الثلاثاء، 26 أغسطس 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année,N°3017 du 26.08.2008
 archives : www.tunisnews.net 


مبروك بن عبد الله فقيد آخر بعد عبد الكريم المطوي

Vérité-actionوالجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:حملة  إنقاذ حياة « مساجين العشريتين  » : ( اليوم الواحد والعشرون)  

حــرية و إنـصاف:  بيان مساندة

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بعد الإفراج عن 198 أسيرا فلسطينيا من سجون الإحتلال :  متى يتم إطلاق سراح الأسرى في سجون الإستبداد ..؟!

السبيل أونلاين : دعوة عامة للمشاركة فى يوم القدس العالمى على الإنترنت .

مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس تستنكر الاعتداء على سهام بن سدرين الصحفية و الممثلة لمنظمة عضوة في آيفكس بمطار تونس.

حزب تونس الخضراء : بيان : التطورات الأخيرة في الحوض المنجمي ومقترحاتنا للخروج من الأزمة.

كلمة :  النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين: السلطة تعدّ لانقلاب على المستقلّين.

كلمة : نزل « دار زكرياء »: تسريح جماعي وانتهاكات لحقوق الشغّالين.

عبدالحميد العدّاسي : معتمد يؤبّن الشّهيد.

العرب أونلاين  : الرئيس التونسى بن على يقلد الملولى وسام الجمهورية.

كونا : سفير قطر لدى تونس يتوقع مرحلة من التعاون المثمر بين البلدين الشؤون السياسية.
 

الصباح الأسبوعي : اتصالات: أحدث الاحصائيات تكشف : 8,12 ملايين مشترك في الهاتف الجوال فهل معنى هذا أن %80 من الشعب التونسي يملكون نقالا… أم أن هناك معطيات أخرى يجب توضيحها؟

 كلمة : من تحف صحافتنا الوطنية.

كلمة :  إهمال الإطار الطبّي يودي بحياة زوجته و وزارة الصحّة تقايضه على حقّه في تتبّع.

جمال المالكي : مظاهر اجتماعية : شجاعة أم وقاحة؟

كلمة : السيارة الإدارية والنمط الاستبدادي.

حافظ الغريبي : كلمة في بلاغة بلاغات منظمة الدفاع عن المستهلك.

كلمة :المقامة الجْريديّة( نسبة إلى عبد العزيز الجريدي).

زهير بوحرام : تونس العالم.. نصف قرن من التفاعل والبناء والتميز.

مراد رقية:لماذا لا تكرم السلط المحلية الأستاذ العلّامة الدكتور محمد حسين فنطر رئيس لجنة التربية والثقافة والاعلام والشباب بمجلس المستشارين للمرّة  الثانية؟؟؟

د. رفيق حبيب : هل نحن أمة وسط ؟

د/ بشير عبد العالي : مراجعات في مناهج التغيير- الجزء الثاني-(منهج الإرهاب أنموذجا).

ظاهـر المسعـدي : وثيقة عهد القدس ….. أين عهدكم يا عرب ؟

طارق الكحلاوي :استعادة روسيا ثقتها السوفييتية.

صالح بشير: اختلاط الأعراق أو الطوائف ما يقضّ مضجع نقابة الأطباء المصريين.

قدس برس :

الجبهة الإسلامية المسيحية تحذر من استهداف المؤسسات الناشطة في الدفاع عن القدس.


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


اسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6-منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8-عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1-الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


مبروك بن عبد الله فقيد آخر بعد عبد الكريم المطوي

 

 
توفي يوم أمس الإثنين 25 أوت 2008 المناضل والسجين السياسي السابق مبروك بن عبد الله البالغ من العمر 58 عاما أصيل حي التضامن بتونس العاصمة وذلك بعد صراع مرير مع مرض سرطان الدم « LEUCEMIE » منذ شهر رمضان الفارط علما أن للفقيد خمس أبناء أسامة 30 سنة متزوج – رضا 32 سنة، هشام 26سنة، زياد 22 سنة وأحلام 34 سنة متزوجة، وقد نقل الفقيد إلى مقبرة حي التضامن وسط جمع غفير من إخوانه ورفاق السجن الذين أصبحوا لا يجتمعون ولا يلتقون إلا ليشيعوا أخا لهم حصدته آلة الموت في تونس، ففي أسبوع واحد شيع مناضلوا حركة النهضة بتونس مناضلين مسرحين توفيا بالإهمال الصحي  والحرمان من الرعاية الصحية والطبية الضرورية وبنفس المرض وهو السرطان، ومنذ ثمانية أشهر شيع الاسلاميون بتونس في مدة لا تتجاوز الشهر أربعة مناضلين توفوا أيضا بمرض السرطان كما يوجد اليوم خمسة آخرون من الاسلاميين مصابون بنفس المرض « السرطان » وهم في حالة حرجة ويعانون من الحرمان من أبسط تسهيلات العلاج نذكر منهم محمد الشاوش الذي أجريت عليه عملية جراحية منذ أسبوعين وزهير الكلاعي وزياد الدولاتلي ونعتذر عن عدم ذكر البقية . وهذه قائمة اسمية لكل الذين توفوا بالاهمال الصحي داخل السجن أو خارجه: وهذه قائمة اسمية لكل الذين توفوا بالاهمال الصحي داخل السجن أو خارجه رحمهم الله جميعا وأسكنهم فراديس جنانه: 1-      إسماعيل خميرة 2-      عز الدين بن عايشة 3-      شاذلي بن حريز 4-      رضا البجاوي 5-      سحنون الجوهري 6-      جميل وردة 7-      مبروك الزرن 8-      عبد القادر صويعي 9-      علي المزوغي 10-     رضا الخميري 11-     عبد الوهاب بوصاع 12-     عبد المجيد بن طاهر 13-     كمال العزيزي 14-     رامي بن عزيزة 15-     لزهر نعمان 16-     علي الدريدي 17-     مبروك الرياحي 18-     شرحبيل العش 19-     علي نوير 20-     نجاة الماجري 21-     جلال الجبالي 22-     عبد الجواد عبود 23-     لطفي الكفيري 24-     لطفي العيدودي 25-     محمد ناصر الشارني 26-     حسن القنوني 27-     عبد الكريم الزرقي 28-     يونس النعيمي 29-     مبروك الزمزمي 30-     التيجاني الدريدي 31-     لعروسي فطوش 32-     صالح السياري 33-     زكرياء بوعلاق 34-     الحبيب الرزقي 35-     لخضر السديري 36-     الحبيب الردادي 37-     الهاشمي المكي 38-     أحمد البوعزيزي 39-     المنجي العياري 40-     الطاهر الشاذلي 41-     عبد الكريم المطوي 42-     مبروك بن عبد الله ولوضع حد لهذا الموت والقتل البطيء لا بد أن تتوقف كل أشكال الهرسلة والتنكيل والتشفي ولا بد من توفير العلاج المجاني للمسرحين الذين نكل بهم وعذبوا أثناء التحقيق وفترة السجن حتى أصيبت أجسادهم بالسقوط شبه الكامل. أبو نضال لتقديم التعازي لعائلة الفقيد مبروك بن عبد الله: الاتصال على الرقم 20 330 531

أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس aispptunisie@yahoo.fr e-mail: Vérité-action Case postale 1569  CH – 1701  Fribourg, Suisse    Tél: ++41 79 703 26 11   Fax: ++41 21 625 77 20   info@verite-action.org:  e-mail                                               تونس في  26 أوت 2008                                              

حملة  إنقاذ حياة « مساجين العشريتين  » :                              من أجل وضع حد لسياسة الموت البطيء..!                                                                         ( اليوم الواحد والعشرون)

                                                 

 
    يقضي سجناء سياسيون تونسيون عقوبات قاسية بالسجن منذ ما يقارب العشرين سنة على خلفية أنشطتهم السياسية و قناعاتهم الفكرية ، و قد أجمعت كل المنظمات الحقوقية الوطنية و الدولية المستقلة على أنهم لم يتمتعوا بمحاكمات عادلة و أن الملفات التي اعتمدت لإدانتهم شابها التزوير و انبنت على اعترافات منتزعة تحت وطأة التعذيب الشديد ، كما أصدرت هيئة الدفاع عنهم  تقريرا مفصلا يعدد الخروقات المرتكبة و يؤكد الطابع السياسي للأحكام و بطلان الإدعاء الرسمي لتورط بعض المتهمين في التخطيط للعنف أو التورط في ارتكابه . و قد ترسخت القناعة لدى كل من تابع المحاكمات أن القضاء ، كما الإعلام و بعض أحزاب الموالاة ، قد وظفت لإقصاء خصم سياسي من الساحة و إضفاء لباس قضائي على التصفية الأمنية ، و رغم أن أغلبية المحاكمين في بداية عشرية التسعينات السوداء قد غادروا السجون ، بعد أن قضى أكثرهم ما يجاوز العشرية في ظروف مأساوية ، فإن انحسار الأضواء عن العشرات الباقين لا يجب أن يحجب معاناتهم ، و عائلاتهم ، منذ ما يقارب العشرين سنة  حيث تعرضوا منذ إيقافهم ، فضلا عن التعذيب ، إلى سياسات تستهدف تدمير بنيتهم الجسدية و المعنوية من خلال تعريضهم لصنوف الإهانات و التجويع  و التعتيم  و التشفي ( بعقوبات العزل الإنفرادي المطول و الإبعاد عن العائلات و بالحرمان من وسائل التثقيف و العزل التام عن مستجدات الأحداث بالعالم الخارجي و الحرمان من الحق في العلاج  ) و تقطيع أواصر الروابط العائلية بالضغط على الزوجات لطلب الطلاق و حرمان الأقارب من العمل .. و هو ما درجت تسميته بـ  » سياسة القتل البطيء  » .. ! لم يعد مقبولا تواصل  الصمت على معاناة متواصلة منذ بداية العشرية الأخيرة من …القرن الماضي .. ! إن في وسع كل من يسلم بعدالة قضية ضحايا  » الموت البطيء  »  أن يساهم بكلمة أو رسالة أو مقال أو مكاتبة أو عريضة في  الحملة التي تطلقها ( ابتداء من اليوم و حتى إطلاق آخر سجناء  » مساجين العشريتين  » ..) الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيينAISPP  و جمعية action – Verité ( سويسرا ) و بالتزامن مع إطلاق حملة وطنية و دولية من المكاتبات و الإتصالات  و التحرك بملفات المصابين بأمراض خطيرة و ضحايا الأحكام المكررة تشرع الجمعيتان في التعريف تباعا بالمساجين السياسيين الذين قضوا زهرة أعمارهم ..من أجل أفكارهم .. و هم على التوالي : منذر البجاوي و رضا البوكادي و نور الدين العرباوي و محمد نجيب اللواتي و الصادق شورو و حسين الغضبان و عبد الكريم البعلوش و إبراهيم الدريدي و عبد النبي بن رابح و الهادي الغالي و منير الحناشي و بشير اللواتي و هشام بنور و وحيد السرايري و الشاذلي النقاش و عبد الباسط الصليعي و الصادق العكاري و منير غيث و بوراوي مخلوف و وصفي الزغلامي و إلياس بن رمضان و البشير رمضان و فتحي العلج و كمال الغضبان . كما تناشد الجمعيتان كل المنظمات و الجمعيات و الشخصيات الوطنية و الدولية  أن تساهم في هذا الجهد بالتعريف بضحايا هذه المظلمة التي لم يعرف لها تاريخ البلاد مثيلا  ، و بتقديم  ما في وسعها من دعم مادي أو معنوي لهم و لعائلاتهم …    عن الجمعيـة الدولية                              Verité – action  لمساندة المساجين السياسيين       الرئيــــــــــــــــــس                              الرئيـــــــــس     الأستاذة سعيدةالعكرمي                           صفوة عيسى                   

20–  الشاذلي النقاش

حكم بالسجن مدة 36 سنة  .. معاناة القضبان ، و معاناة قسوة السجان .. ! بطاقة تعريف سجنية   الاسم و اللقب : الشاذلي النقاش . تاريخ الولادة : 05 جوان 1971 . الحالة الاجتماعية : متزوج . السجون التي مر بها : افريل تونس +الناظور بنزرت + برج الرومي بنزرت  + قابس  + المهدية 9 + المسعدين  + القصرين  تاريخ الدخول للسجن :  27 فيفري1991 .. الحالة الصحية : الكلى  + روماتيزم العظام  +  قرح المعدة .. الحكم :  مدى الحياة + 11 سنة العنوان : باب سويقة ، تونس العاصمة. للمراسلة و المساندة : الشاذلي النقاش، السجن المدني بالناظور ، بنزرت ، الجمهورية التونسية . نداء لكل من يتعاطف مع سجين رأي يقبع خلف القضبان منذ قرابة العشريتين : بادر بكتابة كلمة .. أو مراسلة منظمة وطنية أو دولية .. أو مكاتبة الجهات الرسمية … أو مكالمة عائلته ..أو مساعدة أبنائه … حتى لا نقول أننا لم نكن نعلم ….!                        

حملة الإفراج عن  » مساجين العشريتين « 


  أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 26/08/2008 الموافق لـ 24 شعبان 1429  بيان مساندة  

 
يتعرض عدد من نقابيي قطاع التعليم بمراحله الثلاث العالي و الثانوي و الأساسي  إلى حملة مضايقات تحت غطاء الإجراءات التأديبية عن طريق المراسلات التحذيرية للفت النظر و الاستجوابات مع استغلال العطلة الصيفية لعقد مجالس التأديب مما يحرم النقابيين من المؤازرة  و من حقهم في الدفاع عن أنفسهم ومن بينهم السادة : -نورالدين الورتتاني كاتب عام النقابة الأساسية للأساتذة الباحثين الجامعيين بكلية العلوم الاقتصادية و التصرف بنابل  الذي أحيل بتاريخ 23 جويلية 2008 . -رشيد الشملي الناشط النقابي بكلية الصيدلة بالمنستير الذي أحيل بتاريخ 28 جويلية 2008 . -محسن الحجلاوي النائب الأول للنيابة النقابية بالمعهد الأعلى للتكنولوجيات الطبية بتونس الذي سيحال بتاريخ 20 أوت 2008 . -جمال بولعابي الكاتب العام للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بتالة (القصرين) الذي أحيل بتاريخ 29 جويلية 2008. -يوسف بوعلي عضو النقابة المذكورة الذي أحيل بتاريخ 30 جويلية 2008 . -رفيق التليلي الكاتب العام المساعد للنقابة الأساسية للتعليم الثانوي بالشابة (المهدية) الذي أحيل بتاريخ 07 أوت 2008.  و حرية و إنصاف -تستنكر لجوء سلطة الإشراف في قطاع التعليم بمختلف مستوياته إلى توظيف السلطة التأديبية للضغط على النقابيين و الحد من حرية العمل النقابي و استغلال العطلة الصيفية  لتمرير هذه الإجراءات التعسفية بما يساهم في مزيد توتر المناخ الاجتماعي -تدعو السلطة للكف عن هذه المضايقات ضد النشطاء النقابيين في قطاع التعليم بإلغاء العقوبات المتخذة ضدهم و فتح باب الحوار الجدي معهم  و احترام الحق النقابي الذي يضمنه الدستور و تحميه المواثيق الدولية. -تطالب السلطة باحترام التزاماتها الدولية و المواثيق التي أمضت عليها و منها المتعلقة بحماية المسئول النقابي و بالتحديد الاتفاقية عدد 135.   عن المنظمة عضو المكتب التنفيذي المهندس حمزة حمزة المكلف بالعلاقة مع الجمعيات و المنظمات الوطنية


 

“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 26  أوت 2008

بعد الإفراج عن 198 أسيرا فلسطينيا من سجون الإحتلال : متى يتم إطلاق سراح الأسرى في سجون الإستبداد ..؟!

 

 
  تتوالى الأيام متشابهة لا تحمل جديدا للآلاف من المساجين السياسيين القابعين في الزنزانات العفنة المنتشرة في أرجاء الوطن العربي ، و لم تحمل الأشهر الأخيرة سوى أخبار المحاكمات السياسية و الإختطافات بالبلدان العربية بينما يقوم الكيان الإسرائيلي بالإفراج عن مئات الأسرى ، بعضهم يقبع في السجن منذ عشرات السنين ( عميد الأسرى اللبنانيين سمير القنطار ، عميد الأسرى الفلسطينيين  سعيد العتبة ، و محمد إبراهيم أبو علي ..) ، و رغم أن عمليات الإفراج كانت تحت ضغط المقاومة في حالات و لأسباب سياسية في حالات أخرى ، فإن المثير للدهشة هو إصرار الحكومات العربية على التشفي  » الأبدي  » بمعارضيها و هم الذين لم يرتكبوا جرما سوى التفكير الحر و التعبير الجريء و المعارضة السلمية و ليسوا من  » الملطخة أيديهم بالدماء  » ، فإذا كان في آخر النفق ضوء لنزلاء   » تلموند  و الجلمة و النقب وعوفر ومجدو  » فمن لنزلاء   » صيدنايا  »  و  » النترون و القلعة و أبو زعبل  » و  » سركاجي  » و  » المرناقية و برج العامري و المسعدين و برج الرومي..  » .. ! عن الجمعية الهيئــــــة المديــــرة


بسم الله الرحمان الرحيم

دعوة عامة للمشاركة فى يوم القدس العالمى على الإنترنت

السبيل أونلاين – حماسنا – يوم القدس العالمي إخواننا في تونس وفي كل مكان أين ما كنتم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليس خافيا عليكم جميعا ما يعيشه المسجد الأقصى المبارك من تهديد لا يكاد يخبو أواره حتى يتجدد ، بل قد ازداد هذا التهديد في الآونة الأخيرة وتصاعد بشكل مريب , وآخرها النفق الذي تم اكتشافه بطول 300 متر أسفل المسجد الأقصى بموازاة الأنفاق الأخرى التي تم حفرها سابقاً والحفريات التي يقصد منها توجيه التهديدات والضربات للمسجد الأقصى حتى يسقط وينهار لا قدر الله , والمساعي الصهيونية حثيثة في تهويد الأقصى ومدينة القدس بكاملها . ونحن على مشارف يوم القدس العالمي في السابع عشر من رمضان المبارك عليكم جميعا… وهي مناسبة تستصرخ من أعماق الصدور « واااااأقصاه »، صرخة تنذر المسلمين بالخطر الداهم الذي يتهدده ، وتذكرهم بمكانة مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك وأهميته , فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين التى لا تشد الرحال الا إليها لجلالها عند الله تعالى , وهو مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد كان لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ولصلاح الدين الأيوبي في القدس صفحات في مجد الأمة الإسلامية ما يزال منقوشا بمداد الذهب . وبهذه المناسبة ندعو رواد السبيل أونلاين الى نصرة مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك فى « يوم القدس العالمي على الإنترنت »، وذلك بما يمكنهم من موضوعات تكتبونها لنشرها في الموقع ، بالتزامن مع الحملة العالمية لنصرة القدس بمبادرة من موقع حماسنا . نرجو ان تصلنا مساهماتكم قبل يوم 17 رمضان حتى نتمكن من ترتيبها ونشرها..ويمكن لكم ارسال المساهمات عبر بريد الموقع وجزاكم الله خيرا على نصرة القدس والأقصى المباركين . إدارة السبيل أونلاين info@assabilonline.net   


** مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس تستنكر الاعتداء على سهام بن سدرين الصحفية و الممثلة لمنظمة عضوة في آيفكس بمطار تونس**

   

** مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس-آيفكس  TMG-IFEX**     إن مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس, و المكونة من 18 منظمة عضوة في الشبكة الدولية لتبادل معلومات حرية التعبير  » آيفكس  » تعلن بالغ انزعاجها من المعاملة العنيفة التي تعرضت لها الصحفية سهام بن سدرين بمطار تونس. بن سدرين هي الأمين العام للمرصد الوطني لحرية الصحافة و النشر و الإبداع في تونس العضو في شبكة آيفكس و الشريك مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس. بن سدرين أيضا عضو في مجلس آيفكس و هو المجلس الذي يدير شبكة آيفكس.   و كانت شرطة الحدود بمطار قرطاج الدولي قد قامت بمنع بن سدرين من مغادرة البلاد بينما كانت تستعد للسفر الى فيينا يوم 19 أغسطس, كما اورد المرصد الوطني لحرية الصحافة و النشر و الإبداع في تونس. و بعد ان تعرضت بن سدرين لتفتيش دقيق لكل متعلقاتها, طلب منها احد الضباط بان تتبعه الى احد المكاتب.  و طبقا لما أورده المرصد الوطني لحرية الصحافة و النشر و الإبداع في تونس, فإنه:  » نظرا لعدم وجود سبب مقنع لاتخاذ هذه الإجراءات, رفضت بن سدرين الخضوع لطلباتهم, عند ذلك، قام عدد من الأشخاص بملابس مدنية بالتدخل في الموقف ». ثم تحرك فريق من البوليس السياسي في الوقت الذي لم يتواجد مسافرون آخرين في الصالة.  و كانوا يتعاملون بهجومية و فظاظة و عنف, حيث رفعوها عاليا و القوا بها على الأرض بعيدا عن متعلقاتها, بما فيها الكمبيوتر المحمول الخاص بها و جواز السفر.  و حيث انها قد منعت من الالتحاق بالطائرة, التي كانت قد أقلعت بالفعل, طلب من بن سدرين العودة الى منزلها.   « هذه ثالث مرة هذا العام تتعرض بن سدرين لمشاكل أثناء عبورها الحدود التونسية, و ثاني مرة يتم معاملتها بهذه الطريقة على يد شرطة الحدود أثناء محاولتها للسفر سواء برا او بحرا » صرح بذلك غاضبا روهان جاياسكيرا من منظمة اندكس على الرقابة و رئيس مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس. ففي الأعوام الماضية, تعرضت بن سدرين للضرب داخل السجن و على يد أشخاص يعملون تحت إمرة السلطات. وأضاف: » هذا التصرف خاصة مع المواطنين الذين يلتزمون بالقانون, لا يمكن السكوت عنه و يعتبر ايضا فعلا مشينا ان تعامل سيدة بهذه الطريقة على يد مجموعة من ضباط الشرطة. مرة أخرى نجد أنفسنا مضطرين لتذكير الحكومة التونسية بانا سمعتها كدولة تحترم حقوق المرأة تتراجع بشكل سريع ».   و في يوم 18 يونيو 2008, قامت السلطات التونسية بمنع بن سدرين و زوجها, عمر المستيري, و هو مدير تحرير جريدة « كلمة » الالكترونية, اثناء محاولتهما العبور الى الجزائر من نقطة ام طبول الحدودية القريبة من طبرقة في شمال غرب البلاد. حيث لاحظا تكاثرا لأعوان الشرطة على الطريق و من ضمنهم من ينتمي لجهاز البوليس السري.   وفي آذار / مارس ، تلقت بن سدرين و المستيري معاملة سيئة لدى وصولهم الى تونس من أوروبا في ميناء مدينة حلق الوادي و ذلك في 3 اذار / مارس 2008. وقد احتجزا من قبل الجمارك لمدة ست ساعات ، وخلال ذلك الوقت قاما بالاعتداء على بن سدرين بعنف ، مما ترك كدمات على جسدها و قاما بمصادرة الممتلكات ، بما فيها الهواتف الخلوية ، وثائق وأقراص الكمبيوتر الصلبة.    و قد حررت بن سدرين شكوى اما المحكمة بهذه الواقعة في مارس, و لكن طبقا للمحامي رؤوف  العيادي, لم يتم التحقيق في الواقعة بعد.   و في محادثة تليفونية قالت بن سدرين: »كانت هذه هي المرة الاولى التي يستخدم العنف بهذه القوة في محاولة تفتيشي بها الشكل المهين، و منعي من مغادرة البلاد. الشعور كان انهم يريدون تصفية حسابات معي. انا لا اعرف كيف أنني قد امثل أي تهديد او خطرا.  »   إن أعضاء مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس يطالبون السلطات التونسية بالسماح لبن سدرين بالعبور بحرية الى داخل وخارج تونس ، وفقا لما لديها من الحق القانوني بوصفها مواطنة تونسية. وعلاوة على ذلك ، نود ان نحتج بشدة على المعاملة المهينة لبن سدرين، الذي نعتقد انها نتيجة لنشاطها من أجل تنمية حقوق الإنسان والديمقراطية في تونس.   إن سهام بن سدرين, و هي ايضا المتحدث الرسمي المجلس الوطني للحريات بتونس, و شخصية معروفة دوليا لنشاطها. في عام 2006, تم منح بن سدرين جائزة إندكس على الرقابة التي تحمل اسم هيوجو يونج للصحافة و ذلك لمجهوداتها من أجل لفت النظر لانتهاكات حقوق الانسان في بلدها. و في 2008 تم منح بن سدرين جائزة السلام الدنماركية و جائزة حرية الصحافة الدولية المقدمة من منظمة صحفيون كنديون لحرية التعبير في عام 2004     لمزيد من المعلومات: روهان جاياسكيرا  رئيس مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس التابعة للشبكة الدولية لتبادل معلومات حرية التعبير  » آيفكس  » منظمة إندكس على الرقابة المملكة المتحدة بريد الكتروني: rj@indexoncensorship.org ت: :  +44 (0)20 7278 2313 الموقع: http://campaigns.ifex.org/tmg/   أعضاء مجموعة مراقبة حالة حرية التعبير في تونس:   – الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان, مصر – المادة 19, المملكة المتحدة – منظمة الصحفيون الكنديون لحرية التعبير, كندا – شبكة حقوق رسامي الكاريكاتير, الولايات المتحدة الأمريكية  – المنظمة المصرية لحقوق الإنسان, مصر – اندكس على الرقابة, المملكة المتحدة – الاتحاد الدولي للصحفيين, بلجيكا – الاتحاد الدولي للمؤسسات و الجمعيات المكتبية, هولندا  – المعهد الدولي للصحافة, النمسا – الجمعية الدولية للناشرين, سويسرا – منظمة صحفيون في خطر , كونغو – المعهد الإعلامي لجنوب أفريقيا, ناميبيا – منظمة بن النرويجية (PEN), النرويج – الهيئة العالمية لمجتمع البث الإذاعي, كندا – الجمعية العالمية للصحف , فرنسا – اللجنة العالمية لحرية الصحافة, الولايات المتحدة الأمريكية – لجنة كتاب في السجن-بن الدولية (PEN), المملكة المتحدة – مؤسسة مهارات, لبنان                                                                                تم إرسال هذا البيان بمعرفة مركز استلام وتوزيع تنبيهات وبيانات الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير   555 شارع ريتشموند غرب, رقم 1101 صندوق بريد 407 تورونتو, كندا   هاتف رقم :+1 416 515 9622     فاكس رقم : +1 416 515 7879 بريد عام ifex@ifex.org بريد برناكج الشرق الأوسط و شمال افريقيا (مينا) mena@ifex.org زوروا موقعنا http://www.ifex.org  و للعربية زوروا http://hrinfo.net/ifex/ 


 تونس في : 26 أوت 2008

بيان حزب تونس الخضراء التطورات الأخيرة في الحوض المنجمي ومقترحاتنا للخروج من الأزمة

أصدرت المحكمة الابتدائية بقفصة يوم 14 أوت 2008 أحكاما قاصية  بالسجن  8 أشهر بالمناسبة   المناضلة  زكية الضيفاوي ( حزب التكتل)  و 6 أشهر لبقية الشبان النشيطين، فوزي الماسي، نزار شبليل، عبد السلام الذوادي، كمال بن عثمان ، عبد العزيز الأحمدي ، ومعمر عمايدي، على إثر مشاركتهم في تجمع تضامني سلمي مدني يوم 27/07/2008 في الرديف  كما أصدرت المحكمة الابتدائية بتونس يوم  29/07/2008 أحكاما بالسجن (4 أشهر) بالنسبة لعدد من الطلبة المنتمين للاتحاد العام  لطلبة تونس  وهم : علي بوزويوية ، علي الفالح، قيس بوزويوية ، الشاذلي الكريمي  بعد الأحداث الطلابية بالجامعة على إثر صدور نتائج امتحانات اعتبرها الطلبة مجحفة . وجاءت هذه المحاكمات في جوّ مشحون بالغضب بعد رفض سلطة الاشراف تمكين إتحاد الطلبة من عقد مؤتمرهم بعدما تم الاتفاق على ذلك  كما أن المحاكمات السريعة والايقافات  في الحوض المنجمي مازالت متواصلة  ولقد علمنا أنه تمت إيقافات جديدة في صفوف الشباب يوم 11 أوت 2008 بعد أحداث المظيلة الأخيرة . وبمناسبة هذه الأحداث وما تبعها من محاكمات وفي الوقت الذي كنا ننتظر فيه بعض من الانفراج واتخاذ القرارات الهامة والجريئة ، فإن حزب تونس الخضراء يؤكد على ما يلي: 1/ تضامنه الكامل مع الأهالي والشباب  العاطل عن العمل في الحوض المنجمي  ويطالب بإيقاف المحاكمات السريعة وإطلاق سراح المساجين وحفظ كل القضايا المطروحة. 2/ يعلن أن حالة الإهمال المتواصلة وسياسة النموي اللامستدامة  هي التي كرست الفوارق الجهوية وإن معالجتها لا تتم إلا بالطرق المدنية وخاصة منها الحوار واتخاذ الاجراءات الاقتصادية الكبرى 3/ يؤكد على واجبات الحكومة والتزامها بالتنمية المستدامة وخصوصا رصدها آلاف المليارات من الدنانير لذلك ، علما وأن الدخل السنوي للحوض المنجمي فاق 4000 مليار من الدنانير بعد الزيادة الأخيرة في أسعار الفسفاط، من أجل إرساء الأسس المتينة للتنمية الخضراء في الحوض المنجمي وحمايته من التلوث وصيانة واحات قفصة والقطار و لالة  وبساتين القصر و عمرة وكل القرى المجاورة . إن هذه المناطق الخضراء هي مخزون بيئي حيوي لمواجهة التلوث الكيميائي والتصحر وهي تقاوم بغطائها النباتي الانحباس الحراري وهي كذلك مصدر لكل المنتجات الفلاحية الغذائية والعلفية لأهالي الحوض المنجمي تاريخيا. 4/ إعداد خطة مائية للقرن الجديد ومد شبكة مياه وري متكاملة ومع الولايات المجاورة واستغلال بحر المياه الجوفية[1]  مغاربيا مع مراعاة خصوصيتها الايكولوجية.  وفي غياب الخطة المغاربية تبدأ تونس فورا في استغلال حصتها كما جاء في بروتوكول 2007 المتفق عليه مع البلدان الشقيقة ، الجزائر وليبيا . 5/ إعادة توزيع الأراضي البيضاء بصفة عادلة والكف عن التفويت فيها لشركات وهمية. مراقبة هذه الشركات المنتصبة وجبرها على الاستغلال الفوري الفلاحي التنموي فقط وفي صورة التباطئ تصادر هذه الأراضي لفائدة أبناء الجهة . 6/ إعداد خطة سكانية وتهيئة عمرانية جديدة لكامل المناجم وإزالة المساكن والأحياء الرثة وتمكين العمال من مساكن جديدة لائقة (بقروض متيسرة) بها مراكز الترفيه ومنتزهات خضراء ومدهم بالماء الصالح للشراب والطاقة المتجددة. 7/ ربط الحوض المنجمي بالسكة الحديدية مع الولايات المجاورة  والإعداد لخط حديدي مغاربي في الجنوب وإرساء قطب صناعي نظيف ومراكز بحوث علمية   لمقاومة التلوث  وتطوير الصناعات الفسفاطية والارتقاء بها دوليا. تحرير التجارة الحدودية المغاربية. 8/ أخيرا غلق « صندوق إعادة توجيه وتنمية المراكز المنجمية » ومحاسبة كل المشرفين عليه منذ تأسيسه.  تعويض هذا الصندوق بهيئة مدنية وصندوق جديد لفائدة التنمية الخضراء[2] بتمويل من مرابيح شركة فسفاط قفصة ومدخراتها بمعدل لا يقل عن الألف مليار دينار سنويا. المنسق العام حزب « تونس الخضراء  » عبد القادر الزيتوني عضو الحزب الخضر الأوروبي عضو الفيدرالية الإفريقية للخضر عضو « Global Greens » الهاتف الجــــوال : 00216 98 510 596 البريد الالكتروني :  Tunisie.verte@gmail.com هاتــــف/فاكــــس : 00216 71 750 907
 
[1] – أكثر من 40 ألف مليار متر مكعب من المياه الجوفية في بحر مشترك بين الجزائر و تونس وليبيا . [2] – لقد تمت صياغة هذه المقترحات بعد دراسة كاملة لإمكانيات الجهة والبلاد ومراعاة الحالة الايكولوجية للمنطقة ونحن نطلب من كل المناضلين الأيكولوجيين التفاعل معها ومدنا باقتراحاتهم مع ترويجها .


 

النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين: السلطة تعدّ لانقلاب على المستقلّين

 الصحبي صمارة  ينصبّ اهتمام « بارونات » قطاع الصحافة في تونس منذ أسابيع على صياغة سيناريوهات عديدة لانقلاب بات ضروريا على الأغلبية المستقلّة في المكتب التنفيذي للنقابة. فبعد تحقيق أنصار السلطة ولوبيّاتها في القطاع لفوز ساحق في انتخابات اللّجان الوطنية التي جرت يومي 19 و20 جويلية المنقضي تحوّلت الأنظار صوب البحث عن مخرج تقني يتمّ من خلاله إقصاء رئيس النقابة ناجي البغوري وكاتبتها العامّة سكينة عبد الصمد وثلّة من أعضاء المكتب التنفيذي الذين يتمسّكون بخيار استقلالية القطاع وتحسين وضعه المادّي والمعنوي. السياق التاريخي وبوضع النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين في السياق التاريخي لنشأتها نعثر على أدلّة تثبت تتبّع السلطة لاستراتيجية محكمة تمكّنها من العودة للهيمنة على القطاع. فالنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الحالية كانت مكسبا للقطاع أكرهت السلطة على السماح له بالظهور بعد الخطوات التي سارتها نقابة الصحفيين التونسيين التي ترأسها الصحفي لطفي حجّي منذ الإعلان عن تأسيسها سنة 2005، حيث لم يرق للسلطة أن تكون هناك نقابة لقطاع تعتبره ملكها الخاص وأدوات زينتها داخل البلاد وخارجها. وقد تمكّنت النقابة التي تأسست على يد لطفي حجّي وعدد من الصحفيين المعروفين باستقلاليتهم من السير نحو النجاح لتدخل في شتاء 2007 في مفاوضات رسمية مع الاتحاد العام التونسي للشغل حتّى تكون هيكلا نقابيا في صلبه وبالفعل تمّ توزيع عدد هام من الانخراطات تحمل طابع الاتحاد وبعد جلستين عامّتين بدأت قيادة الاتحاد تتعرّض لضغط كبير من السلطة حتّى تتراجع عن احتضان المشروع وتمّ الدفع داخل جمعية الصحفيين التونسيين باتجاه التسريع لتحويلها إلى نقابة وهو ما تمّ فعلا في المؤتمر التأسيسي في شهر جانفي 2008 الذي أعلن فيه عن حلّ جمعية الصحفيين التونسيين وتوريث هياكلها ومكاسبها للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين التي سرعان ما أنجزت مؤتمرها في مناخ ديمقراطي عبّرت نتائجه بكلّ وضوح عن غضب واحتجاج الصحفيين التونسيين ضدّ واقعهم المادي المتردّي وضدّ حالة الحصار وخنق الحرّيات التي راكمت لعشرات السنين إعلاما هزيلا وفاقدا لأدنى خصائص المصداقيّة. اختار الصحفيّون في خلواتهم الانتخابية وبعيدا عن الخوف والوصاية قيادة للمكتب التنفيذي أغلبها مستقلّ يدافع عن حقوق القطاع وشرف المهنة. وكانت هذه النتائج بطاقة حمراء توجّه إلى مسؤولي السلطة في كتابة الدولة للإعلام وإلى وزير الخارجية عبد الوهاب عبد الله الذي لا يزال يمسك بخيوط القطاع ويتحكّم فيه بمنطق الوصيّ. وسرعان ما انخرطت النقابة الجديدة التي ولدت بين خيارين أحلاهما مرّ الأوّل قاده لطفي حجّي الذي تعتبره السلطة عدوّها اللّدود والثاني أن تجازف بالسماح بتأسيس نقابة في وقت قياسي قد تكون نتائجه عكس ما تتوقّعه وهو ما تمّ فعلا. وبعد أقلّ من خمسة أشهر من عمل النقابة الجديدة تراوحت بين اعتصامات وإضرابات وتنازلات أجبر فيها رافع دخيل وزير الاتصال على الجلوس إلى طاولة التفاوض ليقدّم وعودا أخلف أغلبها، وجدت السلطة نفسها مضطرّة إلى إعادة ترتيب صفوفها من جديد والبحث عن سبل تطويق هذا النفس التحريري الناشئ في القطاع والذي بدأ يستقطب شبابه بشكل ملفت. خارطة الحصار بداية السيناريو كانت بفصل صندوق التآزر عن النقابة ومنح إدارته لأحد أعضاء المكتب التنفيذي فتحوّل هذا الصندوق إلى مصبّ للأموال ولكنّه خلا من طبيعته التآزرية بل إنّ أهدافه ومهامّه ليست واضحة بالمرّة في وقت يعاني فيه المئات من الصحفيين ظروفا قاهرة. أمّا الخطوة الثانية فهي الضغط باتجاه توسيع المكتب التنفيذي بانتخاب 10 لجان وطنية يكون رؤساؤها أعضاء في المكتب التنفيذي الموسّع للنقابة وقد أعدّت السلطة لهذه الفرصة ما استطاعت من أموال ومن « رباط الضمائر » حيث اشتغلت بشكل متقن على إعادة استقطاب الصحفيين وخصوصا الشباب بادّعاء أنّ المكتب الحالي له قيادة راديكالية ولها أجندة سياسية ولا تعمل لصالح القطاع بل لمعاداة السلطة ثمّ أضافت إلى هذا الخطاب قليلا من الوعود فاشترت ذمم البعض وحيّدت البعض وأخافت البعض ولكنّها في النهاية دخلت الانتخابات في 19 و20 جويلية لا بعدد من الصحفيين أصحاب المواقف والتصوّرات بل بجيش أجّرته ليصوّت لمرشّحيها ويغادر القاعة حاملا إحساسا بالندم على التناقض الجوهري مع قناعاته وإحساسا بالطمأنينة لأنّه تجنّب عقاب السلطة المحتمل. وفي السياق نفسه تعمل السلطة عبر ممثّليها في القطاع وهم في الغالب شيوخ مهنة منهم من لم يكتب حرفا منذ عشرين عاما على إقصاء ناجي البغوري ومن معه ولكن هذه المرّة بإدخال النقابة في صراع داخلي بين أنصار المهادنة الذين لا يعنيهم مضمون الرسالة الصحفية إنّما يعنيهم ما يجنونه من أموال وما يجب أن يحصلوا عليه من امتيازات بدءا بالمنزل وصولا إلى السيارة، وبين أنصار الاستقلالية والمهنية الذين أصبحوا قادة لجمهور تمّ شراؤه وتأجيره وسرعان ما تخلّى عنهم في الجولة الثانية. وتحت عنوان عقلنة التمشّي ومسايرة الوضع والوصولية تحرّكت النقاشات في الزوايا المظلمة ليهمس البعض للبعض الآخر بضرورة إيجاد بديل للبغوري ومن معه من الذين أصدروا تقرير يوم 3 ماي حول حرّية الصحافة وواقعها في تونس كان قد حظي باحترام الجميع ما عدا السلطة ومن يعتقد فيها. الوضعية الحالية وحتميّة الانقلاب القادم لا تفسّر في الحقيقة استنادا إلى دعاوي تصلّب القيادة الحالية وما شابه هذه الدعاوي بل على العكس فالقيادة الحالية هادئة ومتزنة ولطيفة للغاية مقارنة بغيرها من النقابات الممثّلة لقطاعات الإعلام      في جميع بلدان العالم إنّما تفسّر هذه الوضعية استنادا إلى منطق السلطة وجوهرها. فهي ضدّ أيّة إرادة حرّة وجماهيرية وضدّ أي عنصر يجمع عليه أغلبية ما من الرأي العام بشكل مطلق ومن النخب بالخصوص لذلك فهي لا تسعى لإقصاء البغوري من رئاسة النقابة بل لتقصي إرادة أغلبية الصحفيين ولتجهض رأيهم الذي عبّروا عنه، ولأوّل مرّة، في انتخابات ديمقراطية وهو سعي محموم لتكسير رمزيّة الاختيار الحرّ أينما كانت وكيفما كانت وهو أيضا سعي محموم وليد تركيبة نفسية تكره في عمقها أيّ فعل ديمقراطي حقيقي وتجهد نفسها لتزويره بشتّى الطرق. لهذه الأسباب أعادت السلطة تنشيط خلاياها النائمة المسؤولة على تخريب كلّ مسار تحرّري وضخّت أموالها وأرجعت شيوخها إلى حلبة الصراع للقضاء على مستقبل صحافة حرّة ونزيهة بعيدة عن لعبة المال والإعلام الكاذب ولتعيد القطاع إلى وضعه القديم حيث تكتب مقالات الرأي حسب الطلب وتصاغ التحقيقات والروبورتاجات حسب البورصة السوداء.  
(المصدر : موقع كلمة الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 26 أوت 2008)  


نزل « دار زكرياء »: تسريح جماعي وانتهاكات لحقوق الشغّالين

 الصحبي صمارة قام المدير العام لنزل « دار زكرياء » بالحمّامات، التابع لمجموعة صحراء تور، صلاح الضيف، بتسريح عشرات العمّال المتعاقدين والمرسّمين خلال شهري جويلية وأوت. وبلغ عدد العمّال المسرّحين خلال شهر أوت 17 عاملا تراوحت أسباب طردهم بين ضغوطات وتهديدات يلوّح بها المدير استنادا إلى نفوذه فيما أكره عدد منهم على الاستقالة نظرا للمعاملة القاسية التي أصبح هذا المدير الجديد ينتهجها معهم. كما أنّ البعض من المسرّحين وجّهت لهم تُهَمٌ كيديّة مثل « خيانة مؤتمن » كما تمّ تسخير بعض العمّال للشكوى بزملائهم بتهم الثّلب والتعنيف دون أن يكون لذلك أصل من الصحّة.  ولم يمض على قدوم هذا المدير الجديد سوى أشهر قليلة حتّى بدأ يمارس جملة من الأساليب تتمثّل، حسبما وصفه بعض العمال، في تصفية القدامى من الشغّالين واستقدام من لهم علاقة شخصيّة به. هذا وقد التجأ عدد كبير من المسرّحين إلى التفقدية الجهوية للشغل بالنفيضة ليرفعوا شكواهم وقد وعدتهم بمحاولة التدخّل لاسترداد حقوقهم لكن المسؤولين فيها أكّدوا في الإطار نفسه أنّه لا يمكنهم إلزام المدير العام للنزل أو الرئيس المدير العام بالتزام القانون لأنّ الوضع في النزل ينذر بالإفلاس، فيما نصحوا البعض منهم باللجوء إلى القضاء لاسترداد حقوقهم. وأكّد لنا مصدر نقابي أنّ الأنشطة التجارية التي هي على ملك صلاح لحمر (الرئيس المدير العام) تعيش وضعا ماليا صعبا كما أنّ هذا المستثمر بات مهدّدا بالإفلاس بعد أن تراكمت الديون المتخلّدة بذمّته تجاه عدد من البنوك. وأضاف أنّه يتهرّب من آداء الضرائب منذ فترة ويتّبع أساليب ملتوية للإفلات من رقابة القانون ويعتمد شتّى الطرق لحرمان العاملين معه من حقوقهم، لعلّ أهمّها الضمان الاجتماعي الذي يتمّ اقتطاع نسبته من الأجر الشهري المصرّح به ولكن لا يتمّ توظيفه لفائدة أصحابه. بل إنّ أكثريّة العمال لم يجدوا أسماءهم مسجّلة في صندوق الضمان الاجتماعي رغم استظهارهم ببطاقة الخلاص الشهري. أمّا القلّة التي تمّ تسجيلها والإعلان عنها من طرف إدارة النزل فإنّها وجدت نفسها مسجّلة في فرع للضمان الاجتماعي بقابس رغم أنّ مكان عملها في الحمّامات كما عثرت على اشتراك واحد في السنة لثلاثية واحدة من جملة أربعة اشتراكات. وفسّر العمّال المسرّحون الوضع الحالي بكونه استعداد لتصفية النّزل حيث تمّ استقدام المدير العام الجديد عمدا للقيام بدور الإقصاء وانتهاك حقوق العمّال بدءا بالموسميين والمتعاقدين وصولا إلى المرسّمين حتّى يتسنّى للمالك الأصلي الإفلات من تعويض العمال القارّين معه. ولا تمثّل هذه الممارسات تجاه العاملين في قطاع السياحة حالة شاذّة تتعلّق بنزل دار زكرياء فقط بل هي جزء من مشهد عام يسود مناخ العمل في هذا القطاع الحيوي الذي يمثّل ركيزة أساسية للاقتصاد التونسي حيث يحاصر فيه أصحاب النزل كافّة أنواع النشاط النقابي ويصرّون على المحافظة على علاقة شغليّة موسميّة وهشّة رغم أنّ هذا القطاع يستقطب أكبر نسبة من اليد العاملة الشّابة. ولا تتّجه القرارات التي تصدر من حين إلى آخر فيما يخصّ تحسين المردود سوى نحو المزيد من الإشهار والتسويق فيما تتآكل مكتسبات العمّال وحقوقهم.   (المصدر : موقع كلمة الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 26 أوت 2008)


 
 

معتمد يؤبّن الشّهيد

 

 عبدالحميد العدّاسي:   قرأت اليوم عن مقداد بن عبدالله الخليفي – رحمه الله وتقبّله هو ورفاقه العائدة رفاتهم من الشهداء – وهو يُزَفّ صبيحة أمس الأحد الـ24 أوت (أغسطس) 2008، إلى أهله في سبيطلة من ولاية القصرين، هناك غير بعيد عن قفصة ومدنها الواقعة في الحوض المنجمي الجريح، بعد رحلة قد تعكس مدى تعلّق السلطات التونسية بأبنائها وحنوّها عليهم، دامت أكثر من شهر (*)… وقد استوقفني في هذا العرس حضورُ السيّد معتمد سبيطلة الذي أبّن الشهيد (نحسبه) مثنيا على خصال الشهيد ومؤكّدا على وحدة الدّم العربي الفلسطيني التونسي الذي تجسّد في حمام الشط سنة 1985، ومعزّيا أهل الشهيد راجيا لهم الصبر ومؤكدا على أنّ قضية فلسطن هي قضية العرب الأولى وستظلّ في قلب كل تونسي!..   فالمسؤول التونسي لا يحضر عادة مثل هذه المناسبات بل يكتفي بإرسال مَن ينوب عنه من الشرطة ورجال الأمن! ما يجعل حضور السيّد المعتمد – وبقطع النّظر عن نيّته، إذ الأعمال بالنيّات – بدعة أو بادرة حسنة تذكر فتشكر، إذ لعلّ من خلالها يقع تحسّس نبض الشارع والإصغاء إليه وربّما تقع الاستجابة إلى بعض طلباته!.. فالمعتمد قد سمع في المناسبة الكثير من الشعارات التي لم تألفها أذناه من مثل « لا إله إلا الله والشهيد حبيب الله »، « الله أكبر عاصفة على أمريكا ناسفة »، « الله أكبر عاصفة على الصهيونية ناسفة »، « يا مقداد يا بطل المقاومة هي الحل »، « النار النار الدم الدم صهيوني لازم تهزم »، ما قد يجعله ينظر أو يدعو إلى النظر إلى العلاقات التونسيّة الصهيونيّة بعين غير راضيّة أو تجعله يحنّ فعلا إلى الشخصيّة التونسيّة المسلمة الأصيلة الأبيّة فيسعى أو يدعو إلى السعي إلى إحياء مقوّماتها التي أماتها في الأمّة غياب الشهادة والشهداء أو تجعله يصفو بذكر الله فيوقّر الله وينبذ فعل مَن دونه من « الجبابرة » الأذلاّء!… والمعتمد قد أدرك من خلال حضوره أنّ القتال في فلسطين جهاد مقدّس ما جعله يصرّح – دون حسابات أو بكثير من الحسابات – أنّ قضيّة فلسطين هي قضيّة العرب (ولعلّه عنى المسلمين كذلك) الأولى، ما قد يجعله يراجع أو يدعو إلى مراجعة كلّ القضايا والأحكام الثقيلة واللاّمعقولة النازلة على الكثير من شباب تونس من أمثال هشام السعدي وبلال البلدي ورياض اللواتي وقابيل الناصري وعلي القلعي وكمال بن رجب ومحمد العياري وأنيس الهذلي وأحمد القصري وجميعهم أوقفوا لمّا كانوا يستعدون للسفر إلى فلسطين للجهاد في سبيل الله ثمّ في سبيل القضيّة الأولى واتّهموا يومها بأنّهم عصابة مجرمين مفسدين حضّروا للاعتداء على الأشخاص والأملاك لغرض التخويف والترويع!…   أرجو أن يتوقّف السيّد المعتمد وغيره من المسؤولين في تونس عند هذه الكلمات الإشارات ليعلموا أنّ واجبهم الأوّل والأخير إنّما هو العمل على إرضاء تطلّعات مواطنيهم الذين انتدبوهم إلى خدمة ورعاية مصالحهم فانغمسوا بسوء فهم وببلادة في خدمة مصالحهم!… ولينتبهوا إلى أنّ إكرام الأحياء أوكد من إكرام الأموات (والشهداء أحياء)، فيعملوا على إزالة ما يمنعهم من أداء مهمّتهم وذلك بالرّجوع إلى شعبهم الأبيّ الكريم المرهق بتواجدهم، الذي صاغ تضامنه في شعار يتوجّب على المسؤولين جميعهم فقهه والعمل بمقتضاه: « أم الشهيد لاتهتمي دم مقداد هو دمّي »، حتّى لا يستهينوا بدم هشام العلايمي ورضا الحفناوي المغزاوي في الرّديّف ولا بأرواح سجناء الرأي الذين قضوا بفعل أمراض ورثوها من إهمالهم ولا بمصير الآلاف من المطالبين بحقوقهم الشرعيّة في الكلمة والتنقّل والتجوال والتجمّع واللّباس والاحتجاج البنّاء ورفض التطبيع ودرء الفساد!…   أرجو أن يكون المعتمد قد عاد من ديار السابقين تحدوه فكرة إصلاح مَن قدر عليه من اللاّحقين، وقد أيقن أنّ أهل سبيطلة والقصرين وغيرهم من سكّان تونس مستمرّون بإذن الله على درب سلفهم الصالح، المناصر للمظلوم، الآخذ على يد الظالم، المنحاز للضعيف الأوّاب، النّابذ للعُتلّ الزّنيم مخرّب المحراب!… وتحيّة في البدء والختام لأهل سبيطلة والقصرين وقفصة بكلّ مدنها وبنزرت وصفاقس وغيرها من البلاد التي بدأت تشعُر بأنّ الظلم قد تجاوز الحدّ وبدأت بذات الوقت تُشعِر بضرورة الوقوف في وجه المستبدّ!… وعاشت تونس ولاّدة للشهداء مسلمة ربّانيّة، فإنّ الشهيد لا يكون إلاّ مسلما!…         ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*): لا أدري أكان الإفراج عن مقداد ضمن إخوانه يوم 16 جويلية أم بعد ذلك، ما يجعلني غير متجاسر على تحميل السلطات التونسية تبعات كلّ هذا التأخير!…   

 

الرئيس التونسى بن على يقلد الملولى وسام الجمهورية

تونس – العرب أونلاين – وكالات : قلد الرئيس زين العابدين بن على السباح أسامة الملولى الحائز على ذهبية سباق 1500 م حرة فى دورة الألعاب الأولمبية فى بكين التى اختتمت الأحد، الصنف الأول من وسام الجمهورية. وجددالرئيس بن على حرصه على توفير كل الظروف الملائمة لمواصلة تشريف تونس فى التظاهرات الدولية المقبلة وقلد الملولى وسام الجمهورية تقديرا لتألقه الرياضى الدولى الباهر ولمثابرته على الجد والاجتهاد من أجل الفوز والتتويج ورفع راية تونس فى المحافل الدولية. كما هنأ الرئيس السباح وجدد له دعمه وتشجيعه وحرصه على توفير كل الظروف الملائمة لاستعداده الجيد للمواعيد الدولية القادمة لمواصلة تحقيق المزيد من الانتصارات وتشريف الرياضة التونسية فى التظاهرات الدولية والأولمبية القادمة. و قد جرى تكريم الملولى بحضور والديه ووزير الشباب والرياضة ورئيس اللجنة الوطنية الأولمبية التونسية.  (المصدر: موقع صحيفة « العرب » (يومية – لندن) بتاريخ 26 أوت 2008)

 

 

سفير قطر لدى تونس يتوقع مرحلة من التعاون المثمر بين البلدين الشؤون السياسية

      

تونس – 26 – 8 (كونا) – توقع سفير دولة قطر لدى تونس سعد ناصر الحميدي هنا اليوم ان تشهد العلاقات بين بلاده وتونس مرحلة من العمل والشراكة والتعاون المثمر بعد عودة السفير التونسي الى الدوحة. واضاف في تصريح لصحيفة (الصباح) التونسية ان العلاقات بين تونس وقطر « لم تتاثر بسحب السفير التونسي السابق من الدوحة على امتداد العامين الماضيين سواء من خلال زيارات الامير الى تونس ومقابلاته مع الرئيس التونسي او من خلال تبادل زيارات المسؤولين في الحكومتين ». واشار السفير القطري الى ان  » اللجنة العليا المشتركة انعقدت بالدوحة خلال فترة غياب التمثيل الدبلوماسي التونسي بقطر ». وتوقع ان يصل السفير التونسي الجديد المعين محمود القروي الى الدوحة خلال شهر سبتمبر المقبل مما سيفتح افاقا جديدة لمزيد من التعاون بين البلدين. وشدد على ان العلاقات بين تونس وقطر تمتد لعقود طويلة « اسس خلالها الجانبان لارضية تعاون وبنية قانونية متنوعة تتضمن جملة من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون في مجالات الاقتصاد والتجارة والصناعة والثقافة والاعلام والعلاقات الدبلوماسية وغيرها. واشار الى ان هذا التعاون قد جسدته وقائع عملية منها انتقال البنك التونسي القطري من بنك تنموي الى مصرف تجاري بتمويلات مشتركة يشهد توسعا لافتا للنظر واستثمار دولة قطر في مشروع نفطي ضخم بمنطقة الصخيرة التونسية « فضلا عن ارادة قائدي البلدين لتطوير مستوى التبادل التجاري لكي يعكس دفىء العلاقات الثائية ». وابرز السفير القطري بتونس الحميدي رغبة بلاده « الواضحة » فى توسيع استثماراتها بمنطقة المغرب العربي حيث تعد تونس احد ابرز البلدان استقرارا سياسيا وامنيا « وهو ما يشجع على الاستثمار بهذا البلد الشقيق ». يذكر ان تونس قد قررت مؤخرا اعادة فتح سفارتها بالدوحة وتعيين محمود القروي سفيرا جديدا لها لدى قطر عقب قرارها قبل نحو عامين بسحب سفيرها من الدوحة احتجاجا على طريقة قناة الجزيرة في تناولها وتغطيتها
للاحداث السياسية في تونس.(النهاية) ن م / ز ع ب كونا261134 جمت اغو 08
(المصدر: وكالة الأنباء الكويتية ( كونا ) بتاريخ 26 أوت 2008)  


 

اتصالات: أحدث الاحصائيات تكشف 8,12 ملايين مشترك في الهاتف الجوال فهل معنى هذا أن %80 من الشعب التونسي يملكون نقالا… أم أن هناك معطيات أخرى يجب توضيحها؟

تونس – الاسبوعي: كشفت احصائيات حديثة صادرة عن جهات رسمية أن عدد المشتركين في شبكة الهاتف الجوال بلغ إلى حدود 30 جوان المنقضي 8,12 ملايين بما مثّل تطورا بـ15% في عدد المشتركين مقارنة بنفس الفترة من السنة المنقضية حيث كان إلى حدود 30 جوان 2007 ما يناهز الـ7,08 ملايين مشترك. نفس المعطيات تحدثت عن انخفاض في نسبة تشبّع المكالمات من 16 إلى 2% خلال نفس المدة بما يعني تراجعا هاما في عدد المكالمات التي لا يمكن لأصحابها الاتصال.. وهو رقم يبقى في حاجة لتأكيد رسمي من الأطراف المعنية بمثل هذه القياسات التي عادة ما تتطلب تقنيات عالية وتجهيزات خاصة. نفس المعطيات تحدّثت عن تبادل 80 مليون ارسالية قصيرة خلال السداسي الأول من السنة الجارية مقابل 61 مليون ارسالية خلال نفس الفترة من السنة المنقضية. على مستوى ثان بلغ عدد المشتركين في شبكة الانترنيت بنظام التدفق العالي الآدي آس آل 153 ألفا إلى حدود 30 جوان المنقضي مقابل 76 ألف مشترك عند نهاية جوان …2007 وبلغ نصيب من تمتعوا بسعة تدفق تضاهي أو تفوق الـ512 كيلو بتة الـ27% في المقابل بلغ عدد المشتركين في الويماكس 700 وفي نظام V Sat 420 مشتركا. نفس المعطيات تحدّثت عن 2 مليون مبحر في الانترنيت إلى موفى جوان المنقضي مقابل 800 ألف حاسوب في البلاد… وارتفع عدد مواقع الواب إلى 6200 موقع إلى حدود نهاية جوان المنقضي مقابل 5270 موقعا خلال نهاية جوان .2007 هكذا يتضح أن عدد المشتركين في الهواتف الجوّالة بلغ ما يفوق الـ80% من تعداد الشعب التونسي لكن هل يمكن أن توضح هذه الاحصائيات يوما كم يبلغ معدّل امتلاك الفرد الواحد من خطوط… اعتقادنا أن ذلك ممكن بالاعتماد على برمجية تحسب عدد الخطوط باعتبار أرقام بطاقات التعريف الوطنية حينئذ يمكن الوصول إلى معلومات دقيقة ثم فصل هذه المعطيات عن الخطوط المملوكة من الشركات التي يمكن تحديد معدّلها وعدد خطوطها بالاعتماد على المعرّف الجبائي… فمثل هذه المعطيات يمكن أن تقدم معلومات أدق خصوصا إذا ما علمنا أن العديد من الناس يستعملون هواتفهم لمدة ثم يغيّرون الأرقام.  
 (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 25 أوت 2008)


 

من تحف صحافتنا الوطنية

 

مرّة أخرى تواصل سخافتنا المحترمة نقل الأرقام من المصادر الرسمية دون تدقيق في صحتها أو حتى إعمال العقل فيها. و هذه المرة و في خبر نقله « سيد أحمد » و نشر في المصور بتاريخ الاثنين 25 أوت 2008 عن وزارة تكنولوجيات الاتصال « حفظها الله » التي أعطت أرقاما تفيد بأن 80 بالمائة من التونسيين يمتلكون هواتف جوالة و بما أننا معتادون بهذه النسب المرتفعة التي رسختها مصداقيتنا و تعاملاتنا مع الواقع بداية من 99.99% فإن هذه النسبة جاءت منخفضة لأن هذه الوزارة لم تقم بإحصاء عدد الرضّع و الأطفال و من هم في الحضانة إضافة إلى الموتى  و الذين هم في غيبوبة سريريه و الذين يمتلكون هواتف نقّالة إلى العلم الآخر. و بناءا على هذا فقد اعتمد ناشر هذا الخبر هذه الأرقام ليستنتج « خمسة و خميس » عليه تحسن الخدمة في الشركتين المتقاسمتين لسوق الاتصالات الهاتفية. فهل يمكن لإنسان عاقل أن يصدّق أن 8 ملايين و 120 ألف ساكن من مجموع سكان البلاد التونسية ( قرابة 10 ملايين ساكن) مشتركون في شبكة الهاتف دون أن يضع في الاعتبار من يملكون أكثر من خط و أكثر من هاتف دون اعتبار الخطوط التي لم تستعمل منذ زمن من أصحابها. في الأخير نختم بشكر كاتب هذا المقال على هذا المجهود الجبار في التحليل « الله غالب هذاكة حدّ مخّو » فإلى الأمام يا صحافتنا من أجل مزيد من التعتيم الإعلامي و تحريف الحقائق. و الله يهدي ما خلق.
(المصدر : موقع كلمة الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 26 أوت 2008)


 

إهمال الإطار الطبّي يودي بحياة زوجته و وزارة الصحّة تقايضه على حقّه في تتبّع

 الصحبي صمارة صرخة استغاثة أطلقتها المرحومة جميلة بن عمر بوعزيزي في بهو قسم التوليد بالمستشفى الجهوي بسيدي بوزيد لتستحثّ الإطار الطبّي على التسريع بإجراء عملية جراحية تنقذها ولكن الصرخة لم تكتمل لتلفظ المسكينة أنفاسها في بهو المستشفى. « كلمة » التقت المواطن الهادي بن علي بوعزيزي لتعرف منه تفاصيل المأساة التي حلّت به والظروف التي أدّت إلى وفاة زوجته. إهمال ولا مبالاة يقول الهادي بوعزيزي إنّ زوجته وهي أمّ لأبنائه الثلاثة كانت تشتكي من بعض الآلام في فترة حملها للمرّة الرابعة وقد بلغ الجنين شهره الثامن فتوجّه بها إلى طبيب خاصّ قام بتشخيص حالتها فاستنتج أنّ الجنين مشوّه. وفي يوم 23 ديسمبر 2007 أكّد الطبيب نفسه لمريضته أنّ الجنين متوفّ ووجّهها إلى المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد. يوم الاثنين 24 ديسمبر توجّهت الزوجة إلى المستشفى حيث تمّ إعلامها بضرورة الانتظار إلى يوم الخميس وبالفعل تحمّلت المسكينة أوجاعها إلى يوم الخميس صباحا عندما اشتدّت بها الآلام توجّهت إلى قاعة التوليد لكنّ القابلة رفضت قبولها وأمرتها بالمغادرة. وتقول أمّ الزوج التي كانت ترافق زوجة ابنها في شهادتها التي ضمّنت في ملفّ الشكوى أنّه « يوم 27 ديسمبر 2007 في الحصّة الصباحيّة حاولت المرحومة جميلة بوعزيزي التحامل على نفسها والتوجّه من سريرها إلى قاعة التوليد وطلبت من القابلة إنقاذها من الموت ولكن القابلة المشرفة في ذلك اليوم نهرتها بقولها حرفيّا: عندي نساء قبلك ارجع أولدي في فرشك إنشاء الله تموت ». وتضيف أمّ الزوج: « لمّا وقع إرجاعها بالقوّة من غرفة التوليد همست لي المرحومة جميلة: إنّي أشتمّ رائحة كريهة جدّا في أنفي. ثمّ أوصتني على أبنائها الثلاث وسقطت ميّتة في الممرّ ما بين قاعة الولادة وقاعة النّوم ». وتؤكّد شهادة أمّ الزوج شهادة أخرى لمواطن كان يصطحب زوجته في المستشفى وشاءت الصّدفة أن يكون شاهدا على حادث الإهمال الذي انتهى بموت الزوجة حيث يقول أنّه شاهد المرأة في حالة يرثى لها وهي تتلوّى وتصيح. ويضيف أنّها « قالت للعاملات والقابلات أنّها في حالة جدّ خطيرة لكن بدون جدوى ولم تجد آذانا صاغية إلى أن سقطت أرضا واعتلاها الاصفرار في الممرّ ما بين قاعة التوليد وقاعة النوم، عندها أدركتُ أنّها فارقت الحياة وهي حامل ». اللّغز الذي غيّر وجه الحادثة يبدو من الرّوتيني الحديث عن مظاهر الإهمال في كلّ القطاعات ومن قبل جلّ المسؤولين رغم ما ينجرّ عنه من كوارث ولكنّ ما يمثّل اللغز في هذه الحادثة هو ما يحاول الزوج إثباته حول وفاة زوجته قبل أن يستخرج من بطنها الجنين المتوفّي في الوقت الذي يؤكّد فيه أنّ الإطار الطبّي بالمستشفى قام بإجراء عمليّة استخراج الجنين من بطن زوجته وهي ميّتة. وقد توجّه في هذا الصدد إلى رئيس الدولة برسالة عنوانها « إخراج ميّت من ميّت ». ويؤكّد الزوج استنادا إلى شهادة والدته وشهادة المواطن الذي أدلى بها أنّ زوجته توفّيت وفي بطنها الجنين لكنّ الإطار الطبّي أجرى لها العمليّة إثر ذلك حتّى يخفي علامات الإهمال. ويستمرّ نسق المغالطة التي قام بها المسؤولون بالمستشفى من خلال محاولة تزوير الملفّ الطبّي الذي تسلّمه من المستشفى الجهوي بسيدي بوزيد فقد تمّ تسليمه ملفّا آخر لامرأة أخرى من ولاية أخرى عوض ملفّ زوجته ويفسّر ذلك بأنّه محاولة لربح الوقت. هذا ويصرّح الزوج بأنّ طبيب الإنعاش « أقرّ بأنّ الضحيّة توفّيت والجنين لا يزال في بطنها » حيث يتناقض ذلك مع ملفّ الإطار الطبّي القائل بوفاتها أثناء العمليّة. وقد تقدّم الزوج لهذه الأسباب بداية شهر جانفي 2008 بشكوى إلى المحكمة الابتدائية بسيدي بوزيد ولكنها لم تصدر أيّ قرار. مقايضة تحت عناوين مساعدات  ويقول المواطن الهادي بوعزيزي أنّه تلقّى دعوة من وزير الصحّة حيث عرض عليه فرصة لتشغيله بمستشفى سيدي بوزيد وترسيمه فورا مقابل أن يتوقّف عن تتبّع القضيّة لكنّه رفض. كما قام أحد المسؤولين بمراسلة المعتمد الأوّل بسيدي بوزيد ليطلب منه « تمكين الهادي بوعزيزي وأبناءه الثلاثة اليتامى من سكن خاصّ نظرا إلى أنّه يقطن مع والديه ». هذه الوعود التي لم تتحقّق، والتي حاول من خلالها المسؤولون ثني المتضرّر عن سعيه لتتبّع المذنبين، لم توقفه عن المطالبة بحقّه في اللجوء إلى القضاء لكشف خبايا الإهمال الذي أودى بحياة زوجته وما تبعه من تعدّ على حرمة ميّت بإجراء عمليّة له بعد وفاته. بدايتها إهمال وختامها إهمال في نهاية المطاف ينتظر المواطن الهادي بوعزيزي من السلطات تحمّل مسؤوليتها تجاه ما تعرّض له ولكن ردّ السلطات لم يأت بعد رغم مرور أكثر من ثمانية أشهر على الحادثة. أمّا آخر علامات الإهمال واللاّمبالاة بشؤون المواطنين فهو ما تعبّر عنه بطاقة العلاج التي تمّ تجديدها من قبل الإدارة المركزيّة لمنافع التأمين على المرض والعلاقات التعاقدية حسب النظام الجديد للتأمين على المرض وذلك بتاريخ 1 جويلية 2008 إذ تمّ شطب أبنائه الثلاثة (ندى 12 سنة، رجاء 10 سنوات، مروان 5 سنوات) الموجودين في كفالته وعلى قيد الحياة من بطاقة العلاج وتسجيلُ الجنين الذي توفّي في بطن أمّه وتوفّيت أمّه معه قبل أن يولد لتصبح بطاقة العلاج خاصّة بجنين ميّت لم ير النّور.
(المصدر : موقع كلمة الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 26 أوت 2008)


 
مظاهر اجتماعية شجاعة أم وقاحة؟
بعض الشبان لهم نوع من المازوشية الخاصة جدا فهم يجدون لذّة كبرى عندما يستمعون إلى وسخ آذانهم أي عندما يسبّهم أحد حتى لو كان هذا الشخص فتاة أو امرأة والدليل هذه اللقطة التي شاهدتها منذ يومين: شابان يسيران بشارع كبير وفتاتان خارجتان من مطعم.     أحد الشابين خاطب احدى الفتاتين بكلام «حميري» (نسبة إلى الغريزة الجنسية للحمار) فأجابته بكلام أقوى من مخّه وأضافت له حركات تدل على أنه ناقص رجولة فأسرع الخطى واختفى بين زحمة الناس…! هنا أسأل: هل هي شجاعة من هذا «البليد» الذي لم يجن منها غير الذلّ و«التهنتيل»؟ أم هي وقاحة من تلك الفتاة التي ربما كان أولى بها أن تتجاهله حتى لا تنعت هي بدورها بأنها «ناقصة أنوثة» أي من ذلك «النوع» من الفتيات؟! على كل حال يبدو لي أن الاثنين في شكارة واحدة ولا ينفع فيهما، وفي مثلهما، غير البحر…!   قطيع!   أحد «بزناسة» السياحة تدبّر أمره يوم الجمعة الماضي واصطاد مجموعة من السيّاح وأدخلهم إلى مطعم. بعد ذلك خرج إلى الشارع ليخاطب أحد معارفه، ويبدو أنه صاحب نزل أو مدير، فقال له بالحرف الواحد: «عندي قطيع بعشرة… ريفلّي أمورك عاد…» والواضح أن هذا الشخص من أولئك الذين يأكلون الغلّة ويسبّون الملّة فهو بالتأكيد الرابح الأكبر في عملية الصيد هذه وبالتأكيد جنى منها «حسبة باهية» لكن عوض أن يحمد الله ويشكر فضل هؤلاء الذين «دبّر منهم خبزة» فإنه وصفهم بالقطيع والحال أن كلمة القطيع لا تطلق إلا على الحيوان من أمثال هذا «البزناس»!   «مايوهات» في المسرح!   بيدو أن بعض مظاهر التحرّر التي لا نراها عادة إلا على الشواطئ قد انتقلت إلى فضاءات أخرى على غرار فضاءات المهرجانات فقد روى لي صديق مشهدا رآه بأم عينيه إذ قال: «ذهبت، بحكم عملي، إلى مسرح قرطاج الاثري في إطار الدورة الحالية للمهرجان فرأيت العجب العجاب… بعض الفتيات كنّ يرتدين مايوهات ويبدو أنّهن جئن من البحر مباشرة إلى المسرح والغريب في الأمر أنّهن لم يجلسن «دقيقة على بعضها» بل أمضين كامل الوقت ليس في تدوير الحزام لأن الحزام ليس وحده الذي كان يدور…! وتصوروا المشهد الآخر إذ أضرب بعض الحاضرين عن مشاهدة ما يحدث فوق الركح وأصبح شغلهم الشاغل مشاهدة ما يدور بالقرب منهم ولا يجدونه إلا في بعض القنوات الإباحية…!».   دعاة في التاكسيات!!   «نغمة» جديدة أصبحت تجلب الاهتمام في بعض التاكسيات… ففي وقت سابق كنت لا أسمع في سياراتهم غير إذاعة معينة لا أريد سماعها عادة ولا تسمع منها غير الكلام السوقي المشجّع على الانحراف… أما الآن فلا تسمع في سياراتهم إلا تسجيلات لبعض الدعاة الجهلة الذين يجعلون المستمع إليهم ينفر من الدين الاسلامي ولا يرغب فيه… والغريب أن هؤلاء العباد هم أنفسهم الذين لم يكن يقنعهم داعية مهما كان… ما الذي تغيّر بين عشية وضحاها؟! الامر يستدعي المتابعة لأنه أخطر ممّا يمكن أن نتصوره… والفاهم يفهم طبعا.   1500 متر…؟   بعد فوز أسامة الملولي بذهبية 1500 متر سباحة حرّة صرنا لا نسمع في شوارعنا إلا الحديث عن تسجيل الأبناء في مسابقات 1500 متر… لكن في أي اختصاص؟! 1500 متر سباحة أم عدوا ريفيا أم 1500 متر كذبا أم قفزا عاليا أم ماذا؟! إن مشكلتنا الكبرى منذ قرون هي كثرة الكلام دون أن نحدّد الأهداف فمتى نختصر الكلام ونكثر من الأفعال؟   مزابل   تطالب البلديات المواطنين بإخراج فضلات المنازل في أوقات معينة بدعوى أن رفعها يتمّ في أوقات معينة أيضا… هذا أمر معقول طبعا ويجنّب الجميع مبدئيا تلك المناظر المكربة التي نراها عادة على الطرقات حيث تتجمع الفضلات برعاية واضحة من القطط… لكن الواقع شيء آخر ذلك أن جرارات أو شاحنات البلدية فيها من يمرّ مساء وفيها من يمرّ ليلا وفيها من يمرّ صباحا أو حتى في «غرغور القايلة»!! وطبعا صارت بعض الأحياء مزابل بأتم معنى الكلمة…!   جمال المالكي   (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي( أسبوعية- تونس ) بتاريخ 25 أوت 2008 )


 
السيارة الإدارية والنمط الاستبدادي

 لطفي حيدوري  شرعت الوزارة الأولى منذ بداية جويلية في إقامة دوريات مشتركة متكونة من مصالحها وموظفي وزارة الداخلية لمراقبة حركة السيارات الإدارية خارج التوقيت الإداري والحد من استغلالها للحساب الخاص. الإجراء في ظاهره خطوة هامة للحد من إحدى مظاهر الفساد الإداري في تونس، وإن كان هذا العنوان مغيّبا نظرا إلى أنّ الوزارات تتحدث عن خطوات « لترشيد » استهلاك وقود السيارات فحسب. لكن من وجهة أخرى تأتي هذه الخطوة لتدعم الرأي القائل إنّ الدولة الاستبدادية هي التي تدفع موظفيها لتبديد ثرواتها، رأي سبق أن عبّر عنه الخبير الاقتصادي عبد الجليل البدوي في حوار مع « كلمة » عندما عرض مقترحا للتحكم في الطاقة بالنسبة إلى الإدارة التونسية يتم من خلال تمليك السيارات الإدارية للموظفين الذين يستخدمونها عبر تسهيلات هامة، وبذلك تتخلص الدولة من عبء وصولات التزويد بالوقود ونفقات الصيانة. وأشار البدوي إلى أنّ الدولة غير مؤهلة للسير في هذا الاتجاه باعتبار أنّ النمط الاستبدادي يسعى للمحافظة على التحكم في الطبقة الإدارية وتكبيلها بالامتيازات وإدامة تبعيتها للهرم الإداري. صدقت مقولة الدكتور البدوي من خلال عملية الرقابة الجديدة فأضيفت إلى التبعية الإدارية الحلول الأمنية. بل إنّ فسادا جديدا سينشأ بالانسحاب المبكر من العمل والفوز بسيارة الملك العام.
(المصدر : موقع كلمة الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 26 أوت 2008)


 

كلمة في بلاغة بلاغات منظمة الدفاع عن المستهلك

 

في الوقت الذي كان فيه المستهلك المسكين يكاد لا يغمض له جفن من كثرة ما أرّقه التفكير في مواجهة مصاريف العودة المدرسية وشهر رمضان طالعته منظمة الدفاع عن المستهلك ببلاغ آخر من بلاغاتها التي اعتادت فيها تحميله كامل المسؤولية وكأنه المسؤول عمّا حدث وعمّا سيحدث. بلاغ لا يخلو من التهم الضمنية للمستهلك بالإفراط في الاستهلاك وبإفساد برامج الحكومة بما أنه مطالب «بالحفاظ على الموازنات العامة للبلاد ودعم الاقتصاد الوطني» داعية إياه «للمساهمة من موقعه في التصدّي للارتفاع المشطّ والمتواصل لأسعار المحروقات والمواد الغذائية الذي تشهده الأسواق العالمية وفي الحدّ من انعكاساته السلبية على الاقتصاد الوطني والصندوق العام للتعويض» هكذا إذا ومن النقيض إلى النقيض يتحوّل هذا المتهم إلى سوبرمان إذ تحمّله المنظمة مسؤوليات تتجاوز مسؤوليات أي حكومة في العالم… فهو سيتصدى نزولا عند رغبتها للارتفاع المشط للأسعار العالمية… سينزل للبورصات العالمية ويطرد المضاربين ويعدّل أسعارها بما لا ينعكس سلبا على الاقتصاد الوطني. وتواصل المنظمة تحميله المسؤوليات الجسام إذ تدعوه لضرورة تعديل استهلاك المواد الغذائية المدعّمة… وإذا ما فهمنا كلمة تعديل بالمعنى الحكومي فإنه لا يكون إلاّ ترفيعا… فهل سمعتم مرّة بلاغا صادرا عن الحكومة يتحدّث عن تعديل بمعنى التخفيض… وأسوة بالحكومة دعت المنظمة المستهلك إلى تعيين مكلّف بمهمّة في كل عائلة مهمته «ضبط الحاجيات الحقيقية للعائلة والقيام بعمليات الشراء وحفظ الخبز المجمّد في الثلاجة وحفظ الأكل الذي لا يتمّ استهلاكه في الثلاجة»… فهل سمعتم عن عائلة تترك أكلها عرضة للتلف خارج الثلاجة أو هل سمعتم بعائلة تلقي خبزا قابلا للاستهلاك في الزبالة؟.. أفلم يكن من الأفضل أن تتوجه المنظمة للحكومة لتطالبها بوضع برنامج لجودة الخبز من أن تطالب المستهلك بأن يأكل ما قد لا تأكله حتى الحيوانات. تلك هي حال منظمة الدفاع عن المستهلك التي تحمّل كل شيء للمستهلك وإليكم المزيد… ففي نفس البلاغ تدعو المستهلك إلى «تحديد حاجياته بأكثر دقّة ممكنة مع تجنب التداين والتقيّد بما تسمح به مداخيل العائلة وعدم الانسياق إلى الشهوات» أي بعبارة أوضح إلى «تحديد ميزانية محدّدة لشهر رمضان» وكلمة ميزانية تفترض توفر أرقام فهل ضمنت المنظمة للمستهلك استقرار الأسعار ليحدّد لنفسه ميزانية محددة؟ ثم أمام الارتفاع المهول للأسعار فإن اللحم والسمك والغلال أصبحت اليوم شهوات على المستهلك تبعا لتعليمات منظمته أن لا ينساق وراءها… فماذا سيأكل حيئنذ؟ وفي ختام البلاغ دعت المنظمة المستهلك إلى «التصدّي لظاهرة البيع المشروط والامتناع عن البيع وممارسة حقّه في الاختيار وانتهاج أسلوب الدفاع الذاتي عن مصالحه في كل الحالات باعتباره الطريقة المثلى للدفاع بنفسه عن حقوقه المشروعة» إذا فالمستهلك وحسب توصيات المنظمة مطالب في إطار برنامجها الرامي لتحميله كامل المسؤولية دوليا ومحليا أن يبعث لنفسه سلك أمن خاص به للدفاع عن نفسه أو أن يقوم بنفسه بهذه المهمّة «فالدفاع الذاتي» وفي لغة الفنون القتالية يعني مواجهة العدو وهزمه أي تأديب الممارسين للبيع المشروط والممتنعين عن البيع بـ«طريحة نبّاش القبور» أي أن يتحوّل كل مستهلك إلى صدّام ويواجه قوات التحالف.. وهكذا رمضان أو لا يكون! ألم أقل في نفس هذا الركن إنها «منظمة الانتفاع من المستهلك» وهاهي تضيف اليوم من خلال هذا البلاغ الذي كتبته بطريقة من يريد إرضاء الحكومة أنها «منظمة الهجوم على المستهلك» وتحميله ضمنيا المسؤولية الكاملة فيما يحدث والحمد لله أنه لم تكن لهذه المنظمة صلاحية سلطة قضائية وإلا لوضعت العشرة ملايين مستهلك خلف القضبان.   حافظ الغريبي   (المصدر: جريدة الصباح الأسبوعي التونسية بتاريخ 25 أوت 2008)

المقامة الجْريديّة( نسبة إلى عبد العزيز الجريدي)

نشرة نقّاشْ من تحف صحافتنا الوطنية الحدث وما أدراك ما الحدث، التي تعتبر من أعرق الصحف في استعمال الأساليب المبتذلة القائمة أساسا على الفضائح و إثارة الغرائز و تضليل الرأي العام بواسطة اللغة السقيمة، و التحاليل العقيمة، لتكون في الأخير »جْريدة يابسة (جريدة نخل) لصاحبها الجريدي »، ذلك المدير الهمامْ، المستخدم لدى مصالح الأمن العامْ، المحبوبِ من القيادة، لمهاراته الفذّة في الانبطاحيّة و »القْوادة »، المتصدّر عن جدارة، مركز الصدارة، في قائمة أهم المضللينَ و المضلّلاتْ، التي أصدرها المجلس الوطني للحريّاتْ، لرؤساء التحريرْ الأكثر تضليلاً، وللحقائقِ نسفًا وتبديلاً . و لأنّه يتميز ببعد النظرْ، في كشفِ مواطن الضّعفِ و الخورْ، تساعده على ذلك عقليةٌ لمّاحة، في استشراف مستقبل الأحداث على السّاحة، فانه قد خصّصََ ركنًا أسبوعيّا،ً يكشف فيه ما يراهُ سريًّا، سماّه « سرّي الحدثْ » بكسرِ السّينْ، و كان الأجدر بك يا مسكينْ، أن تأخذَ سينك و تضمّها، لأنّك لا تفرّق بين الهُرَيْرةِ و أُمِّها، أي أن تسميه سُّري الحدث « من الحبلِ السُرّي »، لأنّ ذلك يَثقلُ على النّفسِ و لا يُسرّي، فلا يصلحُ بك إلاّ « التّمقعيرْ » لما عوّدتَنا بهِ من غباءٍٍ و « تكركيرْ » و لنا أمثالٌ في هذا الرّكنِ لِأسْخفِ أخبارٍ « بأسْمجِ » تعبيرْ، و إليكمْ شَذراتٌ غبيّهْ، من هذه النّفَحاتْ الجّْريديّهْ ( نسبةً إلى عبد العزيز الجريدي التي صدرت بتاريخ 27-08-2008) : – « كلمة سامية منتظرة بمناسبة حلول شهر رمضانْ »: (هذا ما خفيَ عن العِيانْ). – « متابعة في أعلى مستوى لسيرِ الاستعداداتْ… « : (هذه هي الحقائق المخفاةْ ) – « …و البرامج الثقافيّة و الدّينيّة… »: ( يا لها من أسرارٍ في غايةِ الأهميّة) – « …و اهتمامْ »: (لا فُضَّ فوكَ يا مِقدامْ) و في الأخيرْ، فإنّ اللسان يعجزُ عن التعبيرْ، فلا غروَ في أنْ سمّيتَ جريدتكَ بـ »الحدثْ » لأنها في تعريف القانون قاصرة إلاّ في طمس الحقائق السّافرة وابتعادها عن الأحداث الجديدة، و تعويضها بأخبار تافهة، مُصاغةٍ بلغةٍ بليدة. (المصدر : موقع كلمة الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 26 أوت 2008)


 

تونس العالم.. نصف قرن من التفاعل والبناء والتميز

 

الكتاب: تونس العالم: تاريخ جديد يتشكل تأليف: محمد بشير حليم والهادى مهني الناشر: منشورات أوربيس عرض: زهير بوحرام   يمكن أن يحدث تقويم نتائج تجربة ما وجرد حساباتها فى إحدى حالتين متناقضتين؛ حالة الفشل، وتكون الغاية حينئذ الوقوف على مواضع النقص ومكامن الخلل قصد إصلاحها وتفاديها.. وحالة النجاح قصد التعرف على درجته ومقداره والوقوف على مهدّداته وبالتالى البحث عن أمثل السبل والوسائل لرفده وتحصينه من الانتكاس والتراجع. وفى كلتا الحالتين تكون عملية الالتفات إلى الماضى والتوقف عنده ومسحه بنظرة شاملة متفحصة من قبيل الفعل الإيجابى الذى يروم صاحبه أن يواجه المستقبل على قواعد راسخة، لا من قبيل السلوك الطَّلَلِى الماضوى الذى اعتاد صاحبه أن يعتاش على منجزات الماضى ومآثره متحسرا على ما فات، يائسا من الإتيان بمثله. ولعل غاية تفحّص الماضى القريب لبلد عرف التعثر فى مسيرته كما عرف النجاح، لغاية استجلاء المحاسن والمساوئ والاستفادة منها هى ما دفع علمين من أعلام الفكر العربى المعاصر فى تونس: محمد بشير حليم والهادى مهنى إلى إنجاز كتاب قيم مشترك وسماه « تونس، العالم.. تاريخ جديد يتشكل 1954-2006 » وبنياه على فكرة ابتكارية طريفة بل لعلّها غير مسبوقة تمثلت فى إنجاز قراءة لأحداث الفترة المشمولة بالدراسة والمحصورة بين التاريخين المذكورين على الصعيد التونسى متساوقة مع ما واكبها فى العالم من أحداث سياسية وثقافية علمية وأدبية.. إلخ. ولنا أن نتخيل مقدار الجهد الذى بذله المؤلفان فى جمع شتات هذا الكم الهائل من المعلومات المستمدة من مجالات متعددة ما يجعل العامل على جمعها مشتتا بين عوالم السياسة والثقافة والأدب والعلوم وسائر الفنون منقّبا فى أكوام من الوثائق حريصا على الانتقاء ومغالبة سيل عرم من المعلومات التى حتما لا يمكن لكتاب من 475 صفحة من القطع المتوسط أن يتسع لها كلها. شكليا يتركب مؤلَّف حليم ومهنى هذا، فضلا عن التوطئة من « كتابين » يعكسان المرحلتين الكبيرتين اللتين عرفتهما دولة الاستقلال فى تونس حتى سنة 2006: مرحلة التأسيس بعد التخلص من الاستعمار، ثم مرحلة التغيير المتواصلة فى البلد منذ سنة 1987. توطئة الكتاب التى تلفت الانتباه بلغتها المقتصدة فى الكلمات وغير البخيلة بالمعانى تأتى بمثابة المصباح الساطع الموجه إلى محتوى المؤلف يهدى القارئ إلى منهجه ومصادره وغايات تأليفه. فالقارئ الذى يعرف منذ التوطئة بأنه لن يكون بإزاء مؤلف فى التاريخ وإن كانت المادة المشكلة لمتنه تاريخية ولكنها مقروءة « بالأحاسيس الإيجابية »، وممزوجة أحيانا بعواطف مؤلفين لم يخفيا الدافع الوطنى وراء تأليف الكتاب الذى يعدانه هدية لتونس فى ذكرى خمسينية استقلالها.. هذا القارئ سيعلم من التوطئة أيضا « أن الهدف الأول من تجميع المعطيات هو إبراز تونس وإظهار الأسباب والطريقة التى جعلتها تبقى ذاك البلد الذى يستطاب العيش فيه على الرغم من كل الظروف الصعبة التى واجهتها على امتداد نصف قرن.. ». الكاتبان إذن ليسا محايدين، إنهما منحازان لبلدهما ساعيان فى كتابهما إلى الوقوف على مواضع الخلل فى الفترة المشمولة بالدرس قصد تفاديها، وعلى مواطن القوة ومواضع التوفيق قصد تنميتها فى بلد عرف كيف يجعل من استقلاله مكسبا حريا بالرّفد والتحصين لا مدعاة للاستكانة والارتياح إلى ما تحقق، وهذه النظرة الإيجابية هى السائدة لدى النخبة التونسية وقد عكسها المؤلفان بالقول إن « استقلالية أمة لا تقتصر على رفع كابوس الاستعمار.. توجد ألف حالة وحالة تكون فيها أو تبقى تابعا.. كما أن التخلّص من ضغط الاستعمار لا يعنى الارتقاء إلى الاستقلال.. ويبقى الأمر موكولا إلى الشعب وإلى المسؤولين فى البلد كى يكرسوا الاستقلال على أرض الواقع ». هذه النظرة الإيجابية الممهورة بالعقلانية قادت عمل المؤلفين محمد بشير حليم والهادى مهنى فى « الكتابين » المشكلين لمؤلفهما وجاء أولهما تحت عنوان « استقلال وهوية » شاملا بالتوثيق والدراسة المرحلة الأولى من عمر دولة الاستقلال فى تونس والممتدة حتى سنة 1987 مع إضافة سنتى 1954 و1955 وهما عمليا سنتا المسير نحو الاستقلال.. النظرة الإيجابية المذكورة تمثلت فى طريقة تعاطى المؤلفين مع أحداث هذه الفترة منطلقين من مسلّمة هى التثمين المطلق لمنجز الاستقلال والاعتراف التام بمن عملوا على تحقيقه وإبراز « دور أهم الفاعلين فى حركة الاستقلال الوطنى الذين كان الحبيب بورقيبة زعيمهم ».. إيجابية إذ أتاحت للمؤلفين إبراز الوجه المشرق للحدث فى سياقه التونسى والإقليمى والعالمى وفى إطاره السياسى فالثقافى وحتى الرياضى ملمين بتفاصيل دأب الدارسون على إهمالها رغم أهميتها، فإنها لم تصرفهما عن تسجيل العثرات والإتيان على ذكر المنزلقات فى الحقبة البورقيبية والتى مهدت عمليا لأن تشهد تونس فى السابع من نوفمبر 1987 تغييرا مفصليا فى تاريخها مثل منطلقا جديدا للاستقلال وفاتحة عهد سيجعل من هذا البلد الصغير محدود الموارد مضرب الأمثال فى حسن التصرف فى موارده وفى حكمة قيادته وحنكتها فى النأى به عن الهزات والعواصف العالمية التى ميزت تسعينات القرن الماضى وبدايات القرن الجديد. إن الفترة المشمولة بالدرس فى الكتاب الأول من المؤلف تاريخيا هى فترة على درجة عالية من التقلب والثراء تونسيا وعربيا وعالميا؛ فهى فترة انكفاء الاستعمار ونيل الاستقلال فى تونس وفى العديد من دول القارة والعالم وهى مغاربيا مرحلة الثورة الجزائرية التى تم تتويجها بالاستقلال، وهى عربيا مرحلة الناصرية ومطامح تأسيس دولة الوحدة، وهى عالميا مرحلة حرب فيتنام والمواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي. هذا فضلا عن الكثير الكثير من الأحداث والتطورات الفنية والعلمية والأدبية المرافقة.. كل هذا يكاد يكون معروفا لدى الجميع.. ولكن الاستثنائى حقا أن يكون له صدى فى المؤلف الذى بين أيدينا دون إهمال لأى جزئية مهمة ومن غير أن يمثل ذلك إثقالا لكاهل الكتاب، ودون سقوط فى الإطالة، ومن ثم فإن القدرة على الاختصار والتكثيف تمثل بالفعل سمة بارزة فى كتاب « تونس، والعالم.. تاريخ جديد يتشكل ». الأحداث فى هذا الجزء ظلت تنبنى وتتصاعد فى اتجاه حدث عظيم فى تاريخ تونس متمثل فى تغيير السابع من نوفمبر 1987 الذى مثل- كما أشرنا سابقا- فاتحة عهد جديد أفرد له المؤلفان كتابا ثانيا فى مؤلفهما أسمياه « انفتاح وسيادة »، وهو اختيار للعنوان وليد تفكير عميق، دون شك، ذلك أن الدارس لهذه المرحلة من تاريخ تونس فى إطاره العالمى تزدحم العناوين فى مخيلته إذ أن المرحلة التى دشنها الرئيس زين العابدين بن على فجر السابع من نوفمبر 1987 ببيانه الشهير ستكون مرحلة الإنقاذ والتغيير والديمقراطية ورفد حقوق الإنسان وملامسة العالمية بمبادرات ريادية وإنجاز نموذج متفرد فى التنمية والمؤالفة فيها بين الاقتصادى والاجتماعى والسياسى ومقاومة التهميش والتصدى للإرهاب فى جذوره ومنابته، إلى غير ذلك من العناوين التى تتداعى فى ذهن الدارس، غير أن مؤلفى « تونس العالم.. تاريخ جديد يتشكل » آثرا أن يتخذا لهذا الجزء من مؤلفهما عنوانا من لفظتين جامعتين لمختلف المعانى السابقة: انفتاح فى معنى التفتح على رغبات شعب ومطامحه وآماله، وفى معنى التفتح على سمات ومتطلبات مرحلة عالمية جديدة تصاعدت فيها أصوات المطالبة بمزيد التحرير والدمقرطة، وسيادة فى معنى امتلاك أسباب القوة الكفيلة بحماية استقلال القرار الوطنى وجعل البلد صوتا مسموعا فى المحافل الدولية ورقما مهما فى المعادلة العالمية وهو ما تجسد فعلا فى عهد التغيير بقيادة الرئيس بن على ومثلت وقائع وأحداث جاء المؤلفان على ذكر الكثير منها شواهد ساطعة عليه. إن كتاب محمد بشير حليم والهادى مهنى إذ مثل فى أحد وجوهه عملا تأريخيا توثيقيا لجهة إلمامه تقريبا بكل الأحداث المهمة سياسية وثقافية وأدبية وعلمية وحتى رياضية أحيانا لم يقع فى السرد الممل، فالتعاطى مع الحدث كان على سبيل القراءة لا مجرد الذكر ومن ثم نجاح المؤلفين دائما فى إيجاد الخيط الرابط بين الأحداث التى تنطلق دائما من تونس وتتوسع لتشمل العالم فى وفاء تام لعنوان المؤلف بحيث غدت تونس محورا تدور حوله الأحداث وتتفاعل وهو أمر طبيعى فى مؤلَّف دافعُ واضعيه المعلن وطنى بالدرجة الأولى.. وطنية لم تمنع من التعاطى مع بعض الأحداث بما تتطلبه طبيعتها من حيادية علمية مع الاحتفاظ بحق إبداء الرأى فى الأحداث الوطنية ونقدها وتقويمها بعيدا عما شاع فى الأدبيات السياسية العربية من تعاط حماسى ساخن فى دراسة الفترات السابقة من التجارب السياسية.. تعاط اعتاد اتخاذ موقف سلبى من السابق يقتضى جَبَّه كاملا والبناء على أنقاضه بدل البناء على أساسه وهو ما نأى عنه المؤلفان معتمدين مقاربة ناقدة فى هدوء تام لكل ما هو سلبى فى مرحلة سياسية سابقة من تاريخ تونس المعاصر ومثمّن لكل ما هو إيجابى فيها. تفاصيل كثيرة تعطى كتاب « تونس، العالم.. تاريخ جديد يتشكل » قيمة عالية من بينها لغته المقتصدة فى الملفوظ وغير المتقشفة فى المعانى والصارمة علميا أحيانا، ولكن غير البخيلة أدبيا وفنيا وجماليا، كما أن حسن اختيار بعض شواهد المنطلق المرافقة لعناوين نصوص الكتاب وتنويع مصادرها من السياسى إلى الفلسفى إلى الأدبى إلى الفنى كان بمثابة المفتحات الخفيفة للقراءة فى كتاب مثّل بالفعل طبقا ثريا دسما يغنى ويسمن علميا وثقافيا دون أن يكون عسير الهضم على طبقات مختلفة من القرّاء.. إنه كتاب لم يمثل درسا يُملى بقدر ما مثّل وعيا دعا صاحباه قرّاءهما إلى تقاسمه.. ولا نخال إلا أنهما نجحا فى ذلك أيّما نجاح.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – بريطانيا) بتاريخ 25 أوت 2008)


لماذا لا تكرم السلط المحلية الأستاذ العلّامة الدكتور محمد حسين فنطر رئيس لجنة التربية والثقافة والاعلام والشباب بمجلس المستشارين للمرّة  الثانية؟؟؟

 

مراد رقية
لقد دأبت السلط المحلية على التنكر لمبدعي ومثقفي قصرهلال المقيمين منهم وغير المقيمين تأكيدا منها على احتقارها وامتهانها للكفاءات وابداعاتهم حتى المكرمة دوليا كما هو الحال للأستاذ الدكتور محمد حسين فنطر الابن بار لقصرهلال وشيخ المثقفين والجامعيين بها؟؟؟ لقد تولى العلامة الدكتور الأستاذ محمد حسين فنطر عديد الخطط التدريسية ضمن الجامعة التونسية،ثم انتدب لتولي عديد المهام الادارية صلب وزارة الثقافة مثل خطة الادارة العامة لمعهد الآثار والفنون،ثم معهد التراث،ورئيسا لدائرة المتاحف ولعل آخر وأبرز الخطط التي تولاها خطة متولي كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان ويعتبر العلّامة الدكتور من أشد الغيورين على مدينة قصرهلال مسقط رأسه ومن أوكد الحريصين على متابعة أوضاعها عن قرب وعن بعد من خلال الزيارات المتعددة والندوات العلمية المنظمة بها قبل وبعد توليه لكرسي بن علي حول تاريخ المدينة وتراثها وترأسه ل »جمعية أحباء متحف قصرهلال »وخاصة لمشاركته المتميزة في مؤلف »هذه قصرهلال »الذي أنجزته بلدية قصرهلال خلال الدورة التي تولى رئاستها الصناعي عبد العزيز الدهماني؟؟؟ ولعل من أبرز مظاهر تنكر السلط المحلية للعلامة الدكتور،الخبير الدولي في الآثار والفنون،عضو لجنة اليونسكو للحفاظ على التراث محمد حسين فنطر عدم تكريمه عند توليه مهام كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان،وكذلك توليه مهمة رئاسة لجنة التربية والثقافة والاعلام والشباب لمرّة أولى،ثم لمرّة ثانية مؤخرا بعد التجديد النصفي لأعضاء مجلس المستشارين.وقد كانت للعلّامة الفاضل خلال توليه لهذه الملفات الشائكة وهي التربية والثقافة والاعلام والشباب والاستراتيجية أيضا متابعة لصيقة ومتميزة لأوضاع مدينته ومسقط راسه قصرهلال المقاطعة من قبل كل المسؤولين الوطنيين وخاصة منها وزير الثقافة والمحافظة على التراث الأستاذ محمد العزيز بن عاشور الحريص على تنفيذ الحجر الصحي الثقافي والتراثي على المدينة،متابعة لصيقة ترجمت على أرض الواقع انجازات متلاحقة تراوحت بين المدارس والمعاهد ودور الثقافة ودور الشباب وانجاز متحف قصرهلال الذي يتدافع الهلاليون والسياح على السواء لزيارته؟؟؟ فكان مثال الوطني الغيور الواجب تكريمه واكرامه منذ زمن ولكن السلط المحلية لم تسع البتة ولأسباب لا تعلمها الا هي لحرمان ابن قصرهلال البار ذي الحضور المتميز ،الحاصل على عديد الأوسمة داخليا وخارجيا،حرمانه من التكريم الذي يستحقه بعد الرتل المتميز من الانجازات الذي تحقق للمدينة خلال توليه لهذه الخطط المتميزة من الادارة العامة لمعهد التراث الى تولي مسؤولية كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان وعضوية لجنة حماية التراث التابعة لليونسكو،وخاصة رئاسة اللجنة الرباعية الدفع داخل مجلس المستشارين لدورتين متلاحقتين،فمتى تقتنع هذه السلط بوجوب تكريم رجالات ورموز قصرهلال المتفانين في خدمتها بالليل والنهار،وفي الوقوف على حاجياتها دون أن تنبس ببنت شفة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

هل نحن أمة وسط ؟

 

 د. رفيق حبيب   عندما نسأل عن هوية الأمة العربية والإسلامية يكون السؤال عن طبيعة هذه الهوية وما يميزها؛ مما يصل بنا إلى معرفة الأسس التي قامت عليها الحضارة الإسلامية، والقواعد الحاكمة لها، والنظام العام الذي يترجم قيمها الحضارية في الحياة، وسؤال الهوية ليس سؤالا نظريا، بل سؤالا عن الحاضر والماضي والمستقبل؛ لأنه ببساطة سؤال عن الطريق التي يجب أن نسلكها حتى نحقق الحياة التي تناسبنا وترضينا، وتحقق ما نتمناه لمستقبلنا، فإذا عرفنا الأسس التي تقوم عليها حياتنا المعاصرة، والتي قام عليها تاريخنا الحضاري، تمكنا من معرفة أفضل طريق لتحقيق مستقبل ناهض للأمة.   سؤال الهوية.. متى وماذا؟ وسؤال الهوية يظهر في لحظات الضعف والتراجع الحضاري، وفي اللحظات التي تواجه فيها الأمة تحديات خارجية تتمثل في العدوان الخارجي، وتحديات داخلية تتمثل في الاستبداد والفساد، والتحلل الداخلي، والتفكك، والفتن والحروب الأهلية، وعندما تمر الأمة بأزمة يصبح سؤال الهوية هو محاولة لإعادة تعريف الذات؛ حتى يتم بناء الذات الحضارية للأمة من جديد، وبالتالي تدخل الأمة في مرحلة جديدة من النهوض والتقدم، وعندما يظهر سؤال الهوية في لحظة الضعف تتميز الإجابات بحالة صراع داخلي، وصراع مع القوى المهيمنة والأنظمة الحاكمة، أي تتميز محاولة الإجابة بصراع مع الوضع القائم؛ لأن محاولة إعادة اكتشاف الهوية هي محاولة لتغيير الواقع الراهن، مما يجعلها حالة نضال ضد كل القوى التي تسيطر على هذا الواقع، وتحاول الحفاظ عليه ومنع كل محاولات تغييره. سؤال الهوية أيضا يكون في لحظات القوة مجرد تحصيل حاصل؛ فالهوية معروفة ومطبقة ومتجسدة في واقع معاش، أما في لحظات الضعف والتراجع الحضاري فيكون الواقع المعاش ممثلا لحالة اضطراب واضح في إدراك الأمة لهويتها؛ يظهر هذا في حالات تفتيت الهوية والتي تظهر لدى بعض الجماعات، وهي محاولات للخروج من الهوية الجامعة، ويظهر هذا فيما تتعرض له الأمة من محاولات للهيمنة الحضارية الخارجية، أي محاولات التغريب، مما يؤدي إلى حالة اضطراب في وعي الأمة بذاتها. وإذا أردنا معرفة هوية الأمة فإنه يكون علينا النظر إلى الأمة نفسها، فمهما كانت درجة التراجع الحضاري، أو الضعف الداخلي، أو اضطراب القيم، فسنجد قيما أساسية تمثل المثل الأعلى للأمة، وهي قيم وجدت في الماضي، وما زالت توجد في الحاضر، رغم عدم الالتزام الكامل بها، ورغم أنها لا تتحقق على أرض الواقع بوصفها قيما عليا حاكمة؛ فنحن لا نبحث عن هوية نستمدها من التاريخ ثم نعيد إنتاجها، ولكن نبحث عن هوية الأمة في وعيها الجمعي، ثم نعيد دورها وتأثيرها؛ لتصبح المنظم الأساسي للحياة، وتصبح المحرك الأساسي لفعل النهضة. بهذا المعنى نرى أننا كأي شعب من الشعوب أو أمة من الأمم، نملك حضارة تميزنا، ولها خصائصها الأساسية والتي نكتسب منها هويتنا، ويتحدد من خلالها تعريفنا، وفي تصورنا يمكن تعريف الحضارات من خلال نظام القيم، أي مجموعة القيم الأساسية التي تمثل الحكم الأعلى المنظم لسلوك الناس ولقواعد الاجتماع البشري، وللنظام السياسي، ولقواعد النهوض والتقدم، وتلك القيم تميز بين حضارة وأخرى؛ حيث تختلف أولوية كل قيمة، ومعناها، ودلالتها، وكيفية تطبيقها في الحياة بين الحضارات. والتصور الذي نطرحه هو أننا أمة الوسط، وأننا ننتمي لحضارة الوسط، ونعني بهذا أن الحضارة التي ننتمي لها تتميز بعدد من القواعد والقيم تجعلها تمثل نموذجا حضاريا له خصائص تجعله نموذج الوسط الحضاري، عندما يقارن بنماذج حضارية أخرى؛ فنحن نمثل الوسط الحضاري في التاريخ البشري للحضارات، وتلك الخاصية، والتي لا نرى أنها تفضيل لنا عن غيرنا، تمثل حجر الزاوية في فهم هويتنا الحضارية، ذلك الفهم الضروري لتحريك فعل النهضة في حياتنا.. قصدنا من هذا القول (أن الحضارة الإسلامية هي حضارة الوسط، وأن كل المنتمين للأمة الإسلامية ينتمون لتلك الحضارة، وأن كل الثقافات والهويات الفرعية، وكل ما أقامته من حضارات عبر التاريخ تنتمي في مجملها إلى حضارة الوسط). نقصد من هذا مثلا أن الهوية المصرية وكل تراثها الحضاري هي جزء من الهوية العربية، والأخيرة جزء من الهوية الإسلامية؛ لأنها كلها قامت على منظومة قيم الوسط؛ بوصفها واحدة من الاتجاهات الحضارية في التاريخ البشري. فهل نحن بالفعل أمة الوسط؟ وهل كنا وما زلنا أمة الوسط؟ هذا هو السؤال. والسؤال له أكثر من جانب؛ فهو يدور حول مدى صحة اعتبار منظومة القيم الحضارية التي ننتمي لها بأنها قيم الوسط، وما معنى ذلك، والشق الآخر من السؤال يدور حول استمرار الأمة في الانتماء لتلك المنظومة من القيم، في الماضي والحاضر؛ لدرجة تجعلها هوية الأمة في مستقبلها القادم.   الوسط الجغرافي من الجوانب المهمة في فهم الانتماء الحضاري، تلك المتعلقة بخريطة الحضارة عبر تاريخها، والناظر إلى خريطة الأمة الإسلامية سيجد أنها تواجدت في وسط العالم، ومثلت خطا بين شماله وجنوبه، وخطا بين غربه وشرقه، وأنها وجدت في منطقة ذات سمات جغرافية متعددة، ولكن الجزء الأكبر منها مثل مناطق معتدلة جغرافيا، فالحيز الجغرافي للبلاد المنتمية للحضارة الإسلامية وقع في المنطقة المتوسطة جغرافيا، والتي تمثل مركز العالم القديم، والذي تميزت بالصحراء، ثم نجد تمددا وتنوعا؛ بحيث يظهر أن منطقة العالم الإسلامي تمر بمناطق حارة دون الأكثر حرارة، ومناطق باردة دون الأكثر برودة، ومناطق جبال وهضاب وغابات، ولا تصل إلى أكثر المناطق تميزا بهذه الخصائص. نقصد من هذا أن المنطقة التي قامت عليها الحضارة الإسلامية لها بعض الخصائص الجغرافية التي تميزها عن غيرها من المناطق التي قامت عليها حضارات أخرى؛ ولهذا نفترض أن منطقتنا العربية الإسلامية كانت المنطقة الأنسب لتحقق حضارة الوسط، وأن الطبيعة الجغرافية ساهمت في تأسس تلك الحضارة وتحققها على الأرض، وأن الطبيعة الجغرافية لهذه المنطقة توافقت مع طبيعة حضارة الوسط وقيمها الأساسية، فأصبحت أفضل نطاق جغرافي لنمو حضارة الوسط، ويقوم هذا التصور على تأثر الإنسان بالطبيعة الجغرافية، والتي تؤثر على طبيعة الحياة وكيفية التعامل معها، ولكن هذا الوسط الجغرافي لم يكن كافيا لقيام حضارة الوسط؛ فمنطقة الوسط الجغرافي -وفي قلبها العالم القديم- كانت المنطقة المؤهلة لقيام حضارة الوسط، والتي لم تقم وتكتمل شروطها إلا عندما جاءت الرسالات السماوية لتلك المنطقة، فجعلتها بحق موطن ميلاد حضارة الوسط.   الدين والحضارة كان للرسالات السماوية التي نزلت في المنطقة العربية أساسا -ونعني بها اليهودية والمسيحية والإسلام- دور في تشكيل مآل حضارة المنطقة، والرسالات السماوية لم تأت لتشكيل طابع حضاري مناقض للطابع السائد لدى الناس، قدر ما جاءت لتهذيب النمط الحضاري السائد، من خلال تحديد مساحة المسموح والمرفوض، أي الحلال والحرام، ومن خلال التحريم تم وضع حدود لسلوك الفرد، وبالتالي الجماعة، حتى تحمي الإنسان من نفسه، وتحمي المجتمع من تعدي بعض الأفراد عليه؛ فكانت فحوى الرسالة السماوية -في مجال الحياة والسلوك- هي منع الإنسان من الشر وتوجيهه للخير. وبهذا التهذيب للحضارة تم وضع قواعد تسمح للإنسان أن يحقق كيانه وفطرته التي خلق عليها، وتحميه من تشويه صورته وحياته وحياة الكون نفسه، وبهذا يكون الدين قد مثل الحكم الأعلى المنظم للحضارة، فأصبحت حضارة المنطقة -أي حضارة الوسط- تقوم على قواعد لتحقيق إنسانية الإنسان، أي تحقيق التوازن بين حاجات الإنسان ومتطلباته، وبين عمل الإنسان لتحقيق الأفضل والأكمل، وبهذا توجه إنسان المنطقة نحو مثال يحقق تكامله الإنساني، وتوازنه الداخلي، فتتحقق فطرته السليمة، والتي تقوم على تحقيق مصالحه في الحياة في إطار قيم عليا توجهه نحو المعنى الأعلى والأسمى للإنسانية. تلك الصورة تقدم لنا كيف يمكن للإنسان تحقيق الحياة الكريمة، وهي الحياة التي يجد فيها تلبية لحاجاته ومتطلباته المادية والنفسية، كما يجد فيها إشباعا لنزوع الإنسان نحو الخير، فيصبح مثلا الدافع لتحسين حياة الفرد، مرتبطا بقدر ما يقوم به من خير تجاه المجتمع، ومرتبطا بقدر حفاظه على المصلحة العامة، وعدم تعديه على حقوق الآخرين، ومرتبطا أيضا بقدرته على الالتزام بالقواعد الأخلاقية في عمله وكسبه وكل تصرفاته، وهنا يصبح التنافس في العمل مثلا لا يقوم على الاستغلال والسيطرة والاحتكار، ولا يقوم على إلحاق الضرر بالآخرين، بل تصبح شرعية ما يحققه الفرد لنفسه من حياة أفضل ترتبط بمدى التزامه بالقيم والقواعد الأخلاقية التي حددها الدين، وهنا تظهر مفاهيم مثل الكرامة، والشرف، والأمانة؛ لتصبح هي المحدد للإطار المسموح فيه للفرد تحقيق مصالحه الخاصة، ما دام قد التزم بالقواعد العامة المتفق عليها. بهذا وضع الدين قواعد حكمت حضارة المنطقة العربية والإسلامية، وهي قواعد تهدف لتحقيق التوازن الإنساني الداخلي بين متطلبات الحياة المادية ومتطلبات الحياة الروحية، أي السمو الإنساني، وهي أيضا قواعد تحقق للإنسان التكامل الداخلي، بين عقله وروحه ووجدانه وجسده، فيصبح إنسانا كاملا يحقق رفاهيته من خلال توجهه نحو الكمال.   دين ودنيا لهذا أصبحت الأمة العربية والإسلامية هي أمة الوسط، وهي ليست أمة وسط بين نقيضين كما يتصور البعض، ولكنها أمة الوسط بمعنى العدل والاعتدال، وبمعنى التكامل والتوازن، فإنسان حضارة الوسط مكلف بالعمران، والعمل، والسعي للرزق، وتحصيل العلم، وفي نفس الوقت مكلف بالحفاظ على حقوق الآخرين، والعمل من أجل مساعدة المحتاجين، ومطالب بعدم التعدي على حقوق الغير، وعدم تحصيل نفع على حساب الغير، وبهذا يكون طريق العدل والاعتدال إطارا حاكما لحياة الإنسان في حضارة الوسط، وتكون حياته موجهة لتحقيق فطرته، وهي توازنه الداخلي، وتكامله، وتوجهه نحو الكمال. هنا أصبح الجسد والروح كيانا واحدا لا تعارض بينهما، أي أصبح الدين والدنيا معا حياة واحدة متكاملة لا تعارض بينها، وأصبحت احتياجات الروح واحتياجات الجسد -كل منهما- متجانسة، ومتسقة، وغير متعارضة، ومتكاملة، لهذا ليس صحيحا أن حضارة الوسط هي نقطة بين نقطتين، بل هي الأصل الإنساني كما نفهمه من خلال رؤيتنا الحضارية والدينية؛ فالإنسان كما نفهمه، هو كل واحد يتوحد ويتكامل على قاعدة الخير والتوجه للأفضل والأكمل؛ لذلك نقول: إن حضارة الوسط هي حضارة الإنسان المتكامل، أو حضارة الفطرة، أي حضارة الكل الإنساني بكل مكوناته الروحية والجسدية، أي المادية والمعنوية، وهذا أهم ما يميز مفهوم الوسط الحضاري، فهو يلغي الثنائيات التي تعرفها حضارات أخرى، ويحل بدلا منها مكون واحد متكامل؛ بحيث نستطيع القول إن الإنسان هو مركز فكرة الوسط الحضاري، أما في الحضارات الأخرى فنجد غلبة للجانب المادي أو المعنوي للإنسان على حساب الجوانب الأخرى، كما نلاحظ الكثير من الثنائيات في النماذج الحضارية الأخرى والتي تتعامل مع هذه الثنائيات بوصفها متناقضة، وتحاول حسم الخلاف بينها، وفي كثير من الأحيان يتم ذلك بتغليب طرف على آخر. نخلص من هذا أن حضارة الوسط تقوم على كل متكامل من الدين والدنيا؛ حيث الدين يحدد القواعد، والأحكام، والقيم العليا، والتي من خلالها يحقق الإنسان مصالحه الدنيوية؛ فتحميه قواعد الدين من تدمير نفسه، أو مجتمعه، أو البيئة، أو المخلوقات الأخرى، وتتيح له تحقيق مصالحه الدنيوية، ولكن في نسق متوازن، وهذا هو جوهر حضارة الوسط، وأمة الوسط.   هل كنا ومازلنا أمة الوسط؟ نعم كنا أمة الوسط؛ الأمة التي التزمت بالرسالات السماوية، وأصبحت الحاضن الأساسي لها، والأمة التي قامت على تحقيق رسالة الدين في الحياة، ولكن -ككل أمة أو شعب- مرت أمتنا بمراحل اختلف فيها مدى قدرتها على تحقيق مثلها الأعلى؛ فالأمة العربية والإسلامية حققت في العديد من المراحل النموذج الذي تسعى له، وهو التكامل بين الدنيا والدين، والتوازن بين الروح والجسد، ولكن الأمة مرت أيضا بمراحل للإخفاق التاريخي والحضاري، والذي يتمثل في الخروج عن تكاملية الدين والدنيا، والبعد عن التوازن بين الروح والجسد، وهو ما يظهر في نزعة روحية انعزالية، أو بعد عن الإطار الديني في الحياة. نقصد من هذا أننا أمة الوسط؛ الأمة التي تتحقق تاريخيا وحضاريا، وبالتالي تنهض وتتقدم، من خلال التوازن والتكامل الإنساني، والذي يتيح للإنسان والمجتمع والأمة إشباع كل الحاجات الإنسانية، دون تغليب جانب على آخر، من خلال الالتزام بالقواعد والقيم والأحكام الدينية؛ لهذا نرى أن وسطية الأمة لم تتحقق في كل لحظة، بل تحققت في لحظات النهوض، وتراجعت نسبيا في فترات التراجع أو التردي الحضاري، وفي اللحظة الراهنة نتصور أن الأمة تحاول استعادة قدرتها على تحقيق نفسها، من خلال عملية الإحياء الديني والحضاري، وإحياء الهوية، ولهذا نصبح في لحظة تدافع نحو الذات الحضارية للأمة، فإذا تحققت ذاتنا الوسطية مرة أخرى كان ذلك عنوانا لقدرتنا على النهوض من جديد.   تنوع في الوحدة حتى نستطيع تحديد بعض الخصائص التي تميز حضارة الوسط عن غيرها من الحضارات، علينا النظر لفكرة الثابت والمتغير في الحضارة، أي الجوانب الثابتة التي تمثل أساس تميز الحضارة، والتي يفترض تواصلها عبر تاريخ تلك الحضارة، والجوانب المتغيرة فيها، والتي تميز مكانا عن آخر، وتميز زمانا عن آخر، وفي حضارة الوسط سنجد أن الثابت هو بالفعل ثابت ومطلق في نفس الوقت، وهو أيضا مقدس وإلهي، ولهذا تتميز حضارة الوسط بمساحة محددة من الثوابت، ولكنها مقدسة وغير قابلة للتغيير، وهذه الثوابت هي الثوابت الدينية، أما ما عدا ذلك فيمثل مساحة الاختلاف والتنوع، ونتصور أن مساحة الاختلاف والتنوع كبيرة، ولكنها تقع داخل دائرة الثوابت المقدسة، وبالتالي فهي تمثل تنوعا في إطار الوحدة، ويضاف للثوابت الدينية الطابع الحضاري المميز للحضارة الإسلامية، والذي يتمثل في بعض الخصائص الحضارية الأساسية، مثل الطابع الجماعي والأسري، والتي تأكدت واستمرت من خلال تزاوجها وارتباطها مع الثوابت الدينية. وهذا يختلف عن حضارات أخرى؛ حيث يكون الثابت فيها بشريا، أي قيم من وضع البشر، ولذلك يتم تأكيد هذا الثابت من خلال القوانين والنظم، حتى لا يتم الخروج عنها، وهنا تضيق مساحة الاختلاف والتنوع في المجال العام، وهذا النمط يغلب عليه التنميط، والمقصود منه وضع شروط تفصيلية للمواطن المنتمي لحضارة ما، حتى لا يحدث خروج عنها، أما في حضارة الوسط فلا حاجة لعملية التنميط؛ لأن إنسان هذه الحضارة يلتزم بالمقدس الديني والحضاري، ويتاح له التنوع والاختلاف داخل إطار هذا المقدس؛ فتماسك الثابت الحضاري في حضارة الوسط ينتج من أنه يمثل حكما إلهيا مفارقا للبشر، يسمح بدرجة أكبر من التنوع والاختلاف، ولهذا شملت حضارة الوسط ثقافات وحضارات فرعية، وقوميات مختلفة، وهو أمر مهم؛ لأنه يعني أن المصري ينتمي لحضارته المصرية، بجانب انتمائه لحضارة الوسط، أي الحضارة العربية والإسلامية؛ لأن الحضارة المصرية تقوم على المقدس الديني بوصفه المنظم الأعلى، والحضارة الإسلامية تقوم على نفس هذا المقدس، والأديان السماوية حددت إطارا للقيم العليا التي تنظم الحياة، وأصبحت تلك القيم العليا الدينية، بمثابة الإطار الجامع للمسلم والمسيحي واليهودي، وبهذا تكون الحضارة المصرية هي فرع وأصل من أصول الحضارة الإسلامية؛ فهي فرع لأنها واحدة من مكونات تلك الحضارة، وهي أصل لأنها تمثل تاريخيا واحدة من جذور هذه الحضارة. وهنا يظهر جوهر حضارة الوسط، فهو يبني على القيمة الدينية، والتي تنظم الحياة على قاعدة الخير، وتجعل الإنسان وحدة واحدة، تقوم على الروح والضمير، وتنظم الجانب المادي والجسدي من خلالهما؛ لتحقق التوازن الإنساني الداخلي، والتكامل الداخلي للفرد والمجتمع والجماعة والأمة، وبهذه القاعدة تتحدد ثوابت أمة الوسط، وبداخلها وفي إطارها تتعدد التيارات والقوميات والعقائد.   رسالة الوسط نفهم من هذا التصور أن حضارة الوسط لها ما يميزها، ولذلك يكون لها رسالتها في التاريخ الإنساني، ورسالة حضارة الوسط تتركز في تحقيق التوازن والتكامل الإنساني من خلال تحكيم الرسالة السماوية بوصفها المنظم والحكم الأعلى، وبهذا تكون رسالة حضارة الوسط هي دعوة لجعل القيمة الدينية هي الحكم الأساسي؛ فحضارة الوسط، وأمة الوسط هي المكلفة بدعوة البشرية لجعل الدين هو المنظم الأعلى للحياة، وهي المنوط بها مواجهة كل محاولات تحييد الدين، أو العداء له؛ فعلى أمة الوسط الوقوف ضد محاولات عزل الدين عن الحياة، وعن السياسة والدولة، وعن النظام العام والمجال العام، أي عليها الوقوف في وجه العلمانية أي الدنيوية والتي تقوم على فصل الدين عن المجال العام، وتحكيم العقل البشري فقط، وعلى أمة الوسط الوقوف ضد أي حرب على الدين، وضد الأنظمة التي تحارب الدين، من خلال دعوة البشرية للاحتكام للدين السماوي؛ لأنه المنظم الأعلى المطلق، والوحيد القادر على حفظ التوازن البشري، وتوازن الخير مع الحاجات المادية، وتهذيب الطبيعة البشرية؛ حتى لا تحطم نفسها أو عالمها وبيئتها. وهنا نقول: إن رسالة الأمة الإسلامية لا تتوقف عند الدعوة للإسلام، ولكنها تمتد لدعوة غير المسلم، أي المسيحي واليهودي للالتزام بشريعته، فإذا كانت الدعوة الدينية الإسلامية هي دعوة لعقيدة الإسلام، فإن الدعوة الحضارية الإسلامية هي دعوة لكل أصحاب الأديان السماوية، أي المسلم والمسيحي واليهودي، للتمسك بدينهم وعقيدتهم وشريعتهم. ————————————————–   كاتب وباحث مصري مهتم بالشئون الإسلامية   (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 24 أوت 2008)  

 

السبيل أونلاين بسم الله الرحمن الرحيم مراجعات في مناهج التغيير- الجزء الثاني (منهج الإرهاب أنموذجا)

 د/ بشير عبد العالي أسباب اللجوء إلى العنف وسيلة للتغيير: إن التطرف لا يأتِ اعتباطًا ولا ينشأ جزافًا بل له أسبابه ودواعيه، ومعرفة السبب غاية في الأهمية ذلك لأن معرفة السبب تحدد نوع العلاج وصفة الدواء، فلا علاج إلا بعد تشخيص، ولا تشخيص إلا ببيان السبب أو الأسباب، فما إذن هذه الأسباب والبواعث التي أدت إلى هذا الفكر(1) و يرى الأستاذ صالح بن غانم أن أسباب نشأة هذا الفكر متعددة ومتنوعة، فقد يكون مرجع هذا الفكر أسبابًا فكرية أو نفسية أو سياسية أو اجتماعية كما قد يكون الباعث عليه دوافع اقتصادية وتربوية. . أي أن الأسباب متشابكة ومتداخلة، حيث الظاهرة التي أمامنا ظاهرة مركبة معقدة وأسبابها كثيرة ومتداخلة (2) ومن تلكم الأسباب الآتي: أولا: الأسباب السياسية: منها ما يتعلق بالراعي، ومنها ما يتعلق بالرعية، ومنها ما هو خارجي، أما الذي يتعلق بالراعي فمنها: 1) البعد عن تطبيق القواعد المتوافقة مع الشريعة الإسلامية في شئون الحياة كلها واعتماد على مصادر مغايرة لمصادر الشريعة الإسلامية في التحاكم إليها. 2) الإحباط السياسي:حيث كثيرًا من البلدان العربية والإسلامية لم تكتف بتهميش الجماعات الإسلامية وعدم الاكتراث لها، بل وقفت في وجهها، وتصدت لقياداتها، وحاصرت نشاطها، حتى في بعض البلدان التي تدعي الديمقراطية وحرية الرأي، فإن هذه الأمور إذا جاءت في صالح تيار إسلامي، أو جماعة إصلاحية فسرعان ما يتحول الأمر إلى المنع والقمع والتصدي والتحدي مهما كانت الجماعة معتدلة، والتيار متسامحًا، وهذا من شأنه أن يولد المنظمات السرية، والتوجهات المناهضة، وردود الأفعال الغاضبة … وذلك ما تمثل واقعًا حيًا مشاهدًا في كثير من البلدان . 3) إهمال الرعية أو التقصير في أمورهم وما يصلحهم: إذ الواجب على من ولي أمرًا من أمور المسلمين أن يقوم بما أمره الله به بأداء الأمانة، وحفظ الديانة، والنصح للأمة والصدق مع الرعية، وتلمس حاجات الناس، وتحقيق الحياة الكريمة لهم، والاستفادة من طاقاتهم، وشغل أوقاتهم، وتسهيل أمورهم المادية والمعيشية، وأمورهم المعنوية والإنسانية، وإشاعة التعليم، وتشجيع المعرفة، وصيانة العقول، والحفاظ على الأفكار . . وهكذا القيام بكل ما من شأنه أن يحفظ الأجسام والأفهام، والقلوب والعقول، والأخلاق والأرزاق، ومتى ما أهمل أرباب المسؤولية رعاياهم، أو قصروا مع شعوبهم، أو تشاغلوا عن محكوميهم، فذلك مفتاح الضياع، وطريق المهالك. 4) المظالم التي ترتكب من قِبَل منْ شأنهُم أن يعدلوا بين الناس فهذا يوجد روحًا من السخط يتربص أصحابه الفرص للتعبير عن الرأي الذي حُكر أو سُجن أو عُوقب صاحبه وضيق عليه … فسلب الحقوق السياسية والمالية والاجتماعية يوجد احتجاجًا لدى الرأي العام، فلا يصح إعطاء المشروعية لأي حل من الحلول، يقوم على أساس وسائل القهر والإكراه. بل يجب أن يقوم على رد المظالم والحقوق. 5) تدني مستوى المشاركة السياسية ، وخاصة بالنسبة للشباب ومن مختلف الطبقات ، في اتخاذ القرارات التي تمس حياة المواطن بما في ذلك الحياة اليومية سواء داخل الأسرة أو المدرسة أو الحي السكني أو العمل أو عن طريق العضوية الفعالة والنشيطة في التنظيمات الشعبية والرسمية . فشباب اليوم بعيد عن الممارسة السياسية بمعناها الواسع التي تنمي لديه القدرة على إبداء الرأي والحوار حول مسائل عامة أو اجتماعية ، والتي تعوِّده على تقبل الرأي الآخر بعد تحليله ونقده والتنازل عن رأيه إذا اقتنع بغيره . إن عدم وجود تعددية سياسية ، والافتقار إلى قدر من حرية التعبير ، وعدم وجود تداول حقيقي للسلطة ، يؤدي إلى حرمان القوى السياسية والاجتماعية من التعبير السياسي الشرعي ، وإلى تجاهل مطالب الأقليات وقمع الجماعات المعارضة ، ويؤدي هذا كله إلى تهيئة التربة المناسبة للعنف والإرهاب . ومن أسباب لجوء بعض الجماعات الإسلامية إلى العنف في بعض الدول العربية ، محاصرة التيار الديني وقمعه وعدم إعطائه حرية العمل السياسي المشروع والعلني والسماح له بالوصول إلى السلطة بطريقة سلمية (3). 5) تضييق دائرة الشورى والديمقراطية أو انعدامها: لم تأخذ غالبية نظم الحكم في البلاد العربية بمبدأ الشورى والديمقراطية على الرغم من مضي عدة عقود من السنين على إقامة نموذج الدولة الحديثة فيها. وتعد التجربة الديمقراطية في غالبية الدول العربية تجربة جديدة وهشة ، وربما تكون شكلية، ولعل أهم الأطر الديمقراطية وأبرزها فتح قنوات قانونية للحوار والتعبير عن الرأي والفكر. ومما لا شك فيه أن فقدان الحياة الديمقراطية الحقيقية يؤدي إلى تهميش بعض الفئات اجتماعيًا وسياسيًا واستبعاد الأقليات والفئات المعارضة وحركات الرفض ، ويخلق جوًا من الشعور بالظلم ، ويدفع هؤلاء المظلومين إلى الانخراط في العمل السياسي العنيف إن العجز عن الحوار مع جيل الشباب وعدم إفساح المجال له كي يعبر عن نفسه ويخدم بلاده ، يجعل الكثير من الشباب ضحية هذا العنف المؤسسي ، فتنمو في أوساطهم ظاهرة التطرف الديني . ومن الملحوظ أن هذا العنف المؤسسي يشتد مع تعثر هذه النظم في تحقيق أهدافها المعلنة في التنمية الاقتصادية والتعددية السياسية ، كما يقوى مع وقوعها في أسر التبعية والديون بفعل سياسات دول الهيمنة العالمية. (4) 6) اعتماد بعض الدول الإسلامية على أسلوب الحل الأمني فقط في علاج الأخطاء التي تحدث من بعض أفراد المجتمع، ومنها من تسرف في التنكيل والتعذيب الجسدي والنفسي مما يفوق كل تصور، فماذا يُتوقع ممن وقع عليه ذلك التعذيب؟ لا شك أنه إن كان في رأسه شبهة تكفير فإنها تتأكد حيث يقول: إن هذا العمل لا يكون من مسلم لمسلم ، وإن لم يكن عنده ذلك أصبح تربة خصبة لمثل تلك الأفكار، وهذا يزيده عنفًا وقسوة على الأقل من باب المعاملة بالمثل (5). 7) سد باب الرجوع أمام الشباب، بحيث يصل صاحب الفكر الخاطئ إلى حافة اليأس؛ وذلك عندما يواجه بعدم قبول التوبة، أو قبولها بشروط باهضة ومهينة، وإلاّ سيواجه عقوبة صارمة على فعله ؛ فمثل هذا السلوك يجعل الذي في نفسه رغبة في التوبة والعودة وتبين له الخطأ أن يستمر في طريقه ما دام أن النتيجة الهلاك. (الإرهاب الأسباب والعلاج إعداد . عصام بن هاشم الجفري). 8) فتح باب الفساد وتشجيعه أو غض الطرف عنه، وهذا يدفع صاحب الغيرة الدينية ولا سيما من الشباب من اليأس من حال الناس فيتصور أنه لا علاج لهم إلا بالكي؛ وذلك بتفجير وتدمير أماكن اللهو ونحوها (6) أما في ما يتعلق بالأسباب المتعلقة بالرعية فمنها 1) عدم فقه أحاديث الفتن: كالذي رواه أبو داود في سننه بسنده عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه حين سأل رسول الله ( ما يفعل في حال الفتنة في المجتمع ، فأمره أن يلزم بيته وأن لا يشارك في الفتنة حتى لا يدافع عن نفسه وليكون خيري ابني آدم « وقال قلت فإن دخل عليّ بيتي ، قال: فإن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق ثوبك على وجهك يبوء بإثمك وإثمه « (7). فالحديث عند التمعن يثير كثيرًا من الدهشة والتعجب، لأنه يبدو على غير ما وقر في الذهن وجسدته كثير من الأحداث التاريخية في وجوب مقاومة الانحراف والفساد بكل الوسائل المادية والمعنوية؛ لأن الحديث لا يمنع كل ألوان المبادرة بالعنف فحسب، بل إنه يمنع أيضًا كل أنواع العنف حتى باسم حق الدفاع عن النفس . فليتأمل هذا الحديث وما يحويه من توجيه يحمل في طياته دلالات بعيدة المدى لا يصح أن يمر بها المرء دون محاولة جادة لفهمها والغوص إلى أبعادها، خاصة وأن تاريخ الأمة الإسلامية، زاخر بالفتن والثورات والصراعات الدامية، مع إخفاق جل محاولات الإصلاح السياسي الإسلامي في بلوغ غاياتها الكبرى حتى اليوم. (8) 2) التحزبات السرية التي نتجت عن قراءات خاصة ومفاهيم خاطئة لايعرفها أهل العلم، . يقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله : (إذا رأيت قومًا يتناجون في شيء من الدين دون العامة فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة) (9) . أما الأسباب الخارجية فترجع إلى: 1) الاستعمار، والسيطرة الاستعمارية، وانتهاك حقوق الناس، وأخذ أموالهم بالباطل، واحتلال الأراضي، وانتهاك الحرمات، والقتل، والتدمير، والاغتصاب، وإجبار الناس على النزوح وترك أراضيهم وأوطانهم… فهذا يولد الإرهاب والعنف والتطرف ولا شك. (03) إن الممارسات الاستعمارية الاستيطانية الصهيونية في فلسطين المحتلة وما جاورها. وهي تؤثر بشكل مباشر في ملايين من العرب الواقعين تحت الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين والجولان السورية ، ومن ثم في بقية العرب في مختلف البلاد العربية . والاحتلال الأمريكي في العراق وما يورثه من مشاعر الإحباط واليأس عند الكثير من المسلمين وخاصة الشباب المليء بالفوران والغليان، والذي لا يرضى بالذل والهوان، وهو يرى كل يوم الإرهاب الأمريكي وتسلطه على العالم الإسلامي دون احترام لأنظمة عالمية، ولا قرارات دولية، دون أن يكون هناك ردود أفعال جادة من الحكومات العربية، كل هذه الأسباب وغيرها هي واقع يعيشه المسلم، في الوقت الذي لا يدري فيه ماذا يفعل، فهو بين عجز وقهر، وهكذا يتحول الغليان عنده إلى غلو يجعله يبحث عن حلول عاجلة وسريعة لتغيير واقع الأمة 3) الربط بين الدين وما يحدث من عنف وإفساد في الأرض ؛ وهو بلا شك ربط خاطئ تسبب فيه الجهل بالدين، فكيف لدين جاء بالحث على رحمة البهائم ألا يرحم بني آدم. فترتب على هذا الربط الخاطئ تصرف خاطئ تمثل في محاولة تجفيف منابع الدين؛ فضُيِّق على الدروس والمحاضرات والدعاة والمساجد وتم تعديل المناهج بحيث لا تعطي الجرعة الشرعية الكافية؛فنتج عن ذلك جهل الناس بدينهم، وبما أن الإسلام دين الفطرة فلا بد للناس أن يعودوا إلى فطرتهم وتحدث المشكلة والمصيبة حينما يعودون على جهل فحينها تحدث التصرفات الخاطئة ، وتكثر الفتاوى المضللة(11). 4) إطلاق العنان لفئة من أعداء الدين المستترين أو من عندهم فهم خاطئ للدين والتمكين لهم في وسائل الإعلام المختلفة فيخدشون الناس في أعز ما يملكون في ثوابت دينهم التي يعتقدونها واختلطت بدمائهم ، عند ذلك يمكن أن تستثار عاطفة العامة ويرتكبوا أعمالًا هوجاء يتمادون فيها ظنًا منهم أنها دفاع عن دينهم ومعتقداتهم ؛ فإذا كان أصحاب الدين الباطل المحرف يغضبون حينما يُتعرضُ لدينهم، فكيف لا يغضب لدينه من هو على الدين الحق؟(41) ثانيا الأسباب الفكرية: لخص ابن غانم الأسباب الفكرية في النقاط (35) 1) الجهل بقواعد الإسلام وآدابه وسلوكه، فيتحدث في شأن العامة والقضايا المصيرية من لم يتأهل لذلك من غير رجوع إلى أهل العلم الصالحين الذين خبروا الأمور ودرسوا معالم الإصلاح. 2) الجهل بمقاصد الشريعة: والتخرص على معانيها بالظن، أو الأخذ فيها ببادئ النظر. 3) الغلو في الفكر: وقد حذر منه الإسلام حتى ولو كان بلباس الدين يقول النبي صلى الله عليه وسلم: « إياكم والغلو »(14) ويقول صلى الله عليه وسلم: « هلك المتنطعون » (15).. ومن مظاهر هذا الغلو العمل بالعمومات وعدم استقصاء الأدلة وأحوالها، والميل دائمًا إلى التضييق والتشديد، والإسراف في القول بالتحريم والاشتغال بالكثير من المسائل الجزئية والأمور الفرعية، عن القضايا الكبرى التي تتعلق بكينونة الأمة وهويتها ومصيرها. 4) تقصير بعض أهل العلم في القيام بواجب النصح والإرشاد والتوجيه، فأهل العلم هم المكلفون ببيان الحق للناس وهدايتهم إليه وتلك مسئولية كبرى تقع على أهل العلم والفقه والمعرفة ، فإن الله جل وعلا حملهم مسئولية عظمى من هداية البشرية، ونشر العلم، وبذل النصح، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإبلاغ الحق، وتعليم الجاهل، وتنبيه الغافل، فمتى ما أهمل العلماء هذه المسئولية العظمى فإن البلدان تخرب، والقلوب تظلم، والنفوس تتيه، والأفكار تزيغ، والباطل يصول، والضلال يجول. 5) اعتماد الشباب بعضهم على بعضٍ دون الرجوع إلى العلماء: يقول ابن مسعود رضي الله عنه: « لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم وعن أمنائهم وعلمائهم فإذا أخذوه عن صغارهم وشرارهم هلكوا »(16). ويدخل في هذا المقام الاعتماد على الكتب دون القراءة على العلماء. وقد أدى ذلك إلى ضعف البصيرة عند هؤلاء: وهذا ما جعلهم لا يسمعون لمن يخالفهم في الرأي، ولا يقبلون الحوار معه، ولا يتصورون أن تتعرض آراؤهم للامتحان، بحيث توازن بغيرها، وتقبل المعارضة والترجيح. وربما كان ثمة معارض أقوى وهو لا يعلم، لأنه لم يجد من يوقفه عليه، وغفل هؤلاء الشباب المخلصون أن علم الشريعة وفقهها لا بد أن يرجعوا فيه إلى أهله الثقات، وأنهم لا يستطيعون أن يخوضوا هذا الخضم الزاخر وحدهم، دون مرشد يأخذ بأيديهم، ويفسر لهم الغوامض والمصطلحات، ويرد الفروع إلى أصولها، والنظائر إلى أشباهها . البقيّة في العدد القادم إن شاء الله تعالى. —————————————— الهوامش : 1.أسباب الإرهاب والعنف والتطرف إعداد، أ د . صالح بن غانم السدلان، أستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة بالرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. 2. المصدر السابق 3.راجع المصدر السابق. 4.الكتاب : الإرهاب المفهوم والأسباب وسبل العلاج المؤلف: محمد الهواري مصدر الكتاب: موقع الإسلامhttp://www.al-islam.com 5. الإرهاب الأسباب والعلاج إعداد . عصام بن هاشم الجفري) : مصدر الكتاب : موقع الإسلام http://www.al-islam.com 6.المرجع السابق 7.(رواه أبو داوود برقم4263 ورواه أيضًا الحاكم برقم: 2617 و 8420، وبن حبان برقم: 6060، والبيهقي برقم: 17248، وابن ماجة برقم: 4093 8.الإرهاب الأسباب والعلاج إعداد . عصام بن هاشم الجفري) : مصدر سابق 9.رواه هبة الله بن الحسن بن منصور اللالكائي في  » شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة  » برقم251 دار طيبة – الرياض ، 1402 تحقيق : د. أحمد سعد حمدان. 10.ابن غانم، مصدر سابق . 11.الإرهاب الأسباب والعلاج إعداد . عصام بن هاشم الجفري . 12.المصدر السابق. 13.المصدر السابق. 14.رواه ابن ماجه ج3 / 1008 برقم 3029 باب قدر رمى حصى الرمي ، وابن أبي شيبة برقم 13909 / ج3 / 248، والطبراني في الكبير برقم 7094 / ج7 / 267 وأحمد في المسند ج1 / 347 برقم (3248)) 15.ذكرتها باختصار وشيء من التصرف دون إخلال بجوهر الفكرة-إن شاء الله-. 16.رواه الطبراني في الكبير والأوسط ورجاله موثوقون باب معرفة معنى الحديث بلغة قريش. (المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 26 أوت 2008 )  

 
وثيقة عهد القدس ….. أين عهدكم يا عرب ؟

    مرت علينا هذه الأيام الذكرى الأربعين لإحراق المسجد الأقصى ، دون أن تأخذ حقها على مستوى الإعلام ، ونذكّر بهذه الذكرى الأليمة لا من أجل استدرار الدموع والمزيد من البكاء ، بل لرصد المخاطر المحيطة بالأقصى والوقوف على التفاعل العربي بشقيه الرسمي والشعبي مع مهانة التدنيس اليومية لمقدساتهم الدينية منذ فجر المحرقة وإلى يومنا هذا .    وقعت الجريمة يوم الخميس 21 أوت 1969 على يد متطرف يهودي من أصل أسترالي يدعى مايكل دينس روهن حين  قام بإضرام النار في المسجد الأقصى أحد أهم الأماكن المقدسة للعرب والمسلمين ، وطالت النيران منبر صلاح الدين التاريخي والتهمت السطح الجنوبي للمسجد ، وادعى الكيان الصهيوني حينها أن الحريق تم بفعل احتكاك الأسلاك الكهربائية لكنه عاد بعد ضغوط دولية وقال إن روهن هو الفاعل وحوكم أمام محكمة صهيونية قضت بإطلاق سراحه نظرا لما اعتبرته ـ بكل استبلاه ـ أن الجاني مختل عقليا .   بعيد الحريق ولامتصاص غضب شعوبهم ، تداعى القادة العرب لعقد اجتماع طارىء في العاصمة المغربية الرباط وتمخضت عن القمة عهود كثيرة ووعود كبيرة تقضي بالتصدي الصارم لكل عبث بالمسجد الأقصى ، ولتفعيل هذا الموقف أسست القمة منظمة المؤتمر الإسلامي ، غير أن العهود نكثت والوعود تبخرت بمجرد صعود قاطعيها إلى طائراتهم .   ومنذ ذلك التاريخ لم تتوقف المؤامرات الصهيونية المتعاقبة عن تنفيذ الكثير من الإجراءات الهادفة لتهويد المدينة المقدسة وتدمير المسجد الأقصى ، حيث : ·قام 40 يهوديا عام 1979 بمحاولة اقتحام الأقصى والصلاة داخله ، وكالعادة محكمة صهيونية تبرئهم جميعا . ·في 27 جانفي 1982 محاولة أخرى لنسف المنطقة المحيطة بالمسجد . ·في شهر مارس 1984 تم الكشف عن خطة ، استغرق الإعداد لها سنتين ، وتتمثل في قصف المسجد الأقصى من الجو بالقنابل والصواريخ . ·عام 1988 ، وبذريعة قمع حشود داخل الحرم القدسي ، ألقى جنود الاحتلال كمية من القنابل الحارقة والخانقة داخل المسجد مما أدى إلى استشهاد وجرح عدد من المصلين واحتراق كمية من السجاد . ·في 14 جانفي 1989 قام بعض أعضاء الكنيست بعملية استفزازية عن طريق تلاوة ما يسمى  » مقدس الترحم  » من داخل الأقصى تحت حماية شرطة الاحتلال . ·عام 1991 نفذت في باحة المسجد الأقصى مذبحة بشعة أثناء تأدية المصلين لواجبهم الديني . ·عام 1999 تم كشف النقاب عن قيام المتطرف الصهيوني  دميان فاكوبيتش بالتخطيط لتنفيذ عملية تفجير كبيرة تؤدي إلى نسف المسجد الأقصى . ·في شهر سبتمبر 2000 قام رئيس الوزراء الصهيوني السابق أرييل شارون بزيارته الاستفزازية للأقصى والتي أطلقت شرارة الانتفاضة الفلسطينية الثانية ـ انتفاضة الأقصى ـ . ·في مارس 2007 تفتح الحفريات الصهيونية أنفاقا في محيط الأقصى بتعلة البحث عن الآثار المندثرة منذ ألفي سنة لهيكل سليمان . ·في جويلية 2008 مصادر صحفية صهيونية تكشف عن مخاوف الشرطة وجهاز الأمن الداخلي من هجوم على المسجد ينفذه متطرفون يهود بواسطة طائرة من دون طيار ومحملة بالمتفجرات …… وبمناسبة إحياء هذه الذكرى انطلقت بغزة الحملة الشعبية لنصرة القدس وقررت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية جمع أكثر من مليون توقيع من كبار العلماء والدعاة على وثيقة  » عهد القدس  » التي تؤكد المكانة الدينية والتاريخية للقدس وتدعو لبذل المال والنفس في الدفاع عنها وتهدف إلى تسليط الضوء على مدينة القدس وجعلها في دائرة الاهتمام العربي والدولي والإسلامي  وتوضيح الاعتداءات الصهيونية المتواصلة تجاه القدس والمسجد الأقصى ، وهي عبارة على رسالة موجهة للعرب تذكرهم فيها بعهدهم المنكوث عسى أن تُشحذ هممهم ويستفيقوا من سباتهم العميق….. فالزعماء العرب قطعوا أشواطا كبيرة في التطبيع مع الكيان الصهيوني ، ولم يتوقف عند السياسي منه بل تعداه ليطال العلمي والثقافي : حضور وفد صهيوني في قمة مجتمع المعلومات عام 2005 بتونس وفي المؤتمر الحادي والثلاثين للاتحاد الدولي للجغرافيين الملتئم هذه الصائفة بنفس البلد ورفرفة علم نجمة داوود في سماء مصر والأردن وغلق معبر رفح في وجه الأطفال والنساء والشيوخ وترحيل كل الفلسطينيين من ليبيا وحضور المغنيين الصهاينة في المهرجانات العربية على غرار ما حصل في أحد مهرجانات صيف تونس 2008 ومع مهرجان الأردن الذي أشرفت عليه شركة  » بييليسيز » الصهيونية برئاسة موريس ليفي وكذلك زيارة المغني الصهيوني إنريكو ماسياس إلى الجزائر في نوفمبر 2007 ….. كلها شواهد على مظاهر التطبيع السياسي والعلمي والثقافي  مع الكيان الصهيوني . وحتى بعض دور الاتحادات الجهوية للشغل ببلادنا والمعروفة بجعجعتها الدائمة لقضايا الأمة العربية ـ لتغطية صمتها المفضوح على قضايا العمال ـ لم تكلف نفسها عناء إحياء هذه الذكرى الأليمة لتحسيس الأجيال الجديدة بهذه المحطة المظلمة وبتاريخ الأمة المثخن بالجراح ….. فأين العرب من العهد الذي قطعوه على  أنفسهم منذ أربعة عقود خلت ؟ أم أنهم يحتاجون بعد ألسنة النار التي التهمت المسجد الأقصى إلى ألسنة نار أخرى  لتوقد حميتهم وتشعل إرادتهم للوقوف صفا واحدا وجبهة واحدة في وجه الكيان الغاصب ؟       ظاهـر المسعـدي


 
استعادة روسيا ثقتها السوفييتية

طارق الكحلاوي (*) الهجوم العسكري الروسي تجاوز بسرعة وفي صمت مبرر الدفاع «الإنساني» عن «أوسيتيا الجنوبية» إلى الزحف على الأراضي الجورجية. تم ذلك في ظل دهشة دولية لافتة، بما في ذلك من قبل الإدارة الأميركية التي كان ردها العاجل مقتصرا على محادثات ودية بين الرئيس بوش ورئيس الوزراء الروسي بوتن على هامش احتفالات البدء بالألعاب الأولمبية في بكين. هناك أخبار، حسبما نقلت «معاريف» الإسرائيلية يوم الإثنين 12 أغسطس، عن رحلات نقل جوية لأسلحة ومعدات عسكرية من قبل القوات الأميركية المتمركزة في العراق إلى جورجيا، لكن من غير المعروف ما قيمة هذه الخطوة، خاصة أن جزءا من الجيش الجورجي لا يزال يتمركز في العراق ضمن «قوات التحالف الدولي». كان عدم جدية رد الفعل الأميركي مثيرة للانتباه بحكم طبيعة الطرف المتعرض للهجوم. الرئيس الجورجي ساكشفيلي، المتخرج من جامعة هارفارد، أتى إلى السلطة في سياق «الثورات البرتقالية» في أوروبا الشرقية، والتي كانت في سياق سياسة رسمية أميركية لـ «نشر الدمقرطة» إثر الحرب على العراق. وكان ذلك عمليا بمثابة الضربة الثانية للنفوذ الروسي في المجال «السوفييتي» السابق، إثر الضربة الأولى في بداية التسعينيات. وهكذا، لم يدخر ساكشفيلي وسعا لإبراز تحالفه المعلن مع الولايات المتحدة مما أدى به على ما يبدو للمبالغة في مدى الدعم الأميركي لسياساته بما في ذلك ردة فعله القوية إزاء النزعات الانفصالية في «أوسيتيا الجنوبية». في هذا السياق من المفهوم تعرض أداء الإدارة الأميركية للانتقاد في معرض التعليقات الصحافية الأميركية. صحيفة «وول ستريت جورنال» (12 أغسطس) أشارت إلى انتقادات مسؤولين من داخل الإدارة لسياستها إزاء جورجيا وروسيا. الانتقادات طالت بشكل خاص تضخيم الرئيس بوش لحكم ساكشفيلي كنموذج للديمقراطية في المنطقة، وهو ما يبدو أنه كان مصدر «توقعاته اللاواقعية» بالنسبة لحجم الدعم الذي سيلقاه من قبل الإدارة. نفس الصحيفة، وكذلك صحف أخرى أشارت إلى فشل وزيرة الخارجية رايس في قراءة ردود الفعل الروسية، خاصة أنها أتت في الأصل لحقل السياسة الخارجية بسبب تخصصها في الشؤون السوفييتية والروسية. لم يعد من المبالغة الآن وصف التصعيد الروسي على الجبهة الجورجية بوصفه الحلقة الأكثر بروزا خلال الأشهر الأخيرة على إشارات روسية، حقيقة أو ظاهرية، لإعادة توزيع قواتها ضمن الخريطة السوفييتية السابقة. عندما أعلنت صحيفة «إزفتسيا» الروسية يوم 21 يوليو الماضي عن خطط عسكرية روسية ترد على «الدرع الصاروخية» الأميركية من خلال نصب صواريخ نووية في كوبا، كان ذلك بمثابة «ناقوس خطر» حقيقي للذاكرة الأميركية التي ما زالت تحتفظ بالساعات المصيرية التي حفت بأزمة «الصواريخ الكوبية» عام 1962. قائد القوات الجوية الأميركية، الجنرال نورتن شوارتز، أجاب آنذاك على الفور بأن موضوع نصب صواريخ روسية في كوبا «خط أحمر». وكان من المثير للانتباه أن السلطات الروسية انتظرت ثلاثة أيام حتى تنفي على لسان وزير دفاعها خبر صحيفة «إزفتسيا». لكن لا يبدو أن القيادة الروسية ترغب في لفت الأنظار عن الموضوع، خاصة عندما أعلن رئيس الوزراء بوتن يوم 4 أغسطس الجاري أنه من الضروري «استعادة موقع روسيا النافذ في كوبا». للسيطرة الروسية على جورجيا ومنطقة القوقاز بالتحديد رمزية قيصرية وسوفييتية بالغة. كان الالتهام الروسي للمملكة الجورجية بداية القرن التاسع عشر في سياق التضخم الإمبراطوري المتسارع، وبذلك تحتل جورجيا موقعا خاصا في ذاكرة المجد القيصرية. الاستقلال الظرفي الذي تمتعت به جورجيا إثر تفكك الإمبراطورية الروسية عام 1918 على إثر الثورة البلشفية كان استقلالا قصيرا، والجورجي جوزيف ستالين كان هو المعني بشكل خاص بإعادة ضم جورجيا وبقية جمهوريات القوقاز لدولة «الجمهوريات السوفييتية». وقد حرص ستالين، الذي كان يشكك القوميون الجورجيون في «جورجيته» مشيرين لأبيه ذي الأصول الفلاحية الأوسيتية المجاورة، على ضم الأقليات الإثنية الممثلة في «أوسيتيا الجنوبية» وكذلك «أبخازيا» إلى حدود «جورجيا السوفييتية» حتى يتم احتواء الأحلام القومية الجورجية. وكان ذلك بالتحديد اللغم الذي فجر مختلف الصراعات المحيطة بجورجيا إثر استقلالها عام 1991. تزايدت التقارير في السنوات الأخيرة عن منطقة القوقاز بوصفها «خزان النفط» مستقبلا. في الرؤية الإستراتيجية الروسية، وبالتحديد مع صعود بوتن للسلطة، أصبحت القوقاز ضمن منطقة «المصالح الحيوية» الروسية. إزاء أزمة النفط المتصاعدة، وتعلق روسيا بالحلم الإمبراطوري القديم، يصبح النفط بشكل غير مسبوق «سلاحا» روسيا جديدا، خاصة أن روسيا أثبتت قدرتها على توظيف ثرواتها الطبيعية في تعزيز نفوذها السياسي مثلما يحصل مع «الغاز الطبيعي» المصدر من قبل روسيا إلى الاتحاد الأوروبي. التهديدات العسكرية الروسية في خضم التصعيد الأخير مع جورجيا لضرب «أي سفن» تمر بـ «المنطقة الأمنية» في البحر الأسود الذي تربط جورجيا بينه وبين المناطق المحاذية لـ «بحر القوقاز»، تذكير رسمي روسي بأن ترتيب الوضع في المنطقة بما في ذلك حركة الناقلات البحرية ممكن أن يتعرض للبلبلة إذا ما قررت موسكو ذلك. طبعا النوايا الروسية ذات الطبيعة السوفييتية لا تعني أن تحققها الواقعي حاصل بالضرورة. ومن المؤكد أن روسيا تعرف جيدا الفارق بين أحلامها الإمبراطورية والقواعد الجيو-سياسية الحاكمة للمنطقة، بما في ذلك صعوبة تحقيق الأهداف السياسية بطرق عسكرية في الميزان الإستراتيجي الراهن. غير أن هلالا للمصالح الروسية يضم جمهوريات القوقاز مرورا إلى إيران لا يبدو أمرا خارج حسابات قيادة الكرملين أو أمرا غير ممكن التحقق بأي حال، خاصة أن فرص الرد الأميركي على ما يجري لا تبدو كثيرة، فمثلما أشارت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» (12 أغسطس) نقلا عن مسؤولين أميركيين «فإن أي رد أميركي سيستهدف الاقتصاد الروسي وهيبته»، مشيرين بالتحديد إلى «الضغط على روسيا من خلال مؤسسات دولية»، من خلال «منظمة التجارة العالمية» أو حتى «طردها» من اجتماعات «قمة الثماني». (*) أستاذ «تاريخ الشرق الأوسط» بجامعة روتجرز tkahlaoui@gmail.com (المصدر: صحيفة العرب ( يومية – قطر ) بتاريخ 13 أوت 2008)  


 

اختلاط الأعراق أو الطوائف ما يقضّ مضجع نقابة الأطباء المصريين

صالح بشير (*) بعدما اتخذت نقابته قراراً، له مذاق الفتوى من ذلك الصنف الرديء أو المخزي (إرضاع الكبير وما شاكل)، برفض نقل الأعضاء بين مختلفي الديانة أو الجنسية، لم يقدّم نقيب الأطباء المصريين من بيّنة على شبهة الاتجار بالأعضاء سوى القول، على ما أوردت صحيفة «الحياة»، بأنه «ليس من المعقول أن يتبرع قبطي لمسلم ولا العكس. كذلك لا يجوز أن يتبرع مصري لخليجي أو فرنسي… الأمر سيكون تجارة أو على الأقل ستكون هناك شبهة اتجار بالأعضاء، وهو ما نرفضه تماما»… أدهى ما في الأمر أن التبرير هذا سيق في معرض نفي وصمة الطائفية عن القرار المذكور، فإذا هو ينطق بالطائفية دون أن يدري، تماما كبورجوازي موليير، في كوميديا له شهيرة، ينطق بالنثر دون أن يدري. ذلك أن مبعث اشتباه النقيب ونقابته بوجود متاجرة بالأعضاء ليس وقائع بعينها جدّت واطردت ووُثّقت، بل حصول تبرع بالأعضاء بين مسلمين وأقباط يناقض «معقولا» يأخذ به النقيب والنقابة، ويشكل نظرتهما إلى الكون وإلى الجنس البشري، هو ذلك الذي يستبعد، استبعادا باتا على ما يبدو، أن يبادر قبطي فينجد مسلما بعضو من أعضائه يتبرع به له كما يستبعد، بطبيعة الحال، أن يحدث العكس. الناس محددون وفق ذلك «المعقول»، تحديدا طائفيا لا فكاك لهم منه، ينزع عنهم كل صفة أو دافع إنسانيين، كأن تنشأ صداقة بين مختلفي الديانة، تفضي إلى فعل سخاء كذاك، أو كأن يكون مثل ذلك الفعل ناجما عن حس رحمة وعن وازع إيثار لا يعبأ بالانتماءات الدينية أو الطائفية. قرار نقابة الأطباء المصريين طائفي إذن حتى في المفردات التي يستخدمها في التبرؤ من طائفيته، وهذه الأخيرة هي بالتأكيد منطلقه وبيت قصيده، فلا تعدو الإشارة إلى «الخليجي» وإلى «الفرنسي» إلا أن تكون سعيا إلى إضفاء شمولية على قرار هو في حقيقة أمره تخصيصي. بل ان القرار ذاك يبلغ بالطائفية مبلغ العنصرية. ينطق القرار ذاك بهاجس أثير لدى العنصريين هو ذلك المتمثل في جسد الآخر، إذ ليس ما يقض مضجعهم أكثر من ذلك الجسد، حتى ليمكن القول إن الفصل والتمييز العنصريين هما في مؤداهما الأخير كما في تجليهما الأوضح والأكثر بداهة فصل وتمييز بين الأجساد. فالعنصري كثيرا ما يحدد الآخر، محل نفوره واشمئزازه وعدائه، بسمات جسدية يعتبرها مميزة له فارقة، حتى إذا ما أعوزه ما كان من تلك السمات بيّناً، شأن لون البشرة، سعى إلى استجلائها في ملامح أو في بعض ملامح، تظهر اختلاف ذلك الآخر على نحو جذري. وفي الصدد هذا، أنفق عنصريو أوروبا في القرن التاسع عشر وحتى العهد النازي، جهودا مضنية، جندوا لها «العلم» أو ما يحسبونه علما، يقيسون الجماجم ويدرسون شكل الأنوف وما إلى ذلك من الوسائل، سعيا إلى فضح الآخر «المتخفي»، غير جليّ الغيرية (لا سيما اليهودي في ما يخصهم) بإحالته إلى فوارق جسدية، جلية و»موضوعية» يسهل على الجمهور رصدها والتعرف عليها. كما أن الجسد هو أول ما يُنتهك، قتلا وتمثيلا، اغتصابا وتشويها، لدى نشوب اعتداءات أو مواجهات عنصرية. فالعنصري يرى ذات الآخر، وهو لديه بغيض أو رذيل، في جسده، أو أنه يبتسر تلك الذات إلى ذلك الجسد. لذلك، ومن زاوية النظر هذه، تقوم نظرته إلى الآخر وتتأسس على الارتداد بـ»الثقافة» إلى «الطبيعة»، بالمعنى الفيزيائي، إن جازت العبارة، للكلمة. إذ «الغيرية» ثقافية في المقام الأول ولا يكاد يوجد من معنى لغيرية جسدية، لأن الجسد محايد في وظائفه العضوية أو مشترك بين البشر، لكن التأكيد على غيرية الأجساد، واعتبارها أساس كل اختلاف، بحيث لا يندرج ما يشذ عنها في نطاق «المعقول»، إنما يمثل وسيلة العنصريين في جعل رفض الآخر يفعل فعله على صعيد الغريزة ويجندها. العنصري هو «البدائي»، والحالة هذه ووفق هذا المنطق، وإن كان هو السبّاق غالبا إلى وصم ضحاياه بـ»البدائية»، إمعانا في إقصائهم من عداد الإنسانية، وافتراض حيوانية فيهم ملازمة، تبيح بحقهم كل التجاوزات. ولأن للجسد تلك الأهمية أساسا للتمييز في نظر العنصري، فإن هذا الأخير يمقت اختلاط الأجساد وتداخلها. كان الخطر في ذلك الصدد يتمثل، على نحو حصري أو يكاد في الحبّ، وقد كان ذلك الاحتمال هاجس العنصريين إلى درجة الهوس، فهم كانوا في جنوب الولايات المتحدة لا يتورعون عن شنق رجل أسود لمجرد اجترائه على النظر إلى سيدة بيضاء، بل ان البلد ذاك لا يقرّ بوجود خلاسيين، إنكارا منه لوجود علاقات مختلطة تنتجهم، فيسارع إلى نسبتهم إلى العرق الأسود… والأمثلة على ذلك عديدة لا حصر لها. غير أن تطور العلم والطب، أفضى إلى احتمالات اختلاط بين الأعراق أو الطوائف جديدة، هي تلك التي أقضت مضجع نقابة الأطباء المصريين، فتصدت إلى منعها بقرارها موضوع اهتمامنا هنا. أوجدت تلك الوسائل، من خلال تقنيات زرع الأعضاء وما إليها، إمكانية اختلاط بين الأجساد ونفاذ بعضها في بعض، يربك أقنوم الفصل والتمييز ويبطله، فسارعت النقابة الى إدراجها في نطاق «غير المعقول»، والذي لا يمكنه أن يحصل إلا نتاج جرم أو جناية، دافعهما جشع مالي وضيع. إذ أن ما يلفت في ذلك القرار ليس نفاذه من عدمه، بل طريقته ومنطقه في تجريم التبرع بالأعضاء بين مختلفي الديانة أو الجنسية، من قبل نقابة يُفترض في أعضائها أنهم يمارسون مهنة إنسانية بامتياز وأنهم أقسموا يمين أبقراط. ثم ان أهم ما يلفت في ذلك القرار أنه إذ ينتسب، على ما بيّنا، إلى صلب «التفكير» العنصري، من حيث حيثياته ودوافعه، فإنه يفعل ذلك ببراءة أو بسذاجة يُحسد عليهما، كالناطق بما يفرضه الحس السليم أو منطق الأشياء. (*) كاتب تونسي مقيم بإيطاليا (المصدر: صحيفة ‘الحياة’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 24 أوت 2008)

 

الجبهة الإسلامية المسيحية تحذر من استهداف المؤسسات الناشطة في الدفاع عن القدس

 

القدس (فلسطين) – خدمة قدس برس اتهمت الجبهة الإسلامية المسيحية في مدينة القدس المحتلة، سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالشروع في حملة تستهدف المؤسسات والشخصيات العاملة في مجال الدفاع عن المدينة المقدسة. وقال الدكتور حسن خاطر الأمين العام للجبهة، إن سلطات الاحتلال قامت يوم الخميس الماضي وبعد يوم واحد من المؤتمر الصحفي الكبير الذي عقدته الجبهة بمناسبة الذكرى 39 لإحراق المسجد الأقصى، بإيقاف الشيخ الدكتور تيسير التميمي أحد  أعضاء هيئة رؤساء الجبهة بالقرب من مدينة القدس. وأضاف في بيان أصدره اليوم الاثنين (25/8)، أنه  وبعد احتجازه لساعات طويلة سحبت سيارته الرسمية ونقلها إلى مستوطنة معالي أدوميم ، مشيراً إلى أن قيام سلطات الاحتلال صباح أمس الأحد باقتحام مؤسسة الأقصى ومصادرة وثائقها ومحتوياتها، وإغلاقها بالشمع الأحمر إلى إشعار آخر، يندرج ضمن هذه السياسة التي تهدف إلى قمع وإسكات جميع الأصوات المدافعة عن المدينة المقدسة. وحذر خاطر من أن سلطات الاحتلال تريد أن تغرق مدينة القدس في دوامة التهويد دون أن يزعجها أحد، وتريد أن تسطو على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالهدم والتخريب والمصادرة دون احتجاج أو إزعاج « فهي ببساطة تريد منا كضحية أن نذبح في الليل والنهار وأفواهنا مكممة وعيوننا مسبلة، ومن غير المسموح أن نزعجها حتى بالكلام » وفق تعبيره.  
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 25 أوت 2008)

Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.