الثلاثاء، 21 مارس 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2129 du 21.03.2006

 archives : www.tunisnews.net


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بــلاغ الشباب العربي البعثي: بيان حول التحركات الطلابية بكلية الأداب بمنوبة عفاف بالناصر تعلق إضراب الجوع  كلمة: أخبار المحامين الحياة: بن علي في ذكرى 50 سنة على الاستقلال: لا تراجع عن مسيرة الديموقراطية الصباح: التوجيه والسكن الجامعي وعدم ملاءمة برامج التربية مع انتظارات الشباب من أبرز المشاغل البلاد: 50 سنة استقلال: الاقتصـاد التّونسي منذ الاستقـلال الحبيب أبو وليد المكني: المسكوت عنه في خطاب الرئيس التونسي  نصر الدين اللواتي: كيف قام التلفزيون بصناعة التونسيين مرسل الكسيبي: تونس والاستقلال :السلطة تلتهم أبناءها والزعيم كان دمويا آمـال مـوسى: تونس وخمسينية الاستقلال: المنجز والمؤجل حقائق: الدكتور عبد الجليل التميمي يتحدث عن الاستقلال ودولة بورقيبة حسين المحمدي: السيد ستيف هادلي…الحرية يحققها الحاكم العربي الفاسد وأحزاب المعارضة اللّقيطة؟ جـابر القفصي: في سوسيولوجيا أسباب انتشار ظاهرة الكلام البذيء (الجزء الثاني)


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

أنقذوا حياة محمد عبو أنقذوا حياة كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف: 71.340.860 الفاكس: 71.351831   تونس في: 18 مارس 2006 بـــــــــــلاغ
 
 
 علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن عددا هاما من عائلات المساجين السياسيين تجمعوا عند ظهر أمس الجمعة 17/03/2006 أمام السجن المدني 9 أفريل بتونس و رفعوا شعارات للمطالبة بإطلاق سراح ذويهم من المساجين السياسيين الذين يقبعون في سجون تونس منذ ما يقر ب عن 15 عاما و قد علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن عددا هاما من قوات البوليس السياسي حاصروا الشوارع المؤدية إلى سجن 9 أفريل و اعتدوا بالعنف البدني و اللفظي على الأشخاص العزل المتواجدين أمام السجن و أكثرهم من النساء من أمهات و أخوات و بنات و زوجات المساجين السياسيين اللواتي لا ذنب لهن إلا أنهن عبرن عن استيائهن من الوضع الذي تعيشه عائلاتهن نتيجة لطول بقاء ذويهن في السجن و حاولن أن يطرحن أمام الرأي العام التونسي بطريقة حضارية ما تعانين منه منذ أكثر من عقد من الزمن و الظروف القاسية التي يعيشونها هم و ذووهم المساجين.

            وعلمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أيضا أنه تم اعتقال السيد لطفي العمدوني عندما كان موجودا بالكبارية حيث يقطن و وقع الاحتفاظ به في المنطقة من الساعة الحادية عشر إلى الساعة العاشرة ليلا كما وقع اعتقال السيد محمد الجلاصي عندما كان في شارع 9 أفريل و بقي بحالة احتفاظ إلى حدود الساعة الثالثة بعد الزوال علما بأن كلا من السيدين لطفي العمدوني و محمد الجلاصي عضوان بالجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين. كما علمنا من جهة أخرى أنه تم اعتقال الطالب السيد عبد الحميد الصغير منذ الساعة السادسة صباحا و بقي معتقلا بأحد المراكز إلى نهاية اليوم و قد أعلمنا هو شخصيا أنه تم اعتقاله لمنعه من حضور تجمع سلمي دعت له هيئة 18 أكتوبر بساحة الاستقلال.كما وقع الاعتداء بالضرب على كل من الأستاذ سمير ديلو عضو الجمعية و عضو هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات و وقع الاعتداء بالعنف كذلك على السجين السياسي السابق السيد صالح بن عبد الله .

و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين التي سبق لها أن عبرت عن ابتهاجها لإطلاق سراح 87 من المساجين السياسيين في بداية هذا الشهر تندد بمثل هذه الممارسات و تعلن بأنه ما زال يقبع في السجون التونسية عدد هام منهم مازالوا ينتظرون إطلاق سراحهم و هي تطالب بالافراج عنهم في هذه الفترة بالذات حتى يتمكنوا من الاحتفال مع بقية الشعب التونسي بذكرى مرور 50 سنة و حتى يوضع حد للاحتقان السياسي و يحصل جو من الانفراج في البلاد و ينعم جميع أراد الشعب التونسي بالحرية و الكرامة.   ملاحظة: تعذر على الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين نشر هذا البلاغ في الإبان نظرا لتعمد السلطة منـعنا من الإبحار عبر شبكة الأنترنات. رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري  


الشباب العربي البعثي أمة عربية واحدة                                            ذات رسالة خالدة وحدة             حرية           إشتراكية  

بيان حول التحركات الطلابية بكلية الأداب بمنوبة

  إلى أبناء تونس العربية                                                                              تونس في2006/03/17 إلي جماهيرنا امتنا الكادحة
      اثر التحركات الطلابية التي شهدتها كلية الآداب بمنوبة.  الرافضة والمنددة بالتطبيع الأكاديمي مع الكيان الصهيوني. شنت عديد المنظمات الصهيونية العالمية المتواطئة مع أبواق الدعاية الصهيونية داخل الجامعة التونسية حملة تشهير على نطاق واسع ضد الطلبة التونسيين متهمة إياهم بمعاداة السامية وتعطيل البحث العلمي.
وانطلاقا من ثوابت الشباب العربي البعثي المنخرط في حركة المقاومة الرافضة للمشاريع الاستسلامية و المعادية للإمبريالية
 و الصهيونية والمدرك لطبيعة الواقع السياسي للقطر الرازخ تحت ضغوط ومتطلبات عولمة قصرية للاذعان للمشروع الاستعماري المهدد للهوية الثقافية ولمصالح الطبقات الكادحة فإننا نؤكد :
1.     إن التحركات الطلابية كانت معبرة عن الرفض القاطع للشباب الطلابي العربي التونسي لكل محاولات التطبيع بكل مسوغاته وأشكاله سياسية كانت أو اقتصادية أو سياحية أو أكاديمية… 2.     رفضنا لمحولات التضليل التي مارستها المنظمات الصهيونية وثلة من المتصهينين من داخل الجامعة التونسية والتي حاولت أظهار تحركات الطلبة على أنها ضد تكريم عالم الاجتماع ألأستاذ الراحل بول الصباغ والحال أن الطلبة التونسيين لا يكنون لهذا الأستاذ الراحل إلا الاحترام والتقدير كيف لا وهو الذي كرس جزء هام من مسيرته العلمية لدراسة خصوصيات الأوساط الشعبية في الأحياء التونسية والذي عرف بمواقفه الشجاعة و المبدئية المعادية للامبريالية والصهيونية. 3.     كما أن الطلبة التونسيون لا يقبلون دروسا في الوطنية و في احترام البحث العلمي من ثلة من المتصهينين الذين باعوا ضمائرهم وشرفهم بحفنة من الدولارات حتى يكونوا مطية وعازفين في جوقة الخيانة والعمالة من داخل أسوار الجامعة. 4.     رفضنا القاطع للأساليب القذرة المتبعة من قبل المنظمات الصهيونية والمتصهينة والتي عودتنا بحملاتها التشويهية الموجهة ضد كل الحركات المناهضة للصهيونية والشخصيات والأقلام الصادقة والشجاعة التي حاولت تعرية حقيقة الصهيونية وفضح أكاذيبها المضللة ورفع تهمة معاداة السامية في وجه كل من يحاول لمس » تابوا العصر »وعلى سبيل الذكر لا الحصر حملتها التشويهية ومحاكمة المناضل روجي غارودي والاب بيار حين شككا في الهولوكوست والأساطير التي قام عليها الكيان الصهيوني.. 5.     تمسكنا بالخط النضالي المناهض لمسار التطبيع في تونس و للحركة الصهيونية كحركة عنصرية شوفينية مرتبطة عضويا بالأمبريالية ومشاريعها التوسعية على حساب الحقوق العربية ور فضنا الزج باليهودية كديانة وجب احترام خصوصياتها ومعتقداتها أو اليهود في تونس وهم جزء من أبناء هذا الوطن في الصراع العربي الصهيوني/ الامبريالى. بل إننا كبعثيين وكما أكد ذلك الرفيق ميشيل عفلق نعتبر نضالنا من اجل تحرير فلسطين من الصهيونية هو أيضا نضال لأجل تحرير اليهود من هيمنة منظمات وأفكار عنصرية استعمارية استعلائية.كما نرفض من جهة أخرى جعل اليهود وأماكنهم المقدسة كبيعة الغريبة في جربة مطية للتطبيع.كما أننا نؤكد مواصلة نضالنا ضد عصابة المتصهينين  والمطبعين والخونة والمرتزقة   حتى تظل الجامعة التونسية منيعة على أعداء الأمة وأعداء  الإنسانية و مناصرتنا لنضالنا العادل في العراق المجاهد وفلسطين العصية. .
 
عاشت امتنا المجيدة  الخزي والعار لكل العملاء والمطبعين 
 
  الشباب العربي البعثي

 

عفاف بالناصر تعلق إضراب الجوع

 

قفصة في: 19 مارس 2006   بــلاغ عــدد 4  
في اليوم التاسع لإضراب الجوع الذي كنت بدأته في 10 مارس 2006 احتجاجا على اغتصاب حقي في العمل و إصرارا على إرجاعه، و على الساعة الخامسة مساء زارتني بمقر سكناي بزروق – قفصة وفودا تمثل فرع قفصة للرابطة التونسية لحقوق الإنسان،      و الإتحاد العام لطلبة تونس، و اللجنة الجهوية لأصحاب الشهادات المعطلين عن العمل بقفصة، و الحزب الديمقراطي التقدمي و حزب العمال الشيوعي التونسي و شخصيات سياسية و حقوقية و نقابية و طلابية، و طلبت مني بإلحاح تعليق إضراب الجوع لأسباب صحية و إنسانية و إجرائية، على أساس أن يتجند الجميع لفك هذه المهزلة.

و إذا كنت قد قابلت طلبات تلك الوفود بتفهم بالغ و تجاوبت مع مبادرتهم البناءة، فإنني أود أن أبدي الملاحظات الآتية: §       إن كان النضال ضد البطالة، هو نضال ضد النتائج الكارثية لخيارات مكدسي الأرباح، و إن كان نضال أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل من أجل خلق مواطن شغل قارة و حقيقية يطرح من جانب النضال ضد البطالة و من منظور شمولي، فإن حالتي، حالة جزئية و خاصة (إنتداب لم يتحول إلى تعيين بفعل لا قانوني) تتطلب حلا فوريا و إستثنائيا، و لا يتطلب إستراتيجية متكاملة و لا خطة تشغيلية جماعية و لا وعود عمومية. §       إن إضراب الجوع لم يكن متعجلا و لا قفزة في المجهول، و إنما قام على أرضية صلبة و في أفق ايجابي، فاوض فيه مكتب النقابة العامة طيلة ستة أشهر مع سلطة الإشراف متسلحا بقائمة إسمية في المنتدبين بصفة معلمين متربصين سنة أولى بجهة القيروان – و كنت ضمنها – أرسلتها الإدارة العامة للتعليم الأساسي إلى الإدارة الجهوية للتعليم بالقيروان، إضافة إلى بطاقة عدد 3 نقية السوابق و حديثة الصدور كان قد تسلمها السيد بشير كريم المدير العام للتعليم الأساسي بوزارة التربية و التكوين كما كنت قد راسلت كل الجهات المعنية بالموضوع و أحطتها علما بدقائق الأمور فيها، و لا نخال كل هذه المدة قصيرة على ملف بهذه البساطة و هذه القانونية، مما يجعل فرضية التجاهل و المماطلة هي الأقرب للقبول. §       لقد إخترت مقر الإتحاد الجهوي للشغل بقفصة كفاتحة لتحركي ليس فقط لأنني حالة نقابية أو لأن الإتحاد لا يدافع فقط على منظوريه بل يدافع أيضا على قضايا عادلة كالعدل و الحرية و المساواة… أو لأن هناك سوابق في هذا الإطار، بل أيضا لأن إندماج بلدنا في إستراتيجية النظام العالمي الجديد و تطبيقه الحرفي و الكلي لمخططات الدوائر الإمبريالية قد خلق شروطا جديدة للعمل تجعل بالضرورة من الهيئات النقابية حاضنا لنضالات المعطلين و المهمشين، لا كيانا معزولا عن أكثر الفئات تضررا من هجمة العولمة النيوليبرالية. §       إن حكمة تعليق الإضراب تعطي فرصة كافية لسلطة الإشراف كي تراجع مماطلتها في علاقة بملفي، فإما أن تواصل الهروب إلى الأمام سواء بالرفض أو بمزيد التلكؤ   و ربح الوقت و تضع نفسها بذلك فوق القانون و خارجه، أو أن تصوب خطأها       و تعالج الملف بإيجابية و وضوح و شجاعة و تكون بذلك قد سوت هذه الأزمة التي قد تتحول إلى قضية رأي عام. §       إن كنت أحيي بحرارة كل القوى النقابية و الطلابية و النسوية و السياسية و الحقوقية التي ساندتني دون شروط، و عزمت على مواصلة تبني الدفاع عن حقي الواضح في العمل إلى ما لا نهاية، فإني أؤكد لهم أنني إن كنت أعلق اليوم إضرابي، فإنني لن أتراجع قيد أنملة في مواجهة أي محاولة للتلاعب بحقي المشروع في العمل خاصة أن أي تخاذل في الدفاع عن هذا الحق سيجعله غدا أمام شروط أصعب بكثير مما يتوفر اليوم. فلندافع بشدة عن هذا الحق لقد كلفنا الصمت أكثر مما سيكلفنا النضال.   عفاف بالناصر  (+216)21292535


 أخبار المحامين  
الاستاذ عبد الرؤف العيادي

خلاف ليس على الجغرافيا وإنّما على الجغرا- بوليسيّة

خلافا للمعتاد فإنّ الانتخابات لتجديد الهيئة المديرة للجمعية التونسية للمحامين الشبّان لم تقع في اليوم الموالي للجلسة العامة التي تختم بها المدة النيابية. فقد حصل خلاف بين قائمة المنتمين للسلطة وقائمة المستقلين حول مكان إجراء الانتخابات، إذ تمسّك التجمّعيون بإجرائها بقصر العدالة في حين أصر المستقلّون على إجرائها بدار المحامي. أمّا سبب الخلاف في اختيار المكان، فيعود إلى الحضور المكثّف لأعوان البوليس السياسي، والذي بلغ درجة جعلت رئاسة المحكمة الابتدائية تُخلي مصلحة الأحكام (وهي مصلحة عامّة) من موظّفيها ليستقرّ بها العشرات من الأعوان المذكورين وهو ما خلق مناخا من الترهيب أريد به التأثير على المحامي القاعدي وبرر توجس أعضاء القائمة المستقلة من وجود خطة بوليسية للتدخل في سير العملية الانتخابية لذلك دعوا إلى إجراء الانتخابات بفضاء محرر من ضغط هذه الفئة الدخيلة، ويعد أخذ وردّ تم الالتجاء إلى عميد الهيئة الوطنية للمحامين كمحكّم والذي قرر إجراء الانتخابات يوم 18 مارس 2006 بنزل الأكروبول بالبحيرةا

البوليس السياسي يشتغل تحت إمرة التجمّعيين

بادر لطفي العربي الرئيس المتخلي للهيئة المديرة والمرشح على قائمة التجمعيّين ومن جانب واحد إلى الدعوة إلى إجراء الانتخابات بتاريخ 11 مارس 2006، بنزل الأكروبول كانت موضوع بلاغ صحفي فاجأ القاعدة الانتخابية في خطوة نكث بها عهده بالعمل بتحكيم العميد الذي قرر إجراء الانتخابات يوم 18 مارس بالنزل المذكور مثلما أسلفنا ذكره أعلاه. ولم يكن هذا الموقف سوى العمل بتعليمات التجمع الدستوري. وكان من الطبيعي أن يرفض أعضاء القائمة المستقلّة هذه الدعوة والتي رأوا فيها وصاية حزبية جعلت قرار العميد خاضعا لمصادقة التجمع الذي يبدو أنّ برنامجه الاحتفالي بذكرى الاستقلال سوف لن يمكنه من توفير الحافلات التي تنقل المحامين من الجهات إلى مقرّ النزل- علما أنّه بهذه الطريقة يتم جلب المحامين تحت مراقبة وضغط الوالي والكاتب العام للجنة التنسيق وعناصر المحامين ممّن « تجوّعوا » فتجمّعوا (التجمع) فأكلوا حتى بدت على أجسامهم ووسائل نقلهم نعمة السلطان التي ينهبها من المال العام والخاصّ- هؤلاء احتلّوا مواقع الإشراف على مدخل النزل وقد أحاط بهم العشرات من ميليشيات البوليس السياسي التي تنفّذ أوامرهم في التصدّي لدخول من لا يرغبون حضوره بالنزل من المحامين والمحاميات بالعضلات واستعمال العنف. كان المشهد يدعو إلى القرف والغثيان إذ كان الجميع متّزيا باللباس المدني فلا تكاد تميّز بين المحامي التجمعي والبوليس التجمعي.

عندما يستبدل المحامي رأسه بعضلاته وهي كل ما يملك

كان حضور بعض أعضاء القائمة المستقلة للمطالبة بحذف أسمائهم من قائمة المترشحين التي علّقت بمكتب الاقتراع الذي تجمّع أمامه أشباه المحامين من ذوي العضلات، ويوجد بينهم من صدر في حقّه قرار تعقيبي من المحكمة الإدارية قضى بعدم توفر شروط الانتماء إلى المهنة – إلاّ أنّ عبد الله القلال وزير العدل السابق سمح لهم بالعودة إلى المهنة بعد تصفية مكاتبهم- ولم يتورّعوا عن الاعتداء بالعنف الشديد على المحامين المستقلين مثل مختار العيدودي وخالد الكريشي وغيرهم.

راضية النصراوي تبكي الهادي التريكي

بعد أن تمّ صدّها بالقوة عن الالتحاق بزملائها بالنزل ومتابعة أطوار المهزلة الانتخابية والاعتداء عليها بالعنف، نظرت راضية النصراوي إلى الهادي التريكي (تجمعي وعضو مجلس الهيئة) ثم خاطبته : »يرضيك هذا الذي ترى يا هادي ! نبكي عليك يا هادي ! نبكي عليك يا هادي !

نتائج على شاكلة الانتخابات الرئاسية والتشريعية

في الواقع لم يكن قرار لطفي العربي ومن يوجّهه الإبقاء على أسماء المستقيلين من المترشحين إلاّ خطة لإخراج الانتخابات التي نظّمها البوليس السياسي على الصورة التي يتمّ بها عادة إخراج الانتخابات الرئاسية التشريعية، فقد تحصّل هو وأعضاء قائمته من « الجوّعيّين » على 90 فاصل… بالمائة، في حين لم تتعدّ نسبة الأصوات للمستقيلين (المعارضة) سوى 8 فاصل… بالمائة. وهكذا تمخضت الانتخابات المهزلة عن رئيس.. بقصر العدالة.. بعد أن تمخضت عن رئيس بقصر قرطاج… هنا رئيس وهناك رئيس.. والفضل يعود للبوليس.

 

 ( المصدر موقع مجلة كلمة الإلكترونية بتاريخ 18 مارس 2006 )


بن علي في ذكرى 50 سنة على الاستقلال:

لا تراجع عن مسيرة الديموقراطية

 

تونس – الحياة

 

لم يُعلن الرئيس زين العابدين بن علي، أمس، إجراءات انفتاحية جديدة خصوصاً في ما يتعلق بالإفراج عن مزيد من سجناء الرأي مثلما تردد في الأيام الأخيرة، واكتفى بسن «عفو جبائي شامل» ألغى بموجبه الغرامات التي كانت أصدرتها محاكم في قضايا صكوك من دون أرصدة شرط ألا تتجاوز 80 دولاراً وخفّض الغرامات الأخرى بنسبة 50 في المئة.

 

وأكد في خطاب ألقاه أمس لمناسبة مرور نصف قرن على استقلال تونس، أنه سيتابع التقدم على المسار الديموقراطي في ثبات على أساس ان الديموقراطية «التزام بالثوابت الوطنية وولاء لتونس وتنوع للمقاربات وتعدد للبرامج والبدائل في ظل احترام حق الاختلاف وحماية الحريات والحقوق». وكان ائتلاف معارض يضم أحزاباً وناشطين حقوقيين وشخصيات سياسية مستقلة طالب في الأسابيع الماضية باتخاذ إجراءات إصلاحية في مقدمها سن عفو عام وإطلاق الحريات الإعلامية والترخيص للجمعيات والأحزاب غير المجازة بالعمل الشرعي. لكن السلطات ردت في شدة على ألسنة أعضاء المكتب السياسي لـ «التجمع الدستوري الديموقراطي» الذي يقوده الرئيس بن علي، معتبرة هذه الدعوات «تواطؤاً مع أجندات أجنبية»، في إشارة غير مباشرة إلى مشروع الشرق الأوسط الكبير الأميركي.

 

وقال بن علي في خطابه أمس «إن شرف الانتماء إلى هذه الأرض الزكية يقتضي من كل أبنائها وبناتها في الداخل والخارج أياً كانت مشاربهم، التفاني في خدمة الوطن ورعاية حرمته وأن تظل تونس عندهم دائماً في القلب والعقل». ووعد باتخاذ مزيد من الإجراءات لتعزيز المساواة بين المرأة والرجل انطلاقاً من أنه «لا معنى لحقوق الإنسان طالما بقيت حقوق المرأة منقوصة ولا معنى للتقدم والازدهار والإصلاح والتطوير سوى بالمرأة».

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 21 مارس 2006)

 

«فرانس تليكوم» تنفي عرض 2.5 مليار دولار لشراء حصة في الاتصالات التونسية

 

باريس ـ رويترز: قالت شركة فرانس تليكوم امس انها عرضت مبلغا اقل بكثير من رقم 2.5 مليار دولار الذي ذكرته تقارير مقابل شراء حصة في اطار عملية الخصخصة الجزئية لشركة الاتصالات التونسية.

وكان مصدر قريب من المزايدة قال لرويترز يوم الاربعاء، ان شركة فرانس تليكوم هي اكبر مزايد في عملية بيع حصة أقلية في الشركة التونسية بعرض حجمه نحو 2.5 مليار دولار.

وقالت متحدثة باسم فرانس تليكوم «الرقم المذكور غير دقيق. عرضنا مبلغا اقل بكثير». وامتنعت عن الادلاء بالمزيد حول المزايدة.

وجرى فتح عروض شراء حصة 35 في المائة من أسهم شركة الاتصالات التونسية أكبر شركة في البلاد من حيث الايرادات والارباح يوم الاربعاء لكن الحكومة لم تعلن رسميا بعد الفائز بالصفقة. وكانت العروض الفنية قد فتحت الاسبوع الماضي.

 

(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 17 مارس 2006)


 

50 سنة استقلال

الاقتصـاد التّونسي منذ الاستقـلال

 

تونس- البلاد

 

« مرّ الاقتصاد التونسي خلال خمسين سنة من الاستقلال بعدة مراحل وحقق نجاحات معتبرة على عدة مستويات ولكن هذا النجاح لا يخفي بعض الصعوبات التي ظهرت في عدة محطات تاريخية. وتعتبر ظاهرة مساهمة القطاع الخاص ومشاكل الاستثمار و بطالة أصحاب الشهادات العليا بعض هذه التحديات المطروحة على تونس خلال المخطط الحالي.

أستاذ الاقتصاد وعضو المجلس الاقتصادي والاجتماعي الدكتور فتحي النوري يتحدث في هذه المساهمة عن مراحل تطور الاقتصاد التونسي منذ إعلان الاستقلال ويعالج أهم التحديات التي تواجه الحكومة التونسية في المرحلة المقبلة »

 

كان الاقتصاد التونسي يعتمد قبل الاستقلال أساسا الفلاحة والتجارة وبعض الصناعات التحويلية بالاشتراك مع المستعمر الفرنسي. ففي سنة 1947 كوّن الصناع والتجار اتحاد الصناعة والتجارة الذي يضمّ أرباب العمل. وكان لهذه المنظمة، التي تعرف الآن بمنظمة الأعراف، الدور الريادي في تلك المرحلة في غياب التنظيم الإداري حيث قامت بتأطير الأعوان الاقتصاديين.

 

البـــــداية

 

كنّا بعد الاستقلال نبحث عن منوال تنمية يسمح لاقتصاد البلاد بالخروج من التخلّف والقضاء على البطالة والجهل والفقر. وكان لنا ضعف في الرأسمال البشري وهو من أهمّ عناصر الإنتاج نظرا لقلّة المدارس والجامعات وحتى المال كان شبه معدوم ».

 

هذا الظرف الصعب لم يكن ليسمح إلا بالتدرج لتطوير الاقتصاد التونسي وأول خطوة كانت في 12 ماي 1962 عند استرداد الأراضي الفلاحية من المستعمرين.وبدأ في تلك الفترة التخطيط لإدارة الاقتصاد التونسي الذي انطلق بمخطط ثلاثي. ثم جاءت خطوة التعاضد وهي شكل من أشكال الاشتراكية وكانت تجربة اعتقد أصحابها أنها مفيدة. ولكن هذا المنوال الاقتصادي كان له الأثر السيء على المجتمع إذ لم يتقبله المواطنون ولم تستسغه العقلية السائدة آنذاك. حيث كان المجتمع التونسي غير مهيأ لمثل هذه الأيديولوجيات رغم وجود إرادة سياسية لانجاح المشروع والدليل على ذلك أن بورقيبة أدمج أربع وزارات في وزارة واحدة كان يديرها الوزير أحمد بن صالح، لكن إدارة المشروع كانت فاشلة. وكانت هذه الفترة من أصعب الفترات التي مر بها الاقتصاد التونسي، خاصة وأنها تزامنت مع بداية بروز مرض بورقيبة. وأمام هذا الفشل كان لا بدّ من التفكير في بديل وهو بناء اقتصاد ليبرالي متطور يعتمد أساسا على المبادرة الخاصة وتوفير المال وتكوين الرأسمال البشري. في هذه المرحلة وقع تغيير سياسي وبرز الهادي نويرة كوزير أول قادم من البنك المركزي، وكان رجل الاقتصاد الأول الذي سيأخذ على عاتقه بناء اقتصاد تونس.

 

تطــــــوّر

 

في بداية السبعينات كانت كل المؤشرات الاقتصادية في صالح تونس فتم إرساء قانون 1972 وتواصل تطويره إلى 1974 واعتمد هذا القانون أساسا على استقطاب الاستثمار الأجنبي وبعث مشاريع شراكة وبالخصوص في قطاع النسيج الذي أصبح العمود الفقري للاقتصاد التونسي. ثانيا ارتفعت أسعار النفط وأصبحت تونس من الدول المصدرة للنفط وتعتمد على حقلين كبيرين هما حقل البرمة (اكتشف سنة 1964) وحقل عشتروت (اكتشف سنة 1972). كما ارتفعت أسعار إنتاج زيت الزيتون والفسفاط. وفي الأثناء وقع حلّ تجربة التعاضد وتم إرجاع الأراضي لأصحابها. كما ساعدت العوامل الطبيعية على تحسن المؤشرات الاقتصادية وهو ما جعل الهادي نويرة يقول في تصريح مشهور  » حتى الأمطار كانت تقف إلى جانبي ». ويضيف الأستاذ النوري « في هذه الفترة التي اعتبرت بمثابة العصر الذهبي للاقتصاد التونسي بدأنا في تكوين النواة الأولى لرجال الأعمال التونسيين. وانطلقت الحكومة في سن القوانين المشجعة على الاستثمار المحلي و بدأت في توفير الآليات لبعث المشاريع وأخص بالذكر منها: صندوق تشجيع لا مركزية الاستثمار ثم صندوق دعم المهن الصغرى وآليات أخرى لتشجيع التصدير منها: صندوق تشجيع التصدير. وأصبحت الأرضية سانحة لتحقيق نتائج نمو محترمة توفر فرص للتشغيل وتسمح بخلق الخبرات حيث سجل الاقتصاد التونسي أحسن نسبة نمو في تاريخه إذ بلغت 7 %.

 

ركـــــود

 

 في أوائل الثمانينات شهد الاقتصاد العالمي ركودا مما خلق صعوبات لعديد الاقتصاديات في العالم الثالث (تونس، المغرب ومصر). وشهدنا في تلك الفترة انخفاض في أسعار الصادرات وارتفاع في أسعار الواردات. كما تزامنت هذه المرحلة مع اضطرابات سياسية داخل البلاد تمثلت أساسا في صدام بين نقابة العمال والحكومة، التي وقع تغييرها فخرج الهادي نويرة وجاء محمد مزالي.

 

ومنذ 1985 وحتى 1987 تاريخ تغيير 7 نوفمبر وتولى الرئيس زين العابدين بن علي الحكم بدأت الحكومة تنفيذ برنامج الإصلاح الهيكلي وذلك للتحكم في التوازنات الاقتصادية الكبرى أي مزيد من التحكم في عجز ميزانية الدولة وكذلك التحكم في عجز ميزان الدفوعات والتخفيض في نسبة المديونية والتحكم في ارتفاع الأسعار، حيث بلغت المؤشرات أرقام مفزعة (المديونية 60% من نسبة الناتج المحلي الخام و11%  في ارتفاع الأسعار) وكان شعار هذا البرنامج ردّ الاعتبار للقطاع الخاص والتشجيع على المبادرة الحرّة. وبادرت الحكومة التونسية بسنّ مجلة استثمار جديدة في 1987 شرعت في تحرير الأسعار وتحرير عديد القطاعات ( خروج تدريجي للدولة من القطاعات) وتحرير المبادلات التجارية وبداية خوصصة بعض المؤسسات الحكومية وتحرير الدينار التونسي (تحرير الدينار الجاري فقط).

 

وهذا البرنامج تواصل تطبيقه حتى عام 1995 وكانت نتائجه مقبولة إجمالا حيث أصبح للاقتصاد التونسي ميزات تفاضلية جديدة وعديدة في مختلف الميادين وتطورت مردوديته حيث أصبحت نسبة التضخم تناهز %2,5 وعجز الميزانية لا يتجاوز 3% وعجز الميزان التجاري لا يتجاوز 4% وهي مؤشرات جعلت البنك العالمي وعديد المؤسسات الدولية الاخرى تشهد بتطوّر الاقتصاد التونسي بطريقة مقبولة وأفضل من عديد الدول الأخرى التي كانت في نفس الوضعية.

 

تحدّيـــــات

 

مع التطور الايجابي منذ سنة 1995، بدأت تظهر مؤشرات مقلقة في الاقتصاد التونسي وتتمثل أساسا في قصور القطاع الخاص على تنمية الاستثمار وخلق مواطن شغل تتناسب مع تزايد عدد الخريجين.  ومع بروز هذه البوادر التجأت الدولة إلى بعث آليات جديدة تتمثل أساسا في وضع خطّة شاملة لتأهيل الاقتصاد أعطت نتائج إيجابية رغم صعوبة الظرف العالمي التي تتمثل أساسا في شراسة المنافسة وسرعة انفتاح الأسواق والتخفيض في حمايتها (اتفاقيات الغات). كما برزت مشكلة أخرى لا تقل خطورة وهي عدم قدرة الدولة والقطاع الخاص على تشغيل أصحاب الشهادات العليا بالحجم الكافي الذي يتماشى مع النمو الاقتصادي. وتبقى النسبة الحالية للنمو غير قادرة على حل معظلة البطالة. فنسبة النموّ يجب أن تتجاوز 5% لتصل إلى 7% حتى تستجيب لمطلب تخفيض البطالة وتشجع على الاستثمار وتوفر مواد جديدة للتصدير.

 

والأكيد أنّ محدودية القطاع الخاص واستنباط مشاريع جديدة تتماشى وحاجيات سوق الشغل ومتطلبات العصر وتأخذ بعين الاعتبار نوعية التكوين الجامعي تبقى الهاجس الأساسي.

 

كما برزت صعوبات جديدة شملت بعض القطاعات ومنها قطاع النسيج، وهو قطاع مشغل ويجلب العملة الصعبة، هذا القطاع أصبح مهددا بعد توقيع (الاتفاقيات متعددة الألياف). وكذلك قطاع الفلاحة من جراء عدم التحكم في مسالك التوزيع الذي أثر سلبا على الأسعار في السوق وعلى دخل الفلاح الذي بدأ يشكو من صعوبات في استخلاص ديونه.

 

ورغم هذه التحديات تبقى للاقتصاد التونسي مميزات أهمها اعتماده على قطاع الخدمات التي تعتمد أساسا على الذكاء والمعرفة التي استثمرت فيها تونس وهو ما أعطى للاقتصاد ميزات تفاضلية جديدة وعصرية. وقد تطور الاستثمار في عدة قطاعات خدمية منها المواصلات والإعلامية والبنوك والسياحة وساهمت هذه المعطيات في النمو المتزايد لاقتصاد المعرفة في تونس.

 

حلول

 

ومع نهاية المخطط العاشر وبداية المخطط الحادي عشر وهو أول مخطط بعد خمسين سنة من الاستقلال يجب على الحكومة التونسية أن تفكر في آليات وحلول جديدة لضخ دماء جديدة في الاقتصاد. ويسوق الأستاذ النوري عدة مقترحات لتنشيط الاقتصاد التونسي ومنها أساسا:إحداث آليات جديدة لتطوير مناخ الاستثمار واسترجاع روح المبادرة لدى المستثمرين سواء القدامى منهم أو الجدد. وتكوين إضافي للمتخرجين الجدد لبعث المشاريع. وإصلاح قطاع الطاقة وترشيد المواطن التونسي للتحكم في استهلاك الطاقة التي أصبح ميزانها التجاري عبء ثقيلا على آلاف التونسيين (دعم الدولة لمشتقات النفط والغاز تجاوزت 4% من الناتج المحلي الخام). كما لا بد من مزيد إرساء اقتصاد المعرفة حتى يشمل كافة شرائح المجتمع. وإجمالا يمكن التأكيد على ضرورة تكييف الاقتصاد التونسي مع الوضع الاقتصادي العالمي والتحولات الداخلية وذلك بالاعتماد أساسا على جيل جديد من الإصلاحات تشمل كل الميادين حتى المحظورة منها.

 

(المصدر: مجلة « البلاد » الالكترونية، العدد1 بتاريخ 20 مارس 2006)

وصلة الموضوع: http://www.albiled.net/economy.htm


المسكوت عنه في خطاب الرئيس التونسي

الحبيب أبو وليد المكني

الذين شاهدوا الرئيس التونسي يلقي خطابه بمناسبة خمسينية الاستقلال بحس ديمقراطي سيدركون أن كل شيء من حولهم يدل على أننا بصدد نظام استبدادي شمولي يعتمد الديماغوجيا و البروبغندا و يرفع شعارات جميلة في إطار يذكرنا يعصر ما قبل الحرب العالمية الثانية في ألمانيا النازية و إطاليا الفاشية …إستقبال ّجماهيري  » يطبل فيه المطبلون و « يزكر في الزكارون  » و رئيس يحيي الجموع الهادرة محاطا بأعداد كبيرة من الحراس الأشداء , ثم خطاب في  القاعة الرياضية المغطاة حيث يجتمع المريدون و المنتفعون و الخائفون ، رجالا و نساء ، يحملون الشيلان الحمراء بما يؤكد الإصرار على اللون الواحد و الرأي الواحد و الحزب الواحد  ،و يبدو الأمر في النهاية  كمسرحية مونولوغ يقوم فيها الرئيس بدور الممثل و على الجمهور أن يقوم بدوره حسب توصيات المخرج بالتصفيق و التهليل عند كل توقف متعمد أو غير متعمد .  و  في الختام ترتفع الأصوات بالنشيد الوطني  » و لا صوت يعلو على صوت المعركة  ، الفرق الوحيد بين بن علي و الطغاة الآخرون أن هؤلاء يرتجلون خطبهم فيهزون مشاعر مخاطبيهم و يرفعون درجة حماسهم الفياض  أما هو فيقرأ ما كتب له بحروف غليظة ،فيبدو التهليل و التزمير مصطنعا و مزعجا  للمتابعين …

و الغريب أن الاستبداد يأبى إلا أن يعبر عن نفسه بوضوح رغما عن كل المستشارين الذين يعرفون جيدا  » سمات « الماركة المسجلة  » له ، لكنهم لا يحيدون قيد أنملة  عن أوامره و نواهيه لأنهم لو فعلوا ، فلن يكون هناك سبب لإقامة هذه المهرجانات  » البليدة « …

وبعد فلو سلمنا بأن معظم ما قرأه الرئيس  علينا صحيحا ، حديثه عن المناضلين الذين ضحوا من أجل إستقلال تونس من البداية إلى النهاية و إبرازه لما تحقق من إنجازات كبيرة في مختلف الانجازات الإقتصادية و التعليمية والاجتماعية و  خاصة منها ما يتعلق بالمرأة و كلامه عن مشاريع البنية التحتية خاصة ما يتعلق منها بتحسين مداخل المدن …

لقد تحققت  في بلادنا في الخمسين سنة الماضية مكاسب كبيرة لا نملك إلا الاعتزاز بها ، شارك فيها رجال تونس و نساؤها من أولئك الذين حققوا الاستقلال و المنتمون إلى الجيل الذي يليهم  ، و لعل النظام القائم لم يقصر في تعداد هذه المكاسب بما نظمه من معارض و استعراضات و برامج إعلامية و ملصقات دعائية و لكن المشهد كان يمكن أن يكون أجمل و أكمل لو احتفل الشعب التونسي بهذه المناسبة و تونس لكل أبنائها ليس فيها سجين  رأي واحد و لا يمنع فيها طرف من التعبير عن وجهة نظره بعد أن تحققت حرية التنظم  التجمع و التعبير ، وليس فيها مغترب  يتنظر من وراء الحدود خبرا مبشرا بقرب لقائه بالأهل و الأحباب..[1]

 بماذا يمكن أن تصف الصفحة البيضاء إدا تلطخت بشيء و لو قليل من القذارة  و مابالنا إذا كانت القذارة تغطي جزء كبيرا منها لأنه يمكننا تعداد الانتهاكات و الخيانات و السرقات و الإخفاقات و الهزائم التي شهدتها الخمسين سنة الأخيرة بما قد يحول الإستقلال على حدث بدون معنى و لعل الدكتور المنصف المرزوقي أٌقدر على التفصيل في هذه  المآسي …

كما لا يمكننا أن ننسى بهذه المناسبة عددا من أحرار تونس الذين يقبعون في السجون و منهم من يتابع وقائع الاحتفالات على شاشة التلفاز و منهم من لا يستطيع ذلك لأنه يقيم في زنزانة انفرادية منذ عقد و نصف …

يكتب أحد هؤلاء يصف حالته :

 » حينما كنت تحلم و أنت التي تربيت بين الكتب بامتلاك قلم رخيص و مداعبة ورقة بيضاء ومطالعة كتاب يستحق هذا الإسم  .. و تصفح جريدة .

حينما كنت تنام تحت الأسرة ، وراسك على الرواق الذي يمشي فيه الجميع ، كأنك ميكانيكي في ورشة تعالج سيارة معطوبة .

حينما كنت تخرج من زنزانتك رافعا يديك تحبة و احتراما ، وتظل هكذاو أنت تمشي خلال الرواق و بعضا من فترة التهوئة و قد تجبر على الزحف والاعتراف أنك دخلت السجن من أجل سرقة دجاجة و تجبر على محاكاة صوت ضحيتك ، فتقاقي مثل دجاجدة فصيحة ..

حينما كنت تخجل أو تخاف أن تذكر أنك مهندس فكأنك بتصريحك ذلك قد ارتكبت جرما فتحاسب على تفوقك السابق ..

حينما يسحب منك المصحف ، فتلجأ إلى شتى أنواع التستر و تبدع في اختراع الحيل لكي تواصل الحفظ ..

قد يخيل للمرء أحيانا أن الحياة ــ أي حياة ـ  بطولة ، ولكن دون ضجة  .. بطولة صغيرة يمارسها الانسان يوميا من أجل أن يظل صادق و شريفا .. بل يرى في بعض مكاسبه السابقة ما يدعوه عندما يتذكرها إلى الابتسام ولو بدت ابتسامته حينها حزينة وكئيبة « 

بمثل هذه الكلمات وصف المناضل المهندس عبد الحميد الجلاصي الحالة التي يعيشها بعض من ينتمي إلى جيل الإستقلال الذي كانم يتوق إلى إرساء مجتمع الحرية و دولة الحق و العدل و الديمقراطية و عرفته كل ساحات النضال و التضحية في الجامعات واتحاد الشغل والشوارع في المدن والقرى ، جيلا مناضلا لا يبخل بأي شئءمن أجل تحيق تلك المبادئ  [2]      

فهذه هي الأخرى جوانب من الصورة التي يسكت عنها الخطاب الرسمي و يعز علينا أن نحتفل بالذكرى الخمسين للإستقلال وهى  جزء من الحقائق التي يعيشها أحرار تونس لتمنع عنهم الشعور بالسرور والاحساس بالرغبة في الاحتفال …

 

حبيب ابو وليد  ألمانيا

Benalim17@yahoo.fr


[1]  أنظر مقال الأستاذ مرسل الكسيبي  عن ذكرى الاستقلال  على صفحة الحوار نت  بتاريخ 20 مارس 2006م

[2]  من مقدمة كتاب لصاحب المقال بعنوان الحصاد المؤجل  وهو كتاب يروي  جوانب من نضال جيل الاستقلال في تونس


توليفة رمزية تتوحد تحتها المسلسلات والبرامج الاخبارية وحتي المنوعات:

كيف قام التلفزيون بصناعة التونسيين

نصر الدين اللواتي (*)

 

ماذا فعلت التلفزة في تونس بالتونسيين خلال خمسين عاما من الإستقلال؟ وأيََ ملمح صاغته للفرد التونسي عابرا النصف قرن المنقضي؟ سؤال لا يستثني الفرد التونسي من الحالة العربية التي تحركت فيها المؤسسات التلفزيونية العمومية في البلدان العربية محتفظة ـ بتفاوت في الأداء وبسياقات تاريخية مختلفة ـ بمهمة صيانة شكل إجتماعي ما لمشاهدها المحلي فلا تراه إلاّ عبر هذا الشكل وغالبا ما تقوده إلي رؤية نفسه من خلاله سواء ٌشاء أم أبي.

 

فكأن الخطاب التلفزيوني النَّاظم للمؤسسة والصادر عنها ـ كحال التلفزة في تونس ـ تحول من دوره المفترض كفضاء عمومي للتداول والتبادل، إلي وسيط ضخم لصناعة ممكن إجتماعي حتي وإن لم يوجد أصلا، بأدوات صامدة طيلة عقود لعلّها جعلتنا أمام مُتلقّيّيْن إثنين، واحد موجود في حيز الواقع وآخر تلفزيوني مشهدي.

 

ينبّه هذا التساؤل إلي الحاجة لفهم صورة الفرد التونسي مثلما تولت مهمة صناعتها وتكييفها التلفزة بسلطتها الرمزية ووظيفتها التنموية ، واللافت للنظر هو قدرة الخطاب التلفزي علي المحافظة علي نفس نمطه وسط خطابات متراكمة متراصة إنسجــمت حينا وتنافرت أحيانا متخذة أشكالا سياسية وإيديولوجية وثقافية.. فعبر هذا الخطاب التلفزي أحداثا وتطورات وهزات منها ما صنعه القرار السياسي ومنها ما تكفل به التاريخ، بدءا من وعود بناء الدولة الوطنية وصولا إلي اليوم، مرورا بمراحل كالتعاضد أو أحداث قفصة أو ثورة الخبز فضلا عن مآل المؤسسة البورقيبية ومنطقة التسعينات..

 

والثابت، من خلال نظريات علوم الإعلام والإتصال، تلك التي إشتغلت بالإعلام التلفزي وقضية الآثار والإنعكاسات، أن مُتصورا ذهنيا ما رسخ للتونسي عن نفسه تضخمت فيه ملامح وأفكار ونمت معه مسلمات وأوهام، تعددت في إنتاجها الأساليب وتجاورت المضامين طيلة حوالي 40 عاما من تفرد الباث العمومي بمهمة إختيار المضامين وتنقيتها وتهذيبها وتسويقها بعد تشذيبها مما لا يَحسُن بالمتلقي إدراكه، ومع التسليم بمحدودية تأثير المضامين التلفزية وبتمايز التلقي لدي الناس، فإن الدلائل تؤكد أن هنالك مشتركا تتعهد التلفزة ببثه ولا يفلح السلوك الإجتماعي في التنصل منه، هو مشترك النظام الأبوي المستحدث أو البنية البطركية التي تحكم المجتمع تماما كما حددها الباحث العربي هشام شرابي. والإجابة عن السؤال الذي يطرحه المقال إنما تنطلق من ضرورة إدراك حقيقي لمنزلة التلفزة ومضامينها وبرامجها في ذهن الفرد في تونس وفي عموم التجربة الثقافية والإجتماعية التي راكمها المجتمع التونسي، ودور هذه التلفزة بشكل قصدي أو عَرضي في إعادة إنتاج المسلمات والقواعد والسلطة وهي تخترق بخطابها التلفزي كلّ الفترات والأحداث التي عايشها التونسيون.

 

السؤال المؤجّل

 

وهنا وإلي جانب الضرورات العلمية لإخضاع موضوع إسمه التونسي إلي مقاربة إتصالية، فإن هنالك أيضا حاجةً للمكاشفة كلما تحدثنا عن صورة هذا التونسي بعيدا عن الإستنتاجات التبسيطية والجاهزة، ولكن بعيدا أيضا عن اليقين والمسلمات الحديدية التي غالبا ما طالت الحديث عن الإعلام التلفزي التونسي، فسنواتٌ عديدةٌ من الإنتاج التلفزي ـ تشكلت خلالها عادات وأساليب وأنماط في الإعداد والإنتاج والتقديم ـ لَتبدو مادةً مستفزةً مهجورة تدعو الباحثين للتصدي إليها بالتقصي والمساءلة، في سياق حاجة أهم لتفسير ملامح المجتمع التونسي وذهنيته وفهم تلك التمثلات وردود الفعل الطاغية علي السلوك الإجتماعي في تونس، والمبررات والحجج وأسلوب التحليل الذي يصدر عن الفرد في تونس كلما إصطدم بقضية أو ظاهرة أو حدثٍ وسواء تعلق الأمر بشأن محلي أم خارجي، ومثل هذه التمثلات وردود الفعل هي التي كثيرا ما أهملت من البحث، فنكتفي أحيانا بالإشارة إليها بتودد ولطف بأنها الشخصية الوطنية أو الهوية التونسية كلما غلب عليها الإتساق والإنسجام والملمح الإحتفالي، ونتجاهلها ونغيبها وننفيها كلما بدت دليلا علي هشاشة التفكير والإنفعالية والتناقض السلوكي والأخلاقي.

ولا أعني في هذا السياق مستوي الخطاب أو السجل اللغوي المتداول في التلفزة والذي سيطرت علي مساحات كبيرة منه اللغة الخشبية وأسلوب البعد الواحد والذي يكاد يُمطر به المشاهد يوميا من صيغ تفضيل ومبالغة آلت إلي مفعول عكسي لدي المتلقي فتلك وجهة أخري في البحث (من قبيل النجاحات المبهرة، والريادة في، والنتائج الأفضل في جنوب المتوسط، أو الإقتصاد الأكثر نموا في إفريقيا، أو الإجراءات الأمثل في كذا وكذا، والتجهيزات الأحدث في كذا، والمقاربة الأشمل للقضية كذا، فضلا عن ذلك الشعار المثير والباعث علي الحيرة : الفرح الدائم) وطبعا فيكفي التمعن في عموم ما يمطر به المشاهد العربي من التلفزات العربية لإدراك البعد العربي لهذه الممارسة، ولكن الدعوة لفهم الصورة المجتمعية التلفزيونية وتحليلها تتجاوز السجل اللغوي يتجاوز الخطاب إلي عموم الرموز المستخدمة والقيم المسوقة والفاعلين الذين يتحركون في المساحة التلفزية.

 

التوليفة السيميائية

 

فمن مقتضيات المكاشفة المطلوبة إعادةُ النظر في الكيفية التي أسهمت بها التلفزة التونسية مثلا في صناعة إدراك ما للتونسيين بأنفسهم بدءا وبذواتهم الإجتماعية تاليا، إدراكٌ تأرجح بين الأمة التونسية و الأنموذج التونسي ، عَبْره كان التونسيون يتحركون ضمن الحيز الإجتماعي ومنه يطلون علي العالم حولهم، وهو إدراك تغذي بصيغ ورموز كانت تتكرر وتتداول علي إختلاف المضامين، من نمط العرض الإخباري اليومي، إلي المسلسلات التي إشتغلت بالدراما الحياتية للتونسي وصولا إلي الملفات التلفزية والبرامج الإخبارية، وحتي المنوعات الرياضية والفنية مرورا ببرامج كالكاميرا الخفية وحتي النشرة الجوية، وسيكون من المثير إكتشاف تلك التوليفة السيميائية والرمزية التي تتوحّد تحتها مثل تلك الإنتاجات وهي تخاطب متلقيها التونسي.

كما أنه من المهم التوقف عند هذه الرموز التي أصبح المشاهد يلتقطها بمهارة سعيدا بالتعرف عبرها علي صورته طبقا لخطاب معياريّ يقترح شكلا إجتماعيا وتصورا مفردا للأحداث الجارية، إما عبر المونتاج وتعهّد الصورة أو في الحوار واللهجة ومقتضيات الإبتسام أمام الكاميرا وأسلوب التعبير عن الفرح أو مظاهر الإنفعال أو الحزن (هذا إذا ما كان هنالك شيء إسمه الإنفعال أو الحزن أو الغضب في هذه الشاشة عدا ما يقدّم في المسلسلات والأشرطة السينمائية)

فكثيرا ما كان العرض الإخباري التلفزي ـ بإعتبار الوظائف المعهود بها إليه ولمنزلته في البرمجة ـ إحدي ساحات تشكيل هذا النوع من الوعي التلفزيوني ، فضلا عن الإنتاجات الدرامية محلية الصنع التي تتمايز عن الدراما العربية بالإشارة إلي نفسها بأنها إنتاجات وطنية محوّلةً بذلك صلتها بالمشاهد من منطق الفرجة والتخييل إلي منطق المواطنة معيدة إنتاج الإنتماء لديه كلما أطلت عليه من شاشة منزله، فيما تحتفظ الذاكرة بمرحلة المنوعات التلفزية الكبري وثقيلة الإنتاج (كمنوعات الأحد) التي إنطلقت مع نهاية الثمانينات بأسلوب في العرض والتقديم وتصميم للفُرجة لم يألفه التونسيون لكنها وظيفتها الترفيهية حرّفت إلي وظيفة موازية بتحولها إلي ساحة لإعادة إنتاج الإجماع والتداول الجماعي للرموز والقيم والإقرارات، فيما كان علي المشاهدين التونسيين أن ينتظروا إلي بداية التسعينات ـ فترة أصبحت تسمي بالإنفتاح ـ حتي يشهدوا تحول التونسي/الفرد إلي موضوع للخطاب التلفزي، بقيام عدد من البرامج الاخبارية بتفحص هذا الموضوع ونقله من منطقة الهامش إلي المركز قبل أن تنحسر هذه الوظيفة وتتقلّم هذه البرامج ويعاد تشكيلها وتشذيبها وفقا لبيداغوجيا الإعلام المسؤول .

 

الإقامة في العالم

 

ويبدو ضروريا ونحن نبحث عن طريقة إقامة في العالم اليوم، أن ندرك كيف رسمت حدود الوعي بالمحلي قبل العالمي وبالذات قبل الآخر، إضافة إلي الوعي بمسائل كالهوية والشخصية والحداثة والتقدمية والحرية والمسؤولية.. والتي اهترأت لكثرة استنزافها في غير مقاصدها وإستهلاكها في خارج سياقاتها.

عندما أعدت صياغة هذه الأسئلة أكثر من مرة كانت تستوقفني مقولة المفكر الفرنسي الشهير جاك بيرك بأن.. المجتمعات الأقل نموّا أو المتخلفة، إنما هي تلك المجتمعات الأقل دراسة وتمحيصا معرفيا.. فموضوع كهذا كان من المفترض أن يشكل محور إهتمام رئيسي بل ومثير لحقل كسوسيولوجيا وسائل الإعلام، غير أنه لم يتعد محاولات قليلة جدية وعميقة.

فقد بقي الخطاب التلفزي ومنزلته في صياغة ذهنية الفرد وتشكيل الواقع السياسي والإجتماعي للتونسيين أو تحريفه، بقي إهتماما غائبا أو مؤجّلا ويبدو أنه هو الآخر طالته المحاذير ومخاوف الإنزلاقات ومخاطر التأويلات، فبقي دون الستار الحديدي.

 

(*) صحافي تونسي إنتقل من التلفزة التونسية إلي الجزيرة

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 20 مارس 2006)

 


 

تونس والاستقلال :السلطة تلتهم أبناءها والزعيم كان دمويا

 

مرسل الكسيبي

reporteur2005@yahoo.de

21-03-2006

 

كتاب الصديق العزيز والأب الفاضل الدكتور أحمد القديدي,هذا الاعلامي والأكاديمي البارز والذي سبق له تقلد مناصب عليا على عهد الوزير الأول محمد مزالي وحتى على فترات سابقة من حكم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة,كتابه المعنون بذكرياتي من السلطة الى المنفى مازال يثير في منذ فترة شجون ومخاضات التفكير والكتابة ,ولعلني اليوم في ذكرى مرور خمسين سنة على استقلال تونس يؤلمني جدا أن يتواجد واحد من الشاهدين على عصر تونس مابعد الاستقلال بين أحضان المنفى القسري كما هو حال الالاف الاخرين من بنات وشباب تونس ورجالاتها منذ فترة لاتقل عن العقد ونصف

 

يوم التاسع عشر من مارس2006 أي قبيل يوم واحد من ذكرى خمسينية الاستقلال ,أعلمني الصديق العزيز وصاحب الكتاب الوثيقة الد.القديدي بأنه الان يعيش واحدة من لحظات ألمه وهو يزف بنتا له داخل تراب الوطن في بعد تام عن المشاركة في مراسم الاحتفال بزفاف فلذة كبده ,فكان جوابي له مواسيا بأنني أنا الاخر لم أشهد من منفاي زفاف كل أشقائي ومراسم دفن والدتي وشقيقي الأكبر الذي افتقدته في حادث أليم وهو مازال لم يتجاوز العقد الرابع من عمره ,أضف الى ذلك اخرين من دائرة أقرب المقربين

 

في ذكرى مرور خمسين سنة على ماسمي بالاستقلال,يكون هذا حال من ناضل وكافح من أجل أن يرى بلده يعيش في كنف الحرية والانعتاق ,وفي ذكرى مرور خمسين سنة على استقلال تونس يستمع الد.أحمد القديدي الذي كان واحدا من أعمدة الدولة التونسية الى شيء من مراسم الاحتفال بزفاف ابنته في شكل زغروتة*عبر الهاتف! ,وفي ذكرى مرور خمسين سنة على استقلال تونس مازال المئات من قادة الرأي قابعين وراء القضبان ومازال الالاف من خيرة أبنائها يعيشون حالة النفي القسري وفيهم وزراء سابقين ومنهم قادة أحزاب ومحاممين بارزين وأساتذة جامعيين ورؤساء منظمات ومراكز بحوث وكتاب وصحفيين ,ومناضلين في أحزاب وجمعيات حقوقية وطلاب….الخ

 

ولعله مما المني حقا أن يجهل الناس بعد مرور كل هذه الحقبة الزمنية على تاريخ الاستقلال الأول,أن بعض من تحولت مقابرهم الى مزارات وطنية كانوا سببا في زرع ميراث التسلط والاستبداد ,ولعل شهادات وزراء سابقين على حقبتهم كانت خير ادانة لحقبة قرنت بين التحديث والشمولية والفردية في الحكم

 

وعودة سريعة الى كتاب ذكرياتي من السلطة الى المنفى للد.القديدي فان صفحة هامة من تاريخ تونس المعاصر لازالت قابعة طي الجهل والنسيان,ولعلني أسوق شهادات بعض وزراء الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة عن طريقة ادارة هذا الأخير للحكم,فأنقل مايلي

 

أحمد بنور:بورقيبة مصاب بغريزة الدم

 

في يوم ما تحدث السيد أحمد بنور وبمرارة عن شخصية الرئيس بورقيبة فقال عن بورقيبة انه مصاب بغريزة الدم,فقد قضى على كل رفاقه بداية من شقيقه محمد بورقيبة والزعماء صالح بن يوسف ومحمود الماطري والبحري قيقة وسليمان بن سليمان ثم بعد الاستقلال على الطيب المهيري والمنجي سليم وعلالة البلهوان والباهي الأدغم والهادي نويرة والصادق المقدم… وصولا الى الجيل الثالث أمثال أحمد بن صالح والباجي قايد السبسي وحبيب بن عمار وراضية الحداد ومحمد مزالي والطاهر بلخوجة وأحمد بنور …ولقد ذكر السيد بنور في احدى جلسات مسامرات الغداء من منفاه بأن « ان بورقيبة يمارس السلطة دائما بجهازين,جهاز وزارة الداخلية الرسمي وجهاز اخر على رأسه البشير زرق العيون والمحجوب بن علي وحسن بن عبد العزيز…وهو على حد تعبير السيد أحمد بنور جهاز ناجع وخفيانتهى كلام السيد بنور*1

 

رضا بن علي وزير العدل السابق:بورقيبة شخصية دموية

 

روى القاضي والمدعي العام والذي تقلد منصب وزارة العدل سنة1984 وهو السيد رضا بن علي ,وكان ذلك تحديدا أثناء زيارته لرئيس الوزراء الأسبق السيد محمد مزالي ببيته في باريس ,روى انطباعا دقيقا وهاما له عن الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة ولقد أورد فيه مايلي »ان بورقيبة شخصية دموية ,واكتشقت ذلك حين كنت وزيرا للعدل ,أعرض عليه وثيقة العفو الرئاسي على المحكومين بالاعدام وفي كلمات قليلة أحدثه عن الجريمة وعن التماس العفو ..لكنه بعد أن يسمعني يأخذ الورقة من يدي ويسألني عن مكان توقيع رفض العفو فأشير الى المكان فيأخذ بورقيبة قلمه ويوقع وهو يضغط على القلم باصرار وبما يشبه التشفي ,حتى أني وجدت بعض هذه الوثائق مخترقة مثقوبة بقلم بورقيبة « *2انتهى كلام السيد رضا بن علي

 

أحمد بن صالح : بورقيبة حاول اغتيالي

 

قصة محاولة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق السيد أحمد بن صالح كانت قصة حقيقية رواها أيضا السيد الطاهر بلخوجة وزير الداخلية الأسبق ,ولعلنا نقف في هذا الموضع حول شهادة رئيس الوزراء على فترة التعاضد وثاني شخصية تولت رئاسة الاتحاد العام التونسي للشغل بعيد اغتيال الزعيم الراحل فرحات حشاد السيد أحمد بن صالح والذي روى للد.القديدي وتحديدا يوم 22 من مايو سنة1995

وبالعاصمة الدوحة جملة من الأطوار التي كادت أن تنقلب فعلا الى قصة دموية ,وقد جاء في حيثياتها على لسان من كان مستهدفا بها مايلي « أعتقد حسب المعلومات التي تصلني أن بورقيبة كلف الطاهر بلخوجة بتنظيم عملية اغتيالي..لكنه يئس أو شك في اقدام بلخوجة على ذلك فالقى خطابا ذكرني فيه قائلا :لقد تخلصت تونس من صالح بن يوسف ولم يبق الا هذا الأفعى :أحمد بن صالح

ولذلك اقترح عليه محمد فرحات-الوكيل العام السابق للجمهورية وهو أعلى منصب قضائي-ومعه محجوب بن علي بأن يكلفا أحد السجناء العتاة بمهمة اغتيال بن صالح مقابل اطلاق سراحه,فطرب بورقيبة لهذه الفكرة وفرك يديه في نشوة

وبالفعل تم تكليف أحد المجرمين الذي سلمته وزارة الداخلية انذاك جواز سفر باسم عبد العزيز شوشان -غير عبد العزيز شوشان المناضل المعروف-,وفي مدينة زيورخ السويسرية اكتشفه بن صالح وفشلت العملية باعانة الشرطة السويسرية والشرطة النمساوية –*3انتهى الاستشهاد

 

وهكذا يبدو جليا للمتابع والقارئ بأن تاريخ الدولة التونسية المعاصرة لم يكن البتة تاريخا نظيفا بالقدر الذي بدى فيه الزعيم بورقيبة الذي ملأ اسمه الشارع والدنيا ,رجلا دمويا بشهادة أكبر وزرائه,كما بدت فيه الدولة والى حد هذا اليوم ماكينة ضخمة تلتهم خدامها وحتى القائمين عليها وهو مايعكس فعلا أكبر مشكل تعاني منه الكثير من البلاد العربية والاسلامية ومنها تونس ,ألا وهو انعدام واضمحلال دولة القانون والمؤسسات وغياب الاليات التي تحمي وتحفظ الحكم الصالح والرشيد

 

مرسل الكسيبي

كاتب واعلامي تونسي

reporteur2005@yahoo.de

 

ملاحظة =الاستشهادات الثلاثة الواردة في المقال اقتبست من بعض فصول كتاب ذكرياتي من السلطة الى المنفى للد.أحمد القديدي, فله جزيل وخالص الشكر 


تونس وخمسينية الاستقلال: المنجز والمؤجل

بقلم: آمـال مـوسى (*)

 

تتعاطى الشعوب الواعية مع مناسباتها الوطنية، بأسلوب يتوخى رصد المكاسب التي تحققت، وفي نفس الوقت وضع الإصبع على الثغرات وإطلاق العنان للحس النقدي كي يتناول النصف الفارغ من الكأس. ذلك أن الحديث عن النقائص والوعي بضرورة معالجتها، يعكس جدية لدى النخبة السياسية الحاكمة والنخبة المفكرة في الشأن الوطني العام. فالدولة كما الإنسان الفرد، تتحكم فيها علاقة تقوم على نوع من التصالح مع الذات ـ وهو ضروري لسيكولوجية الدولة ـ وعلى الصرامة البناءة إزاء ما لم يشمله الانجاز بعد.

 

ومن منطلق هذه الرؤية في التعاطي مع المناسبات الوطنية، نود أن نقارب احتفال تونس بالذكرى الخمسين للاستقلال، الذي تم الحصول عليه في 20 مارس 1956 بعد كفاح مرير ضد الاستعمار الفرنسي.

 

وقد أعدت الدولة التونسية برامج مختلفة للاحتفال بهذه المناسبة الوطنية الهامة. ومن جهتنا نطرح السؤال التالي: بعد خمسين سنة من الاستقلال والسيادة الوطنية، كيف يمكن تحديد المنجز والمؤجل في مختلف مجالات الفعل الاجتماعي؟.

 

إن الرصيد الذي حققته تونس طيلة خمسة عقود يستحق التوقف، خصوصا أن المكاسب ذات قيمة نوعية، ومكنت المجتمع التونسي من تجاوز عقبات أساسية تحول دون التحديث ودون تحقيق ما كان يسميه الزعيم الراحل بورقيبة، بمعركة الخروج من التخلف. وهي معركة وصفها بـ «الجهاد الأكبر»، الشيء الذي جعل الدولة الوطنية الحديثة الاستقلال آنذاك تمنح الأولوية المطلقة للملف الاجتماعي بالأساس وضبط برنامج ينطوي على مجموعة من الإصلاحات المؤسسة الكبرى.

 

لذلك ظل الجانب الاجتماعي هو الطاغي طيلة مسيرة خمسة عقود من الاستقلال. وانحسرت معظم المكاسب في مجال المرأة ومجال التعليم، إذ اختصر الحبيب بورقيبة رحلة المعالجة الطويلة بقانون جريء تمثل في إصدار مجلة الأحوال الشخصية التي تعتبر رائدة في العالم العربي والإسلامي، وبواسطتها تمكنت نخبة الاستقلال الحاكمة من إحداث حراك على مستوى الأسرة وبالتالي المجتمع. ومن أجل تحقيق ما يسمى بالترشيد الديمغرافي، تم تحديد برنامج ثوري لتحديد النسل، بلغت فيه الإرادة السياسية حد التعقيم الإجباري بالنسبة لبعض الحالات. كما تم الرهان على ديمقراطية التعليم

 

ومجانيته وخصص له الجزء الأكبر من ميزانية الدولة. ولقد تمتعت المسألة التربوية بأولوية معتبرة في سلم اهتمامات السياسة التحديثية وهدفت سياسة إصلاح التعليم وإلغاء التعليم الديني الزيتوني إلى العصرنة وإلى ربطه بالتنمية، مع منح العقل مكانته المهمة في الفلسفة التربوية القومية. وبفضل هذه السياسة فإن نسبة الأمية في تونس تعتبر الأقل في العالم العربي.

 

وكي تعطي الخيارات الخاصة بالأسرة وبالمسألة التربوية أكلها وثمارها، لم تتوان الدولة التونسية عن التخلص من الإرث المخزني والاستعماري من خلال إحداث إصلاحات في مجال القضاء، تمثلت في إلغاء المحاكم الشرعية وتونسة القضاء وتوحيده. من دون أن ننسى أيضا إلغاء نظام الأحباس وتصفية الخاصة منها والمشتركة، قصد تفكيك القاعدة الاقتصادية للهياكل التقليدية. ومن الواضح أن الدولة التونسية طيلة العقود الخمسة قد تعاملت مع تجربة الإصلاح بشكل غير شامل بمعنى أنها فصلت الاجتماعي عن السياسي، لذلك حددت المشروعية السياسية للحكم وفقا للمنطق التالي:

 

* بورقيبة استمد المشروعية بوصفه رجل الاستقلال والأب الرمزي للتونسيين.

 

* الرئيس الحالي بن علي استمد مشروعيته من إنقاذه للبلاد، التي كانت مهددة في منتصف الثمانينات بالضياع بسبب تقدّم بورقيبة في الشيخوخة. وعلى إثر انتهاء مرحلة الحكم البورقيبي، واصلت النخبة السياسية الحاكمة الجديدة الاهتمام بالملف الاجتماعي وحافظت على مكاسبه وطورتها ولكنها أيضا أولت المسألة الاقتصادية اهتماما خاصا. فكما هو معروف عاشت تونس تجارب اقتصادية مختلفة، نذكر منها تجربة التعاضد في الستينات والتي فشلت فشلا ذريعا، تأثر به بورقيبة كثيرا، وساهم ذلك الفشل في ظهور المعارضة الإسلامية في تونس وأجبر بورقيبة آنذاك على الانحناء والقبول ظرفيا بها كنوع من المناورة السياسية. في حين بعد التغير السابع من نوفمبر 1987، قام الاقتصاد التونسي بشكل أقوى على خاصية التنوع، أي أنه اقتصاد متنوع لا يرتهن إلى قطاع واحد دون القطاعات الأخرى. وهي خاصية مكنت الدولة من عدم الوقوع في الحرج الاقتصادي في فترات التأثر بالمتغيرات الدولية. بالإضافة إلى اتباع سياسة الانفتاح الاقتصادي ذلك أن تونس أحد الأعضاء في منظمة التجارة العالمية، وهي البلد الأول في جنوب المتوسط الذي وقّع اتفاقية شراكة وتعاون مع الاتحاد الأوروبي وقطع خطوات في مجال الخصخصة.

 

ولكن الملاحظ للوضع الاقتصادي، يسجل بعض النقاط، لا تخجل الدولة من الاعتراف بها:

 

* نسبة البطالة في تونس اليوم 13.9% من السكان النشيطين.

 

* متوسط دخل الفرد حوالي 2900 دولار، في حين أن المقدرة الشرائية للتونسي قرابة 7100 دولار!

 

والحلول التي أوجدتها الدولة لمعضلة البطالة والمتمثلة في إحداث البنك التونسي للتضامن والصندوق الوطني للتشغيل ونظام القروض الصغرى، ظلت متوسطة الجدوى.

 

ونعتقد أن التطبيق الكامل للقوانين، بإمكانه أن يحسن الوضع الاقتصادي ويوفر كافة شروط تحقق التنمية المستدامة ويجعله في نمو متواصل (نسبة النمو الاقتصادي في 2005، 4.2% مع العلم أنها في سنة 2004، 6%) .

 

ويمكن القول إن تطوير المشهد السياسي التونسي، ما زال طلبا رغم الإجراءات التي قامت بها الدولة وطموحات المعارضة.

 

وطيلة الخمسة عقود، عاشت أحزاب المعارضة والصحافة فترات من الانفراج وأخرى من التراجع (تقول الدولة إنها وفرت عبر التمويل العمومي للأحزاب منحا بعضها يمكن كل حزب من طبع 7200 نسخة من جريدته من دون تكلفة). لذلك نعتقد أن المضي بشكل أقوى في مسيرة الديمقراطية، من المهمّ أن يكون المضمون الجديد لمشروعية الحكم الحالي في تونس، وذلك بتوفير دور أكبر في الواقع السياسي لأحزاب المعارضة وتوفير الاستقلالية اللازمة لوسائل الإعلام.

 

إن رهان العقود الخمسة الأولى على عقل التونسي ومعدته وصحته، يستوجب في بداية الخمسينية الثانية الرهان أيضا على لسانه والمزيد من الحريات.

 

وهكذا تمتلئ الكأس ويحلو كثيرا ارتشاف إكسير الحياة منها.

 

(*) كاتبة تونسية

 

(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 21 مارس 2006)

 


 

الدكتور عبد الجليل التميمي يتحدث عن الاستقلال ودولة بورقيبة:

– هذه أخطاء الزعيم بورقيبة

– حقائق « صباط الظلام » لم تُـكـشـف بعدُ وندعو رموزها إلى الكلام

– كان عليه أن ينسحب من المسرح السياسي

 

فتح الدكتور عبد الجليل التميمي باب مؤسسته للبحث العلمي والمعلومات امام الباحثين والسياسيين لتقديم شهادات شفوية هي الان محل متابعة وتمحيص وتدقيق للاستفادة منها للتأريخ الحقيقي لتونس. لقاءات الذاكرة وسينمارت التاريخ المعاصر ساهمت في بلورة وعي جديد بالاحداث التاريخية ولعل توفر اكثر من رأي عن أحداث معينة سيكسب تلك الاحداث اهمية في اطار اعادة كتابة تاريخ تونس.

 

وان فتح التميمي ابواب مؤسسته للجميع فإن عددا من القائمين على تاريخ تونس المعاصر لم يدلوا الى الان بشهاداتهم في اطار التعرف على ما اسماه التميمي »أرشيف الصدور» الذي يدرّس كعلم في عدد من الجامعات الاوروبية وخاصة البريطانية.

 

في هذا الحوار نفسح المجال للاستاذ التميمي كي يحدثنا عن الخلاصات المركزة للجلسات التي انتظمت بفضاء مؤسسته وكي يحوصل لنا المقولات ويتحدث ويبين مواقفه، من ذلك، والاستاذ التميمي هو ابن التاريخ الذي اشتغل على ارشيف وحصل على ديبلوم الارشيف الوطني الفرنسي سنة 1970 ودكتوراه الدولة في التاريخ الحديث من جامعة »اكس آين بروفنس» الفرنسية.

 

– كيف تقرأ الاستقلال الان؟

 

انا اعتقد ان مرور ل50 سنة على استقلال البلاد يتطلب اكثر من وقفة تأمل لهذا الانجاز الكبير لأن الاستقلال هو وليد تفاعلات وطنية وتيارات اخرى وتوجهات ساهمت في تنوع هذا العمل الوطني. وبالتالي نحتفل به لوضع منظومة الرجالات الذين ضحوا وقدموا الكثير وهذا يحتاج الى تقييم عملي لما انجزه رجال الدولة منذ 1965 وهنا تتفاعل كل التوجهات نحو الافكار لتقييم المسيرة ونادي بوقفة تأمل حتى نستخلص من الأحداث والانجازات الايجابية. وهذا ما يربطنا اساسا بحلقة حضارية للتواصل بين الماضي والحاضر لتهيئة المستقبل ومن جانب اخر التوقف عند هذه المسيرة هو طريقة لتغذية التونسيين ومدهم بالمعلومات الصحيحة والفاعلة والبنّاءة او الاشياء السلبية حتى نستفيد من الاخطاء في بناء الدولة.

 

– هل كانت كاريزماتية الشخص في خدمة الدولة ام العكس؟

 

اولا انا اذهب دوما الى الاعتقاد ان بورقيبة شخصية استثنائية من شخصيات تونس بحكم تكوينه الفكري والديبلوماسي والمهني وبحكم مسيرته وتحمله لتداعيات السجون لتأسيس الحركة الوطنية مما جعل منه شخصية كاريزماتية فاعلة واعتقد ان فترة بورقيبة وما كتب عنها قبل ي نوفمبر هي كتابات ألهت بورقيبة وغطت عن كل مساوئه وابرزته في حلة ايجابية جدا دون التوقف عند اخطائه المتعددة. الهدف الاساسي من تركيزنا على بورقيبة ان نموقعه الموقع الصحيح في بناء الدولة الوطنية ولا شك انه يعتبر من رواد الحداثة ليس فقط في تونس ولكن في الوطن العربي برمته، وذلك لتشبعه بالفلسفات الغربية، وبالفكر الاوروبي وبقانونية الاطار القانوني الاوروبي وتنقله في فضاءات عربية وامريكية ولقائه بشخصيات في منتهى الثقل التاريخي وقدرته على استيعاب كل التيارات التي كانت تموج يومئذ وجعلت منه الرجل المحك لبناء الدولة الوطنية.

 

– لكن أعداء بورقيبة السابقين سقطوا مثل مسانديه في التمجيد المطلق؟

 

اولا سألت هذا السؤال لأغلب المدعويين ولعل اخرهم هو رشيد ادريس: هل لبورقيبة بعض الاخطاء؟ فأكد لي ان لامساوئ اطلاقا لبورقيبة وهذه العملية اعتقد انها غير ايجابية وتعكس »تقزم» الرجالات الذين لم يجرؤوا على قول الحقيقة عن بورقيبة. ان قوة شخصيته وإنجازاته العديدة وقوى الأنا جعلت الجميع لا يجرؤون على انتقاده وهو في الحكم وبعده بدافع الخوف من سلطته. والان ليست لهم الشجاعة الكافية لأن يحكّموا التاريخ بالاقوال والانجازات.

 

– تحديث التعليم كان مشروعا سابقا لبورقيبة لكنه دعمه من اجل تحديث الوطن والدولة الحديثة؟

 

انا اعتقد ان التعليم هو المحك الحقيقي للشخصية الفكرية البورقيبة وهذا التوجه اعطى لبورقيبة صلاحيات اختراق المجتمع وتغييره من الاساس والتعليم عنده هو الثورة الحقيقية للفكر والسلوك واذا اعطي التعليم يمكن للشخص ان يتفاعل مع عصره ومع معطيات الحداثة الدولية. وبورقيبة خصص ثلث ميزانيات الدولة للتعليم، وهذا من اجل القضايا الجوهرية وتكوين الوعاء الفكري، لذلك كانت مسألة تحرير المرأة مسألة تلقائية وطبيعية بالنظر الى التحديث عبر التعليم. قضية الاحوال الشخصية كانت النتيجة الايجابية وعبد الناصر لم يعط م10%للتعليم بينما بورقيبة اقر 33% للتعليم.

 

– كيف تنظر الى اشكالية الدين وموقف بورقيبة منه بين التحديث والتهميش؟

 

اشكالية الدين عند بورقيبة معقدة وذات أوجه متقاطعة بعضها مع بعض. فلابد من التأكيد على ان بورقيبة تشرّب الحداثة من منبعها في فرنسا واقتنع بأن التحولات الاجتماعية نابعة من نوعية العلاقة بين الانسان وثوابته الدينية وبحكم زياراته الى المشرق والوضع المتردي لبعض المؤسسات الدينية. وفي تونس كان مندهشا من آليات عمل الزوايا وسيطرتها على الناس فبورقيبة رجل بناء الدولة كان يرى اجتهادا منه ان العقلية التي ورثها المجتمع التونسي والارتباط المتأصل تجاه الدين، تعتبر من العراقيل التي حدّت من نسق التحديث. كان يفرق بين الدين والدولة معجبا بكمال أتاتورك الذي قطع بين الشعب وجذوره الدينية في تركيا. وقال آن الاوان ان نفك الارتباط ومن هنا جاءت رؤية جديدة من بورقيبة للدين. لقد كان رجل الدولة الذي يعتقد في مسايرة الدين لمتطلبات العصر ومن هنا جاءت اختراقاته للدين ولطبيعة المنظومة الدينية. ومن القضايا انه نجح في تفسير وتأويل عدم تعدد الزوجات ونادى بشكل ساخر وقوي بالإفطار في رمضان. لم يوفق في اعادة تقسيم الارث لكن في النهاية عند بورقيبة الدين لله، وهكذا تقرأ موقفه من جلولي فارس في قضية النبي محمد.

 

-وكيف تنظر الى علاقته المتوترة بشيوخ الزيتونة؟

 

علاقة بورقيبة بالزيتونيين هي علاقة متشابكة ومعقدة وغير مطمئنة وهو لا يحترم الزيتونيين وكانت الفترة من 1934الى 1952فترة غير مدروسة وهذا ما يدل على انه لايرتاح لهم لأنهم كانوا من الداعمين للثعالبي وبعد الاستقلال لم يموقع بورقيبة الزيتونيين والمشائخ موقعهم الايجابي. لقدكان يرى فيهم التقليديين وهو يحاربهم لأنهم من ذلك الموقع الديني ولأن الدفع بحركية انحصار التعليم الزيتوني كانت احدى قناعاته الثابتة ومن هنا تكمن العودة الى علاقته بالفاضل بن عاشور. الان يقال كان يمكن تحديث اساليب التعليم الزيتوني لا اقصاء الزيتونيين وبورقيبة كان بإمكانه ان يحدث حركية لكنه فضل الحل الجذري فأوقف التعليم الزيتوني وجعل التعليم العصري يقطع مع الزيتونة ولا ننسى دور الزيتونة في اشعال وهج النضال من اجل المستعمر لكن بورقيبة ذوّبهم في قوالب الدولة. بورقيبة واليوسفيون

 

– يروي التاريخ الشفوي الاقصاء الدموي لانصار بن يوسف، من طرف البورقيبيين ما هي حدود الحقيقة في ذلك؟

 

الحقيقة ان بورقيبة لم يكن يطمئن لبن يوسف والعكس صحيح، هذا الخلاف البورقيبي اليوسفي كان خلافا دك البلد دكا وخلق تفرقة سياسية وجهوية وتمكن عبر »لجان الرعاية» من تصفية خصومه وظهر انه لا يغفر لأعدائه. وهكذا ذهب بالطرف الاخر الى التصفية الجسدية وحرمانهم من الامتيازات التي منحها للبورقيبيين وقام بدور سلبي خطير وهي مرحلة دقيقة ولم تدرس الى الان. ان تصفية اليوسفيين صفحة سوداء في تاريخ الزعيم. ولا شك ان اليوسفيين يتحملون دورا في دفع بورقيبة الى العنف لأنهم اغتالوا كثيرا من البورقيبيين وهنا تتنزل شهادات عمر شاشية ولزهر القروي الشابي ومحمد المصمودي… ومثال على ذلك ما قام به حسن العيادي المشرف على »صباط الظلام» وثمة معلومات اخرى تؤكد ان تلك الايام نقطة سوداء في تاريخ البورقيبية وسوف تخصص حلقات من سينمارات الذاكرة لذلك.

 

– كيف اقصى بورقيبة حركة آفاق رغم ان مشروعها تحديثي ويصب في مشروعه؟

 

ان مرض بورقيبة الاساسي هو الأنا وبالتالي لا يستطيع اي شخص ان يقف امامه وكان اعداؤه هم اليوسفيون والتقليديون وكل اليساريين الذين اتعبهم بورقيبة ولاحقهم. لقد قال نور الدين بن خذر كنا الابناء الحقيقيين لبورقيبة ولو كان على وعي تام لأحكم توظيف ذلك لاستمرارية بناء الدولة لذلك ابعد كل اليساريين وقد كانوا ينادون بأفكار قريبة من افكار بورقيبة ويضعون قدرتهم في خدمة العدالة الاجتماعية وفرحوا عند تبني الاشتراكية.

 

– هل غيّر احمد بن صالح من قناعات بورقيبة الرأسمالية والفردانية ودفعه الى تجربته ضد الثوابت؟

 

احمد بن صالح انطلق من وعيه الذاتي ومن الواقع الاجتماعي الطبيعي وحاول الوقوف ضد غطرسة رجال المال والاعمال وتبنى الاشتراكية عن قناعة وضرب الارستقراطيين ورجال الاعمال وهو الذي اقنع بورقيبة الذي لا يقنع. وهو قد انطلق في ذلك من قوة قناعاته وخبرته في المؤسسات النقابية الوطنية والدولية ومعرفته بفرحات حشاد. ي- كنت تشك في استمرارية بورقيبة في الحكم؟ بورقيبة طعن في السن ولم يعرف كيف ومتى ينسحب من المسرح السياسي وكان بالامكان ان يعجّل بالانسحاب منذ 1975وأمّا ما بعدها فقد اضاعت عليه صفة بناء الدولة.

 

– ثمة عدة تحفظات على فشل بورقيبة في دفع التجربة التعددية؟

 

عندما تولى الحكم كانت هناك جمعيات ثقافية محلية فقضى عليها وقتل الحراك الثقافي والسياسي، وذلك الحراك كان قبل الاستقلال افضل. المجتمع المدني الفكري والوطني غيّب في عهد بورقيبة ولم يمنح للرأي المخالف ايّة احقية لا للبروز ولا لتفعيل المجتمع التونسي وبعد مؤامرة سنة 1962كانت عمليات إلغاء الحزب الشيوعي ووقف جريدته والزج بالكل في دائرة التهميش ولم يسلم حتى حسن العيادي الذي تم ا لقضاء عليه عبر محجوب بن علي.

 

– ماذا عن خطاب اريحا وخلفياته فهل كان الزعيم على علاقة بالقيادات الاسرائيلية اليهودية؟

 

اعتقد ان تلك القنبلة السياسية التي فجرها في تصريحاته في اريحا وبالنسبة للمؤرخ المهتم بالملف الفلسطيني، كانت تترجم عن قناعاته الذاتية وقد كان لي حوار مع احد المؤرخين من فاس المغربية. وقد استمد وثائقه من ارشيف المؤتمر اليهودي العالمي بالقدس وهذه الوثيقة تمثل ان ولدمان رئيس ذلك المؤتمر قد ارسل الى تونس السكرتير السياسي وهو السيد استرمان الذي زار تونس قبل اسبوع من اعلان الجمهورية في جويلية 1957. وهذه الوثيقة تحكي عن مقابلة السكرتير السياسي لبورقيبة والطيب المهيري وقال له امرين:

 

* على العرب ان يجروا الحوار مع اسرائيل وقد نشر هذا الامر والوثيقة بذاتها.

 

*وطلب من غولدمان ان يمنحه الوقت لإقناع العرب الاغنياء بالتفاوض واقرار انشاء الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية.

 

وهذه هي القوة الاستشرافية لبورقيبة ويقال ان اللبناني سيسيل حوراني وممثل الجامعة العربية في نيويورك ومستشاره قد اقنعه بذلك وفي ذلك عين العقلانية السياسية على خلاف مواقف عبد الناصر مثلا، وهنا تكمن قوة بورقيبة. لم يفهم التحول الاجتماعي

 

– كيف ترى تمسكه بالحكم؟

 

بورقيبة انضجته السجون وامدته بقدرة فائقة على فهم الرجال والتيارات والافكار لكنه لم يفهم روح التحول الاجتماعي ومكث في حكم تونس بمنطق وآليات الستينات والخمسينات.

 

– هل كانت وسيلة وراء استمراريته؟

 

وسيلة بورقيبة لعبت دورا هاما في تشكل وبروز الزعامات والمسؤولين السياسيين، لأنها امرأة ذكية وواعية وعرفت كيف تربط خيوط اللعبة وتتحكم في آليات الدولة ومقاليدها. – تميزت علاقة الزعيم باتحاد الشغل بالمد والجزر فهل كان الشغالون قوة داخل الدولة احكم السيطرة عليها وتوظيفها؟

 

لا شك ان اتحاد الشغل يمثل الفضاء النقابي الناضج على مستوى البلاد العربية، واتيح للاتحاد ذلك النضج من خلال بروز جيل من الزعامات الفريدة من فرحات حشاد الى احمد التليلي والحبيب عاشور. هذه الخبرة والمعرفة والنضج جعل من الاتحاد بوتقة تنصهر فيها كل التفاعلات لمصلحة البلد لذلك شكل الاتحاد احدى ركائز الدولة كما كان يخطط لها فرحات حشاد. لقد كان بمقدور الاتحاد ان يشكل حزبا معارضا على غرار الدول الديمقراطية لكن بورقيبة كان يدرك طينة هذه الزعامات والمبادئ النقابية التي تقوم عليها وكان متوجسا خيفة منها وعمل بالتالي من اول يوم على إلحاقها بدائرة الحزب والدولة وساعده في ذلك مرونة تلك القيادات

 

.ان الفضاء النقابي هو قوة عمالية للتغيير الاجتماعي ومن هذا المنطلق استقطب القيادات واطرها ولم ينفرها ولو بقي على رأس النقابة لكان للاتحاد مشروع تنموي وحداثي على خلاف الحزب في تلك الفترة. لقد كان بورقيبة بغليان ذلك الشاب وقوته الشخصية مما اقنعه بتبني العدالة الاجتماعلية لأن الاستقلال هو تقييم كل فرص النماء والنجاح وقد شجع اشتراكيات تيتو وسوكارنو وعبد الناصر وأحمد بن صالح على تبني ذلك في ظرف اصبحت فيه الاشتراكية دين العالم الثالث مع قوة الدفع العربي بين عبد الناصر وبن بلة. تصور ان الباهي الادغم يبعث للمنجي الكعلي يقول له تبيتون على الحجر وكانت محاكمة احمد بن صالح اخر المهازل التاريخية لبورقيبة ثم ان بورقيبة اذاب كل من كان له بعد كاريزماتي مثل المنجي سليم وهمش آخرين وقضى عليهم ثم لم يقفوا من بعد امامه وهذه الشخصيات لم تعمل على تعديل الصورة وترجيح الكفة، وكانوا يرضونه بكل الوسائل. وكانت فرص العمل خارج الحزب خاصة بعد غياب احمد بن صالح وخروجه من البلاد مما فتح الباب على مصراعيه كي يكون الحبيب عاشور قوة نقابية وعلاقته في البداية كانت طيبة مع الهادي نويرة لولا الاحداث التي وقعت من بعد والتحولات الاقتصادية والاجتماعية مما خلق انفلاتا لم يخدم العمال ومع ذلك وظف عاشور كل امكاناته لكبح الجماح وتفادي الانزلاقات الاجتماعية.

 

– اين الحقيقة في الكتابات التاريخية الان؟

 

ان تاريخ دولة الاستقلال لم يكتب بعد فأولا لابد ان يعلم الجميع ان ارشيف دولة الاستقلال مغلق امام الباحثين مثل ارشيف وزارات السيادة والحزب فكيف للمؤرخ ان يؤرخ بحق لذلك الواقع؟ ونسعى الان الى توفير بنك معطيات ومعلومات لاعادة كتابة تاريخنا. وفي هذا الاطار لا شك انه ليس من السهل تأطير الحقيقة في غياب الوثيقة الشفاهية. وهل يعلم القراء ان اكبر مؤسسة تاريخية في بريطانيا احدثت قسم الارشيف الشفوي وثمة هيكل كامل يتولى التنقية والتعديل؟ وقد أشرنا. إلى أن واجب الدولة الوطنية الان ان تفرد لسينمارات الذاكرة الوطنية وتفرد لها هيكل تسجيل وتوثيق ومتابعة وكل من له موقع في تأطير الحقيقة التاريخية وهذا ضمن مجهود عام. وادعو كل القيادات إلى ان يكون لها الشجاعة التاريخية والسياسية للادلاء بدلوها وهذا في نظري كمؤرخ مكسب هام اذا ما توفر الفضاء مفتوح ونحن نعوّل على وعيهم لأن الشهادة الشفوية في اكبر الدول المتقدمة اكثر جدوى من المكتوب.

 

ناجح مبارك  

 

(المصدر: القسم العربي بمجلة « حقائق » التونسية، العدد 1055 بتاريخ 15 مارس 2006)


 

السيدستيف هادلي…الحرية يحققها الحاكم العربي الفاسد وأحزاب المعارضة اللّقيطة؟

حسين المحمدي – تونس

 

مسكينة كلمة استراتيجية وكلمة حرية…شيراك واجب الانتباه إليه

 

.استراتيجية الولايات المتحدة الأمريكية تقوم كما’هو حال الديمقراطيات’على الإنسان والذكاء صناعة وإدارة تحقيقا لكل ما يضمن الرفاه والأمل للإنسان.

.عربيا استراتيجية الحاكم الخوف من الإنسان ومن ذكائه ورفاهه وتفكيره.والسطو على السلطة بوسيلتين لا غير وراثة أو تزوير.

.إذن ما هي طبيعة ونوعية التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة الأمريكية ومصر؟الرئيس الذي شهد العالم بأنه غير شرعي؟وتونس؟والسعودية منبت الإرهاب والخمول العربي والتعاسة عينها؟وهكذا عربيا عبر كل الدول؟

.السيد ستيف هادلي مستشار الامن القومي تحدث عن نشر الحرية عربيا في تحالف مع هذا؟ورجال الكونغرس(وليس بوش فقط)يتحدثون عن مصر وتونس والسعودية ويرسلون الحرة هنا وهناك للامساك بحلفاء استراتيجيين؟هل تنبت الحرية وسط منبت للزبالة؟والى ماذا يحيل هذا الخلط؟

.ما يجري في العراق اليوم.هو طبيعي وعادي ولا يحتاج إلى خطب من بوش ولا من غيره.من

الناحية العسكرية تم حل كل شيء لبناء شيء جديد.وهنا ارتكبت وتركب أخطاء قاتلة.ولكن الأكبرهو عمل امريكا باستراتيجيتها القديمة المعتمدة تحالفات عربية نتنةلاحراز الحرية في العراق حيث ولا حاكما عربيا واحدا يريدها؟ويواصل بوش ذات المنهج.

.التدليل على هذا عمليا(وبما يمكن أن يقال حاليا)يكمن في مضمون حديث الامين العام للجامعة العربية لبرنامج بالعربي منذ ايام قليلة.حيث كان الرجل يتحدث عن رفض امريكا الديمقراطية الفلسطينية وقبول العرب لها.يعني الحاكم العربي المزور والفاسد انزه من بوش؟

.الاشارة الثانية وان كانت سلبقة على هذه الانتقام من نور من مبارك.وترويج هذا عربيا.تمريغ انف امريكا في التراب بشكل هائل’قال معه المواطن العربي ’اما أن نور كان ضحية مسرحية سخيفة’وإما أن أمريكا منهارة ومبارك يعلم هذا وناور ويناور.

.الإشارة الثالثة استنكاف أمريكا’لا بل دفاعها وحمايتها’التزوير العربي’حيث ساندت انتخابات مبارك وبن علي ’بل هناك حماية لا مثيل لها هم عمليا’بناء على تعليمات من شيراك’ومن برلسكوني’على وجه التحديدوبشكل رجال نافذون داخل الجاليات اليهودية ومن داخل إسرائيل..

الإشارة الرابعة مقترح شيراك القاضي بوضع المساعدات بين يدي عباس؟وهو ما يعني إبقاء مبارك وبن علي والسعودية و….المتاجرين بالدم الفلسطيني والإسرائيلي…وجعل إسرائيل في أكثر خطر…وهذا الأمر يعمل له شيراك باسم مساندة الحليف الإسرائيلي وهو عمليا يدمره.

.مقترح شيراك هذا يقتل أمريكا برمتها وليس بوش كما يخيل للبعض؟وإسرائيل؟والحرية عربيا؟

ويجعل المنطقة متوترة بين خمس سنوات من حديث بوش وزيارات لأعضاء الكنغرس وحديث

لا ينقطع حول نشر الحرية وتوفير الامن لإسرائيل…

.شيراك وفق هذاالمقترح اليوم ومحاولة جره أمريكا إلى خندق إيران وتعويله على أمراء الحرب في لبنان ومن قبل جعله الدكتاتوريات العربيةتحتمي به(وهي نقطةكنت رايتهامنذ6نوفمبر2003 رأيت ما سيفعل شيراك من وقتها.ولكن؟)يقتل بدم بارد استراتيجية الحرية.وسلوك شيراك هو اخطر مما قام به بن لادن.اذ فعلة بن لادن قالت للعالم بانهيار شيئ وضرورة قيام بديل له.

.ضرورة موت الفساد ومولد الشفافية عربيا ليكون هنا كل شيئ تحت الطاولة.وشيراك فعل المستحيل لان يحافظ على الموجود حتى بعد أن افتضح هو وغيره نتيجة للحرب.وشيراك هذا

وغيره يقولون بضرورة فشل امريكا ليس لانهم يكرهون بوش؟وليس لانهم يكرهون الحرب؟وليس لانهم لا يؤمنون بالديمقراطية؟عبر الدبابة.بل كلاما من اتعس ما يكون سمعته شخصيا وسمعه الملايين من العرب وقيل مباشرة لمعارضين…وسنة1995و1996يومها كان كلنتن في الحكم ولم يكن بوش.ولم يكن هناك بن لادن(لهذا اخاطب امريكا وليس بوش.)امريكا

ابتلعتنا وستبتلعناو….خلال زيارات لمسئولين أوروبيين نفس الكلام ومنذ 10سنوات واكثر.يعني

هناك صراعا اوروبيا امريكيا حاول ويحاول شيراك الاستفادة القصوى منه وفي تقديري الخاص

حقق تعطيل الحرية والحاق كبير الضرر لا ببوش فقط بل بامريكا.

.هنا اين استراتيجية هادلي؟شخصي الكريم كتبت منذ نوفمبر 2003 عن خطط شيراك الى 2030وليس الى حد اليوم.وله نهجه ولنا نهجنا.هو يعمل لمحاصرة امريكا.له ذلك.هو يعمل لحماية الفساد العربي حتى يدير بلادنا من هناك.لن يكون ذلك بمستطاعه.وقاومنا ونقاوم هذا.

وواجب من كا ناخب وناخبة امريكية وخاصة الديمقراطيين الانتباه الى خطط شيراك.الصراع الانتخابي داخل امريكا هام جدا وحي.وعليه يقوم خيار الحرية من عدمها لاحقا ليس على دبابة او بارسال جنديا واحدا.بل بكنغرس يقول بخيار الشفافية عربيا.ومراقبة صناديق الاقتراع

وعدم الاعتراف باية انتخابات عربية مزورة كما جرى هذه الايام مع روسيا البيضاء.

.لا يمكن الحديث عن استراتيجية بالمفهوم العلمي للكلمة.بل امريكا تبحث عن ذاتها عربيا.نتمنى أن تمر الى استراتيجية الحرية وان تنتبه الى مراكنات شيراك عبر مجلس الامن.اقول هذا من

منطلق الدراية بمن هو شيراك وبماذا فعل ويفعل في تونس ومصرو..؟ضد الحرية.الحرية ضرورة نعمل لها.ونرى امريكا الاقرب من غيرها لتحقيقها.وهذا لا يكون…

استراتيجية الحرية برجال من افسد ما يكون؟

.كلمة استراتيجية تعني رؤية للإنسان والجغرافيا والتاريخ واللغات والحضارات والثقافات وما

يمكن أن يكون لهذا الإنسان بناء على ماضيه وحاضره ما هو أكثر أملا وإنسانية وذلك لمدة لا تقل عن 50عاما.هذا من حيث الجوهر والمضمون.

.أمس كانت هناك استراتيجية أمريكية ورؤية لما سردنا.وكان إنسانا مدمرا وبوحشية لا مثيل لها

وهومايعني الخلل الرهيب في أهم عنصرمن عناصرالخطةألا وهوالإنسان.

.هذاالإنسان تجاوزكل حدودالمنطق.ودمّرأخاه باسم الوطن والدين والدفاع عن المصالح.ضاعت بالمفرد والجمع القيم الإنسانية المشتركة.وكان من الطبيعي أن تبرز مشتلة الانتهازية والمخبرين والمفسدين الفاسدين الذي تزدهر التجارة بهم زمن الأزمات.وهو ما نراه عربيا منذ عقود.

استراتيجية أمريكية كان أمامها إيران الثورة وعراق صدام وقبلها عبدالناصر ومع هذا كله الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بما اشترطه من سماسرة من ارخص ما يكون.

.هذاالأمر في فهمي الشخصي لماهواستراتيجي مات وانتهى نهاية سريعة جدا.وهو ما يعني أن أمريكا لها استراتيجية جديدة على أساسها تحدد مصالحها ومحاور إدارتها تلك المصالح وتعيير الحليف والصديق.

.عمليا مات الحاجة إلى الدكتاتوريات العربية والتعويل على انتداب مخبر هنا وآخر هناك.وفاسد ما أن امسك بالحكم صنع من النخب معارضين ليحاكمهم غدا ويقضي على كل عقل نزيه قبل أن يتحول إلى شيوعي أو يساري أو ديني.وفعلا كانت ضحايا بالآلاف.برزت بهم ومنهم كل أنواع الحركات الاجتماعية والسياسية.

.ما لم تقرا له حسابا الاستراتيجية الأمريكية في هذا الخضم بروز بن لادن ومن معه وقيامهم بحادثة 11سبتمبروتعرية الدكتاتور العربي عن وجهه الحقيقي.

.هذا الأمر احبك صناعته شيراك وغطست فيه أمريكا.وصارت تتحدث لغة وخطابا لاستراتيجية جديدة بحاكم من أذل ما يكون ؟وهذا الأمر كان من الطبيعي أن تكون العراق على ما هي عليه اليوم.وان يكون لبنان بالمثل وسوريا وتونس ومصر والسعودية.وهو ما ينفي كليا أن تكون لأمريكا عناصر جديدة يمكن أن يطلق عليها الحرية.بل مراوحة في ذات المكان وبذات الذهن الذي تعرى بشكل لا مثيل له.

.شخصي الكريم اعمل في إطار استراتيجية الحرية التي عمادها إنسانا وأسلوبا وفكرا.وهذا يقول انه من بديهيات الأمور أن يرتبط الحديث عن استراتيجية بتغيير في الرأس والأسلوب والفهم والتفاهم واليات العمل والإدراك.وهذا لم يتحقق.بل كاد يصبح الحديث يحيل صاحبه إلى بن لادن.

.شخصيا فرحت يوم نجحت حماس.ويوم انهارت فتح لأنها تعمل بأوامر دكتاتور هنا وهناك.فرحت لان

حماس لا تنسق مع الدكتاتوريات.وما على إسرائيل وعلى رجال حماس أنفسهم الا القول نحن هنا.محكوم علينا العيش جنبا إلى جنب.جربنا المتاجرة بنا.ما هو المطلوب منا؟كيف لا يكون الفلسطيني ورقة بيد هذا الحاكم وذاك؟كيف يكون الأمل هو أساس السياسات هناك؟بكلمة واحدة كيف يقول رجال حماس..إسرائيل هنا

وأنا الفلسطيني هنا.وذاك العربي الذي يريدني ورقة بيديه ما هي نوعية الحياة لأولاده؟وماذا تحقق عربيا منذ عقود للمواطن العربي؟ستكون لديه في هدوء نتيجة واحدة ووحيدة.الخزي والعار لكل الحاكم العرب.وهو ما يعني التفكير العميق في نموذج جديد من الخط النضالي.والذي أراه في سلم حقيقي نابع من رؤية استراتيجية وتفكير عميق يترك وراء الظهر حكاية معارضة أنى كان مرجعيات رجالها تعيش في فرنسا وفي غيرها من الأماكن تعلم علم اليقين أن شيراك وغيره يمسكون بالحاكم باليد اليمنى والمعارضة باليد اليسرى ويتكرر

هذا منذ 50عاما تونسيا على الأقل.هذا الذهن التعيس له ملايين الضحايا ويواصل المسرحية.

.لهذا قلت فرحت عندما نجحت حماس.السلام والقرارات الشجاعة لا تكون إلا من أقوياء.ومن صناديق

انتخابية حقيقية.حماس جاءت بها انتخابات جدية.ومن انتخبها مواطنا فلسطينيا مل وكل من كل أنواع التجارة به.وأفضل ما يمكن أن تعطيه حماس لمواطن الفلسطيني وللتاريخ الإنساني(قد أكون احلم ولكنني عملت لهذا واعمل له )هوان الفساد هو من منع قرارات جريئة.وان الإسلام ليس للتخدير كما هو حال السعودية منبت الإرهاب.وهو كذلك ليس للقتل.بل هو للتفاهم والعيش المشترك.تجربة حماس تعني الكثير للسلام والأمل من عدمه.الحرية لن تكون عربيا إلا اذا قالت إسرائيل بذلك من منطلق إرادة سياسية حقيقية.

.هذا نظريا يعني موت فرنسا تحديدا والكثير من أصحاب نظرية حكم العرب بالفساد والمفسدين ومنع أو تأجيل أية انتخابات حقيقية عربيا لان فرنسا غير مؤهلة لان تتعامل مع جنوب متوسط حر.

.الحاكم العربي انهار في تقديري الشخصي منذ يوم 11سبتمبر2001.وبدا في الموت مع انهيار النظام السابق في العراق وصار في حالة احتضار مع موت عرفات ونجاح حماس فلسطينيا في الانتخابات الأخيرة.

مجلس الأمن القومي ليس هيئة تنفيذية مباشرة.بل هو هيئة تخطيط واستشراف وقراءات للمستقبل ولما يمكن أن تكون عليه محاوره القريبة والبعيدة.محاور تدور عليها السياسات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية

خلال المرحلة الحالية والمقبلة.

السيد هادلي…ولى زمان مبارك وبن علي و…ومن الرحمة بهم إخراجهم اليوم قبل الغد

خلال ما قبل 11سبتمبر2001كانت أمريكا تعمل بالدكتاتوريات ومعها.وبعد 11سبتمبر بماذا تعمل؟هذا هو لب الموضوع.اذا كانت تعمل لخيار الحرية.بل لضرورتها فهي ستربح المستقبل.وإذا كانت تردد خطاب الحرية وعمليا تنبت يوميا ملايين الضحايا’وهو الواقع الراهن ونور احد الضحايا مؤقتا’فان طريق أمريكا برمتها معبد باليأس.وان الصين وروسيا وأوروبا هي من جلب أمريكا إلى طريق نهايته تعيسة.

بوادر لاحت بقوة منذ اشهر قليلة .رعب من دكتاتوريات من أذل ما يكون.وتدمير لصورة ومكانة وقيمة الجندي الأمريكي في العراق من أنظمة حليفة للولايات المتحدة الأمريكية لا بل هي من صناعاتها وفي حمايتها تعمل وممنوع على أي كان المساس بها رغم أنها غير شرعية ؟

العراق وعلى عكس ما يتردد دمر ويدمر من الحليف الأمريكي وليس من إيران فقط.ورأيت هذا حرفيا يوم6نوفمبر2003اي قبل إلقاء القبض على صدام بنحو شهر…ما رايته يومها يجري حرفيا؟أين الخلل؟

محيطك العراق شرير وسيكون أكثر شرا بجلب السنة إليه أكثر.لن تكون تجربة عراقية في الحرية.وهذا

كارثيا على بوش فقط بل على أمريكا وخيارات الحرية.وهنا أتساءل مالذي جعل بوش يدور في فراغ من صناعة هذه الدكتاتوريات؟وهل بها سيحارب إيران؟

إيران في الوقت الحالي شعبيا عبر العالم الإسلامي كله تكسب المعركة على الرغم من رفض هذا العالم للحروب والأسلحة النووية.ولكن من هم أصدقاء أمريكا من حولها؟هل هم أحسن منها؟أم أتعس منها؟

هم فعلا اتعس على كل الواجهات مع اختلاف صيغ التعابيروالامكانيات البشرية والفكرية والدهاء السياسي.

اذا المواطن العادي سيتساءل لماذا تنظيف بن علي ومبارك وملك السعودية وأمير قطر وهم يصنعون الإرهاب ويتقنون فيه بالمجان.

كيف بالمجان؟

أمس صدام كانت له طموحات قومية.ذهب به ذهنه الى نوعية سياسات واختيارات دمرته ودمرت وتدمر العراق الى اليوم ولسنوات قادمة.وها هو اليوم ينال جزاءه بقطع النظر عن الصورة والكيفية.وهو مثله مثل مبارك وبن علي من حيث الأفعال السلوكيات والمحاكمات والتعامل مع شعبه.

إيران اليوم لهاطموحات إسلامية ودعوية.ولها الاستراتيجية الجغرافية والمالية والبشرية داخل وخارج إيران

ازدادت هذه الاستراتيجية ثباتا عربيا وإسلاميا برؤية مصائب هنا وهناك.

اليوم إيران يتم التلهي بانتخاباتها ومبارك وبن علي لا؟يعني انتقائية لا مثيل لها يقول معها المواطن العادي بان الأمور لم تعد استراتيجية ولا سياسية بل شخصية بحتة.وهو المآل الذي بدأت تأخذه محاكمة صدام.

فهو مجرم ولا يقل إجراما بحسب ما رأينا من صور لوثائق ولما ارتكب من مجازر ولما أذن من محاكمات

(مع استحضار الفارق الزمني.وثائق من.1982وبينما بنعلي ومبارك وملك السعودية سنة2006وشيراك رجل الحرية وكل السفارات الغربية في تونس وبوش شخصيا وكل الصحف أخذت علما بالتوثيق حول بن علي ولا حراك بل حماية للرجل؟الحرية لا تكون بالانتقائية.بل الحرية في العراق وفي غيرها.وعذل التطرف وغيره يكون عبر الحرية والعدل في التعامل مع التزوير والفساد والبطش والقهر.وهنا كل الحكام العرب ملفاتهم تتجاوز ملفات إيران.)ومحاصرة وتجويع وقتل.هاهو عبدالعزيز بن ضياء المحمي فرنسيا وبن علي المحمي أمريكيا ومن الجاليات اليهودية وفرنسا برمتها يقول في مارس 2006…لا يوجد في تونس سجينا سياسيا واحدا؟دمروا البشر والشجر والدولة وهم محميون؟من اجل ماذا؟خدمات ما؟ويتحدثون عن الاستقواء بالأجنبي؟والوطن؟من يريد عزل إيران عليه بعزل مبارك وبن علي وملك السعودية ومحاكمتهم دوليا وسنرى كيف يتمسح الجانب الإيراني.بل كيف تثور إيران الداخل على المتطرفين داخلها.إيران متطرف داخل جغرافية متطرفة وتعمل بأساس واحد.انقلابات عسكرية ومواطن مغيب وفساد وبعد هذا قهر وقتل لمن يرفض والغرب يزكي باسم الاستقرار والمصالح.

المواطن البسيط عندما يرى قطر وأميرها لا يتشجع لقبول تطرف إيران.وعندما يعرف القليل من أفعال السعوديين يمسك بإيران وليس العكس.وعندما يرى القليل القليل من أفعال مبارك يكره شيراك وأوروبا

والحرية.

في تونس ومصروقطر والسعودية وهم أحلاف الغرب؟والمعتدلون؟والمسالمون؟والمحميون بشكل غريب جدا منا ومن الحرية.بل انتخاباتهم الباطلة من أساسها بالحجج والوثائق(تونس ومصر)يتم تبريرها والقول أمامنا بأنها نزيهة وحرة؟ما هي طموحاتهم الخارجية حتى يرفضوا لنا الحرية؟إيران طموحاتها جلبت لها مشاكل مثلما كان الحال لصدام.وهنا في الأمر اجتهادات.ولكن نظاما لا خطر عليه خارجيا ولا طموحات خارجية عليه ويقتل أولاده ويدمرهم وبالتزوير جاثم على الرقاب ما هي الحاجة إليه؟اليس من يبرر له يصنع الإرهاب؟أليس هذا من يغذي الشعور لدى الايرانين بعدم جدية الغرب؟اليس هذا من أساسيات تغذية الشعور

الوطني لدى الإيرانيين.فهم يعلمون من هي تونس؟ومن هو بن علي؟حتى وان تم تكليفه بمهمة ما؟هم يرون

انتخابات مبارك؟يرون حفنة بشرية في قطر ولا تنتخب.وجزيرة تتحدث عن الحرية وعن محمد صلى الله وعليه وسلّم(انتهازية لا مثيل لها.مرة تعيش بأخطاء أمريكا.ومرة بأمريكا ستضرب الجزيرة.والله تنظيف للجزيرة لا مثيل له حتى يصدق الغبي ما تفعل وما تقول؟ومرة بحكاية الكاريكاتور..)وكل هذا وأمير قطر

يقوم بواسطات ويمكن أن يسمعه هذا وذاك حول إيران مثلا.

حالة إيران اليوم لا تعالج بالدكتاتوريات والأنظمةاللعينة.بل بالحرية داخل العراق والأردن وسوريا والكويت والسعودية وأفغانستان وباكستان وعربيا.

أرى أمريكا وإسرائيل ومن ورائها نحن اكبر الخاسرين غدا.وكلامي هذا اوجّهه الى السيد ستيف هادلي اعتبارا لموقعه.كما هو موجّه لمكاتب الدراسات ولرجال الكونغرس ولمسئولي الحزبين الجمهوري والديمقراطي حتى يقفوا عند خطورة الأمر.ما أراه من مضمون معالجة وطرق لملف إيران خاطئ ويخطئ

الصواب.وانصح الإيرانيين والأمريكان إجراء مفاوضات مباشرة وإبعاد شيراك ومن تعود المتاجرة بالأزمات والعيش بها ومنها.بن لادن عرى العالم.الحرب في أفغانستان والعراق ومحاكمة صدام دون غيره

من الفاسدين أضرت وتضر بالأخلاق والفكر الليبرالي.لنقف هنا.أقول هذا اليوم من منطلق عملي وما يراه ويحس به كل مواطن عادي رافض للفساد والدكتاتوريات.ورافض لان يحميها هذا وذاك اعتبارا وان تخدمها مصالحه.

مسرحية ركيكة وتزداد يوميا ركاكة.

…مرت على أحداث 11سبتمبر2001 حوالي 5سنوات.حديث وزيارات وندوات ومحاضرات وفضائيات

وأموات من أولادكم في العراق وأفغانستان ومليارات…والحاكم العربي جاثم على رقابنا بالتزوير والبطش

رغم صياحنا وصراخنا….بل زيارات لمسئولين أمريكيين لتونس ومصر وخضوع لإرادة حاكم فاسد…يحدد

لهم من يقابلون …ومع من يجلسون…يقبلون بأرقامه الكاذبة ويقابلون من في أحسن الحالات لا يشكله عليه خطرا…باسم القانون والدولة التونسية يحدد لهم…وهم يرضخون…الأمريكان يدركون أن بنعلي غير شرعي

والعالم يدرك هذا ويرضخون له؟الحرة تبيض وجهه مثلما هو الحال لمبارك؟

هنا نقول للناخب والناخبة الأمريكية..الحرية لك لا يضمنها دكتاتورا ولا فاسدا.وإيران يحاربها الإيراني الحر.والعربي والمسلم الحر.لو كان بن علي ومبارك مكان إيران لفعلوا مئات المرات ما هو اتعس.ذهن

يعدم ويعذب ويحدد نوعية المحاكمة والحاكم والسجان ودون طموحات ولا خطر ماذا يعني؟

….الانترنت في بلدي تونس؟يتحكم فيه الحاكم التعيس بعكس ما وضع بنفسه من قوانين؟لا يعطي ترخيصا الا لشخص مدرب على الصنصرة واخذ نسخة من كل بريد نريد أن نرسل.بل تصفح نوعية البريد والقرار معه أصلا بترك الإرسالية تمر من عدمها.لا تنسوا بان هذا مخالف للدستور أصلا؟رئيسنا هو الدستور وهو الدولة وهو الماء والهواء. من يتكلم يصبح إرهابيا وتأتيه هذه الجهة الغربية وتلك وتطلب من بنعلي تأديبه.

اطلب من السفراء الغربيين في تونس زيارة مراكز الانترنت والإطلاع من حيث المبدأ على كيفية مراقبة من يجلس وراء المكتب المركزي للعمليات؟بل كل شيء يوضع أمام نظر من يدير المحل؟بل صاحب المحل يأتيك بعد أن يقرا ما تريد إرساله ليقول لك…بجاه ربي راني معاق؟ راني نأكل في خبزة..راهم اسكر ولي…

راهم قالوا لي ما عادش اتخليه أجي…معركة بين المواطن وصاحب المحل…والبوليس يصبح حكما…

ويأتي هذا المسئول الفرنسي والأمريكي ويشكر بن علي؟على قمعنا وإرهابنا.أليس من هنا يمكن أن يخرج كل شيء.على فكرة شخصيا معركتي الحقيقية محكوم علي خوضها داخل أمريكا وفرنسا…وبدأت…ويوم محاكمتي التي سأفرضها قريبا جدا على النظام في تونس…سيعرف الأمريكي العادي والفرنسي العادي وكل رجال العالم من هو زين العابدين بن علي ونظامه وأحزابه؟يومها لن يبقى ما به يستر هذا وذاك وجهه.

نحن نعاني.ورجال الحرية يقولون لبنعلي واصل نحن هنا.من يحب بن علي وزمرته عليه أن يأخذهم لديه حتى يتنعم بحكمتهم ومبروك عليه ونعطيهم له بالمجان.

…أرقام يعطيها الحاكم في كل مجال وهي كاذبة وتأخذ له.وعندما نكذب ذلك لا يسمح لنا أصلا الظهور للقول بهذا أمام العالم باسم الحرية والديمقراطية؟نعرف انه يكذب ونحميه.لا نطلب دبابة ولا جنديا واحدا.نحن نقدس حياة البشر ةوارواحهم.ونحب الحياة.نطلب الإعلام وحرة جديدة لا يوجد بها من يداري عن الفساد والمفسدين ويخرجهم للأمريكيين ولرجال الكونغرس من أفضل ذهنيات الحكم.وهو غير صحيح.

…الرجل المتذلل وأعوانه يخطبون هذه الأيام عبر البلاد طولا وعرضا حول الاحتماء بالأجنبي والتمسكن له

هكذا دون حياء؟أعوان الحكم بدون استثناء متزلفون وممسكون في متزلف.جماعة فرنسا معلومة وبالمثل جماعة السعودية وغيرهما….جاهل وفاسد وكاذب ومتزلف وابيع هذا لغيري لانه عندي العصا ومفتاح السجن ومن اتزلف اليهم من الوراء يتولون الحماية وتوفير المعلومة الضرورية منعا لبروز الحرية في تونس.والأحزاب التي لا ترتبط بفرنسا وتعاساتها وغيرها…

…لنأخذ زيارات المسئولين الغربيين ومقابلاتهم مع هذا وذاك ومنذ سنوات هي ذاتها تدور حول الفراغ وتسوق له…والكل رافض انخراط الشعب في أية حوارات.هناك أحزاب صورية ومكروهة شعبيا هي من نمسك ونتحدث معها وننفخ.وبالضرورة نغلق الباب أمام كل صوت جديد مطلع على هذه المسرحيات ورجالها وما هم به مكبلون.

…شخصيا منذ حوالي 3سنوات قمت بالتجربة وعرفت البئر بما يرشح.مسرحية ومهرجون وسيناريوهات من أتعس ما يكون..وتحريك وتدوير وتوزيع للبؤس عربيا مع اختلاف الأسماء والزمن لا غير…

…من يعاف هذالا مكان له.واحمدالله أن لا مكان لي في مجالات العطش المالي والأخلاقي والإجرام وتصريف

الكذب.بل هذا العمل هو من سيدفع كل حر عبرالعالم لان يفكربعيدعن هذه التعاسات بمايمكن من إيجاد

أحزاب جديدة وهيئات جديدة عمادها الذكاء والنخب التي أنتجتها الثورات التعليمية والتكنولوجية الكبيرتين.

…لهذا شخصيا رفضت بدون استثناء الأحزاب الحالية ورأيت ما يجري غربيا لتركيب المعارض الفانتوش على الحاكم التعيس لعبة مزرية جدا وهي في آخر أيامها.الكل انكشف أمام الكل.الكل عراة.والتاريخ علمنا بعد كل عراء ستر وأخلاق جديدة وقيم غير قيم رجال الفساد والعجز.

حوالي 5سنوات

1ركزالسيد ستيف هادلي يوم الخميس 18مارس2006 عند تقديمه خطة الأمن القومي الأمريكية تحديدا

على نشر الحرية والديمقراطية ودعم اصلاحيين ومحاربة الطغيان.وعمليا؟

2-هذا عنصر إضافة الى أربعة أخرى.لكن ما يهمنا نحن المضطهدين عربيا من الحلفاء المحاربين للارهاب

ما يلي…

   _هذا المحور ورد في خطاب بوش يوم6نوفمبر2003.وبعد هذا التاريخ.عشرات الزيارات واللقاءات

من مسئولين ورؤساء الى البيت الأبيض ولمسئولين أمريكيين بمختلف الرتب والمستويات الى بلاد الحاكم العربي الموغل في الفساد والذين لا يوجد من بينهم واحد فقط منتخب بحرية وفي جدية؟وبعد عقود من الاستقلال؟

  _الحرية أسلوب وشخص وفكر وشفافية.والحاكم العربي لا يعمل بهذه القيم.بل رجالها من رجال الإرهاب لديه.

  _الحاكم العربي وهو على هذه الشاكلة يوصف بالحليف الاستراتيجي؟والصديق.والذي حقق خطوات كبيرة في مجالات لا نراها نحن؟إذن من هو الطاغية؟ومن هوالدكتاتور؟ةلمن مشروع الشرق الاوسط الكبير وشمال إفريقيا؟وما هي مواصفات الطغيان؟

  _من اجبر الرئيس بوش على صوغ هكذا مشروعا وجعل المئات من أولاده وبناته يموتون؟ومن الذي يحدد

نوعية ما يكون وما لا يكون داخل الدول العربية إذا كانت واشنطن لا ترغب في التدخل في الشؤون الداخلية؟ولماذا أمريكا في لبنان؟والعراق؟وأفغانستان؟ودارفور؟ومصر؟و….ماهوالجديدالذي برز في تونس؟

  _النفخ في أحزاب لا صلة لهامطلقابالمواطن لانهالم تخلق منه ولا له؟ولأنها كذلك تنظم مسيرات؟وإضراب جوع؟يعني مسرحية هدفها تسكير الباب أمام أية حيوية فعلية.السياسة إبقاؤها في يد حفنة لا يمكنها أبدا أن تذهب بعيدا. في مجالات الاستقلالية والحرية.وجوه تتكرر منذ الستينات وتستنسخ الذات وفي أحسن الحالات اتعس منها.هذه هي فرنسا.وهذا ما هو مسموح لشعب بعد50سنة من الاستقلال.وراينا هذا بالتجربة في لبنان.انتخابات على مقاس الحريري وماله.

  _عمليا السعودية تتربع هناك ومعها شيراك.شيراك هذا في تونس يرى لنا الإرهاب وفي لبنان يرى إخراج لحود لأنه غير شرعي؟وبن علي منتخب؟مسرحية هزيلة جدا.انتخابات لبنانية أقصت الشباب وأعادت رجال الحرب الى الحصانة؟ماذا سيبيع الحرير للشباب اللبناني؟مستقبل بلا شباب؟نور وضع السجن بقرار عربي وليس من مبارك فقط.وقبلت أمريكا الأمر.بل قالت مبارك حليفا.هو درس وجهه الحكام العرب لكل من يتجرا وقبلته أمريكا حفاظا على الحالي ؟يعني نور ذهب ضحية تصديقه الحكاية.حكاية الحرية والديمقراطية والتداول عبر صندوق الاقتراع.القضاة شهدوا بالتزوير وادم ارلي لم يسمع بهذا.هذا ضمنيا ما جعل مبارك ينكل بنور.وهذا أرسل للحاكم العربي اللعين إشارات مفادها عدم الرغبة في تغييره…لهذا قلت المعركة الحقيقية داخل أمريكا وداخل الجاليات اليهودية…وشعار المعركة بسيط جدا….الحرية لا علاقة لها بالحاكم العربي.

أقول في الختام لمن يتحدث عن الاستقواء والوطن والعدالة والقانون…سجلك أيها الدكتاتور حافل.ولا نريدك أن تفتح باب جهنم عليك.أنت تعرف من أنت ونحن نعرف.

. في تونس ومثلما قلت سابقا منذيوم16اوت2005بصفة أكثر وضوحا اخذ قرارا يقضي بمحاصرة سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بتونس وجعل سفيرها يرضخ للشرعية؟نعم للشرعية؟ولا أريد الدخول في تفاصيل أكثر…بالمثل خطوات في مستوى الجاليات اليهودية حماية لبن علي…وداخل الولايات المتحدة الأمريكية في الخارجية والكونغرس عبر بعض الواسطات وداخل البيت الأبيض…وطبعا النفوذ الفرنسي وحاجة أمريكا لفرنسا…وشخصيات أخرى على علاقات بمسئولين أمريكيين….الهدف محاصرتي…بل هناك

من أوصل كلاما للسفير في تونس لتخويفه من….وبالمقابل..نخدمك كما تريد لكن بشرط عدم جعل المحمدي

يتحرك لا في الداخل ولا في الخارج…ويتحدثون عن الأجنبي والاستقواء به…اسالوا السفراء في تونس عن كيفية التذلل لهم خوفا من شخصي؟نظام برمته يرتعد.وغاطسون إلى العنق في الخمج…لكن وعدت التونسيين أن هذه الغمة ستنجلي…

لقد عاهدت التونسيين والتونسيات بفضح النظام بالوثيقة والحجة وبطريقة سيتبرأ فيها منه كل إنسان وآلا صار شريكا له.واكرر أن حكم تونس لا يهمني.وعملي هدفه واحد.تقليع هذا النظام البائس وجعل صندوق الاقتراع يحدد نوعية وطبيعة الحاكم.الحرية عربيا لم تعرف بعد.إذا عرفها الإنسان التونسي مرة واحدة لن يتخلى عنها أبدا.ونحن من سيجعل الحرية تتحقق.بحياتنا أن لزم الأمر.انتهى عهد فاسد ويعطي الوطنية والرجولة.يسجن هذا ويذل ذاك والرجال تهرول إليه طالبين المعذرة.نحن من طينة أخرى.ومن هو أب التزوير ومكلف به ويتقاضى مئات الملايين من اجله لا يتحدث عن الوطن.ومن يرهب ويعذب ويتجسس على أسياده لا يتحدث عن الوطن.عصابة لئيمة نمسك عنها ولها كل القاذورات وتراهن على الأجنبي لحماية عوراتها وتتحدث عن الأجنبي.التونسيون يعرفون من هو البيوع والقواد والكذاب ومن لا يعمل لصالح تونس

نحن نعمل للحرية والخلاص.وان صادقنا فهو في هذا الإطار.الناس يعلمون من هو رجل فرنسا في تونس

ومن هو الفريق الحاكم برمته.وسنتحدث عن القذارات وليتحدث غيرنا.الصيف سيكون حارا جدا.

الفارق بيني وبينهم كبير جدا.هم للسلطة باعوا ويبيعون تونس.ونحن نريد الحرية لتونس.

الفارق شاسع جدا بين يقيم أو يسعى لإقامة علاقات من اجل بيان الحقيقة والحق وخدمة الحرية وإطلاق سراح الضحايا وفضح الفساد ورجاله.وبين من يعرض الوطن أمام الأجنبي شريطة أن يبقى هو وأعوانه في الحكم.مشروعي هو الحرية.ومشروعهم البقاء في السلطة لقهرنا والرجال تزمّر وتزكر لهم؟هل التونسي يختلف عن بقية البشر.يزكر لمن يكذب عليه ويدمره.ولا يجعله يتنتخب.

هذه الأيام جاء احد الأشخاص مرسولا من بلاد أوروبية ما…هل تعرف مباشرة سفير أمريكا بتونس؟ أمريكا

مجرمة..الغنوشي من أجرم ما يكون…لا نريد أن يتغير النظام اليوم…استمعت إليه وقلت له الجملة التالية..

أنت مع الحرية؟ أم مع الفساد؟نهض.وخاطبني من المطار بعد يومين…ليقول من جديد…اذا راجعت الافكار يمكنك زيارتي وستجد أبواب الجنة مفتوحة…قلت له..مفتاح الجنة لدى بن علي…وأنا لا أريد جنة بن ضياء وبن علي ولا جنة شيراك…ضحك وأغلق الهاتف…ونسيت أن أقول لكم بان بن عروس وتحديدا على بعد مئات الأمتار من مقر سكني جاءت الطامة والعامة…لتشعرني بالوجود…احتفالات الاستقلال ولأول مرة منذ18سنة أخذت الى حيث اسكن….هذا كله وشخصي اعزل؟ وعندما يخرج لهم الرجال ماذا يفعلون؟ يستلفون مخابرات الجزائر وليبيا إضافة ما هو لدينا…عفوا هناك مخابرات أخرى…هل رأيتم نظامكم كم هو هش؟

 

حسين المحمدي تونس

22مارس2006

 

.منذ اوت2001وشخصي ممنوع من العمل والمال والعلاقات حتى يركع.كل رجال الغرب اخذوا علما ولكن….حماية لامثيل لها للعجز باسم الاستقرار والتوازن؟الفاسد نحميه.بنعلي ورجاله مزقوا تونس. أقول لشيراك ولبوش ولسفراء الدول الغربية في تونس….ليتصوّر أي واحد منكم أن حاكمه يمنع عنه العمل لأنه جاهر بفساده…ليتصوّر أي واحد منكم أولاده منذ3سنوات الله اعلم كيف وبماذا يعيشون؟ستتحوّلون إلى قنابل بشرية…وستحاربون هذا الحاكم…بن ضياء ومن معه يتحدثون عن الوطن.انزعوا عن رجال الحكم من بن علي إلى عمدة المنح والامتيازات والملذات التي تأتي بها السلطة وسيموت الإرهاب.كل المصائب في تونس أساسها القروض والفساد وجعل السلطة أداة الحماية. ولماذا تربط أمريكا نفسها ببن علي ومبارك وليس بتونس ومصر و…؟

 

ملاحظة

على الناخب الإسرائيلي أن يقول بكل هدوء.هل اليوم أكثر أمنا وأمانا من قبل ام لا؟هل الفلسطيني اليوم أكثر اتجاها نحو قرارات هو مقتنع بها وليس من تجارة هذا اللعين وذاك؟ولماذا أصلا تحشر إسرائيل نفسها في ذهن مبارك وبن علي؟علما وان مسئولي إسرائيل يدركون أن الرجال يتاجرون بهم؟يوم يدرك الناخب الإسرائيلي والناخب الفلسطيني أن ما حك جلدك مثل ظفرك هو من يحقق موت المتاجرة بهم.سيموت شيراك وكل من يتاجر بالدم.لهذا قلت واخترت وأناضل من اجل أن تسعى إسرائيل والجاليات اليهودية إلى أن تكون الحرية ضرورة عربية ولفظ الدكتاتوريات النتنة.هذا وحده يضمن وقف سيلان الدم.

Observation

Ben ali et ses ministres,depuis des jours,mènent une campagne comme ils se sont habitues ,a chaque fois que les libres bougent,ils ont invente un ennemi fictif,c’est une manœuvre et un produit purement dictatorial.

Pour laisser les gens corrompus autour de vous,il faut que leurs intérêts soient touchés.

Bref ben ali et ben dhia parlent de la Tunisie ?de son indépendance ?de l’intelligence avec des étrangers, ?nous connaissons a la perfection qui rampe devant les étrangers ?nous connaissons a la perfection que c’est une mascarade.qui a destitue Bourguiba ?un corrompu ,un charge de mission ne parle jamais de liberté ni du patriotisme.le traître c’est celui qui prie les étrangers a rester au pouvoir et c’est aussi celui qui mendie auprès des étrangers afin qu’il reste au pouvoir.

Nous avons des relations oui.nous travaillons afin que les corrompus soient juges oui.nous travaillons dans une stratégie internationale de liberté oui.les traîtres sont bien connus ;et je défie ben ali,et tout son gouvernement qu’un proces sera ouverte a propos de ceux qui fournissent des donnes,informations ou qui travaillent pour l’agenda d’un étranger.

Il ya une grande difference entre celui qui travaille pour la liberte et pour la corruption.

Savez vous qui redige les discours ?ya t’il  la moindre différence entre un discours depuis 1987 et celui du 20/3/2006 ?que le president tunisien ou son dhia parlent sans papier ?qu’un débat sera ouvert a propos des traitres.les tunisiens connaissent trop ici.

Une mascarade a oublier.les jours des dictateurs sont comptes,bien que  dernièrement ils veulent aider hamas malgré bush ?une mascarade.faites venir une autre.nous sommes attentifs,

Nous travaillos pour la liberte et on avance a merveille, notre combat  est noble ,le votre est odieux,archaïques et dépasses. Nous avons de grands amis qui travaillent pour une strategie de liberte sans les dictateurs et pour nous la politique est une obligation de résultats.

On verra d’ici 2009 au grand maximum et comment sortira ce dictateur et autres.

 


 

في سوسيولوجيا أسباب
انتشار ظاهرة الكلام البذيء

 

جـــابر القفــــــصي

(الجزء الثاني)

 

هذه دراسة سوسيولوجية حول ظاهرة متفشية في تونس  و قد زادت اليوم استفحالا مع تهميش الشباب و ميوعته و تسطيح وعيه( نقدمها في خمس حلقات)

 

أسبــاب تنـامي ظـاهــرة الكــلام البـــذي ء

 

1/دور الاستعمار اللغوي والثقافي في دعم هذه الظاهرة

 

    عديدة هي الدراسات التي تؤكد على سعي الاستعمار

[1]إلى تغيير ثقافة  الشعوب و قيمها و دينها  حتى يسهل استغلالها و قيادتها ، و تقل القدرة  لديها على المقاومة والرفض.ويبين  الأستاذ محمود الذوادي[2]  بإسهاب كيف أن الاستعمار الفرنسي يتميز بشدة اهتمامه باقتلاع مقومات الثقافة المحلية و استبدالها بثقافته الخاصة و لغته و قيمه، و ما يرافق ذلك من احتقار لكل ما هو ذاتي و انبهاره بكل ما هو أجنبي غربي.

    و عند محاولة الرجوع الى الذاكرة الشعبية  و الحديث عن عهد الاستعمار وجدنا ما يدل على أنّ ظاهرة انتشار الكلام البذيء والمجاهرة به تنامت  بصفة ملفتة للانتباه منذ هذه الفترة حيث شجع الاستعمار على خروج المرأة و الاختلاط و كسر مفهوم الحشمة لدى الرجل وخاصة لدى المرأة ،كما بينه الأستاذ عبد الوهاب بوحديبة

[3]، بالإضافة إلى التحالف مع الجالية اليهودية [4]بتونس للتشجيع على انتشار الفن الهابط ذو الايحاءات الجنسية السافرة مع الشيخ العفريت و حبيبة مسيكة… و التحرر الجنسي و فتح المواخير و دور البغاء و السماح بتعاطي الخمر و التكروري جهارا نهارا و ما يخلقه هذا الجو من ميوعة   و انحلال و انتشار للكلام البذيء … كل هذا كان عملية محكمة وفق استراتيجية و تخطيط مسبق و واعي بأهدافه، ذلك أن الاستعماركان يدرك تمام الادراك مدى تأثير الجنسانية[5]  و خروج المرأة و » تحرّرها » و اجتثاث قيمه

    بل و تذكر بعض الشهادات المروية عمّن عايشوا الاستعمار، أن المعمّرين كانوا حينما يريدون « الفدلكة » و التندر مع الاهالي البسطاء و مخالطتهم و المزاح معهم،يتحدثون عن الجنس و المرأة و المتعة و الفحولة و الفراش و ما يحدث فيه… بلغة فيها كثيرا من العبارات الاباحية و الغشة و الكلام البذيء و  هذا ما سمح لهم أيضا بالتعويض على غطرسة رؤسائهم في العمل من الفرنسيين و ذلك باللجوء الى لغة الغشة و سبّهم في قفاهم  بكلمات بذيئة و عنيفة و لو رمزيّا كتعبير سلمي عن الاحتجاج و رفض الاهانة

[6]   و الاستغلال و سوء المعاملة، و قد استمر هذا السلوك الى اليوم كنوع من الاحتجاج على مدى شرعية التراتب الاجتماعي  الموجود في الواقع.

     و على كل حال، فما من شك أن الاستعمار كان له دورا بارزا في إجتثاث القيم الاصيلة

[7]    و استبدالها بقيمه ورموزه ا لثقافية و ما ولّده ذلك داخل الفرد و المجموعة من صراعات   و توترات بين مبادئ الاخلاق الاسلامية و نظيرتها الغربية، ومن تفكك للشخصية و ضعف للوازع الديني و احتقار للثقافة المحلية وولع بتقليد الانسان الفرنسي الغالب .

 

2/الكبـت[8] الجنـسي و علاقـته بالـكــلام البـذيء

 

      إن اللجوء إلى استعمال الكلام البذيء ذي الايحاءات الجنسية الاباحية الهابطة فيه نوع من التعويض على الكبت و عدم التمكن من ممارسة الجنس وفق  أحلامه و نزواته و ما يشاهده في الافلام و المجلات خاصة لدى الشباب المراهق الذي يجد نوعا من الاباحية المفرطة أحيانا على مستوى الثقافة و الكلام ، و لكن كثيرا من العوائق على مستوى الممارسة. فاستعمال الكلام البذيء هو في نفـس الوقت تعبير عن الكبت أو عدم الشعور بالاشباع الجنسي المثالي و تعميق  أو تضخبم له باعتباره يزيد من الشعور بالحا جة إليه و التفكير فيه باستمرار. و يحدد علماء الجنس 

les sexologues[9] المسألة الجنسية بثلاث جوانب: ــ الجانب الجسدي الغريزي البيولوحي الذي هو كامن في الطبيعة البشرية ــ الجانب الثقافي  الابديولوجي الذي يختلف من انسان الى آخر حسب المبادئ و القيم التي يؤمن بها ،هل تشجع على ممارسة الجنس بصفة إباحية أم  تجعل ضوابط إجتماعية تنظمه و تعطيه طابعا شرعيا. ــ الجانب الاثاري المتعلق بكيفية تصرف الانسان ،  رجلا أو إمرأة، في جسده [10]   و هـل يقدمه الى الناس بطريقة مثيرة للشهوة الجنسية ، فيها كثير من الفتـنة والاغراء، أم بطريقة محترمة تجعل الآخرين ينظرون إليه كإنسان متكامل لا كلعبة للتسلية أو وسيلة للمتعة الجنسية. ويدخل في هذا الاطار اللباس و الزينة و الحركات … أي كل ما له علاقة بصورة الجسد و إيحاءاته الجنسية.  و من هـنا فالكلام البذيء يدخل ضمن العامل الاثاري الذي يستفز مشاعر الانسان و يقوّي الرغبة الجنسية لديه و أيضا ضمن العامل الثقا في باعتباره ينم عن تصوّر معين للمسالة الجنسية.

أما بالنسبة لمسألة المراهـقة

[11]، فإن أهم ما يميز الشباب في هذه الفترة هو سعيهم الدؤوب للتشبه بالكهول و تقليدهم و ذلك عبر وسائل عديدة مثل التدخين و حلق الذقن و الكلام في المسألة الجنسية…ليدلّـلوا على أنهم تجاوزوا سن الطفولة  و الامور الصبيانية و أصبحوا رجالا بالغين لهم مشاكلم الخاصة و مشاريعهم و تصورهم للأشياء ، و يجب الانتباه إليهم  و احترام مشاعرهـم و عدم معاملتهم كصبية عابثين.و تفيد الدراسات النفسية أن مرحلة المراهقة هي مرحلة حرجة جدا في بناء الشخصية ، ينزع فيها الشاب إلى فرض استقلال شخصيته و تمايزه عن والديه و هذا ما يولد ظاهرة صراع الاجيال و توتر عملية التواصل بين الآباء و الأبناء و بروز نزعة التمرد و الرفض و ربّما الانزواء  عند المراهقين .

    و تعتبر الأمور الجنسية و البلوغ من أهم خصائص هذه المرحلة حيث تظهر تطورات  فزيولوجية و عضوية تغير نظرة المراهق و علاقته مع جسده، و يبدأ عندئذ بالإحساس  و الوعي بالمسألة الجنسية. و من هنا فإن الحديث في الجنس بالتدقيق  و التفصيل و بلغة متحررة من كل الممنوعات الاجتماعية،يجعل المراهـقين يعيشون و لو على مستوى اللاشعوري عالم الكبار « المتزوجين  المتمتعين بالممارسة الجنسية بلا حدود » . و هذا التصور ينسجم مع فترة المراهقة بالذات ، حيث النزوع إلى المطلق و المثالية و الحلم و المبالغة في النظر إلى مسائل الحب  و الوفاء و السعادة و المتعة الجنسية..فكل شيء ممكن في نظرهم و لا شيء مستحيل ، لذلك تراهم دائما ينزعون إلى اتهام الآخر و تبرئة الذات ، فهم دائما ضحايا للعقلية المتخلفة و للظروف المتآمرة عليهم.

[12]

    و لعل  تواصل استعمال الكلام البذيء عند الكهول و الشيوخ

[13] و لو بأقل حدة و عنف وفي إطار أكثر حميمية و سّرية و نضج  ، راجع الى تعوّدهم على استعمال هذه اللغة منذ الشباب ، بل و حتى الطفــولة ، أكثر مما  هـو راجع الى مسالة الكبـــت و غياب الممارسة  الجنسية .

 

     أمّا بالنسبة للجنس الآخر، فإن  انتشار الكلام البذيء  عند النساء و البنات و الصبايا هو موجود و لكن بصفة اقل حدة و استفزازا و في اطار ضيق و غير مختلط مع الذكور، لانّ هذا النوع من الكلام مدان اجتماعيا بقوة و بشدة عند الانثى

[14] ., هذا أمر لـه ما يبرره في مجتمع ذكوري حيث القيم و التقاليد و الدين تحاسب المرأة أكثر من الرجل  « الذي يبقى مهما كان الامر رجلا  لا ينقص منه شيء و ليس لديه ما يخسره أو يخاف عليه ». ففي مثل هذا المجتمع الذي ما يزال تقليديا رغم مظهر الحداثة السطحية التي تغلفه، يظل الشارع فضاء رجاليا بالاساس ، يحقق فيه الرجل ذاته و يستعرض عضلاته و يتجاوز  » المحذور » دون أن يحاسبه المجتمع [15]. أما العنصر الانثوي فيجب أن يتكلم بصوت خافت في الشارع   و « لا يقهقه في الطريق العام مثل الرجل »، بل عليه أن يلتزم الحشمة  و يتجنب الفضائح   و المشادّات الكلامية حتى و لو كان مظلوما.فكلمات « عيب و احشم و هذا ما يخرش عليك… » توجه للمرأة أكثر مما  توجه للرجل.

    و هكذا تلجأ المرأة الى التعويض على حرمانها من التكلم بلغة الرجل  » المتحرّرة » الى استعمال أكثر ما يمكن من الكلمات الفرنسية وهو ما يسميه الدكتور محمود الذوادي « ظاهرة الفرانكو اراب الانثوي »

[16] [ أو الازدواجـية اللغـويـة] و كأنها تريد أن تقول للرجل أنّها  أكثر حداثة و تمدنا و تحضرا civisme منه. كما تستعمل المرأة اللباس و الاناقة      و الموضة و العطور الرفيعة  للتعبير عن ذاتها و حضورها في الشارع .ذلك أن علاقتها بما هـو جنسي في الفضاء العمومي لا تتم عن طريق الكلام و اللغة البذيئة و انما عن طريق المظهر و اللباس و التفنن في التصرف في جسدها و ابراز مفاتنه، خاصة عند المراهـقات و الشابات غير المتزوجات. فكأن رمز الرجولة هو الغلظة و الفتوة[17] و الفحولة   و رمز الانوثة هو الرقة و الجمال و الدلال و الاثارة، و هذا يذكرنا بتلك المقولة المشهورة في الجاهلية « نسمّي أبناءنا لاعدائنا [ الشدة] ، و نسمّي بناتنا لأنفسنا [الرقة] . وعلى كل حال ، فان طريقة المراة السافرة  في اللباس و الظهور في المجتمع تعبر و لو بصفة غير مباشرة عن و جود نوع من الكبت و رغبة في اثارة الرجل خاصة و أن تعمبم القنوات الفضائية و ما تبثه من أفلام إباحية و صور خليعة يولّد شعورا قصريا بالكبت و  بنوع من البؤس الجنسي la misère sexuelle[18] حتى عند المتزوجات و هذا ما يفسر و لو نسبيا تنــامي الخيانة الزوجية و الطلاق و التحرش الجنسي..

  

   و تؤكد لنا مساءلة بعض الطالبات في المعهد الاعلى للعلوم و التكنولوجيا بماطر ان البنات   و حتى النساء يستعملن في ما بينهن بعض مفردات اللغة البذيئة و لكن بصفة شبه سرّية ليس فيها تحد للمجتمع و ليس بنفس الكثافة التي يستعملها بها الذكور. و كأن الكلام البذيء يبقى لغة ذكورية قبل كل شيء تؤكد تسامح المجتمع الاوفرمع الرجل.هذا و تفيد الملاحظة اليومية أن هناك تناميا لاستعمال الكلام البذيء على الطريقة الذكورية[19] عند فتيات المدارس الابتدائية و الاعدادية و المعاهد الحرة  و حتى الحكومية في بعض الاحياء الشعبية في المدن الكبرى ، خاصة عند الفئة العمرية ما دون 15 سنة.

 

    و على كل  فإن عامل الكبت الجنسي رغم أهميته يبقى غير كاف لتفـسير هذه الظاهرة ، ذلك أن مجتمعات الخليج  مثلا هي أقــل تسامحا بكثير من تونس في ما يخص الاختلاط  بين الجنسين و العلاقات العاطفية و الجنسية خارج إطار الزواج و لكن لا نجد فيها انتشار الكلام البذيء. و حتى فرويد

[20]عند تناوله لمسالة الكبت  الجنسي  و الليبدو و التصعيد  ،فإنه لم يتحدث عن التعويض اللغوي فقط و إنما عن ثلاثة أنماط من التعويض و هي ـــ النمط الايروسي: حيث التركيز على الحياة الحبية و الوفاء  للمحبوب  و الخوف من فقدانه،ـــ النمط الوسواسي: حيث التركيز على الأنا الأعلى  و العمل الاجتماعي و الاخلاقي و الابداع  الثقافي ، ـــ النمط النرجسي : حيث التركيز على النفس و الاستقلال بالذات و لو أدى ذلك إلى العدوانية الرمزية[مثل الكلام البذيء]. هذا فضلا على أنه حتى و لو كان الكلام البذيء يعبر عن نوع من الكبت  ، فإنه ليس هنالك ما يبرر المجاهرة به بصوت عال  و بوقاحة و تحدّ لأعراف  المجتمع  و إنما ربما يكون من الانسب استعماله في سياقات حميمية خلوية في شكل قصص خيالية إباحية هي أقرب ما يكون الى الافلام الجنسية[21] ولكن بطريقة شفوية مروية على شاكلة القصص الجنسية المثيرة التي نجدها  كتاب الشيــخ الــنفزاوي « الروض العاطر في تطييب الخاطر » حيث يتحدث عن « الايضاح  في علم النكاح ».[22]

(الجزء الثاني )
3/ ضعف تأثيــر الرمـــوز الثقــافــية التقليـــــدية

 

    إن القول بارتباط انتشار الكلام البذيء بضعف الوازع الديني و الرموز الثقافية التي تكون الشخصية الاساسية للتونسي ، هو تفسير له ما يبرره. ذلك أن الإسلام

[23] ينهى عن الفحش و القبح و البذاءة و يعتبر اللسان من أكبر الوسائل التي يمكن أن  يرتكب بها الإنسان المعاصي « يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم و لا نسآء من نساء عسى أن يكونوا خيرا منهن و لا تلمزوا أنفسكم  بئس الاسم الفسوق بعد لإيمان ومن لم يتب فؤلائك هم الظالمون » قرآن كريم الحجرات الآية11 .و هي  تسمى آية اللسان.[24]

    و نحن نعلم تحريم الإسلام ما هو لغو و غيبة و نميمة… »من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت « .. »احفظ لي ما بين شدقيك[لسانك] و ما بين فخذيك أضمن لك الجنة » .. » زينة الرجل لسانه و زينة المرأة عفتها » كلها  أحاديث  نبوية شريفة تدل على أن الاسلام قاوم كل مظاهر الكلام غير المفيد و اقترح لها  بدائل تجلب الخير و الثواب  و تعتبر في  مرتبة  العبادة  مثل  التسبيح و الذكر

[25] و قراءة القرآن.فضلا على حرصه الشديد على العفة  و الاستقامة و تجنب الظلم و لو باللسان وهو  ما يعرف بالظن و القدح و رمي  المحصنات[26].

 

    كما أن هذا السلوك هو دليل على ضعف قيمة الحشمة كقيمة أخلاقية  بارزة في التراث العربي الاسلامي ، كما يحّللها الاستاذ عبد الوهاب  بوحديبة،

[27] فهي خليط من الحياء و الاحترام و التواضع و الايمان. بل و تعتبر أنّ أكبر الاهانات للانسان ـرجلا او إمرأة  ـ عندما تقول له « ما تحشمش »..أو « ما أقل احياك ».. »احشم اشوية على روحك »… فالحياء هو قبل كل شيء عفة في السلوك الاجتماعي للفرد و اجتناب لكل ماهو منكرمن قبل المجموعة و الخوف من كل تشهير و  فضيحة و فقدان للصمعة و خشية من التأنيب و اللوم و الإدانة.

     و الكلام البذيء هو تحّد لكل هذه  الرموز التقليدية  الدينية و الاجتماعية التي فقدت قيمتها  و بريقها و  أصبحت مهمّشة و مضحكة أحيانا

[28].و برزت مكانها رموز ثقافية جديدة تثني على الخبث و الغش و الزنا و الابتذال  la vulgarité .فالمتفحص لمدلول بعض الكلمات  التي يكثر استعمالها ،يلاحظ تكرارا مفرطا  لفعل » نـكــح  » الذي يدل على الاتصال الجنسي ويستعمل مع كل الضمائر و حتى مع أقرب أفراد العائلة :الام ،الاخت الاب و في  سياقات لغوية مختلفة  و غريبة أحيانا[29].كما نلاحظ تـكرارا لذكر الأعضاء الجنسية الذكورية و الانثوية و هذا  يخفي نوعا من الاعتزاز بالمعرفة و التجربة الجنسية حتى اللامشروعة باعتبارها  تدل على الفحولة و الرجولة و البطولة و الظرف و القدرة على  الاغراء[30] la séduction  حتى أن هناك أغنية شبابية مشهورة بعنوان  » كل البنات بتحبك ، كل البنات بتغير » .

     فالغاية من وراء هذا النوع من الكلام هي التدليل على الذكاء الاجتماعي و الخبث     و الفطنة و التجربة و القدرة على تحدي الآخر و إهانته و استفزازه و مس شرفه وكرامته. فالكلام البذيء هو وسيلة لتجاوز الغبن الاجتماعي و الرّد بالمثـل و مخاطبة الناس بما يفهمون  و كأن لسان حاله يقول بأنه » مهف و قافــز و موش ولد ناناتي أو متربي في القطن ، بل ولد كذا [مومس] و مقتّر و ما يعديها عليه أحد… » و كأن كلمة مومس بلفضها الدارج لها معنى اجتماعي ايجابي يـفيد الخبرة المجتمعية والذكاء

[31] و  الممارسة و كثرة الحيلة و تفقـد معناها الاخلاقي السلبي. فالذكاء المقصود هـنا ليس  الذكاء بالمعنى العلمى  أو الفكري أو الحرفي  و إنما الذكاء بالمعنى الاجتماعي[32]  المتمثل في اتخاذ المواقف الاقل احراجا و تكلفة و التنبه الى موا قـف الاخرين و مكرهـم و سرعة البديهة.بمعنى أن يكون الانسان دائما في و ضعية الربح  أي  » ذئبا حتى لا  تاكله الذيوبة ».

     كما يد خـل الغـش و التحيل في باب الذكاء حتى ولو كان على مستوى رمزي مثل الكلام و المزاح و النكت…فالكلام البذيء ليس مجرد ألفاظ سمجة و انما هو لغة موازية

[33] ، و ثقافة موازية ، و منظومة قيمة موازية  لا يمكن التفكير خارجها و الكلام بدونها  بالنسبة للعديد من الاشخا ص و الا فهم مجبرون على التزام الصمت  لتجنب زلاّت اللسان  القبيحة، فتراهم يقولون  » انا لساني منتن أو  منطقي مفصل ،خلّيني ساكت خير » إنها  ثقافة شعبية بديلة للـثقافة الرسمية المدرسية العالمة و للـثقافة الدينية الفقهية النخبوية منذ عهدالاستعمار أو قبله، حتى أن الانسان عندما يريد أن يكلمـك بحميمية و بدون قفازات و يرفع الكلفة   و »  يكسر معك حرف الياجور »  …تراه  يستعمل بعض الالفاظ النابذة  لا لشيء إلاّ ليحسّسك أنه يطمئنّ اليك و يتكلم معك على كامل راحته و بقلب مفتوح  و بدون أي تصنع.[34]

 

3/الكلام البـذيء و غيـاب  الديمقـــراطية و صمــت الدولــة عن مقــاومته

 

   إن العامل السياسي  هو دائما عامل بارز و مهم لا يمكن تجاهله  في دراسة و تفهم أي ظاهرة إجتماعية [35]. وعلاقة انتشار الكلام البذيء بهذا العامل تكمن في كونها تعبيرا مكبوتا عن شحنات العنف الدفين في أعماق الفرد [36] و المجتمع  نتيجة القهر السياسي وغيـاب المشاركة في صنع القرار و حرية التعبير و النقد. و لعل الكلام الفاحش الذي يمارسه الجمهور بصفة مفزعة في ملاعب كرة القدم هو، في مستوى معين، تعويض عن حق التظاهر و الاحتجاج في الشارع . فالكلام البذيء و سبّ الجلالة يندرج ضمن العنف اللفظي[37] و مهاجمة الآخر و استفزازه  و إهانته  كمرحلة دنيا يمكن أن تتحول في مل بعد الى مرحلة قصوى أي تعنيفه ماديا  إن لم يعجبه ذلك. فكأنما المجتمع ، حينما لا يستطيع أن يواجه قمع السلطة و يحاربه و يفرّغ العنف و الغضب و عدم الرضى الذي يشعر به في قنوات شرعية مثل الحوار و النقد وحرية اختيار ممثليه و إزاحتهم  بهم  و التظاهر و التنظيم في أحزاب و جمعيات ضغط[38]…  ينقلب على نفسه ، و يتآكل من الداخل و يصبح العنف وسيلة للتخاطب اليومي بين أفراده  و تتحول العلاقات السلطوية في أعلى الهرم  إلى أسفل  القاعدة  حسب السن و الجنس و المال و المنصب و الشهادة.

      و يعلمنا علم النفس أن أحسن وسيلة لتجاوز العقد النفسية و المشاكل التي يشعر بها الإنسان و حتى المجموعات هو طرح هذه المشاكل على بساط الحوار و الخوض فيها و تحليلها  و فهم أسبابها و نتائجها  بغية حلّها و  تجاوزها ،كما يبين ذلك كورت لوين في كتابه « ديناميكية المجموعات »

[39]. ومن هنا فإن غياب الديمقراطية و ابداء الرأي بصراحة و بدون خوف و نفاق  في كل المجالات العامة ، يجعل هذه الظاهرة تنتقل الى المجالات الخاصة  و الضيقة و تستبطن من قبل الأفراد و الجماعات  و تصبح العلاقات الاجتماعية تسلطية هرمية  فيها ممارسة للقهر و الإقصاء [40] و التهميش و لو عبر الكلام البذيء و المزاح  و هذا يذكرنا ببيت شعر للمتنبي يقول فيه

و الظلم من شيم النفوس فإن تجد         ذا عفة فلحاجة لا يظلم

كما أن الكلام البذيء هو انعكاس لثقافة رفض الحوار و التحليل و النقاش و الرأي الآخر ، فهو يستعمل في صيغ مختصرة  لقول المفيد و الرسمي « بدون تلكليك أو تفلسيف « ،لحسم الموقف  و تجنب الثرثرة

[41] و كثرة الكلام غير المفيد و الدوران في حلقة مفرغة.فعوض أن ينقد كلامك و يبين لك بالحجة و البرهان أنك مخطئ و مجانب للصواب يقول لك باختصار « تفعل كذا  وحدك ».أو « يزّي من كذا »..فهناك صيغ بذيئة كثير و عديدة لإسكات الطرف الاخر و ارباكه و هزمه بالضربة القاضية[42].

و مما يزيد من اقناعنا بهذه  الفرضية و هذا التفسير هو صمت الدولة المطبق تجاهها و عدم العمل على مقاومتها بكل حزم  أو محاصرتها على الاقل للتنقيص من حدتها وانتشارها و  في مقابل ذلك  فرض  نوع من السلوك الحضاري  في الشارع التونسي. فالخطير في هذه الظاهرة ليس الكلام البذيء في حدّ ذاته كسلوك مرتبط بحياة الانسان الخاصة  التي لا يتدخل فيها و لا يتجسس عليها أحد  و انما جانبهاالاجتماعي التبجّحي الاستفزازي الصارخ  والمتحدي لقيوم و أعراف المجتمع. و الدولة باعتبارها راعية للقانون و للاخلاق الحميدة  و تتمتع بشرعية استخدام القوة و الزجر ، كما يعرفما فيبر ، يمكن لها  ان أرادت أن تنظم حملات أمنية صارمة و مستمرة ضدّ هذه الظاهرة ،مثلما فعل بورقيبة مع ظاهرة الحشيش و التكروري في فجر الاستقلال، ومثلما نجد في » الدول المتقدمة »  من خطايا و عقوبات مالية و سجنية لكل سلوك غير حضاري  كالتبول في الشارع و البصاق و رمي الزبالة في الطريق… بالاضافة الى الحملات التوعوية الاعلامية و التظاهرات التحسيسة  لتغيير العقلية و السلوك.

إن سكوت الدولة بجميع أجهزتها المختلفة على انتشار استعمال الكلام البذيء هو ربما اعتراف ضمني بها كنوع من التعويض  و التفريج  على القهر و الكبت السياسي  و كوسيلة للتنفيس عن الضغط الفردي و الجماعي  لمنع الانفجار  و التمرد أو على الاقل الوعي و الالتزام. فإذا كان لا بد للانسان من شيء من التمرد فليكن على مستوى الخطاب  و الكلام خير من أن يكون على مستوى الممارسة و الفعل .

بل إن خطب بورقيبة في الستينات تندرج في هذا الاطار إذ  كان  كثيرا ما يستعمل فيها ـ كما يقول الدكتور عبد الوهاب بوحديبةـ  بعض  ا لصور الاباحية  و بعض الكلمات السوقية المستهجنة، لا سيما عندما يتحدث عن وضعية المرأة المزرية  في الماضي و عن تحديد النسل  ، و يبرر ذلك بأنه يتكلم مع التونسيين بدون قفازات و يعتبرهم كلهم عـائلته الموسعة. و هذا يذكرنا بالمثل العربي المشهور « إذا كان ربّ البيت بالمزمار نافخا  ، فلا تلومنّ الفتية إن رأيتهم

 رقصوا »

 

كما أن لغة غالبية أعوان الأمن أنفسهم، الذين يعتبرون المسؤولين المباشرين على تطبيق القانون و يعتبر سلوكهم مرجعية للمواطن العادي في ما يخص المباح  و الممنوع، كلها كلام بذيء و سب و عنف رمزي و كأنهم يتصورون في لا شعورهم كل المواطنين منحرفين أو لا يفهمون الاّ بالقوة ، هذا فضلا على استغلال النفوذ و المبالغة في الشدة و الترهيب. و لعلّ كثرة تعاملهم مع المجرمين و المارقين عن القانون و احتكاكهم اليومي بهذه الفئة و سعيهم لمخاطبتها بلغتها و فهم و استبطان عقليتها و نماذج  سلوكها جعلهم يتعوّدون على هذا  النوع من الكلام ليصبح  جزء لاواعيا من لغتهم اليومية  يصعب الاستغناء عنه  و التحكم فيه[43].حتى أنه من القليل النادر أن تجد من دخل الى سلك الامن  و حافظ على نظافة لسانه و استطاع الصمود أمام ضغوطات النسق.

 


[1] مثل دراسة  le concept de  déracinement..Pierre BOURDIEU « Sociologie de l Algérie «   

[2]  الدكتور محمود الذوادي « التخلّف الآخر :عولمة أزمة الهويات الثقافية في  الوطن العربي و  العالم الثالث » الأطلسية للنشر تونس 2002        ص.13 « الرموز الثقافية كأداة فهم للغزو الثقافي »

[3] Abd El Waheb BOUHDIBA « Quêtes Sociologiques »CERES Edition 1996 p78.

[4] لقد لعب اليهود طوال التاريخ  دورا مريبا في تحريف الاحاديث[الاسرائيليات] و التاريخ [كتابات جورجي زيدان  و حتى « بروتوكولات حكماء صهيون » جمع عجاج نويهض 1921 منشوررت فلسطين المحتلة .. نجد فيه نفس الخلفية]

[5]  و لعل مقاومة مشائخ الزيتونة لكتاب الطاهر الحداد « امرأتنا في الشريعة و المجتمع « بنيت على خلفية مقاومة التغريب و الفرنسة و إفساد المجتمع عن طريق إفساد المرأة حتى أن هناك من اعتبر الحداد مرددا و بوقا لافكار و أطروحات المستعمر.

[6]  إن هذا السلوك هو نوع من الفعل الاجتماعي ، حسب التعريف الفيبيري، له معنى و دوافع و يرمي إلى دلالات .فالانسان بطبعه لا يستطيع أن يكون :ائنا سلبيا جامدا  يتلقى و يتأثر بفعل الطرف القوي  دون اللجوء الى فعل مضاد   و استراتيجية مضادة و من هنا الحديث عن قيم توجيه الفعل  عند M.CROZIER  et A.TOURAINE

[7] Frantz Fanom « Les damnés de la terre »

[8] ،ستعمل هنا كلمة كبت بالمعنى المجتمعي التونسي الذي يفيد عدم التمكن من الممارسة و الاشباع  الجنسي و تعويض ذلك  على مستوى الخطاب و هو أقرب  الى مفهوم التصعيد عند فرويد منه الى مفهوم الكبت الذي هو عملية إقصاء للرغباتالجنسية من مجال الأنا الواعي  الى  مجال اللاوعي.

[9]   L encyclopédie Universalis , le mot sexologie.C D

[10] و هذا يتماشى تماما مع سيادة ثقافة الصورة  و المرئي و المشاهد و السطحي الاثاري كبديل عن ثقافة الكلمة و الفكرة  و التحليل العميق.

[11] Encyclopédie Universalis .le mot adolescence

[12]  المراهق له نزعة نحو المطلق  و المثالي في كل ما يفعله  و قد يؤدي كبت هذه النزعة الى ظهورها مرة أخرى في سن الكهولة وما بعده و هي ما يعرف بالمراهقة المتأخرة

[13] إن القيم الاجتماعية التقليدية تعطي أهمية بالغة لعامل السن  كمؤشر على النضج و استبطان الاخلاق و روح المسؤولية لذلك تحاسب الكهول و الشيوخ  بحزم و شدة أكثر من الشباب « الشيب و العيب » ، »انقدر فيك على خاطر عمرك »،  « هذا ما يخرجش عليك في مالعمر »…

 Paris Seuil 1966 Germaine TILLON « Le harem et les  cousins »

[15] د.محمود الذوادي  طالتخلف الآخر »ص.59″كأن هيمنة جنس الذكور.. تسمح لهم أكثر من جنس النساء بالهجوم حتى على مقدسات و محرملت هذه المجتمعات و تلك إشارة الى أهمية مبدأ من بيده ميزان القوى في المجتمع؟ في فهم ما يجري في المجتمعات الانسانية.

[16] المرجع السابق ص.168 « فاللجوء إلى المزح اللغوي الأكثر تفرنسا عند المرأة المغاربية المتعلمة و المثقفة هو حل لكسب رهان المساواة مع الرجل »

 [17]   د.محمد عابد  الجابري  » العقل الاخلاقيالعربي » دار النشر المغربية .الدار البيضاء 2001 ..ص.514  حيث يتحدث عن الفتوة كقيمة مركزية في الاخلاق العربية قبل الاسلام وهي مزيج من قوة الشباب و اللياقة البدنية و الصعلكة من ناحية و السخاء و الكرم و الوفاء و السيادة  و التواضع من ناحية أخرى..

[18] التعبير ل.د. عبد الوهاب بوحديبة .المرجع السابق.ص. 75

[19]  فالفتيات كثيرا ما يفهمن الحرية بمعنى التسيب و تجاهل القيم  و هذا يذكرنا بقولة للاستاذ الطاهر لبيب ـ و هو باحث في علم الإجتماع ـ أن « المرأة التونسية كلّما تحرري، تذكرت » أي ازدادت في التماهي مع الرجل.

  [20]  سغموند فرويد « الثقافة الجنسية » ترجمة د. جورج طرابيشي  دار الطليعة بيروت1982.ص.219و220

 

34 مثل الحكايات الشعبية الفكاهية المتعلقة بالجنس  و التي تشبه في كتب علم النفس الجنسي الحديث الحالات التي تسرد لتوضيح حالة ما  و هو لا يخضع بأي حال من الاحوال  إلى نفس الإدانة.

  [22]   الشيخ سيدي محمد بن محمد النفزاوي »كتاب الروض العاطر في نزهة الخاطر  » و الذي يقول أنه كتبه من  أجل المساعدة على حياة زوجية ناجحة و سعيدة  و تجنب الخيانة الزوجية و البحث عن اللذة  الجنسية في الاطار الحرام.

[23] راجع كتاب محمد قطب « جاهلية القرن العشرين »

[24]  تفسير ابن كثير

[25]  « رطبوا ألسنتكم بذكر الله » حديــث شريف.

[26]  كتاب  الكبائر

[27]  Bouhdiba Ibid p.80

[28] د.محمود  الذوادي في  المرجع السابق يتحدث عن نفس الوضعية و  نفس الشعور الذي يحس به  من يحاول أن يتكلم بالعربية  الفصحى في الشارع أو في البيت.

[29]  فالكلام البذيء يمكن أن يعبر أيضا عن العنف اللفظي و العدوانيةباعتبار أن سب للأب أو الام و نعتها يالعاهرة يمس أهم عنصر محدد لهوية الفرد في المجتهع ألا وهو الشرف.

[30]  فكلمة « بزناس » بمعناها التونسي أصبحت تحمل زخم جنسي هائل  يدل على معرفة و دراية بنفسية البنات و قدرة على إغوائهن.و المخرج التونسي النوري بوزيد أنتج فيلما بهذا العنوان

[31]   د.عبد الرزاق بنور  أستاذ في قسم العربية بكلية العلوم الاجتماعية و الانسانية بتونس ،يسمي هذا بمأزق اللغة  حيث نطلب منها أن تعيننا على أن لا نقول ما نريدعبر المداورة و الملاوصة و التلطيفو و المراوغة.فتصبح الكلمة تعني عكسها تماما  مثل عاهرة تعني الذكاء و الفطنة ، و البياض يعني الفحم ، و البصير يعني الأعمى…

[32] و هذا يذكرنا بمفهوم دوركايم للمخيال الاجتماعي و الذاكرة الجماعية و الوعي الجمعي.

[33]  بورديو يتحدث عن الثقافة المضادة  و توران يتحدث عن الفعل المضاد و الاستراتيجية المضادة.

[34]  التونسي عندما يرتاح إلى انسان يحدثه بعفوية و بدون رقابة و استحضار سلطة أخلاقية  و رمزية  محاولا إلغاء كل الفوارق مثل السن و النسب و المال و العلم. و هذا إبتغاء للحميمية و ليس دليلا على قلة إحترام للطرف المقابل.

[35]  كل  التمثّلات الاجتماعية  لها ابعاد سياسية و اجماعية و اديولوجية قيمية. راجع Jean Claude ARBIC les représentations sociales :aspects théoriques. 1996.

[36] عبد الوهاب محجوب  » السلوك العدواني « بيت الحكمة تونس 2001 ص 54حيث يقول « إن عديد التجارب بينت لنا بالفعل  أن إستعمال أكبر للتهديدات و للعقوبات في وضعية نزاع حاد  يحصل متى خالجت الفرد مشاعر العجز و عدم الثقة بالنفس  و نقصان تقدير الذات ، و متى سعى الى المحافظة على ماء الوجه و المحافظة على سمعته و  التمسك بسلطته

[37]   يعتبر فرويد منذ 1917 أن النزوع الى العدوان ربما يحدث كاستجابة أساسية لظروف محبطة ، أي كلما حال عائق ما  دون التمتع بوجود اشياء نعتبرها أساسية مثل الل>ة و الحرية و الاعتبار…و  في 1939 صدر كتاب بعنوان « الاحباط و العدوان » لمجموعة من الباحثين ، حيث بنوا دراستهم على فرضية مفادها أنه كلما  كان هنالك إحباط لكائن ما  سوف يبدي دائما ميلا متزايدا للاستجابة بعدوانية. و الاحباط هينشأ عن إعاقة سلسلة من تصرفات الكائن المعتادة الموجهة  نحو بلوغ هدف ما. و قد يؤدي الاحباط أيضا الى استجابات لاعدوانية مثل الانسحاب و الارتداد للبدائية و النكوص.

[38]  تنظم الفعل الجماعي و تحدث نوعا من التوازن تجاه هيمنة الدولة Jean  MEYAUDE « Les groupes de pression »   Puf  . collect.Que sais-je    1962.

[39]    Jean MAISONNEUVE 3La dynamique des groupes » Puf .Coll.Que sais- je 1698 ..p.12. LEWIN ,psychologue allemand émigré aux USA en 1934 fondateur de la théorie de la dynamique des groupes.

[40]   د.عبد الباقي الهرماسي « المجتمع و الدولة في المغرب العربي » مركز دراسات الوحدة العربية 1987.يعتبر أن أزمة الخبز في تونس سنة1984 تدل على أن العقد الاجتماعي الذي يربط بين الدولة و المجتمع قد انفصم و لا بد من عقد جديد ، و قد تبنى تغيير 7نوفمبر هذه الفكرة  و دعا الى مثاق وطني جديد شرّك في صياغته كل الحساسيات الفاعلة في الساحة التونسية.

[41]  هناك الكثير من الامثلة الشعبية  و المقولات العامة التي تشجب كثرة الكلام « إذا كان الكلام فضة  السكات ذهب  » . » الكلام كلمة موش مائة » . » إما وافق و إلا نافق و إلا أخرج من البلاد ».

[42] نفس الكلمات تتكرر في الملاعب  بنفس المعنى لمواجهة المنافس أو الحكم  لرفع الهمة و التشجيع على الانتصار ، و تبدو اللغة النظيفة و السليمة في ه>ا السياق مضحكة و مخزية و عاجزة عن التعبير ، لذلك لجأت التلفزة الوطنية في بعض الاوقات الى نقل المباريات من الاستوديو لا من الملاعب  نتيجة الكلام البذيء.

[43]   و قد ربط  جون ميزونوف  في كتابه « علم النفس الاجتماعي » سلسلة ، زدني علما ..بين أنواع المهن و نماذج الشخصية  مثلا مهنة خياط و حلاق تشجعان على الشذوذ الجنسي على عكس مهنة عامل مناجم أو الفولاذ التين تشجعان على القوة و الشدّة.


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

13 mars 2004

Accueil TUNISNEWS   4 ème année, N° 1393 du 13.03.2004  archives : www.tunisnews.net اللجنة الوطنية لمساندة عبد اللطيف المكي وجلال عياد:

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.