترقيم إجباري للحد من سرقة المواشي جاء في قرار صادر عن وزير الفلاحة مؤخرا أنه على كل مالك أو مربي أبقار وأغنام وماعز وإبل وأرانب ترقيم حيواناته، بعد الترسيم ضمن السجل الوطني للمربين لدى المؤسسة المكلفة بالإشراف على ترقيم حيوانات التربية. ثم يضع المالك أو المربّي شارة مرقمة على أذن الحيوان بالنسبة الى الأبقار والأغنام والماعز والإبل (الأذن اليُسرى بالنسبة الى الأبقار والإبل وكلا الأذنين بالنسبة للماعز والأغنام)، وذلك عن طريق المختصين ليكون ذلك بطريقة لا تؤدي إلى إيذاء الحيوان أو إصابته بمرض أو التهاب.
ويكون الترقيم بالنسبة للأرانب بواسطة « وشام » داخل كل أذن.
وجاء في هذا القرار أن الترقيم يشمل كل حيوانات التربية الموجودة بالضيعة بما في ذلك صغار وكبار السن والإناث والذكور وكل السلالات.
ويكون الترقيم بالنسبة للمواليد الجدد في أجل لا يتعدّى الـ15 يوما بعد الولادة بالنسبة إلى الأبقار والأرانب و3 أشهر بالنسبة إلى الإبل و6 أشهر بالنسبة إلى الأغنام والماعز المحتفظ بها للتربية.
ويتعين على كل مربّ أو مالك مسك دفتر ترقيم يتسلّمه من الجهة المعنية لمتابعة عمليات دخول وخروج الحيوانات من والى ضيعته، ويخضع هذا الدفتر باستمرار للمراقبة والتفقد من قبل الأعوان المختصين في الصحة الحيوانية وتربية الماشية.
ونصّ القرار الوزاري المذكور على أن المربي أو المالك مطالب بإعادة الترقيم وإسناد نفس الرقم في صورة ضياع أو إتلاف شارة الترقيم.
وسيتم الإعلان قريبا عن إجراءات تنظّم دخول وخروج الحيوانات المعنية من وإلى أسواق الدواب بناء على منظومة الترقيم وذلك للحدّ من ظاهرة سرقة المواشي من جهة، وللمراقبة الصحية لحيوانات التربية حفاظا على صحة القطيع والمستهلك من جهة ثانية.
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 أكتوبر 2010)
يمثلون 28 بالمائة من مجموع العاطلين مائة و35 ألف عاطل عن العمل من بين خريجي التعليم العالي
ارتفع عدد العاطلين من حاملي الشهادات العليا ليصل موفى السنة الجامعية المنقضية الى 135 ألف جامعي وهو ما يمثل 28.5 بالمائة من مجموع العاطلين بينما لم يتجاوز الـ19 بالمائة إلى حدود سنة 2006، كما حددت نسبة البطالة بـ13.3 بالمائة وفقا لآخر الاحصائيات (2009) محافظة بالتالي على نفس المستوى قبل الأزمة المالية الاقتصادية العالمية، حسب ما أشار إليه مدير التخطيط بوزارة التكوين المهني والتشغيل. وقد أفاد السيد محمد العقربي وزير التكوين المهني والتشغيل خلال افتتاحه أمس للدورة التكوينية حول مناهج تقييم سياسات التشغيل والتي تمتد الى حدود يوم غد، أن كل الجهود الوطنية تسعى الى تطوير آليات التشغيل وتحليل ومتابعة وتقييم مؤشرات سوق الشغل وقال أنه تم بداية هذه السنة اقرار برنامج اضافي شمل 30ألف طالب شغل ممن طالت بطالتهم ومن أبناء العائلات محدودة الدخل ومن اختصاصات صعبة الادماج كما أن تشريك المركز العربي لادارة العمل والتشغيل بتونس سيساهم في تحقيق الاستفادة الممكنة من الدورة وتقديم النتائج المرجوة واللازمة لتطوير السياسات التشغيلية والارتقاء بعمل الهياكل المعنية. وأوضح السيد عماد التركي مدير عام التخطيط والاستشراف والبرمجة بالوزارة خلال مداخلته أنه من الأهداف الأساسية المرجو تحقيقها الى حدود 2014 للتخفيض من البطالة تحقيق نسبة نمو للاستثمارات بـ5.5 بالمائة واحداث 415 ألف موطن شغل. وأضاف أنه من الضروري الانتقال من نمو اقتصادي مبني على القدرة التنافسية(بدعم الكفاءة والضغط على كلفة اليد العاملة…) الى نمو اقتصادي مبني على الابتكار والتجديد والترفيع بذلك في نسبة مساهمة قطاع الخدمات في مواطن الشغل ليصل الى 63.5 بالمائة. كما بين أن نسبة 38 بالمائة من الذين يدرجون في برامج العمل المستقل ينجحون في إحداث مؤسساتهم الخاصة وهي نسبة طيبة نسبيا. وفي هذا الاطار رأى خبير الاحصاء السيد الهادي ممو أنه من الضروري عند تقييم سوق الشغل واعداد الاستراتيجيات التشغيلية تقديم دراسات واحصاءات سنوية حول نسق البطالة والتشغيل. ريم سوودي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 أكتوبر 2010)
من الذاكرة الوطنية ـ «الشعلة» «الوطد» «الوطج» «المود» والتشظي الايديولوجي
انقضت عشرية الستينات على وقع المحاكمات المتتالية لطلبة اليسار وبدأت عشرية السبعينات بعودة الاضطرابات والمحاكمات رغم تأكيدات حكومة نويرة بأنها تريد فتح صفحة جديدة بعد طي صفحة التعاضد. رغم اهتماماتهم بما كان يجري على الساحة الوطنية، فقد كان اليساريون مشدودين إلى ما كان يعتمل على الساحة الدولية، تحديدا في المعسكر الشرقي، فانقسموا ما بين منبهرين بالثورة الثقافية الصينية ومقولات ماوتسي تونغ وما بين مفتونين بالتجربة الألبانية وساخطين على الاتحاد السوفياتي وأتباعه في تونس الشيوعيين واصفين إياهم بـ«الطابور الخامس» او «الحزب التحريفي التونسي». ومع انتصاف عشرية السبعينات تشظّى اليسار إلى فسيفساء من التنظيمات التي وجدت طريقها إلى صفوف الطلبة أو العملة عن حركة «برسيكتيف» الأم تفرّعت مجموعات صغرى تشقّها تناقضات فكرية حادة، بحسب الميولات إلى موسكو او بكين او البانيا، وظهرت تسميات يذكرها طلبة السبعينات وحتى الثمانينات في الجامعة التونسية مثل «الشعلة» و«الوطد» و«المود» وغيرها من المجموعات والفروع. العامل التونسي «العامل التونسي 77» تبنّى هذا التيار تحليل الحزب الشيوعي الصيني للاوضاع الدولية وفق نظرية «العوامل الثلاثة» وبناء على ذلك اعلن مناهضته للاتحاد السوفياتي وللحزب الشيوعي التونسي الموالي في المقابل، لموسكو «تسرب الاتحاد السوفياتي إلى بلدنا عن طريق القروض والزيارات المتعددة وأيضا باعتماده على عملائه الذين يشكلون طابورا خامسا حقيقيا متجسدا في الحزب التحريفي التونسي، والاتحاد السوفياتي يجسّد خطرا على شعوب العالم الثالث أكثر من الولايات المتحدة امبريالية في حالة تراجع» وكان من أبرز هذا التيار المستقرون بباريس عبد الوهاب المجدوب وابراهيم رزق الله ومحمد الصدام ـ :العامل التونسي ـ الخط السائد»: تبنى هذا التيار أطروحة حزب العمل الألباني الذي كان يرى من ناحيته في الصين الشعبية «بلدا امبرياليا اشتراكيا» شبيها بالاتحاد السوفياتي، ومن أبرز عناصر هذه المجموعة المستقرين بباريس أحمد نجيب الشابي الذي انضم إلى حركة برسبكتيف سنة 1970 بعدما حوكم سنة 1968 ضمن مجموعة البعث «العامل التونسي ـ الخط الثوري» : كان هذا التيار يلتقي مع مجموعة «الخط السائد» فيما يخص تبني نظرية «العوالم الثلاثة» الصينية. الامبرالية السوفياتية عندما اتخذت جماعة «برسيكتيف» من جريدة «العامل التونسي» اداة ناطقة باسم الحركة، تم اعتماد اللهجة التونسية الدارجة ليكون خطابهم قريبا من فهم العامة وخاصة العمال. «روسيا اللي تقول بروحها بلاد اشتراكية هي امبريالية في الحقيقة، على خاطر في روسيا متاع اليوم الحكم ما بقاش في يد العمال، اغتصبتو طبقة برجوازية جديدة وسلطت هيمنتها من جديد على الطبقة الشغيلة. الامبريالية الاشتراكية الروسية هي كذلك قاعدة تسعى باش تسيطر على اكبر عدد ممكن من البلدان وتزاحم في الامبريالية الامريكية. في برشة بقايع بدات تتكشف الرواند متاعها عند الشعوب والامم. سياسة الهيمنة والتواطؤ مع الامبريالية الامريكية لقسمة العالم اللي يسلكو فيها المسؤولين السوفيات بعدما خانوا المبادئ الماركسية اللينية. ولاّت الشعوب تقاوم فيها في عدة بقايع: شعوب اوروبا الشرقية بدات تفيق وتقاوم في ها الهيمنة الاستعمارية الجديدة متاع الامبريالية الاشتراكية. واللي جرا في براغ في تشيكو سلوفاكيا عام 68 ابلغ دليل على هذا، كذلك السياسة العدوانية التي تسلك فيها ضد البلدان الاشتراكية الحقانية كيما الصين وألبانيا ولات اليوم ظاهرة ومكشوفة، وفي الشرق الأوسط تحت شعار اعانة الشعوب قاعدة تحاول باش تجمد النضال وتطفي نار الثورة وظهر بالكاشف اللي الغاية متاعها هي باش تتمركز في المنطقة وتحط تحت كلاكلهما اكثر عدد ممكن من البلدان موش باش تعينها على المقاومة والتحرر. اللّي جرالها في مصر يبين فشل ها السياسة في استعباد الشعوب. زيد الدور الكبير اللي لعبتو الامبريالية الاشتراكية الروسية في خليج البنغال وقت ما عاونت الرجعية الهندية في الاعتداء على باكستان..» الاشتراكية الدستورية والماركسية وكان الرئيس الحبيب بورقيبة لا يترك فرصة تمرّ دون ان يوضح انه ليس ضد الاشتراكية في المطلق لكنه ضد تطاحن الطبقات وفق المنظور الماركسي، مثلما بين ذلك في محاضرة ألقاها في القاهرة يوم 17 فيفري 1965 بحضور الزعيم جمال عبد الناصر. جاء في تلك المحاضرة: «نحن لا نخفي ان سبيلنا تتميز عن غيرها في مسائل جوهرية، اهمها حرب الطبقات التي اتخذتها الماركسية دعامة للثورة ويتخذها البعض ذريعة لبثّ الاحقاد بين المواطنين، وقد كان يجب تقريب الشقّة بينهم بتأليف قلوبهم ودفعهم في صعيد واحد، وفي خصوص هذا المشكل ينبغي ان تفهم اقوال ماركس على وجهها وبالنسبة الى الظروف التي أوحت اليه بهذه النظرية. فقد درس الفيلسوف الالماني مجتمعات اوروبية رأسمالية ممعنة في التصنع، مما سهل تمخضها عن طبقتين متطاحنتين، طبقة الرأسماليين وطبقة الاجراء. ولكن مجتمعاتنا نحن في البلاد النامية بعيدة كل البعد عن هذه الاوصاف ولم نبلغ فيها عملية فرز الطبقات هذا الحد من الوضوح ومن الحدة. ثم ان مشكل حرب الطبقات لم يعد ذا موضوع بالنسبة الى تونس بعد قيام الثورة التي أفضت الى اعلان الاشتراكية، فالقاعدة الاقتصادية التي تنطلق منها حرب الطبقات انما هي في التحليل الماركسي، التناقض بين الصبغة الاجتماعية العامة التي يكتسبها الانتاج والملكية الخاصة التي عليها ادوات الانتاج. وهذا التناقض تعمل الاشتراكية التونسية على ازالة اسبابه بتأميم ادوات الانتاج العظمى وتكوين قطاع تعاوني تتسع رقعته يوما بعد يوم. اما الملكية الخاصة فنحن لا نرى تأميمها في كل حال، فسياستنا في هذا الميدان ان لا نؤمّم الا ما كنا قادرين على الاضطلاع به أحسن من الخواص. ولئن كنا نعالج مشكل حرب الطبقات بتوجيه الملكية الخاصة الى الاضطلاع بوظيفتها الانتاجية والاجتماعية فاننا لا نرى ان هذا التوجيه يضطرنا الى الاعتماد على تسليط طبقة من الامة على بقية الطبقات او الى استعمال أي نوع من الضغط. فنحن نأبى الديكتاتورية مهما كان لونها وان لقبت بديكتاتورية مهما كان لونها وان لقبت بديكتاتورية الطبقة الشغلية ولا نرى حقا لاي فئة من المجتمع في الاستيداد بالحكم والسيطرة على سائر الفئات الاخرى ولا نؤمن الا بسلطان واحد من السلطان المطلق هو سلطان المصلحة العامة التي هي مصلحة الشعب كله بدون ميز ولا حيف. ومن واجبنا ان نحافظ على هذه الوحدة حتى لا تتردّى ثورتنا في الاحقاد الطبقية والانتفاضات التي تعرقل سير الاشتراكية». محمد علي الحباشي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 26 أكتوبر 2010)
تونس: غلق الملعب الأولمبي برادس بعد أضرار جسيمة لحقته عقب أحداث عنف
تونس ـ خدمة قدس برس قررت السلطات التونسية غلق الملعب الأولمبي بضاحية رادس إلى تاريخ غير محدد. وذكر بلاغ رسمي أمس الاثنين (25/10) أنّ قرار أغلاق الملعب يعود للحالة التي أصبحت عليها الأرضية المعشبة للملعب بعد تواتر المقابلات في مدة وجيزة، إضافة إلى الأضرار الجسيمة التي لحقت بتجهيزاته خلال المباراة التي جمعت فريقي النادي الرياضي الإفريقي والنجم الرياضي الساحلي يوم السبت 23 تشرين أول (أكتوبر) في إطار دوري البطولة، وانتهت لصالح النادي الإفريقي بهدفين دون مقابل.
وكان عدد من مشجعي النجم الرياضي الساحلي قد بادروا إلى إحداث الشغب بالملعب خلال المباراة، إثر إعلان الحكم عن ركلة جزاء ضد فريقهم. حيث بادر بعض المشجعين إلى اقتلاع عدد من المقاعد والأبواب وتجهيزات دورات المياه، ليقذفوا بها داخل الملعب، وفي وجه رجال الأمن الذين كانوا يحاولون السيطرة على الوضع. وذكرت عدة تقارير أنّ لاعبي النجم الساحلي حطموا هم أنفسهم بعض التجهيزات بغرف الملابس، تعبيرا عن غضبهم من نتجية المباراة، وأداء الحكم. وقد اعتقلت الشرطة عشرات المشجعين، وتم إحالة عدد منهم على المحكمة. وقدرت الأضرار التي لحقت بتجهزات الملعب بنحو 65 ألف دينار تونسي (حولي 50 ألف دولار).
وبحسب يومية « الصباح » التونسية فإنّ الملعب الأولمبي برادس لن يفتح أبوابه إلاّ بمناسبة لقاء إيّاب نهائي كأس رابطة الأبطال الإفريقية بين الترجي الرياضي التونسي ومازمبي الكونغولي يوم 13 تشرين ثاني (نوفمبر) المقبل.
هذا وتشهد ملاعب كرة القدم التونسية، لا سيما في العاصمة وضواحيها أحداث شغب عنيفة، يتم فيها عادة الاعتداء وتخريب أجهزة الملعب، لا سيما المقاعد التي تقتلع وأبواب دورات المياه، كما يجري الاعتداء على الحافلات التي تنقل الجماهير إلى ومن الملعب، وتسفر عن خسائر كبيرة، وتوقف بعض الحافلات عن العمل لأسابيع حتى يجري إصلاحها.
يشار إلى أن الملعب الأولمبي برادس أهم ملعب تونسي، وهو الذي يحتضن عادة المباريات الدولية للمنتخب التونسي لكرة القدم. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 26 أكتوبر2010)
تونس: مؤتمر جغرافي دولي يرفض مشاركة إسرائيل ويعتبر ذلك « ميثاق شرف »
تونس ـ خدمة قدس برس
رفضت رئاسة المؤتمر الدولي « جيوتونس » في دورته الخامسة التي ستعقد في تونس نهاية شهر تشرين ثاني (نوفمبر) المقبل عشرات البحوث العلمية الإسرائيلية التي وردت على اللجنة العلمية للمؤتمر.
وأوردت صحيفة « الأسبوعي » في عددها ليوم الاثنين (25/ 10) استنادا إلى مصدر مقرّب من المنظمين أنّ اللجنة العلمية للمؤتمر والتي تضمّ علماء من القارات الخمس ويترأسها الأردني المتخصص في الاستشعار عن بعد الدكتور لطفي المومني، أوضحت أنّ البحوث العلمية الإسرائيلية التي تم تقديمها للجنة لا تمثل أصحابها بقدر ما تمثل الحكومة الإسرائيلية.
كما نقلت الصحيفة عن الدكتور محمد العيّاري رئيس المؤتمر قوله إنّه « لن يُسمح للبحوث الإسرائيلية سواء تلك التي تقدّمها الحكومة أو المنظمات الإسرائيلية والصهيونية بالمشاركة في مؤتمر جيوتونس في النسخة الحالية أو النسخ القادمة حتى وإن عقد المؤتمر خارج تونس ». واشترط المتحدث السماح بالمشاركة الإسرائيلية بإعلان فلسطين دولة حرة مستقلة وتعلن إسرائيل اعترافها بالدولة الفلسطينية المستقلة وبالمجازر التي ارتكبتها في حق الأبرياء، على حد تعبيره.
وأضاف العيّاري أنّ هذه الشروط هي ميثاق شرف يلتزم به المؤتمر مهما كان البلد الذي يعقد فيه. لكنّ المتحدث لم ينف إمكانية أن تقبل اللجنة العلمية للمؤتمر والتي تضم بين أعضائها علماء من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وكندا بحوثا إسرائيلية شريطة أن تمثل أصحابها بصفة شخصية لا غير، مشيرا إلى أنّ اللجنة لم تقبل في الدورات الأربع الماضية والدورة الحالية للمؤتمر أعمالا لباحثين إسرائيليين.
وستعقد الدورة الخامسة لمؤتمر « جيوتونس » تحت شعار « استخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد في تحقيق التنمية المستديمة » بمشاركة فيها أكثر من 220 ورقة بحث اختارتها اللجنة العلمية من بين 1300 مرشح. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 26 أكتوبر2010)
في تأبين الدكتور رضا الشايبي
كتبه ابراهيم بالكيلاني
سبقني أخي رضا بالدخول إلى كلية رقادة شعبة الفلسفة ، فقد التحق بها في أول دفعة لها ، و التحقت بهم في السنة الموالية . فقد كانت له صولات و جولات منافحا عن الحق و العدل . فقد خبرته كلية رقادة باجتهاده في طلب العلم ، و بنضاله من أجل حقوق الطلبة ، و دفاعه العقلاني عن الهوية . كان نشطا و جادا .
و من المشاهد المؤلمة التي أتذكرها ، و بعد حركة اضراب طلابية ، تجمع الطلبة بباب الكلية للدخول قصد اجراء الامتحانات السداسية ، و توسّط الحرس الجامعي المدخل . كان يعرف أنه لو حاول الدخول لقُبض عليه . كان مترددا رحمه الله ، هل يدخل و يُقبض عليه و يُرمى في السجن ، أم يفقد فرصة الامتحان و إلى أين المفر ؟. كان عندما يشتد الخطب نرمي همومنا على بعضنا البعض ، لم أستطع رؤيته و أرسل لي طلب المشورة ، لم أتمكن من رؤيته و ابداء رأيي فيما يعزم عليه ، حتى صدمني الخبر سريعا بأن رضا اعتقله الحرس الجامعي مع ثلة أخرى من الطلبة الفاعلين من مختلف التيارات .
مرت فترة الاعتقال و حدثني عن التعذيب و الأسئلة التي وُجهت إليه ، و واصلنا المشوار و خضنا معا العديد من محطات الحياة .. عندما فرقت بيننا تصاريف الحياة لم تعد لي به صلة ، و سمعت أنه انتقل إلى فرنسا قصد الدراسة ، و كم منيت النفس أن ألقاه و لكن أعترف بالتقصير . فقد كان بيني و بين باريس حواجز نفسية أو قل برود ، فلم أزرها إلا ليومين تقريبا في السنة الماضية و بقيت حبيس مؤتمر ديبرجي . و لم يخطر لي بأن أسأل عن صديق العمر رضا الشايبي رغم وقوفي عديد المرات في معرض المعهد الاوروبي للعلوم الانسانية و حديثي مع العديد من كوادره ، جهلا مني بأنه أحد أساتذتها .
عندما سمعت خبر وفاة الدكتور رضا الشايبي ، صدمني الخبر و منيت النفس بأنه لعـله التشابه بالأسماء و لكن عندما رأيت صورته و التي لم أره منذ أكثر من عشرين سنة. كانت صدمتى الكبرى و آه من وجع فراق الأحبة .
رحمك الله أخي رضا ، وأسكنك فسيح جنانه . و نسأل الله حسن الخاتمة .
سيارة الإسعاف التي لا تسعف
بقلم محمد المرواني
وأنا أتصفح ذات مرة جريدة الموقف التونسية شدت انتباهي واقعة أليمة مفادها أن حادث مرور قد جدّ على الطريق الرابطة بين الشابة والمهدية راح ضحيته شاب في مقتبل العمر يدعى فوزي بن إسماعيل حين صدمته سيارة مجنونة وظلّ مطروحا على الأرض نازفا لما يربو عن الساعة. و لا تسل عن سيارة الإسعاف وحيويتها في عملية الإنقاذ ذلك أنها قد أتت كما تجري العادة بعد أن لفظ المسكين أنفاسه الأخيرة مما أثار احتقان الحاضرين ودفع بهم إلى برشقها بوابل من الحجارة. وبمجرد توقفي عند هذه الحادثة المؤثّرة تساءلت كما تساءل قبلي وبعدي كثيرون، ما وظيفة سيارة الاسعاف إذا لم تتدخل في الوقت المناسب وتنقذ الضحايا وتعيد إلى أغلبية الأمل في الحياة؟ ألهذا الحد قد وصل الاستهتار والاستخفاف بأرواح المواطنين؟ ما معنى أن يُترك جريح في حالة نزف طويلة لمدة زمنية كبيرة؟ فباستطاعة أي سائق سيارة أن يقطع مسافة 120 كلم في الساعة مهما يكون الطريق مكتظا ولا أخال أن المسافة بين مكان الحادثة و مقر الإسعاف تتطلب أكثر من خمسة عشر كلم، وعليه فان الوصول لن يزيد عن خمسة عشر دقيقة إن لم يكن اقل.
ألهده الدرجة أصبحنا مجردين من الرحمة و الإنسانية ‘ وعلى الرغم من فظاعة الحادثة وما لف بها من تقصير وإهمال لم أسمع مسؤولا شجاعا يحترم المواطن قد أقر بتقصير أجهزته وطلب الصفح من عائلة المرحوم وتعويضها كما لم أسمع أيا من أحزاب المعارضة التي لها ممثلين بمجلس النواب قد وقف في صف المواطن وانتصر لهذا المسكين وطالب من حيث موقعه بمثول وزير الصحة أو غيره أمام مجلس النواب لمساءلته. ألم يأت لمسؤولينا ومعارضينا نبا العمال الشيليين الدين حوصروا تحت أنقاض الأرض بعمق 700 متر حين استنفرت حكومتهم وأحزابهم وإعلامهم ومنظماته لتهدئة روع عائلات المحاصرين والتضامن و التجند لمدة 33 يوما لإنقاذ أرواحهم إخراجهم بسلام من باطن الأرض بينما نعجز نحن كل العجز في إنقاذ جريح فوق اليابسة م ولي أن أتساءل في خاتمة المطاف إن كان سيلقى ابن حد الوزراء أو أحد الشخصيات الكبيرة لا قدر الله نفس المصير لو تعرض لنفس الحادثة؟
كل التعازي لعائلة الفقيد وتغمده الله برحمته الواسعة ورزق أهله جميل الصبر والسلوان.
حكم بإعدام عزيز وقياديين عراقيين
أصدرت المحكمة الجنائية العليا في العراق أحكاما بالإعدام شنقا بحق عدد من قيادات النظام العراقي السابق وهم طارق عزيز -نائب رئيس الوزراء- وسعدون شاكر -وزير الداخلية- وعبد حميد حمود -السكرتير الخاص للرئيس العراقي الراحل صدام حسين- عقب إدانتهم بـ »تصفية الأحزاب الدينية ». وقال الناطق باسم المحكمة محمد عبد الصاحب إن الأحكام صدرت على المتهمين لدورهم في « قمع الأغلبية الشيعية » عقب محاولة فاشلة لاغتيال صدام حسين في مدينة الدجيل عام 1982.
وذكرت وكالة الأخبار العراقية المستقلة أن طارق عزيز -نائب رئيس الوزراء العراقي السابق ووزير الخارجية الأسبق- يعتبر واحدا من أشهر مسؤولي حكومة صدام حسين على الصعيد الخارجي.
وفي تعليقه على حكم الإعدام الصادر بحق والده، اعتبر زياد طارق عزيز أنه « انتقام من كل شيء له علاقة بالماضي »، وهو دليل على مصداقية ما بثه موقع ويكيليكلس بشأن العراق.
ونفى زياد -الموجود في الأردن مع العائلة- تورط والده، لافتا إلى أنه كان ضحية الاضطهاد الديني وتعرض لمحاولة اغتيال من قبل حزب الدعوة الذي يترأسه حاليا رئيس الحكومة المنصرف نوري المالكي.
ووصف الحكم الذي سمعه عبر وسائل الإعلام، بأنه « عار »، وتساءل عن ما إذا تمت دراسته، مؤكدا أن المحاكمة أجريت دون الاستماع لفريق الدفاع، وتساءل « عن أي عدالة يتحدثون؟ ».
وكان طارق عزيز طلب في إحدى جلسات محاكمته عام 2008 بعد نحو خمس سنوات من اعتقاله توكيل محامين آخرين بسبب عدم تمكن محاميه الخاص بديع عارف عزت من حضور الجلسات لأسباب أمنية.
أما نجله زياد فقد أعلن أن فريق الدفاع عن والده لن يتمكن من حضور الجلسة بسبب عدم حصول أعضائه على تأشيرات دخول إلى البلاد. وكانت القوات الأميركية سلمت 26 مسؤولا عراقيا سابقا إلى السلطات العراقية من بينهم طارق عزيز.
ويعد الحكم بالإعدام على طارق عزيز (74 عاما) الأول الذي يصدر بحقه خلال سلسلة المحاكمات التي أجريت في الفترة الماضية. وعزيز هو أبرز مسؤول مسيحي في حكومة الرئيس الراحل وبرز اسمه على الساحة الدولية بعد توليه وزارة الخارجية إبان حرب الخليج الثانية عام 1991. شغل عزيز خلال حقبة الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مناصب وزارية بينها وزارة الثقافة والإعلام والخارجية ومنصب رئيس تحرير صحيفة الثورة الناطقة باسم حزب البعث العربي الاشتراكي المنحل، وصدرت بحقه عدة أحكام بينها السجن لمدى الحياة وأخرى بالسجن لمدة 15 عاما في قضايا أخرى. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 26 أكتوبر 2010)
نداء لوقف مسلسل الموت بالعراق
أصدرت اليوم ما يسمى بالمحكمة الجنائية بالعراق حكم الإعدام شنقا في حق السيد طارق عزيز واثنين من رفاقه في القيادة العراقية إبّان حكم الرئيس صدّام حسين.
والسيد طارق عزيز الذي قاد باقتدار كبير الدبلوماسية العراقية في أشدّ الأوقات حرجا واحتلّ بذلك موقعا دوليا متميّزا يعاني اليوم ظروفا سجنية صعبة ازدادت سوءا بعد تسليمه من قبل الإدارة الأمريكية الحالية لجلاديه.
وصدر هذا الحكم كسابقيه عن هيئة فاقدة للشرعية وفي محاكمة صورية افتقدت لأدنى مقومات المحاكمة العادلة، سادتها روح الانتقام. وتأتي هذه الأحكام في وقت انكشفت فيه بعض من مآسي العراقيين وحجم التقتيل الذي تعرّض له المدنيون على يد قوات الاحتلال الأمريكية والقوى الطائفية التي حكمت العراق بعد احتلاله وتعالت فيه الأصوات المطالبة بتتبع مجرمي الحرب ومساءلتهم.
إن الحزب الديمقراطي التقدّمي إذ يدين الطابع الصوري لهذه المحاكمة والأحكام الجائرة في حق القيادات العراقية فهو يناشد كل قوى السلم والحرية في العالم أن تقف في وجه مسلسل القتل المتواصل في العراق وأن لا تترك مصير السيد طارق عزيز ورفاقه رهين تشفّي فرق طائفية عجزت عن حكم العراق فاستباحت دماء أبنائه. تونس في 26 أكتوبر 2010 الأمين العام المساعد عصام الشابي
يوسف الصديق: يجب « تحرير القرآن » من أسر القراءة التقليدية
حوار/ هادي يحمد
بمثابة ما عده ردا على الأطروحات الأدبية والبحثية الأوربية في نظرتها السلبية للحضارة الإسلامية أصدر الفيلسوف والانثروبولوجي التونسي المقيم بباريس: يوسف الصديق كتابه « من هم الهمج؟ (Qui sontles barbares) » الذي صدر في عام 2007، الذي هاجم فيه المقولات الاستشراقية والغربية التي تسوي بين الإسلام والعنف. وفي أحد حواراته في إحدى الإذاعات الفرنسية، فاجأ الجميع حينما اعتبر ملحمتي « الإلياذة والأوديسة » لهوميروس، والتي تعتبر نص التنوير ومفخرة الحضارة الأوربية بمثابة « البيان الاستعماري الأول » في الحضارة الغربية.
بروفيسور يوسف الصديق الذي أنجز أطروحتة حول فلسفة « ابن سينا وسبينوزا » هو أول من ترجم قصيدة « بارمتنيدس » للعربية (نشرت في دار الجنوب، بتونس). وهو يتقن اليونانية القديمة كما يتقن الفرنسية والعربية. ولا يتردد في القول بأن « غيرته كمسلم وابن لهذه الحضارة الإسلامية تجعله لا يقبل أن ينخرط في التهجم عليها من خارجها، أو أن يُستعمل في التهجم على المسلمين في فهمهم للإسلام في أوربا وفي غيرها ».
غير أن يوسف الصديق و »انطلاقا من الغيرة ذاتها » يطالب بحقه في أن يكون منتقدا للفهم التقليدي للإسلام. وهو لا يطالب بأكثر من طرح الأسئلة التي يقول إن « فحول الإسلام في القديم من الطبري إلى الزمخشري وغيرهما قد طرحوها بجرأة وشجاعة لا نملكها في الوقت الحالي. فعبر تكوينه الفلسفي والأنثرلوجي بالذات؛ يحاول الصديق قراءة النص القرآني ويخرج علينا بترجمة للقران أثارت الكثير من الجدل، وبكتاب آخر عنوانه: « لم نقرأ القرآن بعد »؛ منتقدا النظرة التقليدية في فهم النص Nous n’avonsjamais lu le Coran « (صدر سنة 2004). وهو ذلك الكتاب الذي تعمل إحدى دور النشر على ترجمته بعنوان عربي مقترح: « هل قرءنا القران أم على قلوب أقفالها ».
وفي كتابه « طارق الليل » الذي صدر في 2010، يواصل « الصديق » دعوته الجديدة في قراءة النص القرآني، وهو يذهب أبعد من ذلك في دعوته الصريحة « لتجاوز كل مناهج التفسير القديمة من أجل اكتشاف حقيقة النص. هذا النص الذي يحتاج إلى عملية تحرير في منهج القراءة » على حد قوله.
وفي هذا الحوار مع أون إسلام.نت يدع الصديق إلى قراءة تعتمد « برود النظرة العلمية، وتبتعد عن النعرات الشعبوية والصياح والغضب الإيماني غير المسلح بالمعرفة والمبني على الجهل المركب ». وفي ما يلي الحوار كاملا مع يوسف الصديق:
* في كتابك الأخير « طارق الليل: إسلام الأنوار هذا الذي يستعصي على الصيرورة »؛ الصادر في عام 2009 بالفرنسية بعنوان « L’arrivant du soir. Cet Islam de lumière qui peine à devenir« ، تطرح فكرة إشكالية قراءة القران، وهي الفكرة ذاتها التي طرحتها من قبل في كتابك: « لم نقرأ القران بعد ». وقد قمت بطرح الإشكالية من باب « علم الأديان المقارن » فما هي أهم النتائج التي توصلت ليها؟
** ليس لنا من بد حينما نفكر في دين من الأديان؛ وخاصة في ديننا؛ إلا أن نتجه إلى هذا العمل المتواضع والبسيط وربما الساذج الذي يسمى بالمقارنة بين أشياء متشابهة أو بين مفاهيم متقاربة مثل مفهوم الديانات الموجودة حاضرا، والتي غلب عليها بعد الانتشار, فرأيت من الأبسط ومن الأسهل بيداجوجيا (بمنهجية مدرسية) أن أتجه إلى هذه المقارنة بين الديانات السماوية التي تتميز في أنها تختلف في دخولها إلى التاريخ وإلى ما أسميته بـ « الانتشار في المساحة الكونية ».
فالديانة اليهودية تعرضت لملابسات كثيرة؛ أبرزها النفي إلى بابل من طرف الملك البابلي « نبوخذنصر » (605-562 ق.م)، ثم الرجوع إلى الموطن الأصلي كما تراه هذه الديانة وهو ما يسمونه « بالأرض الموعودة »، ثم الحدث الأبرز في هذه الديانة وهو « ضياع التوراة الأصلية » تماما من ذهن وذاكرة العالم ومن الكتابات المتوفرة للمعتنقين لهذه الديانة، وحصل والأمر لا يعلمه الكثير من مشايخنا أن هذه الديانة انتعشت مجددا « بعصى سحرية » من طرف هذا الشخص الذي يسميه القران « عزير » مرة واحدة في سورة « التوبة »، وهو ما تسميه الديانة اليهودية وكذا المسيحية بـ « إزردا – عزرا »Ezra في القرن السادس قبل الميلاد. تبقى هذه الملابسات في النهاية ظاهرة في نصوص الديانة اليهودية و »أدبياتها » التي بين أيدينا، والتي تختلف تماما عما هي عليه في نصوص الديانة المسيحية.
وإذا اتجهنا إلى المسيحية قبل أن ندخل في تصنيف مشاكلنا المعرفية مع ديانتنا نحن، نرى أن النص في الديانة المسيحية لم يكن نصا، ولا قيل لفظا من طرف المسيح عيسى بن مريم، ولا كُتب، وإنما كتبت أول مادة متكاملة للإنجيل وهي مادة « يوحنا » التي يقال إنها أنتجت بعد ثمانين سنة من « صلب » أو « موت »، أو « رفع » المسيح في الاعتقاد الإسلامي حتى نكون دقيقين في تعريفنا لمآل هذا الرسول في القرآن.
بعده كتبت الأناجيل المختلفة الأخرى: إنجيل » لوقا » و »متى » و »مرقص » (قبر هذا الأخير موجود في ليبيا)، وحولها أناجيل كثيرة تم رفضها من قبل الكنيسة إلى فترة متأخرة من القرن الثالث عشر في آخر المجامع الكنسية المؤسسة بمدينة « طرانت » Trente الايطالية والتي أقرت الأناجيل الأربعة؛ كما أقرت العداء العلمي للفكر الإسلامي خارج العلوم الصحيحة، حتى إن أول ترجمة لاتينية على سبيل المثال لكتاب « المناظر » لابن الهيثم على يد العالم الايطالي « فيتلو » vitello ظهرت تحمل عبارة « لمؤلفه العربي المجهول »!
لكن تخصيص نسخة من الأناجيل نهائية Vulgate يعترف بها القارئ والمرتل المؤمن المسيحي لم تحصل إلا في القرن الرابع للميلاد، وذلك مع « القديس جيروم » (347 – 420 م) السوري الشرقي. وهنا نلفت النظر (بين قوسين) إلى أن كل الآباء المؤسسين للكنيسة الحالية هم من الجنوب. نأخذ مثلا وهو العربي القح « يوحنا الدمشقي » (اسمه بالعربية: منصور يحيى بن سرجون التغلبي) ولد سنة 676 م، والذي كان وزيرا لعبد الملك بن مروان، وكان كاتبا له. وهنا أمدد في هذا القوس لأقول انه كان يشغل وظيفته تلك نهارا، ثم يذهب إلى البطاح العامة وينتقد الإسلام بكل حرية. أعود إلى « القديس جيروم » لأقول إنه ترجم الكتاب المقدس إلى اللاتينية، وهو الذي تعتمده الآن الكنيسة المسيحية الرسمية، ثم انطلقت هذه الديانة في احتكاك كبير فيما بعد مع الفلسفة والفكر، وخاصة مع عودة إلى ماضي فلسفة ما قبل المسيح مثل أفلاطون وأرسطو وأفلوطين ووصولا إلى « نيتشه الذي قال: « أن المسيحية هي أفلاطونية الشعب ».
إذا، يتضح من خلال هذين التحليلين السريعين أن وضع النصوص في الديانة الإسلامية مختلف تماما عن هذا المسار التاريخي. فلننظر إلى هذا الاختلاف ونطرح سؤال: كيف تم تجهيز هذه الديانة حتى تأتي إلينا في قالب « قراءة »؟
كلنا يعلم، وكلنا لا يريد أن يتوقف كثيرا أمام، هذه المعلومة التي تقول إن ما أنزل على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يختلف في تنظيمه وتأسيسه عما هو قائم بين أيدينا اليوم بين دفتي المصحف. ويذهب كتاب « المصاحف » لصاحبه أبي داوود السجستاني (202- 275 هـ) إلى القول بأن المصاحف التي أمر الخليفة عثمان بإتلافها تختلف عن المصحف الموحد الذي أوجده؛ ليس فقط في تنظيم السور، أو عنونتها، وإنما كذلك في تنظيم الآيات. وهو أمر وقعت مواجهته بـ « برودة المشايخ » في كل حقب التاريخ عن المسك بهذه المسألة وهذه الإشكالية التي أعتقد أنها من الأهمية بمكان، وربما هي أهم إشكالية في عملية قراءة النص في الوقت الحالي.
لنتفق أن المفسرين يقولون – وهذا لا أعتقد فيه أبدا – وهو أمر قلته في كتابي « لم نقرأ القران بعد » – يقولون إن نظرية المفسرين الكلاسيكيين تضر بالوحي، وتضر بعمق الوحي، لأني لا أعتقد أنه قبل أن يتوفى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد جاءه جبريل ونظم له السور والآيات؛ لأن هذا الأمر لا يمكن أن يكون تاريخيا، ولا يمكن أن يكون ممكنا، لأننا نقرأ في الكتب والمصنفات المشهورة في تاريخنا؛ والتي يقبلها السنة كما يقبلها الشيعة؛ مثلا مساهمة عمر بن الخطاب في تنظيم السرد القرآني كانت على أساس الشهادتين أي إذا قيل احدهم أنه سمع هذه الآية أو تلك من فم رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا بد أن يكون هناك شاهد ثان حتى يؤكد ذلك وعندها تستقر الآية في المصحف؛ لأننا سلمنا أن القراء هم ثقات وصحابة ولا يشك في عمق انتمائهم إلى الإسلام.
كيف نفسر أن أبا داوود السجستاني مثلا أو غيره من المفسرين عندما قالوا بأن عمر لما سمع الآيتين الأخيرتين من سورة التوبة: « لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ * فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ » (التوبة: 128 – 129), كيف نفسر أنه قال: « والله لو كانت ثلاثة آيات لجعلتها سورة ». وأشار أن توضع في أخر سورة « التوبة ». وكيف نفسر الحديث المشهور بين « ابن عباس » و »عثمان بن عفان » عندما جاءه ابن عم رسول الله يستفسر عن خلو مطلع « سورة التوبة » من بسم الله الرحمان الرحيم فأكد له « عثمان بن عفان » صاحب المصحف والقائم على جمعه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي ولم يشر بأن « الأنفال » و »التوبة » المتتابعتين هما سورة واحدة أم سورتان واعتقد عثمان أنهما ينتميان إلى نفس السياق ويحملان نفس الإيقاع والأسلوب وأمام هذا الشك اسقط البسملة. ولذلك فنحن أمام معضل البعد التاريخي للوحي المنزل على مدى أكثر من عشرين سنة في علاقته مع المصحف.
إذا من خلال ما اعترف به التراث الأول نرى أن تركيبة المصحف الحالية مختلفة تماما عن إرادة أو عن مبادرة الرسول صلى الله عليه وسلم. والسؤال هو كيف تمت هذه الهندسة التي نراها اليوم؟
أنا لا آتي بجديد، وإنما أقول إننا يجب أن نتناول هذه المسألة بجدية أكثر، أقول لا آتي بجديد لأن الزمخشري (467 هـ – 538 هـ) مثلا تدخل في هذا الأمر وقال إنه يعترض على وقف المصحف في الآية في قوله تعالى: « وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ وَالَّراسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ » كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكُّرُ إلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ » (آل عمران: 7)، فلا ليقف – هو في رأيه – عند لفظة الله وإنما يواصل ويضيف إلى الجملة « والراسخين في العلم »، ويدلل على ذلك بحجة معقولة قائلا لو كان الراسخون في العلم لا يعلمون تأويله لما ذكرهم وإنما يبقون في كتلة عباد الله جميعا الذي يقولون أمنا به من عند ربنا.
ثم نجد كثير من المفسرين المعروفين مثل « ابن كثير » (700هـ – 774هـ) الذي يقول إن عمر ابن الخطاب كان يقرأ سورتي « الفيل » و »قريش » سورة واحدة. ويضيف ابن كثير شيئا خطيرا جدا؛ إذ يؤكد في تفسيره « أن عثمان أراد أن يجعل سورة باسم قريش ففرقهما ». وهذا لم أقله أنا وإنما قيل من قبل مفسرين معتمدين من طرف جمهور المؤمنين.
والشيء العجيب في تاريخنا وكما قارنته في تاريخ الديانتين السابقتين هو إننا طوال مدة الدولة الأموية كنا نمتلك كل دور الكتابة من الإسكندرية إلى حمص وحران، ولم ننتج نسخة واحدة من كتاب إلا مصحف عثمان الذي وزع على الآفاق في عملية سياسية القصد منها توحيد الأمصار. لماذا؟ لماذا كتب العرب فقط نص القرآن ولم يكتبوا شيئا آخر؟ وكان علينا أن ننتظر قرنا ونصف حتى يأتي عصر التدوين. وهذا سؤال لم يجب عليه لحد الآن. وإني اعتقد – إن استسمحت قارئ هذه السطور أن أتي بفرضية – أن الخلافة الأموية ومساحتها المعرفية رهبت من النص القرآني؛ فعمدت سجنه في الكتابة، وتخلصت من عبء الخوض في معانيه فكريا وربما فلسفيا كما فعلت دون خوف ولا خجل الديانتان المسيحية واليهودية. ولم يبق لهذه الدولة الأموية إلا أن تهتم بأمور السواد والخراج وإدارة الدواوين، ولم تنتبه إلى أن قضيتنا هي قضية دخول هذا النص في التاريخ وتعامله مع العلوم الأخرى، سواء علوم الأولين أو العلوم المعاصرة لذلك الوقت.
لماذا لم يتعامل ذلك العصر مع الفكر وتأتينا بما قد تنتج عملية التفكير كما أتتنا في العصر العباسي كتابات « الفراء » و »الكسائي » و »إقليدس » و »جالينوس » وغيرهم. وهذا أيضا سؤال لم يجب عليه.
لذلك وبعد هذا الصمت الأموي الطويل، وبجانبه القرآن مكتوبا وكأنه مسجون في الكتابة، دخلنا إلى عصر التدوين ولا رصيد لنا حتى نفهم معاني آية غامضة متأصلة في التراث الكوني الذي تعمدنا تغييبه من آفاقنا المعرفية. ونورد مثلا في هذا الصدد أية » َلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ » (ص: 34)، ومجموعة أخرى من الآيات الغامضة بالنسبة لفكر المؤمن العادي كالتقاء الرجل الصالح بموسى والتي لا توجد في نصوص دينية أخرى؛ فلجأنا حتى نفهمها إلى ما تسميه الكثير من كتب التفسير « الإسرائيليات »، وهذا ما أعنيه « بتلمدة التفسير القرآني » (نسبة إلى التلمود) talmudisation، أو رجعنا إلى شيء اعتادت عليه التفاسير العربية؛ وهو تراكم الفرضيات من قبيل « ويقال كذا وكذا وربما أنه كذا وكذا وقصد كذا وكذا ». وبعد تعداد عشرين فرضية يقال « الله اعلم »، وهذا من غير المجدي أن نعتمده الآن. فنحن الآن وقد عشنا أربعة عشر قرنا على ما أفرزته مصفاة التفسيرات القديمة بمختلف أصنافها كمنوال تفسير الطبري، والتفاسير الصوفية كتلك التي جاء بها القسيري والكشاني، والعقلانيين كالزمخشري وفخر الدين الرازي.. إلخ، فلابد وأن نتخلص من هذه السيولة، وألا نبقي عليها إلا كتراث لا يمنعنا في كل لحظة من البدء من الصفر. وما ذلك بتضييع وقت في خدمة هذا الدين العظيم الذي أرسى ثقافة كونية عظيمة، خاصة وأن حولنا وعندنا وبين أيدينا أدوات بحثية كالألسنية وعلم الاجتماع والحفريات التاريخية التي أصبحت تمكننا الآن من أن نراجع موقفنا من هذا النص من خلال البحث عن المعنى. فالبحث عن المعنى لم يتم إلى حد الآن. وبقي علماؤنا العلمانيين كما المشايخ يلوكون فيما قاله القرطبي وغيره.
في النص العديد من الابهامات وأنا اعتقد أنني لو سألت أكبر مشايخ الأزهر أو الزيتونة أو القرويين أو دمشق عمن هو « عزير »؛ لمهمه أحدهم ولقال أشياء لا معنى لها، خاصة وأن ابن كثير يورد حديثا لا أعتقد في صحته؛ حيث يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والله لا أدري أكان عزير ملكا أم نبيا ». أفهذا معقول؟ فإما يكون رسولنا قد اتصل بوحي من الله حتى إذا سئل عن حقبة أو شخصية فإن معرفته الفردانية والإيحائية التي هي معرفة الرسول تمكن من أن يعلم المخاطب بما يسمح له التعرف على ما أوحي إليه به، وإلا فنحن في عبث. فكيف يقول الرسول مثل هذا القول؟ وكيف يمكن لنا نحن أن نفهم هذه الآية؟
لذلك، أعتقد جوابا على سؤالك، أن مثلنا كمثل من يأتي إلى مدينة خربة فيهم بترميمها، ويتضح له أن الترميم أكثر كلفة من البناء من جديد. فالشجاعة والحكمة تقتضيان أن أهدم كل ذلك، وأقيم بناءا جديدا بنفس العقلية والذهنية التي أملكها حاضرا، وبنفس الاحترام الذي أكنه إلى هذا الدين ولأهله الذين يعتنقونه. لا أعتقد أني شخصيا سأقوم بذلك، ولكني أشير إليه فحسب، فلا قدرة لي أبدا أن أعيد هذا البناء، ولكن من واجبي أن أقول إننا عشنا أربعة عشرة قرنا وعلى الأقل من ناحية علاقتنا بالقرآن في مغامرة لم تأت إلى حد الآن بنتيجة. ولذلك لا بد أن نراجع الأمر، وأن نبدأ من الصفر.
* يعني بإثارتك قضية إعادة جمع المصحف، وترتيب آياته وسوره، هل الأمر يتعلق بدعوة ضمنية لمراجعة وكتابة المصحف العثماني من جديد؟
** أبدا أنا اعتقد أن المصحف العثماني لا يمكن أن يمس, إنه ذو وجود لا يمكن أن يطرح على محك التساؤل أو المراجعة. وإنما مع علمنا أن ترتيب النصوص وترتيب الوحي مختلفان، وهذا لا يتناطح فيه وعلان، وهو ما يمكنني من التفكير في معاني الآيات وإذا كانت هذه الآية تنتهي هنا أو تنتهي هناك. وأنا فكرت مرة أخرى في سورة القمر، وقوله تعالى: « إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ » (القمر: 54-55)، وقلت لماذا لا تتواصل هاتين الآيتين مع سورة « الرحمن » التي تليها والتي مبتدأها « الرَّحْمَنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ » (الرحمن: 1-2)؟ وإذا كان ذلك كذلك لما استنكف في ذلك أحد، ولاعتقدنا أن هذا المليك المقتدر هو الرحمان الذي علم القران. فما جدوى – على سبيل المثال – أن تقسم هذه السورة إلى سورة اسمها « القمر » وسورة اسمها « الرحمان »؟ مثل هذا التساؤل؛ حتى لو لم يؤد إلى شيء؛ هو تساؤل مشروع. وقد أفادنا « ابن كثير » عن غير قصد حتما بعنصر يسمح بمواصلة هذا التساؤل حينما أشار إلى وحدة سورتي « الفيل » و »قريش » الأصلية؛ كما بينا سالفا؛ بغض النظر عما أقدم الزمخشري على بيانه في هذا الموضوع، وتساؤل الصحابي « عبد الله بن مسعود » عن عدد السور، والأثر المشير – حسبما وصل إلينا – إلى أن « الفاتحة » و »المعوذتان » ليست من القران. وأنا اطرح السؤال لماذا كان لكل هؤلاء مع زخامة وقوة إيمانهم أن يطرحوا مثل هذه الأسئلة ولا حق لنا في ذلك اليوم.
فالمصحف يبقى مقدس له طقوسه وعدد آياته وحروفه، وهو من أجمل ما لدينا ويجب علينا المحافظة عليه، وأذهب إلى أبعد من ذلك فأقول: لو فرضنا أن الحاكم غدا قرر تغيير معالم صحن جامع الزيتونة بتونس مثلا فإن كل الناس ستثور عليه، ويكون لهم الحق في ذلك، فكيف بالمصحف الشريف، الذي كان له الفضل في تأسيس تاريخنا العربي والإسلامي.
* لا تتردد في استعمال مصطلح « تحرير القران »، وهو ما سيتيح بالنسبة لك قراءة جديدة للنص تبتعد عما تسميه « بالقراءة الطقوسية التلمودية للقرآن »، إلى ما تسميه قراءة إنسانية يتحرر فيها المعنى. هل تطمح – عبر فكرة تحرير المعنى في المصحف – إلى إيجاد مسار فكري جديد يتحرر فيه النص القرآني من قبضة « العلماء » والمؤسسات التقليدية المهيمنة على قراءة النص؟
** سأنطلق من الفترة الأموية التي تمتد من كتابة المصحف إلى عصر التدوين؛ أي إلى بداية العصر العباسي، تم سجن القران في مساحة الكتابة وحيز الخطية. ومن الصالح بالنسبة لمشايخنا أن يقرؤوا ما ترجم بالعربية لمفكر معاصر مثل « جاك جودي » jack Goody الذي تحدث عن مفهوم الكتابة وموقعها. وأن يعودا على الأقل إلى أفلاطون في « محاورة فيدرس »، والتي يقول فيها إن الكتابة تمتص الدينامية والطاقة لكل خطاب جاء شفويا.
أما الحبس الثاني الذي عرفه التنزيل فهو الحفظ والترتيل وصب هذا النص في بوتقة وفي قالب لا يمكن أن نحيد عنه؛ بحيث لا أستطيع أن أتحدث في مساحة حوارية في القرآن بلغة من يقلد الظالم الذي يتحدث للمظلوم. فما الذي يمنعني في سورة « الكهف » عندما يقول الله « فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ » (الكهف: 34) أن آخذ صوت المتقبل ونبرته الذي لا يعتقد أنه لا يمكن لله عز وجل أن يتلف جنته؟ وما الذي يمنع أن آخذ صوت ونبرة المتواضع الذي يعتقد في وحدانية الله وفي قدرته على إتلاف هذه الحديقة؟
ما الذي يمنع من أن أقرأ النص مع احترام للشكل والإعراب ومخارج الأصوات.
أعطيك مثلا، كان موضوع مقال نشرته في إحدى المجلات العلمية الفرنسية حول سورة « الصافات »، عندما يقول الله: « فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ « (الصافات: 102).
يتفق كل المفسرين والرأي العام التلقائي أن الله حيا إبراهيم لأنه صدق الرؤيا، وأنا أخالف هذا الفهم لأن الرؤيا لا تصدق. فمثلا عندما أراني أستقل تمساحا وأطير به فلن أصدق ما حدث، ولابد من أن أؤولها. والقران الكريم نفسه عندما تكون الرؤيا صادقة وقابلة للتأويل لا يستعمل عبارة « صدق » الرؤيا، وإنما يستعمل لفظة « عبر » حيث يقول « إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ » (يوسف: 43). أما أن تصدق » الرؤيا » فلا. أرى أن الله عندما أشار إلى ما جاء عن إبراهيم من تصديق الرؤيا لم يكن ذلك إلا في سياق بلاغي كان يقول أيمكن أن تصدق؟ وتم تجاوز هذا الوضع غير الطبيعي بفداء الابن بذبح عظيم. إذاً؛ لم انتبه إلى قضية مهمة؛ وهي وجوب استكشاف مفاصل القرآن؛ لا باسترسال الآيات؛ إذ أن تقسيمها بالنظر إلى المعنى اعتباطي. ودليل ذلك أن « فوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ » (الماعون: 4) هي آية متكاملة لوحدها وبعدها « الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ » (الماعون: 5) التي تكمل المعنى.
هذه بعض المشاكل التي لا بد أن نواجهها حتى نفوز بما نسميه بالإعجاز القرآني وبوحدانية النص وأصلية القران وتأصله فينا؛ وإلا فانه سيبقى مجرد طقس. والطقوس لا تأتي بتقدم الأمم. الطقوس طبعا لازمة من قبيل أن تأخذ هذه الملعقة والشوكة والسكين بهذه الطريقة ولا تأخذها بطريقة أخرى، أو أن تحيي أصحابك بطريقة معينة، فهذا طقس من الطقوس التي تخرج الإنسان من فوضى الحياة اليومية وأتعاب العمل. والطقوس الدينية ضرورية حين تجعلنا بحركات آلية مع أفق الموت. وهذا هو مقصدها الأصلي في الديانات. وهو ما جاء به مثلا « ابن رشد » (520- 595 هـ) حينما قال في ما معناه أنه « لن يأتي يوم تتطور فيه الإنسانية فنستغني فيه عن الديانة ». فلا بد أن يبقى جمهور عريض من الناس يرى أنه من الضروري أن يكون هناك طقوس، ولكن هذه الطقوس لا تقدم التاريخ ولا الإنسانية ولا المجتمعات، وليس من وظيفتها أن تفعل ذلك، بل من وظيفتها أن تبقى في الإنسان البعد الخالد كالخشية والخشوع والشعور بالضعف أمام هول الزمن والكون. إذا اعترفنا للطقوس بهذه المهمة والضرورة فلا بد أن نقرأ القرآن على أنه كتاب الله كتابا مفتوح أبدا بحيث إذا ما أعلنت أني قد فهمت كتاب الله « بصفة نهائية » فاني أكون بذلك اقرب مني إلى الكفر؛ لأني أضعف من أن أدعي مساواتي مع المخاطب الإلهي؛ إذ أنت إن فهمت مخاطبك بصفة نهائية فقد سويت بينك وبينه.
* هناك مفارقة في المجهود الذي تقوم به. فمن ناحية، نراك ترد بقوة على النظرة الكلاسيكية المشوهة للإسلام في بعض الأدبيات البحثية الغربية، وخاصة عندما تتحدث في النظرة الاستشراقية لقضايا من قبيل « المرأة » و »العبودية » و »الجهاد » و »الحدود ». ولكنك تقوم في كثير من الأحيان بالاستناد إلى هذه الأدبيات الغربية ذاتها في بيان « إنسانية الإسلام »، وخاصة عندما تستند إلى كانط وفلسفته « التنويرية » و »هيغل » و »هيديغير » و »سارتر » في نظرتهم « الإنسانية »؟
** أن نتجه أو نستعين بمفكر يحتم نوعين من المواقف: الموقف الأول هو أني أعتقد أنه سيجعل من وجودي وجودا آخر، وهذا لا أعتقد أن « نيتشه » أو « كانط » أو « هيغل » أو غيرهم سيغير شيئا مني؛ لأن الطينة التي ولدوا فيها ليست طينتي؛ أي أن الأبعاد الثلاثة التي تجعل من مفكر يغير الأشياء ليست مشتركة بيني وبين كانط: فلست ألمانيا ولا أوروبيا، ولا أريد أن أغير ما في أوروبا، ولا أريد أن أكون من أعوان « كانط » في صنع تاريخه. الموقف الثاني في الاتجاه إلى فيلسوف هو اعتماد قدرته على توليد المفاهيم وحبكها ونسجها حتى تؤدي إلى مقولة. ومثلا لنأخذ كانط (1724 – 1804 م)؛ لأنك سميته من بين الأسماء التي ذكرتها، وأنا فعلا استشهد بالعديد من الفلاسفة، واعتقد أني مع الموقف الثاني الذي ذكرته معجب كثيرا بـ »أفلاطون » (عاش بين 427 – 347 ق.م) و »هيغل » (1770 – 1831م) و »نيتشه » (1844 – 1900م)، ومعجبا كثيرا أيضا بـ »جاك دريدا » (1930 – 2004م)، ولكن لا أعتقد أن مصيري ومصير كل هؤلاء هو مصير واحد في أي شيء ما في ضرورة تغيير الأشياء وتغيير المجتمعات، وإنما أرى نصوصا، وأرى أنهم طرحوا المشكل بطريقة معينة، وخلصوا بعد مئات الصفحات إلى نتيجة محكمة نظرا لما وضعوه من مبادئ ومسلمات ومن شروط.
فقد أخذت عن « كانط » مثلا هذه المقولة التي لا بد أن نجرأ ونأخذها نحن كمنهجية وهي أن « النظر إلى العالم وقراءة النصوص إذا جمدناها بالعقل فإنها تصبح في وقت من الأوقات سجنا لنا ». فهو اعتمد الذود عن فلسفة « لايبنيتز » (1646 – 1716) وبالذات ورثة « لايبنيتز » من الفلاسفة من أمثال « جاكوبي » و »فولف » الذي هاجمه « كانط » لأنه جمد مثل أستاذه في الفلسفة انطلاقا من مقولة: « تقديس العقل »، وهو العمل النقدي الكبير الذي قام به « كانط » في كتابه « نقد العقل الخالص »، والذي اعتبر فيه أن اخطر ما يهدد العقل وهو ما اعتقد أنه مشترك في الإنسانية كاملة، وليس حكرا على فلسفة « كانط ». فكانط تناول الأمر بمنهجية فلسفية عميقة لا تقبل إلا أن نرافقها ونواكبها حيث قال: « إن العقل إذا نسي حدوده خرج إلى الهذيان ». وحتى نبسط المسألة نتساءل: ما هي حدود العقل؟ إن حدوده هي المكان والزمان، وأنه لا بد لكل مقولة عقلية تحترم نفسها وتكون فعلا علمية هي أن توحد بين « المفهوم » و »الحدس »، فلا يمكن أن أقول « بحدس » إذا لم يكن مقترنا بمفهوم. مثلا جاءتني موجة من الضوء لا أستطيع التعبير عنها إلا إذا عرفت ما معنى الضوء ومعنى الموجة، وكلاهما مفهومين. ولذلك فمن حدود العقل إلا يقبل التعرف على حدس لوحده، وألا يقبل إدراك مفهوم لوحده. يقول « كانط »: « المفهوم وحده فارغ، والحدس وحده أعمى »l’intuition sans concept est aveugle et leconcept sans intuition est vide. Il faut les deux« . وخلص هذا الفيلسوف إلى نتيجة أطاح فيها بالعقلانية حتى يبقي على الإيمان؛ إذ يقول حرفيا: « إني أطحت بالمعلومة حتى أبقي على الإيمان » « j’ai du abolir le savoir pour faire une place à lacroyance« . « . وأنا أخذت هذه المقولة منهجيا، وقلت في أحد فصول كتاب « لم نقرأ القران بعد »: « لا بد أن نطيح بالتفسير حتى نبقي على القراءة ».
كمسلم طولبت بأن اقرأ، وطقوسيا طلبت بأن أرتل: « ورتل القران ترتيلا » (المزمل: 4)، لكن قبل كل شيء طولبت بأن أقرأ. والقراءة هي التعامل مع المفاهيم بحدود العقل. وكلما توسعت في هذه القراءة كلمت أعدتها، ولو أدى بي ذلك لأن أبدأ من الصفر.
بالنسبة للنظرة الاستشراقية المشوهة للإسلام، حتى لو اعتقد بعض المفكرين العرب فيها، فأنا أعيش في أوروبا، وإن قيل شيئا أخالفه إسلاميا كمفكر فإني إما انتصر له وإما أن اسكت على ذلك. وأتحدى أي إنسان يتابعني عبر كتاباتي وبثبت أني قلت مخالفا لما يراه جمهور المسلمين في مسألة الحجاب أو في موضوع علاقة المرأة المسلمة بزوجها أو محيطها ضمن الجدل الدائر هذه السنوات.
إني أتحاشى الخوض في هذه المسائل لاني اعتقد إنها تضفي ماءا جديدا لطواحين أعداء الإسلام، وهذا من أخلاقياتي وليس من قناعتي العلمية. إن قناعتي العلمية ترى أن العلم ليس مخبر حروب بين المفكرين، ولكن هذا ليس من الواقع. الواقع يفرض على العلماء المسلمين أينما كانوا أن يواجهوا معركة مع من يريدونهم الانسلاخ عن أهلهم. ولقد طلب مني عندما كونت اللجان حول موضوع الحجاب في المدرسة الفرنسية أو النقاب، وقيل لي أنرنا بمعلوماتك ومواقفك في خصوص هذه المسائل فقلت لهم لا يمكن أن أفعل ذلك، وربما سأنشر في يوم من الأيام المراسلات بيني وبين هذه اللجان؛ ورفضي لهذه الطلبات؛ وتعليلي لهذا الرفض. وأنا اعتبر نقدي للفكر الإسلامي من قبيل الإشكاليات العائلية بيني وبين الأمة التي أنتمي إليها.
* في إطار دعوتك تجديد القراءة للنص بالذات تتناول مفهوم « الأمانة » كمصطلح قرآني، وتذهب إلى إعطائه المعنى الوجودي السارتري (نسبة لجون بول سارتر) كمرادف لمفهوم « القلق ». فما هي حدود المطابقة لكلا المفهومين وخاصة أن المفهوم السارتري للقلق ينحو إلى « العدمية » وهو ما بينه سارتر في روايته « الغثيان » وفي مصنفه الفلسفي « الوجود والعدم »، وذلك مقابل الفهم الديني والإسلامي الذي يبني غايته وهدفه في تحقيق معنى « الاطمئنان »، والذي هو مفهوم ديني كلاسيكي ما قبل حداثي مقابل مفهوم القلق السارتري، الذي هو نتاج ثورة الحداثة الغربية وانجازاتها الفكرية متعددة الأبعاد والمتحررة من السكون والركون ضد النظرة دينية النسقية والتي ترى العالم بعين سكونية؟
** سبق وقلت لك أن كل الكتابات وخاصة الفلسفية، وأنا فيلسوف، آخذ منها منهجيتها وثراء قاموسها، ولا آخذ منها استنتاجاتها التي تجبرني على أن أدخل حزبا وجوديا أو أن أكون مدافعا معتنقا لفلسفات « هيديغير » أو « سارتر » أو غيرهما , فلا اخذ من هؤلاء إلا ما يعجبني من تراكم مناهجها التحليلية التي جعلت منها فلسفات والتي حرمنا منها لأننا همشنا مكانة الفيلسوف فأقصينا « الفارابي » و »الكندي » و »ابن رشد »… وجعلناهم دخلاء على ثقافتنا وسامح الله في ذلك المشايخ والمفسرين والذين لولاهم لما احتجت إلى البحث في مناهج غيرنا.
أعود إلى قضية » الأمانة » فأقول لاني استودعتك أمانة وابحث في رسالتك التي استودعتني ايها عن ماهية هذه الأمانة إن كنت أعطيتني جهازا تلفونيا أو مئة دينار أو غيرها فكيف اعرف ما هي « الأمانة » والقران لم يعرفها لنا في نفس الآية حيث يقول « قوله تعالى » إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ » (الأحزاب: 72).. ثم يقول تعالى « وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ « .. » فما هي « الأمانة »؟.
عندما نبحث في تركيبة القاموس والألفاظ القرآنية نجد أن كلمة الأمانة تتزاوج من بعيد مع كلمة أخرى لم ينتبه إليها أو شوهت في التفسير هي كلمة » فطرة » ونفس الجذر » فطر » تجده يعني » طبيعة الإنسان الأولى » وهو ما يقول به المفسرون والفطرة تعني » القطع والبتر » مثل في قوله تعالي » فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ » (الأنعام: 14) وقوله » فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ » (الملك: 3) أي بمعنى القطع وبالعودة إلى البعد القاموسي وكذا يقول إبراهيم: » إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ (الزخرف: 27) نذهب إلى معنى خلقني على وتيرة الطبيعة والذي فطري يعني إذا الذي أقامني على » بتر ».. ولكن فلسفيا ما كنه هذا البتر؟ فإذا انتبهنا إلى هذا الأمر وعدنا إلى قضية « الأمانة » والفطرة لكونا فلسفة أعمق بكثير من الفلسفة الغربية الحديثة ذاتها والتي تعتبر بنيانا عال جدا رهيب في شكله من « كانط » إلى « هيغل » إلى « نيتشه » إلى غيرهم وهو بناء ثري ونحن منعنا من هذا الثراء لأننا إذا استعصت علينا كلمة في القران ومن أول التاريخ الإسلامي إلى ألان نعطيها اعتباطا أي معنى للتخلص منها.
ففعل « فطر » هنا لا يعني إلا « قطع » لان علاقة الله بالعالم هي علاقة حدثية أرادها هو » أي لسبب لا بمكن أن نعرفه نحن بمعاييرنا الإنسانية » لأنه كان لا يحتاج إلى خلق وكان لا يحتاج إلى أن يعترف به قبل أن يخلق العالم فقد رد على الملائكة عندما عرض عليهم مشروع خلق الإنسان واعترضوا عليه في ذلك بقوله « إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ » (البقرة: 30) وهو عندما أراد خلق العالم أراد أن يجعل بيننا وبينه هذا » البتر » الذي يمكن أبدا أن نملأه فبيننا وبين الله هناك هوة هي التي أقامت الخلق وأقامت وجود الإنسان لذلك في أية الأمانة تنتهي بقوله تعالي أن قبول الإنسان لخلقه يجعل منه « .. » « الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً » (الأحزاب: 72).
أي إنه اختار أن يقام على فراغ هو الذي يفرق مطلقا بين الله والعالم وهو ما تلك الذي الهوة لا يمكن أن تتلاقى ضفتاها أبدا, هذه الهوة التي هي الفطرة أعمق ما من مفهومي الطبيعة والسليقة. وكثير من لآيات يدعم ما أقول وخاصة أية » خُلِقَ الْإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ » (الأنبياء: 37).. كل هذا قيل في الفلسفات الغربية التي جاءت العصور الحديثة.
فلماذا نحرم نحن بالقول بان لنا ما يدعم فلسفة عميقة في الإنسان وفي نظرية الإنسان منذ أربعة عشر قرنا وقبل هؤلاء بكثير.
* أراك تعتمد على » آيات الخلق » في موضع آخر وتستند عليها في بحثك في قضية الإسلام والحرية وتأخذ الكثير من المستشرق الفرنسي » جاك بيرك » ولكنك تعود بنا خاصة إلى ابن رشد وابن سينا وخاصة أن أطروحتك الفلسفية هي مقارنة بين » ابن سينا وسبينوزا » وتذهب إلى القول بان إجهاض مشروع الحرية في الفكر الإسلامي كان نتيجة هزيمة » الفلسفة الرشدية » في عقر دارها؟
** ليعلم قراء هذا الحوار أن أهم عمل قام به ابن رشد إضافة إلى تفسيره وتأويله لأرسطو واهم ما أصدره وما جاءنا منه هو كتاب » فصل المقال في ما بين الحكمة والشريعة من اتصال » وهو الكتاب الذي يشغلنا إلى حد ألان وعندما صدر هذا الكتاب لم يكن له اثر في الأحاديث العامة والكتب والمصنفات لمدة سبعة قرون إلى غاية القرن التاسع عشر حيث عثر عليه المستشرق الألماني » مولير » muller ونشره بلغته العربية. وبدأ نحن نتحدث عن الكتاب منذ أواخر عصر النهضة بطريقة محتشمة ولم يصبح ابن رشد معلما فكريا فلسفيا إلا في النصف الثاني من القرن العشرين , أفلا ليس الأحرى بحضارة تفتخر بذاتها وبتأصلها في الأرض أن تستحي من طمس هذا المفكر والعالم والقاضي والطبيب الذي ملا الدنيا وشغل الناس فينسى عمله الأهم حوالي سبعة قرون؟ فلنحاول أن نعلل هذه المظلمة التاريخية.
إن ابن رشد يقول – وأنا أقول معه وأوافقه تماما – إني في موقع من الزمن والمكان قد غابت النبوة نهائيا وختمت بخاتم الأنبياء فلو كان لي أن اختار بين مقولة جديدة لها بعد نبوي ومقولة غيرها لها بعد عقلي فلا مناص من أن اختار ما يقبله عقلي لاني لم اعد قادرا على الانتماء لمقولة نبوية بعد ختم التاريخ الرسالي.
هذا ما يمكن أن نقول لمن يريد معرفة أسباب تأخر البعد العقلي عندنا والذي يستوجب إقامة ورشة فكرية كبيرة وهي اكبر من أن يقودها إنسان فرد من المعاصرين وهي ورشة جماعية تبدأ بأعمال بسيطة وبعد ذلك تكون دور النشر وتكون الدول والمؤسسات والمعاهد فيما اسميه أنا ب » مبتدأ » مركز البحوث لتجديد الدراسات الإسلامية « .
* طيب أعود إلى تفاصيل كتاباتك وخاصة بموقفك المدافع عن صورة الرسول محمد في الأدبيات الغربية ونجدك تحدثنا عن النظرة السلبية التي قدم بها من قبل » فولتير » على سبيل المثال مقابل الصورة الايجابية لشخصية الرسول التي يقدمها عنه كل من » لامارتين » و » ديدوا » و »روسو » ولكن استوقفتني جملة قلت فيها التالي » أن محمد يختم فترة ما قبل تاريخ الفكر الديني وانه يقع خارج هذه الفترة » (ص 47 من كتاب طارق الليل) ماذا تعني تحديدا بهذه المقولة؟
** كل شخصية كبيرة في هذا العالم حتى ولو هي اقل بعدا وكثافة تاريخية من النبي الرسول هي في اغلب ما أدرك منها » بناء » تاريخي أقوم به شخصيا حسب موقعي المعرفي » فانا لا املك ولا يملك احد ما يجعلني المرء يستحضر حياة الرسول وشخصيته بطريقة لا تقبل الشك ويمكن لي مثلا إن أردت مثلا الاهتمام بشخصية والدك أن اتجه إلى البلديات وأن أعود إلى مراجعي الخاصة وأن اسأل أصحابه فأتيك بدراسة تستحضر والدك وكأنك أمامه وهذا لا يمكن أن يكون في حالة شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم. طبعا هناك السير المتناقضة والسير المتأخرة بعد موته وهذا لا يمكن تاريخيا إن كنا جديين أن نعتمده حتى نتعرف على الرسول , هناك القرآن طبعا ولكن القرآن في الكثير من الأحيان يناقض السيرة ونرى أن الخطاب الذي يوجهه الله إلى رسوله هو خطاب صارم في بعض الأحيان غاضب « وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ » (الحج: 52).. ألا يمكن لدنيوي اليوم شيخا أو مؤرخا أن يقول هذا القول على الرسول صلى الله عليه وسلم ويتهمه « بالافتراء » لذلك كل ما قيل عن الرسول وكل ما سيقال عنه هو « بناء ». وأنا باعتباري انتمي إلى هذه الحضارة أحاول بناء شخصية الرسول من خلال ما توفر لي من « الإشارات ». وإذا اخذ هذه « الإشارات » عدو من أعداء الإسلام يمكن أن يبني شخصية مختلفة وربما سلبية عنه كان يأتي إنسان ويقول أن علاقته بالمرأة والطيب هي علاقة تدل على إنسانيته وتدل على حبه والحياة بينما يقول أخر بأنه إنسان » ماجن » وهذا موقف المثقفين الأوربيين في القرون الوسطى وموقعهم إلى ألان. فكل » بورتريه » لإنسان وخاصة العظماء مثل « لاسكندر الأكبر » و »عيسى بن مريم » والرسول محمد وغيرهم وبغض النظر عن علاقتي الإيمانية بهم وعلى اعتبارهم شخصيات تاريخية هي « بناء » لاني لا امتلك المقومات التي تجعلني أقوم بسيرة ذاتية من هؤلاء تعتمد الدقة لذلك أنا اعترف باني عندما ابني في ذهني أو في الكتابة شخصية الرسول أنا ابنيها عن موقف ايجابي لست مطالبا بالتدليل عليه. أما عن منزلة الرسول كخاتم الأنبياء فهي قضية لم يبحث فيها أبدا إذ كيف يمكن لإنسان أن يقول أنا آخر الأنبياء وأن يصدقه الزمن فهل يمكن أن يمكن يقوم محامي أو طبيب من أعظم الأطباء في العالم ويقول أنا آخر الأطباء ويصدقه التاريخ؟
إذا كان القرآن حياته. والقرآن يعلن: « مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا » (الأحزاب: 40). وإذا افترضنا أننا نعيش معه وقال لنا ذلك: أي أنه آخر الأنبياء لما صدقنا أحد واعتقدت الديانات الموحدة في كونه آخر الأنبياء وهذه في حد ذاتها معجزة تاريخية فإذا كان في حياته أغلق محمد النبوة التي هي حدث رافق الإنسانية منذ ملحمة « قلقامش » السومرية (تعود إلى حوالي 2100 قبل ميلاد المسيح) إلى عصر محمد صلى الله عليه وسلم فانه كان يقوم بذلك عن وعي بالنتائج التاريخية التي يترتب عنها هذا الإعلان ومثله في ذلك مثل الذي أغلق بيتا فهو أمام فرضيتين إما أن يغلقه وهو في داخله وإما يغلقه وهو خارجه وليس هناك حل ثالث , وإن كان أغلقه وهو فيه فهذا من الأشياء الغبية التي لا يمكن قبولها عن محمد صلى الله عليه وسلم لأنه وإما أن يغلقه وهو خارجه وليس فيه وبالتالي قد أغلق النبوة وخرج منها في حياته مع بقاء منزلة النبوة لكنه في هذه الحالة أصبح خارج ما أغلقه يعني في الموضع الذي يوجد فيه أنا وأنت أي في موضع العقل الإنساني البحت أي أن محمد لما أغلق النبوة كان في موضع العقل وعندما أغلق النبوة بشرنا بشيء كبير لم ننتبه إليه هو أن نور النبوة أشرق على خذا العالم وتأكد أن كل منا يمكن أن يحمل » نبوة ما » في « شيء ما » وهذه النبوة هي هذا العقل واستشهد هنا بتشابه الآيتين في سورتي » المؤمنين » والأخرى في سورة » يونس » وهاتين الآيتين هما » يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ » (الأنعام: 125) » وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ. لاَ يَعْقِلُونَ » (يونس: 100) يعني نفس العقاب على الذي » ليس له عقل » وعلى الذي » ليس له إيمان » والاتحاد هنا هو بين الإيمان والعقل ولذلك أغلق النبوة وبشرنا بان كل واحد منا في عمل معين قادر على الانتفاع بهذه البشرى في أن العقل بعد محمد رسول الله مساو للإيمان إن كان نيرا محضا لا قصد الظلم أو الرجس. * هناك نقطة ثانية استلفتتني وأنت تتناول الدور السياسي لمحمد صلى الله عليه وسلم. فمن خلال أكثر من موضع ومقطع تؤكد على شخصية الرسول « كقائد دولة » (ص: 56 , 57 ,64). ألا تعتقد أن تركيزك على هذه الفكرة ينسف من حيث لا تدري « الفكر التنويري » الذي تدع إليه في نقدك للإسلام السياسي الحركي والقراءة التقليدية التراثية السياسية للتراث الإسلامي والتي تخلط بين السياسي والديني والتي تنتقدها في مواضع عديدة؟ ** البعد السياسي بالمعنى العصري الأحادي للكلمة أعطيه معنى آخر. فعندما أفكر في الرسول صلى الله عليه وسلم لا أفكر في السياسي بمعنى التلاعب بين الأحزاب وتنظيم المظاهرات والحديث في البرلمان. فعندما أفكر في الرسول، وأقرن بينه وبين كلمة سياسة في مفهوم طريف وجديد يليق بالثورة التي أحدثها دخول هذا الرجل الذي « يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ » (الفرقان: 7) في التاريخ, فقد احتكم الى إشكالية عظيمة جدا: كيف يمكن للإنسان أن يعمر البسيطة والأمكنة والفضاء؟ يستعرض القرآن الكريم ثلاثة مقولات واضحة دقيقة في هذا الموضوع، وهي ذهنية البداوة وطريقتها في التعامل مع الأمكنة والناس، ثم ذهنية القرية مع تعاملها أيضا مع نفس الأبعاد وهذا هو التجديد المحمدي القرآني. لقد فتح المدينة وجعلها فضاء مجمِّعا ومفتوحا في نفس الوقت. فعندنا البدوي أي الأعرابي هو في قاموس القرآن هو في المستوى الأدنى من احتضان واحتلال المكان، فهو الذي لا ذاكرة له، وإذا أقام حذو بئر فانه يستنفدها ليذهب بعد ذلك إلى بئر أخرى. ويحدد القران هذه الذهنية بطريقة لا مناص لنا من أن نصفها بالفلسفية؛ إذ يعتبر الأعرابي غير قادر على التعامل مع مفهوم الحدود « الْأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ » (التوبة: 97)، وهو الذي يدخل البيوت بدون استئذان ولا يدخلها من أبوابها إلى آخره مما قيل في سورة « الحجرات » التي اعتبرها بينا متكاملا مضادا للذهنية البدوية مضاد للآية المركزية ووهي التي تقول « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ » (الحجرات: 13) فالتعارف هو ما يناقض أساسا التبدد والنسيان.
ويواصل القران الكريم إيراد عملية اكتساح الإنسان للفضاء بأن حدد لنا مفهوما ثانيا بنفس الدقة والثبات في استعمال المفهوم حينما يحدثنا عن « فضاء القرية ». فكلما ذكرت القرية في التنزيل كان لها معنى سالب. انظر لقوله تعالى: « وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُواْ فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا » (الإسراء: 16)، وقوله: « وَمَا أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ إِلَّا لَهَا مُنذِرُونَ » (الشعراء: 208)، وحتى بالنسبة لمكة الوثنية « وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ » (محمد: 13)..
فما معنى كلمة قرية بالمعنى السوسيولوجي في ذلك الوقت؟ هي مثلا كقرية خيبر وقريتا « سدوم وعمورة » التي نسفت والتي سماها القران « الْمُؤْتَفِكَاتِ » (التوبة: 70)، وكمدائن صالح ومكة والطائف اللتان ذكرتا في أية واحدة « .. رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ » (الزخرف: 31). والكلمة عامة في المجال الجغرافي المعروف زمن الرسول. وقبله فالعبرية تقول « كريات » واليونانية تقول « كريتوس » والفينيقية تقل « قرط » ومنها « قرطاج » أو الإله « ملقارط » أي ملك القرية. وأصل الكلمة من السومرية القديمة، وهي اللغة ذات المقطع الواحد للكلمة. وقد بقي لنا هذا المقطع في العربية، ويعرف الثبات في المكان « قر ». القرية إذا تستمد وجودها من العزلة خلف أسوارا منيعة، وتعيش داخل هذه الأسوار دون أن يكون لها تواصل مع العالم الآخر. البعد السياسي للرسول ورسالته في نظري هو أنه ذهب إلى أرقى ما يمكن من أشكال أعمار الأرض، وهو ما لم ننتبه إليه. فهو الذي غزى تبوك أو خيبر والطائف وقرى أخرى، ولم يغير أي من أسماء هذه القرى. فحتى الآن في القرن الواحد والعشرين ما زالت تبوك تسمى كذلك. لقد غير اسم قرية واحدة, « يثرب », فسماها « المدينة », انتبه فان كلمة « مدينة » بالمفرد لا توجد في النصوص القديمة أبدا؛ حيث لا توجد أية « معلقة » من « المعلقات » فيها لفظ « مدينة », الموجود هو لفظ « مدائن » بمعنى « حارات » أو مجموعة قرى وأفخاذ وبطون وبطاح، مثل « طيسفون » (باللغة الفارسية (تيس فون) عاصمة الدولة الساسنية التي عربها جغرافيونا منذ زمن طويل بلفظة « المدائن » وهو الموقع الموجود باسمه هذا حاليا قرب بغداد؛ بمعنى أحياء قبيلة تتوانس. وقد سمى محمد « يثرب » « المدينة » ونحن متأكدون تاريخيا من ذلك؛ إذ أن هذه اللفظة متواجدة في القرآن بمعنييها علم جديد ليثرب القديمة، واسم مطلق لأي مدينة كانت كما في سورة « القصص » أو « ياسين »: « وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى » (ياسين: 20)، وله في ذلك هدف سياسي كبير وهو أن « المدينة » التي أسسها لها ديدن سياسي في غاية الأهمية هو أنسنة الفضاء ببعديه الأمني وانفتاحه على السبل والمراعي وآفاق الفضاءات الأخرى؛ مما يعود لنا إلى الآية المركزية في قوله تعالى: « يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا.. » (الحجرات: 13) الذي ذكرناها آنفا.
أنا اذهب إلى أبعد من ذلك فأقول إن اليهودية كما الإسلام حرمت الخنزير بقوة. وفي أية « حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ.. » إلى آخره من الآية التي تختم بـ « …الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً” (المائدة: 3) لأنه من جملة الأشياء التي يخولها الخنزير هو العيش في القرية مع أقصى ما يمكن من التوفير الغذائي؛ إذ لا يحتاج الخنزير إلى مراعي ولا يحتاج أن أخرج به إلى خارج القرية المسورة، فأنا أستطيع أن أربيه داخل الأسوار، وأستطيع من لحمه أن أوفر الغذاء لعام كامل؛ حتى لو كنت محاصرا، وبالتالي فإن تحريمه له بعد أنثروبولوجي – سياسي؛ لأنه يوفر المناعة من « فتنة القرية ». ومحمد بهذا الشكل جعل العالم يتواصل بشبكات من الطرقات للتنقل والتعارف، وهذا ما أقصده من معنى محمد السياسي. هذا فضلا عن كونه كان حكما في قضايا آنية بين سكان المدينة وحتى بين يهودها ومسيحيها أو مع أهله من المؤمنين من مهاجرين أو أنصار المهاجرين.
فلا اعتقد أن البعد السياسي الآني كرئيس بلدية في المدينة كان مهما جدا والأهم من هذا بكثير من انه أسس لانفتاح لمن يسكنوا في مكان ما تجاه باقي سكان المعمورة وهذا هو المعنى الأعمق للآية: « وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً » (البقرة: 143). وأنبه في خاتمة حواري معك أن كلمة وسط في زمن القاموس القرآني لا تعني ما يحتل قلب مسافة ما، وإنما يعني الأفضل والأحسن أي تلك النقطة وسط الدائرة التي تتساوي فيها المسافات كلها بين المحيط والمركز؛ لذلك أشير أن كتب السيرة تقول أن الرسول تزوج خديجة وكانت « من أواسط قومها ». وفي سورة القلم يذكر القران قول أحد الشخصيات فيذكر قوله: « قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ » (القلم: 28) أي أذكاهم وأفضلهم والأرجح رأيا.
يقدم البروفيسور يوسف الصديق في هذا الحوار رؤية بتجاوز ما أسماه حبس القرآن في الرسم العثماني. ونحن مع هذا الحوار نفتح الباب للرد عليه، وتطوير بذرة منهجية جديدة دعا إليها في ثنايا حواره.
المحاور هادي يحمد: صحافي تونسي مقيم بفرنسا، ومراسل أون إسلام.نت.
صنعة الإعلام متى نتقنها؟ 24/10/2010
أحمد الشيخ هل الإعلام صنعة؟ أكاد وقد خضت فيه عقودا حتى الآن، أن أميل إلى القول إنه صنعة. والكلمة هنا تحمل في ثناياها ومقصودها المعنى الفني الاحترافي تماما كما تعلم النبي داود عليه السلام « صنعة لبوس », إذ اشتُهر داود بإتقان صناعة الدروع وما يتصل بالحدادة. ويقال إن النجمة السداسية التي تتخذها إسرائيل اليوم شعارا هي في الأصل الختم الذي كان داود يُمهر به كل ما يصنع.
وإني لأزعم أن كل مهنة يقوم بها الإنسان, إما ليكسب قوته أو يجد فيها سلوى تكشف مكنونات نفسه, يجب أن تكون صنعة ينسجم في أدائها العقل والوجدان واليدان إذا كان لها أن تبلغ حد الإتقان, أو ترتقي على سلم الجمال درجة أو درجات بمقدار ما أوتي صاحب العمل من قدرة, كما هو ميسر له. فهل بلغ الإعلام العربي المهاجر منه والمقيم من الإتقان والاحتراف ما يمكن أن يضعه عند حد الصنعة أو التناوش معها من مكان بعيد؟ منذ أن دخلت الطباعة الحديثة الوطن العربي في القرن التاسع عشر, وتبعها ظهور الصحف والمجلات أواخر القرن نفسه, يمكن القول إن الإعلام أصبح أحد مكوّنات الحياة في البلدان العربية حتى وهي رازحة تحت الاستعمار. » إذا كان انتشار وسائل الإعلام في سنواته الباكرة مقصورا على النخبة القادرة والمتعلمة, فإنه أصبح اليوم الركن الأساس في كل بيت، بل إن المرء يتمنى أحيانا لو أن التلفزيون لم يوجد لشدة ما تحمل شاشاته من إسفاف إلى منازلنا » وإن كان انتشار وسائل الإعلام في سنواته الباكرة مقصورا على النخبة القادرة والمتعلمة, فإنه أصبح اليوم الركن الأساس في كل بيت، بل إن المرء يتمنى أحيانا لو أن التلفزيون لم يوجد لشدة ما تحمل شاشاته من إسفاف إلى منازلنا.
فهل وازى هذا الانتشار ارتقاءٌ في المضمون والشكل, يُمكن قائلا من القول إن إعلامنا بلغ حد الصنعة بمفهومها المهني والجمالي؟ نعم, لقد كان من الطبيعي أن يحقق الإعلام العربي بمضي الأيام وفعل الزمن تطورا تمليه دورة الحياة, وتغذيه حركة التطور الإعلامي من حولنا عبر التقليد والانبهار والفضول, لكنْ, ثمة ظروف حالت دون بلوغ ذلك التطور حد الصنعة, كما أرى, بعد أن عايشت الإعلام مطبوعا ومسموعا ومقروءا ومشاهدا قرابة ثلاثة عقود أو يزيد.
وقبل أن أخوض في تفاصيل ما يحملني على هذا القول, ينبغي أن أشير إلى أن عام 1996 وقد شارف في نوفمبر/تشرين الثاني منه على أن ينصرم كان نقطة فاصلة لا يستطيع مؤرخ منصف للإعلام أن يتجاوزها, فما بعد « الجزيرة » إعلام مختلف عما قبلها.
إذ ما قبل « الجزيرة » هو إعلام سلطة يسبّح بحمدها أو بحمد من يتسودها, وما زال معنا منه الكثير في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين, رغم أن بدايات الإعلام العربي في عهد مجلتي المنار والرسالة حملت من البشائر ما هو أفضل.
وأما إعلام ما بعد « الجزيرة » فمنه, على قلته مقارنا بالغث الغالب، إعلام رصين يعيد تشكيل الوعي العام ويحترم عقل الإنسان العربي ويحاول أن يبلغ من درجات الإتقان حد الصنعة وإن لم يبلغها بعد.
فما الذي يحول دون بلوغ تلك الدرجة من الإتقان. وما هي جوانب القصور؟
انظر إلى من سبقونا في إقامة مؤسسات إعلامية, في الغرب على وجه الخصوص, غدت صروحا تُحتذى وإن كان لنا على نزاهتها في بعض الأحيان الكثير مما يقال. فما كانت تلك الأسماء اللامعة لتصبح مما يشار إليه بالبنان, لولا مناخ الحرية الذي توفر لها والاستقلال الذي تمتعت به.
وهذه هي مشكلتنا الأساس في العالم العربي: غياب الحرية يطمس على قلوبنا وأبصارنا وعقولنا بوصفنا الجمعي فنستبق الصراط على غير وعي ونفقد استقلالنا, وقد خلقنا الله كذلك أحرارا.
وإني لا أكاد أرى سببا آخر وراء تخلفنا في مجالات كثيرة ومنها موضوعنا اليوم المجال الإعلامي, وعجزنا عن بلوغ درجة إتقان الصنعة, إلا هذا الغياب المؤلم للحرية في المقام الأول. وما جوانب القصور التي سنطرقها هنا إلا نتائج للسبب نفسه.
الإتقان في المضمون
ينبغي أولا أن أشير إلى أن ما سيقع تحت هذه العناوين الفرعية لا يخلو من التعميم, إذ قد لا يتسع مقام مقال كهذا لتفصيل أكاديمي يعطي الحق لمن يستحقه. فهناك ثمة قدر من التفاوت في إتقان صنعة المضمون أو الشكل أو الصنعة الفردية, بين مؤسسة إعلامية وأخرى, وبين مراسل وآخر, وصحفي وآخر, وكاتب وآخر. » هناك مسائل تشوب المضمون العربي وتجعله بعيدا عن المتقن إلى حد الصنعة, وهو ما يجعله من الأقل جودة من بين ما يكتب باللغات المختلفة في ميادين الإنترنت » ومع ذلك فهناك مسائل تشوب المضمون العربي وتجعله بعيدا عن المتقن إلى حد الصنعة, وهو ما يجعله من الأقل جودة من بين ما يكتب باللغات المختلفة في ميادين الإنترنت.
في الأخبار أولا: تغيب في أحيان كثيرة ضرورة وضع الخبر في سياقه وهو ما نسميه بالإنجليزية (Contextualization). فكيف يمكن لقارئ أو مشاهد أن يفهم الخبر إن لم نقدم له سياقه التاريخي والمعرفي؟ وإني لأزعم أن كثيرا مما ينشر في صحفنا أو يبث من شاشاتنا غالبا ما يكون منبتا عن سياقه الماضي, وتلك قاعدة أساسية يتعلمها كل من درج في مدرسة للصحافة: وهي ألا يفصم الخبر عن سياقه وإلا فإنه يكون مبتورا وعصيا على الفهم التام.
وكثيرا ما نجد أن محرر الخبر في صحفنا وشاشاتنا نصب نفسه قاضيا (Judgementalism) وأصدر حكما, وكأنه يقول للقارئ أو المشاهد هذا هو القول الفصل وعليك أن تقبل حكمي وألغ عقلك.
أما الحرفة في صياغة الخبر فتلك ثالثة الأثافي كما قالت العرب قديما, وهي أكثر ما يدمي قلب كل محب لهذا اللسان وعاشق لإيجازه وفصاحته. ومع أني والله لا أُنصب نفسي أستاذا, فدون كل من يشك في ضعف صياغة ما يكتب من أخبار أو يقرأ في كثير من المنابر, إلا من رحم ربي, دونه مواقع الإنترنت أو صفحات اليوميات أو شاشات التلفزيون.
وأما التوازن في عرض وجهات النظر التي ينطوي الخبر عليها فكثيرا ما يسقط ضحية للعاطفة أو الانتماءات الحزبية أو المذهبية أو العرقية, فتجد ما هو إقرب إلى هوى الكاتب أو المحرر بارزا وما خالفه باهتا.
وأما الدقة وتوخي الصدق فكثيرا ما يكون هو أيضا ضحية لغياب الإتقان والميل إلى السلق والارتجال. والارتجال هو أشد الآفات في واقعنا ولا يكاد يخلو منه ميدان ثقافي أو إداري أو تعليمي. فلا يكلف الصحفي أو المحرر نفسه عناء البحث المعمق، وما أسهل البحث في زمن الإنترنت ومكتباته العملاقة مع تطور أنظمة البحث والاسترجاع (Search and retrieve).
أما في التلفزيون بالذات, إذ هو اليوم الأداة الإعلامية الأكثر تأثيرا بفعل الصورة والخبر العاجل, فإن الصنعة الإخبارية لم تبلغ حتى الآن ما بلغته في قنوات أخرى رغم ما تحقق من تطور منذ عام 1996.
فالتعامل مع الصورة وتسخيرها لتكون أداة توضيح وشرح ترفد الخبر وتقدمه مفهوما, لا أداة وصف, ما زال قاصرا سواء منه ما يخرج من غرف الأخبار أو ما يأتي من كثير من المراسلين. وكثيرا ما يكون ما يتناهى إلى الأذن منبتا عن الصورة حتى إن المشاهد غير الخبير يتساءل عن سبب هذا الفصم.
ولعل مشاهدة نشرات أخبار القنوات الغربية العريقة, تكفي لتوضيح الفرق المهني والإبداعي الكبير في التعامل مع الصورة بعد أن أمضت تلك القنوات قرابة تسعة عقود من البث التلفزيوني الإخباري. فما تشاهده هناك, وعلى بعض شاشاتنا أحيانا من تقارير يذكرك بقول أبي العلاء المعري: » الارتجال هو أشد الآفات في واقعنا, فلا يكلف الصحفي أو المحرر نفسه عناء البحث المعمق، وما أسهل البحث في زمن الإنترنت ومكتباته العملاقة مع تطور أنظمة البحث والاسترجاع » ليلتي هذه عروس من الزنج ** عليها قلائد من جمان
فما أجمل التقرير التلفزيوني حين يتلألأ بكناية الصورة وتشبيهها الضمني الموضح للخبر فيصبح عرسا لن ينمحي من الذاكرة أبدا.
أما أداء مقدمي نشرات الأخبار, فهو أيضا لم يبلغ درجة إتقان الصنعة كما حاله عند غيرنا في الغرب بالذات, رغم التقدم الواضح الذي تحقق منذ عام 1996. ولعل الوهن الأوضح هنا يتجلى عند إجراء المقابلات على الهواء, وحين تقع الأخبار العاجلة ويتطلب الأمر استضافات متتابعة على الهواء, وهذا هو المحك الذي يكشف قدرة المذيع أو المذيعة ويوضح عمق الثقافة والمتابعة لما يجري في العالم من حولنا وسرعة البديهة في الحوار.
الصنعة في الشكل
في ضوء تطور التكنولوجيا المستعملة في مختلف وسائل الإعلام فقد أصبح الشكل بالغ الأهمية في اجتذاب القارئ أو المشاهد, وإن تفاوتت درجة الأهمية من التلفزيون إلى مواقع الإنترنت وإلى الصحف والمجلات المطبوعة. ورغم ذلك, فلا يمكن لأي منها أن تصيب نجاحا أو تحافظ على ريادتها إن هي أهملت تطوير الشكل لتقديم المضمون الأفضل.
ففي التلفزيون, لم يبلغ إتقان إخراج نشرة الأخبار حد الصنعة كما هو في الغرب, لا في نقلات الكاميرا ولا في جلوس المذيع وعكس تفاعله مع الخبر، بل إن لباس المذيعين والمذيعات كثيرا ما يكون نافرا عما يناسب نشرة أخبار, يفترض أن تقدم المعلومة والخبر والتحليل, في مناخ يساعد في تركيز انتباه المشاهد لا تشتيته, ومرة أخرى أقول رغم ما تحقق من خبرة وتطور منذ عام 1996.
وما زلنا في القنوات العربية بحاجة لمزيد من التدريب لبلوغ حد الإتقان في استعمال تكنولوجيا ما يسمى بشاشات الفيديو وول في الأستوديوهات (Videowall) إذ أصبحت هذه الشاشات جزءا جوهريا من أجل عرض أجمل وأوضح للخبر والمعلومة.
ولعل هذا يقودني إلى جانب قصور آخر وهو استعمال ما يسمى بالغرافيكس أداةً مساعدة من أدوات العرض. وإن كان الفنانون العرب قادرين على الإتيان بالجميل والمبدع من الغرافيكس, فإن غياب الرؤية في الجانب التحريري يجعل الاستفادة من الغرافيكس وتسخيره لمزيد من التوضيح, في سياق النشرة, قاصرا في أحيان كثيرة.
أما في مواقع الإنترنت, رغم جدتها وحداثة عهدها, فإن الإعلام العربي أصاب قدرا معقولا من النجاح, وقد كان إطلاق موقع « الجزيرة نت » الإخباري عام 2000 النقطة الأبرز, وهو ما زال صاحب الباع الأطول في الإنترنت الناطق بلغة الضاد.
غير أن المواقع العربية لا تزال تتعقب نظائرها في الغرب في الشكل والمضمون للأسباب السالفة الذكر وفي مقدمتها غياب الحرية. وينبغي على المواقع العربية اليوم أن تسد الفجوة الكبيرة التي تفصلها عن غيرها في ميادين أنظمة البحث والاسترجاع وأنظمة التصميم الفني المبدع, الذي يتيح للقارئ فضاء واسعا في التفاعل مع المتصفح وفق ما يروق له من جماليات أو يناسب هواه من مواضيع للقراءة.
ومما يؤسف له, أن مواقع الصحف العربية اليومية ما زالت جامدة ولم تلحق بالصحف العالمية التي تحولت مواقعها إلى ميادين تفاعلية, تتطور فيها الأخبار على مدار الساعة. بل إن الصحف العالمية أخذت تمزج في مواقعها بين المقروء والمشاهد, ولن يمضي وقت طويل حتى تتحول تلك المواقع إلى قنوات تلفزيونية على الإنترنت, وعلى ما بات يعرف بوسائل الإعلام الجديدة من هاتف نقال وغيره. » هذه السطور ليست إلا تجربة كاتب السطور الشخصية, وقد يكون اعتراها هوى أو سوء تقدير من غير قصد, وليس هدفها التثبيط أو المزايدة بل هي رأي نبع من المعايشة المباشرة في غرف أخبار عديدة » أما الصحف نفسها فما تكاد تلمس من تطور في مضمونها الجاد غير ثقل الوزن إلا من رحم ربي من المحترفين وما أقلهم. فلا تكاد لترهل الإخراج تتلمس طريقك عبر أوراق الصحيفة إلا بصعوبة.
ومرة أخرى أقول إن كل ما مر ليس إلا تجربة كاتب هذه السطور الشخصية, وقد يكون اعتراها هوى أو سوء تقدير من غير قصد, وليس هدفها التثبيط أو المزايدة بل هي رأي نبع من المعايشة المباشرة في غرف أخبار عديدة. وهي لا تعني أبدا أنه لا توجد هناك بؤر وضاءة في الإعلام العربي في شرقه وغربه, بل هناك خبرة جيدة يمكن أن نبني عليها كي نصل بإعلامنا إلى مصاف من أتقنوا الصنعة.
وطريقنا نحو هذه الغاية يجب أن يمهد على مدارج الحرية والتدريب من غير كلل أو ملل, حتى نعامل مهنتنا على أنها صنعة جمال وعلم, ينبغي لكل واحد من العاملين فيها أن يفخر بما ينتج, وأن يمهره بختمه كما فعل داود في صنعة لبوسه. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 21 اكتوبر 2010)
مسلمو الجنوب وقضية الوحدة: حوار مع ‘جنوبي مسلم’
د. عبدالوهاب الأفندي 2010-10-25 حينما حياني الرجل وأنا أدلف للوقوف أمام صف فحص الجوازات في مطار الخرطوم الصيف الماضي، كان انطباعي الأول إنه أحد الأصدقاء القدامى، وحاولت جاهداً أن أتذكر اسمه. واجهت عندها حرجاً كثيراً ما أواجهه حينما يبادرني أحدهم ممن لا أعرف لأول وهلة بالتحية في مكان عام، لأنني لا أدري هل هو من قدامى الأصدقاء والرفاق ممن فقدت الاتصال بهم بسبب طول الغياب عن البلاد، أو هو ممن يعرفنا فقط عبر الإعلام. في هذه الحالة، كنت أرجح أن الشخص صديق قديم، فقد كانت ملامحه مألوفة عندي لسبب ما. ولكنه سرعان ما بدد شكي حين قال إننا لم نلتق من قبل، ثم عرف نفسه بأنه ‘جنوبي مسلم’، ولسبب ما خطر لي أنه قصد أن يقدم في التعريف هويته الجنوبية على صفته الدينية، فيما يشبه التركيز. تواعدنا أن نلتقي في صالة المغادرة لنتحدث، ولكن ذلك لم يحدث، لأن الوقت لم يسعفنا. ولم نلتق كذلك في الطائرة رغم أن كلينا كان مسافراً عبر الدوحة. فجأة التقينا في مصادفة أخرى، وعلى غير موعد، في مطار الدوحة. حينها أصررت على أن نجلس ونتحدث، وكم سعدت لذلك. فقد كان وراء الرجل أكثر من قصة غريبة، بداية من قصة والده عليه رحمة الله. فقد كان والده، الخليفة أوشلا، من أوائل من اهتدوا للإسلام، فنشأ الابن من صغره في كنف أسرة مسلمة في قلب جنوب السودان. ولإسلام والده قصة أغرب من الخيال، حيث أنه أحضر للخرطوم في عشرينات القرن الماضي ليودع السجن متهماً في جريمة قتل. وأثناء حبسه تعرض لإصابة ألزمته سرير المستشفى، وخلص الأطباء إلى ضرورة إطلاق سراحه بسبب وضعه الصحي. وفي تلك الأثناء، كان الشيخ حمد النيل، أحد كبار رجال الدين في السودان، يطوف بالمستشفى لعيادة المرضى طلباً للثواب، فحدث أن مر بالرجل وعرف بقصته، فطلب من المفتش البريطاني أن يطلق سراح الرجل إلى عهدته. رفض المفتش لأن الرجل ليس بمسلم. حينها ذهب الشيخ إلى المريض ونصحه بأن يقول للمفتش أنه مسلم حتى يطلقه في عهدته. ولم يكن الرجل وقتها قد سمع بالإسلام أو علم عنه شيئاً، ولكنه قبل بالعرض، وخرج بالفعل في ضمانة الشيخ، الذي استضافه.
وبعد أن تعرف على الشيخ واطلع على تعاليم الإسلام، أشهر إسلامه وقضى ردحاً من الزمن في خلاوي القرآن حتى أصبح من علماء الدين. وعندها أعطاه الشيخ حمد النيل رتبة الخليفة، وأصبح يعرف بالخليفة أوشلا (وهذا اسمه) فعاد إلى موطنه في مدينة أويل في بحر الغزال، وتزوج بامرأة من قبيلة الرزيقات، ورزق منها بذرية كان منهم صاحبنا الذي التقيت. وتعتبر حالة هذا الأخ نادرة بين مسلمي الجنوب، حيث الغالب في الزواج المختلط أن يكون بين رجل من الشمال وامراة من الجنوب. أما الابن محمد فقد انتقل في مطلع الثمانينات للدراسة في المركز الإسلامي الافريقي، ثم حصل بعد ذلك على بعثة دراسية للكويت، حيث ما زال يقيم هناك ويعمل في المنظمات الإسلامية الخيرية. أما والده الخليفة أوشلا رحمه الله، فقد توفي عام 1985 عن عمر فاق المائة وعشرة من الأعوام، بعد أن خلف ذكراً عاطراً وذرية مباركة إن شاء الله.
أسهبت في هذه المقدمة ورويت تفاصيلنا بعد أن استأذنت الأخ محمد في ذلك- لأهميتها وقيمتها الذاتية. ولكن موضوع حديثي اليوم ليس القصة، بل الحوار الذي دار بيننا حول قضية الساعة، ألا وهي التحدي الذي يواجه بقاء السودان موحداً. ففي معركة الوحدة هناك مكانة خاصة لمسلمي الجنوب، بالنظر إلى إمكانية لعب دور الجسر الذي يربط بين شطري البلاد. فمسلمو الجنوب، مثل المسلمين في كل مكان آخر في العالم، يرون أنفسهم جزءاً من الأمة الإسلامية ويعظمون الوشائج التي تربطهم ببقية أهل الملة. والإسلام في الجنوب راسخ ثابت الجذور، لأنه سابق في الوجود على المسيحية. وفي نفس الوقت فإن مسلمي الجنوب ينتمون، شأن كل أهل الجنوب، إلى قبائلهم، ويفخرون كذلك بهويتهم وبالروابط القبلية والعرقية والإقليمية التي توحد بينهم وبين إخوتهم من أهل الجنوب. ومن هذا المنطلق كان من الممكن أن يلعب مسلمو الجنوب الدور الحاسم في التقريب بين أهل الشمال والجنوب.
ولكن هذا لم يحدث للأسف، لعدة أسباب. وأول هذه الأسباب هو أن مسلمي الجنوب عانوا مثل غالب مسلمي افريقيا إبان الحقبة الاستعمارية بسبب عزوفهم عن إرسال أبنائهم إلى المدارس الحديثة التي كانت (وبخاصة في الجنوب) يغلب عليها الطابع التبشيري المسيحي. وقد أدى الحرمان من التعليم إلى أن يبقى المسلمون في مؤخرة الصفوف في الوظائف أو المكانة السياسية. وقد عقد من الوضع ميل أطراف الصراع في الجنوب عبر حقبه المتتابعة إلى استغلال وضع مسلمي الجنوب سياسياً. فمن جهة سعت بعض الحكومات إلى تعبئة المسلمين ضد حركات التمرد، وفي أحيان نادرة إلى تقديمهم على غيرهم في بعض الوظائف، مما خلق الانطباع بأن المسلمين معادون للتطلعات القومية لغالبية الجنوبيين. وقد سعت الحركة الشعبية خلال التمرد الأخير إلى تعبئة مضادة للمسلمين، حيث أنشأت بدورها المجلس الإسلامي لجنوب السودان بالتوازي مع مجلس الكنائس للسودان الجديد، وكلاهما منظمات كانت ذات علاقة عضوية بالحركة الشعبية وبرامجها.
ولكن نصيب المسلمين من هذا التنازع كان حشفاً وسوء كيلة. فالحكومات الشمالية استغلت مسلمي الجنوب، وأكسبتهم عداوة الحركات المسلحة، دون أن تكافئهم بما يستحقونه من سلطة أو ثروة، بل كانت تميل إلى التعامل مع الأطراف غير المسلمة باعتبارها الأقدر سياسياً. أما الحركة الشعبية فكانت وما زالت- تتوجس من المسلمين وتشكك في ولائهم. ورغم أن غالبية مسلمي الجنوب ظلوا بمعزل عن هذا الصراع ومغانمه، فإن مغارمه وقعت عليهم بكيل واف. فهم يعانون مع بقية أهل الجنوب ويلات الحرب ومغارمها من دمار وخراب ونزوح، ويواجهون فوق ذلك التهميش المزدوج باعتبارهم مسلمين في الجنوب وجنوبيين عند أهل الشمال. ومع ذلك فإن قادة الجنوب الجدد يتعاملون معهم بمنطق جورج بوش: من لم يكن معنا فهو ضدنا. ولأن غالبية المسلمين اعتزلت الصراع، فإنهم يصنفون في خانة الضد عند سلطة الجنوب الحالية.
وبحسب محدثي، فإن على مسلمي الجنوب أن يعيدوا حساباتهم ويتعاملوا مع الواقع الجديد، وهو واقع حتمية الانفصال. فهو يرى أن تيار الانفصال قد أصبح جارفاً بحيث أن الوقوف في وجهه لم يعد مجدياً. وعليه فإن على مسلمي الجنوب الاستعداد لتسوية وضعهم في الجنوب المستقل المنتظر. وهو في هذا المقام يحمد لزعيم الحركة الشعبية الفريق سلفا كير مبادرته في إنشاء المجلس الإسلامي لجنوب السودان في عام 2009، ويقول إن سلفا كير نجح فيما فشل فيه غيره من جمع مسلمي السودان في كيان موحد. هذا بالرغم من الحركة ما تزال تسعى لكي يكون المجلس امتداداً لمشروعها القديم، كما ظهر من تعيين نفس الشخص الذي كان يرأس المجلس الإسلامي السابق أميناً عاماً للمجلس الجديد. ولكن إنشاء المجلس منح مسلمي الجنوب منبراً يسمعون صوتهم من خلاله، كما خلق المناخ الملائم لتصحيح بعض الظلامات، مثل مصادرة وإغلاق المساجد والمدارس والمؤسسات الدينية. يحمل محدثي كذلك القوى السياسية الشمالية والحكومات المتعاقبة على ما آلت إليه أوضاع مسلمي جنوب السودان والوضع في الجنوب عموماً. فقد كان هناك إهمال للجنوب أضيف إليه ويلات الحرب وما تبعها من تجاوزات دمرت الثقة بين الشمال والجنوب وجعلت أهل الجنوب يفضلون الانفصال أو أي خيار آخر على استمرار الحرب أو عودتها. وبخلاف كثيرين من معارضي الحركة الشعبية ومنتقديها، ممن يرون أنها قصرت في تنمية الجنوب، يرى محدثي أن الحركة حققت إنجازات هامة في هذا المجال. ويضرب لذلك مثلاً بتجربته في السفر من العاصمة الخرطوم إلى مسقط رأسه في أويل هذا العام، وتجارب سابقة. فهو يروي أنه جاء من الكويت عائداً إلى موطنه في عام 1985 لحضور العزاء في وفاة والده، فاستغرقت رحلته ذهاباً وعودة إلى أويل قرابة الشهر. أما الآن فإن الرحلة تستغرق سويعات بالطائرة، وبإمكانه أن يدرك طائرته إلى الكويت في نفس اليوم. وهذا فرق كبير، وقد كان من الممكن للحكومات السابقة أن تحقق مثل هذه الإنجازات التي كان من شأنها أن توثق العلاقات بين شطري البلاد وتعزز من فرص الوحدة. ولكن هذا لم يحدث، بل بالعكس، كانت هناك الحروب والقمع والتجاوزات، وكان لا بد أن يكون حصاد كل كذلك التمزق والانفصال الذي يرى محمد أنه لن يتوقف عند حدود الجنوب.
حكاية محمد الخليفة أوشلا قصة مشوقة عامرة بالعبر. ولكنها في نهاية الأمر قصة مؤلمة. فهو مثل كثير من مسلمي الجنوب يعاني من التمزق الداخلي، خاصة وأن والدته من الشمال. فتقسيم البلاد يعني عملياً وضعهم أمام اختيار صعب بين هويتهم المزدوجة. فهم يمثلون في داخل كيانهم الذاتي السودان الموحد، لأنهم ليسوا شماليين ولا جنوبيين، وإنما هم سودانيون فحسب. وإذ فرض عليهم الاختيار، فإن أوشلا اختار الجنوب، ويبدو أن الغالبية ستفعل الشيء نفسه.
علمت من أخينا أوشلا أنه سيعود قبل نهاية هذا العام بإذن الله إلى الوطن، ‘لأن البلد تحتاجنا ولا نستطيع أن نتأخر عنها’. سألته: هل إلى الشمال أم إلى الجنوب؟ فأجاب: الجنوب طبعاً. وأثناء الحوار، علمت منه عن أنباء تجربة مؤلمة أخرى. فقد كان تقدم في عام 1993 بطلب للحصول على قطعة أرض في العاصمة السودانية، وظل يطارد هذا الطلب لأكثر من أربعة عشر عاماً، بقي خلالها، مثل مئات الآلاف من المغتربين السودانيين، يدفع حظه من الضرائب والمستحقات. وبعد كل هذا الجهد، خط احد الموظفين على طلبه عبارة: ‘لا يستحق’.
يبدو، في نهاية الأمر، أن للأزمة السودانية أبعادا أكثر تعقيداً بكثير مما كنا نتخيل، ولكن العبرة هي في النهاية ضرورة تمكين مسلمي الجنوب من لعب دورهم كمواطنين كاملي المواطنة، والبعد عن استخدامهم اداة سياسية لخدمة هذا الطرف أو ذاك. والمهمة هنا تقع على عاتق قيادات مسلمي الجنوب أنفسهم، حيث ينبغي أن ينأوا بأنفسهم عن الاستقطاب السياسي. فليس هناك ما يمنع أي مواطن من مسلمي الجنوب من الانضمام إلى أي حزب يشاء، سواء أكان ذلك الحركة الشعبية أو المؤتمر الوطني أو غيرهما. بل ينبغي أن يشجع المسلمون على أن يكونوا في قلب الحركة السياسية، فذلك حقهم وواجبهم. ولكن هذه الانتماءات خيارات شخصية لا يجب أن تحسب على الطائفة ككل.
وإذا كانت الحركة الشعبية تطالب بالبعد عن تسييس الدين، وهو طلب مشروع ومقبول، فإن عليها ألا تأمر الناس بالبر وتنسى نفسها، لأن مسلمي الجنوب يشكون من تعبئة دينية وتسييس للدين لا يختلف كثيراً عما ينتقدون خصومهم به في الشمال. فالرموز الدينية حاضرة في خطاب السياسيين العام وطريقة ترتيب اجتماعاتهم وتعبئة مؤيديهم. وهذا أمر يشعر المسلمين بالعزلة والإقصاء، وهو أمر كان من المفترض في القيادات الجنوبية أن تكون حساسة تجاه مثل هذه الأمور. ‘ كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 اكتوبر 2010)
تفكيك السودان وإستراتيجية «شد الأطراف ثم بترها» * راكان المجالي
يتساءل أحد المسؤولين السودانيين ، ومعه الدكتور عبدالله الأشعل ، عن مغزى اصرار « جنوب السودان » ، وعلى رأسه الحركة الشعبية لتحرير السودان ، على الانفصال ، و »هو منفصل فعلاً ، وروابطه مع الشمال شكلية » ، حيث أنشأت الحركة الشعبية « بعثات دبلوماسية موازية » ، وتملك مساحات واسعة للحركة في الجنوب السوداني ، ومع الخارج أيضاً. والحقّ أنه تساؤلّ مُحقّ ، وان كان متأخّراً ، ولا يشفع له وصم الانفصال بأنّ المقصود منه هو « تمزيق السودان ، وادخاله في دوامة جديدة من الصراع ». فتلك مهمّة « مؤسسة القمة العربية » التقليدية بامتياز ، ما أكّدته وطبعت به قمّتها المشتركة مؤخراً مع الاتحاد الافريقي ، في مدينة سرت الليبية. اذ لم تجد تلك القمّة ، في أرشيف أدبياتها السياسية ، في مواجهة ما يحدث في السودان ، ومًن بعده سلسلة البلدان العربية المرشّحة للتفتيت ، سوى التأكيد على « احترام سيادة السودان واستقلاله ووحدة أراضية ، ودعم كامل المساعى الرامية الى تحقيق السلام فى ربوعه. والالتزام بتنفيذ كافة بنود اتفاقية السلام الشامل ، بما فى ذلك اجراء استفتاء تقرير المصير فى جنوب السودان »(،). وكأنّ جنوب السودان بلدّ محتلّ ومستعمّرّ ، وجهود الجميع تتضافر لمنحه حق تقرير المصير ، كما نصّ على ذلك « الكتاب المقدس ، الموقّع في نيفاشا عام « 2005 ، برعاية الرئيس الأميركي العتيد « جورج بوش الابن »(،). بغياب الدعائم الواقعية لوحدة السودان ، في ظل ظروفْ ومعطيات سياسية قاسية ، تحوّلت تلك الوحدة الى مجرّد حلمْ ، حتى قبل اجراء الاستفتاء حول وحدة أو انفصال الجنوب ، في كانون الثاني القادم. بمعنى آخر ، بات الحفاظ على شكل ومضمون الخريطة السياسية السودانية التقليدية ، كما يعرفها الجميع ، ضرباً مًن الأوهام أو الأحلام ، التي لا تجد ما يسندها في عالم الواقع ، الا اذا وقعت معجزة ، في زمنْ اختفت فيه المعجزات مًن حياة الناس. لم تصل الأوضاع في السودان الى هذه المرحلة ، التي تحوّل فيها انفصال الجنوب الى أمرْ شبه حتمي ، صُدفة أو بشكلْ عفوي. بل تضافرت جهود قوى عديدة لايصال الأمور الى هذا الحد ، ودفعها للسير على هذا النحو. فمنذ تأسّيس الحركة الشعبية لتحرير السودان عام 1983 ، وحتى توقيعها اتفاق « نيفاشا » للسلام عام 2005 ، بدعم ورعاية الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها ، تمّت صناعة السكة الفعلية لمسارات الانفصال في السودان المُعذّب والمنكوب. وهي مسارات قررت للسودان والسودانيين ثلاث محطات مفصلية ، غاية في الخطورة ، عليه وعليهم أن يعبروها ، وهي: محطة »الانتخابات الرئاسية والتشريعية العامة في السودان » (نيسان )2010 ، ومحطة » اجراء الاستفتاء ، حول الوحدة والانفصال لجنوب السودان ، بموجب اتفاق نيفاشا للسلام الشامل 2005″( كانون الثاني )2011 ، ومحطة »انتهاء الفترة الانتقالية ومفاعيل اتفاق السلام » (تموز 2011). وفي كل تلك المحطات ، قضت الخطط والمصالح الدولية ، وتأسيساً على عجز وطني سوداني وقومي العربي ، بأن يخسر السودان بعضاً مًن وحدته وسيادته. ففي المحطة الأولى ، كرّست العملية الانتخابية في السودان سيطرة المؤتمر الوطني على مفاصل السلطة في شمال البلاد ، كما كرّست سيطرة الحركة الشعبية على السلطة في الجنوب ، ما عزّز نفس المعطيات السياسية السابقة للعملية الانتخابية ، وخلق أوهاماً لدي شريكي الحكم ، القادمين لتوّهما مًن صراعْ دام نحو عشرين عاماً ، بأنّ اشياء كثيرة أصبحت ممكنة. وهنا ، ومنذ اتفاق « نيفاشا » ، طفت على سطح الأحداث في السودان مجموعة من القوى السياسية ، بدا أنّها الأكثر تأثيراً في الموقف من الوحدة والانفصال. وهذه القوى تمثّلت في ما يسمّى « المجتمع الدولي » ، وعنوانه الأمم المتحدة ومؤسساتها التابعة ، وعل رأسها الولايات المتحدة ، اضافة الى الاتحاد الأوروبي ، والدول الأفريقية المجاورة للسودان ، وبدرجة أقل البلدان العربية. ومنذ الخريف الماضي ، صدرت مجموعة من التقارير الدولية ، حول السودان وأزماته ، ترسم ، وبشكْ مخيف ، حجم النهم والجشع لقوى دولية واقليمية تجاه مستقبل السودان وموارده. فبالاضافة الى تقرير معهد الولايات المتحدة للسلام: « سيناريوهات للسودان » ، ظهرت ثلاثة تقارير كَشفت عن الرؤة والمقاربات الدولية لمستقبل السودان ، وهي: تقرير معهد هولندي للدراسات: « السودان :2012 سيناريوهات للمستقبل » (خريف )2009 ، وتقرير المعهد الملكي البريطاني : « قرارات ومواعيد نهائية: عام حاسم للسودان » (شتاء 2009 ـ )2010 ، وتقرير معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنيّة: « سيناريوهات ما بعد عام 2011 في السودان: أيّ دور للاتحاد الأوروبي؟ » (خريف 2009). وكلها تناقش: سيناريوهات ما بعد الاستفتاء ، ومشكلات ترتيبات ما بعد الاستفتاء ، وحسابات الدول الاقليمية المجاورة للسودان ، والاستراتيجية الغربية الموحدة للتعامل مع السودان ، وحسابات القوى الدولية في السودان والمواقف المرتقبة فيما بعد الانفصال كاحتمال مرجّح. اذ تشمل تلك التقارير وتركّز على عدّة احتمالات ، أهمها: سيناريو الوحدة مع الحرب ، و سيناريو الانفصال مع الحرب ، وسيناريو الوحدة من دون حرب ، وسيناريو الانفصال من دون حرب. وتتضمّن هذه السيناريوهات أيضاً احتمال تحوّل السودان ، بموجب دستور جديد ، الى فيدرالية ديمقراطية ، حيث يتقاسم الجميع الثروة والسلطة ، وذلك في الشمال والجنوب ، وفي الخرطوم ودارفور وكردفان. لم يكن تكرار الرئيس الأميركي « باراك أوباما » لالتزامه باجراء استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان بطريقة سلمية ، مؤخراً ، أمراً لافتاً ، ولا حتى تأكيده على « ان الملف السوداني يشكل أحد أولوياتنا ». غير أن اشارته الى « امكانية سقوط ملايين القتلى » ، في حال فشل الاستفتاء ، أو اندلاع الحرب بين الشمال والجنوب ، ينبغي أن تدقّ نواقيس الخطر ، في طول القارة العربية وعرضها. ذلك أنّ اصراراً كهذا ، على تفتيت وحدة السودان ، مع تهديد صريح بحربْ تحصد الملايين ، لَهوَ أمرّ لا طاقة للسودان وحده بمواجهته. ناهيك عن ارتدادات ذلك على الدول العربية ، فيما اذا تسامحت مع انفصال الجنوب أو تساهلت فيه ، وهو ما بدأت معالمه ، بمدّ مصر لخيوط تواصل دبلوماسي مع الحركة الشعبية في الجنوب. عندها سيكون تفكيك السودان هو كاسحة الألغام الجبارة ، لتفتيت وتفكيك البلدان العربية الأخرى ، التي وُضعت منذ أمد على مقصلة استراتيجية »شدّ الأطراف ثمّ بترها ». فهل يُمكن للعرب أن يتداركوا في السودان ما « انفرط » مًن العًقد..؟ أم أنّ ما أفسده دهرُ « الدولة القطرية العربية » يحتاج الى أكثر مًن عطارين؟،. (المصدر: صحيفة « الدستور(يومية -الأردن) الصادرة يوم 26 أكتوبر2010)
دراسة: الطلبة المسلمون في المدارس الفرنسية يرفضون تعلم الهولوكوست والحروب الصليبية
باريس- أفاد تقرير رسمي فرنسي بتنامي اعتراضات الطلاب المسلمين وأولياء أمورهم على نظام التعليم الرسمي في فرنسا وطالب التقرير المدرسين برفضها من خلال شرح المبادئ العلمانية للدولة.
وأشار المجلس الاعلى للاندماج الى تنامي مشكلات الطلاب من أبناء المهاجرين والذين يعترضون على تدريس مواد عن المحرقة النازية أو الحروب الصليبية أو نظرية النشوء والارتقاء ويطالبون بتوفير وجبات حلال على الطريقة الاسلامية ويرفضون الثقافة الفرنسية وقيمها.
وجاء في التقرير الذي نشرت مسودته صحيفة (جورنال دو ديمانش) مطلع الاسبوع الحالي « أصبح من الصعب على المدرسين مقاومة الضغوط الدينية ». وسيقدم التقرير النهائي الى الحكومة الفرنسية الشهر المقبل.
وقال التقرير « يجب أن نؤكد مجددا الان على العلمانية وندرب المدرسين على كيفية التعامل مع المشاكل التي لها علاقة باحترام هذا المبدأ. » والفصل الصارم في فرنسا بين الكنيسة والدولة يقصر الدين على الشؤون الخاصة ويقف هذا الامر في مواجهة هوية اسلامية متنامية بين بعض المسلمين في البلاد وعددهم خمسة ملايين من أصل 65 مليون نسمة.
وقال باتريك جوبير رئيس المجلس الأعلى للاندماج للصحيفة ان المجلس قرر دراسة مدى تكيف الطلاب من أبناء المهاجرين مع نظام التعليم الرسمي لان « هذا الامر يقع في قلب التحديات التي يجب على المجتمع الفرنسي مواجهتها. »
ولم يقدم التقرير الذي درس عددا كبيرا من القضايا التي يواجهها الطلاب من أبناء المهاجرين أرقاما حول حجم المشاكل التي لها علاقة بالدين لكنه قال انها وردت كثيرا في الجلسات التي عقدها المجلس مما جعلها تستحق الاهتمام.
وتوصلت الدراسة الى أن المدرسين كثيرا ما يواجهون اعتراضات عندما يدرسون مواد عن الاديان في العالم أو المحرقة النازية (الهولوكوست) أو حرب فرنسا في الجزائر أو عندما يناقشون الاحداث التي لها علاقة بإسرائيل والفلسطينيين والوجود العسكري الأميركي في دول اسلامية.
وقال « يجد المدرسون بشكل متكرر أن أولياء الامور المسلمين يرفضون تدريس المسيحية لابنائهم… بل أن بعضهم يرى أن هذا يصل الى حد التنصير ».
ويردد الطلبة نكات غير لائقة ورفض مشاهدة أفلام عند تدريس مواد عن الهولوكوست. وأضاف التقرير أن « التوتر غالبا ما يأتي من طلاب يقولون انهم مسلمون ».
ووجد المدرسون أن بامكانهم مناقشة تجارة العبيد عبر جانبي الاطلسي لكنهم يواجهون انتقادات من طلاب عندما يتطرقون الى تاريخ العبودية في افريقيا أو في الشرق الاوسط.
وفي بعض المناطق التي يوجد بها الكثير من المهاجرين لا يتردد العديد من الطلاب على منافذ الاطعمة والمشروبات في المدارس لاسباب دينية على الرغم من أن معظمها يقدم بدائل اذا كانت الاطباق تتضمن لحم الخنزير.
وقال التقرير ان « طلب تقديم أطعمة حلال قوي حتى بالنسبة للصغار في دور الحضانة .. في بعض المدن تقدم طلبات لتقديم وجبات حلال بل وفي بعض الاحيان تطلب وجبات تتماشى مع التعاليم اليهودية ».
وأكد التقرير على أن الدولة قد تسمح ببدائل للحم الخنزير لكن لا يمكنها السماح بوجبات حلال أو تتماشى مع تعاليم اليهودية لان سعر لحوم الحيوانات التي تذبح وفقا للتعاليم تشمل دفع ضريبة لمنظمات دينية حتى تقر بأن الذبح صحيح.
وقال « بهذا المعنى لا يمكن للمدرسة أن تشارك في التعليم الديني لطلابها ولا الامتثال لمبادئ لا تؤمن بها. »
وتجيز فرنسا المدارس الدينية الخاصة وزاد عدد المدارس اليهودية فيها في السنوات القليلة الماضية. وهناك عدد قليل من المدارس الاسلامية لكن معظم أولياء الامور يجدون صعوبة في دفع مصاريفها.
وأفاد التقرير بأن بعض الفتيات يطلبن اعفاءهن من المشاركة في فصول الالعاب الرياضية أو السباحة لان اختلاطهن بالاولاد حرام. وأضاف أن المدارس الفرنسية يجب أن تصر على مبدأ التعليم المختلط والحقوق المتساوية والاحترام المتـــبادل. وقال أن « تكـــون مواطنا فرنسيا يعني أن يقبل المـــرء اراء مختلفة عن رأيه…وهذا هــو ثـــمن حرية الــرأي والتــــعبير ».
(رويترز)
(المصدر: صحيفة « الغد »(يومية -الأردن) الصادرة يوم 26 أكتوبر2010)
نتنياهو حين يحرض على «الإسلام الراديكالي»
ياسر الزعاترة خلال أسبوع واحد ، وفي خطابين متوالين ، أمعن نتنياهو في التركيز على الإسلام الأصولي أو الراديكالي ، الأمر الذي يبدو لافتا للانتباه من رجل يقدم نفسه على أنه زعيم صقوري لا يرهبه شيء. في الخطاب الثاني ، وأمام مؤتمر « مستقبل الشعب اليهودي » الذي حضره حشد من زعماء اليهود في العالم ، منح نتنياهو هذه المسألة جزءً لافتا من خطابه ، متوعدا بالقضاء على « الإسلام الراديكالي ». وفي حين وقع الربط في خطابه بين المصطلح وبين إيران التي تسعى إلى تدمير إسرائيل وتنكر الهولوكوست بحسب تعبيره ، إلا أنه لم يحصر التهديد فيها ، بل تجاوزه إلى القول إن « الإسلام الراديكالي » أصبح ذا نفوذ في غزة ولبنان وأفغانستان وأمريكا الجنوبية وإفريقيا ». وفي حين يبدو الخطاب الذي مارسه نتنياهو في المرة الأخيرة (ومن ثم تركيزه على الخطر الإيراني) جزءً لا يتجزأ من حشد يهود العالم خلف دولته سياسيا واقتصاديا ، فإن تكرار الموقف يعني أن للرجل أجندته الخاصة من وراء طرح الموضوع في هذا التوقيت بالذات ، وحيث ينبغي التركيز أكثر على مسألة المفاوضات والاستيطان ، لاسيما أن كثيرا من يهود العالم يرون موقفه على هذا الصعيد متشددا ويسيء لعلاقة الدولة العبرية مع إدارة أوباما. وقد كان توماس فريدمان (الكاتب اليهودي الأمريكي الأكثر شهرة وتأثيرا) حادا قبل أيام في وصفه لطريقة تعامل نتنياهو مع أوباما الذي اعتبر أنه قدم للدولة العبرية أقصى ما يمكن تقديمه. سيحدثنا البعض هنا عن مسرحية التهديد الإيراني والتحالف الأمريكي الصهيوني الإيراني ، إلى غير ما هنالك من تفسيرات تآمرية لا تمر على العقل السوي حتى لو رآى إيران شيطانا لا يريد أن يرى مسلما سنيا على وجه الأرض (لا خلاف على جرائمها في العراق) ، لأن الدولة العبرية تسعى لأن تصبح سيدة المنطقة دون منازع ، ولن تقبل بإيران دولة منافسة ، مع العلم أن إيران لن تغير خريطة الواقع الإسلامي الذي استقر طوال القرون بأي حال ، حتى لو أرادت ذلك. وفي حين يبدو حديث نتنياهو عن إيران تقليديا ويحاكي إجماع الساحة السياسية الإسرائيلية ، فإن وضع الحالة الإسلامية كلها في سلة واحدة هو تعبير عن إرادة الحشد من جهة ، فيما يعبر عن خوف حقيقي من جهة أخرى ، ذلك أن عداء المسلمين الكبير بمن فيهم الجاليات في الغرب للدولة العبرية ، إنما هو من صناعة الظاهرة الإسلامية بشكل أساسي ، وقد تمكنت الصحوة الإسلامية خلال العشرين عاما الماضية من تجييش سائر المسلمين ضد دولة الاحتلال على نحو لم يحدث من قبل ، وقد أشرنا ذات مرة إلى قول شارون لمسؤول أمني مصري إن الشيخ أحمد ياسين أكثر خطورة بكثير من ياسر عرفات لأنه يجيش مليار مسلم ضدنا. والحق أن الصحوة الإسلامية لم تقف عند حدود العداء اللفظي والتجييش العاطفي ضد الدولة العبرية ، وإنما ساهمت بشكل واضح في إفشال سائر المشاريع التي صيغت من أجل مصلحتها. وليس ثمة عاقل ينكر علاقة المصالح الصهيونية بمشروع احتلال العراق الذي أفشلته المقاومة الإسلامية العراقية ، وهو ما يتكرر اليوم في أفغانستان (إضعاف أمريكا بحد ذاته يضعف دولة الاحتلال) ، كما لن ينسى نتنياهو أن حزب الله هو الذي هزم دولته وأخرجها ذليلة من جنوب لبنان (هل كان هذا تمثيلية أيضا؟،) ، ثم كرر الهزيمة في حرب تموز 2006 ، تماما كما فعلت حماس والجهاد بتصدرها لمشهد انتفاضة الأقصى وصولا إلى معركة الرصاص المصهور التي فشل فيها العدو في تحقيق أي من أهدافه (الخطاب الإسلامي الاستشهادي شمل فتح أيضا خلال انتفاضة الأقصى). من هنا لا يمكن القول إن أصابع الصهاينة بعيدة عن ظاهرة « الإسلاموفوبيا » التي تسود العالم هذه الأيام ، وهي التي يتصدرها أخلص أصدقاء الدولة العبرية في الغرب (ساركوزي ، ميركيل ، بيرلسكوني). لا ينبغي بالطبع إغفال ما لكلام نتنياهو من دلائل على احتمالات حرب يمكن أن يشنها على المحاور الأساسية التي تحدث عنها (إيران ، حزب لله ، حماس) ، وإرادته التمهيد لها بحديثه المتواصل عن « الإسلام الراديكالي » مع التذكير بخطره على الغرب عموما ، لكنه من جهة أخرى تعبير حقيقي عن شعور الرجل بالهواجس الحقيقية التي تعيشها دولته. (المصدر: صحيفة « الدستور(يومية -الأردن) الصادرة يوم 26 أكتوبر2010)
أبدى استعداد الحركة لعقده في أي عاصمة عربية الرشق ينفي تحديد زمان ومكان لقاء المصالحة
دمشق – المركز الفلسطيني للإعلام أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس عزت الرشق أن المشاورات مع حركة فتح بشأن عقد لقاء مشترك مستمرة من أجل التفاهم على مكان وزمان جديدين لاتمام عملية المصالحة.
وأضاف الرشق في تصريحات خاصة لـ »المركز الفلسطيني للإعلام » حتى اللحظة لم يتم الاتفاق على موعد محدد، ولم تنتهي الاتصالات بيننا، ونأمل الانتهاء منها سريعا ليعقد اللقاء في أسرع وقت ممكن ».
وتابع القيادي الفلسطيني: « نحن في حماس وبالرغم من استهجاننا لطلب الإخوة في فتح نقل مكان الاجتماع من دمشق، إلا أننا ومن أجل المصالحة مستعدون لعقد اللقاء في أي مكان وفي أي عاصمة عربية، وهناك كلام يتداول في الإعلام أن فتح يمكن أن تغير موقفها وتعود لدمشق، ونحن نأمل في ذلك ».
تصريحات الرشق تأتي بعد أن تحدثت مصادر إعلامية خلال اليوميين الماضيين عن اتفاق الحركتين على عقد اللقاء الأسبوع القادم، بعد ان تعذر انعقاده في العشرين من الشهر الجاري بسبب اعتذار فتح عن المشاركة فيه.
(المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام (غزة-فلسطين) بتاريخ 26 أكتوبر 2010)
الرياض تستضيف الجولة قبل النهائية.. تنسيق مصري- سعودي لتسوية
خلافات « فتح » و »حماس » تمهيدًا للتوقيع على ورقة المصالحة
كتب عمر القليوبي (المصريون):
كشفت مصادر فلسطينية بالقاهرة، أن السعودية ستحتضن اللقاء بين حركتي « حماس » و »فتح »، والذي كان مقررًا عقده الأربعاء الماضي وتأجل لأجل غير مسمى، على خلفية انتقادات الرئيس السوري بشار الأسد لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس خلال حضورهما القمة العربية الاستثنائية في مدينة سرت الليبية في التاسع من الشهر الجاري، حول جدوى المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وأفادت المصادر، أن مصر والسعودية توافقتا على عقد جولة من المحادثات بين « فتح » و »حماس » بالرياض، لبحث وتسوية النقاط الخلافية التي حالت دون التوقيع على الورقة المصرية للمصالحة، تمهيدًا للتوقيع على ورقة المصالحة المصرية بالقاهرة، بعد أكثر من عام على إرجاء التوقيع عليها بسبب تحفظات « حماس » على بعض بنودها، لا سيما فيما يتعلق بالملف الأمني. وذكرت المصادر أن الاجتماع الذي لم يتم تحديد موعده بعد بين « فتح » و »حماس » سوف يخصص لبحث ملف تطوير وهيكلة الأجهزة الأمنية وبنائها على أسس وطنية بعيدا عن المعايير الفصائلية، الأمر الذي كان محور خلاف بين الجانبين خلال الشهور الماضي، في ظل تحفظ « حماس » على التنسيق الأمني مع إسرائيل. ومن المرجح- وفق المصادر- أن يتوافق الطرفان على 90 بالمائة من بنود الورقة المصرية، وسيمهد ذلك للتوقيع على ورقة المصالحة بالقاهرة، نافية أنباء عن مطالبة « حماس » بتوقيع الاتفاق في عاصمة عربية أخرى، وبعد أن أكد قادة الحركة على أن اتفاق المصالحة الفلسطينية سوف يتم توقيعه بالعاصمة المصرية. من جانبه، أكد إبراهيم الدراوي الباحث في الشئون الفلسطينية لـ « المصريون »، أن مشاورات مكثفة تجري برعاية عربية لتسريع وتيرة المصالحة الفلسطينية، لافتا إلى وجود دعم سعودي للجهود المصرية منذ استضافة الرياضة للقاء بين اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة المصرية، وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لـ « حماس »، فضلا عن زيارة عباس للعاصمة السعودية حيث عقد لقاء مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، مرجحا أن يتم التوافق بين الطرفين في وقت قريب.
(المصدر: صحيفة « المصريون » (يومية – مصر) الصادرة يوم 26 أكتوبر2010)
تدريب محققي الجيش البريطاني على تعرية السجناء لاذلالهم عند الاستجواب
2010-10-26 لندن- يخضع محققو الجيش البريطاني إلى تدريبات على تقنيات جديدة من بينها الحرمان الحسي والتعرية القسرية لإذلال السجناء ونشر الخوف بينهم عند استجوابهم. وقالت صحيفة الغارديان الصادرة الثلاثاء إن التدريبات السرية تهدف إلى جعل السجناء يشعرون بعدم الأمان والقلق والانهاك ويضلون طريقهم. واضافت الصحيفة إن مواد التدريب التي حصلت عليها تطلب من المحققين العسكريين المتدربين تعرية السجناء قبل استجوابهم وابقائهم عراة إذا لم يتبعوا الأوامر ووضعهم في أجواء عدم الراحة البدنية والترهيب، وعدم السماح لهم بالنوم أكثر من أربع ساعات متواصلة في اليوم، وتهديدهم بالحجز بمعزل عن العالم الخارجي إذا لم يجيبوا على الأسئلة. وتحظر معاهدات جنيف لعام 1949 تقنيات الإكراه البدني أو المعنوي عند استجواب السجناء وكذلك المعاملة المذلة والمهينة للمعتقلين. واشارت الصحيفة إلى أن تقنيات الاستجواب تم اعتمادها من قبل الجيش البريطاني بعد وفاة الشاب العراقي بهاء موسى اثناء احتجازه لدى القوات البريطانية في البصرة في العام 2003 بعد معاناته من 93 جرحاً مختلفاً في جميع أنحاء جسمه جراء التعذيب، وتنصح المحققين العسكريين باجراء الاستجوابات في مواقع سرية وأماكن مقرفة مثل حاويات الشحن. ونسبت الصحيفة إلى متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية قوله « إن تحقيق بهاء موسى يدرس بالتفصيل ممارسات الاعتقال الحالية للوزارة، بما في ذلك التدريب على طرق الاستجواب.. ونحن ملتزمون بتعلم كل الدروس الممكنة من التحقيق ». (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 26 أكتوبر 2010)
قال ان اغلب الزعماء العرب قاطعوه بسبب قناة ‘الجزيرة’ أمير قطر: لن نسمح لامريكا باستخدام العديد لضرب ايران
2010-10-25 لندن ـ ‘القدس العربي’: أبدى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني قلقه بشأن استقرار المنطقة، وأكد أن بلاده غير مهتمة بمحاكاة أقرانها في الخليج في اعتماد برامج ضخمة لاعادة التسلح، داعياً إلى اتباع نهج مختلف حيال برنامج ايران النووي، مؤكدا انه لن يسمح باستخدام الاراضي القطرية لضرب ايران. ووصل أمير قطر وحرمه الشيخة موزة بنت ناصر المسند إلى لندن امس الاثنين في زيارة دولة بدعوة من الملكة إليزابيث الثانية تبدأ من السادس والعشرين وحتى الثامن والعشرين من تشرين الأول (اكتوبر) الجاري. وقال الشيخ حمد في مقابلة مع صحيفة ‘فايننشال تايمز’ الصادرة امس الاثنين ‘إن العقوبات الدولية المفروضة على ايران لن تكون فعّالة ويتعين عدم حصر الأخيرة في الزاوية، كما يتعين على ادارة الرئيس باراك أوباما تجديد المحاولة مرة أخرى مع طهران بعد أن حاولت الانخراط معها دون نجاح’. وقال الشيخ حمد ‘ان القاعدة العسكرية الامريكية في قطر لا يمكن استخدامها في أي مواجهة عسكرية مع ايران، ويتعين على الولايات المتحدة أن تطلب منا السماح باستخدامها بموجب اتفاق بيننا، لكننا لن نقبل بأن تقوم باستخدامها ضد ايران’. وعما إذا كانت حكومته تعيق حالياً المصارف من التعامل مع ايران والاستثمار فيها بعد أن أوردت تقارير أن رجال الأعمال الايرانيين يجدون صعوبة متزايدة في تمويل تجارتهم عبر دبي ويبحثون عن بدائل في قطر، قال الشيخ حمد ‘نحن أحرار في بلادنا في اتخاذ القرارت الــــتي نراهـــــا مناسبة وتتماشى مع مصالحنا.. ونعتقد أن الحوار هو أفضل طريقة لحل الخلاف مع ايران والكثير من النزاعات الأخرى’. واضاف الشيخ حمد حول قناة ‘الجزيرة’ الفضائية ‘اعلم ان الجزيرة سببت لي مشكلة كبيرة، العديد من الزعماء العرب كانوا لا يريدون ان يتحدثوا معي في الماضي، ولكن عقب ذلك تفهموا انني لن اقوم بتغيير رأيي فيما يتعلق بقناة الجزيرة’. وقال قصر باكنغهام، المقر الرسمي لملكة بريطانيا، إن أمير قطر والشيخة موزة سيقيمان في قصر وندسور القريب من العاصمة لندن. وسيلتقي الشيخ حمد خلال الزيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وكبار المسؤولين في حكومته وسياسيين بريطانيين، ويلقي كلمة في قصر وستمنستر أمام اعضاء المجموعة البرلمانية البريطانية ـ القطرية. وكان أمير قطر قام بزيارة دولة إلى بريطانيا في تشرين الثاني/نوفمبر 1985، كما اقامت الملكة اليزابيث الثانية حفل استقبال في قصر وندسور في نيسان/ابريل 2010 لمناسبة اطلاق مؤسسة قطر للنشر حضرته الشيخ موزة. وكان في استقبال الشيخ حمد وحرمه لدى وصولهما بعد ظهر امس إلى مطار هيثرو القريب من لندن الفيكونت هود بالنيابة عن الملكة إليزابيث الثانية، كما سيستقبلهما اليوم ولي العهد الأمير تشارلز وحرمه دوقة كورنوول ويرافقانهما إلى قصر وندسور، حيث سيتم استقبالهما رسمياً من قبل الملكة وزوجها دوق أدنبره الأمير فيليب ويستعرضون حرس الشرف. وسيقوم أمير قطر اليوم الثلاثاء بزيارة قصر وستمنستر في لندن حيث سيلقي كلمة أمام اعضاء المجموعة البرلمانية البريطانية ـ القطرية، ثم يزور مكتب رئاسة الحكومة البريطانية (داوننغ ستريت) لاجراء محادثات مع رئيس الوزراء ديفيد كاميرون، ويلتقي لاحقاً في قصر وندسور نائب زعيم المعارضة البريطانية. وستقيم الملكة اليزابيث ودوق أدنبره مأدبة عشاء في قصر وندسور على شرف الشيخ حمد وحرمه، كما سيقوم زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار نائب رئيس الوزراء البريطاني نك كليغ بتوجيه دعوة لهما لزيارة قصر باكنغهام، المقر الرسمي للعاهلة البريطانية. وسيودع أمير قطر والشيخة موزة الملكة ودوق أدنبره يوم الأربعاء المقبل أمام قصر وندسور في ختام الزيارة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 25 أكتوبر 2010)
Home – Accueil – الرئيسية