الثلاثاء، 19 سبتمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2311 du 19.09.2006

 archives : www.tunisnews.net


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت:   بـــيــان اجتماع تضامني مع الرابطة من اجل رفع الحصار الأمني على مقراتها اسلام أون لاين: تونس.. ضبط واعتقال « فلة » صلاح الدين الجورشي: تونس: ملفات أربع للسنة السياسية الجديدة د.منصف المرزوقي: آه لو سكت نجيـب البكــوش: عندما يستشهد بابا القرن 21 بترهات إمبراطور القرون الوسطى الهادي بريك: في ظلال رمضان محمد العروسي الهاني :تجف أقلام الباطل و البهتان و تبقى و تدوم اقلام الحق و البنيان  زكية الضيفاوي: السجائر… واحتراق الذكرى د. ابو خولة: اغتصاب المراة المسلمة مجدى مهنا: في الممنوع سامح فوزي: كيف يجلب النضال السلمي الديمقراطية؟ رويترز:منتقدون يرصدون لعبة انتخابية في تهديد أمني يواجهه المغرب


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »  

حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:

 

 


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ــ فرع بنزرت Ligue Tunisienne pour la Défense des Droits de l’Homme – Section de Bizerte  75شارع فرحات حشاد  بنزرت 7001 بوقطفة ـ الهاتف 435.440 72 بنزرت في 18 سبتمبر  2006
   بـــيــان
يعلم فرع الرابطة ببنزرت الرأى العام أن السلطات التونسية قد تسلمت من الحكومة الإيطالية في شهر مارس 2006 ، في إطار التعاون  الدولي لمكافحة الإرهاب، المواطن: توفيق الحجام ،وهو معاق، أصيل مدينة عوسجة 35 كم جنوب  بنزرت .  سافر توفيق الى إيطاليا سنة 1994 قصد الشغل بها ، عندها كان الصرب يشنون حرب إبادة عرقية ضد الشعب البوسني إذ تعددت المجازر فيها ضد العزل خاصة الأطفال والشوخ والنساء  وبعضهم يدفنون أحياء . وتعددت  هذه الكوارث 5 سنوات. تخلى طارق الحجام عن عمله وقوت عائلته والتحق بالمقاومة البوسنية صحبة 3 إطاليين  و2 فرنسيين و1 اسباني وبعض الاتراك واليونانيين  جميعهم تطوعوا  تضامنا مع البوسنيين المهددين بالابادة. وفي ضواحي مدينة بنيا لوكا (Banja Luca) أصيب طارق بشظية في مستوى الرأس وأصبح عاجزا عن أداء ما تطوع لأجله فاضطرت  المقاومة البوسنية الى إرجاعه سنة  1995 ، الى إطاليا حيث تقبلته سلطاتها في مستشفياتها عدة سنوات تحت المعالجة إلى أن تأكد الطب الإختصاصي أن طارق أصبح معاق ( بالنصف العمودي : رجله ويده لا يقدرعلي تحريكهما كما أصيب بالصمم في إحدى أذنيه  إضافة إلى اضطرابات نفسية وتصرفات و حركات غير مسؤولة  تصدر عنه ، و قد أصبح غير قادر على قضاء لوازمه البشرية بمفرد. في سنة 1999سنت السلطات التونسية قانونا يقضي بالحكم بعشرة سنوات سجن علي كل مواطن تونسي  يضع نفسه تحت منظمة إرهابية ، وبمقتضاه حوكم طارق الحجام بعشرة سنوات سجن غيابيا بتهمة الانتماء الي منطمة إرهابية في حين كان تحت العلاج بإيطاليا و انه تطوع سابقا في صفوف الجيش البوسني الذي كان في حالة دفاع عن الأراضي البوسنية . وبمقتضى التعاون الدولي للقضاء علي الارهاب ، استجلبته  السلطات التونسية من إطاليا واودعته السجن على حالته تلك ليعاد النظر في الحكم الصادر ضده بناء على طلب  المحاميين الحقوقيين الاستاذ عبد الرؤوف العيادي والاستاذ سمير بن عمر و حددت الجلسة يوم 27 سبتمبر 2006 . – إن فرع الرابطة ببنزرت يطالب بإطلاق سراح توفيق الحجام ومواصلة علاجه وتكريمه جزاءا علي ما تطوع به لحماية الانسانية من الإجرام العرقي. – كما يطالب  بإطلاق سراح كل المساجين السياسيين بمقتضى عفو تشريعي عام وطي صفحة الماضي نهائيا.   عن هيئة الفرع الرئيس علي بن ســالـم 
 

 
جندوبة في 17/09/2006   

اجتماع تضامني مع الرابطة من اجل رفع الحصار الأمني على مقراتها

 

 
نظمت جامعة جندوبة لحركة الديمقراطيين الإشتراكيين ندوة تضامنية مع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان يوم الاحد 17  سبتمبر 2006 بمقر الجامعة دعت اليه كل مكونات المجتمع المدني واكد فيها الحاضرون على تنديدهم بالحصار الامني المضروب على مقرات الرابطة وشل نشاطها لمدة فاقت السنة وعبروا عن تضامنهم معها في نضالها من اجل استرداد مقراتها وعقد مؤتمرها السادس بكل ديمقراطية واستقلالية كما طالبوا السلطات المعنية برفع الحصار الأمني المضروب على مقرات الرابطة وفي هذا الإطار . راسل المناضلون الرابطيون وممثلو المجتمع المدني المتواجدون بالإجتماع السيد والي جندوبة معبرين لهم عن تنديدهم بهذا الحصار الجائر والغير شرعي والغير قانوني وطالبوه برفع الحصار الأمني المضروب على مقر الفرع ومناضليه حتى يتمكن الفرع من القيام بمهامه العادية . كما صدر عن الندوة بيان اكد فيه الحاضرون على ان نقاش المبادرات المطروحة لحل ازمة الرابطة يكون داحل مقراتها بعد رفع الحصار الأمني المضروب عليها وعلى منخرطيها .                              بلقاسم المحسني الكاتب العام لجامعة جندوبة لجركة                               الديمقراطيين الإشتراكيين ورئيس الإجتماع    

تونس.. ضبط واعتقال « فلة »

تونس – محمد الحمروني وعقبة الحميدي – إسلام أون لاين.نت حملة فريدة من نوعها يشنها الأمن التونسي مع بدء العام الدراسي، تستهدف دمية، لكنها دمية محجبة تشتهر باسم « فلة ». وداهمت قوات الأمن عددًا كبيرًا من المحلات، وصادرت كل الأدوات المدرسية التي تحمل صورها، بزعم أنها تحمل دعوة للباس الطائفي، بحسب ما أكده تجار أدوات مدرسية وصحفيون ومدرسون لـ »إسلام أون لاين.نت ». وبالتوازي مع ذلك منعت السلطات التونسية، كالمعتاد، الفتيات المحجّبات من الالتحاق بمقاعد الدراسة في المعاهد والكليات، غير أن التضييق امتد هذا العام ليشمل الفتيان الملتحين. وقال باعة وتجار أدوات مدرسية لـ »إسلام أون لاين.نت »: إن قوات الأمن داهمت محلاتهم ومتاجرهم وصادرت كل بضاعتهم التي تحمل صورة الدمية « فُلّة »، بحجة أنها تحمل دعوة للباس الطائفي، وهي العبارة التي تطلقها السلطات التونسية على الحجاب. وأعربوا عن سخطهم من هذا الإجراء الذي أصاب تجارتهم بضرر كبير، فضلاً عن إخضاعهم للتحقيق، وهو ما أثار استياء مواطنين ومدرسين وصحفيين تونسيين. الصحفي التونسي، عبد الله الزواري، قال لـ »إسلام أون لاين.نت »: « أنا متخوف على التلاميذ الذين يحملون حقائب مدرسية تحمل صورة الدمية المحجبة فُلّة من أن يتعرضوا للتحقيق بعد أن تعرض التجار والباعة الذين يعرضون هذه الدمية في ولاية الكاف وولايات أخرى للتحقيق من قبل فرقة الأبحاث (البوليس السياسي) ». وأعرب الزواري عن تخوفه كذلك من أن تنسب إلى هؤلاء الصغار تهمة الإرهاب مخالفة للقانون 108 الذي يمنع المرأة التونسية من اللباس الشرعي، مشيرًا إلى أن الدمية العربية « فُلّة » مخالفة بشكل صريح لهذا القرار، على حد قوله.

« أمر مسيء لتونس » وأبدت سميرة، مدرسة، استغرابها الشديد من مصادرة الدمية « فُلة ». وقالت لـ »إسلام أون لاين.نت »: « كيف يستقيم هذا والحرية الشخصية. هذا أمر مسيء لتونس ». وتساءلت مستنكرة: « أليس هذا الحجاب الذي يمنع في تونس بناء على المنشور 108 سيئ الذكر، هو نفسه الذي لبسته زوجة الرئيس وبناته أثناء أداء الحج مع رئيس الدولة؟! ». ولقيت الدمية « فلّة » التي ترتدي زيًّا محتشمًا، رواجًا كبيرًا وإقبالاً واسعًا بين الصغار، وخاصة الفتيات، وهو ما أدى إلى تراجع كبير في مبيعات الدمية « باربي »، ذات الملامح الغربية والتي هيمنت على السوق التونسية طويلاً. ويعكس رواج « فُلّة » ازدهار القيم الإسلامية في المجتمعات العربية. وعن ملامح « فلة » يقول « محمد. ع »، بائع ألعاب أطفال: أهم الملامح المميزة لهذه الدمية قياسًا بمثيلتها الغربية هي أنها تظهر مرتدية عباءة سوداء أو زيًّا مكونًا من معطف وحجاب أبيض أو خمار أبيض واسع للصلاة، فضلاً عن أن شعرها وعينيها بنية داكنة، ولها نفس نسب وحجم الدمية باربي تقريبًا. وترجع جذور فكرة إبداع الدمية فلة إلى عام 1999 في سوريا. وطرحت شركة « نيوبوي ديزاين ستديو »، المصممة، هذه الدمية في الأسواق في نوفمبر 2003. وتهدف « فلة » إلى ربط الأطفال بهويتهم حتى لا يقعوا ضحية لعملية تغريب.
حملة كل عام ومع بدء توجه نحو 3 ملايين طالب وطالبة لمقاعد الدراسة منتصف سبتمبر الجاري، اشترطت السلطات التونسية، كالمعتاد، على الفتيات المحجبات نزع حجابهن للسماح لهن بالالتحاق بفصولهم الدراسية في المعاهد والكليات، غير أن التضييق امتد هذا العام ليشمل الشباب الملتحين. وتعليقًا على هذه الحملة، قالت سعيدة العكرمي، عضوة الجمعية الدولية لمساندة المعتقلين السياسيين، لـ »إسلام أون لاين »: « لم يَعُد من المعقول، ولا من المقبول، أن تعيش آلاف العائلات التونسيات حالة من التوتّر والقلق في بداية كل سنة دراسية بسبب الخمار أو اللحية ». وشددت على أن « هناك تناقضًا صارخًا بين ترسانة القوانين والتشريعات التي تفتخر بها السلطات التونسية فيما يخص الأحوال الشخصية وحقوق المرأة، وبين القرارات التي تسلبها أكثر حقوقها بداهة وهي حقها في اختيار شكل اللباس الذي تريد ارتداءه ». ولفتت الناشطة التونسية إلى أنها رفعت دعوى قضائية ضد الحكومة تطالبها فيها بإلغاء كل القرارات التي تتدخل في تحديد شكل اللباس، معتبرة أنها غير قانونية وغير دستورية، إلا أن المحكمة لم تنظر في هذه القضية رغم مرور 4 سنوات على رفعها.
لن أترك الحجاب أو دراستي فاطمة، طالبة محجبة في المعهد العالي للدراسات التكنولوجيا، قالت لـ »إسلام أون لاين.نت »: « لم يسمح لي ولباقي المحجبات بدخول المعهد، وطلبت مني الإدارة نزع حجابي حتى تسمح لي بالالتحاق بالفصل الدراسي ». ومضت موضحة: « وقع تهديدي بأبشع العواقب إن أنا أصررت على موقفي ولم أنزع الحجاب. وحتى عندما قمت بتغطية رأسي بقطعة عادية من القماش لم يسمح لي بالدخول أو التسجيل ». وأوضحت فاطمة أنها وأسرتها يعيشون في حالة توتر وقلق منذ منعها من الالتحاق بدراستها. وقالت: « أكاد أجن بسبب قلة النوم والأكل ومن كثرة التفكير في حل لهذه المشكلة، فليس لديّ استعداد للتفريط في دراستي، ولن أنزع حجابي باعتباره فريضة ربّانية لا مجال للتفريط فيها ». ويعتبر القانون 108، الصادر عام 1981 في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، الحجاب « زيًّا طائفيًّا »، وليس فريضة دينية، ومن ثَم يحظر ارتداءه في الجامعات ومعاهد التعليم الثانوية، وهو ما يعارضه بشدة قطاع كبير من الشارع التونسي.

 
(المصدر موقع اسلام أون لاين بتاريخ 18 سبتمبر 2006)


تونس: ملفات أربع للسنة السياسية الجديدة

صلاح الدين الجورشي – تونس

 

هل تشهد السنة السياسية الجديدة حالة تَـجاوز للعوائق التي اتسمت بها المرحلة السابقة؟

سؤال يبدو للبعض مُـملا ومكرورا لأنه سبق أن طُـرح في مطلع السنوات السابقة، وجاءت الوقائع مكذبة لجميع التوقعات والتخمينات والإشاعات.

 

 هناك مؤشرات تُـوحي بأن الموسم السياسي 2006/2007 قد يحمل في طياته تعديلات في مكوّنات المشهد العام.

 

خمس مسائل شدّت الاهتمام وجعلت الكثيرين يتساءلون عمّـا يُـمكن أن تحمله الأشهر القادمة من تغييرات « إيجابية »، وتتعلق بالملفات التالية: الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والاتحاد العام التونسي للشغل وملف الإعلام و »حركة 18 أكتوبر » وأخيرا الإسلاميون.

 

يبدو أن « معضلة » رابطة حقوق الإنسان مرشّـحة لتجد طريقها نحو الحل، قبل نهاية السنة الجارية، هذا ما يُـوحي به الجدل الدائر منذ شهر حول الطرق الأنجع لتمكين الرابطة من عقد مؤتمرها السادس في ظروف طبيعية.

 

لقد شهدت الأسابيع الماضية تعدّد المبادرات والنداءات والمقالات، التي يلتقي أصحابها حول الاعتقاد بأن هذا الملف قد طال أكثر من اللّـزوم، وأن المصلحة الوطنية تفرض أن يلتقي جميع الأطراف حول الحدّ الأدنى، بعيدا عن منطق الغالب والمغلوب.

 

فالسلطة لم تستطع فرض إرادتها على أقدم منظمة حقوقية عربية وإفريقية، رغم لجوئها لمختلف الوسائل. وفي المقابل، لم تتمكّـن الهيئة المديرة من إخراج الرابطة من المأزق التنظيمي والقانوني الذي تردّت فيه، رغم الدعم الذي تلقّـته من قبل الأغلبية الواسعة من « الرابطيين » والرأي العام الديمقراطي المحلي وأصدقائها في الشبكة الدولية لحقوق الإنسان، أو حتى الحكومات الغربية، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية.

 

هذه الوضعية، جعلت السلطة، ويدقق البعض فيقولون، « طرفا من أطراف السلطة »، يعتبر بأن المصلحة السياسية العاجلة تقتضي تسوية ملف الرابطة في أقرب الآجال. ولاشك في أن إلحاح الأوروبيين وطرحهم المتواصل لملف الرابطة على الجهات الرسمية التونسية، قد ساعد كثيرا على إضفاء صفة الاستعجال على هذا الملف.

 

الحوار هو السبيل الوحيد

 

لا تكمُـن المشكلة حاليا في المرشحين للقيام بوساطة بين السلطة والرابطة، خاصة بعد أن تعدّدت المبادرات وتكثفت الاستعدادات خلال الأسابيع الأخيرة.

 

كما يخطئ من يعتقد بأن الهيئة المديرة للرابطة، هي التي تقف حائلا أمام الشروع عمليا في مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة من أجل التوصل إلى تسوية نهائية.

 

فبالرغم من وجود تبايُـنات، تُـعتبر طبيعية، بين أعضاء قيادة الرابطة، إلا أنهم، بدون استثناء، متمسّكون بخيار الحوار ويرون فيه الطريق الوحيد لإعادة تفعيل دور منظمتهم.

 

إن ما ينتظره الجميع، هو قرار سياسي يتخذه رئيس الدولة، يقع بمقتضاه تفويض جهة رسمية للتفاوض بشكل مباشر أو غير مباشر مع الهيئة المديرة للرابطة أو من يمثلها، وهذا ما حدث في أزمات سابقة، وهو ما يفتقر إليه كل الذين عبّـروا عن حُـسن نواياهم في الأسابيع القليلة الماضية.

 

 تحييد النقابات

 

الملف الثاني الذي أثار النقاش والتساؤلات في أوساط النقابيين والسياسيين، يخص القرار الفجئي، الذي أعلنت عنه قيادة الاتحاد العام التونسي للشغل (النقابة الوحيدة في البلاد) بتقديم تاريخ انعقاد مؤتمرها، وذلك قبل موفى السنة الجارية.

 

فما هي خلفيات القرار؟ وهل اتخذه الأمين العام للاتحاد عبد السلام جراد بمفرده، أم بتوافق مع السلطة؟ ولماذا يحرص النظام على تهيئة مناخ خال من التوترات قبل حلول عام 2007؟

 

تلك بعض الأسئلة التي تتردّد اليوم في تونس، وبقطع النظر عن الإشاعات الرائجة حاليا – وهي كثيرة – فالمؤكّـد أن السلطة حريصة جدا على إبقاء منظمة الشغالين في حالة غير معادية للحكم، خاصة مع تصاعد أسعار المحروقات وتعدد الصعوبات الاقتصادية، الداخلية والعالمية، مما دفع بالحكومة إلى إعداد ميزانية جديدة وُصفَـت بـ « الحذرة ».

 

وقد شهدت السنة الماضية تصاعدا ملحوظا في وتيرة الحركة المطلبية، من خلال سلسلة إضرابات شنّـتها قطاعات اجتماعية حسّاسة ومؤثرة. كما أن الاتحاد لا زال يشكل – رغم الأزمات التي مرّ بها منذ أواخر الثمانينات، والتي أثرت على أدائه السياسي والنقابي أحد الدوائر الأساسية لحماية الاستقرار وتحقيق الاستمرارية والتواصل ومواجهة الاستحقاقات القادمة.

 

يُـستبعد أن تحصل مفاجآت كُـبرى في المؤتمر القادم للإتحاد، لكن الأصوات المنادية بربط المسألة الاجتماعية بالإصلاح السياسي والديمقراطية، ستزداد ارتفاعا، خاصة وأن عددا واسعا من الكوادر المعروفة قد استكملت نقاشا دام أشهرا، لتُـعلن قريبا عن تأسيس منظمة عُـمالية جديدة، وتفتح بذلك مجالا واسعا للنقاش حول شرعية التعدّدية النقابية.

 

 إعلام وحريات

 

بالنسبة لملف الإعلام، لم يحصل تغيير جوهري في المشهد، لكنه بمناسبة النقاش الدائر حول ملف رابطة حقوق الإنسان، نُـشرت مقالات وأجريت حوارات، وذُكرت أسماء حذفها مقصّ الرقابة مند أواخر الثمانينات (تراجع بالخصوص الأسماء التي استضيفت في صحيفتي لوتون والصباح).

 

فهل كان ذلك مجرد قوس سيُـغلق أم إشارة إلى بداية رفع الحجر على بعض القضايا السياسية، بعد أن تحرر الإعلام الرياضي وهبّ نسيم قليل على الكتابة الثقافية. كما جاء الإعلان عن قُـرب صدور قانون سيُـنظم الصحافة الإلكترونية، ليثير تفاؤل بعض الأوساط، لكن في المقابل، ترك الاعتداء الذي تعرّض إليه موقع « تونس نيوز  » أو حجب موقع « التحالف المغاربي من أجل الديمقراطية »، الذي يُـشرف عليه الوجه الإعلامي المعروف (عمر صحابو)، ليعيد المتفائلين إلى المربّـع السابق.

 

قد يكون الأمر يتعلّـق بحالة تردّد وتوجّـس من تداعيات إطلاق الحريات الصحفية، لكن مع ذلك، فإن احتمال حصول تحسن، ولو طفيف، في الساحة الإعلامية ليس مستبعدا خلال الأشهر القليلة القادمة، لكنه لن يكون جذريا.

 

 منتدى فكري حواري

 

أما فيما يتعلق بالملف الرابع، الخاص بحركة 18 أكتوبر التي تحتفل قريبا بالذكرى الأولى لانبعاثها تحت شعار « اليوم الوطني من أجل الحقوق والحريات »، فقد تكون هذه السنة بالنسبة إليها حاسمة في أحد الاتجاهين: إما أن تتحول إلى قوة فاعلة في الحياة السياسية أو أن تُـعلن عن إخفاقها، وتفسح المجال لمحاولات وصيَـغ قد تكون أكثر توفيقا.

 

فهذه المبادرة الجماعية، التي حرّكت عند انطلاقها المياه الراكدة وبعثت تفاؤلا في مختلف الأوساط، سرعان ما تراجع تأثيرها ونجحت السلطة في محاصرتها، حتى كادت أن تُـصيبها بالجمود الكامل.

 

ومع ذلك، عكفت أطراف المبادرة طيلة الأسابيع الماضية، لتعلن في بيان أصدرته مؤخرا بأنها عازمة على إطلاق مبادرات وحملات وطنية (بين الداخل والمهجر) حول الحقوق والحريات الثلاثة، التي حملت حركة 18 أكتوبر لواءها: « حرية التعبير والإعلام والصحافة، وحرية تأسيس الأحزاب والجمعيات ورفع القيود على نشاطها، وإطلاق سراح المساجين السياسيين وعودة اللاجئين وإعادة الاعتبار إليهم، في إطار قانون للعفو العام يشمل كل من طالهم القمع ».

 

كما قرر أصحاب المبادرة، الاستمرار في تنشيط المنتدى الفكري الحواري الذي أسّـسوه لتقريب المسافة التي تفصل العلمانيين عن إسلاميي حركة النهضة حول الموقف من بعض القضايا الأساسية.

 

وفي هذا السياق، سيتم عقد ندوة وطنية حول موضوع المساواة بين الجنسين. ومن المرجّـح أن يلقي المحامي عبد الفتاح مورو، الذي غيبته الظروف السياسية طيلة الخمسة عشر سنة الأخيرة، مُـداخلة ضمن فعاليات هذه الندوة.

 

 ملف الإسلاميين

 

أخيرا، ملف الإسلاميين الذي لا يزال معلّـقا وخاضعا لإجراءات بطيئة، حيث لا يزال أكثر من مائة مسؤول سابق بحركة النهضة ينتظرون الإفراج عنهم من المعتقلات.

 

والجديد في هذا الملف، هو الزيارة المفاجئة التي قام بها وفد من السفارة الأمريكية في موفى شهر أغسطس الماضي إلى مقر إقامة السجين القيادي السابق حمادي الجبالي، هذه الزيارة التي فاجأت السلطة وأثارت قلقها، استمرّت حوالي ثلاث ساعات، ويبدو أنها تطرّقت إلى قضايا عديدة تخصّ حركة النهضة والموقف من السياسة الأمريكية في المنطقة.

 

وبالرغم من الفترة الطويلة التي قضّـاها الجبالي في السجن، إلا أنه لا يزال يتمتّـع بمُـؤهلات ترشّـحه ليلعب دورا محوريا في مستقبل الأيام، داخل حركة النهضة على الصعيد الوطني، والمعلوم أن الجهات الأمريكية الرسمية، مثلها مثل الأوساط الأوروبية، تعتبر معتقلي حركة النهضة « مساجين سياسيين »، خلافا لوجهة نظر السلطة، التي تصفهم بمساجين الحق العام.

 

من جهة أخرى، شهد فصل الصيف المنقضي عودة عدد من كوادر الإسلاميين الذين قضوا فترة طويلة بالمهجر، وحاولوا أن يستفيدوا من الانفراج الجزئي الذي أبدته السلطات تجاه الكثير ممّـن يرغبون في العودة.

 

وبقطع النظر عن الجدل الذي خلقته هذه العودة داخل أوساط التنظيم، فالملاحظ أن (الداخل) مرشح لكي يستعيد بهدوء المبادرة على حساب (الخارج)، الذي شكّـل ما يعتبره الكثيرون « حالة استثنائية ومرحلة متخطاة » في تاريخ الحركة، وهو ما يعكسه انخراط (النهضة) في مبادرة 18 أكتوبر.

 

تلك هي أبرز ملفات السنة السياسية الجديدة التي ستبقى مثار جدل واهتمام، خاصة خلال الأشهر الثلاث القادمة. ولا شك في أن السلطة ستوزع اهتمامها من جهة عين، على إعادة ترتيب بيتها الداخلي وعين على هذه الملفات المفتوحة.

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 19 سبتمبر 2006)

الرابط: http://www.swissinfo.org/ara/front/detail.html?siteSect=105&sid=7077437&cKey=1158693950000


 

تونس في : 19 سبتمبر 2006 منبر نقاش ثان  حول : الزعيم صالح بن يوسف

مع ثلة من رفاقه وهم عمر فضة وسالم بن مرزوق حول ملف الخلاف البورقيبي-اليوسفي وملف الاغتيال

 
يوم السبت 23 سبتمبر 2006 ، على الساعة التاسعة صباحا  
كانت مؤسستنا قد خصصت لأول مرة منذ الاستقلال, منبر نقاش حول الزعيم صالح بن يوسف ويندرج ذلك في استراتيجية تحركنا العلمي لرد الاعتبار للرموز الوطنية التي غيبت تماما من ذاكرة الشعب. وقد قامت دولة السابع من نوفمبر, وفاء منها لبيانها التاريخي, نقل رفات هذا الزعيم من القاهرة إلى تونس وتم تكريم حرمه. وقد قمنا من جانبنا في منبر النقاش الأول الذي عقدناه الأسبوع الماضي بإعادة الاعتبار التاريخي للزعيم صالح بن يوسف, بدعوة ثلة من مرافقيه وهم : عمر فضة والحبيب اللمسي وعدد آخر ممن عرفوه عن قرب كما دعونا د. المنصف الشابي الذي خص الراحل بأول دراسة تاريخية تم نشرها منذ 1990.   وقد كان منبر نقاش الأول, مثيرا للغاية ومؤثرا جدا,  حيث تم استعراض مسارات الزعيم صالح بن يوسف وأدواره السياسية العديدة في تونس, لتجذير وتطوير العمل الحزبي. وقد اكتشفنا من خلال هذا الحوار الذي تم, مدى دقة المعلومات الجديدة التي باح بها المدعوون, وهذا ما أثرى حقا الذاكرة الوطنية, وأنه على ضوء ذلك سننظم منبر نقاش ثان, يوم 23 من الشهر الجاري لتناول ملفين اثنين هما :   – الخلاف البورقيبي-اليوسفي وتداعياته الدقيقة على البلاد.   – ثم نشاط الزعيم صالح بن يوسف السياسي في مصر وعملية اغتياله.   وسوف يلبي دعوتنا هاته المرة, كل من السادة : عمر فضة وسالم بن مرزوق والحبيب اللمسي والمؤرخ د. المنصف الشابي وآخرون…   والدعوة مفتوحة للجميع ابتداء من الساعة التاسعة صباحا في المقر الجديد بالمؤسسة المذكور أسفله   الأستاذ عبد الجليل التميمي

آه لو سكت

 
د.منصف المرزوقي   قد لا يصف تأثير كلام البابا على  الوضع الحالي بين العالم العربي والإسلامي والغرب، قدر المثال الشعبي التونسي  » كانت تشخر ، زادت بف ». فالوضع كان متأزما بما فيه الكفاية، خاصة لأيام قليلة بعد احتفال الغرب بذكرى 11-9، حتى لا يحتاج  لمثل هذا الحادث الجديد. فالكلمة لها معناها في الزمان والمكان والحال وليس فقط في المطلق. ولا أتصور أننا بحاجة لدليل إضافي، أو مؤشر إحصائي أو موضوعي، على أن الطين يزداد بله، وأنه ربما ما زال قابلا لكثير من البلبلة بل لنقل البلل الإضافي ليجعل منه وحلا قد يسبح فيه الجميع في غياب الحكمة والمخارج. فحادثة البابا تأتي بعد أقل سنة من اندلاع حريق الرسوم المسيئة للرسول وما انجر عنها من ردود فعل. وها هي نفس ردود الفعل تتجدد بعنف في الشارعين العربي والإسلامي، لا يواجهها سوى استغراب منافق وتملص لا يقنع أحدا. إن من يعرف حتى النزر القليل من  تاريخ الفاتيكان الطويل  وتاريخ الرجال الذين يتحركون داخل المؤسسة العتيقة، يعرف  مدى الحنكة السياسية والدهاء داخل الدهاء داخل الدهاء الذي يتمتع به أناس لهم قرابة ألفي سنة من التجربة  في التعامل مع المشاكل الحساسة. لذا يجب التفتيش عن سبب « الزلة ». هل هي رسالة مضمونة الوصول أن السيل بلغ الزبى في ما يخص « اعتداء الإسلام » على الغرب المسيحي، وأن رد الفعل على نطاق أوسع يمكن أن يبدأ. وفي هذه الحالة هل ستضاف زلة البابا إلى زلة بوش  الذي تحدث عقب 9-11 عن انطلاق  الحرب الصليبية. لكن هل سمع البابا أن السيل بلغ الزبى أيضا   بالنسبة للمسلمين بخصوص  مآسي العراق وأفغانستان ولبنان وفلسطين، والخلط الدائم بين دينهم والإرهاب، والاعتداء المتكرر على حجر الرحى لأمتهم وعقيدتهم ؟ الثابت اليوم أننا أمام جدارين متواجهين من الخوف المتبادل، وعدم الثقة المتبادلة، وسوء الظن المتبادل ….وأن الشعور يتعاظم في الجهتين بأن الطرف الآخر أصبح يشكل خطرا ماحقا عليه. إنها  الظاهرة البالغة الخطورة التي نعايشها اليوم  والمؤهلة للتفاقم ، لأن ّ » زلة لسان » البابا، ستطلق أكثر من لسان من عقاله و آنذاك سيتسارع الانزلاق مع كل ما قد ينجر عنه من أخطار. نحن إذن أمام منعطف جديد من صراع لا نعرف أين سيصل بنا، باستثناء أننا متأكدون أنه لن يصل بنا براري السلام والتعايش والتسامح والأخوة التي يدعي الجميع أنهم ينشدونها. وفي مثل هذا الصراع لا مجال للوقوف على الحياد. لا بدّ لكل واحد منا أن يختار صفه. لكن المواجهة الحقيقية ليست بين المسلمين والمسيحيين  وإنما بين السفهاء والعقلاء في الطرفين. إن كانت مهمة السفهاء النفخ على الجمرات، وصب الزيت على النار، واغتنام كل فرصة للتحريض على مزيد من التباغض الذي قد يدفع ثمنه من حياتهم الأبرياء من الديانتين، فإن واجب العقلاء التصدي أكثر من أي وقت مضى للانجراف الخطير الذي يتهددنا جميعا. إن واجبهم إدانة كل مس بعقيدة الآخر، وكل استعمال للعقيدة للتغطية على مصالح السياسية وفك الارتباط الخطير بين السياسة والدين في عقول وقلوب متتبعي الديانتين والبحث عن كل سبل التواصل ومد الجسور والتخفيف من الاحتقان ، وخاصة من التأكيد على الحقيقة التي ينساها الجميع : أننا جميعا على الزورق المترنح  في قلب العاصفة، وأنه إذا زاد البعض من تأرجحه بأقوالهم  وبتصرفاتهم  غير المسئولة فإن الغرق مصير الجميع.

 

(المصدر: موقع « المؤتمر من أجل الجمهورية بتاريخ 19 سبتمبر 2006)

الرابط: http://cprtunisie.net

 ———–

يمكنكم الإطلاع على كتابات الدكتور المرزوقي على موقعه :

http://moncefmarzouki.net


 

 

 

حلقة جديدة من مسلسل الكاريكاتور:

عندما يستشهد بابا القرن 21 بترهات إمبراطور القرون الوسطى

بقلـــم: نجيــــــب البكـــــــوش

 

«أرني ما الجديد الذي أتى به محمد لن تجد إلا أشياء سيئة ولا إنسانية مثل الحق في الدفاع بحد السيف على العقيدة التي ينشرها».

 

هذه الفقرة التي اقتطفها البابا بينيديكت السادس عشر من مناظرة وهي السابعة جرت في القرن الرابع عشر للمبلاد وبالتحديد سنة 1391 بالقسطنطينية بين الامبراطور البيزنطي مانوال الثاني(1350-1425) وأحد علماء الفرس وذلك خلال إلقائه محاضرة يوم الثلاثاء 12 سبتمبر أي غداة الحادي عشر بجامعة راتيسبتون الألمانية.

 

ثم أردف قائلا: «بالنسبة للشريعة الإسلامية فإن إرادة اللّه ليست مرتبطة بأي صنف من أصناف تفكيرنا ولا حتى بالمنطق».

 

وخلص إلى القول أن: «الإسلام على عكس المسيحية لم يتمكن من أدوات العقل والحداثة التي من شأنها أن تدفعه إلى التنديد بالعنف ولو كان باسم الإيمان». إذا فقدسيته تستشهد ثم تستنتج ما طاب لها في سياق لا ندركه في أول وهلة فنتساءل هل ان هذا البابا حقيقة أمّي (أنظر لمحة محمد قلبي يوم 16 سبتمبر) وهو من هو أي فقيه في الكهنوت متضلع في تاريخ الأديان مطلع على كل الكتب السماوية وهو يعلم علم اليقين أن محمدا رسول اللّه قد خلت من قبله الرسل لا ينطق عن الهوى وإنما يوجي إليه، بعث ليتمم مكارم الأخلاق وليبلغ الرسالة.»

 

«يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك» سورة المائدة.

 

وهو مدرك لكل ما كتب عن سير ا لأنبياء فلا أخاله لحظة واحدة يجهل ما كتبه مواطنه قوته عن النبي محمد ولا لامارتين (أنظر المقال حول الرسوم – الصباح 09 فيفري 2006) ولا ما خطه أدوار سعيد قبل وفاته عن الإسلام وعن أخطاء الغرب المقصودة وغير المقصودة في نظرته إليه.

 

ولا ما قيل ودوّن في الحوارات بين الأديان التي انتظمت بمباركة من الفاتيكان وهو أحد دعائمه إذا فالاستنتاج الأول هو أن البابا ما هو بجاهل ولا بغافل بل هو سيد العارفين بما أتى به الإسلام إلى الغرب من إنارة العقل عن طريق ابن رشد ومن تبعه من فطاحل المنطق من أمة محمد.

 

ابن رشد صاحب الأثر المدون عام 1180 «فصل المقال وتقرير ما بين الشريعة والحكمة من الاتصال» والذي أقر فيه أن العقل والإيمان صنوان «وأن الحكمة هي صاحبة الشريعة والأخت الرضيعة».

 

عوضا عن ذلك فقد آثر البابا حشر ترهات امبراطور حاقد ولكن ما هو أدهى وغير ظاهر هو أن المتحدث رجل دين ورجل دولة في ذات الوقت ومن موقعه على رأس الكنيسة فهو يرى لزاما عليه أن يحد من تراجع المقبلين على الكاثوليكية (أنظر افتتاحية جريدة Le monde 16 سبتمبر 2006) بينما الإقبال على اعتناق الاسلام يتزايد بانتظام ويدخل الشباب الأوروبي والأمريكي في دين اللّه أفواجا وذلك خلافا لما يعتقده الإمبراطور البيزنطي لا بحد السيف بل إيمانا بأن هذا الدين الذي ارتضاه الخالق لعباده الذين أتم عليهم نعمته هو دين الرحمة والمحبة والمجادلة بالتي هي أحسن وأنه براء من الظلم والقهر والعبودية والجور.

 

إن الأجيال الجديدة في الغرب لها أعين ولها آذان وهي تبصر ما يقترفه المهيمنون المعاصرون.

 

للبابا الحق في أن يعبئ منظوريه ولكن هل كان يجب أن يتم ذلك على حساب أعظم خلق اللّه كلهم؟ فهل كان لا بد له أن يشارك من حيث يدري أو لا يدري في هذه الحملة المتأججة منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 ضد دين أصبح ينعت عند البعض بالفاشي وأضحى رسوله موضع رسوم كاريكاتورية؟

 

هل لم يكن أولى للبابا أن يعتذر للإنسانية عن تحريض سلفه أوربان الثاني الذي أطلق العنان للحروب الصليبية في القرن الحادي عشر وهو الذي سماها كذلك، وعن الصمت المخزي لسلفه بي 12 إبان المحرقة النازية؟

 

وفي المحصلة فإن كانت هناك إساءة في حديث البابا فهي بالأساس موجهة للمؤسسة البابوية إذ أن قدسيته نجحت بعد سنة واحدة من ارتقائها إلى سدة الحبر الأعظم من أن تنسف من خلال استعارة سخيفة كما هائلا من الحوارات بين الأديان.

 

وعلى الرغم مما حصل – وبفضله – وتزامنا مع التمادي في الدعوة إلى المجادلة الهادئة فلا بد من مواصلة الجهد لبناء ذاتنا وعدم الانصراف إلى ما يلهينا عن أمهات قضايانا وذلك بالأخذ بناصية المعرفة والعلوم وتحديث مجتمعاتنا وتمتين اقتصادياتنا وتثمين ثرواتنا.

 

عندئذ يكف الأخر عن جلدنا ويقرأ لنا ألف حساب فيعرف قدره ويمكث دونه «فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يُسرون وما يعلنون» سورة يسن.

 

 (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 19 سبتمبر 2006)


في ظلال رمضان

الحلقـــة الثالثـــة

 
 
الصيام مدرسة تزرع التقوى الحاجزة عن الظلم وتزين الحياة باليسر . تلك هي خلاصة ما سبق.   أحب الناس إلى الله أنفعهم لعياله :   ـ  » وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين «  .   هذه نقطة قوة عجيبة في الاسلام . كثير من نقاط القوة لا ينتبه إليها سوى غير المسلمين إذ العادة والإلف يجلبان الغفلة على الناس ولذلك توخى القرآن الكريم أسلوب الحوار مع تاليه لا يحشد عليه الحجج حشدا تقريريا ولكن يخاطبه بقوله  » ألم تر  » و » أرأيت  » و »إنظر » وغير ذلك مما يجعل التالي  ينخرط في حوار مع القرآن الكريم . كل ذلك من أجل إيقاظ العقل وتنبيه الغافل وإذهاب بلادة العادة وكر الإلف . لو إطلعت على أسباب إعتناق غير المسلمين للاسلام لالفيت بأن أغلب ذلك القصص غير مدهش بالنسبة إليك فمنهم من أسلم ـ أمريكية بعد أحداث سبتمبر 01 ـ لسماعه الاذان يرتفع من بعض مساجد تركيا . ها نحن نستمع إلى ذلك صباح مساء على مدار الحياة فلا يفعل فينا فعله . وبالخلاصة فإن كثيرا من نقاط القوة في الاسلام لا نبصرها نحن ولكن يبصرها غيرنا فتملك عليه تفكيره وربما تسحره فيسلم . مما يذهب عنا تلك الغفلة البليدة التفكر والتدبر والسعي في الارض عقلا ورجلا . إختلاط الصيام هنا بالاطعام أمر نعده نحن لفرط تعودنا عليه غير ذي بال ولكن عند غيرنا سيما من أهل الحضارة المادية الكاسحة يعد عجيبة من العجائب ونقطة قوة قد تهوي إليها الافئدة . ليس في ثقافة أولئك أن يتضامنوا مع الفقير والمحتاج ومن فعل منهم شيئا زهيدا من ذلك ربما إلتقطته أجهزة التصوير فجعلت منه بطلا لا يشق له غبار . في حين يقوم الاسلام عندنا على حفظ التوازن بين حق الله في الصيام والعبادة وبين حق عبده المحتاج في الاغاثة . التشريع الاسلامي لا يقتصر في ذلك على الحض الخلقي بل يهتبل فرصة عجز المكلف عن الصيام بسبب كبر سن أو حمل أو إرضاع .. ليفرض عليهم طعاما يؤدونه إلى المسكين بدلا عن الصيام . وبذا تغدو الامة بأسرها إما صائمة أو منفقة أي عابدة بأسرها حتى مع إختلاف العبادات بين حق الله سبحانه وحق عبده المحتاج . ما يخلفه ذلك من أثر إجتماعي بين المسلمين  تهرق دونه الاموال والجهود والاوقات في الغرب تشريعات متتالية ثم لا يجدون برد ذلك لطغيان الاثرة وإستبداد الشح . ثقافتهم الدينية تقول بأن أحب الناس إلى الرب هو أكثرهم خدمة للمعبد أو إعتزالا للطيبات أما أن يكون أحبهم إليه سبحانه أنفعهم لعياله نفعا ماديا خالصا فذاك أمر عجيب حقا ولكن لا نشعر بعجبه نحن لاستبداد الإلف بنا وطغيان الغفلة علينا لفرط زهدنا في عبادة التفكر والتدبر .   رمضان شهر القرآن :   ـ  » شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان « .   رمضان شهر غير محرم ولكن حرمته تفوق حرمة الاشهر الحرم مجتمعة بسبب تشريفه بنزول القرآن الكريم فيه  » إنا أنزلناه في ليلة مباركة « . رمضان يجمع ببركة القرآن الكريم المسلمين عامة في المساجد ومن تخلف منهم هناك جمعهم على مائدة الصيام . كتاب معجز مبنى ومعنى . كتاب محفوظ . كتاب يستوي في أجر تلاوته العربي مع الاعجمي يغدق عشر حسنات كاملة على كل حرف واحد متلو . كتاب فرقان يفرق بين الحق والباطل لا تلتبس به الالسنة ولا تزيغ به الاهواء ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق من كثرة الرد يحمل خبر البالين ونبأ التالين .   رمضان شهر التضرع الخالص :   ـ  » أجيب دعوة الداع إذا دعان « .   أخبرنا سبحانه بأنه لا يوصد باب رحمته في وجه تائب أبدا في كل ساعة من ليل ونهار حتى لو كان التائب في يم الفاحشة العظمى من كل جنس وضرب ليس بينه وبين التوبة سوى ندم يعتصر فؤاده فيؤلمه وربما تدمع عيناه فيقلع وقد لا ينبس ببنت شفة أبدا من إستغفار لفرط جهل أو لفرط صدمة . أحب الناس إليه سبحانه التوابون . والتوبة هي العبادة المشتركة بين كل المخلوقات من إنس وجن وملك . حتى الملك الذي لا يملك غريزة للعصيان أبدا يقضي عمره مسبحا عابدا آناء الليل وأطراف النهار .. لا يستنكف عن الاستغفار إذ ما من ريب في أنه لا يوجد مخلوق لا في السماء ولا في الارض يقدره سبحانه حق قدره فيعبده حق عبادته . إذا كان الدعاء توبة دوما مرغوبا فإنه في رمضان أشد رغبة وإذا كانت ساعات السحر دوما محبوبة فإن سحر رمضان أشد حبا أما من يلهم خالص التضرع دعاء وشكرا في العشر الاواخر بله في ليلة القدر فقد حيزت له الاخرة بحذافيرها . ورغم ذلك فإنه لا يستوي الذين قال فيهم هنا  » فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي » مع الداعين الغافلين أي الذين يغفلون عن حمل سلاح الدعاء تضرعا خالصا رغبة ورهبة ساعة الرخاء أو خارج مواسم توبة الناس مثل رمضان والحج .   الصيام عبادة الناس أجمعين :   ـ  » هدى للناس « . ـ  » كذلك يبين الله آياته للناس « .   أفتتحت الايات بنداء الذين آمنوا ثم ما لبثت أن خاطبت الناس في شأن عموم الهدي القرآني  وإختتمت بخطاب الناس مرة أخرى في شأن بيان الايات لهم  . هذا أمر نغفل عنه نحن اليوم كثيرا إذ نظن أن الاسلام ديننا لوحدنا وكذا القرآن الكريم كتابنا لوحدنا ومحمد عليه الصلاة والسلام نبينا لوحدنا . نتناسى دوما أن خيرية الامة ليست على شاكلة شعب الله المختار . من أعظم نقاط القوة في الاسلام أنه دين مفتوح لكل من هب ودب من سائر الامم والشعوب ليس بينه وبين الاسلام سوى إعلان شهادة التوحيد حتى يصبح عضوا في الامة الخاتمة الخيرية الوسطية الواحدة لا فرق بينه وبين أي عضو قديم فيها كائنا ما كانت منزلته فينا وفضله علينا وعلى الامة . ذلك أمر لا وجود له في الديانات الاخرى التي يشترط بعضها أن تكون الام على ذات الدين بل ربما أم الام وفي كل الاحوال فإن درجات المواطنة هناك كثيرة ومتباعدة . يجب أن نعي أننا سواء في حق الاسلام والانتساب إلى الامة وكتابها ونبيها وتاريخها مع كل الناس سوى أن من سبق إلى الاسلام منا أكثرنا حملا وأثقلنا مسؤولية في الدعوة إلى هذا الدين . ولذلك إرتهنت الخيرية إلى شرطي الامر بالمعروف والنهي عن المنكر قبل إرتهانها إلى شرط الايمان المؤخر في آية سورة آل عمران . معيار الخيرية هو : تحصيل النفع المعنوي للناس وترجمت آية أخرى ذلك بقولها  » ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله « .    رمضان مجمع المكارم ودوحة المحاسن . هذه بعضها  :   ـ تذكيرنا بالثوابت المكتوبة علينا كتبا موثقا لئلا تداس جهلا أو غفلة أو عمدا . ـ تعليمنا محاسن الصيام : تقوى في القلب وشكرا في النفس ورشدا  في العقل . ـ تدريبنا على حياة اليسر وليس كاليسر زينة للحياة ومفتاحا لنجاح قافلة الدعوة ومعاملة الناس. ـ الجمع بين حق الله في العبادة وحق عباده المحتاجين في ماله الذي إستخلفنا فيه . ـ جمع الناس قاطبة على مائدة الذكر المبين طهارة لصدإ القلوب من أدران المادية . ـ تحبيبنا في عبادة التضرع والسؤال والدعاء والذلة والخضوع والتوبة بين يدي الرحمان . ـ تذكيرنا بواجبنا نحو الناس أجمعين هداية ودعوة إلى الخير ورأفة بهم أن تطحنهم جهنم .   وإلى لقاء تال في حلقة تالية أستودعكم من لا تضيع ودائعه ودائعه .   الهادي بريك ـ ألمانيا


بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين  تونس في 19 سبتمبر 2006 

 
رسالة تاريخية مفتوحة لرئيس الجمهورية رقم 12 في بحر الاشهر القمرية من 26 ذي القعدة إلى 26 شعبان شهر خير البرية قبل حلول شهرالصيام و فيها كلام صادق النية   

و هذه رسالة بعنوان : تجف أقلام الباطل و البهتان و تبقى و تدوم اقلام الحق و البنيان

   

بقلم محمد العروسي الهاني
   إلى سيادة رئيس الدولة التونسية نرفع آيات التهاني بشهر الرحمة الربانية و نذّكر بالرسائل الإحدى عشر من يوم 26 ديسمبر 2005 بالاشهر الشمسية و الرسالة قبل هذه وجهتها إلى سيادتكم يوم الثالث عشر من شهر سبتمبر الجاري تاريخ  إبعاد رمز الامة إلى قبلي عام 1934 و عيد ميلادكم في 3 سبتمبر 1936 و في ذلك دلالة لقيمة توقيت الرسائل الصريحة بكل حرية… و في هذه الرسالة الجديدة الوفية خواطر و مقترحات إضافية لعل تكون خاتمة للرسائل السابقة و فيها كل ما فيه الكفاية من حسن النيّة سيـــــادة الرئيس إنّ الساحة المغاربية هذه الأيام تشهد تطورات إيجابية و مواقف شجاعة لطيّ صفحات الماضي بكل حرية و ما حصل في المملكة المغربية من صحوة إسلامية تؤكد أن الملك الشاب عازم على تحسين الأجواء و محو آثار التجاوزات بذكاء و عبقرية و أنّ عودة مناضل معارض بعد 35 سنة في الغربة يعتبر مؤشرا إيجابيا يدل على حسن النية و تصريحات الامين العام لحزب العدالة والتنمية للجزيرة هذه الأيام يؤكد على أنّ المغرب يسير على طريق الحرية و يدعم مواقف الملك محمد السادس الشاب الذي حطّم أسباب القطيعة و أذن بتحسين ابواب الحوار في الإعلام و التلفزة المغربية.   و ما حصل في الجزائر أيضا
هو محل متابعة الإعلام في كل الفضائيات العربية و عودة 3 معارضين و في مقدمتهم رابح الكبير من جبهة الإسلامية المنحلة يعبّر عن الإستعداد لدعم و تكريس المصالحة الوطنية التي دعا إليها سيادة رئيس الجمهورية و ما قام به الرئيس المناضل من جبهة التحرير الجزائرية.يؤكد أنّ الجزائر الشقيقة في الطريق الصحيح و على درب الديمقراطية … و طيّ صفحة مؤلمة اتت على الاخضر و اليابس صباحا و عشية… و اليوم الملامح تدل على حسن التسامح و الصفح و العفو بقوة و عزيمة فولاذية و بدور هام من الرئيس بوتفليقة رئيس الجمهورية و بلخادم رجل الحوار و المتعلق بالديمقراطية و يأتي هذا التحوّل قبل حلول شهر الصيام بأيام قليلة و بعد تصريحات أعداء الحرية من بوش إلى إسرائيل إلى البابا السادس عشر اصحاب الاحقاد الدفينة على الديانة الإسلامية.  
و في بلادنا العزيزة نريد دعم الحرية
نحن في تونس مع النوايا الطيبة مع الجناح المعتدل و أصحاب حسن النيّة لدعم الاستقرار في بلد جامع الزيتونة المعمور و العلماء أصحاب المذهب المالكي بالاعتدال و الحرية. نلتمس و نرجو دعم هذا الجناح و الإصغاء إليه بكل اهتمام و عناية ربانية مع التمنيات بالابتعاد على اصحاب السوء و اليسار المتطرف و الشيوعية الذين همهم إلا المصالح الفردية بالتمعش من اجل دعم فكرتهم الانتهازية و يريدون أن تبقى تونس مسرحا للبغضاء و الأحقاد و الفوضى الابدية قصد البقاء في المناصب و الانتفاع بموارد المسؤولية و استغلال النفوذ بكل الطرق الملتوية و إتهام الطرف الآخر بالأنانية و أعتقد أنّ رئيسنا ليس بغافل عن هذه الاعمال و الشطحات السخيفة التي عمرها صباحا أو عشية و قريبا يعلن فارسنا على قرارات تخدم مصلحة البلاد العليا و أجيال الجمهورية…. و بذلك يسحب البساط من تحت أقدام المتاجرين مهما كان مصدرهم و لونهم و البقاء لأصحاب مصلحة الوطن و أهل الفضيلة و الاعتدال في الوطنية. من أجل ذلك ندعوا لدعم الحوار على كل الاصعدة حفاظا على مكاسب الجمهورية و نتقدم باقتراحات عملية قبل حلول شهر الصيام الذي جعله الله شهر الرحمة السنوية و بمناسبة حلول الشهر و في كلمتكم المقرر ليلة شهر القرآن في التلفزة الوطنية أن تعلن للملأ نسجا على ما حصل لأخواننا في مغرب العروبة و المواقف البطولية أولا بخطوة ثانية على غرار خطوة شهر فيفري الماضي و التي أثلجت قلوب ملايين من البشرية أن تعلنوا بعفو واسع في إنتظار أركانه القانونية في الشهر الحادي عشر الذكرى التاسعة عشر و الذكرى مدلول هام جاء به كتابنا العزيز كلام الله الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد صدق الله العظيم قال الله تعالى عليها تسعة عشر صدق الله العظيم لعلّ هذه الذكرى تحمل بشرى العفو الشامل و الصفح الكامل حتى يعود كل أبناء الوطن سواء الذين في السجون أو في الغربة و المهجر أن يعودوا إلى أرض الوطن كما عاد رابح الكبير و من معه … و هذا ليس بالعزيز على الإرادة و أصحاب العزيمة و ليس بالعسير على رئيسنا صاحب القلب المفتوح و بذلك تعود الروح و يتم الفرح و السرور و الابتهاج و تعم الفرحة العارمة لكل الأسر و تفرح كل أسرة بجمع الشمل و تفرح الام حبيبة بعودة إبنيها بعد غياب دام 18 سنة في السجون و تجتمع العائلات على مائدة الإفطار في فرحة عظيمة و نعمة كبير من الله الواحد القهار الذي أعطى النور لعبده لأخذ القرار و هداه إلى سواء السبيل و نوّر عقله بالحنان و الرحمة و قذف في قلبه الرحمة  و الشفقة و هذا هو المقصود في شهر الرحمة الرابنية و اعتقد أنّ رئيسنا على أتم الاستعداد لأخذ القرار في الإبان بعد ان فهم كل الأمور و صارت عنه الابواب مفتوحة و العالم تطور نحو الافضل و الاجدر. و بفضل تغيير العقول أصبح العفو وارد و معقول و الذكرى بحول الله تحمل كل جديد و المناضلون الاحرار يدركون و يفهمون و يشمون ريحة الاعتدال… و مع حلول شهر رمضان لو يتفضل فارس الديار بإعطاء تعليماته الرئاسية للحدّ من مظاهر و خطورة اللباس العاري المكشوف و الذي يفسد صوم الصائمين و يعكّر صفوة شبابنا المتقين الصادقين.. و في اعتدال تونس يجب تحجير المكشوف و الضرب على تصرفات العابثين من الشبان المتسكعين و الفتيات المتمردات منهن و عائلتهنّ مغلوب على أمرهم و لذا واجب السلطان الردع و قال الحكيم يردع بالسلطان ما لا يردع بالقرآن و هذا من واجب ولي الأمر و على تلفزتنا القيام بحملة واسعة إذا كان كلام مديرها جاد و صادق قال في ندوة صحفية ليس هناك ممنوع أو محرّم على اصحاب الراي و الحوار نقول إليه داخل هذا المقال لصاحب المقام هل نستطيع الكلام لمدة نصف ساعة و نحن من أهل الدار و من حزب الاحرار لنوضح أنه من العار جعل التلفزة للرقص و العراء و المزود الذي كان محجرا زمان سيادة الرئيس هذه رسالتنا بأمانة نوجهها إليكم بإحترام و إكبار في إطار خواطر الشجعان الذين يريدون لتونس الإشعاع دوما في صف العقلاء الشرفاء حتى تبقى تونس كما أرادها الأبرار مشعة على الدوام و معتدلة في كل زمان و مكان و ترفض الشطط و الغلو و تتمسك بالاعتدال و نريد الصفاء و الرحمة في شهر الصيام و طي صفحة دامت عشرون عام و كل عام و أنتم في سلام و الشعب في أمان و على الله الإتكال . قال الله تعالى : و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا صدق الله العظيم و قال الله تعالى : و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر و أولئك هم المفلحون صدق الله العظيم ملاحظة هامة تاريخية: بدأتم المسيرة في سنّ الواحد و الخمسين بمعاملة و نقلة حضارية، و في سنّ السبعين أختموها بعفو تشريعية و صفح علنية في شهر الرحمة الربانية تكتب لكم في ميزان الحسنات عند ربّ الكون و البرية قال الله تعالى : يوم لا ينفع مال و لا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم صدق الله العظيم . و بهذه العملية تموت الشيوعية و محترفيها و تفنى و تزول من تونس الإسلامية 


السجائر… واحتراق الذكرى

 
زكية الضيفاوي   السيجارة الأولى بعد أكثر من ثلاث سنوات من التدخين، وآلاف الجلسات وحوارات الانسجام مع السجائر، اكتشفت أخطاءها التي لا تغتفر. ليست هذه أوّل مرة تقرأ فيها بتركيز أسماء السجائر التي تستهلكها أو تتأمّل العلبة وتتمعّن في كل ما كتب عليها. وكانت في كلّ مرة تستوقفها عبارة « التدخين مضرّ بالصحة ». وليست أوّل مرة تنتشي فيها بتلاشيها مع غيمات الدخان الهاربة نحو الأفق، نحو الحرية والانطلاق. لكن مع هذه السيجارة غير العادية وفي هذه الليلة المشحونة غرابة، لم تستوقفها العبارة المعهودة والتي كانت تزيدها إصرارا على أن ترى النار تسري ببطء في الجسم النحيل وتلتهمه رويدا رويدا، ولم تبد لها سحابات الدخان متصاعدة نحو الفضاء كالعادة. بدت غيمات الدخان تتمزّق أمام عينيها مصرّة على السقوط نحو الأسفل لتلطمها على رأسها المسند إلى الجدار. حملقت فإذا الغيمات تتحول إلى حروف بدا اكتشافها صعبا في البداية. ولمّا جال النيكوتين برأسها دارت الأرض دورتها، رأت الحروف والأرقام أكثر وضوحا وجاءت الصفعة الأولى عن طريق 20، وآلمها أن يستقرّ الصفر في مفترق الحاجبين لتقرأه كلّما نظرت في المرآة فتتصفّح أخطاءها أكثر من مرة في اليوم علّها تستطيع التكفير عنها بشكل ما، في حين اختارت الاثنان الاستقرار فوق الفم تماما. وأطبقت على الشفتين حتى أصبحتا عاجزتين عن الحراك فامتنعتا عن التدخين. استسلمت في ذهولها إلى الأمر الواقع، لكنّها أبت أن ترحم عدوّتها حتى عذاب النار انتقاما وتركتها تحترق « احترقي لأجلي!… لن أطفئ لهيبك، ما أروع استحالتك إلى رماد ». لكنّ الخصم أيضا أبى الاستسلام وبدأ الدخان يتصاعد منه بسرعة مذهلة ويرسم في الفضاء حروفا أكثر وضوحا سرعان ما تتساقط على الوجه الليّن فيئنّ لصدمتها : م،ا،ر،س،ذ،ك،ر،ى،ا،س،ت،ق،لا،ل،… وأحرف أخرى حاولت ترتيبها فكوّنت منها أسماء ليست بالغريبة عن ذاكرتها: الدغباجي البشير بن زديرة، علي بن خليفة، فرحات حشاد، الفيتوري بن سالم، وغيرها… وكان لكلّ حرف طريقته في الملاكمة، بل لعلّ الحروف بدأت تتبارز فيما بينها كجلاّدين يتسابقون لاختراع طرق جديدة في التعذيب. فاجأتها سرعة ركض الحروف على جسمها النحيل كأنّها قنابل مجنونة تريد تدمير جبل صخري وتحويله إلى حطام دون جدوى فلم تستطع ردّة الفعل. وما أن انطفأت السيجارة اللئيمة بمحض إرادتها حتى وجدت المرأة نفسها منهكة كمن قضى الليالي الطوال بين يدي جلاّد لا يرحم ضحيّته ولا جسمه هو الذي يعمل دون هوادة ولا فكره الذي يحترق لأجل إلحاق مزيد من الألم بجثّة فارقتها روح صاحبها ولم تعد تخشى السلخ. التفتت إلى بقايا السجائر في المطفأة إلى جانبها فاستحالت إلى رؤوس عجزت عن عدّها. تطاولت الرقاب وبرزت الوجوه مخضّبة بالدماء ملوّثة برماد السجائر وهاجمتها الأيادي وتعالت الأصوات لماذا تحرقون ذكرى 20 مارس « لماذا حوّلتم الاستقلال إلى رماد ؟ أ لأنّكم عجزتم عن حرق مصطلحات القهر الاستعمار، العولمة، الاستغلال… » وأمام هجماتهم وتحت وطأة اللكمات أطلقت العنان للشفتين فتمزّقتا متسائلتين في عواء من يتغابى أمام لكمات محقق يريد أن ينتزع منه اعترافا صريحا بالإصرار في القيام بجرم ربّما يكون ارتكبه عن غير قصد « وما ذنبي، أ أنا التي صنعتها، أم أنّني من أطلق عليها هذا الاسم » فتردّ الأصوات: « أنت تستهلكينها عوض الدعوة إلى مقاطعتها (الذي صنعها ارتكب جرما واحدا أمّا جريمتك فمضاعفة) جريمة الصمت على انتهاك الذكرى وجريمة المساهمة في تحويلها إلى رماد ». جُنّ جنونها واستدارت إلى الرؤوس تدفعها عنها:  » أنتم أيضا أيّها الشهداء لكم أخطاؤكم أفدح من أخطائي، كنتم أنانيّين إلى أبعد الحدود في اختياراتكم، اخترتم الاستشهاد لأنفسكم وتركتم للأغبياء اقتسام التباهي بشرفكم، خيّرتم الرحيل بالكرامة وتركتم لنا (مستنقع الولاء والعمالة) صدّقتم أكذوبة الاستقلال فاستسلمتم إلى ملك الموت وسرّبتم لنا عدوى الطمأنينة ومرض الإخلاص لأوطان (يرتديها حكام لا يفقهون للتاريخ معنى ولا يعيرون الذكرى اهتماما)… وانسابت قريحتها في سرد صفحات من الثلب والشتم والسباب كمن وجد الفرصة سانحة لصبّ جام غضبه على عدوّ تأكّد من عجزه عن الدفاع عن نفسه ولم تستفق إلاّ على صوت ارتطام المطفأة بالجدار المقابل التي تشتّت إلى أجزاء وتناثر الرماد في كامل أرجاء الغرفة، انتهى الكابوس واستبدّ بها الحنين من جديد إلى التبغ لكنّها عجزت عن إحراق « ذكرى 20 مارس » مرة أخرى.     السيجارة الثانية   لمّا كان الليل قد انتصف واستحال عليها الخروج لاقتناء نوع آخر من مبيدات الأجسام البشرية قامت متثاقلة وقد ألحّ عليها نداء التبغ. فتحت باب شقّتها مصرّة العزم على توفير حاجياتها منه خائفة أن يدفعها الجنون إلى شوارع القرية بحثا عن نكهته وكادت تطير فرحا لمّا لاحظت ضوءا شاحبا يتسلّل من أسفل باب الشقة المجاورة، لا يزال الجار يكابد السهر ويجب أن تجمع شجاعتها لتستعير منه بعض السجائر فهو لا يستهلك المارس، وأسعفها الحظ إذ وجدت لديه غرضها وأمدّها بعد وقفة مطوّلة على بابه سيجارتين مغايرتين لبضاعتها المعتادة معلنا كأنّه يتباهى بأنّه لا يحرق ذكرى 20 مارس لا في لونها الأبيض ولا في حمرتها القانية، فاختطفتها منه وعادت إلى حجرتها مسرعة. تمدّدت كعادتها في نفس المكان واستعدّت لإشعال واحدة لكنّ الفكرة قفزت إلى رأسها الذي لا يزال يعاني بعض الآلام، لماذا لاتتثبّت من اسمها قبل أن تقترف جرما آخر بحق ذكرى أخرى حتى وإن كان ذلك عن غير قصد، وقد كانت محقّة في ذلك فقد صعقت بالاسم مرة أخرى « حواء » يا للهول إنّه اسم الأنثى الأولى إنّها الأصل في مفهوم نوال السعداوي وهي سرّ الخصوبة والخير في مفهوم ابن عربي « لا خير في الأشياء التي لا تؤنّث ». ورأت نفسها تعبر جسر الغباء من إحراق ذكرى استقلال الوطن إلى إشعال النار في الأصل البشري مجسدا في اسم حوّاء. وأرادت عراء الجدّة لتخوض تجربة إحراق نفسها فبدت اللعبة أقوى من أن تقوم بها، آه لو كانت هناك سجائر باسم « آدم » لالتهمتها بشهيّة إعادة للتجربة التي بدأتها الجدّة بإغرائه بأكل التفاحة التي كانت سببا في نزولهما من ملكوت السماوات إلى عذاب الأرض علّها تستطيع أن تعيده إلى الأعلى ولو في شكل غيمات من الضباب المتلاشي حتى يبقى معلّقا بين السماء والأرض مادا قابلا للإغراء، ولكن أنّى لها ذلك وأصحاب مصانع التبغ قد يكونوا خمّنوا فيها ولذلك لم ينتجوا سجائر باسم جدّهم آدم وخيّروا أن يشعل بنو آدم كلّ حوّاء كيما تشعله هي بل لعلّهم أرادوا أن تكون حوّاء هي المعلّقة بين السماء والأرض في شكل غيمات من الدخان. وتراءت لها صورة حواء تتشكل من سحابات الدخان تقبع أمامها وتشكوها ما تعرضت له من اضطهاد وعنف منذ أنجبها الملعون آدم من ضلعه الأيسر مقرّ سكنى القلب لتكون دائما محببة منه معشوقته السرمدية، وبكلّ خبثه يحمّلها ذنوبه وأخطاءه فهي التي أغرته وانطلت الحيلة على الكون فلم يسأل يوما لماذا كان دائما مستعدّا لتقبّل إغراءاتها ؟ ما ذنبها إن كان ضعيف الشخصية وقوّاما عليها في نفس الوقت ؟   عانقت حواء حفيدتها وبكت بحرقة حتى اغتسلت الفتاة بدموعها فلبست عذابها كساء ونسجت حولها الأساطير، هي سبب كلّ الإغراءات والفتنات من أجلها تقاتل الفرس والروم واغتصبت الأرض وبيع الشرف واستعبد العبد وعمّ الفساد، هي اللعوب البشوش المغرية الخادعة وهو القوّام، أ كلّ هذا لأجل قدرتها أم بسبب ضعفه أو خبثه. واختلطت الأمور على المدخّنة فراحت تتساءل حتى السجائر لم تسلّط كوابيسها على آدم أ لأنّها تدخّن خلسة كان خوفها دائما محرك الكوابيس. على مشارف القرن الواحد والعشرين ما زلنا نناقش حق المرأة في التدخين (وتذكّرت استهزاء صديقتها الفرنسية منها ومن شعبها يوق وقع في قمة السلطة حينما سألتها : ثلاثون سنة بحالها وشعبك يعمل على نقل السلطة من المنستير إلى حمام سوسة، مسافة كيلومترات معدودات. كم يلزمكم من القرون لدفعها نحو الجنوب ؟ استفزّها السؤال لحظتها رغم قناعتها بأنّ 30 سنة عمر جيل بحاله وبدا لها التاريخ يسير ببطء ثقيل جدا حتى أنّها تكاد تراه واقفا. أمّا الآن وقد أثار فيها التبغ هذا البحر الشاسع من الأسئلة المضنية فقد تأكّدت أنّ حركة التاريخ في بلادها كانت متسارعة جدا أو ربّما بسرعة الضوء كان يسير إذا قارنّا فترة انتقال السلطة بفترة نقاش حقّها في التدخين ألفي سنة بعد الميلاد فقط والمسألة لم تحسم بعد حتى في ذهن الأقلّية.   ما أسخفنا! ما أسخفنا! وأفاقت على رنّات صوتها ترتفع في انفعال غير معتاد فإذا الصبح ينبلج ورأسها مثقل بالهموم أو ربّما من فرط حاجته إلى النيكوتين وجسمها يعاني من كسل غير معهود وشهيّتها موصدة أمام كلّ أنواع المأكولات مفتوحة على مصراعيها لالتهام سيجارة.   (المصدر: مجلة « كلمة » الألكترونية العدد 45 لشهر سبتمبر 2006) الرابط: http://www.kalimatunisie.com/article.php?id=313


 

 

اغتصاب المراة المسلمة

 

د. ابو خولة (*)

 

تتعرض النساء كشريحة مستضعفة للاغتصاب في جميع بقاع العالم . لكن المراة في الدول الإسلامية غالبا ما تعاقب في هذه الحالة بالرغم من انها الضحية لا المعتدي . والسبب في ذلك ان الفقه الإسلامي التقليدي يتطلب شهادة اربعة شهود حضروا الواقعة ، وفي صورة استحالة ذلك يتم تلفيق تهمة الزنا للضحية .

وإذا ما استثنينا بعض الدول التي قطعت شوطا على طريق الحداثة ، التي ألغت مثل هذا العقاب الظالم – مثل تونس وماليزيا واندونيسيا – نجد معظم الدول الإسلامية الأخرى ترزح تحت هذا النظام الظالم .

ولا شك ان القوى الأصولية لعبت دورا هاما في الإبقاء على هذا الوضع . يكفي ان نذكر ان المتطرف راشد الغنوشي قد خصص اول مؤتمر صحفي للإعلان عن نشأة حركته في العام 1981 للمطالبة بمراجعة قوانين مجلة الأحوال الشخصية التونسية ، التي تعتبر النموذج لما يجب ان تكون عليه قوانين المراة في ديار الإسلام . وقامت الحركات الأصولية الإرهابية في المغرب – العدل والإحسان وحزب العدالة والتنمية – بتجنيد مئات الآلاف من أتباعها للتظاهر في كبرى المدن المغربية منذ 1999 لمعارضة القانون الجديد للمراة الذي كانت حكومة الاشتراكي عبدالرحمن اليوسفي تعتزم إصداره . ولم تصدر  » المدونة  » ( التي هي في الحقيقة نسخة لمجلة الأحوال الشخصية التونسية ) الا بعد الهجمات الإرهابية في الدار البيضاء في 16 مايو 2003 ، التي وضعت القوى الأصولية في موقف حرج، و بفضل تدخل الملك الشاب محمد السادس الذي عبر بهذا عن شجاعة نادرة بين الحكام العرب . ويمكن قول نفس الشيء بخصوص معارضة القوى السلفية الممثلة في البرلمان الكويتي للمرسوم الأميري الصادر سنة   1999 ، الذي يعطي المراة حق المشاركة في الانتخابات ، ولم تستطع الحكومة فرض القانون الا عندما ذهبت الى البرلمان بالقانون في يد وبقرار حل المؤسسة في اليد الأخرى ، يوم 16 مايو 2006 . وقس على ذلك في الأردن حيث عارض النواب الإسلاميون التعديلات التي تطالب بها الجمعيات النسوية لقانون الخلع ، كما عارضوا اي تعديل لقانون جرائم الشرف الذي لا ينص الا على عقاب مخفف بل شبه رمزي لمن يقتل قريبة له بدعوى « الدفاع » عن شرف العائلة.

وهذا ما يحدث حاليا في باكستان ، حيث توجد ما يزيد عن 1300 امراة ضحية الاغتصاب تنتظر المحاكمة بسبب الزنا ، بالإضافة لحوالي 2000 امراة موجودة في السجون بنفس التهمة. و تؤكد لجنة حقوق الانسان الباكستانية ان امراة تغتصب كل ساعتين في هذا البلد. وطالبت بضرورة محاكمة قضايا الاغتصاب بناء على القانون المدني عوضا عن القانون الشرعي .

أدى الوضع المزري الى تحرك المنظمات النسوية التي نظمت عديد المظاهرات في كبرى المدن ، بزعامة الناشطة / ماعية مختار التي سبق لها وان تعرضت للاغتصاب عام 2002 بإيعاز من  » مجلس القرية  » كمعاقبة لها على ذنب اقترفه أخوها المتهم بارتكاب الزنا !

ونظرا للاهتمام العالمي بهذه التظاهرات ، أصدر الرئيس مشرف مرسوما رئاسيا يسمح بإطلاق سراح الـ 1300 مراة اللاتي ينتظرن المحاكمة بكفالة . لكن العائق الأكبر أمام الإصلاح  يتمثل في القوى الأصولية الممثلة في البرلمان وعلى رأسها الجماعة الإسلامية ، مما دعا الحكومة الى تأجيل طرح القانون الجديد على البرلمان للمرة الثالثة . وهكذا تبقى امرأة باكستانية تغتصب كل ساعتين ، ليأتي القانون الشرعي بعد ذلك ويعاقبها بالسجن بتهمة الزنا. و لتحيا حقوق الراة في الاسلام كما يدعي اعداء المراة.

 

(*) بريد الكتروني : abouk1010@hotmail.com .

 


 
في الممنوع  
 
 بقلم  مجدى مهنا اليوم المؤتمر السنوي الرابع للحزب الوطني الديمقراطي. اليوم أرجو أن تتوجه قلوبنا إلي الله سبحانه وتعالي.. لكي يخلصنا من هذا الحزب الجاثم علي صدور المصريين منذ ٢٨ عاما.. ويريد أن يستمر في حكم البلاد ثلاثين عاما مقبلة. يارب متي تنعم البلاد بحكم ديمقراطي وبحياة نيابية سليمة، يا رب هل سيظل محكوما علي المصريين أن يعيشوا في حكم ديكتاتوري إلي ما لا نهاية؟ كل شيء مرهون بإرادة الحاكم الفرد، وحده هو الذي يقرر، وكل سلطات الدولة مسخرة لتنفيذ إرادته ومشيئته. يا رب إلي متي سيظل الأفاقون والانتهازيون وسارقو قوت الشعب هم الذين يحصلون علي خيرات هذا البلد؟ يا رب لماذا يدور الحكم في فلك عدد من المسؤولين، لا يتغيرون أبدا؟.. وحتي إذا تغير بعضهم بحكم موازين القوي الجديدة.. فالآليات والسياسات واحدة.. وهي تركيز السلطة في خدمة دولة الفرد. يا رب.. لماذا الشعب كله خارج معادلة الحكم.. لا وزن له.. ولا يسمح له بلعب أي دور في عملية صنع القرار.. وكل المطلوب منه هو مشاركته فقط في الانتخابات العامة التي تجري، وإذا لم يحسن الشعب الاختيار كما يريده الحزب الوطني، فمن حق الحزب الحاكم أن يزور الانتخابات، وأن يتدخل ويتلاعب في نتائجها كما حدث في المرحلة الثالثة من الانتخابات البرلمانية الماضية، وأن يغير من رغبة الشعب ومشيئته، وأن يختار بالنيابة عنه، ما يخدم مصالح الحزب الوطني، وليس مصالح الشعب نفسه، والمقابل هو موافقة نواب الوطني علي التشريعات التي يريدها والتي تزيد من قبضة أصحابه علي حكم البلاد. يا رب كيف ترضي لنا بهذا الظلم وأنت أعدل العادلين؟ وكيف يرضي هذا الشعب بأن يحكم بهذه الطريقة التي تعود فيها خيرات البلاد إلي أسوأ أبنائها، وتحولت الأغلبية إلي أقلية في حصولها علي نصيبها العادل من الثروة؟ يا رب لماذا شعوب العالم كله تجري فيها دماء الحرية ومستعدة لأن تدفع أرواحها فداء لحريتها والثأر لكرامتها.. بينما الشعب المصري يبحث دائما له عن بطل يحرره من هذا الظلم الذي يقع للأسف علي أيدي حكام مصريين. يا رب هل الأفضل والأشرف والأكرم لهذا الشعب أن يموت تحت عجلات قطارات السكك الحديدية أو من التعذيب أو من الأمراض التي تتكالب عليه في عهد حكومات الحزب الوطني، أم أن يموت دفاعا عن حقوقه المهدرة وعن حريته وعن لقمة عيشه؟ نعم، من الأفضل ألا يموت أحد.. ولكن إذا كان مكتوبا علينا أن نختار بينهما، فماذا نختار؟ يا رب لماذا نفس المواطن المصري قصير.. لا قدرة له علي مقاومة الظلم والقهر.. إنما له فقط القدرة علي التحمل والصبر؟ يا رب الحزب الوطني يموت.. ونرتاح.
 

 

(المصدر: صحيفة « المصري اليوم » بتاريخ 19 سبتمبر 2006)

الرابط: http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=30837


كيف يجلب النضال السلمي الديمقراطية؟

سامح فوزي**  
التحول الديمقراطي يمكن أن يتحقق من خلال ما يعرف باسم « قوة الناس »، وهو أمر بات يتردد على نطاق واسع في إطار الحديث عن الموجة الرابعة للديمقراطية التي شهدت حالات للتحول الديمقراطي الدرامي، وقفت فيها الشعوب في مواجهة أنظمة استبدادية عاتية من الفلبين وشيلي إلى جنوب إفريقيا، مرورا بصربيا وجورجيا وأوكرانيا. وفي معظم هذه الدول خرجت جماهير هادرة إلى الشارع، تساند قوى المعارضة، وتحتج على تزوير الانتخابات العامة، برلمانية أو رئاسية، ولم تستطع قوات الأمن المعروفة برصيدها القمعي في هذه البلدان استخدام القوة لسحق المتظاهرين، وأذعنت الأنظمة الاستبدادية في نهاية المطاف للأمر الواقع، أي القبول بالتحول الديمقراطي. والسؤال هو: كيف يمكن أن يؤدي النضال السلمي إلى التحول الديمقراطي؟. تجارب مهمة هناك عدد من التجارب الأساسية -طيلة القرن العشرين- استطاع خلالها المواطنون أن يمارسوا قوتهم السياسية في تغيير النظام السياسي. في كتاب موسوعي بعنوان « A Force More Powerful » قدم كل Peter Ackerman وJack Duval عددا من التجارب المهمة التي استطاع خلالها المواطنون أن يعبروا عن صوتهم في التغيير الديمقراطي، وتمكنوا من تحقيق هذا التحول بالوسائل السلمية في مواجهة آلة قمعية شرسة في كثير من الأحيان. ما جرى في مصانع وميادين وارسوا طيلة عقد الثمانينيات من القرن العشرين، واحتلال الجماهير لشوارع وميادين بلجراد في مناسبتين أساسيتين هما الانتخابات المحلية عام 1996 والانتخابات الرئاسية عام 2000، يمثل سيناريو متكررا، وإن حوى مشاهد مختلفة في السياق والمعالجة لما قامت به الجماهير في دول عديدة لإقصاء القادة المستبدين، غير عابئين بآلة القمع التي يمتلكونها. ويقدم ذلك نموذجا لحركة التغيير الدائرية للموجة الرابعة للتحول الديمقراطي. تبدأ بوجود زعيم ديكتاتوري فاسد قمعي فقد شرعيته، تتجمع قوى المعارضة في مواجهته سلميا. يقومون ببناء قواعدهم الشعبية التي تحتج على القمع وتدفع في اتجاه إجراء الانتخابات. يحققون نصرا انتخابيا يؤدي إلى خلخلة دعائم الحكم الديكتاتوري. فإذا رفض الزعيم الانصياع إلى نتائج صندوق الانتخاب، تنزل الجماهير بمئات الآلاف إلى الشارع للتعبير عن رفضها للتلاعب بالشرعية الانتخابية، يبحث الديكتاتور عن آلة القمع التي يمتلكها فيجدها رافضة أو عاجزة عن حمايته، فيلجأ للقرار الصعب – أي الرحيل. ويمكن رصد العديد من التجارب التي تؤكد ذلك. – في الفترة من 1985 – 1990 استطاعت الجبهة الديمقراطية الموحدة في جنوب إفريقيا استخدام سلاح المقاطعة، والإضرابات من أجل تفكيك البنية الرأسمالية التي يستند إليها نظام الفصل العنصري. وبمضي السنين لم يَعُد ممكنا الاستمرار في حكم البلاد على هذا النحو، ولم يَعُد أمام النظام سوى التفاوض مع الجبهة من أجل إقرار نظام سياسي جديد. – في عام 1988 بعد خمس سنوات من الاحتجاج الشعبي السلمي على الحكومة العسكرية برئاسة الجنرال أوجستو بينوشيه Pinochet أعلنت الجماهير في شيلي ما أسمته « الحرب الصليبية للمشاركة المدنية »، واستطاعت أن تهزم بينوشيه في الاستفتاء الذي أجراه لتمديد حكمه. لم يكن متوقعا أن يهزم الزعيم الديكتاتوري على هذا النحو، واستطاعت الجماهير أن تقنع بقية أعضاء الحكومة العسكرية بالامتناع عن تنفيذ أوامر بينوشيه بقمع المتظاهرين. – أثناء عامي 1989 و1990 تجمع مئات الآلاف من المواطنين العاديين في ميادين وشوارع براغ وبرلين الشرقية، وصوفيا وغيرها من العواصم التي كانت في كنف المعسكر الشيوعي. احتلوا الميادين، ولم يَعُد ممكنا قمعهم على غرار ما حدث في بودابست عام 1956، وما جرى في براغ عام 1968 عندما قمعت الدبابات الروسية دعاة التغيير الديمقراطي. وهذه الانتفاضة الشعبية أجبرت أنظمة هذه الدول على عقد انتخابات حرة أسهمت بدورها في تحرير مائة وعشرين مليون مواطن من قبضة الحكم الشمولي. ممارسة « قوة المواطنين » تشير دراسة قامت بها Freedom House عام 2005 إلى أن نحو 67 من الدول التي شهدت تحولا ديمقراطيا في الفترة من 1970 حتى 2003 عرفت نحو خمسين حالة منها حركات ديمقراطية رفعت شعار النضال السلمي بعيدا عن العنف، وذلك من خلال تعبئة الجماهير، وبناء تحالف بين قوى المعارضة، والركون إلى آليات العمل الديمقراطي من خلال الاحتكام إلى صندوق الانتخاب. ومن ثَم فإن التساؤل الرئيس بات مفاده ما هي اشتراطات التحول الديمقراطي عبر النضال الجماهيري السلمي؟ يجيب عن هذا السؤال كل من Peter Ackerman وJack Duvall في مقال مهم لهما نشر صيف 2005 في « International Review »، يقول المؤلفان بعد استعراض عشرات الخبرات من النضال الديمقراطي المدني السلمي: إن هناك خطأ أساسيا يتعين تجنبه، وهناك أربعة شروط يجب توافرها. الخطأ الذي يجب تجنبه هو أن النضال السلمي المدني ليس صورة من صور « صنع السلام »، لكنه في الأساس تعبير عن قوة المواطنين في تسوية نزاع لصالحهم. فإذا تم قراءة الأمر برمته في إطار السعي الأخلاقي لتجميع الفرقاء فإن قدرة الجماهير على تنحية رموز الديكتاتورية ستكون محدودة، ولكن إذا جرى الركون إلى النضال السلمي المدني بوصفه أداة الجماهير في إدارة الصراع مع الحكم الديكتاتوري، في هذه اللحظة فإن الخطط، وآليات التعبئة، وأسلوب إدارة العلاقة مع النظام ستكون في اتجاه تحقيق هذا الهدف. شروط النجاح هناك عدة شروط لنجاح الحركة المدنية الديمقراطية في تحقيق أهدافها: غلاف كتاب قوة أكثر فاعلية – اتحاد الجماعات والحركات والقوى المطالبة بالديمقراطية من أجل خلق ما يمكن أن نطلق عليه دعاة المجتمع الديمقراطي، ولكن التوافق بين هذه المجموعات لا يتسنى إلا بالاتفاق على أهداف طويلة المدى، وأخرى قصيرة المدى. واتفاق المعارضة شرط محوري، وذلك حتى لا يكون في مقدور الأنظمة القمعية اللجوء إلى ممارسة لعبة تجيدها وهي تأليب قوى المعارضة على بعضها بعضا، من خلال استقطاب البعض على حساب الآخرين. فقد اعتاد سلوبودان مليسوفيتش لعب هذا الدور، إلى أن التفت قوى المعارضة خلف شخص واحد في الانتخابات الرئاسية عام 2000 هو فويسلاف كوستنيكا. إن أي تحالف سياسي ديمقراطي يجب أن ينشأ على قاعدة اجتماعية واقتصادية وثقافية أوسع بحيث يمثل كل قوى المجتمع، بصرف النظر عن اختلاف موقعهم الاقتصادي، أو الطبقي، أو الديني، أو العرقي. حركة التضامن في بولندا -على سبيل المثال- ضمت مؤيدين من العمال، والكاثوليك المتدينين، والمثقفين اليساريين، والتجار، جميعهم واصلوا العمل حتى إبان فرض الأحكام العرفية. وفي شيلي ضم التحالف الديمقراطي كذلك مجموعات من كل ألوان الطيف السياسي، من أقصى اليسار الراديكالي إلى أقصى اليمين المحافظ. – بناء القدرات التنظيمية للحركة المدنية الديمقراطية؛ إذ تحتاج الحركة الشعبية إلى قدرات تنظيمية تتيح لها العمل في الشارع، سواء من حيث مهارات القيادة، وتغيير التكتيكات، وأساليب التصعيد والتهدئة، والحوار مع قوى القمع التي يستند إليها النظام الديكتاتوري. وهذا الأمر ليس سهلا، ولا يجب أن تحكمه العشوائية أو الصدفة. الحكم الشمولي ليس معلقا في الهواء، لكنه يستند إلى مؤسسات عادة ما تكون راسخة في الجذور في المجتمع مثل المؤسسة العسكرية، والأجهزة الأمنية، والمؤسسة الدينية، والطبقة الرأسمالية، والمؤسسات البيروقراطية. وتفكيك تأييد هذه المؤسسات للنظام يحتاج إلى خبرة، ودراية بأساليب بناء التحالفات، وتحييد عناصر القوة الباطشة في الأنظمة القمعية. في جورجيا عام 2003 -على سبيل المثال- استعان مجموعة طلاب الجامعة المعروفة باسم Kmara بنظرائهم من حركة طلابية مماثلة في صربيا تحمل اسم Opter؛ للتعلم من خبراتهم في إزاحة الرئيس مليسوفيتش، وتقويض دعائم حكمه القمعي في الفترة الممتدة من 1996 – 2000. وهي ذات المجموعة الطلابية التي علمت نظيرتها في أوكرانيا التي تحمل اسم Pora -تعني أنه الوقت قد حان- كيفية صناعة الثورة البرتقالية عام 2004. – البقاء على الطابع السلمي للحركة الشعبية المطالبة بالديمقراطية، ذلك أن النضال السلمي يحيد الآلة القمعية للنظم الشمولية، أما اللجوء إلى العنف من جانب المتظاهرين المطالبين بالديمقراطية فإنه يعطي رخصة استخدام البطش وسائر الأساليب القمعية لإخماد الأصوات المطالبة بالديمقراطية. هنا سيلجأ الديكتاتور إلى الإجراءات الاستثنائية بزعم حماية مكتسبات الشعب، ومقدراته، ومواجهة المؤامرات الخارجية، وتطهير المجتمع من أذناب العملاء في الداخل. المطلوب -إذن- هو تفكيك عرى النظام الأمني الذي يستند إليه الحكم الديكتاتوري. وقوات الأمن لن تهجر حماية الديكتاتور، أو تحول ولاءها للمواطنين إذا استخدم هؤلاء القوة في مواجهتها. إذن المطلوب هو تحييد آلة القمع وليس مبادلتها عنفا بعنف. هؤلاء الجنود هم أبناء نفس المجتمع، وينحدرون من نفس القرى والمدن التي أتى منها المتظاهرون. من السهل إذن الحوار معهم، وبخاصة إذا وجدوا أن أعداد المتظاهرين في ازدياد، وجبروت الحكم الشمولي في انتقاص. كما أن الإبقاء على الطابع السلمي للحركة المطالبة بالديمقراطية يجعل قوات الأمن تفكر في « الوطن » أكثر من « الديكتاتور ». وتلخص هذه الفكرة عبارة ذكرها أحد كبار القادة الأمنيين في أوكرانيا إبان الاحتجاج الشعبي العارم للتحول الديمقراطي عام 2004 « بمقدورنا اليوم أن نحمي الرتب التي تتزين بها أكتافنا، لكن علينا أن نحاول حماية الوطن ذاته ». وعقب نجاح الثورة البرتقالية كشف اثنان من كبار القادة الأمنيين أن زوجتيهما كانوا في صفوف المتظاهرين. ويذكرنا ذلك بنفس المشهد الذي وقع في الفلبين عام 1986، عندما انقسم الجيش إلى معسكرين متضادين، ذهب أحد المتظاهرين إلى إحدى محطات الراديو المستقلة وتحدث إلى ابن أخته – أحد كبار القادة العسكريين قائلا: « أنا خالك.. ابن أختي العزيز… رجاء أن تستمع إلي ». – الحركة الشعبية المدنية المطالبة بالديمقراطية هي ابنة مجتمعها، وواقعها، وظروفها. قد تجد يد العون من المجتمع الدولي، سواء من الحركات والقوى والمؤسسات التي تدعم الديمقراطية، لكنها هي وحدها القادرة على صنع التحول الديمقراطي في مجتمعها. بالتأكيد حصلت الحركات المطالبة بالديمقراطية في بولندا والفلبين على دعم من الكاثوليك في أوروبا وأمريكا الشمالية، وحصلت الحملة المناهضة لحكم بينوشيه في شيلي على دعم من اتحادات العمال الأمريكية، وقدمت المنظمات الأمريكية – الإفريقية دعما كبيرا للمناهضين للتفرقة العنصرية في جنوب إفريقيا، وحصلت الثورة البرتقالية في أوكرانيا على دعم من هيئات أمريكية عديدة. ورغم كل ذلك فإن الذي صنع التغيير هم أبناء هذه المجتمعات وليس غيرهم. ليس أسهل على أي نظام قمعي من استنفار « الروح الوطنية » في مواجهة المعارضين الذين يمكن اتهامهم بتلقي مساعدات من الخارج « الإمبريالي »، « الأمريكي »، « الصليبي »، أيا كان نعته، ولكن لن يستطع أن يقذف هذه الاتهامات في وجه حركة جماهيرية لها جذورها المحلية، وتستند إلى قاعدة تأييد شعبية من كل الاتجاهات والمذاهب والتيارات. لن ينال منها استدعاء الحديث عن « السيادة الوطنية » في مواجهة « الغزو الخارجي »؛ لأن وقائع التاريخ تكشف أن الطغاة هم أول من فرط في السيادة الوطنية، والديمقراطيين هم أول من حافظ على أمن ورخاء أوطانهم. **كاتب سياسي  
(المصدر موقع اسلام أون لاين بتاريخ 18 سبتمبر 2006)


منتقدون يرصدون لعبة انتخابية في تهديد أمني يواجهه المغرب

 
الرباط (رويترز) – أثار اعلان الحكومة أن المغرب يواجه تهديدا أمنيا خطيرا من قبل المتشددين الاسلاميين رد فعل متشككا من قبل منتقدين يشتبهون في أن السلطات تروج لوجود مثل هذا التهديد لاغراض انتخابية. ولا يشك معظم الناس في أن المملكة ما زالت تواجه خطر أعمال العنف ذات الدوافع السياسية بعد التفجيرات الانتحارية التي شهدتها عام 2003 وأسفرت عن مقتل 45 في العاصمة التجارية الدار البيضاء. ويدور معظم الجدل حول حجم الخطر الذي يتهدد المغرب. وتقول حكومة المغرب ذات التوجه العلماني والميالة الى التحديث ان اعتقال جماعة تخطط لشن هجمات في اغسطس اب يثبت وجود تهديد متزايد لاستقرار البلاد البالغ عدد سكانها 30 مليون نسمة. وذكرت الحكومة أن الجماعة التي كان بين أعضائها عناصر من أجهزة الامن خططت لشن هجوم يتجاوز تفجيرات الدار البيضاء بكثير. وأيقظ هذا في أذهان البعض شبح انزلاق المغرب الى صراع سياسي على غرار ذلك الذي دمر الجزائر المجاورة لاكثر من عقد من الزمان. لكن المنتقدين غير مقتنعين. ويقولون ان الرباط تضخم من شأن التهديد الذي يأتي في الاساس من عناصر ساخطة معزولة وذلك بهدف تكوين جبهة سياسية تتمتع بالدعم الشعبي الكافي لهزيمة خصومها الاسلاميين في الانتخابات البرلمانية التي تجري العام القادم. ويقول محللون ومعلقون انه يبدو أن حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل وهو حزب المعارضة الرئيسي في البرلمان لديه فرصة للتغلب على الائتلاف الحاكم المكون من أحزاب يمين الوسط وأحزاب اشتراكية في الانتخابات. وقال محمد الساسي العضو البارز في الحزب الاشتراكي الموحد اليساري ان « السلطات ضخمت من شأن التهديد لتوصيل رسالتها بأن الارهاب هو الخطر الاول وأنه مطلوب تكوين جبهة تلتف حول الحكومة. » ومضى يقول ان الحكومة تريد من مثل هذه الجبهة دعم مسعاها لتحديث البنية التحتية وتحفيز النمو الاقتصادي وخفض معدلات الفقر على مدار السنوات الخمس القادمة. وأضاف « السلطات تصر على أن لديها برنامجا قويا لاخراج البلاد من وضعها الراهن وجعلها ترى النور في اخر النفق. فهي تريد دفعتها الذاتية للاصلاحات. » وتقول جماعة العدل والاحسان وهي جماعة المعارضة الاسلامية الرئيسية والتي تتقبلها الحكومة بالرغم من كونها محظورة رسميا ان تفسير الحكومة للاعتقالات مبالغ فيه فيما يبدو. وقال عبد الواحد المتوكل زعيم الجماعة ان « من الممكن أن تكون هناك مجموعة صغيرة من الافراد الراغبين في تنفيذ هجمات لكن من الخطأ اعلان وجود تيار اسلامي جهادي يميل الى العنف في المغرب. » وقال محمد ظريف المحلل البارز المختص بالاسلام السياسي « حتى الان لم تعرض الحكومة الا أدلة ايديولوجية مثل الكتب أو حديث شخص سمع شخصا اخر يناقش الجهاد مع صديق له لدعم ادعاءاتها. » وتقول الحكومة انها فككت اكثر من 50 خلية لمتشددين اسلاميين كانت تخطط لشن هجمات في السنوات الثلاث الماضية واعتقلت نحو ثلاثة الاف شخص منهم نحو 300 في السجن. وزاد القلق بعد اكتشاف جماعة أنصار المهدي التي قال مسؤولون انها كانت تخطط لاعمال عنف لاقامة دولة اسلامية. وكانت الحكومة قد قالت انها اعتقلت 56 عضوا بجماعة الانصار. وقالت مصادر مخابرات قريبة من الحكومة ان السلطات ما زالت تبحث عن مزيد من أعضاء هذه الجماعة. وقال وزير الداخلية شكيب بن موسى في مؤتمر صحفي نادر عقب القاء القبض على أعضاء الجماعة ان « جماعة أنصار المهدي التي جرى تفكيكها تؤكد أننا نواجه اليوم تهديدا من المتطرفين يهدف الى تقويض مشروعنا الحديث من أجل الديمقراطية. » ودعا الوزير الى دعم أوسع لحكومته التي قال انها « ملتزمة بمكافحة الارهاب بكل السبل. » وقالت الحكومة ان الجماعة اخترقت قوات الجيش والشرطة لتجند تسعة على الاقل من أفرادهما. وألغت الحكومة التجنيد الاجباري في الجيش لمنع مزيد من الاختراق. كما أعلنت الحكومة أنها عززت جهودها لتحديث الجهاز الامني مشيرة الى أنها تستعد لمعركة طويلة ضد الجهاديين. لكن محللين قالوا ان الامر الذي ربما يشكل مفارقة هو أن الساسة المنتمين للتيار الاسلامي والذين يتحاشون العنف قد يوفرون للدولة بعض أقوى حلفائها في مواجهة المتشددين. وقال المعلق الاسلامي بلال التليدي « الاسلاميون المعتدلون هم الاقدر اليوم على معارضة وابعاد المتطرفين الاسلاميين. انهم بارعون في الخطاب الاسلامي لاقناع الشباب بالابتعاد عن طريق التطرف. » وقال ظريف ان المجتمع السياسي القوي للاسلاميين ساعد المغرب حتى الآن على تجنب صراع سياسي. وفضلا عن الجماعات الاسلامية السياسية السائدة تتأثر الدولة تأثرا عميقا بالاسلام التقليدي بفضل الطرق الصوفية التي تمتلك شبكة من الجماعات الاجتماعية والخيرية. ومضى ظريف يقول « هذا (النوع) من الاسلام التقليدي يدعم الدولة ويعارض أعداءها وخصومها. »   من الأمين الغانمي   (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 19 سبتمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

 

أعداد أخرى مُتاحة

7 juillet 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1509 du 07.07.2004  archives : www.tunisnews.net ملخص تقرير « هيومن رايتس ووتش » تونس- الحبس الانفرادي

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.