Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
7 ème année, N° 2465 du 20.02.2007
اليوم الدولي لمساندة المساجين السياسيين في تونس: « من أجل إطلاق سراح المساجين السياسيين وسن قانون العفو التشريعي العام لفائدة ضحايا القمع في تونس » الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: بيـــــــــان الحياة: تونس: استكمال التحقيقات مع «المجموعة السلفية» وبين الموقوفين داعية «استشير» في تنفيذ هجمات الجزيرة.نت: مخاوف من تحول شمال أفريقيا لقاعدة للإرهاب البديـل: شاب تونسي يضرم النار في نفسه من اليأس أمام قصر الرئاسة بقرطاج آكي: إيطاليا تنظم ندوة حول الإسلام والديمقراطية آكـي: إيطاليا: احتجاج يهودي على دعوة الغنوشي إلى نابولي أم بي سي: الفيفا يرفض شرعية الاتحاد التونسي يو بي أي: تونس تشارك في ندوة مالطا حول المرأة العربية والأورمتوسطية يو بي أي: وزير تونسي يدعو الى حوار الحضارات كرد على فكرة حتمية صدامها يو بي أي: تونس تمنح شركة قبرصية رخصة جديدة للتنقيب عن النفط طارق العبيدي: ممنوع علني جدّا المنجي الفطناسي: صلاة الفجر مقياس حبك لله: جريمة جديدة وصفحة سوداء أخرى تضافان إلى سجل فرعون تونس الصباح: الحياة السياسية : مؤشرات انفتاح في المشهد السياسي… الصباح: عـودة إلـى: «التعدديـة النقـابيـة بتونــس» الصباح: العربية الفصحى أم الدارجة في الإشهار: أيهما أبلغ؟ الصباح : قناة حنبعل : بعد أن حققت «الصدمة» الضرورية.. ملاحظات للمستقبل الصباح :ندوة علمية دولية في تونس حول «الدين وثقافة السلوك الحضاري في المجتمع الانساني» اف ب: المحمودي: ليبيا لا تفرض تأشيرات دخول علي مواطني المغرب العربي الحياة : انفتاح ليبي في اتجاه تونس! مغاربية: العلاقات التونسية الليبية مقبلة على نقلة نوعية رشيد خشانة: المشرق العربي يغزو بلدان المغرب تلفزيونياً وثقافياً… واستثماراً رويترز : محاربون قدامى يطالبون بتعويضات عن تجارب نووية فرنسية في الجزائر رويترز : الجزائر تقوم بأول ترجمة للقرآن إلى الأمازيغية القدس العربي: الكاتب ابراهيم عيسي يصر علي تحديه وسخريته من النظام المصري برغم الصعوبات والملاحقات الحياة : استطلاع يظهر رفضاً في العالم لفكرة أن «صراع الحضارات» لا مفر منه توفيق المديني: لعنة « الذهب الأسود « في دلتا النيجر د. أبو خولة: إلى مؤتمر الدفاع عن الاقليات في زيوريخ عبدالإله بلقزيز: العرب وإيران: من الأمة إلى المذهب د. حمزة زوبع : اذا لم يبادر الاخوان بالتغيير سيفاجأون به
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
اليوم الدولي لمساندة المساجين السياسيين في تونس
الدورة السادسة
الجمعة 23 فيفري 2007 بباريس
« من أجل إطلاق سراح المساجين
السياسيين وسن قانون العفو التشريعي العام لفائدة ضحايا القمع في تونس »
تستعد تنسيقية الجمعيات التونسية والمغاربية والعربية بباريس بالتعاون مع الجمعيات الحقوقية في
تونس وبمساندة المنظمات الحقوقية الدولية والأحزاب والشخصيات الصديقة على الصعيدين العربي والدولي، لتنظيم فعاليات الدورة السنوية السادسة لليوم الدولي لمساندة المساجين السياسيين في تونس « من أجل إطلاق سراح المساجين السياسيين وسن قانون العفو التشريعي العام لفائدة ضحايا القمع في تونس ».
وقد بات من الأكيد أن تنظم الدورة السادسة هذه بأوسع نطاق ممكن والحال أنها تعقد في ظرف بالغ الخطورة نتيجة الصّدامات المسلحة التي شهدتها تونس أخيرا. وتسبب هذا الوضع في تكريس سياسة النظام القمعية ومزيد من خنق الحريات، في ظل تعتيم إعلامي تام. الأمر الذي يدعو جميع أطياف الحركة الديمقراطية وأصدقاء تونس إلى التعبئة والحذر الشديد.
وفي انتظار الإعلان عن برنامج فعاليات الدورة بتفاصيله وطبيعة التحركات المزمع انجازها في باريس تونس وفي باقي العواصم العربية والغربية، تقترح عليكم تنسيقية باريس الخطوط العريضة لمحتوى و أهداف هذا اليوم.
المحتوى: يمكن تركيز هذه الدورة على:
1- المساجين:
– مساجين حركة النهضة
– المساجين من ضحايا قانون « الإرهاب »
– السجين محمد عبو
2- أوضاع المساجين المسرحين
3- معانات عائلات المساجين
4- مسألة العفو التشريعي العام
الأهداف:
– ضمان صدى إعلامي مناسب لهذه المبادرة واستثمار الحملة الانتخابية الرئاسية بفرنسا من أجل الحصول على مواقف واضحة من طرف المرشحين مع الملف الذي يعنينا.
– تعزيز الاهتمام الدولي بهذا الملف.
– التعاون مع شركائنا في تونس لإحداث حركية (ديناميكية) وطنية مستمرة تطالب بـ » قانون العفو التشريعي العام لفائدة ضحايا القمع السياسي في تونس ».
وتدعوكم الجمعيات المبادرة بهذا المشروع إلى الانضمام إلى اللجنة التنظيمية أو إلى مساندة المبادرة، حتى تكون هذه الدورة السادسة حدثا له صدى واسعا وله نتائج معتبرة فيما يتعلق برفع الظلم المتمثل في سجن مواطنين بسبب أفكارهم أو خياراتهم السياسية.
الجمعيات المنظمة : لجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان في تونس , التضامن التونسي , اللجنة العربية لحقوق الإنسان ,صوت حر , فدرالية التونسيين من أجل مواطنة للضفتين , جمعية العمال المغاربة بفرنسا, اللقاء الثقافي الأوروبي العربي , جمعية الحقيقة والعمل , لجنة الدفاع عن الأستاذ محمد عبو, اتحاد العمّال المهاجرين التونسيين.
الجمعيات المشاركة : الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان , الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين, المجلس الوطني للحريات بتونس , الجمعية التونسية ضد التعذيب.
الأطراف المساندة : معا من أجل حقوق الإنسان , جمعية حقوق الشخص بالمغرب العربي (كندا) , التجمع من أجل الحريات بتونس (مرسيليا) , الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب (مصر) , الحركة المسيحية لمناهضة التعذيب (فرنسا) , الحزب الديمقراطي التقدمي , الحزب الشيوعي الفرنسي , الحملة الدولية لحقوق الانسان بتونس , الرابطة الاشتراكية الدولية, , السيد جوزي بوفي , السيد روبر برات, السيدة بورفو كوهين سيات نيكول, السيدة بومدين-تيري عليمة , السيدة مونيك سيريزيي بن قيقة , الشبكة الأورو متوسطية لحقوق الانسان , المؤتر من أجل الجمهورية, المرصد الدولي لحقوق الانسان (هيومن رايتس ووتش) , المركز الدمشقي للدراسات النظرية و الحقوق المدنية (السويد) , المنظمة الدولية لمناهضة التعذيب , تجمع 18 أكتوبر للحقوق و الحريات (تونس), تجمع محامي المتهمين بالمحكمة العسكرية بتونس صائفة1992 , حركة النهضة, حزب الخضر , حزب العمال الشيوعي التونسي , حقوق الإنسان أولا في السعودية (الرياض) , رابطة حقوق الانسان ,شبكة جمعيات اكس-مرسيليا, لجان إحياء المجتمع المدني في سورية (دمشق) ,لجنة الدفاع عن الاستاذ الدكتور المنصف بن سالم , لجنة الدفاع عن السجناء والأسرى في العراق (بغداد) , مؤسسة الضمير للدفاع عن حقوق الإنسان (غزة) , مؤسسة حرية الرأي والتعبير ,مراسلون بلا حدود ,مركز النديم لإعادة تأهيل ضحايا العنف (مصر) ,مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان (عمان) , مركز ما بين الشعوب الاعلامي (قرنوبل) ,منظمة الكرامة للدفاع عن حقوق الإنسان (جنيف) ,موقع صدى للحقوق والحريات (مدريد) , نقابة القضاة , نقابة المحامين (فرنسا) , التكتل الديموقراطي من أجل العمل والحريات , جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب , المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف , تنسيقية أبناء و أقارب المساجين السياسيين, المركز التونسي لإستقلال القضاء.
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
تونس في 19/02/2007
بيـــــــــان
أصدرت الدائرة المدنية الأولى بالمحكمة الإبتدائية بتونس يوم السبت 17 فيفري 2007 الحكم في القضيتين اللتين كان رفعهما عدد من المنتمين إلى الحزب الحاكم، التجمع الدستوري الديمقراطي ،لإلغاء الدعوتين اللتين كانت الهيئة المديرة للرابطة وجهتهما في سبتمبر 2005 ثم في ماي 2006 لعقد المؤتمر الوطني السادس للرابطة .
وقد قضت المحكمة »إبتدائيا بإبطال الدعوة الموجهة من الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان لعقد مؤتمر الرابطة أيام 09 و 10 و 11 سبتمبر 2005 وكل ما ينتج عنها من قرارات وأشغال وهيئات وحمل المصاريف القانونية عليها …مع الإذن بالنفاذ العاجل ». ( أما الحكم الثاني فهو بنفس الصيغة مع تغيير بخصوص تاريخ المؤتمر الذي تلغى الدعوة له وهو تاريخ 27 و 28 ماي 2006) .
وقد كان متوقعا أن يكون الحكم بهذه الصيغة فمنذ المؤتمر الوطني الخامس المنعقد في نهاية أكتوبر 2000 قامت السلطة بواسطة المنتمين إلى حزبها بأربعة وثلاثين قضية ضد الرابطة ( من إستعجالـــي إلى إبتدائي ، إلى إستئناف ، إلى تعقيب ) صدرت فيها دائما وبدون أي إستثناء أحكام لفائدة المدعين .
وكانت الهيئة المديرة أعلنت منذ فيفري 2006 أنها لم تعد معنية بهذه القضية بعد أن تبين بما لا يدع مجالا للشك أن السلطة أحكمت سيطرتها على القضاء ، وتسخره لتصفية الجمعيات والمنظمات المستقلة دون إحترام لأبسط قواعد المحاكمة العادلة خاصة وأن البوليس يمنع كل مرة أعضاء الهيئة المديرة للرابطـــة ( وهم المدعى عليهم حسب عريضة الدعوى ) وغيرهم من الرابطيين والنشاط الحقوقيين والسياسيين من الدخول إلى المحكمة .
ويهم الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أن تعلن من جديد رفضها لمثل هذه الأحكام التي لا تعدو أن تكون » قرارات سياسية مغلفة قضائيا ».
وتؤكد إصرار الرابطيات والرابطيين على التمسك بحزم بمنظمتهم والدفاع عن إستقلاليتها وبقائها مدافعة عن حقوق الإنسان .
وتذكر الهيئة المديرة بأن السلطة لم تنتظر هذا الحكم فقد حاصرت قوات كبيرة من الأمن مقر الرابطة في سبتمبر 2005 ، وماي 2006 ، لتمنع عقد المؤتمر ، كما أنها قامت ومنذ ذلك الحين ودون أي سند قانوني بإغلاق مقرات فروع الرابطة ومنع أي كان من الدخول إليها كما أنها تحاصر المقر المركزي بإستمرار وتمنع إقامة أي نشاط به ، كما تعترض سبيل زائريه إما لمنعهم من الدخول أو لإستجوابهم عن سبب مجيئهم وتحذيرهم مغبة العودة إليه ثانية ، وفي نفس الوقت تصادر بريد الرابطة وتمعن في التضييق على اتصالاتها عبر الأنترنيت .
وتذكر الهيئة المديرة أن هذه الأحكام المجحفة تأتي في الوقت الذي ما انفكت فيه الرابطة بمختلف هياكلها تدعو السلطة للحوار لإيجاد الحلول لكل الإشكالات العالقة في إطار إستقلالية منظمتنا وإحترام طبيعتها ، وكذلك في الوقت التي ترفع فيه أصوات كثيرة حتى من داخل السلطة نفسها للإنفتاح على منظمات المجتمع المدني المستقلة والأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية وتشريك المجتمع بكل مكوناته في مواجهة الأخطار التي تواجه البلاد ، وإطلاق الحريات العامة واحترام الحقوق الأساسية للمواطنين.
والهيئة المديرة إذ تشكر كل الرابطيات والرابطيين وأصدقاءها في تونس وفي الخارج على وقوفهم إلى جانبها ، فإنها تهيب بالجميع مواصلة دعمهم ووقوفهم ضد محاولات السلطة للإجهاز على الرابطة وإنهاء دورها وتصفية الجمعيات والمنظمات المستقلة أو شل حركتها باستعمال مختلف الوسائل الأمنية والقضائية .
عـن الهيئـة المديـرة
المختـار الطريفــي
رئيـــس الرابطــة
الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة بنزرت دعـــوة يسر جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي دعوتكم لحضور ندوة حول «
الوضع الاجتماعي و آفاق التشغيل
» ينشطها الدكتور فتحي التوزري
وذلك يوم السبت 24فيفري2007 الثالثة بعد الزوال بمقرها الكائن ب40 نهج بلجيكا بنزرت .
تونس: استكمال التحقيقات مع «المجموعة السلفية» وبين الموقوفين داعية «استشير» في تنفيذ هجمات
تونس – الحياة أفاد محامون أن المشتبه بضلوعهم في الاشتباكات مع الجيش وقوات الأمن مطلع العام في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس أحيلوا على القضاء منذ أواخر الشهر الماضي، وأكدوا أن التحقيقات معهم استُكملت من دون السماح للمحامين بحضورها. وأضافوا أن بين المعتقلين الداعية التونسي الخطيب الإدريسي، وهو من رموز التيار السلفي في البلد، ونجله. وأوضحوا أن اسمه ورد لدى استنطاق المجموعة المتّهمة بالتدبير لعمليات مسلحة قيل إنها كانت تستهدف السفارتين الأميركية والبريطانية وديبلوماسيين أجانب لم يمط اللثام عن هوياتهم، غير أن محامين اطلعوا على الملفات نفوا وجود تهم من هذا النوع. وأفاد مصدر مطلع أن عناصر الجماعة السلفية المسلحة التي لم يتسن معرفة اسمها، استشاروا الإدريسي في العمليات التي كانوا يعتزمون تنفيذها فنصحهم بالعدول عنها. وكان الخطيب الإدريسي، وهو رجل ضرير، عمل ممرضاً في السعودية وتتلمذ على يد علماء سعوديين بارزين، قبل أن يعود إلى تونس ويستقرّ في قريته سيدي علي بن عون في محافظة سيدي بوزيد وسط البلد. كذلك أكد محامون أن بين المتهمين فتاة تدعى سندس الرياحي أخلي سبيلها وستمثل أمام المحكمة في حال سراح. وفي سياق متصل، قضت المحكمة العسكرية في العاصمة تونس السبت الماضي بسجن ثمانية شبان بين خمس سنوات وثماني سنوات بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية، في خامس محاكمة من نوعها منذ مطلع السنة. كذلك مثل في اليوم نفسه 14 شاباً تراوح سنّهم بين 20 و25 عاماً، أمام المحكمة الجنائية في العاصمة تونس بتهمة الانتماء إلى تنظيم ارهابي، وقررت المحكمة إرجاء النظر في قضيتهم إلى 24 آذار (مارس) المقبل. من جهة أخرى، أفاد محامو خالد العيوني المعتقل بموجب قانون مكافحة الإرهاب، أن محققين أميركيين استجوباه يوم 29 كانون الثاني (يناير) الماضي بسبب الاشتباه في أن تكون له صلة بـ «عملية الأنفاق» التي يُزعم انها فشلت قبل أكثر من سنتين في نيويورك. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 فيفري 2007)
مخاوف من تحول شمال أفريقيا لقاعدة للإرهاب
سلطت الصحف الأميركية اليوم الثلاثاء في تقاريرها من شمال أفريقيا الضوء على « الشبكات الإرهابية » والمخاوف مما تشكله من تهديد لأوروبا وأميركا معا، كما استعرضت مقالا يتناول فيه كاتبه تورط سوريا في نشاطات « إرهابية » مع القاعدة ضد أميركا وحلفائها. شمال أفريقيا والإرهاب حاولت نيويورك تايمز أن تسلط الضوء في تقريرها من تونس على دور الجماعات الإسلامية من الجزائر في شن هجمات على المصالح الأميركية والأوروبية في تونس، مستشهدة بالاشتباكات المسلحة التي وقعت هناك في يناير/كانون الثاني وأسفرت عن مقتل عشرات المسلحين وعنصرين بالشرطة التونسية. وقالت الصحيفة إن الخطة كانت تقتضي شن الهجوم على السفارات الأميركية والبريطانية في تونس، مشيرة إلى أن الجانب المقلق بهذه القضية هو أن العنف بهذه المنطقة الهادئة يأتي عبر الحدود من الجزائر حيث تعهدت منظمة إسلامية « إرهابية » بتوحيد الجماعات الراديكالية في شمال أفريقيا. ونسبت إلى مسؤولين في مكافحة الإرهاب بثلاث قارات قولهم إن الاضطراب في تونس آخر الأدلة على أن الجماعة الجزائرية المعروفة بتاريخ طويل من العنف تعمل على الإيفاء بوعدها أي تنظيم متطرفين عبر شمال أفريقيا، وضم ما تبقى من عناصر تنظيم القاعدة إلى قوة جهادية دولية جديدة. ووفقا لمسؤولين حكوميين وعسكريين أميركيين ومسؤولين فرنسيين ومدعين عامين إيطاليين وخبراء جزائريين بالإرهاب، كانت نيويورك تايمز التقت بهم لصالح هذا التقرير، فإن شمال أفريقيا قد يصبح منطقة على غرار أفغانستان لتزويد الإرهابيين. وأشاروا إلى أن ما يقلقهم هو أن معظم المجتمعات الأفريقية لديها جذور عميقة في أوروبا مما يسهل الدخول إليها، ولن يقل هذا التهديد خطورة عنه بالنسبة للولايات المتحدة بسبب يسر حصول حاملي الجوازات الأوروبية على تأشيرات دخول إلى المدن الأميركية. وتابعت الصحيفة أن الجماعة الجزائرية السلفية المعروفة بالحروف الفرنسية الأولى (G S P C) خضعت لمراقبة الأميركيين لعدة سنوات. المجاهدون المغاربة وفي موضوع ذي صلة، تحدثت واشنطن بوست عن استمالة الشباب المغاربة للانخراط في العمليات الجهادية، مسلطة الضوء على بلدة تطوان المغربية حيث تمكن 18 مواطنا من تلك البلدة والمناطق المجاورة من السفر إلى العراق في الأشهر الـ18 الماضية للتطوع بتنفيذ عمليات « انتحارية ». وقالت السلطات المغربية إن هؤلاء الرجال تم تجنيدهم من قبل شبكات إرهابية دولية تنتسب إلى تنظيم القاعدة كانت قد عمقت جذورها شمال أفريقيا منذ الغزو الأميركي للعراق. وتحت ضغوط أميركية، حاولت السلطات المغربية أن تضع حدا لتجنيد المواطنين حيث قامت باعتقال أكثر من 50 شخصا منذ نوفمبر/تشرين الثاني. وأشارت الصحيفة إلى أن المغرب ودول الجوار وجدت صعوبة في كبح المسلحين، لافتة النظر إلى أن عدة شبكات كانت تعمل بشكل مستقل شمال أفريقيا وضعت خلافاتها جانبا ورصت صفوفها وسط استمرار العنف في العراق. ومضت تقول إن القائمين على التجنيد ركزوا على بلدة تطوان لوجود العديد من المساجد « المتطرفة » ولقربها كذلك من أوروبا. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 20 فيفري 2007 نقلا عن الصحافة الأمريكية)
شاب تونسي يضرم النار في نفسه من اليأس أمام قصر الرئاسة بقرطاج
محمد بن غرسالله هو شاب تونسي من مواليد 1972 بالشراردة، انقطع عن الدراسة في السنة الخامسة من التعليم الثانوي وبقي عاطلا عن العمل لسنوات طويلة. خطب فتاة منذ ثماني (8) سنوات، لكنّه لم يتمكن من الزواج منها بسبب البطالة. أعطاه عمّه قطعة أرض فلاحية بها 100 شجرة زيتون من أجل مساعدته على الخروج من الفاقة. قدّم محمد بن غرسالله مطلب قرض في 100 ألف دينار إلى البنك الوطني الفلاحي من أجل بعث مشروع، إلا أنّ مطلبه قوبل بالرفض بتعلة أنّ المبلغ كبير ولا يناسب قيمة العقار (قطعة الأرض) الذي قدّمه كضمانة للقرض. و لمساعدته على الحصول على القرض أعطاه أبوه قطعة أرض أخرى مساحتها بين 8 و10 هكتارات، فقدّم محمد بن غرسالله مطلب القرض من جديد وبقي ينتظر حتى أعلمه البنك يوم 31 جانفي برفض مطلبه مرة ثانية. توجّه الشاب يوم الإثنين 12 فيفري 2007 إلى العاصمة حاملا معه ملفه قصد مقابلة وزير الفلاحة ليطرح عليه مشكلته، لكنّه لم يتمكن من مقابلته وكل ما حصل عليه هو مقابلة أحد الموظفين بالوزارة الذي قال له أنّه لا يمكنه مساعدته في شيء. فما كان منه إلا أن توجه في اليوم الموالي، أي الثلاثاء 13 فيفري، إلى قصر قرطاج حيث مكث طيلة اليوم أمام القصر طالبا من الحراس تمكينه من مقابلة الرئيس بن علي دون جدوى. وكان يعود أمام القصر كلما أبعده الحراس، وقد دام ذلك كامل اليوم. عاد محمد بن غرسالله من الغد أمام قصر قرطاج، وأغلق هاتفه النقال على عكس اليوم الأول حيث تمكن أخوه من مخاطبته عديد المرات. وتفيد المعلومات التي تحصلت عليها عائلته من طرف الشرطة، أن محمد حمل معه يومها قارورة بنزين وهدّد بحرق نفسه إذا لم يستجب الأعوان إلى طلبه. وأمام إصرار هؤلاء على منعه من مقابلة بن علي، شرب نصف القارورة ثم سكب نصفها الآخر على جسمه وأضرم النار في نفسه ممّا أدى إلى وفاته. وعلى إثر الحادثة اتصل أعوان الأمن بعائلته وأجرت شرطة المرسى بحثا مع شقيقه الأكبر لمعرفة هل أنّ الضحية كان يعاني من أمراض عصبية أو نفسية، فأجابهم بالنفي وأكد أنّ أخاه كان في صحة جيدة، وكل ما كان يعاني منه هو البطالة ورفض مطلب القرض. تسلمت العائلة جثة ابنها يوم الجمعة الفارط في مستشفى شارل نيكول بالعاصمة، وقد لاحظت أنها تحمل حروقا عديدة. وتم الدفن يوم السبت ظهرا بالشراردة. لقد أصيبت عائلة الضحية بصدمة كبرى من جراء ما حدث لابنها وهي اليوم تطالب بفتح تحقيق للوقوف على ظروف وفاته. إن هذه المأساة ليست سوى شهادة إضافية لليأس الذي يعاني منه شبابنا جراء السياسة الاقتصادية الفاشلة والمدمرة التي تتبعها سلطة 7 نوفمبر. وهي ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها مواطن إلى إضرام النار في نفسه من جراء البطالة وانسداد الآفاق، فكلنا يتذكر مأساة علي الورغي الذي أضرم النار في نفسه يوم 12 مارس 2006 أمام معتمدية ماطر ومات هو الآخر متأثرا بحروقه بعدما يئس من الحصول على شغل يمكنه من إعالة أطفاله الأربعة. (المصدر: « البديـل »، موقع حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 19 فيفري 2007) الرابط: http://www.albadil.org/article.php3?id_article=990
إيطاليا: (آكي) تنظم ندوة حول الإسلام والديمقراطية
روما (19 شباط/ فبراير) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء – تنظم (آكي) ندوة بعنوان « مسلمون وديمقراطيون » صباح الخميس 22 من الشهر الجاري، على الساعة 10:30، بمقر الوكالة في روما. ويشارك في الندوة، التي يديرها نائب مدير (آكي) ماريو نورديو، كل من لامبيرتو ديني رئيس اللجنة الدائمة للشؤون الخارجية لدى مجلس الشيوخ الإيطالي، جون إسبوزيتو الأستاذ بجامعة جورج تاون في واشنطن ومؤسس مركز التفاهم الإسلامي المسيحي في الجامعة نفسها، هبة رؤوف عزت أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة وهي إحدى مؤسسي موقع (إسلام أون لاين) المعروف، إبراهيم كالين مدير مؤسسة (سيتا) للأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تركية، سارة جوزيف مديرة (إيمل ماغازين) من بريطانيا، ماركو مينّيتي نائب وزير الداخلية الإيطالي. وتأتي هذه الندوة تمهيدا لندوة ثانية ستعقد في مدينة نابولي يومي 23-24 من الشهر الجاري، بعنوان « إعطاء صوت للديمقراطيين المسلمين »، والتي سيشارك فيها المفكر السويسري المسلم طارق رمضان، وهي من تنظيم (الجامعة الشرقية) بنابولي، ومؤسسة (المتوسط)، ومركز الأمير الوليد بن طلال للتفاهم الإسلامي المسيحي. (المصدر: وكالة « آكـي » الإيطالية للأنباء بتاريخ 19 فيفري 2007) الرابط: http://www.adnki.com/index_2Level_Arab.php?cat=Religion&loid=8.0.387393031&par=0
إيطاليا: احتجاج يهودي على دعوة الغنوشي إلى نابولي
روما (19 شباط/ فبراير) وكالة (آكي) الايطالية للأنباء – أطلق رئيس (اتحاد الشباب اليهود) في إيطاليا ناحوم دانيال نداء للجامعة الشرقية بنابولي (جنوبي إيطاليا) ومحافظة كامبانيا للعدول عن دعوة راشد الغنوشي، زعيم (حركة النهضة) التونسية المعارضة المحظورة، لحضور الندوة التي ستجري فعالياتها في نابولي يومي 23-24 من الشهر الجاري، بعنوان « إعطاء صوت للديمقراطيين المسلمين ». واعتبر ناحوم، في بيان له، هذه الدعوة « مسيئة »، لأن الغنوشي في نظره شخص « لا يمت للديمقراطية بصلة، ويدعو إلى قتل النساء والأطفال الإسرائيليين ». هذا وعلما وأن أصوات الاحتجاج ارتفعت أولا من قبل الصحفي مجدي علام في صحيفة (كورييري ديلا سيرا) منذ شهر، حيث اعتبر الغنوشي شخصا « خطيرا »، نظرا لمواقفه من الصراع العربي الإسرائيلي والدولة التونسية. وسيشارك في الندوة أيضا المفكر السويسري المسلم طارق رمضان، بالإضافة إلى جون إسبوزيتو الأستاذ بجامعة جورج تاون في واشنطن ومؤسس مركز التفاهم الإسلامي المسيحي في الجامعة نفسها، هبة رؤوف عزت أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة وهي إحدى مؤسسي موقع (إسلام أون لاين) المعروف، إبراهيم كالين مدير مؤسسة (سيتا) للأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تركية، وغيرهم. (المصدر: وكالة « آكـي » الإيطالية للأنباء بتاريخ 19 فيفري 2007) الرابط: http://www.adnki.com/index_2Level_Arab.php?cat=Religion&loid=8.0.387393131&par=0
طالبًا بإجراء انتخابات
الفيفا يرفض شرعية الاتحاد التونسي
تونس- سليم بوخذير حسم الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) مسألة شرعية الاتحاد التونسي لكرة القدم عن طريق إصدار قرار بالدعوة لإجراء انتخابات لأعضاء مجلس الإدارة في كل المناصب. وقال مصدر مسئول رفض ذكر اسمه لـmbc.net يوم السبت (17-2-2007): إن الفيفا وجَّه مؤخرا خطابا رسميا إلى الاتحاد التونسي يطلب منه إجراء انتخابات فورية لكل المناصب بدون استثناء، رافضا الاعتراف بشرعية الاتحاد الحالي؛ لأن أعضاءه ليسوا كلهم مُنتخبين. ويرأس الاتحاد التونسي حاليا علي الأبيض الذي يقود مجلسًا معظمه من المعينين؛ الأمر الذي يرفضه الفيفا. وأضاف المصدر أن الاتحاد الدولي ألزم الاتحاد التونسي باعتماد نظام القوائم في هذه الانتخابات من أجل اختيار مجلس إدارة منتخب بشكل كامل. (المصدر: موقع أم بي سي.نت بتاريخ 17 فيفري 2007) الرابط: http://www.mbc.net/2007/02/17/s.009/article.html
تونس تشارك في ندوة مالطا حول المرأة العربية والأورمتوسطية
تونس / 20 فبراير-شباط / يو بي أي: تشارك تونس في تنظيم ندوة المرأة العربية والأورمتوسطية التي بدأت أعمالها اليوم الثلاثاء في العاصمة المالطية-فاليتا- تحت شعار » شراكة وتنمية في عالم متحول« . وجاء في ورقة تقديمية لهذه الندوة وزعت اليوم بتونس أن سلوى العياشي اللبان وزيرة شؤون المرأة والأسرة التونسية،ورئيسة المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية تشارك في هذه الندوة إلى جانب بقية أعضاء المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية،والمنجي بوسنينة المدير العام لمنظمة الألكسو،وسكينة بوراوي المدير التنفيذي لمركز المرأة العربية للتدريب والبحوث « كوثر« . كما يشارك في هذه الندوة العديد من المسؤولين عن شؤون المرأة في الدول العربية وبعض الدول الأورومتوسطية،إلى جانب عدد هام من الخبراء من برنامج »يونيفام » بالمغرب العربي،ومركز « شمال-جنوب »التابع للمجلس الأوروبي،ولجنة « تكافؤ الفرص بين المرأة والرجل » التابعة للجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي. وأوضحت أن هذه الندوة التي ستتواصل أعمالها على مدى يومين،تهدف إلى تعزيز الجهود الرامية إلى التّعريف بمنظمة المرأة العربية كآلية محورية مشتركة تعمل من أجل النهوض بأوضاع المرأة في المجتمعات العربية وتغيير الصورة النمطية عن المرأة العربية. كما تهدف هذه الندوة التي سيختتم أعمالها وزير الخارجية المالطي مايكل فرندو،إلى التأكيد على أن الشراكة والتعاون الإقليمي إنما هو « جزء لا يتجزأ من منظومة شاملة للتنمية والإصلاح،أهم مكوناتها النهوض بأوضاع المرأة في المنطقة العربية-الأورومتوسطية ضمن إطار رؤية تضامنية لبناء المستقبل المشترك« . ويتضمن جدول أعمال هذه الندوة بحث ومناقشة جملة من المحاور منها »المرأة وتحديات التنمية والعولمة »،و »المرأة والشراكة العربية والأوربية:الواقع والآفاق »،و »حوار الثقافات والتنمية المتضامنة:أي دور للمرأة العربية والأورو-متوسطية في عالم متغير؟ »بالإضافة إلى تنظيم مائدة مستديرة موضوعها « حوار من أجل بلورة صيغة عملية للشراكة والتضامن بين النساء فى المنطقة العربية والأورمتوسطية« . وينتظر أن يتم في ختام هذه الندوة الإعلان عن تأسيس « شبكة نسائية عربية-متوسطية تضامنية »كآلية تنسيق ومتابعة بهدف تفعيل العمل في مجال المرأة بين ضفتي المتوسط. يشار إلى أن تونس تتولى منذ شهر مارس/آذار من العام الماضي رئاسة المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية الذي يتألف من مندوبين عن الدول العربية الأعضاء أي لبنان والبحرين ومصر والجزائر والأردن وسورية والمغرب.
وزير تونسي يدعو الى حوار الحضارات كرد على فكرة حتمية صدامها
تونس / 20 فبراير-شباط / يو بي أي: اعتبر وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا الأزهر بوعوني أن حوار الحضارات هو الرد الضروري على فكرة حتمية صدامها. وقال بوعوني في كلمة إفتتح بها اليوم الثلاثاء ندوة دولية حول مسألة « الدين وثقافة السلوك الحضاري في المجتمع الإنساني »إن « السياق العالمي المهدد بتأزم العلاقة بين الإسلام والغرب يحتم السعي إلى مزيد إبراز القيم الإسلامية النبيلة الداعية إلى التسامح والإعتدال والحوار« . واعتبر في هذا السياق أن السلوك الحضاري في العالم المتعدد الثقافات والحضارات يعد « آلية ضرورية للتواصل بين مختلف المعتقدات والرؤى البشرية بالإستناد إلى الوعي الوجودي بمنزلة الإنسان في عالم واحد ومتفتح على الأعراق والألسن البشرية ضمن مواطنة إنسانية جامعة ومتنوعة ومتناغمة« . ومن جهته أشار هاردى اوستري الممثل الإقليمي لمؤسسة « كونراد ادناور » الألمانية إلى التداخل بين مفهومي الثقافة والدين اللذين ساهما في التأسيس لمختلف الحضارات والمجتمعات الإنسانية و التطور الفكري والأخلاقي. وشدد في كلمة ألقاها خلال الجلسة الإفتتاحية على أهمية دور الثّقافة والدين،وتأثيرهما على الصعيد الدولي لجهة رفع التّحديات المطروحة في عصر العولمة من خلال ترسيخ مبادئ العدالة والسلم وإحترام حقوق الإنسان. يشار إلى أن هذه الندوة الدولية التي ستتواصل أعمالها على مدى ثلاثة أيام،ينظمها المعهد الأعلى لأصول الدين بتونس التابع لجامعة الزيتونة بالتعاون مع مؤسسة « كونراد ادناور » الألمانية،بمشاركة أكاديميين وخبراء من تونس وعدد من الدول العربية والأوروبية. ويتضمن جدول أعمال الندوة بحث ومناقشة جملة من المحاور التي تتصل بالدين والحضارة وثقافة السلوك الحضاري في الشرائع السماوية،وفي القانون،وفي مناهج التعليم،ومدى علاقتها بتعايش الثقافات في العالم.
تونس تمنح شركة قبرصية رخصة جديدة للتنقيب عن النفط
تونس / 20 فبراير-شباط / يو بي أي: أعلنت الحكومة التونسية أنها منحت رخصتين للتنقيب عن النفط والغاز في البلاد للشركة النفطية القبرصية « زارات ليميتيد » فرع « ميداكس بيتروليوم »،والشركة التونسية للنشاطات البترولية. وقالت وكالة الأنباء التونسية الحكومية مساء اليوم الثلاثاء إن عفيف شلبي وزير الصناعة والطاقة التونسي وقع على إتّفاقيتي الرخصتين مع خالد بالشيخ الرئيس المدير العام للشركة التونسية للنشاطات البترولية وطارق مكادة رئيس شركة « زارات ليميتيد« . وأوضحت أن الرخصة الأولى تحمل إسم « رمادة » وتغطي مساحة 3796 كيلومترا مربعا،بينما تحمل الرخصة الثانية إسم « زعفران » وتغطي مساحتها 5168 كيلومترا مربعا من محافظة قبلي الواقعة على بعد 460 كيلومترا جنوبي تونس العاصمة. وأضافت أن إتفاقيتي الرخصتين اللتين تقدر إستثمارتهما بنحو 13 مليون دولار،تنصان على القيام بمسح على إمتداد 300 كيلومتر، بالإضافة إلى حفر بئر إستكشافية لكل رخصة. ويأتي الإعلان عن الإتفاقيتين بعد أقل من أسبوعين على دخول أكبر حقل لإنتاج النفط في تونس حيز الإنتاج،وإعلان المجموعة البترولية الإيطالية « إيني » عن إکتشاف ابار نفطية في تونس يمکنها إنتاج أکثر من خمسة آلاف برميل يوميا. وكانت السلطات التونسية قد أعلنت في وقت سابق أن حقل « أوذنة » لاٍنتاج النفط الواقع في خليج الحمامات على بعد نحو 80 كيلومترا شمال شرقي تونس العاصمة قد دخل طور الإنتاج بطاقة تقدر بنحو 15 ألف برميل يوميا. وقدرت تكلفة إنجاز هذا الحقل الذي تشرف عليه الشركة النفطية السويدية « لوندينبتر بتروليوم »،والشركة الصينية »أطلنتيس »،في حدود 130 مليون دولار. ومن جهتها أعلنت المجموعة البترولية الإيطالية « إيني » أن التوقعات الخاصة بإنتاج حقول النفط « کرمة ـ 1 » الواقعة في جنوب تونس أظهرت أن طاقة إنتاج هذه الآبار تقارب أربعة آلاف برميل نفط يوميا، بينما تقدر طاقة إنتاج الحقل النفطي « نخيل ـ 1 » بنحو 1200 برميل يوميا من النفط الخام ذي الجودة العالية. يشار إلى أن عدد الشركات والمؤسسات التي تقوم بأعمال إستكشاف وتنقيب عن النفط والغاز في تونس وصل إلى 50 شركة أجنبية ومحلية، بحجم إستثمارات تقدّر بحوالي 200 مليون دولار.
اليوم 19/02/2007 و على الساعة 19:15 توجّهت كما تعوّدت منذ قرابة الشهر إلى المركز العمومي للأنترنات الكائن بنهج الجزائر بمدينة الكاف، و بعد أن جلست إلى أحد أجهزته و بمجرّد أن فتحت علبة رسائلي الإلكترونيّة، باغتتني صاحبته السيّدة بربوش بالصياح و العياط بأعلى صوتها و على مرأى و مسمع الحاضرين المكتضّ بهم المكان، « مش نبّهت عليك ما عادش تدخل لمحلي » « إنت تنتمي إلى منظمات و تقرى في الممنوعات واك النهار طبعت أمور ممنوعة »، و عديد العبارات الأخرى من هذا القبيل. ثمّ ختمت « إتفضّل سامحني و ما عادش دجيني » و دفعتني بيدها إلى الخارج. ثمّ لحقتني إلى المدرج و قالت بأ نّها فعلت ذلك لكونها « تخاف على خبزتها ».
يبدو أنّ البوليس السياسي و ملّيشيا الحزب الحاكم لاموها على دخولي إلى مركزها العمومي لا الخصوصي و دفعوها دفعا إلى التعبير عن عدم رضاها بذلك، فلم تجدّ من حيلة غير التعبير عن موقفها بشكل علني جدّا.
علما بأنّه لم يسبق لهذه المرأة أن نبّهتني بالحسنى إلى عدم رغبتها في إرتيادي محلّها العمومي لا الخصوصي. و أنّ الممنوعات التي تحدّثت عنها هي الحوار الذي أجرته حوار نت مع السيد عمر المستيري.
طارق العبيدي محام بالكاف
صلاة الفجر مقياس حبك لله
جريمة جديدة وصفحة سوداء أخرى تضافان إلى سجل فرعون تونس
المنجي الفطناسي ففي إطار الحرب المستمرة بلا هوادة على الإسلام وأهله أقدم رئيس مركز شرطة الحنشة ومجموعة من أعوان إبليس على منع المصلين الذين هم دون سن الأربعين من آداء فريضة الفجر اقتداءا بإخوانهم الصهاينة في المسجد الأقصى. وقد ارتأيت في هذا الصدد وتضامنا مع ضحايا إرهاب الدولة في تونس أن أنقل لكل قراء الموقع الأعزاء بعض المقالات الجيدة التي تبرز أهمية وقيمة وعظمة صلاة الفجر في حياة المسلمين إيمانا مني أن أفضل طريقة لمواجهة جرائم السلطة هي المزيد من التردد على المساجد لآداء صلاة الفجر. وكما خسر أعداء الإسلام في تونس معركة الحجاب في رمضان الفارط فإنهم سيخسرون بإذن الله معركة صلاة الفجر ( إن كيد الشيطان كان ضعيفا ) ( إن موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب ) كانت سعادة ذلك الشاب عظيمة حينما وافقت الشركة ذائعة الصيت على تعيينه بها .. وانطلق يطير فرحا .. فهو الوحيد من بين أقرانه الذي نال تلك الوظيفة .. وقد أمضى ذلك العقد الذي يقضي بموافقته على الالتزام بمواعيد العمل وتقديم التقارير أسبوعيا عن نشاطه وأدائه .. وموافقته على محاسبته عند التقصير … مضت أيام .. وذهب الشاب لمديره .. قائلا له : إنني لن أواظب بداية من الغد على الحضور في الميعاد .. ولن ألتزم بتقديم التقارير في الوقت المحدد بل سأقوم بتأخيرها بعض الشيء .. ولكنني لن أسمح لكم بمحاسبتي .. بل ليس لكم الحق في طردي من العمل إننا إن تخيلنا هذا الموقف سوف نضحك ساخرين من ذلك الشاب وسيصفه البعض بالجنون والحماقة .. فكيف يريد أخذ حقوقه دون تأدية الواجبات التي عليه ؟ فما بال الكثير منا يرتكب نفس الفعل العجيب .. بل وأقسى منه .. فهو يرتكبه في حق الله سبحانه وتعالى .. فكيف يسمح شخص عاقل لنفسه .. أن يتنعم بكل ما حوله من نعم الله سبحانه وتعالى .. من طعام وشراب وكساء ومتع الدنيا .. ثم لا يقدّم لله أبسط الواجبات التي أمره بها .. ألا وهي الصلاة ؟ وإذا قدمها له قدمها في غير وقتها … ينقرها كنقر الديكة .. لا يخشع فيها ولا يدرك ما يردد .. في استطلاع للرأي شارك فيه أكثر من 8800 زائر لموقع إذاعة طريق الإسلام .. سئل فيه زوار الموقع عن كم يوما صليت فيه الفجر حاضرا خلال الأسبوع الماضي، ولم نشترط فيه الصلاة بالمسجد .. فكانت النتيجة مخيبة للآمال .. فهناك 34 بالمائة لم يصلوا الفجر حاضرا في أي يوم، بينما 15 بالمائة صلوه مرتين أو مرة طوال الأسبوع، و19 بالمائة صلوه من ست إلى ثلاث مرات .. و31 بالمائة واظبوا على الصلاة يوميا ونسبة قليلة فات منها يوم واحد .. فسبحان الله .. نحن لا نتكلم في أمور اجتهادية اختلف فيها علماء .. أو في سنن يمكن للمسلم أن يفرّط فيها .. بل نتكلم في ألف باء الإسلام .. في الصلاة التي فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلم تحت كل الظروف والأحوال .. إن الله سبحانه وتعالى حينما أمر المسلمين بأداء الصلوات .. توعّد لأولئك الذين يؤخرونها عن أوقاتها فقال : { فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون } وقد قال المفسرون : المقصدون بهذه الآية تأخير الصلاة عن وقتها .. وقالوا أيضا : الويل هو واد في جهنم .. بعيد قعره .. شديدة ظلمته .. فهل تصدق أمة الإسلام كتاب ربها ؟ إن الكثير من المسلمين في هذا العصر أضاعوا صلاة الفجر .. وكأنها قد سقطت من قاموسهم .. فيصلونها بعد انقضاء وقتها بساعات بل يقوم بعضهم بصلاتها قبل الظهر مباشرة ولا يشهدها أغلبهم جماعة في المسجد رغم مجاورتهم له ورغم أنهم أصحاء وأقوياء فلماذا هذا التقصير في حق الله سبحانه وتعالى ؟ – ألسنا نزعم جميعا أننا نحب الله سبحانه وتعالى أكثر من أي مخلوق على ظهر هذه الأرض ؟ .. إن الإنسان منا إذا أحب آخرا حبا صادقا .. أحب لقاءه .. بل أخذ يفكـّـر فيه جل وقته .. وكلما حانت لحظة اللقاء لم يستطع النوم .. حتى يلاقي حبيبه .. فهل حقا أولئك الذين يتكاسلون عن صلاة الفجر .. يحبون الله ؟ هل حقا يعظّمونه ويريدون لقاءه ؟ – دعونا نتخيل رجلا من أصحاب المليارات قدم عرضا لموظف بشركته خلاصته : أن يذهب ذلك الموظف يوميا في الساعة الخامسة والنصف صباحا لبيت المدير بهذا الرجل ليوقظه ويغادر ( ويستغرق الأمر 10 دقائق ).. ومقابل هذا العمل سيدفع له مديره ألف دولار يوميا .. وسيظل العرض ساريا طالما واظب الموظف على إيقاظ الثري .. ويتم إلغاء العرض نهائيا ومطالبة الموظف بكل الأموال التي أخذها إذا أهمل ايقاظ مديره يوما بدون عذر .. إذا كنت أخي المسلم في مكان هذا الموظف .. هل ستفرط في الاتصال بمديرك ؟ ألن تحرص كل الحرص على الاستيقاظ كل يوم من أجل الألف دولار ؟ ألن تحاول بكل الطرق إثبات عدم قدرتك على الاستيقاظ إذا فاتك يوم ولم تتصل بمديرك ؟ ولله المثل الأعلى .. فكيف بك أخي الكريم .. والله سبحانه وتعالى رازقك وهو الذي أنعم عليك بكل شيء .. نعمته عليك تتخطى ملايين الملايين من الدولارات يوميا فقد قال : { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } .. أفلا يستحق ذلك الإله الرحيم الكريم منك أن تستيقظ له يوميا في الخامسة والنصف صباحا لتشكره في خمس أو عشر دقائق على نعمه العظيمة وآلائه الكريمة؟ حكم التفريط في صلاة الفجر : قال الله تعالى ( إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) – إن الإسلام منهج شامل للحياة .. هو عقد بين العبد وربه .. يلتزم فيه العبد أمام الله بواجبات .. ونظير هذه الواجبات يقدم الله له حقوقا ومزايا .. فليس من المنطقي أن توافق على ذلك العقد .. ثم بعدها تفعل منه ما تشاء .. وتترك ما تشاء .. ويقول الله سبحانه وتعالى : { يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة } .. قال المفسرون : أي اقبلوا الإسلام بجميع أحكامه وتشريعاته. وقد غضب الله على بني إسرائيل حينما أخذوا ما يريدون من دينه ولم يعملوا بالباقي فقال لهم : { أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض – لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الذي يفرّط في صلاتي الفجر والعشاء في الجماعة بأنه منافق معلوم النفاق ! فكيف بمن لا يصليها أصلا .. لا في جماعة ولا غيرها … فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ومون ما فيهما (يعني من ثواب) لأتوهما ولو حبوا (أي زحفا على الأقدام) » رواه الإمام البخاري في باب الآذان. – إن الله سبحانه وتعالى يتبرأ من أولئك الذين يتركون الصلاة المفروضة .. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا تترك الصلاة متعمدا، فإنه من ترك الصلاة متعمدا فقد برئت منه ذمة الله ورسوله » رواه الإمام أحمد في مسنده. فهل تحب أخي المسلم أن يتبرأ منك أحب الناس إليك ؟ فكيف تفوّت الصلاة ليتبرأ الله منك ؟ وبعد هذه المقالة .. ما هو العلاج ؟ أن يقوم كل منا بوضع منبّـه يضبطه على ميعاد صلاة الفجر يوميا أن يتم إعطاء الصلاة منزلتها في حياتنا فنضبط أعمالنا على الصلاة وليس العكس. أن ننام مبكرا ونستيقظ للفجر ونعمل من بعده .. فبعد الفجر يوزع الله أرزاق الناس. أن يلتزم كل منا بالصحبة الصالحة التي تتصل به لتوقظه فجرا وتتواصى فيما بينها على هذا الأمر. أن نواظب على أذكار قبل النوم ونسأل الله تعالى أن يعيننا على أداء الصلاة. أن نشعر بالتقصير والذنب إذا فاتتنا الصلاة المكتوبة ونعاهد الله على عدم تكرار هذا الذنب العظيم. جعلنا الله وإياكم من المحبين لله عز وجل .. ورزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل. هذا وما كان من صواب فمن الله .. وما كان من زلل أو خطأ فمن نفسي أو الشيطان . (المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 20 فيفري 2007 نقلا عن موقع « طريق الإسلام »)
الحياة السياسية
مؤشرات انفتاح في المشهد السياسي…
تونس – الصباح: عرف المشهد السياسي في تونس خلال الفترة الأخيرة، مؤشرات انفتاح لافتة، جاء بعضها في شكل إجراءات وتصريحات رسمية، فيما ترجم البعض الآخر عبر تعيينات، عكست اتجاها واضحا نحو تحقيق ما يسميه بعض المراقبين «انفراج» في الوضع السياسي. أولى حلقات هذه المؤشرات، كانت ذات علاقة بالمشهد الثقافي.. حيث تم السماح لمسرحية «خمسون» للفنان الفاضل الجعايبي، بالعرض، بعد أن تم رفضها قبل ذلك لأسباب تتعلق بمضمون النص وسياقه وتوقيته.. وتسببت عملية الرفض هذه في إطلاق جدل واسع محليا وعربيا، كاد أن يضع الحكومة في مواجهة عمل مسرحي وخطاب ثقافي على الرغم من ترميزاته السياسية الواضحة. واعتبر مراقبون قرار السماح بعرض المسرحية، خطوة مهمة، ليس لأنها جنبت وزارة الثقافة «معركة» هامشية فقط، بل لأنها عكست «سعة صدر» لمؤسسة حكومية، زادها حضور وزير الثقافة شخصيا، السيد محمد العزيز بن عاشور، عرض الافتتاح دلالة رمزية إضافية، بما جعل هذا العرض الافتتاحي حدثا ثقافيا وسياسيا بكل معنى الكلمة. بالتوازي مع ذلك، قرر رئيس الدولة، تعيين السيد منصر الرويسي، رئيسا للهيئة العليا لحقوق الإنسان خلفا للسيد زكريا بن مصطفى. ووصف مراقبون هذا التحوير بـ«الهام»، بالنظر إلى طبيعة الرجل الجديد المعروف بالحوار والقدرة على التفاوض، إلى جانب المهام التي تولاها في مرحلة سابقة سواء في علاقة بملفات سياسية أو نقابية أو اجتماعية، بما جعل له «بصمات» أساسية في بعض الملفات.. وهي ذات الخصال التي ربما احتاجها ملف حقوق الإنسان في المرحلة المقبلة، خصوصا بعد المهام الجديدة التي أوكلت إلى الهيئة العليا لحقوق الإنسان. إنهاء القطيعة ولم تكن دعوة الحزب الديموقراطي التقدمي والتكتل الديموقراطي من أجل العمل والحريات، لحضور الاستشارة الوطنية للتكوين المهني، إلا مؤشرا إضافيا في السياق ذاته.. إذ تأتي هذه الدعوة بعد شبه قطيعة بين هذين الحزبين والحكومة، امتدت لسنوات عديدة.. وعلى خلاف ما كان يعتقد البعض، التقط هذان الحزبان الدعوة بشكل إيجابي حيث حضرا الاستشارة الوطنية، بل حصل حوار علني بين الأمينة العامة للحزب الديموقراطي التقدمي، السيدة ميّة الجريبي والوزير الأول السيد محمد الغنوشي، حول إرادة الحوار مع الأحزاب في جميع الملفات. وجاءت هذه الدعوة، إثر مقابلات عديدة لرئيس الدولة مع أمناء عامين لأحزاب معارضة هم السادة محمد بوشيحة، الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية، وأحمد الاينوبلي، الأمين العام للاتحاد الديموقراطي الوحدوي، والمنذر ثابت، الأمين العام للحزب الاجتماعي التحرري، والتي خرج منها ثلاثتهم بانطباعات إيجابية «تؤكد من جديد قناعة أعلى هرم السلطة بحتمية ترسيخ التعددية في الحياة السياسية وتعزيز دور الأحزاب»، على حد قول أحدهم في تصريح لـ«الصّباح».. بالإضافة إلى ذلك، تحدثت قيادات بعض الأحزاب، عن وجود «إشارات» إيجابية تلقتها من أوساط حكومية مختلفة، رسخت القناعة بوجود رغبة حقيقية في التعويل على دور نوعي للأحزاب المعارضة.. معادلة جديدة وبدا واضحا من خلال اجتماعات اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديموقراطي، بروز «معادلة جديدة» في علاقة الحزب الحاكم بالمعارضة، بل وفي تصور السلطة لأدوار جديدة لكل منهما، يعتقد أنه السيناريو الذي سيؤثث المرحلة القادمة. وجاء خطاب رئيس الدولة في أعقاب اجتماعات اللجنة المركزية للتجمع، ليشير إلى معان تعكس توجهات بدا المشهد السياسي بحاجة ماسة إليها.. حيث أشار الخطاب الرئاسي إلى معنيين رئيسيين هما: * عزم الحكومة على الحوار مع جميع المكونات الاجتماعية والسياسية في البلاد من دون استثناء، ما دامت في إطار القانون. * اعتماد معادلة الأحزاب القوية في مقابل حزب الأغلبية، وذلك عبر التأكيد على أن قوة حزب الأغلبية (التجمع الدستوري الديموقراطي)، هي في وجود أحزاب معارضة قوية. وتعد هذه المعادلة، أطروحة جديدة للسلطة التي لم تتحدث سابقا عن «معارضة قوية»، وهو ما اعتبره ملاحظون، مؤشرا على توفر إرادة سياسية للسماح للأحزاب المعارضة، «بدور جديد» في المشهد السياسي خلال الفترة القادمة. لا شك أن أسئلة عديدة تطرح حول أفق هذا الانفتاح وسقفه، ومضمون المعادلة الجديدة التي طرحتها السلطة بشأن ربط قوة الحزب الحاكم بقوة المعارضة، والصّيغ العملية لتطوير المشهد السياسي، لكن الوقت مكبر للخروج باستنتاجات أو مواقف نهائية، وربما كانت السلطة بحاجة إلى هامش من الوقت لإطلاق «مبادرات» أخرى إضافية لاستكمال عناصر المشهد القادم. ردود فعل… وعلى أية حال، فإن ردود الفعل المسجلة إلى الآن، حول هذه المؤشرات، يمكن وصفها بالإيجابية، إذا استثنينا بعض «المتحفظين» ممـــــن يرون في هذه الخطوات «إجراءات عادية».. وقال السيد محمد بوشيحة، الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية، في تصريح لـ«الصّباح»، أن هذه المؤشرات «جزء في الحقيقة من مسار كامل بدأ منذ نحو 20 عاما، يرمي إلى ترسيخ التعددية»، لكنه أوضح أن ثمة «بعض الأطراف التي لا تراهن على التنمية السياسية، مما جعل التعددية تواجه معوقات عديدة»، واعتبر بوشيحة أن الظرف الراهن، «يتطلب من جميع المكونات السياسية والجمعياتية، دعم التنمية السياسية»، عبر تعزيز دور الاعلام والمساهمة في الحياة العامة من خلال تشريك أوسع للفعاليات والمكوّنات لمواجهة ما أسماه بـ«مخاطر التطرف والخطاب السلفي والارهاب والهيمنة الأجنبيـــــــة». من جهته، سجل السيد مصطفى بن جعفر، الأمين العام للتكتل الديموقراطي من أجل العمل والحريات، «إيجابية هذه المؤشرات»، داعيا إلى «التفاعل معها»، لكنه أوضح أن الوضع الراهن «يتطلب مبادرات أكثر وضوح وجرأة، ترتقي إلى مستوى الظرف وتستجيب للتحديات المطروحة».. على أن هذه المؤشرات – على أهميتها – تبقى في حاجة إلى دور متقدم لأحزاب المعارضة، التي باتت مطالبة بتقديم مبادرات سياسية بديلة، تنأى بها عن الوقوف عند ربوة النقد وإحصاء السلبيات للحكومة. صالح عطية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 فيفري 2007)
عــودة إلــى: «التعدديــــة النقـــابيـــة بتونــس»
كثر الحديث هذه الأيام عن التجارب التي عرفتها تونس عن التعددية النقابية، وأمام بعض الأخطاء التي وقع فيها البعض أردت أن أذكر بعض الحقائق باعتباري عشت تاريخ الحركة النقابية منذ بعثها، ولأصحح بعض الأخطاء. لقد عرفت الحركة النقابية التجربة الأولى للتعددية بعد مرور عشر سنوات من تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل على يد المرحوم الحبيب عاشور، حيث كون عام 1956 الاتحاد التونسي للشغل صحبة مجموعة من رفاقه الذين كانوا معه في المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل والذين ساهموا في بعث الاتحاد العام التونسي للشغل. لقد حققت هذه التجربة نجاحا كبيرا حيث كون الاتحاد التونسي للشغل بسرعة العديد من النفايات في مختلف أنحاء الجمهورية ثم كون بعض الجامعات والاتحادات الجهوية. وإثر إقصاء السيد أحمد بن صالح عن الأمانة العامة وانتخاب المرحوم أحمد التليلي مكانه جرت اتصالات بين قادة المنظمتين انتهت بالاتفاق على تكوين لجنة مشتركة، تشرف على عقد مؤتمرات لكافة الهياكل النقابية تنتهي بعقد مؤتمر للاتحاد العام، وقد تم هذا عام 1957 وانتخب المرحوم أحمد التليلي أمينا عاما والأخ الحبيب عاشور أمينا عاما مساعدا. إن هذه التجربة لا يمكن أن نقول عنها أنها تجربة فاشلة ولكن تم التخلي عنها بهدف إعادة الوحدة للحركة النقابية التونسية. ثم عرفت الحركة النقابية تجربة ثانية عام 1977 على يد بعض الكوادر النقابية الوسطى بالاتحاد تحت اسم القوى العاملة التونسية FOT ولكنها لم تشهد النور وتوقف الحديث عنها إثر حوادث 26 جانفي 1978 التي أدت الى اعتقال الأغلبية الساحقة من أعضاء المكتب التنفيذي – 11 عضوا من 13 – إلى جانب عدد كبير من المسؤولين النقابيين في الجامعات والنقابات العامة والاتحادات الجهوية وحتى النقابات الأساسية. وشهدت الحركة النقابية تجربة أخرى لم تر النور في أواخر التسعينات على يد السيد الطاهر الشايب. أما التجربة البارزة الأخرى فقد تمت في شهر فيفري 1984 من طرف سبعة من أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل تم اقصاؤهم بصورة تعسفية في شهر نوفمبر 1983 إثر اصدارهم بيانا داخليا عن التصرف داخل الاتحاد العام التونسي للشغل وحصول تباين في وجهات النظر في العديد من المواضيع المصيرية. فقد كون أعضاء المكتب التنفيذي السبعة منظمة ثانية تحت اسم – الاتحاد الوطني التونسي للشغل بعد بعث عدد كبير من النقابات الأساسية المستقلة ضمن مقتضيات مجلة الشغل، في العاصمة وبعض ولايات الجمهورية. وعن هذه التجربة كتب السيد علي الزايدي الصحفي بجريدة الصباح يوم 2 فيفري 2007 مقالا تحت عنوان – التعددية النقابية بتونس – أكد فيه بأن المحاولة الجادة الوحيدة التي حصلت في تونس هي بعث الاتحاد الوطني في أوائل الثمانينات وأصدر حكما باتا بأن هذه المنظمة دعمتها أطراف عدة في مقدمتها السلطة. وللحقيقة والتاريخ أن هذا الحكم لا يمت للحقيقة بصلة ويدل على أن كاتب هذا المقال لم يتعمق في دراسة حقائق الأمور بل أصدر حكمه بصورة اعتباطية. فقد أكدت الوثائق أن السلطة وقفت في وجه الاتحاد الوطني التونسي للشغل بكل الوسائل نذكر منها. 1) إن السيد محمد مزالي الوزير الأول أكد في لقاء بينه وبين الأخ خير الدين الصالحي، أحد مؤسسي الاتحاد الوطني أنه لا يمكن له أن يؤيد بعث منظمة ثانية ضد الاتحاد العام التونسي للشغل لأنه كان منخرطا فيها عندما كان أستاذا فأجابه الأخ خير الدين الصالحي بأنه جاء لاعلامه بقرار تأسيس الاتحاد الوطني لا لاستشارته. 2) ان أغلبية أعضاء الحكومة كانوا يعلنون صراحة أنهم ضد الاتحاد الوطني ويقومون بتصرفات تدل على عدائهم للاتحاد الوطني وفي مقدمتهم وزراء الداخلية والشؤون الاجتماعية والوظيفة العمومية. 3) امتنعت الوزارات عن خصم معلوم الانخراط في الاتحاد الوطني من أجور الموظفين. 4) عندما تم الغاء قرار خصم الواحد بالمائة من أجور المنخرطين في الاتحاد العام التونسي للشغل، طبق هذا القرار على الاتحاد الوطني كذلك ولو أنه لم ينتفع به أصلا. 5) ان الادارات العمومية كانت ترفض عقد جلسات عمل مع نواب الاتحاد الوطني لحل مشاكل منخرطيه بتعلة أن التعاون لا يتم إلا مع المنظمة الأكثر تمثيلية. 6) لو أن السلطة كانت تؤيد الاتحاد الوطني لسمحت للمنتسبين لحزبها بالانسلاخ من الاتحاد العام التونسي للشغل والانخراط بالاتحاد الوطني، فما حصل هو العكس تماما فقد كان الحزب يطلب من المنتسبين إليه التريث وعدم الالتحاق بالاتحاد الوطني. ان الأمثلة عديدة جدا تدل على أن السلطة لم تكن موعزة أو مؤيدة لبعث الاتحاد الوطني. وقد جانب السيد علي الزايدي الحقيقة عندما قال ان الخلاف لم يكن نتيجة صراع جوهري… فقد كان عليه أن يعود إلى البيان الداخلي الذي أصدرته مجموعة السبعة بتاريخ 11 نوفمبر 1983 ليطلع على الخلاف ومدى عمقه. ورغم كل هذه العوائق فإن الاتحاد الوطني سجل حضورا لا يستهان به وكون العديد من الجامعات والنقابات العامة والاتحادات الجهوية في كل ولايات الجمهورية تقريبا وأصدر جريدة ناطقة باسمه – العمال -. وفي سنة 1985 عاش الاتحاد العام التونسي للشغل أزمة قاسية استغل فيها الحزب الحاكم تخلي البعض من المقربين للمرحوم الحبيب عاشور عنه وجند مجموعات استولت على مقرات العديد من الاتحادات الجهوية ثم مقر الاتحاد العام وأصبح الاتحاد العام في أيدي المتسلطين المنتسبين الى السلطة والحزب الحاكم الذي وصفهم السيد محمد مزالي في خطاب له بمجلس النواب بالنقابيين الشرفاء. وبعد عدة أشهر وأمام تشرذم الحركة النقابية جرت اتصالات بين عناصر نقابية من كل الأطراف من أجل العمل على إعادة الوحدة للحركة النقابية آلت إلى عقد اجتماعات تم فيها تكوين لجنة تضم أربعة عناصر من الأطراف الثلاثة أي الاتحاد الوطني التونسي للشغل والاتحاد العام التونسي للشغل والقيادة الشرعية للاتحاد العام التونسي للشغل أشرفت على عقد مؤتمرات الهياكل النقابية من القاعدة الى القمة انتهت بعقد مؤتمر للاتحاد في 26 جانفي 1987. لقد أردت نشر هذه الحقائق لانارة الرأي العام حول جوانب بقيت غامضة عن التجارب التي عرفتها تونس في مجال التعددية النقابية وحول تجربة الاتحاد الوطني التونسي للشغل بالخصوص. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 فيفري 2007)
70% من الشباب التونسي غير منخرط في المجتمع المدني أجرى المرصد الوطني للشباب سبرا للاراء يرمي الى التعرف على مدى انخراط الشباب في المجتمع المدني.. ووضع المرصد هذا الاستبيان على موقعه على شبكة الانترنيت.. وتبين من خلاله ان 70 بالمائة من الشباب غير منخرطين في جمعيات او منظمات او احزاب.. ليبيا اول شريك مغاربي وعربي لتونس حسب قيمة المبادلات التجارية خلال سنة 2005 و2006 تمثل الجماهيرية العربية الليبية اول شريك لتونس من بين البلدان المغاربية والعربية، حيث يشار الى ان نسبة المبادلات التجارية بين البلدين قد بلغت 1270 مليون دينار. استثمارات بلجيكية جديدة في تونس تولت احدى الشركات البلجيكية اخيرا بعث مشروع استثماري بتونس مختص في اللباس النسائي بمنطقة كندار من الساحل التونسي، وقد بلغت قيمة هذا المشروع الاستثماري الجديد 3,2 مليون دينار وطاقة تشغيله استقطبت 500 من اليد العاملة. وقد سبق لهذه الشركة الاستثمار في تونس منذ 1995، ويعتبر هذا المشروع تعزيزا لنشاطها الناجح الذي حافظ على نفس مجال العمل. جسر رادس ـ حلق الوادي افادت مصادر عليمة من الشركة التي تتولى انجاز الجسر الرابط بين ميناءي رادس وحلق الوادي والضاحيتين بشكل عام ان نسبة انجاز اشغال هذا الجسر قد بلغت لحد الان 45%. وينتظر ان يتم الانتهاء من هذا الانجاز في موفى 2008 كما سبق ان تعهدت الشركة التي تتولى عمليات الانجاز بذلك. الشبكة الحديدية المكهربة من بين المشاريع الاساسية الهامة التي تجري دراستها بخصوص تطوير النقل في تونس في حدود 2015 هو القطار الكهربائي السريع المزمع انجازه. وفي هذا المجال يشار الى ان هذا القطار الكهربائي يتكون من 10 قاطرات وبطول يصل الى 250 مترا. اما حمولته من الركاب فتبلغ 2500 راكب اي ما يعادل حمولة 1700 سيارة تسير على الطريق. اما عن محطاته الرئيسية فهي ستكون برشلونة، ت.ج.م ومحطة نقل البضائع الحالية. تهيئة الطريق الرابطة بين الكاف وتونس ووادي الزرقاء ينتظر ان تنطلق اشغال تهيئة الطريق الرابطة بين الكاف وتونس وذلك على امتداد مسافة 100 كلم جديدة من هذه الطريق الوطنية رقم 5، وهي الطريق التي ستربط بين مدينة الكاف والطريق السيارة تونس ـ وادي الزرقاء عبر مدينة الكريب وسليانة، وتقدر تكاليف انجاز هذه الطريق بـ50 مليون دينار وذلك لتفادي ابرز واخطر المنعرجات الموجودة على هذه الطريق باقامة جسور عليها. الفلاحة جاء في تقرير صادر عن البنك العالمي بخصوص القطاع الفلاحي التونسي واستراتيجيته ان مجال الحماية التجارية لهذا القطاع استطاع تحقيق حماية هامة للمواد التحويلية من حيث استقرار اسعارها بلغت نسبة 4% من حيث المحافظة على القدرة الشرائية للمواطن التونسي. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 فيفري 2007)
أكثر من 130 رساما بمعرض اتحاد الفنانين التونسيين
يعرض 136 فنانا تشكيليا أعمالهم في معرض اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين، وهو أضخم تظاهرة فنية تشكيلية في البلاد وافتتح يوم الجمعة ويستمر حتى منتصف مارس/آذار المقبل. ويعتبر المعرض السنوي الذي ينظمه اتحاد الفنانين التشكيليين التونسيين أهم مناسبة تجمع عددا كبيرا من أعمال الرسامين في تونس على اختلاف مدارسهم وتياراتهم الفنية وأجيالهم كما يشارك فيه حاليا 30 رساما من إمارة موناكو. ويحتوي المعرض هذا العام على 120 عملا فنيا تبحث في محور المجتمع والمدينة من رسوم مائية وزيتية ورسوم على اللوح والخزف، حيث توزعت الأعمال على قاعتي عرض هي دار الفنون بالبلفدير وقصر خير الدين بالعاصمة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 20 فيفري 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
حوار طريف بين وكالات الإعلان في تونس:
العربية الفصحى أم الدارجة في الإشهار: أيهما أبلغ؟
تونس – الصباح هل يهدد الاشهار بتقويض استعمال اللغة العربية الصافية النقية من تخاطبنا اليومي؟ هذا الهاجس يزداد خطرا أمام تعاظم دور وسائل الاتصال وتزايد وقعها الجماهيري، فعبارات مثل «هبال» و«موش نورمال» و«أبب شيء عجب» وغيرها أضحت تتصدر ومضاتنا الإذاعية والتلفزية وتتناقلها الألسن بكل براءة وكان اللغة العربية قاصرة عن أداء المعنى وتبليغ الرسالة. الأجوبة عن هذه الأسئلة الملحة تختلف لدى وكالات الإعلان التونسية والمختصين، فمنهم من يرى ضرورة الالتحام مع صميم العبارة الشعبية الدارجة واقتناص حرارتها للابلاغ دون اكتراث بالنحو والصرف والنقاوة وآخرون يتمسكون بالتراث والأصالة،، ولعل الجواب المفحم جاءنا عن طريق الحملة الاتصالية للبنك التونسي الكويتي بمناسبة تحويله إلى بنك تجاري شامل إذ حرص على استعمال لغة عربية أنيقة سواء في ومضاته الاذاعية أو في إعلاناته الصحفية ومعلقاته الحائطية. ويقول السيد توفيق الحبيب الرئيس المدير العام لوكالة «تي هاش كوم» التي صاغت هذه الحملة أنه يعتمد أساسا في منهجه على قناعات راسخة بأن لغة الضاد تزخر بالمفردات والمآثر والأقوال والأشعار القادرة على تبليغ أدق المضامين ويضيف قائلا: «لقد نبهنا الأستاذ حامد الزغل الوزير الأسبق والاعلامي المتميز الى مخاطر كتابة اللغة الدارجة وطغيانها بما ينهب ثقافتنا ويقطع أوصالها وحفزنا الى ضرورة النهل من عربيتنا وانتقاء الكلمات والمفردات وصياغتها بكل جمالية في اعلانات نافذة إلى الأعمــــــــــــاق». ويضيف محدثنا قائلا: «لقد أفضت الاختبارات التي أجريناها على الومضات باللغة العربية إلى التحقق من استساغتها من قبل المستمعين واستحسانهم لها وتفاعلهم معها، فعندما ينطلق صوت المسرحي القدير فتحي العكاري على راديو موزاييك في رمضة البنك التونسي الكويتي قائلا: «الطموح هو ربيع القلب وغذاء الروح… الطموح هو الحياة!» تحن إلى عذوبة اللغة الرقراقة وتعزف عن الابتذال الممل». نفس السؤال حملناه إلى وكالات إعلان أخرى فأجابتنا إحدى الأخصائيات بأن اللجوء إلى الدارجة له في الواقع عديد الأسباب منها بالخصوص الثقافة الفرنكوفونية للعاملين في الوكالات ولدى المعلنين على حد السواء وعدم تضلعهم في اللغة العربية وخوفهم من ارتكاب أخطاء في الصرف والنحو وقالت: «المهم أن تخاطب القوم بما يفهمون دون تفقه». أخصائي في سبر آراء المشاهدين والمستمعين أوضح لنا بأن الجمهور التونسي على محبته للكلمة الذكية والتعبير الجديد في شكل «طلعة» يبقى وفيا للغة الأصيلة باعتبارها أساس ثقافته ورمز هويته وقال أن تأثير الومضات التي تستعمل اللغة العربية الجميلة أقوى وأبلغ من تلك ذات العبارات الشعبية المستهجنة. ويؤكد المشرفون على وكالة «تي هاش كوم» تمسكهم بخيار اللغة العربية وتسخير ابداعهم للنهل من منابع الشعر والنثر والاعتماد على الأوزان المحببة الى النفوس والتفعيلات سهلة الحفظ وقالوا أن المحسنات البديعية واللسانيات والصوتيات تمثل مخزونا حضاريا ثريا يسند بعمق وقوة الرسائل الاتصالية ويعمق تأثيرها الاعلاني. كما أنهم يؤمنون إيمانا بأن التونسي عاشق للأصالة ومتبن لروح العروبة وهو بذلك يميل بطبعه لاستساغة كل ما هو معبر عن هذه الروح لاسيما الومضات الاشهارية التي تستند على اللغة العربية كخيار أوحد لتبليغ الرسالة الاعلانية. وإذا كانت الغاية تبرر الوسيلة ويلجأ البعض الى السهل المتداول لتوسيع صدى دوائرهم الاشهارية محتجين بندرة الاوزان في اللغة العربية عليهم أن يتمعنوا أولا في دارجتنا التونسية الأصيلة التي يفعم قاموسها اللغوي بأعذب العبارات التي يمكنها تجسيد نص اعلاني دون اللجـــــوء الى العامية المتفرنسة «كأشرب إين» أو «موش نورمــــــــــال». (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 فيفري 2007)
قناة حنبعل
بعد أن حققت «الصدمة» الضرورية.. ملاحظات للمستقبل
تونس – الصباح طوت قناة حنبعل منذ بضعة ايام صفحتها الثانية من كتاب يتمنى المرء أن يكون ضخما ومن الحجم الكبير. لم تكن هاتان الصفحتان عاديتين في المشهد الاعلامي البصري التونسي، الذي تعود على مشاهدة قناة واحدة بخطاب أحادي، قناة قدمت – وماتزال الى الان – صورة نمطية عن كل شيء: عن المجتمع والثقافة والسياسة والفن والرياضة وغيرها، قناة تعاملت مع المشاهد التونسي بعقلية كونها «الحق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه». لم يكن من السهل التفكير في انشاء قناة، تنافس ما سبقها، خاصة اذا كان هذا الذي سبقها قد احتكر كل شيء مستفيدا من وجوده وحيدا في المشهد.. ولم يكن من اليسير أيضا بعث قناة في عصر القنوات والفضائيات و«السماء الرقمية» إن صح القول.. فالرهان كان كبيرا، ربما غذاه الحلم بتوظيف هامش التعدد الذي وفرته السلطة في البلاد.. والحقيقة أن كل المهتمين بالمشهد الإعلامي، طرحوا عند إنشاء القناة، سؤالا مركزيا هو: أي قميص سترتديه (حنبعل)؟ وكيف ستخاطب المشاهد التونسي والمتابع للفضائيات؟ وما الذي ستحمله من جديد في رؤيتها للعمل التلفزيوني ؟ هل تكون نسخة من «القناة الرسمية» أم تهيئ لها مسلكا تختص به وتتميز؟ رهانات القناة… ويمكن القول اليوم، بعد سنتين من متابعة هذه القناة في معظم برامجها (وليس الكل طبعا)، أن (حنبعل) استطاعت أن تخط طريقا خاصا بها من نواحي مختلفة أهمها: – أنها راهنت على «خطاب» تلفزيوني قوامه مخاطبة الناس، بل أوسع قطاعات في المجتمع، ليس فقط بلهجة يفهمونها، ولكن ايضا بلغة هي أقرب الى واقعهم، بما في ذلك واقعهم المرير.. – أنها استبدلت بعض «التقاليد» التي تعود عليها المشاهد التونسي من القناة الرسمية، سواء تعلق الامر بالتوقيت أو البرمجة أو نوعية الوجوه، بشكل سمح لها باستقطاب «نظارة» جدد ، بل افتكاك بعض مشاهدي قناة 7 بصورة واضحة لا غبار عليها ولا يمكن أن ينكرها الا من يريد ان يصر على غمس رأسه في التراب مثل النعامة. – توفير هامش من الجرأة في مفاصل مهمة تعني مباشرة التونسي وتجعله يقبل عليها بلهف كبير.. ويمكن القول أن قناة حنبعل «عرفت من أين تؤكل الكتف» كما يقال.. فهي ركزت على الجانب الاجتماعي (عبر الملفات الاجتماعية المهمة التي اشتغلت عليها) وعلى الجانب الرياضي بكل اشكالياته وملفاته المتراكمة وخزعبلاته وتصرفات الناشطين فيه.. وبالطبع سمح لها ذلك بأن تلامس مناطق لطالما خشيت منها قناة تونس7 وتعاملت معها بحذر مبالغ فيه الى حد التجاهل في أحيان كثيرة. . – أنها قدمت صورة إيجابية عن مثقفين وأساتذة في القانون وعلماء نفس وعلماء اجتماع ورياضيين يدركون أبعاد الحوار ويلتزمون بادابه، ويميزون بين «آلمشي على الجمر» و«التسلل عبر الطرق الوعرة» بحذر ومسؤولية.. وهو ما يفسر نجاح تلك الحوارات معهم، على غرار برامج (بالمكشوف) و(في دائرة الضوء) وحتى برنامج المسكوت عنه) رغم الثقل الكبير الذي يعاني منه. – أنها برهنت كون الهامش الاعلامي في البلاد، أوسع من الدائرة التي اختزلته فيه قناة تونس 7 طيلة عقود من الزمن، بحيث اصبح الحديث عن قضايا كانت تعد من باب «الممنوعات» حديثا ممكنا ومستساغا، إذا ما تم التخلص من «تراث الخوف» و«الحذر» الذي عشش في بعض الأدمغة، حتى أصبح من «التقاليد» و«الأعراف» الضرورية لكل من تطأ أقدامه القناة الرسمية (تونس 7) – أن ثمة مسحة من المصداقية والصدقية في آن معا في برامج حنبعل، بحيث يحس المشاهد أنه جزء من الحوار، وطرف في هذه المساحة التنشيطية أو تلك، حتى من دون ان يقول المنشط (حنبعل منكم وإليكم) وهذا ما كان – ومايزال- المشاهد التونسي يشعر بعكسه مع التلفزيون الرسمي. مكاسب أساسية… ويبدو أن قناة حنبعل استفادت بشكل كبير، من تلك الكفاءات التي هجرت قناة تونس 7 ، فوجدت الترحيب والتشجيع وهامش التحرك والابداع التلفزيوني ولا أدل على ذلك من كلمة ذات معنى كان قالها الزميل «الحاج» المنصف بن سعيد في برنامج «بالمكشوف» الأسبوع المنقضي، عندما أكد انه خلال العامين من عمله صلب القناة قد انجز مال لم ينجزه في قناة تونس 7 التي قضى فيها اكثر من عشرين عاما. ولاشك أن الكفاءات لا معنى لها إذا لم تعط لها الفرصة لابراز قدراتها وطاقاتها، وهذا ما يبدو أن إدارة حنبعل، وعته بشكل مبكر وعملت على استثماره وتوظيفه، فجاءت الثمار بحجم الارادة والاستعداد. بالاضافة الى ذلك استطاعت القناة أن تحقق ثلاثة مكاسب مهمة خلال العامين الماضيين هي: 1 – كسر الصورة النمطية لمقدمي البرامج، واعتماد وجوه جديدة، بعضها يخطو خطواته الاولى في المجال التلفزيوني ، بينها مقدمة برنامج (زوم للثقافة) التي جعلت من البرنامج مجلة مصورة للمشهد الثقافي التونسي بجميع مكوناته. 2- توفير مساحات تنشيطية مرحة في القناة بعيدا عن تلك الجدية المفتعلة التي تعود عليها التونسي في القناة الرسمية.. ويبدو أن إدارة القناة حرصت على استثمار الجانب المرح في التونسي الذي ينبذ السلوك «العبوس» ويرتاح للفذلكة، فشعبنا – مثلما اكد المتخصصون في علم الاجتماع- يميل للضحك- و«الفرفشة» وفق تعبير إخوتنا في المشرق. -3 التدرج ببرامج القناة وفق رؤية تراكمية، تحرص على «سد الثغرات» في المشهد العام للقناة بين الفينة والاخرى، وقد يكون لهذا الموضوع عذره، إذا ما انتبهنا لقلة الامكانيات بالنسبة لقناة حنبعل. لقد نجحت القناة في إحداث (الصدمة ) المطلوبة في المشهد التلفزيوني التونسي، واستطاعت أن تنافس بشكل كبير ومتقدم في احيان كثيرة.. واذا كان ما قدمته خلال العامين الماضيين يؤشر على مستقبل واعد، فإن ملاحظات نقدية اساسية لابد أن نسوقها للمشرفين على هذا المنبر الهام، ويمكن اختزال هذه الملاحظات في النقاط التالية: ملاحظات نقدية – لابد من صياغة رؤية متكاملة لبرمجة متكاملة، يتحسسها المشاهد بعيدا عن أي اعتباط أو أي نزوع نحو «الحشو» في بعض البرامج. – تطوير بعض البرامج الحوارية، مثل في «دائرة الضوء» الذي يبدو ان منشطه مطالب بتعميق أسئلته وتنويع الحاضرين لديه واعداد مادته كما ينبغي. – اعتماد رؤية جديدة لبرامج الحوارات الفكرية والسياسية سيما وأن برنامج (المسكوت عنه) استهلك وبات مملا الى حد بعيد بحيث لم يع منشطه انه في قناة تلفزيونية وليس في استوديو اذاعي ، فالتلفزيون مشهد وصورة والصورة تبدأ من المنشط مرورا بطرح الاسئلة واسلوب الحوار.. فالحوار على فضائية ليس هو الحوار على مدارج الجامعة. – تطوير برامج المنوعات التي ما يزال يغلب عليها الطابع الطفولي، خصوصا تلك التي تقدمها عفاف الغربي، حيث يهيمن عليها التهريج الى حد بعيد اكثر منه التنشيط وكأن المرء على خشبة مسرح بلا مضخمات صوت. – التفكير في استضافة شخصيات عربية في برامج حوارية سواء من المقيمين بيننا أو من الذين يزورون بلادنا، أو عبر التوافق مع مؤسسات معينة على تمويل جلب هؤلاء، وهو أمر ممكن. – اعتماد خطة في عملية استضافة المثقفين خصوصا في برنامج المسكوت عنه، الذي يمكن القول أنه نجح في احضار كل من هبّ ودبّ للنقاش، من دون لوحة قيادة أو بوصلة واضحة تحدد رؤية المنشط. – ينقص القناة كذلك، برامج إخبارية في عالم يعتمد على الأنباء والاخبار والاعلام، سواء كانت أخبارا سياسية او ثقافية او اقتصادية أو إعلامية. لاشك أن التجربة قصيرة ومحدودة زمنيا، والامكانيات المالية أقل من الطموحات والتطلعات، لكن المهم إرادة التطوير.. ومن كان يريد المشي بثقة وثبات لابد أن يتعود السير بين الحفر… أخيرا.. هنيئا للقناة بالشمعتين.. والنقد لا يفسد للودّ قضية… صالح عطية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 فيفري 2007)
بداية من اليوم وحتى يوم الخميس المقبل
ندوة علمية دولية في تونس حول «الدين وثقافة السلوك الحضاري في المجتمع الانساني»
ينظم اليوم المعهد الاعلى لأصول الدين بتونس التابع لجامعة الزيتونة ندوة علمية دولية حول «الدين وثقافة السلوك الحضاري في المجتمع الانساني » وذلك بداية من اليوم الثلاثاء 20 فيفري بنزل افريقيا، والى غاية يوم الخميس 22 فيفري تحت اشراف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وبالتعاون مع مؤسسة كونراد أدناور الالمانية. وينتظم حفل الافتتاح في الساعة التاسعة صباحا من هذا اليوم بكلمات الأستاذ الازهر بوعوني وزير التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا والاستاذ العروسي الميزوري مدير المعهد الاعلى لاصول الدين بتونس والاستاذ سالم يحيى رئيس جامعة الزيتونة والاستاذ هارني أوسترى الممثل الاقليمي لمؤسسة كونراد أدناور. وتبدأ الجلسات العلمية في العاشرة صباحا حسب البرنامج التالي. الجلسة العلمية الاولى – الدين والمواطنة رئيس الجلسة: الاستاذ المتميز عبد المجيد بن حمدة – المؤمن والمواطن الاستاذ جورج لابيكا جامعة باريس X فرنسا – الدين والتعايش بين الثقافات الاستاذ عبد المجيد البدوي – دار المعلمين العليا بتونس -المواطنة الاسلامية: المفهوم، الحدود، والابعاد السلوكية الاستاذ محمد مصطفى القباج – الاكاديمية الملكية المغربية – المغرب الجلسة العلمية الثانية – الدين والتصور الحضاري رئيس الجلسة: الاستاذ محمد شقرون -وحدة الفكرين الديني والأخلاقي في الثقافة العربية الاسلامية الاستاذ فرحات الدريسي – دار المعلمين العليا بتونس – الحضارة الاسلامية في أوروبا: العبادة والثقافة الاستاذ يحيى بلافيشني – الطائفة الدينية الاسلامية الايطالية – ايطاليا – رجال الاصلاح العرب والمواطنة: تصور دنيوي للانتماء الى المدينة أو نداء الى الوحدة في الاختلاف الاستاذ محسن اسماعيل- جامعة ران 2 فرنسا الجلسة العلمية الثالثة – ثقافة السلوك الحضاري والواقع الاجتماعي رئيس الجلسة: الاستاذة المتميزة وسيلة بلعيد بن حمدة – الدين والالتزام الحضاري الاستاذ جيرار كاردون باحث ستراسبورغ فرنسا – التعليم وثقافة السلوك الحضاري في المجتمع المغاربي: الجزائر أنموذجا الاستاذ صالح نعمان – جامعة الأمير عبد القادر قسنطينة الجزائر الاربعاء 21 فيفري 2007 – الجلسة العلمية الرابعة – السلوك الحضاري والشريعة والقانون رئيس الجلسة: الاستاذ احمد جدي – التصور الغربي للقانون الاسلامي الاستاذ جان بول شارني – مركز فلسفة الاستراتيجية جامعة السربون – باريس – فرنسا – الشريعة والقانون الاستاذ أبو يعرب المرزوقي، كلية الآداب والعلوم الانسانية بتونس – فقه التحضر من منظور مقاصد الشريعة الاستاذ نور الدين الخادمي – المعهد الاعلى لاصول الدين بتونس جامعة الزيتونة الجلسة العلمية الخامسة – المواطنة والحداثة وحوار الثقافات رئيس الجلسة: الاستاذة إقبال الغربي – المواطنة المؤمنة في فرنسا الاستاذة خديجة محسن فنان – المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية باريس فرنسا – من اجل الحوار بين الاديان والثقافات إزاء العولمة الاستاذ ميشال بروندينو – ايطاليا – الجلسة العلمية السادسة ثقافة السلوك الحضاري والاديان السماوية رئيس الجلسة: الاستاذ المتميز محسن عبد الناظر – الاخر في التوراة الاستاذة سلوى غريسة – المعهد الاعلى لاصول الدين بتونس – الآخر في الانجيل الأب سمير خليل سمير، مركز التوثيق والبحوث العربية المسيحية – لبنان – المصالحة من منظور توراتي الاستاذ اوليفيي صيادي- المعهد التطبيقي للدراسات العليا للعلوم الدينية – باريس فرنسا الجلسة العلمية السابعة الايتيقا وثقافة السلوك الحضاري رئيس الجلسة: الاستاذ حراث بوعلاقي – مدير مركز الدراسات الاسلامية بالقيروان تونس الاندماج المعرفي لطرق توازن الواقع وتناغم السلوك الحضاري الاستاذ العربي الجرادي – جامعة مستغانم – الجزائر اخلاقيات الكذب وتصور العقيدة في سجن العالم الشيوعي الاستاذ جبريل مارداري – رومانيا الخميس 22 فيفري 2007 الجلسة العلمية الثامنة ثقافة السلوك الحضاري والتعايش بين الاديان رئيس الجلسة: الاستاذ محمد الازهر باي تعدد الاديان وثقافة السلوك الحضاري من خلال رؤية الكاردينال جوزيف راتزنجار ، البابا بنوا السادس عشر الاستاذ ديرك انسورج – الاكاديمية الكاثوليكية بألمانيا – ألمانيا الاسلام وثقافة التعايش وتعايش الثقافات الاستاذ عبد السلام بلاجي – باحث – فاس – المغرب ثقافة السلوك الحضاري والاخر في الاسلام الاستاذة منجية السوايحي – المعهد الاعلى لاصول الدين بتونس جامعة الزيتونة التعايش بين الاديان: مصر انموذجا الاستاذ ميلاد حنا باحث مصر (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 20 فيفري 2007)
المحمودي: ليبيا لا تفرض تأشيرات دخول علي مواطني المغرب العربي
طرابلس ـ اف ب: اعلن رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي الاحد ان ليبيا تجري عملية تقييم لوضع العمالة وتنظيمها علي اراضيها لن تؤثر علي اجراءات منح التأشيرات المعتمدة اصلا، مؤكدا ان بلاده لم تفرض تأشيرات دخول علي مواطني عدد من الدول العربية بما في ذلك المغرب العربي. وقال البغدادي المحمودي في مؤتمر صحافي مع نظيره التونسي محمد الغنوشي ان الذي يحدث الان علي الساحة الليبية هو تقييم لوضع العمالة في الساحة الليبية وتنظيمها . واضاف ان هذه العملية لا تأثير لها علي دول المغرب العربي والدول العربية . ولا تفرض ليبيا اصلا تأشيرات دخول علي مواطني دول المغرب العربي الاربع الاخري (المغرب وتونس والجزائر وموريتانيا) ومصر والسودان وسورية والاردن. واكد ان وضع العمالة الحالي خلق في الساحة الليبية مشاكل امنية واجتماعية واقتصادية ومشاكل مع دول اخري التي تتهم ليبيا بانها سوق لتصدير الهجرة غير الشرعية . وينفي المحمودي بذلك ما ذكره امين اللجنة الشعبية العامة للامن (وزير الداخلية) في ليبيا صالح رجب الذي اعلن في نهاية كانون الثاني/يناير ان ليبيا تفرض تاشيرة علي كل اجنبي يرغب في زيارة ليبيا. واوضح حينذاك ان هذا الاجراء يشمل مواطني الجزائر والمغرب وموريتانيا وتونس ومصر الذين لم يكونوا خاضعين لهذا الاجراء من قبل. الا انه لم يشر لموعد دخول هذا القرار حيز التنفيذ. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 فيفري 2007)
انفتاح ليبي في اتجاه تونس!
محمد الأشهب أمام القبضة الحديدية لسلطة النظام في جماهيرية الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي تبدو إشارات الانفتاح مهما تضاءل مداها مشجعة لجهة حدوث انقلاب في بدء التصدي لاستبدادات سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية. ولا يبدو أن القرار الذي التزمته ليبيا وتونس في ترويج عملتهما المحلية في كلا البلدين بعيد عن هذه الاشارات، وأقربها أن الترخيص بتداول العملة يحتم وجود أرضية اقتصادية وتجارية مثل المصارف والمحاكم الادارية المختصة في المنازعات المالية وتحرير اقتصاد السوق والحد من الأسوار العالية للحواجز الجمركية ووجود قطاع خاص فاعل ومتحرر من هيمنة الدولة. غير أن القرار الذي جاء على خلفية انتقادات إزاء فرض نظام التأشيرة على الوافدين الى ليبيا باستثناء الرعايا التونسيين اعتبر في جانب منه بمثابة إلغاء تلك الاجراءات والمضي قدماً في إضفاء بُعد خاص على العلاقات الليبية – التونسية، خصوصاً أن القرار تزامن وحلول ذكرى الاتحاد المغاربي الذي يطمح لاسترجاع مكانته على نحو ما من دون جدوى. وبهذا المعنى يصبح وارداً أن القرار يستبدل المقاربة الثنائية في العلاقات بين أطرافه، على أساس ألا تشكل محوراً نقيضاً للالتزامات العامة للبلدان المغاربية، أو أنه يسعى الى جذب باقي الشركاء الى مربع الملفات الاقتصادية والتجارية عساها تشجع باقي الأطراف على ملامسة الممكن من بين ركام المستحيلات. صرف العملات المحلية ليس أكثر من إجراء عادي حين تتوافر له شروط السلاسة والتدفق لتسهيل الخدمات وإنجاز الصفقات وتخطي الحواجز التي تحول دون الإفادة من مداخيل العمالة الوافدة، إذ تنتشر السوق السوداء وتسود المضاربات والتلاعب. لكن جانبه الأكثر أهمية يبرز في اقتصاديات الحدود المشتركة وصون مصالح وحقوق العمال المهاجرين وتشجيع القطاع الخاص في ضوء فعالية الاقتصاد الذي يشكل مركز القلب في التوجهات السائدة. غير أن ما يسمح بسريان مفعول قرار من هذا النوع أن البلدين لا تفعل بينهما اي حدود ولا توجد بينهما خلافات منذ تسوية ملف الجرف القاري. وقد وجدت ليبيا في الجارة تونس أهم منفذ لها إبان فترة الحصار وفرض العقوبات الدولية عليها بسبب أزمة لوكربي. وحدث مرة في ثمانينات القرن الماضي أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي توجه بنفسه الى الحدود الشرقية مع تونس وأمر الجرافات بهدمها مشيراً الى نهاية عصر الحدود. وحين سئل عن دلالات استمرار الحواجز الجمركية بعد هدم الحدود الفاصلة رد قائلاً انها مجرد بوابات. ولا يبدو في ظل التطورات الداخلية في ليبيا ومحاولات إقحام ما كان محظوراً عليها في تطبيع علاقاتها الدولية ان ترويج العملة سيصبح له اسم آخر غير المتعارف عليه في اجراءات كهذه. ليس مطلوباً من باقي الشركاء المغاربيين أن يباركوا القرار أو أن يمعنوا في تقليب صفحات خلفياته السياسية فقط، بل أجدى لهم اتخاذ قرارات مماثلة لا تقل أهمية، فالأصوات التي تدعو الى التكامل الاقتصادي ما فتئت تتعالى في كل مناسبة للإشادة بمنافعه. وخير لمنطقة الشمال الافريقي ان تبدأ خطوات صغيرة على طريق رفع الحواجز من أن تنتظر تسوية الخلافات السياسية. فالمال سيد نفسه يجد طريقه في أي منعرجات، والأحسن أن يكون تدفقه نظيفاً وشفافاً من أن يترك ذلك الى القنوات الموازية غير المشروعة. والذين تصوروا يوماً أن اغلاق الحدود البرية بين المغرب والجزائر يساعد على تشديد الخناق على التنظيمات المتطرفة وعلى منابع الأموال والسلع المهربة، سيذهلون لا شك أمام الحجم المتنامي لحركة التهريب على الشريط الحدودي، إذ كلما ساد الحظر كان اللجوء الى طرق ووسائل شتى لتشجيع المعاملات غير المشروعة. قبل فترة انفجرت قضية معاملات غير انسانية كان يلقاها مهاجرون مغاربة في الجماهيرية الليبية. ومع أنها محدودة وتعتبر امتداداً لتنامي ظاهرة الهجرة المغاربية غير الشرعية، فإنها أفسحت في المجال أمام معاودة تنظيم إقامة المهاجرين المغاربيين والأفارقة في الجماهيرية الليبية. وقد يكون للقرار الذي التزمته طرابلس حول فرض التأشيرة ثم تحويله الى اجراءات تنظيمية علاقة بالتطورات اللاحقة في تكريس قدر أكبر من الانفتاح في العلاقات الليبية – التونسية، إلا أنه في مقابل هذه المتغيرات ما زال محتماً على المغربي الذي يقيم في وجدة على بعد أقل من مئتي كيلومتر شرقاً أن يتجه الى الدار البيضاء ومنها الى الجزائر العاصمة أو وهران للاتصال بذويه، وكذلك حال الجزائري المقيم في وهران الذي كان يقطع المسافة في اتجاه وجدة عبر السيارة وأصبح مضطراً لأن يسلك آلاف الكيلومترات للوصول الى هدفه. مطلوب من المغاربيين أن يعنوا بتقريب المسافات بين مواطنيهم، فذلك ضمان على أن اتحادهم قائم في العقول والقلوب، أما الاكتفاء بالترويج لخطابات وحدوية لا تغادر قاعات المؤتمرات، فإن الترخيص بترويج العملات المحلية يصبح له صدقية أكثر من اي خطاب بعيد عن الواقع، كونه تطبيعاً حقيقياً يتجاوز منعرجات الخلافات السياسية. وأسطع مثال لذلك أن الوحدة الأوروبية بدأت بالاقتصاد وانتهت الى توحيد العملة. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 فيفري 2007)
العلاقات التونسية الليبية مقبلة على نقلة نوعية
كتبه إيهاب التونسي من تونس لموقع مغاربية
وقعت ليبيا وتونس عددا من الاتفاقات الجديدة في مجال المالية والنقل يوم الأحد 19 فبراير في أول خطوة لتعزيز العلاقات بين البلدين.
توجت أشغال الدورة 20 للجنة العليا التنفيذية، التونسية الليبية المشتركة بطرابلس بالتوقيع على جملة من الاتفاقيات، بين البنك المركزي التونسي ومصرف ليبيا المركزي. ويسمح هذا الاتفاق باستعمال الدينار التونسي والدينار الليبي في المعاملات بين البلدين.
كما وقع الطرفان على اتفاق للتعاون الصناعي، وثالث للاعتراف المتبادل برخص السياقة.
و قال محمد الغنوشي، الوزير الأول التونسي، إن الاتفاقات سيكون لها أفضل الأثر في استحثاث نسق المبادلات التجارية والاستثمارات المشتركة. وأعرب عن يقينه بأن العلاقات التونسية الليبية مقبلة على نقلة نوعية جديدة تجعل منها نموذجا يحتذي في محيطها الإقليمي.
شهدت العلاقات الاقتصادية التونسية الليبية خلال السنوات الماضية، تطورا هاما، تجسد من خلال ارتفاع المبادلات التجارية، والصادرات وحركة النقل بين البلدين. و يبلغ حجم الاستثمارات التونسية في ليبيا حوالي 1.8 مليار دينار تونسي سنة 2006 أي بزيادة قدرها 40 بالمائة. كما أن 5.4 بالمائة من صادرات تونس تمت مع ليبيا. وتمثل الصادرات الليبية لتونس 5.9 بالمائة من حجم مبادلاتها الخارجية.
وأبرز الغنوشي أهمية تسهيل حركية النقل الجوي والبري والبحري بين تونس وليبيا والإسراع في إقامة الطريق السيارة بين البلدين. إلى جانب بلورة مشاريع جديدة للتعاون في مجال الطاقة والمالية.
في مطلع الشهر الحالي، قام وفد تونسي رسمي في قطاع النقل بزيارة رسمية إلى طرابلس حيث تم التوقيع على سلسلة من الاتفاقات لتسهيل حركة الأشخاص ونقل السلع والبضائع بين البلدين وتم الاتفاق بين الطرفين على تشغيل خطوط جديدة للشركتين الوطنيتين للنقل وتحسين الخط الحالي تونس/طرابلس والعمل على تفعيل التعاون البحري المشترك.
و كانت ليبيا مؤخرا قد استثنت المواطنين التونسيين من تأشيرة الدخول إلى أراضيها. وعزا وزير خارجيتها ذلك إلى عمق العلاقات الاقتصادية التونسية الليبية.
(المصدر: موقع « مغاربية » (تابع لوزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 20 فيفري 2007)
الرابط: http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2007/02/20/feature-02
القطاع الخاص ينجح حيث فشلت السلطات …
المشرق العربي يغزو بلدان المغرب تلفزيونياً وثقافياً… واستثماراً
تونس – رشيد خشانة يلحظ المتابع للمشهد التلفزيوني العربي سباقاً في هذه الفترة بين القنوات الفضائية العربيّة لخطب ودّ المغاربيين، فيما يتقاطر رجال الأعمال والشركات الاستثمارية من المشرق، وبخاصة الخليج، على بلدان شمال افريقيا لإقامة مشاريع ضخمة فيها، ما جعلها تبدو مثل «ألدورادو» جديدة. في الخريف أطلقتها قناة «الجزيرة» نشرة مغاربية يومية بعد فتحها مكتبا اقليمياً في الرباط، وسرعان ما أعلنت «مجموعة دبي للإعلام» عن قرب بعث قناة «دبي المغرب العربي» التي قالت إنها ستعتمد برمجة خاصة لـ80 مليون ساكن ولـ10 ملايين مغاربي يقيمون في أوروبا. وقال مدير القناة إن البرمجة ستكون ثرية بالمسلسلات والبرامج المنوّعة، إضافة إلى الإنتاجات المغاربية. واللافت أن هذه القناة هي الخامسة التي تُقدم على مثل هذه الخطوة، بعد قنوات «أم بي سي» و «أل بي سي» و «الجزيرة» و «نسمة تي في» التي تخصص برامجها لسكان المغرب العربي وجالياته المقيمة في أوروبا. رافق ذلك اتجاه مماثل على الصعيد الاستثماري، إذ أنشئ صندوق استثماري خاص كويتي – إماراتي في قطاع الطاقة والماء والاتصالات والنقل بمساهمة مغربية، أطلق عليه اسم «الصندوق المغربي للبنية الأساسية». واختار الصندوق، الذي حُدد رأس ماله بـ 90 مليون يورو، الدار البيضاء مقراً له. وبعد فترة وجيزة أعلن رئيس «غرفة التجارة والصناعة الإسلامية» الشيخ صالح كامل عن إقامة «صندوق استثماري للمغرب العربي» وقام بجولة على عواصم المنطقة لشرح أهدافه وتعبيد الطريق أمامه قبل انطلاق العمل. وأتت الخطوتان في أعقاب تدفق مستثمرين إماراتيين وسعوديين وكويتيين على شمال أفريقيا وبخاصة المغرب وتونس والجزائر لتمويل مشاريع عقارية وسياحية واقتصادية عدة. وشكل هذا الاتجاه الجديد تحوّلاً مهماً في العلاقات بين المغرب والمشرق يمكن اعتباره الموجة الثانية من انعكاسات أحداث الحادي عشر من أيلول (سبتمبر) التي حملت الاستثمار العربي على التخفيف من الاتجاه إلى الغرب واستكشاف مناطق جديدة. وتجسّد هذا التغيير في شكل رمزي من خلال تكثيف رحلات الطيران المباشرة بين المشرق وبخاصة الخليج والعواصم المغاربية، بعدما كان المسافرون مضطرين للتوقف في مطارات أوروبية قبل أن يستقلوا الطائرة مجدداً إلى المقصد الأصلي. وفي هذا السياق دشنت شركات الطيران الخليجية أخيراً رحلات بوتيرة يومية تقريباً إلى العواصم المغاربية وبخاصة «القطرية» و «الإماراتية»، إضافة إلى «السعودية» الموجودة أصلاً في المنطقة، وتخطط «الكويتية» أيضاً لاستئناف رحلاتها إلى تونس والجزائر بعد انقطاع استمر 17 سنة. «هجوم إماراتي» وفي تونس نَمَت الاستثمارات الإماراتية بنسق متسارع في السنتين الأخيرتين وتوسعت لتشمل الاتصالات والسياحة والخدمات والعقار، على نحو جعل مجموعة إماراتية تحتل المرتبة الأولى بين المستثمرين الأجانب في البلد. وفاز تحالف «تيكوم ديج ـ مجموعة دبي للاستثمار» في شهر آذار (مارس) من العام الماضي بـ 35 في المئة من أسهم «اتصالات تونس». ويمثل استثمار دبي القابضة في «اتصالات تونس» جزءاً من إستراتيجيتها العامة لتعزيز حضورها في المغرب العربي وعقد صفقات مهمة في قطاع الاتصالات في الشرق الأوسط ومنطقة البحر الأبيض المتوسط. كذلك تعهدت «مجموعة دبي القابضة» تطهير بحيرة تونس الجنوبية واستصلاحها تمهيداً لاستثمارها في أكبر عملية عقارية منذ استصلاح مجموعة «دله البركة» السعودية ضفاف البحيرة الشمالية في الثمانينات. وفي هذا الإطار دُعي رئيس «مجموعة دبي القابضة» محمد القرقاوي الذي زار تونس العام الماضي لحضور اجتماع مصغر لمجلس الوزراء قدم خلاله عرضاً عن المشروع الذي تعتزم المجموعة تنفيذه في البحيرة الجنوبية لإقامة مدينة سكنية تستوعب أكثر من 400 ألف ساكن. وكانت تلك المرة الأولى التي يشارك فيها مستثمر من الخارج في مجلس وزاري مصغر يُخصص للاستماع إلى مشاريعه في حضور وزراء رئيسيين. ويتمثل المشروع الضخم في إنشاء ميناء ترفيهي في خليج تونس على أنقاض الميناء التجاري الذي أغلق في السنوات الأخيرة، إضافة إلى مجمع للأعمال وأحياء سكنية ومجمعات تجارية ورياضية وصناعات خفيفة غير ملوثة. من جهة أخرى تعهدت مجموعة «إعمار» الإماراتية إنجاز محطة سياحية جديدة على الساحل المتوسطي في مدينة هرقلة (140 كيلومتراً جنوب العاصمة تونس) باستثمارات قُدرت بـ 1.88 بليون دولار. ويتألف المشروع من ميناء لاستقبال اليخوت وملعب غولف ووحدات فندقية وسكنية قادرة على استيعاب 30 ألف سرير. كذلك أعلن رئيس مجموعة «بوخاطر» الإماراتية محمد بوخاطر خلال زيارة إلى تونس أخيراً أن مجموعته تعتزم إقامة مدينة رياضية مساحتها 250 هكتاراً على ضفاف بحيرة تونس تتألف من 9 كليات رياضية و3 نواد للغولف والتنس والرياضات البحرية، إضافة إلى منشآت إدارية وتجارية وسياحية. وتشمل المدينة التي تقدر استثماراتها بـ 5 بلايين دولار إنشاء 10000 مسكن وإقامة ملعب يتسع لـ20 ألف متفرج، إضافة إلى قاعة مغطاة متعددة الاختصاصات تتسع لخمسة آلاف متفرج، وهو ما يعني إنشاء مدينة رياضية ثانية في شمال العاصمة تونس. ويتعلق الأمر بمشروع مندمج يستثمر ميزات البلد الطبيعية على ما قال المسؤولون عنه، ويُتوقع أن يؤمن 40 ألف فرصة عمل في بلد يجابه أزمة بطالة حادة، خصوصاً في صفوف خريجي الجامعات. اهتمام بالجزائر غير أن الكويتيين والبحرينيين أظهروا في الوقت نفسه اهتماماً بالاستمرار في الإاستثمار مغاربياً. فمجموعة «الكويت القابضة – كيبكو» (مركزها في البحرين) أنشأت أخيراً شركة للاستثمار في شمال أفريقيا برأس مال تجاوز 100 مليون دولار وستركز نشاطها على ثلاثة بلدان هي: المغرب والجزائر وتونس. كما أن «بنك الخليج المتّحد» (الكويتي – البحريني) يخطط لتوسيع نشاطه في المنطقة بعد نجاح تجربة إنشاء بنكين غير مقيمين في تونس «بنك تونس العالمي» والجزائر «بنك الجزائر والخليج» اللذين حققا فوائد قياسية في العام الماضي، وهو فتح مكتباً في العاصمة الليبية طرابلس كفرع لبنك تونس العالمي. ولوحظ أن الجزائر باتت تستقطب أعداداً متزايدة من المجموعات الاستثمارية الخليجية منذ اعتمادها اقتصاد السوق وإطلاق مسار التخصيص الذي يشد اهتمام رجال أعمال وشركات كبيرة من المشرق. ولا يكاد يمر يوم من دون أن تحمل الأنباء زيارة لرئيس مجموعة أو رجل أعمال خليجي كبير إلى أحد البلدان المغاربية، خصوصاً الجزائر حيث حرص الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة على الاجتماع مع عدد منهم. واللافت أن آخر الإحصاءات أظهرت أن نصف الاستثمارات الخارجية التي استقطبتها الجزائر (خارج قطاع النفط) أتت من بلدان عربية، مثلما ورد في دراسة أعدها المكتب البريطاني المتخصص «أكسفورد بيزنس». وأفادت الدراسة أن مصادر الاستثمارات العربيّة ثلاثة أساساً وهي: السعودية والكويت ومصر، وهي تتجه إلى قطاع الاتصالات والبناء والعقار والسياحة. كما أن مجموعة «إعمار» الإماراتية قدمت مشروعاً ضخماً بقيمة 25 بليون دولار للسلطات الجزائرية لإقامة مشروع لإعداد خليج الجزائر العاصمة واستثماره. إعلام وثقافة والثابت أن عملية «الانتشار الاستثماري» الخليجي في المغرب العربي لا تخضع فقط إلى منطق البحث عن مشاريع مجدية وإنما هي تعكس أيضاً تحسَّن صورة المغرب في خيال المشرق. ومن المؤشرات الدالة على هذا التطور التعاطي الإعلامي الجديد مع المنطقة بعد قرار تخصيص حيز إخباري مستقل لها في قنوات تلفزيونية عربية، مع ما يعنيه ذلك من حرص على ملاحقة التطورات السياسية والاقتصادية في المنطقة. ويظهر الحرص نفسه في الحقل الثقافي، فما من مُموَل للنشاط الثقافي في بلدان الخليج (حيث يلعب القطاع الخاص دوراً أساسياً في تنشيط الحياة الأدبية) إلا وخصَّص حيزاً مهماً للمغاربيين على غرار «مؤسسة البابطين» الكويتية الخاصة التي عقدت دورات عدة لملتقياتها الشعرية في مدن مغاربية وأشركت شعراء ونقاداً في هيئاتها ولجانها. كما أن «منتدى الفكر العربي» الذي أطلقه الأمير خالد الفيصل خصص مركزاً مهمّاً للنخبة المغاربية إن في هيئاته أو في نشاطاته ومجلته. قصارى القول ان ما أخفقت السياسة في نسجه من جسور بين المشرق والمغرب يحاول القطاع الخاص ترميمه اقتـــصادياً وإعــلامياً وثقـــافياً، في محاولة لإحياء الوشائج التي كانت أمتن في القرون الماضية قبل إقرار التأشـــيرات والحـــدود، إذ كانت الطرق البرية سالكة وحركة التــبادل الثقافي نشطة حتى في عقود الليل الإستعماري. والظاهر أن «الخضة» التي شهدتها البلدان الخليجية في علاقتها مع الغرب فتحت أعينها على ضرورة القيام بحملة لـ «إعادة إعمار» العلاقات مع البلدان المغاربية في أكثر من حقل، وهو مسار ربما أعطى نتائج إيجابية على صعيد تقريب المشرق من المغرب في الأمد المنظور. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 فيفري 2007)
محاربون قدامى يطالبون بتعويضات عن تجارب نووية فرنسية في الجزائر
عين اكر (الجزائر) (رويترز) – يطلق عداد جايجر (لكشف الجسيمات المؤينة واحصائها) صفارته التحذيرية أثناء زيارة المحاربين القدامى الفرنسيين الذين أجروا اختبارات نووية في الصحراء لمنطقة الاختبار ويسيرون باتجاه جبل متشقق من الجرانيت. ويقول المحاربون القدامى ان الكتلة الحجرية المتصدعة وسط أكبر صحراء في العالم تقف شاهدا على الضرر الذي ألحق بالبشر وبالطبيعة من جراء سعي فرنسا بعد الحرب العالمية الثانية للحصول على « قوة نووية ضاربة ». وقال محاربون قدامى جزائريون وفرنسيون أثناء زيارة نادرة من نوعها لموقع التفجيرات يوم الجمعة الماضي ان التفجيرات التي أجريت تحت الارض واحدثت الشقوق في جبل توريرت تان افله في جنوب الجزائر في الستينات من القرن الماضي تسببت كذلك في نشر أمراض بين السكان المحليين. وقال الزاهي صلاح (66 عاما) أحد شيوخ الطوارق الذين جابوا الصحراء على مدى أجيال « كنت موجودا عندما انفجرت القنبلة النووية… شعرنا بها كزلزال. » وكان صلاح يعمل لدى السلطات العسكرية الفرنسية في ذلك الوقت ويقول ان أمراضا أصابت الناس في الاعوام التالية. وقال خلال الزيارة التي رتبتها السلطات الجزائرية في منطقة عادة ما تكون مغلقة كمنطقة عسكرية « الانفجار أضر بالبيئة والحيوانات والبشر. هناك أمراض تصيب أبناءنا. » وتابع « أدعو الحكومة الفرنسية للاعتراف بما فعلته وان تعطينا حقنا. » ويقول المحاربون القدامى الذين نفذوا الاختبار ان فرنسا يجب أن تقر بالضرر الذي تسببت فيه الانفجارات في ممرات قائمة أسفل الجبل في موقع عين اكر وانه يتعين عليها الان دفع تعويضات. ويكرر المسؤولون الجزائريون ما يقوله السكان المحليون عن أن التجارب تسببت في نشر أمراض لم تسجل قط. وقال منصوري عمار الباحث النووي الجزائري لرويترز « الاف الافدنة لوثت والمنطقة مازالت خطرة على الانسان والحيوان. » وأضاف « هدفنا اليوم هو أن نوضح لمدعوينا ما حدث هنا وان نقوم كذلك بتعبئة الرأي العام حول هذه القضية. » ونفذت فرنسا 17 اختبارا نوويا في صحراء الجزائر في الفترة من 1960 الى 1966 في رقان وعين اكر بعضها باتفاق مع أول حكومة جزائرية بعد الاستقلال عام 1962. ويروي بدو الصحراء منذ سنوات كيف يعثرون على معادن حول توريرت تان افله ويصيغونها على شكل مشغولات غير مدركين ان قطع الحلي هذه قد تكلفهم صحتهم. وتنفي فرنسا ارتكاب أي مخالفات اثناء تجاربها في الصحراء. وتشير الى تقرير أعده خبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية قاموا بجولة في المواقع عام 1999 ووجدوا انها لا تعرض الناس لمستويات من الاشعاع أعلى من المسموح بها دوليا. وأشار التقرير الى أن أكثر موقعين تلوثا واحدهما في رقان والاخر على الجانب الشمالي من جبل توريرت تان افله مغلقان وان من المستبعد وجود أثر لنسب اشعاع عالية على القطعان التي يرعاها البدو الذين يدخلون المنطقة بين الحين والاخر. لكن النشطاء يريدون معرفة المزيد عن حادثة وقعت أثناء اختبار في توريرت تان افله يوم الاول من مايو أيار عام 1962 اندفعت خلالها الحمم والجزيئات المشعة من القمة. وأقرت فرنسا بأن العديد من أفراد جيشها تعرضوا لمستويات مرتفعة من الاشعاع في هذه الحادثة الاخطر ضمن أربع حوادث مسجلة في الفترة من 1960 الى 1966 لكنها تقول ان مستويات التلوث بين السكان المحليين لا تذكر. ويقول معلقون جزائريون ان القضية تضاف الى قائمة طويلة من الخلافات التي أبطأت جهود تخفيف التوتر في العلاقات بين فرنسا ومستعمرتها السابقة. ودعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة باريس للاعتذار بشكل رسمي عن مذابح الجزائريين أثناء حكم فرنسا الاستعماري للبلاد والذي وصفه بانه « ابادة جماعية ». ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي ستجرى خلال أقل من ثلاثة أشهر تمس مسألة الاستعمار القضايا الانتخابية الرئيسية في فرنسا مثل سياسة الهجرة والامن في الضواحي الفقيرة بالبلاد حيث يقيم ملايين من أبناء المهاجرين. وتصاعدت جهود المطالبة بتعويضات فيما يتعلق بالتجارب النووية العام الماضي بعد أن أظهر تقرير أعده فلوران دو فاتير الباحث في المعهد الوطني لابحاث الصحة والعلاج ان هناك « علاقة ذات دلالة احصائية » بين التجارب النووية الفرنسية في المحيط الهادي وحالات سرطان الغدة الدرقية في المنطقة. ونقلت وسائل الاعلام الفرنسية عن دو فاتير قوله انه يرغب في دراسة الملفات العسكرية السرية المتعلقة بالتجارب النووية لمعرفة المزيد عن طبيعة أي مخاطر صحية قد تكون نتجت عنها. وشجع تقريره جهود المحاربين القدامى في الجزائر على طلب المزيد من المعلومات من باريس عن التجارب التي أجريت في الصحراء. وقال ميشيل فيرجيه من الرابطة الفرنسية للمحاربين القدامى الذين شاركوا في التجارب النووية وهي رابطة تأسست في فرنسا عام 2001 للمطالبة بتعويضات للمرضى من المحاربين القدامى « بعد أعوام من مغادرة الفرنسيين لهذا الموقع مازال الامن غائبا تماما عن المكان. » وأضاف متحدثا في عين اكر « الحيوانات والبدو كانوا يدخلون هذا المكان وكان البدو يستخدمون بعض المواد من هذا المكان لاغراض تجارية دون أن يدركوا انها مليئة بالاشعاع. » وتابع « هدفي هو تنبيه الرأي العام ومواجهة مرتكبي ذلك بالمسؤولية التي تقع على عاتقهم. » عبد العزيز بومزار (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 20 فيفري 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
الجزائر تقوم بأول ترجمة للقرآن إلى الأمازيغية
الجزائر (رويترز) – قال مسؤول يوم الإثنين إن الجزائر تولت لأول مرة ترجمة معاني القرآن الكريم إلى الأمازيغية ووزعت آلاف النسخ المترجمة بمنطقة القبائل التي تقطنها أغلبية من البربر. وأضاف المتحدث باسم وزارة الشؤون الدينية عبدالله طمين أن الوزارة قامت العام الجاري بتمويل عملية طبع ستة آلاف نسخة من القرآن المترجم ترجمة كاملة قام بها رجال دين بالوزارة. وتابع أن المملكة العربية السعودية مولت السنة الماضية طبع خمسة آلاف نسخة من القرآن المترجم ترجمة جزئية. وأشار إلى أن الوزارة وزعت النسخ مجانا وتعتزم طبع المزيد. وقال طمين إن عملية الترجمة تمت بطلب من المشرفين على المساجد بمنطقة القبائل التي تشمل ثلاث ولايات وهي تيزي وزو والبويرة وبجاية. ويمثل البربر نحو خمس سكان البلاد البالغ عددهم 33 مليون نسمة. ومضى يقول « جاءت الترجمة بنتائج مثمرة. » وأضاف « في السابق قبل توزيع النسخ كانت المساجد في تيزي وزو فارغة لكن الآن خاصة يوم الجمعة يتعذر إيجاد مكان في المساجد. الوزارة تشجع ذلك وتشيد به. » وفي عام 2002 اعترفت الحكومة بالأمازيغية كلغة وطنية مما أتاح تدريسها بالمدارس في منطقة القبائل. ويسعى بعض البربر إلى جعلها لغة رسمية مثل العربية حتى يمكن استعمالها في الوثائق الرسمية. وقال طمين إن عملية الترجمة ستساعد في تقريب وتسهيل فهم القرآن بالقبائل لكنه نفى أن تكون للخطوة صبغة سياسية مشيرا إلى أن الوزارة أشرفت في السابق على ترجمة القرآن إلى عدة لغات أجنبية منها الفرنسية والانجليزية والألمانية والايطالية والاسبانية والتركية والماليزية. وقال « لا يمكن ترجمة القرآن إلى لغات أجنبية فقط وإهمال الأمازيغية. » وتابع « جهودنا لا علاقة لها بالسياسة لكن الوزارة تخضع عملية الترجمة والطبع للرقابة. » (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 20 فيفري 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
ا
لكاتب ابراهيم عيسي يصر علي تحديه وسخريته من النظام المصري برغم الصعوبات والملاحقات
القاهرة ـ من علاء شاهين يشبه الكاتب الصحافي المصري ابراهيم عيسي دوره في المشاق التي يلاقيها منذ تسعة أعوام مع السلطات بما لقيته شخصيتا زورو أو روبن هود في كونه بطلا شعبيا مزعجا دائما ما يسبق العدو بخطوة. وعرف عن عيسي انتقاده اللاذع للرئيس حسني مبارك وهو كاتب له شعبية كثيرا ما لعب لعبة القط والفأر في مواجهة المسؤولين الذين يسبب لهم الازعاج. وحينما أغلقت صحيفته الاسبوعية الدستور في عام 1988 تمكن عيسي من تجاوز حظر علي كتاباته وكتب مقالة في الصفحة الاولي لصحيفة أخري يهاجم فيها الحكومة باسم مستعار وكانت صورته بجوار المقالة. وقال كان الأمر مثل زورو يبعث لخصومه رسالة (مع تحياتي، زورو) . وعند منع صحيفة الدستور من الصدور أدار عيسي صحفا من وراء الكواليس وقدم برنامجا تلفزيونيا. وحينما أوقفت السلطات برنامجه التلفزيوني السياسي قدم برنامجا دينيا وكان مخرجا لبرامج أخري. وحينما صودرت روايته مقتل الرجل الكبير عام 1999 بسبب الاسقاطات الواضحة علي الرئيس حسني مبارك تسربت الي السوق عشرات النسخ منها. وقال عيسي وهو رجل مرح يميل الي البدانة لـ رويترز في مكتبه بصحيفة الدستور التي أعاد اصدارها عام 2005 كنت أقاوم في البداية لأني لم أكن أتصور ان النظام المصري غبي وضيق الأفق وهش الي درجة أن يستهدف صحافيا . وأضاف ضاحكا بعد قليل لما تيقنت ان هناك استهدافا واضحا تحول الموضوع (الي ما يشبه) علي الزيبق. وعلي الزيبق في الفولكلور المصري ممكن تعتبره مثل (بطل شعبي) بيعمل مقالب في النظام وصاحب الشرطة ويضربه علي قفاه كنت… أجهز الجريدة للطبع وأقعد أضحك جدا لانني وترتهم وجعلتهم يلاحقون الجريدة في المطبعة قبل النشر . ووزعت روايته بشكل رسمي في العام الماضي خلال فترة أدت فيها الحملة الامريكية من أجل مزيد من الديمقراطية في الشرق الاوسط لايجاد مساحة أكبر للمعارضة السياسية والفكرية. وأدت مقاومة عيسي وانتصاره فيما يبدو الي رفعه لمصاف الابطال بين كثير من الصحافيين ومنتقدي الحكومة. ولكن حينما فقدت حملة الديمقراطية الامريكية قوتها مني بانتكاسة جديدة. ففي حزيران (يونيو) قضت محكمة في القاهرة بادانة عيسي بالقذف بحق مبارك وأمرت بحبسه لمدة عام. واستأنف عيسي ضد الحكم الذي أدانته جماعات حقوق الانسان المحلية والدولية. وتستأنف المحاكمة غدا. وأضاف قبل جلسة المحكمة انا مترقب ولست قلقا.. لا يمكنني اشراك الآخرين في السيناريوهات المحتملة حتي لا أبدو قلقا . ولكن المحاكمة لم تؤثر علي انتقاده للسياسات الاقتصادية والسياسية لمبارك الذي كثيرا ما يصفه بانه الدكتاتور الفرعون . وتقول الحكومة ان مثل هذا الانتقاد يتجاوز الحد القانوني. ويوجه بعض مؤيدي الحكومة اتهاما لعيسي بانه أداة بيد الولايات المتحدة فيما يربطه آخرون بالاخوان المسلمين. ويقول آخرون انه شيعي موال لايران. ويرجعون ذلك لاسباب منها ان كتاباته تضمنت اشادة ببعض الشيعة. وتساءل عيسي كيف أكون مواليا لامريكا ومواليا لايران وفي نفس الوقت كيف أكون مع الاخوان المسلمين وشيعيا…؟ هذه حماقة . وخلف مكتبه هناك صورتان واحدة لحسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني وللثائر الارجنتيني تشي غيفارا. ويشيد محبوه به بوصفه كاتبا موهوبا أحيا النهج الساخر في الصحافة المصرية وأضاف اللهجة العامية المصرية الي المادة المطبوعة كي يسهل مخاطبة العامة مع تمكنه في الوقت ذاته من كتابة سبع روايات و11 كتابا. وتروي رواية مقتل الرجل الكبير بشيء من السخرية الساعات الأخيرة من حياة دكتاتور من الشرق الاوسط والصراع علي السلطة الذي يعقب اغتياله. وفي احدي المرات حينما يسمع الرئيس أناسا يشتكون من ارتفاع عدد الوفيات في المستشفيات فانه يقول لوزيره أن يعلق الآية القرآنية كل نفس ذائقة الموت علي مدخل كل مستشفي. ويقول الرئيس وفقا للرواية ولنر كيف سيعارضون ارادة الله . ويقول عيسي ان حلم حياته هو التوقف عن الكتابة في أي موضوع آخر والتفرغ لكتابة الروايات والكتب الاخري. وأضاف مبتسما عندي مشروع كتاب بالفعل لو دخلت السجن. (رويترز) (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 فيفري 2007)
الغالبية ترى أسباب الصراع سياسية لا دينية وأن أقليات متعصبة تحركه …
استطلاع يظهر رفضاً في العالم لفكرة أن «صراع الحضارات» لا مفر منه
لندن – الحياة رفضت غالبية في أنحاء العالم الفكرة القائلة إن الإسلام والغرب دخلا صراعاً للثقافات لا مفر منه، وذلك وفقاً لاستطلاع جديد للرأي بثت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) نتائجه أمس. وعزا معظم الناس التوترات القائمة إلى صراع على السلطة السياسية، لا إلى خلافات رئيسية دينية أو ثقافية. وأوضح الاستطلاع أن غالبية الناس توجه اللوم إلى الأقليات المتعصبة التي لا تبدي تسامحاً، لا لأسباب ثقافية عامة بين الإسلام والغرب. وأعلن أكثر من نصف الذين استطلعت آراؤهم (52 في المئة)، أن التوترات القائمة تعود إلى تضارب المصالح، فيما قال ثلاثة من أصل كل عشرة أشخاص (29 في المئة) إن الخلافات الدينية أو الثقافية تعتبر محور المشاكل القائمة. وفي نيجيريا وحدها، أعلنت غالبية (56 في المئة) أن التوترات تنشب أساساً بسبب الدين أو الثقافات. وفي شكل إجمالي فإن نسبة 55 في المئة من الناس، ذكرت أن المشاكل تبرز نتيجة للنزاعات السياسية. ووافقت نسبة 51 في المئة من المسيحيين على هذا الرأي. وفي الوقت ذاته، فإن نسبة 58 في المئة رأت أن الأقليات التي لا تبدي تسامحاً هي السبب الأساسي للنزاعات، فيما قالت نسبة 26 في المئة فقط إن الخلافات الجوهرية هي الأسباب الرئيسية لذلك الصراع بين الإسلام والغرب. وأجري الاستطلاع في 27 دولة وشارك فيه حوالى 28 ألف شخص. وشمل الاستطلاع الأرجنتين وأستراليا والبرازيل وكندا وتشيلي والصين ومصر وفرنسا وألمانيا وبريطانيا واليونان وهنغاريا والهند وأندونيسيا وإيطاليا وكينيا ولبنان والمكسيك ونيجيريا والفيليبين وبولندا والبرتغال وروسيا وكوريا الجنوبية وتركيا والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة. وعكس الاستطلاع وجود انقسام في الرأي في دولتين فقط هما بولندا والإمارات، وذلك بالنسبة إلى ماذا كانت المشاكل تبرز نتيجة مواقف الأقليات المتعصبة أو بسبب الثقافات في شكل عام. أما الدول الأخرى البالغ عددها 25 ومن بينها بريطانيا، فإنها رأت أن الأقليات المتعصبة هي سبب هذه المشاكل بين الجانبين. إلى ذلك، قالت نسبة تزيد على الربع (28 في المئة) إنها ترى في النزاع المسلح بين الإسلام والغرب أمراً لا مفر منه. ولكن نسبة تزيد على الضعف (56 في المئة) ترى «أنه يمكن توافر أرضية مشتركة بين الإسلام والغرب». وكانت أندونيسيا الدولة الوحيدة التي يرى الناس فيها أن النزاع المسلح بين الإسلام والغرب، أمراً محتوماً، وذلك بغالبية كبيرة من المستطلعة آراؤهم. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 فيفري 2007)
لعنة « الذهب الأسود « في دلتا النيجر
توفيق المديني
إن الحديث المتدوال بين الناس الآن في دلتا النيجر، هذه المنطقة الغنية جدا بالنفط، يدور حول اختطاف العاملين في حقول النفط، و تخريب الأنابيب ، وتدمير قسم من إنتاج المحروقات.فالعنف الذي يعصف بجنوب نيجيريا منذ أكثرمن سنتين يتمظهركتعبيرحادّعن هذه »اللعنة للذهب الأسود »، التي تجمع بين الثروة النفطية،والإفقار المطلق للسكان، والفساد،وعدم الاستقرار السياسي في معظم البلدان الإفريقية المنتجة للنفط.
لاشك أن طفح هذه الثورانات التي تحرم نيجيريا بنحو 25% من إنتاجهاالنفطي ، وتؤثر في أسعارالنفط الخام العالمي، تجلب الانتباه حول الموقع الجيواستراتيجي المركزي، الذي يحتله في إفريقيا، خليج غينيا الذي يضم ثماني دول نفطية:أنغولا، اكاميرون،الكونغو،الغابون،غينيا الإستوائية ،نيجيريا، جمهورية الكونغو الديمقراطية،ساوتومي برنسيبي. وتشهد كلّ هذه البلدان نشاطات مافياوية ،لم تهتمّ الممثليات الغربية في هذه البلدان مرّة لأمرها .تضاربات المصالح هذه والاستغلال الاجتماعي للشعوب في اقتصادات غير عادلة، يزرعان ضمن الشعوب الإفريقية رفضاً يزداد عنفاً يوماً بعد يوم للوجود الغربي وللأنظمة المحلية المنخورة بالفساد..
بعد التحولات الكبيرة التي شهدتها القارة الإفريقية منذ نهاية الحرب الباردة، أصبحت هذه المنطقة ،المهملة منذ مدة طويلة،وأيضاغير المستقرة سياسيا ، تمركز شجع الدول الغربية، لا سيما الولايات المتحدة الميركيةـ،ولكن أيضا بلدان ناشئة مثل الصين. و هكذا ،أصبحت إفريقيا رهانا إستراتيجيا للولايات المتحدة. فأصبحت تنادي بإحلال الديمقراطية و اقتصاد السوق الذي ارتبط تطبيقه بالسياسات العالمية للتجارة الحرة. و قامت الأجندة الأمريكية على تصفية أنظمة الحكم الإفريقية التي كانت حليفة للمعسكر الشرقي إبان الخرب الباردة، وتسوية الصراعات الإفرقية ، وفق رؤية حلفاء المعسكر الغربي في إفريقيا ، ودفع الأنظمة الإفريقية إلى تبني النموذج الغربي سياسيا و اقتصاديا، وصياغة شراكة أمريكية- إفريقية لتأمين المصالح الأمريكية.
بالنسبة لواشنطن، هذه المنطقة أصبحت الخليج العربي المقبل ، بعدما زاد إنتاج افريقيا السوداء على أربعة ملايين برميل يومياً، وباتت تنتج مقدار ما تنتجه إيران وفنزويلا والمكسيك مجتمعة. ففي عشر سنين زاد إنتاجها بنسبة 36 في المئة مقابل 16 في المئة لباقي القارات. فالسودان الذي بدأ تصدير نفطه قبل ثلاثة أعوام، يستخرج يومياً 186000 برميل,فيما ستزيد نيجيريا، الدولة الأفريقية الأولى من حيث تعداد السكان (130 مليون نسمة) ومن حيث تصدير النفط الخام أيضا ، إنتاجها ما بين 2.2 و3 ملايين برميل يومياً من الآن وحتى العام 2007، قبل أن ترفعه إلى 4.42 مليون برميل في العام 2020. أما أنغولا، المصدر الثاني في القارة والتي خرجت في ربيع العام 2002 من حرب أهلية دامت خمسة عشر عاماً، فيتوقع من الآن وحتى الموعد نفسه أن تضاعف إنتاجها ليصبح 3.28 ملايين برميل. وفي عام 2006، أصبحت أنغولا، المزود الأول للصين بالنفط. وخلال هذه الفسحة من الزمن، فإن غينيا الاستوائية التي تمتلك الآن أكبر عدد من الرخص المتداولة للتنقيب عن النفط (إلى جانب أنغولا) ستسمح لها مياهها الاقليمية أن تصبح من الآن وحتى العام 2020 المصدر الثالث في إفريقيا للنفط الخام (متقدمة على الكونغو والغابون) عبر إنتاجها 740000 برميل يومياً.
كما أن لحقول النفط الإفريقية الواعدة منافع سياسية أكيدة، فمن جهة إن جميع الدول الافريقية، باستثناء نيجيريا، لا تنتمي إلى « منظمة الدول المصدرة للنفط « ، اوبيك، التي تسعى أميركا، في التزامها خطة استراتيجية طويلة الأمد، إلى إضعافها عبر حرمانها انضمام بعض الدول الصاعدة إليها » .ومن جهة أخرى فإن هذه الاحتياطات النفطية، بحسب ما يؤكد السيد روبرت مورفي، مستشار وزارة الخارجية للشؤون الافريقية، هي في شكل أساسي من نوع « الأوف شور »… و »تبقى في منأى عن أي اضطرابات سياسية أو اجتماعية محتملة. فالتوترات السياسية أو أي نوع آخر من موضوعات النزاع نادراً ما تتخذ بعداً إقليمياً أو إيديولوجياً قد يفضي إلى عملية حظر جديدة ».
و هكذا يمتد إهتمام واشنطن بالنفط الإفريقي حتى مجمل خليج غينيا، الذي يحتوي على احتياط نفطي يبلغ 24 مليار برميل،وهو القطب العالمي الأول في انتاج النفط بعيداً جداً خارج الحدود. وأخيراً فإن احتياطات القارة متصلة مباشرة بالساحل الشرقي للولايات المتحدة، ما عدا الحقول السودانية، في انتظار انجاز خط أنابيب « تشاد-كاميرون » الذي سيضخ 250000 برميل من النفط يومياً في اتجاه الأطلسي. والحقيقة أيضاً كما يذكر تقرير لافت قدم في مؤتمر للكنائس الإنكليكانية في إفريقيا الوسطى: إن الالتزامات النفطية في غينيا الاستوائية ممنوحة لعملاء أميركيين من « ذوي العلاقات الوطيدة بإدارة بوش ».
إن نيجيريا ، هذه المستعمرة البريطانية، التي تعتبر سادس مصدر للنفط في العالم، وأول منتج له في إفريقيا،هي أحد البلدان التي تعتمد عليها الولايات المتحدة الأميركية من أجل تأمين احتياجاتها النفطية.فهناك حوالي 10% من الواردات النفطية الأميركية تأتي من نيجيريا ، وتقدر واشنطن أنه خلال عشر سنوات، سيكون ربع النفط و الغاز الذي سيشتريه الأميركيون إفريقياً.ويبدو مستقبل النفط في نيجيريا، و أنغولا، و غينيا الإستوائية ،واعدا.
بيد أن نيجيريا مهددة بالانفصال، جراء شمولية الفساد المنتشرفي أجهزة الدولة،ولدى الشركات النفطية العاملة في البلاد. فمنذ الاستقلال حصلت نيجيريا على نحو 350 مليار دولار كعائدات من مبيعات النفط، بيد أن هناك 50 مليار دولار ذهبت إلى جيوب و أرصدة مافيات الفساد.إضافة إلى ذلك ، فإن الصراعات الطائفية و العرقية تهدد وحدة البلاد،بسبب انقسامها بين شمال زراعي يقطنه سكان مسلمون في غالبيتهم ،إذ يتم تطبيق الشريعة الإسلامية في عدد من ولاياته، و بين جنوب مسيحي و غني بالنفط. رغم هذه العائدات النفطية الضخمة، فإن نيجيريا تحتل المرتبة ال159 على مستوى الصحة، من أصل 177 بلدا- في قائمة التنمية الانسانية التابعة للأمم المتحدة. وتبدو اللوحة النيجيرية سوداوية مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في 21أبريل المقبل، التي ستعين خليفة الرئيس الحالي أولسيغون أوباسنجو الذي انتخب ديمقراطيا في عام 1999، بعد أربعة عقود من توالي الانقلابات و حكم العسكر للبلاد.
وتترافق مع الحملة الانتخابية عودة الحركات السياسية إلى استخدام العنف جامعة بين اللصوصية الاقتصادية و المطالب السياسية، و تستهدف بشكل خاص شركات النفط العاملة في دلتا النيجر، مثل شال، شيفرون ،آجيب، طوطال، بسبب تدميرها للبيئة و تهريب مرابيحها. وتعصف الاضطرابات الحاصلة في دلتا النيجر بالثروة النفطية التي تجلب 70%من العائدات للبلاد. بيد أن المفارقة القائمة في نيجيريا تكمن في أن 70% من السكان يعيشون بأقل من دولارين في اليوم.و هناك ما يقارب 1000 قتيلايموتون سنويا ضحايا العنف الدامي في دلتا النيجر.يضاف إلى ذلك ، الضحاياالذين يموتون جراء الأمراض التنفسية الناجمة عن انتشار المواد السامة، و »اللاجئين الاقتصاديين » ، الذين بسبب ما يتعرضون له من تلوث السلسلة الغذائية، يتكدسون في أحزمة المدن، لا سيما في لا غوس العاصمة الاقتصادية لنيجيريا، التي تضم 15 مليون نسمة.
ومنذ نهاية 2005،ضاعفت حركة تحرير دلتا النيجر من عمليات الخطف و التفجيرات، مستهدفة بشكل خاص العاملين في شركة سشال.و هي تشترط، أن يتم تحويل 50% من العائدات النفطية إلى الولايات المنتجة في هذه المنطقة، بينما لا يقر الدستور الحالي سوى معدل 13%. وهكذا، فإن التهديد بالانفصال أصبح مسلطا من جديد على نيجيريا ، وهو يذكرنا بالحرب الانفصالية التي خاضها الجنرال أوجوكيو في إقليم البيافراما بين 1967-1970، و التي ذهب ضحيتها ما يقارب مليونين شخصا، ثلاثة أرباعهم ماتوا بسبب المجاعة. * كاتب اقتصادي
(المصدر: صحيفة الخليج الصادرة يوم 20 فيفري 2007)
إلى مؤتمر الدفاع عن الاقليات في زيوريخ
د. أبو خولة
استمتع دائما بقراءة مقالات الكاتب الجريء و الجيد د. سلمان مصالحة، لذلك حرصت على أن اكتب هذا المقال تعقيبا على مقاله الأخير » لـماذا لن أشارك في مؤتمر زيوريخ ؟ ( إيلاف ، بتاريخ 15 فبراير 2007)، الذي يعلل فيه رفضه حضور المؤتمر الذي ترعاه منظّمة « الأقباط متّحدون » بناء على تبريرات بدت لي غير مقنعة. يقول د. مصالحة مخاطبا الرعاة : » لا أدري ما هي حدود هذا « الشّرق الأوسط الّذي تتحدّثون عنه ؟ » . و هذا تساؤل وجيه ، لكن كان من المفروض أن يزيد من حرص الدكتور على المشاركة في المؤتمر لطرحه و مناقشته ، و لا يبرر قراره بالمقاطعة. أما قوله : « لا أظنّ أنّه يمكن النّظر إلى قضايا حقوق الأقليّات في الشّرق الأوسط بمعزل عن القضايا العامّة الّتي تواجه أهل هذه البقعة من الأرض » ، فهو لا يبرر هو الآخر عدم تنظيم المؤتمر، إذ أن منظميه لم يدعوا بان القضايا المطروحة نشأت » بمعزل عن القضايا العامّة الّتي تواجه أهل هذه البقعة من الأرض » . فلماذا يريد د. مصالحة أن يقول « أقباط متحدون » ما لم يقولوه بالأساس، خصوصا و انه يدرك كيف تحولت بلادنا إلى سجن للاقليات ! أما آن الوقت لتدارس مأساة تغييب الاعتراف بالآخر المختلف عنا دينيا و قوميا ؟ ألا يمثل مثل هذا المؤتمر فرصة للإقرار بضرورة العمل على تحقيق المساواة في بلاد الإسلام بين المسلم و غير المسلم، و بين العربي و غير العربي، و بين الرجل و المرأة ؟ و كيف لنا أن نتقدم في منطقتنا إذا كانت هذه المساواة مغيبة بصفة شبه كاملة بين الفئات المكونة لمجتمعاتنا، بل نفشل حتى في تدارسها عندما تتوفر الفرصة لذلك ؟
يقول د. مصالحة : « لا أظنّ أنّ منظمة تحمل اسم « الأقباط متّحدون »، على ما يحمله هذا الاسم من دلالات انعزاليّة، بوسعها أن تكون حاملاً لرسالة الانفتاح بين أبناء هذه المنطقة … مثلها في ذلك مثل كلّ منظّمة تحمل اسمًا دينيًّا؛ هي دلالة التّقوقع ضمن خانة دينيّة ضيّقة » . و هنا يرتكب الدكتور برأيي خطا فادحا . فالأقباط هم فئة من المجتمع المصري قبل أن يكونوا أقلية دينية . و دعوتهم المعلن عنها هي المساواة على أساس المواطنة. أما إذا كان للدكتور مصالحة معلومات عن « اجندة خفية » لهذه المنظمة، فكان من باب أولى و أحرى به أن يكشف عنها لقراء إيلاف أولا، ثم تضمينها لمداخلته في المؤتمر ، إذ أن الهدف من مؤتمر « أقباط متحدون » حسب فهمي هو بالضبط إخراج هذه المنظمة من عزلتها و تحويلها إلى منظمة جامعة لكافة الاقليات المضطهدة و الشرائح المستضعفة – مثل النساء – بغض النظر عن كونها من الأقلية أو الأغلبية.
و أما عدم اعتقاد د. مصالحة : » أنّ المكان اللاّئق لانعقاد مؤتمر من هذا النّوع هو بلد أوروبي » ، فهذا كلام مردود، ما لم يساعدنا د. مصالحة بمقترح عن دولة عربية واحدة تقبل بتنظيم هكذا لقاء. نحن نذكر كيف فشل د. سعد الدين إبراهيم في الحصول على موافقة مدينة عربية واحدة تقبل بانعقاد المؤتمر التاسيسي للمنظمة العربية لحقوق الإنسان، في الثمانينات من القرن الماضي، لذلك التجأ إلى قبرص. و لا اعتقد انه من النزاهة أن نطالب » الأقباط متحدون » بما لا نطالب به باقي نشطاء حقوق الإنسان العرب. و لا شك أن د. مصالحة البعيد كل البعد عن كراهية الغرب -الظاهرة المرضية التي تسكن صدور الأصوليين الإسلاميين- يعرف جيدا في قرارة نفسه أن الحريات الديمقراطية الموجودة في الغرب لا وجود لها عندنا ، حيث يجثم كابوس الاضطهاد على صدور الجميع ، لكن على صدور الاقليات اكثر من غيرهم.
بحضوره المؤتمر سوف يكون بإمكان د. مصالحة ، و هو من فرسان الشجاعة السياسية و الفكرية في بلادنا ، أن يقدم مثل هذا الاقتراح و يدافع عنه أمام الحضور. أليست المطالبة برفع الاضطهاد عن اقليات الشرق الأوسط و نسائه هي في حد ذاتها » انفتاح على أبناء المنطقة » المزروعة بفسيفساء الاقليات التي تشكل مجتمعة أغلبية في بعض الدول، مثلما هو الحال بالنسبة للاقليات في إيران الواقعة في قبضة الأقلية الفارسية الحاكمة ؟ ألا تصل الاقليات و النساء في دولنا ما لا يقل عن 80% من مجموع السكان ؟
في نهاية مقاله، يقول د. مصالحة : » انّي أرى إنّه و بدل التّقوقع في خانة الأقليّات، فإنّ الحاجة الماسّة هي إطلاق مبادرة جامعة تشمل أبناء هذه المنطقة على جميع مللهم ونحلهم يدعون فيها إلى بناء الأوطان على أساس المواطنة المشتركة العابرة للقوميّات والطّوائف الدّينيّة ». و هذا كلام في غاية الوجاهة. لكن من أين للدكتور القول إن المؤتمر لن يطلق هكذا مبادرة ؟ ما دليله على ذلك ؟
أنا على عكس د. سلمان مصالحة، أود حضور هذا المؤتمر للمشاركة في نقاشاته سواء كانت آرائي تتفق مع أهداف رعاته أو لا، لأنني لا أومن البتة بسياسة الكرسي الفارغ . كما أود من خلال حضوري التأكيد على أهمية الاقليات في الدول العربية كقوة دفع للحداثة. من الواضح جدا إذا ما أخذنا حقوق المرأة أو التعليم العصري أو مجال الأعمال، نجد أن الاقليات عندنا متقدمة جدا مقارنة بالأغلبية المسلمة. و على هذا الأساس، يمكن لهذه الاقليات أن تلعب نفس الدور الذي تلعبه حاليا الاقليات الهندوسية و الصينية و البوذية في نهضة ماليزيا، عندما تتوفر لهم الفرصة للقيام بذلك.
في الختام أدعوك أخي د. سلمان مصالحة أن تحضر معي المؤتمر و لن تندم.
———————-
كاتب المقال منسق اللجنة الدولية للدفاع عن العفيف الأخضر و رئيس سابق لفرع تونس لمنظمة العفو الدولية
Abuk1010@hotmail.com
العرب وإيران: من الأمة إلى المذهب
عبدالإله بلقزيز (*) حين نجحت «الثورة الاسلامية» في اسقاط نظام الشاه محمد رضا بهلوي في ايران، وجرى استقبالها بكبير حفاوة وتهليل من قبل القوى الاسلامية والقومية واليسارية في الوطن العربي والنظر اليها بحسبانها المتغير الاستراتيجي الجديد الذي سدد ضربة للمشروع الاميركي – الصهيوني في المنطقة العربية وجوارها الاسلامي، انفرد الرئيس العراقي الراحل صدام حسين – ضمن هذه البيئة السياسية التي ينتمي اليها المحتفون أولاء – بإبداء موقف تحوط وحذر من «الثورة» ومن مشروعها السياسي، ثم ما لبث ان انتهى به الموقف ذاك، الى الصدام معها في حرب ضروس التهمت من الزمن معظم سنوات عقد الثمانينات من القرن العشرين. كان المحتفون بـ «الثورة الايرانية» من العرب – المهللون لها بغير حدود – مدفوعين في ذينك الاحتفاء والتهليل بجملة عوامل حافزة. كانوا جاهزين، ابتداء، للتفاعل مع اي تغيير سياسي يذهب بحلفاء الولايات المتحدة الأميركية من النخب السياسية الحاكمة في المنطقة، فكيف إذا كانت النخبة المعرّضة، حليفة للدولة الصهيونية شأن النخبة الشاهنشاهية الايرانية. وكانوا مجروحي الكرامة القومية بعد أن أخذ أنور السادات مصر والبلاد العربية الى صلح مع الدولة اليهودية في «كامب ديفيد»، فبدت لهم «ثورة» ايران انتقاماً للكرامة المهدورة أو تعويضاً نفسياً في اقل حال. ثم كانوا ما يزالون منبهرين بفكرة الثورة الشعبية، واجدين في المثال الايراني ما يدل على استمرارية صلاحيتها وعلى امكانها الدائم تحت أي عنوان من عناوين السياسة والايديولوجيا. في خضم اندفاعة التأييد العربي ذاك لثورة الخميني في ايران، نسي المؤيدون المندفعون جملة من الحقائق السياسية والثقافية غير القابلة للنسيان! نسي اليساريون العرب ان الثورة دينية أو قل قادها رجال دين. ونسي القوميون العرب خلفيتها القومية الفارسية، ثم نسي الاسلاميون العرب عصبيتها المذهبية الشيعية! كانت اللحظة دراماتيكية بالنسبة الى المتحمسة المؤيدة من العرب – من الملل والنحل كافة – فساغ معها ان يقع نسيان ما يفترض انه غير قابل للنسيان! لم ينس صدام حسين ما نسيناه جميعاً في غمرة تلك الاندفاعة، ولم ينس، خصوصاً ان ايران أمة (فارسية) بمعزل عن نوع النخبة السياسية الحاكمة فيها، وان قوميتها الفارسية التي شهدت ازدهاراً مثيراً في عهد الشاه، خصوصاً منذ اعلانه «الثورة البيضاء»، لن تضمحل صبعود نخبة سياسية – دينية الى السلطة في طهران، بل ستعيش شكلاً متجدداً من الانتعاش، لكن هذه المرة تحت عنوان اسلامي قد ينطلي أمره على أبناء المنطقة المتطلعين الى اي تغيير سياسي يطيح بحلفاء اميركا واسرائيل. وحين اندلعت حرب العراق وايران، اصطف الأعم الأغلب من اليساريين والقوميين – واصطف الاسلاميون كافة – الى جانب ايران ضد العراق. وفي الأثناء ازدهرت أفكار تمج التعصب القومي (الشوفينية) في الموقف العراقي أو أخرى تتهم العراق بوضع العروبة في مواجهة الاسلام! لم يتساءل أحد من المؤيدين لإيران – مثلاً – لماذا تمسكت «الجمهورية الاسلامية» بحقها في الجزر العربية (الإماراتية) الثلاث المحتلة على حساب حقوق الامارات والعرب فيها؟ ولماذا تمسكت باتفاقية تقاسم شط العرب (اتفاقية الجزائر) بين العراق والشاه ضد حقوق العراقيين والعرب في مياه اجبر العراق على التنازل عن جزء منها لوقف دعم الشاه لحركة التمرد الكردي في الشمال العراقي؟ ثم لماذا تمسكت «الجمهورية الإسلامية» بتسمية الخليج «الفارسي» الاستعمارية لمنطقة الخليج، بل ورفضت حتى تسميته باسم الخليج الإسلامي كتنازل متبادل عن تسميتيتن قوميتين؟ حاول صدام حسين أن يضع حربه مع الإيرانيين تحت عنوان قومي عربي. لم يصدقه أكثر الناس. والذين وقفوا معه من بعض النخب العربية الحاكمة، فعلوا ذلك لأنهم رأوا في جيشه وحربه الوسيلة الوحيدة لضرب فكرة تصدير الثورة وللجم اندفاعة إيران التوسعية في المنطقة. بل ان معظم هؤلاء لا يؤمن أصلاً بالفكرة القومية العربية – حتى لا نقول إنه يعاديها – أو على الأقل لم يصدق أن المشروع الإسلامي الإيراني الجديد مشروع قومي فارسي في المقام الأول وليس مشروعاً إسلامياً أصولياً. انتهى فصل من الخواف أو الرهاب (Phobia) العربي من إيران منذ ما يقل قليلاً عن عقدين حين تلقت هذه هزيمتها أمام صدام حسين وجيشه فتنفست منطقة الخليج العربي الصعداء. لكن إيران – مستفيدة من تدمير العراق وحصاره ثم غزوه واحتلاله – اتقنت كيف تستثمر حال الفراغ السياسي والأمني الناجم عن محنة العراق (التي شارك فيها ومولها عرب يدينون له ببقائهم!)، فتعيد بناء قوتها وقدرتها العسكرية ونفوذها الاقليمي، ولكن – هذه المرة – على نحو غير مسبوق في مستوى الاندفاعة والتأثير، أي الى المدى الذي نجحت فيه في اختراق الداخل العراقي والامساك بمقاليده وبجزء من مصيره وفي رفع درجة التهديد للأمن الاقليمي الخليجي وللأمن القومي العربي الى اللون الأحمر: التهديد النووي! الفارق الوحيد أنه لم يعد هناك عراق قوي يحمي الخليج والمنطقة العربية، بل بات العراق نفسه حليفاً تابعاً لإيران ومنطقة من مناطق نفوذها في الاقليم. لم يصدق كثير من العرب صدام حسين – قبل ربع قرن – حين حدثهم عن أطماع إيران القومية في المجال العربي، وحين دعاهم إلى التصدي لها تحت عنوان سياسي قومي عربي. اليوم اصبح عليهم أن يخشوا إيران أكثر بعد أن باتت أقوى من ذي قبل وأكثر تطلعاً الى مد النفوذ إلى الجوار العربي. غير أن المفارقة الأكبر أنه بات عليهم ان يكتشفوا خطورة مشروعها الاقليمي في صورته المذهبية الجديدة (الشيعية السياسية)! كان عليهم أن يواجهوا إيران بوصفهم عرباً، فبات عليهم أن يواجهوها بوصفهم أهل سنّة! (*) كاتب مغربي (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 فيفري 2007)
اذا لم يبادر الاخوان بالتغيير سيفاجأون به
د. حمزة زوبع (*) بداية فانني لم اعد اتفق كثيرا مع فكرة المؤامرة التي يروجها البعض خصوصا عندما يفتح ملف الاخوان سواء كان ذلك في مصر ام في غيرها، واعترف ان الظرف الزمني علي قسوته ليس بالنسبة للاخوان فحسب بل لمصر عموما لا يجب ان يلفتنا عن بعض تناول بعض الافكار المطروحة في خضم النزال السياسي (الغليظ) احيانا من جانب السلطة بجدية وعقلانية ولربما كانت هذه الافكار مفيدة وبناءة في الوقت نفسه فقد تكون شخصية او غير موضوعية، فهذه اجتهادات وآراء بشرية مثلها مثل افكار واراء واجتهادات الاخوان منذ تاسيسها وحتي اليوم الذي تنتهي فيه كجماعة كما يتمني البعض وعلي راسهم الدكتور النفيسي الذي اثار موضوع حل تنظيم الاخوان المسلمين ونشرته له مجلة البيان وعلق عليه موقع المصريون ، ذاك الموقع الذي يعد اضافة حقيقية الي رصيد العمل الاعلامي والسياسي في مصر علي وجه الخصوص. واعتقد ان التذرع بالظروف الامنية لن يغني الاخوان ولن يمنحهم العذر في البحث عن اطر والتفكير في آليات جديدة لتطوير عملهم، كما انه لا يمنح الآخرين العذر في السكوت او الصمت علي ما يقوم به النظام ليس تجاه الاخوان فحسب بل تجاه الشعب باسره وهذا ليس افتراء علي النظام بل ان الامر اصبح يقينا لدي كل من يتعاطي مع الشان السياسي اليومي. وفي رايي ان الحديث عن الاخوان سوف لن ينقطع لانها حركة فاعلة ومبادرة ولها اسهام واضح في المجتمع وانا هنا لا اتحدث عن اسهاماتها السياسية التي اراها النذر اليسير من جهودها كحركة اسلامية تنويرية معنية بالفرد والمجتمع وتعمل علي محاور باتت غير خافية علي احد لعل ابرزها انها تعني بتربية جيل او اجيال صالحين كما انها معنية ايضا بالمجتمع من حيث الرعاية والاهتمام والعناية وهذا واضح في دورها المجتمعي التنموي الذي اراد البعض في اليسار النيل منه مثل د. رفعت السعيد فمدحه عن غير قصد. وهذا لا يعني بحال ان التعاطي مع الدكتور النفيسي علي غير ما يريد او ما يري يعني بحال حتمية صحة راي دون آخر او كونه بديلا حتميا عن الآخر فلا الاخوان اعلنوا انهم امة الاسلام ولا النفيسي او غيره اعلنوا انهم هم البديل عن الاخوان. وفي رايي ان احد مشكلات تناول الاخوان المسلمين تكمن في تصور البعض ان الاخوان (التنظيم) اقوي من الاخوان (الفكرة) واري العكس تماما هو الصحيح. الفكرة: اعتقد ان التيار الاسلامي في مجمله في العالم العربي بامتداداته والعالم الغربي بتجمعاته بات متفقا علي صوابية الفكرة واعتدالها والحاجة اليها في عملية التنمية، اذ باتت المجتمعات في حاجة الي افراد صالحين غير مفسدين، مثقفين وليسوا جهلاء، مفكرين وليسوا امعات، منتمين وليسوا (عملاء) وهذا ما وفرته التجربة الاسلامية التي بلورتها التجربة الاخوانية، ويشهد علي ذلك ان تيارات اسلامية كثيرة ورغم خلافاتها الظاهرة والباطنة مع الاخوان في الثمانينات قد عدلت عن موقفها الفكري ليكون قاب قوسين او ادني من المنظومة الفكرية للاخوان. ولو نظرت الي الحزب الوطني وهو الذي يحارب الفكرة الاسلامية ويتبرأ منها ويعتبرها خطرا ماحقا، حتي هذا التجمع بدا في محاكاة التجربة الاجتماعية للاخوان من منظور انها تقربه الي الناس زلفي. اذن الفكرة في حد ذاتها اصبحت عصية علي التفكيك واكبر من ان يتم تقليصها في وعاء او اناء تنظيمي، لذا باتت تأخذ اكثر من شكل او من اطار تنظيمي تارة سياسي وتارة اخري اجتماعي وتارة بلا تنظيم اصلا وانما يتم التعبير عنها من خلال مفكرين ورموز وشخصيات عامة يفهم الراي العام انها اسلامية الفكرة (اخواني المنهج) وان كانت بعيدة عن التنظيمات. وحرية الفكر ومساحة الحوار بين الاسلاميين المؤمنين بالفكرة الاسلامية في اطارها الاخواني وبين غيرهم في ساحات الحوار لم تكن في يوم من الايام رهينة برأي الاخوان (التنظيم) ويمكنك مراجعة عشرات بل مئات الحوارات والمساجلات التي لا يمكن ان نعتبرها مدفوعة او مشفوعة بالتنظيم الاخواني، ومن هنا اجد ان كلام المفكر الكبير د. عبد الله النفيسي كلام منطقي ينسجم مع واحدة من اهم مخرجات العمل الاسلامي علي الطريقة الاخوانية وهو مبدأ (الحرية) والتي لا يمكنها ان تقيد عالما او مفكرا رأي غير ما تراه الجماعة (التنظيم). والتاريخ لديه العديد من الامثلة التي قد تنتابها حالة توهج فكري لا تقدر الجماعة او التنظيم علي احتماله فيحدث الخروج وهو خروج مشروع لانه ليس خروجا عن الملة ولا الدين ولا اي شيء سوي انه خروج علي التزام ادبي فقط لا غير كما افهمه انا. والفكرة العظيمة تنتج افكارا ورجالا عظماء في نفس الوقت… والامة العربية لا تزال بحاجة الي هذه الافكار والآراء العظيمة التي تثري الحياة بكل نواحيها، وتضخ دماء فكرية في واقع سياسي واجتماعي اتفق الجميع علي انه آسن.. ورائحته لا تطاق. وتنبع قوة الفكرة من انها نابعة من داخل المؤمنين بها حتي وان لم يعلمها اياهم احد، وحتي لو لم يكن هناك جماعة او تنظيم مثل الاخوان المسلمين لولدت نفس الفكرة او ابتعثت من جديد علي يد عالم او مفكر وان لم يكن حسن البنا رحمه الله وكون الفكرة اسلامية فهي ليست حكرا علي الاخوان وحدهم بل الاخوان كانوا بمثابة (شرارة التكوين) ويمكن ان يقوم غيرهم وقد قام غيرهم بتقديم افكار جديدة لم تكن عملية وكانت مكلفة بل باهظة التكاليف علي مستوي الافراد والاوطان. والفكرة الاسلامية التي اصبحت ملكا للجميع (بمن فيهم اولئك الذين يرفضون اعتبار الاخوان مرجعية او تنظيما اداريا او جماعة موجهة ومرشدة لهم)، ولهم الحق في التعاطي معها علي طريقتهم وتجريب ما يرونه مناسبا، هذا حق طبيعي ومشروع فليجرب من يشاء ما يريد وليعط المجتمع تجربة جديدة تثري العمل الاسلامي وتقوم علي حماية الفكرة وصيانتها. التنظيم بالنسبة للتنظيم الذي وكما يري الدكتور النفيسي انه اصبح عبئا علي العمل الاسلامي فهذا امر يحتاج الي وقفة جادة ولناخذ الامر علي محمل الجد لا الهزل، وبطريقة صحيحة لا اعوجاج فيها وبموضوعية لا انحياز يشوبها وبشفافية لا لبس حولها ونسأل انفسنا:
من هو المعني بالاخوان كتنظيم؟ هل هم المنتمون للفكرة الرافضون للتنظيم؟ ام المجتمع؟ هل الاخوان وحدهم لهم الحق في ان يطالبوا بذلك؟ ام المثقفون (بالطبع لا بد ان نتفق علي تعريف المثقف في العصر الحالي)؟ ام الغرب الصديق ام الغرب العدو؟ واذا ما اخذنا اي حزب او جماعة من الجماعات او الجمعيات سنجد انها يجب ان تكون متوافقة مع القانون اي تعمل في اطار من القانون والتشريعات التي اعتمدتها هذه الدولة او تلك وهذا حق المجتمع عليها حتي تنضبط حركة هذا التنظيم او الحزب وتنسجم مع المجتمع واسلوب حياته الذي اختاره. وهذا امر جدلي لا تزال تدور حوله الاسئلة والتساؤلات! فالسلطة قررت في عهد سابق ومن خلال مجلس قيادة الثورة الذي حل وانتهي واصبح جزءا من التاريخ حرمان الاخوان من التمتع بوضعية قانونية (جماعة – جمعية – حزب لا فرق) وهذا وضع شاذ يحتم علي الدولة لكي يمكنها محاسبة الاخوان كجماعة ان تقبل به كتنظيم واعني هنا بالتنظيم اي اطار قانوني يتفق مع القانون، ومن ثم تبدأ عملية المحاسبة، او ان يبقي الوضع علي ما هو عليه جماعة لها انصار واتباع ومناهج ورموز ونواب مطالبة ان تلغي نفسها (كيف) وهي ملغية اصلا؟ الاصل ان تمنح هذه الجماعة اطارا قانونيا ومن ثم يتم اختبار مدي قدرتها علي التوافق او توفيق الاوضاع (علي غرار الشركات) ثم تحاسب كما يحاسب اي فرد بدءا من رئيس الجمهورية حتي آخر مواطن بسيط مرورا بالمؤسسات والشركات والجمعيات والاحزاب. اذن يمكن للمجتمع من خلال الدولة محاسبة الاخوان (كتنظيم) بعد الاعتراف به، ويمكن للمجتمع عبر القانون ان يقر او لا يقر بقاء الاخوان كتنظيم مشفوعا قراره بالاسباب الحقيقية وساعتها سيظهر للجميع ان كان التنظيم قد خالف المعمول به وساعتها تكون الدولة او السلطة بريئة من دم التنظيم، اما والحالة علي ما نحن عليه من ضبابية وغياب للشفافية وتعنت فلا يمكن للسلطة ان تبدي رأيا منفردا في بقاء الجماعة او رحيلها الا اذا جاء الاخوان بشيء اجتمع علي كونه مناهضا للمجتمع وللدولة وللمشروع الحضاري لها، وهذا يمنح المجتمع سلطة فورية في قرار انكار وجود الاخوان كتنظيم او حزب ومعاقبتهم كما يعاقب اي حزب آخر بالحرمان من التصويت لهم، اما الشق الجنائي فالقانون كفيل به. ومن حق الاحزاب ان تعني بقضية بقاء الاخوان كتنظيم من عدمه لان الاحزاب والاخوان يعيشون في نفس الوطن ويمارسون عملا سياسيا واجتماعيا مع نفس المواطنين فليس هناك مواطنون للاخوان وآخرون للشيوعيين او الناصريين مثلا، ويمكن للاحزاب ان تمارس ضغطا وان تعني بالاخوان ومنهجهم فهذا حقها، ولكن ليس مطلوب من الاخوان ان تقوم باعادة تفصيل وتكييف اوضاعها وفقا لرؤية ومتطلبات (منافسين ولا اقول خصوم سياسيين) ارتأوا منهجا سياسيا مغايرا لما عليه الاخوان، وبالطبع ليس من حق الاخوان نفس الشيء، فالتنافس السياسي في ظل فرص متساوية هو الاساس، وقد يقول البعض ان الاخوان يستخدمون الدين وهم محرومون من استخدامه مثل الشيوعيين او اليسار بشكل عام، وهذا يعني حرمانهم من فرصة متساوية امام شعب متدين بفطرته. واذا ما اتفق الجميع علي حرمان الاخوان من التعبير عن فكرتهم وتوجههم الاسلامي فيجب ان يسري المنع علي الآخرين من التعبير عن فكرته الشيوعية او الليبرالية وهذا يعني ان التنافس سوف يكون بلا مرجعية فكرية وهذا غير معقول ولا معمول به، فالمتعارف عليه ان يتنافس الجميع في ظل ظروف متساوية للحصول علي ثقة الناخب فيما يطرحونه من برامج وافكار اصلاحية. واتفق مع من يقول بحرمان الاخوان من التعبير عن ارائهم السياسية عبر المساجد ولكن ليمنحوهم فرصا اعلامية متساوية عبر وسائل الاعلام الحكومية ولتوقف السلطة حملاتها ضدهم ولتوقف استخدام المساجد والكنائس للتسويق لمشروعها وحرمان الجميع بمن فيهم الاخوان من التعبير عن الراي. الاحزاب والتجمعات التي تبدي رايها في الاخوان كتنظيم محقة ان وجدت او رات ان التنظيم لديه فرصتان بينما لديهم فرصة واحدة او يتمتع بفرصة ويحرمهم منها. والاحزاب منافسٌ ولا يحق لها التدخل في شؤون غيرها من الاحزاب والتجمعات اذا اعتبرنا الاخوان تنظيما سياسيا (بدليل وجود 88 نائبا له تحت قبة البرلمان وهو عدد لم تصل الي عشره اي من الاحزاب السياسية المصرية) ولو حدث وتدخلت الاحزاب في شان الاخوان فهذا مدخل لتدخل الجميع في شؤون الجميع وهو ترديد لاستنساخ لما تقوم به السلطة من التدخل السافر في شؤون الاحزاب لتدميرها. الشيء الوحيد الذي يمكن للاحزاب ان تتدخل فيه وتفرض كلمتها علي الاخوان هو نفس الشيء الذي يراه المجتمع خطرا محدقا او محتملا واعني بالمجتمع مؤسساته وليس فردا او مسؤولا امنيا او حزبيا يريد تصفية ثأره مع الاخوان لمطامع سياسية، ونعود الي جماهير الاخوان وهل بامكانهم ان يقرروا حل الاخوان او الانفضاض من حوله والاجابة الطبيعية نعم كبيرة جدا، لانه ليس بين الاخوان وبين التنظيم اي شيء سوي ميثاق عمل اخلاقي، وهو ميثاق بالمناسبة لا يمنح من يدخل التنظيم صك دخول الجنة كما انه لا يمنح من قرر الخروج تذكرة الولوج الي الجنة، والتاريخ يشهد بان نفرا غير قليل خرجوا وهم بخروجهم قد اعلنوا انهم ليسوا بحاجة الي التنظيم ولم يعلن التنظيم ضد موقف عدائي الا في حالات كان الاستفزاز متبادلا وتلام الجماعة علي تورطها في الرد علي البعض بطريقة علانية لانه قد عرف عنهم غير ذلك. يمكن للاخوان من خلال مؤسساتهم التي تعلن الصحافة عن وجودها ويعلنون هم عنها مثل المكتب السياسي او الاعلامي او مكتب الارشاد ان ياخذوا قرارا بناء علي طلب الاعضاء واتصور انه لو قرر المنتمون الي التنظيم الخروج عليه واعلنوا انهم ضده فلن يجدوا من يمنعهم او يعترض طريقهم لانه ليس لدي الاخوان وسيلة للمنع في هذا الصدد، وحتي العقوبات التي يوقعها التنظيم علي الافراد المخالفين لا يمكن فهمها الا من خلال ان اي تنظيم له قواعد وقوانين يجب احترامها والا فالفوضي هي البديل. لو قررت جماهير الاخوان حل التنظيم فهذا امر ممكن ومشروع لكنه لن يحل مشكلة الاخوان لانه في اللحظة التي سيتم حل التنظيم فعليا سيتحول هؤلاء المنتمون الي اعضاء في تنظيمات اخري وستنشأ اجيال مؤمنة بالفكرة ومنتشرة في اكثر من تنظيم وهذا يعطيهم فرصة للانتشار وهذا ما عنيته بقوة الفكرة. اذن يمكن للاخوان ان يقرروا حل التنظيم ولست اري ان هناك مانعا ابدا في ذلك ان توفرت اسباب اقتنع بها جمهور الاخوان من داخل تنظيمهم. ويمكن للغرب الضغط علي الاخوان وهذا ليس ببعيد ولا مستبعد ولا مستهجن طالما قرر الاخوان خوض غمار السياسة والعمل علي كافة الاصعدة وفي كافة الاماكن حول العالم، انها حالة تصارع طبيعية واعتقد لو اخذت من منظور سياسي فهي مقبولة، لكن غير المقبول ان تستخدم القوة والعنف والبلطجة من جانب القوي الغربية للقضاء علي الاخوان… ليس مقبولا ان تكره امريكا الاخوان لا لشيء الا لأنهم قرروا الوقوف ضد مشروعها العسكري في المنطقة. لو قررت امريكا ان يكون لها مشروع تنموي في العالم العربي تري هل سيقف الاخوان في وجهها؟ لم ير العالم العربي من امريكا وبريطانيا وفرنسا الا حالة عدائية لا تسمح بالتقاط الانفاس ناهيك عن التعايش. وبالتالي فان الضغط علي الاخوان والاهتمام بفكرة تفكيكه ان وردت هما امر مستهجن ومرفوض لانه مبني علي اطار الخصومة غير الاخلاقية التي تسمح بمنافسة شريفة واخلاقية. واتصور انه في المناخ السياسي العادي او المشحون بتنافسية سياسية من اجل الوطن والمواطن يسري علي الاخوان (التنظيم) ما يسري علي الآخرين، من تغيير واحلال وتبديل، لكن في ظل تضييق وعدم اعتراف واعتقالات تحول دون اداء الاخوان (التنظيم) لدوره كمؤسسه او منظمة مثلهم مثل غيرهم يصبح من السهل جدا فهم اسباب الضغط علي الاخوان بهذه الطريقة وفي هذا التوقيت، الهدف ليس اجبارهم علي الالتزام بالشرعية التي لم تمنحهم حق العمل التنظيمي العلني (الذين يطالبون به) وتريد ان تحاسبهم وفق اسس وقواعد يفرضها الحزب الحاكم ويتحكم وحده في شروط اللعبة وفي كافة الاوراق ويعرف كيف ومتي يستخدمها. المناخ السياسي الراهن يضغط علي الاخوان بشكل كبير والهدف واضح خلخلة التنظيم وهذا وان حدث وفي اسوأ الظروف ولو تم حل الاخوان مرة ثانية او عاشرة لن يحل اشكاليات كثيرة في الواقع السياسي ومنها:
1 ـ خمول وتراجع دور الاحزاب المقننة 2 ـ فساد الحزب الحاكم وعدم قدرته علي التطور والتغيير 3 ـ تراكم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وحالة الاحتقان السياسي 4 ـ توغل الدور الامني بفعل ضغط السلطة للحيلولة دون دور فاعل للمعارضة 5 ـ غياب البديل الاسلامي الذي يعبر عن المشروع الاسلامي (وهذا لا ينال ابدا من قيمة المفكرين والمثقفين الاسلاميين الذين لم يصرح احد منهم بانه صاحب مشروع بل جزء من تيار). ولن يحل غياب الاخوان ايا من تلك المشكلات، فلا المعارضة سيتم تفعيل دورها علي النحو الذي يتم تسويقه ولا الحزب الحاكم بامكانه اقناع الشارع العادي والشارع السياسي بانه (ينوي) التغيير والاستقامة بعدما فشلت تجربته علي مدار ربع قرن من الزمان، وليس هناك افق سياسي ينبئ بانه وفور غياب او تغييب الاخوان سوف ينال الشعب حريته وننعم بالديمقراطية، وعليه فلو كان غياب الاخوان التنظيم عن الحياة السياسية سيساهم في احداث نقلة نوعية في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية فسأنضم فورا وبلا شروط الي المنادين بحل تنظيم الاخوان والجماعة وكل ما له علاقة بالتنظيم من قريب او بعيد. هل هناك من يضمن ذلك في المعارضة او في الحكومة او الغرب او الشارع؟ وثمة نقطة اخري غاية في الاهمية لمن يطالبون بحل الاخوان (التنظيم) وهي ان بقاء الاخوان او محبيهم تحت سقف التنظيم هو خيار مناسب في هذه المرحلة من تاريخ مصر تحديدا لانهم اي الاخوان: ـ
علي عكس ما يصرح به النظام لن يصلوا ولا يفكرون في الوصول الي السلطة وهم لا يسعون الي نفي الحزب الوطني او الاحزاب الاخري بل العكس هو الصحيح. بوسعي ان اقبل فكرة التخلص من التنظيم ولكن ماذا سنفعل بالفكرة؟ ان الفكرة القوية والمتماسكة وذات الجذور يصعب اقتلاعها وربما يتم التعبير عنها باشكال مختلفة بعضها تم تجريبه وفشل والبعض الآخر في طور التجريب، وسوف لن يتوقف العقل البشري المسلم المتمسك بفكرته الاسلامية عن البحث عن اطر واشكال وسيسعي الي التطوير والتحديث. وأقر مع الجميع ان التغيير بات مطلوبا ومرغوبا ومنشودا وحتميا سواء علي مستوي الاخوان او المفكرين او التجمعات والاحزاب او النظم والسياسات، لا شيء يعيب الاخوان ولا منتسبيهم ولا محبيهم ان كان هناك تغيير. وفي الادارة تعلمنا (من لم يبادر بالتغيير فسوف يفاجأ به). الفكرة العظيمة دائما تحتاج الي تنظيم بمعني اطار، وقديما قال البعض لو انشق اناس عن جماعة وقالوا انهم لن يستمروا معها وانهم سيشكلون اطارا آخر يضمهم ويروج لهم بعيدا عن مصطلح الجماعة، تري ماذا سيسمونه؟ (جماعة اللاجماعة) !!!! وبعيدا عن حل الاخوان فان هناك مفكرين اسلاميين آخرين (مثل المفكر الكبير طارق البشري) تحدثوا ولا يزالون يتحدثون عن تحلل الدولة والسلطة…. فمن يتحلل اولا…. (*) كاتب ومحلل سياسي من مصر (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 20 فيفري 2007)
Home – Accueil – الرئيسية