الثلاثاء، 16 فبراير 2010

TUNISNEWS

 9ème année, N°3506 du 16 . 02 . 2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافي توفيق بن بريك

ولضحايا قانون الإرهاب


منظمة حرية و إنصاف:التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جانفي 2010 السبيل ونلاين: بسام جراي يعاد إلى السجن بسبب سعيه إلى لقمة العيش

كلمة:هيئة 18 اكتوبر للحقوق و الحريات: حصاد اربع سنوات

معز الجماعي:حملة وطنية من أجل الإفراج عن الطلبة المساجين

السبيل أونلاين:تطورات إيجابية في قضية سجين الرأي السابق رمزي بن بلقاسم

  موقع لجنة حماية الصحافيين:الإعتداءات على الصحافة في عام 2009: تونس

المرصد التونسي:تتواصل الاعتداءات على الإطار التربوي والصمت رهيب

كلمة:توتر بين المركزية النقابية و نقابة التعليم الثانوي

المرصد التونسي:اضراب في المدرسة الاعدادية بني مهيرة – تطاوين

المرصد التونسي:احتجاجا على تعنيف الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم الثانوي في الكاف :اعتصام واضراب ثان في الافق

كلمة:وصول وفد اقتصادي أمريكي لتعزيز الاستثمار في تونس

كلمة:غلاء المعيشة يدفع التونسيين إلى التسوق من الجزائر

الارهابية نجيبة الحمروني عن مدونة الارهابي محمود العروسي !!!:الإرهابي… ناجي البغوري

أحمد التليلي:ماذا يحدث في تونس؟

منير الشرفي :هكذا هي تونس

الصباح:من الذاكرة الوطنية: الزواتنة.. والملاحقة البورقيبية

كلمة:الجمعيات الفنية و الثقافية في المحمدية تطالب بتوفير فضاءات عمومية

ناجي الخشناوي:بُحَيْرَةُ الغَلاَبَة

محمد العروسي الهاني : »الكرة اليوم في ملعب الصحافة ».. و من ورائهم الرقيب المتخفي..

د. محمد الهاشمي الحامدي:رسالة التوحيد وترتيب الأولويات

العجمي الوريمي :دفاعاً عن الدّيمقراطيّة

الشيخ راشد الغنوشي:مستقبل « الإسلام » والحركات الإسلامية

محاضرات بمنتدى الجاحظ:التنمية المستدامة وأمن الإنسان في البلدان العربية

العرب:بمناسبة مرور نصف قرن على تجارب الاستعمار النووية دعوة جزائرية لإنشاء محاكم خاصة لمحاكمة فرنسا العرب:

بعضهم نفى وجود الإصلاح واتهم الإسلاميين باختلاقه كتاب وسياسيون ليبيون يناقشون آفاق التغيير ومستقبل سيف الإسلام

العرب:انتقام مصري مغاربي من المهاجرين اللاتينيين في إيطاليا

قدس برس:كتاب وسياسيون ليبيون يناقشون آفاق التغيير ومستقبل سيف الإسلام

القدس العربي:شرطة دبي تكشف عن مجموعة الاغتيال.. بينهم 3 ايرلنديين و6 بريطانيين وفرنسي وألماني

عملية إغتيال القائد العسكري بحماس محمود المبحوح كما سجلتها كاميرات الفندق والمطار في دبي    (فيديو)

بوضوح مع فهمي شبانة – مسؤول مكافحة الفساد الذي فجر فضيحة الفساد الجنسي والمالي للسلطة   (فيديو)
 

فيديو الإبتزاز الجنسي الذي كشفه فهمي شبانة لرئيس ديوان رئاسة السلطة رفيق الحسيني              (فيديو)

د. محمد العـادل:هل يستثمر العرب الأزمة بين تركيا واسرائيل؟


(Pourafficher lescaractèresarabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس ديسمبر 2009

                                                https://www.tunisnews.net/31Janvier10a.htm                                               


 

منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري

حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جانفي 2010  


 
نظرا لتواصل الحصار الأمني المضروب على النشاط الحقوقي و السياسي و الإعلامي في تونس وانتشار حالة الخوف بين المواطنين فان التقرير لا يمكنه الإحاطة الشاملة بكل ما يحصل من انتهاكات لحقوق الإنسان في مختلف المجالات والقطاعات والجهات ونحن نجتهد في تقديم صورة على ما أمكن لنا رصده  من انتهاكات ومدى خطورتها واتساعها وتكرارها وتنوعها كما نقترح خطوات ضرورية لتطوير واقع الحريات وحقوق الإنسان في البلاد، وتجدر الإشارة إلى أن مصادر التقرير وإن كانت بالدرجة الأولى من مجمل البيانات التي أصدرتها المنظمة خلال شهر جانفي 2010 فإننا نأخذ بعين الاعتبار كل ما تصدره المنظمات الحقوقية المستقلة داخل البلاد وخارجها  من انتهاكات لحقوق الإنسان والحريات العامة في تونس.
I.التقديم :  
أصدرت منظمة  »حرية وإنصاف » خلال شهر جانفي 2010 (34 بيانا) مقابل (30 بيانا) في شهر ديسمبر 2009 ورصدت 80 انتهاكا للحريات الفردية والعامة ولحقوق الإنسان في تونس في الشهر الأول من السنة الجديدة الموالية لسنة 2009  »الانتخابات الرئاسية والتشريعية ». وسجلت  »حرية وإنصاف » 16 انتهاكا في مجال الحريات النقابية التي تصدرت للمرة الأولى قائمة الانتهاكات مسجلة ارتفاعا نسبيا ومتواصلا مقارنة بالأشهر الثلاثة السابقة، وتكشف هذه الانتهاكات تدهورا في الوضع الاقتصادي والاجتماعي وتوسع ظاهرة إغلاق المؤسسات وتسريح العمال وترديا في ظروف العمل لقطاع واسع منهم وتأخر في صرف الرواتب ونقص في الشفافية عند تنظيم المناظرات للانتداب للشغل في عدد من المؤسسات في مناخ من محاصرة العمل النقابي وانحسار دور النقابات وقمع عدد من التحركات الاحتجاجية مثل الاعتصامات والإضرابات وخاصة في قطاع التعليم بمراحله الثلاث وخاصة في صفوف الطلبة ليبلغ الأمر حد الاعتقال والسجن دون مبرر مقنع. واحتلت المحاكمات المرتبة الثانية بعد أن اعتلت المرتبة الأولى في الشهرين السابقين (18 محاكمة في نوفمبر و20 في شهر ديسمبر)، ورغم التراجع النسبي في عددها حيث سجلنا 13 محاكمة هذا الشهر فإن الرقم يبقى مرتفعا ويعكس استمرار السلطة في سياستها في توظيف أجهزة الدولة الأمنية والقضائية لقمع الرأي المخالف ومعالجة القضايا السياسية والاجتماعية التي يعاني منها مجتمعنا، وتميزت هذه الحملة من المحاكمات السياسية بالتنوع في القطاعات والجهات إلى جانب تواصل مسلسل المحاكمات بموجب  »قانون الإرهاب » اللادستوري، فشملت صحفيين وطلبة وبلغ الأمر حد محاكمة مواطنين من أجل  »جمع أموال بدون رخصة » اعتمادا على أمر صادر عن باي تونس بتاريخ 8 ماي 1922 زمن الاحتلال الفرنسي. وتأتي الانتهاكات المتعلقة بالاعتقال التعسفي في المرتبة الثالثة مسجلة استقرارا مقارنة بشهر ديسمبر نسبة (11) انتهاكا، ومن الملفت للانتباه أن هذه الاعتقالات التي تتم بطريقة مخالفة للقانون دون استدعاء رسمي والاقتياد إلى جهة مجهولة ولفترة تتجاوز مدة الإيقاف التحفظي والتي يتم خلالها أحيانا مداهمة المنازل وتفتيشها دون إذن قضائي وحجز ممتلكات خاصة وما يليها من استعمال للعنف اللفظي والمادي وأفعال التعذيب ضد المعتقلين، هذه الاعتقالات المسجلة تستهدف خاصة فئة الشباب وفي مقدمتها الطلبة مما يعكس فشلا من السلطة في الحوار مع الشباب والاستجابة لمطالبهم المشروعة بما يعمق حالة الخوف واليأس في صفوفهم وينتهي بهم الأمر إلى الاستقالة واللامبالاة وفي ذلك خسارة كبرى للمجتمع وتهديد لمستقبل البلاد. وقد عرفت الانتهاكات للحريات الإعلامية ارتفاعا نسبيا من (6) في شهر ديسمبر 2009 إلى(9) في شهر جانفي 2010 كدليل على عدم وجود تحسن ملموس في أوضاع قطاع الإعلام وظروف عمل الصحفيين في تونس وتغوّل السلطة في سياستها في التضييق على حرية الرأي والتعبير والتنظم والتنقل والاجتماع، في هذا المناخ تستمر ملاحقة الصحفيين المستقلين ومحاصرة منازلهم واعتقالهم وحجب المدونات والمواقع على شبكة الانترنت. أما عن الانتهاكات المستمرة في حق المعارضين السياسيين والمدافعين عن حقوق الانسان فقد رصدنا (8) اعتداءات مسجلين تراجعا نسبيا ومتواصلا في الأشهر الأخيرة، إن هذا التراجع الكمي لا يجب أن يخفي خطورة الانتهاكات وضرورة وضع حد لها مما اضطر البعض منهم للجوء إلى الإضراب عن الطعام للاحتجاج على المضايقات المستمرة، وبلغت هذه الاعتداءات عليهم حد استعمال البوليس السياسي للعنف الشديد في الطريق العام وأمام المحكمة وقمع أفراد العائلة لترهيبهم ومنعهم من الاحتجاج السلمي دفاعا عن حقوق وكرامة أبنائهم. كما تواصلت ممارسات خطيرة مثل منع جمعيات معترف بها ومنعهم من تنظيم ندوات أو عقد مؤتمرات دون مبرر قانوني وإنما لاعتبارات سياسية، فسياسة السلطة مع مكونات المجتمع المدني لم تتغير واستهدفت مواطنين ذوي انتماءات فكرية وسياسية مختلفة وجمعيات معترف بها وغير معترف بها مع تزايد خطير في استعمال العنف ضد أصحاب الرأي المخالف من المعارضين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان. ولقد رصدت منظمتنا (7) انتهاكات ضد عدد من المساجين والمهجرين بما يذكر باستمرار بمعاناة هاتين الفئتين من المجتمع ثمنا لمواقفهم السياسية، فلا تزال نفس الانتهاكات تمارس في حق المساجين عموما والمساجين السياسيين خصوصا مثل الإهمال الصحي والحرمان من مقابلة المحامي رغم الاستظهار بإذن القضاء والنقل التعسفية بالإبعاد عن العائلة واستعمال العنف اللفظي والمادي وبلغ الأمر حد الحرمان من حضور جنازة قريب من أفراد العائلة، مما يعكس أن السجون لا يحكمها قانون السجون وإنما التعليمات المخالفة للقانون في كثير من الأحيان، الأمر الذي يضطر عددا من المساجين للجوء إلى الإضراب عن الطعام للتحسيس بمعاناتهم والاحتجاج على المظالم المسلطة عليهم والدفاع عن حقوقهم المشروعة التي يضمنها لهم القانون. وقد كشفت بعض الانتهاكات التي رصدناها في حق المهاجرين والمهجرين أن هؤلاء معرضون لسوء المعاملة عند الاعتقال أو السفر، وقد أثبتت حالات سجلناها هذا الشهر أن وضع أسماء عدد من المهجرين على قائمة البوليس الدولي  »الانتربول » بطلب من السلطة التونسية بناء على تهم لا أساس لها وقد تمكن العديد من المهجرين من تصحيح الوضع وإلغاء مذكرة الاعتقال الدولية الصادرة في حقهم من السلطات التونسية وتمكنوا من حرية السفر إلى دول العالم باستثناء السفر إلى وطنهم، كما يجد البعض نفسه عرضة للاعتقال التعسفي والتعذيب والتسليم إلى السلطة والمحاكمة غير العادلة بدعوى ما يسمى  »الحرب على الإرهاب ». أما على مستوى الحريات الفردية سواء للمواطنين أو المسرحين فإن الأرقام في استقرار بمعدل (4) إلى (5) انتهاكات تمثل عينة كافية على المضايقات المتكررة ضد مواطنين بسبب مظهرهم أو ارتياد المساجد و الحد من حرية تنقلهم… إلى جانب معاناة عدد من المسرحين من أمراض خطيرة من مخلفات ظروف الإقامة بالسجن لمدة طويلة في ظل الإهمال الصحي المتعمد وحرمان آخرين من استرجاع ما حجز لهم عند اعتقالهم من ممتلكاتهم الشخصية وعدم تمتيعهم بحقوقهم المدنية والسياسية.     وبناء على ما تقدم   فقد تميز شهر جانفي 2010، الشهر الأول بعد شهر  »الانتخابات » بارتفاع في عدد الانتهاكات للحريات النقابية بما يؤكد استمرار تدهور الوضع الاقتصادي لعديد المؤسسات وتردي الأوضاع الاجتماعية لعدد متزايد من العمال وتواصل الحصار على العمل النقابي في مؤسسات العمل وداخل الجامعات. وكذلك استمرار مسلسل المحاكمات السياسية والاعتقالات دون توقف واستهداف خاصة فئة الشباب في غياب حوار حقيقي في مناخ من الحريات لتبقى الأجهزة الأمنية والقضائية جدار الفصل بين السلطة والمواطن لأسباب فكرية وسياسية. كل ذلك مع تواصل حالة الحصار المضروب على الإعلاميين المستقلين والمعارضين السياسيين والمدافعين عن حقوق الإنسان رغم الخطاب الرسمي والالتزامات الدولية للسلطة والانعكاسات الخطيرة لانتهاك الحريات وحقوق الإنسان على المصالح الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.     الحدث الأبرز:
بعد حوالي عام على صدور تقرير لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة المخصص للوضع في تونس والذي دعا في إحدى توصياته السلطة إلى السماح لمقرري الأمم المتحدة الخاصين سواء بحماية المدافعين عن حقوق الإنسان أو التعذيب أو ملف  »الإرهاب »…بزيارة سجون تونس للإطلاع مباشرة على حقيقة الأوضاع ورفع تقارير يساهم في إعدادها خبراء دوليون غير حكوميين تعرض على مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. وأمام تصاعد الحملة الحقوقية داخل البلاد وخارجها منتقدة أوضاع الحريات وحقوق الإنسان في تونس، وفي الوقت الذي تحرص فيه السلطة على الحصول على مرتبة  »الشريك المتميز » للاتحاد الأوروبي وما يستوجبه ذلك من التزام في الخطاب والممارسة ومن القيام بإصلاحات حقيقية في مجال الحريات وحقوق الإنسان، بادرت السلطة بدعوة المقرر الأممي الخاص بملف  »مكافحة الإرهاب » في علاقته باحترام حقوق الإنسان ورفضت إلى حد الآن دعوة بقية المقررين الخاصين في مجال التعذيب وحماية المدافعين عن حقوق الإنسان والمنظمات الحقوقية. لقد مثلت هذه الزيارة حدثا حقوقيا بارزا نظرا للقاءات التي تمت بين الوفد الأممي وجمعيات ومنظمات حقوقية وطنية مستقلة لا تعترف بها السلطة وتعمل باستمرار على محاصرتها، فمثل ذلك شكلا من أشكال الاعتراف الدولي بوجود هذه المنظمات وأهمية دورها في مجال الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان في تونس وعدم الاكتفاء بالإطلاع على وجهة النظر الرسمية، حتى يكون تقرير الوفد الأممي أقرب إلى الحياد والنزاهة والموضوعية، كما مثلت هذه الزيارة فرصة هامة للحركة الحقوقية في تونس لمعالجة ملف خطير يشغل العالم وهو ما سُمّي ب »الإرهاب » حيث لم تتوصل الأمم المتحدة إلى تعريف موحد للإرهاب ووقع توظيف هذا الغموض لتبرير احتلال الأوطان وتجريم المقاومة للاحتلال وتبرر انتهاك الحريات وحقوق الإنسان وحقوق الشعوب بدعوى مكافحة الإرهاب. وقد مثلت زيارة المقرر الأممي والوفد المرافق له إلى مقر منظمتنا  »حرية وإنصاف » ومقابلة وفد من المكتب التنفيذي للمنظمة رغم الحصار الأمني المستمر على المقر خطوة نوعية على طريق الاعتراف ب »حرية وإنصاف » وبدورها الحقوقي والإنساني كمنظمة تحرص على العمل في إطار القانون والعلنية والمصداقية، عبرت فيه عن موقفها الواضح من قضية  »الإرهاب » ونضالها من أجل إلغاء القانون اللادستوري الذي جاء في إطار إملاءات دولية وليس حاجة وطنية حقيقية، ووضع حد لما عرفته البلاد على امتداد 7 سنوات من حملة ضد الشباب المتدين وما تميزت به من انتهاكات خطيرة للحريات الفردية والعامة ولحقوق الإنسان، وأكدت منظمتنا بالمناسبة قناعتها الراسخة في أن حماية المجتمع وخاصة الشباب من  »الإرهاب » يكون بالأساس باحترام الحريات وحقوق الإنسان واعتماد الحوار قاعدة في التعامل بين التونسيين والتونسيات مهما اختلفت انتماءاتهم الفكرية والسياسية أما الحلول الأمنية فثبت فشلها ولم تزد الأمر إلا تعقيدا.   القضية الأخطر:
لم تعرف بلادنا حملة ضد الصحفيين المستقلين من أصحاب الرأي المخالف على مدى عقود من الزمن مثلما ما شهدته منذ الانقلاب على النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين في صائفة 2009 قبيل  »الانتخابات ». وبلغت هذه الحملة أشدها في هذا الشهر (جانفي 2010) الذي شهد محاكمات سياسية لثلاثة صحافيين: زهير مخلوف وتوفيق بن بريك والفاهم بوكدوس ومنع الرئيس الشرعي للنقابة الوطنية للصحفيين ناجي البغوري ورئيس تحرير صحيفة الموقف المعارضة رشيد خشانة من حضور ندوة بمدينة القيروان حول قطاع الإعلام بقطع الطريق عليهما وتواصل الحصار الأمني على مراسل الجزيرة لطفي الحجي ومندوب مراسلون بلا حدود في تونس سليم بوخذير ومضايقة صحفيين آخرين مثل معز الجماعي والمولدي الزوابي مراسلي  »راديو كلمة ». قصد إسكات كل صوت حر وفرض هيمنة الإعلام الرسمي وشبه الرسمي العاجز عن التعبير عن المشاغل الحقيقية للمجتمع وخاصة الشباب والمثقفين تحكمه الرقابة الذاتية في مناخ من غياب الحرية الحقيقية وتهديد القوانين الزجرية. فما معنى الديمقراطية في غياب الحريات الإعلامية؟. وأي معنى للاستقرار في ظل الخوف من التعبير عن الرأي بحرية؟   والمظلمة الأطول :
إن محاكمة الدكتور الصادق شورو الرئيس السابق لحركة النهضة بتهمة ملفقة تتعلق بالاحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها والحكم عليه بالسجن مدة عام كاملة يضاف إليه عام آخر بسبب التراجع عن السراح الشرطي كل ذلك بعد قضائه 18 سنة سجنا منها 14 في عزلة انفرادية تامة تعد مظلمة هي الأطول والأشد في حق سجين سياسي من أجل آرائه، وإن النضال من أجل إطلاق سراحه مطلب وطني وقضية عادلة ندعو كل الأحرار في البلاد وفي العالم من شخصيات ومنظمات وأحزاب للعمل على وضع حد لها دون تأجيل خاصة بعد تدهور ظروف إقامته بالسجن وانعكاس ذلك على صحته مما اضطره إلى اللجوء إلى الإضراب عن الطعام للمطالبة بأبسط الحقوق التي يضمنها له القانون. والمطلب الأوكد: سن العفو التشريعي العام بعد 20 سنة من العفو العام السابق (25 جويلية 1989) الذي لم يعد الحقوق إلى أهلها ولم يساعد البلاد على دخول مرحلة جديدة من الحريات الحقيقية واحترام حقوق الإنسان وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير والتنظم و التنقل والاجتماع والتظاهر السلمي لتغرق البلاد من جديد في مستنقع المحاكمات السياسية والحلول الأمنية. إن سن العفو التشريعي العام مطلب وطني ملح لا غنى عنه وهو المخرج الوحيد لما بلغته البلاد من حالة الانغلاق والاحتقان. جدول الانتهاكات في شهر جانفي 2010

 

جدول الانتهاكات في شهر جانفي 2010                             

 

 

 

جانفي 2009

نوعية الانتهاك

11%

9

الحريات الاعلامية

10%

8

النشطاء الحقوقيون و المناضلون السياسيون

20%

16

الحريات النقابية

6%

5

الحريات الشخصية

14%

11

الاعتقالات

16%

13

المحاكمات

9%

7

المساجين

5%

4

المسرحون

9%

7

المهاجرون و المهجرون

100,00%

80

 

 

جدول مقارنة بين أشهر نوفمبر وديسمبر 2009 و جانفي 2010                              

 

 

جانفي2010

ديسمبر 2009

نوفمبر 2009

نوعية الانتهاك

9

6

11

الحريات الاعلامية

8

13

15

النشطاء الحقوقيون و المناضلون السياسيون

16

14

9

الحريات النقابية

5

4

4

الحريات الشخصية

11

11

9

الاعتقالات

13

20

18

المحاكمات

7

16

18

المساجين

4

4

6

المسرحون

7

5

2

المهاجرون و المهجرون

80

93

92

 

 

 

 

تفصيل الانتهاكات في شهر جانفي 2010

 

 

انتهاكات الحريات الإعلامية:   9

 

جانفي 2010

مكان الانتهاك

الانتهاك

الضحية

03

بنزرت

قام أعوان البوليس السياسي بمدينة بنزرت بمضايقة مراسل قناة الجزيرة بتونس الصحافي لطفي الحجي وذلك بمحاصرة منزله بعددمن الأعوان على متن سيارة رابضة بالقرب من البيت، كما قام الأعوان بمراقبتهمراقبة لصيقة ومتابعة تنقلاته، في اعتداء صارخ على الحرية الشخصية للمواطنينوتقييد للحريات الفردية.

الصحافي لطفي الحجي

03

تونس

اعترض عناصر من البوليس السياسي مدعومين بقوات من الشرطة بالزي الرسمي الصحافيان رشيد خشانة رئيس تحرير جريدة « الموقف« وناجي البغوري رئيس النقابة الوطنية للصحفيين في مستوى مدخل الطريق السريعةالرابطة بين تونس العاصمة ومدينة الحمامات وأعلموا السيد ناجي البغوري بأنهممنوع من التوجه إلى مدينة القيروان، حيث كان مقررا أن يشارك في ندوة دعت إليهاصحيفتا « الموقف » و »الطريق الجديد »

الصحافيان رشيد خشانة وناجي البغوري

05

تونس وبنزرت

خضع الصحافيان لطفي الحجي مراسل قناةالجزيرة بتونس وسليم بوخذير مندوب منظمة مراسلون بلا حدود بتونس لمراقبة لصيقةبالنسبة للأول ومحاصرة منزل الثاني من قبل أعوان البوليس السياسي في اعتداءسافر على الحرية الشخصية للمواطن التونسي وفي تضييق على العمل الصحفي.

الصحافيان لطفي الحجي وسليم بوخذير

05

بوسالم جندوبة

عمد الكاتب العام لجامعة الحزب الحاكمببوسالم وعمدة المدينة وعدد من أعوان الإدارة المحلية ببوسالم لاستدعاء مدرّسإحدى الكتاتيب واستجوابه حول قبوله للطفل (محمد عزيز) البالغ من العمر نحو أربعسنوات وعن والده الصحفي المولدي الزوابي.

محمد عزيز بن الصحفي المولدي الزوابي

06

تونس

دخلتعائلة الصحفي توفيق بن بريك في إضراب عن الطعام بداية من اليوم الأربعاء 06 جانفي 2010.

عائلة الصحفي توفيق بن بريك

12

تونس

تعرضت مدونة « الحملة الوطنية للتشهير بأعداء العمل النقابي  » تابعة للمرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية إلى الحجب. و نتج عن ذلك استحالة زيارتها انطلاقا من تونس إلا عبر تقنية البروكسي.

مدونة « الحملة الوطنية للتشهير بأعداء العمل النقابي « 

14

قابس

تلقى مراسل راديو كلمة في قابس الزميل « معزّ الجماعي » جواز سفره من مكتب البريد في الجهة بعد مكالمة هاتفية من قبل مدير المكتب علم من خلالها بالعثور على جواز سفر يحمل اسمه في أحد صناديق البريد في مدينة نابل. وذكر « الجماعي » أن مكتب البريد تحصل على رقم هاتفه من طرف وزارة الداخلية بعد إشعارها بالعثور على الوثيقة المذكورة.

معزّ الجماعي

19

تونس

اقتحمت مجموعة من أعوان البوليس السياسي الباب الخارجي لمنزل الصحفي سليم بوخذير مندوب منظمة مراسلون بلا حدود بتونس، عندما كان موجودا بمكتب أحد المحامين صحبة أحد ممثلي السفارة الأمريكية بتونس.وقد دخل الأعوان إلى الحديقة المحيطة بالمنزل وطرقوا باب المنزل بقوة بطريقة أدت إلى ترويع زوجة الصحفي المذكور وابنته الصغرى التي لم يتجاوز عمرها 3 سنوات ونصف، دون تقديم أي سبب أو ترك أي استدعاء.

الصحفي سليم بوخذير

28

تونس

ذكر الصحفي المولدي الزوابي مراسل  راديو كلمة في  الشمال الغربي للجنة أنّه تعرض للاحتجاز التعسفي في أحد مراكز الشرطة بالعاصمة لمدة 8 ساعات بعد اعتقاله أمام مقر مدرسة بوعبدلي بهدف منعه من إجراء مقابلة صحفية مع السيد محمد البوصيري البوعبدلي الذي سحبت منه السلطات ترخيص مدرسته الحرة .

المولدي الزوابي

 

الانتهاكات ضد المدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين:   8

 

جانفي 2010

مكان الانتهاك

الانتهاك

الضحية

07

سوسة

يواصل المناضل السياسي والناشط الحقوقي السيد رياض الحوار إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم العشرين على التوالي للاحتجاج على المضايقات اليومية التي يتعرض لها من قبل أعوان البوليس السياسي. ونتيجة لهذا الإضراب فقد أصبح يعاني من الإغماء وآلام بالرأس والمعدة إلا أنه عبر عن تمسكه بمطلبه المتمثل في رفع المضايقات عنه وإصراره على مواصلة إضرابه حتى تحقيق هذا المطلب.

رياض الحوار

18

قفصة

تعرض المناضلان عمار عمروسية وفتحي تيتاي للاعتداء بالعنف الشديد أمام محكمة الاستئناف بقفصة من قبل أعوان البوليس السياسي الذين منعوهم من حضور جلسة استئناف الحكم الابتدائي الصادر ضد الصحافي الفاهم بوكدوس، وقد قررت المحكمة تأجيل النظر في الاستئناف إلى جلسة يوم الثلاثاء 23 فيفري 2010.

عمار عمروسية وفتحي تيتاي

19

تونس

حاول أفراد عائلة الصحفي توفيق بن بريك الوصول أمام مقر وزارة العدل وحقوق الإنسان الكائن بشارع باب بنات بتونس العاصمة للاعتصام أمامه للمطالبة بإطلاق سراح شقيقهم المعتقل حاليا بسجن سليانة.وقد تدخل أعوان البوليس السياسي لتفريق أفراد العائلة ومنعهم من الاعتصام واعتدوا عليهم بالعنف الشديد خاصة شقيقته، ومنعوا بعض الناشطين الحقوقيين من الالتحاق بمكان الاعتصام من بينهم السيد علي بن سالم والصحفي محمود الذوادي.

عائلة الصحفي توفيق بن بريك

19

تونس

عمد العشرات من أعوان البوليس السياسي ، إلى اقتحام منزل كان يتواجد به الأستاذ عبد الوهاب معطر بتونس و تحويل وجهته إلى مركز شرطة يجهل مكانه حيث تم حجز أوراقه الشخصية و جواز سفره كما تعرض لسوء المعاملة و لم يجد محتجزوه مبررا لـ « اختطافه  » سوى التعلل بتشكي الجيران..! و لم يخل سبيل الأستاذ معطر إلا حوالي الساعة الخامسة مساء بعد أن تم تفويت موعد سفره على الساعة الثانية بعد الزوال ، علما بأنه كان يستعد للسفر للمغرب لتقديم مداخلة باسم الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين في مؤتمر تنظمه الشبكة الأورو- متوسطية لحقوق الإنسان حول « استقلال القضاء  » .

الأستاذ عبد الوهاب معطر

20

نابل

تعرض الناشط الحقوقي و السياسي « ياسين البجاوي » إلى اعتداء بالعنف الشديد من قبل أعوان البوليس السياسي في مدينة نابل.

ياسين البجاوي

22

تونس

قامت قوّات البوليس السّياسي بمحاصرة مقر جمعيّة النّساء الدّيمقراطيّـات حيث تنظم تظاهرة تضامنيّة مع الطّلبة المساجين والمطرودين على خلفية نشاطهم الطلاّبي.

جمعيّة النّساء الدّيمقراطيّـات

23

تونس

منعت جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية من عقد مؤتمرها السّادس الذي كان مقررا عقده بتاريخ 23 جانفي 2010 في فندق بجهة المنار بالعاصمة.

جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية

28

تونس

تقدمت الناشطة الحقوقية الأستاذة نجاة العبيدي عضو منظمة حرية وإنصاف لمركز شرطة باب سويقة بتاريخ 11 جانفي 2010 بطلب لتجديد جواز سفرها لكنها فوجئت عندما حضرت بالمركز المذكور في موعد تسلمه بإعلامها بأنه يتعذر على إدارة الشرطة تسليمها الجواز المذكور دون تقديم أي توضيح حول هذا المنع.

الأستاذة نجاة العبيدي

 

انتهاكات الحريات النقابية:   16

 

جانفي 2010

مكان الانتهاك

الانتهاك

الضحية

02

قابس

رفض عدد من أصحاب الشهادات العليا المعطلين عن العملفي قابس برنامج التشغيل الذي عرض عليهم من قبل السلط الجهوية الذي ينص علىانتدابهم في المؤسسات التربوية بصفة عمال حضائر (بدون تغطية اجتماعية ومرتب شهري لا يتجاوز 150 دينارا) ثم دمجهم بعد 3 سنوات صلبوزارة التربية والتكوين.

أصحاب الشهادات العليا المعطلين عن العمل

02

تونس

يشن أعوان وعمال نزل لايكو أبو نواس سابقا منذ 4 أيام اعتصاما مفتوحاللمطالبة بعدم إغلاق النزل الذي تم التفويت فيه لمستثمرين ليبيين مؤخرا حيثقررت الادارة الجديدة إغلاق النزل بدعوى انجاز إصلاحات ولمدة غير محددة معصرف نصف أجور الأعوان الأمر الذي رفضه العمال ونقابتهم الذين يواصلونحركتهم الاحتجاجية.

أعوان وعمال نزل لايكو أبو نواس

06

تونس

نظّم طلبة كلية العلوم الإنسانية 9 أفريلبتونس اجتماعا عاما للتضامن مع الطلبةالمسجونين و حاولوا الخروج في مسيرة إلاّ أنّ عشرات من قوات البوليس منعتهمواقتحمت مقرّ الكلية و اعتدت على الطلبة مستعملة الهراوات و العصيّ وخلّفت أضرارا بدنيّة متفاوتة الخطورة للكثير منهم، وإيقاف4 منبينهم أمام مبنى الوزارة الأولى بالقصبة وهم :خالد الهدّاجي  ونوفل دولامي وأمير الهمامي وغازي بنعلية وفاطمة البحري بكلية الآداب منوبة.

طلبة كلية العلوم الإنسانية 9 أفريلبتونس

06

قصر قفصة

بعد أن تعرض يوم أمس احد عمال شركة أشغال سكك الحديد بقفصة إلى حادث شغل شن عمال الشركة بمقرها الكائن بمعتمدية القصر إضرابا عنالعمل احتجاجا على ظروف العمل وللمطالبة بتحسين الوضعيات الاجتماعية للعمال.

عمال شركة أشغال سكك الحديد بقفصة

07

تونس

عمدت قوات البوليس السياسي إلى اقتحام الحرم الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية 9 أفريل بتونس العاصمة واعتدت بالعنف الشديد على الطلبة العزل المتظاهرين سلميا للمطالبة بالإفراج على زملائهم الطلبة المسجونين على خلفية نشاطهم النقابي، ونتج عن تدخل أعوان البوليس السياسي المدعومين بقوات الشرطة إصابة عدد من الطلبة المتظاهرين كما اعتقلت قوات الشرطة الطالب النقابي مالك الصغيري.

الطلبة

07

جبنيانة صفاقس

قامت قوات البوليس السياسي والشرطة في مدينة جبنيانة من ولاية صفاقس بالاعتداء بالعنف الشديد على التلاميذ والأساتذة والعملة بمعهد 18 جانفي وفرقت بالقوة وباستعمال القنابل المسيلة للدموع المتظاهرين المتضامنين مع طلبة منوبة المسجونين وأدى الاستعمال المفرط للقوة إلى إصابة عدد من التلامذة.

التلاميذ والأساتذة والعملة بمعهد 18 جانفي

08

صفاقس

نفذ أساتذة التعليم الثانوي بكافة المعاهد الثانوية والمدارس الإعدادية بولاية صفاقس إضرابا احتجاجيا لمدة ساعتين وذلك ردا على اقتحام البوليس معهد 18 جانفي 1952 بجبنيانة والاعتداء بالعنف على المدرسين والقيمين والتلاميذ.

أساتذة التعليم الثانوي بكافة المعاهد الثانوية والمدارس الإعدادية بولاية صفاقس

11

فرنانة جندوبة

عبر متساكنو قرية وادي غريب من معتمدية الفرنانة عن استيائهم الشديد مما لحق بأراضيهم من أضرار تسبّبت فيها أشغال حفر الخنادق التي تقوم بها الشركة الفائزة بمناقصة المشروع الياباني التونسي المتعلق بتمديد قنوات الماء الصالح للشراب بعدد من قرى الجهة.وذكر بعض الأهالي أن الأشغال أتلفت مزروعاتهم المختلفة (حبوب وخضراوات وأشجار) المجاورة للطريق الرابطة بين مدينتي جندوبة والفرنانة.

متساكنو قرية وادي غريب

15

بنزرت

شرع عمال مؤسسة « كوفات » لصناعة الكوابل الكهربائية للسيارات ببنزرت في إضراب عن العمل. ويطالب عمال الشركة الذين يناهز عددهم 900 بإعادة 12 من زملائهم قام المؤجّر بطردهم تعسفيا.

عمال مؤسسة « كوفات » لصناعة الكوابل الكهربائية للسيارات ببنزرت

15

صفاقس

يواصل عمال شركة « فلورتاكس » لصناعة الدهن بصفاقس إضرابهم عن العمل الذي سيتواصل حتى 11 فبفري المقبل من أجل إرجاع مطرودين بينهم نقابيون. كما يتواصل الإضراب بمؤسسات « الجراية » لصناعة المواد البلاستيكية حتى أوّل فيفري احتجاجا على انتهاك الحق النقابي.

عمال شركة « فلورتاكس »

و »الجراية »

19

الشابة المهدية

دخلت عاملات مؤسسة بادينغتون للنسيج في الشابة في اعتصام مفتوح أمام مؤسستهن على اثر غلقها الفجئي من طرف المالك ودون أسباب معلومة وقد ازدادت حيرة العاملات بعد أن تبين لهن أن المؤسسة أصبحت على ذمة مصفي جديد وهو ما يعني التراجع على كل الاتفاقيات السابقة بينهن وبين المؤجر السابق وتنتظر العاملات المعتصمات المساندة والتضامن من الهياكل النقابية الجهوية والوطنية حتى لا تضيع حقوقهن ومكاسبهن بعد انتقال المؤسسة إلى مصفي جديد وهن مصممات على مواصلة اعتصامهن حفاظا على حقوقهن المشروعة .

عاملات مؤسسة بادينغتون للنسيج

20

قفصة

ناشدت والدة حسن بن عبد الله الملاحق بحكم غيابي بـ 10 سنوات سجن ، بحالة فرار في قضية الحوض المنجمي والذي اختفي منذ العام 2008، الفاعلين الحقوقيين الكشف عن مصير ابنها ، والعمل على وقف التتبع ضده خاصة وأن كل سجناء الاحتجاجات الاجتماعية بالحوض المنجمي أطلق سراحهم في إطار العفو والسراح الشرطي .

حسن بن عبد الله

20

جومين بنزرت

اضرب أساتذة المؤسسات التربوية الثلاثة في جومين ببنزرت لمدة ساعتين من 10 إلى منتصف النهار احتجاجا على العنف الشديد الذي تعرض له بعض الأساتذة على يد مجموعة من المنحرفين .

أساتذة المؤسسات التربوية

20

الدندان منوبة

نفذ أساتذة المدرسة الإعدادية بن رشد بالدندان بمنوبة إضرابا بساعة احتجاجا على غلق باب المؤسسة في وجه الأساتذة .

أساتذة المدرسة الإعدادية

25

قابس

نفذت عاملات مصنع « العالمية للخياطة و التصدير » اعتصاما داخل مقر الإتحاد الجهوي للشغل بقابس. وجاء هذا التحرك للمطالبة بصرف أجورهن المتأخرة ومطالبة صاحب المصنع و السلط الجهوية بتحديد مستقبل قرابة 500 عاملة بعد غلق أبواب المصنع وتسريحهن دون ضمانات واضحة حول التعويضات المالية أو إدماجهن صلب مصانع أخرى.

عاملات مصنع « العالمية للخياطة و التصدير »

28

القصر قفصة

قام عدد كبير من أهالي مدينة قصر قفصة بتجمع بشارع المحطة وساروا إلى مقر معتمدية القصر أين قدموا لائحة لوالي قفصة عن طريق معتمد الجهة باسم رئيس الدولة تتضمن مطالبهم التي تتلخص في رفع المظالم التي تطال مجموعة من العاملين بشركة السكك الحديدية نتيجة تعسف إدارة هذه الشركة كما تتضمن المطالبة بإرجاع أحد العملة المطرودين إلى الشغل، والتركيز على تشغيل أبناء الجهة لأن مسؤولي الشركة أصيلي ولاية قابس يأتون بالعمال من ولايتهم ويتركون أبناء الجهة عرضة للبطالة والتهميش.

أهالي مدينة قصر قفصة

 

 

 

انتهاكات الحريات الشخصية:  5

 

 

جانفي 2010

مكان الانتهاك

الانتهاك

الضحية

06

المرازقة الحمامات نابل

أقدم القيم العام بالمعهد الثانوي محمود المسعدي بنابلالمدعو ماهر ، على اعتراض التلميذة المحجبة سلمى عبد الحميد التى تدرس فيالسنة الثانية تكنولوجيا واحد، على باب المعهد وطلب منها ارتداء « الفولارةالتونسية » ، وحاول مضايقتها . وبعد تمكنّها من الدخول وأثناء حصة الرياضة ، قام مدير المعهد المسمي صالحالجملي بإخراجها من الصف وأمرها بنزعحجابها وبأن تبقى حاسرة الرأس، ثم اقتادها إلى مكتبه وأجبرها على الإمضاءعلى التزام مكتوب بعدم تغطية رأسها مجددا . وبعد مغادرتها المعهد وفي طريق عودتها إلى البيت أعترضها أعوان البوليس فيالشارع واقتادوها إلى مركز الشرطة بالمرازقة والذي يبعد عن نابل المدينةحوالي 6 كيلومتر باتجاه مدينة الحمامات، وأخضعت للاستجواب بشأنها هي وبشأنشقيقها ماهر عبد الحميد .

سلمى عبد الحميد

09

العمران تونس

قام عناصر من البوليس السياسي إثر صلاة العشاء أمام مسجد التوبة بالعمران الأعلى بحملة تستهدف الشباب المتدين، حيث عمدوا إلى اعتقال مجموعة منهم ومطالبة البعض الآخر بالاستظهار ببطاقة التعريف.

الشباب المتدين

09

المنستير

شهدت مدينة المنستير في الأيّــام الأخيرة عدة اعتقالات بالقرب من الأحياء الجامعيّة وإيقاف الطلبة الملتحين وإجبارهم على الإمضاء على التزام بحلق اللحية وعدم التنظّم والنشاط في أي حزب. وقام أعوان البوليس بتهديد الطّلبة بالإيقاف والسّجن إذا تمّ ضبطهم مرّة أخرى باللّحية، ويؤكّد أحد الطّلبة أنّه تمّ إيقافه رغم أنّ لحيته لا تعبّر عن أيّ مظهر من مظاهر التديّن.

الطلبة الملتحين

12

البئر الأحمر بوسالم جندوبة

تعرضت السيدة هندة الرضواني (أرملة وأم لأربعة أبنـــاء)إلى ممارسات فيها مساس بشرفها وكرامتها واتهمت السيدة الرضواني عمدة البئر الأخضر من معتمدية بوسالم بأنه تعمد التحرش بهـــا جنسيا وان عملية التحرش تمت بمكتبه مستغلا في ذلك صفته من جهة وخصاصتها وبطالتها وفقرها من جهة ثانية.

السيدة هندة الرضواني

21

تونس

ضربت مجموعة كبيرة من أعوان الشرطة طوقا أمنيا حول محل إقامة أفراد عائلة بن بريك المضربين عن الطعام منذ نحو أسبوعين للمطالبة بإخلاء سبيل الزميل توفيق بن بريك.

عائلة بن بريك

 

الاعتقالات:   11

 

جانفي 2010

مكان الانتهاك

الانتهاك

الضحية

02

سوسة

أوقف أعوان البوليس السياسي الطالبمحمد الرحيمي الصغير من جامعة سوسة ، وبعد التحقيق معه طلب منه العودةللتحقيق يوم الاثنين 04 جانفي .

الطالبمحمد الرحيمي الصغير

04

تونس

قامأعوان البوليس السياسي باختطاف الطالب المطرود من الدراسة « محمد بوعلاق« أثناء تنفيذه تحرك احتجاجي أمام مقر كلية الحقوق بتونس تنديدا برفته من الدراسة على خلفية نشاطه النقابي و المطالبة بتمكينه من حق إعادة ترسيمه في الجامعة التونسية.

محمد بوعلاق

05

سوسة

لا يزال الشاب عزوز بن صالح بن المنصف بودربالةأصيل عمادةالشقارنية معتمدية النفيضة مفقودا لليومالثالث عشر على التوالي، وقد أعلمت عائلته وكالة الجمهورية بالمحكمةالابتدائية بسوسة بتاريخ 26 ديسمبر 2009 بأن ابنها اقتيد بتاريخ 23ديسمبر 2009 من قبل أربعة أشخاص بلباس مدني ادعوا أنهم من الشرطة إلىمركز اعتقال بمدينة المنستير ثم إلى المكنين حسبما جاء في آخر مكالمةلعائلته.

الشاب عزوز بن صالح بن المنصف بودربالة

06

جبنيانة صفاقس

قام البوليس بقمع اعتصام لتلاميذ معاهد مدينة جبنيانة طالبوا فيه بإطلاق سراحالطلبة المساجين ، كما جرى إيقاف أكثر من15 تلميذا .

تلاميذ مدينة جبنيانة

06

مدنين

اعتقل أعوان البوليس السياسي التابعين لمنطقة الشرطة بمدنين التلميذ عبد الناصر بن محمد ناجح (18 عاما)واقتادوه إلى جهة مجهولة، وفي الليل اقتحمت قوة من البوليس السياسي منزل العائلة وفتشوه تفتيشا دقيقا وحجزوا حاسوبه الخاص.

عبد الناصر بن محمد ناجح

14

طبربة منوبة

اعتقل أعوان البوليس السياسي في منطقة الدخيلة بطبربة ثلاثة شبان هم سفيان بن بشير البجاوي وماجد بن الهادي بن فرج وسيف الدين المبروكي،وقد تم تجاوز المدة القانونية للإيقاف التحفظي .

سفيان البجاوي وماجد بن فرج وسيف الدين المبروكي

15

تونس

اعتقل أعوان البوليس السياسي الشابين بشير المشرقي واسكندر البوغانمي واقتادوهما إلى جهة مجهولة، علما بأنهما تعرضا في السابق للمضايقة المتكررة من قبل جهاز البوليس السياسي والاعتقال في بعض المناسبات.

بشير المشرقي واسكندر البوغانمي

16

نابل

اعتقل أعوان البوليس السياسي الناشط الحقوقي السيد وسام التستوري واقتادوه إلى جهة غير معلومة.

وسام التستوري

18

المروج بن عروس

اقتحم 8 من أعوان البوليس السياسي منزل سجين الرأي رمزي الرمضاني الكائن بجهة المروج قرب تونس العاصمة واعتقلوا شقيقه الشاب وليد الرمضاني، وقام 6 أعوان بتفتيش المنزل تفتيشا دقيقا واحتجزوا كمية من الكتب والوثائق والأقراص المضغوطة وحاسوب العائلة، دون الاستظهار بإذن من وكالة الجمهورية في انتهاك صارخ لحرمة المنزل وفي تعدّ مشين على أمن العائلة.

وليد الرمضاني

22

تونس

أفادتنا مصادر طلابية أن أماني رزق الله و حنان الظاهري اعتقلتا من أمام مقر جمعية النساء الديمقراطيات بتونس العاصمة. وكان صدر في حقهن حكم مدّته سنة سجن وذلك في إطار قضية طلبة منوبة على خلفية اعتصام للمطالبة بالحق في السكن الجامعي.

أماني رزق الله وحنان الظاهري

28

تونس

يتعرض السجين السياسي السابق السيد رضا البوكادي إلى مضايقات من قبل أعوان البوليس السياسي الذين يتعمدون إيقافه وتعطيله عن العمل عندما يكون مارا بالطريق العام، وذلك بذريعة وجود منشورَيْ تفتيش صادرَيْن بشأنه عن إقليم تونس منذ عام 1987.

رضا البوكادي

 

المحاكمات:   13

 

جانفي 2010

مكان الانتهاك

الانتهاك

الضحية

04

تونس

أصدرت الدائرة الجناحية السادسة برئاسة القاضي فوزي الجبالي بالمحكمة الابتدائية بتونس حكمها فيالقضية عدد 32454 وذلك بسجن السيد لطفي الداسي مدة شهر واحد من أجل جمعأموال بدون رخصة طبق الأمر الصادر بتاريخ 8 ماي 1922.

لطفي الداسي

07

تونس

وقعت إحالة كل من الشاب عزوز بن صالح بن المنصف بودربالة ورمزي اليازيدي وأيمن القمري ولطفي السعدي وماهر عميرة، على حاكم التحقيق السادس، الذي أمر بإيداعهم سجن المرناقية، بتهمة « الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية والى الانضمام« .

عزوز بودربالة ورمزي اليازيدي وأيمن القمري ولطفي السعدي وماهر عميرة

07

تونس

نظرت الدائرة الجناحية السادسة بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي فوزي الجبالي في القضية عدد 33965 التي أحيل فيها كل من السادة:معتوق العير وعبد الرزاق الونيفي والأسعد الجوهري وعبد الواحد السايحوابراهيم العموري ومحمد الحبيب فرح وعمر الماكني من أجل تهمة جمع أموال بدون رخصة طبق أحكام الأمر المؤرخ في 8 ماي 1922،وقررت المحكمة الإفراج عن السيد عبد الرزاق الونيفي وتأجيل النظر في القضية عدد 33965 لجلسة يوم الاثنين 11 جانفي 2010.

معتوق العير وعبد الرزاق الونيفي والأسعد الجوهري وعبد الواحد السايحوابراهيم العموري ومحمد الحبيب فرح وعمر الماكني

13

قفصة

أصدرت المحكمة الابتدائية بقفصة حكما بالسجن 4 سنوات نافذة ضد الصحفي الفاهم بوكدوس في القضية التي اتهم فيها بالتورط في أحداث الحوض المنجمي.

الصحفي الفاهم بوكدوس

14

تونس

قضت محكمة الاستئناف بتونس بتأييد الحكم الابتدائي الصادر في حق عزالدين زعتور الأمين العام لاتحاد الطلبة والقاضي بسجنه سبعة أشهر مع النفاذ.

عزالدين زعتور

14

قفصة

مثل  اليوم الصحفي الفاهم بوكدوس، المحكوم غيابيا بستة سنوات سجنا في ملف التحركات الاحتجاجية بالحوض ألمنجمي، أمام المحكمة الابتدائية بقفصة. وقد سارع قاضي الجلسة إلى التصريح بالحكم بأربعة سنوات سجنا نافذة، وهو ما أثار استغراب كل الملاحظين والمحامين، حيث يقع الحكم في قضية جنائية دون جلب ملف سوابق المتهم ودون الاستماع لمرافعات  الدفاع.

الصحفي الفاهم بوكدوس

18

و19

تونس

نظرت الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الإبتدائية برئاسة القاضي التهامي الحافي في القضيتين عدد 19025 و 19026اللتين أحيل فيهما:المبروك شفرود  بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي خارج تراب الجمهورية و الدعوة إلى الانضمام لتنظيم له علاقة بجرائم إرهابية واستعمال اسم وكلمة ورمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي وبنشاطه وأعضائه والمساعدة على إيواء وإخفاء أعضاء تنظيم إرهابي واستعمال تراب الجمهورية للقيام بأعمال تحضيرية قصد ارتكاب جرائم إرهابية وإعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم لهم علاقة بالجرائم الإرهابية و التبرع بأموال مع العلم بأن الغرض منها تمويل أشخاص و تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية، وقد قضت المحكمة بعدم سماع الدعوى في القضية الأولى (19025)، في ما قضت في الثانية (19026) بالسجن عامين بتهمة الانضمام لتنظيم له علاقة بجرائم إرهابية و عامين بتهمة تلقي تدريبات عسكرية بغاية القيام بأعمال إرهابية .

المبروك شفرود 

20

نابل

رفضت محكمة الاستئناف بنابل مطلب هيئة الدفاع بالإفراج عن السجين السياسي والحقوقي زهير مخلوف الإعلامي وعضو الحزب الديمقراطي التقدمي وقررت إعادته إلى السجن بعدما استكمل محكوميته طبقا لقرار المحكمة الابتدائية القاضي بسجنه ثلاثة أشهر. وأجلت المحكمة النظر في القضية إلى جلسة يوم الأربعاء 3 فيفري 2010 القادم .

زهير مخلوف

20

صفاقس

أيّدت محكمة الإستئناف بصفاقس (جنوب)، الحكم الإبتدائي الصادر بتاريخ 14 ديسمبر 2009 ضد مناضلي الإتحاد العام لطلبة تونس ناجح الصغروني وأيوب عمارة ، والقاضي بسجنهما مدّة شهرين.

ناجح الصغروني

23

تونس

مثل أمام الدائرة الجناحية 14 بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة القاضي محمد علي بن شويخة للنظر في الاستئناف الذي تقدمت به النيابة العمومية طعنا في الحكم الابتدائي الصادر ضد الصحفي توفيق بن بريك والقاضي بسجنه مدة 6 أشهر من أجل تهمة الاعتداء بالعنف والاعتداء على أملاك الغير.وقد قرر القاضي رفض مطالب الإفراج والتمديد للتصريح بالحكم إلى جلسة يوم السبت 30 جانفي 2010.

الصحفي توفيق بن بريك

27

المهدية

مثل بعض الطلبة أمام المحكمة الابتدائية بالمهدية بتهم « تعطيل حرية الشغل و هضم جانب موظف أثناء أدائه لعمله بالقول والتهديد والاعتداء بالعنف الشديد على موظف« .وتأجلت الجلسة إلى يوم 10 فيفري 2010 للتصريح بالحكم.

الطلبة

28

قفصة

قدّم محامو حسن بن عبد الله اعتراضا على حكم غيابي صادر في حقّه يقضي بسجنه مدة عشر سنوات، فعيّنت له المحكمة جلسة استئنافيّة يوم 23 فيفري، وجلسة أخرى ابتدائية يوم 24 فيفري2010.

حسن بنعبد الله

30

تونس

أصدرت الدائرة الجناحية بمحكمة الاستئناف بتونس  حكما يقضي بإقرار الحكم الابتدائي الصادر ضد  الصحفي والكاتب توفيق بن بريك والقاضي بسجنه مدة ستة أشهر.

توفيق بن بريك

 

انتهاكات ضد المساجين:   7

 

جانفي 2010

مكان الانتهاك

الانتهاك

الضحية

06

المرناقية منوبة

عبرت عائلة سجين الرأي محمد اللافي المعتقل حاليابسجن المرناقية لدى اتصالها بمحاميته الأستاذة نجاة العبيدي عن قلقهاالشديد وانشغالها الكبير لتدهور الوضع الصحي والنفسي للسجين المذكور، وذلكإثر مطالبته المتكررة لإدارة السجن بعرضه على الطبيب نتيجة معاناتهالمستمرة وشكواه المتواصلة من الطفح الجلدي والبثور والحساسية وارتفاع ضغطالدم، وقد رفضت إدارة سجن المرناقية تسلم الدواء الذي اشترته العائلة علىنفقتها.

سجين الرأي محمد اللافي

06

سليانة

يعبّر المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع عن بالغ قلقه إزاء تدهور صحة الكاتب والصحافي توفيق بن بريك داخل السجن. وقد أفادت عائلته في تصريح للمرصد أنّها عاينت خلال زيارته خطورة وضعه الصحّي بسبب ظروف الإقامة المتردية وتجاهل وضعه الطبّي الخاص من قبل إدارة سجن سليانة الذي كان قد نقل إليه بصورة مخالفة للقوانين.

الصحافي توفيق بن بريك

11

المسعدين سوسة

في سابقة خطيرة عمدت إدارة السجن المدني بالمسعدين إلى شن حرب نفسية ضد المناضل الحقوقي زهير مخلوف لإرباكه وتخويفه وذلك من خلال إعلامه بأنه لن يقع إطلاق سراحه بتاريخ 18 جانفي الجاري مثلما أعلموه في السابق.

زهير مخلوف

15

تونس

تتفاقم معاناة سجين الرأي رمزي الرمضاني المعتقل حاليا بسجن المرناقية من يوم إلى آخر وأصبحت عائلته التي زارته تخشى على مصيره، فبعد نقله في السابق من السجن إلى مقر إدارة أمن الدولة وإخضاعه للاستجواب والتعذيب في مناسبتين، تمعن إدارة سجن المرناقية في الانتقام منه بسبب ذكر ما تعرض له لعائلته، حيث تم عزله والتضييق عليه وتهديده بأشد أنواع الانتقام، وحرمانه من المعالجة خاصة وأن الطبيب الذي كان يعالجه شدد على ضرورة إخضاعه لعملية جراحية، بينما تصر إدارة السجن على حرمانه من ذلك، وقد دخل سجين الرأي المذكور في إضراب مفتوح عن الطعام للاحتجاج على المعاملة السيئة والقاسية التي يتعرض لها والتي تحرمه من أبسط حقوقه التي يكفلها له القانون.

سجين الرأي رمزي الرمضاني

18

المسعدين سوسة

منعت الإدارة العامة للسجون والإصلاح الناشط الحقوقي والإعلامي زهير مخلوف المعتقل حاليا بسجن المسعدين بولاية سوسة من حضور جنازة شقيقته الفقيدة فاطمة مخلوف التي دفنت بمقبرة المعمورة بولاية نابل.

زهير مخلوف

21

سليانة

منعت إدارة السجن المدني بسليانة  الأستاذة راضية النصراوي المحامية من زيارة الصّحفي المعتقل توفيق بن بريك، رغم حيازتها إذنا قضائيا في الزيارة.

توفيق بن بريك

27

المسعدين

منعت إدارة سجن المسعدين بولاية سوسة الأستاذة إيمان الطريقي من زيارة منوبها الناشط الحقوقي والإعلامي السيد زهير مخلوف المعتقل حاليا بالسجن المذكور، رغم حصولها على بطاقة زيارة من محكمة الاستئناف بنابل.

زهير مخلوف

 

انتهاكات ضد المسرحين:  4

 

جانفي 2010

مكان الانتهاك

الانتهاك

الضحية

01

المرناقية منوبة

تمّ إطلاقسراح المناضلالطلاّبيالسجين محمّدالسّودانيالمحكومبالسّجنلمدّة أربعةأشهر قضّىمنها شهرين،والذي تمّاختطافه منذيوم 22 أكتوبر 2009على إثر حديثأجراه مع إحدىالإذاعاتالأجنبيّةحولالانتخاباتالتونسيّة.

محمّدالسّوداني

02

تونس

تمً نقل السجين السياسي السابق إسماعيل السعيدي إلى قسم الأعصاب بمستشفى الرابطةبالعاصمة بعد تعكر حالته الصحية. وقد اكتشف الأطباءمرضا خطيرا في الدماغ. وذكر الأطباء أنً هذا المرض قد يكون ناتجا عن سنواتالسجن التي قضًاها من 1991 إلى 2005، 14 سنة كاملة في ظروف صحية صعبة.

السجين السياسي السابق إسماعيل السعيدي

12

قفصة

ذكر السيد محمود بن محمد ردادي انه خلال فترة اعتقاله على خلفية التحركات الاحتجاجية بمنطقة الحوض المنجمي حُجزت منه 3 مصورات وحاسوب محمول من طرف رئيس فرقة الشرطة العدلية بالمتلوي ولم يُذكر المحجوز في محضر البداية، وامتنعت الشرطة عن إرجاعه.

محمود بن محمد ردادي

22

تونس

تم إطلاق سراح السجين السياسي السابق معتوق العير بعد أن قضى شهرا في السجن من أجل جمع أموال بدون ترخيص، كما تم الإفراج عن الشاب وليد الرمضاني شقيق سجين الرأي رمزي الرمضاني بعد اعتقاله في 18 جانفي 2010.

معتوق العير ووليد الرمضاني

 

انتهاكات ضد المهاجرين والمهجرين:  7

 

جانفي 2010

مكان الانتهاك

الانتهاك

الضحية

01

دمشق سوريا

ذكرت عائلة الطالب التونسي وحيد بن عثمان أصيل منطقة جرزونة ببنزرت والذي يدرس بإحدى جامعات دمشق بسوريا أن ابنها مفقود علما بأنه حاول منذ سنة تقريبا تجديد جواز سفره إلا أنه تم حجزه.

وحيد بن عثمان

04

لياج بلجيكا

توفي الشاب يحيى بن مبارك طبابي أصيل مدينة الرديف من ولاية قفصة داخل معتقل خاص بالمهاجرين غير الشرعيين في منطقة لياج ببلجيكا.

يحيى بن مبارك طبابي

بداية جانفي

سويسرا

تمكن المواطن التونسي المهجر السيد الصحبي البلطي، من استصدار قرار من قبل البوليس الدولي (الانتربول) تم بموجبه حذف اسمه من قائمة « المطلوبين دوليا » ،وذلك على اثر قيامه بالإجراءات القانونية قصد تبرئته من تهم باطلة وجهتها له السلطات التونسية وتقدمت بمقتضاها بمذكرة اعتقال دولية ضده.

المهجر السيد الصحبي البلطي

15

فرنسا

تظاهر أكثر من أربعة آلاف (4000) شخص وذلك احتجاجا على مقتل الشاب التونسي حكيم مادي الذى قتل بطعنات سكين أحد زملائه خلال الأسبوع الماضي.

حكيم مادي

17

تونس

سلمت سوريا إلى تونس ثلاثة شبان هم حمزة الصدقاوي وسامي النابلي ويمكن أن يكون الثالث هو الشاب وحيد بن عثمان الذي أعلنت زوجته السورية أنه اختفى في غرة ديسمبر 2009، وقد علمت إحدى عائلات المسلمين الثلاثة أن ابنها تعرض لتعذيب شديد لدى اعتقاله بسوريا

حمزة الصدقاوي وسامي النابلي ووحيد بن عثمان

23

جنوب افريقيا

اعتقل محمد علي الحراثي اللاجئ السياسي ببريطانيا والمدير العام للقناة « إسلام » التلفزية ومقرها لندن، وذلك منذ حلوله بمدينة جوهانسبورغ بجنوب إفريقيا بغرض افتتاح مكتب للقناة بها، فتم اعتقاله ونقله إلى بريتوريا العاصمة، تنفيذا لبطاقة جلب دولية صادرة من البوليس الدولي انتربول، وذلك بطلب من الجهاز الأمني التونسي.

محمد علي الحراثي

25

تونس

برأت محكمة تونسية الدكتور أحمد العش اللاجئ السياسي السابق في فرنسا، من التهم المنسوبة إليه في إطار الاستئناف الذي قدمه بعد إدانته بـ 4 سنوات سجنا اثر عودته إلى تونس في صائفة 2009 .

الدكتور أحمد العش

 
 
III – الاستخلاصات:   1-إن التقارب في حجم الانتهاكات التي ترصدها منظمتنا رغم كل الصعوبات والعراقيل، والتي لم تقل عن 80 انتهاكا في الشهر وتجاوزت المائة أكثر من مرة، وإن الاستقرار المسجل في الأرقام التي تهم كل نوعية من الانتهاكات بين شهر وآخر حيث تبقى الفروق محدودة، وإن التكرار الملحوظ لطبيعة الانتهاكات المرصودة في مختلف مجالات الحريات الفردية والعامة وحقوق الإنسان في تونس كل ذلك يعكس عدم حصول تغيير حقيقي وملموس في الوضع العام بالبلاد رغم الوعود الرسمية المتكررة وغياب إصلاحات حقيقية رغم المطالب الملحة لمكونات المجتمع المدني الحقوقية والسياسية والإعلامية والنقابية والثقافية. فإلى متى تستمر سياسة الهروب إلى الأمام والمراهنة على الحلول الأمنية والقضائية والحملات الإعلامية التشويهية لفرض الرأي الواحد في مجتمع متعدد الآراء؟. 2-إن زيارة المقرر الأممي لتونس بدعوى من السلطة للحصول على شهادة امتياز فيما يسمى  »مكافحة الإرهاب » والرد على ما تكشفه المنظمات الحقوقية من انتهاك للحريات وحقوق الإنسان لم تحقق أهدافها، من خلال ما جاء في الندوة الصحفية للوفد الأممي يوم 26 جانفي 2010 من انتقادات هامة لسياسة السلطة في التعامل مع ملف ما يسمى ب »مكافحة الإرهاب »، في انتظار التقرير في شهر مارس وكان لذلك صدى ملموسا للقاءات التي نظمها الوفد مع ممثلي الجمعيات والمنظمات الحقوقية المستقلة. إلى جانب ما أثبتته هذه الزيارة من أن المنظمات الحقوقية التي ترفض         السلطة إلى حد الآن الاعتراف بوجودها في مخالفة صريحة للدستور والمعاهدات الدولية قد أثبتت مرة أخرى أنها مخاطب كفؤ لا بد من أخذ وجهة نظره بالاعتبار حول واقع الحريات وحقوق الإنسان في تونس. فإلى متى يتأخر اعتراف السلطة بمنظمات حقوقية اعترف النسيج العالمي للمنظمات الحقوقية غير الحكومية والمنتظم الأممي بها ودافع عن حقها المشروع في العمل في إطار القانون الذي يتسع للجميع؟ 3-إن منع جمعية النساء التونسيات حول التنمية من عقد مؤتمرها السادس ومن قبل منع منظمة  »الاتحاد العام لطلبة تونس » ومحاصرة مقر  »جمعية النساء الديمقراطيات » ممارسات تعكس مدى الانغلاق الذي وصلته الأوضاع في البلاد واتساع دائرة المتضررين من غياب الحريات مهما كانت انتماءاتهم الفكرية والسياسية. الأمر الذي يستوجب وعي الجميع بخطورة هذه الوضع والتضامن بين مكونات المجتمع المدني في معركة مركزية هي معركة الحريات وعدم الدخول في معارك هامشية وفئوية تخدم الاستبداد. وفي هذا الإطار يجب العمل على تفعيل لجنة الدفاع عن حرية التعبير والإعلام وتوسيع المشاركة فيها لأن النضال المشترك من أجل حرية التعبير والإعلام من أوكد الأولويات في هذه المرحلة من معركة الحريات. 4-إن اللجوء إلى الإضراب عن الطعام بعد استنفاذ الجهود واليأس من الحلول في قطاعات مختلفة بين المواطنين وفي صفوف المساجين يعكس حالة خطيرة من غياب الحوار ودور المؤسسات في تحمل مسؤوليتها وارتهانها للـ »تعليمات ». وإن تجاهل السلطة لحالات الإضراب عن الطعام بدعوى عدم الخضوع للضغوطات ورفض الاستجابة للمطالب المشروعة بعد الإضراب يؤكد أن لغة الحوار مفقودة قبل الإضراب وعند الإضراب وبعد الإضراب رغم أنه أسلوب سلمي متحضر للتحسيس والاحتجاج والمطالبة في العالم. فهل أن هذه السياسة في التعامل مع الإضراب عن الطعام كوسيلة سلمية مثلها مثل الاعتصام أو التظاهر هي دعوة من السلطة للتنازل عن الحقوق أو اللجوء إلى وسائل غير سلمية؟ وفي الحالتين فإن الضرر كبير على المجتمع واستقراره. 5-إن الحملة التي تستهدف النشاط الطلابي السلمي وتصاعد القمع ضد الطلبة وما خلفه من حالات طرد من الدراسة واعتقال تعسفي ومحاكمات غير عادلة، واقتحام للحرم الجامعي يعكس مظهرا من مظاهر فشل السلطة في التعامل مع الشباب ونخبته المتعلمة ويشيع مناخا داخل الجامعة من اللامبالاة والاستقالة واليأس وإلغاء دور المنظمات والجمعيات المستقلة في تأطير الطلبة والمجالس العلمية في تشريكهم في تسيير المؤسسة الجامعية إلى جانب الأساتذة والإداريين. حتى أصبح من مميزات الوضع في الجامعة التونسية حالة القطيعة بين السلطة والطلبة والأساتذة في وقت تتفاقم فيه مشاكل التعليم العالي المادية والبيداغوجية والاجتماعية. هذه القطيعة التي استمرت حوالي نصف قرن لا يجب أن تستمر لأن للطلبة حقوق وعلى السلطة واجبات لا تقبل التأجيل وأولها الاستماع إلى الطلبة واحترام اختياراتهم. 6-إن الإعلان عن تكوين  »لجنة وطنية للتعبير عن حرية التعبير والإعلام » والنداء الذي توجهت به 100 شخصية من المجتمع المدني من بينها رئيس منظمة  »حرية وإنصاف » لوضع حد للتدهور الخطير الذي بلغه قطاع الإعلام في بلادنا مؤشر على خطورة الوضع وضرورة البحث الجدي على حلول لإصلاح أوضاع الإعلام بمساهمة كل الأطراف المعنية وفي مقدمتها السلطة التي تبقى المسؤول الأول على ما آل إليه واقع الإعلام والإعلاميين خاصة بعد عملية إجهاض محاولة الصحفيين لتكوين نقابتهم الوطنية المستقلة، فلا ديمقراطية بدون إعلام حر. 7-إن حملة الاعتقالات في صفوف الطلبة وخاصة الناشطين منهم في منظمة  »الاتحاد العام لطلبة تونس » وتنظيم محاكمات صورية ضدهم بتهم حق عام وقمع تحركاتهم المشروعة (مثل الاعتصامات) داخل الحرم الجامعي للمطالبة بتحسين ظروفهم المادية والمعنوية، وبعدما أقدمت عليه السلطة من منع لعقد مؤتمر هذه المنظمة المعترف بها باستعمال القوة إضافة إلى تواصل الحصار على الجامعة وعلى الحركة الطالبية في ظل استمرار وجود جهاز  » الأمن الجامعي »، كل ذلك يعكس تواصل الأزمة في العلاقة بين السلطة والجامعة وبصفة خاصة الطلبة وغياب مناخ من الحوار يساعد على تحقيق المطالب المشروعة للطلبة في تحسين ظروفهم المادية والدراسية والمعنوية، ويؤهلهم لخدمة مجتمعهم في مختلف المجالات. إن استمرار هذه السياسة في التعامل مع الطلبة سيعمق عزلة الجامعة عن المجتمع ويحولها إلى مصنع للاستقالة واللامبالاة واليأس. 8-إن الحصار الأمني المستمر على منظمة « حرية و إنصاف » على مستوى المقر وملاحقة أعضاء مكتبها التنفيذي ومراقبة منازلهم قصد ترهيب مناضليها ومناضلاتها وتعطيل سير مؤسساتها والحيلولة دون اتصال المواطنين بها من المتضررين وعائلاتهم قد بلغ درجة اعتقال كاتبها العام وتهديده بإعادته إلى السجن على خلفية نشاطه الحقوقي ومطاردة أحد أعضاء مكتبها التنفيذي بما عرض حياته وحياة أحد أفراد عائلته للخطر، وهي اعتداءات غير مبررة وغير مقبولة على حق منظمتنا في النشاط بحرية وعلنية في إطار القانون. وإن هذا الحصار لم يثن المنظمة عن مواصلة أداء واجبها الحقوقي والوطني والإنساني لوضع حد للانتهاكات للحقوق والحريات وفي ذلك خدمة حقيقية لسمعة البلاد. وقد أثبتت هذه التطورات الخطيرة في حق منظمة « حرية وإنصاف » وغيرها من المنظمات والجمعيات الحقوقية المستقلة والمناضلة ضرورة تضامن الحقوقيين فيما بينهم أفرادا ومنظمات من اجل حركة حقوقية وطنية ومناضلة ومستقلة وديمقراطية. 9- من مظاهر تردي المشهد الإعلامي في بلادنا مقارنة بما يشهده العالم من ثورة هائلة في مجال الإعلام والاتصال وانفتاح المجتمعات والشعوب على بعضها الإقدام أخيرا على حجب الموقع الالكتروني لقناة الجزيرة الممنوعة من فتح مكتب لها في تونس والمضايقة المستمرة لمراسلها الذي ترفض السلطة التعامل معه. كل ذلك في مناخ من التوتر غير المبرر في حين أن مصلحة البلاد تقتضي الانفتاح على الإعلام الخارجي والحوار مع الآخرين من خلاله فان عصر الانغلاق والانعزال والوصاية على العقول قد ولّى. 10-إن ما سجلناه من تزايد حالات الإضراب عن الطعام في صفوف المساجين السياسيين وآخرها الإضراب الجماعي في شهر أكتوبر 2009 بسجن برج الرومي بولاية بنزرت للمطالبة بإطلاق سراحهم وفي انتظار ذلك تحسين ظروف إقامتهم داخل الغرف ووضع حد للمعاملة السيئة من قبل إدارة السجن في حقهم، يؤكد أن سياسة السلطة في معاملة المساجين السياسيين منذ حملة التسعينات لم تشهد تطورا حقيقيا باتجاه احترام القانون وضمان كرامة السجين وحقوقه ومنها حقه في المطالبة والاحتجاج بما في ذلك عبر اللجوء إلى أسلوب سلمي ومتحضر كالإضراب عن الطعام ولقد ردت الإدارة على ممارسة المساجين لحقهم في الإضراب عن الطعام بالعقاب لهم ولعائلاتهم وذلك بنقلهم تعسفيا إلى سجون بعيدة ودون الاستجابة إلى مطالبهم المشروعة ليضاف إليها مطلب جديد: التقريب إلى العائلة. في ظل هذه الأوضاع المتردية التي تشمل مساجين الحق العام لا يُستغرب أن تستمر السلطة في رفضها تمكين  المنظمات الحقوقية الوطنية والدولية من زيارة السجون التونسية. 11-إن المنع من السفر بل ومن الحصول على جواز السفر في حق الناشطين الحقوقيين والسياسيين والإعلاميين بات هو القاعدة والإذن هو الاستثناء. وحتى عند السماح بالسفر في حالات معدودة فإن المعاملة عند الحدود تزداد سوءا يوما بعد يوم من خلال اللجوء إلى التفتيش المهين والاستفزاز عبر العنف اللفظي وصولا إلى استعمال العنف المادي في المطار عند العودة إلى تونس. والحال أن السفر جزء من حق التنقل وهو حق يضمنه الدستور والمعاهدات الدولية ولا يجوز للإدارة المس به وإن جواز السفر لا يعدو أن يكون وثيقة لتنظيم السفر بما يضمن حرية التنقل ولا يُضيّق عليها وإن اعتماده كوسيلة للعقاب أو الضغط أو الترهيب يُولد شعورا لدى المواطن بأن وطنه تحوّل إلى سجن كبير وأن قائمة المتضررين من الحرمان من جواز السفر دون مبرر قانوني ولا حكم قضائي في تونس أصبحت تضم الآلاف وتتسع يوما بعد يوم بما في ذلك من تحصلوا على حكم قضائي لفائدتهم من المحكمة الإدارية بقي حبرا على ورق الأمر الذي يجعل هذا الملف يمثل قضية وطنية تستوجب استنفار كل الطاقات في المجتمع المدني للدفاع عن هذا الحق المقدس لكل التونسيين والتونسيات المقيمين داخل الوطن وخارجه بدون استثناء. 12-لقد أصبح منع المناضلين السياسيين والناشطين الحقوقيين والصحافيين المستقلين من المشاركة في التظاهرات السياسية والحقوقية والإعلامية على يد البوليس السياسي والاعتداء على حرمتهم الجسدية وحرمة عائلاتهم ومنازلهم وممتلكاتهم قصد ترهيبهم وإسكات الرأي المخالف وشل المجتمع المدني بدعوى تنفيذ  »التعليمات من فوق » من مميزات الوضع العام بالبلاد، وذلك رغم الإمضاء المعلن على المعاهدات الدولية لحماية الناشطين الحقوقيين والدعاية الرسمية حول احترام السلطة لحقوق الإنسان الأمر الذي يهدد مستقبل البلاد واستقرار المجتمع لأنه يدفع المواطنين وخاصة الشباب منهم إلى الحلول اليائسة أو اللامبالاة والاستقالة من الشأن العام. في حين أن احترام دور الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام في تأطير المواطنين ودفعهم نحو المشاركة الإيجابية في مناخ الحريات الحقيقية خير ضامن لأمن البلاد واستقرار المجتمع. 13-إن النقابيين لا يزالون يناضلون من أجل الحق النقابي وحرية العمل النقابي داخل المؤسسات العمومية والقطاع الخاص، حيث لا يزال ينظر إلى تكوين النقابات على أنه تحريض للعمال وعائق أمام تحسين إنتاجية المؤسسة الاقتصادية مقابل نظام المناولة واستمرار تردي أوضاع الشغالين حيث تراجع القوانين والمكتسبات الاجتماعية وظروف العمل في إطار ما يسمى بمرونة الشغل مما أدى إلى تراجع العمل النقابي وأداء دوره في ضمان حقوق العمال وتحسين ظروف عملهم في تكامل بين الحقوق والواجبات. وتزداد الحاجة الوطنية لحرية العمل النقابي مع تفاقم ظاهرة إغلاق المؤسسات وتسريح العمال مما اضطر العديد منهم لتنظيم الاعتصامات داخل المؤسسات. إن محاصرة العمل النقابي وتردي أوضاع الشغالين وتهديد البطالة للعديد منهم تزيد في تأزم الأوضاع الاجتماعية وفقدان السيطرة عليها في غياب الحلول العادلة التي تضمن الحقوق المشروعة لكل الأطراف. 14-إن استمرار حملة المحاكمات السياسية ضد الشباب المتدين بسبب معتقداتهم والتي لم تتوقف منذ صدور قانون الإرهاب اللادستوري في 10 ديسمبر 2003 أي على امتداد أكثر من 6 سنوات، وفي الوقت الذي يتفق فيه المراقبون على عدم وجود ظاهرة الإرهاب في تونس ورغم فشل ما سمي بالحرب على الإرهاب عالميا وظهور مؤشرات على مراجعة الحلول الأمنية لفائدة الحلول السياسية في التعامل مع هذه القضية فإن إصرار السلطة على هذا النهج الأمني سيعمق مشاعر الحقد واليأس لدى هذه الفئة من الشباب مما يهدد استقرار المجتمع ومستقبل البلاد ليتأكد أن الحرية والحوار هما البديل الوحيد لحماية المجتمع واحتضان هذه الفئة من الشباب. ورغم ما يجمع عليه الحقوقيون في تونس من مطالبة بإلغاء هذا القانون اللادستوري ووضع حد للاعتقالات العشوائية والمحاكمات السياسية والتعذيب حيث تضمنت المجلة الجنائية فصولا تجرم مظاهر الاعتداء على الحرمة الجسدية وذلك على الفصلين 101 و103 وينص الفصل 101 من المجلة الجنائية على تسليط العقاب بالسجن مدة خمسة أعوام وخطية على كل موظف عمومي أو شبهه يرتكب بدون موجب بنفسه أو بواسطة جريمة التعدي بالعنف على الناس حال مباشرته لوظيفته أو بمناسبة مباشرتها. وقد تعرض الفصل 103 من المجلة الجنائية لاستعمال العنف أو سوء المعاملة لانتزاع اعتراف أو تصريح ونص على تسليط عقاب بالسجن مدة خمسة أعوام وخطية على الموظف العمومي الذي يباشر بنفسه أو بواسطة غيره ما فيه عنف أو سوء معاملة ضد متهم أو شاهد أو حريف للحصول منهم على الإقرار أو التصريح أما إذا لم يقع إلا التهديد بالعنف أو سوء المعاملة فالعقاب ينخفض إلى ستة أشهر.  

 
منظمة حرية و إنصاف

 


بسام جراي يعاد إلى السجن بسبب سعيه إلى لقمة العيش


السبيل ونلاين – تونس – عاجل   صدر حكم متعسّف ضد السجين السياسي السابق بسام بن عمار جراي ، وذلك يوم الإثنين 01 فيفري الجاري ، والقاضي بسجنه شهرين مع النفاذ ، وهو الآن في السجن المدني حربوب بمدنين .   نشير إلى أنه سجن سابقا بتاريخ 32 مارس 2006 ، وذلك مدّة 3 سنوات ، وتضمن ملحق الحكم 5 سنوات مراقبة إدارية وهو يراقب يوميا بمركز الحرس ببنقردان منذ خروجه بتاريخ 09 أفريل 2009 .   وقبل 15 يوم خلت ذهب جراي إلى المراقبة الإدارية كعادته وأعلم مركز الحرس أنه سيتنقل إلى قابس بغرض العمل ، ولكن في طريقه وعلى مستوى منطقة « كوتين » ألقي عليه القبض من قبل أعوان الحرس من أجل تهمة عدم الإمتثال إلى المراقبة الإدارية في حين أنه أبلغ البوليس بسفره إلى قابس .   بالتعاون مع الناشط الحقوقي سيد المبروك – تونس   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 16 فيفري 2010 )   


هيئة 18 اكتوبر للحقوق و الحريات: حصاد اربع سنوات


حرر من قبل التحرير في الأثنين, 15. فيفري 2010 أصدرت هيئة 18 اكتوبر للحقوق و الحريات بيانا يوم الأحد 14 فيفري، عقب الاجتماع العام الذي عقدته لتقييم ردود الفعل حول وثيقة « الدين و الدولة » التي أصدرتها يوم 10 ديسمبر 2009، بعد أن سبق لها نشر وثيقتين واحدة عن « المساواة بين الرجل و المرأة » وأخرى عن « حرية الرأي و الضمير ». وقد سجلت الهيئة في بيانها أهمية الحوار الذي دار حول الوثيقة و الصدى الايجابي الذي لقيته داخليا وخارجيا.  كما تعرضت الهيئة في اجتماعها إلى تقييم مسار التجربة التي أثارت جدلا واسعا و آمالا كبيرة منذ تأسيسها في ماي 2006. وتوقفت عند ابرز ملامح الوضع السياسي و الحقوقي بالبلاد و ما سادها من توتر و احتقان عقب الانتخابات الرئاسية و التشريعية الأخيرة، معبرة عن استنكارها لما يتعرض له الاعلاميون والنقابيون و الطلبة من انتهاكات، و كذلك ملاحقة السيد حمة الهمامي وتهديده ، مجددة وقوفها الكامل معه، إلى جانب الصحفي المعتقل توفيق بن بريك، والصحفيين زهير مخلوف و الفاهم بوكدوس، والدكتور الصادق شورو الرئيس السابق لحركة النهضة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 15 فيفري 2010)

حملة وطنية من أجل الإفراج عن الطلبة المساجين


حرر من قبل معزّ الجماعي في الأثنين, 15. فيفري 2010 قررت اللجنة الطلابية للدفاع عن مساجين و مطرودي الحركة الطلابية إطلاق حملة وطنية تحت شعار  » أرفعوا أياديكم عن الإتحاد العام لطلبة تونس ». وذكرت اللجنة أن الحملة سنطلق بداية من اليوم 15 فيفري و تتواصل على مدى كامل الأسبوع، و سيتم تنفيذ تحركات احتجاجية داخل الأجزاء الجامعية في مختلف جهات البلاد للضغط على السلطات التونسية من أجل الإفراج عن الطلبة المساجين و تمكين المطرودين من حقهم في العودة إلى مقاعد الدراسة.  كما ناشدت اللجنة مكونات المجتمع المدني المساهمة في إنجاح الحملة و الدفاع عن الحركة الطلابية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 15 فيفري 2010)

 


تطورات إيجابية في قضية سجين الرأي السابق رمزي بن بلقاسم


السبيل أونلاين – تونس – عاجل   عاد رمزي بن بلقاسم إلى سالف عمله بعد أن رفعت عنه المضايقات ، كما أصبح يُراقب إداريا في مركز الشرطة بقمرت في ظروف عادية .   وتعرض سجين الرأي السابق رمزي بن العيادي بن علي بلقاسم إلى الاعتداءات المتكررة على حرمته الجسدية والمادية والمعنوية ، من قبل أعوان مركز الشرطة المذكور ، والمنطقة الأمنية بقمرت . كما تعرض للمضايقات والطرد من عمله .   وتلقت الأستاذة إيمان الطريقي إلى وعودا بتسوية وضعيته ورفع المضايقات عنه ووضع حد للإستفزازات التى يتعرض لها .   يذكر أنه أعتقل يوم 22 أكتوبر 2006، من قبل أعوان أمن الدّولة و وجّهت إليه تهمة الانضمام إلى منظّمة إرهابيّة ، وحكم بسنتين سجنا و خمس سنوات مراقبة إداريّة .   وتعرض رمزي بن بلقاسم للإستفزاز يوم الخميس يوم 04 فيفري 2010 في مركز الشرطة ، ونقل إلى منطقة الأمن بالمرسى وأكد في حينه أن « تمّ طرحي على الأرض و قاموا بركلي وبشتمي وبقولهم لي أنّي ارهابيّ ولا يرجى منّي خير لهذا البلد ».. وأضاف : « مكثت على تلك الحالة لمدّة خمس ساعات و هم يتداولون عليّ الواحد تلو الآخر بضرباتهم العنيفة » .   وقد دخل في اضراب عن الطعام بداية من يوم الخميس 04 فيفري الجاري إحتجاجا على تلك الممارسات، وأعلن في حال عدم الاستجابة لمطالبه في وضع حد لهذه التجاوزات وارجاعه الى العمل بإنه سيضطر إلى خياطة فمه .   وطالبته اللجنة المساندة له بتعليق إضرابه ، وقد إستجاب إلى ذلك خاصة بعد أن أعادوه إلى سالف عمله .   بالتعاون مع الأستاذة إيمان الطريقي – والناشط الحقوقي سيد المبروك – تونس   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 16 فيفري 2010 )

الإعتداءات على الصحافة في عام 2009: تونس

 


أهم التطورات
    الحكومة ترتب الإطاحة بقادة اتحاد الصحفيين المستقلين.     سجن اثنين من الصحفيين اقتصاصاً منهم على خلفية كتابة تقارير ناقدة.  
أرقام مهمة  
97 في المائة من إجمالي التغطية الصحفية للانتخابات الرئاسية تم تكريسها لحملة الرئيس زين العابدين بن علي الانتخابية أُعيد انتخاب الرئيس زين العابدين بن علي لفترة رئاسية خامسة بعد حصوله على 90 بالمائة من أصوات الناخبين في ظل قيود صارمة مفروضة على التغطية المستقلة. وقد استهدفت حكومة بن علي نقابة الصحفيين في البلاد وأسقطت مجلسها المنتخب ديمقراطياً، في حين قامت قوات الشرطة بتخويف الصحفيين الناقدين ومضايقتهم. وفي أواخر 2009، كان هناك صحفيان في السجن، يُعتبر أحدهما من أبرز المنتقدين للرئيس. لقد بدت الانتخابات مقررة سلفاً. فقد خاض زين العابدين بن علي الانتخابات في مواجهة ثلاثة مرشحين مغمورين، أعلن اثنان منهم أنهما في الواقع يؤيدان الرئيس الحالي. ولم يُسمح لأي مراقب مستقل بمراقبة الانتخابات التي عقدت في 25 تشرين الأول/ أكتوبر. وقد استأثر زين العابدين بن علي، استناداً إلى دراسة مسحية أجرتها خمس جماعات محلية لحقوق الإنسان، بنسبة مذهلة من تغطية الصحافة المطبوعة بلغت 97 في المائة من إجمالي حجم التغطية. ومع ذلك، هاجم زين العابدين بن علي « أقلية ضئيلة » من التونسيين لقيامهم « بشن حملة يائسة بمشاركة عدد من الصحفيين الأجانب لإلقاء ظلال من الشك على نتائج الانتخابات ». حاولت مراسلة صحيفة « لوموند » الفرنسية اليومية فلورانس بوجي تغطية العملية الانتخابية غير إنه تم وضعها على متن رحلة عائدة إلى باريس يوم 21 تشرين الأول/ أكتوبر. ونقلاً عن مصادر حكومية قالت وكالة فرانس برس إن فلورانس مُنعت من دخول البلاد لأنها « كانت تبطن على الدوام حقداً جلياً تجاه تونس وتبنت بانتظام مواقف معادية ». وبعد الحادثة بيومين، أبلغت السلطات التونسية صحيفة « لوموند » بأنها ومنشوراتها الشقيقة قد غدت محظورة لأجل غير مسمى في البلاد. أما الدخول إلى موقع الصحيفة على شبكة الإنترنت من داخل تونس فظل متاحاً، بيد إنه تم تعطيل روابط المقالات الناقدة التي تتناول تونس. كما جرى استهداف موقع « كلمة » الإخباري المستقل على شبكة الإنترنت طوال شهر تشرين الأول/ أكتوبر، كما أن الموقع محجوب محلياً داخل تونس. وقامت الشرطة باحتجاز صحفيين من « كلمة » لعدة ساعات عقب التقاطهم صوراً للحملة الانتخابية في الجزء الشمالي من مدينة طبرقة دون الحصول على إذن من الوكالة التونسية للاتصال الخارجي التي تديرها الدولة. (تأسست الوكالة في أوائل عقد التسعينات من القرن الماضي من أجل الترويج لصورة النظام في الخارج، ومن ثم أخذت تدريجياً تتولى مسؤولية منح الاعتماد لوسائل الإعلام وإصدار تصاريح التصوير وتوزيع الإعلانات الحكومية.) كما قام عناصر من الشرطة يرتدون ملابس مدنية بالتعامل بخشونة مع رئيسة تحرير »كلمة » ومؤسستها سهام بن سدرين ومنعها من المشاركة في حلقة عمل حول التغطية الإعلامية للحملة الانتخابية، وذلك حسبما أخبرت لجنة حماية الصحفيين. كما قام عناصر الأمن بالاعتداء على معز الباي، أحد المساهمين لمجلة « كلمة » وصحيفة « الموقف » الأسبوعية المعارضة في مدينة صفاقس، وصادروا المعدات التي كانت بحوزته. وفي تشرين الثاني/ نوفمبر، كرّمت لجنة حماية الصحفيين نزيهة رجيبة، زميلة بن سدرين في رئاسة تحرير »كلمة » وتأسيسها، بمنحها جائزة حرية الصحافة الدولية لعام 2009. وفي حفل التكريم الذي عقد بمدينة نيويورك، قالت رجيبة في كلمة خاطبت بها حشداً من مئات الحاضرين: « أنا لست بطلة ولا ضحية بل صحفية ترغب في العمل في ظل ظروف طبيعية. إذ إن درجة القمع السائد في تونس تجعل من الأنشطة العادية أمراً استثنائياً ». يشتمل القمع على الرقابة والاعتداءات والاعتقالات، حيث صادرت السلطات في 10 تشرين الأول/ أكتوبر عدداً من أسبوعية « الطريق الجديد » المعارضة التي تملكها حركة التجديد المعارضة بسبب « خرقها قانون الانتخابات » بعد أن نشرت الصحيفة البرنامج الانتخابي لمرشحها، أحمد إبراهيم، وفقاً لبيان أصدرته الحركة. يقول سليم بوخذير، وهو صحفي عانى طويلاً من الاضطهاد بسبب انتقاده للرئيس بن علي ، بإنه تعرض للاختطاف قرب منزله في تونس العاصمة بعد ساعات فقط من إجراء مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية « بي بي سي » عقب انتهاء الانتخابات. حيث أجبره أربعة رجال على ركوب سيارتهم ثم ضربوه وجردوه من ملابسه وأخذوا محفظته وهاتفه الجوال ومن ثم ألقوه في حديقة عامة والكدمات تغطي جسده، حسب ما أفاد به للجنة حماية الصحفيين. وقد أعاد هذا الاعتداء إلى الأذهان حادثة وقعت في عام 2008 حين جرى اختطاف سليم بوخذير لفترة وجيزة بعد كتابته مقالاً حول الانتقادات التي وجهتها وزيرة الخارجية الأمريكية آنذاك كوندوليزا رايس لسياسات تونس المتعلقة بالصحافة. وقد سُجن بوخذير لمدة ثمانية أشهر في عام 2007 بعد كتابته مقالات تنتقد الرئيس زين العابدين بن علي. كان هناك صحفيان داخل السجن حينما أجرت لجنة حماية الصحفيين تعدادها السنوي للصحفيين السجناء في 1 كانون الأول/ ديسمبر. اعتُقل توفيق بن بريك، وهو كاتب مساهم في وسائل إعلام أوروبية عديدة وأحد أبرز منتقدي زين العابدين بن علي، في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر وحُكم عليه في وقت لاحق بالسجن لمدة ستة أشهر على خلفية تهم ملفقة بالاعتداء وتدمير الممتلكات والتشهير وانتهاك الآداب العامة، وفقاً لمقابلات أجرتها لجنة حماية الصحفيين وتقارير إخبارية. ولم يتم إحضار توفيق بن بريك إلى قاعة المحكمة في تونس حينما صدر الحكم، حسبما أفادت زوجته عزة الزراد، كما مُنع محاموه وأسرته من زيارته لعدة أيام قبل انعقاد جلسة المحكمة. كما اعتقل زهير مخلوف، وهو ناشط سياسي وكاتب في « السبيل أونلاين » وهو موقع إخباري تونسي على الإنترنت، يوم 20 تشرين الأول/ أكتوبر ووجهت إليه تهمة « إزعاج الغير عبر شبكة الاتصالات العمومية ». وجاء اعتقاله بعد أن التقط صوراً وكتب مقالاً يتناول التلوث في المناطق الصناعية في نابل جنوبي تونس العاصمة، وحُكم عليه بالسجن مدة ثلاثة أشهر ودفع 6,000 دينار (4،700 دولار أمريكي) على سبيل التعويض. تمتلك تونس نظام اتصالات متطور ونسبة انتشار مرتفعة للإنترنت، بيد أن الحكومة ترشح المحتوى على نطاق واسع، حسبما أوردت دراسة نشرتها في آب/ أغسطس 2009 مبادرة الشبكة المفتوحة وهي شراكة أكاديمية تعنى بدراسة الرقابة المفروضة على شبكة الإنترنت. وكما تظهر أبحاث أعدتها لجنة حماية الصحفيين ومبادرة الشبكة المفتوحة فإن الحكومة تفرض رقابة واسعة النطاق على المواقع الإلكترونية التي تتناول مواضيع حقوق الإنسان والمعارضة السياسية فضلاً عن المواقع الناقدة لسياسيات الحكومة. وتشير مبادرة الشبكة المفتوحة إلى أن الحكومة حجبت مواقع تبادل ملفات الفيديو البارزة كموقع يوتيوب « لأن النشطاء التونسيين على ما يبدو استخدموها لنشر المحتوى الناقد لممارسات النظام في مجال حقوق الإنسان ». كما حجبت الوكالة التونسية للإنترنت التي تديرها الدولة وصلات تقود إلى مراجعات متوفرة على شبكة الإنترنت لكتاب “La Régente de Carthage” الذي ألفه صحفيون فرنسيون ووجهوا فيه انتقادات إلى سيدة تونس الأولى. إن تفشي ممارسة ترشيح محتوى شبكة الإنترنت وممارسات الحجب والرقابة واسعة النطاق المفروضة على حركة البريد الإلكتروني وضعت تونس على لائحة لجنة حماية الصحفيين لأسوأ عشرة بلدان للمدونين. أما المدون ومحامي حقوق الإنسان محمد عبو الذي سُجن سابقاً فقد خضع لمراقبة الشرطة المستمرة وتعرض لحملة تشهير في صحف مدعومة من الحكومة منذ منتصف 2009. ووفقاً لجماعات حقوق إنسان محلية، أجرى محمد عبو مقابلات مع وسائل إعلام أوروبية ومع قناة « الجزيرة » وصف فيها الأشهر الستة والثلاثين التي قضاها في السجن، واستنكر التعذيب الذي تمارسه الشرطة، وانتقد الحكومة لاستخدام المحاكم لتصفية الحسابات. وفي السياق ذاته، قال صحفيان سجينان سابقاً هما عبد الله الزواري وحمادي الجبالي للجنة حماية الصحفيين بإنهما أيضاً قيد مراقبة لصيقة من الشرطة. وكان الصحفيان زميلين في أسبوعية « الفجر » الإسلامية المنحلة، وقضيا مدة طويلة في السجن على خلفية اتهامات مبهمة بمعاداة الدولة. وساعدت الحكومة في الترتيب للإطاحة بالقيادات المنتخبة في النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، وهي منظمة مهنية كانت تعتبر مستقلة فيما سبق. فقد أثارت قيادة النقابة سخط السلطات بإصدار تقرير في شهر أيار/ مايو ينتقد أوضاع حرية الصحافة، ثم رفضت لاحقاً تأييد زين العابدين بن علي أو أي من المرشحين الآخرين لمنصب الرئاسة. وبدعم من وزارة الاتصالات، وزع أعضاء النقابة الموالون للحكومة عريضة لحجب الثقة عن تلك القيادات. وأفاد رئيس النقابة آنذاك ناجي بغوري بأن عدداً من الصحفيين تعرضوا للتخويف أو التهديد بفقدان وظائفهم إن لم يوقعوا على العريضة، وقال ناجي في ذلك الحين للجنة حماية الصحفيين إن « وسائل الإعلام الخاصة تضغط على الصحفيين العاملين لديها للتوقيع على العريضة خشية حرمانها من التأييد العموميي وإيرادات الإعلانات ». ويُظهر بحث لجنة حماية الصحفيين أن الوكالة التونسية للاتصال الخارجي توزع الإعلانات الرسمية انتقائياً وتعهد بها إلى وسائل الإعلام المنحازة للحكومة. وفي شهر آب/ أغسطس، جرى استبدال قادة النقابة في اجتماع احتشد فيه الأعضاء الموالون للحكومة. وكان أول ما قام به مجلس النقابة المعاد تشكيله هو إرسال رسالة ولاء لزين العابدين بن علي « لحرصه المتواصل على الارتقاء بالمشهد الإعلامي التونسي ». وقد تجاهلت القيادة الجديدة الاعتداءات على حرية الصحافة ومنها مداهمة الشرطة لمكاتب راديو الإنترنت 6 في تونس في تشرين الأول/ أكتوبر ومصادرة معدات المحطة، حسبما أخبر صحفيون لجنة حماية الصحفيين. كانت ملكية وسائل البث الإعلامي الخاصة تخضع لهيمنة أقارب زين العابدين وأصدقائه المقربين، وهو وضع أدانته النقابة التونسية للإذاعات الحرة في تشرين الأول/ أكتوبر بوصفه مثالاً على « سياسة المحسوبية ». وكان زوج ابنة زين العابدين، صخر الماطري، قد أنشأ إذاعة دينية تدعى الزيتونة في عام 2007 وحصل على موافقة لإنشاء محطة تلفزيونية تحمل الاسم نفسه، وفقاً لما ذكرته تقارير إخبارية. وفي نيسان/ إبريل، بسط صخر سيطرته على دار الصباح وهي أقدم مجموعات الإعلام الخاص المطبوع في البلاد ومن أهمها. كما واصلت معظم وسائل الإعلام المملوكة للقطاع الخاص بالإشادة بقيادة زين العابدين ومهاجمة منتقديه. كتبت لجنة حماية الصحفيين مرتين لزين العابدين بن علي في عام 2009 لحثه على وقف الهجمات ضد الصحفيين ومواءمة ممارسات حكومته مع المعايير الواردة في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية. وقد أشار المدير التنفيذي للجنة حماية الصحفيين جويل سايمون إلى أن « الأعمال الانتقامية ضد الصحفيين الناقدين ظلت تجري بصفة روتينية ومنهجية وبلا أية قيود وأن تقاعس السلطات التونسية عن حماية حرية التعبير يثير الأسى بصفة خاصة لأن تونس كانت من ضمن البلدان الأولى في المنطقة التي وقعت وصادقت على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، ودون تحفظ ».
(المصدر:موقع لجنة حماية الصحافيين(cpj)الإلكتروني بتاريخ16 فيفري 2010) http://cpj.org/ar/2010/02/014259.php  

 


تتواصل الاعتداءات على الإطار التربوي والصمت رهيب

 


يوم الجمعة 12 فيفري 2010 تعرضت معلمة تدرس القسم التحضيري بالمدرسة الابتدائية الغروس رفراف من ولاية بنزرت إلى الاعتداء بالعنف اللفظي بالسب والشتم و التهديد من طرف ولية أمر أحد التلاميذ في قسمها دون حضور المدير أو نائبه أو حتى حارس المدرسة . تقدمت المتضررة بتقرير إلى الإدارة الجهوية للتعليم ببنزرت تحصلت النقابة الجهوية على نسخة منه كما قامت المتضررة بشكوى قضائية . ويبقى السؤال مطروحا . إلى متى سنظل صامتين ؟ نقابي – بنزرت — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  

توتر بين المركزية النقابية و نقابة التعليم الثانوي


حرر من قبل معزّ الجماعي في الأثنين, 15. فيفري 2010 علمت كلمة أن الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل رفض اليوم 15 فيفري السماح للنقابة العامة للتعليم الثانوي اصدار اللائحة العامة المنبثقة عن مؤتمرها الأخير. و في ذات السياق ذكرت مصادر نقابية لراديو كلمة أن الرفض جاء نتيجة لما تضمنته اللائحة العامة للنقابة من نقد لتزكية المركزية النقابية للرئيس بن علي خلال انتخابات أكتوبر 2009 .  و أضافت ذات المصادر أن النقابة العامة للتعليم الثانوي أجلت إصدار بقية اللوائح احتجاجا على المنع المذكور و قررت عقد اجتماع عاجل للنظر في قرار الأمين العام و تحديد طريقة الرد عليه.  
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 15 فيفري 2010)
 


اضراب في المدرسة الاعدادية بني مهيرة – تطاوين


على خلفية تعرض استاذ في المدرسة الاعدادية بني مهيرة بتطاوين الى اعتداء لفظي مصحوبا بشتائم من طرف قيم دخل اليوم 16 /02 / 2010 اساتذة المدرسة الاعدادية في اضراب عن العمل لمدة ساعة احتجاجا على هذا الاعتداء نقابي – تطاوين — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux

 


احتجاجا على تعنيف الكاتب العام للنقابة الجهوية للتعليم

الثانوي في الكاف :اعتصام واضراب ثان في الافق


تعرض يوم امس الاثنين15 /02 / 2010 الكاتب العام للنقابة الجهويةللتعليم الثانوي بالكاف خلال زيارته الى المدرسة الاعدادية الطموح بتاجروين – الكاف لتقديم اعلام نقابي الى الاساتذة الى عنف لفظي وشتم ودفع من فبل مدير المدرسة الاعدادية وردا على هذا الاعتداء دخل الاساتذة في اضراب احتجاجي فوري بداية من الساعة العاشرة صباحا تحول منذ منتصف النهار الى اعتصام وقد تواصل هذا الاعتصام الى حدود الساعة السادسة مساءا وقد عقدت النقابة الاساسية مساء يوم امس اجتماعا قررت على اثره تنفيذ اضراب حضوري بكامل المؤسسات التربوية بتاجروين كامل يوم 9 مارس 2010 وقد وقع اختيار هذا الموعد البعيد نسيبا بسبب ضغط الامتحانات التي ستنطلق يوم الجمعة القادم 19 /02 / 2010 نقابي – الكاف — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux

 

وصول وفد اقتصادي أمريكي لتعزيز الاستثمار في تونس


حرر من قبل التحرير في الأثنين, 15. فيفري 2010 يقوم وفد اقتصادي أمريكي يضم عددا كبيرا من ممثلي الشركات بزيارة إلى تونس يوم 15 فيفري وذلك بهدف عقد لقاءات ثنائية مع نظرائهم من رجال الأعمال التونسيين لبحث فرص الشراكة. وتنشط هذه الشركات الأمريكية في مجالات النقل والاتصالات والكهرباء والصحة والموارد المائية والبناء والسكن والبيئة والاستشارات في مجال المؤسسات. وقد تولى القسم التجاري بالسفارة الأمريكية في تونس تنسيق اللقاءات بين الجانبين. وسيتحول الوفد الأمريكي إلى الجزائر يوم 17 فيفري في إطار نفس المهمّة.  جدير بالذكر أنّ الشركات الأمريكية التي تستثمر بصورة مباشرة في تونس يبلغ عددها 74 مؤسسة تعمل في قطاعات الإعلامية ووسائل الاتصال والأدوية والصناعات الغذائية والطاقة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.  وفي سياق متصل ذكرت تقارير إعلامية أنّ الإدارة الأمريكية قررت خفض مساعداتها العسكرية المخصصة لتونس بنحو 10 ملايين دولار، حيث ستبلغ 4.9 مليون دولار فقط هذا العام.  وهو أكبر تقليص للمساعدات مقارنة بالدول العربية، حسب المصادر.  وضمن الميزانية المخصصة لتونس برنامج لمكافحة الإرهاب. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 15 فيفري 2010)

غلاء المعيشة يدفع التونسيين إلى التسوق من الجزائر


حرر من قبل التحرير في الأثنين, 15. فيفري 2010 تشهد ولاية الوادي شرق الجزائر إقبالا كبيرا من قبل المواطنين التونسيين الذين يتوافدون على مختلف الأسواق لشراء كل ما يلزمهم من ألبسة ومفروشات وأجهزة إلكترونية، وذلك بسبب ارتفاع أسعار هذه المواد في تونس. وذكرت صحيفة « الفجر » الجزائرية في عددها ليوم السبت 13 فيفري الجاري أنّ المواطنين التونسيين من غير الناشطين في التجارة الموازية يفدون من الولايات القريبة، على غرار قفصة وتوزر جنوب غرب البلاد، خاصة أيام عطلة نهاية الأسبوع. وأشارت الصحيفة إلى أنّ طلب التونسيين تركّز في الآونة الأخيرة على مختلف السلع خاصة المصنوعة في الجزائر، من مواد إلكترونية وأواني منزلية، إضافة إلى الإقبال على شراء الأفرشة والأقمشة خاصة مع انخفاض أسعارها في السوق الجزائرية، مقارنة بتونس. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 15 فيفري 2010)  

الإرهابي… ناجي البغوري

 


بقلم الارهابية نجيبة الحمروني عن مدونة الارهابي محمود العروسي !!! مساء الجمعة الزميل زياد كريشان يحاضر حول الإعلام في مقر الوحدة الشعبية، والبوليس السياسي الذي يرابط بالشوارع المحيطة ويراقب من مختلف الزوايا يمنع نقيب الصحفيين ناجي البغوري من الدخول إلى المكان، الذي يفترض أن يكون أحق الموجودين الطبيعيين داخله.. ينتظر في الخارج حتى يتولى أحد رجال الأمن بالزي المدني التواصل هاتفيا مع جهة مخابراتية أمنية. إثر تقريره الهاتفي، يهمهم صاحبنا بعض الكلمات المتقطعة وهو يحاول إخفاء حرجه ويطلب من النقيب أن يمهله بعض الوقت قائلا « الله غالب تعليمات » ثم يشير بطرف إصبعه قائلا « دقيقة واحدة ». الدقيقة قد تطول وقد تقصر، واحتجاج النقيب يتحول إلى احتجاج من مرافقيه من الصحفيين ومن كل من يوجد أمام المقر من الوافدين عليه، وفجأة يرن الهاتف فترى البوليسي يبتسم ويعلم نقيبنا أن « الجهات الأمنية » سمحت له بالدخول… يتكرّر المشهد نفسه مساء السبت حيث نقيب الصحفيين مدعو من قبل الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات لحضور ندوة حول العنف ضد المرأة، وكنت حينئذ والزميلة سكينة عبد الصمد، الكاتبة العامة للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين، وبعض الصحفيين نرافق النقيب. على بعد أمتار من باب المقر ورغم الأمطار يترصد البوليس السياسي ولا يسمح للزميل ناجي البغوري بالدخول إلا متى رن هذا الهاتف من الجهة الأمنية ذاتها… أعلم أن كثيرين يعيشون هذه المشاهد يوميا، ولكن هل تعلمون ماذا يحدث بعد ذلك؟ ببساطة شديدة يدخل رئيس النقابة شامخا ويحرص الجميع على مصافحته ويقف له الجالس احتراما ويسأل عنه من لا يعرفه ويتسابق من يحمل كاميرات التصوير لأخذ صورة له ومعه ويطلب البعض الآخر رقم هاتفه.. وعوض أن يجلس مع باقي الجالسين من الصحفيين يبجل بالجلوس في مواجهة الجميع… ويسرق الأضواء من بعض المحاضرين ويكون الحديث عن دقيقة توقيفه أمام المقر مدخلا للحديث عن العنف لا ضد المرأة فحسب.. بل ضد المواطن.. فشكرا على الإشهار المجاني. قد نلجأ إلى السخرية من هذا الوضع لنتمكن من التعايش معه مثلما يفعل بعض أشقائنا العرب حين يلجؤون إلى النكتة لمواجهة المشاكل الحياتية والسياسية والأمنية، ولكن ما شد انتباهي أن أحد الحاضرين في تظاهرة السبت والمرحبين بحرارة بالزميل ناجي البغوري قال له وهو يداعبه  » أهلا بالترّوريست » أي الإرهابي، في إشارة إلى أن من تتمّ مراقبته جيئة وذهابا، ومن يتمّ إيقافه كل مائة متر يقطعها، ومن يتصنّتون على هاتفه ويقطعون خطّه الدّولي… هو إرهابي، أو مجرم، أو متجاوز للقانون بصفة عامة… فأيّهم ناجي البغوري؟ إنه الإرهابي دون تردّد لأنّه أرهب الخوف داخل الصّحفيين الأحرار والمستقلين يوم علا صوته في معركة تأسيس النقابة وفضح محاولة إخراجها عن سكّة الاستقلالية قبل ولادتها ذات 24 أكتوبر2007 حين أراد لها البعض أن تولد مشوهة.. نعم إنّه الإرهابي الذي أرهب الاستكانة في داخل الصحفيين وحثّهم على أن يكونوا فقط محترفين في عملهم، متمكنين من حقوقهم، محترمين لأخلاقيات مهنتهم، محافظين على كرامة الصّحفي ومطالبين بحرّية أقلامهم وآرائهم… وأكثر من ذلك لاعبين دورا أساسيا في تنمية بلدهم. إنه المجرم الذي حرّض الصّحفيين على القطع مع زمن التبعيّة وتلقّي الأوامر، ووضع كل صحفي حرّ أمام ضميره وحرّية اختياره ذات 13 جانفي 2008، فانتخبه الصّحفيون قائدا لمسيرتهم، لا لأنّ وراءه ترسانة حزب حاكم أو نخبة حزب معارض أو أموال جهة أجنبيّة… بل لأنّه ببساطة يعاني معاناة كل صحفي، يجاهد من أجل الحصول على المعلومة، لا يتردّد في الدّفاع عن كلّ صحفيّ مطرود، يطالب بحقوق الصّحفيين بالاحتجاج والمطالبة بتطبيق قوانين البلاد لا بإجراء المكالمات الهاتفية والتمسّح أمام الأعتاب.. إنه المتجاوز للقانون… قانون الغاب الّذي كرّس الإنقلاب على إرادة الصّحفيين ذات 15 أوت 2009 وداس على قوانين، تتّصف بالعلويّة ولا تداس، لدى من يفهم قدسيّة القوانين ويحترم بلده والسّاهرين على تطبيق القوانين داخله.. إنّه المتجاوز لقوانين طبقها البوليس السّياسي يوم حاصر مقّر النّقابة ومنع نقيب الصّحفيين وأعضاء مكتبها التّنفيذي والصّحفيين الأحرار من الدّخول إليها… … فالتّهمة ثابتة أيّها النّقيب ولا يمكنك الإفلات من العقاب إلاّ متى طأطأت الرّأس وكفرت بالإستقلاليّة.. حينها فقط ستفتح أمامك كلّ الأبواب وأوّلها باب النّقابة.. وسيوقفك رجل الأمن.. ليُحيّيك هذه المرّة ويقول، دون مكالمات هاتفيّة، تفضّل.. « يا زميل »… (المصدر: موقع pdpinfo.org (محجوب في تونس) بتاريخ 16 فيفري 2010)
ماذا يحدث في تونس؟

هذا هو السؤال الذي طرح في تونس قبل أكثر من عقدين ونصف، وتحديدا بين السنوات 1983/1987، أو ما تسمّى سنوات الجمر في تونس، ولم يكن السؤال وقتها لغزا محيّرا لكل مطّلع على الشأن العام في تونس. في تلك الفترة كانت البلاد أشبه بحالة الرجل المريض، فقد بلغ « الزعيم » ذروة الشيخوخة وأصبحت البلاد في حيرة من أمرها وفي شكّ من مصيرها الغامض، أصبح التندّر علنيّا بما يحدث في القصر من مؤامرات ودسائس تحوكها المجموعة المحيطة بالقصر من وزراء مقرّبين ومستشارين وكوادر أمنيّة متنفّذة، وكان الصراع معلنا بين جميع الأطراف حلبته مصير البلاد وسياساتها واقتصادها. وفي ظل ذلك التعفن السياسي كان للشريحة الحاكمة أن تنقذ ما يمكن إنقاذه حفظا للمصالح والنفوذ، وحتّى لا يخفي لهم التاريخ ما قد يذهب برؤوسهم ومصالحهم رغم أنّ المعارضة في تلك الفترة كانت مشتّتة وضعيفة لم تستطع أن تحمل مشروعا يحقّق للشعب طموحاته وانعتاقه، ولم تكن قادرة أن تكون محلّ إزعاج للسلطة الحاكمة وقد تكشّف ذلك بعد انتفاضة الخبز في 1984، وبالفعل تسنّى لذلك القادم من بعيد من الأجهزة الأمنيّة أن يصبح مديرا للأمن الوطني ثم وزيرا، فرئيسا للبلاد في انقلاب يحفظ للمؤسسة السياسيّة هيبتها ويحافظ على مصالح الطغمة الحاكمة. ماذا يحدث في تونس؟ يقال أنّ التاريخ إذا أعاد نفسه فتلك المهزلة، ويبدو أنّ السؤال يعيد نفسه في هذه الحقبة التاريخية التي نعيشها اليوم، ويبدو أنّ التاريخ سيعيد نفسه ليكون تاريخ البلاد ومصيرها مهزلة بكل المقاييس لنرتدّ إلى الوراء رجعا ماسخا. ويظل تكرار سيناريو 87 مطروحا على اعتبار أنّ الظروف تتجاوب مع سابقتها، فهرم السلطة بات رجلا مريضا وعاجزا تمام العجز عن مواصلة مهامه، وانتخابات 2009، كانت محاولة للهروب إلى الأمام لأنّ العصابة الحاكمة لم تهيئ الظروف لتغيير الهرم، وانتقلنا في هذه الفترة من حكم بن علي من دولة القانون إلى دولة الأمر الواقع ومن دولة المؤسسة إلى دولة العصابة. وكل المؤشرات توحي باستحالة بقاء الحال كما هو، وعليه سارعت العصابة الحاكمة إلى مزيد خنق الحريات ومعاقبة الرأي المخالف والتعامل بالحلول الأمنية مع كل الملفات، وذلك لتبرز سطوتها وقوّتها وحزمها في تثبيت الواقع الراهن على مدى العقدين الأخيرين. فحالة الانغلاق السياسي التي تشهدها البلاد في مجال الحريات والتدابير الاقتصادية لرأسمالية مشوّهة جعلت السلطة تخوض حروبا أمنية مع فعاليات المجتمع المدني ولم تخض حروبا تنموية تدفع البلاد لتحسين مستوى المعيشة في تونس، مدفوعة بإحكام السيطرة على كل المنظمات والأحزاب والجمعيات يحرّكها منطق انقلابي شخّصه التعامل مع ملف جمعية القضاة، نقابة الصحفيين، قطاع المحاماة، الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، اتحاد الطلبة… أو حتى في تعاملها مع الملفات الاجتماعية المتفجرة في الجهات الداخلية للبلاد وكانت احتجاجات الحوض المنجمي مقياسا يبرز العجز السياسي في التعامل مع الملفات الاجتماعية وسرعة حضور الحل الأمني العنيف. واستطاعت السلطة أن تجمّد اتحاد الشغل إن لم نقل قد أفرغته من روحه النضالية المطلبية فصار هيكلا عاجزا تابعا تسيطر عليه مجموعة من المرتزقة والانتهازية النقابية في مستوى الجهات أو حتى المركزية النقابية، وفي ظل هذا الانغلاق السياسي والاقتصادي بدأت تتفجّر الأوضاع في الجهات الداخلية حيث تنسدّ الآفاق وتتفاقم المعاناة جـرّاء التهميش والفقر والبطالة، وكانت أزمة الحوض المنجمي الأكثر تعبيرا عنها لتظهر عجز النظام عن الخروج من هذا المأزق إلا بمعالجة أمنية قضائية والمشهد نفسه يتكرّر إزاء معارضة تساند التحرّكات الاجتماعية دون أن تقدّم البديل الحقيقي لتجميع الناس حول مشروع ينقذ البلاد والعباد.
أحمد التليلي  


هكذا هي تونس

منير الشرفي (*) حركة كبيرة شهدتها شوارع البلاد في الأيام الأخيرة بمناسبة عيد «سان فالونتان» أو عيد الحب، الموافق ليوم 14 فيفري من كل سنة. وككل سنة، عبّرت بعض الفئات من مجتمعنا عن الامتعاض من مشاهدة الشباب التونسي يساير شباب العالم ويشاركه احتفالاته بأعياد ومناسبات لا تمتّ بأية صلة لتراثنا ولديننا ولتقاليدنا، ناعتة إياه بالشباب «المتفرنس» أو بالشباب المنبت. ولئن تكررت التباينات في المواقف من هذا العيد ومن أمثاله، فإن الرفض المعلن لم يكن هذه السنة بالحدّة المتوقعة ولا بالوضوح الذي تم به في ماضي السنوات. عيد «سان فالونتان» هذا تعود مرجعيته إلى تاريخ أثينا العتيقة حيث كانت الفترة الفاصلة بين منتصف شهر جانفي ومنتصف شهر فيفري من كل سنة تسمى بشهر «جاميليون» وهو شهر زواج الآلهة الأعظم «زوس» (Zeus) بآلهة الزواج «هيرا» (Héra). كما أنه في تاريخ روما العتيقة كان يوم 15 فيفري مقرونا بمهرجان «لوباركوس» (Lupercus)، آلهة الخصب. ثم تبنت الكنيسة الكاتوليكية هذا العيد منذ القرن الخامس وحددت له تاريخ 14 فيفري من كل سنة وجعلت اسم القديس «فالونتان» (Valentin) مقترنا به. وكما فعل المسيحيون مع عادات قديمة بتبنيهم للبعض منها وإعطائها صبغة دينية، فقد تبنى المسلمون أيضا العديد من التقاليد الواردة قبل الإسلام مثل عيد الأضحى وذبح الكباش الذي يعود عهده إلى سيدنا إبراهيم والذي يعتبره المسلمون سنّة مؤكدة. أكثر من ذلك، فلقد تبنى الإسلام كدين بعض الطقوس القديمة مثل الطواف حول الكعبة أثناء الحج وغيرها. هذا ما يجرنا إلى الاعتقاد بأن تاريخ البشرية واحد. وباستثناء بعض الخصوصيات للأديان أو للأمم، فإن كل المناسبات لتبادل التهاني وقول الكلمة الطيبة أهلا وسهلا بها. إذ أنها في الأصل- ليس لها تعبير طائفي أو عرقي ترتبط وتنفرد به كما أنها لا تحمل بالضرورة معان متناقضة مع ديننا بالذات ولا مع قيمنا أو أخلاقنا. وليس من باب الصّدفة أن حوالي مليار بطاقة معايدة توزع سنويا في العالم بمناسبة عيد الحب، رقم لا يضاهيه إلا عدد البطاقات التي توزع بمناسبة الاحتفالات بميلاد المسيح وبرأس السنة. هكذا هي تونس، منذ آلاف السنين، متعددة الحضارات، منفتحة على الثقافات واللغات والأجناس، بدون إفراط في التشبث بهوية ما بتحجر وتسلّط ولا إفراط في التفسخ والتبعيَة، ويبقى التونسي يذبح كبشا في عيد الأضحى ويهدي زهرة لحبيبته في عيد الحب. فشكرا لفرحات حشاد ولمحمد الصغير أولاد احمد إن أنا قلت : أحبك يا شعب، صباحا مساء ويوم الأحد. (*) كاتب تونسي mounirabdeslem@yahoo.fr (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 16 فيفري 2010)  


من الذاكرة الوطنية الزواتنة.. والملاحقة البورقيبية


عندما رفع الزعيم صالح بن يوسف لواء العروبة والاسلام، انحاز طلبة الزيتونة الى ذلك الخطاب الذي جاء ليقطع مع أطروحات بورقيبة الذي كان له موقف مبدئي من «الزواتنة». ومما يذكر ان بن يوسف كان اختار جامع الزيتونة بالذات لالقاء خطابه الشهير يوم 7 اكتوبر 1955 والذي تهجم فيه بشدة على سياسة المراحل البورقيبية. واذا كان مؤتمر صفاقس (15 ـ 19 نوفمبر 1955) ـ مؤتمر الحسم حزبيا وسياسيا لفائدة الزعيم الحبيب بورقيبة، فقد كان مؤتمر الحسم ايضا، ثقافيا وفكريا، لفائدة اطروحات بورقيبة. التعليم الزيتوني من الوثائق التي صادق عليها مؤتمر صفاقس، تقرير عن التعليم جاء فيه ان «العدد القليل من الشبان الذين يزاولون التعليم، انما يباشرونه حسب برامج مختلفة، متضاربة الاتجاه ترمي الى تشتيت الافكار وتكوين كتل في الامة مختلفة المشارب، متباينة الثقافة.. ففي الزيتونة والكتاتيب نجد تعليما تقليديا عتيقا لا صلة له بالعصر.. فالتلميذ الزيتوني يزاول تعلمه السنين الطوال، ولا يقع اعداده للقيام بعمل انشائي في المجتمع الا في ميادين ضيقة». ودعا المؤتمر الى «توحيد التعليم في برامجه ومشاربه وغايته حتى لا ينشأ تضارب فكري بين مختلف عناصر الشعب وتأميم المدارس القرآنية العصرية والكتاتيب وارغام كل المؤسسات التعليمية على اتباع البرامج المسطرة». وكان ما كان بعد ذلك من التعليم الزيتوني. رمضان والدعوة الى الافطار واحتدت اللهجة ازاء الزيتونة في مطلع الستينات عندما صب الزعيم الحبيب بورقيبة جام غضبه على كبار شيوخ الزيتونة لامتناعهم عن مساندته في دعوته الى الافطار «اننا نريد ان نقلب ضعفنا الى قوة يقرأ الناس لها حسابا، وهذا ما يجب ان يدركه المشائخ ورجال الافتاء ومن ينتسبون الى جامع الزيتونة، اولئك الذين يدعون انهم ينطقون بلسان الدين، وانا ايضا بصفتي رئيسا مسلما لدولة اسلامية لي ان اتكلم باسم الدين». (من خطاب بتاريخ 8 فيفري 1960). وفي بيان ألقاه امام اطارات جهة الساحل في قصر بلدية سوسة يوم 26 فيفري 1960 استهل بورقيبة بيانه بالاقرار ضمنيا بانه انما يسبح ضد التيار «اني اعرف ان هناك اناسا يحيطونني بالعطف والتقدير والاكبار لكنهم يتألمون عندما يرونني اخوض هذه المعركة الجديدة. تعرضت في بياني يوم 5 فيفري بمناسبة قرب شهر رمضان الى العادات التونسية المألوفة في مثل هذا الشهر ودعوت الى ترك تلك العادات وذكرت اني لا ادعو الى ترك الصيام وانما قلت ان رمضان لا يجب ان يقعد المواطنين عن العمل المنتج الصالح وانه عندها يفضي الصوم الى جعل الابدان عاجزة عن القيام بالاعمال المألوفة وعن المساهمة في الجهاد الاقتصادي فانه لا حرج من الافطار». العمامة والجبة والبرنوس ومن ثمة ينطلق في تهجمات عنيفة على «الذين يرتدون الجبة والبرنوس ويلبسون العمامة بدعوى انهم من رجال الدين وانهم متضلعون في احكامه، ناطقون بلسانه، مجتهدون في شعابه، وهؤلاء نقول لهم اننا نعرف احكام الدين ونشرحها للناس وهي جلية لا تستدعي مقدارا كبيرا من العلم. فالدين الاسلامي دين سماحة ووضوح يتيسر لكل فرد ان يفهم مغزاه ومرماه دون حاجة الى مراجعة الكثير من المصنفات والحواشي. وقد اكد لي كثير من الشيوخ ان لي الحق بوصفي رئيسا للدولة ان ابحث عن المصلحة حيثما وجدتها، فاذا وجدتها في العمل المستمر والحماس المتقد والاخلاص في ذلك العمل فان الدين لا يمكن ان يكون حائلا دون ذلك». رموز الزيتونة واستهدف رموز الزيتونة، ومنهم الشيخ الطاهر بن عاشور الى وابل من التهجمات الى حد اتهام بعضهم بـ«التساهل عندما افتوا باباحة الفطر للجنود الذين كانوا يحاربون لفائدة فرنسا الاستعمارية اثناء الحرب العالمية الثانية». واستظهر بورقة قال انها نسخة من وثيقة الفتوى، وورقة اخرى قال انها نسخة من وثيقة فتوى في «اباحة الفطر للعملة الذين يعملون لفائدة فرنسا اثناء الحرب العالمية الاولى».     ويظهر واضحا من السياق الذي استظهر فيه بورقيبة بتلك الوثائق انه كان في حالة قصوى من الحنق لاداركه، بلاشك، انه لم يتوصل الى فرض ما كان يريد فرضه وانتزاع ما كان يريده انتزاعه من الفتاوي، وهو الذي كان في ذهنه ان يقتدي به اخرون في مجتمعات اسلامية اخرى «وقد علمت ان المسؤولين في باكستان والصين وغيرهما يتطلعون الى ما انجزته تونس في هذا الميدان، وقد أبلغني سفرائي في الخارج ان الاغلبية الساحقة من المفكرين لدى تلك الشعوب تتفق معنا في الرأي ولكنهم يحجمون عن قطع الخطوات الايجابية قائلين: ان ما يستطيعه بورقيبة في تونس لا يستطيعونه في بلدانهم». محمد علي الحباشي habachi.medali.@yahoo.fr (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 16  فيفري  2010)
 


الجمعيات الفنية و الثقافية في المحمدية تطالب بتوفير فضاءات عمومية


حرر من قبل معزّ الجماعي في الأثنين, 15. فيفري 2010 طالبت جمعية « أهل الفن للإنتاج المسرحي » نهاية الأسبوع الفارط وزير الثقافة بضرورة توفير فضاءات تحتضن أنشطة و تدريبات الجمعيات الفنية والثقافية في منطقة « المحمدية ». و في سياق متصل ذكر المخرج المسرحي « مكرم مانسي » في تصريحات خص بها راديو كلمة أن مصالح وزارة الثقافة قامت قبل أشهر بغلق دار الثقافة بالمحمدية تمهيدا لهدمها بحكم أنها آلية للسقوط ووعدت بتشييد دار ثقافة جديدة بالمنطقة .  و أضاف هذه الوعود لم لم تنفّذ، وهو ما أجبر بعض الجمعيات المسرحية على تحضير أعمالها في مقر المستودع البلدي الخاص بالدراجات النارية .  كما أشار إلى أن وزارة الثقافة لا تبالي بالأنشطة الثقافية في المحمدية مقارنة بما توفره من امتيازات للمناطق المجاورة على حد قوله. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 15 فيفري 2010)
 
 


بُحَيْرَةُ الغَلاَبَة


ناجي الخشناوي يُطلّونَ على مياههَا الآسنَة كل يَوم ليَتعَطّروا برَوائحهَا النَّتنَة ثم تختلف خطاهم الى كل الجهات… يُصَادقُون ركود مياههَا المتعفًّنَة الراكدة في جَوفهَا ويلاعبٌون خَفَقَان النَّوَارس فوق سطحها وهي مُتَبَرًّجَة أمامهم كَأنهَا تُغَازل حَركتَهم الدَّؤُوبَة… من سُطُوح «السَّيْدة» و «حَي هَلال» و «سيدي حسين» و «الحرايريَّة» و»القٌرجَاني» و»الملاَّسين» يُلَوًّحُونَ لها كل صَبَاح بأمَانيهم وأحلاَمهم فَتَلُوحُ لهم زوارق التعب راسية في مكانها لا تتحرك… يَصنَعون زوارق أخرى تلوح أشرعتها من بعيد لألاءة بأضْواء المَلاهي وأنوَار المقَاهي الفَخْمَة والمطاعم الرَّاقية وبوَاجهَات الفيلات الفَخمَة والطرُقَات النظيفَة… يَخَالُون زَوارقهم المٌشْتَهاة قَادمة اليهم على أمواج بُحَيرتهم الرَّاسيَة أمَامهم، غَير أن الأمْوَاج تُخَالف قَانون المدّ والجَزْر وتَدفَع زَوارقَهم دَفْعا الى ضفة أخرى، إلى جهَة أخرى لتَضَع أَوْزَارَها وتَفتح حَقائبها في شمال البلاد… بين الجرْذَان والفئْرَان وجَحَافل النَّامُوس يَقْضي سُكَّان تونس الغَربية أيامَهم وليَاليهم، ومع كل صَبَاح يَثْقبُون بطَاقَات هوياتهم بأعْينهم بَحثًا عن كلمة «مُوَاطن»… مَا الفَرق بين سبخة السَّيجُومي وسبخة «السَّانوبَا»؟ ولماذا تَتَنافَس شَركات الاستثمَار على «السانوبا» دون السيجومي؟ ومَا الذي يُغْمضٌ أعين الدولة والمستثمرين عن السبخة الغربية والتفكير الجدي والعملي في تحويلها الى منطقة صناعية ستساهم حتما في امتصاص بطالة شبان تلك المناطق ذات الكثافة الخيالية، وتسارع بإدماجهم في المجتمع بدلا من تركهم عرضة للانحراف واحتراف الأذى؟ أسئلة عديدة لا أخَالها تغيب عن ذهن أي تونسي، مَسؤولا كَان أم مواطنًا، يمر بالحزام الغربي لتونس العاصمة؟ أسئلة ندفعها دفعا علَّهَا تنفض نقاط استفهامها في إحدى مجالس البرلمان أو بين أصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين.. حتى لا يَبقَى الشمَال مستأثرًا بالحقَائب دائمًا… ويظل الجَنوب صَديقًِا وفيًا للخَرابٍ واليٌتْمِ. (المصدر: « حبريات » مدونة ناجي الخشناوي بتاريخ 16 فيفري 2010) الرابط: http://ichrakate.blogspot.com/2010/02/blog-post.html  


        بسم الله الرحمان الرحيم  و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين
تونس في12/02/2010  بقلم محمد العروسي الهاني مناضل كاتب في الشأن الوطني و العربي و الإسلامي
الرسالة رقم 739على موقع الانترنت التاريخ لا يرحم

صاحب كتابة الحربوشة و اللمحة رحمه الله كان عنوان حرية التعبير « الكرة اليوم في ملعب الصحافة ».. و من ورائهم الرقيب المتخفي..

 


اطلعت في اكثر من صحيفة اثر وفاة المرحوم الصحفي محمد قلبي رحمه الله على مقالات و ذكريات و اقوال و اشادة بمقالات المرحوم النادرة.. و خاصة ما اشتهر به طيلة سنوات بالحربوشة و اللمحة. و قد اشاد بعض رؤساء تحرير في الصريح و الشعب و الصباح بدور الكاتب و الصحفي محمد قلبي و جراته و شجاعته في الكتابة.. و اسلوبه الرائع.. و جراته في تناول المواضيع.. و قدرته على التعبير بصراحة ووضوح.. واني لا استغرب من الاخوة الذين كتبوا على الراحل بشكل رائع… تدل على مكانته في قلوب الاصدقاء و الاحياء و الزملاء و عموم الفقراء.. و اعتقد ان وصف الاخوة نابع من الواقع و التاريخ المعاش و الصورة التي عشناها وتابعنا مقالات الراحل الكريم رحمه الله.. فقد كان شجاعا لابعد الحدود.. وهذا دور ممتاز وفاعل.. ولكن لم نقف عند ويل للمصلين.. ونذكر صراحة الكاتب دون ان نشير بصدق الى المناخ السياسي.. و السماح لحرية الراي و التعبير.. فقد كتب المرحوم مقالات جريئة.. وخاصة كلمة الحربوشة.. و كان يتكلم بحرية.. و ينقد الحزب الحاكم الحزب الاشتراكي الدستوري.. و كذلك كثيرا ما انتقد الحكومة و اعضائها باسلوب محرج للغاية احيانا… و في مناسبة عشناها كتب طزينة من الحرابش في مقال واحد.. اعتقد انه على غاية من الصراحة و الجراة.. و ربما في الدول المتطورة لم يكتب في لحظة واحدة بهذا الاسلوب و النقد اللاذع احيانا .. و الذي لم نتعود به في تونس.. و قد احرج بعض المسؤولين.. و لكن المناخ السياسي.. و الرهان على حرية الاعلام و الصحافة.. جعلت قبول مثل هذا الاسلوب النقدي مسموح به.. و تلك هي ضريبة حرية الراي.. و قد كتب عديد المقالات بهذه الطريقة.. و لم يتعرض الى محاكمة او مسالة او متابعة.. رغم قوة النقد اللاذع انذاك.. و هذه حقيقة واضحة للعيان.. و قد صبر النظام و الحكومة و الحزب.. في اطار الرهان على حرية الصحافة و حرية الراي. و الى جانب دور الصحفي محمد قلبي رحمه الله.. كانت هناك صحف اخرى.. المستقبل و الراي.. تحبر يوميا و تنشر مقالات باسلوب نقدي لعمل الحكومة و الحزب الحاكم.. وبعض المقالات جارحة و قوية احيانا.. وبعض من الكتاب و الصحفيين تحملوا مسؤوليات كبرى.. و بعضهم اليوم يتحملون مسؤوليات هامة و دقيقة.. و لكن كتابتهم مازالت راسخة في اذهاننا و قلوبنا. و كانت صحفهم تصدر و تنشر و تكتب بحرية.. هذا يدل على رهان حرية الراي في تلك الحقبة التاريخية التي عاشها الجميع.. و احيانا كل الصحف المعارضة لا يكتب من اجل النقد فقط.. و كنا في صلب الحزب نقرا هذه الصحف و نتابع الاخبار.. رغم النقد الكبير.. كنت اتمنى على  اخواننا الذين كتبوا على حربوشة المرحوم محمد قلبي ان تكون لهم الشجاعة ليذكروا بصراحة و صدق مبادرة الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله و حكومته بفتح ابواب حرية الاعلام و تنوع الصحف.. و كنت اتمنى ايضا ان تكون الشجاعة الكاملة لهم لذكر الحقائق و العناية برجال الاعلام.. و اهتمام الزعيم بورقيبة بالاعلام المكتوب و المسموع و المرئي.. و تشجيعه لدور الاعلام.. و اهتمامه البالغ بالاذاعة الوطنية و متابعته للاخبار و البرامج. و ختاما كنت اتمنى ان تبادر الصحف المحلية للاقلام الحرة بالكتابة بحرية و جراة.. كما كان يكتب محمد قلبي رحمه الله .. وتسمح للاقلام الشجاعة لنشر المقالات في الصحف التونسية.. و تنهي طريقة التعتيم و تنفيذ التعليمات من طرف بعضهم.. عندما يتم ذلك بصورة جلية للعيان نستطيع ان نقول ان صحفنا التونسية قد تخلصت من الهيمنة.. و التوصيات.. و التعليمات.. و ‘هذا متاعنا’ و ‘هذا ضدنا’ و ‘كتابته حرشه صريحة جريئة لا تناسبنا’… رغم ان سيادة الرئيس قد بادر يوم 3 ماي 2000 في عيد الصحافة العالمي بدعوة المسؤولين عن الصحف.. و اعطاهم الضوء الاخضر لتنوع الاعلام و المقالات.. و الدعوة لمزيد حرية الاعلام.. و بعد 10 اعوام جاء خطاب الرئيس يوم 22/01/2010 و اعاد للاذهان ما قاله يوم 3 ماي 2000 .. و قد نوهنا بخطاب سيادة الرئيس.. و انا شخصيا خصصت له 10 مقالات.. و اطنبت في الحديث عن فحوى الخطاب و مضمونه و جوهره .. و قدمت مقترحات جريئة نشرتها على الصحافة الالكترونية للانترنات و لم تنشرها الصحف التونسية.. و حتى مقال هام يهم بلادنا سياسيا لم ير النور في صحفنا المحلية.. لذا نقول كما قال الرئيس يوم 03/05/2000 « الكرة اليوم في ملعب الصحافة ».. و من ورائهم الرقيب المتخفي.. قال الله تعالى           ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت و ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب» ( هود 88 )) صدق الله العظيم                 
محمد العروسي الهاني مناضل كاتب في الشأن الوطني و العربي و الإسلامي 22.022.354   


رسالة التوحيد وترتيب الأولويات

د. محمد الهاشمي الحامدي   عدت إلى كتاب الله وإلى صحيح سنة النبي صلى الله عليه وسلم، أبحث عن الجواب الشافي الكافي في بيان مكانة التوحيد، في سياق المقارنة مع مكانة السياسة في الإسلام. ومن دون إطالة، أعرض النتيجة التي توصلت إليها ونشرتها بأدلتها المفصلة في كتابي الجديد « رسالة التوحيد ». وجدت أن أهم موضوع تناوله القرآن الكريم هو التوحيد وما يتصل به من مسائل العقيدة الصحيحة. واكتشفت أن خلاصة ما كلف الأنبياء جميعا بإبلاغه للناس هو أن يعلموهم أنه لا إله إلا الله. واكتشفت أن السياسة التي يفني كثير من الإسلاميين أعمارهم فيها، شأن ثانوي بالقياس إلى التوحيد. لا أعني أنها ليست مهمة، ففي القرآن الكريم أوامر وأحكام وتوجيهات عامة تقود كلها إلى الحكم العادل الرشيد، ولكن السياسة في الإسلام، وكل عمل صالح آخر، أساسه هو التوحيد. إذا فسد التوحيد لم ينفع الإنسان أي عمل صالح آخر يفعله، سواء كان عملا سياسيا للفوز بالإنتخابات، أو لإقامة الخلافة، أو للثأر لأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم كما يرى البعض. فقد وجدت أن الله تعالى يغفر الذنوب جميعا إلا الشرك. وإذا صح التوحيد، صلح كل أمر آخر واستقام على أساس راسخ متين. وحتى إن قصر الإنسان في واجباته الدينية الأخرى، سهوا أو كسلا أو ضعفا وانقيادا للشهوات، فإن باب التوبة والمغفرة مفتوح له بنص القرآن الكريم وبصحيح السنة النبوية. وبناء على هذه النتيجة، ينبغي على جميع المسلمين في رأيي تصحيح الأولويات تصحيحا جذريا.   الدليل في كتاب الله   لا خلاف بين المسلمين على أن القرآن الكريم كتاب الهداية الأول على وجه الأرض. فيه الآيات البينات الواضحة التي لا يمكن التنازع حول معناها مهما تملكت نزعة المجادلة عقول بعض المتشككين. وهذه الآيات مبثوثة في ثنايا كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، كلها تقول للإنسان، بو    ضوح كامل، أن أول وأهم وأعظم ما يطلبه الخالق من عبيده ومخلوقيه هو أن يؤمنوا به ويعبدوه لا يشركون به شيئا. السياسة مهمة. والإقتصاد مهم. والعمل الخيري مهم. لكن القرآن الكريم واضح تماما في ترتيب الأولويات، ولا يستطيع أحد أن يعتذر بأنه لم يفهم ما طلبه الله من عباده، لأن الطلب واضح ومتكرر بأكثر من وجه وعبارة، وخلاصته في الآية 25 من سورة الأنبياء: « وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلاَّ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ » والآية 56 في سورة الذاريات:  » وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ « . وكل من يقرأ قصص الأنبياء في القرآن الكريم يجد أن الله عز وجل كلف جميع أنبيائه ورسله أن يطلبوا من الناس عبادة الله وحده وألا يشركوا به شيئا، ومن أوضح الأمثلة على ذلك ما ورد من قصص الأنبياء في سورة هود.   دليل قاطع من سورة النساء   كما أنه من غير الممكن تجاوز المعنى الضخم والسامي في الآيتين العظيمتين من سورة النساء. يقول تعالى: « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ». (النساء: 48) كما يقول أيضا في نفس السورة: « إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيدًا ». (النساء: 116) كتب التفسير المشهورة متفقة تقريبا في القبول بالمعنى اللغوي الظاهر في الآيتين الكريمتين. قال الإمام الطبري في تفسيره للآية 48 من سورة النساء عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر أَنَّهُ قَالَ : « لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة : { قل يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسهمْ لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم } (الزمر: 53) , قَامَ رَجُل فَقَالَ : وَالشِّرْك يَا نَبِيّ اللَّه . فَكَرِهَ ذَلِكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فَقَالَ: { إِنَّ اللَّه لا يَغْفِر أَنْ يُشْرَك بِهِ وَيَغْفِر مَا دُون ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء }   تفسير الطبري والقرطبي للآية 48 من سورة النساء   ويضيف الطبري: « حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن خَلَف الْعَسْقَلانِيّ , قَالَ : ثنا آدَم , قَالَ : ثنا الْهَيْثَم بْن حَمَّاد , قَالَ : ثنا بَكْر بْن عَبْد اللَّه الْمُزَنِيّ , عَنْ اِبْن عُمَر , قَالَ : كُنَّا مَعْشَر أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لا نَشُكّ فِي قَاتِل النَّفْس , وَآكِل مَال الْيَتِيم , وَشَاهِد الزُّور , وَقَاطِع الرَّحِم , حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَة : { إِنَّ اللَّه لَا يَغْفِر أَنْ يُشْرَك بِهِ وَيَغْفِر مَا دُون ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء } فَأَمْسَكْنَا عَنْ الشَّهَادَة . وَقَدْ أَبَانَتْ هَذِهِ الْآيَة أَنَّ كُلّ صَاحِب كَبِيرَة فَفِي مَشِيئَة اللَّه , إِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ , وَإِنْ شَاءَ عَاقَبَهُ عَلَيْهِ مَا لَمْ تَكُنْ كَبِيرَة شِرْكًا بِاَللَّهِ » . أما القرطبي فاشار في تفسيره إلى ما يلي: رُوِيَ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلا :  » إِنَّ اللَّه يَغْفِر الذُّنُوب جَمِيعًا  » (الزُّمَر : 53) فَقَالَ لَهُ رَجُل : يَا رَسُول اللَّه وَالشِّرْك ! فَنَزَلَ  » إِنَّ اللَّه لا يَغْفِر أَنْ يُشْرَك بِهِ وَيَغْفِر مَا دُون ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء ». وَهَذَا مِنْ الْمُحْكَم الْمُتَّفَق عَلَيْهِ الَّذِي لا اِخْتِلاف فِيهِ بَيْنَ الأمَّة. (انتهى النقل)   يمكن الإستدلال بالآيتين الكريمتين على كل من يقدم في الإسلام أمرا على أمر التوحيد. فمن قال أن السياسة أعظم أمر في الدين أجيب بهاتين الآيتين. ومن قال إن منكر الإمامة مخلد في النار يكون الرد عليه بهاتين الآيتين. ومن قال أن إعادة الخلافة أعظم أركان الدين يكون الرد عليه أيضا بهاتين الآيتين.   أدلة من سورة هود   وقد تطرق القرآن الكريم مرات كثيرة إلى موضوع التوحيد وبين أهميته ومكانته العظمى عند خالق الخلق سبحانه وتعالى. أرجو من جميع القراء الكرام التوقف لحظات للتأمل في الآيات الأولى من سورة هود عليه السلام، ودراسة ما فيها من معان عظيمة. يقول الله تعالى في سورة هود: الـر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ سورة هود سورة مكية، نزلت بعد سورة يونس، ومن قبلهما نزلت سورة الإسراء. كل هذه السور نزلت وحيا على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصعب مراحل الدعوة الإسلامية. كان النبي صلى الله عليه وسلم مستضعفا مضطهدا من قبل القوى المتنفذة في مكة المكرمة، وزاد من معاناته وفاة زوجته النبيلة الكريمة خديجة أم المؤمنين، وعمه الشهم الشجاع أبي طالب. وكذلك كان أصحابه مستضعفين مضطهدين. إن كان هناك من ظروف تبرر المساومة على العقيدة، فإن ظروف المسلمين في فترة نزول سورة هود قد تبدو للبعض ظروفا قاهرة تبرر التنازل والمرونة. لكن القرآن الكريم ينزل بالحق المبين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا مساومة فيه ولا تنازل، فالأمر أعظم من أن يقبل أي نوع من أنواع المساومة، لأنه يتصل بالحقيقة الكبرى والمطلب الأعظم والأهم في حياة البشرية وفي الكون كله منذ بدء الخليقة إلى نهايتها. أيها الناس، هكذا معنى الخطاب القرآني الكريم لبني آدم كافة في الآيات الأولى من سورة هود، أيها الناس في القرن الميلادي السابع، وفي كل قرن يأتي من بعد، لقد نزل عليكم قرآن من عند الله الحكيم الخبير، قرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، مرتب محكم لا خطأ فيه ولا نقصان، مبوب مفصل لكم لكي تفهموه وتتعظوا به، ولكي تقوم عليكم الحجة فلا يتعلل أحد بعد اليوم أنه جهل. فلا عذر لجاهل في هذا الموطن. أيها الناس، هكذا معنى الخطاب القرآني الكريم لبني آدم كافة في الآيات الأولى من سورة هود، إن هذا القرآن المحكم المفصل، الذي أوحى به الحكيم الخبير لنبيه صلى الله عليه وسلم، يرشدكم، ويأمركم، ويدلكم على ما فيه صلاحكم وسعادتكم، ورأسه وسنامه: ألا تعبدوا إلا الله. هذا هو الأساس لكل أمر آخر من أمور الإسلام: لا تشركوا بالله شيئا. لا تعبدوا مع الله إلاها آخر. ولا تجعلوا بينكم وبينه وسيطا.  


دفاعاً عن الدّيمقراطيّة

العجمي الوريمي 2010-02-16 الديمقراطيّة والإقصاء نقيضان، والعلاقة بينهما جدليّة وإقصائيّة، فهي جدليّة لأنّ الديمقراطيّة إقرار بحقّ الاختلاف ومشروعيّة التّنوّع ولأنّ الديمقراطيّة لا إقصائيّة، وهي علاقة إقصائيّة لأنّ الإقصاء طرف فيها وهو مطلق بطبيعته. وقد تكون في الديمقراطيّة مستويات تُقاس بمقدار ما تسمح به من التعبير والتنوّع، فأدنى مستوياتها الانتخاب وأعلاها الشّورى، أمّا الإقصاء فلا درجات فيه ولا تدرّج فهو جارف وطوفانيّ قد تمنعه بعض السّدود وقد يكسرها جميعا. بعض البلدان تقول إنّ أولويّاتها تنمويّة وبعضها الآخر يعتبر أنّ أولويّاته أمنيّة أو سياسية.. فكيف تكون الأولويّات مختلفة لبلدان تعيش نفس الوضع الحضاري وتمرّ بنفس المرحلة التّاريخيّة وتمتلك نفس الخلفيّة الثقافيّة؟ يعود السّبب في ذلك، على الأرجح، إلى تمكّن عقليّة الإقصاء من النفوس وتغلغل نزعة الانفراد بالرّأي وبالسّلطة وبالقرار في الممارسة. فالإقصاء بنية نفسيّة وعقليّة واجتماعيّة وسياسيّة؛ الشّيء الذي يجعلها تمتدّ على أكثر من مرحلة تاريخيّة وتخترق النّسيج الحضاري والاجتماعي، ولأنّ بلداننا العربيّة والإسلاميّة تتطوّر بسرعات مختلفة ولا تملك غالبا زمام أمرها وتُحدَّد لها أدوارها وفق أولويّات غيرها فإنّ انتقالها الديمقراطي يتأجّل أو يتعثّر، وتنميتها السياسيّة تتعطّل أو تُجهض، وما أزماتها المستفحلة وصراعاتها البينيّة المزمنة وحروبها الأهلية الكامنة والمتفجّرة إلاّ نتائج لنهج الإقصاء عوض نهج المشاركة والمصالحة. فسياسة الإقصاء هي التي أجّجت الحرب في صعدة والحراك في جنوب اليمن، والبحثُ في أفضل صيغة للمشاركة والحكم الذّاتي هي التي جعلت التّفاوض بين المغرب وجبهة البوليساريو ممكنا. وكما أنّ تصفية الاستعمار وإقامة دول جديدة لم تؤدّ بصورة حتميّة إلى إرساء ديمقراطيّات ناشئة فإنّ الإطاحة بالدّكتاتوريات الجديدة عبر انقلابات وتدخلات أجنبيّة لم تؤدّ إلاّ إلى الفوضى ووضع اللاّدولة أو إلى أشكال أخرى من الدّكتاتوريّة حتّى وإن سُمّيت الانقلابات عمليّات إنقاذ وصيغُ الحكم الدكتاتوريّة المسقطة عمليّة سياسيّة. فانتخابات أفغانستان والعراق بإملاءات المحتلّ الأميركي والأطلسي وبضرورات واقع ما بعد الغزو ليست بناء للدّيمقراطيّة ولا حتّى خطوة في طريقها طالما أنّها لا تقوم على مبدأ عدم إقصاء أيّ طرف ومكوّن سياسي وطائفي وقومي وطالما أنّها تعطي أولويّة لأمن الغزاة على حريّة الشعوب، فهي عوض أن تكون البوّابة العريضة لدخول العصر، ولم لا العصر الديمقراطي، جُعلت منفذا للخروج «المشرّف» من «الوحلة» التاريخيّة المقترفة وجسرا للهروب الآمن أو تمهيدا لطور جديد من الاحتلال المفضوح أو المقنّع. يقدّم المفكّر الجزائري مالك بن نبيّ تفسيرا لإخفاق الديمقراطيّة في بيئتنا الحضاريّة رغم وجود دساتير وبرلمانات، إذ إنّ الحالة الديمقراطيّة لا تكون حالة مصطنعة ولا بضاعة مستوردة وهي عنده منزلة بين منزلتين هما الوجهان الصّارخان لحقيقة واحدة هي الإقصاء الذي اعتبرناه نقيض الديمقراطيّة. ورغم أنّ مالك بن نبيّ لا يستخدم لفظ الإقصاء فإنّه يستفيض في شرح معانيه، فوضعُ العبوديّة ومستوى ما دون المواطنة كما وُجدا في أشكال وأنماط من النُّظم الاقتصادية والاجتماعيّة والسياسيّة هما تكريس للإقصاء الذي يفرضه الطّغاة والمستبدّون والمستغلّون ويمارسونه بشتّى الحيل والمبرّرات والأساليب والوسائل في حقّ الغريب والضّعيف والمخالف والمختلف من الرّجال والنساء والولدان، فكلّ إقصاء للأقليّة وللمغاير الدّيني والمذهبي والإيديولوجي دليل على غياب الديمقراطيّة أو عدم اكتمال بنيانها، كذلك الشّأن بالنسبة إلى المرأة المحرومة من حقوقها السياسيّة، وإلى الفئات الاجتماعيّة المنتجة المحرومة من مكاسبها ومن ثمار التّنمية، وإلى الشباب الممنوع من التّعبير والإبداع والمشاركة واختيار صياغة مستقبله وفق طموحاته، فالمصادرة حقوقهم والممنوعون من التعبير لا يمكن أن يكون شعورهم بالتّكريم كاملا وإحساسهم بالرّضا وبفُرص أداء الواجب تامّا. ويدعو مالك بن نبيّ في هذا الإطار إلى اعتبار الدّيمقراطيّة من ثلاثة وجوه: باعتبارها شعور الأنا تجاه نفسه وباعتبارها شعورا نحو الآخرين وباعتبارها مجموعة الشروط الاجتماعيّة السياسيّة اللاّزمة لتكوين وتنمية هذا الشّعور في الفرد، فلا معنى للدّيمقراطيّة مع العبوديّة لأنّ العبد لا يُنظَر إليه ولا يشعر بأنّه حرّ، فمشاعر الدّونيّة عند المرأة وعند العبد وعند الملوّن.. هي الصّورة السلبيّة للشّعور الدّيمقراطي، كما أنّ مشاعر الاستعلاء والعنصريّة والتّفوّق العرقي والحضاري هي الأخرى صورة سلبيّة على الطّرف الآخر من واقع غياب الدّيمقراطيّة التي تقع بين نافيتين تنفيان الشعور الديمقراطي؛ نافية العبوديّة ونافية الاستعباد. يقول مالك بن نبيّ: «فالإنسان الحرّ أي الإنسان الجديد الذي تتمثّل فيه قيم الديمقراطيّة والتزاماتها، هو الحدّ الإيجابي بين نافيتين تنفي كلّ واحدة منهما هذه القيم وتلك الالتزامات: نافية العبوديّة، ونافية الاستعباد». فالانتقال الديمقراطي لا يكفي لتحقيقه وجود دستور أو الإعلان في أحد بنوده بأنّ النّظام القائم نظام ديمقراطي طالما أنّ النّاس يقيّمون أنفسهم بأنّهم في مرتبة العبيد منقوصي المواطنة أو مواطنين من درجة ثانية منقوصي الحريّة والإنسانيّة. وإذا كانت المعارضة في البلاد الدّيمقراطيّة تسعى في الوقت نفسه عبر الانتخاب إلى الوصول إلى السّلطة والحصول على الأغلبيّة وإلى ضمان حقّ الأقليّة في الوجود والتعبير والتداول.. فإنّ الأحزاب الحاكمة وقادة الدّول في البلدان غير الدّيمقراطيّة تعتبر البقاء في السلطة حكرا عليها والإقصاء سبيلها الوحيد للمحافظة عليها. وإذا كانت الأغلبيّة والأقليّة في ظلّ الدّيمقراطيّة كلتاهما ممثّلتان في الهيئات المنتخبة فإنّ إحداهما وعلى الأرجح الأغلبيّة تكون خارج المنظومة وخارج «اللّعبة» والعمليّة السياسيّة. وبما أنّ المعيار في قيام الحالة الديمقراطيّة هو نفي النّافيتين اللتين أشار إليهما مالك بن نبيّ فإنّ مأسسة رفض الإقصاء وفتح الفضاء العمومي لكلّ المكوّنات الاجتماعيّة والسياسيّة والثقافيّة، وهو الوجه الثالث من مقتضيات الديمقراطيّة، هي الشّرط اللاّزم لإحداث المنعرج الدّيمقراطي وعلى دعاة الإصلاح وقُوى التّغيير أن تطالب بصوت مسموع بإنهاء واقع الإقصاء لاعتبار سياسي أو أيديولوجي. لقد سعى مالك بن نبيّ إلى رفع التّطابق الاصطلاحي والتّناقض المفهومي والواقعي بين الإسلام والدّيمقراطيّة من خلال تأكيده على أنّ المسار الديمقراطي ورسالة الإسلام يؤدّيان إلى نفس المقصد ويقتضيان نفس الشروط وهي تكريم الإنسان وتعديل نظرته إلى ذاته وإلى الآخر بإرساء رابطة الأخوّة والمواطنة وإحياء الشّعور الدّيمقراطي الذي بلغ أوجه في العهد الإسلامي الأوّل وترسّخ في المجتمعات الغربيّة منذ قيام الثّورة الفرنسيّة. بقي أن نلاحظ أنّ إخفاق مشروع النهضة العربيّة وفشل مخطّطات التّنمية في ظلّ الواقع الاستبدادي التّبعي وتعثّر عمليّات التحديث الفوقي والمسقطة.. أعادت إلى صدارة الاهتمام قضيّة الهويّة ما جعل مطاع الصّفدي يرى أنّنا بعد ما يقرب من جيلين منذ الحصول على الاستقلال نكتشف مجدّدا تحت ركام الهزائم الثقافيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة والعسكريّة.. ضرورة طرح سؤال الكينونة. ورغم أنّ هشام جعيّط يحذّرنا من إقحام كلّ همومنا المعاصرة في مفهوم الهويّة فإنّ مقالة مالك بن نبيّ عن الإسلام والديمقراطيّة تلفت انتباهنا إلى أنّ ترسيخ الدّيمقراطيّة في واقعنا المعاصر ليس مفصولا عن تفعيل القيم الإسلاميّة الإنسانيّة الخالدة في حياتنا الفرديّة والجماعيّة بل هو يستلزمها مثلما أنّ ترسيخها في التّاريخ الأوروبي صاحب حركتيْ الإصلاح والنّهضة. يقول بن نبيّ: «بل إن هاتين الحركتين هما أوّل تصريح بقيمة الإنسان الأوروبي في مجال الرّوح وفي مجال العقل». لكنّ المفارقة أنّ تيّار الهويّة الذي يحمل أمل إحداث التّحوّل الدّيمقراطي هو اليوم ضحيّة للمحاصرة والإقصاء في أكثر من قُطر عربي. (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 16 فيفري 2010)

مستقبل « الإسلام » والحركات الإسلامية

الشيخ راشد الغنوشي   تعد قراءة المستقبل والتنبؤ باتجاهاته مسألة دقيقة ومغامرة محفوقة بالأخطار، لا سيما إذا تعلق الأمر باستشراف مستقبل تيار مجتمعي ممتد امتداد الإسلام والمسلمين، مثل تيار الحركة الإسلامية، وهو مستقبل لا ينفصل عن صراعات وموازين القوة في المنطقة والعالم، فإلى أين تتجه أوضاع الحركة الإسلامية؟   إن مستقبل الحركة الإسلامية من مستقبل الإسلام باعتبار مبرر وجودها خدمة رسالته وأمته، امتدادا لعمل النبوة، التي توقفت سلسلة مبعوثيها ببعثة النبي العربي محمد رسول الله عليه السلام، إلا أن الرسالة لم تتوقف، فحاجة البشرية الى توجيهات ربّها حاجة مركوزة في أصل الخلقة، وكل تمرد على هذه الحقيقة هو من قبيل الغرور المفضي لا محالة بمقترفيه الى شتى الكوارث. قال تعالى « ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا » /سورة طه 124/، يشهد لذلك ويؤكده كل يوم توالي الأزمات والكوارث بقيادة الحضارة المعاصرة التي قامت على الثقة المطلقة في قدرة العقل على تنظيم الحياة ونيل السعادة باستقلال عن النبوة والوحي.   1- أمانة الدّعوة: وإن من مقتضى ختم النبوة انتقال مهمة التبليغ عن الله وهداية البشرية بإذن ربها الى صراطه المستقيم، من النبي الخاتم الى أمته وريثة له في الإمتداد بالرسالة الى يوم الدين. ولقد كان خطاب النبي الى أمته الحاضرة بين يديه والغائبة، على صعيد عرفة، في آخر حجة له مودعا، واضحا في توريثها الأمانة: القيام على رسالته عملا وتبليغا « فليبلّغ الشاهد منكم الغائب ». ولقد استلمت الأمة هذه الوديعة ونهضت بأدائها أفرادا وجماعة، كلّ بحسبه. فكان أول منجزاتها والرسول عليه السلام يسجّى قبل أن يوارى مثواه الأخير، أن حققت لدولته الإمتداد، فبايعت أقرب أصحابه إليه خليفة له، نائبا عن الأمة في إنفاذ الرسالة، فكان الحرص على ألاّ يوجد فراغ في هذا الموقع، ذا أولوية على أداء واجب دفن الميت، وظلت على إمتداد القرون رغم ما حصل من ضروب انحراف تحرص على إقامة الأداة التنفيذية لرسالة الإسلام ألا وهي الحكم. ولأن وجوب إنفاذ رسالة الإسلام منوطة بالأمة باعتبارها المستخلفة عن الله ورسوله في إقامة الدين، فهي صاحبة الشرعية، فهي المسؤولة عن إقامة الحكم ومراقبته وتقويمه إذا اعوج، عودا به الى الصراط المستقيم، أي العدل وفق شريعة الله. ولأن هذا المقصد نسبي في تحققه، فالأمة مسؤولة على الإستدراك على الحاكم واستكمال ما قصر فيه عبر جهود علمائها وإقامة ما يكفي من المؤسسات الأهلية لملء الفراغات التي يتركها الحكم، لا سيما إذا كان الحكم شرعيا أي معترفا بالشريعة مصدرا أعلى للحكم والتشريع حتى وإن قصر عن بلوغ الأمثل، وارتكب مظالم ومنكرات، يمكن أن تجبر من طريق ما يقوم به العلماء من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة المؤسسات الأهلية كالوقف والمدرسة. وظل الأمر كذلك على إمتداد القرون حتى سقوط آخر صورة للحكم الإسلامي 1924.   2- إجهاض ثم ولادة   لقد كان لسقوط الخلافة  صدمة كبرى وزلزالا عاتيا في الضمير الجمعي للأمة ، فلأول مرة في تاريخ الإسلام تسقط المظلة الجامعة من فوق الرؤوس ويتشظى الجسم الإسلامي ويتيتّم المسلمون، فلا ناطق بإسمهم، وتسقط الشرعية العابرة للقومية وللمذهب. في أعقاب هذه الصدمة ومن أجل تجاوزها واستعادة الشرعية والمظلة الجامعة ولدت الحركات الإسلامية، أي العمل الشعبي المنظّم الهادف لإستعادة الشرعية التي انهارت،  وذلك من منطلق رؤية إسلامية جامعة للإسلام عقيدة وشريعة ، اقتصادا وأخلاقا دينا ودولة، وإعتبار النضال من أجل إعادة بناء دولته وحضارته جهادا إسلاميا واجبا. وبسبب الشعور الحاد بالصدمة والفراغ، لم  يلبثت هذا المنظور للإسلام ولإحيائه أن انداح في أرجاء العالم، ولا يزال يمتد ويستقطب إليه أوسع تيارات الإسلام المعاصر دافعا الى أضيق الطريق كل محاولات علمنة الإسلام التي جربت ونجحت مع العقائد الأخرى، فتم تهميشها أو احتواؤها وإعادة تركيبها ونسجها على منوال الحداثة الغربية بما هي إعلاء لشؤون الدنيا على شؤون الدين، وتحكيم للعقول في النبوات وللإنساني في الإلهي. الإسلام وحده من خلال الحركة الإصلاحية أمكن له أن يستوعب الحداثة، »مقتبسا » منها كل ما هو نافع متساوق مع تعاليمه محقق لمقاصده، على شروطه ولخدمته، مهمّشا كل التصورات العلمانية الشمولية المتشددة، والجماعات القائمة عليها. وفي الآن ذاته حررت الحركة الإصلاحية الإسلامية الإسلام مما التصق به وكبّله وجمّد فعاليته من تراث انحطاطي أغنوصي، فانطلقت آلياته الاجتهادية والجهادية تحريرا للعقول من ربقة الجمود والتقليد وتحريرا لفاعلية المسلم من عقائد الجبر، فدبّت الحياة في الجسم الإسلامي الخامد، إحياء فكريا وأدبيا وفقهيا،  ففشت الفكرة الإصلاحية، وعمّت الحركات الجهادية دار الإسلام، بما انكسرت  معه واندحرت موجات الإحتلال، وما تبقى منها هو تحت مطارق المجاهدين، وغير بعيد « سيهزم الجمع ويولّون الدبر » / القمر 55/ في أثر أسلافهم.   3- » الإسلام هو الحلّ » واضح اليوم تراجع الفكر العلماني المتطرف وفشله والجماعات القائمة عليه في الحلول محل الإسلام أو تطويعه، أو تحقيق انجاز مما وعدت به على مستوى الحكم، فلا تحققت في ظلها وحدة للعرب، ولا تحرير لفلسطين ولا ديمقراطية ولا تنمية اقتصادية، وهو ما أعطى مشروعية قوية للتبشير مجددا بالمشروع الإسلامي منقذا،  تحت شعار « الإسلام هو الحلّ ». وما حصل في تركيا خلال زهاء قرن من ضياع جريا وراء سراب تقدم على خطا أوربا، واتخاذ الإسلام وأمته ظهريا بل عدوا،  شاهد على فشل ذريع للمشروع العلماني مقابل ما حققه في سنوات معدودات أبناء المشروع الإسلامي ، عودا الى قيم الإسلام وارتباطا بأمته. وتمثّل حركة حماس في المستوى العربي وكذا حزب الله نموذجا لما يمكن للحل الإسلامي أن ينجزه في مستوى مواجهة العدو في ظل موازين قوة مختلة لصالحه خضعت لها الدول والجماعات العلمانية، وآخرها منظمة التحرير . ولا يعني شعار « الإسلام هو الحلّ » أن المشروع الإسلامي يمتلك حلولا جاهزة كاملة لكل المعضلات المطروحة على أمتنا وعلى البشرية، ولو كان الإسلام كذلك ما كان صالحا لكل زمان ومكان، ولطوى الزمن حلوله منذ العصر الأول، ولإنتفت الحاجة للإجتهاد المتجدد في كل عصر ومصر وحال، ولا يقول بذلك من له علم بالإسلام وتراثه، نعم، الإسلام هو الحل الوحيد لمشكلاتنا ومشكلات البشرية، إذا توفرت الشروط، ومنها الايمان والعلم والعمل بعقائده وشرائعه وشعائره وأخلاقياته ومقاصده واستيعاب تراثه، وكذا العلم بالواقع المراد البحث له في الإسلام عن حلول، هي بالضرورة متوفرة لديه، إن لم تكن بالنص الصريح، وهي الأقل عددا، فمتضمنة في المقاصد. وإن أحد سأل مثلا : هل في الإسلام حل للأزمة الإقتصدية التي تجتاح العالم بقيادة الفلسفة الرأسمالية العلمانية الملحدة التي حولت الحياة بكل جوانبها مجالا لسيطرة حفنة من المرابين عبر شركات عابرة للقارات وظفت في خدمتها الدول والجيوش والإعلام والثقافة والسياسة، ودمرت البيئة بما هدد بالفناء الحياة والأحياء؟ لقلنا نعم « ألا يعلم من خلق »/الملك 14/. ففي فلسفة الإسلام وشرائعه ومقاصده القائمة على العدل واقتسام الرزق بين كل الأحياء حلول. ولو طبقت هذه الفلسفة في النظر الى الأرض وخيراتها كما نطقت بها هذه  الآية « والأرض وضعها للأنام « /سورة الرحمن 10/، وأنها « سواء للسائلين » /فصلت 10/ وقام نظام مجتمعي ودولي على أساس ترشيد الإستهلاك « وكلوا واشربوا ولا تسرفوا »/الأعراف 31/ بديلا عن مجتمعات الإستهلاك الكافر، ما احتجنا لمؤتمرات المناخ التي منع الرأسماليون من أن تحدّ من نهمهم واحتكار أقل من 5% من سكان الأرض لأكثر من 90% من خيراتها، فضلا، عن آيات وأحاديث كثيرة كلها تؤكد على العدل بين البشر، وأن الله سبحانه خلق هذا الكون بكل خيراته ومدخراته للبشر بل للأحياء جميعا، وتنهى عن الظلم والإحتكار والإفساد وتتخذ من قارون وفرعون النموذج الأفدح للإفساد السياسي والإقتصادي. و لو أن هذا المتهم للإسلام بالقصور عن حل مشكلات البشرية الإقتصادية مثلا كلّف نفسه عناء مطالعة كتيب صغير للعلامة القرضاوي »مشكلة الفقر وكيف عالجها الإسلام »دون حاجة للمطولات  مثل موسوعة الإقتصاد الإسلامي (4 مجلدات) وغيرها، لإنزاحت عنه غمة هذا الشك. والجدير بالتذكير أن الإسلام لم ينزل اليوم حتى نرتاب في قدرته على حل مشكلاتنا، فقد جربته الأمة، لآكثر من ألف سنة ما احتاجت خلالها من أجل انتاج حاجياتها وزيادة لاستيراد نظريات، فقد كان فقهاؤها الفطاحل هم من استنبطوا من الإسلام أنظمتها الإجتماعية والإقتصادية، حتى أن الدولتين العظميين انجلترا وفرنسا كانت الأولى مدينة لمصر والثانية مدينة للجزائر. لقد أنتج تطبيق الإسلام وليس غيره  في الأمم التي دانت به وطبقته حضارة زاهرة، أدارت شؤون البشرية لأكثر من ألف سنة، ولا يزال حتى وهو في غربته يلهم البشرية حلولا لمشكلات استحدثت بتغييبه، مثل تجربة البنوك الإسلامية، ومنها بنوك الفقراء، والضمان التعاوني بديلا عن الضمان الرأسمالي، والمرابحة أي نظام المشاركة بين العمل ورأس المال بديلا عن نظام المراباة القائم على استغلال الغني حاجة الفقير بدل مشاركته، وتخصيص جزء ثابت من رأس المال ذاته فضلا عن الربح زكاة تعيد التوازن الإجتماعي .الخ. صحيح أن النموذج الإسلامي ليس مثاليا إذ يقوم على تنزيله بشر خطاء، والجنة ليست في الدنيا ، حيث العدل نسبي، ولكن التاريخ يثبت أن مجتمعات اسلامية في مراحل تاريخية كثيرة عرفت القضاء على الفقر حتى ما عاد للزكاة من متلقّ، هذا إذا تكاملت حلول الإسلام اندفاعا الى العمل بنيات إيمانية عبادية، وقياما لنظام الأسرة المتضامنة وللحكومة العادلة غير النهابة، وللمجتمع المدني الناهض المتحرر، ولقضاء مستقل ، وشيوع لثقافة اسلامية تعلي من شأن العمل والإبداع ومخافة الله، وقيام شكل من الوحدة يوفر سوقا واسعة تقوم على الشراكة بين العمل ورأسمال وليس على الإستغلال الربوي، وتحافظ على البيئة بدل تدميرها إرضاء لصنم الربح الذي تتعبد عنده الرأسمالية الجشعة، الى جانب توفّر نظام دفاعي كفء. وكل ذلك وأكثر في الإسلام.  في شرائعه وقيمه ومقاصده حلول لكل مشكلات البشرية إذا توفرت العقول المؤمنة والإرادات المصممة، وإذا فشلت تجربة هنا أو هناك بسبب غلو أو قصور أو جهالة عند هذا الشخص أو هذا الحزب أو تلك الدولة فهي ليست حجة على الإسلام، فليس في الإسلام كنيسة تحتكر النطق باسمه، وإنما الأمة كلها هي المعصومة.   4- هوامش … ليس إلاّ     المستقبل هو ترجمة متطورة للواقع ، ورغم رداءة هذا الواقع الذي صنع على الرغم من الإسلام وعلى حسابه، حتى أن السجون والمهاجر مزدحمة بدعاته ، فإن المؤكد أن المستقبل بإذن الله للإسلام ودعاته، فعلى صعيد عالم الأفكار وهو مهم في قراءة المستقبل لم  يبق في مواجهة الفكرة الإسلامية شيء مما كان يصارعه وعمل على الحلول محله من شيوعية وليبرالية علمانية متطرفة، وقومية منابذة للدين كلها نفقت وقد اختبرت على صعيد الواقع فتضاءلت أحزابها ولم يبق لشرعية دولها من سند غير العنف والظهير الأجنبي والإستظهار حتى بالعدو الإسرائيلي ولو كان الثمن بناء جدار فولاذي لإحكام الخنق على غزة حاملة المشروع الإسلامي والأمة وراءها. وإن ما انتهت  إليه مصر وكذلك منظمة التحرير بقيادة المشروع العلماني من حال مهين وخضوع ذليل للهيمنة الصهيونية الأمريكية لدرجة الإشتراك في فرض الحصار الخانق على غزة وبناء جدار فولاذي حولها، وذلك مقابل صمود غزة بقيادة المشروع الإسلامي كصمود حزب الله، يختصر و يجسد حال المشروعين الإسلامي والعلماني ويلقي الضوء على مستقبل كل منهما. صحيح أن المشروع الإسلامي بلا رأس غير الفكرة وهو ما يورّط بعض أجنحته الفائرة غضبا على ما يقترفه النظام الدولي وأتباعه في الأمة من كيد وإجرام، في أعمال حمقاء، لا تفيد غير العدو، ولكن ذلك لا ينفي أنها هوامش في التيار الإسلامي يضخمها الإعلام ويمدها بالحياة القمع المحلي والدولي.   5- معركة الهوية الثابت أن ما يسمّى بالإرهاب يجد منابته الأساسية في البيئات المحرومة من الحرية المحكومة بأنظمة فاسدة مدعومة من الغرب بينما البيئة التركية والماليزية مثلا لم تصلح منابت له. الثابت أن الحركة الإسلامية كسبت معركة الهوية، كسبت معركة الرأي العام، ولذلك يتوقع الجميع أنه كلما توفرت مساحة من حرية التباري بين أنصار الفكرة الإسلامية ومنافستها العلمانية أن الحظوظ الأكبر للفوز إنما هي للفكرة الإسلامية. ومهما ظل الميزان الدولي يحول دون ترجمة ما هو تحت، فيما هو فوق، فلن يبقى ذلك الى الأبد، فالغرب ليس قدرا، هزمنا جناحه الشيوعي وعلى نفس الأرض يختبر اليوم بديله الرأسمالي، المتوحل مع الإسلام وأمته لا يدري كيف يخلص مما اعتاد واستمرأ من تسلط على أمة الإسلام عبر أنظمة مستأنسة مدجنة، ولا التخلص من الأخطبوط الصهيوني الماسك بخناقه والمانع له من إعادة التفكير في مصالحه باستقلال عنه، حتى ولو انتهى الأمر بقبوله مرغما التعامل مع عالم اسلامي محكوم لا من بالمصنوعين على أعينه، بل من سوده، السكان الأصليين، وهو لا محالة كائن بإذن الله، إذ الغرب ليس إلها. بل ورّطته أطماعه وتدبيرات الصهاينة له في مآزق مهلكة. وهو في النهاية عقلاني مصلحي، لا سيما وأن الإسلام بصدد تحوله معطى أساسيا في السياسات الدولية والإقليمية  ومكونا من مكونات البنية الغربية ذاتها، بما سيجعل صاحب القرار ملزما بأخذ هذا المعطى بعين الإعتبار كلما كان بصدد اتخاذ قرار يخص الإسلام وأمته كما هو يفعل اليوم كلما كان بصدد اتخاذ قرار ذي علاقة باسرائيل أو باليهود، الأمر الذي أخذ هؤلاء يضيقون به ذرعا وكذا المتعصبون فيكيدون له كيدا.الله جل جلاله مبطله. ذلك هو المستقبل كما يتبدى لنا. »المستقبل للإسلام »، قالها شهيد الإسلام سيد قطب وهو في زنزانة ضيقة مقرورة محاطة بعالم يموج علمانيات. والمشنقة في انتظاره، .ومثله نقولها نحن إيمانا بموعودات الرّحمن « يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون » /سورة الصف 8/ . إلا أننا نشهد تلك الموعودات عيانا، ودعوة الإسلام تتلاطم أمواجها تغطّي السّهل والوعر ويمتد إشعاعها في العالمين « هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدّين كلّه ولو كره المشركون » / التوبة 33/   – نقلا عن مجلة المجتمع الكويتية بتاريخ 30 جانفي 2010


محاضرات بمنتدى الجاحظ التنمية المستدامة وأمن الإنسان في البلدان العربية
قوّة الدّولة في حسن تعاطيها مع شعبها (الحكم الرّشيد) وهو ما من شأنه أن يحدّ من الوصايا الأجنبيّة،

الدكتور عبدالله تركماني متابعة فوزي الشّعباني ـــــــــــــ لا نقول استضاف منتدى الجاحظ  الدكتور عبد الله التركماني ليحاضر من على منبره، إذ هو من أصدقاء المنتدى الخُلّص المديم الحضور ليشرّفنا دائما ويفيد الحضور بمداخلات رصينة ودسمة. والدكتور عبد الله تركماني من مواليد اللاذقية بسوريا ومقيم بتونس منذ سنة 1990  حاصل على الدكتوراه في التاريخ المعاصر، ومارس التعليم الجامعي في الجزائر خلال عقدين من الزمن وهو مختص في الشؤون الاستراتجية وساهم في عدد من الجامعات والمؤسسات والمنظمات المغاربية والعربية، مشاركا في مؤتمراتها بورقات بحثية متنوعة، ناشرا للعشرات من البحوث التي غطت عديد الميادين. ولا شك أنّ الرسالة الجامعية التي أعدها حول الأحزاب الشيوعية في المشرق العربي والمسألة القومية العربية من العشرينات إلى حرب الخليج الثانية 1991، أهّلته أن يكون أكثر قربا للتاريخي والحدثي في أفق الجغرا-سياسي والاستراتيجي. ومن المواضيع ذات الصّلة بالاستراتيجي « تقرير التنمية الإنسانيّة العربيّة لسنة 2009 » المتّخذ له عنوانا: « تحدّيات أمن الإنسان في البلدان العربيّة » الصادر برعاية برنامج الأمم المتحدة الإنمائي-المكتب الإقليمي للدّول العربيّة. وبحكم الاهتمام الموافق للموضوع حاضر يوم السّبت 30 جانفي 2010 الدكتور التركماني حول « التنمية المستدامة وأمن الإنسان في البلدان العربية » بحسب الدكتور التركماني ظهر ما يعرف بـ « التنمية المستدامة » في سياق وقائي حتى لا تظلم الأجيال القادمة، بسبب استنزاف الأجيال الحاضرة لجميع الموارد. في حين ظهر « الأمن الإنساني » كجزء من مصطلحات الأنموذج الكلي للتنمية، وأصبح أحد أهم مشاغل الدولة الحديثة. ويختلف، برأيه، مفهوم « الأمن الإنساني » عن مفهوم التنمية كونه أشمل منها، بما يتجاوز المنظور التنموي الذي يركز على « قضايا الحاجة » أكثر من « قضايا الخوف ». ومن هذا المنظور فإنه يرتبط بشكل ومحتوى السلطة السياسية، بما يعطيه شرعية الربط بالمسألة الديمقراطية دون إغفال كل القضايا الأخرى المتعلقة بحاجات الإنسان المتنوعة. وفيما يخصّ « أمن الإنسان في البلدان العربية »، عرّفه التقرير الخامس لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بأنه  » تحرر الإنسان من التهديدات الشديدة، والمنتشرة والممتدة زمنياً والواسعة النطاق التي تتعرض لها حياته وحريته ». هذا و »أمن الإنسان » في البلدان العربية محكوم بسبعة تحديات متكاملة من حيث الوظائف والأبعاد: 1 – البيئة والضغوط على الموارد، إذ ثمة معطيات ديمغرافية ضاغطة على أمن واستقرار البيئة العربية. 2 – ضعف الدولة وعسر تحولها إلى وعاء حاضن لأمن الإنسان وسلامته واستقراره، إي إخفاق الدولة العربية الحديثة في إدراك مقوّمات الحكم الرشيد. 3 – الأمن الشخصي للمواطنين في البلدان العربية، إذ ثمة  » فئات خارج نطاق التيار المجتمعي الرئيسي لا تتمتع بالأمن الشخصي « ، وقد حصرها التقرير في  » النساء المُكرَهات اللواتي تُساء معاملتهن، وضحايا الاتجار بالبشر، والأطفال المجندين والمهجَّرين داخليا واللاجئين.. « . 4 – الأمن الاقتصادي للدول والمواطنين على حد سواء، إذ أفاد التقرير بأنّ هناك 65 مليون عربي يعيشون في حالة فقر، وفي ما يتعلق بالبطالة بلغت 14,4 %. 5 – الأمن الغذائي، إذ هناك تباين ملموس بين البلدان العربية في مدى التقدم في مكافحة الجوع. 6 – الأمن الصحي، حيث غدا متعذراً ضمان الصحة لكل المواطنين. 7 – الاحتلال والتدخل العسكري، حيث تعاني دول عربية كثيرة من هذا الواقع والمخاطر الناجمة عن استمراره. وهكذا، تتضح حاجة البلدان العربية إلى التنمية المستدامة – أكثر فأكثر – بعدما علمنا، بالعناصر السبعة التي حددها التقرير كمؤشرات دالة على هشاشة البنى السياسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية في المنطقة العربية. ‏ وأبرز ما يمكن استخلاصه، بحسب التركماني، وما يجدر بنا استيعابه بغرض التعاطي المجدي مع التحديات التي طرحها التقرير: هو التأكيد على أنّ التحديات الخارجية تفترض أصلاً إصلاح أنظمة الحكم ومحاربة الفساد، وإعلاء شأن المواطنين في دولة القانون. وتبقى المسؤولية الأولى والأخيرة ملقاة على عاتق الدولة الوطنية العربية وسياساتها على مختلف الأصعدة، قبل أن تتحملها القوى الدولية والخارجية وذلك بتوقف الحكومات العربية عن هدر الحقوق الإنسانية. النّقاش تطارح الحضور مع المحاضر في قضايا تتعلّق بالتنمية بمعناها الشّامل، والأمنين الدّاخلي والخارجي، وقضايا الاقتصاد والهيكلة، والنّهضة والإصلاح إذ أُستغرب من المفارقة الصّرخة المتمثّلة في أنّ القضايا المطروحة في التقرير والمحاضرة ذات صلة بذات ما طرحه خير الدّين في القرن 19. كما تنبّه البعض إلى أنّ كثرة المشاكل وحجم الرّهانات يجعلها في وضعيّة « ما فوق الأيديولوجيّة والحزبيّة » لكم التّشعّب والترابط ما جعل الدّول الغالبة لشعوبها داخليّا مغلوبة بدورها على أمرها بقوى دوليّة غالبة ما أوقع تلك في حبائل وصاية هذه. وأكّد آخرون على وجوب الانتقال من النّاجز والرّاهن إلى استشرافيّة المستقبل المأمول. وكذا وجوب الاستثمار في الإنسان ووعيه. الرّدود:                                                  في سياق ردوده أكّد التركماني على أنّ قوّة الدّولة في حسن تعاطيها مع شعبها (الحكم الرّشيد) وهو ما من شأنه أن يحدّ من الوصايا الأجنبيّة، وفضلا عن ذلك لا خيار من تفعيل التّكتّلات الإقليميّة (اتحاد المغرب العربي…) إذ للدّولة القطريّة ضعفا يجعلها ذات قابليّة لمثل تلك التّدخّلات. ولكنّ المحاضر نبّه إلى أنّ الدّول الصغرى ليست بالضّرورة ضعيفة إذ بإمكانها أن تجترح مكانة وحضورا أكبر بما لفاعليها من قدرة على توظيف الإمكانات المتاحة استراتيجيّا. وعن إعادة الهيكلة يرى الدكتور، وبقطع النّظر عن سياسات البنك الدّولي، أنّها ضرورة لا خيار لدولنا ومجتمعاتنا من التعاطي معها إن رمنا إصلاحا حقيقيا.   

بمناسبة مرور نصف قرن على تجارب الاستعمار النووية دعوة جزائرية لإنشاء محاكم خاصة لمحاكمة فرنسا

 


الجزائر – حسين بوجمعة – دعت رئيسة الهيئة الجزائرية لمناهضة الفكر الاستعماري، المحامية فاطمة الزهراء بن براهم، إلى إنشاء محاكم دولية خاصة لمحاكمة الدولة الفرنسية، على الجرائم التي ارتكبتها في حق الشعب الجزائري، بسبب التجارب النووية التي أجرتها في عدد من المناطق بالصحراء الجزائرية. وقالت بن براهم في منتدى نظمته، جمعية مشعل الشهيد، بمقر صحيفة المجاهد الناطقة بالفرنسية، أمس الأول، بمناسبة الذكرى الـ50 (13 فبراير 1960) لإجراء فرنسا الاستعمارية، أولى التجارب النووية بمنطقة رقان، بالصحراء جنوبي الجزائر، « لقد حان الوقت للتفكير في إنشاء محاكم دولية خاصة لمحاكمة الدولة الفرنسية لما قامت به من جرائم في حق الشعب الجزائري جراء تجاربها النووية في الصحراء ». ولدى ردها على سؤال لـ « العرب »، عن تصورها لطبيعة تلك المحاكم الدولية التي تقترحها، أوضحت الحقوقية بن براهم تقول: « المعروف لحد الآن في القانون الدولي، أن المحاكم الدولية تلاحق فقط، الأشخاص الذين يثبت قيامهم بجرائم ضد الإنسانية.. أما نحن فنريد أن تكون هناك محاكم لمحاكمة النظام الاستعماري الفرنسي والدولة الفرنسية المسؤولة عن القيام بجرائم بشعة ضد الجزائريين، لأن رحيل المسؤولين الذين كانوا على رأس الدولة الفرنسية الاستعمارية لا يسقط تلك الجرائم بالتقادم، مثلما تؤكد معاهدة روما الصادرة عام 1998 ». وتابعت: « لدينا الأدلة كافية لفعل ذلك.. فقد تحصلنا على تقرير سري عسكري فرنسي يقر بوجود حوالي 40 ألف جزائري في المناطق التي أجريت فيها تجارب نووية ». مؤكدة أن آثار تلك التجارب كانت واسعة، كون التوزيع السكاني في المناطق المتاخمة، لتلك التي أجريت فيها تجارب نووية، كان بمعدل 500 شخص على الأقل في كل 10 كيلومترات سواء من السكان المستقرين أو البدو الرحل. وذكرت بن براهم « أن التقرير السري يدحض الادعاءات الفرنسية الرسمية التي قدمها مختلف المسؤولين الفرنسيين حول خلو المناطق التي أجريت فيها التجارب النووية الفرنسية من أي نوع من أنواع الحياة ». كما أشارت إلى أن « ممثل فرنسا لدى الأمم المتحدة قد كذب على الرأي العام الدولي سنة 1957 حين قال إن فرنسا ستجري كافة تجاربها النووية في مناطق تنعدم فيها الحياة ». وشددت المتحدثة، على أن « المادة الخامسة من معاهدة روما الصادرة في 17 يوليو 1998 التي تحدد جرائم الحرب الكبرى في المجازر والجرائم ضد الإنسانية والاعتداء، تسمح للقانونيين بمحاكمة فرنسا على الجرائم التي ارتكبتها ومن بينها التجارب النووية ». من ناحية أخرى، أكدت المحامية فاطمة بن براهم، على « ضرورة استرجاع الأرشيف الجزائري المتعلق بالحقبة الاستعمارية الذي ترفض فرنسا تسليمه للجزائر، لأنه يعتبر الوسيلة القانونية التي تمكن من الكشف عن العدد الحقيقي لضحايا هذه الجرائم النووية ». كما قالت، « إن إصرار فرنسا على عدم تسليم الأرشيف للجزائريين وعدم فتحه يعد الدليل الدامغ على ما اقترفته في حق الجزائريين جراء التجارب النووية التي قامت بها في الصحراء الجزائرية والتي لا تزال آثارها الجسدية والنفسية الوخيمة مستمرة لغاية اليوم ». مشيرة إلى أن « فرنسا أرادت محو آثار جرائمها بصفة نهائية فلجأت إلى ترحيل أغلب الأرشيف المدني الجزائري خلال الفترة الاستعمارية، إلى باريس.. كما دمرت وأتلفت ذلك الأرشيف الخاص بالمناطق التي أجريت فيها التجارب النووية من أجل التنصل من العقاب وهو ما جعل من الصعوبة بمكان تحديد أعداد الضحايا الجزائريين ». وترى بن براهم، أن من أبرز العوائق التي وضعتها فرنسا الاستعمارية أمام إمكانية تسلم الجزائر لأرشيفها، « إقدام باريس على سن قانون يقر بعدم تسليم الأرشيف المدني للدول التي كانت ترضخ تحت احتلالها، إلا بعد مرور 100 سنة عن استرجاع تلك الدول لسيادتها ». لكن رغم ذلك شددت على أنه « حان الأوان لفتح هذا الملف الشائك والطلب من السلطات الفرنسية أن تسلم للجزائر الأرشيف المتعلق بهذه التجارب النووية التي أقدم عليها المستعمر رغم المعارضة التي لقيها من المجموعة الدولية ». وقد طالبت المتحدثة أيضا من السلطات الجزائرية مواصلة الضغط على باريس من أجل استرجاع الأرشيف الجزائري في الحقبة الاستعمارية، لأنه السبيل الوحيد الذي سيتمكن من خلاله الجزائريون من استرجاع حقوقهم. من ناحية أخرى، وجهت رئيسة الهيئة الجزائرية لمناهضة الفكر الاستعماري، انتقادات شديدة، إلى القانون الفرنسي الصادر نهاية السنة الماضية 2009، الذي يقر بتعويضات لضحايا التجارب النووية بالصحراء الجزائرية، سوى للفرنسيين فقط، وأقصى عشرات الآلاف من الضحايا الجزائريين على مدار نصف قرن ». (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 16 فيفري 2010)

 

انتقام مصري مغاربي من المهاجرين اللاتينيين في إيطاليا

2010-02-16 القاهرة – محمد عبدالرازق  تحالف المهاجرون المغاربة مع المصريين ضد اللاتينيين في إيطاليا بعد مقتل شاب مصري (19 عاما) في مدينة ميلانو السبت الماضي على يد مهاجرين من بيرو والإكوادور. واستنفر الحادث حمية المهاجرين المغاربة في إيطاليا الذين عمد نحو مئة شاب منهم إلى تخريب سيارات وهدم خمسة متاجر يملك غالبيتها مهاجرون من أميركا الجنوبية. وفي أعقاب أعمال الشغب هذه وضعت نيابة ميلانو أربعة مصريين قيد التوقيف الاحترازي فضلا عن اعتقال نحو 20 آخرين، لكن وزارة الخارجية المصرية تدخلت وتمكنت من الإفراج عنهم فيما يظل 40 مصريا آخرون محتجزين للتحقيق فقط. وقال السفير محمد عبدالحكم مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية والمصريين بالخارج إنه تم الإفراج عن المواطنين الذين قبض عليهم، مشيراً إلى أن السلطات الإيطالية تحتجز الآن 40 مصريا فقط للتحقيق معهم بالنسبة لبعض أعمال الشغب التي تمت في أعقاب الحادث. وأوضح أن إيطاليا قررت ترحيل مصريين اثنين ممن تم الإفراج عنهم نظراً لإقامتهما غير الشرعية هناك، مؤكداً أن القنصل المصري في ميلانو قابل مدير الأمن العام في ميلانو للوقوف على الجهود التي يقوم بها رجال الشرطة الإيطالية للإسراع في القبض على الجاني. وأشار إلى أن القنصل أبلغه أن الشرطة الإيطالية تقوم بتكثيف الجهود للقبض على الجاني وتقديمه للمحاكمة، مشيراً إلى أن هذا الأمر يحظى باهتمام وأولوية وزارتي الداخلية والعدل الإيطاليتين. وأضاف أن مدير الأمن العام بميلانو أشاد بالجالية المصرية ودورها المتميز في بناء المجتمع، مشيراً إلى أنهم يعلمون أن ما حدث يعد بمثابة رد فعل تلقائياً لحادث مقتل المواطن المصري. (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 16 فيفري 2010)


بعضهم نفى وجود الإصلاح واتهم الإسلاميين باختلاقه كتاب وسياسيون ليبيون يناقشون آفاق التغيير ومستقبل سيف الإسلام

 


بون (ألمانيا) ـ جينيف ـ لندن ـ خدمة قدس برس قلل ناشط سياسي ليبي معارض من أهمية الحديث عن انتكاسة لجهود الإصلاح في ليبيا، وأكد أن تسميات الحرس القديم أو الجديد والإصلاحيين والمحافظين لا محل لها في السياسة الليبية المحكومة بالكامل من طرف العقيد معمر القذافي. ووصف المتحدث باسم التجمع الجمهوري من أجل الديمقراطية فرج أبو عشة في تصريحات خاصة لـ »قدس برس » الحديث عن الإصلاح في ليبيا بأنه « تهويل إعلامي واستعراض لا أساس له على الأرض »، وقال: « الحديث عن انتكاسة الإصلاح في ليبيا مجرد تهويل ومبالغات لا معنى لها على الأرض، والحديث عن أن هناك قوى تناوئ سيف الإسلام أو تضع له العصي في دواليب الإصلاح لا أساس له من الصحة في شيء، لأنه لا وجود للإصلاح على الأرض وإنما يوجد استعراض بالإصلاح، والذين راهنوا من المعارضة على الإصلاح ثبت لهم بالوقائع تهافت خياراتهم بشكل مفضوح، لأنه لا وجود لإصلاح حقيقي على الأرض، ولا توجد قوى تعارضه تحت اسم الحرس القديم أو المحافظون، فهذه كلها تسميات لا وجود لها في نظام يحكمه العقيد القذافي بالكامل ». وأشار أبو العشة إلى أن مشروع الإصلاح انحسر في ما حمله سيف الإسلام، وقال: « الدليل على أن الإصلاح مشروع استعراضي أن العقيد القذافي نفسه وليس غيره هو من سمح لابنه سيف الإسلام بالتظاهر بالإصلاح وإنشاء صحف وقنوات تلفزيونية بأموال مفتوحة، وأن يعقد ندوات وروابط للشباب، إلى أن يصل إلى طلب البحث عن منصب رسمي لسيف في الدولة، ثم فجأة يتم سحب الطلب ويتم إقفال الصحف ووقف إطلاق سراح الإسلاميين، ورفض وجود صحافة خارج الصحافة التي يفهمها، ويسخر من وجود مجتمع مدني، هذه كلها مظاهر انتهت لأنها غير حقيقية ». ونفى أبو العشة أن تكون هناك قوى مناهضة للإصلاح في ليبيا على خلفية الخشية من الإسلاميين المتحالفين مع سيف، وقال: « الحديث عن تيار مناوئ للإصلاح ف… (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 16 فيفري 2010)


شرطة دبي تكشف عن مجموعة الاغتيال.. بينهم 3 ايرلنديين و6 بريطانيين وفرنسي وألماني

ضاحي خلفان يتحدث عن ‘اختراق’ في امن المبحوح والسلطة وحماس تتبادلان الاتهامات بتوفير الدعم للمتهمين


16/02/2010 لندن ـ ‘القدس العربي’ من احمد المصري: أعلنت شرطة دبي امس الاثنين عن تفاصيل مهمة في عملية اغتيال محمود المبحوح القيادي في حركة حماس في أحد فنادق الإمارة يوم 20 كانون الثاني (يناير) الماضي. وكشف الفريق ضاحي خلفان قائد شرطة دبي في مؤتمر صحافي امس الاثنين أن الشرطة ألقت القبض على اثنين من الفلسطينيين على خلفية الملف، مبدياً خشيته من وجود ‘اختراق في أمن المبحوح’، ولم يستبعد ضلوع أطراف إسرائيلية في الجريمة، غير أنه طلب التريث بانتظار ما قد يدلي به المشتبه بهم بعد توقيفهم، غير أنه انتقد من قال إنهم ‘رؤساء دول يوقعون على أوامر قتل لأجهزتهم الأمنية’. وأوضح خلفان أن عناصر المجموعة المشاركة في تصفية المبحوح قدموا إلى دبي على متن رحلات جوية مختلفة، من دول أوروبية، وأنه جرى التقاط صور لهم أثناء وصولهم إلى مطار دبي، وهو إجراء أمني روتيني. ونفى خلفان أن يكون المبحوح قد دخل إلى دبي لترتيب صفقة سلاح مع إيران، مشيراً إلى أن لحركة حماس علاقات مباشرة مع إيران، وكان يمكن لعناصرها الذهاب إلى طهران، واصفاً ما يقال بهذا الإطار بـ’الكلام الفارغ الذي يهدف لتبرير الجريمة’. وأوضح أن المبحوح قدم من سورية، وكان ينوي الذهاب إلى السودان ومن ثم الصين. ورفض خلفان أن تكون أرض الإمارات ميداناً لصراع الآخرين، ولم يوفر حركة حماس من انتقاداته قائلاً إن أحد مسؤوليها ‘تفاخر بأن المبحوح أسر جنديين إسرائيليين وقتلهما، وهذا أمر مخجل ولم يكن يجدر به أن يقول ذلك، لأن قتل الأسير مرفوض في ديننا’. وأضاف خلفان أن حماس طلبت الإطلاع على التحقيق، لكن شرطة دبي رفضت ذلك، وأكدت أنها تتعامل مع دول وسفارات، وستوفر المعلومات للجميع عبر الصحافة. وكشف خلفان أن شرطة دبي تشتبه بصلة فلسطينيين اثنين بالقضية، وقد جرى اعتقالهما في الأردن وتسليمهما إليها للتحقيق معهما. وتابع أن الشرطة اعتقلت اثنين من الفلسطينيين يشتبه بأنهما وفرا دعما إمداديا في قتل محمود المبحوح. وكشف ان أحدهما، التقى زعيم المجموعة التي اغتالت المبحوح وهو فرنسي يدعى بيتر. واعلن مسؤول امني فلسطيني كبير مساء الاثنين ان اثنين من عناصر حركة حماس ساعدا في اغتيال المبحوح في دبي واعتقلتهما السلطات الاردنية اثناء عودتهما من دبي وسلمتهما الى شرطة الامارة. وقال اللواء عدنان الضميري المتحدث باسم الاجهزة الامنية الفلسطينية لوكالة ‘فرانس برس’، ‘لدينا معلومات مؤكدة بان اثنين من ضباط حركة حماس، واحد برتبة ملازم والاخر برتبة نقيب، منحا هذه الالقاب من حركة حماس، متورطان في اغتيال المبحوح’. وجاء تصريح الضميري تعقيبا على اعلان القيادي في حركة حماس ايمن طه الاثنين عبر فضائية ‘العربية’، ان الفلسطينيين اللذين اعتقلا في الاردن يعملان لدى السلطة الفلسطينية، وانهما شاركا في عملية الاغتيال مع الموساد الاسرائيلي. وقال الضميري ‘اتحدى حركة حماس ان تعلن اسماءهما او المكان الذي عمل بها الاثنان، نحن لا نريد كشف اسمائهما ونترك الامر لشرطة دبي المسؤولة عن التحقيق في هذه القضية’. وبينت شرطة دبي أن أحد المخططين لعملية الاغتيال غادر دبي قبل تنفيذ العملية، وطلبت شرطة دبي من الانتربول تسليم المتهمين باغتيال المبحوح. وأوضحت مصادر الشرطة أن قائمة المتهمين تضم كلا من: بيتر إيليفنجر (المتهم الأول) ويحمل جواز سفر فرنسيا وثلاثة متهمين يحملون جوازات سفر ايرلندية وهم: كيفين دافرون (المتهم الثاني) وجايل فوليارد (المتهمة الثالثة) وإيفان دينينغز (المتهم الرابع)، إضافة إلى ستة متهمين يحملون جوازات سفر بريطانية وهم: بول جون كييلي وميلفين آدم ميلداينر وستيفين دانيل هودز ومايكل لورانس بارني وجيمس ليونارد كلارك وجوناثان لويس غراهامن والمتهم مايكل بودنهايمر الذي يحمل جواز سفر ألمانيا. وقال خلفان إن تكليف 11 شخصاً بقتل رجل واحد هو ‘عمل جبان وليس بطولة كما يصورها البعض’. واضاف ان المجموعة قدمت الى دبي على دفعات وغادرتها في غضون 24 ساعة، وان الجريمة لم تستغرق أكثر من 20 دقيقة منذ لحظة دخول المجني عليه (المبحوح) إلى الفندق حتى مغادرة الجناة موقع الجريمة. وقد سارع جميع المتهمين بالفرار من الفندق عقب إتمام الجريمة مباشرة، حيث لم يستغرقوا أكثر من 10 دقائق للمغادرة، بينما توجهوا على الفور إلى مطار دبي واستقلوا رحلات طيران مختلفة متوجهين إلى عدد من المدن الأوروبية والآسيوية، وفقا لما أظهرته تسجيلات المراقبة التلفزيونية الخاصة بالمطار. تفاصيل عملية الاغتيال وشكّل المتهمون أربعة فرق للمراقبة حيث تكون كل فريق من شخصين بينما تركزت مهمة المجموعة الخامسة (والتي ضمت أربعة أشخاص) على تنفيذ الجريمة وذلك وفقا لما أظهرته أشرطة المراقبة التلفزيونية المصورة في كافة المواقع لاسيما في فندق البستان الذي حل عليه المغدور في التاسع عشر من كانون الثاني (يناير) 2010 . وقالت شرطة دبي أن كاميرات المراقبة الأمنية أبرزت أن المتهم الأول بيتر إيليفنجر لعب دور مسؤول التنسيق اللوجيستي للفريق حيث نزل في أحد الفنادق الفخمة في دبي ثم قام بحجز غرفة في فندق البستان روتانا (موقع الجريمة) وطلب حجز غرفة محددة وهي الغرفة رقم 237 المقابلة لغرفة المبحوح (رقم 230) وعلى مرمى حجر منها، حيث قام المتهمون باستخدام الغرفة (237) قبيل تنفيذ مخططهم، في حين لم يحل إيليفنجر في تلك الغرفة التي حجزها بل هم بمغادرة البلاد قبيل إتمام رفقائه للجريمة بوقت وجيز. وأظهرت كاميرات المراقبة الأمنية في مطار دبي تعقّب أحد أعضاء فريق المراقبة من المتهمين لمحمود المبحوح منذ وصوله إلى أرض المطار، بما يؤكد تتبعهم له ومعرفتهم لميعاد وصوله، في الساعة 3:20 من بعد ظهر يوم 19 يناير الماضي، قبيل توجهه مباشرة إلى فندق البستان روتانا بينما كان يتتبعه اثنان من المتهمين ضمن أحد فرقهم المعنية بالمراقبة، حيث استقل المتهمان معه نفس المصعد في الفندق ونزلا منه أيضا في ذات الطابق وتبع أحدهما المبحوح للتأكد من رقم الغرفة التي ينزل بها. وأظهرت تسجيلات المراقبة التلفزيونية في فندق البستان تتبع فرق المراقبة التي شكلها المتهمون لكل تحركات المبحوح داخل الفندق كما أظهرت وصول فريقهم المعني بالتنفيذ إلى الفندق وصعود أفراده على دفعتين (اثنان في كل مرة) وبفارق عدة دقائق- ودخلوا جميعاً إلى الغرفة التي استأجرها بيتر (غرفة رقم 237). ومن المُرجح أن المتهمين قاموا بمحاولة دخول غرفة المبحوح في الساعة الثامنة مساءً عقب انتهاء عمال النظافة من مناوبتهم في نفس الطابق بينما أظهرت أشرطة المراقبة الأمنية في الفندق اثنين من المتهمين وهما يتوليا عملية المراقبة والاعتراض بعد مغادرة عامل النظافة لتسهيل مهمة فريق التنفيذ ومن بين أعضاءه العنصر التقني الذي يُعتقد أنه استخدم الجهاز الإلكتروني لفك شفرة مفتاح غرفة القتيل للتمكن من الدخول إليها قبيل وصول المبحوح. ووفقاً لما جاء في الشريط المسجل من كاميرات أمن الفندق (وأيضا القراءة المنسوخة من مفتاح الغرفة) فقد وصل المبحوح إلى غرفته في تمام الساعة 8:25 مساءً يوم 19 كانون الثاني (يناير) حيث يُرجح أن جريمة القتل قد تمت خلال فترة لم تتجاوز 10 دقائق اعتباراً من دخول المبحوح إلى غرفته. وأظهرت التحقيقات أن الجناة حرصوا على ترتيب كافة مقتنيات الغرفة لكي تبدو في صورة طبيعية بهدف إزالة جميع الآثار التي قد تدل على وقوع مقاومة من قِبل القتيل ولتضليل الجهات الأمنية وتحويل انتباههم عن أي شبهة جنائية وراء وفاة محمود المبحوح حيث عمد الجناة أيضاً إلى إغلاق سلسلة الأمان الخاصة بباب الغرفة من الداخل إمعاناً في الإيحاء بأن الوفاة تمت بصورة طبيعية. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 فيفري  2010)


عملية إغتيال القائد العسكري بحماس محمود المبحوح كما سجلتها كاميرات الفندق والمطار في دبي

 


لمتابعة ذلك اضغط على هذا الرابط http://forums.tvdocs.tv/showthread.php?t=589
 

بوضوح مع فهمي شبانة – مسؤول مكافحة الفساد الذي فجر فضيحة الفساد الجنسي والمالي للسلطة

 


لمتابعة ذلك اضغط على هذا الرابط

فيديو الإبتزاز الجنسي الذي كشفه فهمي شبانة لرئيس ديوان رئاسة السلطة رفيق الحسيني

 


لمتابعة ذلك اضغط على هذا الرابط


هل يستثمر العرب الأزمة بين تركيا واسرائيل؟


بقلم: د. محمد العـادل هل يستثمر العرب الأزمة بين تركيا وإسرائيل؟ هذا السؤال يجب في تقديري أن نتوقف عنده ونتعاطى معه بوعي ومسؤولية. الأزمة بين تركيا وإسرائيل أصبحت بارزة ولم تقف حدّ التصريحات والمواقف السياسية لقادة البلدين، بل تعدّت هذه المرحلة لتلقي بظلالها على التعاون التجاري والإقتصادي الذي يتراجع والتعاون العسكري الذي يتراوح أيضا. فأزمة الثقة بين قادة تركيا وإسرائيل تتعاظم رغم مساعي الإدارة الأمريكية وأطراف أوروبية لرأب الصدع بين أنقرة وتل أبيب، لكن تجاوز هذه الأزمة ليس بالأمر السهل، فالحكومة التركية اليوم أصبحت ترى في إسرائيل تهديدا مباشرا لأمنها القومي من خلال تواجدها المثير في العراق عموما وشمال العراق خصوصا وارتباطاتها المشبوهة مع حزب العمال الكردستاني الذي تعتبره أنقرة تنظيما إرهابيا. المواقف التركية المتعدّدة الرافضة للسياسات الإسرائيلية تشير إلى أن أنقرة قد قامت بمراجعات هامّة في علاقاتها مع إسرائيل، وفي الوقت نفسه يبدو أصدقاء إسرائيل في أجهزة الدولة التركية وقطاع المجتمع المدني والإعلام قد تراجع نفوذهم. هذا الواقع المتأزم الذي تعيشه العلاقات التركية الإسرائيلية يعتبره خبراء إستراتيجيون في أنقرة فرصة تاريخية للعرب لاستثمار هذه الأزمة وتسجيل حضور أقوى في الساحة التركية سياسيا واقتصاديا وثقافيا… فإسرائيل كانت قد استثمرت قطيعة تركيا مع محيطها العربي والإسلامي في سنوات مضت وعززت نفوذها في الساحة التركية ونجحت في صناعة أصدقاء لها في قطاعات مختلفة كانوا يدافعون عنها ولا يزالون رغم أن نجمهم قد خفت. لا شك أن توجّه تركيا الواضح لإقامة شراكة حقيقية مع مختلف البلدان العربية والإسلامية والأفريقية أصبح مصدر قلق لإسرائيل والإدارة الأمريكية وأطراف أوروبية، بل أن قلق هذه الأطراف يتزايد كلما تعاظمت طموحات أنقرة في القيام بدور إقليمي ودولي فاعل. إن التوجّه العربي نحوتركيا يجب أن يحمل رؤية استراتيجية تحقّق طموحات البلدان العربية من علاقاتها مع تركيا، وتساند في الوقت نفسه مصالحة تركيا مع محيطها العربي والإسلامي، وتقطع الطريق أمام أعداء التعاون التركي العربي الذين حاولوا في السابق ويحاولون اليوم وسيحاولون غدا أيضا عرقلة هذا التعاون ويشوّشون عليه بمختلف الوسائل. لاشكّ أنّ حرص تركيا على تنمية تعاونها مع البلدان العربية والإسلامية والأفريقية وتفاعلها الإيجابي مع قضايا المنطقة على رأسها القضية الفلسطينية يشكّل منعطفا بارزا في نهج السياسة التركية يفرض في تقديري على الدول العربية والإسلامية التفاعل معه بنفس الروح والإيجابية. لكن من المهم جدا أن يدرك صنّاع السياسة في البلدان العربية والإسلامية أن ما يحرّك أنقرة في نهجها السياسي الجديد هومتطلّبات أمنها القومي بالدرجة الأولى ومصالحها السياسية والاقتصادية وكلّ ما يعزّز حضورها الإقليمي والدولي، وبناء على هذه الحقيقة يفترض أن يبنى التوجّه العربي نحو تركيا على هذا الأساس وبفهم دقيق لهذه المعادلة ليحقّق بنفس المستوى طموحات الدول العربية وشعوبها. إنّ أحد العناصر الهامّة التي يمكنها أن تساهم في تحقيق حضور إيجابي وفعّال للبلدان العربية في تركيا هي عدم الانشغال بالأطراف الأخرى في الساحة التركية والتركيز كل التركيز على فهم المداخل الأساسية لوجدان الأتراك وعقولهم حتى يتحول الحضور العربي بعد فترة وجيزة إلى جزء لا يتجزأ من النسيج الثقافي للمجتمع التركي. ندرك أنه ليس من الممكن في هذه المرحلة الحديث عن رؤية عربية واحدة تجاه تركيا أو غيرها من الملفات، لكن التوجه العربي نحو تركيا قد أصبح اليوم واقعا ملموسا لاسيما عقب افتتاح الجامعة العربية مكتبا (سفارة) لها في أنقرة وتأسيس المنتدى العربي التركي للتعاون، والتحرّك النشط للدبلوماسية العربية ولو بشكل منفرد نحو تركيا. إن هذه الخطوات للحضور العربي في الساحة التركية لم تخرج حتى اليوم من خانة السياسي والاقتصادي رغم أنها لم تتوجه إلى إقامة شراكات اقتصادية مع تركيا ذات أبعاد إستراتيجية، لكن الشراكة الثقافية بين العرب وتركيا تبقى هي المدخل الرئيسي لكي يكسب الحضور العربي أصدقاء أتراك في قطاعات السياسة والمجتمع المدني والإعلام وهيئات صناعة الرأي. إن تحقيق الشراكة الثقافية الحقيقية يستوجب تعاونا كبيرا بين الأجهزة الحكومية والأهلية في الجانبين العربي والتركي حتى يشكّل التعاون العلمي والثقافي والمدني صمّام الأمان لمستقبل الشراكة العربية التركية في أبعادها المختلفة ويحقّق الحدّ الأدنى من التوازن مع حضور الأطراف الأخرى داخل تركيا لاسيما الحضور الإسرائيلي. ـــــــــــ  
(أكاديمي وإعلامي، مدير المعهد التركي ـ العربي للدراسات بأنقرة)
http://www.alchourouk.com/detailarticle.asp (المصدر: جريدة « الشروق  » (يومية – تونس) الصادرة يوم 16 فيفري 2010)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.