الثلاثاء، 22 يونيو 2010

Home – Accueil

TUNISNEWS

 10ème année, N°3682 du 22. 06 .2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولضحايا قانون الإرهاب


حــرية و إنـصاف:يوميات الحصار في تونس(3) متابعة لصيقة …واضطهاد غير مبرر

السبيل أونلاين:تأجيل محاكمة بوكدوس لظروف صحية واعتقال هيثم المحجوبي

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:إعــــــــــــــــــــــــــــــــلام

السبيل أونلاين :التنكيل بالمحامي الحقوقي عبد الرؤوف العيادي لإسكات صوته

كلمة:الأستاذ عبد الرزاق الكلاني يفوز بمنصب عميد المحامين

الصباح:عرس ديموقراطي بامتياز:الكيلاني العميد رقم «18».. وقائمة «المحاماة أولا» أبرز مستفيد

كلمة:تنافس حادّ على تشكيلة الهيئة الوطنية للمحامين

صـابر التونسي:رسالتي إلى العميد الجديد

عريضة وطنية: مساندة لحق العودة للمهجرين التونسيين

زياد الهاني:جريدة « الصحافة »: أوضاع متردية وإصلاح لم يعد يحتمل التأجيل

مؤتمر النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بالقيروان: نقابة أم شعبة دستورية ؟

حمزة الفيل : رد على مقال النقابي محمد طاهر الشايب حول البحث العلمي والباحثين في تونس 

طلبة تونس:أخبار الجامعة

إيهاب الشاوش:الصحفي الشاب بتونس، حطب للانتخابات

الشيخ الهادي بريك: حركة النهضة بين الأمس واليوم( 7 )

الصباح:بين الرياضة والسياسة

الصباح:ـ 14,7 بالمائة فقط من التونسيين يثقون في سلامة الأغذية.. ـ

الصباح:في دراسة حديثة..ضعف المارد المالية سبب الخلافات الزوجية لدى نصف التونسيين

محمد العروسي الهاني: ما أجمل الحياة الكريمة في حرية

العجمي الوريمي :الكرامة أولاً

عمرو موسى في غزة  1/3  » فذبحوها وما كادوا يفعلون « 

الجزيرة.نت :مصر ترفض التفاهمات الفلسطينية

فهمي هويدي :تركيا تدفع الثمن نيابة عنا

 ياسر الزعاترة:عرب يطالبون تركيا بمواجهة « إسرائيل » وإيران

د. عبد الله الأشعل:هل أصبح انفصال جنوب السودان حتمًا مقضيًّا؟

الجزيرة نت:مصر ترفض التفاهمات الفلسطينية

بعد تصريحات ساخرة من أوباما ومساعديه البيت الأبيض يستدعي ماكريستال

الجزيرة.نت:بين علال الفاسي وسيد قطب وجدل الشرق والغرب- بقلم ابراهيم بوغضن                                                                                        


 Pour afficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني:liberte.equite@gmail.com تونس في 10 رجب 1431 الموافق ل 22 جوان 2010

يوميات الحصار في تونس(3) متابعة لصيقة …واضطهاد غير مبرر


يرزح عدد من المدافعين عن حقوق الإنسان وبعض المعارضين السياسيين منذ عدة أيام إلى متابعة مستمرة ومراقبة لصيقة من قبل أعوان البوليس السياسي الذين يتبعونهم في كل تنقلاتهم على متن سيارات مدنية ودراجات نارية من الحجم الكبير:

حيث يخضع المهندس علي العريض الناطق الرسمي السابق باسم حركة النهضة منذ صباح يوم الأربعاء 16 جوان 2010 حتى نهار اليوم الثلاثاء 22 جوان 2010 إلى المتابعة والمراقبة من قبل عدد من أعوان البوليس السياسي على متن دراجات نارية كبيرة وسيارات مدنية، يتبعونه في كل تنقلاته ويحاصرونه عند وجوده بالمنزل.
ويتعرض كذلك الدكتور زياد الدولاتلي منذ مدة إلى مراقبة مستمرة ومتابعة لصيقة من قبل عدد من أعوان البوليس السياسي الذين يراقبون تحركاته وتنقلاته ويحاصرون منزله طوال الوقت من كل الجهات، وقد تسببت هذه المراقبة والمتابعة والمحاصرة في ترويع أفراد العائلة وإزعاج الجيران الذين أصبحوا يتذمرون من هذه المراقبة المفزعة، بل لقد تدهورت الحالة الصحية للدكتور زياد الدولاتلي الذي سبق وأن أجرى عملية جراحية لاستئصال ورم سرطاني فور خروجه من السجن وخضع مدة طويلة للعلاج الكيمياوي.
ولا يزال الحصار الأمني مضروبا على الأستاذ محمد النوري رئيس منظمة حرية وإنصاف الذي يتبعه عدد من أعوان البوليس السياسي على متن دراجة نارية وسيارة مدنية ويخضع مكتبه الكائن بنهج المختار عطية بتونس العاصمة للحصار المستمر منذ عام 2007، كما يخضع كاتب عام المنظمة المهندس عبد الكريم الهاروني للحصار والمراقبة الأمنية اللصيقة سواء بمنزله او بمقر عمله.
وحرية وإنصاف

1)تستنكر بشدة الممارسات والاضطهاد الذي يتعرض له المهندس علي العريض والدكتور زياد الدولاتلي وتدعو إلى وضع حد لهذه الأساليب التي يجرمها القانون وتطالب باحترام الحياة الخاصة لهذه العائلات التي عانت قرابة العشريتين من ويلات السجون.
2)تدين المضايقات المسلطة على المساجين السياسيين السابقين وتطالب السلطة بوقف هذه الممارسات والمضايقات المسلطة عليهم والتي يجرمها القانون وتدعو إلى طي صفحة الماضي والاعتراف لهم بحقهم في العمل السياسي.
3)تدعو السلطة إلى رفع القيود على العمل الحقوقي وتمكين المدافعين عن حقوق الإنسان من أداء واجبهم المتمثل في كشف الانتهاكات اليومية والتحذير من تداعياتها السلبية الوخيمة على صورة تونس في الداخل والخارج.  

عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


تأجيل محاكمة بوكدوس لظروف صحية واعتقال هيثم المحجوبي


السبيل أونلاين – تونس   قررت محكمة الاستئناف بقفصة اليوم الثلاثاء 22 جوان 2010 تأجيل النظر في قضية الصحفي الفاهم بوكدوس إلى يوم 6 جويلية القادم ، ويرجح الدفاع أن يقع تأجيل النظر في القضية لمدة أخرى ، نظرا للوضع الصحي الحرج للسيد بوكدوس الذي يشكو من صعوبة في التنفس و إصابة حادة في الرئتين ونقص في كمية الأوكسجين وضعف في تخثر الدم ، , وتواصل المراقبة الطبية له.   وجاء قرار التأجيل بطلب من الدفاع المتكون من الأساتذة رضا الرداوي ، شكري بلعيد ، حسين التباسي وعلي كلثوم الذين قدموا تقريرا طبيا مفصلا حول الوضع الصحي لبوكدوس الذي حوكم غيابيا بست سنوات من اجل تغطيته للتحركات الاحتجاجية في الحوض ألمنجمي وقدم اعتراضا في الحكم الصادر ضده بعد ذلك.   و تدعت اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي الى ايقاف التتبع ضد بوكدوس وضد كل مساجين الحوض ألمنجمي ، ومنهم الناشط ضمن اللجنة الجهوية للعاطلين عن العمل حسن بنعبدالله المحكوم بأربع سنوات و كذلك الملاحقين ومنهم الناشط بالهجرة السيد محي الدين شربيب ، المحكوم بسنتين غيابيا من اجل مساندته للحركة ، كما دعت الى إرجاع المسرحين إلى سالف عملهم والكف عن مضايقة السيد عدنان ألحاجي ومعالجة قضيتي التنمية والبطالة بمنطقة الحوض ألمنجمي بالطرق السلمية .   اعتقال هيثم المحجوبي   من جهة أخرى أفادت مصادر طلابية أن هيثم المحجوبي أجبر على فسخ عقد الكراء الذي أمضاه مع الحزب الديمقراطي التقدمي بجبنيانة ، بعد الشروع في اجراءات غلق محطة غسل و تشحيم السيارات بجبنيانة التي يمتلكها اخوه ، وذلك في اطار الضغوط الذي يمارسها الحزب الحاكم ضده .   وقامت قوات البوليس باعتقاله واقتياده إلى جهة غير معلومة حتى الآن .   وقد نشرالمحجوبي اعلام على صفحات « الفايسبوك » تم على اثره القاء القبض عليه من طرف جهة مجهولة بمقر عمله بجبنيانة واقتياده الى وجهة غير معلومة.   وهذا النص الذي نشره المحجوبي:   التجمع ينتقل في الضغط علي من اجل فسخ العقد الذي ابرمته مع الحزب الديقراطي التقدمي والذي سوغت بموجبه محل لفائدتهم لمدة سنة،من تهديد والدي وأخي الى الشروع في اجراأت غلق محطة غسل و تشحيم السيارات بجبنيانة حيث اتصل به عون بلدي في الغرض و اخبره انه يتوجب عليه توفير قطعة صابون بالمرفق الصحي و الا فان المحطة سوف تغلق .فليواصلوا سياسة التجويع و ليواصلوا في الحلم بفسخ عقد التسويغ.   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 22 جوان 2010 )  


اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي  22 جوان 2010 إعــــــــــــــــــــــــــــــــلام

 


بطلب من الدفاع المتكون من الأساتذة  رضا الرداوي ، شكري بلعيد ، حسين التباسي وعلي كلثوم  الذين قدموا تقريرا طبيا مفصلا  حول  الوضع الصحي للصحفي الفاهم بوكدوس ، قررت محكمة الاستئناف المنعقدة اليوم بقفصة تأجيل النظر في قضيته إلى يوم 6 جويلية القادم ، ويرجح الدفاع أن يقع تأجيل النظر في القضية لمدة أخرى ، نظرا للوضع الصحي الحرج  للسيد بوكدوس الذي يشكو من صعوبة في التنفس و إصابة حادة في الرئتين ونقص في كمية  الأوكسجين وضعف  في   تخثر الدم ، وذلك رغم تواصل المراقبة الطبية له.  معلوم أن الصحفي الفاهم بوكدوس قد حوكم غيابيا  بست سنوات  من اجل تغطيته للتحركات الاحتجاجية في الحوض ألمنجمي وقدم اعتراضا في الحكم الصادر ضده بعد ذلك. اللجنة الوطنية تتمنى الشفاء العاجل للصحفي الفاهم بوكدوس و تدعو لإيقاف  التتبع ضده وضد كل مساجين الحوض ألمنجمي ، ومنهم الناشط ضمن اللجنة الجهوية للعاطلين عن العمل حسن بنعبدالله المحكوم بأربع سنوات  و كذلك الملاحقين ومنهم الناشط بالهجرة السيد محي الدين شربيب ، المحكوم بسنتين  غيابيا من اجل مساندته للحركة  وإرجاع المسرحين إلى سالف عملهم والكف عن مضايقة السيد عدنان ألحاجي ومعالجة  قضيتي التنمية والبطالة بمنطقة الحوض ألمنجمي  بالطرق السلمية .   اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي  


التنكيل بالمحامي الحقوقي عبد الرؤوف العيادي لإسكات صوته


السبيل أونلاين – تونس + فيديو   يتعرض المحامي الحقوقي عبد الرؤوف العيادي للمضايقات المستمرة من قبل جهاز البوليس السياسي في تونس ، والذي صاعد الضغوط ضده لتبلغ مرحلة خطيرة حيث أصبح مهددا بالطرد من بيته بعد الحجز عليه بدعوى دفع استحقاقات مالية جبائية باهضة .   وكان العيادي عرضة للمضايقات المستمرة ، وقد استهدفت سيارته الخاصة أكثر من مرّة وذلك بهدف النيل من سلامته الجسدية . وقال المحامي الحقوقي أن ما  » أتعرض له من أعمال اجرامية  » يأتي على خلفية نشاطه الحقوقي والسياسي .    واشار في حديث متلفز الى أنه رفع العديد من الشكاوي للقضاء ولكن دون جدوي « لأن القضاء بيد السلطة » ، وشدد على أن تونس تحت القبضة الحديدية لجهاز البوليس السياسي .   وأكد الأستاذ العيادي أنه محاصر في منزله وفي مكتبه ولا يستطيع حرفائه الوصول اليه بحرية بسبب الرقابة البوليسية ، واضاف بأنه في ضائقة مالية بعد أن عمدت السلطات الى الاتصال بالشركات التى كان يتعامل معها لتقطع العلاقة به ، في الوقت الذي استصدرت بطاقة الزام بمبلغ قدره 21 ألف دينار وتهدد بوضع البيت في المزاد لتفكيكه ، بهدف التنكيل به في محاولة جديدة لإسكات صوته كي لا يتحدث عن انتهاكات السلطة مثل ممارسة التعذيب وخرق القانون وغيرها من التجاوزات .   رابط الفيديو : http://www.youtube.com/watch?v=-uH8YGGyMEE   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 22 جوان 2010 )  

الأستاذ عبد الرزاق الكلاني يفوز بمنصب عميد المحامين


حرر من قبل طــه البعزاوي في الأثنين, 21. جوان 2010 أعلنت النتائج النهائية في انتخابات التنافس على منصب عميد المحامين قبيل الساعة الواحدة فجرا من يوم الأثنين 21 جوان الجاري، وقد فاز الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني الرئيس السابق لفرع تونس للمحامين بـ 1634 صوت في مقابل منافسه الأستاذ البشير الصيد العميد السابق والذي حصل على 1286 صوت. وقد انحصر الدور الثاني من الانتخابات بين الأستاذين المذكورين بعد فوز الأستاذ عبد الرزاق الكيلاني في الطور الأول بـ 970 صوت وفوز الأستاذ الصيد بـ 793 صوت وسقوط بقية المترشحين المحسوبين على التجمع الحاكم. بعد اعلان فوز الأستاذ الكلاني رفع أنصاره شعار »محاماة حرة حرة والفساد على برة » وذلك في إشارة إلى قضية الإخلال المالي الذي طال صندوق المحامين للتعويض على المرض الذي شاب الدورة السابقة للعميد المتخلي، كما ردد أنصار العميد السابق شعارات مناصرة له.  وذكرت بعض المصادر أن محامين منتسبين للتجمع الحاكم لم يلتزموا بتوصية أمين عام التجمع الذي وجههم ـ في اجتماع خاص بهم قبل الجلسة العامة للمحامين ـ لمناصرة الأستاذ الصيد ضد الأستاذ الكيلاني في حال عدم ترشح أحد المحامين المحسوبين على التجمع للدور الثاني من الانتخابات، وأفادت مصادرنا أن بعض أولئك المحامين صوت لصالح الأستاذ الكيلاني وبعضهم صوت بورقة بيضاء.  وقد ألقى العميد الجديد كلمة بمناسبة فوزه شكر فيها الذين ساندوه وانتخبوه وتعهد بالعمل على النهوض بقطاع المحاماة ومعاملة جميع المحامين دون تفرقة أو نظر إلى خلفياتهم، كما تعهد بعدم تجديد ترشحه لدورة لاحقة.  يشار إلى أن عدد المحامين الذين شاركوا في الدور الأول 3250 محام من جملة 6200 محام يحق لهم التصويت. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 21 جوان 2010)


عرس ديموقراطي بامتياز الكيلاني العميد رقم «18».. وقائمة «المحاماة أولا» أبرز مستفيد


تم امس انتخاب الاستاذ عبدالرزاق كيلاني عميدا للمحامين للمدة النيابية 2010-2013. وسادت الانتخابات أجواء عرس ديموقراطي مميزة. وتحصل العميد الجديد على 1634 صوتا وذلك بفارق بلغ أكثر من 400 صوت عن ملاحقه المباشر العميد السابق بشير الصيد الذي احرز على 1286 صوتا. وبانتخابه عميدا للمحامين يكون الأستاذ عبد الرزاق كيلاني العميد رقم 18في تاريخ العمادة وقد تقلد كيلاني عدة مسؤوليات بمختلف هياكل القطاع حيث كان أخرها رئاسة فرع تونس للمحامين للمدة النيابية 2007-2010. وبخصوص الأعضاء السبعة للهيئة الوطنية للمحامين تم انتخاب الاستاذة سعيدة العكرمي التي احتلت المرتبة الاولى ب1757 صوتا وشوقي الطبيب 1245 صوتا وبوبكر بن ثابت1165صوتا واحمد الصديق 1100 صوت وريم الشابي 1056 صوتا ورشاد الفري1042صوتا وعماد بالشيخ العربي1040صوتا ويذكر أن عدد المترشحين للهيئة بلغ 25 محاميا. وتمثل القائمة الاسمية لاعضاء الهيئة مختلف الحساسيات السياسية والايديولوجية التي تؤثث المشهد القطاعي للمحامين حيث تمكنت القائمة القريبة من التجمع الدستوري الديمقراطي من الفوز بأكثرمن ثلث تركيبة الهيئة بما مجموعه 3من7 اما بقية المقاعد فقد تقاسمها التيار القومي و تحالف قريب من الحساسيتين اليسارية والاسلامية. في الدور الاول وشهدت انتخابات العمادة خلال الدور الاول عددا من المفاجآت كان اهمها الانسحاب غير المتوقع للاستاذ شرف الدين الظريف والهادي التريكي وعبد الجليل بوراوي والذين لم يتمكنوا من جمع عدد كاف من الاصوات وهو ما ادى إلى خروجهم من الدور الاول. كما كان لانسحاب ابراهيم بودربالة الوقع الكبير في صفوف المحامين خاصة ان عدد الاصوات التي تحصل عليها لم يتجاوز 300 صوت. في حين تحصل العميد السابق بشير الصيد على 793صوتا وعبدالرزاق كيلاني على 910 أصوات وهو ما اهلهما للدخول إلى دورة الحسم والتي بمقتضاها يتم اختيار واحد منهما. ثلاث قائمات   وتنافس خلال هذه الدورة من انتخابات الهيئة الوطنية للمحامين ثلاث قائمات مثلت مختلف كل التيارات السياسية الناشطة بالقطاع وقد تمكنت القائمات الثلاثة من التمثل داخل الهيئة وقد تحصلت قائمة «المحاماة اولا» على ثلاثة مقاعد وهم ريم الشابي ورشاد الفري وعماد بالشيخ العربي وقد كان ثلاثتهم ممثلين في الهيئة الوطنية المتخلية. اما «القائمة المستقلة»وهي قائمة محسوبة على العميد بشير الصيد فقد تمكنت من الفوز بمقعدين وكانا من نصيب كل من الاستاذين احمد الصديق و بوبكر بن ثابت. اما القائمة المهنية المستقلة والتي ضمت في صفوفها عناصر قريبة من اليسار واخرى قريبة من التيار الاسلامي فقد ضمنت بدورها مقعدين لكل من الاستاد شوقي الطبيب الذي احتل المرتبة الثانية في ترتيب المترشحين والاستاذة سعيدة العكرمي الحاصلة على اكبر عدد من الاصوات المصرح بها.  
خليل الحناشي  

(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 جوان 2010)


تنافس حادّ على تشكيلة الهيئة الوطنية للمحامين


حرر من قبل Editor في الأثنين, 21. جوان 2010 علمنا أن النتيجة الوقتية لفرز الأصوات في انتخابات أعضاء الهيئة الوطنية للمحامين منحت الأستاذة سعيدة العكرمي أسبقية ب1255 صوتا يليها الأستاذ شوقي الطبيب بفارق تجاوز الثلاثمائة صوت ثم الاستاذ بوبكر بالثابت فالاستاذ احمد الصديق يليه الاستاذ رشاد الفري ثمّ الاستاذة ريم الشابي فالاستاذ عماد بالشيخ العربي فالاستاذ فريد نصري ثم الاستاذ عامر المحرزي وفي الأخير الاستاذ مبروك كرشيد ومازال الفرز متواصل إلى حدود تحرير الخبر. وكما نلاحظ فإن الفوارق بين أصحاب المرتبة الثانية والتاسعة ضئيلة جدّا والمنافسة شديدة في حين انفردت في الطليعة الأستاذة العكرمي أمينة مال الهيئة السابقة والتي نجحت في تجاوز العجز الحاصل في ميزانية الهيئة لدى تسلمها لها سنة 2007 وفي تحقيق فائض قدّر بما يقارب المليون دينار.  جدير بالذكر ان الانتخابات ستفرز سبعة اعضاء للهيئة.  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 21 جوان 2010)  


رسالتي إلى العميد الجديد


حرر من قبل صـابر التونسي في الأثنين, 21. جوان 2010 لأمر ما، شدتني انتخابات المحامين هذه المرة أكثر من سابقاتها، تابعت حملتها الانتخابية، وأخبار مرشحيها وكنت أجد في نفسي ميلا للتحريض على مساندة العميد الجديد ـ قبل أن يصبح عميدا ـ إلا أنه  فاز من غير مساندتي! … اعتقدت أن الرجل مسكين ولكن تبين أن له جحافلا وجنودا تدبّر الأمر بليل وتتحرك في الظلام! أحدهم كألف وألف منافسيهم « كأفّ »! تفاءلت عند اللحظات الأولى لإعلان فوزكم بتزامنه مع انطلاق الساعة الأولى لأطول يوم في السنة (21 جوان)! … فقلت هذا فأل طيب، صاحبنا سيغرس عروقه في العمادة وسيمد فروعه! حتى يصلح الله به حالها كما « أصلح » حال البلاد بزعيمها! … وقلت سيعم خير صناديقها على أتباعه والمقربين منه كما عمّ خير البلاد على الأقارب والأصهار!! … ذلك أن من أعدم الخير لأهله لن يسديه لمواطنيه! … بدأت أبحث عن منفذ يقربني من العميد الجديد أو حاشيته لعل شيئا من جاههم أومالهم ينالني! … ولكن سيادته أخذته العزة بنصره، فطفق خطيبا في جموعه يعلن بداية « عهد جديد » للمحاماة، ويعلن أن لا عمادة مدى الحياة… ثم زاد من غلوائه وصرح بأنه لن يجدد ترشحه لدورة جديدة، وأشهد على نفسه أصدقاءه وخصومه بأنه لن يغير رأيه ولن يتراجع عما قطع! … قلت ذلك ليس من حقك فأنت « أب » للمحاماة  ولا يحقّ لك مستقبلا ـ إن ناشدك « أبناؤها » وتوسلوا إليك أن تجدد ترشحك ـ أن لا تفعل! … ثم إن إعلانك هذا إن صح منك العزم  » غدر » بجنودك الذين سهروا الليالي لتنال المنصب وبه تتشبث! … كان عليك أن تنبئهم بأن الأمر جد وليس مجرد شعار انتخابي! … لو أنك فعلت لكانوا راهنوا على غيرك من أصحاب الموائد الدسمة! … وما ينبغي لك أن تتركهم بعد نيابتك « الوجيييييزة » كالأيتام على مآدب الشامتين! وهل من الحكمة سيدي العميد المنتخب أن تبدأ بالإعراض عن النهج القويم « لسيادته »؟!  … ألا تكفيك تجربته وتراجعه عما قطع على نفسه أمام الشعب بأسره  ـ وليس أمام قاعة من قاعات الفنادق ـ لمّا ناداه الواجب لمواصلة المشوار وقيادة المسير برغبة من شعبه الذي علم أنه هو الأجدر والأقدر!! هو عاهد شعبه  والشعب أحله من عهده فأين المشكلة؟؟ أشد ما أغاظني في خطاب فوزك سيدي العميد قولك « التداول على المسؤولية أحد أسس الديمقراطية » لأنه ترديد لكلام له خبيء ـ معناه ليست لنا عقول  ـ فالديمقراطية « الأصيلة » ـ غير المستوردة ـ هي حسن التعامل بين جدلية خضوع  الزعيم لإرادة شعبه وخضوع الشعب لإرادة الزعيم!! أدعوك سيدي العميد أن ترأف بحالك ولا تورد نفسك المهالك! ولا تعرض عن النهج القويم « لسيادته » حتى يرحل، حينها « حرك مجنديك ومجنداتك ليخوضوا لك حملة تخاطب من خلالها الشعب بفئاته! ولا تقتصر على طائفة بني المحاماة  الذين يعتري بعضهم أحيانا ساعة من جنون فيشكر « المحاماة التي أعطته دروسا في الديموقراطية وعرفته بمفاهيم الاقتراع والانتخاب الحر والمسؤول، وأهدته نكهة الانتصار ولذته » وفاته أن تلك المفاهيم كلها مغروسة مبثوثة في خطابات الزعيم وعليها وعلى نهجه تربي!   سيدي العميد لك أن تختار أن تكون قائدا أولا تكون فذلك شأنك! وأما بعد أن تصبح لك القيادة فالأمر يتغير لأنك تصبح خادما وأجيرا ومطيعا لرغبة « رعيتك » التي لن تقصّر معك وستعرف لك فضلك! وأما ملاحظتي الأخيرة فقد حرمت سيدي العميد من حضور عرسكم فأرسلت من ناب عنّي ونقل لي خطابكم! …. وقد أثارتني جدا هتافات بعض من يزعم أنه من أنصارك! بمناداتك « يا عميد »! من غير تبجيل أو إجلال فهل معنى أنهم انتخبوك أن لا يسيدوك! … لو أنني كنت هناك لأخرجت « بالة مسرور » وأطرت  رأس المنادي! … وأما  ذاك الذي يصرخ « معاك يا عميد » فكان أولى به أن يهتف »نحن وراءك سيدي العميد مع « سيادتو » »!! كل انتخابات والمحاماة مستقلة! … وإن شاء الله « جَرَبُ » انتخاباتكم يعدي البلاد كلها! صـابر التونسي 21 جوان 2010   (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 21 جوان 2010)
 


تحديث العريضة الوطنية المساندة لحق العودة للمهجرين التونسيين…

عريضة وطنية: مساندة لحق العودة للمهجرين التونسيين


اضطر العديد من المواطنين التونسيين، طيلة العشريتين الماضيتين، لمغادرة البلاد والإقامة كرها في دول أجنبية تجنبا للملاحقات الأمنية والمحاكمات بسبب أفكارهم أو انتماءاتهم أو أنشطتهم المعارضة. ولا يزال أغلب هؤلاء المهجرين محرومين من وثائقهم الإدارية (بطاقات الهوية وجوازات السفر) ومن أبسط حقوقهم المدنية والسياسية ناهيك عن حقهم في العودة الآمنة والكريمة إلى وطنهم، في انتهاك واضح لدستور البلاد وقوانينها وللمواثيق الدولية التي صادقت عليها الدولة التونسية. كما لا تزال أعداد من الشباب التونسي الفارين من الملاحقة الأمنية والمضايقة تنضاف إلى قوائم المهجرين اللاجئين إلى خارج حدود الوطن. ورغم أن المُهجّرين وحدوا صفوفهم وانتظموا في منظمة دولية دعت إلى رفع هذه المظلمة، إضافة إلى الدعوات المتتالية من قبل عديد المنظمات والجمعيات والأحزاب والشخصيات التونسية فان السلطة لا تزال متجاهلة لهذه القضية ورافضة لرفع العراقيل التي تمنع أبناء الوطن من العودة إليه. نحن الموقّعون أدناه، نجدد مساندتنا المطلقة لحق عودة المهجرين، ونطالب السلطة التونسية بـ: – تسليم جواز السفر إلى كل تونسي في المهجر وفقا للمدة القانونية المحددة لذلك دون ضغط أو ابتزاز أو مقابل غير مضبوط بالقانون، وسحب نفس الأمر على كافة الوثائق الإدارية التي هي من حق المواطنين التونسيين مهما كان مكان تواجدهم، ـ الكف عن التعامل مع قضية المهجرين كملف أمني، ـ السماح بعودة كافة المهجرين وعائلاتهم، عودة آمنة وكريمة. الامضاءات الأولية : 1- الأستاذ محمد النوري – محامي 2- الأستاذ مختار الطريفي – محامي 3- الأستاذ العياشي الهمامي – محامي 4- الأستاذة نجاة العبيدي – محامية 5- محمد العيادي – ناشط حقوقي 6- سيد مبروك – ناشط حقوقي 7- الاستاذة راضية النصراوي – محامية 8- الأستاذ سمير ديلو – محامي 9- سليم بوخذير – صحفي 10- الأستاذ عبد الرؤوف العيادي – محامي 11- عمر القرايدي – ناشط حقوقي 12- الأستاذة يسرى فراوس – محامية 13- الأستاذة بشرى بالحاج حميدة – محامية 14- الأستاذ مراد العبيدي – محامي 15- الأستاذ فوزي بن مراد – محامي 16- الأستاذ محمد صالح رقيقة – محامي 17- الأستاذ أنور أولاد علي – محامي 18- الأستاذ عاطف بالكامل – محامي 19- الأستاذ كمال الحامدي – محامي 20- الأستاذ رضوان الحاري – محامي 21- الأستاذة منية بوعلي – محامية 22- الأستاذ عبد الناصر عويني – محامي 23- الأستاذ ضياء الدين مورو – محامي 24- الأستاذ نور الدين البحيري – محامي 25- الأستاذة لطيفة الحباشي – محامية 26- الأستاذ فيصل الجدلاوي – محامي 27- الأستاذ نبيل اللباسي – محامي 28- الأستاذ أحمد مشوش- محامي 29- الأستاذ أنور القوصري – محامي 30- حمزة حمزة – ناشط حقوقي 31- الأستاذ أحمد الصديق – محامي 32- الأستاذة آسيا الخج سالم – محامية 33- الأستاذ محمد على الحي – محامي 34- الأستاذ سيف الدين مخلوف – محامي 35- الأستاذ الفاضل سائحي – محامي 36- الأستاذ منذر الشارني – محامي 37- الأستاذ بسام الطريفي – محامي 38- الأستاذ فوزي جاب الله – محامي 39- الأستاذة وئام الدبوسي – محامية 40- الأستاذ شاكر السبري – محامي 41- اسماعيل دبارة – صحفي 42- مية الجريبي – الامينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي 43- مراد اليعقوبي – الحزب الديمقراطي التقدمي 44- شوقي بوعناني – الحزب الديمقراطي التقدمي 45- عصام الشابي – الحزب الديمقراطي التقدمي 46- منجي اللوز – الحزب الديمقراطي التقدمي 47- محمد الناجي الغرسلي – الحزب الديمقراطي التقدمي 48- نعيمة حسني – الحزب الديمقراطي التقدمي 49- صفية المستيري – الحزب الديمقراطي التقدمي 50- سعاد القوسامي – الحزب الديمقراطي التقدمي 51- فائزة ابراهم – الحزب الديمقراطي التقدمي 52- جمال الشريف – الحزب الديمقراطي التقدمي 53- عبد الجبار الرقيقي – الحزب الديمقراطي التقدمي 54- رشبد خشانة – رئيس تحرير جريدة « الموقف » 55- شاهين الشابي – طالب 56- رياض الحار – الحزب الديمقراطي التقدمي 57- فريد النجار – الحزب الديمقراطي التقدمي 58- توفيق القداح – الحزب الديمقراطي التقدمي 59- فتحي الرحماني – الحزب الديمقراطي التقدمي 60- محمد الحامدي- الحزب الديمقراطي التقدمي 61- أحمد فرحات الجموعي – الحزب الديمقراطي التقدمي 62- محمد بن فرج – الحزب الديمقراطي التقدمي 63- محمد الحمروني – صحفي 64- فتحي الماجري – ناشط حقوقي 65- وسام عثمان – ناشط نقابي و طالب دراسات عليا 66- أنور بالحاج عمر – ناشط حقوقي و سياسي 67- علي رابح – ناشط طلابي و حقوقي 68- نعيم الطاهر – طالب مرحلة أولى جغرافيا 69- حفاظ الجندوبي – موظف 70- شاكر الشرفي – أستاذ 71- محمد الحبيب المستيري – إطار تقني 72- زياد بومخلاء – طالب و ناشط نقابي 73- عبد الفتاح تاغوتي – ناشط خقوقي 74- آية الله كحلاني – أستاذ أنجليزية معطل 75- راشد كحلاني – طالب و نقابي 76- عبد الكريم بالهادي – طالب 77- إسماعيل خصيب – طالب و نقابي 78- ياسين منصوري – ناشط حقوقي 79- فوزي قار علي – ناشط حقوقي 80- عمار خليل حدس – ناشط حقوقي 81- سعيد الجازي – ناشط حقوقي 82- فاروق النجار – ناشط حقوقي 83- شادي بوزيتة – ناشط حقوقي 84- الأستاذ الهادي الشناوي – محامي 85- الأستاذ رضا بالحاج – محامي 86- عمر المستيري ـ مدير راديو كلمة 87- سهام بن سدرين ـ المجلس الوطني للحريات 88- كمال الغالي ـ كاتب وشاعر 89- الفاهم بوكدوس ـ صحفي 90- عمار عمروسية ـ صحفي 91- عفاف بالناصر ـ سجينة سياسية سابقة 92- محمد الأخضر لالة ـ عضو المكتب السياسي لحركة التجديد 93- غسان بن خليفة ـ صحفي وطالب 94- عبدالله زنيبر ـ مناضل جمعياتي 95- عبدالباقي خليفة / كاتب وصحافي 96- محمد الحمروني صحفي 97- خميس الشماري ـ مناضل حقوقي 98- معزّ الجماعي : ناشط حقوقي و سياسي 99- عبد الكريم الهاروني مهندس أوّل، أمين عام سابق للاتحاد العام التونسي للطلبة، سجين سياسي سابق و كاتب عام حالي لمنظمة « حرية و إنصاف » 100- هند الهاروني استاذة انقليزية معطلة وناشطة حقوقية. 101- انتصار السعدي – استاذ تعليم ثانوي 102- ظاهر المسعدي – عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي 103- عبد السلام الدريدي – عضو جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي 104- أ .عبد اللطيف محمد منتصر – الحزب الاجتماعي الديمقراطي التحرري 105- هشام بوعتور ـ صيدلاني 106- نجيب حسني ـ محامي ************************** ******************************************** 1 – Isabelle LORAND – Responsable Droits et Liberté au Collège exécutif national du PCF 2 – Nicole Borvo Cohen-Seat, Sénatrice de Paris (PCF) 3 – Eliane Assassi, Sénatrice de Seine-Saint-Denis (PCF) 4 – Bernard Dreano – président du centre d’études et d’initiatives de solidarité internationale CEDETIM 5 – Joan-Loís Escafit – militant syndical, associatif et mutualiste 6 – Josep Mª Navarro Cantero – SODEPAU (association catalanne de solidarité et cooperation) 7 – Hélène DUPONT 8 – Kamel Labidi, journaliste **************************************************** الرجاء إرسال توقيعاتكم على العنوان التالي petition.alaouda@gmail.com : ***************************************************** إجماع وطني متزايد حول عودة المهجّرين تواصل مكوّنات المجتمع المدني التونسي التعبير عن مساندتها غير المشروطة لمئات المهجّرين التونسيين في مختلف المهاجر في مطلبهم المشروع بالعودة الامنة والكريمة للبلاد. إجماع وطني متزايد هو بصدد تحويل هذه القضية الى مركز اهتمام وتعاطف وطني لن يخفت أو يضعف حتّى يعود آخر تونسي محروم من وطنه الى أهله وبلاده. إجماع وطني على ضرورة حلّ هذه المأساة التي يعاني منها قطاع من التونسيين بشكل يحفظ كرامة هؤلاء الوطنيين ويعيد إليهم حقوقهم المسلوبة بما يكفله دستور البلاد وقوانينها والمواثيق الدولية التي صادقتها عليها الدولة. رفض وطني لأساليب الابتزاز الأمني والسياسي وسياسة الشروط المهينة التي تمارسها السلطة التونسية على الساعين لكسر الحواجز التي تفرضها المصالح القنصليّة والاداريّة في طريق العودة للوطن. تعبّر المنظّمة الدولية للمهجرين عن امتنانها وشكرها لهؤلاء الوطنيّين الشرفاء وغيرهم ممّن دعم وساند مطالبنا الشرعيّة، وتدعو كلّ الوطنيّين من كلّ الأطراف والتوجّهات لمواصلة الدعم والضغط من أجل رفع هذه المظلمة التي دامت لسنوات طوال وآن الأوان أن تنتهي. عن المكتب التنفيذي المهجر في 21 جوان 2010 الذكرى الأولى لتأسيس المنظمة  

جريدة « الصحافة »: أوضاع متردية وإصلاح لم يعد يحتمل التأجيل

 


عقد صحفيو جريدة « الصحافة » اجتماعا عاما مع مديرها عبد الجليل بوقرّة ورئيس مدير عام مؤسسة « سنيب-لابريس » المصدرة لها منصور مهني، تداولوا خلاله أوضاع الجريدة وسبل تطويرها. الاجتماع الذي انعقد ظهر الثلاثاء 22 جوان 2010 بقاعة التحرير بالجريدة، تمّ بطلب من الصحفيات والصحفيين الذين ضاقوا ذرعا بتدهور الأوضاع المهنية والمادية وكذلك الاعتبارية في مؤسستهم التي تشكو من مشاكل مزمنة لم يعد هنالك مجال للتغاضي عنها وتجاوزها. خاصة وقد بلغ الأمر حدّ التطاول عليهم وامتهان كرامتهم من قبل بعض أعوان المؤسسة وأساسا المسؤول عن مستودع السيارات. فضلا عن الظروف المهينة التي يعملون فيها، والسياسة التحريرية العامة التي تعتبر المسؤول الأساسي عن نفور القراء من الجريدة التي تطبع 10 آلاف نسخة يوميا لا يباع منها إلاّ 2500 نسخة فقط؟ وذلك رغم توفرها على نخبة من الصحفيين المتميزين الذين يعتبرون من أفضل الأقلام في تونس في مختلف المجالات. وقد حصل شبه إجماع بين الصحفيات والصحفيين المتدخلين على أهمية النظام الهيكلي للمؤسسة الجاري إعداده في النهوض بواقع المؤسسة. ودعوا إلى إشراكهم في صياغته مع التأكيد على ضرورة إعادة الاعتبار للدور الصحفي والاحترام الكامل لحقوق الصحفيين وعدم السطو على الرتب والخطط الوظيفية الخاصة بهم مثل رتبة رئيس التحرير وخطة مدير التحرير اللّـتان تعودان وجوبا حسب الاتفاقية المشتركة للصحافة المكتوبة إلى إطارات الجسم الصحفي دون سواهم. كما دعوا إلى إشراك الصحفيين في مجلس إدارة المؤسسة، إذ من غير المعقول أن لا يكون الصحفيون ممثلين في مجلس إدارة مؤسستهم الصحفية. وقد أكد المجتمعون تضامنهم الكامل مع زملائهم المتعاقدين والمتعاونين القارين الذين يعملون منذ عدة سنوات في الصحيفة كامل الوقت، ويعتبرون بالتالي مترسمين حسب الأمر عدد 567 لسنة 1997 المؤرخ في 31 مارس 1997 المتعلق بضبط شروط وصيغ الانتداب بالمنشآت العمومية، اعتبارا لكون مؤسسة « لابريس » منشأة عمومية. ودعوا إلى الإسراع بتسوية الوضعية القانونية لزملائهم ورفع الضيم المسلط عليهم. إجابات الإدارة لم تتجاوز حدود التطمينات. وبرزت خلال الاجتماع خلافات جلية بين مدير « الصحافة » عبد الجليل بوقرّة ورئيس مدير عام المؤسسة منصور مهني وصلت حدّ التكذيب العلني. وتتمثل المشكلة الأساسية في عدم وجود نصوص قانونية تحصر مهام جريدة « الصحافة » وحدود تدخله وعلاقاته بمختلف مكونات المؤسسة والجريدة. وهو ما جعله يتعرض للصدّ والإهانة في أكثر من مناسبة حسب تصريحه، عند تقدمه بطلبات تخص عمل الجريدة. الاجتماع الذي ساده التشنج في أكثر من مناسبة انتهى إلى اتفاق على تفعيل اجتماعات مجلس التحرير على أن تكون أسبوعية في مرحلة أولى. مع تجديد التأكيد على أهمية تنظيم يوم دراسي حول الأوضاع في جريدة « الصحافة » والنهوض بها. فهل ستعود جريدة « الصحافة » لسالف إشعاعها كجريدة « تطرق أبواب الحقيقة » عندما كان يتولى شؤونها صحفيون محترفون؟ أم أن الساعين وراء الإصلاح واهمون يطرقون أبواب المستحيل؟ إذ كيف للظل أن يستوي والعود أعوج؟ وكيف لقطاع أن يتطور ويعانق الحرية والوزير المشرف عليه يظل في نظر المتابعين جميعا مهما تلون، مقصا رقابيا لم يحترف في حياته المهنية غير العمل الدعائي الفج الذي لا علاقة له بالمهنة الصحفية وأخلاقياتها، مع استعماله سلاح الإشهار أداة لشراء الذمم وسيفا مشهرا لوأد الآراء المختلفة مهما كان صوابها؟  
 


وجهة نظر : مؤتمر النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بالقيروان : هذا ما جنته علينا البيروقراطية و مرتزقتها : نقابة أم شعبة دستورية ؟

 


القيروان في 21 جوان 2010     انعقد مؤتمر النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بالقيروان يوم 19 جوان 2010 وحظيت بثقة « النواب »- كما هو متوقع – القائمة التي يدعمها الكاتب العام للاتحاد الجهوي. وللأسف كالعادة كان الإقصاء  و »التكمبين هما المهيمنان على المؤتمر.   وبعد قراءة متأنية للقائمة الفائزة يتبين لنا بكثير من اليسر الثوابت التي التقت حولها هذه المجموعة ونخص بالذكر احد الفائزين وهو السيد السبوعي وهو عضو شعبة ترابية بالسبايعية أولاد علي وكذلك منخرط في التجمع الدستوري الديمقراطي في شعبة التعليم الابتدائي معتمدية حفوز مثلما تؤكده الوثيقة التالية تحديدا رقم 101 السيد السبوعي صاحب بطاقة تعريف وطنية عدد 2043725 هذه الوثيقة صادرة بتاريخ 23/03/2005. أما الوثيقة الثانية فهي جرد لمنخرطي شعبة أولاد علي حفوز لما كان الأخ عضو النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بالقيروان عضوا فيها.   هذه إذا حقيقة النقابة الجهوية وهذه توجهات البيروقراطية النقابية. كما نحيط الإخوة النقابيين علما بأننا سنعود لهم عضوا عضوا ونقدمهم لكم كما هم دون مساحيق ليعلم الرأي العام هذه التوجهات البيروقراطية التي تسعى جاهدة لضرب التوجه التقدمي المنحاز لمصالح العمال الذي يسعى جاهدا للحفاظ على ثوابت المنظمة.     نقابي – القيروان   للإطلاع على الوثائق أنقر الرابط التالي :   http://archivesdemocratiesp.blogspot.com/2010/06/blog-post_22.html     المصدر  :  منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية «  الرابط  :http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p  


حمزة الفيل : رد على مقال النقابي محمد طاهر الشايب حول البحث العلمي والباحثين في تونس

   


  بعد التحليل الممتاز لوضع التعليم العالي في تونس من طرف الأستاذ العميد صادق بلعيد الذي يعتبر من رموز التعليم العالي في تونس والذي تحمل عديد المسؤوليات المتعلقة بتسيير منظومة التعليم العالي العمومي والخاص، قدمت جريدة الموقف في عددها 549 الصادر في 4 جوان 2010 حوارا مع الدكتور محمد طاهر الشايب بعنوان « البحث العلمي في تونس يزداد تراجعا » حيث تهجم على الباحثين بمراكز البحث العلمي فعدهم من « الصنف الثالث من الأساتذة. وقدم  المحاور الدكتور على انه « من بين قلة الباحثين الذين تركوا بصماتهم في مسيرة البحث العلمي ببلادنا »، وبالبحث عن مراجع بحثية ضمن مواقع عديدة بالانترنت كانت بصمة هذا النقابي الكبير في مجال البحث العلمي غائبة سواء في مستوى منظومة البحث أو في المستوى العلمي، كما لا يوجد اثر لمؤسسة بحثية واحدة من التي أدارها بفرنسا حسب ما جاء في نص الحوار. والسؤال المطروح ضمن أي صنف من الباحثين يمكن تصنيف أستاذ تعليم عال تقاعد ونشاطه العلمي مقتصر على أربع نشريات علمية يتيمة (1971، 74، 77 و91) بلغة موليار بالاشتراك مع 7 باحثين وكلها بقلم أساتذة فرنسيين واستشهد بها في 3 مناسبات فقط (حسب موقعwww.scopus.com  يمكن الدخول إليه عن طريق موقع www.cnudst.rnrt.tn). علما أن مثل هذا العدد من النشريات لم يعد كافيا للالتحاق بالمؤسسات الجامعية أو البحثية ولو في خطة مساعد، على الأقل في مادة الكيمياء اختصاص أستاذنا،  كما أن العديد من الأساتذة الباحثين في مراكز البحث في رصيدهم أكثر من 50 نشرية في مجلات علمية دولية مصنفة اغلبها غير ممضاة بقلم أجنبي، ثلاثة منهم بالقطب التكنولوجي بيرج السدرية يتراوح عدد نشرياتهم العلمية بين 70 و 90 (كما جاء في المقال « نخبة الباحثين الجامعيين يعاقبون في خمسينية الجامعة » المنشور بجريدة الطريق الجديد الصادرة في 5/9/2009). علما أن المعدل السنوي لعدد النشريات العلمية بالمخبر الواحد، والذي يمثل احد أهم المؤشرات الدولية لتقييم عملية البحث، .يزيد عن 14 نشرية بمراكز البحث بالقطب التكنولوجي ببرج السدرية في حين أن المعدل الوطني لا يتجاوز1,5 سنة 2009.
وفي ما يخص التحاليل المقدمة من طرف الدكتور المدرس، حول تراجع البحث العلمي، كانت عامة وخالية من أي معرفة دقيقة بمنظومة البحث العلمي والتكنولوجي التي شهدت أول قانون توجيهي لها (عدد 6-96) سنة 1996 والذي تلتها ترسانة من الأوامر والقرارات وآخرها الأمر (عدد 644-2009) المنظم لتسيير هياكل البحث والذي كرس البيروقراطية في تسيير هذه الهياكل ( وجهة نظر حول التنظيم الجديد لهياكل البحث: الجامعي عدد17 جوان 2009). فقد اختزل حسب تقديره مشاكل البحث العلمي في 3 أزمات رئيسية  » أزمة سياسة وتسيير وأخرى تهم المسائل اللوجستية وأخيرا عقلية الباحثين غير الملائمة » فهذه الأسباب المقدمة هي بمثابة قوالب صالحة لكل زمان ومكان وتعتبر لغة خشبية عندما تقدم من أحد اشهر الوجوه النقابية في الجامعة التونسية في القرن الماضي. كما أن تعليقه على الإحصائيات الرسمية حول ارتفاع عدد الباحثين من 6583 سنة 1998 الى15833 سنة 2006 « لكن البحث العلمي لا يحسب فقط بعدد الممارسين ولا عدد المؤسسات وإنما المهم من ذلك بحجم إنتاجه » كان أمرا بديهيا ينطبق على كل المجالات. وهنا يبدو أن الأستاذ سلم بصحة هذا الرقم المشكوك فيه من طرف النقابيين الجامعيين والباحثين لأنه لم يعتمد مقاييس موضوعية، كما وقع انتقاده في الندوة حول البحث العلمي في تونس: الواقع والتحديات، التي نظمتها الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي يوم 7 افريل 2010.
كما اعتبر الأستاذ أن فترة 1976-1986 تمثل أزهى فترات البحث العلمي وأكثرها إنتاجا دون الاستناد إلى إي رقم أو دليل منطقي عدا الحنين إلى تلك الفترة الذهبية من العمل النقابي بالجامعة التونسية. وهنا تجدر الإشارة إلى أن الإدارة العامة للبحث العلمي لم يقع بعثها إلا سنة 1978 تلا ذلك إحداث صندوق خاص بالبحث العلمي والتكنولوجيا مول المشاريع القومية للبحث العلمي في بداية الثمينات. وهل لاختيار سنة 1986 علاقة بالقرار الوزاري المتعلق بإحداث، ولأول مرة في تونس، لوحدات بحث بمراكز البحث بالمعهد الوطني للبحث العلمي والتقني (INRST) الذي قوبل باستنفار كثير من الجامعيين والنقابيين آنذاك؟
كما يبدو أن أستاذنا النقابي غير ملم بمنظومة الأقطاب التكنولوجية بغض النظر عن جدواها من عدمها، فالانطلاق الميداني لشركات التصرف في الأقطاب التكنولوجية بدأ سنة 2007 وعددها لم يتجاوز 5 إلى حد الآن (تقرير الدورة11 للمجلس الأعلى للبحث العلمي والتكنولوجي 6ماس 2010) وهي تخضع للقانون التجاري ورئيسها فاقد لأي سلطة على مراكز البحث وعلى مشاريع البحث وتمويلها على عكس ما صرح به. كما أن شركات التصرف في الأقطاب، التي أصبحت تحت إشراف وزارة الصناعة والتكنولوجيا منذ التحوير الوزاري الأخير، لم تتمكن بعد من إرساء سياسة واضحة وفعالة لربط أنشطة البحث العلمي والتطوير التكنولوجي بالاقتصاد الوطني وبالتنمية الشاملة. وما يؤكد بعد الدكتور المدرس على منظومة البحث العلمي هو إجابته، في آخر الحوار عن « الحلول العاجلة للخروج بقطاع البحث العلمي إلى بر الأمان » التي كانت، رغم سطحيتها، تخص منظومة التعليم العالي ومطنبة في الحديث عن إصلاح التعليم بكل مراحله.
وبالعودة إلى التصنيف الغريب للباحثين بمراكز البحث بدا الأستاذ المتقاعد منذ 12 سنة متجاهلا أو غير عارف بانتمائهم إلى سلك المدرسين الباحثين الذين ينتدبون عبر مناظرات علمية وطنية كما نظمها الأمر عدد 1825-1993 المتعلق بضبط النظام الأساسي للمدرسين الباحثين بالجامعات. وهذا الأمر كان محل نقاش قبل صدوره، ضمن الهياكل العلمية والنقابية في الجامعة التونسية، على عكس التشريعات التي صدرت في السنوات الأخيرة محفوفة بالتكتم. كما أن الأستاذ والأمين العام المساعد سابقا المكلف بالدراسات ضمن المكتب التنفيذي للاتحاد الشغل (89-93) كان من الذين عارضوا بشدة صدور قانون الباحث القار في بداية التسعينات ويطالب الآن، متناسيا مرجعيته الوحيدة، بتطبيق التوقيت الإداري، خلافا للأمر المذكور أعلاه، على المدرسين الباحثين الذين يشتغلون في مخابر بدائية حسب زعمه.
أن أكثر ما أرهق منظومة البحث العلمي هو أولا عدم استقرار هيكلتها، بعد أكثر من 30 سنة من إحداث الإدارة العامة للبحث العلمي، والتي تتغير مع تغير سلطة الإشراف على البحث العلمي التي تغيرت في ما لا يقل عن 10 مناسبات منذ إحداث كتابة الدولة للبحث العلمي سنة 1991. وثانيا ظاهرة التطفل لدى بعض الباحثين على مجالات بعيدة عن اختصاصاتهم مع استعمال كل الوسائل غير الأكاديمية لتهميش الكفاءات المختصة خصوصا من الذين رفضوا انجاز البحوث بالوكالة أو الباحثين الشبان الذين يتمتعون بكفاءات عالية يمكن الاستفادة منها عبر إرساء سياسة الاعتراف بهذا الصنف من الباحثين. ومن الأمثلة الصارخة، على هذا التطفل العلمي، الهيمنة على جمعية علمية تتعلق بالزلازل من طرف أستاذ تعليم عال في مادة الكيمياء اختصاص « استخراج سائل- سائل » وإبعاد أهل الذكر من الجيو- فيزيائيين.     حمزة الفيل أستاذ محاضر بمركز بحث وكاتب عام مساعد للنقابة الأساسية بالقطب التكنولوجي ببرج السدرية     المصدر  :  منتدى » الديمقراطية النقابية و السياسية «  الرابط  :http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p  


طلبة تونس WWW.TUNISIE-TALABA.NET أخبار الجامعة الإثنين 21 جوان 2010 العدد الثلاثون – السنة الرابعة – العــــــدد رقم 100  


بصدور هذا العدد يكون موقع  » طلبـــــة تونــــس  » قد بلغ الرقم 100 منذ انطلاق مسيرته في سبتمبر 2006 في جوّ خانق و تعتيم إعلامي و كبت للحريات … و قد عانى الموقع و لا زال من حصار شامل حيث تم حجبه من قبل الرقابة منذ صدور عدده الأول و حيل بينه و بين جماهير الطلبة و بذلك لم يتمكّن عدد كبير منهم من التواصل معه و المساهمة في محتوياته و إثرائه بأفكارهم و إبداعاتهم …. و لم يكف السلطة إيصاد أبواب وسائل الإعلام العمومية من قنوات تلفزية و إذاعات و صحف أمام الطلبة وهي مموّلة من قبل جماهير الشعب فقد تجنّدت الرقابة لملاحقة المواقع الإفتراضية القليلة المتاحة على الشبكة العنكبوتية لحجبها و تعطيلها و حتى تدميرها …. و لكن ما يمكن تأكيده هو أن ظلمات الحجب ستزول – بإذن اللّه – مع التطور الهائل في تكنولوجيات الإتصال و ستبقى سنوات الحجب معرّة في سجلّ من اتخذ القرار و من نفّّذه و ستذكر الأجيال الحاضرة و القادمة من الطلبة أنه في بداية القرن العشرين أريد فرض الوصاية على عقول الطلبة في تونس من خلال كبت الحريات و تكميم الأفواه و قمع الإعلام الحرّ و إن غدا لناظره قريب …. السنة الجامعية 2009 – 2010 : شعارها القمــــع و الحصـــار ….

مع إشراف السنة الجامعية الحالية على نهايتها تبرز عدة استخلاصات يمكن إيجازها فيما يلي :
– حصار شامل للعمل النقابي و الثقافي و السياسي – توالي المحاكمات السياسية للطلبة و الزجّ بعدد كبير منهم في السجون – عدم الحسم في مسألة التمثيل النقابي و وضع السلطة للعراقيل أمام عقد مؤتمر الإتحاد العام لطلبة تونس – بروز مشاكل السكن بشكل حادّ بصفة خاصة لدى الطلبة الجدد – غلاء المعيشة و انهيار المقدرة الشرائية للطالب في ظل تقتير شديد في تقديم المنح و القروض مما أدى إلى انقطاع نسبة منهم عن الدراسة – تفشي ظاهرة الغياب عن الدروس و حتى عن بعض الإمتحانات و إعتماد نسبة هامة من الطلبة في المراجعة على الدروس المنسوخة وهو ما يؤدي بالضرورة إلى ضعف في التكوين – ضبابية و غموض الآفاق الدراسية و المهنية بالنسبة لعموم الطلبة بعد اعتماد منظومة  » إمد  » – تزايد نسق الضغوطات التي تمارسها فئة من مرضى النفوس من المدرّسين الجامعيين على آلاف الطالبات و مساومتهنّ على شرفهنّ و كرامتهنّ لإشباع غرائزهم البهيمية … – بروز ظاهرة الإنحراف بشكل محيّر و ملفت للإنتباه لدى فئة من الشباب الطالبي : استهلاك و ترويج المخدرات ، اقتراف السرقات ، ارتكاب جرائم قتل ، انتحار ، ممارسة الدعارة …. كل هذه الظواهر و المشاكل و غيرها كثير تؤكد بأن الوضع في المؤسسات الجامعية غير مرضي و غير سليم و لا يسمح بأن تقوم الجامعة بدورها الطلائعي في تخريج الكفاءات الضرورية لخدمة المجتمع و تطويره و الإرتقاء به …. مؤسسات جامعية تمتنع عن نشر نسب النجاح في الدورة الأولى للإمتحانات :
لاحظ المراقبون للشأن الجامعي أن أغلب المؤسسات الجامعية لم تنشر نسب النجاح في الدورة الأولى للإمتحانات سواء في الأماكن المخصصة لذلك في هذه المؤسسات أو في مواقعها الإلكترونية و قد يكون ذلك إما بسبب التهاون و التقصير أو بصفة متعمّدة نظرا لضعف النتائج وهو ما لا ترغب إدارات هذه المؤسسات في أن يطلع عليه الطلبة و أولياؤهم و عامة المواطنين … و في كلتا الحالتين فليس هناك أعذار لهذه المؤسسات لأن من واجبها إطلاع الطلبة بصفة أولى و الرأي العام الوطني على النتائج الحاصلة …. احتفـــــاء بالسنــــة الدوليــــة للشبــــاب :
بعد قضائه شهرا في السجن : إطلاق سراح أنيس الرياحي ….
تم في ساعة متأخرة من يوم الجمعة 18 جوان 2010 إطلاق سراح الطالب أنيـــس الرياحــــي بعد أن قضّى في السجن شهرا كاملا بتهمة  » الإعتداء على موظف عمومي  » و أكد أنيس – الذي تم اختطافه من الطريق العام يوم 20 ماي الفارط – أنه تعرض أثناء إيقافه للتعذيب و أكّد أنيس – الذي يدرس بالمعهد التحضيري للدراسات الأدبية و العلوم الإنسانية بالقرجاني بتونس العاصمة – أنه أجبر على إبصام و إمضاء محاضر لم يطلع على فحواها و وجّهت إليه أسئلة حول انتمائه السياسي و حول تحركات طلابية في الجامعة …. طلبة المهدية : تأجيل جلسة الإستئناف …..
قررت محكمة الإستئناف بالمنستير تأجيل النظر في قضية  » طلبة المهدية  » إلى شهر سبتمبر القادم و كانت المحكمة الإبتدائية بالمهدية قد أصدرت يوم الإربعاء 10 فيفري 2010 حكما جناحيا ابتدائيا عدد 7165 / 2008 يقضي بالسجن لمدة عام و ثمانية أشهر ضد كل من الطلبة محمــــد السودانـــــي و أيمن الجعبيــــري و جواهـــــر شنّـــــة و حسّـــــان الصمــــاري و رمـــــزي السليمانـــــي بتهم  » الإعتداء بالعنف على موظف و هضم جانب موظّف بالقول و تعطيل حرية الشغل  » و ذلك على خلفية قيام هؤلاء الطلبة – و كلهم نشطاء ضمن الإتحاد العام لطلبة تونس – بعقد اجتماع في كلية التصرّف بالمهدية في شهر أكتوبر 2007 تمهيدا لانتخابات نوّاب مؤتمر اتحاد الطلبة …. تونــــــس : عائلة الطالب بلال الشوّاشي تتعرض للإضطهاد …..
منذ اختفاء ابنها عن الأنظار في بداية شهر مارس 2010 تتعرض عائلة الطالب بـــــلال الشوّاشـــــــي – و خاصة والدته علجيّة – للإضطهاد من قبل البوليس السياسي الذي يسعى للقبض عليه في إطار حملة ما يسمّى بـــ  » مقاومة الإرهاب  » التي اكتوى بنارها آلاف الطلبة اعتقالا و تعذيبا و تشريدا و سجنا …. و يتعرض منزل عائلة بلال الكائن بجهة  » رأس الطابية  » في تونس العاصمة إلى الزيارات المستمرّة من قبل البوليس الذي لا يملّ من تكرار معزوفته المشروخة  » أين يختفي بلال  » مع ما يصاحب ذلك من إرهاب نفسي و تهديدات لوالدته و بقية أفراد العائلة ….. و يزاول بلال دراسته بالمعهد العالي لأصول الدين بتونس وهو من المواظبين على حضور صلاة الجماعة في المسجد و تؤكد والدته أن ابنها ليس له أي علاقة بالتهم الموجهة إليه في إطار  » قانون الإرهاب  » اللادستوري …. طلبــــة الحقـــوق : مهنة المحاماة تعيش صعوبات و اكتظاظا غير مسبوق …..
في التقرير الأدبي الذي تمت تلاوته خلال الجلسة العامة الإنتخابية للهيئة الوطنية للمحامين يوم السبت 19 جوان 2010 و النقاشات الذي تلته تمت الإشارة إلى الصعوبات التي تعيشها محنة المحاماة و المشاكل العديدة التي يعاني منها المحامون في أداء عملهم كما تم إبراز التطور الهائل في عدد المحامين الذي تضاعف عدة مرات في عقد من الزمان و يشير التقرير الأدبي إلى أن عدد المحامين قد بلغ إلى حد يوم السبت 12 جوان 2010 ما مجموعه 7837 محاميا منهم 3542 محاميا لدى التمرين … و هذه الأرقام تعطي فكرة تقريبية لطلبة الحقوق الراغبين في ممارسة مهنة المحاماة عما ينتظرهم في مستقبل الأيام بالرغم من أن الوضعية في تونس لا يمكن مقارنتها بوضعية المحامين في مصر الذين قارب عددهم النصف مليون حيث بلغ في شهر جوان 456 ألف محامي ( حسب قناة  » الحوار  » التي تبثّ من لندن و بتاريخ 14 جوان 2010 ) …. الدروس الخصوصية في التعليم العالي : كارثــــة تعليميـــة ….
عندما تصبح الدروس الخصوصية ظاهرة فإن ذلك مؤشر خطير على أن السياسة التعليمية تسير في الطريق الخطأ و ما يجب الإشارة إليه هو أن الظاهرة تسرّبت من التعليم الثانوي إلى التعليم الجامعي و بالتحديد في بعض الإختصاصات العلمية في العديد من المعاهد العليا و الكليات حيث أخذت الظاهرة تتوسّع شيئا فشيئا لتشمل عددا أكبر من الطلبة و بمقابل يتراوح ما بين 200 و 500 دينارا شهريا و بطبيعة الحال فإن الأمر يخص الفئات المرفّهة من الطلبة القادرين على إنفاق مثل هذه المبالغ أما الفئات الفقيرة من الطلبة فلا حول لها و لا قوّة …. و ما يحصل الآن من الإقبال على الدروس الخصوصية في التعليم العالي يمكن وصفه بتناول  » المنشطات التعليمية  » على غرار المنشطات الرياضية التي يمنع تناولها – بطبيعة الحال – خلال المسابقات و قياسا على ذلك يمكن أن نطلق على الدروس الخصوصية في التعليم العالي بــ  » المنشطات الجامعية  » Dopage Universitaire طلبـــة تونسيـــون يدرســون بالخــارج يحتجّـــون على تعطيـــل  » السكايب  » :
عبّر آلاف الطلبة التونسيين الدارسين بالخارج عن غضبهم و احتجاجهم على قيام الرقابة في تونس بتعطيل خدمة  » السكايب  » التي تمكنهم من التواصل مع عائلاتهم داخل الوطن و تساعدهم على تحمل معاناة الغربة و البعد عن الأهل و الأصدقاء و ساهم الطلبة المقيمون بالخارج في إطلاق حملة جديدة على  » الفايس بوك  » تحت عنوان :  » سيّــــب سكايــــب نحــــبّ نكلّــــم دارنــــا  » و ذلك في محاولة لتجميع أكبر عدد ممكن من المحتجين للضغط باتجاه إلغاء التعطيل الحاصل ألا يكفي الطلبة و من ورائهم عائلاتهم ما يتحملونه من تكاليف باهظة لمواصلة دراستهم في ديار الغربة فتقوم  » اتصالات تونس  » و  » الوكالة التونسية للإنترنت  » المتهمتين بتعطيل  » السكايب  » بحرمانهم من التحادث مع آبائهم و أمهاتهم و إخوانهم و أصدقائهم بالصوت و الصورة للتخفيف شيئا ما من وقع الغربة ؟ أبهذه الطريقة تقوم هذه المؤسسات – التي تموّل من الأداءات و الضرائب – بتوفير الظروف و المناخات الملائمة لأكثر من 30 ألف طالب من النجاح و التفوّق في الدراسة ؟ هكذا – إذا – يجمع القمع المعنوي طلبة الداخل و الخارج و الجميع في سفينة واحدة تمخر بهم عباب البحر أملا في الوصول إلى شاطئ الحرية و الأمان ….. باكالــــوريا 2010 : الإعلان عن النتائج عن طريق الإرساليات القصيرة ….
نظرا لأن عمليات الإصلاح قد تمت في وقت وجيز و حسب بعض الأوساط التربوية فقد تم الإنتهاء منها يوم السبت 19 جوان فإن التقديرات تشير إلى أن النتائج النهائية أصبحت جاهزة منذ مساء يوم الأحد 20 جوان و من غير المستبعد – تبعا لذلك – أن يتم الإعلان عن نتائج مناظرة الباكالوريا عبر الإرساليات القصيرة يوم الخميس 24 جوان 2010 بالرغم من أن الإعلان الرسمي للنتائج في المعاهد قد حدّد خلافا للعادة ليوم السبت 26 جوان و ليس الأحد و بإمكان المترشحين التسجيل عبر الإرساليات القصيرة على الرقم : 873131 و يجب كتابة : كلمة  » باك  » ثم ترك فراغ ثم رقم التسجيل في الباكالوريا ثم نجمة ثم رقم بطاقة التعريف الوطنية و ذلك بالنسبة إلى مشتركي الهاتف الجوّال لـــ  » اتصالات تونس  » و  » تونيزيانا  » و القادم الجديد  » أورانج  » و ينتظر أن يتراوح عدد الناجحين في الدورة الرئيسية ما بين 55 ألف و 60 ألف من ضمن 139 147 مترشح تقدموا للمناظرة … حصاد الهشيم : جندوبـــــــة : انتحـــار طالـــــب …..
حالة جديدة من حالات الإنتحار المؤسفة عاشها الوسط الطالبي حيث شهدت مدينة جندوبة في أواسط الأسبوع الثالث من شهر جوان 2010 إقدام طالب يدرس في اختصاص الميكانيك على وضع حدّ لحياته بطريقة شنيعة حيث بقي بالقرب من السكّة ينتظر قدوم القطار و بمجرّد اقترابه منه ألقى بنفسه تحت العجلات الحديدية ليلقى مصرعه على الفور و لا تزال الأسباب التي تقف وراء انتحار هذا الطالب مجهولة …. أريانـــــة : انتحـــار تلميـــذة ؟
خلال فترة التحضير لفروض الأسبوع المغلق قامت التلميذة نسرين – أصيلة مدينة صفاقس و تبلغ 17 سنة – باستدعاء زميلة لها تدرس معها بالسنة الثالثة ثانوي يوم السبت 29 ماي 2010 قصد مراجعة بعض الدروس فصعدتا بعد زوال ذلك اليوم إلى سطح العمارة التي تقع بها شقة والديها بـــ  » حي الغزالة  » بأريانة …. و أثناء المراجعة تلقت مكالمة هاتفية من زميلة ثانية عبرت عن رغبتها في مشاركتهما في المراجعة و رغم اعتذار نسرين أصرّت المتصلة على الحضور و لم يمض وقت طويل حتى غادرت صديقتها الأولى المكان … و بمجرد مغادرتها علمت بسقوط نسرين من سطح الطابق السادس و كان الإرتطام على الأرض كافيا لإحداث أضرار بليغة بها و فارقت الحياة في غرفة الإنعاش بالمستشفى …. الوطـــن القبلـــي : تلميذة تقيم علاقة محرّمة مع شاب لمدة 6 سنوات و في الأخير تحمل منه ….
لا تكاد مآسي الإنحراف في الوسط التلمذي و الطالبي تنتهي بسبب التسيّب و استقالة الأولياء عن القيام بدورهم التربوي و غياب الرقابة و الإحاطة الإجتماعية بجيل نسبة هامة منه أصبح منهكا تعليميا و أخلاقيا و ثقافيا و باختصار شديد فقد البوصلة …. و إلا فكيف نفسر استشراء العلاقات المحرمة بين الشباب من الجنسين و بشكل كارثي و من يراجع عيادات التنظيم العالي و عيادات طب النساء فسيصاب بالصدمة و الذهول لأن الأمور قد أفلتت …. و كان من آخر ضحايا هذا الواقع المرّ تلميذة ذات 17 ربيعا تقطن بإحدى قرى الوطن القبلي حيث أقامت علاقة محرّمة مع شاب لمدة 6 سنوات كاملة في سرّية تامة و لم تتفطن أمها و لا أبوها للأمر إلا بعد أن انتفخ بطنها و بلغ الجنين الشهر الخامس و ها هي الآن ترتاد قاعات محكمة قرمبالية عوضا عن ارتياد قاعات المعهد الذي كانت – يوما ما – تدرس فيه ….. سويســــــرا : وفــاة طالــب تونســـي غرقـــا في بحيـــرة …..
تم يوم الإربعاء 16 جوان 2010 انتشال جثة طالب تونسي يدعى عصـــــام الوشتاتــــي من بحيرة قريبة من مدينة  » بوشيون  » السويسرية …. و كان عصام – وهو أصيل منطقة  » الزرايبية  » القريبة من  » غار الدماء  » و يبلغ من العمر 27 سنة و متزوج بأجنبية – قد هاجر إلى الخارج لمواصلة دراسته العليا و تحقيق طموحاته العلمية و المهنية و لكن شاءت الأقدار أن تكون نهايته غريقا في بحيرة بعيدا عن الأهل و الأصدقاء …. و كانت أخباره قد انقطعت عن زوجته منذ يوم الأحد و تم العثور على أدباشه ملقاة على ضفاف البحيرة يوم الثلاثاء و لم تتمكن الحماية المدنية من العثور على جثته إلا في اليوم التالي و لئن تبقى إمكانية الغرق هي المرجحة إلا أن التحقيق في الوفاة أبقى كل الفرضيات مطروحة …. لبنــــــة – ولاية نابــــل : وفاة طــــالب ……
مرة أخرى – و ككل سنة تقريبا – تحصل مآسي على شاطئ البحر أو في مياهه …. هذا ما حصل للطالب بـــــلال ذي الـــ 23 ربيعا و أصيل منطقة لبنة من ولاية نابل ( تبعد 20 كلم عن منزل بوزلفة ) وهو يدرس بالسنة الأولى بالمعهد العالي للفنون الجميلة بنابل تاركا اللوعة و الحزن في قلوب أفراد عائلته و أصدقائه و أحبّائه …. ففي يوم الإربعاء 9 جوان 2010 قصد بلال البحر للإستحمام صحبة ثلاثة من أصدقائه …. و في حين ذهب الثلاثة للسباحة بقي بلال قريبا بمنطقة  » القـــوس  » وهي عبارة عن مغارة كبيرة موجودة بمنطقة أثرية يشاع بأنها تحوي كنزا لم يفلح أحد في استخراجه بالرغم من المحاولات العديدة فخامرت ذهن بلال فكرة الولوج إلى المغارة و القيام بمحاولة على غرار سابقيه …. و رغم أن فتحة المغارة كانت ضيقة فإن ذلك لم يثنه عن المحاولة فقام بالتمدّد مزيحا التراب من أمامه و فجأة انهارت رمال الهضبة التي تعلو المغارة و سقطت صخرة يفوق وزنها 700 كلغ على ظهر بلال الذي ووري جسده تحت التراب و لم يبق يظهر منه سوى بعض أطراف قدميه … و رغم المحاولات العديدة لم يستطع أصدقاؤه سحبه من تحت التراب فتم الإستنجاد بالحماية المدنية … و قد أكد الطبيب الشرعي أن الوفاة ناتجة عن الإختناق و كذلك بسبب الكسور على مستوى الرقبة و العمود الفقري …. رحم اللّه بلال ورزق أهله جميل الصبر و السلوان و إنا للّه و إنا إليه راجعون المركـــب الجامعـــي بتونـــس : طالبـــة تتعرض للنشل ….
بعد الإنتهاء من إجراء إمتحان توجهت طالبة تدرس بكلية العلوم بتونس يوم السبت 12 جوان 2010 صوب محطة الميترو للعودة إلى منزل عائلتها و أثناء سيرها قرب مكان كثيف الأشجار اعترض سبيلها أحد المنحرفين طالبا منها تسليمه هاتفها الجوّال و رغم توسلاتها فإنه أصر على مطلبه مهددا إياها بتشويه وجهها بشفرة حلاقة فانصاعت لأمره و لم يكتف المنحرف بذلك بل قام بصفعها طالبا منها مغادرة المكان …. و من حسن حظ الطالبة أن أحد زملائها كان شاهدا على الواقعة فقام بتصويرها بهاتفه الجوّال مما سهّل عملية القبض على المنحرف وهو من سكان العمران الأعلى و من ذوي السوابق العدلية و قد أصرت الطالبة على تتبعه عدليا و تم عرضه على قاضي التحقيق بالمحكمة الإبتدائية بتونس يوم الإربعاء 16 جوان …. و في الختــــام :
 » … و الواقع أن موازين القوى العالمية تبدو مختلّة تماما لصالح القوى الداعمة للفساد و المفسدين في العالم ، وهي قوى تتشكّل ، في تقديري ، من تحالف عضويّ بين النخب الحاكمة في العالم الثالث و الشركات العملاقة المدعومة عادة من جانب حكومات الدول الغنية . و في ظلّ نظام دولي لا تتورّع فيه القوّة المهيمنة ، على الرغم من ادعاءاتها الليبرالية و الديمقراطية ، عن استخدام معلومات  » مفبركة  » عمدا لتضليل و خداع شعبها ، و مؤسساته الداخلية ، و خداع شعوب العالم و الأمم المتحدة ، من أجل شنّ حرب غير شرعيّة و غير عادلة على العراق لتحقيق أهداف خفيّة لا علاقة لها بالأهداف المعلنة ، يصعب القول بوجود مناخ دولي موات لمكافحة الفساد أو لنشر الحكم الصالح في ربوع العالم . و طالما استمرّت أجهزة رسمية قوية ، مثل المخابرات ، و أخرى غير رسمية ، مثل الشركات و البنوك العملاقة ، تعمل في الظلام دون رقابة دولية سياسية أو قانونية حقيقية ، فسيظل في وسع كبار المجرمين الدوليين ، السياسيين منهم و غير السياسيين ، أن يثروا ثراء غير مشروع ، و أن يودعوا أموالهم الحرام في حسابات سرّيّة بمنأى عن المحاسبة . و من الواضح أنه ما كان لشخصيات من أمثال سوهارتو و ماركوس و موبوتو و غيرهم أن تنهب بمثل هذه الشراسة بدون دعم مباشر و متواطئ من جانب حكومات و مؤسسات غربية قوية ….  »  » دور المؤسسات الدولية و منظمات الشفافية في مكافحة الفساد  »
– حســـــــــن نافعـــــــــــــة – أستاذ العلوم السياسية في كلية الإقتصاد و العلوم السياسية ، جامعة القاهرة


الصحفي الشاب بتونس، حطب للانتخابات


إيهاب الشاوش ينطبق المثل الشعبي التونسي القائل »متاكلة و مذومةّ » على الصحفيين التونسيين الشبان. فقبل الانتخابات و خلالها، تقع استمالتهم من كل الأطياف المشاركة، ليس عن حب بطبيعة الحال، و انما لعلم حيتان الصحافة الكبار ومثلها الأسماك الصغيرة،والتي تدور في فلكها، بانها تشكل أغلبية الصحفيين التونسيين و بالتالي فإنها تملك مفتاح « الربط و الحل » في نتائج الانتخابات، حتى ان كل مطالب الصحفي الشاب، من ابسطها الى اعقدها، تصبح خلال تلك الفترة، قابلة للحل، وما ان توزع المسؤوليات صلب النقابة، و يستقر كل عضو في كرسيه، هانئا دافئا، حتى تتغير الأمور. لست من قال ذلك، بل أحاول فقط تلخيص بعضا من مداخلات الزملاء الشبان خلال الجلة العامة للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، عقب قرار شقي النقابة على هامش اجتماع الفيج في اسبانا، الذهاب نحو مؤتمر(موحد، استثنائي او عادي) بحسب تعريف كل شق و طيف و كتلة، و على اساس رغبة كل طرف في توظيف الحدث لغايات لا يعلمها الا هو. حدث ذلك كالعادة في غياب الأغلبية، و هم الصحفيين الشبان، الباحثين بكل بساطة عن عقد مؤتمر، يفرز مكتبا يكون ممثلا جديا فيه، لأنه مل من التمثيل بالواسطة و من « تمثيليات » البعض. ان خلق « كتلة » شبابية صلب المكتب التنفيذي المقبل لن يكون بمثابة النزهة المريحة، لعدة اسباب: _أطراف تعتقد انها صاحبة المبادرة في انشاء النقابة، و بالتالي لها الشرعية التاريخية في احتلال موقع في المكتب التنفيذي. _أطراف تتحرك وفق مصالحها الضيقة، و هي غير مستعدة للتفريط فيها بتلك السهولة، رغم افتضاح امرها، و « إحتراق اوراقها » من خلال ادائها الهزيل صلب المكتبين. _أطراف ترى انها قدمت عديد التضحيات من أجل الحفاظ على وحدة النقابة واستقلاليتها، و بالتالي فهي مؤهلة قبل غيرها لإحتلال مكان ضمن المكتب التنفيذي. _أطراف وجدت نفسها خارج اللعبة في اكثر من مناسبة، و لن تتأخر في إتباع سياسة « الأرض المحروقة »، و التشويش على اي مبادرة قد تفرز مكتبا جديدا متجانسا، تتواجد فيه كل مكونات الخارطة الصحفية التونسية، و من جميع التيارات و الأجيال. لن يكون اذن الأمر سهلا لكنه ليس مستحيلا، على اعتبار ان الصحفيين الشبان هم الفئة الأوسع في القطاع، بالرغم من انه، وهو تناقض مثير، بقي اكثر المتضررين،رغم توالي المكاتب و التشكيلات النقابية. لا يمكن اتهام المكتبين، بالعجز، عن تقديم انجازات للصحفيين، هناك بعض الإنجازات التي تمت، لكن الأهم هو تشكل وعي جديد لدى الصحفيين الشبان، سيقف حائلا دون التلاعب بمصيره، واستعماله فقط كورقة انتخابية لهذه الجماعة او تلك، وعي جاء نتيجة الإفرازات و الهزات التي مرت بها النقابة، و خلقت مجالا أوسع للمشاهدة و المراقبة و من ثمة المحاسبة،واستخلاص العبر حتى لا تتكرر نفس الأخطاء مستقبلا. اول هذه الأخطاء او الأحكام المسبقة، هو قياس نحاج النقابة،بمستوى ارتباطها او ابتعادها عن الأحزاب، ثم الإدعاء بأنه يجب الفصل بين العمل الحزبي و العمل النقابي، وهي في الحقيقة مسألة مغلوطة، تستعمل للتسويق الإعلامي. فمنذ متى كانت الأحزاب و المنظمات النقابية الكبرى لا تتدخل في عمل المنظمات و الجمعيات الصغرى، و إن عبر تحريك خيوطها الخفية من وراء الستائر، و هو حق مشروع لكل تنظيم مهما كان. اما مدى نجاح نقابة الصحفيين، فهو في ارتباط وثيق بمدى التزام اعضاء المكتب التنفيذي بالعمل من اجل الصحفيين و الدفاع عن مصالحهم. لقد كان الزميل فوزي بوزيان، رئيس آخر جمعية للصحفيين التونسيين قبل ان تتحول الى نقابة، صحفيا بجريدة « لورونوفو » الناطقة باسم حزب التجمع الحاكم،( ناطقة بالفرنسية) و عين مؤخر مدير لها، كان متضامنا مع مطالب الصحفيين و مدافعا عنهم، لا يمل و لا يكل، و هذا ليس لأنه كان منتميا للحزب الحاكم، او لانه مستقل او معارض، بل لأنه كان ذو أخلاق رفيعة، و الصحافة أخلاق او لا تكون. للأسف لم يترشح الزميل بوزيان لرئاسة النقابة، ولو فعل لحظي بإجماع كل الصحفيين، و لكانت النقابة كسبت الثلاث السنوات لا في الولادة القيصرية و انما في بناء نقابة قوية. توجد رغبة قوية في الوسط الإعلامي حاليا، في التغيير، و التغيير تاريخيا لا يحققه الا الشباب، لأنه القوى النابضة بالحياة و التواقة الى التجديد. هناك جيل جديد من الصحفيين، فتح عينيه على الإنترنت و الفضائيات، و هناك قطاع خاص سمعي بصري ما فتئ يتوسع و يحتل مواقع متقدمة في المشهد الإعلامي التونسي، لكنه بقي مغيبا صلب المكتب التنفيذي للنقابة. و هناك في المقابل من فشل في الاختبار أكثر من مرة، و رغم ذلك فهو ما زال يردد الموال نفسه. و يوجد من يسعى بكل قواه إلى قطع أرزاق الصحفي الشاب، رغم ان قطار الحياة قد فاته منذ زمن بعيد. و يوجد من دعا الى المشي في جنازة نقابة الصحفيين وهي ما تزال فتية، ثم يرفع شعار « المعارضة الجادة » و « الصحافة المستقلة ». من « سيربح و من سيخسر؟ » هذا ما سيحدده المؤتمر القادم. Iheb_ch@yahoo.fr  


في الذكرى التاسعة والعشرين للإعلان عن حركة النهضة التونسية.

حركة النهضة بين الأمس واليوم( 7 )

 


نبهني أحد الأصدقاء ـ مشكورا ـ أن تأسيس الإتحاد العام التونسي للطلبة كان عام 1985 وليس عام 1986 كما ذكرت في الحلقة المنصرمة. تذكير بالمعالجات السالفة : 1 ـ إختيار الإسلام الوسطي. 2 ـ إختيار الديمقراطية. 3 ـ إختيار العمل مع المعارضة السياسية. 4 ـ إختيار منهج إصلاحي جامع يحاول ملامسة كل الفضاءات. 5 ـ الإنتظام ضمن إستراتيجية إصلاحية جامعة. () ـ عادة ما تكون الإستراتيجية ـ إلا في المجال العسكري بسبب طبيعته الخاصة ـ منهج تفكير يعتمل في النفوس وتترجمه الأيدي والأعمال ثم يدون مكتوبا موثقا إما في حال تطور الحركات إداريا وتنظيميا وتكاثر أعبائها أو حصول خلافات سياسية أو خلافات حول الإدارة أو غير ذلك مما يفرض التدوين لتجاوز المشاكل الداخلية. حتى في التاريخ الإسلامي وتراثه ذلك هو المسار الذي إتخذته حركة التدوين ـ الفقهية مثلا ـ حيث ظل الفقه أصولا وفروعا معمولا به فلما إستقر الأمر بالناس نزعوا إلى التدوين. تدوين الأشياء إيجابي وسلبي في الآن نفسه. إيجابي لتجاوز المشاكل والتفرغ للعمل سيما عند تنوعه وكثرة واجهاته ولكنه سلبي من جهة منزعه التلقائي الطبيعي لتأبيد المدون حيث تنشأ الأجيال مع مرور الأيام غير واعية بما يسمى اليوم الثقافة العملية قبل التدوين من جهة والأخطر من ذلك كله ـ من جهة أخرى ـ هو تأبي ذلك المدون على المراجعة والتقويم في النفوس وذلك هو منشأ التقليد المنكور. () ـ نشأت إستراتيجية الإصلاح والتغيير في الحركة منذ البداية بما وقر في عقل ثلة التأسيس الأولى أي : غلبة الطابع الحركي العملي والإنفتاح على الناس لدعوتهم ومواجهة التحدي العالماني ( كان في تونس في تلك الأيام تحديا شيوعيا إلحاديا عنيدا جدا) وتوظيف أي فضاء ممكن لتفعيل تلك الهموم في محاولة لإستئناف الحياة الإسلامية على أساس أكبر فكرة قامت عليها الحركة ـ وربما الصحوة الإسلامية المعاصرة وخاصة الإحيائية منها على يد الشهيد البنا عليه رحمة الله سبحانه ـ وهي فكرة : جماع الإسلام للحياة. كانت الإستراتيجة في تلك الأيام هي الدعوة إلى الإسلام في صفوف الشعب بصفة عامة وخاصة في صفوف الشباب سيما أن المؤسسين الأوليين ( الغنوشي ومورو) كلاهما مثقف : أحدهما ثقافة فلسفية فكرية شهدت تقلبات بين إنتماء عروبي ناصري عاطفي وإنتماء سلفي عملي مخفف وإنتماء دعوي حركي حثيث وإنتماء إسلامي إحيائي جامع والآخر ثقافة حقوقية معاصرة مع تعلق بتدين تونسي تقليدي ملتزم. لم تكن الإستراتيجية تحمل أكثر من عنوان الدعوة التي يغلب عليها الطابع العملي الفكري المفتوح ثم عركتها التجارب حتى تحولت من حادثة سوسة 1973 حتى الإعلان عن الحركة 1981 تحولات كبيرة جدا لم تكن تخطر على بال. () ـ هناك إستراتيجية موثقة مدونة وهي التي سميت الإستراتيجية المؤقتة لحركة الإتجاه الإسلامي وهي ثمرة من ثمرات المؤتمر الرابع للحركة ( ديسمبر 1986) وهناك إستراتيجية عملية ظلت تتطور مع الأيام وتعالج التحديات الداخلية والخارجية بما يناسبها. معنى ذلك أن العمل سابق للتنظير وأن المعالجة سابقة للتدوين وأن المدون عادة ما يلجأ إلى أسسه القطعية الكبرى في حالات معروفة من التهديد والخلاف وغير ذلك ولكن للواقع سطوته وللمعيش سلطانه وذلك هو معنى ملاءمة الموثق للمعيش. ذلك هو المنهج الإسلامي القائم على محكمات هي الإستراتيجية الموثقة المدونة من شأنها العصمة في زمن الفتنة أو التراجع من جهة وعلى ما دون ذلك من إستراتيجية عملية تطبيقية ميدانية تعالج الواقع بما يناسبه. () ـ لو رصد راصد إستراتيجية الحركة ـ كما طبقت حتى اليوم ـ وليس كما دونت لألفى أنها إستراتيجية قوامها : رعاية المحكمات التي نشأت عليها الحركة أي بطاقة هويتها بالتعبير القديم للمهندس الجبالي وهي ( الصفة الإسلامية في مقابل الصفة التيوقراطية من جهة والصفة العنفية الإرهابية من جهة أخرى+ الصفة المدنية السلمية الديمقراطية + الصفة الجماعية التي تحاول معالجة آثار الآزمة في البلاد في كل المناحي قدر المستطاع + الصفة السياسية جمعا بين كون الإهتمام بالشؤون العامة للناس من لدن الإسلام عبادة تقرب إلى الله سبحانه وبين كون السياسة مفتاح من أهم مفاتيح الإصلاح والتغيير في زماننا ـ بالرغم من تبعات ذلك في ظل الدولة العربية الحديثة التابعة ـ وبين كون السياسة إجتهاد بشري تحاكم فيه الأعمال وليس النيات ولا يتلبس بالدين فيه لا لتكفير مجتهد مخطئ ولا لتقديس إلهي أو إسباغ عصمة على مصيب).. الإستراتيجية العملية المعيشة للحركة قوامها ذاك أي رعاية المحكمات التي شكلت بطاقة هويتها من جهة والتمحض لمعالجة آثار الواقع بقصد إصلاحه من جهة أخرى من بعد حسن فهمه وحسن فهم تطوراته وتعقيداته وما تيسر من مآلاته. () ـ ليس هناك من الأدل على ذلك من تطور الحركة بسرعة من جهة وبسبب تمحضها لمعالجة الأوضاع من جهة أخرى من الجماعة الإسلامية ( أول إسم ) المهتمة بالدعوة إلى الإسلام إلتزاما خلقيا وعباديا وغير ذلك ثم إلى الدعوة إلى ذلك إلتزاما فكريا عندما إعتلج الإشتباك مع الشيوعية والأفكار المادية بصفة عامة .. ثم إلى حركة الإتجاه الإسلامي ( الإسم الثاني ) أي حركة مهتمة بإعادة الإعتبار إلى الإسلام نظاما للحياة ومنهاجا لمعالجة الأوضاع في كل الحقول والميادين والمقصود هنا بصفة خاصة هو الحقل السياسي .. ثم إلى حركة النهضة ( الإسم الثالث الأخير حتى اليوم ) أي حركة تحاول المساهمة في معالجة الأوضاع المحلية مع رعاية إرتباطاتها الإقليمية والقومية والإسلامية والدولية.. أو قل : حركة تحاول المساهمة في توفير حل نظري وعملي في الآن معا لقضية الدولة بسبب أن الدولة هي الفاعل الأكبر ـ من حيث الواقع وليس من حيث ما حقه ذلك ـ إما في فتح آفاق النهضة الإسلامية الجامعة وإستئناف الحياة الإسلامية بحسب الأصول الإسلامية وتحديات الواقع أو غلق تلك الآفاق وتأبيد الإستلحاق والتغريب وهيمنة أعداء المشروع الإسلامي وأعداء الأمة على مقدرتها الثقافية والإقتصادية والإستراتيجية. ذلك دليل على أن إستراتيجية الحركة مبناها معالجة الواقع بحسب ما تسنى لها من عمق في التفكير وجماع في المعالجة وقصد في التخطيط وصبر على ذلك وغير ذلك. دعني أقول بكلمة واحدة : روح إستراتيجية الحركة هي الحركة والتغيير والإصلاح والمعالجة والفعل والبحث دوما عن المنفذ المناسب ـ أو الأنسب ـ لتثبيت محكمات بطاقة هويتها أي : الإسلام والديمقراطية والجماع وغير ذلك. () ـ أما الإستراتيجية المدونة فلم تكن سوى تدوين لما وقر في العقول سيما بعد تجربة ثرية غنية نسبيا. رغم ذلك فإن تلك الإستراتيجية كانت تعبر عن رشد وحكمة. وهذه هي أهم ما في تلك الورقة المصادق عليها في مؤتمر 1986 : 1 ـ المقدمات المعروفة التي تثبت طبيعة الحركة أو بطاقة هويتها. وهي مقدمات فصلت في ذلك تفصيلا ـ ربما وبحسب إطلاعي ونظري ـ بمثل ما لم يفصل في أي وثيقة أخرى. من مثل تلك التفصيلات التي لا تكاد تجد لها اليوم ذكرا ـ في هذا المضمار وليس في غير هذا المضمار ـ تثبيت معاداة الحركة للخيار الأمريكي في المنطقة. وهو أمر له معناه ومغزاه بسبب أنه يرمز مباشرة إلى تفعيل إحدى أهداف الحركة المثبتة أي : الإنحياز إلى حركات التحرر ومناصرة المستضعفين فضلا عن كونه يرمز ـ بعد ذلك وليس قبله ـ إلى أن المشروع النهضوي الجديد ينطلق من تفعيل الوعي بأن المشكلة مع الغرب ( الغرب الفلسفي الثقافي وأجندته البشرية والتخطيطية ) مشكلة فكرية ثقافية فلسفية في المقدمة من جهة وأنها مشكلة إستلاب وهيمنة من جهة أخرى وأن تونس واقعة بالضرورة تحت ذلك التأثير بكل مستوياته ـ وخاصة الثقافية منه بسبب أن البلاد فقيرة ـ بل تكاد تكون معدمة ـ من حيث المقدرات العسكرية والإستراتيجية ( وبأقل من ذلك المقدرات الإقتصادية المسيلة للعاب الغرب النهاب أي : الذهبين الأصفر والأسود ) بما لا يجعلها محل تطاحن دام على مائدة الخصومات الغربية ولكن مجرد قاعدة إرتكاز خلفية لتأمين بعض من ذلك بصفة عامة ولضمان الولاء الثقافي والسياسي والإستراتيجي لأطماع الغرب بصفة خاصة ـ. 2 ـ شروط النهضة التي ترصدها تلك الوثيقة وهي شروط خمسة : أ ـ تأهيل جيل إسلامي يؤمن بالفكرة الإسلامية الصحيحة معتدلة بين أصلها وعصرها. ب ـ توفير حمالة تنظيمية تحتضن ذلك الجيل وترعى تلك الفكرة. ج ـ إعداد قيادات رواحل توجه مشروع النهضة صوب خياراته الصحيحة واقعيا. د ـ توفير المدد المالي اللازم لدفع الإستثمار في الإنسان والفكرة والجيل والحمالة ورواحلها. ه ـ توفير المناخ الملائم لتحقيق التقدم على درب النهضة المنشودة إجتماعيا ونفسيا وسياسيا وإقتصاديا وثقافيا وإستراتيجيا قدر الإمكان من خلال محاولة التأثير في موازين القوى لتعديلها لصالح المشروع النهضوي الإسلامي المعاصر. 3 ـ مراحل الإستراتيجية النهضوية الإسلامية المعاصرة : حددت تلك الوثيقة مراحل ثلاث لبناء مشروع إسلامي نهضوي معاصر يستعصي عن الإقتلاع ويتأبى عن الإستئصال على نحو تتشبع فيه الأرضية التونسية سيما في شبابها وأجيالها القابلة بالفكرة الإسلامية المتوازنة بين أصلها وبين عصرها والمنفعلة مع واقعها بغية إصلاحه وفق مناهج التدرج والتلطف والرعاية والتربية. تنبع تلك الإستراتيجية كما سنرى بعد قليل بإذنه سبحانه بأن المنهاج الحركي للحركة مبناه التربية والتعليم والتثقيف والتنوير والتزكية وإعداد البنى الذهنية والعقلية والنفسية والروحية التحتية وتشييدها على نحو تستقبل فيه تحديات الواقع ومشاكل التغيير وأثمان الإصلاح بصبر ومصابرة. تنبع تلك الإستراتيجية من أن الإنسان هو خليفة الله في أرضه وهو المستأمن على عهده وهو المعلم بعلمه وهو المستعمر في كونه بل هو قدر من أقداره وسنة من سننه وسبب من أسبابه به يهتدي من يهتدي ويضل من يضل وينصلح من ينصلح ويفسد من يفسد. غير أنه قدر عاقل مريد مختار حر لا يكره على ذلك حبة خردل ولكنه يحرر بالعقل ثم يخير بين الرشد والغي وهو وحده من يتحمل مسؤولية إختياره الحر اليوم وغدا سواء بسواء. أ ـ مرحلة الإنبثاث : المقصود منها إنبثاث الجيل الإسلامي برواحله وجنوده في الشعب وفي المؤسسات بقصد بث الفكرة الإسلامية بريئة من اللوث التيوقراطي بقدر براءتها من الشغب العالماني إذ كلاهما شطط ويستوي الشطط أن يكون في إتجاه اليمين إخسارا أو في إتجاه اليسار طغيانا. مرحلة الإنبثاث معناها : أولوية الدعوة وأسبقية الفكرة ومركزية الإنسان ومبدئية الحرية والمراهنة على قوة الحجة وليس على حجة القوة كما فعل بورقيبة وبن علي لوأد المشروع النهضوي الجديد المعاصر. ب ـ مرحلة التأهل : المقصود منها إستصحاب مرحلة الإنبثاث في سعيها لإشاعة الفكرة الإسلامية وتوظيف حصائلها تأهلا للولوج بها إلى النخبة التونسية في أي موقع كانت وخاصة نخبة المؤسسات بكل أصنافها وأنواعها تأهيلا للفكرة الإسلامية ذاتها أن تتصدر مواقع التوجيه في تلك المؤسسات التي خربتها العالمانية من جهة والإستبداد السياسي من جهة أخرى فضلا عن الفساد المالي وغير ذلك. منشأ فكرة التأهل هي أن الإنبثاث وحده لا يكفي وهو ما يميز حركة النهضة عن جماعة الدعوة والتبليغ مثلا ـ على فرض أن أولئك يبثون الفكرة الإسلامية ولكن يغلب عليهم بث الخلق الإسلامي وهو فعل محمود ولكنه لا يكفي بسبب أن الإنسان كائن متعدد الأبعاد فإذا شبع بعد بوجبة جاع بها بعد آخر في ذلك الكائن ذاته .. عندها لا يستقيم أمر الكائن كله ـ. الإنبثاث لبث الفكرة الإسلامية وإنتخاب رواحل جدد لها ورجال ونساء وشباب خطوة أولى على الطريق الصحيح ولكنه لا يكفي في المشروع النهضوي المعاصر الجامع. فكان لا بد من التفكير في تأهيل المجتمع الفاعل بمؤسساته المدنية أو من المرتقب أن يكون فاعلا في تحقيق التحول النهضوي. منشأ تلك الفكرة هي أن أخطر داء يمكن أن تصاب به حركة نهضوية هي عزلتها عن المجتمع ومنه المجتمع المؤسساتي الذي هو حلقة بين المجتمع وبين الدولة ومعلوم أن الدولة العربية الحديثة هي عدو المجتمع بالضرورة بسبب تبعيتها اللازمة ـ حبا أو كرها ـ لقوى التأثير والهيمنة في العالم. ( لك أن تراجع أهم كتاب في ذلك أي الدولة ضد الأمة للدكتور برهان غليون ـ الكتاب بالفرنسية ـ بمثل مراجعتك لمقال قديم نسبيا للدكتور عبد المجيد النجار عن تعويق الدولة للنهضة العربية ). معنى ذلك هو أن تأهيل الجيل الإسلامي ورواحله لخوص غمار المؤسسات ومعالجة مشاكلها وتحدياتها سبب من أسباب تأهل ذلك الجيل لقيادة البلاد وتسيير دفة النهضة على درب التقدم والتوجيه والريادة. معنى ذلك هو ترويض ذلك الجيل الإسلامي على العمل الجماعي العلني من خلال المؤسسات القائمة. معنى ذلك هو ترويض ذلك الجيل على قيم الديمقراطية وإحترام الرأي الآخر المخالف. معنى ذلك هو إختبار الرواحل من ذلك الجيل أيها يتقدم لمهمات أشق وتحديات أعسر. معنى ذلك هو توفير الصيغة الواقعية الميدانية لملاءمة الفكرة المجردة مع واقعها المعيش لإمتحانها وإمتحان حاملها وإمتحان ملاءمتها لتلك المؤسسة. ج ـ مرحلة التمكين. المقصود منها إستصحاب مرحلتي الإنبثاث والتأهل وحصائلهما في المجتمع ومؤسساته بقصد التمكين لتلك الحصائل الفكرية والبشرية في الدولة والمجتمع والمؤسسات. 3 مستويات من التمكين لشروط النهضة آنفة الذكر : مستوى المجتمع من خلال الإنبثاث الذي لا ينتهي حتى يوم القيامة بسبب أنه دعوة إلى الإلتزام الفكري والخلقي. ومستوى المؤسسات من خلال التأهل فيها وبها لتحقيق ضرب من التوازن بين الدولة والمجتمع تحريرا للمجتمع من هيمنة الدولة وإستعبادها لأحراره وعبثها بحقوقه وكراماته. ومستوى الدولة من خلال تطويعها يوما بعد يوم لخدمة المجتمع وتحقيق مهماتها الأساسية أي : تثبيت الحرية والكرامة والعدل والقسط بين الناس ورعاية ثوابت الدستور العليا وتعميق الإستقلال حتى يكون إستقلالا حقيقيا جامعا وليس مجرد إستقلال عسكري بجلاء آخر جندي عن قاعدة بنزرت عام 1962 بل المطلوب جلاء آخر فكرة وآخر تأثير وآخر هيمنة ولا مانع من بعد ذلك ـ وليس قبله ـ من التعاون على قدم الندية والمشاركة والتبادل الحر والتعاون على قضايا الحق والعدل والحرية في العالم كله. وهم خاطئ سكن بعضا من أولئك وبعضا من هؤلاء. 1 ـ وهم ظن به بعض من هؤلاء أن المراحل الثلاث مستقلة بعضها عن بعض فلا تنتقل الحركة من مرحلة حتى تنهي الأخرى. والحقيقة أن تلك المراحل الثلاث في تواز مستمر وهل تتخلى حركة تمكنت من ناصية الدولة مثلا عن واجبها في الإنبثاث أو في تأهيل الناس لخوض غمار المؤسسات لتفعيلها؟ طبعا لا. ومن يفعل ذلك يلعب بمستقبله . من يفعل ذلك يجني إنزياحه عن محطات التأثير ومواقع الفعل إلا أن يتحول من الديمقراطية إلى الإستبداد وعندها يكون المصير المحتوم معروفا طال الزمن أو قصر. 2 ـ وهم ظن به بعض من أولئك وهؤلاء معا أن التمكين معناه الإنقضاض على الدولة كما تعبر عن ذلك التقارير الأمنية التي حوكم بمقتضاها الناس. أول ما ينقض ذلك هو شرط توفر المناخ الملائم لذلك التمكين فضلا عن كون التمكين لا يعني التمكين من الدولة ولكن يعني التمكن من الإنبثاث أولا ـ وليس الإنبثاث أمرا ميسورا بسبب المتابعات البوليسية والملاحقات الأمنية ـ ومن التأهل ثانيا ـ وهو أمر كذلك ليس ميسورا بسبب ذلك وبسبب غربة الإسلام عن أكثر تلك المؤسسات إلا تدينا لهذا أو ورعا لذاك ولكن التوجه العام للمؤسسة عادة ما يكون خادما لتوجه الدولة التي بسطت ذراعيها على المجتمع ومؤسساته حتى إبتلعتهما أو تكاد ـ. إذا تم ذلك بأقدار معلومة حصل التمكين من مناطق التأثير والتوجيه في المجتمع وفي تخوم الدولة سواء بسواء. 3 ـ وهم ظن به بعض من أولئك وهؤلاء معا كذلك أن التمكين المقصود يعني الإستيلاء بالقوة على الدولة أو عبر إنقلاب عسكري أو غير ذلك من الأوهام التي لا يأتيها إلا السذج في الحقيقة ومن يأتيها من غيرهم فهو عدو المشروع الإسلامي الذي يريد تشويهه لعزل الإسلام وقيمه عن الدولة والمؤسسات والمجتمع ويبقى فارس الساحة الأوحد يفعل ما يشاء ولا يسأل عما يفعل. إنما التمكين المقصود هو : إستثمار حصائل مرحلتي الإنبثاث والتأهل للتأثير بهما على الدولة في المحطات الإنتخابية ومع مرور الأيام بقصد واضح جلي هو : التأثير في ميزان القوى المنخرم لصالح الدولة بنسبة تكاد تصل حدا أقصى غير مسبوق. تلك هي السياسة كما يعرفها أهلها. وحتى لقاء قابل. الهادي بريك ـ المانيا

 


بين الرياضة والسياسة


يكتبه كمال بن يونس

في الوقت الذي يتابع فيه مئات الملايين من المغرمين بكرة القدم في العالم جميع المقابلات ..وتصفيات الدور الأول قامت الدنيا ولم تقعد في فرنسا وفي عدة وسائل إعلام عالمية بسبب «الخلافات» و«العنف اللفظي» بين مهاجم المنتخب الفرنسي «نيكولا أنيلكا» (ـ لاعب تشيلسي الانجليزي ـ)  ومدرب الفريق ريمون دومينيك.. الزوبعة بدأت في ملعب في جنوب إفريقيا يبعد عن باريس أكثرمن 12 ساعة جوا ..وبلغت أصداؤها قصر الايليزيه.. إذ أعلن عن تدخل الرئيس الفرنسي فيها.. فيما تعاقبت بعدها تصريحات كبار الساسة والوزراء الفرنسيين.. وبينهم وزيرة الاقتصاد الفرنسية الشهيرة «كريستين لاقارد» ووزيرة الرياضة روزلين باتشيرو.. وإذ يستعد المنتخب الفرنسي إلى مقابلة مصيرية تجمعه اليوم بمنتخب البلد المضيف فإن لاعبيه  رفضوا المشاركة في تدريبات أول أمس الأحد في تدريبات التحضير.. بعد خلافات نشبت بين قائد الفريق باتريس إيفرا ومدرب اللياقة البدنية روبير دوفيرن.. على خلفية مضاعفات مهاجم المنتخب نيكولا أنيلكا.. في الأثناء لوح مسؤولو كبار الشركات الفرنسية الداعمة ماليا للمنتخب الفرنسي بالتوقف عن تمويله ..وعن نشر صور لاعبيه في إعلاناتها.. بسبب «تراجع شعبيتهم».. لو لم أقرأ هذه «الأخبار الرياضية» بنفسي في مواقع رسيمة فرنسية وعالمية لتوقعت أن الأمر يتعلق ببلد إفريقي «متخلف».. يخلط بين الرياضة والسياسة.. أو بقيادات أمريكية لاتينية « متطرفة».. أما و الأمر يتعلق بعاصمة النور.. وببلد فلاسفة التنوير.. فسوف أعدل ساعتي مجددا حول «استقلالية» الرياضة عن السياسة والاقتصاد ومصالح « الكبار».. في كل الامصار..    (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 جوان 2010)
 


ـ 14,7 بالمائة فقط من التونسيين يثقون في سلامة الأغذية.. ـ


كشفت دراسة حديثة حول «رؤية المستهلك التونسي للجودة الصحية للمواد الغذائية» التي أعدها مركز الدراسات والبحوث EMERHOD حول رؤية التونسي للجودة الصحية أن 14,7 بالمائة من التونسيين  يثقون كليا في سلامة الأغذية التونسية في حين ارتفع مؤشر عدم الرضا عن السلامة الصحية للأغذية التونسية   من واحد بالمائة سنة 2007 إلى 3 بالمائة سنة 2008 ليصل إلى 6 بالمائة سنة 2010. وقد تم التطرق إلى هذه الدراسة التي اعتمدت على عينة تتكون من 100 شخص تتراوح أعمارهم بين 18 و45 سنة خلال ورشة تفكير انعقدت مؤخرا حول تشخيص النظام الغذائي المتداول حاليا بتونس. وكشف السيد نبيل بالعم مدير عام مكتب الدراسات خلال  مداخلته أن 60 بالمائة من المستجوبين يعتقدون أن الأغذية المروجة في السوق سليمة صحيا.. وتعود أكبر نسبة من الرضا  إلى الحبوب و مشتقاتها، في حين بينت الدراسة أن 49 بالمائة من التونسيين يخافون من المخاطر الصحية  الناجمة عن ظروف الصناعة والتعليب والنقل… وبينت الدراسة في جانب آخر أن قرابة 56 بالمائة من المستجوبين يمنحون ثقتهم للحليب الذي يعد من الأغذية السليمة صحيا في حين اعترف 51,7 من التونسين أنهم يطلعون على  مدة صلوحية الأغذية و 38,7 على مكونات المنتوج.
منال حرزي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 جوان 2010)


في دراسة حديثة ..ضعف الموارد المالية سبب الخلافات الزوجية لدى نصف التونسيين  

كثيرا ما يتم التساؤل عن أسباب الاختلاف والخلافات بين الأزواج التي قد تؤدي في غالب الأحيان إلى الطلاق… وتبعا لذلك يقر الكثيرون ممن دخلوا القفص الذهبي أن المحرك الرئيسي للمشاكل داخل مؤسسة الزواج هو «المال»  بين الزوجين ومسؤوليات التصرف والانفراد فيه داخل الأسرة… هذا الطرح لم يعد مجرد فرضية  حيث اعترف 55 بالمائة من الرجال أنهم يرجعون أسباب الخلاف إلى ضعف الموارد  في حين تذهب 46 بالمائة من المستجوبات إلى نفس المذهب.. ويعترف 25 بالمائة  منهم بغياب الحوار و12 بالمائة بأحادية القرار. هذه المعطيات وردت في دراسة حديثة  أنجزها مركز الدراسات و البحوث و التوثيق و الإعلام حول المرأة  تتعلق بـ«المال بين الزوجين والتصرف في الدخل الأسري» لسنة 2007 على عينة من المتزوجين بإقليم تونس من كلا الجنسين تتكون من 500 متزوج و 500 متزوجة. وتبعا لذلك يرجع 26 بالمائة من الرجال و 25 بالمائة من النساء أسباب الخلاف إلى غياب التواصل حول المسائل المالية في حين أرجعت 13 بالمائة من النساء  أسباب الخلاف إلى أحادية القرار… مصادر الخلاف… وفي تشخيص لمصادر الخلاف بين الزوجين كشفت الدراسة المذكورة سالفا أن 7 بالمائة من النساء يرجعن أسباب توتر العلاقات و سوء التفاهم إلى تقتير الزوج في الإنفاق  في حين أن 4 بالمائة فقط من الرجال صرحوا بذلك باعتبار أن العديد من الزوجات لا يعرفن دخل أزواجهن ولا أوجه صرف ما يتوفر لديهم من مال… أساليب تجاوز الخلافات الزوجية… وصرح بعض المستجوبين ممن شملتهم الدراسة أن الخلافات بسبب المال أمر طبيعي و لا بد منه حتى أن البعض منهم لا يرون بأسا في ذلك من ذلك  أن هنالك من قال بصريح العبارة أنه «يريد المحافظة على نفس طريقته في التصرف في المال مع بعض الخلافات و«بركة ربي  تنزل»… على حد تعبيره. ومع ذلك يقر غالبية المتزوجين من الرجال الذين صرحوا بحصول خلافات بسبب المال أنهم تجاوزوا ذلك بمجرد الحوار أو تدخل بعض الأطراف الأخرى أي الأقارب و الأصدقاء… حيث بينت الدراسة أن الخلافات التي تحصل بين الزوجين بسبب المال لم تصل في مجمل الأحيان إلى حد يستحيل معه مواصلة الحياة ليظل بذلك الزواج قائما حفاظا على مصلحة الأبناء و دعما لمبدا الحوار المستمر… منال حرزي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 22 جوان 2010)


 جينيف 20جوان 2010          
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين الرسالة 823  بقلم محمد العروسي الهاني كاتب تونسي

ما أجمل الحياة الكريمة في حرية

 


 كنت أتمنى أن أزور سويسرا حتى أقف على ما سمعته عن ذاك البلد اﻵمن الديمقراطي من حرية وكرامة وعدالة وقد تحقق لي ذلك يوم اﻹثنين 14 جوان 2010 لقد كنت أتصور و أنا اعبر الحدود الفرنسية السويسرية التقاء حراسة وحواجز وديوانة وتفتيش نظير ما يحدث على حدودنا مع الجزائر و ليبيا والمغرب لكني رأيت العكس تماما إذ أدخلنا رجل بالزي لمقر الديوانة المتواضع وقام بتحيتنا بلطف ثم طلب فتح نافدة السيارة وسألنا مبتسما أين أنتم داهبون قلنا له إلى جنيف ثم أردف  هل لديكم ما تصرحون به ومع نفينا ابتسم وأشار إلينا بمواصلة الطريق وقد استغرقت العملية دقائق ثلاث دون طلب جواز سفر أو طبعه أو تعمير بطاقة. ما أجمل تلكم المعاملة وما أحوجنا في بلداننا العربية والمغاربية إلى مثل هدا التعامل الحضاري المعبر عن ثقافة حقوق اﻹنسان وقد قلت لمرافقي متى أشهد هدا التطور في مغربنا العربي و هل حان الوقت لتطور عقليتنا وسلوكنا إزاء مجتمعاتنا مثلما تفعل أوروبا اليوم ومثلما هي الحال في سويسرا بعقلية نابعة من قيم  ديننا الحنيف الذي يحترم حقوق اﻹنسان وكرامته هذا هو سلوكنا في ديننا الذي أبهر العالم وأثر في سلوك الغرب في حين أضاعه أصحابه إذ كان علينا كمسلمين ونحن أصحاب هذه المبادئ أن نتمسك بها ونحافظ عليها في معاملتنا وسلوكنا مع بعضنا ومع اﻵخرين.
قال الله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله صدق الله العظيم  
محمد العروسي الهاني 22022354  


الكرامة أولاً


العجمي الوريمي
تطرقنا في مقال سابق (الوصاية الثقافية وكيف جنت على نخبتنا) إلى الدعوة الغريبة من طرف بعض المفكرين العرب للدول الغربية لخوض حرب ثقافية لا هوادة فيها على بلداننا معاضدة لما يسمى الحرب على الإرهاب، وهم يعبرون عن موقف شريحة من النخبة العربية التي لها حضور إعلامي وأكاديمي لافت ولكنها لا تمثل إلا الأقلية وتعيش في قطيعة مع واقعها ومجتمعاتها، وهي تحجب مواقف أخرى على النقيض منها تدعو إلى إنهاء الوصاية الثقافية، بل أكثر من ذلك إلى شتى ضروب المقاومة بعد أن انكشفت النوايا الحقيقية للسياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الغربيين بغزو كل من العراق وأفغانستان والصمت المخجل عن جرائم الكيان الصهيوني. واللافت للنظر أن كلا الفريقين -دعاة الوصاية ودعاة المقاومة- يشتركان في الإقرار بأهمية العامل الديني والثقافي في تطور العلاقة بين الغرب وبين الإسلام كمجموعة حضارية وسياسية، على حد عبارة هشام جعيط. أما الإسلام كعقيدة وشريعة فهو في قلب الخلاف بين الفريقين. ففي حين يعتبره حراس الحداثة الغربية عامل تقهقر وانحطاط، يعتبره منظّرو المقاومة عامل نهوض وتحرير ومحركا للتنمية ومحورا للهوية. أما فيما يتعلق بالموقف من الأنظمة الاستبدادية فإن كل طرف يتهم الطرف الآخر بالتحالف أو التواطؤ أو الالتقاء الموضوعي معها، وفي الحقيقة ففي الأمر تفصيل لأن المسألة جد معقدة، إذ نجد في بعض بلدان المشرق والخليج التقاء بين الحكومات وبين القوى المحافظة حول الثوابت الدينية والقومية وحول التمشي في إنجاز إصلاحات اجتماعية وسياسية عميقة ولكن بنسق بطيء. كما نجد في بعض بلدان المشرق الأخرى والمغرب العربي تحالفا سافرا بين الحكومات وبين التيارات التغريبية واللائكية للحفاظ على المنجز التحديثي المشوه، وقطع الطريق على تيار الإحياء الإسلامي الأصولي على حساب الديمقراطية التي بقيت مشروعا مؤجلا. وفي كلتا الحالتين: التحالف المحافظ والرسمي والتحالف الرسمي العلماني يتم تغليب الاعتبار الإيديولوجي على الاعتبار السياسي، وقد تناست هذه القوى مجتمعة أن توافقاتها أثر من أوضاع ما بعد المرحلة الاستعمارية وتواصل لاشتراطات الحرب الباردة وأن العولمة الزاحفة التي حولت العالم إلى قرية، وأن تفكك التوازن القديم الذي تحولت بمقتضاه أميركا إلى إمبراطورية تنفرد بتقرير مصير العالم تفرض على كل الأطراف مراجعة استراتيجيتها السياسية والثقافية. ومن المفكرين العرب الذين تنبهوا ونبهوا إلى طبيعة التغيرات الجوهرية في الوضع العالمي وتأثيراتها العميقة المرتقبة على ثقافتنا ومجتمعاتنا، المفكران «المهدي المنجرة» و«هشام جعيط». يشترك المفكر المغربي المهدي المنجرة والمفكر التونسي هشام جعيط في القول بأن العرب والمسلمين يتعرضون يوميا لإهانات متكررة من طرف القوى الغربية، وأن ذلك مدعاة للنقمة والثورة. وإذا كان جعيط يوافق فوكوياما في الكثير من تحاليله التي وردت في كتابه «نهاية التاريخ» فإن المهدي المنجرة يعتبر نفسه قد سبق هنتنغتون في إطلاق لفظة الحرب الحضارية، أي ما يقابل مقولة صدام الحضارات عند هنتنغتون رغم أن المنجرة لا يرى في النظريتين تماثلا، ويعتبر أن أطروحته استشرافية، في حين أن أطروحة الباحث الأميركي توجيهية، فالاستشراف يساعد على التوقي من الصراعات، أما التوجيه فقد يؤدي إلى إذكائها أو التحريض عليها. يقول المنجرة: «ويمكن تلخيص مقاربتي على الشكل التالي: إذا أنت لم تنتبه إلى القيم الثقافية فسيقودك ذلك نحو النزاع. أطروحتي تتغيا استباق الأمور لتفادي النزاعات على عكس هنتنغتون الذي يعتبر أن البذرة الوراثية للعنف توجد في الحضارات». أما فيما يخص ما تتعرض له المجتمعات التابعة من الإذلال فيعتبر المنجرة «أن تاريخ العالم الثالث في الخمسين سنة الأخيرة عبارة عن سلسلة لا متناهية من المهانات والمذلة» ويضيف كمثل صارخ على ذلك ما يحدث في فلسطين والعراق فالمشاهد التي تنقلها الفضائيات عن البلدين «عبارة عن إهانة يومية». ويؤيده في ذلك هشام جعيط محاولا تفسير أسباب تنامي النقمة والعنف والنزعات الجهادية. يقول جعيط: «الجهادية ليست متأتية فقط من عدم وجود الديمقراطية، بل تعود إلى أن بعض المسلمين يرون أن الإسلام قد احتُقر كثيرا وأن العالم الحديث لا يكترث به ولا يعطيهم قيمة ويهمّش حضارتهم». كما يتفق المفكران التونسي والمغربي على أن الغرب لم يكن حريصا على نشر الديمقراطية في البلدان العربية والإسلامية ولم يشجع على ترسيخها، كما يتفقان على أن الدول الإسلامية والعربية أخفقت في التحول إلى ديمقراطيات، وأن السبب في ذلك يعود إلى النخب التي بنت الدولة الجديدة، دولة ما بعد الاستعمار، فهي نخب جاهلة حسب جعيط «ولم تَعِ بعد ضرورة احترام قيم الحرية واحترام الإنسان». أي أنها لم تفعل ما من شأنه أن يحدث تطورا في القيم الأساسية. وهي نخب خاضعة -حسب مهدي المنجرة في «المغرب الذي يتبع خطى الولايات المتحدة غير أنه ليس الوحيد في ذلك..». ويضيف: «أنا لا أدافع عن السياسة المغربية، على العكس من ذلك أعتبر أنها سياسة الخنوع وليس ثمة من كلمة أخرى تدل عليها». إن قيمة مقاربة المفكرين المغربي والتونسي كل من موقعه وحسب تجربته الحياتية المختلفة عن الآخر تكمن في تغيير المنظور السائد لواقعنا العربي الإسلامي وإيلاء أهمية كبيرة للعامل المعنوي والروحي في فهم أزمتنا المعاصرة، فهما يعتبران أن الطبقات الشعبية ليست لها مشكلة مع البديل الإسلامي بل تتمناه، فالإسلام حسب المنجرة «هو الذي حرر دول العالم العربي والإسلامي وليست الإيديولوجيات التي قدمت من الغرب» بل إن الإيديولوجيات المستوردة والتجارب التحديثية التي قامت عليها قد عرفت الفشل. والصحوة الإسلامية أو ما يعتبره جعيط الرجوع «إلى إسلام سوسيولوجي وطقوسي وليس فقط سياسي» وهو عند كل من المفكرين المغاربيين ردة فعل ضد ما قام به الغرب وأتباعه من التحديثيين من امتهان للإسلام. وإذ يحذران من خطورة استمرار الإهانة والإذلال، وقد عنون المهدي المنجرة كتابه الأخير بـ«الإهانة في عهد الميغاإمبريالية»، يتوقعان أن يؤدي ذلك إلى انتفاضات حتمية، خاصة أن الغرب لا يبدي جدية في تشجيع الإصلاحات ولا يهتم بترسيخ الديمقراطية في العالم الإسلامي. يقول المنجرة: «فالإهانة لا تعرف حدودا.. لم يعد أحد يقوم برد فعل إزاء إهانة المقدسات وتدنيس المعتقدات».. «فالانتفاضات حتمية في العالم العربي الإسلامي». أما موضوع الحداثة فحوله تباين في رؤية المفكرين التونسي والمغربي إذ يرى الأول ضرورة اقتحامها وترسيخ قيمها في ثقافتنا ويرى الثاني تجذير قيمنا الحضارية في واقعنا واعتماد استراتيجية تحديثية انطلاقا منها، فبثقافاتها وقيمها تتمايز الشعوب والمجتمعات. ورغم أنهما إلى حد ما مثيران للجدل ومحركان للسواكن في توتر مستمر مع الموروث والمستجد، فإني أرجح تصنيفهما في مقدمة دعاة المقاومة الثقافية الذين يقولون إن الكرامة قرينة الحرية بل الكرامة أولا. ajmilourimi@yahoo.fr    (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 22 جوان 2010)


عمرو موسى في غزة  1/3   » فذبحوها وما كادوا يفعلون « 

 


 بقلم علي شرطاني – تونس   لئن كنت تابعت الإعلام الحر خاصة، كما تابعه الكثير من المراقبين للشأن العام العربي الإسلامي والدولي والمتابعين له، وربما بأقل اهتمام وأقل اكتراث.ة فقد كنت بالغا على يقين من أن كل الذي يحدث من حراك سياسي وإعلامي وشعبي حيال المجزرة التي اقترفتها العصابات الصهيونية في المياه الدولية بالبحر الأبيض المتوسط ، سرعان ما يتجه للخبو عبر الزمن وبمرور الوقت، لما ما زالت عليه أكثر القوى الرسمية العربية والإقليمية والدولية من قرب لدولة الكيان الصهيوني ومن دعم واحتضان لها، ويفقد قوة تأثيره دون أن يكون لذلك تأثيره السلبي على دولة العصابات الصهيونية. ولم أر جديدا خاصة في زيارة عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية البائسة، لأني أعلم أنها خطوة من قبيل ذر الرماد في العيون وليس لها من معنى سياسي. وما كانت هذه الزيارة لتكون لولا أن ذلك كان مقابل الموقف الرسمي التركي. ولو أن العرب أصبحوا يخشون بعد الذي حصل أن تلحق تركيا رجب طيب أردغان رئيس وزراء تركيا حزب العدالة والتنمية ذي الخلفية الإسلامية بعد الموقف المشرف جدا في مؤتمر دافوس الإقتصادي العالمي، الذي مثل العرب فيه الدكتور عمرو موسى، وبعد تصدر المشهد الإغاثي في أسطول الحرية لكسر الحصار على قطاع غزة، وكان الأتراك أكثر من دفع الثمن ومن قدم أكثر من الشهداء، أن يكتفي العرب كل العرب بالفرجة والتواطىء والخذلان، حتى يقوم السيد طيب رجب أردوغان نفسه بالخطوة التي هدد بها، وهو الذي لا يستبعد أحد أن يقوم بذلك، لما أصبح الكل يعلم ما بالرجل من رجولة وشهامة وتحدي راشد ناضج غير متهور، ويقوم بنفسه بقيادة أسطول آخر لكسر الحصار، الذي يعلم الكل أن الكثير من نسخ النظام الرسمي العربي هي الطرف الأهم فيه، والمتمثلة في قيادة أسطول آخر بنفسه لكسر هذا الحصار الظالم.. وبعدما تصفحت في موقع شبكة الحوار نت الإعلامية نقلا عن الجزيرة نت ما سجله فريق الجزيرة الإعلامي من مشاهدات في الكواليس قبل وبعد زيارة عمرو موسى إلى قطاع غزة، والتي ذكرتني بقصة بقرة بني إسرائيل التي أوحى بها الله سبحانه وتعالى من بين ما أوحى به للنبي صلى الله عليه وسلم من وحي وقد جاء ذلك في قوله تعالى من سورة البقرة: » وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزؤا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين * قالوا ادعوا لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك فافعلوا ما تؤمرون * قالوا ادعوا لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين * قالوا ادع ربك يبن لنا ما هي إن البقر تشابه علينا وإنا إن شاء الله لمهتدون * قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون * وإذ قتلتم نفسا فالدارأتم فيها والله مخرج ما كنتم تكتمون * فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته لعلكم تعقلون*. وأصل الحكاية ما جاء في رواية ابن أبي حاتم عن عبيدة السلماني قال :  » كان رجل من بني إسرائيل عقيما لا يولد له وكان له مال كثير وكان ابن أخيه وارثه فقتلة ثم احتمله ليلا فوضعه على باب رجل منهم ثم أصبح يدعيه عليهم حتى تسلحوا وركب بعضهم على بعض فقال ذوو الرأي منهم والنهى : علام يقتل بعضنا بعضا وهذا رسول الله فيكم ؟ فأتوا موسى عليه السلام فذكروا ذلك له فقال :  » إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة « قال : ولو لم يعترضوا لأجزأت عنهم أدنى بقرة ولكنهم شددوا فشدد الله عليهم حتى انتهوا إلى البقرة التي أمروا بذبحها فوجدوها عند رجل ليس له بقرة غيرها فقال: والله لا أنقصها من ملء جلدها ذهبا فاشتروها بملء جلدها ذهبا فذبحوها فضربوه ببعضها فقام حيا فقالوا :  » من قتلك ؟ قال : هذا وأشار إلى ابن أخيه ثم مال ميتا فلم يورث قاتل بعده » وفي رواية  » فأخذوا الغلام فقتلوه  » هكذا ذبح بنوا إسرئيل البقرة على عهد موسى عليه السلام، وما كادوا يفعلوا ما فعلوا لولا أنه لم يبق أمامهم ما يقولوه وما يشترطوه وما يطلبوه ولولا أنه لم يبق أمامهم إلا ذبحها ولولا ما انتهى إليه ثمنها من غلاء وخوفا من فضيحة القتل ونكران ذلك على بعضهم وعلى أنفسهم بعد أن اقتتلوا من أجل ذلك.  


مصر ترفض التفاهمات الفلسطينية


الجزيرة نت-خاص كشفت مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع للجزيرة نت أن مصر أبلغت الشخصيات المستقلة رسميا عدم موافقتها على ورقة تفاهمات بين حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وأنها تفضل التفاهم بينهما عقب توقيع الأولى على الورقة المصرية للمصالحة. وأكدت المصادر أن مدير المخابرات المصرية عمر سليمان أبلغ شخصيات فلسطينية مستقلة رفض القاهرة أن توقع حماس وفتح على ورقة التفاهمات قبل توقيع حماس على ورقة المصالحة التي أعدتها مصر أو أن تكون التفاهمات جزءا من الاتفاق الشامل. وتوصلت مجموعة من الشخصيات الفلسطينية إلى مخرج قبلت به حماس يتمثل بالتوافق على ورقة تفاهمات مع فتح تكون ملحقا للورقة المصرية، الأمر الذي رفضته بشدة مصر وطلبت إقناع حماس بالتوقيع على ورقتها ثم بحث ملاحظاتها، وفق المصادر نفسها. وأشارت المصادر إلى أن القاهرة ترى أن ملاحظات حماس يجب أن تؤخذ عند التطبيق لكن الحركة ترى ذلك مخالفا لأصول الاتفاق ولا تريد أن تتسبب ملاحظاتها بعد التوقيع بمشاكل جديدة على الساحة الفلسطينية. وأوضحت المصادر أن إحباطا كبيرا في صفوف الشخصيات المستقلة أعقب الموقف المصري، حيث كان الرئيس محمود عباس وافق على ورقة تفاهمات داخلية دون أن يحدد إذا كانت قبل توقيع حماس على الورقة المصرية أم بعد ذلك. ردود من جهته أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار للجزيرة نت أن حركته تنتظر من الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ردودا نهائية على مقترحاتها التي تسلمها أثناء زيارته لغزة. وقال الزهار في تصريحات لمراسل الجزيرة نت في غزة ضياء الكحلوت إن حماس « حملت موسى مقترحات تتضمن موقف الحركة من المصالحة الفلسطينية ورغبتها الجادة في إنجاح الاتفاق وإنهاء الانقسام وهي تنتظر الآن الردود النهائية وإجابات محددة على ما قدمته من مقترحات ». ووصف ترتيبات زيارة موسى لغزة بأنها « غير طبيعية ونتائجها محدودة »، مفسرا ذلك بوجود ضغوط من دول عربية –لم يذكرها- عليه. نقطتا المصالحة وبين الزهار في حديثه للجزيرة نت أن التقدم بملف المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام مرهون بالتوافق مع حركة فتح على نقطتين أساسيتين. وأوضح أن القضية الأولى هي تشكيل اللجنة المركزية للانتخابات بإجماع وطني « لكي لا يتم التشكيك بنتائج الانتخابات القادمة وأن يتم اختيار أعضاء اللجنة بالتوافق وليس بالتشاور ». وأضاف « وكذلك اتفقنا على تفعيل وعدم تعطيل منظمة التحرير والقيادة المؤقتة لترتيب موضوع الانتخابات وللأسف تم شطب هذا الملف، نحن لا نريد تكرار تجارب حوارات 2003 و2005 و2007 ». وأكد القيادي البارز بحماس أنه « لو تم التوافق داخليا على هذين الجزأين سنصل للمصالحة الفلسطينية »، متهما حركة فتح بتعطيل المصالحة لأنها لم ترد على أسئلة أرسلتها حماس تتعلق بهاتين القضيتين. وشدد على أن « فتح إن ردت بالإيجاب وتم التوافق على النقطتين السابقتين فإن حماس ستذهب للتوقيع على الورقة المصرية للمصالحة »، رافضا الحديث عن وجود مشكلة بين حماس ومصر وقال إن المشكلة بين حماس وفتح. وعن محاولات إسرائيل الحديث عن تقديم تسهيلات وتخفيف للحصار المضروب على القطاع، قال الزهار « موقفنا واضح لا نريد حصارا بالمرة، نريد فقط كسرا لهذا الحصار وإنهاءه بشكل فوري ». وأضاف « إسرائيل تريد أن تلعب هذه اللعبة وأن توهم العالم بأنها خففت حصارها عن غزة وتريد تجاوبا من أوروبا وأميركا لكي تخف الضغوط الشعبية عليها والرأي العام الدولي الذي أضحى لا يعرف شيئا سوى الدعوة لكسر الحصار نهائيا ». ورحب الزهار بالدور التركي الصاعد في المنطقة العربية معددا أدوارا مهمة لهذا الدور شهدها العالم مؤخرا « آخرها قضية سفينة مرمرة وأسطول الحرية وخطاب أردوغان عقبه ». ونفى الزهار أن يكون لدى حماس محاذير من التعامل مع العالم، وقال « لا يجب أن نتوجس من أي دور عربي وإسلامي وحتى دولي طالما أننا نعرف ماذا نريد وغير قابلين للضغط والتنازل، المشكلة أن هناك من يتحدث باسم الفلسطينيين هو متعرض للضغط فلا يملك أيا من خياراته ». وأكد الزهار -المفاوض في ملف شاليط- أن لا حراك في الصفقة خلافا لما يشاع في وسائل الإعلام، مؤكدا أن « إسرائيل هي من تراجعت عن اتفاق سابق مع حماس وإن وافقت عليه ستمضي الصفقة ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 22 جوان  2010)


تركيا تدفع الثمن نيابة عنا


فهمي هويدي تركيا تدفع الآن ثمن تصالحها مع ذاتها وتضامنها مع الشعب الفلسطيني، الأمر الذي يمهد الطريق للانقلاب الإستراتيجي، الذي لاحت بوادره في الشرق الأوسط، والذي يمثل غياب مصر نقطة الضعف الأساسية فيه. (1) في الأسبوع الماضي استضاف برنامج «إسكلا سنجق» (المرفأ والراية)، الذي تبثه القناة السابعة التركية مجموعة من الضيوف لمناقشة انطباعاتهم عن أسطول الحرية، الذي انطلق لكسر حصار غزة، وهاجمته إسرائيل في المياه الدولية. اثنان من الضيوف كانا من بين ركاب السفينة «مرمرة»، التي تعرضت للعدوان الإسرائيلي. أحدهما فنان اسمه سنان البيرق. قال إنه حين انضم إلى الناشطين المسافرين كان خاطبا لفتاة تركية. وحين عاد وجد أن خطيبته طلبت منه أن يكون أول ما يفعلانه بعد الزواج أن ينضما إلى المجموعة المسافرة على ظهر الدفعة الثانية من سفن أسطول الحرية التي تجهز الآن لمواصلة محاولة كسر الحصار. الضيفة الثانية كانت عارضة أزياء سابقة (غير محجبة)، وقد قالت في حديثها إنها ذهبت استجابة لنداء كسر حصار غزة لأسباب إنسانية بحتة، وخرجت من بيتها متطوعة، لكنها بعد الذي جرى للسفينة، وجدت أنها عادت من الرحلة مناضلة وصاحبة قضية نذرت نفسها للدفاع عنها. الضيف الثالث كان والد الفتى فرقان دوجان البالغ من العمر 14 عاما الذي قتلته القوات الإسرائيلية، وقد قال بصوت هادئ إنه احتسب ابنه شهيدا عند الله، وإن شقيق فرقان وشقيقته قررا أن ينضما إلى أول قافلة تالية تسعى لكسر حصار غزة. هذه الانطباعات ليست مشاعر استثنائية.. إنما هي انعكاس لموقف الأغلبية، التي فتح العدوان على غزة في عام 2008 أعينها على بشاعة الوجه الحقيقي لإسرائيل، وكانت تلك هي اللحظة الكاشفة التي أيقظت الضمير التركي، وجددت انتماءه إلى الأمة التي تباعد عنها حينا من الدهر. ومن ثم جعلت الجماهير تندفع لاحتضان فكرة «أسطول الحرية». ورغم الدم التركي الذي سال أثناء المحاولة الأخيرة لكسر حصار غزة، فإن الحماس الجماهيري المتأجج دفع هيئة الإغاثة التركية إلى تجهيز ست سفن أخرى للقيام بمحاولة ثانية لكسر الحصار. وتم إبلاغ الاتحاد الأوروبي بأن تلك السفن سوف تنطلق إلى هدفها في النصف الثاني من شهر يوليو/تموز المقبل. (2) غضب الحكومة في أنقرة لا يقل عن غضب الشارع في إسطنبول، ذلك أن ثمة إجماعا بين عناصر النخبة السياسية -الذين التقيتهم على الأقل- على أن استهداف السفينة مرمرة كان متعمدا، كما أن قتل الأتراك دون غيرهم لم يكن خطأ أو مجرد مصادفة. وأن إسرائيل في الحالتين أرادت أن توجه رسالة إلى حكومة السيد أردوغان، ردا على موقفه من بيريز في مؤتمر دافوس وتحديه لها في موضوع إهانة السفير التركي في تل أبيب. وردا على تصريحاته الناقدة للسياسات الإسرائيلية الوحشية تجاه الفلسطينيين في الوقت الذي يتزايد فيه اقترابه من العالم العربي، ولأن الرسالة وصلت إلى أنقرة، فإن أردوغان صعد نقده لإرهاب الدولة في إسرائيل. ورئيس الجمهورية عبد الله غل أكد في أكثر من تصريح أن العلاقات مع إسرائيل بعد الهجوم على «مرمرة» لن تعود إلى ما كانت عليه في السابق. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية إنه تم تشكيل لجنة وزارية لتقييم الموقف الذي نشأ بعد الهجوم على أسطول الحرية، ووضع ما سمي بـ«خريطة طريق» للتعامل مع تداعيات هذا الموقف من مختلف الزوايا. ذلك أن ما جرى كانت له أصداؤه القوية في ثلاث دوائر على الأقل. الأولى تتصل بالساحة السياسية الداخلية، والثانية تخص العلاقات الإسرائيلية/التركية، والثالثة تنصب على العلاقات الأميركية/التركية. فيما تعلق بالوضع الداخلي في تركيا فالثابت أن ما حدث رفع من شعبية الحزب الحاكم وزعيمه رجب أردوغان حتى وصلت إلى 40٪ حسب استطلاعات الرأي العام. وكان الحديث يدور في الأسابيع الماضية عن 33 و34٪، لكن ذلك أثار انتقادات في أوساط الخصوم السياسيين، الذين يتمثلون أساسا في حزب الحركة القومية والشعب الجمهوري. كما أنه أشاع استياء في محيط الفئات التي ارتبطت مصالحها بإسرائيل والولايات المتحدة. ومنطق الآخرين مفهوم، أما الأولون فقد عبرت عنهم كتابات نشرتها بعض الصحف حذرت من مغبة الابتعاد عن الفلك الأميركي والإسرائيلي، ومن تورط تركيا في الصراع العربي/الإسرائيلي. وتحدث بعض الكتاب عن أن أردوغان حرص على تصعيد الموقف مع إسرائيل لأسباب انتخابية، ولكي يعزز موقف حزبه ويوسع من التأييد الشعبي له في الانتخابات التشريعية التي ستجرى في العام المقبل. سألت عن موقف الجيش -الذي عادة ما كانت له كلمة فاصلة أحيانا في مثل هذه الأمور- فتلقيت ردين. الأول أن موقف الحكومة تم بالاتفاق مع رئاسة أركان الجيش، والثاني أن نفوذ الجيش تقلص خلال السنوات الأخيرة، بحيث إنه لم يعد بالقوة التي كان عليها في السابق. ليس فقط بسبب تراجع دوره في مجلس الأمن القومي، ولكن أيضا لأن تورط بعض قياداته وعناصره في قضية التنظيم السري الانقلابي «أرغنكون» أساء إليه وسحب الكثير من رصيده، خصوصا بعدما نسب إلى ذلك التنظيم من اتهامات شملت عمليات قتل سياسية وتحضيرا لإثارة الفوضى في الداخل. (3) ملف العلاقة مع إسرائيل أكثر تعقيدا وسخونة. ذلك أن هجومها على أسطول الحرية، وتعمد قتلها تسعة من الأتراك، شكل انعطافة مهمة وأحدث انتكاسة كبرى في العلاقات التاريخية والراسخة بين البلدين. وهي التي توثقت في عام 1996، الذي وقعت أثناءه عدة اتفاقات عسكرية واستخباراتية بينهما كانت بمثابة نقلة نوعية في وضع الأساس لعلاقات إستراتيجية بين البلدين، حتى أثارت في حينها توقعات بالمضي نحو تشكيل محور تركي/إسرائيلي/أميركي في المنطقة، لكن ذلك كله تبدد الآن، وبدا كأنه من ذكريات زمن سحيق انقلبت فيه الأمور رأسا على عقب. التطورات التي طرأت على مسار علاقات البلدين تثير سؤالين كبيرين، هما: كيف ستتعامل الحكومة التركية مع إسرائيل بعد الذي جرى؟ ثم، ما هي خيارات إسرائيل في الرد على الموقف التركي الذي خيب آمالها وتحدى سطوتها وهيلمانها؟. في الرد على السؤال الأول هناك مستويان، الأول يخص واقعة استهداف السفينة مرمرة وقتل الأتراك التسعة الذين كانوا بين ركابها. والمستوى الثاني يتعلق بعموم العلاقات القائمة بين البلدين منذ عام 1949 (كانت تركيا أول دولة مسلمة اعترفت بإسرائيل). بالنسبة لموضوع قافلة الحرية فإن حكومة أنقرة لديها أربعة مطالب هي: إجراء تحقيق دولي فيما جرى، واعتذار إسرائيل عن استهداف السفينة التركية وقتل بعض الأتراك الذين كانوا على ظهرها، ودفع تعويضات مالية لأهالي الضحايا التسعة، وإعادة السفن التركية الثلاث التي حملت المساعدات لإغاثة أهل غزة. وهذه المطالب ترفضها إسرائيل باستثناء الرابع منها الخاص بالسفن الثلاث المحتجزة لديها. صحيفتا «ستار» و«حريات» التركيتان تحدثتا عن إجراءات ستتخذها حكومة أنقرة، وأقرتها اللجنة الوزارية التي شكلت لتقييم العلاقات مع إسرائيل، ذلك أن رفضها للمطالب التركية سيؤدي يقينا إلى الهبوط بالعلاقات الدبلوماسية إلى أدنى مستوى. وهو ما توقعته إذاعة الجيش الإسرائيلي التي تحدثت عن «حضيض جديد» في علاقات البلدين. (للعلم: حين سحبت تركيا سفيرها من إسرائيل بسبب غزو لبنان عام 1982، فإن عملية إعادة السفير إلى تل أبيب استغرقت عشر سنوات). الذي لا يقل أهمية عما سبق، وربما يكون الأخطر، أن تدهور العلاقات من شأنه أن يؤدي إلى إعادة النظر في 59 اتفاقية بين البلدين، بينها 16 اتفاقية عسكرية وأمنية تبلغ قيمتها سبعة مليارات ونصف مليار دولار، يفترض أن تسددها تركيا إلى إسرائيل، وضياع هذا المبلغ الكبير عليها يشكل لها ضربة اقتصادية موجعة. وهذه الصفقات تشمل شراء طائرات بدون طيار، وألف دبابة مدرعة من طراز «ميركافا 3» بقيمة خمسة بلايين دولار، ومشروعا مشتركا لبناء صواريخ بقيمة 1.5 بليون دولار، وتحديث طائرات فانتوم وتحديث دبابات وتأهيل طيارين أتراك وتدريب طيارين إسرائيليين في الأجواء التركية.. إلخ. وقد نشرت صحيفة «زمان» المقربة من الحكومة أن توجيهات صدرت للشركات التركية، التي تتعامل مع الصناعات العسكرية الإسرائيلية بإلغاء الصفقات الموقعة معها. حين سألت ما هي الأوراق التي تملكها إسرائيل في الضغط على تركيا وترهيبها، كان الرد أن حاجة إسرائيل إلى تركيا أكبر بكثير من حاجة تركيا إلى إسرائيل. فأنقرة لا تعول كثيرا على إسرائيل، وما تحصله منها يمكن توفيره من بدائل أخرى (روسيا سارعت بعد الأزمة الأخيرة إلى عرض مساعداتها على أنقرة لتوفير احتياجاتها العسكرية). أما إسرائيل فهي تريد الكثير من تركيا اقتصاديا وعسكريا وإستراتيجياً. أضاف محدثي القريب من دوائر رئيس الوزراء أردوغان أن إسرائيل تراهن في مواجهة الأزمة الحالية على عدة عوامل، أهمها ضغوط حلفائها في واشنطن على أنقرة. والأرجح أنها ستستخدم اختراقها لبعض التجمعات الكردية لإزعاج حكومة أنقرة (يربط بعض المحللين بين المجزرة التي حدثت في مدينة الإسكندرونة وقتل فيها ستة من الجنود الأتراك وبين انطلاق أسطول الحرية يوم 31 مايو/أيار الماضي، ويرون أنها رسالة تحذيرية إسرائيلية). وقد تلجأ إسرائيل أيضا إلى إثارة بعض الاضطرابات الأخرى في داخل تركيا.. وفي حين قررت لجنة العلاقات الخارجية في الكنيست عقد جلسة خاصة لمناقشة ما وصفوه بـ«مذبحة الأرمن» كيدا في تركيا وتشهيرا بها، فقد انطلقت في إسرائيل حملة شعبية لمقاطعة السياحة في تركيا والمنتجات الصناعية والزراعية التركية، التي تباع في إسرائيل. إلى غير ذلك من الإجراءات التي لا تترك أثرا موجعا للاقتصاد التركي (صحيفة صباح ذكرت أن الأفواج السياحية الإسرائيلية ألغت حجوزاتها، في حين أن السياحة العربية زادت بنسبة 40٪ على العام الماضي، وأشارت إلى أن السائح العربي ينفق ثلاثة أضعاف ما ينفقه السائح الإسرائيلي). (4) ما كان يمكن أن تغضب إسرائيل، دون أن يتردد صدى ذلك الغضب قويا في واشنطن. وهذا ما حدث. فقد نقلت وكالات الأنباء (في 17/6) أن مؤتمرا صحفيا عقده بهذا الخصوص في العاصمة الأميركية بعض النواب الجمهوريين والديمقراطيين، الذين حذروا تركيا من استمرارها فيما اعتبروه عداء لإسرائيل. فقال النائب مايك بنس إن تركيا «ستدفع الثمن» إذا استمرت على موقفها الحالي من التقارب مع إيران وزيادة العداء لإسرائيل. ووصف النائب الديمقراطي إليوت أنجيل أفعال تركيا بأنها «مخزية». وفي الوقت ذاته وقع 126 عضوا في مجلس النواب رسالة طلبت من الرئيس أوباما معارضة أي إدانة دولية لإسرائيل بسبب عدوانها على أسطول الحرية. وقعت على تحليل أعمق لهذا الملف نشرته صحيفة الشرق الأوسط في 10/6 منسوبا إلى خدمة صحيفة «نيويورك تايمز»، ذكر أن تركيا أثارت غضب واشنطن، التي اعتبرتها تحديا لسياستها لأهم قضيتين إقليميتين إلحاحا، هما: البرنامج النووي الإيراني (حين اتفقت مع البرازيل لحل إشكال البرنامج بعيدا عن الوصاية الأميركية)، وعملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية (لاحظ أن أردوغان رفض اعتبار حماس منظمة إرهابية). وأضاف التقرير نقلا عن الخبير لدى مجلس العلاقات الخارجية ستيفن كوك أن واشنطن باتت تنظر إلى تركيا باعتبارها «تعبث بأرجاء المنطقة وتقدم على أفعال تتعارض مع ما ترغب فيه القوى العظمى»، ومن ثم فإن السؤال الذي أصبح مطروحا في واشنطن الآن -والكلام لا يزال للسيد كوك- هو: كيف يمكن الإبقاء على تركيا في حدود حارة الطريق المخصصة لها؟. هذه المشاهد تشكل الخلفية التي تمهد الآن لما يبدو أنه «انقلاب إستراتيجي» في منطقتنا، الأمر الذي يستدعي مواصلة الحديث في الأسبوع المقبل، بإذن الله. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 22 جوان  2010)


عرب يطالبون تركيا بمواجهة « إسرائيل » وإيران


ياسر الزعاترة
منذ شهور طويلة (ليس فقط إثر معركة أسطول الحرية)، لا تذكر تركيا إلا ويحضر في الوعي العربي حلم المواجهة (مواجهة تركيا العدالة والتنمية) لدولة الاحتلال الصهيوني من جهة، ولإيران من جهة أخرى، فيما لا تبدو تركيا في مزاج مواجهة شاملة مع أي من الطرفين إذا أخذنا كلمة مواجهة بمعناها الحقيقي، أقله في المرحلة الراهنة. تجدر الإشارة إلى أن قضية المواجهة مع إيران لا تحضر في الوعي العربي بذات القدر، لكن شيوع الحشد الطائفي في المنطقة، خاصة في العراق وإثر المعادلة التي ترتبت على احتلاله، هو الذي يضعها في المرتبة الثانية بعد الصهاينة (في المرتبة الأولى عند البعض)، لاسيما أن سياستها في العراق تبدو « مذهبية » إلى حد كبير، وتنطوي على الكثير من الاستفزاز لعموم أهل السنّة في المنطقة. لا خلاف على أن لتركيا (أردوغان) سياسة مختلفة فيما يتعلق بالدولة العبرية، وجاءت معركة أسطول الحرية لتزيدها توترا، لكن ذلك لا يتم على قاعدة المواجهة الشاملة التي يريدها الشارع العربي، بل على قاعدة التوازن التي غابت عن سياسات العسكر الأتراك قبل ذلك، مع العلم أن جزءا أساسيا من تلك السياسة (في حالة أردوغان) يأتي في إطار مغازلة الرأي العام التركي الذي يتعاطف بقوة مع القضية الفلسطينية، وفي سياق من حشده (أعني الرأي العام المحلي) في مواجهة العسكر والقوى العلمانية التي لم تغادر مربع التربص بالحكومة والعمل ضدها. والحال أن ما يدفع الجماهير العربية نحو تقييم مبالغ فيه بعض الشيء للموقف التركي إنما يتعلق ببؤس المواقف العربية، لاسيما الشقيقة الكبرى التي تضيف إلى حصار غزة، وضع الضفة في أحضان الجنرال الأميركي دايتون وصاحبه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير (مشرف برنامج السلام الاقتصادي كما يسميه نتنياهو)، ولو كانت تلك المواقف (المواقف المصرية والسعودية على وجه الخصوص) أقرب إلى خطاب دول الممانعة لكان التقييم مختلفا، لاسيما أن العلاقات الاقتصادية بين أنقرة وتل أبيب لم تتغير كثيرا إلى الآن، فيما تتراجع العلاقات السياسية (لم يعد السفير التركي إلى تل أبيب حتى الآن)، وتبقى العلاقة الأمنية والعسكرية التي تراجعت بقدر كبير. قبل أسبوعين من معركة أسطول الحرية حققت الدولة العبرية إنجازا سياسيا واقتصاديا كبيرا تمثل في الحصول على عضوية منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي، وهو الإنجاز الذي كان بوسع تركيا إفشاله، لاسيما أن قانون المنظمة يقضي بموافقة جميع أعضائها دون استثناء على ضم عضو جديد (معارضة عضو واحد تكفي لرفض طلب العضوية)، ولما حاولت تركيا مقايضة موقفها بموافقة تل أبيب على إدخال بعض البيوت الجاهزة لقطاع غزة، رفض نتنياهو ذلك، وقال إن بالإمكان مناقشة الأمر في وقت لاحق دون ربطه بالقرار، وهو ما كان بالفعل، ولا نعرف هل وقع إدخال بعضها أم لا. يدرك أردوغان وأصحابه حجم العلاقة الخاصة التي تربط الدولة العبرية بالولايات المتحدة، وهم لذلك يراوحون في مواقفهم، لكنها في كل الأحوال أفضل بكثير، بل بكثير جدا، من مواقف عدد كبير من الدول العربية التي يتردد أن بعضها قد أخذت تحرّض على أردوغان نظرا لما تسببه مواقفه من إحراج لها أمام الجماهير. من جانب آخر يبدو التوجه التركي نحو الدول العربية تعبيرا عن خدمة حقيقية للمصالح التركية، فالسوق العربية (الإيرانية أيضا) أكثر استقبالا للصناعات التركية من الأسواق الغربية، كما أن الانتماء للفضاء الأوروبي لازال حلما بعيد المنال، ومن العبث التعويل عليه أكثر من اللازم، من دون أن يعني ذلك التخلي عنه، لاسيما أن تركيا عضو في حلف الناتو. في الجانب العسكري والأمني، لا يمكن مطالبة أردوغان الذي لم يحسم تماما معركته الداخلية، أن يدخل في معركة واسعة النطاق مع الدولة العبرية، ستكون كلفتها عالية في سياق العلاقة مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية الكبيرة (فرنسا وألمانيا على وجه الخصوص)، ولذلك فإن الخطوات التي اتخذها على صعيد عدم إشراك الجيش الإسرائيلي في عدة مناورات أجراها وسيجريها الجيش التركي تبدو بالغة الجرأة والأهمية، لاسيما أن الجيش الإسرائيلي كان شريكا دائما فيها، فضلا عن إلغاء بعض الصفقات العسكرية. أما على الصعيد الأمني، فإن الوضع بالغ الصعوبة أيضا، ولا يعرف كيف سيتصرف أردوغان على هذا الصعيد. فحسب صحيفة الصنداي تايمز البريطانية يتخوف الإسرائيليون من إمكانية قيام الأتراك بإغلاق قاعدة استخبارات إسرائيلية موجودة على الأراضي التركية. وقال مصدر إسرائيلي مطلع للصحيفة إنه « إذا حصل هذا، فإن إسرائيل ستفقد أذنيها بل وأنفها، الذي يراقب الساحة الخلفية لإيران ». وحسب الصحيفة، ونحن ننقل هنا عن صحيفة « يديعوت أحرونوت » الإسرائيلية، فإن معنى ذلك أن الحصار الفاشل على غزة أدى إلى إضعاف الدفاع عن إسرائيل حيال تهديد أكبر بكثير، هو تهديد القنبلة النووية الإيرانية ». خلاصة القول هي أن تركيا أردوغان ستحسب خطواتها بدقة على صعيد العلاقة مع الدولة العبرية، وهي ستبقى في حدود الدعم السياسي والإنساني للفلسطينيين، ولن تصل في أحسن الأحوال حدود مواقف دول الممانعة، الأمر الذي قد يأخذ في التقدم لو تغير الموقف العربي العام، وانحازت دوله الكبرى (مصر على وجه الخصوص وقوى محور الاعتدال) لخيار المقاومة، بدل الانحياز ضده كما هو الحال الآن. نأتي إلى إيران التي يريد العرب من تركيا مواجهتها أيضا، لاعتبارات مذهبية في الغالب، وهنا يمكن القول إن تركيا ليست في وارد الدخول في معركة مع إيران رغم بداية شعور سياسييها بالنكهة المذهبية للقيادة الإيرانية (لم يكونوا يشعرون بذلك في السابق)، وإذا قيل إن الحديث يجري عن توازن تصنعه تركيا مع النفوذ الإيراني، فإن ذلك ممكن بقدر ما، لكنه لن يكون قادرا على لجم الطموحات الإيرانية بالكامل في حال لم يتماسك الوضع العربي الرسمي ويعرف ما يريد على مختلف الأصعدة، أكان في سياق الصراع مع المشروع الصهيوني، أم في سياق التعاطي مع طموحات إيران، ولو وقع التماسك المنشود لما احتاج العرب ولا تركيا لمنطق المواجهة مع إيران، لأن التفاهم معها سيكون ممكنا لما فيه مصلحة الأمة الإسلامية، وليس صحيحا أنها (أي إيران) بصدد التحالف مع أميركا ضد العرب (معركة المشروع النووي ليست مجرد مسرحية)، هي التي تغازل جماهيرهم عبر دعم المقاومة في فلسطين ولبنان (يبقى سلوكها السيئ في العراق)، ولو تحالفت مع أميركا بالفعل لكانت خسارتها مؤكدة، لأن هذه المنطقة وشعوبها ليست قطعانا يمكن سوقها في أي اتجاه، وليدلنا من يقولون ذلك على أي خطة أميركية إسرائيلية نجحت في السنوات الأخيرة. والحال أن تردي الوضع العربي إنما جاء بسبب تراجع الأنظمة وعلى رأسها الشقيقة الكبرى، وقد تابعنا هذا التردي في أبهى صوره في الملف الفلسطيني كما أشير من قبل، ومن ثم العراقي، والآن في استخفاف دول حوض النيل بمصر وأمنها القومي، وهذا الوضع هو ما شجع نتنياهو على الغطرسة، وسمح لإيران بالتمدد، ولولا حيوية الشعوب العربية وقواها المقاومة لكان الوضع أسوأ بكثير، فالمقاومة هي التي أفشلت المشروع الأميركي الصهيوني في العراق (وإن ترتب على ذلك وضع البلد ضمن إطار النفوذ الإيراني وفي حالة من الصراع الداخلي الرهيب)، وهي (أي قوى المقاومة) التي عطلته في فلسطين ولبنان. الآن، يمكن القول إن نتائج المواجهة الأميركية مع إيران ومشروعها النووي، ومعها تطور الدور التركي، إضافة إلى معادلة التغيير في مصر، هي العناصر الأكثر تأثيرا في مستقبل المنطقة، ولا شك أنه من دون عودة مصر إلى دورها المحوري، وبعد ذلك تماسك المحور الثلاثي المشكل منها ومن السعودية وسوريا، فإن الوضع سيكون سيئا، وستكون مهمة قوى المقاومة في إفشال الهجمة صعبة إلى حد كبير. من هنا، فإن مهمة القوى الحية هذه الأيام لا تتمثل في التركيز على تمجيد أردوغان، مع أنه يستحق ذلك (ليس وحيدا بالطبع، وإنما الرئيس عبد الله غل والرموز الكبار في الحكومة أيضا، فضلا عن الإسلاميين الذي صاغوا ملحمة الحرية بقيادة نجم الدين أربكان)، بل في العمل على إحداث تغيير في الوضع العربي يفرض مسارا آخر، لاسيما في مصر والدول المحورية الأخرى، لأن أي جهد تركي مهما بلغ وزنه لن يكون كافيا لإحداث التغيير، حتى لو تحركت معه دول الممانعة، وبذلك تكون مسؤولية تلك القوى كبيرة، لأن الأزمة تشمل سياسات الداخل والخارج في آن، ما يعني أن التغيير الشامل عبر نضال سلمي واسع النطاق هو ما ينبغي أن تشتغل عليه، وليس مجرد الترقيع السياسي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 22 جوان  2010)


هل أصبح انفصال جنوب السودان حتمًا مقضيًّا؟


د. عبد الله الأشعل
محاولاتُ فصل الجنوب ليست مفاجِئَة، فقد خاضت الجبهة الشعبية وحلفاؤها في المنطقة والعالم، وخاصة الكيان الصهيوني والولايات المتحدة حربًا طويلة ضد حكومة الخرطوم، ولكني أظنُّ أن تدهور العالم العربي بعد معاهدة السلام بين مصر والكيان الصهيوني، والتي كان إبرامها وترتيب هذه الآثار بالتحديد مخططًا وهو إخراج مصر تمامًا من معادلة القوة، وتقليم أظافرِها، وفقدانها القدرة على التمييز بعد أن قرَّرت في النهاية أي معسكر تختار، وأن تنحاز تمامًا إلى ما يضر بمصالح مصر ومصالح الأمة، ولذلك فإن انفصال الجنوب كان هدفًا ضمن أهداف معاهدة السلام، وكان بمقدور مصر لو تُركت بقوتها ووعيها أن تُحبط هذه المحاولات منذ عقود، وكان طبيعيًّا أن يظهر اتفاق نيفاشا، وأن يكون موقف الحكومة السودانية على قدر ما لديها من قوة بصرف النظر عن آمالها في أن يظلَّ السودان موحدًا، وإذا كان اتفاق نيفاشا قد قصدت به الخرطوم أن يكون فديةً للانفصال ومحفزًا على البقاء في السلطة والثروة، فإن الحركة الشعبية قد استفادت من الظروف التي أتاحها الاتفاق مقرونًا بالضغوط الأمريكية على الخرطوم، وفتح جبهة دارفور والمحكمة الجنائية الدولية؛ حتى يسهِّل ذلك فكّ قبضة الخرطوم على الجنوب، ولا يجد المتابع للقضية صعوبة في تفهُّم الحقائق الآتية في المشهد السوداني. الحقيقة الأولى: هي أن انفصال جنوب السودان هو ثمرة التخطيط الأمريكي الصهيوني في تفتيت العالم العربي، وهو مخطط لن يقف عند السودان ولا جنوبه؛ لأن فصل الجنوب حتى تحت الاتفاق وهو اتفاق إذعان سوف يُفضي إلى تفتيت السودان، والانتقال إلى ما عداه من بقية الدول العربية، ولن ينقذ جنوب السودان من الانفصال إلا عودة الوعي إلى مصر، لتدركَ ما يحاول لها في كل الاتجاهات وأخطرها في السودان دعامة الأمن والأمن المائي على وجه الخصوص. الحقيقة الثانية: هي أن واشنطن هي التي خطَّطت للانفصال وتقود الجهود الدولية في هذا الاتجاه بذريعة احترام اتفاق نيفاشا، وقد رأينا ما دار في جلسة مجلس الأمن مساء يوم 14 يونيو 2010م؛ حيث خصص جلسة لمناقشة قضايا السودان، فأكد على احترام نيفاشا وشراكة الحكم، وعلى إجراء الاستفتاء في الوقت الذي تؤكد فيه الحركة الشعبية أن الانفصال هو الخيار. ولقد تجاوزنا البحث عن أسباب ودواعي تمسُّك واشنطن باستقلال الجنوب عن الشمال أو بتفتيت السودان؛ لأنه هدف أمريكي صهيوني قديم توفرت له الفرص بعد كل ما حلَّ بمصر التي كانت تدافع عن تماسك العالم العربي وبقائه. الغريب أن الدول الرئيسية في النظام الدولي لا تمانع فصل الجنوب عن الشمال تحت ذرائع معروفة، ربما يتضمنه هذا الموقف من إضرار بدول كبرى مثل إيطاليا والصين وروسيا. صحيح أن نظام الخرطوم يتحمل جزءًا من المسئولية، ولكن الضغوط والإلحاح على المخطط، وتخلي الوسط العربي والإفريقي عنه جعل المؤامرة أقرب إلى التحقيق. الحقيقة الثالثة: هي أن الانفصال قد تمَّ الترتيب له، وأن النخبة الحاكمة في الجنوب هي التي توجه شعب الجنوب، فهل الانفصال ضارٌّ بالسودان أم هو مصلحة له، وهل هو ضارٌّ أيضًا بمصر أم أنه لا علاقة لمصر به ولو بشكل غير مباشر؟ وإذا كان الانفصال يعتبر تحديًا لحكومة الخرطوم وأنها فيما بدا من تصريحات البشير لا تتمنى أن يحدث، فهل تملك منعه؟ وهل تعني نيفاشا فعلًا أن تؤدي حقًّا إلى فصل الجنوب؟ هذه أسئلة مشروعة لا شك أن حكومة الخرطوم أجابت عليها، ولكني أظن إذا كانت الخرطوم تريد أن تمنع الانفصال دون أن تُتهم بانتهاك اتفاق أبوجا فهذا ممكن من الناحية السياسية والقانونية؛ ذلك أن الفلسفة التي أكدتها اتفاقية نيفاشا هي وحدة الأراضي السودانية، وهو ما دأب على ترديدِه زعماء الحركة الوطنية حتى وقت قريب ربما على سبيل التقية، وأن السنوات الست الانتقالية تشمل شراكة الحكم في الخرطوم، وشراكة الثروة مع الجنوب؛ مما يجعل بقاء الجنوب في السودان الموحد مثمرًا، وأن هذا الاستفتاء الذي لم تأتِ به سابقة واحدة في كل عصور التاريخ في الظروف المشابهة لم يُقصد به الطلاق أو تثبيت الزواج، وإنما يُقصد به إبداء حسن نية الخرطوم، وأن العلاقة ديمقراطية، وعلى العكس تفسِّر الحركة الشعبية هذا الخيار في اتفاق نيفاشا بأنه مهلة لحكومة الخرطوم حتى تثبت للجنوب أن الوحدة جاذبة مفيدة، وأن الاستفتاء هو وسيلة التعبير عن جدوى الوحدة أو خيار الانفصال. وفي كل الأحوال فإن الجنوب جزءٌ من الجسد السوداني، فكيف يسمح للذراع مثلًا أن يقرِّر مصيره بعيدًا عن كل أعضاء الجسد الأخرى. إنني أظنُّ أن الاستفتاء بقصد الانفصال تفسيرٌ غير دقيق لاتفاق نيفاشا، ولكن القضية هي خطة أمريكية وعزم أوروبي على فصل الجنوب، ثم تفتيت بقية السودان، فمن يوقف الكارثة؟ بقطع النظر عن أن بعض الأوساط تُحمِّل الحكومة المسئولية، وبعضها يُحمِّل التمرُّد، وبعضها الثالث يُحمِّل المؤامرة الدولية. إن الخطر محتملٌ بشكل واضح، فإذا توفرت النية لمنع الانفصال فإنها لم تعد تكفي، بل يحتاج إلى إرادة شعبية سودانية وعربية وإفريقية؛ لتفادي مخاطر انفصال الجنوب.  
( المصدر: البشير للأخبار بتاريخ 22 جوان 2010)


مصر ترفض التفاهمات الفلسطينية

 


الجزيرة نت-خاص كشفت مصادر فلسطينية واسعة الاطلاع للجزيرة نت أن مصر أبلغت الشخصيات المستقلة رسميا عدم موافقتها على ورقة تفاهمات بين حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والتحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وأنها تفضل التفاهم بينهما عقب توقيع الأولى على الورقة المصرية للمصالحة. وأكدت المصادر أن مدير المخابرات المصرية عمر سليمان أبلغ شخصيات فلسطينية مستقلة رفض القاهرة أن توقع حماس وفتح على ورقة التفاهمات قبل توقيع حماس على ورقة المصالحة التي أعدتها مصر أو أن تكون التفاهمات جزءا من الاتفاق الشامل. وتوصلت مجموعة من الشخصيات الفلسطينية إلى مخرج قبلت به حماس يتمثل بالتوافق على ورقة تفاهمات مع فتح تكون ملحقا للورقة المصرية، الأمر الذي رفضته بشدة مصر وطلبت إقناع حماس بالتوقيع على ورقتها ثم بحث ملاحظاتها، وفق المصادر نفسها. وأشارت المصادر إلى أن القاهرة ترى أن ملاحظات حماس يجب أن تؤخذ عند التطبيق لكن الحركة ترى ذلك مخالفا لأصول الاتفاق ولا تريد أن تتسبب ملاحظاتها بعد التوقيع بمشاكل جديدة على الساحة الفلسطينية. وأوضحت المصادر أن إحباطا كبيرا في صفوف الشخصيات المستقلة أعقب الموقف المصري، حيث كان الرئيس محمود عباس وافق على ورقة تفاهمات داخلية دون أن يحدد إذا كانت قبل توقيع حماس على الورقة المصرية أم بعد ذلك. ردود من جهته أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمود الزهار للجزيرة نت أن حركته تنتظر من الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ردودا نهائية على مقترحاتها التي تسلمها أثناء زيارته لغزة.  محمود الزهار قال إن حماس ما زالت تنتظر من الجامعة ردا على مقترحاتها (الجزيرة نت) وقال الزهار في تصريحات لمراسل الجزيرة نت في غزة ضياء الكحلوت إن حماس « حملت موسى مقترحات تتضمن موقف الحركة من المصالحة الفلسطينية ورغبتها الجادة في إنجاح الاتفاق وإنهاء الانقسام وهي تنتظر الآن الردود النهائية وإجابات محددة على ما قدمته من مقترحات ». ووصف ترتيبات زيارة موسى لغزة بأنها « غير طبيعية ونتائجها محدودة »، مفسرا ذلك بوجود ضغوط من دول عربية –لم يذكرها- عليه. نقطتا المصالحة وبين الزهار في حديثه للجزيرة نت أن التقدم بملف المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام مرهون بالتوافق مع حركة فتح على نقطتين أساسيتين. وأوضح أن القضية الأولى هي تشكيل اللجنة المركزية للانتخابات بإجماع وطني « لكي لا يتم التشكيك بنتائج الانتخابات القادمة وأن يتم اختيار أعضاء اللجنة بالتوافق وليس بالتشاور ». وأضاف « وكذلك اتفقنا على تفعيل وعدم تعطيل منظمة التحرير والقيادة المؤقتة لترتيب موضوع الانتخابات وللأسف تم شطب هذا الملف، نحن لا نريد تكرار تجارب حوارات 2003 و2005 و2007 ». وأكد القيادي البارز بحماس أنه « لو تم التوافق داخليا على هذين الجزأين سنصل للمصالحة الفلسطينية »، متهما حركة فتح بتعطيل المصالحة لأنها لم ترد على أسئلة أرسلتها حماس تتعلق بهاتين القضيتين. وشدد على أن « فتح إن ردت بالإيجاب وتم التوافق على النقطتين السابقتين فإن حماس ستذهب للتوقيع على الورقة المصرية للمصالحة »، رافضا الحديث عن وجود مشكلة بين حماس ومصر وقال إن المشكلة بين حماس وفتح. وعن محاولات إسرائيل الحديث عن تقديم تسهيلات وتخفيف للحصار المضروب على القطاع، قال الزهار « موقفنا واضح لا نريد حصارا بالمرة، نريد فقط كسرا لهذا الحصار وإنهاءه بشكل فوري ». وأضاف « إسرائيل تريد أن تلعب هذه اللعبة وأن توهم العالم بأنها خففت حصارها عن غزة وتريد تجاوبا من أوروبا وأميركا لكي تخف الضغوط الشعبية عليها والرأي العام الدولي الذي أضحى لا يعرف شيئا سوى الدعوة لكسر الحصار نهائيا ». ورحب الزهار بالدور التركي الصاعد في المنطقة العربية معددا أدوارا مهمة لهذا الدور شهدها العالم مؤخرا « آخرها قضية سفينة مرمرة وأسطول الحرية وخطاب أردوغان عقبه ». ونفى الزهار أن يكون لدى حماس محاذير من التعامل مع العالم، وقال « لا يجب أن نتوجس من أي دور عربي وإسلامي وحتى دولي طالما أننا نعرف ماذا نريد وغير قابلين للضغط والتنازل، المشكلة أن هناك من يتحدث باسم الفلسطينيين هو متعرض للضغط فلا يملك أيا من خياراته ». وأكد الزهار -المفاوض في ملف شاليط- أن لا حراك في الصفقة خلافا لما يشاع في وسائل الإعلام، مؤكدا أن « إسرائيل هي من تراجعت عن اتفاق سابق مع حماس وإن وافقت عليه ستمضي الصفقة ».  
 
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 22 جوان  2010)
 


بعد تصريحات ساخرة من أوباما ومساعديه البيت الأبيض يستدعي ماكريستال


استدعى البيت الأبيض قائد القوات الأميركية وحلف شمال الأطلسي (ناتو) في أفغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال للمثول شخصيا بغرض تقديم تفسيرات عن تعليقات ساخرة وجهها هو ومساعدوه للرئيس الأميركي باراك أوباما وكبار مساعديه في حديث صحفي. وقال أحد مساعدي أوباما إن ماكريستال أُمر بالحضور بنفسه يوم الأربعاء لمقابلة في البيت الأبيض يوضح فيها تصريحاته وانتقاداته للإدارة التي تحدث بها لصحيفة رولينغ ستون. وقد اعتذر ماكريستال أمس الاثنين عن سخريته ونقده لأوباما وإدارته وخصوصا جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي والسفير الأميركي في أفغانستان كارل آيكنبري. وقال ماكريستال في بيان « أقدم خالص اعتذاري عن هذه الصورة الخاطئة التي تعكس حكما غير سديد وما كان يجب أن تحدث ». وذكر أنه يكنّ احتراما كبيرا وإعجابا بالرئيس أوباما وفريقه للأمن القومي وأيضا الزعماء المدنيين والقوات التي تخوض هذه الحرب و »ما زلت ملتزما بالعمل على ضمان إنجاحها ». وشدد على أنه حافظ طيلة سنوات عمله على مبدأ الحفاظ على سمعته الشخصية والاستقامة المهنية، مشيرا إلى أن ما ورد في هذا المقال يقل كثيرا عن هذا المستوى. وسيجلس ماكريستال يوم الأربعاء وجها لوجه مع الأشخاص الذين سخر منهم وانتقدهم، بعد أن كان يُكتفى عادة بالاجتماع عبر دائرة تلفزيونية مغلقة. ردود وبحسب مراسلة الجزيرة في واشنطن وجد وقفي فإن نداءات غاضبة من مواليين للإدارة الأميركية تتعالى مطالبة بعزل ماكريستال من منصبه. وأضافت أنه كانت هناك بحقه انتقادات منذ شهر سبتمبر/أيلول الماضي بأنه يحاول أن يفرض على الإدارة الأميركية سياساته بدل أن ينفذ هو سياسات الإدارة. كما عبر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميرال مايك مولين عن خيبة أمله من تعليقات ماكريستال، وتحدث إليه مبديا انزعاجه من تعليقات مساعديه ومن المقال نفسه. وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قد صرح الأحد بأن ماكريستال وقادة عسكريين آخرين واثقون من أن الحملة ضد طالبان وخصوصا في الجنوب الأفغاني تسير في الاتجاه الصحيح. وقد تولى ماكريستال منصبه في يونيو/حزيران 2009 خلفا للجنرال ديفد ماكيرنان الذي عزله غيتس بعد أن نفد صبر واشنطن من الخطط التقليدية التي فشلت في تهدئة العنف، بحسب محللين. وقد أبدى حلف شمال الأطلسي دعمه لماكريستال إذ أعلن متحدث باسمه في بيان أن « مقال رولينغ ستون مؤسف للغاية، لكنه مجرد مقال. إننا في خضم صراع حقيقي للغاية والأمين العام لديه ثقة كاملة في الجنرال ماكريستال بوصفه قائد الناتو وفي إستراتيجيته ». وتأتي المقابلة لتظهر أن هناك شرخا بين القيادة العسكرية ومساعدي أوباما المدنيين –بحسب مراسلة الجزيرة- وفي وقت حرج للرئيس الأميركي والبنتاغون على حد سواء. فأوباما مشغول بالتسرب النفطي في خليج المكسيك الذي تسببت به شركة بي بي، ومحاولة تمرير تشريعات لإعادة تنظيم عمل الهيئات المالية، والعمل على منع الجمهوريين من استعادة قوتهم في الكونغرس بانتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. سخرية ماكريستال ويسخر الحديث الذي ستنشره مجلة رولينغ ستون يوم الجمعة من جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي إذ يتهكم الجنرال على اسم عائلته فيقول « هل هو بايدن أو بايت مي؟ ». وقال أيضا إنه شعر بأنه تعرض « للخيانة » من قبل السفير الأميركي في كابل ووصفه بأنه « شخص يسعى إلى حماية نفسه، وهكذا في حال فشلنا سيكون بإمكانه أن يقول سبق أن حذرتكم من هذا ». كما سخر أيضا من المبعوث الأميركي الخاص لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك، وقال بعد أن نظر إلى هاتفه النقال « إنها رسالة إلكترونية أخرى من هولبروك لا أرغب حتى في مجرد فتحها ». وتعليقا على لقاء ماكريستال بالرئيس الأميركي قال أحد مستشاري ماكريستال -مفضلا عدم الكشف عن هويته- إن الجنرال لم يخرج بانطباع جيد من لقاء مع أوباما في البيت الأبيض بعيد تعيينه على رأس العمليات في أفغانستان. وأضاف المستشار « كان لقاء استمر عشر دقائق بغرض التقاط الصور »، وتابع « لم يكن أوباما يعرف شيئا عنه ومن يكون، لم يبد الكثير من الاهتمام ». وقال إن رئيسه ماكريستال « خاب أمله كثيرا ». كما سخر مساعد آخر لماكريستال من مستشار الأمن القومي جيمس جونز -وهو جنرال متقاعد- ووصفه بأنه « مهرج ما زال عالقا في العام 1985 ».  
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 22 جوان  2010)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.