TUNISNEWS
8 ème année, N° 3164 du 20 .01.2009
محمود البلطي: هل بالامكان تحسين وضعية منصف القاسمي السجنية ؟
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:إحالة » طارق السوسي » على الدائرة الجناحية ,بتهمة ..نشر أخبار زائفة ..!
الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس:السلطة تمنح ترخيصا للتظاهر من أجل غزة وتمنع المواطنين من المشاركة !
الحزب الديمقراطي التقدمي:بيــــــــــــــــــان
الحياة: حضور بن علي قمة الكويت يكرس انضمام تونس إلى معسكر الاعتدال
عبد الله الزواري: على هامش مسيرة التقدمي و التكتل و التجديد
العرب: تونس: الأمن يعتدي على قيادات «النهضة» ويمنعها من المشاركة في تظاهرة مناصرة لغزة
الوحدويون الناصريون/ تونس: بيان ملحمة غزة في ذكرى ميلاد الزعيم جمال عبد الناصر
أسلام أولاين:الغنوشي: غزة نقلت قيادة المشروع الوطني الفلسطيني إلى حماس
الشيخ الهادي بريك:كلمة حرّة : فهزموهم بإذن الله وتحقق الوعد الحق » وإن عدتم عدنا « .
د. مصطفى بن جعفر:افتتاحية حتى لا تذهب التضحيات سدى !
بحري العرفاوي:الهائمون والنائمون!!
توفيق المديني : هل تشكل غزة آخر الحروب؟
خولة الفرشيشي: بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة … من الرابح في هذه الحرب ؟
نبيل الريحاني:غـــــــــــــــــزّة… »زوم أوت »
أ ف ب: »اسبوع الضحك » في تونس يهدي عروضه لغزة
رويترز: إحصائية: أكثر من 10% من جرحى غزة باتوا معوقين
رويترز: منظمة العفو تتهم اسرائيل بجرائم حرب لاستخدام ذخيرة
العرب: خطط إسرائيلية لمنع تقديم قادتها لمحكمة الجنايات الدولية
رويترز: مصدر رسمي: نجاة 5 مهاجرين بعد غرق مركبهم قبالة سواحل تونس
الصباح: حادثة غرق «حارقين» بالمرسى: 9 نـــــاجـــين.. و26 مفقــــــــــودا
الصباح: في قربة: 11 شابا حاولوا «الحرقان» فوقعوا في قبضة الأمن
الصباح: منتدى الذاكرة الوطنية (1 من 2): حديث عن مآثر الزعيم المنجي سليم
المرصد التونسي لحقوق والحريات النقابية:تضامنا مع نقابيي المنظمة الديمقراطية للسكك الحديدية بالمغرب
إسماعيل دبارة : التونسيّون يستشرفون سلاماً في المنطقة ولا يأملون ديمقراطية من أوباما
سفيان الشورابي:إلغاء عقوبة الإعدام أمر ممكن في عالمنا العربي
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:
هل بالامكان تحسين وضعية منصف القاسمي السجنية ؟
كنا قد نشرنا في وقت سابق ماساة منصف القاسمي والمتمثلة في بقائه مختفيا في منزله لمدة 18 سنة وعليه احكام غيابية ثقيلة فيما يخص انتمائه لحركة النهضة ولما وقع اطلاق سراح اخر دفعة من ابناء الحركة في 7/11/2008 اعتقد ان الملف اغلق وان قضايا الانتماء اصبحت من الماضي . واختار عيد الاضحى ليضع حدا لهذه الماساة العائلية ويظهر للعموم .الا ان الامن اعتقله واودعه السجن وظن المحا مون والمتابعون لقضيته ان المسالة ستفصل عندما يمثل امام المحكمة .ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن .فقد حوكم في القضية الاولى ب6سنوات نافذة –والثانية ب-6 اشهر ومازالتا قضيتان . زارته زوجته هذا الاسبوع وذكرت ان ظروفه في السجن سيئة جدا -فهو يقيم في غرفة مكتضة – وسخة –تنقصهاالتهوئة –بدون سرير ينام على القاعة –جل المقيمين يدخنون مع العلم انه يعاني من امراض عديدة منها ضيق التنفس –والروماتيزم –والقرح ….الخ وهذا رقم هاتف زوجته لمن يريد ان يتعرف اكثر على هذه الماساة منجية القاسمي 78664419 23900056 محمود البلطي
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 22 محرم 1430 الموافق ل 19 جانفي 2009
أخبار الحريات في تونس
1) رسالة سجين الرأي السيد خالد العيوني: وردت علينا الرسالة التالية من سجين الرأي السيد خالد العيوني ننشرها كما هي: بسم الله الرحمان الرحيم احتجاجا على ما أتعرض له من انتهاكات جسدية و معنوية شرعت في إضراب عن الطعام يوم 22/12/2008 مطالبا بوضع حد نهائي لمعاناتي داخل السجن و ما أعيشه من الضغط النفسي و بتحسين المعاملة و ظروف الإقامة و لكن بعد أربعة عشر يوما من الإضراب تدهورت حالتي الصحية و وجدت نفسي أتقلب في ألم شديد لا طاقة لي بتحمله مقابل امتناع أشد من جهة الإدارة عن الاستجابة لطلبي في معالجة وضعي، الإدارة لم تكترث لحالتي رغم إشرافي على الهلاك و ياسي من نواياهم الإصلاحية تجاه وضعي جعلني أستعجل مآلي الذي يقودني إليه الإضراب و اقدم على الانتحار و متخلصا بذلك من ألم الموت البطيء ن لم يعد لي عقل أميز به الصواب من الخطأ ، لم يعد لي رغبة في الحياة حياة الذل و القمع ، لقد رميت بنفسي و من دون تردد من أعلى السرير و متوجها براسي على أرضية الغرفة. لقد كانت الصدمة عنيفة جدا تم على إثرها نقلي إلى المستشفى و أنا غائب تماما عن الوعي و نتج عن هذه الحادثة ، انتفاخ و ارتجاج في جمجمتي أعقبه نزيف دموي من الأنف و الأذنين ، أفقت بعد يوم من غيبوبتي و ألم حاد في رأسي لا يقوى أجلد الرجال على تحمله، لقد كنت حينها في أمس الحاجة إلى الراحة و الرعاية و لكن مدة إقامتي بالمستشفى قضيتها مقيدا إلى السرير ليس فقط من الرجل كعامة المساجين بل و من الأيدي كذلك باستعمال الكبالات و إحكامها حول المعصم بقوة و من ثم إلى السرير مما تسبب ألما و يفرض عليك وضعية متعبة جدا فلا يمكنك الاسترخاء إلا زمن تناول الطعام فقط ، و الأمر لا ينتهي عند هذا الحد فالحرج الحقيقي هو عدم التمكن من قضاء الحاجة و لا الاستنجاء و لا الوضوء و لا الصلاة، و عدم تمكيني من إقامة الصلاة التي هي من فرائض الدين على وجهها المطلوب في خرق واضح لحقوق السجين ، فكنت أحصي الدقائق متى تنتهي مدة هذا العلاج الذي لم يزدني غلا سقما. لم أكن أول شخص يقدم على الانتحار للتخلص من الضغط النفسي الناتج عن الظروف السجنية الصعبة ففي أيامنا القريبة الماضية انتحر خمسة مساجين شنقا في مختلف سجون البلاد منها سجن المنستير. المضربون عن الطعام لا يستهان بعددهم و منهم من يخطفه الموت و حاجته غير مقضية و مطلبه مردود كما حدث في أيامنا القريبة في هذا السجن مع سجين يدعى »جمال » ، الرافضون للإقامة و الذين انتهى بهم الأمر إلى العيش في الزنازين كثيرون و خصوصا السياسيين منهم و مطلبهم تحسين المعاملة و ظروف الإقامة فهم في السجون المضيقة يتجرعون مرارة الحرمان شهورا عديدة و الإدارة لا تعبأ بهم و لا تسوي أوضاعهم أما في خصوص الرعاية الطبية فهي لا تزال دائما دون المطلوب و لا أنسى أبدا تلك الأيام التي ظل فيها الشيخ » طعم الله » يتقلب في مرضه حتى مات أمامنا و نحن ننظر، كان ذلك في سجن الهوارب و الإدارة في غفلة من أمره و كانوا يظنون أنه يكذب عليهم فيما يدعيه من المرض لقد مات بعد ستة عشر يوما لم يذق فيها ذواقا لأن المرض كان يمنعه من ذلك، و لم يقع نقله إلى المستشفى و لا حتى فحصه داخل السجن ، كذلك عرفت هذه السجون بانتشار الأمراض الجلدية نتيجة إهمال الإدارة و عدم معالجة المصابين و القضاء على هذا الوباء منذ بدايته و إهمال ظروف الوقاية اللازمة لوضع حد لانتشاره، فقلّما يسلم أحد من الإصابة ، أما في خصوص المعاملة فأبسط ما أقول أنها معاملة لا إنسانية لا تليق ببشر، فهي لا تخلو من الإذلال و التصغير و الاحتقار و السجين في نظرهم لا قدر له و لا وزن ، فالعون إذا أراد أن يستلم منك الصحفة ليحضر لك الطعام يأمرك بوضعها على الأرض ثم يقوم بدفعها برجله إلى آخر الرواق حيث يجد من يحملها عنه من المساجين العملة و ذات مرة جاء بصحفة الطعام يجرها بقدميه فطار الغطاء و كادت قدمه تقع في الطعام فقلت له و الغيظ يملأ صدري ما هذا منك بجميل ، أتراه ينقص من هيبتك شيئا إن أنت سلمتني الطعام بيديك؟ فغضب غضبا شديدا و قال لي لست أنت ستعلمني ماذا أفعل و تركني أتضور جوعا، و ما دمت سجينا لا تسلم من سطوة ألسنتهم فلا يترددون في إسماعك أفحش الكلام و أبشعه و أكثر ما يشق علينا إسماعه منهم هو سب الله و سب دينه باصرح ما يكون من اللفظ و العبارة فلم يكن انتهاكهم لحرمة ديننا يمنعهم لممارسة الشعائر كافيا بل لو قمت محتجا كلفك احتجاجك التعرض للعصا الغليظة هذا و إن حالفك الحظ و لم تتعرض لها من مخالفة بسيطة أو سوء تصرف لا يضر بشيء لقد كنت في مناسبات عديدة ضحية للعنف الشديد ، لقد ذقت من هول اللكم و اللطم و الصك و الجلد بالعصي المطاطية الصلبة ما يعجز اللسان عن وصفه ، لقد شج راسي عدة مرات و نزف أنفي و أصيبت رباعيتي و كسرت أضلعي ، لست الوحيد الذي يتعرض لمثل هذا بل هم كثيرون فلا تبرح تسمع استغاثة المستغيثين تنفطر لها القلوب الرحيمة العاجزة عن تغيير ما هم فيه من كرب مما ينغص على الجميع عيشهم. و كلما أنذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بقدومها انتصب الركح و أعد الديكور و قسمت الأدوار لمسرحية عنوانها » المدينة الفاضلة » و إذا بشرت اللجنة برحيلها أسدل الستار و عاد الناس إلى الواقع الأليم و يبقى السؤال هل تصلح بطاقة مزيفة لاجتياز بوابة منيعة الحمى؟ ألا إن البطاقة هي دعوى رعاية حقوق الإنسان ألا إن البوابة هي بوابة التقدم التي هي وجهة البلدان الصاعدة و التي تفضي إلى مصاف البلدان المتقدمة. 2) معاناة السجين السياسي السيد منصف القاسمي: يتعرض السجين السياسي السيد منصف القاسمي المعتقل حاليا بسجن الكاف إلى معاملة قاسية من قبل إدارة السجن المذكور حيث أخبر عائلته التي زارته يوم الاثنين 19/01/2009 بأنه محروم من السرير و يبيت مفترشا الأرض في ليالي شتاء مدينة الكاف الباردة بالإضافة إلى المعاملة السيئة و الاكتظاظ و انعدام النظافة و سوء التغذية و هي وضعية لا تتوفر فيها أدنى شروط المعاملة الإنسانية. و السيد منصف بن حسين بن ناجي القاسمي، متزوج وله ولد وبنت ، معتقل منذ يوم الأحد 07/12/2008 بعد مداهمة منزله الكائن بمنطقة سيدي إبراهيم من معتمدية غار الدماء بولاية جندوبة حوالي منتصف الليل من قبل مجموعة من أعوان الحرس والبوليس السياسي التابعين لمنطقة الحرس بجندوبة ( حوالي 30 عونا على متن 4 سيارات ) لإيقافه بسبب صدور حكم غيابي ضده سنة 1991 يقضي بسجنه مدة 12 سنة. 3) الصحفي سليم بوخذير يخضع لمحاصرة لصيقة: تعرض الصحفي سليم بوخذير طيلة الليل البارحة و كامل نهار اليوم الثلاثاء 20/01/2009 إلى محاصرة لصيقة من قبل عدد من أعوان البوليس السياسي البعض منهم يمتطي دراجات نارية ، و قد كان برفقة الصحفي سليم بوخذير الصحفي اسماعيل دبارة ثم زميله الصحفي محمود الذوادي.
و حرية و إنصاف:
1) تستنكر الانتهاكات التي يتعرض لها سجين الرأي السيد خالد العيوني و التي تصل إلى حد تعذيبه و التنكيل به دون وجه حق. 2) تندد بالمضايقات التي يتعرض لها السجين السياسي منصف القاسمي من طرف إدارة سجن الكاف . 3) تدين الإهمال الصحي و سوء التغذية و ظروف الاعتقال القاسية. 4) تحمل السلطة مسؤولية ما يمكن أن يصيب المساجين السياسيين و مساجين الرأي نتيجة المعاملة القاسية و الإهمال الصحي الذي يؤدي إلى الموت البطيء. 5) تدعو إلى إطلاق سراح جميع المساجين السياسيين و مساجين الرأي وسن العفو التشريعي العام و طي صفحة الماضي حتى تصبح تونسلكل التونسيين.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
» الحرية للدكتور الصادق شورو » » الحرية لجميع المساجين السياسيين » الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 20 جانفي 2009
إحالة » طارق السوسي » على الدائرة الجناحية , بتهمة ..نشر أخبار زائفة ..!
أحالت دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف ببنزرت الناشط الحقوقي و عضو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين السيد طارق السوسي على الدائرة الجناحية بتهمة.. نشر أخبار زائفة..! وقد كان أحيل السيد طارق السوسي بحالة إيقاف على قاضي التحقيق ببنزرت يوم 3 سبتمبر 2008 بتهمة « ترويج عن سوء نية لأخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام » طبق الفصلين 42 و 49 من مجلة الصحافة على خلفية تدخله في النشرة المغاربية لقناة الجزيرة يوم 26 أوت 2008 حول اختطاف البوليس السياسي لسبعة شبان بمدينة بنزرت. وكان السيد طارق السوسي قد اعتقل من محل سكناه يوم 27 أوت 2008 المنقضي بعد أن قام البوليس السياسي بخلع باب منزله و اقتحامه و ترويع عائلته وأجواره ثم تم إيداعه بسجن بنزرت طيلة شهر كامل تعرض فيه لمعاملة قاسية و مهينة استغلت إعاقته البدنية ، و بعد حملة دولية ووطنية للإفراج عنه قررت دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف ببنزرت إطلاق سراحه بمقتضى قرار صادر يوم 25 سبتمبر 2008 في القضية المنشورة لديها تحت عدد 5113 بعد أن تجاهل قاضي التحقيق الأول بالمحكمة الابتدائية ببنزرت مطلب الإفراج المقدم من المحامين ، و إذ تعبر الجمعية عن الدهشة و الاستغراب لإصرار بعض الأوساط على افتعال قضايا وهمية لإلهاء النشطاء عن النضال من أجل الحريات و إشغالهم عن المساهمة في حملة مساندة قضايا الأمة فإنها تذكر بأن » الأخبار الزائفة » المزعومة المنسوبة إلى السيد طارق السوسي قد تبنتها بيانات صادرة عن أغلب الجمعيات التونسية و احتجت منظمة » مراسلون بلا حدود على اعتقاله غير القانوني (في بيان بتاريخ 09سبتمبر 2008) ..و بلغ التضامن مع طارق السوسي حد تضمين نص مقابلته محل التتبع في عريضة أمضى عليها عشرات النشطاء الحقوقيين .. و يبقى التساؤل مشروعا ..من يقوم فعلا بترويج الأخبار الزائفة ..و أيهما أصدق ..صرخة المعذب أم ..عصا الجلاد ..؟ عن الجمعيــــــــــــــــــة الهيئة المديرة
الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس International Campaign for Human Rights in Tunisia icfhrt@yahoo.com Tel: (0044) 2084233070- 7903274826
السلطة تمنح ترخيصا للتظاهر من أجل غزة وتمنع المواطنين من المشاركة !
منعت قوات البوليس أعدادا كبيرة من المواطنين من المشاركة في مسيرة سلمية دعا إليها يوم أمس الإثنين الحزب الديمقراطي التقدمي والتكتل من أجل العمل والحريات وحركة التجديد ، للإحتجاج على العدوان الصهيوني على غزة، وتأكيد مساندة الشعب التونسي اللامشروطة للمقاومة الفلسطينية. ورغم الحصار المضروب على المواطنين لمنعهم من المشاركة في التظاهر من أجل غزة، خاصة بالنسبة للسجناء السياسيين السابقين مثل السادة علي لعريض، وعبد الكريم الهاروني، والصحبي عتيق، ومحمد عبو، وزياد الدولاتلي، الذين منعوا من المشاركة في المسيرة، فقد تمكن أكثر من اربعة آلاف من المواطنين من المشاركة بفعالية في المسيرة الحاشدة التي شهدتها العاصمة يوم أمس. وإن الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس إذ تحي جماهير شعبنا التي كسرت حاجز الخوف و أصرت على ممارسة حقها في التظاهر مساندة لأهلنا في غزة رغم القمع والعنف الذي جوبهت به المسيرات في أغلب الجهات فإنها: – تعبر عن سخطها إزاء المنع المتكرر للمواطنين من التعبير عن مساندتهم لأهلنا في غزة – تندد بالممارسات القمعية في حق السجناء السياسيين السابقين الذين تمت محاصرتهم ومنعهم من المشاركة في المسيرات السلمية – تعبر عن استهجانها لسلوك السلطة العبثي بمنح التراخيص للمسيرات ثم منع المواطنين من المشاركة فيها، في مخالفة متجددة وصريحة للقانون ولدستور البلاد الذي يكفل للمواطنين حرية التعبير. الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس المنسق علي بن عرفة لندن 20 جانفي 2009
الحزب الديمقراطي التقدمي 10 آف نوهال تونس بيــــــــــــــــــان
علم الحزب الديمقراطي التقدمي بغرق قارب صيد يقل 35 شابا تونسيا حاولوا الإبحار خلسة إلى السواحل الإيطالية فجر الاثنين الماضي ، نجا من بينهم تسعة شبان فيما لا تزال الأبحاث جارية عن البقية و سط تضاؤل الأمل بالعثور عليهم أحياء و أمام هذه المأساة الإنسانية و الاجتماعية المتكررة فإن الحزب الديمقراطي التقدمي الذي يولي كل الاهتمام لهذه الظاهرة الخطيرة التي باتت تتهدد حياة المئات من شباب تونس فإنه يعبر عن مؤازرته الكاملة لعائلات الشبان في هذه المحنة ينبه إلى التنامي الخطير لظاهرة الهجرة السرية التي طالت شبابا من كل المستويات التعليمية و الاجتماعية فقدوا الأمل في غد أفضل و ضاقت بهم السبل فسعوا إليه وراء البحار عبر قوارب الموت يعتبر أن الاقتصار على التعاطي الأمني مع ظاهرة الهجرة غير الشرعية و حصرها إعلاميا في زاوية قضايا الانحراف لا يمكن أن يحجب ضرورة المعالجة العميقة لأسبابها الحقيقية المتعلقة بتردي الأوضاع الاجتماعية، وغياب تكافؤ الفرص و انعدام أسس المواطنة الحقة، بعيدا عن الاستشارات الصورية التي لا تفسح المجال أمام مشاركة فعلية للشباب التونسي في تعهد قضاياه و نحت معالم مستقبله المنشود. تونس في 20 جانفي 2009
حضور بن علي قمة الكويت يكرس انضمام تونس إلى معسكر الاعتدال
تونس – رشيد خشانة طوت مشاركة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في أعمال القمة الاقتصادية العربية في الكويت عقدين من التباعد انطلقا مع مقاطعة تونس القمة العربية في القاهرة العام 1990 التي مهدت لشن الحرب على العراق بعد غزو الكويت. وشهدت العلاقات التونسية – الخليجية في أعقاب تلك الحرب أزمة حادة وصلت إلى ذروتها مع الكويت التي اعترض كثير من نوابها على زيارة وزير الخارجية التونسي آنذاك حبيب بن يحيى في إطار التمهيد للمصالحة، وكتبت إحدى الصحف المحلية عنواناً رفيعاً مخاطبة بن يحيى «لا حللت أهلاً ولا نزلت سهلا». وأصرت أطراف عدة في الكويت على تصنيف تونس بين «دول الضد» إلى جانب اليمن والأردن والسودان ومنظمة التحرير، قبل أن تتحسن العلاقات تدريجاً، لكنها لم تعد إلى المستوى الذي كانت عليه قبل الاجتياح العراقي. وعلى رغم أن التقارب بين تونس والبلدان الخليجية قطع أشواطا مهمة في السنوات الأخيرة ظل التونسيون يحافظون على مسافة واضحة من معسكر الاعتدال العربي، وطوروا العلاقات مع بلدان مثل سورية وإيران وليبيا والسودان. ومن هذه الزاوية فاجأ الرئيس بن علي المراقبين بقراره مقاطعة أعمال القمة الطارئة الأخيرة في الدوحة، ما شكل انضماماً واضحاً الى معسكر المعتدلين. وللمرة الأولى تطابق الموقفان المصري والتونسي من قضية عربية ساخنة بعدما كانا يقفان دائما على طرفي نقيض. وكان لافتا أن بن علي استقبل نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي قبيل انعقاد قمة الدوحة وأعلن البيان الرسمي الذي بُث في تونس في أعقاب اللقاء أن موقفي البلدين متطابقان من الحرب الإسرائيلية على غزة. لكن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد شارك في قمة الدوحة فيما قاطعها بن علي. وتكرس هذا التعديل في اتجاهات السياسة التونسية بقرار بن علي حضور قمة الكويت، وهي الزيارة الأولى التي يقوم بها الرئيس التونسي الى بلد خليجي منذ تسلمه الحكم السنة 1987. وبات واضحا أن دروس الموقف السابق من الأزمة العراقية – الكويتية في السنة 1990 – 1991 وتداعياته السلبية التي أضرت بالاقتصاد المحلي، شكلت خلفية الموقف الجديد الذي كرس ابتعاداً عن الموقف الجماعي الذي اتخذته بلدان الاتحاد المغاربي من قمة الدوحة. ورأى محللون أن تونس اعتمدت في الأزمة الأخيرة الموقف الذي انتهجه الملك الراحل الحسن الثاني في أعقاب أزمة الاجتياح العراقي للكويت إذ انضمت الحكومة المغربية إلى صف التحالف من دون حماسة، فيما تُرك الشارع يُعبر عن مواقف مؤيدة للعراق. ويُعتقد أن تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية على تونس وحجم الاستثمارات الخليجية الكبيرة التي استقطبها البلد في الفترة الأخيرة، والتي تشكل عنصرا مهماً في امتصاص أزمة العاطلين، لعبت دورا كبيرا في قرار العودة إلى معسكر الاعتدال العربي، الذي كان الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة (1956 – 1987) من مؤسسيه ورموزه البارزة. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 جانفي 2009)
على هامش مسيرة التقدمي و التكتل و التجديد
عبد الله الزواري بعد أن رخص الحزب الحاكم لنفسه بمسيرة في شوارع العاصمة « مساندة منه للشعب الفلسطيني » ها هو يسمح بمسيرات أخرى لمنظمات أخرى و أحزاب سياسية لم تر من المناسب لها أن تسير مع الحزب الحاكم في نفس التوقيت و المسار باعتبار أن الحزب الحاكم قادر أن يتخذ أشكالا للمساندة أكثر جرأة و أشد وقعا بفعل كونه متربعا على سدة لحكم لوحده.. و ها هي مسيرة أخرى تقوم بها ثلة من الأحزاب المعارضة المعترف بها ( الحزب الديمقراطي التقدمي، التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات و حركة التجديد) و بعض الأحزاب غير المعترف بها ذات العلاقة الجيدة مع الأحزاب المذكورة القانونية.. من بينها حزب العمال الشيوعي التونسي و رموز من حركة النهضة… كان من المقرر أن تنطلق المسيرة من ساحة العملة بالعاصمة على الساعة 11 صباحا… و شعورا بواجب مناصرة غزة و أهلها تداعى بعض رموز النهضة لمشاركة… و في نفس الوقت صدرت الأوامر قطعية بالحيلولة دون مشاركة هؤلاء في التعبير عن مساندتهم… سدت الشوارع و الأنهج و الأزقة المؤدية إلى ساحة العملة تصيدا للإسلاميين… قدم السيد زياد الدولاتلي رفقة السيد حمه الهمامي و آخرين..فاعترض سبيل السيد زياد و بعد مشادة بينه و رفاقه من جهة و الأعوان الدين اعترضوا سبيله فضل الانسحاب بمفرده…و أما السيد الصحبي عتيق فقد اعترضوا سبيله و حجزا بطاقة تعريفه و اصطحبوه حيث أوقف سيارته « فأركبوه » و طلبوا منه العودة إلى بيته و قد رافقه في طريق العودة عون ممتطيا دراجة نارية سلمه بطاقة تعريفه عند وصوله بيته…أما السيد علي العريض فكان له شأن آخر حري بالقارئ أن يطلع عليه ليعلم شيئا من التجديد في فنون الإيقاف.. قطع الطريق على السيد العريض كما قطع على إخوانه… و حيل بينه و بين انطلاقة المسيرة… وأعلمه الضابط أنه في حالة إيقاف وأن عليه أن يصطحبه إلى مركز « للأمن الوطني »… و بدأت الرحلة العجيبة… كان العون لا يتوقف عن استعمال الهاتف.. و قبل أن يصل المركز يحول الاتجاه إلى جهة أخرى مدعيا أنه طلب منه التوجه إلى مصلحة أخرى أو مركز آخر… كان الانتقال من وجهة إلى أخرى على الأقدام.. و تأكد السيد العريض إن الهدف من وراء ذلك إهدار الوقت.. و نشبت حينها مشادّات كلامية و شيء من التدافع لإصرار عون الأمن على مواصلة رحلة الانتقال من وجهة إلى أخرى.. و هكذا قضى السيد العريض ساعتين- أي مدة المسيرة- في حالة إيقاف مقنع… أليس للأمن في الإيقاف فنون؟؟؟ عبدالله الزواري جرجيس في 20 جانفي 2009 (المصدر: موقع نهضة انفو بتاريخ 20 جانفي 2009)
تونس: الأمن يعتدي على قيادات «النهضة» ويمنعها من المشاركة في تظاهرة مناصرة لغزة
تونس – محمد الحمروني اعتدت قوات أمن تونسية بالزي المدني أمس الاثنين على عدد من قادة حركة «النهضة» الإسلامية، ومنعوهم من الوصول إلى وسط العاصمة حيث كانوا ينوون المشاركة في مسيرة احتجاجية على المجازر التي شهدها قطاع غزة. ومنع عدد من الأعوان بالزي المدني الدكتور زياد الدولاتلي القيادي بالحركة المذكورة من الوصول إلى شارع روما (مكان انطلاق المسيرة) وقاموا بإهانته ووجهوا له ألفاظ نابية.وتدخل عدد من المواطنين للدفاع عن الدولاتلي، ومنعوا أعوان الأمن من إبعاده من المكان، فيما أبدى القيادي النهضوي إصرارا على المشاركة في «مسيرة قانونية» دعما لغزة. ومع تزايد أعداد المواطنين الذين تجمعوا للاطلاع على ما يجري، والتحاق عدد من الناشطين السياسيين بالمكان لنجدة الدولاتلي، توتر أعوان الأمن واعتدوا على عدد من الحاضرين وقاموا بجرّ الدولاتلي جرّا وأبعدوه عن الشارع الرئيسي في العاصمة تحت وابل من الشتائم والإهانات. وندد الدولاتلي في تصريحات خاصة لـ «العرب» بالحادثة، واعتبر أن من حقه المشاركة في كل الفعاليات والتظاهرات المساندة لغزة ،مؤكدا أن أي قمع لن ينجح في إقعاده عن المطالبة بحقوقه، وشدد القيادي بحركة النهضة على أن الاعتداء عرّض حياته للخطر الشديد لأنه يعاني من مرض السرطان أصيب به لما كان في السجن، الأمر الذي تعرفه الأجهزة الأمنية جيّدا ولم تراع حالته الصحية. وفي السياق نفسه، تعرض علي العريض الناطق الرسمي السابق باسم حركة «النهضة» إلى الإيقاف لمدة تقارب الساعتين في الطريق العام لمنعه من الالتحاق بالمسيرة، حيث سحب أعوان الأمن منه بطاقة الهوية ورخصة السياقة الخاصة به وقاموا بالتنقل به بين عدد من مخافر الأمن. ولما احتج العريض على هذا التصرف وهدد بمتابعة الأعوان قضائيا تم دفعه والتعامل معه بخشونة بالغة وتم تهديده بالإيقاف وبإعادته إلى السجن. ونفس السلوك تعرض له القيادي النهضوي الصحبي عتيق الذي منع من الالتحاق بالمسيرة المساندة لغزة. وندد العريض في اتصال هاتفي مع «العرب» بما تعرض له، معتبرا الإهانات المتكررة التي تتعرض لها رموز المعارضة المعترف بها وغير المعترف بها تعاكس وتناقض بشكل فاضح التصريحات التي دأب على ترديدها النظام التونسي حول «الانفتاح على المعارضة»، وعلى «أن تونس دولة القانون والمؤسسات» وغيرها. كما تناقض هذه التصرفات الشعارات التي دأبت على رفعها تونس عن دعم القضية الفلسطينية في الوقت الذي تشير فيه ممارساتها على الأرض على عكس ذلك تماما كما قال العريض. وكانت ثلاثة، أحزاب سياسية معارضة معترف بها هي: الحزب الديمقراطي التقدمي وحركة التجديد والتكتل من اجل العمل والحريات، دعت يوم أمس إلى مسيرة للتنديد بما جرى في غزة وللمطالبة بفتح تحقيق في جرائم الكيان الصهيوني. وبلغ عدد المشاركين في المسيرة نحو 3 آلاف، وردد المتظاهرون الأهازيج المشيدة بانتصار المقاومة وبصمودها البطولي في القطاع معتبرين أن ما حققته المقاومة غسل العار الذي لحق بالجيوش العربية منذ حرب 1948 و1967 إلى الآن. وطالب المتظاهرون بعدم التوقف عن تنظيم المسيرات المساندة لغزة وطالبوا بمواصلتها حتى تحرير كافة الأراضي الفلسطينية المحتلة واستعادة الفلسطينيين لكافة أراضيهم وحقوقهم ومقدساتهم. وشن المتظاهرون هجوما عنيفا على النظام الرسمي العربي ونددوا بما قالوا إنه «خذلان لشعبنا في غزة من قبل أنظمة الحكم التي تستمد شرعيتها من الكنيست الإسرائيلي» وردد المتظاهرون «لا مبارك لا عباس.. كلنا مع حماس». وضربت قوات الأمن من مختلف الأسلاك حصارا مطبقا على المسلك الذي اتخذته التظاهرة ومنعت المواطنين وخاصة طلبة نهج مرسيليا الواقع وسط العاصمة من الالتحاق بالمسيرة. وأغلقت تلك القوات المنافذ التي تفتح على الشوارع التي سارت فيها التظاهرة وضربت طوقا امنيا عليها من بدايتها إلى نهايته. ورغم الحصار نجح عدد كبير من المواطنين من الالتحاق بالتظاهرة، فيما حاول آخرون الانطلاق في مسيرات صغيرة بعد أن تجمعوا على الحواجز التي نصبتها القوى الأمنية وهو ما اضطر الأمن إلى السماح لهم بالالتحاق بالمسيرة. (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 20 يناير 2009)
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان ملحمة غزة في ذكرى ميلاد الزعيم جمال عبد الناصر
« الذين أمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله و أولائك هم الفائزون » صدق الله العظيم.. سورة التوبة
بعد أن افتضح أمر التهدئة المخادعة واستنفذ الحصار الجائر كل أغراضه، وبعد أن استعصت المقاومة واستبسلت في الدفاع عن الأرض والعرض، انتقلت عصابات الاحتلال الصهيوني إلى المرحلة الموالية من مخطط إبادة أهلنا في غزة فشنت عدوانا همجيا لمدة زادت عن ثلاثة أسابيع استخدمت فيه أنواعا من الأسلحة المحرمة دوليا، وذلك بإسناد سافر من القوى الإمبريالية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وتواطؤ مفضوح من النظام الرسمي العربي الذي انكشف نهائيا أمام الجماهير العربية وسقطت عنه ورقة التوت التي كانت تستر عوراته البشعة فاتضح دوره المعادي لحقوق شعبنا في فلسطين ولتطلعات جماهير أمتنا العربية في ردّ الغزاة والتحرر من الاستعمار بكل أشكاله وبناء دولة العرب الواحدة على كامل الوطن العربي من المحيط إلى الخليج. يا جماهير أمتنا المجاهدة إن الوحدويين الناصريين في تونس وهم يحيون مع جماهير الأمة العربية ذكرى ميلاد القائد جمال عبد الناصر الذي قضى وهو يخوض معارك الدفاع عن المقاومة أيام محنتها في الأردن، ومن خلال وعيهم بطبيعة الحركة الصهيونية العالمية وأداتها دولة « إسرائيل » ، ووعيهم بضراوة الحرب المستعرة على الأمة العربية منذ أكثر من ستة عقود مضت، وانطلاقا من فهمهم العميق لدور كل من الإمبريالية العالمية والرجعية العربية في هذا العدوان السافر، يؤكدون أن المجزرة التي ارتكبت في حق أهلنا في غزة هي فعل جبان ودليل هلع وخوف لكل المشاركين فيه. كما أن النظام الرسمي العربي قد افتضح أمره فولى الأدبار وانقسم على نفسه بين متفرج عاجز، ومتواطئ يحاول التستر عن تواطؤه بالتباكي الظاهري عن ضحايا مجزرة غزة، بينما هو في الأصل يراوح بين مختلف أنواع الخداع والتضليل وبين القمع والاستبداد ليحول دون انخراط الجماهير العربية بفاعلية لنصرة المقاومة ودعمها، وثالث يشارك بوضوح في العدوان ويرتجف هلعا من مجرد احتمال خروج المقاومة منتصرة في هذه الحرب الشرسة. لقد تجلى هذا العجز في الارتباك المهين لمختلف مؤسساته فراح يستجدى العون تارة من مجلس الأمن وطورا من بعض الدول الأوروبية ذات التاريخ الاستعماري المشين للتوسط لدى دولة العصابات الصهيونية لعلّها ترفع عنه بعض الحرج وتعلق عمليات القتل والتدمير وتفسح له المجال لإكمال المهمة الأساسية والمتمثلة في اجتثاث المقاومة وإنهائها كخيار لطرد الاحتلال وتحرير الأرض، وهو ما بدأت ملامحه تظهر من خلال أجواء « قمة الكويت الاقتصادية » والسعي المحموم لمقايضة شلال الدّم وآلاف الشهداء والجرحى والمشردين بوعد إعادة إعمار ما خرب البرابرة والضغط على فصائل المقاومة للتراجع عن خيارتها الإستراتيجية لصالح مؤامرة « السلام » مع المحتل المجمع عليها في قمة الأنظمة العربية ببيروت سنة 2000. يا جماهير أمتنا المجاهدة إن العدوان على أهلنا في غزة قد فضح النظام الرسمي العربي وعرّاه، وفي المقابل برهن من جديد على صدق الجماهير العربية وأصالتها، فالمظاهرات العارمة التي اجتاحت مختلف أرجاء الوطن العربي زلزلت عروش الإقليمية وأجبرتها على إعادة حساباتها، فسعت جاهدة للالتفاف على هبتها الغاضبة للحد من عنفوانها وانخراطها بفاعلية في هذه المعركة حتى لا تتحول من معركة محدودة في الزمان والمكان إلى حرب شاملة يجرف هديرها مراكب اليأس ويسحق سماسرة العصر وتعانق رايات الثورة العربية عنان السماء، وعندئذ لن ترضى الجماهير المنظمة والمعبأة بغير التحرير الشامل لكل شبر مغتصب من الأرض العربية ، وبغير الوحدة الكبرى لكل الأمة أرضا وشعبا وتستعيد دورها الريادي في بناء الحضارة الإنسانية. إن صمود أهلنا في غزة واستبسال المقاومة في وجه العدوان قد أكسب قضيتنا بعدا إنسانيا تجلى في هبة شعوب العالم في مظاهرات صاخبة بمشارق الأرض ومغاربها، وأكد وفاء شعوب أمريكا الجنوبية للمبادئ التحررية والنضال المشترك ضد الإمبريالية والاستعمار الذي خاضه أبطالها مع الزعيم الراحل جمال عبد الناصر. فتحية من أبناء القائد عبد الناصر في ذكرى ميلاده الواحد والتسعين إلى كل الشعوب التي ناصرتنا وإلى كل الأحرار في العالم وإلى كل من القائد شافيز والقائد موراليس على شجاعة الثوار وجسارة الأبطال وإقدامهما على قطع علاقات بلديهما مع دولة الكيان الصهيوني. يا جماهير أمتنا المجاهدة إن مصر عبد الناصر ومحمد علي وصلاح الدين الأيوبي، لا يمكن أن تدير ظهرها لأمتها وتشارك في العدوان على أهلنا في غزة، كما لا يمكن أن تلعب دور الوسيط المنحاز للقتلة الصهاينة وتبقى وكرا للخنوع والاستسلام وعنوان ردّة عن ثورة 23 يوليو المجيدة ومنجزاتها الحضارية؛ بل يجب أن تستعيد دورها المركزي في معركة الوجود القومي للأمة العربية ، قائدة للنضال القومي ضد الاستعمار والاستغلال والتجزئة والتخلف، ورائدة لقوى التحرر في أفريقيا وآسيا وأمريكا الوسطى والجنوبية، وسندا للمقاومة العربية في فلسطين كأنبل ظاهرة أنجبتها الأمة في تاريخها المعاصر، يعود لها كل الفضل في وأد أوهام الرهان على التفاوض مع العدو وتعديل الموازين المختلة لصالحه وفي هدم أسس التفكير الإقليمي للصراع العربي الصهيوني وتصحيح المفاهيم القائمة على أساسه بصرف النظر عن صدق نوايا أصحابه من عدمها؛ وهي قبل كل ذلك جسر الأمة نحو المستقبل ونهجها لخوض غمار الحرب المفروضة عليها بكل ثقلها وبكل إمكاناتها المادية والبشرية وتخطى آثار النكسات المؤلمة التي حلّت بها. يا جماهير أمتنا العربية المجاهدة في ربوع الوطن العربي الكبير وفي المهاجر إن دورك حاسم في دعم المقاومة وحمايتها بكل الوسائل الممكنة ومواصلة الضغط لرفع الحصار عن أهلنا في غزة وفتح كل المعابر وإفشال الحلول الانهزامية الساعية لإسقاط خيار المقاومة وتعميم مسار الاستسلام.. أيها المجاهدون الأشاوس في غزة عنوان الكبرياء والعزة العربية، إن المصاب كان جللا في الأرواح والممتلكات، ولكن العدو لم يحقق أيا من أهدافه السياسية، لقد تحقق لكم نصر في هذه المعركة يحسب نصرا استراتيجيا، وهو نصر للأمة العربية ونصر لكل المسلمين ولكل الأحرار في العالم، وبداية نهاية الاحتلال الصهيوني لفلسطين الذي ستتغير بمقتضاه موازين القوى على مستوى العالم بأسره. توكلوا على الله أيها الرجال النشامى فمعكم الملايين من أبناء أمتكم « وإن ينصركم الله فلا غالب لكم وان يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون » صدق الله العظيم آل عمران أية 160. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار العزة والنصر للمجاهدين الأبطال الخزي والعار للمتخاذلين والجبناء عاش نضال جماهير أمتنا العربية على طريق الحرية والاشتراكية والوحدة الوحدويون الناصريون/ تونس المصدر جريدة ناصريون اون لاين http://nassirioun.blogspot.com/
الغنوشي: غزة نقلت قيادة المشروع الوطني الفلسطيني إلى حماس
حوار – هادي يحمد الشيخ راشد الغنوشي اعتبر الشيخ « راشد الغنوشي » المفكر الإسلامي المعروف، ورئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية، أن العدو الصهيوني قد فشل في تحقيق أهدافه من الحرب على غزة، وأنه لم يستطع اجتثاث حركة حماس، أو القضاء على المقاومة، بل على العكس فإن هذه الحرب قد نقلت قيادة المشروع الوطني الفلسطيني إلى حركة حماس، بعد أن كان لعقود عديدة بيد قوى أخرى، وفي مقدمتها منظمة التحرير الفلسطينية. وأكد « الغنوشي » في حوار خاص مع شبكة « إسلام أن لاين.نت »، على أن المعتدي قد انفلت من كل قيمة وخلق وقانون للحرب، مفسرا ذلك بفشل الحصار الصهيوني الذي حول غزة إلى سجن لأصحابه في أن يفت في عضد هذا الشعب وهذه المقاومة، ومرجعا هذه الوحشية المنفلتة من أعماق الغرائز البهيمية الإسرائيلية إلى ما ترسب من مواريث تلمودية وتوراتية من أساطير مؤسسة للكيان الصهيوني، ومن فلسفة حلولية؛ حيث يحل الرب في شعب بني إسرائيل المدلل، بما يبيح لهم اجتراح أي شيء. وحول أبرز خلاصات هذه الحرب، رأى « الغنوشي »، أنها التعبير الأبلغ على إفلاس المشروع الصهيوني « الأخلاقي » ووصوله إلى الحدود القصوى في استخدام القوة المنفلتة؛ مما يعني بداية التراجع والانقلاب إلى الضد. وأكد على أن هذه الحرب قد عرت النظام العربي الرسمي والأنظمة المتحكمة فيه، وكشفت عن حجم الهوة السحيقة التي تفصلها عن شعوبها، كما كشفت عن عمق ما تتمتع به القضية الفلسطينية من تأثير وسط التيارات الأساسية الفاعلة في الرأي العام: الإسلامية، والقومية، واليسارية، على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، وأنها حرب تنقل قيادة مواجهة المشروع الصهيوني إلى التيار الإسلامي بمختلف أطيافه، وتنقل قيادة المشروع الوطني الفلسطيني إلى حماس وإلى حلفائها: إسلاميين، وقوميين، ويساريين، على امتداد المنطقة والعالم بعد أن صنعت فرزا جديدا فلسطينيا وإقليميا ودوليا في المستويات الشعبية والرسمية.. فرزا بين قوى المقاومة وحلفائها وأنصارها وبين القوى المتحالفة مع المشروع الصهيوني. وفيما يلي نص الحوار: * كيف تصفون الحرب الإسرائيلية الغاشمة التي جرت ضد قطاع غزة؟ لم تكن هذه حربا عدوانية على غرار كل حروب هذا الكيان السرطاني، إلا أنها فاقتها جميعها بانفلات المعتدي من كل قيمة وخلق وقانون للحرب، وبالنظر لأن الطرف الآخر المعتدى عليه في هذه « الحرب »: جيش غزة » المفترض هو بمنطق العلم العسكري غير موجود؛ بسبب غياب أي مستوى من مستويات تكافؤ السلاح، دبابة مقابل دبابة، ومدفع مقابل آخر؛ مما يجعلها حربا على غزة، وليست حربا معها. وإلا ماذا من عبقرية وشجاعة وبطولة في استخدام أفتك ما أنتجت الحداثة الغربية من أدوات التدمير: طائرات من دون طيار، وطائرات مقاتلة، وطائرات يعلو بها مقاتل صهيوني صنديد مدينة غزة دون أي طيران مقاتل، ودون أي دفاع جوي، فيمارس بها العربدة، فيما يسمى بالقصف السجادة، يدمر كل شيء من تحته، كل بشر وشجر وحجر، غير متورع حتى في استخدام القنابل الفسفورية الحارقة؟! وفي الوقت ذاته يوجه فارس صهيوني آخر إلى نفس الأهداف مدافع دباباته المحصنة وجرافاته فاتحا لها طرقات وسط المباني، مستعينا بالبوارج البحرية يدك بمدفعها المدينة دكا، بينما لا يملك حراس المدينة لا طائرة ولا دبابة ولا بارجة ولا مدفعا مضادا. فهل لهذا الصهيوني الهمام ما يفخر به بمنطق العلم العسكري إذا نجح في تحقيق مجزرة في سوق مزدحم بالناس، أو تدمير مدرسة أو مستشفى أو سجن؟ أم الأحرى أن يكون قد شهد على نفسه بالإفلاس العسكري والخلقي، ومستحقا لأن يحاكم في محكمة دولية باعتباره مجرم حرب. * وما هو تفسيركم لانفلات العدو الإسرائيلي من كل قانون يرتبط بالحرب، وهذا الاستخدام المفرط لكل أنواع الأسلحة دون تفريق بين مدني وعسكري؟ الحقيقة أن قطاع غزة هو في أقرب الأوصاف « سجن »، فُرض الحصار عليه منذ سنتين على مليون ونصف، لا لشيء إلا لأن نزلاء السجن أعطيت لهم فرصة ليختاروا فريقا يدير أمرهم، ففاجأوا السجان باختيار فريق لا يرضيه، فقرر معاقبتهم بحرمانهم من ضرورات الحياة، من أجل تطويعهم وحملهم على التمرد على الفريق الذي اختاروه لإدارة شئونهم، فلم يذعنوا بل طفقوا يحتجون ويستصرخون الضمائر الحية، إلا أن استغاثاتهم لم تصادف نخوة المعتصم، بل شددت إدارة السجن محاصرتهم وتجويعهم، فقرروا أن يقاوموا، واصطنعوا لهم مما هو متوفر لديهم من مواد بسيطة ومما نجحوا في تهريبه، من أدوات وأسلحة ذات طبيعة احتجاجية، هي أقرب إلى أنواع الأسلحة التي تستخدمها المسيرات السلمية كالمولوتوف، تروّع ولا تقتل، دفاعا عن أنفسهم، والدليل أن الصواريخ المستخدمة لم تقتل أحدا بعد أن أطلق منها ما يزيد عن 400، ومع ذلك شكلت قوة توازن وردع بسبب جبن الصهاينة، فما كان من السجان إلا أن صمم على التدمير الشامل للسجن على رءوسهم، مستظهرا عليهم بكل أحلافه، وحتى بالجوار القريب، شانّا عليهم « حربا » مدمرة، غير موفّر فيها أي سلاح مما تستخدمه جيوش الدول عندما تتحارب، بل حتى ما حرمه قانون الحرب وحظرته الأخلاق. وهل يعد ما حدث من حرب على هذا السجن حربا في عرف الحروب ومنطق العلم العسكري؟ وهل النجاح في قتل رضيع وامرأة وعجوز ومدني جائع مجرد من السلاح يعد نصرا؟! ليس شيئا مما تقترفه العصابات الصهيونية لتدمير سجن غزة على رءوس أهله، وتدمير ملاجئ الأونروا يعد في عرف وقانون وأخلاق الحرب حربا.. إنها الوحشية المنفلتة من أعماق الغرائز البهيمية لوحوش مسعورة جريحة تغرف دوافعها مما رسبته مواريث تلمودية وتوراتية من أساطير مؤسسة للكيان الصهيوني، ومن فلسفة حلولية؛ حيث يحل الرب في شعب بني إسرائيل المدلل، بما يبيح لهم اجتراح أي شيء؛ إذ لا قيمة إنسانية خارج الشعب المختار. ولقد تكرر مرات كثيرة في التوراة الأمر الإلهي المزعوم لقادة الشعب المختار بإبادة السكان الأصليين لفلسطين، إلى حد الإبادة الشاملة، حتى تصفو لهم الأرض الموعودة. (انظر مثلا سفر الخروج، الإصحاح 23 و34). كما تغرف من الموروث الغربي الوالغ في حروب الإبادة المستلهمة من الفلسفات الحلولية، وهل من عجب أن يتعاطف الأمريكان مع الكيان الصهيوني، ويتقبلوا كل فظائعه فضلا عن دعمهم غير المشروط، وهم يرونه صورة مصغرة لتاريخهم في إبادة شعوب بكاملها لتأسيس مجدهم على أنقاضها؟ مضافة إلى ذلك المواريث المشتركة في عداوة الإسلام وركوب المشروع الصهيوني -شأن معظم أنظمة العرب- قطار الحرب على الإرهاب. أضف إلى ذلك تغلغل النفوذ الصهيوني الثقافي والسياسي والإعلامي والاقتصادي في كل تلافيف العقل والحياة الغربيين، ومن ذلك عقدة الغرب تجاه آثامه في حق اليهود.. كل ذلك أحل اليهودي منزلة تعلو فوق كل قانون، فأحلّ له عمل ما لا يحلّ لغيره؛ تكفيرا عن ذنب، وإعذارا أو رهبا من بطشه، أو رغبا في الإفادة من نفوذه، وهذا كله يجعل هذه « الحرب »: 1 ـ الترجمة الأكثر كثافة من كل سابقاتها على بلوغ النفوذ الصهيوني شأوا بعيدا، وبالخصوص على صعيد مراكز صنع القرار في الغرب، والشيء إذا بلغ حده انقلب، أو بدأ ينقلب إلى ضده. 2 ـ التعبير الأبلغ على إفلاس المشروع الصهيوني « الأخلاقي »، ووصوله إلى الحدود القصوى في استخدام القوة المنفلتة، بمنأى من كل خلق وقانون ودين، مدفوعا بقوة بالمأزق الذي وصل إليه مشروعه الاحتلالي في مواجهة شعب مصمم على الموت دون القبول بمنطق المتغلب. إنه التصادم بين رفض الضحية المتصاعد المنبعث من الأساطير المؤسسة للاحتلال، مثل أسطورة التفوق الموهوم، بما جعل « الشعب المختار » في حالة جنون إزاء ذلك الرفض المتصاعد للخضوع لمنطق القوة، مضافا إلى غروره المعروف إلى حد المرض العام، وإلا فكيف يفهم ارتفاع أسهم زعيم لديه بقدر ما يرتكب من مجازر؟ ماذا بقي من جرائم يمكن له اقترافها؟ وماذا بقي عنده من أسلحة يمكن له استخدامها لتطويع سجن غزة الثائر بعد أكثر من عشرين يوما من جنون العنف المنفلت؟ * هذا على جانب العدو الصهيوني، ولكن ما هي أبرز الدلالات التي كشفتها هذه الحرب فيما يخصنا نحن العرب والمسلمين؟ إن تتبع كافة المواقف الرسمية والشعبية في العالم العربي والإسلامي إنما يكشف عن أن هذه « الحرب »: أولا: عرّت النظام العربي ممثلا في الجامعة العربية، وفي الأنظمة الأساسية المتحكمة فيها؛ إذ كشفت عن مدى الهوة السحيقة التي تفصلها عن شعوبها بالقدر نفسه الذي يلصقها بالكيان الصهيوني وبالإرادة الأمريكية المتحكمة. ثانيا: كشفت أيضا عن عمق ما تتمتع به القضية الفلسطينية من تأثير وسط التيارات الأساسية الفاعلة في الرأي العام: الإسلامية، والقومية، واليسارية، على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي. وكانت المسيرات التي حركت الشارع، كما لم يحدث مثل ذلك من قبل، والتي عمت العالم تعبيرا عن عمق الشعور بالمظلمة الفلسطينية، ما جعل الأنظمة ترتعد خوفا من أن يطيح بها الزلزال المنبعث من غزة، دون أن تتزحزح من موقع الارتباط المصيري بالكيان الصهيوني والراعي الأمريكي. ثالثا: مرة أخرى بعد حرب تموز المجيدة يتولى التيار الإسلامي شرف قيادة الأمة في مواجهة المشروع الصهيوني، وكان ذلك عاملا آخر من عوامل الصمود في مركز الزلزال غزة؛ حيث الصمود الأسطوري، كما كان ذلك عاملا من عوامل زخم وقوة حركة الشارع على امتداد الإقليم والعالم؛ بسبب امتداد وعمق هذا التيار. رابعا: ما ستفرزه هذه « الحرب » أو قُل صمود اللحم في مواجهة السكين، من انتقال قيادة المشروع الوطني الفلسطيني إلى حماس، وهو المشروع المركزي في المنطقة الذي طالما كان حاملا لواءه، مؤهلا لتسلم قيادة المنطقة منذ اندلاعه في نهاية الأربعينيات؛ حيث عصفت هزيمة 48 بالنظام العربي، وجاءت بأنظمة رفعت شعار تحرير فلسطين هدفا، ومصدرا لشرعيتها. ولأن الثقافة السياسية السائدة في العالم يومئذ كانت تنهل من الفلسفات الاشتراكية والقوميات العلمانية، فقد اصطبغت بها الأنظمة وحركات التحرير، حتى إذا اختبرت على صخرة التحدي الصهيوني المرة بعد المرة، فانكسرت وقبلت نهج المساومة والبحث عن الصلح مع العدو بدل طرده، فقد انصرفت عنها الشعوب باحثة في مخزونها الروحي والفكري عن بديل؛ فكان الإسلام المؤسس للأمة وحادي مسيرتها وصانع أمجادها. وهكذا أخذت -تحت لهيب النيران والقصف والصمود- قيادة المشروع الوطني تنتقل إلى حماس وإلى حلفائها: إسلاميين، وقوميين، ويساريين، على امتداد المنطقة والعالم، صانعة فرزا جديدا فلسطينيا وإقليميا ودوليا في المستويات الشعبية والرسمية، فرزا بين قوى المقاومة وحلفائها وأنصارها وبين القوى المتحالفة مع المشروع الصهيوني. عبر عن ذلك بوضوح الرئيس مبارك في لقائه مع الرئيس الفرنسي ساركوزي بقوله: « إنه في كل الأحوال ينبغي أن تخرج حماس خاسرة »، كما عبرت عنه ليفني إذ قالت: « إن المعركة ليست بين الفلسطينيين وإسرائيل ولا بين هذه والعرب، وإنما هي بين معسكر الاعتدال ومعسكر الإرهاب بقيادة حماس. ولأول مرة تعبر الصحافة الإسرائيلية عن ابتهاجها ببروز هذه الظاهرة: أن كثيرا من العرب لا يتمنون انتصار حماس، بل التخلص منها بيد إسرائيلية، أكد ذلك تشديد مصر للحصار رغم كل الضغوط الشعبية والمماطلة في عقد القمة. وفي خضم إعصار غزة، وحتى قبل أن يهدأ، انحسر مده عن معالم تضاريس جديدة لعالم عربي جديد، مما له من دلالات على عمق المسألة الفلسطينية، وعلى مبلغ اهتراء الشرعيات القائمة، فجاء إعصار غزة ليفعل فعل عواصف الخريف مع الأغصان البالية، وهو ما تفعله الحروب عادة؛ باعتبارها محركا لعجلة التاريخ وتجديد الحياة. * برأيكم ماذا كانت الأهداف الإسرائيلية الحقيقة لهذه الحرب؟ وهل حققت أهدافها؟ لعل هذه أول « حروب » إسرائيلية من دون أهداف واضحة؛ اعتبارا لتصريحات قادتها الأساسيين: رئيس حكومة مستهلك يقاتل جاهدا من أجل تبييض ملفه الملطخ بالهزيمة المنكرة في حربه على لبنان، وبفضائحه المالية، فيحلم بنصر في غزة ينسي ذلك، ويدرجه ضمن قادة الكيان الكبار. ومتنافسان على خلافته كل منهما يبحث عن أوراق ترشيح يقدمها لجمهور مريض مطعون في كبريائه، يبحث لاهثا عن زعيم يداوي عقده، ويستعيد للكيان مهابة قد مرغت أكثر من مرة في التراب. وليس من سبيل إلى إشباع غروره، ورتق فتوق كبريائه، وتطمينه على مستقبله غير استعادة جيشه، وهو كل رصيده في البقاء في المنطقة قدراته الردعية التي بطشت بجيوش العرب مجتمعة عام 1967، مما لم يتكرر بعدها، بل كانت الهزيمة النكراء نصيبه بالخصوص منذ عام 1982، والخروج مدحورا من بيروت، ثم اندحاره من الجنوب عام 2000، ثم انسحابه من غزة، ثم هزيمته في لبنان عام 2006. فكيف يطمئن كيان قد تأسس على امتلاك جيشه القوة الرادعة المرهبة، وقد توالت هزائم ذلك الجيش، وأخذ يتشكل عبر قوى المقاومة الشعبية، والأنظمة الحليفة لها ميزان قوة جديد، فرض على الكيان الذي بني على التوسع أن يحيط نفسه بجدار عازل؟ فليس من سبيل للزعامة في شعب مريض، يشبه الكلب المسعور، غير المحاولة المتكررة، ولو عبر اقتراف المجازر، لاستعادة الهيبة الضائعة رأس مال بقاء الكيان في وسط معاد له. لم يفصح الثالوث الذي تولى كبر هذه المجازر عن أهداف محددة، وذلك الدرس المستفاد من حرب تموز؛ حيث حوسب القادة على فشلهم في تحقيق الهدف المعلن للحرب آنذاك: استعادة الجنديين المخطوفين، وتجريد حزب الله من سلاحه. ورغم أنه قد تم التلويح بهدفين مماثلين لشن العدوان على غزة: تخليص الجندي، وتجريد حماس من سلاحها، وبالخصوص الصواريخ واقتلاعها من السلطة؛ لإعادتها إلى صنائعهم، فضلا عن التمهيد للكر على بقية قوى المقاومة في المنطقة: حزب الله، ودفع سوريا إلى فك تحالفها مع إيران تمهيدا لضرب هذه الأخيرة؛ وهي أهداف مزكاة أمريكيا إن لم يكن غربيا، ومع ذلك فإن الثالوث المتلمظ للدم والأشلاء سبيلا للمجد التاريخي وللزعامة ظل يلوذ بالغموض في تحديد أهدافه من العدوان، وهي لا تخرج عما ذكرنا. وواضح بعد وقف إطلاق النار أن جيش العدو (خامس جيش في العالم) لم يدخر سلاحا مشروعا وغير مشروع لم يستخدمه، غير القنبلة النووية، ولم يحقق شيئا من تلك الأهداف، ولذلك أخذ يبث في تلك الأهداف قدرا من النسبية والغموض من مثل أنه يريد الحد من قوة حماس الصاروخية، والحد من قدراتها على تهريب السلاح وصنعه. وربما يكون إقدامه على اصطياد صيد ثمين مثل القائد سعيد صيام، هو نوع من الدخان لتغطية الهزيمة والانسحاب، وترضية شعب مريض بالقول: إننا قد انتصرنا بقضائنا على قادة حمساويين كبار! في تضليل واضح عن حقيقة ثابتة أن حماس مشروع مقاومة تقوم عليه مؤسسات ممتدة عبر العالم كله، وليست مجرد أشخاص، يقطع بذلك أن فقدانها لمؤسسها الأعظم ولخلفائه من القادة السياسيين والعسكريين الكبار لم يفقدها شيئا من قدراتها، بل قد رسخ شرعيتها ونشرها وطنيا وإقليميا وعلى صعيد الأمة والعالم. * هل تعتقدون أن حركة حماس ستخرج ضعيفة بعد هذه الحرب؟ وما هي المآلات المتوقعة لمصير القضية الفلسطينية، ولحركات التحرر الوطني الفلسطينية؟ كلا لن تكون أضعف بعد هذه « الحرب؛ فمسار المنازلات السابقة مع الكيان الصهيوني شاهدة على مسار التدهور والانحدار للمشروع الصهيوني منذ عام 1973؛ إذ لم يحقق بعدها تقدما في ميدان مواجهة، اللهم إلا من خلال ما حققه بالمفاوضات إن على صعيد الأنظمة المتخاذلة الفاقدة للشرعية المستظهرة على شعوبها بالكيان اللقيط وبحماته الأمريكان والغربيين، أو على صعيد منظمة التحرير التي تحولت إلى منظمة تخدير وأجهزة أمنية رهيبة في خدمة المحتل. وكانت فكرة الدولة الفلسطينية من أخبث وأشنع الأفكار المدمرة التي طرحت في مسار التحرير.. حولت أكبر منظمة تحريرية في العالم إلى أجهزة أمنية معقدة في حماية المحتل وتجريد الشعب من حق المقاومة، لقد ولدت أوسلو وليدا خبيثا مشوها اسمه السلطة من دون أي معنى من معاني السيادة؛ حيث تم ربط كل ما هو فلسطيني بالأخطبوط الإسرائيلي. وهل من سلطة في العالم تحترم نفسها تقبل بدخول سلطة أخرى مسلحة في نطاق سلطتها تعتقل وتقتل وتصادر وتقيم الحواجز، فلا يدخل ولا يخرج شيء إلا بإذنها بمن فيهم رئيس السلطة؟.. إنها اللعنة والخزي والفساد والطامة. إن شعب فلسطين قد ذاق علقم هذه المهانة واكتوى بنيرانها، فقرر إماطة هذا الأذى عن نفسه، حتى ولو أفقده ذلك بعض متاع الدنيا، وأعاده مجددا إلى حياة الكفاح والتحرير، وتولت حماس ومعها قوى أخرى قيادة هذا المشروع التصحيحي لأفدح وأخطر انحراف لمسار هذه القضية، ولأن حماس جزء من المشروع الإسلامي الضارب في أعماق الشعب، والممتد عبر المنطقة والمتعاظم يوما بعد يوم، مقابل التراجع المتفاقم لعالم الفكر والقيم لدى أهل المشروع المقابل، فليس منتظرا أن يتراجع إلى الوراء مشروع التصحيح الذي تقوده حماس، وإعادة القضية الفلسطينية إلى حقيقتها، إنها مشروع تحرير على خطى كل أوطان الإسلام التي تحررت بالجهاد الناصب. نحن إزاء مشروع تحرير، وليس مشروع سلطة يتنازع عليها، ولولا أن « السلطة » المصطنعة العميلة قد اتخذت من تجريد الشعب من حقه، بل واجبه في المقاومة مصدرا لشرعيتها وتمويلها دوليا لما كان لحماس داع إلى المنازعة في هذا الصدد، أما وقد أمعنت سلطة أوسلو في أداء ما وكلت به فقد تحتم على حماس أن تذهب إلى مصادر النيران لإسكاتها، وتوظيف هذه « السلطة » لحماية المقاومة لا لمصادرتها. وقد نجحت حماس في إعادة وضع المشروع الوطني على السكة؛ إنه مشروع تحرير لوطن محتل، كما نجحت في وصله من جهة بالمخزون العقدي للشعب، ووصله من جهة أخرى بالامتداد العربي والإنساني، بما أحرج الأنظمة التي حسبت أنها قد استراحت من المهمة، وجند من جهة ثالثة شعوب العرب والمسلمين والقوى التحررية في العالم لصالح مشروع التحرير. إن انتزاع غزة من براثن الاحتلال الذي عجز بعد 22 يوما من القصف الرهيب عن التقدم إلى قلبها وتصفية المقاومة، بينما هو يسرح ويمرح بالليل والنهار في رام الله وبقية الضفة يعتقل ويقتل ويعيث فسادا، ثم لا يخجل عباس عن الحديث عن حكم وسلطة! قد عزز مكانة حماس ومكانة غزة في قلب الأمة والعالم باعتبارها نواة وقلعة لتحرير فلسطين. والواضح أن العدوان الصهيوني قد فشل في كل أهدافه عدا التوظيف الوحشي لأحدث أدوات التدمير الأمريكية في القصف والتدمير وتقتيل الأطفال، بما يمثل هزيمة وفضيحة خلقية وإنسانية مثلت أكبر صدمة للضمير الإنساني، وحتى لقسم من اليهود، فلم يتردد أحدهم في تحريق جواز سفره أمام الكاميرا. الواضح كذلك أنه تحت القصف الرهيب والصمود العجيب أخذت تتشكل معالم جديدة لمشروع التحرير الفلسطيني بقيادة حماس، وكذا معالم عالم عربي جديد بقيادة معسكر المقاومة والممانعة في مواجهة قوى الانخذال والتطبيع والتواطؤ مع المشروع الصهيوني. * وأنتم تعيشون في بريطانيا حيث انطلقت أبرز المظاهرات المنددة بالعدوان الإسرائيلي.. من وجهة نظر شرعية ما هو المطلوب من مسلمي أوروبا والغرب في الوقت الحالي؟ المسلمون في الغرب كيان حديث نما بسرعة، وأخذ ينتقل من كونه جالية مهاجرة إلى اعتباره مكونا أساسيا من مكونات الحياة الغربية؛ مستفيدا مما يتوفر عليه الغرب من حقوق وحريات. وكل المؤشرات الحسابية تؤكد أن هذا النمو العددي بالتوالد والاهتداء والهجرة إلى جانب النمو الكيفي بالاندماج في المحيط إذا تواصل بهذه الوتيرة لن يمضي عليه زمن بعيد حتى يمثل جسر تواصل بين عالمين ما دام تصارعا ولا يزالان. وهذا التواصل من شأنه أن ينمي تشابكا في العلاقات يدفع إليها دفعا تطور أدوات الاتصال، وتشابك المصالح بين الأمم، خاصة بين أقرب أمتين إلى بعضهما بالجغرافيا وبالمصالح وحتى بالدين ذاته، كما أن من شأن هذا التواصل والتشابك في العلاقات إذا مضى في سبيله أن يجعل أمر التحارب بين الأمتين عسيرا. إن المسيرات المليونية التي اندلعت في عشرات المدن والعواصم الغربية احتجاجا على الحرب الظالمة التي تشنها الصهيونية بدعم غربي على غزة تذكر بمثيلتها التي اندلعت احتجاجا على الحرب الظالمة التي شنتها دول غربية على العراق. وفي الحالتين قامت شراكة مهمة جدا بين الحركة الإسلامية وبين قوى غربية تحررية معظمها يسارية وبعضها يهودية تقدمية، وقد تعززت هذه الشراكة هذه الأيام، وزالت تحفظات كثيرة من اليساريين إزاء مناصرة القضية الفلسطينية بعد أن أفلت عدد من صور الوحشية الإسرائيلية من سطوة النفوذ الصهيوني على الإعلام، من مثل تدمير ملاجئ الأمم المتحدة على المساكين اللائذين بها، ومن مثل صور أطفال قد استهدفوا في القلب. وكما انتهت الحرب على العراق بإطاحة زعماء وأحزاب ضالعة فيها، فإن العدوان الأثيم على غزة قد عزز التعاطف مع حماس حتى هتفت الملايين باسمها في عملية تطبيع مهمة جدا للإسلام وللحركة الإسلامية على الصعيد المحلي والدولي. كما عزز الشراكة بين التيار الإسلامي وبقية التيارات الأخرى، على كل صعيد بما في ذلك الصعيد الغربي، وهو ما سيحمل صانع القرار الغربي شيئا فشيئا على أخذ هذا المعطى بعين الاعتبار كلما كان بصدد اتخاذ قرار يمس الإسلام والأمة الإسلامية، وهو وضع جديد بالكامل عليه، بينما غدا مألوفا وبديهيا تردده كثيرا كلما كان بصدد اتخاذ قرار يمس باليهود أو بإسرائيل، وهو ما يمثل تطورا إستراتيجيا يمثل كابوسا مرعبا لأهل المشروع الصهيوني، ويعتبرونه كارثة عليهم تحرمهم من دعم مضمون هو مصدر شرعيتهم وتفوقهم وحتى بقائهم. المشروع الصهيوني صنيعة استعمارية غربية ما كان له أن يوجد ولا أن يستمر لولا الدعم الغربي فرنسيا وبريطانيا وألمانيا وأمريكيا، لقد استمرأ الصهاينة حقيقة أن الغرب ورقة في جيوبهم مضمونة، بعد جهود طويلة مضنية بذلوها في نقل الغرب من طور العداء لهم إلى طور الشراكة معهم، ثم إلى طور توظيفه لخدمة مشاريعهم لدرجة شن الحروب لمصلحتهم مثل الحرب على العراق، فلم لا يكون أمره مع الإسلام والمسلمين مشابها؟! لاسيما والقوة الانتخابية للمسلمين بصدد التنامي وفرض أخذها بعين الاعتبار، وإن كان ضئيلا بالقياس إلى القوة الانتخابية لليهود ولكن اتجاه التطور هو لصالح المسلمين بحكم تناميهم كما وكيفا مقابل التقلص الديمجرافي لليهود. إن تنامي التأثير الإسلامي في القرار الغربي هو مصلحة للجميع في ضمان التعارف وتبادل المنافع بمنأى عن الحروب؛ فصانع القرار هنا وهناك سيأخذ في الحسبان هذه الحقيقة كلما كان بصدد تقرير سياسة تمس الطرف الآخر. على أنه من الجدير بالملاحظة هنا أن صراع الإسلام مع أهل أي دين بما في ذلك اليهود ليس حتما لازما؛ إذ قد سبق الإسلام كل المواثيق الإنسانية إلى الاعتراف بحرية المعتقد، بينما لم يجد من أهل الديانات الأخرى من يبادله الاعتراف. ولكم جمعتنا مسيرات لندن في أخوة نضالية حميمة مع حاخامات طائفة ناتوري كارتا المعادية للصهيونية؛ باعتبار هذه حركة علمانية ملحدة، كما مع فئات يسارية مناضلة ضد الإمبريالية. (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 20 جانفي 2009)
كلمة حرة.
فهزموهم بإذن الله وتحقق الوعد الحق » وإن عدتم عدنا « .
الشيخ الهادي بريك
من الدستور الأعلى الذي قاد معركة غزة 2009 :
ــ » لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا : اليهود والذين أشركوا « . ــ قال النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام : » قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار « .
أهداف العدو من حربه على غزة :
1 ــ القضاء المبرم على الحكم في غزة بالقوة وتسليم القطاع إلى الذيل الصهيوني المقطوع دحلان ومن معه بعد إستعصاء ذلك على حكومة عباس لتصريف الأعمال. 2 ــ القضاء على سلاح المقاومة وخاصة الصواريخ ومواقع إنطلاقها. 3 ــ تحرير الأسير الصهيوني جلعاد شاليط بالقوة بعدما فشلت المخابرات المصرية في الكشف عنه ( أسير منذ عامين ). فضلا عما تفرضة حمى الإنتخابات الصهيونية من تحسين لأرصدة هذا وخفض لفرص نجاح ذاك.
حصائل مادية عسكرية سريعة من الهجوم العدواني على غزة :
1 ــ أكثر من ثلاثة أسابيع كاملة من القصف الجوي والبري والبحري غدرا من لدن خامس قوة نووية في الأرض وأكبر قوة نووية وعسكرية في المنطقة. ( أنزل القصف الجوي أكثر من 1000 طن من المتفجرات بعد أكثر من 2500 قصف جوي فوق بقعة أرض مساحتها 360 كلم مربع ). 2 ــ أكثر من 1300 شهيد مدني ( نصفهم من الأطفال والنساء ) وأكثر من 5300 جريح مدني نصفهم كذلك بالكامل من النساء والأطفال. 3 ــ 48 شهيد من المقاومة العسكرية و80 قتيل صهيوني عسكري ومئات الجرحى في جنوده. كان الشهيدان ريان وصيام من أبرز شهداء المقاومة العسكرية وكان الفخر للمقاومة أن كلا منهما قدم فلذة كبده معه شهيدا في حادثة الشهادة ذاتها. 4 ــ تدمير 47 دبابة صهيونية وناقلة وجرافة وإصابة 4 مروحيات وإسقاط طائرة إستطلاع من لدن أطفال الحجارة لعام 1987 ( جنرالات المقاومة لعام 2008 ) ممن لا يملكون لا دبابة ولا جرافة ولا مروحية ولا طائرة ولا ناقلة وإنما يستخدمون الأنفاق. 5 ــ إستخدام الصهاينة للسلاح الفوسفوري الأبيض المحرم دوليا وضرب المواقع الإغاثية والتربوية الأممية التابعة للأنوروا وحرق مخازن الوقود ومخازن الغذاء وضرب المواقع والطواقم الصحية الأممية التابعة للصليب الأحمر وللهلال الأحمر وقتل 43 شهيد في مدرسة الفاخورة من المدنيين اللاجئين فيها عنوة وقصدا ( مما شكل في أوربا لأول مرة مادة حقوقية وقضائية لتقديم الصهاينة في فلسطين المحتلة إلى محكمة الجنايات الدولية ). 6 ــ قصف عشرات المساجد وتحطيم المآذن فضلا عن البيوت وتشريد مليون ونصف فلسطيني في غزة بعد حصار صهيوني صليبي عربي ظالم لأشهر طويلة وتقدر الخسائر المادية في غزة بعشرة مليارات دولار أمريكي ( بما رشح الصهاينة في فلسطين المحتلة لأول مرة في التاريخ لدخول قاموس المحرقة » الهولوكوست » بعد ما دشن القاموس الهولوكوستي النازي هتلر). 7 ــ قصف المركب الإعلامي ( رامتان ) الذي يرابط فيه إعلاميون عرب وغيرهم ( وكالة رويترز وأبو ظبي ). والرسالة هي : قتل القلم ووأد الكلمة ودفن الصورة لتجنب الفضيحة الصهيونية المتورطة في هولوكوست القرن 21 وحصد قطاع غزة في الظلام الدامس. 8 ــ مقابر جماعية بالجملة يكشفها الإعلام مع مطلع كل شمس جديدة بعد فرار الصهاينة من القطاع وهي مقابر البيوت المهدمة بالكامل وتحت أنقاضها عشرات القتلى الذين لم يصلوا إلى مشفى الشفاء بغزة مما يجعل حصيلة العدوان من الشهداء في صفوف المدنيين إلى 1500 شهيد على الأقل.
فائزون في إمتحان غزة وخاسرون :
1 ــ فازت الأمة الإسلامية التي لبت داعي المقاومة بما تيسر لها رغم بطش حكامها. 2 ــ فاز الشهداء في سبيل الله سبحانه فوزا أبديا لا يوفيه قلم حقه ولا لسان. 3 ــ فازت المقاومة بكل فصائلها حين دافعت عن عرينها ضد أقوى جيش حكومي تدعمه الدنيا كلها بكل أشكال الدعم. 4 ــ فازت حركة حماس وحكومة فلسطين الشرعية بعد أن هيمن اليأس من إقتلاعها على كل النفوس وبعد إستخدام كل الأسلحة ( المقاطعة ـ الحصار ـ الحرب ). 5 ــ فازت فضائية الجزيرة التي تمحضت لتغطية الحرب وإلغاء كل برامجها. 6 ــ فاز الفقهاء والعلماء والدعاة الذين ملؤوا المساجد بالقنوت وتقدموا صفوف المظاهرات الإحتجاجية وأصدروا النداءات وفتاوى دعم المقاومة ومقاطعة الصهيونية وطرد سفرائها. 7 ــ فاز الفنانون الذين ناصروا المقاومة كعادتهم بكل ما يملكون. 8 ــ فازت حكومات ودول في شرق الأرض وغربها من مثل ( فنزويلا وبوليفييا وقطر وموريطانيا ) ممن جمد العلاقة الصهيونية أو طرد السفراء ومن مثل ( تركيا ) التي إنحازت للحق بالرغم من علاقاتها الأمريكية وعضويتها في الناتو ومن مثل ( السودان ) فضلا عن دول الممانعة المعروفة ( سوريا ولبنان ). 0 ــ خسرت حركة فتح التي خنقتها أذيال الصهيونية وخسرت ريادتها في تدشين مرحلة المقاومة المعاصرة على يد المرحومين الشقيري وعرفات. 0 ــ خسرت فضائية العربية التي تحولت إلى بوق سعودي بائس تعيس وخسر رئيسها الذي وصف مشاهدي الجزيرة بأنهم حشرات. 0 ــ خسر بعض علماء السعودية الذين أفتوا في أتون هذه المعركة بحرمة تنظيم المظاهرات الشعبية والمشاركة فيها لأنها بدعة صليبية. خسروا الفقه وخسروا الدين وخسروا الشهامة. 0 ــ خسر الفنان الصغير عادل إمام. خسر فنه وخسر جمهوره وخسر عروبته إن كان عربيا. 0 ــ خسرت حكومات عربية وغربية كثيرة أهمها ( مصر ) التي أدانتها الأمة بأسرها من خلال الهجوم على سفاراتها في العالم وتحميلها مسؤولية الهجوم على غزة و( السعودية ) التي تليها في تأدية الأدوار الصهيونية القذرة و( الأردن ) التي تحمي الظهر الصهيوني شرقا والناس في غزة ينزفون حتى يموتون بينما يحمي عاهرها سفير العدو من غضب الجماهير وخسرت أوروبا التي لم تدفعها مواثيق حقوق الإنسان إلى حماية الأرملة والطفل بسبب دمه العربي ولسانه العربي ودينه الإسلامي كما خسرت حكومات عربية أخرى جابهت الإحتجاجات السلمية بالقوة من مثل تونس إلخ ..
0 ــ خسرت جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي اللتين لم تدفعا أمينيهما العامين إلى الإستقالة إحتجاجا على عدم قدرة هاتين المنظمتين اللتين تؤويان 22 حكومة عربية و57 حكومة » إسلامية » على مجرد الإجتماع لإصدار بيان تنديد باهت محتشم في أعنف هجوم صهيوني على فلسطين وغزة منذ 60 عاما كاملة من عقود المحرقة الإسرائيلية ضد الأمة. هذه مرابيحنا وهذه خسائرهم 1 ــ إستعصاء المقاومة العسكرية في فلسطين المحتلة على الذوبان في إرادات أنظمة عربية بوليسية خانعة تزاول عليها الحصار القاتل من مثل مصر والأردن وإستعصاؤها على الإندثار بعد أعتى حرب ضدها على إمتداد ستة عقود كاملة برغم توعدات أمريكا والرباعية من جهة ووعود العرب الخانعين من جهة أخرى وإستسلام حركة فتح ( سيما قيادتها ) للمخطط الصهيوني. 2 ـ هبوب رياح عاصفة أيقظت الأمة من جديد وجددت فيها الأمل والعزم والجهاد من جديد وأثبتت الأمة للدنيا كلها ولليائسين فيها بأنها حية لا تموت حتى لو أعملت فيها مناجل الحصيد النجلاء من حكامها الذين يغتصبون إرادتها. هي أمة المقاومة مهما كانت الخطوب مدلهمة والمخاطر محدقة. 3 ــ إستعادة قيمة الجهاد وإسترجاع مفهوم المقاومة على أوسع نطاق ممكن في نفوس الناس بعدما ظن الخائبون من الحكام والعالمانيين الذين يوالونهم أن الجهاد عفا عنه الزمن وأن مواثيق حقوق الإنسان نسخته نسخا ومسخته مسخا وذلك حين أثبتت غزة المحاصرة بأن الجهاد هو الوسيلة الوحيدة لصد العدوان في زمن يجري فيه كل شيء شرقا وغربا نحو إلغاء كلمة الجهاد وقيمة الجهاد ومعنى الجهاد وآلية الجهاد من كتاب الجهاد وسنة الجهاد وأمة الجهاد وحياة الجهاد. 4 ــ إندياح قضية الأمة الأولى ( قضية الشرق الأوسط بتعبير الخائبين والمغفلين ) إلى أقصى نقطة في أدنى الأرض وأدنى نقطة في أقصى الأرض وذلك بعدما تعاطفت البشرية جمعاء مع هذه القضية بوصفها قضية تحرر وطني عادلة تستحق الدعم والتعزير وهو كسب لم يكن الإعلام مهما إنداح وإمتد أن يحرز نصيفه ولا عشيره وأي كسب أكبر من أن كل بشر فوق البسيطة تلقت أذناه أنباء قضية تحرر وطني عادلة إسمها فلسطين؟ 5 ــ تشرب العدو الصهيوني لجرعة أخرى من جرعات اليأس والقنوط من القضاء على المقاومة وإزدراء هذه الأمة وإبتلاع فلسطين كما يبتلع المريض حبة دواء .. تشرب هذا العدو هذه الجرعة بعد تشربه لجرعة مماثلة قبل عامين في تموز 06 في جنوب لبنان وبذلك بدأ مسلسل إنهياره على يد المقاومة الصامدة المخلصة معركة بعد معركة بعدما كان يحصد الأرباح في الأرض والعرض معركة بعد معركة من أيدي القومية العربية التي أقامت مشروعيتها السياسية على أساس تحرير فلسطين ووحدة الأمة العربية وإلقاء إسرائيل في البحر.. وأي كسب أكبر من تشرب العدو لجرعات اليأس منا معركة بعد معركة رغم تفوقه العسكري وحجم الدعم العربي والدولي الذي يلقاه؟ 6 ــ بداية تبلور البديل الإسلامي المعاصر في المشروع الحضاري الإسلامي المعاصر على أساس أنه حركة مقاومة داخلية ضد الإستبداد السياسي والحيف الإقتصادي ومقاومة خارجية ضد الإحتلال والولاء للعدو وبذلك يترشح الإسلام لقيادة الأمة من جديد وتندحر بدائل مادية وغربية وإشتراكية وقومية وعالمانية كثيرة كثر صراخها ضد إسرائيل ثم سرعان ما ألجأتها إسرائيل بعربدتها ووعيدها إلى الإختفاء في جحور القصور الملكية والرئاسية والأميرية المملوءة سحتا أمريكيا وربا عربيا وفسادا غربيا. 7 ــ جدية تعامل الأمة مع أسلحة المقاومة الإقتصادية والإجتماعية والسياسية والثقافية والفنية من خلال إندياح ثقافة المقاومة السلمية وثقافة المقاطعة الإقتصادية والضغط على الحكام المتخاذلين لطرد سفراء العدو وإغلاق مكاتب التمثيل وأي كسب أكبر من تفعيل المقاومة النفسية التي هي أساس كل مقاومة ولبنة كل نصر وهو التغيير بالقلب وأي كسب أكبر من إعادة الثقة في المقاومة السلمية خارج الأرض المحتلة وأي كسب أكبر من إندياح ثقافة في الأمة قوامها أن الجوع يقتل العدو الصهيوني ويشرد صفه ولكن الجوع في صفوفنا لا يزيدنا إلا مما زاد غزة المحاصرة : ثباتا وإصرارا وعزة ومقاومة؟ 8 ــ ترشح الكيان الصهيوني لأول مرة في العالم على أساس أنه كيان إرهابي ظالم وأن قادته مجرمو حرب يستحقون الجلب إلى أقفاص الإتهام أمام المحاكم الدولية وأن الجرائم الصهيونية في الأرض المحتلة مما سجله الإعلام العربي يشكل مادة حية لمحرقة القرن 21 وأن العالم اليوم يتحدث عن محرقتين : محرقة هتلر ضد اليهود في القرن 20 ومحرقة الصهيونية في غزة ضد الأطفال والنساء وضد المقرات الأممية والبعثات الطبية ( هولوكوست القرن 21 ). 9 ــ بداية تململ أروبي خفي ضد الكيان الإسرائيلي الذي ظنت أروبا أنها تخلصت منه بعد محرقة هتلر وبين يديها بدء من مؤتمر بازل 1897 حتى غرس الخنجر المسموم في قلب الأمة الإسلامية عام 1948 فإذا بأروبا تكتشف أن هذا الكيان الذي تخلصت منه أضحت تدفع له مناسيب معتبرة سنوية من ميزانياتها تكفيرا على المحرقة ثم أمست تخسر بسببه من رساميلها القيمية التي أسست عليها مشروعيتها أي الديمقراطية وحقوق الإنسان : أضحى هذا الكيان بكلمة عبئا ثقيلا على أوربا ماليا وقيميا سيما أنه خسر معاركه كلها مع المقاومة الإسلامية من عام 2000 حتى 2009.
10 ــ فرصة سانحة للصف الفلسطيني الداخلي بعدما حققته المقاومة في غزة من دحر للعدو من أجل إعادة الإلتئام على قاعدة إحترام الشرعية الإنتخابية 06 وتوسيع دائرة منظمة التحرير الفلسطينية لإستيعاب كل فصائل المقاومة على قدم المساواة وأولوية المقاومة. 11 ــ سقوط الخيار التسووي المتخاذل أمام التهديدات الأمريكية والأروبية والصهيونية وإستشراف خيار المقاومة المتوازنة المعتدلة لمناطق جديدة من الفعل والتقدم على الطريق الصحيح. 12 ــ إضطرار العدو مرة أخرى إلى إستبدال الأسير جلعاد شاليط بمئات من الأسرى الفلسطينيين بعدما خاب في إستعادته بالقوة بل إن الفرصة مواتية لإستبداله بالآلاف منهم وليس بالمئات بعدما يئس العدو من تحريره بالقصف وقتل النساء والأطفال. 13 ــ خسارة سياسية ثقيلة للعدو في منظمات دولية معتبرة رغم هيمنة أمريكا عليها من مثل الأمم المتحدة التي نددت شخصيات قيادية فيها كثيرة بالجريمة الإسرائيلية والهلال الأحمر والصليب الأحمر والأنوروا وبعض الدوائر الأوربية الرسمية أو شبه الرسمية وبعد إستخدام العدو للفوسفور الأبيض المحرم دوليا. فضلا عن خسارات سياسية أخرى في المعسكر الأمريكي الجنوبي من مثل فنزويلا وبولييفيا أو في المعسكر العربي من مثل قطر وموريطانيا حتى لو كانت هذه الأخيرة تستخدم ورقة قطع التطبيع لستر عورة الإنقلاب ضد الشرعية وإكتساب مشروعية جديدة. 14 ــ وصول الفرز العربي في صفه الرسمي إلى درجة متقدمة لم يصلها من قبل على نحو إنكشفت فيها صفوف المنافقين والموالين للعدو رغبا أو رهبا في أشد ساعات العسرة من مثل مصر والأردن والسعودية كما إنكشفت فيها معادن أنظمة سياسية عربية أو إسلامية أخرى لم تزلزلها أحداث الهولوكوست الصهيوني ( هولوكوست القرن 21 ) من مثل لبنان وسوريا والسودان وقطر وهو فرز ضروري » ليميز الله الخبيث من الطيب « . هو فرز ضروري للأمة ولشعوبها. 15 ــ فرصة سانحة للحركات الإسلامية ولفصائل الصحوة الإسلامية عامة لمراجعة أولويات كفاحها على أساس تقديم قضية التحرر الوطني في فلسطين على قضية الحريات الداخلية تقديما نظريا وعمليا : تقديما نظريا أسه أن الوحدة العربية ثم الإسلامية هي المقصد الأسنى الذي يحتضن المقاومة الداخلية ضد الإستبداد وأن تلك الوحدة إنما تشد أركانها لبنة بعد لبنة ويوما بعد يوم بالعلاقة مع القضية الأم للأمة جمعاء قاطبة : قضية المقاومة في فلسطين. وتقديما عمليا أسه أن العمل اليومي على درب المقاومة الداخلية للإستبداد والظلم الإجتماعي والحيف الإقتصادي إنما يؤطره حق الأمة في مساهمتها من مواقعها في بلدانها ومجتمعاتها في مقاومة المحتل في فلسطين وتعزير المقاومة في فلسطين وأن ذلك التأطر إنما يكون بإفتكاك حق التحرير ثم إفتكاك حق الحرية لأن الحرية داخليا إنما يؤذن بها من الخارج وليس من القصور الأميرية والملكية والرئاسية ولأن رفع سقف المقاومة الداخلية ليكون أقصاها إنتزاع حق التحرر في فلسطين لتوحيد الأمة يقتضي بالضرورة إستجابة ذلك السقف لإنتزاع حق الحرية داخليا. يجب أن تقر الحركات الإسلامية في أغلبها وليس كلها بأنها في مرحلة متأخرة على الوجود العالماني في حسن الوعي بحسن ترتيب تينك الأولويتين وذلك بسبب أن أكثرها تشرب من مناطق التراث المكدرة بأن الواجب العيني مقدم على الواجب الكفائي تقديما مطلقا وبأن عرى الإسلام المنقوضة ( الحكم مثلا ) يمكن الإستعاضة عنه بعرى أخرى ( الصلاة مثلا ). يجب أن تحسن الحركات الإسلامية قراءة خلاصات العدوان الأخير على غزة سيما من جانب إستجابة الأمة لنداء المقاومة ومقاومة الأنظمة العربية لتلك الإستجابة ولو بتفاوت بينها. وفي الخلاصة من ذاك فإن مواصلة تقديم أولوية الداخل على الخارج أو أولوية القطر على الأمة أو أولوية الحرية على التحرر من لدن الحركات الإسلامية الجادة .. هو سير على الطريق المسدود : طريق إستبعاد الوحدة العربية ثم الإسلامية حتى لو منحت تلك الحركات قناطير مقنطرة من الحريات الداخلية تحت سقوف دولية معروفة أكبرها : حماية أمن العدو في فلسطين خط أحمر دونه من لدن الأمريكان والأوربيين والعرب الموت الزؤام. وأخيــــــــــــــــــــــــــــــــــرا … 1 ــ فإن الأولى بالحمد والأجدر بالثناء والشكر هو ولي النعمة سبحانه من نصر عبده وهزم أحزاب الصهاينة وحده بمثل ما فعل بأوليائه وأعدائه في واقعة الخندق حين ظن أعداء الله ورسوله عليه الصلاة والسلام أن الفرصة سانحة لقضاء مبرم على الأمة فظلوا يحاصرونها على مدى أسابيع ثم إنفض الجمع وهزم وولوا الدبر .. وذلك هو وعده الحق الصادق : وإن عدتم عدنا .. 2 ــ أما من ترفع لهم التحيات طيبة كريمة مباركة بعده سبحانه فهم : أطفال الحجارة الذين كانت أعمارهم عام 1987 بين ثمانية سنوات و12 سنة ولم يكن لهم يومئذ من سلاح لصد الدبابة الصهيونية سوى حجارة .. هاهم يكبرون فيصبحون جنرالات مقاومة وتنفجر الحجارة في أيديهم لتصبح صواريخ تطال الإحتلال على بعد 60 ميل وتبث الرعب والهلع في المستوطنين والمحتلين .. أطفال الحجارة الذين يذبون عن الأمة كلها قاطبة جمعاء شر بني إسرائيل هم درع هذه الأمة ونبراس فخرها ونياشين عزها ونجوم مجدها .. 3 ــ وحتى جولة جديدة من تدافع كوني وإجتماعي أراده سبحانه لصلاح الأرض فإن للمقاومين هناك وهنا وفي كل أرض وبكل سلاح برهة إستراحة لإلتقاط الأنفاس ثم الإعداد لعدة جديدة وعدد جديد وسلاح جديد وجولة جديدة ومعركة جديدة ولكن سيكون يومها العدو الصهيوني مثخنا بجراحات أطفال الحجارة وجنرالات المقاومة وسرعان ما يفر لا يلوي على شيء .. وإن غدا لناظره قريب .. والجهاد ماض إلى يوم القيامة .. (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 19 جانفي 2009)
افتتاحية حتى لا تذهب التضحيات سدى !
بقلم د. مصطفى بن جعفر بعد ثلاث و عشرين يوما من القصف و التدمير الممنهج على غزة أوقف المعتدي الإسرائيلي إطلاق النار و بدأ انسحابه إلى الخط الحدودي، و بدأ أهالي غزة يتحركون و يكتشفون هول الدمار و بشاعة المجزرة. لم تكن حربا متكافئة بل هي زلزال أودي بحياة المئات من الأطفال الأبرياء و النساء و الشيوخ العزّل. توقف إطلاق النار و لكن الحرب لم تتوقف و يمكن أن تنطلق من جديد في أي لحظة، و ها هي القمم تتوالى من الدوحة.. إلى شرم الشيخ.. إلى الكويت و تصدر معها التصريحات و البيانات… انعقدت القمم في وقت متأخر و لكنها رغم ذلك شدت الأنظار إليها، و كل من نزل إلى الشارع لإدانة العدوان الغاشم يحدوه الأمل في أن لا تذهب دماء الفلسطينيين سدى. أتت قمة الدوحة ببصيص من الأمل من خلال قراراتها المدينة للاعتداء و المطالبة بلجنة تحقيق دولية لتقصي الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان و الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، إلا أن الملفت في هذه القمة ، و إضافة إلى قرار موريتانيا و قطر تجميد العلاقات مع إسرائيل، هو ما رمزت إليه من وجود أطراف عربية قادرة على الانسجام مع شعوبها و التعبير بوضوح عن خروجها من التأثير الأمريكي الذي دعّم بشكل مطلق و قار الاستهتار الإسرائيلي. إنه أمر مهمّ رغم ما يشير إليه من انقسام في الصف العربي لأن التجمعات لا تتحقق على الميدان بالمناداة و الصراخ من أجل الوحدة بقدر ما تتكرس بوجود قاطرة ملتزمة و واعية قادرة على وضع خطة توفّق بين وحدة الموقف المنشودة و تنوع المصالح و اختلافها من بلد لآخر، فهل تؤكد قمة الكويت بداية الصحوة التي انطلقت من الدوحة؟ لا يختلف اثنان حول دقة اللحظة و خطورتها خاصة عندما نستعرض التصريحات التي صدرت من هنا و هناك في شرم الشيخ أو في القدس المحتلة. و لئن أكّد تواجد و تناغم زعماء أوروبيين تنامي اهتمام أوروبا بقضايا المنطقة و رغبتها الملحّة في أن تكون في المستقبل طرفا فاعلا فيها، و هذا أمر إيجابي، فإن ما يثير القلق هو غياب الحديث -حتى بالإشارة- عن القضية الأساسية التي تسبب غياب حلها منذ ستين سنة في هذه الحرب المدمرة و في ما سبقتها من حروب و أزمات، ألا وهي الاحتلال و الاستعمار الإسرائيلي. لقد و قع التركيز من جلّ الأطراف على ما يجب تقديمه من ضمانات لتحقيق أمن إسرائيل، فهل أن إسرائيل هي ضحية القصف و التدمير العشوائي الذي دارت رحاه خلال الأسابيع الأخيرة؟ هل من المغالاة أن نطالب بإدانة المعتدي و محاكمة المجرمين و احترام القانون الدولي؟ طبعا لا و هنا تكمن أهمية ما حدث في الدوحة من خلال وضع سقف للمطالب يصبح من العسير النزول تحته لمن يريد أن يحافظ على الحد الأدنى من التجاوب مع نبض الشعوب التي يمثلها. لا نشك لحظة في أن قمة الكويت ستسعى – و لها القدرة على ذلك- لتضميد الجراح و إعادة الإعمار في غزة، و لكن المطلوب هو اغتنام هذه التعبئة الاستثنائية للرأي العام العالمي من أجل وضع القضية الفلسطينية برمتها على مائدة التفاوض. لم يعد من المقبول بعد مثل هذه الكارثة أن نطوي الصفحة و نتفاوض حول تهدئة نعلم مسبقا أنها هشة و أنها ستًبقي – إن لم تًنمّي- نار المشكل تستعر تحت الرماد… إن الوقت مناسب لعدّة اعتبارات لعل أهمها صمود المقاومة في غزة و هو الذي قاد إلى إفشال المخطط الإسرائيلي و أزاح القناع عن الطبيعة العدوانية لنظام لم يتردد في استعمال أبغض الأسلحة و أبشع الأساليب لتحقيق مآرب انتقامية لا تمت بصلة مع ما يتشدق به من دفاع عن النفس. لقد خسرت إسرائيل خسارة جسيمة معنويا و أخلاقيا لا بد من تحويلها إلى انتصار للسلم العادل و لفائدة الشعب الفلسطيني المنكوب. و لا شك أن وصول الرئيس أوباما – و اعتبارا لما أثاره من آمال لدى المظلومين و المشردين في الأرض- إلى الحكم يشكل فرصة سانحة لدفع الولايات المتحدة نحو تعديل سياستها في الشرق الأوسط. إن للعرب ورقات رابحة إذا توفرت الإرادة والجرأة لاستعمالها. يبقى أن الحاجة المتأكدة، و مهما كان سيناريو المستقبل، تتمثل أولا و آخرا في توحيد الصف الفلسطيني حول قيادة تكون بلا منازع الطرف الكفء عند التفاوض، و تضع القضية الفلسطينية فوق كل الاعتبارات و تنحاز لها بعيدا عن كل التجاذبات. و عندها يمكننا الجزم بأن ضحايا غزة و من سبقوهم في دير ياسين و صبرا و شتيلا و..و… لم يذهبوا سدى. ولعل الانجاز الأكبر لحروب القمم العربية، وتبلور المحاور السياسية المتنافسة، هو رمي الكرة في ملعب القمة الثالثة التي ستعقد يوم الاثنين المقبل في الكويت. فالضغوط باتت متعاظمة على رعاتها لاتخاذ خطوات عملية، تجاري قمة الدوحة وقراراتها، مثل سحب المبادرة العربية للسلام وقطع العلاقات الدبلوماسية مع اسرائيل، وانهاء حوار الأديان والآمال المعلقة عليه، واستخدام الاقتصاد كسلاح لفرض الارادة العربية على الغرب الداعم لاسرائيل وعدوانها، وهو السلاح الأمضى في هذا الاطار
الهائمون والنائمون!!
كما الهائم على وجهه تجوبُ الملايين شوارع المدن صارخة في وجه الدّم ينزف ُ من موضع عزيز في جسد أمة أراد لها حكامها أن تكون أوصالا مقطعة لا يتداعى عُضوٌ لغيره بسهرٍ ولا بحمى إذا ما اشتكى أو مسّهُ قرحٌ! هتافات تختزل الأوجاعَ وبراكين الغضب تكادُ تهزّ أركانًا مُتداعية للسقوط لولا أعمدة نخرة تشدها إلى حين… ملايين البشر ينسابون كما الغضب… يهدأون ثم يعودون… طلبة الجامعات وأطفال المدارس وشباب المعاهد وأعضاء الجمعيات والمنظمات والأحزاب توحّدهم دماء غزة ورباطة جأش المقاومة إذ تدافعُ عما تبقى من عناوين الإرادة والحياة… بعض الأنظمة العربية تعتز بنبض الدم في العروق وتودّ لو كانت قادرة على فعل شيء فلا تعترض سبيل المتظاهرين ولا تسد الشوارع على أبناء الوطن… أنظمة أخرى مازالت تعتقدُ أن الشعوب تنطلي عليها حيلُ المتخاذلين فتعمدُ إلى تسيير مجموعات محسوبة وبشعارات مدروسة وبأوقات معلومة وبأمكنة معزولة !! مازالت أنظمة تتهم المتظاهرين بالتشويش على النائمين من الساهرين ليلاً !!! أليس أولو الأمن الإسرائيلي أحرصُ على المواطنين العرب منهم على أنفسهم؟! أما رأيتم الذي يمنعُ المتطوعين خوفا على سلامتهم؟! بل والذي يدعو المقاومين إلى تسليم رقابهم للذبح حتى يكونوا أبطال « السلام » فلا يُتهمُون بإرهاب ولا ينبذهم « العالم المتحضر »! لقد بلغَ الاستخفافُ بالناس مبلغا لا يُحتملُ ولا يصْبرُ عليه أرْحَبُ الناس صدرًا وأبْرَدُهم أعْصَابًا… مسؤولون يُخاطبون الناس وفي هذا العصر بمفرداتٍ لا ترْقى إلى ملكات الأطفال الإدراكية ولا يتوقف عندها معطوبٌ! يحاولون تصريف المذلة والمساومة والخيانة بمفردات الحكمة والرصانة والعقلانية!! من قال إن العقل يجبنُ أمام الحق فلا يعقلهُ؟ من قال إن العقل العربيّ يُخطئ الحسابات دائمًا؟ … يُخطئ المعطوبون … بحري العرفاوي تونس: 19:01:2009
بقلم :توفيق المديني هل التسوية قدر لا مفر منه في المنطقة العربية؟ يعرف الكاتب والصحافي المصري الراحل محمد سيد أحمد في كتابه «بعد أن تسكت المدافع» حول التسوية بين العرب والكيان الصهيوني بأنها: «تعني عقد اتفاقات صريحة أو ضمنية، تنشئ التزامات متبادلة بين أطراف النزاع، معززة بضمانات متكافئة، من أجل استبعاد ممارسة التناقض بأسلوب الحرب، أو بأسلوب آخر، يلحق ضرراً بجميع الأطراف، يفوق ما قد يحمله من مزايا لأي طرف». ورغم أن الصراع العربي- الصهيوني لا يمثل استثناء عن بعض الصراعات المستعصية في العالم، إلا أن شروط تسويته لم تتوافر، بعد، وليس من المتوقع أن تتوفر في المستقبل القريب أو المنظور. ولم يمر عام واحد منذ قيام الكيان الصهيوني عام 1948 إلا وازداد قوة على الصعيد العسكري، وكان ذلك ناتجا عن عاملين: أولهما: تنمية قواه العسكرية، وامتلاك كل ما يحتاج من التكنولوجيا الحديثة التي أفرزتها الثورة العلمية والتكنولوجية، ومن الأسلحة الأميركية المتطورة. وثانيهما: ازدياد الانقسام والتفكك في النظام الرسمي العربي اللاهث وراء أي تسوية مذلة للصراع العربي- الصهيوني، وانحياز معظم دوله للمخطط الأميركي، وعجز ما يسمى بمحور الممانعة عن إعداد قواه للمواجهة، وتنمية الوضع العربي لضمان مواجهة جادة ومسؤولة وشاملة مع إسرائيل. لا نضيف شيئا جديدا، إذا قلنا إن العدو الصهيوني كسب كل حروبه ضد العرب، منذ سنة 1947، وحتى الآن. ولقد نفذ مخططاته خطوة خطوة، فأقام الدولة سنة 1948، عقب هزيمة سبعة جيوش عربية. وواصلت إسرائيل عدوانها الثلاثي ضد مصر عام 1956، ولم تعد إلى حدود فلسطين الدولية إلا بضغط أميركي. واستطاعت إسرائيل أن تهزم ثلاثة جيوش عربية (مصر وسوريا والأردن) في عام 1967. وأن تحتل كل فلسطين وسيناء والجولان. أما في حرب 1973، فقد واجهت إسرائيل جيشين عربيين. وشكلت تلك الحرب التي شنتها كل من مصر وسوريا يقظة لا تزال تشكل نموذجا في المخيلة العربية، وإن كانت هذه الحرب أرادها الرئيس الراحل السادات أن تكون تحريكية لخطوط وقف إطلاق النار العائدة لعام 1967، للدخول في مفاوضات حول التسوية للصراع العربي- الصهيوني، انطلاقا من شروط أفضل. وقد نجم عن هذه الحرب، توقيع اتفاق لفصل القوات بين سورية وإسرائيل في 31 مايو 1974، حيث سكتت المدافع على جبهة الجولان منذ ذلك الوقت وليومنا هذا، ثم توقيع اتفاقيات كامب دافيد بين مصر وإسرائيل عام 1979، التي أخرجت مصر من دائرة الصراع العربي- الصهيوني. وفي حرب الاجتياح الصهيوني للبنان في يونيو عام 1982، احتل الجيش الصهيوني أجزاء أساسية من لبنان، ولم يواجه سوى قوى منظمة التحرير الفلسطينية. ولم تكن القوة العربية، سيان المرابط منها على الحدود، أو المنتشر في أرجاء الوطن العربي، قادرة على مواجهة، تسمح بهزيمة العدو، نتيجة ظروف مختلفة. وفي حرب 2006 واجهت إسرائيل حركة المقاومة الإسلامية ممثلة بحزب الله، الذي كان يمتلك جبهة داخلية متماسكة، ويستند إلى محور إقليمي متكون من سورية و إيران كان مندفعا لمحاربة المشروع الأميركي في المنطقة، وكان يزود المقاومة الإسلامية في لبنان بشكل دائم ومستمر بالسلاح والصواريخ والذخيرة و المعلومات الاستخبارتية. و هو ما شكل أرضية صلبة لصمود حزب الله في وجه آلة الحرب الصهيونية. أما إسرائيل التي أصيب جيشها بخيبة أمل كبيرة، فإنها مع ذلك نجحت في إقفال جبهة جنوب لبنان عن طريق التزام الحكومة اللبنانية وحزب الله باحترام وتطبيق القرار 1701. أما على الصعيد الفلسطيني، فعلينا الاعتراف، بأن إسرائيل نجحت في القضاء على الانتفاضة الثانية من خلال تدمير مخيم جنين في مارس 2002، وبناء شارون جدار الفصل العنصري، الذي أخرج عمليا جبهة الضفة الغربية من الصراع. وهاهي إسرائيل اليوم تخوض الحرب التدميرية والإبادية المجنونة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، حيث تخوض حركة «حماس» ثلاث حروب في آن معا، وتتداخل فيما بينها، حرب ضد إسرائيل، وهي حرب مقاومة مشروعة ضد قوة احتلال. وحرب ضد السلطة الفلسطينية تعبر عن حالة الانقسام العميق في المشهد السياسي والعسكري الفلسطيني. وحرب ثالثة هي جزء من حرب المحاور الإقليمية، بين محور الاعتدال العربي الذي تقوده مصر والمملكة العربية السعودية، ومحور الممانعة الإقليمي الذي تقوده إيران، ويضم سورية و«حزب الله»، ولا يزال يرفض وقف إطلاق النار على أساس المبادرة المصرية والقرار 1860. وإذا ما توصلت الأطراف المتصارعة إلى صيغة لوقف النار خلال الأيام القليلة المقبلة، فإن الحرب المشتعلة في غزة ستتوقف، وبالتالي ستقفل آخر جبهة قتال في الصراع العربي – الصهيوني، في انتظار بروز مشروع عربي نهضوي تحرري جديد. توفيق المديني – كاتب تونسي ( المصدر: جريدة البيان( يومية – الإمارات ) بتاريخ 19 جانفي 2009 )
بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة … من الرابح في هذه الحرب ؟
كتبت: خولة الفرشيشي – بعد إيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتباين المواقف وردود الأفعال حول الرابح الأكبر في هذه المعركة: إسرائيل أم حركة حماس . توجه راديو حريتنا بسؤالين إلى مجموعة من المثقفين والسياسيين المصريين: -من الرابح الأكبر بعد إيقاف العدوان على غزة : حماس أم إسرائيل أم هناك طرف ثالث؟ -ما هو التفسير الأكثر وضوحاً وموضوعية بعد تولى أغلب الأطراف الدولية شكر الرئيس حسني مبارك وتثمين دور مصر في إيقاف العدوان على غزة خاصة وتجلى هذا ملياً في القمة الدولية التشاورية التي انعقدت بشرم الشيخ أمس. فيري باحث في الأهرام الإستراتيجي الدكتور بشير عبد الفتاح أن إسرائيل هي الرابح الأكبر بعد إيقاف العدوان حيث وجهت ضربة ثقيلة لحركة حماس ونجحت في توسيع الخلافات العربية – العربية وتعميق الخلاف الفلسطيني الداخلي , وفي الأخير حافظت على حليفتها الإستراتيجية وهي الولايات المتحدة الأمريكية. وأما عن الشكر الذي حظيت به مصر من الأطراف الدولية أرجع بشير هذا إلي أنها الوحيدة التي قدمت مبادرة حقيقية وموضوعية لإيقاف العدوان وبذلت جهود دبلوماسية مضنية دون مزايدات. ولا يختلف في الرأي أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة حلوان وعضو الحزب الوطني الديمقراطي » الحاكم » جهاد عودة كثيراً عن سابقه حيث اعتبر أن الرابح الأكبر بعد العدوان هي مصر في المرتبة الأولى حيث أنها أبرزت قدرة دبلوماسية فائقة في إيقاف العدوان على غزة وفي المرتبة الثانية تأتي إسرائيل حيث قضت على القوة العسكرية لحركة حماس وأجبرتها على العودة إلى الهدنة رغم أنها هي من كسرت اتفاق الهدنة , واعتبر حماس هي الخاسر الأكبر حيث لحقتها خسارة كبرى من كل الجهات . وأما عن تولي الأطراف الدولية شكر مصر قال عودة أن مصر بذلت المجهود الأكبر على المستوى الدبلوماسي لأن العارفين بحقيقة إسرائيل يدركون جيداً أنها لن توقف العدوان بهذا الشكل , والذي يشكر الرئيس مبارك يعرف طبيعة اشتغال الآلة العسكرية الإسرائيلية حيث أن هذه الأخيرة لم تُنفذ كامل أهدافها من العدوان وإيقاف المرحلة الثالثة والتي تقوم على تصفية قيادات حماس وتصفية المقاومة وبالتالي الدبلوماسية المصرية هي من حسمت الموقف في إيقاف العدوان على غزة. وأما رئيس تحرير صحيفة القاهرة الكاتب الصحفي صلاح عيسى أعرب عن تمنيه أن الرابح الأكبر هو مزيد من العقلانية العربية والنضال من أجل الحقوق من خلال منهج يوفق بين المقاومة والمفاوضة, وأما عن العقلانية العربية فاعتبرها كالتالي » وحدة فلسطينية داخلية بين فصائل المقاومة والسلطة الفلسطينية حول الأدنى المشترك ,كل منهم يستعمل إمكانياته », وأما الرابح على الصعيد العسكري فهي إسرائيل وعلى الصعيد السياسي مصر والخاسر في هذه المعركة حركة حماس. وفي إجابته عن سؤال حول هل حماس كسبت تعاطف الشارع العربي ؟ فأجاب بأن المتأمل جيداً يدرك أن التعاطف الشعبي كان مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وليس مع حماس فحجم الخسائر لا يتناسب مع المغامرة التي خاضتها حماس بعد إطلاق الصواريخ التي شجعت إسرائيل على شن هذا العدوان , مما ألزم حماس على وقف إطلاق الصواريخ بالشكل الذي كان مفروضا ًعليها قبل العدوان والذي رفضته سابقا. وعن الشكر لمصر والرئيس مبارك لم يختلف عيسي عن سابقيه حيث برر هذا بأنها بذلت الجهد الرئيسي خاصة الدبلوماسي واستخدمت علاقاتها الأوروبية والأمريكية ,الإسرائيلية وعلاقاتها بحماس رغم المشاكل حيث توفقت في إقناع الطرف الإسرائيلي بوقف الاقتتال وعدم الانتقال به إلى مرحلة ثالثة أكثر دموية من المرحلتين السابقتين. واختلف رأي منسق حركة كفاية جورج إسحاق عن بقية الآراء السابقة حيث اعتبر أن الرابح الأكبر بعد هذه المعركة هي قضية التحرر الوطني في العالم العربي ,فقضية فلسطين حسب رأيه أعطت دفعاً أكبر لفكرة التحرير و الخروج من النفق المظلم. واعتبر إسحاق أن هذا التحول خطير إلى جانب التحول في الرأي العالمي حيث أن إسرائيل لم تعد تحظي بالتعاطف والتأييد من طرف شعوب العالم كما في السابق ولعل خروج أكثر من 200 ألف متظاهر بريطاني ليتظاهروا ضد السفارة الإسرائيلية يؤكد التغيير الجذري في الرأي العام العالمي. وعن الشكر الذي وجه إلى مصر فاعتبر إسحاق أنه من الطبيعي أن يحظى النظام المصري بالشكر طالما أنه مدعوم من الغرب بشكل واضح فمن الضروري أن يبارك الغرب كل خطوة يتخذها النظام المصري. وأما عن قرار وقف النار فذهب إسحاق إلى اعتبار أن إسرائيل هي من اتخذت قرار وقف العدوان ومصر كانت عامل مساعد في تحقيق هذا القرار. خاص القاهرة : خولة الفرشيشي
غزّة… »زوم أوت »
مرت على غزة أيام عجاف دفع فيها أهلها والمدافعون عن حياضهم من بواسل المقاومة الفلسطينية الغالي والنفيس. أرواح أزهقت وبيوت دمرت وعائلات أبيدت عن بكرة أبيها في مشهد حرّك الضمائر الحية في شرق العالم وغربه. لاشكّ أن المأساة كبيرة ومفجعة على نحو تحكيه التفاصيل التي تمرّ بالشهداء الرضع والأطفال دون أن تتوقف عند النساء والعجزة وهي تشقّ طريقها الدامي صوب شباب أرخص المئات منهم الأرواح لأجل غزة وما بعد غزة. لن نضيف جديدا على هذا الصعيد فوسائل الإعلام المنصفة ولو بقدر ما، نجحت في نقل الصورة والقليل منها يغني عن كثير..بيد أن الناظر في حركة الأحداث في مقدوره إن هو أراد أن يوسع حقل قراءته لها فيحاول الإفلات من ضغط المستجدّات ومن وطأة الكارثة الإنسانية التي تشكل أعمق مضامينها. في استعادة أولية يمكن القول إنّ قرار الهجوم على غزّة لم يكن وليد نفض فصائل المقاومة (وليس حماس لوحدها) أيديها من » التهدئة »، ليس فقط لأن إسرائيل لم تتعوّد البحث عن ذرائع لهجماتها العسكرية وإنما وبالأخص لأن قرار إنهاء الوضع القائم في غزة كان يطبخ وبوضوح على نار ساخنة وبحطب أُتي به من بقاع عدّة بعضها محلية وبعضها الآخر عربية وإسرائيلية وغربية. يمكن القول إنّ انتصار حماس الكاسح في الانتخابات التشريعية والمنذر بآخر شبه أكيد في الرئاسية المثيرة للجدل حسم موقف الشارع الفلسطيني تجاه المشاريع المطروحة عليه. لم ينتخب الفلسطينيون حماس فقط احتجاجا على الفساد المستفحل في فتح وإنما كذلك ليأسه من مسار السلام وما نتج عنه من سراب الدولة الفلسطينية المستقلة. وكل من يقول خلاف ذلك يستخف تصريحا أو تلميحا بوعي شعب أنصت طيلة مسيرته النضالية لعدد من الأصوات اختزل معسكران الكثير من تفاصيل التناقض والصراع بينها: أحدهما يتمسك بفلسطين التاريخية مهما كان الثمن، والآخر يرفع شعار إنقاذ ما يمكن إنقاذه بالوسائل السلمية حصرا. كان لابد لهذين الخطين من عملية فرز حادة اقتضت بالضرورة اصطفافات محلية وإقليمية ودولية وأنذرت بأجندتين ستتصادمان إن آجلا أو عاجلا…وهكذا كان. لم يحتج الوضع في غزة إلى أكثر من احتكاكات سياسية وصراع إرادات ونفوذ حتى اندلعت أولى نذر الحرب: حماس تبسط سيطرتها على غزة وتحسم وضعا لم يكن ليحتمل ما عرف طيلة السنوات الأخيرة بالفلتان الأمني، وقيادة فتح تقيل حكومة إسماعيل هنيّة لتنقسم الساحة الفلسطينية على نفسها وتعاني شرخا مفصليا في العلاقة بين أبرز مكوناتها. لاشكّ في أن تلك التطورات أدخلت كثيرا من السّرور على تل أبيب وعلى واشنطن التي إذ لم تجد ما تعلّق به على نزاهة الانتخابات التي أتت بحماس إلى الحكم، شرعت ترسّخ مقولة معسكر الاعتدال مقابل معسكر التطرّف أو محور الشرّ في نسخته الشرق أوسطية. نقلت بذلك الولايات المتحدة الأمريكية الصراع من دائرته الفصائلية الضيّقة إلى ملعب أوسع دخلت فيه عواصم عربية على الخطّ لتعلب دورا بات معلوما للجميع. باسم رأب الصّدع وتوحيد الصفّ عملت دول عربية بعينها على إفراغ الخيار الشعبي الفلسطيني من مضمونه وإحالته إلى غرف التفاوض المغلقة التي أديرت بإشراف مخابراتي سرعان ما كشف انحيازه لطرف على حساب آخر. لم تعد القضية تسوية خلاف والبحث في آلية تجاوزه بقدرما صارت ضغطا لحمل فصيل رئيسي في المقاومة الفلسطينية على العودة عن جوهر فكره وممارسته السياسية. كان المطلوب من حماس التخلي عن الأصوات التي انتخبتها وإفساح المجال لخيار التسوية، فإما القبول بالسّلام (وهو الاستسلام من وجهة نظر حماس وأكثر الفصائل الفلسطينية ) نهجا وحيدا لعلّه يقود إلى الحق الفلسطيني وإما تحمل نتائج « شقّ عصا الطاعة » في حال التزمت سبيل البندقية. عند هذا المستوى بدت أهداف أي توجه إسرائيلي أو غربي تجاه غزة ومن يحكمها واضحة، وإذا كان كثيرون قد فهموا من ذلك السعي إلى استئصال حماس فقد فاتهم في تقديري أن تل أبيب وحلفائها يعرفون مدى صعوبة وربما استحالة تحقيق هذا الهدف بالنظر لتجذر حماس داخل الشارع الفلسطيني مع ذلك أمسك الجيش الإسرائيلي بحجرة واحدة ورمى بها تجاه أكثر من هدف. نعم كان المطلوب وما يزال هو تقليم أظافر حماس وإعادة قدراتها القتالية سنوات إلى الوراء وهو ما عبرت عنه قيادات إسرائيل بإعادة صياغة الواقع الأمني في الحدود مع غزة وداخلها أيضا، إلا أن الهدف الإستراتيجي الأبعد كان تجفيف منابع قدرة حماس وهي بالأساس حاضنتها الاجتماعية. إن كل تلك البشاعة التي استعملتها الآلة العسكرية الصهيونية مع فلسطينيي غزة لم تكن لتشكل نصرا عسكريا على حماس، كيف وأقوى جيوش الشرق الأوسط تقف على مساحة لا تتجاوز مساحة « حارة » صغيرة من « حارات » أي عاصمة عربية مجاورة دون أن تستطيع دخولها بالشكل الاستعراضي الذي كثيرا ما كانت تتبجح به في حروبها السابقة؟ إن المقصود وبوضوح هو معاقبة الشارع الفلسطيني على خياره الانتخابي وتأديبه كي لا يعود إلى « فعلته » ثانية. بهذا المعنى تكف الحملة العسكرية الإسرائيلية عن أن تكون مجرد هجوم لتتحول في مراميها البعيدة إلى ضربة وقائية تتحسّب للخارطة السياسية الممكنة قبل الواقع الأمني حتى. بحجرهم ذاك أراد صنّاع القرار في الحكومة الإسرائيلية أن يرسلوا رسالة واضحة لرجل الشارع الفلسطيني تتضمن دليلا انتخابيا يرشده في المستقبل إلى ما ينبغي أن يفعله حتى يتجنب مجازر كتلك الجارية في غزة، تقول له: « نعم سيكون بوسعك أن تنتخب مجدّدا، لكن حاذر أن تنتخب من نكره مرّة أخرى. ديمقراطية على المقاس، كتلك الديمقراطيات التي تنتشر في طول العالم العربي وعرضه بمباركة غربية تغض الطرف عن زيف الحالة السياسية القائمة بإشراف من أنظمة فاسدة تجثم على صدور شعوبها منذ عقود. في نفس السياق كانت حجارة الجيش الإسرائيلي الغارق في السياسية إلى النخاع تتصيد عصفورا آخر يطير داخل أروقة الشارع الإسرائيلي هذه المرّة. ما أحوج ذلك الشارع إلى جرعة ثقة عالية في قيادات ضربت حرب تموز ألفين وستة كبريائهم في العمق، بل ما أحوجه إلى ما يعيد له الحدّ الأدنى من الثقة بالعملية السياسية الإسرائيلية ويجعله يأمل خيرا من صناديق الاقتراع التي ستنصب قريبا لتجني أصواته. عند هذا الحدّ بدت الهجمات الإسرائيلية كاسبة، فالإسرائيليون على قلب رجل واحد تقريبا فيما يتعلق بأفعال جيشهم في قطاع غزة منذ أن ذابت الفوارق تقريبا بين اليمين واليسار بتعبيراتهما المختلفة ورفع الجميع للمفارقة ! » لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ».. في ذات الوقت كانت عواصم الاعتدال العربي تبذل قصارى الجهد لإدانة حماس وتحميلها وزر المجازر الإسرائيلية، وجعلت تعمل المستحيل لإجهاض أيّة قمة عربية طارئة وكان لها ما أرادت فلم تعقد القمّة إلى الآن على الأقل. وكما في حرب تموز نشطت الأصوات ذاتها وبنفس الخطاب في ترديد المفردات الإسرائيلية التي تقول: حماس هي البادئة بنقض الهدنة، وضمنا تكاد تقول « يستحق الفلسطينيون ما يجري لهم فهم الذين جاؤوا بحماس إلى الحكم ». لست وحدي من فهم ذلك بل كل الملايين التي خرجت في أقطار الوطن العربي وفي بقية بلدان العالم فهمت نفس الرسالة ولم تخف غضبها على أنظمة أشاحت بوجهها عن صور المذبحة. بكلمات ضعيفة ومواقف مخاتلة سعت تلك العواصم نحو « اعتدال مفتعل » يصب أخيرا في منظور أمريكي إسرائيلي يتحدث باسم المصلحة الوطنية الفلسطينية !. يراهن هؤلاء على عامل الوقت كما في حرب تموز ألفين وستة لعلّ الجيش الإسرائيلي ينهي المهمة قبل أن يحين الوقت لقرار دولي يبقي لحماس امتدادا يزعجهم مجددا، لكن الوقت يمرّ وأبواب غزة عصيّة على ألوية النخبة الإسرائيلية، يمرّ وإسرائيل لا تجني هي ومعسكر الاعتدال ومن ورائهما الغرب وأمريكا سوى مزيدا من الغضب والحقد في قلوب أهل غزة المنكوبين. يمرّ الوقت باهضا على الصهاينة وهم يصبّون جام نيرانهم على كلّ شيء في القطاع ويجربون أفتك قنابلهم والنتيجة مزيد من المدنيين القتلى، وبحساب المسار الاستراتيجي للمشروع الصهيوني تبدو حملة غزة فاشلة غاية الفشل، فأين هو الجيش الإسرائيلي من هيبته المفقودة؟ أين هي القوة الجبارة صاحبة الانتصارات الكاسحة الخاطفة؟ أين هي الاستخبارات الإسرائيلية الأسطورية؟ هل بمثل هذا الأداء سيكون بوسع تل أبيب أن تكسب حربا أخرى قد تندلع في جنوب لبنان؟ خاصة وأنها بحسب تسريبات مؤكدة أعدت طويلا لرصاصها المتدفق هذا !! في الواقع إن عملية الرصاص المتدفق بدت على مشارف الأسبوع الثاني من بدايتها عامل حيرة جديدة ستنتاب كل إسرائيلي قدم من أقاصي الأرض ثقة في دولته الموعودة، فهذه الدولة تبدو قابلة للاستنزاف من تنظيمات استطاعت في كل الأحوال البقاء واقفة وهي تصب « بقعة زيتها » القابل لمزيد من الاشتعال على مستوطنات كانت بالأمس القريب ترفل في الأمن والطمأنينة. وإذا كان حزب الله قد أثبت أنه بالوسع إيلام الدولة الصهيونية في عمقها الداخلي وإلحاق الهزيمة بها وإن كان ثمن ذلك فادحا، فإن غزة أعطت الوجه الآخر من الدرس وهو أنه ورغم الضعف بالإمكان الصمود في وجه الآلة العسكرية المتوحشة. ويبقى الدرس الأهمّ ربّما، هو درس الوعي والذاكرة، وعي بالعدو الداخلي قبل العدو الخارجي وبالصديق البعيد قبل الصديق القريب. أماطت غزة النازفة اللثام عن الحقائق الجوهرية مجددا: لا تتوقف المخاطر المحتملة عند الصهاينة فأولئك عدو ظاهر معلوم وإنما تتجاوزهم إلى قوم من بني جلدتنا، يحكمون بعضا من شعوبنا وباسم أقدس قضايانا يستغفلوننا ويعينون الأعداء علينا، يتكلمون بلسان عربي نيابة عن رؤية واشنطن التصفوية للشأن الفلسطيني. غزة علمتنا أن هوغو شافيز أقرب مودة وأكثر عروبة من كثير من « المستعربين » « العرب » الذين يخدمون إسرائيل بأثمن مما تقدمه وحدات « المستعربين » في قواتها الأمنية والمخابراتية، تلك الوحدات التي تندس بيننا وترفع معنا الشعارات ضدّ إسرائيل، وفي اللحظة الحاسمة تنقلب علينا فتعتقلنا وتعذبنا وتسلمنا إلى معسكر العدو. ندين لغزة ببوصلة فقدها البعض منا في غمرة الحروب الدعائية..أنصتوا إلى حين في غيابها إلى الدعاية الإسرائيلية الأمريكية، فذهبت ببعض المخلصين منا مذاهب شتّى في الصراعات الحزبية والمذهبية والقطرية. ندين لها وهي المختنقة وسط دخان القنابل بوضوح استثنائي في الرؤية منحته لنا، نرى به الوجهة الصحيحة: فلسطين هي المقصد وهي الشراع..فقط ما علينا سوى أن نتراجع بالبصيرة قليلا إلى الوراء لنضع التفاصيل في سياقها الأوسع ولا ننسى أنّ من يريد الإسهام في ضياع فلسطين ما عليه سوى أن يجلب مزيدا من الحطب لنيران الفتن الطائفية والمذهبية والحزبية وينسى ليشعل مركبا هو طوق النجاة لنا جميعا..غزة ليست مجرد فاصلة، إنها المنعرج..وخارطة الطريق. نبيل الريحاني كاتب صحفي من تونس
« اسبوع الضحك » في تونس يهدي عروضه لغزة
تونس (ا ف ب) – تنظم شركة « يا ليل » التونسية للانتاج بالتعاون مع الفرع التونسي للجمعية الدولية « اينار ويل » الدورة الثالثة « لاسبوع الضحك » اعتبارا من 24 كانون الثاني/يناير الحالي بمشاركة عدد من نجوم الكوميديا التونسيين والاجانب بهدف تمويل مشاريع خيرية في غزة وفي تونس. وقال مدير الشركة انيس منتصر في مؤتمر صحافي الثلاثاء ان « اسبوعا من الضحك والفكاهة سينظم في المسرح البلدي وسط العاصمة التونسية بمشاركة تسعة ممثلين كوميديين من تونس وفرنسا ». واوضح منتصر ان « ريع العروض سيعود لمشاريع خيرية في غزة ولاتحاد المدارس المختصة والمندمجة التونسية غير الحكومية » والتي تعنى بالاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة منذ عام 2001. وتتراوح اسعار تذاكر العروض ما بين 10 و100 دينار تونسي (الدينار يساوي حوالي 3 دولارات). ولفتت رجاء اللومي مديرة « اينار ويل » فرع تونس الى ان « المهرجان من خلال هذه المساهمة البسيطة يهدف الى اعادة البسمة لاطفال غزة ونسائها اثر الدمار الهائل الذي حل بهم ». واكدت على ان « الضحك لا يقف طالما هنالك حياة ….وهو ليس رياضة فحسب بل هو علاج متكامل ». واوضحت انه سيتم خلال المهرجان عرض فيلم التونسي الكوميدي البوليسي « سيني تشيتا » للمخرج براهيم لطيف. وهي المرة الاولى التي ينفتح فيها المهرجان على الفنون الاخرى منذ انطلاقته قبل ثلاثة اعوام. ويروي الفيلم باسلوب ساخر تهكمي قصة ثلاثة شبان ياملون في انتاج فيلم سينمائي رغم معارضة لجنة الدعم في وزارة الثقافة التي تضع شروطا مجحفة لتمكينهم من التمويل. وقد حاز على جائزة الجمهور في ايام السينما الاوروبية في كانون الاول/ديسمبر الماضي. ويفتتح المهرجان الذي يستمر حتى غرة شباط/فبراير المقبل بعرض للممثلة الكوميدية التونسية وجيهة الجندوبي بعنوان « مدام كنزة » الذي يلقي اقبالا جماهيريا منذ بداية عرضه في اب/اغسطس الماضي. وتتناول المسرحية التونسية علاقة ام بانها الذي يخيب امالها في ان يصبح نابغة. ومن تونس يشارك في المهرجان ايضا الممثل الكوميدي غازي الزغباني بعرض « وزن الريشة ». وفي البرنامج ايضا عروض للممثلين الفرنسيين اسماعيل و »الرباعي ديناف » و »ليسيان » و مجموعة « ليكواتور ». ويختتم اسبوع الضحك بعرض للفنان الكوميدي الفرنسي ميشال لاب. والجمعية الدولية « اينار ويل » منظمة غير حكومية تعمل منذ تاسيسها قبل ستين عاما في بريطانيا على دعم الصداقة بين البشر لا سيما النساء. وهي عضو في منظمة الامم المتحدة ولها نحو 3820 ناديا في 120 بلدا. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 20 يناير 2009)
إحصائية: أكثر من 10% من جرحى غزة باتوا معوقين
رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) – قال وزير الصحة في الحكومة الفلسطينية يوم الثلاثاء ان عشرة في المئة من جرحى الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة باتوا معوقين. وقال الوزير فتحي أبو مغلي خلال مؤتمر صحفي في رام الله « لدينا 5450 جريحا ستخلف ما لا يقل عن عشرة في المئة منها (جروحهم) اعاقات دائمة ستحتاج الى علاج واعادة تأهيل اضافة الى الآثار النفسية المترتبة على ذلك. » وأضاف « تم تحويل 450 جريحا لتلقي العلاج في الخارج فيما تخطط الوزارة الى تحويل عدد أقل يصل الى 300 لتلقي العلاج في الدول العربية والاجنبية. » واوضح ابو مغلي ان وزارة الصحة تلقت طلبات من 50 دولة تريد استقبال جرحى الا انه قال ان الالوية لعلاج الجرحى في مستشفيات قطاع غزة. واشار الى أن الجرحى تم تحويلهم الى مستشفيات في مصر والأردن والسعودية وليبيا والمغرب وبلجيكا وقال « نحن نختار المكان الأنسب للجرحى حسب تخصصات الدولة. » وادت حرب غزة التي استمرت ثلاثة أسابيع الى سقوط ما يقرب من 1300 قتيل فلسطيني بينهم 700 طفل حسب الاحصائيات الفلسطينية اضافة الى مقتل ثلاثة عشر اسرائيليا منهم عشرة جنود بحسب الاحصائيات الاسرائيلية. وترفض وزارة الصحة الفلسطينية تحويل أي من الجرحى في غزة الى المستشفيات الاسرائيلية وقال ابو مغلي « الجلاد يجلد ضحيته يقتل ضحيته ثم يحاول منحها بعض الحياة هذا موقف لا حياء فيه. » واضاف « اقولها بكل صراحة اننا لن نقبل ولن نسمح لهذا المعتدي الغاشم ان يجمل صورته على حساب جرحنا وعلى حساب مرضانا ولن نسمح بتحويل اي جريح الى اسرائيل ولن نسمح بعلاج أي جريح فلسطيني بالمستشفيات الاسرائيلية. » واوضح ابو مغلي ان الوزارة تتعرض جراء هذا الموقف الى ضغوط عديدة من الاسرائيلين ومن مؤسسات دولية وقال « نقول اننا لن نحرم جرحانا ومرضانا من العلاج المميز والممتاز في اي مكان في العالم. » وتريد الحكومة الفلسطينية في رام الله برئاسة سلام فياض ان تكون العنوان الذي يتم عن طريقه ارسال المساعدات الى غزة في حين انها ليس لديها اي تمثيل او قوة على الارض في قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة المقاومة الاسلامية حماس منذ اكثر من عام ونصف بعد ان هزمت قوات الأمن الموالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس في معارك استمرت اياما في يونيو حزيران 2007 (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 20 يناير 2009)
منظمة العفو تتهم اسرائيل بجرائم حرب لاستخدام ذخيرة
القدس (رويترز) – اتهمت منظمة العفو الدولية المدافعة عن حقوق الإنسان اسرائيل يوم الاثنين بارتكاب جرائم حرب قائلة ان استخدامها لقذائف الفوسفور الابيض في مناطق مكتظة بالسكان في غزة كان غير متناسب وغير مشروع. والفوسفور الابيض مادة شديدة الاحراق تشتعل بوميض ساطع جدا ولفترات طويلة. وتستخدم المادة في أحيان كثيرة لصنع ستائر دخان لكن يمكن استخدامها أيضا كسلاح يسبب حروقا بالغة اذا لامس الجلد. وقالت دوناتيلا روفيرا الباحثة في شؤون الشرق الاوسط بمنظمة العفو الدولية في بيان « مثل هذا الاستخدام المكثف لهذا السلاح في أحياء سكنية مكتظة بالسكان في غزة ينطوي على عدم تناسب. » وأضافت « استخدامه المتكرر بهذه الطريقة بالرغم من اثاره غير المتناسبة وتأثيره على المدنيين هو جريمة حرب. » وكان خبراء في القانون قد ذكروا أن القانون الدولي لا يحظر استخدام الفوسفور الابيض لكن الاستخدام غير المتناسب لاي سلاح في منطقة مزدحمة بالمدنيين يمكن أن يكون أساسا لتوجيه اتهامات بارتكاب جرائم حرب. وقالت اسرائيل الاسبوع الماضي ان كل الاسلحة التي استخدمت خلال حملتها التي استمرت ثلاثة أسابيع في غزة تتفق مع القانون الدولي لكنها ذكرت أنها ستجري تحقيقا داخليا بخصوص الفوسفور الابيض بعد أن زعمت جماعات حقوقية أن قواتها استخدمته. وقال الجيش الاسرائيلي « ردا على المزاعم.. المتعلقة باستخدام أسلحة فوسفورية ومن أجل ازالة أي لبس شكل فريق للتحقيق في القيادة الجنوبية للنظر في الموضوع. » وردا على اتهامات منظمة العفو الدولية قال متحدث عسكري يوم الاثنين ان الجيش « يستخدم الاسلحة وفقا للقانون الدولي ويراعي بدقة ان تستخدم وفقا لنوع القتال وطبيعته. » وليست منظمة العفو أول من اتهم اسرائيل باستخدام الفوسفور الابيض. فقد وجهت منظمة هيومان رايتس ووتش (مراقبة حقوق الإنسان) نفس الاتهام في العاشر من يناير كانون الثاني في أوج الحملة الاسرائيلية وقالت الامم المتحدة ايضا أنها تعتقد أن هذا النوع من الذخيرة قد استخدم. لكن اتهامات منظمة العفو وجهت بناء على دراسة ميدانية أجراها خبير بريطاني في الاسلحة بعد دخول وقف لاطلاق النار حيز التنفيذ من جانب اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية (حماس). وقال خبير الاسلحة كريس كوب سميث الذي زار غزة ضمن فريق تابع لمنظمة العفو ضم أربعة أفراد أنه عثر على أدلة على نطاق واسع على استخدام المادة الحارقة. وقال كوب سميث في بيان « رأينا شوارع وأزقة تنتشر فيها أدلة على استخدام الفوسفور الابيض منها قطع اسفينية الشكل ما زالت تحترق وبقايا القذائف والعبوات التي أطلقها الجيش ااسرائيلي. » وأضاف « الفوسفور الابيض سلاح مخصص لصنع ستائر دخان (لتغطية) تحركات القوات في ميدان المعركة. انه شديد الاحراق ويشتعل عقب ملامسة الهواء وتأثير انتشاره يدعو الى عدم استخدامه مطلقا في مناطق مدنية. » وذكرت منظمة العفو أن من أكثر الاماكن تأثرا باستخدام الفوسفور الابيض مجمع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابع للامم المتحدة ( أونروا) في غزة. وقصفت اسرائيل المجمع يوم 15 من يناير كانون الثاني وألحقت به أضرارا واسعة النطاق. واتهمت الامم المتحدة اسرائيل في ذلك الحين باستخدام الفوسفور الابيض لكن الجيش الاسرائيلي رفض التعليق على الاتهام. وتواجه اسرائيل احتمال مطالبتها بتعويضات أمام محاكم دولية عن أفعالها في غزة التي شنت فيها هجوما على حماس بدأ يوم 27 من ديسمبر كانون الاول بهدف معلن هو منع الحركة الاسلامية من اطلاق صواريخ وقذائف مورتر الى داخل اسرائيل. وقالت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني يوم الاثنين انها » مطمئنة » الى تصرفات اسرائيل خلال الهجوم لكنها قالت أيضا أن بلدها يجب أن يكون مستعدا للتصدي لاي اتهامات دولية بارتكاب جرائم حرب. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 20 يناير 2009)
خطط إسرائيلية لمنع تقديم قادتها لمحكمة الجنايات الدولية
حيفا -وديع عواودة كشفت مصادر إسرائيلية أن جهاز الأمن الإسرائيلي يستعد لمواجهة موجة دعاوى دولية ستتهمها بارتكاب جرائم حرب خلال العملية العسكرية في قطاع غزة، وفي هذا الإطار يعمل الجيش الإسرائيلي على إعداد «ملف تجريم» لكل بيت تم قصفه والادعاء أنه تم إطلاق النار منه وتخزين أسلحة فيه، وأفادت صحيفة (هآرتس)، أمس بأن جهاز الأمن الإسرائيلي بدأ بجمع مواد لإعداد «ملفات تجريم» للبيوت التي قصفها الطيران الحربي والمدفعية والدبابات الإسرائيلية خلال العملية العسكرية في غزة لإظهار أن هذه البيوت استخدمتها الفصائل الفلسطينية لأغراض عسكرية. ويأتي ذلك في إطار تخوف إسرائيل من تقديم منظمات إنسانية في دول أجنبية دعاوى قضائية ضد المسؤولين الإسرائيليين، السياسيين والعسكريين، الضالعين في الحرب على غزة، وتحسبا من اتهامهم بارتكاب جرائم حرب. ونقلت (هآرتس) عن مصادر سياسية إسرائيلية قولها، إن التخوف الأساسي هو من دعاوى قضائية يقدمها أفراد أو منظمات حقوقية، وليس من محاولة دول المطالبة بتشكيل لجان تحقيق، واعتبرت المصادر السياسية أن زيارة الزعماء الأوروبية الستة لإسرائيل، أمس، وتبريرهم «الحرب على الإرهاب»، سيساعد إسرائيل على مواجهة دعاوى أمام محاكم دول أجنبية. وبحسب (هآرتس) فإن إسرائيل ستشدد في دفاعها على أن عملياتها العسكرية في القطاع كانت «دفاعا عن النفس»، وأنها «بذلت جهودا كبيرة» لتحذير السكان ومطالبتهم بإخلاء بيوتهم، بواسطة ربع مليون محادثة هاتفية وبلاغات عبر الهواتف الخلوية وإلقاء مناشير من الجو وأيضا من خلال السيطرة على شبكات بث فلسطينية، كذلك ستدعي إسرائيل أن (حماس) حولت بيوتا ومساجد ومدارس إلى مخازن أسلحة ومناطق مفخخة بعبوات ناسفة، وسينسق الوزير الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، الذي ينسق حاليا إمداد القطاع بالمساعدات الإنسانية الواردة من الخارج، الحملة الإعلامية الإسرائيلية ضد دعاوى تتهم المسؤولين الإسرائيليين بتنفيذ جرائم حرب. وقالت (هآرتس) إن وزراء رفيعي المستوى أعربوا مؤخرا عن قلقهم من إمكانية مطالبة إسرائيل بالموافقة على إجراء تحقيق دولي حول المس الخطير والبالغ الذي ألحقته آلتها العسكرية بالمدنيين في القطاع، أو بتقديم دعاوى قضائية شخصية مثلما حصل مع ضباط الجيش الإسرائيلي الذين اتهموا في محاكم بريطانية بارتكاب جرائم حرب خلال فترة الانتفاضة الثانية وصدرت بحقهم أوامر اعتقال. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أمس أنه سيتعين على الضباط الإسرائيليين الذين يعتزمون السفر إلى أوروبا، بصفة شخصية أو في إطار العمل، الحصول قبل ذلك على تعليمات من النيابة العامة العسكرية وجائز أن يتم منع بعضهم من مغادرة إسرائيل. وأضافت الصحيفة أن السبب يعود إلى التخوف من صدور أوامر اعتقال دولية ضد وزراء وضباط إسرائيليين كبار بتهمة اقترافهم جرائم حرب في غزة. وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أنه وصلت إسرائيل مؤخرا تقارير تفيد بأن منظمات حقوق إنسان دولية بدأت تعمل على جمع إفادات وصور في غزة بهدف تقديم نوعين من الدعاوى، ويظهر من هذه التقارير أن النوع الأول من الدعاوى سيقدم إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي وستتهم إسرائيل بتنفيذ جرائم حرب، فيما النوع الثاني، والذي يثير قلقا أكبر في إسرائيل، هو تقديم دعاوى ضد سياسيين وضباط إسرائيليين إلى محاكم محلية في دول أوروبية، وأن ينتج عنها صدور أوامر اعتقال دولية بحقهم. ويقدر مسؤولون سياسيون وخبراء قانون في إسرائيل، أن الوضع سيزداد خطورة عندما يتم السماح لوسائل الإعلام الأجنبية بالدخول إلى قطاع غزة ويطلعون على حجم الدمار فيه، ولفتت «يديعوت أحرونوت» إلى أن العالم لم يقبل أبداً الادعاء الإسرائيلي بأن (حماس) تستخدم النساء والأطفال كدروع بشرية، وفي كل مرة طرح فيه مسؤولون إسرائيليون هذا الادعاء، كان الرد دائما أنه «إذا كنتم تعرفون أنه يتواجد نساء وأطفال، فلا تطلقوا النار إذا».
(المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 20 يناير 2009)
مصدر رسمي: نجاة 5 مهاجرين بعد غرق مركبهم قبالة سواحل تونس
تونس (رويترز) – قال مصدر رسمي يوم الاثنين ان خمسة مهاجرين تونسيين ابحروا خلسة باتجاه ايطاليا نجوا من الغرق بعد انقلاب مركبهم قبالة سواحل تونس بينما يجري البحث عن اخرين ربما يكونون ضمن عداد المفقودين. وقال مصدر رسمي في تصريحات وزعت على الصحفيين ان خمسة مهاجرين تمكنوا من النجاة بعدما سبحوا باتجاه الشاطئ واعلموا الحرس بأن مركبا يقل مهاجرين اخرين انقلب قبالة سواحل المرسى في الضاحية الشمالية للعاصمة تونس. ولم يذكر المصدر عدد المهاجرين الذين كانوا على متن المركب لكنه قال ان عمليات البحث تتواصل بواسطة طائرة عمودية وزورقين تابعة للجيش والحماية المدنية. لكن شهود عيان من البحارة قالوا لرويترز ان المركب الذي انقلب صباح اليوم يقل 35 مهاجرا وكلهم تونسيون. ولم يتسن على الفور التأكد من اسباب انقلاب المركب قبالة سواحل تونس لكنه من المرجح حسب شهود ان يكون المركب قد غرق بسبب ارتطام المركب بصخرة كبيرة. وقال بحار اسمه عادل الربيعي لرويترز انه علم من الناجين ان عدد المفقودين لايقل عن 30 شخصا. وأضاف ان المركب الذي أبحر على متنه المهاجرين هو على ملكه وتمت سرقته ليل الاحد. ومنعت وحدات الجيش والحماية المدنية المواطنين من الاقتراب الى الشاطئ بينما تجمع عدد من الاهالي خشية ان يكون ابناؤهم من المفقودين. وقال مصدر رسمي انه لم يتم الى حد الان العثور على اي شخص رغم محاولات وحدات بحرية وجوية. وكثفت تونس من جهودها للحد من تدفق المهاجرين على اوروبا وفرضت عقوبات صارمة وغرامات مالية طائلة على كل من يضبط من مشاركين ومنظمين لهذه الرحلات. وحث الاتحاد الاوروبي دول شمال افريقيا على عمل المزيد لوقف الهجرة غير الشرعية التي تحاول الوصول الى اوروبا عبر ايطاليا واسبانيا. وهي النقاط المفضلة للمهاجرين للدخول عبرها الى أوروبا. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 19 جانفي 2009)
حادثة غرق «حارقين» بالمرسى: 9 نـــــاجـــين.. و26 مفقــــــــــودا
تونس ـ الصباح مرة اخرى يلتهم «غول الحرقان» ارواح شباب غامروا بحياتهم ولم يرتدعوا من تجارب غيرهم ولم يؤمنوا بان «الحرقان» يساوي الموت. فخلال الليلة الفاصلة بين 18 و19 جانفي الجاري كان للبحر موعد مع 35 شخصا خرجوا على متن مركب صيد من جهة المرسى بعدما قرروا الابحار خلسة الى البلاد الايطالية، ويبدو وحسب المعلومات الاولية ان المركب مسروق وقد ركبه الجميع وجلهم في عمر الشباب وبعدما ساروا مسافة لا بأس بها في المياه الاقليمية التونسية اصطدم المركب بحجر ورغم ذلك لم يكترث «الحارقون» وواصلوا الابحار وكان همهم الوحيد بلوغ البلاد الايطالية ولكن المركب لم يتحمل العطب الذي اصابه فتسربت اليه المياه شيئا فشيئا وعندما احسّوا الاشخاص الذين كانوا على متنه بالخطر وبان المركب بدأ يغرق شرعوا في طلب النجدة، ولكن نظرا لبعد لامسافة لم يتفطن اليهم احد. 5 اشخاص تمكنوا من العودة سباحة افادت المعطيات الاولية انه وحين بدأ المركب يغرق القى 5 اشخاص من بين «الحارقين» بانفسهم في البحر وتمكنوا من العودة سباحة الى المرسى وقدرت المسافة التي قضوها سباحة بميلين وبوصولهم كانوا بحالة نفسية وصحية سيئة ورغم ذلك تمكنوا من اعلام اعوان الارشاد البحري بما حدث واخبروهم بوجود 30 شخصا على متن المركب الذي غرق ومن ثمة وقع نقل الخمسة اشخاص الى مستشفى سيدي داود وحسب المعلومات الاولية فقد وقع اخضاعهم للعلاج وحالتهم مستقرة الى الآن. ومن جهة ثانية باشر اعوان حرس البحرية وخفر السواحل البحث عن الاشخاص الثلاثين الذين ظلوا على متن المركب الذي غرق وتمكنوا انقاذ 4 آخرين وواصلوا اجراء عمليات التمشيط. والى حد كتابة هذه الاسطر فقد بقي 26 شخصا في عداد المفقودين. مفيدة القيزاني (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس9 الصادرة يوم 20 جانفي 2009)
في قربة: 11 شابا حاولوا «الحرقان» فوقعوا في قبضة الأمن
باشرت هيئة الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقرمبالية يوم امس النظر في ملف قضية ابحار خلسة تورط فيها ستة متهمين احيل اربعة منهم بحالة ايقاف في حين تمت احالة المتهمين الآخرين بحالة فرار من اجل تهم المشاركة في وفاق يهدف الى مغادرة التراب التونسي خلسة بحرا. كان منطلق الابحاث في القضية من قبل اعوان منطقة الحرس الوطني بنابل خلال شهر جانفي 2008 على اثر ورود معلومات حول اعتزام مجموعة من الشبان اجتياز الحدود البحرية خلسة الى ايطاليا انطلاقا من سواحل قربة وقد تم اعدادها والتخطيط لها من قبل جملة المتهمين الذين قاموا باعداد الوسائل اللازمة لذلك واستقطبوا الراغبين في الابحار مقابل مبالغ مالية متفاوتة وبمحاولتهم الابحار تم التفطن اليهم. وقد ثبت من خلال الابحاث ان المتهمين اتفقوا على اجتياز الحدود البحرية خلسة الى ايطاليا عبر سواحل مدينة قربة بتنظيم واشراف من احدهم وقاموا باستقطاب بعضهم البعض وجمع الاموال الضرورية لذلك واعداد وسائل الابحار اللازمة وهي عبارة عن زورق بحري ومحرك مائي تولوا ايداعها لدى احد المتهمين في انتظار موعد الرحلة عند تحسن الاحوال الجوية. وقد تقدم محامو الدفاع بمطالب في الافراج المؤقت على موكليهم الى حين البت في القضية وارتأت الهيئة تأجيل المحاكمة الى موعد قـــــادم. و5 « حارقين» آخرين كما باشرت الهيئة النظر في ملف قضية ابحار خلسة تورط فيها خمسة متهمين احيل اربعة منهم بحالة ايقاف والخامس بحالة فرار بعد ان وجهت اليهم دائرة الاتهام تهمة المشاركة في وفاق بهدف مغادرة التراب التونسي خلسة بحرا. وكان منطلق الابحاث في القضية خلال شهر جوان 2008 حيث تم ضبط المجموعة من قبل اعوان الامن بقربة بصدد الاستعداد لاجتياز الحدود البحرية خلسة نحو ايطاليا. وخلال جلسة المحاكمة اقر المتهمون بمشاركتهم في عملية الابحار وطلب محامو الدفاع الافراج المؤقت عن موكليهم وارتأت الهيئة تأجيل المحاكمة. فاطمة (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 جانفي 2009)
منتدى الذاكرة الوطنية (1 من 2): حديث عن مآثر الزعيم المنجي سليم
تونس الصباح: نظمت مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات صباح أمس لقاء الذاكرة الوطنية وخصصته للحديث عن مآثر الزعيم الراحل المنجي سليم.. ومواكبة لما دار في هذا اللقاء الذي حضره عدد من المناضلين والجامعيين والمهتمين بتاريخ الحركة الوطنية توافيكم «الصباح» بملخص لشهادتي المناضلين الحبيب قرفال ونجيب البوزيري تطالعونه في هذا العدد وفي عدد يوم الثلاثاء. عند تعريفه بهذه الشخصية الوطنية قال الدكتور عبد الجليل التميمي مدير المنتدى: « يتفق الجميع على أن شخصية المنجي سليم, الزعيم المحبوب كما اشتهر, يعد من الشخصيات البارزة في الحركة الوطنية وفي بناء الدولة الوطنية, وقد ولد بتونس العاصمة في 15 سبتمبر 1908 من عائلة ذات أصول عثمانية, وكان جده الجنرال سليم وزير الحرب في منتصف القرن التاسع عشر, وهذا ما يترجم على أن عائلته تعد من عائلات البلْدية البارزة التي لعبت أدوارا وطنية مشرفة بفضل قطبين اثنين هما المنجي والطيب سليم, وقد التحق المنجي سليم بالمدرسة الصادقية ثم بمعهد كارنو وبعد ذلك تحول إلى فرنسا ليتابع دراسته العليا في الرياضيات, إلا أنه التحق بكلية الحقوق بباريس, شأنه في ذلك شأن أغلب القيادات الحزبية التونسية التي تخرجت من مدرسة القانون الفرنسي. وسعا المنجي سليم في باريس لدعم جمعية طلبة المسلمين لشمال إفريقيا وبذل مجهودات كبيرة لعقد مؤتمر طلاب شمال افريقيا ونجح في عقده بتونس سنة 1931، وبعد تخرجه عاد إلى تونس في آخر الثلاثينات ليسجل بسلك المحاماة وانخرط في الحزب الحر الدستوري الجديد سنة 1936 وبرزت حنكته ومرونته في التعامل مع القضايا الوطنية الأمر الذي جعله ينتخب كاتبا عاما للمجلس الملي سنة 1937 وقاد المنجي سليم يوم 8 أفريل 1938 المظاهرة التي أدت الى اعتقاله أول مرة وسجنه بالجنوب التونسي ثم بمرسيليا وقد أطلق سراحه سنة 1943 وعاد إلى تونس ليتولى إدارة الحزب في أواخر الأربعينات وهو يعد أحد أعمدة العمل الحزبي الفاعلة قبل الاستقلال وانتخب في مؤتمر 1948 بدار سليم وهو منزل عائلته عضوا بالديوان السياسي وعمل منذ تلك الفترة على توسيع شبكة الشعب الدستورية من خلال انتقاله إلى القرى والدشر لبث الوعي الوطني لدى المواطنين. وكان المنجي سليم على حد قول المؤرخ لبقا وفصيحا ومقنعا ومحاورا فذا فقد كان يتمتع بالقدرة على الخطابة طيلة ساعات طويلة دون كلل أو تعب. ونتيجة لكل هذه الأنشطة الوطنية زج به في السجن في جانفي 1952 وأبعد إلى الجنوب رفقة الهادي شاكر. وأطلق سراحه في جانفي 1954 ليبقى تحت الإقامة الجبرية بمنزله إلى يوم غرة أوت 1954.. وأدى المنجي سليم أدوارا أساسية ومهمة صحبة الزعيم بورقيبة قبل عقدين من إعلان الاستقلال حيث مثل حلقة الاتصالات الحزبية أيام كان بورقيبة بالمشرق أو بفرنسا وقد استثاقه هذا الأخير لاتخاذه كل الإجراءات والالتزامات التي تم تبنيها لتتويج الاستقلال. وقد أصبح بعد ذلك أحد أبرز أعضاء الوفد التونسي المفاوض إلى أن أفضت تلك المفاوضات بالفعل إلى التوقيع على اتفاقيات الاستقلال الداخلي في 3 جوان 1955. وعين المنجي سليم بعد ذلك وزيرا للداخلية إلى أفريل 1956 في حكومة الطاهر بن عمار وعلى إثر ذلك تكونت حكومة مستقلة برئاسة بورقيبة وتم تعيين المنجي سليم أول سفير لتونس بواشنطن وكندا ومندوبا قارا بمنظمة الأمم المتحدة. وقد انتخب عضوا في اللجنة الخماسية للجمعية العامة للأمم المتحدة حول المسألة المجرية سنة 1956، وانتخب في جانفي 1957 نائبا لرئيس الجمعية العمومية للأمم المتحدة. وبفضله انتخبت تونس في أكتوبر 1958 لعضوية مجلس الأمن بأغلبية 74 صوتا وتكريما وتقديرا لمجهوداته أجمعت شعوب العالم يوم 20 سبتمبر 1961 على انتخابه رئيسا للجمعية العامة للأمم المتحدة وقد ساهم في عمليات تصفية الاستعمار. وترأس قبل ذلك كل وفود بلاده في جلسات الجمعية العامة. كما شارك عام 1961 في الدورة الثالثة الخارقة للعادة للجمعية العامة المخصصة لقضية بنزرت وهي المهمة التي اضطلع بها حتى تسميته وزيرا للخارجية التونسية في أوت 1962. وهو ما يعني سحبه من الساحة الدولية بتسميته ممثلا شخصيا لرئيس الجمهورية بين 12 نوفمبر 1964 و5 سبتمبر 1966، ليعين وزيرا للعدل إلى تاريخ وفاته 1969. وبين التميمي أن علاقات المنجي سليم بالزعيم بورقيبة تأرجحت بين التقدير الضمني وشعور بورقيبة بالغيرة الشخصية منه أمام نجاحاته الباهرة على الساحة الدولية إذ أن اسمه ارتبط بالنضج والعقلانية والنزاهة والتفاني كما اعتبر من أشد المدافعين عن العالم الثالث وافريقيا بصورة خاصة وهو الأمر الذي جعل بورقيبة يعمل على تحجيمه سياسيا وقد سعى إلى تكليفه بمهام لا تتوافق مع كفاءته وإشعاع شخصيته الديبلوماسية البارزة عالميا. قال المناضل الحبيب قرفال في شهادته التاريخة إن علاقاته بالمنجي سليم توطدت بصفة تدريجية مع مر الأيام وكان سليم على حد تعبيره يتمتع بصيت ذائع كما كان زعيما بشوشا ويعمل في صمت. وعن ظروف نشأته تحدث المناضل الحبيب قرفال: « لما كنا صغارا في السن كنا نستمع إلى أمهاتنا يرددن أغنية « الدغباجي » تغنيا بالمناضل محمد الدغباجي الذي أعدمه الجيش الفرنسي.. وقد رسخت هذه الأغنية في ذهني.. كما أذكر أنني استيقضت ذات فجر ولم يكن والدي في المنزل ولما فتح الباب دخل علينا الجيش الفرنسي وعاث جنوده فسادا في كل ما وقعت عليه أيديهم كما هاجمت الجيوش الفرنسية الكثير من المنازل الأخرى وألحقت بها أضرارا جسيمة.. وبقيت هذه الصورة عالقة في مخيلتي زمنا طويلا الأمر الذي جعلني أنشغل بالعمل الوطني.. كما أنني وعندما التحقت بالمدرسة الصادقية لمواصلة تعليمي وجدتها مهدا للتكوين الوطني للشباب التونسي وكنت كثيرا ما أواكب محاظرات يلقيها عديد المناضلين أمثال الباهي الأدغم والهادي نويرة وغيرهم كما كنت مع عدد من الزملاء نذهب إلى ملتقيات الحزب الشيوعي والحزب الدستوري القديم للتشويش على الحاضرين.. ولما تكونت شعبة الصادقية كنت على اتصال دائم بأحمد الزمني كاتب الزعيم المنجي سليم الذي كان يساعدني على حل الكثير من المشاكل التي تعترضنا بالشعبة ». وعن سؤال يتعلق بموقف تلاميذ الصادقية من صالح بين يوسف ذكر قرفال أن 80 بالمائة منهم كانوا وقتها لا يحبون صالح بن يوسف رغم أنهم لا يعرفونه فقد كانوا متعلقين بالزعيم بورقيبة وقال « بالإضافة إلى عملي في الحزب منذ صغر سني فقد انخرطت في الكشافة.. وشاركت في مخيم كشفي في جويلية 1951 وعرفت خلاله لأول مرة الزعيم المنجي سليم.. وكنا قد اعتبرنا هذا المخيم بداية للتحضير للمعركة التحريرية.. وأذكر أنه بعد الانتهاء من المخيم اجتمع بنا المنجي سليم وكان وقتها مديرا للحزب وأعلمنا أنه تقرر تركيز قيادات للكشافة في عديد جهات البلاد وعند توزيع المهام تقرر ارسالي إلى الجنوب ونظرا لأنني كنت أخشى أن يقع القبض علي بسبب أنشطتي عبّرت له خلال هذا الاجتماع عن هذه المخاوف.. فسعى إلى مساعدتي إلى أن وقع تعيني للتدريس بجربة.. وهناك واجهت عدة مشاكل لكن بتدخل منه تم تذليلها.. ثم تمت نقلتي للعمل بقابس وهو ما سرّني كثيرا ويعود الفضل في ذلك للزعيم المنجي سليم.. وبذهابي إلى قابس وجدت جل المنخرطين في الشعب الدستورية قد انسلخوا من الديوان السياسي وعلمت أن قرابة 80 أو 90 بالمائة يساندون صالح بن يوسف.. ودعاني المنجي سليم وكان وقتها وزيرا للداخلية إلى اليقظة وطلب مني تشديد المراقبة على الساسي الأسود ». (يتبع) سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 18 جانفي 2009)
المرصد التونسي لحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 20 /01 / 2009
تضامنا مع نقابيي المنظمة الديمقراطية للسكك الحديدية بالمغرب
يتابع المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية بانشغال كبير وضعية نقابيي المنظمة الديمقراطية للسكك الحديدية بالمغرب الذين تعرضوا إلى إجراءات زجرية وغير قانونية من طرف إدارة السكك الحديدية المغربية من ذلك فصل الكاتب العام للمنظمة سعيد نافعي عن العمل رغم تعرضه 5 مرات الى النقل التعسفية وفي ذات الإطار وقعت نقلة 13 مسؤول نقابي في هذه المنظمة إلى أماكن بعيدة عن مقر إقامتهم وكل هذه الإجراءات هي على خلفية أنشطتهم النقابية ومواقفهم المساندة لحقوق العمال ومطالبهم المشروعة إن المرصد يدين هذه الإجراءات الزجرية المنافية لكل القوانين والاتفاقيات الدولية خاصة منها الاتفاقية الدولية عدد 135 كما يعتبر هذه الإجراءات خرقا خطيرا للحقوق والحريات النقابية , وهو يعبر عن مساندته المطلقة واللامشروطة لنقابيي المنظمة الديمقراطية للسكك الحديدية ويوجه نداءا الى كل التشكيلات النقابية المغاربية لتوسيع شبكة التضامن معهم مغاربيا وعربيا ودوليا حتى نيل حقوقهم كاملة وإبطال كل العقوبات الجائرة ضدهم . كما يوجه المرصد نداءا إلى السلط المغربية والى مسؤولي شركة السكك الحديدية لتغليب صوت التعقل والمنطق والتراجع عن هذه القرارات الجائرة حفاظا على السلم الاجتماعية واحتراما للحقوق والحريات النقابية. جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية. جميعا من اجل التصدي للانتهاكات ضد العمال والنقابيين. المرصد فضاء نقابي مستقل ديمقراطي وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء ويمكن التواصل مع المرصد على العناوين الالكتروني التالية : http://nakabi.maktoobblog.com http://nakabi.blogspot.com عن المرصد المنسق محمد العيادي
التونسيّون يستشرفون سلاماً في المنطقة ولا يأملون ديمقراطية من أوباما
إسماعيل دبارة اتفاق على اختلاف الخلف عن السلف التونسيّون يستشرفون سلاماً في المنطقة ولا يأملون ديمقراطية من أوباما إسماعيل دبارة من تونس: يترقّب التونسيون نخبا وعامّة تسلّم باراك أوباما لمنصبه كرئيس للولايات المتحدّة،وسط حذر من برنامجه السياسيّ وآمال كبيرة بأن تشهد فترته قطعا نهائيا مع سياسات سلفه جورج ولكر بوش التي لم تكن بالنسبة إليهم طيبّة أو مأسوفا عليها. « إيلاف » من تونس اختارت طرح بعض الأسئلة حول الرئيس الجديد لزعيمة النظام العالميّ ،على مثقفي البلاد و بعض المواطنين العاديين فحصل شبه إجماع على أنّ الرئيس الجديد سيُغيّر بشكل ملحوظ من سياسات البيت الأبيض تجاه أمهات القضايا العربيّة، مقابل تباين في الآراء حول تفاصيل تمشيه بخصوص مشاكل الشرق الأوسط و الخليج العربيّ و قضايا الديمقراطية و الحريات و حقوق الإنسان. وذهبت توقعات المواطن التونسي في معظمها إلى القول أنّ لأوباما من ملفات داخلية ساخنة -على رأسها الأزمة الاقتصادية – ما يشغله عن مشاكل العرب التي لا تنتهي ، لكن ذلك لا يعني أنه لن يبذل مجهودا بنوايا صادقة لإزالة أسباب الحقد والبغض تجاه بلاده ومن ذلك العمل على إيجاد ت سوية ترضي الطرفين المتنازعين في الأراضي المحتلّة. ولا يتوقّع من تحدث معهم « إيلاف » أنّ أوباما معنيّ بنشر الديمقراطيّة في العالم العربي إن كان ذلك على حساب امن الولايات المتحدة القوميّ ، فالرجل لن يكون سببا في وصول تيارات أصولية إلى الحكم في الدول العربية. السفير التونسيّ السابق لدى الأمم المتحدة أحمد ونيّس يرى أنّ الأنظمة العربيّة في الفترات السابقة إمّا سعت أو تمكنت من ربط علاقات بناءة مع أميركا ،فهي لم تتخلّ يوما عن التعامل الايجابيّ مهما كان برنامج الرئيس الأميركيّ المنتخب. وبالرغم من اندفاع هذه الأنظمة نحو محاولة إيجاد حلول للقضيّة الفلسطينيّة والسلام في الشرق الأوسط فإنها لم تنجح أبدا في إقناع البيت الأبيض بتبنيّ سياسات سلمية تتماشى وروح القانون الدولي وتقوم على التسويات والسلام. لذلك يرى ونيّس أن الدول العربية أخفقت مع الولايات المتحدة في هذا الجانب. الهجوم على غزّة اثبت أن جورج بوش كان عامل فتك ، وقضى على صورة الولايات المتحدة و على سلامة النظام العالميّ الجديد لدى الشعوب العربيّة ، وأوباما سيحمل بالتأكيد عهدا جديدا سيكون واعدا وخارجا عن ثقافات الزعامات العربيّة. ويرى أحمد ونيّس وهو أستاذ في العلاقات الدوليّة كذلك ،أنّ قمم كل من الدوحة والكويت كانتا واعدتين بالنسبة إلى وحدة الصفّ العربي وهذا ما نلمسه في البيانين الختاميين، فالقادة العرب وقوفا و استدركوا وحاولوا مراجعة الذات و البحث في هموم مواطنيهم الحقيقيّة،وهو ما سينعكس على السياسة الديبلوماسية المطروحة مع الرئيس أوباما و سيصبّ كلّ ذلك في مزيد التنمية السياسية للعالم العربي وتغيّرا جذريا لعقلية تعامل الأميركان مع قضايا الشرق الأوسط. ويتفاءل السيد أحمد ونيّس الذي شغل منصب مدير عام في وزارة الشؤون الخارجية التونسية و أوكلت له مهمة متابعة شؤون الولايات المتحدة و آسيا، من تصريحات باراك أوباما التي ذكر فيها أنّ السلام في الشرق الأوسط سيكون من أولوياته كرئيس للولايات المتحدة.فهو يدرك أوضاع المنطقة أكثر من غيره وبالتالي سيعمل جاهدا للدخول في منهجية جديدة ومخالفة للمألوف في هذه القضية مستفيدا من أهمية تقرير « بيكر وهاملتون » الصادر في 2006 و الذي عبر عن اعتقادات قوية للحزبين الرئيسين في أميركا وقدّم رؤية وتصورات و آليات لطرائق حلّ النزاعات في الشرق الأوسط. و سيركّز أوباما بحكم عقيدته الشخصية و المراكمات التي كسبها من إخفاقات الإدارات السابقة على أسلوب التفاوض مباشرة مع الخصم عوضا عن محاولة عزله و استعمل القوة وهو ما أشار إليه لما عبّر عن رغبته في محاورة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مما يطرح آمالا حقيقية برغبة الرجل في إقامة سالم دائم وعادل في المنطقة. القضية الأهمّ ربما لدى الشعوب العربية عموما و التونسيين خصوصا، مسالة نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان و إطلاق الحريات، كانت حسب ونيّس في أوجها في عهد بوش الذي أعلن عما يُسمى بالشراكة من أجل المستقبل التي أطلقت في 9 جوان / يونيو من العام 2004 في جورجيا بالولايات المتحدة بمناسبة انعقاد قمة مجموعة الثماني وحرص كولن باول بعدها على تطبيق هذه الشراكة لكنّ خليفته رايس ألغتها تماما وهي نكسة لمطالب الحرية والديمقراطية في العالم العربي. فكوندوليزا رايس علقت هذا الملف نتيجة مساومة واضحة المعالم مع الزعماء العرب قوامها المساعدة في الحرب على الإرهاب مقابل التكتم عن موضوع الحريات و مشاركة المرأة و القضاء على الفساد و تعصير برامج التعليم في الدول العربية وغير ذلك ممّا طرحه بوش الابن. ولأن كل تلك الوعود ذهبت أدراج الحرب على الإرهاب ، فإن الأستاذ ونيّس يطالب هنا مثقفي العالم العربي بإعادة إحياء تلك الشراكة مع المجتمع الأميركي الذي وصفه بالديمقراطي و العظيم حتى تكون الشراكة من أولويات أوباما و ليست شيئا هامشيا بالنسبة لفترة حكمه. الرئيس السابق للجنة العربية لحقوق الإنسان الدكتور منصف المرزوقي بدا أكثر تشاؤما وهو يستشرف فترة حكم الرئيس أوباما و تداعياتها على العرب و اعتبر أنّ التغير الذي سيطرأ بين الإدارتين سيكون في الأسلوب فقط لا في المضمون ويقول لإيلاف: »الرجل نفسه حذّر من المبالغة في التوقعات والآمال العريضة لكن بعض العرب لا زال شعارهم « سبّق الخير تلقى الخير » والحال أنه في السياسة لا شعار أسخف من هذا، فسياسة الولايات المتحدة لا تخضع لإرادة شخص وإنما لمصالح جبارة يقودها ما أسماه الرئيس أيزنهاور وما حذر منه الأميركيين « المجمع الصناعي العسكري » وهذا المجمع هو الذي فرض بقاء روبرت قايتس في وزارة الدفاع رغم أنه من المعارضين لخيار الانسحاب السريع من العراق. كذلك لا ننسى أن اوباما يريد فقط نقل القوات من العراق إلى أفغانستان. » و استنادا إلى المرزوقي فإنّ الانحياز الكلي لإسرائيل هو من ثوابت السياسة الأميركية لثلاثة أسباب هيكلية لخّصها في : »التماهي في نفس أسطورة الشعب المختار الذي أعطاه الله أرضا وعمرها بقوة السلاح ضد سكان أصليين متخلفين و وزن اللوبي الصهيوني في الإعلام ودوره في انتخاب أي رئيس أميركيّ بالإضافة إلى المصالح الاقتصادية الضخمة الناجمة عن نهب بترول الشرق الأوسط وضرورة دعم الحراس المحليين لتتواصل العملية أي إسرائيل والنظام العربي الفاسد. ويتابع: »كل هذه الأسباب تجعل من يتصور انقلابا في المضمون يتوهم. لكن سيكون هناك بعض التطوّر في الأسلوب مثل غلق « جوانتانامو » أو العودة لموضوع الدولة الفلسطينية لكن دوما بشروط إسرائيل. وحول ملفّ نشر الديمقراطية في العالم العربي، يرى المرزوقي وهو معارض تونسي بارز أنّ مواصلة دعم الدكتاتوريات العربية أمر غير مشكوك فيه لسبب بسيط هو أن هذه الدكتاتوريات أكثر ملائمة للمصالح الأميركية من أنظمة ديمقراطية تمثل شعوبها و من ثم تدافع عن مصالحها وبالتالي تجد نفسها في مواجهة مع مصالح « المجمع الصناعي العسكري ». لذلك لا يجب أن يرتكب العرب أي غلطة تقدير إضافية فالديمقراطية العربية لن تكون بفضل الحكومات الغربية ومنها إدارة أوباما وإنما ضدها. حليفنا الوحيد المجتمعات المدنية الغربية ومنها الأميركي شريطة أن نعمل كثيرا لكسبه واستعماله ضد اللوبيات التي تشتغل بنشاط ضدّ حقوقنا. ويختم قائلا: »بقدر ما انأ متشائم على الصعيد السياسة الخارجية بقدر ما أتوقع أن يقوم الرئيس الجديد بإصلاحات داخلية مهمة مثل إصلاح نظام الضمان الاجتماعي.فأوباما سيكون أحسن بألف مرة من بوش الذي كان كارثة في الداخل والخارج على حد السواء.
(المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 20 جانفي 2009)
إلغاء عقوبة الإعدام أمر ممكن في عالمنا العربي
سفيان الشورابي 20/01/2009 يبدو أن الحكمة الدينية التي تقول أن ‘الكنيسة تمقت الدماء’ لم تكن كافية طيلة القرون الماضية لأن تمتنع الدولة عن اقتراف أكبر الجرائم وأفظعها: سلب الحياة من لدن الإنسان وهي التي لم تهبها إياه. وكان من البديهي على ما يبدو أن ننتظر النصف الثاني من القرن العشرين لكي يعي الضمير الإنساني خطورة ما يقترفه جهاز الدولة من أشنع الأعمال وهو التي تستند في شرعيتها بالأساس على الحفاظ على قداسة الحياة الإنسانية. في سنة 2007، صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية 104 أصوات مقابل 54 صوتا وامتناع 29 دولة عن التصويت، على دعوة أعضائها لوقف تنفيذ عقوبة الإعدام على اثر مسيرة طويلة تكاثفت خلالها مجهودات المنظمات غير الحكومية في مختلف أصقاع العالم للدفع في اتجاه الإلغاء النهائي لعقوبة الإعدام. وهو ما أشادت به منظمة العفو الدولية في حينه، وقالت في بيان لها أن: ‘الإلغاء العالمي لعقوبة الإعدام أمر ممكن’، في حين علّق التحالف العربي لمناهضة عقوبة الإعدام على ذلك معتبرا أن ذلك: ‘يسهم في تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها ويعطي دفعة جديدة لزيادة الجهود المبذولة دوليا وإقليميا، المناهضة لعقوبة الإعدام’. مسيرة عسيرة المشوار كان شاقا بحق، ذلك أنه بالرغم من أن أول دعوى لإلغاء الإعدام في العالم تعود إلى القرن الأول للميلاد في دولة سيريلانكا عندما قرر الملك أماندا غاماني إلغاء العمل بتلك العقوبة، فإنه كان لا بد من ترقب إشارة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر سنة 1948 إلى حق الإنسان في الحياة لكي تُطلق الدعوات الصريحة والواضحة من أجل أن تكف الحكومات عن تطبيق العقوبة السالبة للحياة. وهو ما جسمه عمليا البروتوكول الثاني الاختياري الملحق للعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، الذي بدأ نفاذه على الدول المصادقة عليه في 11 تموز (يوليو) 1991، والذي جاء في ديباجته أن ‘إلغاء عقوبة الإعدام يسهم في تعزيز الكرامة الإنسانية والتطوير التدريجي لحقوق الإنسان’، ونص في مادته الأولى على أنه: أ- لا يعدم أي شخص خاضع للولاية القضائية لدولة طرف في هذا البروتوكول ب- تتخذ كل دولة طرف التدابير اللازمة لإلغاء عقوبة الإعدام داخل نطاق ولايتها القضائية. إدراج مثل هذه الفصول القانونية، ولو أنها وردت في ملحق اختياري، يبرز تنامي الوعي لدى حكومات الدول والمؤسسات الأممية خلال تلك الحقبة بضرورة التدرج المرحلي نحو إلغاء هذه العقوبة التي أثبتت الدراسات وعمليات المسح الاجتماعي ضعف تأثيرها على التقليص من حجم الجريمة في الدول التي ما تزال تعمل بها. بل أن مقدار الخطورة يزداد ارتفاعا حيث تطالعنا دراسة أصدرتها منظمة العفو الدولية تقول فيها ‘أن 3 بالمائة من الذين يعدمون تثبت براءتهم بعد تطبيق الحكم عليهم’. وهو اجراء يبدي تفهما ملحوظا لصعوبة القطع الجذري والنهائي لمثل هذه العقوبة خصوصا بالنسبة للجرائم الخطيرة للغاية، إلا أن تغير مفهوم العدالة وعدم ثباته كان حافزا هاما لدعاة الإلغاء، وهو تحقق لهم في آخر المطاف.ففي آخر الإحصائيات الصادرة في شهر تشرين الأول (أكتوبر) 2008 تبرز من جهتها فعلا أن هناك رغبة في الحد من تطبيق الإعدام، حيث أن عدد الدول التي ألغت تلك العقوبة بلغت 92 دولة. التشريعات العربية ما تزال دون المأمول من جانبها، لم تعكس التشريعات العربية مثل هذا التطور الايجابي الذي شهدته المنظومة القانونية الدولية، وظل الجهاز القانوني في مجمله يطبق عقوبة الإعدام بشكل واسع النطاق. وتتضاعف أهمية الدعوة الموجهة إلى الحكومات العربية للكف عن تطبيق عقوبة الإعدام عندما نعلم أن غالبية الهيئات القضائية في الدول العربية لا تتمتع بالاستقلالية الكافية وتخضع لهيمنة السلطة التنفيذية التي تسطر أهم قراراتها، حيث يتم في غالب الأحيان إجراء محاكمات صورية لتصفية خصومها السياسيين بالأساس، يحرم أثنائها المتهمون من المحاكمات العادلة، ولا يتم التطبيق الصارم للقانون سواء أثناء التحقيق أو عند المحاكمة. القانون التونسي يطبق عقوبة الإعدام أما في تونس، فلا يبدو أن الوضع كان مختلفا كثيرا عما تعرفه بقية الدول العربية بالرغم من وجود الإرادة السياسية من أعلى هرم الســــلطة بتجــــميد تطبيق عقوبة الإعدام عند إصداره من طرف القضاء التونســي. إذ التزم الرئيس الحالي زين العابدين بن علي بعدم تنفيذ الأحكام القضائية التي تقضي بإعدام المتهمين، غير أنه وقع التخلي عن هذا التعهد في مناسبتين اثنتين (سنتي 1991 و 1992) وذلك نتيجة للضغط الإعلامي وتأثير الرأي العام اللذان أحاطا بجريمتي القتل في ذلك الوقت. التراجع في تطبيق تلك العقوبة يتجلى بوضوح عندما نعلم أن العدد الاجمالي للمحكوم عليهم بالإعدام منذ استقلال تونس في شهر آذار (مارس) 1956 إلى الآن بلغ 135 شخصا، نفذت أغلبها للقضاء على معارضين سياسيين في عهد الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة الذي تمت إزاحته عن الحكم في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) 1987. والمعلوم أن تطبيق عقوبة الإعدام في تونس تزامن مع نشأة الدولة المركزية في مفهومها الحديث، ففي دراسة هي الأولى من نوعها أعدها رجل القانون الدكتور عمر البوبكري تعرض فيها إلى الجذور التاريخية لتطبيق الإعدام من قبل القضاء التونسي في شكله الحديث. حيث ذكر أن تطبيق الإعدام في تونس كان يطبق في عدد كبير من الجرائم، ويتم تنفيذه على المتهمين في غالب الأحيان، وفق المعتقدات التي تؤمن بها الطوائف الدينية التي كانت تقطن البلاد (وهم المسلمون بدرجة أولى، ثم اليهود والمسيحيين الذين حافظوا على تواجدهم وأيضا على عادتهم وأنماط عيشهم منذ دخول المسلمين إلى منطقة شمال إفريقيا) إلى أن تم إصدار قانون الجنايات والأحكام العرفية في سنة 1861 الذي لطف من حدة القوانين الجنائية القديمة. حيث حدد الفصل 209 طريقة وحيدة لتنفيذ الإعدام، وهي قطع الرأس دون تعذيب ومن دون تمثل، ومنع الطواف بالمحكوم عليه بالإعدام في الأسواق (بعدما كان يتم التنكيل بالمحكومين عليهم)، إلا أنه سرعان ما تم تعليق العمل بهذه القوانين على اثر اندلاع انتفاضة اجتماعية سنة 1864 ضد حكم البايات آنذاك. وبعد الاستقلال في 20 آذار (مارس) 1956، تطورت المنظومة القانونية التونسية لكي تتلاءم مع الحقوق الطبيعية للإنسان المنصوص عليها في المواثيق والمعاهدات الدولية، وتخضع لشروط المحاكمة العادلة. إلا أن القانون التونسي ظل في جزء كبير منه يطبق عقوبة الإعدام على نطاق واسع بالرغم أنه حصر مجال تطبيقها وتنفيذها لإجراءات دقيقة. حيث أن المجلة الجنائية تضمنت 21 جريمة معاقب عليها بالإعدام رغم أن الدستور التونسي ينص في فصله (1-5 جديد) على أن الجمهورية التونسية تضمن: ‘الحريات الأساسية وحقوق الإنسان في كونيتها وشموليتها وتكاملها وترابطها’. وبالرغم من علوية هذا المبدأ الدستوري، فإن القانون التونسي بتضمنه لهذا الكم الهائل من الجرائم التي تعاقب بالإعدام وهو يطرح أكثر من نقطة استفهام حول درجة احترامه الكامل لحقوق الإنسان كاملة ويشحذ همة الحقوقيين ورجال القانون للضغط في اتجاه التخلي النهائي عن العمل بتلك العقوبة في مجمل القوانين التونسية. صحافي من تونس