Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
8 ème année, N° 2674 du 18.09.2007
أصدقاء الحزب الديمقراطي التقدمي بباريس: لندافع على آخر فضاء حرّ في تونس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين :بــلاغ الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات – بيان تضامني :لا لقمع الحريات الفكرية … نعم لحرية التعبير عن الرأي المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع بتونس: من أجل إيقاف الهجمة على حرية الصحافة في مصر مُراقبة لصيقة لمحمد النوري و سليم بوخذير بصفاقس أمس و اليوم رويترز: حركة محظورة في تونس تهنئ صهر الرئيس لإطلاقه إذاعة إسلامية جريدة « الصباح » :بعد الأحداث الرهيبة وهستيريا «السبت الأسود» في بنزرت جريدة « الصباح » :بنزرت تلملم جراحها… والشارع مصدوم بهول ما جرى! وات:توضيح من وزارة التربية والتكوين موقع « مغاربية »:تونس تحتضن ندوة متوسطية حول العلاقات العربية الأوروبية افتتاحية الموقف:الإستثناء التونسي عبدالحميد العدّاسي : إلى السيّد الطاهر بلحسين مدير قناة الحوار التونسية د. محمد الهاشمي الحامدي:في الإعادة إفادة د. رجاء بن سلامة: الجدال مع الإسلاميّين: وقفة تأمّل نورالدين لشهب: تمثلاتي عن تونس بين الحقيقة والوهم فتحي الماجري: ما هكذا يكرم الكرام .. يا « كرام » حمزة حمزة: في تونس: هل يرتكب الإسلاميون الخطأ مرتين؟ محمد العروسي الهاني:المحافظة الأخلاق الفاضلة من أوكد الواجبات الدينية والوطنية والأخلاقية الموقع الرسمي للشيخ عبد الرحمان خليف رحمه الله:إضافات جديدة مسجلة على موقع الشيخ عبد الرحمان خليف رحمه الله رويترز: محكمة مغربية تخفف فترة السجن في قضية تسريب معلومات لصحيفة صحيفة « الشرق الأوسط »:«الوفاق».. صحيفة إيرانية ناطقة بالضاد تسعى للصدور في بلاد عربية
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows (
لندافع على آخر فضاء حرّ في تونس
لقد أغلقت مقرّات الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الواحدة تلوى الأخرى، وعاد الوصول إلى المقر المركزي غير مسموح إلا لأعضاء الهيئة المديرة. لقد أصبح الدخول إلى بعض مقرات الاتحادات الجهوية للشغل، التي كانت ترعى و تسمح باجتماعات بعض منضمات المجتمع المدني، ممنوع بالقوة . لقد تحولت كل القاعات الخاصة للنزل إلى ورشات أشغال كلما تقدمت لديها أطراف معارضة بطلب إيجار قاعة لاجتماعاتها. أصبح مقر الحزب الديمقراطي التقدمي الفضاء الوحيد المفتوح للجميع. عادت مساحته التي لا تتجاوز 80 م2 من الفضاء الحرّ تزعج و تقلق السلطة. يعود إيجار هذا المحل، باسم جريدة الموقف و المستعمل كمقر رسمي للحزب، لأكثر من 20 عام مضى، عقدت فيه مئات الاجتماعات و زاره و راوده آلاف المناضلين. تصدر بعنوانه كل أدبيات و وثائق الحزب الديمقراطي التقدمي منذ أكثر من 20 عام. زاره و أستقبل فيه عشرات الوفود الرسمية من كافة البلدان . تكتشف السلطة اليوم أن هذا المقر يقع استعماله لغير ما يسمح بيه عقد كرائه، مستعملة و مسخرة جهاز العدالة بهدف طرد الحزب الديمقراطي التقدمي من مقره. ذلك أن جلسة النطق بحكم إخلاء المقر محددة ليوم الاثنين 24 سبتمبر . لننقذ المربع الأخير المتبقي من الحريات. لنقف جميعا من أجل حرّية الاجتماع
أصدقاء الحزب الديمقراطي التقدمي بباريس
اجتماع مساندة للحزب الديمقراطي التقدمي
يوم الجمعة 21 سبتمبر 2007 على الساعة التاسعة مساء Au FIAP 30 rue Cabanis 75014 Paris Metro Saint-Jacques Ligne 6
باريس
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
تونس في 18/09/2007 بــلاغ
تعلم الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بأن السجين السياسي السيد وحيد بن أحمد بن محمد ابراهمي ، المعتقل حاليا بسجن المرناقية لقضاء حكم بالسجن مدة عامين و أربعة أشهر من أجل انتمائه السلفي ، وقعت نقلته من سجن قفصة إلى سجنه الحالي بعد أن شن إضرابا عن الطعام دام أربعين يوما احتجاجا على الاعتداء السافر الذي تعرض له من قبل ثلاثة من أعوان سجن قفصة. و قد بقيت عائلته محرومة من زيارته منذ بداية شهر أوت إلى غاية اليوم 18 سبتمبر 2007 أين سمح لعائلته بالزيارة ، و مما زاد من معاناة العائلة أنها أبلغت بنقلة ابنها من سجن قفصة إلى سجن غير معلوم فراحت تبحث عنه في كل السجون إلى أن عثرت عليه اليوم بسجن المرناقية بعد خمسة عشر يوما من نقلته. علما بأن السجين السياسي السيد وحيد بن أحمد بن محمد ابراهمي هو أصيل منطقة الهيشرية بسيدي بوزيد و هو طالب بكلية اللغات بقفصة ( قسم فرنسية ) ، يعتبر عضوا ناشطا بجامعة قفصة للحزب الديمقراطي التقدمي ، وقع إيقافه في أواخر شهر فيفري 2007 و حكم علي بالسجن دون أن تكون عائلته على علم بذلك مما حال دون توكيل محام للدفاع عنه. عن الجمعية الأستاذ محمد النوري
الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات – بيان تضامني :
لا لقمع الحريات الفكرية … نعم لحرية التعبير عن الرأي
تونس في 15 سبتمبر 2007 تتابع الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات بقلق شديد الحملة التشويهية والتشهيرية التي تتعرض إليها الباحثة الجامعية السيدة سلوى الشرفي على إثر نشرها لدراسة على الانترنات حول المكانة المخصصة للمرأة من خلال الفتاوى المنشورة على مواقع النات. وتكشف هذه الحملة التي يشنها ممن عرفوا بانتمائهم إلى تيار فكري أصولي ورجعي على جوهر مشروعهم المجتمعي السلفي وقد تميزت بالعنف والشراسة إلى حد التشكيك والتخوين والتكفير والمس من كرامة صاحبة المقال وحقها في حرية التعبير والتفكير والمعتقد. وتأتي هذه الحملة في سياق سلسلة من الحملات التي خاضها أنصار هذا التيار ولا يزالون كلما عبرت النساء عن حقهن في الحرية والمساواة والمواطنة في مجتمع خال من التمييز والعنف والتهميش مثل نوال السعداوي وحكيمة الشاوي ورجاء بن سلامة والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات… وتعبر الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات عن : 1. تضامنها المبدئي والتام مع الصديقة سلوى الشرفي من أجل ممارسة حقها في التعبير والكتابة والإبداع دون أي قيد أو شرط، 2. تنديدها بكل الحملات التي تهدف إلى إخماد الأصوات الحرة ولجم حرية التعبير من طرف من نصبوا أنفسهم أوصياء على الدين والدنيا…، 3. رفضها لكل أشكال العنف والترهيب المسلط على النساء بهدف كتم أصواتهن وتأبيد وضعهن الدوني في مجتمع أبوي، تمييزي، تسلطي وإقصائي، 4. خطورة تصاعد وتيرة هذه الحملات وما تمثله من خنق لما توفر من فضاءات للتعبير والحوار خصوصا وأن الانترنات وفي ظل غياب فضاءات اخرى، أصبحت اليوم مساحة هامة للحوار الذي يجب أن يتم وفق أخلاقيات النقاش من احترام للآخر وقبول الرأي المخالف والحق في حرية التعبير دون وصاية أو ضغط أو عنف أو ترهيب أي كان نوعه، 5. تمسكها بحق النساء في التعبير داخل هذه الفضاءات وفي غيرها عن رأيهن وقراءاتهن لتاريخ الحضارات والأديان ومكانة النساء فيها دون أن تتحول إلى مساحات للتلوث الفكري والارهاب الثقافي والعمل على إتاحتها لبناء الديمقراطية والمساواة وتكريس المواطنة الفعلية، 6. مناشدتها لكل القوى الديمقراطية والنسوية للتضامن مع كل من حملت وحمل القلم لرسم مستقبل لبلدنا تنمو فيه حرية التفكير والتعبير والابداع. عن الهيئة المديرة الرئيسة خديجة الشريف (المصدر: « البديل عاجل » عن موقع حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 17 سبتمبر 2007)
المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع بتونس
تونس في18 سبتمبر 2007
من أجل إيقاف الهجمة على حرية الصحافة في مصر
يعبّر المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع عن استنكاره لصدور أحكام بالحبس على أربعة رؤساء تحرير صحف مصريين ويطالب بوقف التتبعات ضدّهم. فقد أصدرت محكمة جنح العجوزة في مصر يوم 13 سبتمبر 2007 أحكاما بالحبس سنة مع الشغل وبالغرامة 20 ألف جنيه على إبراهيم عيسى رئيس تحرير « الدستور » وعادل حمودة رئيس تحرير « الفجر » ووائل الإبراشي رئيس تحرير « صوت الأمة » وعبد الحليم قنديل رئيس التحرير السابق لصحيفة « الكرامة » بتهمة سب وقذف رموز الحزب الوطني الحاكم وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية حسني مبارك ونجله جمال ورئيس الوزراء أحمد نظيف. كما أحالت نيابة أمن الدولة إبراهيم عيسى رئيس تحرير « الدستور » اليومية الخاصة إلى محكمة جنح أمن الدولة العليا بتهمة « إذاعة ونشر شائعات كاذبة من شأنها إلحاق الضرر بالمصلحة العامة، وتكدير السلم العام ». وسيمثل أمام المحكمة يوم 1 أكتوبر 2007 بعد أن نشرت صحيفة الدستور تعليقات علي شائعة مرض الرئيس المصري حسني مبارك. ويعتبر هؤلاء الصحافيون الأربعة ضحية حملة سياسية مرتبطة بالاستحقاقات المقبلة في مصر خاصة وأنّهم من أبرز الأقلام الحرة المنتقدة لأوضاع البلاد وخاصة عملية توريث الحكم والفساد المستشري في أوساط المسؤولين في الدولة. وقد أثيرت هذه القضية ضدهم من قبل اثنين من أعضاء الحزب الوطني الحاكم. والمرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع: – يطالب بإلغاء التتبعات القضائية ضد الصحافيين الأربعة ووقف حملات التحريض ضدّهم. – يعتبر أن هؤلاء الصحافيين لم بتعدوا ممارسة حقهم وواجبهم في إطلاع الناس على قضايا تهم الشأن العام. – يعبّر عن تضامنه الكامل مع الصحافيين المصريين الذين صدرت بحقهم هذه الأحكام القاسية. – يطالب بالكف عن توظيف القضاء لضرب حرية التعبير. عن المرصد نائبة الرئيس نزيهة رجيبة
مُراقبة لصيقة لمحمد النوري و سليم بوخذير بصفاقس أمس و اليوم
ضربت سيارة للبوليس السياسي تحمل أرقاما وهميّة من نوع « فورد سيرا » في مدينة صفاقس ، مراقبة لصيقة على سيارة الأستاذ محمد النوري رئيس الجمعية الدولية لمُساندة المساجين السياسيين بمرافقة القلم الحرّ السيد سليم بوخذير طوال مدّة 24 ساعة من زيارتهما لصفاقس و حتي خلال الهزيع الأخير من الليل وذلك أمس الإثنين و اليوم الثلاثاء بكامل تحرّكاتهما بصفاقس . و تواصلت المراقبة على سيارة الأستاذ النوري في طريق عودته إلى العاصمة . و تأتي هذه المراقبة والمُطاردة المعهودتيْن على شخصيات المجتمع المدني من قبل عسس بن علي ، في إطار محاولة مضايقة الأستاذيْن النوري و بوخذير ومحاولة ترويع أقاربهما في صفاقس . * مراسلة خاصة بتونيس نيوز بتاريخ الثلاثاء 18 سبتمبر 2007 .
خبر عاجل :خطوة جريئة جدا
قرر اليوم اعضاء الجنة الجهوية للدفاع عن عن خريجي الجامعة العاطلين عن العمل 17/09/2009 تكليف المحامي وعضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي رابح الخرايفي لرفع شكوى جزائية ضد والي جندوبة والمعتمد الأول من اجل الامتناع عن تقديم خدمة وإساءة استعمال السلطة . هذا وقرر ايداع الشكوى يوم بالمحكمة الابتدائية بجندوبة يوم 18/09/2007 ويعد الاتجاه خطوة جديدة ومهمة. رابح الخرايفي
حركة محظورة في تونس تهنئ صهر الرئيس لإطلاقه إذاعة إسلامية
تونس (رويترز) – هنأت حركة النهضة الاسلامية المحظورة في تونس يوم الثلاثاء محمد الماطري صهر الرئيس زين العابدين بن علي لتأسيسه أول اذاعة دينية في البلاد في خطوة غير متوقعة من حركة منبوذة من قبل السلطات. وقال راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة في بيان من منفاه بلندن نشر على الانترنت « يسر حركة النهضة ان تهنئ رجل الاعمال السيد محمد صخر الماطري بتأسيسه لاذاعة الزيتونة لخدمة القرآن الكريم أول مشروع من نوعه في تونس. » وتحظر السلطات التونسية حركة النهضة وترفض قيام أي حزب سياسي على أساس ديني أو عرقي. وأعلن يوم الخميس الماضي في تونس عن اطلاق أول اذاعة دينية في اطار خطط الحكومة لنشر الفكر الاسلامي المتسامح وقطع الطريق امام الفكر المتطرف. وتبث اذاعة « الزيتونة للقرآن الكريم » المملوكة للماطري آيات قرانية على امتداد اليوم اضافة لقصص للانبياء وأدعية وابتهالات. وأضاف الغنوشي في بيانه انه يأمل ان « يسهم هذا المشروع في تأسيس اعلام جاد.. مع طغيان اعلام التفاهة والتحلل والهبوط وان يستجيب للطلب المتزايد لدى التونسيين على الدين وعلومه. » وقالت وكالة الانباء التونسية في وقت سابق ان « احداث هذه الاذاعة في تونس يندرج في اطار العناية المتواصلة بالدين الحنيف والتشجيع على اشاعة الفكر النير والمستنير ونشر قيم الاسلام الصحيحة وفي مقدمتها التسامح والتكافل والاعتدال. » (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 18 سبتمبر 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
بعد الأحداث الرهيبة وهستيريا «السبت الأسود» في بنزرت
الجامعة تتوعّد باتخاذ إجراءات ردعيّة وقرارات حازمة بعد استكمال التحقيق …النادي البنزرتي يستنكر أعمال الشغب وينسبها إلى شرذمة من الفوضويين …والنادي الإفريقي يندّد بالأحداث الأليمة وينوّه بسلوك جمهوره وانضباطه
على اثر الاحداث الرهيبة التي اندلعت شرارتها خلال لقاء السبت الماضي بملعب 15 اكتوبر ببنزرت بين النادي البنزرتي والنادي الافريقي واستفحلت في اواخر المباراة، لتبلغ ذروتها وتتجلى في ابشع مظاهرها بعد صفارة النهاية داخل الملعب وخاصة خارجه في شوارع المدينة، وما رافق ذلك من هستيريا وشغب واعتداءات فظيعة على الاشخاص والممتلكات، تمثلت ردود الفعل الاولى في ورود بلاغات صادرة عن الجامعة التونسية لكرة القدم والهيئتين المديرتين للنادي البنزرتي والنادي الافريقي. موقف المكتب الجامعي لنبدأ اولا بالبلاغ الذي اصدرته الجامعة التونسية لكرة القدم، وقد تضمن تلويحا صريحا باتخاذ اجراءات ردعية وقرارات حازمة بعد تقصي الحقائق والاطلاع على كل التقارير الرسمية. واليكم النص الحرفي للبلاغ: «على اثر احداث الشغب التي جدت في نهاية لقاء النادي الرياضي البنزرتي والنادي الافريقي بتاريخ 15 سبتمبر 2007 بملعب 15 اكتوبر ببنزرت في نطاق الجولة الرابعة لبطولة الرابطة المحترفة الاولى بما فيها من عنف وفوضى لا تمت للرياضة بصلة. تستنكر الجامعة التونسية لكرة القدم كل الاحداث المؤسفة التي ادت الى اضرار مادية لحقت باملاك بعض المواطنين. وبقدر ما تثمن الجامعة التدخل الحازم لرجال الامن للسيطرة على الوضع تندد بكل ما قامت به فئة غير مسؤولة من اعمال تخل بالمبادئ السامية للرياضة. والجامعة عاقدة العزم على اتخاذ الاجراءات الردعية اللازمة والقرارات الحازمة طبقا للقانون بصفة عاجلة وذلك بعد تقصي الحقائق واستكمال التقارير الرسمية. وتذكر الجامعة كل النوادي والحكام والجماهير ولجان الاحباء بمزيد العمل على ارساء الروح الرياضية والتحلي بالاخلاق الحميدة حتى لا نعود الى هذه المشاهد المنبوذة والتي لا تتماشى والقيم الحضارية التي نرغب في ترسيخها في مجتمعنا الرياضي». موقف النادي البنزرتي اما الهيئة المديرة للنادي البنزرتي فقد بادرت باستنكار اعمال الشغب التي حدثت ونسبتها بصريح العبارة الى شرذمة من الفوضويين وستكتشفون ذلك فيما يلي: «لقد كان لاحداث الشغب التي جدت على اثر مقابلة النادي الرياضي البنزرتي والنادي الافريقي عشية يوم السبت 15 سبتمبر 2007 الوقع السيء في الاوساط الرياضية ببنزرت، وقد تابعنا كهيئة مديرة وكمسيرين ولاعبين واحباء غيورين صادقين، تلك الاحداث ومخلفاتها بأسف ومرارة، وانتابنا شعور من الحيرة والاستغراب ازاء تصرفات صادرة عن اشخاص لا علاقة لهم بالمباراة ولا قيمة عندهم للاخلاق والقيم التي انبنت عليها الرياضة خاصة ونحن في مستهل شهر كريم يدعو للتسامح والتآخي بين الناس. ان الهيئة المديرة للنادي الرياضي البنزرتي تستنكر بشدة كل الاعمال والتصرفات المنافية للروح الرياضية والاخلاق الحميدة مهما كان مصدرها ومرماها، وتدعو كافة ابناء الاسرة الموسعة للنادي البنزرتي الى الوقوف صفا واحدا ضد كل من يحاول الاساءة الى سمعة ناديهم أو المس من مكاسب الرياضة التونسية التي هي اخلاق او لا تكون. وتؤكد الهيئة تشبثها بمبادئ الميثاق الرياضي وبحسن علاقاتها مع كافة النوادي التونسية ومنها النادي الافريقي الذي تربطنا به علاقات اخوة متميزة ونرجو ألا تعكرها تصرفات شرذمة من الفوضويين من هنا وهناك. فعسى ألا يتكرر ما حدث ونستخلص منه العبرة حفاظا على المناخ السليم في بلد الامن والامان تونس العزيزة». موقف النادي الافريقي نأتي الان الى موقف النادي الافريقي وقد عبر عنه في بلاغ يحمل امضاء الكاتب العام الاستاذ زين العابدين الوسلاتي، وندد فيه بالاحداث الاليمة، منوها في ذات الوقت بسلوك جمهوره، مثلما ستتبينون ذلك فيما يلي: «ان الهيئة المديرة للنادي الافريقي المجتمعة في جلسة استثنائية اليوم الاحد 2007/9/16 وبعد استعراضها للاحداث المؤسفة والاليمة التي تعرض لها احباء وانصار النادي الافريقي اثناء واثر اللقاء الذي جمع بين النادي البنزرتي ونادينا بملعب 15 اكتوبر ببنزرت وما رافق هذه الاحداث من اعتداءات على الممتلكات والاشخاص من انصار النادي الافريقي والتي لا تمت بصلة للرياضة ولا لعائلة النادي البنزرتي الذي تربطنا بها علاقات اخوية ومتينة. * نسجل تنديدنا الشديد لهاته الاحداث والممارسات الاليمة التي جاءت في مستهل موسم رياضي اراده الجميع موسما ناجحا على المستويين الرياضي والاخلاقي. * نعبر عن ارتياحنا للسلوك الحضاري والمنضبط الذي اتسم به جمهورنا والذي امتثل للتوجيهات الامنية بالبقاء داخل فضاء الملعب اثر المقابلة وحتى اذان المغرب. هذا ونتمنى بالمناسبة شفاء عاجلا للمتضررين والمصابين. وبالمناسبة نناشد الجميع بمزيد التحلي بالروح الرياضية واحترام الميثاق الرياضي في بداية هذا الموسم». التنديد لا يأتي بنتيجة.. والعقوبات لا تكفي! تلك هي اذن ردود الفعل الرسمية الاولى التي عقبت السبت الاسود، في بنزرت. وطبعا فان اول استنتاج نخرج به من مضامين البلاغات الثلاثة، هو ان الاستنكار والشجب والتنديد بما حدث كان القاسم المشترك بينها، لكن في رأينا فانه وبقطع النظر عن مردود الحكم رياض الحرزي، فان التنديد لا يكفي، كما ان العقوبات هي ايضا لا تكفي.. نعم اقول هذا وأتشبث به لان الاهم هو العمل على قطع دابر العنف بالتوعية والتحسيس والتدابير الوقائية قبل حدوث المكروه وليس اتخاذ المواقف والاجراءات الردعية بعد فوات الاوان، فالتنديد لا يأتي بأية نتيجة، كما ان العقوبات وحدها لا تكفي؟ أليس كذلك؟ حسن عطية (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 18 سبتمبر 2007)
بنزرت تلملم جراحها… والشارع مصدوم بهول ما جرى!
كانت الامور تسير عادية في لقاء النادي البنزرتي وضيفه النادي الافريقي، حتى الدقيقة 54 التي اعلن فيها الحكم رياض الحرزي عن مخالفة للنادي الافريقي رغم امر المساعد فتحي امينة القريب من اللاعبين بتواصل اللعب كما اشرنا اليه في عدد الاحد. وشاءت الصدفة ان تحمل تلك المخالفة «الوهمية» هدف التعادل للافريقي مما اثار غضب الجماهير المحلية التي عبرت عن سخطها على تحكيم المحرزي. وفي الدقيقة 80 يأتي المنعرج الثاني للمقابلة بحصول النايلي على الورقة الحمراء لجمعه انذارين علما بأن الانذار الاول رآه الاحباء بتأثير من لاعب الافريقي الذي ارتكبت عليه المخالفة والجمهور الزائر كذلك. النقص العددي اعاد الضيوف الى المقابلة وعادوا بقوة الى الهجوم ليحدثوا الفارق (2-1) في الدقيقة 83. فازداد حنق الاحباء وشهدت تلك الدقائق رمي الملعب بالقوارير والنعال ثم الحجارة، وهو ما دعا المشرفين على النظام الى التدخل، بينما نزل مشجع من الفريق المحلي الى الميدان قبل ان يقطع الطريق امامه ليعود من حيث اتى. وبعدما توقف اللعب مدة حتى خلت ارضية الميدان الا من اللاعبين استأنف الحكم اللعب لبضع دقائق قبل انهائها امام مدارج شبه خالية بينما كانت الحجارة تسقط من خارج الملعب بين الحين والاخر. واثناء الانتظار للالتحاق بقاعة الاعلام رأينا سيارة الاسعاف تنقل بعض المصابين الى المستشفى. كما ان اعمال الشغب تواصلت بصورة فادحة حذو الملعب بعد نهاية المقابلة، لانه بالعودة الى الفضاء قرب قاعة الرياضة محمد الفطناسي حيث كانت سيارات الزائرين لاحظنا وجود الزجاج المهشم لبعض السيارات وبالتوجه امامها لاحظنا تهشم زجاج الواجهات البلورية لمصحة خاصة. وافادنا محمود دغمان القاطن بجوار المصحة ان بعض انصار الفريق الزائر قاموا باخراج سيارته وسيارة ابنته من المستودع، وهشموا زجاجها، وألحقوا بهما الاضرار ودعانا الى مشاهدتهما على تلك الحال، وغير بعيد عن ذلك المكان كانت سيارتان اخريان متضررتين احداهما غولف واخرى رينو. انها مشاهد مؤلمة، لا علاقة لها بعالم الرياضة واحداث ما كان لها ان تقع لان المنطق يرفض ان تتم الاساءة الى الاشخاص والممتلكات العامة تحت اي سبب من الاسباب. ان الرياضة وسيلة للتقارب والتعارف والتحابب، وان استغلال بعض العابثين والمستهترين والمنحرفين لغضب الاحباء على مردود حكم او نتيجة مقابلة للاندساس والتحريض على الاتيان باعمال تضر بالاشخاص وبأملاك الغير، والتي قد ينساق وراءها بعض الصغار لهو تصرف مشين مازال الشارع الرياضي ببنزرت مصدوما به. ويستوجب وضع حد له وقطع دابره وما من شك في ان التحقيقات ستكشف الحقائق لينال كل جزاءه. ومن المفيد كذلك ان يتم فتح ملف شامل في موضوع العنف بالملاعب والبحث عن اسبابه بموضوعية وعقلانية حتى تبقى هذه اللعبة الشعبية الاولى نقية من كل الشوائب والمظاهر المخلة والسلبية. وبالمناسبة فانه من المفيد كذلك ان يثار موضوع التحكيم مرة اخرى لان احداث السبت الماضي ذكرت بما حدث في منزل عبد الرحمان اثر مقابلة ادارها نفس الحكم وكانت بين الموج الرحماني ونادي مجاز الباب منذ 3 او اربع سنوات تقريبا وقد تحدثت «الصباح» عن ذلك. المؤكد ان ما حدث يوم السبت الماضي كان من فئة محدودة، وهو مرفوض ومدان من الجميع. وقد علمنا بأنه وقع ايقاف حوالي 30 شخصا للتحقيق معهم وقد يزداد هذا العدد بالتحريات. منصور غرسلي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 18 سبتمبر 2007)
العضوان الجديدان بالمجلس الدستوري يؤديان اليمين أمام رئيس الجمهورية
قرطاج 18 سبتمبر 2007 (وات) انتظم يوم الثلاثاء موكب بإشراف الرئيس زين العابدين بن علي تولى أثناءه العضوان الجديدان بالمجلس الدستوري السيدة راضية بن صالح والسيد إبراهيم البرتاجي أداء اليمين أمام رئيس الجمهورية. (المصدر: موقع « أخبار تونس » (رسمي) بتاريخ 18 سبتمبر 2007)
توضيح من وزارة التربية والتكوين
تونس 17 سبتمبر 2007 ( وات ) جاء في توضيح من وزارة التربية والتكوين ازاء ما يروج حول عدم التزامها بالاتفاقيات المبرمة مع الاطراف الاجتماعية وتنكرها لتعهداتها ما يلي / مكافأة مراقبة الامتحانات الوطنية خلافا لما تدعيه النقابة العامة للتعليم الثانوى تم صرف هذه المكافاة في الاجال وأرسلت الحوالات وعددها يناهز 42000 الى مستحقيها ونحن نتساءل لماذا تثير النقابة قضية لا وجود لها /المنحة الخصوصية لمستلزمات العودة المدرسية كما هو معلوم اقر مبدأ هذه المنحة منذ أواخر السنة الدراسية المنقضية ولكن الاتفاق النهائي بشأنها مع كل من نقابة التعليم الاساسي ونقابة التعليم الثانوى ابرم يوم 8 أوت 2007 وحدد مبلغها ب 180د واجال صرفها مع العودة المدرسية وقد عجلت الوزارة باتخاذ الاجراءات لصرف المنحة فتم امضاء الامر المتعلق بها يوم 11 سبتمبر 2007 وقامت المصالح الادارية والمالية باجراء اللازم ليتمكن المدرسون من المنحة قبل موفى سبتمبر الجارى فلا وجود كما نرى لتنكر للاتفاق أو تراجع عن التعهدات /الاساتذة المعاونون /صنف أ/لا يغيب عن علم نقابة التعليم الثانوى أن انتداب هذا الصنف من المدرسين يتم وفق أحكام الامر عدد 2849 لسنة 2002 وأن اللجوء الى خدمات هؤلاء اجراء استثنائي تحتمه ضرورة متأكدة وحاجة ملحة ويتم في صيغة عقد يحدد مدة العمل ومكانه ويخضع الاساتذة المعاونون في نهاية عقدهم الى تقييم بيداغوجي وادارى يترتب عنه اما تجديد العقد اذا كان التقييم ايجابيا أو انهاؤه اذا كان التقييم سلبيا هذا الاجراء قانوني معمول به منذ أن تم اللجوء الى سلك الاساتذة المعاونين / سنة 1964/ وكل الاطراف تعلم ما عليها وما اليها ولا يمكن بحال من الاحوال الحديث عن عزل أو نقلة تعسفية فهذه المفاهيم لا تنطبق على سلك المعاونين / صنف أ/ وما قامت به الوزارة اجراء طبيعي وغير مخل القانون غير أنه نظرا لورود تشكيات صادرة عن العديد من الأساتذة المعاونين / صنف أ/ حول نتائج تقييمهم وفي نطاق حرص الوزارة على تكريس مبادئ العدالة والانصاف والموضوعية واعطاء كل ذى حق حقه قررت عدم الاستغناء عن خدمات هؤلاء الأساتذة وإمهالهم بتمكينهم من فرصة للتدارك ومزيد التكوين لتحسين أدائهم والبت في شانهم بعد تقييمهم من جديد وكانت الوزارة تنتظر أن ترحب النقابة بهذا الاجراء وبأبعاده الانسانية والاجتماعية والتربوية وتباركه ولكنها فوجئت بعكس ذلك تماما أما بخصوص الاتفاق القاضي بادماج المعاونين /صنف أ/ فان الوزارة تؤكد التزامها بذلك وستنطلق في العملية خلال السنة الدراسية الحالية نظرا لبلوغ الدفعة الاولى من هذا السلك الاقدمية المخولة للادماج هذه اجراءات عملية وأفعال وليست أقوالا ووعودا وهي تبين مدى تمسك الوزارة بالاتفاقيات واحترامها لالتزاماتها ولن تنقاد حيث تريد بعض الاطراف جرها فهي مؤتمنة على قطاع استراتيجي وحيوى وضامنة لمصالح كل الاطراف المتدخلة فيه والمستفيدة منه .
(المصدر: موقع « وكالة تونس إفريقيا للأنباء » (رسمي) بتاريخ 17 سبتمبر 2007) http://www.tap.info.tn/ar/index.php?option=com_content&task=view&id=36122&Itemid=227
تونس تحتضن ندوة متوسطية حول العلاقات العربية الأوروبية
أتاحت ندوة نُظمت في تونس العاصمة للخبراء فرصة لمناقشة مدى التقدم المحرز في التعاون الدولي في منطقة المتوسطي من خلال مبادرة برشلونة والمقترح الفرنسي لاتحاد المتوسطي. تقرير جمال العرفاوي لمغاربية من تونس اجتمع مسؤولون وخبراء من مختلف بلدان منطقة المتوسط في تونس العاصمة يوم 10 سبتمبر في ندوة حول التعاون العربي الأوروبي. وفي بداية الندوة التي استمرت ليوم واحد ويحتضنها مركز جامعة الدول العربية بتونس بالتعاون مع البيت العربي بمدريد استعرض المشاركون في الندوة العلاقات في المنطقة وتطرقوا لحالة مبادرة برشلونة ومقترح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المتعلق بالاتحاد المتوسطي. وفي افتتاح أشغال الحدث، أشار السيد الشاذلي النفاتي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية إلى « أن العلاقات الدولية تمر دون شك بأزمات سياسية واقتصادية وعسكرية أحيانا » إلا أن النفاتي لم يقطع الأمل « في السير نحو الانفراج والتعاون والتسامح وانفتاح كل طرف على الطرف المقابل وفتح قنوات الحوار البناء من أجل عالم خال من مظاهر العنف والإرهاب ». بدوره رحب السيد حاتم بن سالم كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلف بالشؤون الأوروبية بالحدث وشدد على الأهمية الخاصة التي توليها القيادة التونسية « لتفعيل وإنجاح المشروع المتوسطي الذي يبقى مسؤولية مشتركة لبلدان الضفتين ». وذكّر بن سالم بأهمية اعتماد مقاربة تهدف إلى تعزيز علاقات التعاون في هذا الفضاء ولاسيما السعي إلى إرساء منطقة إقليمية للتبادل الحر « تعمل على ترسيخ أسس الحوار بين الحاضرات والثقافات و…القضاء على أسباب التوتر والصراع ومظاهر التطرف والعنف في العالم ». أما السيد جواد كردودي رئيس المعهد المغربي للعلاقات الدولية فقد حمل من جهته جزءا من مسؤولية فشل مسار برشلونة إلى الاهتمام المتزايد الذي أبداه الاتحاد الأوروبي لبلدان أوروبا الشرقية « إلا أن دول جنوب المتوسط لديهم جانب كبير من المسؤولية في فشل مسار برشلونة لأن جهودهم كانت ضعيفة لدمقرطة أنظمتهم السياسية وكذلك تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لشعوبهم ». من جهته تساءل الإسباني ايفان مارتان ممثل البيت العربي بمدريد عن حدود المشروع الذي طرحه الرئيس ساركوزي و »إن كان بديلا لمسار برشلونة أم أنه تتمة له ». كما طرح السيد مارتان عدة تحديات قال إنها تحتاج إلى تفكير من بينها مسألة التمويل وكذلك قضية التفاوت على جميع الأصعدة بين دوله بالإضافة إلى الأزمات القائمة في المنطقة. ودعا سارج دوغاليه السفير الفرنسي بتونس إلى مشاركة الجميع في مشروع الاتحاد المتوسطي الجديد. السيد سارج ألح على التأكيد على أن المشروع لا يستهدف تعويض المشاريع الأورومتوسطية الأخرى مثل مسار برشلونة. ويرتكز مشروع الاتحاد المتوسطي مثلما أعلن السفير الفرنسي على أربعة محاور هي البيئة والتنمية الاقتصادية والأمن الإقليمي والحوار بين الثقافات أما السيد سنان فلورنزا المدير العام للمعهد الأوروبي للمتوسط فقد دافع عن مسار برشلونة مؤكدا أن المشكلة ليست في المسار وإنما في الأسباب الموضوعية المحيطة به مؤكدا على أن الدول العربية للضفة الجنوبية للمتوسط لا تسير بذات السرعة في اتجاه منطقة التجارة الحرة المقررة إقامتها سنة 2010 وتنبأ بأن تكون تونس بمفردها مستعدة لذلك في الموعد المحدد. بدوره انتقد نصيف حتي ممثل الجامعة العربية بباريس حوار الثقافات الذي يدعو إليه ساركوزي وآخرين مؤكدا أنه لن يحقق النتائج المرجوة « مادام لم يخرج من الصالونات المغلقة ولم يتجه نحو رجل الشارع العادي ». (المصدر: موقع « مغاربية » (ممول من طرف وزارة الدفاع الأمريكية) بتاريخ 17 سبتمبر 2007) الرابط: http://www.magharebia.com/cocoon/awi/xhtml1/ar/features/awi/features/2007/09/17/feature-01
افتتاحية الموقف:الإستثناء التونسي
رشيد خشانة جرت في المغرب الشقيق انتخابات برلمانية هامة وسط تساؤلات عن مدى حظوظ فوز حزب العدالة والتنمية ذي النزعة الإسلامية بالأغلبية، لكنه حل في المرتبة الثانية بعد حزب الإستقلال. وفي الجزائر الجارة يدور جدل حول السماح لقيادات « الجبهة الإسلامية للإنقاذ » بل ولجيش الإنقاذ أيضا بالعودة إلى المسرح السياسي. وفي موريتانيا تم الترخيص لـ18 حزبا جديدا من بينها أحزاب ذات توجه إسلامي بالعمل القانوني. وبقيت تونس الوحيدة تقريبا في منطقتنا المغاربية التي يصر الحكم فيها على التعاطي مع الظاهرة الإسلامية بالأسلوب الأمني وبمنطق الإستئصال، الذي لم يستأصل في الواقع سوى حيوية المجتمع وينابيع شبابه بمختلف توجهاته الفكرية والسياسية. تغير العصر وجرت مياه كثيرة تحت جسور السياسة الدولية والإقليمية مثلما دلت على ذلك التطورات الأخيرة في تركيا العلمانية. أوليس من اللافت أن وزير الداخلية الجزائري يزيد الزرهوني، المتشدد مع الإسلام السياسي، هو الذي أعلن أمام البرلمان قبل أيام أنه لا يمانع في قيام المتشددين الذين حملوا السلاح ضد الدولة الجزائرية في التسعينات، بإعداد « ملفات كي يتقدموا بها لمصالحنا » بغية الحصول على الترخيص. واعتبر المحللون ان تشكيل حزب من قدامى « الجبهة الإسلامية للإنقاذ » يمكن ان يعجل بعودة المشهد السياسي المصاب بالركود في البلاد لوضعه الطبيعي بعد 15 عاما من العنف السياسي. ورأوا ان الانخفاض القياسي في الاقبال على الانتخابات البرلمانية في ماي الماضي بعث برسالة مثيرة للقلق مفادها ان الجزائريين فقدوا الايمان بالمستقبل والسياسة بصفة عامة على الرغم من ارتفاع العائدات النفطية. وهذا اليأس والإحباط هما عنوان الوضع السياسي في بلادنا منذ مطلع التسعينات. أما في المغرب فمعلوم أن الاسلاميين دخلوا لاول مرة البرلمان في 1997 اثر فوزهم بتسعة مقاعد ثم حصلوا على 42 مقعدا في انتخابات 2002، وارتفع العدد مؤخرا إلى 47 مقعدا من دون أن يفوزوا بالمرتبة الأولى كما كان متوقعا. وجاء ذلك بناء على انتهاج الحكم خيار إشراكهم في الحياة السياسية على أساس اتفاقات واضحة بدل التهميش والإقصاء اللذين يدفعان إلى التطرف. وفي موريتانيا التي عرفت قيادة جديدة منذ الإنتخابات الأخيرة، يستمر إنهاء آثار الحكم الإستبدادي لفترة ولد الطايع ووضع البلاد على سكة المصالحة والبناء. إن التخلي عن أسلوب القمع والإحتكار وفتح صفحة جديدة عمادها الحوار وإفساح المجال أمام جميع القوى الحية بمختلف مشاربها للمساهمة في البناء والتنمية، هو خيار البناء المتين للمستقبل. فالإقصاء والإستثناء لم يولدا سوى مزيد من الإحتقان والإحتراب. ولاح في بلادنا منذ أواخر السنة الماضية شبح العنف المسلح الذي دق النواقيس منبها من خطورة الإستمرار في نهج الإنغلاق والإحتكار. وعليه فخيار الديمقراطية والإعتراف بكل العائلات بلا استثناء هو الخيار الوحيد لإخراج تونس من المأزق الذي آلت إليه وووضع الأسس للعملية الديمقراطية التي تُحقق كسب معركة التنمية والتقدم. رشيد خشانة
(المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 18 سبتمبر 2007)
إلى السيّد الطاهر بلحسين مدير قناة الحوار التونسية
عبدالحميد العدّاسي
بثّت قناة الحوار التونسية التابعة للمثقّف « الإعلامي » التونسي، الطاهر بلحسين لقاءً مع الدكتورة سلوى الشرفي، قال عنه سي الطاهر بأنّه ليس فقط تقديرا لكفاءتها العلمية، بل أيضا تعاطفا معها في الحملة التكفيرية التي وصفها بـ »الحملة الهمجيّة »، والتي استهدفتها أخيرا بعد إصدارها لمجموعة مقالات حول خطاب الفتوى المنشورة على الأنترنيت…
والحقيقة أنّ هذه القناة الفتيّة – رغم وسائلها المتواضعة والخاصّة حسبما صرّح به مالكها – قد كشفت النّقاب عن كثير من الملفّات الحسّاسة، لعلّ منها وضعية بعض المساجين السياسيين، ملفّ الشاب الذي احترق أو حرق أمام القصر الرّئاسي، ملفّ أحد رجالات اليقظة (القوّاد) وما آلت إليه حالُه بعدما تخلّى عنه « ربّه » التجمّع الدستوري الديمقراطي، إلى غير ذلك من الملفّات والأخبار المسكوت عنها، والتي بطرحها قد عبّرت القناة عن مهنيّة مطلوبة نفتقدها في الساحة التونسية، ونشكر أصحابها عليها ….
وقد كان السيّد الطاهر في هذا اللقاء « كثير التأدّب » لمّا سمح لنفسه بوصف مقالاتٍ غابَ أصحابُها عن حواراته ومُنعوا الدّفاع عن أنفسهم بالحملة الهمجيّة، وكان كريما مع سلوى عندما بالغ في توجيه أفكارها وإسنادها ببعض ما يحفظ حتّى أظهرها في مقام دون مقامها المفترض، وقد كان منحازا انحيازا كاملا يُفقده ثقة النّاس في تولّي المهمّة الصحفية، وكان « عاميّا » إن لم أقل أميّا في استشهاداته الإسلامية والتاريخية، ولكنّه بالمقابل كان واضحا جدّا في تمرير فكرة محاربة الإسلاميين ومنعهم من التواجد القانوني، كما كان واضحا جدّا في تشيّعه إلى النّظام الأتاتوركي المحارب للتديّن الإسلامي، غير أنّ السيد الطّاهر قد زلّت به القدم أو اللّسان عندما وصف السفساري – الزي المحتشم الساتر الذي احتمى به النّظام التونسي لمحاربة الحجاب الذي سمّاه لباسا طائفيّا – بأنّه زيّ استنقاص. وقد كان سي الطاهر في المحصّلة عمليّا إذ لم يترك اللقاء ينقضي دون اقتراح أمور فعلية تؤكّد تعاطفه الذي جاء يحيط به سلوى، وقد تمثّل ذلك في الدعوة إلى استصدار قانون يمنع التكفير…
كان ذلك بتصرّف وإيجاز جملة ما جاء في الحوار، وقد رأيت التوقّف عند بعض الجمل التي أرجو من سي الطاهر أن يتكرّم بالتجاوب معها، بالطريقة التي يرغب فيها….
1 – الطاهر يقترح: قيام مجموعة من المثقّفين لحمل الحكومة التونسية على منع التكفير (سلوى توافق، وتقترح أن تقوم بذلك مجموعة الدّفاع عن اللاّئكية والطاهر يثمّن « يغنّي وجناحه يردّ عليه »).
قلت: اقتراحك واقعي ومعقول، فالتكفير شرّ كلّه في البدء وفي الختام. وقد نبّهتَنِي باقتراحك إلى ضرورة وجود مجموعات أو هيئات لحمل الحكومة التونسية كذلك على سنّ قوانين تمنع الكفر بجميع أنواعه (أعني كفر المعتقد أو كفر الأعمال والأقوال والسلوك)، فلا مكان في تونس المسلمة لعبدة شياطين، ولا لجمعيات تدافع عن اللائكية ولا حتّى للشيوعيّة المتطرّفة التي عُرف عنها عدم التديّن، سيّما بعدما تبيّن الرّشد من الغيّ: ففي الإسلام الرشد وفي غيره الغيّ، والله سبحانه وتعالى يقول: « إنّ الدّين عند الله الإسلام »… ونفعل ذلك، سي الطّاهر، أنت وأنا والآخرون متضامنين كي لا يتساهل بعضُ التونسيين موضوع الكفر مثلما فعل عبدة الشياطين، فيُلجئوا بتصرّفاتهم الخرقاء بعض أصحاب الغيرة غير المحسوبة إلى ردود أفعال قد تجعلهم تحت طائلة قانون منع التكفير الذي طالبتَ أنت والدكتورة سلوى باستصداره… نعم، أيّها الغيور، لا ضرر ولا ضرار: لا نشجّع كفرا ولا نؤازر تكفيرا، كلاهما شرّ وداعيهما أشِر…
سلوى: اليوم الكلام اللّي قالو العدّاسي والحامدي وأمّ أيمن هي دعوة إلى الاعتداء عليّ وإلى قتلي وأنا أحمّلهم مسؤولية أيّ اعتداء يقع عليّ.
قلت: تسخير قناة تلفزية لمناصرة فرد في المجتمع على حساب أفراد لم يُمكّنوا من الردّ والبيان في حدّ ذاته اعتداء لا يقترفه إلاّ قليل إحساس بخطورة الإعلام… وأمّا أن تتحوّل هذه القناة إلى « بروبقاندا » (كما قالت سلوى) ومزايدة مجانيّة واتهام مباشر لي – وبالاسم – بالتكفير دون تمكيني من الردّ والبيان فهو نوع من الإرهاب البيّن واستصراخ النّاس ضدّي، ما يجعلني بنفس المنطق (ولكنّي لا أفعله، لأنّني مسلم قد فقهت حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: … واعلم (*)) أحمّل القناة ومالكها وسلوى مسؤولية حصول أيّ شيء ضدّي نتيجة العصبيّة العمياء أو الفهم القاصر… ولعلّ سلوى تتعرّض – لا قدّر الله – بسبب مخاوفها المبالغ فيها والتي قد تكون حصلت لديها بمفعول الإثم الذي حاك في صدرها نتيجة تجنّيها على غيرها بكتاباتها التي لم تراعي الشعور التونسي العام إلى مصاعب حياتية قد تؤدّي – لا قدّر الله – إلى الموت المفاجئ أو غيره من المآلات، يجعلني – بنداءاتها هذه – مسؤولا على نتائج أعمالها العلميّة… لا بدّ لك سي الطّاهر أن تعتذر على فعلك الذي يمكنني وصفه باللاّمسؤول، فإنّ انحيازك المفضوح قد أعان ضعفاء القلوب على اتّهام النّاس بالباطل ظنّا منهم أنّ ذلك سيثني ملك الموت عن الاقتراب من ديارهم …
الطاهر:… جاء سي عبدالحميد العدّاسي! ما نعرفش منين جاي، من أيّ أفق؟!
هو عبدالحميد العدّاسي تونسي أصيل، من أب وأمّ مسلمين كريمين، مهجّر ويوجد حاليا بالدّانمارك، جاء من أفق العزّة والكرامة ليسدّ على الوضيعين آفاق الخسّة…
يمكنك الاتّصال به – إن رغبت وأردتّ التكفير عن خطئك – ويمكنه استقبالك واستقبال من معك في أيّ وقت تراه صالحا بالدّانمارك أو بألمانيا الغربية بكلّ ودّ وترحاب، ويضمن لك ولمن معك الإقامة المتواضعة ولكن المريحة بإذن الله (بيت الأسرة)، ويعتذر عن عدم قدرته على توفير تذاكر السفر. يضع نفسه على ذمّتك لبيان الحقيقة إن كنت ممّن يرغب في إظهارها. وأمّا إن اخترت الإنحياز لسلوى الشرفي وغيرها ممّن سكنت لهم نفسك فذاك شأنك… ولكن تذكّر ما ختمت به سلوى: « الانسان موش خايب مائة بالمائة »، وبالحوار قد نكتشف الجوانب الطيّبة والمضيئة فيه…
ولا تنسى في النّهاية أن تؤكّد لسلوى بأنّ السياسة لا تهمّ « الحصنية » كما قالت هي وقبلت أنت، بل هي من سوس- ساس، يسوس، سياسة، وساس بلدا: أي نظّم وأدار ودبّر. والسياسة تعني كذلك الطريقة، ولذلك تجد الحديث عن السياسة الخارجية والسياسة الإقتصادية والسياسة التعليمية وغيرها من المجالات التي لا دخل للخيول (الحصنية) فيها، إلاّ ما كان من إقحامها في السياسة السياحية المعتمدة على الأصالة…
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*):عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنت خلف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يوما فقال: « يا غلام إنّي أعلّمك كلمات، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك (وفي رواية أمامك)، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أنّ الأمة لو اجتمعت على أن على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلاّ بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضرّوك بشيء لم يضروك إلاّ بشيء قد كتبه الله عليك. ورفعت الأقلام وجفت الصحف »…
في الإعادة إفادة
د. محمد الهاشمي الحامدي
في شهر المغفرة والرحمة والتسامح، أجدد الدعوة لبني وطني من التونسيين لنتمثل هذه القيم في حياتنا، ونقبل بالفعل لا بالقول وحده مبادئ التعددية وحرية التعبير وحق الإختلاف. كما أدعو نفسي وكل إخوتي وبني وطني إلى تشجيع ثقافة الحوار بيننا، وثقافة التقارب التي تبني على الأرضية المشتركة بيننا وهي واسعة، وتتعامل بعقلانية مع المسائل التي نختلف فيها، بدل تبني ثقافة العداء وتسجيل النقاط ولو بالكذب والإفتراء.
أخاطب الأخت الدكتورة سلوى الشرفي من جديد، عملا بمبدأ « في الإعادة إفادة »، وأقول لها بعد تجديد التحية لها والتهنئة لها ولأهلها ولسائر التونسيين بمناسبة مقدم رمضان المبارك.
دكتورة سلوى: إنني لم أكفرك مطلقا، ولم أكفر أحدا في حياتي. وأندد بمن يكفرك، وأتضامن معك، وأدافع عن حريتك في التفكير والتعبير.
عندما تحاورت معك عبر مجموعة من المقالات التي نشرت في نشرة « تونس نيوز الغراء »، توجت هذا الحوار بدعوتك للمشاركة في ندوة حوار تلفزيونية بين النخب الفكرية التونسية. وكان ردك جميلا، إذ كتبت لي آنذاك رسالة لطيفة بالبريد الالكتروني، مؤرخة في 16 جويلية الماضي، جاء فيها بالخصوص:
« أسعدتني دعوتك المفتوحة التي أرسلتها عبر « تونس نيوز » و أتمنى ألا تكون مجرد رد فعل على استفزاز البعض. شخصيا كنت قد قبلت دعوة للمشاركة في الصائفة الماضية دون أن يضغط علي أو عليك أحد.
المهم الفكرة نبيلة و أتمنى أن يقبل البقية إذ لعل بعضهم يرفض الحوار مع من يختلف معهم في الرأي وهي على فكرة ظاهرة تستحق النقاش في موضوع خاص. لفهم أسبابها و خفاياها
أخيرا اسمح لي بأن أعبر لك عن شكري و تقديري لمستوى النقاش الذي دار بيننا و الذي كان الفضل في خروجه بهذا الشكل إلى أخلاقك العالية و تمكنك من أدب الحوار الذي افتقداناه من زمان
هذا أيضا موضوع يستحق النظر و يدخل ضمن موضوع الحوار و فوائده و شروطه »
بعد ذلك، وبخلاف ما روجه البعض، حالت بعض التعقيدات الخاصة بتأشيرة الدخول إلى بريطانيا دون سفرك إلى لندن، فطلبت ترك الأمر لفرصة أخرى.
في الأسابيع القليلة الماضية أعادت نشرة تونس نيوز نشر بعض مقالاتك التي كنت نشرتها من قبل في موقع آخر في شبكة الانترنت. وجرى نقاش حول أهم الأفكار التي تضمنتها مقالاتك شارك فيه عدد من الكتاب.
شخصيا، وبخلاف ما كان عليه الأمر في الربيع الماضي، لم أدخل معك في نقاش مباشر أبدا حول هذه الموضوعات. لم أوجه لك الخطاب، ولم يرد اسمك في المقالات الي نشرتها حول زواج النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضي الله عنها، أو حول الصحابي الجليل خالد بن الوليد رضي الله عنه. قلت، أنا كاتب هذه السطور، في واحد من هذه المقالات، أن الذين يكرهون خالدا « طائفتان صغيرتان من المسلمين« .
أرجوك ضعي ألف سطر تحت عبارة « من المسلمين »، لأنني أعتبر الإخوة الشيعة مسلمين، والإخوة التونسيين العلمانيين واليساريين مسلمين. ولأنه ليس من اختصاصي ادخال الناس في الإسلام وإخراجهم منه. من يقول لي إنه مسلم أصدقه وأحترمه. ومن يقول لي إنه يهودي أصدقه وأحترمه. ومن يقول لي إنه مسيحي أصدقه وأحترمه. ومن يقول لي إنه بوذي أو هندوسي أصدقه وأحترمه. ومن يقول لي إنه مؤمن أصدقه وأحترمه. ومن يقول لي إنه ملحد أصدقه وأحترمه.
في هذه المقالات التي كتبتها، لم ترد كلمة التكفير أبدا. ولم يرد اسم الدكتورة سلوى الشرفي أبدا. وجاء في المقال الذي تحدثت فيه عن مبغضي خالد بن الوليد رضي الله عنه تأكيد بأن « حرية الإعتقاد حق أصيل من حقوق الإنسان وحرية التعبير كذلك »، وجاء فيه أيضا « رأيي أن المسلمين في حاجة لتبني مبادئ الحداثة والتجديد وللإنخراط في ثورة فكرية تقدمية حقيقية ».
نشرت بعد ذلك مقالين آخرين، « الحرية لجميع الناس » و « الشمس تشرق على جميع التونسيين »، أكدت فيهما أهمية الدفاع عن حرية التفكير والإعتقاد والتعبير لكل التونسيين ولجميع الناس دون استثناء.
مع هذا حاول البعض تجاهل كل هذه المعاني الواضحة، وتحاملوا علي، وأرادوا الإساءة لي بعريضة ألمحوا فيها لي ظلما وبهتانا. فكتبت إليك حول هذا الموضوع، وكان جوابك الذي وصلني بالبريد الالكتروني يوم الخميس 13 سبتمبر الجاري، مطمئنا ومشجعا، إذ جاء فيه بالخصوص:
« بالنسبة للعريضة التي أزعجتك الحقيقة أنني أعتقد أن هناك أشخاص يريدون الإساءة إليك لأن الذين بادروا هنا بتحرير العريضة أرسلوه كنص مؤقت لبعض الناس لأخذ رأيهم في محتواها
وقد عبرت شخصيا عن احترازي من تشخيصها و اقترحت إلغاء النص الخاص بك و وافقني معظمهم لكن ما راعنا إلا و العريضة قد نشرت في تونس نيوز و بدأت التوقيعات تصلنا لذلك ارتأينا أنه لم يعد من حقنا تغيير نص وقع عليه الناس
.
إذن أكرر أن هناك من سعى إلى توريطك و توريطنا على أساس نص غير رسمي و لم ينشر بعد و إلا كيف يمكن ارسال عريضة دون توضيح هوية الجهة القائمة عليها.
شخصيا لا يزعجني أن تقول هذا الكلام اعلميا حتى يعتبر البعض و يكفوا عن التلاعب و ضرب هذا بذاك«
إنني أحاول أن أتجنب فتح مناقشة جديدة مفصلة حول هذا الموضوع. لذلك أختم بأن أقول لك أمام الناس ما أرسلته لك بالبريد الالكتروني يوم الإثنين 17 سبتمبر يا دكتورة سلوى. قلت في الرسالة بعد التحية:
هناك سوء تفاهم حقيقي أطلب منك المساعدة في إنهائه وتبديده. لقد قلت في تصريحاتك الإعلامية إنك تؤمنين بالحوار وتحرصين عليه، وتراهنين على الجزء الطيب في شخصية كل بشر.
بناء على هذا، وعلى ما جا ء في مراسلاتك السابقة لي، أطلب منك التكرم بنشر توضيح علني في وسائل الإعلام، وخاصة في نشرة تونس نيوز ينهي سوء التفاهم هذا.
أنت مستاءة جدا من التكفير. وأنا أؤكد لك من جديد إنني لم أكفرك، ولا أوافق أحدا على تكفيرك، ولا أرى لنفسي سلطة تكفير أو تأويل، وأرفض التكفير، ولم أستخدم هذه العبارة في أي مقال من مقالاتي التي ناقشتك فيها على صفحات تونس نيوز.
أي فهم يخالف هذا التأكيد، فهو سوء فهم منك، أو سوء تعبير مني أعتذر عنه، ولا يعبر عن موقفي تجاهك أبدا.
ولإزالة أي لبس أو غموض في هذا الشأن، فها أنذا أكتب لك هذا التوضيح من جديد، وأضيف:
إنني أعتبرك كاتبة تونسية مسلمة، وأدافع عن حريتك في البحث والنشر والتعبير. كما أنني أؤمن بالحرية لكل الناس، حرية التفكير والتعبير والإعتقاد، وأؤمن بحق الإختلاف، وبالتعددية الفكرية والسياسية والدينية. هذه مبادئ أؤمن بها وأطبقها في حياتي وفي عملي.
وكما تعلمين، لست أكتب هذا التوضيح لك في السر، لأنني نشرت هذه المعاني والأفكار في مقالتي التي نشرت بموقع تونس نيوز يوم 11 سبتمبر الجاري، أي في نفس الموقع الذي جرى فيه الحوار حول مقالاتك. وإن شئت نشر خطابي هذا والتعليق عليه فافعلي.
بناء على هذا كله، أطلب مساعدتك في توضيح هذا الأمر ووضع الأمور في نصابها، وقبول هذا التوضيح، وإنهاء سوء التفاهم بيني وبينك بشكل رسمي وعلني، حتى لا تبنى عليه مواقف عدائية جديدة تجاهي، وحتى لا أتعرض لمزيد من الإتهامات الظالمة والباطلة.
أتطلع إلى توضيح كريم ونهائي منك ينهي هذا الخلاف. فأنا لست خصما لك ولا عدوا. ولا أريد أن أكون طرفا في أي حملة خصومة أو عداوة أو تكفير تستهدفك، وأؤكد لك تضامني معك في وجه أي حملة اساءة تستهدفك.
إنني أدافع منذ سنوات عن منهج الكلمة الطيبة لحل الخلافات بين الناس، وخاصة بين أبناء الوطن الواحد. وقد لمست فيك سمات كريمة، وإنني متفائل بأن ردك سيكون كريما وعلنيا وحاسما ينهي هذا الخلاف المؤسف بيني وبينك في أقرب الأوقات ».
هذا ما كتبته لك، وها أنذا أنشره لئلا يقول أحد إن فلانا يكتب أمورا في السر قد لا يستطيع قولها في العلن.
إنني إنسان يرى الحرية للإنسان مثل الأوكسيجين، ويدرك أن حريته من حرية الآخرين، وأنا أدافع عن حريتك، وأحترم اجتهاداتك، وأحلم بالحرية لجميع التونسيين وكل الناس.
إن كنت أخطأت بحقك فأنا أكرر الإعتذار. وإن كنت أخطأت بحقي فإني لا أطلب اعتذارا. اكتبي وابحثي واجتهدي. وليتنافس التونسيون في البحث والإجتهاد والإبداع. ولنتعاون ليكون الحوار الفكري بيننا صريحا وجريئا وراقيا، لا تكفير فيه ولا سب ولا لعن.
مع التحية والتقدير والسلام.
الجدال مع الإسلاميّين: وقفة تأمّل
د. رجاء بن سلامة إلى أيّ حدّ تفرض لعبة الجدال ومتطلّباتها أفقا وسقفا لممكنات التّفكير؟ هل يمكن أن نحاكي قولة أبي حيّان التّوحيديّ « كما تكونون يُولّى عليكم » للحديث عن العلاقة بين الخصم وخصمه، بحيث نقول: « كما تكونون يكون خصمكم »؟ هل أضعنا وقتا طويلا في الحجاج ضدّ الإسلاميّين؟ هل فرضت علينا ظروف المرحلة، مرحلة المدّ الأصوليّ، خصوما من درجة فكريّة دنيا فانسقنا رغم كلّ شيء إلى فخّ ما أو سهولة ما، أو نقص في التّفكير عوّضته متعة ما لم نفكّر فيها، لأنّ المتعة هي ما لا يقبل التّفكير وما يحول دون التّفكير؟ وفي الوقت نفسه، هل كان بالإمكان عدم الدّفاع عن المكاسب المدنيّة السّياسيّة التي حقّقتها الحداثة والتي ثبت عداء أغلب الإسلاميّين لها أو عداؤهم لأغلب مظاهرها؟ هذه الأسئلة أطرحها على المجادلين للإسلاميّين، وأطرحها على نفسي، لأنّني منذ بضعة سنوات طويت الكثير من دفاتري، وعلّقت جانبا من مشاريعي في البحث لأدخل حلبة الصّراع مع الإسلاميّين كالكثير ممّن رأوا في الإسلام الأصوليّ، وهم محقّون في ذلك، عدوّا أساسيّا للحرّيّة والمساواة. ربّما يتعيّن علينا اليوم القيام بوقفة تأمّل للتّراكم الذي حصل في الجدل بين الإسلاميّين وغيرهم من العلمانيّين أو المتديّنين المجتهدين في الأحكام، ممّن يشتركون مع الإسلاميّين في منطلقاتهم الإيمانيّة، ولكن يختلفون معهم في أطروحات تخصّ أحكام الشّريعة وإمكانيّات التّأويل، وعلاقة الدّين بالدّولة. وربّما يتعيّن علينا طرح أسئلة أخرى لم نطرحها بعد ولا أملك شخصيّا جوابا كافيا عنها، وهي تندرج أوّلا في إطار التّقييم و »قياس الأثر »، والنّقد الذّاتيّ، وتندرج ثانيا في إطار العلاقة بين الخصم وخصمه وفي اللّعبة التي قد تنشأ بينهما، وفي مخاطر متعة الخصام التي تمثّل عائقا دون التّفكير. فهل حقّق الجدل مع الإسلاميّين التّراكم المعرفيّ المطلوب الذي من شأنه أن يخلق تديّنا مختلفا عن تديّن الأصوليّ والمتعصّب والإرهابيّ، وما مساحة هذا التّديّن من المنظومات الإعلاميّة والتّربويّة في كلّ بلد؟ كيف يمكن عمليّا أن « نقيس الأثر »؟ وما العلاقة بين هذا التّديّن المختلف والتّديّن التّقليديّ الذي كان عليه آباؤنا وأجدادنا وجعلهم عموما غير أصوليّين وغير إرهابيّين؟ ما دور الدّعاة الجدد في خلق هذا التّديّن الجديد أو في المزيد من إنتاج « هذيان اللّجوء إلى الأصل » (والعبارة لفتحي بن سلامة في كتابه « الإسلام والتّحليل النّفسيّ »)؟ هل تحقّق شيء ممّا يسمّيه فرويد بـ »عمل الثّقافة »، أي الإنتاج اللّغويّ والفكريّ الذي يجب أن يواكب تحوّلات الذّات في لحظات « طفرة الحضارة » ويسدّ الثّغرات التي تنتجها القطيعات، حتّى لا تتحوّل الذّات الخارجة من التّقليد إلى فرد أعزل من كلّ تماهيات إيجابيّة، ولا تضطرّ إلى الحلول القصوى التي تنفلت فيها الغرائز وتظهر فيها الهذيانات الجماعيّة بديلا عن الفهم والتّعقّل والعلاقة التّأويليّة؟ ثمّ هل حصل تفاعل بين الإسلاميّين وغير الإسلاميّين أم بقي كلّ في مكانه؟ ألا يمكن أن نبرح موقع المجادل من حين لآخر، لنتبيّن وجوه التّفاعل هذه؟ ما الذي جعل مفتيا مثل القرضاوي يطوّر فتاواه بخصوص تولّي المرأة الحكم، وبخصوص قتل المدنيّين؟ فلا شكّ أنّ الانتهازيّة السّياسيّة وحدها لا تفسّر هذا التّطوّر، بل يفسّره تعقّد الخطاب الأصوليّ نفسه، بحيث أنّه ليس خطابا دينيّا تقليديّا محيلا إلى ذاته auto-référentiel، بل هو خطاب يعتمد من حيث يعي أو لا يعي مرجعيّتين في نفس الوقت : مرجعيّة دينيّة ومرجعيّة مدنيّة ديمقراطيّة حديثة، وهو ما يجعلنا إزاء خصم أكثر تعقّدا من كونه « ظلاميّا » و »ماضويّا » و »سلفيّا »، وما يدعونا إلى عدم تغليب لحظة الحكم على لحظة الفهم والمعرفة. فهذا الخصم، إلى أيّ حدّ يشبهنا أو يريد أن يشبهنا رغم اختلافه عنّا؟ ثمّ هناك أسئلة تتعلّق بجانب آخر من التّقييم وقيس الأثر. فما مدى قابليّة الفتاوى للتّطبيق، وما نصيب الخطاب وما نصيب الواقع في التّحوّلات التي تفرض على أهل الإفتاء والمستهلكين للفتوى؟ فمن الواضح اليوم أنّ الكثير من الفتاوى المنشورة والمتاحة على الإنترنت لا يمكن أن ينظر إليها الكثير من المؤمنين بعين الجدّ، ولا نحتاج حتّى إلى تفنيدها، من ذلك على سبيل المثال فتوى ابن باز بتحريم القول بدوران الأرض حول الشّمس، فهي تتطلّب من العامل بها درجة عالية من الأمّيّة العلميّة، أو درجة أعلى من إنكار ما ثبت للبشريّة جمعاء منذ عدّة قرون، أو درجة أعلى من الطّاعة العمياء لرجال الدّين. ومّما لا شكّ فيه أنّ الفتاوى الكثيرة التي منعت عمل المرأة أصبحت غير مؤثّرة إن لم نقل لاغية، وربّما لا يعود ذلك إلى أنّ الجدل مع الإسلاميّين أتى أكله بقدر ما يعود إلى أنّ الواقع بقواه المادّيّة أخرج النّساء من بيوتهنّ وفعل فعله حتّى في البلاد التي تُمنع فيها المرأة من اقتياد السّيّارات. كما أنّ منع المرأة من اقتياد السّيّارات لم تفلح معه الحجج التي قدّمت في بيان بطلان حجّة « درء الشّبهات » التي تعلّل بها فقهاء الوهّابيّة لتضييق الخناق على حركة النّساء، وربّما أفلحت معه الضّرورات الاجتماعيّة التي ستؤدّي حتما إلى إلغائها. فالخطاب عن الأصوليّة يفكّك إيديولوجيّتها، ولكنّ للواقع أثرا في هذا التّفكّك، وأتذكّر هنا أحد تعريفات جاك درّيدا للتّفكيك، عندما قال « يتفكّك » ça déconstruit ناسبا ما اعتُبر « منهجا » وفلسفة له إلى قوى الحياة والواقع. لننتبه إذن إلى ما يتفكّك بمعزل عن تفكيكنا، ولنتواضع قليلا، حتّى لا نتحوّل إلى دعاة أو هداة يمكنهم تبديل العقائد بعصا سحريّة. فلعلّ الضّربة الأقوى التي تلقّاها خطاب الإفتاء لم تكن ناتجة عن الخطاب المناهض لها، بل كانت ثمرة انهياره الدّاخليّ نتيجة تناقضات مزمنة أخرجت فتاوى البول والغائط ورضاع الكبير وتحريم الإنترنت على النّساء بدون محرم، وجعلت الكثير من المؤمنين يشعرون بالعار ويراجعون علاقتهم برجال الدّين. ولو أردت أن أساهم اليوم في إعداد نوع من « الحساب الختاميّ »، لقلت أوّلا في مجال تصنيف أنواع المجادلين للإسلاميّين : – هناك من جادل الإسلاميّين وهو يشترك معهم في نفس المنطلقات، ليوسّع دائرة الحلال التي يضيّقونها، وليقوم باجتهادات فرعيّة في اتّجاه التّحديث الاجتماعيّ وإدماج حقوق الإنسان داخل المنظومة الإسلاميّة. وسأتّخذ مسألة الحجاب مثالا، فهؤلاء لا يرون أنّ القرآن فرض لباسا معيّنا على المرأة، بل طالبها بالاحتشام، وبإسدال الثّوب على فتحة الصّدر، أي « الجيوب » المذكورة في آية « الخمار »، وهناك من رأى أنّ الحجاب كان يُقصد منه التّمييز بين الحرائر والإماء، وبما أنّ هذا التّمييز لم يعد قائما، فإنّ حكم الخمار يبطل ببطلان علّته. – هناك من جادل الإسلاميّين انطلاقا من مرجعيّة علمانيّة، هي مرجعيّة حقوق الإنسان من النّاحية القيميّة، ومرجعيّة المعرفة التّاريخيّة من النّاحية المعرفيّة. ومن هؤلاء من بيّن وجود الحجاب قبل الإسلام وعدم ارتباطه العضويّ بالأديان، ومنهم من بيّن ارتباط الحجاب بوضعيّة المرأة الدّونيّة، باعتباره آليّة من آليّات مراقبتها والهيمنة عليها في نظام اجتماعيّ تكون فيه المرأة ملكا للرّجل، على نحو مغاير لملكيّة الأشياء. وقد كنت ولا أزال من أنصار الموقف الثّاني، وكنت أرى من واجبي تكذيب المنكرين للوضعيّة الدّونيّة للمرأة في الإسلام، انطلاقا من قيميّة استلهمتها من التّحليل النّفسيّ، وهي ضرورة تذكّر المكبوت، حتّى ننتقل من التّكرار إلى الفعل المختلف، وضرورة القيام بحداد على الماضي، حتّى لا يتحوّل الأسلاف إلى أشباح تطاردنا لأنّها ليست حيّة ولا ميّتة، فتكون نصيرة لأنا أعلى جبّار وباعث على التّاثّم المستمرّ، وضرورة تسمية الأشياء بأسمائها وعدم الانسياق في الأوهام التي تغذّي فكر الجموع، وتحول دون الإنسان وتحقيق شوقه الدّفين إلى الحرّيّة والكرامة. إلاّ أنّني اليوم أتساءل عمّا تسوقنا إليه المجادلة رغم كلّ شيء من تشبّه بالخصم، ومن بقاء في دائرة ردّ الفعل السّلبيّ. فبالنّظر إلى الأسئلة التي طرحتها في أوّل المقال، وهي هواجس حقيقيّة، أرى أنّ الخصم كلّما اقترب من دائرة خصمه، دخل في لعبة مرآة بينه وبينه، وشابهه وخضع إلى قواعد منطقه، لا سيّما إذا كان الجدل مباشرا وكان نوعا من التّراشق بالحجارة يثير العواطف والانفعالات من الجانبين أكثر ممّا يثير التّفكير. كنت أعتقد دائما أنّ شأن المجادلين للإسلاميّين من داخل المنظومة العقائديّة والفقهيّة هو شأن النّائميْن في فراش واحد ولهما غطاء واحد، فكلّ منهما يجذبه إلى نفسه. وهذا الغطاء هو غطاء الحلال والحرام أساسا. مثل هذا الجدل ينتج الاختلافات الطّفيفة التي تبدو مع ذلك هامّة، ولذلك لم أستغرب أن يطال التّكفير أكثر ما يطال من كان هذا شأنهم، ومن أعلنوا إيمانهم على رؤوس الملأ. إنّها الاختلافات الصّغيرة التي تظهر بارزة على سطح التّشابه، فتنتج عداء جوهريّا. فالقتال لا يشتدّ إلاّ بين الإخوة أو الأقارب أو الأشباه، ولا ننسى أنّ أوّل جريمة قتل حسب الأسطورة التّوراتيّة والقرآنيّة كانت بين أخوين شقيقين. وكنت أعتقد أنّ العلمانيّ الذي لا يحلّ مع الإسلاميّين في دائرة التّنازع على الغطاء، ولا يخفي اختلاف منطلقاته عن منطلقات الإسلاميّين، ولا يراوغ، ينتج ترجمة وتأويلا مختلفا، وأعتقد اليوم انّه أفضل حالا وأبعد عن خصمه الإسلاميّ من غيره، ولكنّني أعدّل اليوم رأيي، لأقول إنّ المجادل العلمانيّ أيضا قد يحلّ رغم ذلك مع مجادله الإسلاميّ في دائرة ما، ليست دائرة الفراش والغطاء الواحد، بل دائرة أخرى. وسأقدّم مثالا واحدا على الأمر. فعندما اشتغلت على حجاب النّساء في سياق الجدل، واستقصيت ما جاء في القرآن في هذا الموضوع، اعترضتني هذه الآية : « وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ » (الآية 51 من سورة الشّورى). ولأنّني كنت مشغولة بهذا الجدل، طرحت هذه الآية من مجال نظري، أي أنّني جعلتها في حكم المكبوت، لأتفرّغ إلى الحجاج على المنزلة الدّونيّة للمرأة، رغم أنّ اللفظة الواحدة (الحجاب) تنسب إلى الله وإلى النّساء في الكتاب الواحد، ورغم أنّ مقتضيات البحث البنيويّ غير التّجزيئيّ، والفرضيّة التي أتبنّاها إلى اليوم عن هيمنة الدّوالّ على المدلولات تتناقضان مع هذا الإقصاء. ماذا فعلت إذن في هذا السّياق، سوى أنّني تركت الحديث عن غيريّة الله المطلقة خارج مجال البحث في غيريّة المراة، ولم أتساءل عن العلاقة بين « حجاب الله » و »حجاب النّساء، أي أنّني اهتممت كالأصوليّين بآيات الأحكام، وتركت غيرها، وجعلت مثلهم الفقه لبّ الإسلام، ولم أربط بين هذا النّصّ القرآنيّ ونصوص أخرى شعريّة وفلسفيّة تتحدّث عن الغيريّة والآخريّة، أي أنّني ضحّيت بالعمق النّظريّ والإشكاليّ خدمة لمقتضيات الجدل، ولبلاغة الخصام. والخلاصة هي أننّي لا أدعو إلى ترك مناهضة الإسلاميّين وترك تفكيك خطابهم، بل أدعو أوّلا إلى الانتباه إلى تفاعل الخطابات المختلفة فيما بينها وتفاعلها مع الواقع، وأدعو ثانيا إلى الحذر من المتعة التي يولّدها الخصام مع الإسلاميّين، والانتباه إلى لعبة المرآة التي يولّدها الجدال معهم، وإلى ما نجحوا إلى حدّ ما في فرضه علينا، وهو اختزال القرآن في آيات الأحكام، واختزال الدّين في الفقه، واختزال التّراث الإسلاميّ في الدّين والتّديّن، رغم انّه تراث زاخر بشتّى التّجارب التّحرّريّة التي يعكسها الأدب والتّصوّف والفلسفة، وتعكسها صور المجّان والظّرفاء والعشّاق والمتشكّكين والسّاخرين، وكلّ ما أنتج من إبداع بشريّ على هامش التّديّن المتجهّم والأحكام المتكلّسة. (المصدر: موقع « الأوان، منبر العقلانيين العرب » بتاريخ 17 سبتمبر 2007) الرابط: http://www.alawan.com/index.php?option=com_content&task=view&id=1794&Itemid=18
تمثلاتي عن تونس بين الحقيقة والوهم
نورالدين لشهب/ خاص بالحوار نت / « علمني وطني أن حروف التاريخ مزورة إن لم تكن دون دماء » ( مظفر النواب )
أتذكر لما كنا بالإعدادي درسنا أستاذ اللغة العربية قصيدة للشاعر التونسي الراحل أبو القاسم الشابي ..عنوان القصيدة كان « إرادة الحياة » وأتذكر أن الأستاذ قاسم آيت صالح أطال الله في عمره لم يحترم الظرف الزمني المخصص للنصوص الشعرية المحدد في ساعتين ، بل وسع من الحيز الزمني وجعله شهرا كاملا ، بحيث توقف عند حياة الكاتب حتى كدنا نحفظها عن ظهر قلب بالرغم من طولها ، وبعده انطلق بنا إلى عملية التحليل التي جعلت من جل التلاميذ شعراء مع وقف التنفيذ ، هكذا كنا نتصور حينئذ أو كنا نتوهم بالأحرى . بحيث كل واحد منا يريد أن يكون شاعرا مثل أبي القاسم الذي كتب الشعر وهو صغير في مثل سننا ، وتوفي وعمره لا يتجاوز خمس وعشرون سنة . أستاذنا أضاف لنا قصيدة أخرى للشاعر نفسه وعنوانها » نشيد الجبار » وتوقفنا عندها ما يربو عن خمسة عشر يوما. والحقيقة أنني بقدر ما أحببت هذا الشاعر الرومانسي والمناضل الكبير بقدر ما أحببت تونس وكانت أمنيتي أن أزورها وأن أتعرف على صديق من هناك ، كنت أسمع للإذاعة حتى أظفر بصديق من تونس لأتعارف معه لكنني ما أفلحت . وبقيت هذه الأمنية قائمة في بالي، ومسيطرة على ذهني ، ومهيمنة على قلبي. في خاتمة الشهر الماضي التقيت مع الباحث المصري المعروف في شؤون الحركات الإسلامية الصديق حسام تمام وصحافي مصري آخر بجريدة القاهرة ودار بيننا حوار بالرغم من قصر المدة الزمنية ، حتى وصلنا إلى تونس الخضراء كما توهمتها في صغري ، وقال لي حسام بأن له أصدقاء بتونس يحبهم كما المغاربة ، لكنه يكره زيارة تونس بسب الاستبداد والطغيان …وتذكرت هنا ، موقف الصحفي في قناة الجزيرة غسان بنجدو الذي يرفض زيارة تونس بالرغم من دعوات متكررة . وأردفت قائلا : زرت تونس في صيف 2003 لما كنت عائدا من ليبيا ، ( ها أمنيتي تحققت ) الحمد لله ، لكن تصوراتي عن تونس الخضراء خابت ، وجدتها حمراء بنار الاستبداد ، ذهبت للصلاة مع زميل من حزب الاستقلال وعضو بالشبيبة الاستقلالية ، كان المسجد فارغا من المصلين ، أفرغ من فؤاد أم موسى ، خرجنا إلى الشارع فلا تكاد تجد ما يميز عاصمتها عن أي مدينة أوربية ، قال صديقي : » تونس ذهبت بعيدا في طريق الإصلاح إلى جهنم » وصديقي هذا ليس بالأصولي المتطرف ولا المنغلق على ثقافة رجعية كما يحلو للبعض أن يسم كل من اختلف مع حداثة أشبه ما تكون بخضراء الدمن كما جاء في الحديث النبوي المشهور. كلام صديق بقدر ما أضحكني كثيرا ، بل قهقهت أكثر من اللازم ، لأني كنت في أمس الحاجة إلى الضحك في تلك اللحظة ، بقدر ما جعلني أرتب تصوراتي وتمثلاتي عن بلد كنت احلم لزيارته ، وأطمح في معرفة المزيد عن تونس …لكن تكفي قراءتي ومتابعتي لشؤون المثقفين والمبدعين التوانسة والذين يرجع لهم الفضل في دراسة إنتاجاتهم الفكرية في شتى صنوف المعرفة لمعرفة تونس كحقيقة . بدايتي تعرفي على تونس من خلال أهلها بدأت بالمرحلة الجامعة ، ومع بداية التسعينات بالتحديد ..كان فصيل الطلبة التجديديون (التابع لحركة الإصلاح والتجديد آنذاك ) وفصيل طلبة العدل والإحسان (الموالي لجماعة العدل والإحسان) قد نظما أمسية ثقافية بمناسبة أسبوع استقبال الطالب الجديد ، وفجأة قام مقدم الأمسية بتقديم احد الطلبة من تونس ، صفق المدرج كله ووقف محييا طالبا تونسيا داخل أسوار جامعة مغربية، الأخ التونسي يظهر من خلال هندامه أنه ينتمي إلى التيار الإسلامي ، وبعد نهاية كلامه كان الطلبة كلهم يبكون ، أما الطالبات فمنهن من أغمي عليها ، ..يحكي هذا الأخ أن كلمة حياء أصبحت جريمة يعاقب عليها القانون ، وكل من قام لصلاة الصبح اتهم بكونه إرهابيا ، يحكي أنه ومجموعة من الطلبة والطالبات ممن ينتمي إلى تيار الحشمة والالتزام قام البوليس بتجريدهم من كل ثيابهم وأدخلوهم في غرفة مظلمة وأشعلوا الكهرباء ، وقيل لهم : ها الحشمة التي تدعون الناس إليها …وما كاد أن يكمل كلمته حتى كنت أرى كل الناس تنتحب وتبكي..وأضاف أن المجلات مثل فلسطين المسلمة وكل الدوريات والمنشورات الشهرية التي تنتسب إلى الثقافة الإسلامية ممنوعة بتونس …كنت أتساءل أحقيقة ما أسمع أم مجرد وهم ؟؟؟ في هذه السنوات قرأت لمفكرين توانسة ، وأعجبت بهم أيما إعجاب ، فالمثقف التونسي لما يكتب في تخصصه يجيد ويفيد ، بل قلما تجد مفكرا تونسيا يجهل في الثقافة الإسلامية والفكر العربي عموما بالرغم من الاختلاف الفكراني(الإيديولوجي) ، قرأت للدكتور عبد المجيد النجار كتابين صادرين عن سلسلة الأمة القطرية ، وللروائي المسعدي صاحب حدثنا أبو هريرة قال ، وعبد السلام المسدي في الليسانيات والبلاغة ، وحمادي صمود في الحجاج والبلاغة الجديدة ، والدكتور أحمد الأبيض المحاصر الآن كتابا رائعا حول فلسفة الزي الإسلامي ، وللمفكر الموسوعي أبو يعرب المرزوقي مقالات وكتبا ، والطاهر بنعاشور صاحب التحرير والتنوير والمفكر العربي والإسلامي راشد الغنوشي كل كتبه تقريبا ، ومقالات الباحث في الفكر السياسي الإسلامي الدكتور محمد الهاشمي خصوصا جريدة المستقلة التي كانت تفد علينا من لندن وليس من تونس ..والدكتور هشام جعيط في كتاباته المستفزة للعقل السياسي الإسلامي والتي تتوسل قلق السؤال والتشبث به ، والروائي حسونة المصباحي والمناضل الباسل الدكتور منصف المرزوقي …وأخيرا تعرفت على أستاذ جامعي( من خلال جريدة القدس العربي بعدما ترجم إحدى مقالاتي حول العراق إلى الفرنسية ونشرها بموقع يهتم بقضايا العراق وفلسطين) سبق له وأن درس بالمغرب ، وكما يحكي لي أنه بعد انتهاء مهمة كأستاذ بالمغرب عاد إلى تونس ..لكن هاجر تونس واستوطن فرنسا وهو جد الآن له أحفاد ولم يزر تونس ما يقرب من عشرين عاما وصاحب كتاب بالفرنسية » البطش في تونس » والمثقف والصحفي صلاح الدين الجور شي ودفاعه عن أطروحة ما يسمى اليسار الإسلامي و..أعتذر إن لم أذكر البعض الآخر ، وأنا متأكد أني قرأت لمن لم أذكر اسمه من خلال مجلات قومية ودوريات متخصصة في الفلسفة والشعر وما يمت إلى الثقافة بشكل عام. إن ما يجمع المفكرين التوانسة الكثير ، وما يفرق بينهم إلا القليل هم يختلفون ولا يتخالفون ، فالاختلاف هو التواضع على هدف محدد ، ونهج سبيل التنوع في الوصل إلى الهدف ، أما الخلاف هو غريم الاختلاف ونقيضه . أما رأيت أن التونسي حين يختلف لا يسب ولا يجرح ولا ينتقم ؟؟ تذكرت تصريح المحامي محمد عبو الذي قضى سنتين تامتين في السجن ظلما وزرا ، ولما خرج أدلى إلى قناة الجزيرة بتصريح لو سمعه من يهمه الأمر لعلم أنه بالسياسة يلعب ، بل بالوطن يعبث ، الرجل يقول بأنه يسامح كل من ظلمه ، وكلامه هو رأي من مواطن يخاف على وطنه ويغار عليه ويريد له أن ينعم بالحرية التي يستفيد منها الجميع بما فيه الحاكم . و ليس في قلبه ذرة كراهية لأحد من التوانسة . ما يجمع هؤلاء المفكرين والمثقفين الذين ذكرت أن أغلبهم يعيش خارج تونس في بلاد الغربة ، ومنهم من لم ينعم برؤية بلده ما يربو عن عشرين سنة ، وما يؤلفهم أنهم كلهم ودون استثناء يناضلون من أجل صحوة للحرية ، ووطن يتسع للجميع بالرغم من الاختلافات الفكرانية . ما يجمع بينهم هو أنه لا احد منهم يسلك العنف سبيلا إلى التغيير ، بل كلهم مسالمون لا يملكون إلا الكلمة الطيبة التي تمكث في الأرض بشهادة جميع من يملك ذرة إيمان غيرة على بلده . ما أحوجنا اليوم إلى الشاعر أبي القاسم الشابي ليقف ضد الاختلال التونسي الداخلي ، كما وقف ضد الاحتلال الخارجي الفرنسي لبلده بالرغم من المرض ليقول : إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ولا بد لليل ألن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر ويقول أيضا : سأعيش رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشماء أرنو إلى الشمس المضيئة هازئا بالسحب والأمطار والأنواء والداء هذه المرة هو تشرد خيرة عقلاء تونس في المنافي والغربة ، والعدو هو الاستبداد والطغيان. حتى تعود تونس إلى اخضرارها كما توهمت في صغري . **** تصبحون على وطن*** (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 18 سبتمبر 2007) الرابط: http://www.alhiwar.net/vb/showthread.php?p=56045#post56045
ما هكذا يكرم الكرام .. يا « كرام »
فتحي الماجري
غريب أمرك يا وطن..
أما للمستضعفين فيك من سند ..!؟ أما للمقهورين فيك من نصرة ..!؟ لماذا تغتال أيدينا ما بالأمس بنينا ..!؟ يهان فيك الكريم كل يوم مرتين ، الأولى من بعيد يتجهمنا و الثانية من قريب / غريب يطعننا غيلة لتقف مسيرتنا..
ما هكذا يكرم الكرام .. يا « كرام » ، ما هكذا يجازى كل مناضل حر يا أهل القانون و المبادئ .. بالأمس أقلتم الأستاذ محمد النوري ودستم على الرابطة النضالية التي جمعتكم بأبخس الثمن.. و غدا من ؟
وددت لو كان في رأيكم مستند .. حتى نقول أخطأ هذا و قصر ذاك و لابد أن نفعل كذا و كذا من أجل مصلحة المساجين وحقوقهم المهضومة .. وددت لو أن في وقفتكم « الصارمة » إصراراعلى ترشيد المسار ودفعا له نحو الأفضل، و لكني وجدتكم تعكفون الليالي الطوال ، تحيكون تقارير ميؤوسة ، وتقومون بمساع باطلة للنيل ممن خالفكم الرأي ، فيسقط البعض منكم فريسة لرغباته وأجندته الخاصة على حساب المصلحة العامة والمبادئ التي تجمع الجميع، فتجده يشجع قصدا أو بدونه على سرقة جهد الآخرين و المساومة على نضالا تهم..
هكذا تنجزون بإتقان ما فشل النظام في تحقيقه … ضرب الجمعية وتجميدها ، محاصرة المناضلين حفاظا – كما يزعم البعض- على سقف متدن مع النظام ، المس من حزب وطني بارز قدم و لازال يقدم الكثير لهذا الوطن، التقليل من شأن هيئة جمعت ثلة من أفضل الجمعيات و الأحزاب الوطنية على صعيد حب الوطن و النضال من أجل حرية أبنائه…
بالله عليكم ماذا ستحققون بإزاحة الرئيس الشرعي للجمعية و تجميد أحد أعضائها الفاعلين بدون مسوغ قانوني غير بعض الأقاويل لم تثبت صحتها؟ و كيف يمكن لكم السيطرة على هذه الواجهات التي فتحتموها ؟ أكان هناك ضرورة لها ..!! ألا يمكن لأحدهم و بنفس المنطق و تماشيا مع محكمة التفتيش لديكم النبش في ملفات أخطر مما يظن البعض.. أم هذا بالفعل ما تطمحون إليه .. تهميش الصحوة النضالية تحت طائلة الصراعات الداخلية..!!
ماهي حجتكم لدى المساجين السياسيين الذين باسمهم أصبح لكم وجود ؟ ماذا لو يئسوا منكم وانفضوا من حولكم؟ فلقد قالها ولي أحد المساجين : » مالي و هذا الصراع ..حرام أن يجعلوا من قضية أبنائنا لعبة بين أيديهم .. » . أين أنتم من قضاياهم التي لا تنتهي ، من يعيد البسمة لعائلة كمال المطماطي الابن المفقود..؟ من يضمد جراح المساجين المسرحين و يعمل على تحقيق بعض من حقوقهم و جزء زهيد كتعويض لهم على الظلم الذي قاسوه..؟ من؟ ومن؟ ثم من؟
أليس من الأفضل أن تسخروا جهدكم في مأسسة الجمعية حتى تكون أقدر على النضال ، وجمع حولها الأنصار و أعضاء جدد كمثل سلك الأطباء .. و إيجاد روافد مادية قادرة على تغطية نشاطاتها و تنويعها و بعث هيكل إعلامي قوي و ضبط آليات جديدة للضغط السلمي و القانوني على السلطة من أجل إطلاق سراح المساجين و إرجاع حقوقهم المسلوبة..
هل نعلن للجميع إفلاس هذه الجمعية وتبخر جهد أعضائها– الذي لم يتجاوز الثلاثين- تحت وطأة الصراعات الداخلية . ونفسح لهيكل آخر بالظهور عساه يكون أنفع و أقدر على تفعيل قضية شريحة هامة من المجتمع لازالت تعاني الضيم .. أم أننا سنقف عند هذه التجربة و نلقي المنديل مستسلمين كما يسعى إلى تحقيقه بعض الحاقدين و المشوشين.
أظن أن البعض منكم سيطلع علينا قائلا و في فمه مائة » كلب » : » الكلب ..فعلنا كلب ..و مزقنا كلب .. » كيف سيتجاوب الناس مع لغتكم « الكلبية » هذه..!؟
أي موقع تضعون فيه أنفسكم ، ألا تراجعون أقوالكم ، ما هكذا يكون مناصر الجماهير، وما هكذا يؤسس النقد البناء، على الأقل و عوض السباب تنادوا للإصلاح ين ذات البين !!كفانا إزدواجية و مراوغة في الخطاب.. لننتهي من هذه الحرب التي يشنها البعض بالوكالة .. و من له رأي فليصدع به في كنف الحرية و الاحترام المتبادل للآخر.
طالب بكلية الصحافة
في تونس: هل يرتكب الإسلاميون الخطأ مرتين؟
سؤال خلته مشروعا أقضّ مضجعي و حملني على تكراره أكثر من مرة و أنا أحاور رفقاء الدرب :
هل يمكن للإسلاميين في تونس أن يكرروا نفس الخطأ مرتين وهم يحملون في ذاكرتهم و حتى في لاوعيهم القاعدة الشهيرة من الهدي النبوي ‘‘ لا يلدغ المؤمن من الجحر مرتين ‘‘؟.
كنا في بداية السبعينات نتلمس الطريق بحثا عن فهم جديد لإسلام أريد له آنذاك أن يغيب. في ظل فهم غريب للدين كان سائدا، خريجي الزيتونة أنهكتهم المحنة و دجّنوا و اتهموا بالرجعية و فتنوا في أنفسهم وفي دينهم و دنياهم عذب من عذب منهم و قتل من قتل
و شرد من شرد و كبتوا إلى غير رجعة حتى يئس الصالحون المجاهدون من العلماء منهم أن يعاد لهذا الشعب روحه النضالية ، حيث ماتت فيه كل نبضة للمقاومة و شله الخوف. فكأن لسان الحال عندهم لكل صوت يستنهضهم إلى رفض الظلم أن يقولوا ‘‘ أوذينا من قبل أن تأتينا و من بعد ما جئتنا‘‘ ، و نسوا الأمل الساطع في الشطر الثاني من المعادلة ‘‘عسى ربكم أن يرحمكم و يهلك عدوكم‘‘.هكذا كان الحال بعد أن بلغ الاستبداد ذروته على عهد بورقيبة.
في مثل هذه المعادلة ولج إسلاميوا تونس الجدد حينها الباب دون يأس و تلمسوا الطريق ففتح الله عليهم بإعادة جذوة التدافع إلى الواجهة ‘‘ و لولا دفاع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع و بيع و صلوات و مساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ‘‘ و بدأ وعي التدافع ينموا ولكن كان مشرقي الفهم حيث صاحبته مفاهيم المفاصلة و المجتمع الجاهلي، فكان التنافي عوض التدافع.
و بدأ الوعي ينمو و لكن التنافي كان غالبا على دائرة الصراع.
و لهذا لم يكن نجاح الإسلاميين مبهرا على اعتبار أن استنهاضهم للشعب كان مصابا بشيء من عدم التوازن، فكانت الأخطاء في إقصاء الآخر و في الانفراد بالقرار و في استنقاص الأطراف الفاعلة في المجتمع المدني فجاءت الاستراتجيات القصيرة النظر تضخم الذات و تقصي الآخر حتى بلغنا قمة مسوغ السقوط و الهزيمة ‘‘ ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغني عنكم من الله شيئا ثم وليتم مدبرين ‘‘.
فكان الانهيار سريعا كما كان الصعود سريعا. و كانت المحنة، فسنوات الجمر من بداية التسعينات إلى ولوج الألفية الثانية و مازلنا نكابد و الله وحده مقيل العثرة.
و بلغ الاستبداد ذروته و كنا في الحالتين أعمدة صعوده أيام بورقيبة و أيام السابع بدون منازع.
ولما كانت قوانين الانحدار للحضارات عندما يشيع فيها الظلم أزلية و ثابتة:
‘‘ و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الإبصار ‘‘، كان الأولى بالإسلاميين، وقد سرح معظمهم من المعتقلات الظالمة بعد سنوات الجمر، أن يرفعوا عقيرتهم بالصياح مطالبين باسترداد حقوقهم و تعويضهم عن الخسائر الجمة التي ألمت بهم.
و كما أَعطوا في بداية التسعينات مسوغات عديدة لتغول الدولة و الاستفراد بهم ثم الاستفراد بالمجتمع المدني ككل ، عليهم الآن أن يكونوا سببا و محركا رئيسيا و داعما لتفعيل جذوة التدافع من اجل تثبيت قيم الحرية و العدل.
و لن يكون ذلك إلا بالالتحام بالمجتمع المدني شدا لأزره في الصمود ضد الاستبداد و إعطائه مادة حية و مشخصة في مجال انتهاكات حقوق الإنسان و التعدي عليها التي ارتكبت في حقهم، و يصلحون الخطأ بالعمل المشترك مع النخب التي وقعت في مغالطة حملة التشويه والتشهير التي نفذها جهاز الاستبداد على الإسلاميين و أن يستردوا ما فقدوه من مكونات المجتمع المدني.
و عليهم أن يفهموا أن كل تحول في الساحة السياسية لصالح جبهة الممانعة حزبا كان أو رمزا أو جمعية أو ظاهرة شعبية هو في حد ذاته انتصارا للحق و يَجُبّ لصاحبه ما سلف.
اليوم و بعد انجازات مهمة للمعارضة تمثلت في تأسيس حلف الممانعة الجديد 18أكتوبر و دور جاد للحزب الديمقراطي التقدمي في فضح الاستبداد و التصدي له عبر الموقف و انفتاحه على المناضلين مهما كانت انتماءاتهم و تحويل الحزب من الأيديولوجي إلى حزب المهام و جعل مهمته المركزية الدفاع عن الحرية و هو الشعار الأزلي ‘‘خلو بيني و بين الناس ‘‘ و الدور البارز و المهم للجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين و الأدوار المهمة و الجادة لكل من المجلس الوطني للحريات و الحزب العمال الشيوعي و حزب التكتل الوطني من أجل العمل و الحريات وغيرهم.
بعد كل هذا الحراك يطلع علينا اليوم بعض مكونات الساحة الإسلامية بمواقف غريبة و جب علينا الإشارة إليها و التحذير منها أملا في أن يتداركها أهل الحكمة والرأي من المخلصين الإسلاميين الذين ثبتوا مع الحق و فهموا معادلة التدافع فيحفظوا جبهة الممانعة من أن يختل توازنها و تذهب ريحها وحتى لا يكرر الخطأ هذه المرة تحت مسوغ الاستضعاف.
وفي ما يلي نسوق بعض من تلك المواقف:
1)- بعض الإسلاميين يسوقون للاستبداد وذلك بالاعتراف بمنجزاته و مكاسبه و الدفاع عن سمعته و الترويج لعدم وجود هجمة على الحجاب و ليست هناك حربا على مكونات الهوية و لا تضييقا على الحريات الإعلامية و الفردية و الحقوق كلها مصانة و أن تونس جنة الخلد ينعم أهلها بإنسانيتهم فلا سجون مليئة بسجناء الرائي و لا يوجد سلب لأبسط الحقوق التي كفلها الدستور كحق اختيار اللباس و حق جواز السفر بل ذهب احدهم إلى حد المطالبة بالانصهار في الحزب الحاكم و الولوج فيه.
2)- أما الآخر وهو أحد رموز الخلاص الفردي المبكر ( أوائل التسعينات ) و بعد قراءة متأنية للواقع السياسي التونسي يصادر كل حق للمعارضة في نقدها و فضحها لأي تجاوز للسلطة و يرى السكوت من اجل إرضاء السلطة هو المخرج الوحيد من أزمة الإسلاميين و الخلاص لهم دون غيرهم من مكونات المجتمع التونسي ونسي أن رئيس الدولة نفسه دعا إلى عكس هذه الأطروحات في إحدى خطبه عندما ربط بين قوة حزبه و قوة المعارضة حيث قال‘‘ لا وجود لحزب قوي إلا بمعارضة قوية ‘‘
3)- أما الثالث فهو يرى في:
المطالبة بالحقوق و التعويض و بمحاسبة منتهكي حقوق الإنسان
و الانحياز إلى قوى المجتمع المدني سواء 18 أكتوبر أو الحزب الديمقراطي التقدمي أو تفعيل الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسيين.
كل ذلك في نظر هذا القسم الثالث من الإسلاميين هو تصعيد ضد السلطة وإعطائها مسوغات مجانية للاستفراد بالإسلاميين من جديد. فهو لا يفتأ يثبط العزائم و يخرق سفن النضال للحيلولة دون إبحارها فلم تسلم منه كل قوى الممانعة ولا رموزها مخلفا وراءه في صفوف الإسلاميين عزائم محبطة و مجمدة التبس عليها الأمر فلا هي ناضلت و لا هي دفعت الظلم عن نفسها فبقيت فاغرة الأفواه مع القاعدين.
4)- فئة أخرى أدارت ظهرها للمجتمع المدني وللاستحقاقات الوطنية القادمة كانتخابات 2009 و أصبح كل همها استرجاع الشرعية الداخلية المسلوبة و المطعون فيها مما يوحي للمراقب الخارجي أن تقديس الشكل في المسميات و أشكال العمل مقدمة في سلم النضال على إعادة تشكيل الذهنية النضالية لدى الإسلامي في ضل الشفافية و العلنية و التطبيع مع المجتمع المدني بتبني همومه اليومية و المستقبلية.
5)-أما الفئة الأخيرة، و هي الغالبة، فقد وهن عودها النضالي بالخوف المقيت من كل شيء من رجل الأمن و من لقمة العيش خشية أن يحرموا منها ‘‘ قد اهمتهم انفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية ‘‘، و الحال أنهم يعلمون تحذير ربهم ‘‘ ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ‘‘ لكن و للأسف طبع على قلوبهم فهم لا ينهضون.
هذه حال الإسلاميون يكررون الخطأ و ويفوتون الفرص على أنفسهم و لا يعزمون حين يتوكلون.
و ‘‘لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم‘‘
‘‘قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم‘‘
حمزة حمزة
بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على أفضل المرسلين
تونس في 2007/09/18 بقلم محمد العروسي الهاني الرسالة رقم 296 مناضل دستوري على موقع تونس نيوز رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا
المحافظة الأخلاق الفاضلة من أوكد الواجبات الدينية والوطنية والأخلاقية
أعود للحديث من جديد على موضوع الأخلاق وما أدراك ما الأخلاق التي قال في شأنها سيد البشر رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق صدقت يا رسول الله وقد قال الشاعر الكبير أحمد شوقي رحمه الله « إنما الأخلاق ما بقيت وأن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا » والزعيم الراحل الحبيب بورقيبة كان دوما يردّد هذه الأبيات الشعرية ويضرب بها الأمثال وفي محاضرته التاريخية يوم 1974/03/18 في دار الثقافة ابن رشيق بالعاصمة بعنوان الإسلام دين وعمل واجتهاد أعاد إلى الأذهان هذه الجملة البليغة وذكر بحديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. و من هنا يتبين لنا أهمية موضوع الأخلاق الفاضلة والذي جعنلي أعود للحديث للمرة الرابعة هو ماذكره الفنان نصر الدين بن مختار يوم 2007/09/17 في قناة حنبعل حيث أشار في لقطة تلفزية عند حصة الإفطار أن الأخلاق انخفضت في بلادنا 6 تحت الصفر وهذا هو الانخفاض الملحوظ في بلادنا وكذلك انخفاض اَخر حول حرية الرأي وصلت إلى 3% خاصة حول الرأي الحر والتعبير حقا أن ما ذكره الفنان نصر الدين بن مختار يعبر عن واقع معاش ومرّ وقد أشرت إلى هذه المواضيع بكل صراحة ووضوح في مقالاتي السابقة وأواصل الحديث من جديد حول موضوع الأخلاق حيث مع الأسف الشديد انحدرت إلى أسفل السافلين وأصبحت مع الأسف الشديد بعد أن تم فراغ الواعز الديني والوطني وسامح الله أخونا محمد الشرفي وزير التربية والتعليم العالي الذي كان سببا في هذا العمل لا نريد التشفي في أخينا محمد الشرفي مهما كان الإختلاف في الرأي لكن الأمر ليس في الرأي هذه المرة بل هو خلاف جوهري ….وأريد أن أؤكد وأعقب على مقال برهان بسيس يوم الأحد 2007/09/16 بجريدة الصباح أن الهوية العربية الإسلامية كانت مفقودة في عهد الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة أجيبه بكل لطف وأخلاق فاضلة ..يابرهان أرجوك عدم نبش الماضي وقد وعدتني سابقا في مكالمة هاتفية بأنك ستكف على نبش الماضي لكن يظهر أن الكلام على الزعيم بورقيبة حلو عند السيد برهان…ولو على حساب هيبة الدولة وماضي النظام التونسي البورقيبي وأقول لبرهان أرجع إلى خطاب الرئيس بورقيبة يوم 18 مارس 1974 بدار الثقافة ابن رشيق لتفهم أفكار بورقيبة حول رسالة الدين الإسلامي واشعاعه في العالم ورسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم السامية وماذكره الزعيم حول حديث الرسول الأكرم واستشهاده بالحديث الشريف حول الأخلاق وقد أشرت إلى حديث النبي عليه الصلاة والسلام في بداية المقال كما أرجو من الأخ بسيّس أن يراجع الوثائق الصادرة عن الملتقى الديني الذي انتظم عام 1979 بلجنة التنسيق الحزبي بتونس حول الإسلام والتعليم الديني والتربية الإسلامية والوطنية و أطلب منه أن يطلع على بيان السيد وزير التربية القومية السيد محمد مزالي حتى يتأكد صاحبنا المتحامل على الحجم والكم الذي كان عليه التعليم في مجال التربية الإسلامية والتربية الوطنية حتى عام 1988 ثم جاء مشروع الشرفي عام 1990 وغير المناهج في مناسبة في مجلس النواب رفع المصحف الكريم وقال هذا الكتاب فيه اَيات تحثّ على العنف لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم على كل حال الأخ الشرفي يتحمل ازر ما قاله وكتاب الله باقي وقال الله إنا نحن نزلنا الذكر وأنا له لحافظون » صدق الله العظيم إذا الهوية العربية الإسلامية كانت مصونة يا سي بربهان وعليك الكف عن هذه الشطحات والإساءة المتعمدة…ختاما نعود إلى موضوع الأخلاق ونشير في هذا المضمار أن الأخلاق الحميدة انحدرت وأن نسبة التهور والسلوك غير الأخلاقي انحدر إلى الأسفل وأن ظاهرة العنف اللفظي انتشرت وسبب الجلالة ظاهرة غير موجودة في الدول المجاورة والخطف والسلب والقتل والسرقات تضاعفت عشرات المرات وهذا ناتج على الفراغ الروحي والوطني ونقول لبرهان ارجع إلى خطاب الرئيس بورقيبة يوم 18 مارس 1974 تجد الجواب والحلول لظاهرة الانحراف الأخلاقي هذا ما أشار إليه الزعيم قبل 33 سنة مضت وسوف أمدكم بنسخة من هذه المحاضرة التاريخية لتفهم بورقيبة فهما صحيحا وتتروى بفكره وعلمه وبعد نظره حتى تعدل أوطارك مستقبلا عندما تتحدث على الهوية وأتمنى أنك سمعت الحوار يوم 2007/09/01 على قناة المستقلة حول مواقف بورقيبة الذي حلّ الترجي الرياضي من أجل التهور وما حصل مؤخرا في بنزرت هو نتيجة السلوك البعيد على الروح الاسلامية والرياضية والوطنية. قال الله تعالى : »ولنصبرن على ما أذيتمون وعلى الله فليتوكل المتوكلون » صدق الله العظيم محمد العروسي الهاني
إضافات جديدة مسجلة على موقع الشيخ عبد الرحمان خليف رحمه الله
1- استكمال ترجمة الشيـــخ مولده ونسبه هو العالم الفاضل الجليل الألمعي شمس عصره و زينة مصره الشيخ عبد الرحمن بن علي بن محمد العربي خليف القيرواني قدس الله ثراه و أكرم مثواه . ولد المغفور له – إن شاء الله تعالى – يوم 5 شعبان1335 الموافق للسابع و العشرين من ماي – آيار 1917 . نشأته كان والده فقيرا إذ كان يشتغل بنجارة المحاريث الخشبية . عرف بصدقه و أمانته و نصحه لمن يقصده .و كان محبا للقرآن وأهله لذلك حرص على إدخال ابنه عبدالرحمن إلى الكتاب رغم الموجة الرائجة آنذاك و التي ترى في المدارس مستقبلا واعدا . دخل الكتاب و حفظ القرآن كجُلِِ أترابه على الشيخ المؤدب عليََة بن غانم رحمه الله وأسكنه فراديس جنانه .فكان له الأثر الكبير في تكوين الشيخ عبدالرحمن و الذي برز بتفوقه فأتم حفظ كتاب الله في ثلاث سنين أي سنة 1931. مراحل دراسته التحق بالتعليم الزيتوني في جمادى الأولى 1350 – سبتمبر أيلول 1931 . ثم انتقل إلى تونس سنة 1934 و حصل على الشهادات التالية و كلها بتفوق: – شهادة الأهلية سنة 1355- 1936 . – شهادة التحصيل في القراءات السبع 1358 – جويلية 1939 – شهادة التحصيل في العلوم 1359- ديسمبر كانون أول 1940 . – شهادة العالمية في فن القراءات 1360 – 1941 . – شهادة العالمية في العلوم بالقسم الأدبي 1363 – 1944 . شيوخه درس شيخنا رحمه الله على الأفاضل من المشايخ بكل من القيروان و تونس: فنذكر على سبيل المثال لا الحصر: – في القراءات : المشايخ الهادي بن محمود و محمد الباجي و حمودة بن يحيى . – في الفقه : المشايخ محمد بن عمر العلاني و محمود صدام ومحمد بوراس . – في البلاغة : الشيخ محمد الشاذلي النيفر . رحم الله الجميع و أجزل لهم المثوبة . عمله وبعض المحطات شارك في مناظرة للتدريس بعد وفاة الشيخ عبد الملك بن فرحات وقبل فيها من بين 3 مرشحين وذلك سنة 1943. و بعدها شارك في مناظرة للتدريس من الطبقة الثانية في تونس سنة 1944 فقبل فيها و أقام بحمام الأنف( ضواحي تونس الجنوبية ) و بقي فيها حتى سنة 1952 . امتاز عام 1952 بوقوع حادث سير أليم على مشارف عين دراهم بالغرب التونسي حيث انقلبت سيارة تقل ستة أشخاص : الشيخ الأمجد قدية الذي توفي على عين المكان و الشيخ محمد بوشربية الذي توفي بعد أربعة أيام و الشيخ محمود قريبع و الشيخ الطيب الورتتاني و الأستاذ البشير جراد و الشيخ عبدالرحمن خليف الذي أصيب بكسر في عموده الفقري ألزمه الفراش أربعة أشهر . رحم الله الجميع برحمته الواسعة . وعاد الشيخ على إثر الحادث إلى القيروان و استقر بها للتدريس منذ أكتوبر تشرين أول 1952 . و انطلقت مع سنة 1952 قراءة الحزبين القرآنيين اليومية إثر صلاة المغرب بجامع عقبة بن نافع و مازالت هذه الختمة الشهرية تقرأ إلى يومنا هذا , كما انطلقت إملاءات يشرف عليها خريجو الزيتونة من أمثال الشيخ صالح البحري حفظه الله ورعاه و الشيخ الطيب الورتتاني رحمه الله تعالى و شيخنا الفاضل عبدالرحمن رحمه الله و ذلك بالمساجد: الزيتونة , عقبة, المصلى. الحنفية وغيرها . وبعد حركة المديرين عين الشيخ عبدالرحمن على إدارة الفرع الزيتوني بالقيروان خلفا للشيخ يوسف بن عبدالعفو رحمه الله ..و ذلك سنة 1956 . و كانت له المبادرة بإنشاء معهد للطلبة خارج الجامع الأعظم فكان الحي الزيتوني بالوسط ( و المعروف الآن بمعهد ابن رشيق ) و تم تكليف لجنتين لجمع التبرعات عن طريق مقتطعات ذات 100 و 500 مليم . اللجنة الأولى فيها الشيخين سالم الشعباني و علي بوحولة و اللجنة الثانية فيها السيدان خالد القهواجي و المختار الحولة . و في أكتوبر تشرين الأول 1960 تم عزله عن إدارة المعهد مع بقاءه به كأستاذ و لكن في 17 جانفي كانون الثاني حدثت واقعة ما أطلق عليها » الله أكبر ما يمشيشي » حيث عمدت السلطة آنذاك بعد إزاحته من إدارة المعهد إلى نفيه إلى حامة قابس بالجنوب التونسي لإبعاده عن النشاط الديني . مما أثار غضب القيروانيين الذين خرجوا للتعبير عن رفضهم ذلك الإجراء . و على إثرها حوكم الشيخ مع العديد من المشايخ و من تلاميذ الشيخ بجامع عقبة . وقد حكم على الشيخ آنذاك بالسجن المؤبد مع الأشغال الشاقة . وعلى إثر تدخلات عديدة تم الإفراج عن الشيخ عبدالرحمن في أوت –آب 1962 . و تم نقله إلى مدينة سوسة للتدريس بالمعهد الثانوي للذكور مع الإقامة الجبرية بها .و بقي بها حتى سنة 1970. وفي الأثناء أصبح مرشدا تربويا في التربية الإسلامية . وحين عاد إلى القيروان عام 1970 كان جامع عقبة ما زال تحت الترميم و إعادة البناء . فقام بالتدريس في جامع الباي إثر صلاة العصر و ذلك خلال شهر رمضان .و لما تم فتح جامع عقبة تولى الإمامة و الخطابة به مع الشيخ الطاهر صدام . وعادت الدروس الليلية مع الإملاء القرآنية. مراكز التدريس – المدرسة الثانوية الزيتونية بالقيروان 1954-1956 – المدرسة الثانوية المختلطة بالقيروان مع مباشرة الإدارة 1956-1960 . – المعهد الثانوي للذكور بسوسة 1962-1970 – مدرسة ترشيح المعلمين بالقيروان. – انتدب لخطة مرشد بيداغوجي في التربية الإسلامية منذ عام 1968 ثم انتدب لخطة متفقد أول للتعليم الثانوي حتى تقاعده في أكتوبر1982 . نشاطه الديني باشر الخطابة في أحد جوامع تونس كخطيب نائب وذلك ارتجالا حين تغيب الإمام الراتب . و سمي خطيبا بجامع عقبة بالقيروان سنة 1955. ثم عاد إلى الإمامة والخطابة بعد عودته من مدينة سوسة و بعد إعادة فتح جامع عقبة في السبعينات من القرن الماضي . فكان شعلة في النشاط . كان في النهار يسافر إلى بعض المعاهد من خارج القيروان ( القصرين . سبيطلة…) ثم يعود مع المغرب إلى الجامع لتلاوة حزبي القرآن ثم يتولى الإملاء القرآني ثم التدريس . كان قلبه وفكره و كل كيانه معلق بالجامع : فلا راحة أسبوعية و لا سنوية إلا لعذر ( سفر. حج . مرض) فكان يجمع بين الإمامة و الخطابة والإملاء و التدريس . وبقي على هذا النسق حتى أواخر التسعينات حيث بدأ المرض يفل من قواه .فبدأ يتغيب عن الإملاء القرآنية ثم عن الدروس ثم عن الخطابة . ولكن كلما شعر بتحسن في صحته عاد إلى نشاطه في التدريس أو الخطابة . فكانت آخر دروسه في صيف 2005 حول فقه الصيام و ذلك قبل حلول رمضان .أما آخر خطبه فكانت سلسلة خطب رمضانية لعام 1426-2005 . مراكز التدريس – انتدب لتدريس القراءات بالكلية الزيتونية سنة 1977 . – حاضر في الفقه و أصوله بالمركز الإسلامي في العاصمة البلجيكية –بروكسل – سنتي 1972 و1983. – شارك في عدة ملتقيات و دورات لتدريب الأئمة و الدعاة و ذلك بإشراف رابطة العالم الإسلامي في كل من أندونيسيا . جزر القمر .جزر المالديف. فرنسا .بلجيكا .هولندا . – شارك في ندوات إسلامية في مصر وليبيا و وتونس والجزائر و المغرب . – شارك في لجنة التحكيم الخاصة بالمباراة القرآنية السنوية التي تقام بمكة سنة 1997. نشاطه السياسي • سمي عضوا بالمجلس الإسلامي الأعلى بتونس بداية من سنة 1988 حتى وفاته . • انتخب عضوا بمجلس النواب بتونس لدورة واحدة من 1989 حتى 1994 . نشاطه الإذاعي والتلفزيوني أذيعت له حوارات مباشرة في التسعينات من إذاعات المنستير و صفاقس. ساهم مع استوديوهات لطفي زيني –رحمه الله – في إنتاج مسلسل تلفزيوني على قناة اقرأ و التلفزيون التونسي .المسلسل حمل اسم » السلام عليكم » و تناول بأسلوب تمثيلي رائع عدة مواضيع اجتماعية وأخلاقية و تربوية و فقهية . ولاقت هذه السلسلة استحسان العديد من المشاهدين مما حدا بقناة اقرأ وقنوات » راديو و تلفزيون العرب » من بثها عدة مرات لسنوات متتالية .كما وأن الشيخ واصل إنتاج مسلسل آخر بعنوان » الحل بين يديك » بنفس الأسلوب التمثيلي و المواضيع المتنوعة والواقعية . وقد تم بثها مع سلسلة خاصة بمناسك الحج على قنوات « راديو و تلفزيون العرب » . دار القـــرآن هذا المشروع الضخم بدأ إنجازه في أواسط السبعينات .كان حلما يراود الشيخ رحمه الله . كان يرى ضرورة ارتباط الشباب بكتاب الله و حتى لا يصبح القرآن غريبا بين أبناءه سعى بكل جهوده إلى بعث هذا المعلم الذي أصبح قبلة الشباب من داخل الوطن ومن خارجه . و بعون الله سبحانه وتعالى وبمساعدة المؤسسات المحلية وأهل الخير تم بناء هذا الصرح قرب جامع عقبة ليبقى شاهدا على مدى علاقة المعلمين ببعضهما . يضم مركز دار القرآن: 1- وحدة خاصة بقاعات الدراسة للطلبة المسجلين حيث يدرسون مختلف العلوم الشرعية ( حفظ القرآن . تجويد . فقه ..) وغيرها ( تاريخ جغرافيا..). 2- وحدة تضم مبيتا للطلبة الأجانب أو الذين ليس لهم أهل بالقيروان. 3- وحدة تضم قاعات للأطفال وهي عبارة عن رياض للأطفال من 3 إلى 6 سنين . 4- وحدة خاصة بقاعات المحاضرات( غير جاهزة ) . 5- مكتبة . وانتشر صيت هذه الدار القرآنية حتى أصبحت تستقطب الكثير من خارج تونس و خاصة من أواسط إفريقيا :غانا – بوركينافاسو – مالي – كوت ديفوار …و بعد حفظهم لكتاب الله و تزودهم بالعلوم الشرعية يعود هؤلاء الطلبة إلى بلادهم أو يكملوا دراساتهم العليا في بعض البلاد المشرقية ( السعودية . سوريا..) و تقديرا لجهود الشيخ عبدالرحمن خليف في تعليم القرآن قامت إحدى المؤسسات في بوركينافاسو بإنشاء مركز لتحفيظ القرآن أطلقت عليه اسم » مركز الشيخ عبدالرحمن خليف لتحفيظ القرآن الكريم » ولله المنة والفضل . ويعتبر هذا الصرح أهم صدقة جارية تركها شيخنا الفاضل رحمه الله إذ كان شديد الحرص على متابعة سير هذه الدار و لم يوص قبل وفاته بأي شيء قدر ما أوصى بدار القرآن و كأنها فلذة من فلذات كبده. تلاميذه لن نقدر أن نحصي تلاميذ شيخنا الجليل رحمه الله تعالى و لكن الأكيد أن له صنفان من التلاميذ: 1- تلاميذ التعليم الرسمي إذ تخرج على يديه رحمه الله أجيال عديدة لا يحصيها إلا الباري سبحانه وتعالى فمهم الوزراء و السفراء و عمداء الكليات و رؤساء المصالح و رجالات التعليم و رجال الأعمال و المحامين والأطباء و الصيادلة و غيرهم .. 2- تلاميذه من جامع عقبة : كان رحمه الله يقوم بدورة كاملة لحفظ القرآن كل ستة أعوام تقريبا فحفظ على يديه العديد والعديد من الرجال و الولدان والنسوة فمنهم من توفي ومنهم من هو على قيد الحياة . مـؤلـفـاته رغم أعباء الشيخ المهنية والدينية فإنه كان معطاء في التأليف خاصة بعد تفرغه من عمله . وهذه قائمة الكتب الصادرة للشيخ : 1- رسالة » من مسائل الصيام » بمشاركة الشيخ الأمجد قدية – طبعت بتونس 1952 , 2- كتاب « التربية من الكتاب و السنة » بمشاركة أستاذين – طبع بالعراق وقرر للتدريس بتونس . 3- كتاب » العقيدة والسلوك » بمشاركة أستاذين –طبع بتونس و قرر للتدريس بتونس. 4- كتاب « ترتيب مناسك الحج » طبع بتونس سنة 1972. 5- كتاب « آفاق الصيام في الإسلام » طبع بتونس سنة 1990 . 6 – كتاب » كيف تكون خطيبا » طبع بالسعودية و بلبنان و بمركز الدراسات الإسلامية بالقيروان سنة 1994. 7 – كتاب » أين حظ الإسلام من لغة القرآن ؟ » طبع بالكويت 8 – كتاب « مشاهد الناس عند الموت » طبع بمصر 1997. 9 – كتاب « مشاهد الناس بعد الموت » طبع بتونس 2002. 10 – كتاب » تنوير المسالك لأداء المناسك » طبع ولم ينشر. 11 – كتاب » تصحيح الرسول صلى الله عليه وسلم لمفاهيم الصحابة » – لم يطبع بعد . أبناؤه تزوج شيخنا الراحل عام 1947 و أنجب ثمانية أبناء: ثلاثة منهم ذكور – كلهم أطباء – و خمس بنات .أما الأحفاد فله 37 حفيدا منهم أربعة يحملون اسم عبدالرحمن . وفـاته توفي رحمه الله تعالى وأسكنه فراديس جنانه و رضي عنه عصر الأحد 19 محرم 1427 -19 فيفري 2006 . ودفن صباح الاثنين . و شهد جنازته وفود رسمية من وزراء (أوفد رئيس الدولة وزير الشؤون الدينية نيابة عنه) و كتاب دولة و رؤساء مصالح و من تلاميذه و أصدقائه و من عامة الناس ما لا يحصى . و لكن قدرت الجموع بحوالي ثلاثين ألفا . وكان لوفاته صدى واسعا في كثير من البلدان و القنوات الفضائية التي تناولت خبر الوفاة وكذلك الصحف الوطنية والعربية . و في الختام يجدر بنا أن نسجل أمرين : الأمر الأول هو أن السماء بدأت تقطر بقطرات من الماء منذ خروج جثمان الشيخ من جامع عقبة بعد الصلاة عليه و ذلك حتى وصوله إلى مكان الدفن . نعم كانت قطرات ولكنها عبرات .لقد بكت السماء على رحيل عالم رباني ترك فراغا من الصعب ملأه إلا أن يرحمنا الله . الأمر الثاني : هو أنه كان لوفاته وقعا على بعض العصاة من الذكور و الإناث الذين شاهدوا موكب الجنازة فعادوا إلى جادة الطريق . عاش شيخنا داعيا إلى الله و مات داعيا إلى الله.. فهنيئا له و تغمده الله من عفوه بما يفوت آمال المُؤملين و يوجب له مرافقة الأنبياء و المرسلين . اللهم نور له البرهان و ألبسه الرضوان و فسح له الجنان و اجمعنا و إياه مع خاتم الأنبياء و المرسلين صلى الله عليه وسلم في أعلى عليين . 2 – أشرطة سمعية أضيفت للموقع حديثا: الشريط الأول: المقدمة: تفسير آيات الصيام الشريط الثاني: تابع تفسير آيات الصيام و خطبتان للرسول صلى الله عليه و سلم الشريط الثالث: خطبة الرسول لقدوم رمضان الشريط الرابع: رؤية الهلال – شروط الصوم الشريط الخامس: أحكام الصيام : القضاء و الكفارة الشريط السادس: بقية حالات القضاء فقط الشريط السابع: تابع القضاء والكفارات الشريط الثامن: بقية المفطرات – المواد الغير مفطرة الشريط التاسع: مكروهات الصيام الشريط العاشر: صوم الأطفال و التطوع و الكراهة و التراويح الشريط الحادي عشر: أحكام الدماء الشريط الثاني عشر: بقية أحكام الدماء (المصدر: الموقع الرسمي للشيخ عبد الرحمان خليف رحمه الله، تصفح يوم 18 سبتمبر 2007) الرابط: http://www.cheikhelif.net/site/site.php?rub=4&td=7
محكمة مغربية تخفف فترة السجن في قضية تسريب معلومات لصحيفة
الرباط (رويترز) – سلمت محكمة مغربية يوم الثلاثاء حكما مخففا بالسجن على صحفي نشر معلومات استخباراتية مسربة عن مؤامرة للقاعدة. وحكم على مصطفى حرمة الله وهو صحفي في جريدة الوطن الآن بالحبس لمدة ثمانية أشهر في 15 اغسطس آب مما أثار انتقادات من محامين معنيين بحقوق الانسان وناشطي حرية الصحافة. وسمح للصحفي بمغادرة السجن هذا الشهر في انتظار القرار من محكمة استئناف في الدار البيضاء مما رفع آمال مؤيديه بقرب الافراج عنه. وقالت وكالة الانباء المغربية إن المحكمة يوم الثلاثاء خففت فحسب من مدة عقوبته بمقدار شهر واحد. كما خففت المحكمة من حكم بالحبس مع ايقاف التنفيذ لمدة ستة أشهر على عبد الرحيم اريري رئيس تحرير حرمة الله الى خمسة أشهر وايدت المحكمة حكما بتغريم الرجلين. ونشرت المقالة التي أثارت الجدل في الصحيفة تحت عنوان « التقارير السرية التي حركت حالة الاستنفار في المغرب » وحوت تفاصيل تقرير استخبارات عسكريا يقول ان القاعدة قررت إرسال 12 عربيا واربعة باكستانيين لتنفيذ هجمات في المغرب ودول اخرى في شمال افريقيا. ولم يعاقب الصحفيان وفقا لقانون الصحافة المغربي بل عوقبا بتهمة « تلقي واخفاء وثائق مسروقة ». كما حكمت محكمة عسكرية مغربية أيضا بالسجن على ثمانية ضباط في الجيش لمدد وصلت لخمس سنوات لتسريب معلومات استخباراتية للصحيفة. وسادت حالة من التأهب منطقة شمال افريقيا منذ تهديد تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ومقره الجزائر في يوليو تموز بتصعيد حربه ضد الحكام الاقليميين » الفسدة » وحلفائهم الغربيين. ويقول مسؤولون حكوميون إن المغرب ملتزم بتوسيع حريات الصحافة لكن الصحفيين لا يجب أن يشعروا بأنهم فوق القانون. (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 18 سبتمبر 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
«الوفاق».. صحيفة إيرانية ناطقة بالضاد تسعى للصدور في بلاد عربية
رئيس التحرير: العراق ولبنان ودول الخليج لها الأولوية في التوزيع
بيروت: ثائر عباس يبدو ان ايران تسعى للامتداد صحافيا نحو العالم العربي الذي تستعد لغزوه بـ«الوفاق»، وهي جريدة يومية تصدر عن مؤسسة ايران الصحافية المملوكة للدولة الايرانية. وتسعى المؤسسة حاليا للحصول على تصريح في عدة دول عربية بينها لبنان، كما اكد رئيس تحرير الصحيفة مصيب نعيمي لـ«الشرق الأوسط»، كاشفا ان «الاولوية هي للعراق ولبنان ودول مجلس التعاون الخليجي». وأوضح كاوه اشتهاردي رئيس مجلس ادارة مؤسسة ايران الصحافية عن نية المؤسسة افتتاح «طبعة لبنانية» للصحيفة، مشيرا الى ان «اتصالات قامت مع مسؤولين لبنانيين في هذا الصدد». غير ان الواقع اللبناني لا يتطابق كثيرا مع الحسابات الايرانية بسبب قوانين الحماية اللبنانية التي تفرض قيودا مشددة على تحركات الصحف الاجنبية في لبنان. مما يجعل المشروع بالغ الصعوبة حتى لو توفرت الاموال اللازمة. من جانبه نفى محمد بعلبكي نقيب الصحافة اللبنانية وجود اية اتصالات معه في هذا الشأن، لكنه ابدى استعداده للمساعدة «وفق الشروط والقوانين اللبنانية». أما وزير الاعلام اللبناني غازي العريضي فقد اشار في اتصال مع «الشرق الأوسط» الى وجود اتصالات غير جدية في هذا الموضوع، مبديا الاستعداد للتسهيل تحت سقف القانون اللبناني. مؤكدا ان لا خلفيات سياسية ستقف حائلا دون ذلك. وأشار البعلبكي الى ان القانون اللبناني يسمح بطباعة الصحف الاجنبية وتوزيعها في لبنان، لكنه يمنع الامرين معا «حفاظا على مصالح الصحف اللبنانية» مع استثناء وحيد هو ان مجلس الوزراء يستطيع ان يسمح لصحف «ذات انتشار عالمي» ان تطبع في لبنان شرط ان تتقيد بالقوانين اللبنانية والامتناع عن استقبال اية اعلانات من السوق اللبنانية. وقد استفادت صحيفة هيرالد تريبيون من هذا الاستثناء، لكن وضع صحيفة «الوفاق» لا ينطبق على هذا الاستثناء. اما الخيار الثاني فهو شراء امتياز صحيفتين لبنانيتين يوميتين والغاء الامتيازين للحصول على امتياز ثالث بالاسم المطلوب. لكن هذا الخيار بدوره صعب التحقيق بسب وجود ترخيص اسبوعي غير سياسي يحمل هذا الاسم، مما يتطلب شراء هذا الترخيص ايضا والغاءه. ويقول مصيب نعيمي لـ«الشرق الأوسط» ان الصحيفة اصبحت مصدرا مهما لوكالات الانباء العربية ومحطات التلفزة لنقل الوقائع الايرانية، مشيرا الى ان وصول «الوفاق» الى اكبر عدد ممكن من القراء العرب هو من ضمن الاولويات. واوضح ان الصحيفة حصلت على اجازات توزيع في البحرين وعمان وعدد آخر من الدول العربية على الرغم من ان دخول الصحف الاجنبية ليس سهلا، مضيفا ان العراق ولبنان ودول مجلس التعاون الخليجي لديها الاولوية في التوزيع، حسب الاستراتيجية التي تتبعها الصحيفة من اجل خلق اجواء ايجابية فيها. كاشفا عن القيام ببعض الخطوات والاتصالات مع المراجع الرسمية في هذه الدول. ويضيف نعيمي ان الهدف الاساسي للصحيفة هو «الوفاق العربي – الايراني»، معتبرا ان هناك عدم فهم كبير وعدم وجود معرفة دقيقة عن الواقع الايراني في العالم العربي. ونعيمي هو صحافي ايراني عاش 11 عاما في بيروت وعايش معظم ازماتها خلال الحرب الاهلية ومرحلة الوفاق الوطني واتفاق الطائف. يقول نعيمي انه لمس خلال هذه الفترة وبعدها ان هناك غيابا واضحا للخطاب الايراني المباشر للعالم العربي، مشيرا الى اعتماد «الوسطاء» في هذا الخطاب، وهذا ما يرى ان من شأنه ان يقدم صورة مغلوطة. ويضيف «لقد زرت معظم الدول العربية، ليس كسائح، وانما كمحاور. والتقيت بشخصيات مختلفة سياسية واعلامية، والفكرة التي تكونت لدي ان القواسم المشتركة كثيرة، لكن هناك عدم فهم للواقع»، معتبرا ان المرحلة تحتاج الى عمل ثقافي للتواصل والتفاهم، لتأمين الاحتياجات المتبادلة. ويرى ان الاجواء التي تشوب العلاقات العربية – الايرانية معظمها غير واقعي، قائلا «هناك نوع من التخويف للعالم العربي حيال ايران وبالعكس». هذه «المغامرات» رسخت في ذهن نعيمي ضرورة ان «تخاطب ايران العرب بشكل مباشر ومن دون وسيط»، حيث يرى ان تأثيرالصحافة افضل من الفضائيات لأنه «مميز وارسخ». فكانت فكرة قيام الصحيفة التي تحققت عام 1996 بعد شهر واحد على مغادرته بيروت. مفيدا أن علاقاته مع الصحافيين العرب كانت سببا في دفعه الى اتخاذ القرار. ويقول نعيمي ان التوجه الاساسي للصحيفة هو «خلق الوفاق العربي – الايراني»، مشددا على انها لا «تدخل في مواضيع تحريضية، رغم وجود النقد البناء» ويقول «أخذنا من الصحافة العربية اللائقة، النمط الفكري بان نكون واقعيين حتى لو لم يكن الموقف من صالحنا». ويعترف نعيمي ان «اصدار صحيفة عربية في بلد لغته الرسمية فارسية أمر صعب جدا»، مشيرا الى وجود العديد من العرب في ايران «لكن لا يوجد العديد من الصحافيين، فليس كل من يعرف العربية صالحا للكتابة الاعلامية». يذكر أن 30 في المائة من الصحافيين العاملين في «الوفاق» لديهم خلفية اعلامية من العالم العربي وتحديدا في لندن وبيروت، أما البقية فقد تمرسوا في «الوفاق». ويفاخر نعيمي بأن صحيفته «تمكنت من خلق كوادر موجودة الان في اكثر المحطات العربية داخل ايران»، مشيرا الى ان وكالات الانباء والمحطات التلفزيونية يفضلون من عمل في الصحيفة ولو شهرا واحدا. وهناك ثلاثين موظفا يتعاملون الآن مع وكالات انباء عربية وشبكات تلفزة. وبعضهم انتقل للعمل في قطر. (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 سبتمبر 2007)
Home – Accueil – الرئيسية