الثلاثاء، 16 أكتوبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2703 du 16.10.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


 

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بلاغ 1-2 حرّية و إنصاف: بلاغ 1-2 حركة النهضة: المحكمة الإدارية تقضي بمخالفة المنشور 108 للدستور – بيان الحزب الديمقراطي التقدمي: يوميات الصمود (25) الطلبة المستقلون بكلية العلوم بصفاقس :بيـان مسـانـدة رؤساء فروع الرابطة التونسية   للدفاع عن حقوق الإنسان :بيان مشترك الأساتذة المطرودين عمدا: بلاغ إعلامي المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل: بيان الأمن السياسي يداهم منزل الطالب »شاهين السافي رويترز: الرئيس التونسي يقر إجراءات بعد فيضانات قتلت 11 شخصا بي بي سي: أمطار طوفانية في تونس الجمهورية والعالم: الهيئة الشرعية لجمعية القضاة التونسيين تطالب برفع الحصار عنها. وكالة الأنباء القطرية:العثور على أمريكي وزوجته متوفيين في تونس صحيفة « القدس العربي » :انتشال جثث 3 مهاجرين قبالة السواحل التونسية وليبيا تستقبل 50 جنحت سفينتهم في البحر صحيفة « الخبر » : ملف الجزائريين القابعين بالسجون التونسية ينتظر التسوية صحيفة « الحياة »:تونس: خلافات بين رجال الأعمال حول تحرير التجارة مع الاتحاد الأوروبي « أخبار العالم »:الدكتور منصف المرزوقي: « الدول العربية بأسرها ليست إلا معتقلات ضخمة » موقع « طلبـة تونس »:التمثيل الطلابي بالمجالس العلمية في الجامعة التونسية موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي:إضراب الجوع وغياب الفاعل الأساسي :أيــن الجمــاهير؟؟؟  عبدالسلام الككلي: تقاعد الجامعيين في إطار النظام الأساسي العام لأعوان الدولة عادل القادري :في منتدى التقدم : كيف نواجه عقلية التكفير؟ محمد العروسي الهاني :حذف مظاهر احتفالية مغال فيها و إجراءات حكيمة تمت بمناسبة إحياء ذكرى استشهاد الزعيم الهادي شاكر رحمه الله بصفاقس مصطفى عبدالله  الونيسي: أوصيك يا ولدي قسورة: المقامة الباريسية صحيفة « المصريون » :مصر ترفض استضافة مكتب إقليمي لمفوضية حقوق الإنسان وتحض الدول العربية على عدم السماح بإقامته على أراضيها قدس برس: سؤالان عاجلان للبرلمان حول فتوى طنطاوي على خلفية قضية « جلد الصحفيين » الياس خوري: الصحافة ورمي المحصنّات! حسن بن عثمان: مسرحية « من أجل بياتريس » لعلي اللواتي: مأساة الموريسكيين النازفة على مرّ التاريخ    سحر المصري : »باب الحارة » و الرجال الحق! د. محمد عمارة  :فيلسوف السلفية افتتاحية صحيفة « القدس العربي »:انصاف نادر للملكية في ليبيا

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 المأساة الوطنية لضحايا عشريتي القمع تتفاقم يوما بعد يوم …

عشرات الآلاف من التونسيين والتونسيات من الرجال والنساء والأطفال… يستصرخون الضمائر الحية. فهل من مجيب؟؟  

وصلتنا الرسالة التالية من جمعية « تكـافل للإغاثة والتضامن بباريس » www.takaful.fr  بســــم الله الرحمــــن الرحيــــــــم

نداء عاجل إلى كل ضمير حـيّ (*)

  

إخوتنا في الدين والعقيدة في كل بقاع الأرض،

إلى كل ضمير حي فيه قدر من الإنسانية،

 إننا في أرض الزيتونة والقيروان،  ازداد علينا الكرب و البلاء و ضاقت علينا ذات اليد وضاقت علينا الدنيا بما رحبت، معاناة إخوانكم كبرت و عظمت و لم يبق لنا بصيص أمل إلا في الله ثم فيكم لنشكوَ مآسينا.

إخوتنا الكرام، إن إخوتكم بعد خروجهم من السجن وجدوا أنفسهم في سجن كبير. اصطدموا بواقع لم يكن في خلدهم حتى في المنام. وجدوا أنفسهم بعد طول مدة السجن أمام تحديات مادية ومعنوية تجاوزت حسبانهم خاصة على المستوى العائلي. طرقوا كل الأبواب للارتزاق، يبحثون عن عمل بدون أن يسأل أحدهم عن الراتب، فهو راض مسبقا بأي عمل مهما كان الراتب. القليل منهم كفّى حاله، والكثير منهم تحت عتبة الفقر، وهم الذين وعدوا أسَرَهم بالرفاهة واليسر، ورسموا لهم في ذاكرتهم صورا وردية وحالة من العيش الرغيد.  فقد تقدمت سن أبنائهم وتضاعفت حاجياتهم و كثرت مطالبهم.

 تبخرت كل الأحلام و الآمال، شحّ العمل، تنكّر الأهل و العشيرة و تمردت بعض العائلات (الزوجة و الأبناء) على الأخ الغلبان التائه الحيران، فهناك من هجر البيت و هناك من هجرته زوجته. و الله إن هناك إخوة كالذين قال الله فيهم « لا يسألون النّاس إلحافا » نحن نشعر و نحس بهم، و هناك من حبسته عفّته في البيت فيتحاشى أن يتقابل مع إخوته حتى لا يظنوا فيه الظنون. و هناك و الله من يستخير الله قبل أن يتقدم إلى إخوته قائلا لهم :أطعموني إني جائع، والمَشاهد كثيرة و القصص مثيرة لو نحكي عنها.

إخوتنا الكرام، إن من مخلّفات هذه الأزمة الطويلة وضعيات تعيسة كثيرة،  والإخوة المسرّحين بعد أكثر من 14 سنة سجنا وضعياتهم تزداد سوءا: تأخر في الزواج حيث وصل بعضهم إلى الخمسينات من عمره ومازال أعزبا، إضافة إلى تفشي الأمراض لدى أغلبهم، مثل أمراض المعدة، وأمراض المفاصل، وغسل الكلي وحالات فشل تام، وظاهرة العجز الجنسي، وحالات سرطان بعضها ميئوس منه و حالات وفيات. والإشكال أن أغلب الإخوة المسرّحين ليس لهم بطاقات علاج. ومن بينهم عدد كبير من العاطلين عن العمل أو العاجزين عن العمل بسبب المرض.

ولم يختصر الأمر على الكبار، فالصغار من أبناء المساجين حدّث و لا حرج أيضا. فعدد منهم يعاني من الأمراض النفسية نتيجة الضغوطات المستمرة بدون توقف والتي ظهرت أعراضها الآن بشكل مخيف، وهناك حالات كثيرة تتطلب الرعاية والمتابعة الدائمة و كما تعلمون فهي مكلّفة.

 هذا غيض من فيض،  ونكتفي بهذا القدر المر.

إخواني الكرام »ارحموا عزيز قوم ذل » مقولة تتطلب منكم التوقف عندها و التمعن في كل حرف فيها

 ومن كل دلالاتها. و نحن على يقين أنه لا يرضيكم أن تسمعوا المزيد لأنه يدمي القلوب، و اللبيب من الإشارة يفهم.

أملنا في الله كبير و في سخائكم في مثل هذه الحالات التي تظهر فيها الرجال.

إننا ندعو لكم بالستر و العافية و لا نتمنى أن تشاككم شوكة تؤذيكم. إننا لا نريد أن نرهق كاهلكم بمعاناتنا ولكن اشتدت المعاناة وعظمت. التجأنا إليكم بعد الله فأغيثونا. التجأنا إليكم نشكو مآسينا، نطلب العون والدعم و السند حفاظا على كرامة إخوانكم و على علو همتهم و حفاظا على مشاعرهم.. فبجهدكم المبارك والسخي تستطيعوا أن تمنعوا اليأس في نفوس إخوة لكم ذنبهم أنهم قالوا إننا نريد الإسلام حلا لبلدنا.

 

أملنا في الله قريب أن يجمع شمل إخواننا على نهج الله و على محبة الله ولله رب العالمين عليها نحيى وعليها نموت و بها نلقى الله.  » من فرّج عن مؤمن كربة فرّج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة » حديث

 

كان الله في عونكم جميعا، و هو خير حافظ و هو أرحم الراحمين.

 و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.                          

  

* رسالة وصلت أخيرا من  تونس إلى جمعية تكـــــافل للإغاثة و التضامن بباريس، و نحن نبلّغها كما هي إلى الرأي العام للتحسيس بما آلت إليه أوضاع الكثيرين من أبناء تونس ماديا و اجتماعيا و نفسيا بسبب سياسات القمع و التجويع و المحاصرة التي شملتهم طوال العقدين الماضيين.

و بحكم اتساع دائرة المتضررين و المحتاجين و المعدمين، فإننا في جمعية تكـــــافل نهيب بأهل الخير في كل مكان أن يهبّوا معنا لنجدة إخوانهم و لإعانتهم على حفظ دينهم و أعراضهم و حمايتهم من الجوع و الخصاصة و الحرمان، فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

قال تعالى ( و ما أنفقتم من شئ فهو يخلفه و هو خير الرازقين ) سورة سبأ 39

و قال تعالى ( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة و الله يقبض و يبسط و إليه ترجعون ) سورة البقرة

وجزاكم الله خيرا

  

* من أجل المساهمة والدعم المادي، الرجاء الاتصال بالجمعية القانونية في باريس تكــــافل بإحدى الطرق التالية:

·       تسليم المساهمات مباشرة لمن تعرفهم من مسؤولي  الجمعية

·       إرسال صك بريدي أو حوالة بريدية لفائدة  TAKAFUL  على العنوان التالي:

TAKAFUL – 16 Cité Verte

 94370 Susy en Brie

    FRANCE

 

·                   تحويل  مباشر على الحساب الخاص للجمعية  التالي:

·                   La banque postale

30041  00001  5173100R020 42  

   France

 

رقم الحساب الدولي

 Iban

FR54  30041 1000  0151  7310  0R02 042

 

·                   أو عبر شبكة الإنترنت  www.takaful.fr

·                   أو عبر البريد الالكتروني

Email : contact@takaful.fr     

 


 

كونوا معنا في الموعد

توزيع 10 آلاف منشور في المظاهرة العمالية بباريس

تدعو لجنة مساندة مية الجريبي و أحمد نجيب الشابي من أجل حرية العمل السياسي والجمعياتي، كل المناضلات والمناضلين التونسيين والأشقاء والأصدقاء المعنيين بمعركة الحريات في تونس لمشاركتنا في:

« حملة الـ 10 آلاف منشور من أجل الحرية في تونس »

إضراب جوع زعيمي الحزب الديمقراطي التقدمي يتواصل لقرابة الشهر والسلطة الإستبدادبة في تونس تمعن في حملاتها التشويهية الفاشلة، وفي قمعها لتشمل الملاحقة القضائية لمجموعة من الشبان والطرد من الجامعات ومن الشغل لمجموعة أخرى في محاولة  لكسر حالة النهوض وتوسع حركة الإحتجاج في تونس

موعدنا يوم 18 أكتوبر 2007

على الساعة 14

Angle Boulevard Richard Lenoir et Boulevard voltaire

لمواكبة التظاهرة العمالية الوطنية في باريس، وانجاح حملنتا في التضامن وكسب التأييد لمناضلات ومناضلي الحرية في تونس

       

 


“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ “ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس   تونس في 16 أكتوبر 2007

بلاغ 1
نظرت اليوم  الدائرة الجنائية 27 بمحكمة الإستئناف بتونس في القضية عدد 9503 التي يحال كل من :

محمد السويسي ومجدي الذكواني و ياسين الجبري و سليم الحاج صالح و علي الحرزي و إبراهيم الحرزي و صابرحسني و أنيس البوزيدي و صابر حسني و سهل البلدي و محمد أمين عون و محفوظ العياري و غيث  الغزواني و ماهر بزيوش

  ، بتهم منها الإنضمام إلى تنظيم إرهابي  و التعريف به على خلفية اتهامهم بالتفكير في الإلتحاق بالمقاومة العراقية ، وقد قررت المحكمة تأجيل النظر في القضية إلى جلسة يوم 23 أكتوبر استجابة لطلب المحامين للإدلاء بمؤيدات ، علما بأن المحكمة الإبتدائية بتونس كانت قد أصدرت في حقهم بتاريخ 24 مارس 2007 أحكاما قاسية تراوحت بين  4 سنوات و 12 سنة في ظروف انعدمت فيها أبسط شروط المحاكمة العادلة  وتميزت بهضم فاضح لحقوق الدفاع  و رفض  غير مبرر لطلب المتهمين عرضهم على الفحص الطبي رغم آثار التعذيب البادية على أجسادهم . والجمعية إذ تجدد الدعوة إلى الكف عن توظيف القضاء في معارك استباقية ضد ما يسمى بالإرهاب  ينتهك فيها القانون و تستباح فيها الحرمات فإنها تدعو إلى فتح تحقيق مستقل في كل ممارسات التعذيب و سوء المعاملة التي يتعرض لها الموقوفون منذ إلقاء القبض عليهم و حتى بعد صدور أحكام السجن و محاسبة كل من يثبت تورطه في الإنتهاكات المجرمة في القانون التونسي و في المواثيق الدولية التي صادقت عليها بلادنا .  

 
بلاغ 2 علمت الجمعية أن إدارة السجن المدني بالمرناقية تمنع منذ يوم أمس 15 أكتوبر 2007 عائلات مساجين ما يعرف بقضايا مكافحة الإرهاب من زيارة أبنائهم أو تسليمهم الأكل و الملابس و اكتفت بإعلامهم بأنهم تحت طائلة العقوبة ، كما علمت الجمعية أن العشرات من المساجين و منهم الموقوفون على ذمة القضيتين 75910 و 75908 و 75672 ...قد شرعوا مباشرة بعد العيد في إضراب عن الطعام احتجاجا على ظروف اعتقالهم القاسية و على سوء معاملتهم و للمطالبة باحترام حقهم في محاكمة عادلة .          عن الجمعية   الرئيس   : الأستاذة سعيدة العكرمي


حرّية و إنصاف

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

***

تونس في 16 أكتوبر 2007

 

اتصلت بنا بعض الشخصيات و طلبت منا التعريف ببقية مساجين حركة النهضة الذين وقع اعتقالهم في سنة 1991 ، و اقترح البعض منهم تبني أحد المساجين و ذلك بالاتصال به و بعائلته قصد مساندتهم و مواساتهم في محنتهم و التعريف بقضيتهم و المطالبة بإطلاق سراحهم .

و نحن ننشر فيما يلي قائمة مفصلة بأسماء من تبقى من مساجين النهضة كما نجدد استعدادنا لموافاة كل من يطلب ذلك بالارشادات المطلوبة ، و هذه هي القائمة :

*

الاسم و اللقب

السكنى

السجن

الحكم (سنة)

1

الصادق العكاري

باردو

برج العامري

30

2

نورالدين العرباوي

القصرين

القصرين

المؤبد

3

عبد الكريم بعلوش

الكبارية

برج العامري

35

4

منذر البجاوي

الدندان

برج العامري

25

5

الياس بن رمضان

جندوبة

الهوارب

المؤبد

6

هشام بنور

باب العسل

برج الرومي

المؤبد

7

عبد النبي بن رابح

حي التحرير

برج الرومي

المؤبد

8

عبد الطيف بوحجيلة

بن عروس

المرناقية

32

9

رضا البوكادي

حي التضامن

المرناقية

المؤبد

10

علي شنيتر

حي الزهور

المرناقية

المؤبد

11

الصادق شورو

بن عروس

المرناقية

المؤبد

12

ابراهيم الدريدي

منزل بورقيبة

الناظور

52

13

فاخر الفاطمي

مرناق

برج العامري

11

14

منير غيث

 

جندوبة

20

15

الهادي الغالي

حمام سوسة

المرناقية

المؤبد

16

حسين الغضبان

الكبارية

الناظور

76

17

كمال الغضبان

بوسالم

الناظور

 

18

منير الحناشي

المرجانية

برج العامري

المؤبد

19

كريم الهاروني

الكرم

المرناقية

المؤبد

20

عبد الحميد الجلاصي

سوسة

المسعدين

25

21

بشير اللواتي

منزل بورقيبة

الناظور

53

22

محمد نجيب اللواتي

صفاقس

صفاقس

المؤبد

23

الشاذلي النقاش

باب الخضراء

المرناقية

المؤبد

24

محمد عون

قابس

الناظور

المؤبد

25

وحيد السرايري

الملاسين

الناظور

المؤبد

26

لطفي السنوسي

باب الجديد

المرناقية

20

27

عبد الباسط الصليعي

نهج القاهرة

برج الرومي

20

28

وصفي الزغلامي

باردو

المرناقية

33

29

بوراوي مخلوف

سوسة

المنستير

المؤبد

 

 

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

الأستاذ محمد النوري

 

 

حرّية و إنصاف

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

***

تونس في 16 أكتوبر 2007

بـــــــــــــــلاغ

 

أعلمتنا السيدة فطيمة بوراوي والدة السجينين السياسيين التوأمين السيدين خالد و وليد العيوني أنها انتقلت إلى سجن المرناقية يومي 15 و 16 أكتوبر 2007 لزيارة ابنيها وليد و خالد لكن إدارة السجن رفضت تمكينها من الزيارة بحجة أن السجينين المذكورين هما بصدد قضاء عقوبة بالسجن المضيق و أنهما ممنوعان من الزيارة.

و تجدر الاشارة إلى أن السيدة فطيمة بوراوي كانت نفذت إضرابا عن الطعام هي و مجموعة من عائلات المساجين السياسيين في اليومين الأول و الثاني من أيام عيد الفطر المبارك احتجاجا على :

1)      إيقاف أبنائهم و ذويهم باطلا و إصدار أحكام جائرة ضدهم.

2)      الانتهاكات التي يتعرضون لها في السجون و التي تصل إلى حد تعذيبهم و التنكيل بهم دون وجه حق.

3)      على المضايقات التي تتعرض لها العائلات من طرف الأعوان المكلفين.

4)      على الإهمال الصحي و سوء التغذية و ظروف الاعتقال القاسية.

 

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

الأستاذ محمد النوري

 


حرّية و إنصاف

33 نهج المختار عطية تونس 1001

الهاتف/الفاكس : 71.340.860

Email :liberté_équité@yahoo.fr

***

تونس في 16 أكتوبر 2007

 

زارنا بمقر حرية و إنصاف أحد المفرج عنهم و هو شاب لم يتجاوز سن الرشد و ذكر لنا  بأنه ليست له علاقة بأي تنظيم سياسي.

و هو ينتمي إلى عائلة متوسطة ، تعرض للتعذيب من طرف أعوان أمن الدولة و لقي أثناء البحث  و الاستجواب أنواعا من التعذيب.

أكد أنه وقع إقحامه في قضية أحيل فيها على التحقيق صحبة ثمانية أشخاص لا علاقة لهم ببعضهم البعض إلا كونهم أصيلي مدينة واحدة وقع إلقاء القبض عليهم في أماكن مختلفة من بينهم طلبة جامعيون.

 

عن المكتب التنفيذي للمنظمة

الأستاذ محمد النوري

 

 


بسم الله الرحمن الرحيم
حركة النهضة

المحكمة الإدارية تقضي بمخالفة المنشور 108 للدستور

 

أصدرت  قاضية بإحدى دوائر المحكمة الإدارية في تونس  حكما تاريخيا لصالح المدرسة سعيدة العدالي التي تظلّمت من قرار أصدره  وزير التربية  برفتها من عملها مدة ثلاثة أشهر وحرمانها من مرتبها ، معللا ذلك بإصرارها على ارتداء لباس" يوحي بالتطرف". وكانت الوزارة الأولى قد أصدرت خلال أول محاكمة للإسلاميين سنة 1981   قرارا  إداريا حاملا للرقم 108 يحظر حمل الحجاب الذي وصمه بالزى الطائفي وتأكد هذا الحظر بقرار إداري آخر يحمل الرقم 102اصدرته  وزارة التربية سنة1996 ، منع التونسيات من حقهن في ارتداء الزى الشرعي وبالخصوص في المؤسسات الإدارية والتعليمية وفي كل مؤسسات الدولة والذي امتدت عدواه   إلى المؤسسات الخاصة بل إلى الشارع والأسواق حيث تعرضت حاملات الزى الشرعي إلى ملاحقات يومية ومطاردات تعسفية لحملهن على خلعه ، حتى جاء حكم هذه القاضية قاطعا بأن   القرار الإداري المشهور 108 ومثله القرار 102 يتناقض مع الدستور التونسي ، إذ "يقوم مقام التدخّل في مجال الحريات الفردية نظرا لما يتميز به اللباس من تعبير عن الانتماء الحضاري والديني والفكري وما يعكسه من ميولات شخصية". كما اعتبرت المحكمة في حيثيات الحكم أن " هذا المنشور  يتيح للإدارة سلطة تقديرية غير محدودة في تطبيقه؛ مما ينتج عنه تهديد للحريات الأساسية ومنها حرية المعتقد المضمونة دستوريا واستعماله مطية للتضييق في الحقوق والحريات الفردية، وبذلك يكون هذا المنشور  مخالفا للدستور الذي يعطي الحق للمواطن في التمتع بحقوقه كاملة بالطرق والشروط المبينة بالقانون" وبهذا الصدد فإن حركة النهضة -   تبارك هذا الحكم القضائي الشجاع وتعتبره خطوة ايجابية، ومن شأنه أن يضع حدا - فيما لو تم احترام مبدأ استقلال القضاء -  لمأساة عشرات بل مئات الآلاف من نساء تونس تعرضن لمدة تزيد عن ربع قرن لحملات منظمة  استخدمت فيها العناصر المتطرفة والمعادية للإسلام كل أجهزة الدولة وقطاعا واسعا من مؤسسات المجتمع المدني أداة لقمع الحرية والدين تحت ذريعة مقاومة التطرف، تطبيقا لخطة شهيرة عرفت بخطة "تجفيف الينابيع"، ـ  تطالب السلطة باحترام مبدأ استقلال القضاء ، بالمسارعة إلى  تطبيق هذا الحكم وكل الأحكام الأخرى الصادرة لصالح كل من تضرر من القوانين غير الدستورية، بدل التعامل معه بالإهمال، لاسيما وأن وزارة التربية قد استأنفت هذا الحكم القضائي. ـ وأن تبادر إلى مراجعة سياسة القطيعة بين الدولة والمجتمع والدين وأن تضع حدا لتجاوزات مديري ومسئولي المعاهد والجامعات الذين يواصلون منع الطالبات من ارتداء الحجاب في المعاهد والجامعات. ـ تحث كل اللائي تضررن من هذا المنشور غير الدستوري أن ينهجن نهج  المدرسة سعيدة العدالي فيتظلمن إلى القضاء الإداري  ممن  حرمنهن من حقهن الدستوري في اختيار الزى الذي يعبر عن معتقداتهن، كحقهن في التعليم و العمل. ـ تطالب كل الهيئات والمنظمات الحقوقية مواصلة نضالها من أجل إلغاء كل القوانين التي تصادر حقوق الإنسان الطبيعية والشرعية وتتناقض مع مبادئ الدستور     في 16 أكتوبر 2007-10- 16 الموافق لـ 05 شوال 1428 لندن رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي    


الحزب الديمقراطي التقدمي

يوميات الصمود (25)

ورقة إخبارية يومية عن إضراب الجوع  14/10/2007

 
تقرير إخباري للعربية أعدّت قناة العربية تقريرا مطوّلا عن إضراب الجوع ليلة 13/10/2007 استندت فيه إلى تغطية قناة الحوار التونسي للإضراب بما في ذلك أحاديث المضربين وهما على الفراش بمقر الحزب المركزي. واستضافت العربية الناطق الغير رسمي للحكومة برهان بسيس وعضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي التقدمي  الدكتور فتحي التوزري الذي  تحدث عن الحالة الصحية للمضربين. وتولّت قناة العربية إعادة بث التقرير مرات عديدة كامل صباح يوم 14/10/2007.   ويمكن الدخول إليه عبر الوصلة: http://www.youtube.com/watch?v=FDD57GiANr0   خميس الشماري يزور المضربين حال عودته من الخارج أدى المناضل السياسي زيارة لمقر الحزب الديمقراطي التقدمي أين التقى بالمضربين عن الطعام مية الجريبي وأحمد نجيب الشابي تعبيرا عن المساندة والدعم لحركتهما النضالية، والتضامن مع الحزب إزاء ما يتعرض له من  مضايقات. وأعطى السيد الشماري للمضربين بسطة عن مختلف التحركات المساندة للإضراب بالخارج.   الطاهر بالحسين يمنع من الدخول حالت قوات الأمن المرابطة أمام المقر المركزي دون دخول المناضل السياسي والحقوقي ومدير قناة الحوار التونسي، والصحفي بالقناة أيمن الرزقي إلى المقر ولقاء المضربين عن الطعام  رغم الاحتجاج الكبير من قبل الضيفين ومناضلي الحزب الديمقراطي مما اضطر الأستاذ أحمد نجيب الشابي للنزول إلى الشارع وتحية الطاهر بالحسين.   العميد الصّيد يعود المضربين أدى العميد البشير الصيد زيارة للمضربين عن الطعام بادلهما فيها التهاني بعيد الفطر المبارك و مطمئنا على صحتهما و مطّلعا على آخر تطورات الحركة الاضرابية.    وفود رابطت بالمقر رابطت طيلة أيام العيد بالمقر المركزي وفود من جهات صفاقس ومدنين وتطاوين وسيدي بوزيد وسوسة وساهمت في المحافظة على التعبئة طيلة أيام العطلة.   معرض فنّي يعرّف بقضية الحرية خصصّ فنان تشكيلي فرنسي زاوية من معرضه في مدينة بار سير مار(Bar sur mer) للتعريف بقضايا الحرية و منها إضراب الجوع الذي يخوضه الأخوين الجريبي و الشابي الذين خصصّ لهما صورا بالمعرض إلى جانب التعريف بقضايا الحرية بروما (مينا مار).   الزيارات تتواصل تواصلت زيارات المناضلين إلى المقر الديمقراطي التقدمي للتضامن مع المضربين عن الطعام وكان من بين الزوار السادة حمة الهمامي وتوفيق بن بريك والعياشي الهمامي وعبد اللطيف المكي  وخالد الكريشي  وصالح بن عبد الله  والحبيب مرسيط  ومحمد الحماص  وعبد الرحمان الهذيلي   ومسعود الرمضاني .

بيان مشترك
 
نحن رؤساء فروع الرابطة التونسية   للدفاع عن حقوق الإنسان الممضين أسفله ، وعلى اثر دخول السيدة مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي والأستاذ نجيب الشابي مدير جريدة الموقف في إضراب مفتوح عن الطعام منذ 20 سبتمبر 2007 ، احتجاجا على محاولات السلطة  إخراج حزبهما من مقره المركزي،  نعبر عن إدانتنا لحملة التشويه التي يشنها أعضاء من الديوان السياسي والحكومة ووسائل الإعلام المرئية والمسموعة الرسمية والصحف التابعة للسلطة – الشروق، الحدث، الإعلان...- ضد السيدة الجريبي والأستاذ الشابي والتي طالت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ورئيسها الأستاذ مختار الطريفي وكاتبها العام السيد خميس قسيلة.   ونحن إذ ندعو السلطة للكف عن حملات التشويه والتخوين ورفع الحصار عن مقرات الأحزاب والمنظمات ، ومنها مقرات فروع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، فإننا ندعو كل الهياكل الرابطية لمواصلة التمسك بثوابت الرابطة والدفاع عن استقلاليتها واحترام سلطات قرارها ونبذ الصراعات الهامشية ، ضمانا لوحدتها واستمراريتها في واقع الحصار الخانق الذي تعيشه. رؤساء فروع : - بنزرت ، علي بن سالم - المنستير، سالم الحداد - قلبيبة ، قربة،عبد القادر الدردوري - حلق الواد ، الكرم ، المرسى، صفية المستيري - ماطر، محمد صالح النهدي - سوسة ، جمال مسّلم - سليانة، الهادي العيطاوي - باجة ،زهير بن يوسف - المهدية ، محمد عطية - قبلي ، نجيب الهاني - قابس ، المنجي سالم - رادس ، الزهراء، حمام الأنف ، رضا بركاتي - مدنين ، صلاح الوريمي - العمران، باردو، حمادي الزغبي - توزر،نفطة ، شكري الذويبي - جندوبة ، الهادي بن رمضان - القيروان ، مسعود الرمضاني

 

تونس في 16/10/2007

 

بلاغ إعلامي

 

 

توجه صبيحة اليوم الأستاذين المطرودين عمدا :محمد مومني و على الجلولي إلى مقر وزارة التربية و التكوين و ذلك لمتابعة ملفهما و خصوصا الحصول على تفسير قانوني للمظلمة التي تعرضا إليها و المتمثلة في طردهما من العمل رغم تميز تقاريرهما البيداغوجية و التربوية و التي توصي بتجديد الانتداب، و بوصولهما إلى بهو المقر المذكور رفض أي مسؤول مقابلتهما ولا حتى تمكينهما من موعد لاحق و هو ما جعلهما يقررن الاعتصام على عين المكان.

و عوض تلبية مطلبهما و معاملتهما كمواطنين، تدخلت مجموعة من مفتولي العضلات من أعوان امن بالزى المدني و أخرجتهما بالقوة مستعملة العنف اللفظي و البدني، مما خلف  خدوشا باليد اليسرى للأستاذ على الجلولي، و رضوضا في أماكن مختلفة من جسد الأستاذ محمد مومني، وقد كان ذلك على مرأى و مسمع من مسؤولي و موظفي الوزارة و المواطنين الذين أقفلت أمامهم أبواب الوزارة حال إعلان الاعتصام.

إن هذا النهج التعسفي يعكس مرة أخرى تهرب وزارة الإشراف من أي تفاعل جدي مع قضية المطرودين عمدا، التي لازالت تثير استياء كل من اطلع عليها لما فيها من حيف واضح.

و هذا السلوك المتعنت الذي تنتهجه الوزارة هو ما سيجعل المطرودين أكثر إصرارا على توخي الأساليب النضالية المباشرة دفاعا عن الحق في الحياة و العمل و الكرامة.

عن الأساتذة المطرودين عمدا.

-         محمد مومني

-         علي الجلولي

 

يمكن الاطلاع على المظلمة المسلطة على الأساتذة المطرودين عمدا من خلال الرابط:

http://moumni.maktoobblog.com

 

للمساندة و الاتصال

profexclu@yahoo.fr


 

بيان هام من المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل

 
عقد المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل اجتماعه الدوري يوم 9 أكتوبر 2007 برئاسة الأخ عبد السلام جراد الأمين العام خصص لتدارس الوضع النقابي والاجتماعي بقطاع التربية والتعليم حضره الاخوة الكتاب العامون للهياكل النقابية التالية:   ـ الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي ـ النقابة العامة للتعليم الثانوي ـ النقابة العامة للتعليم الاساسي ـ نقابة متفقدي التعليم الثانوي ـ الجامعة العامة للتأطير والارشاد البيداغوجي ـ النقابة العامة لعملة التعليم العالي والبحث العلمي .   وقد استعرض المكتب التنفيذي مع الاخوة الكتاب العامين لهذه النقابات تطورات الوضع بقطاع التربية والتعليم والاسباب الكامنة وراء بعض التوترات والتحركات الاحتجاجية التي تشهدها بعض الجهات وعديد المؤسسات التربوية منذ بداية العام الدراسي الحالي.   وبناء على العروض التي قدمها الاخوة الكتاب العامون للنقابات المعنية والتى بينوا فيها تردي الحوار الاجتماعي مع الطرف النقابي والتضييق على النقابيين ومعاقبة العديد من المسؤولين منهم أو من الذين شاركوا  في الاضرابات من خلال نقلتهم أو حرمانهم من الترقية أو الخطط الوظيفية أو ممارسة التمييز ضدهم فيما يتعلق بتمديد فترة العمل بعد السن القانونية للتقاعد أو فسخ العقود أو حرمانهم من النقلة مثلما حصل بالتعليم العالي.   كما أكد الاخوة الكتاب العامون لهذه النقابات عدم الالتزام الكامل من طرف وزارتي الاشراف بالمفاهمات والاتفاقيات المبرمة بما نجم عنه نشوب التوترات وتفاقم المشاكل وتراكمها.   وبناء على هذه العروض عبر المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل عن استنكاره لإصرار وزارة التعليم العالي على موقفها الرافض للتفاوض الجدي مع الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي بمختلف التعلات وذلك في اعتداء صارخ على شرعية تمثيل الاتحاد العام التونسي للشغل للمدرسين الجامعيين وفي خرق واضح لقوانين البلاد ولإتفاقيات العمل الدولية التي التزمت بها بلادنا .   وأكد المكتب التنفيذي دعمه الكامل لنضال الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي دفاعا عن تمثيليتها للجامعيين وعن حقها في ممارسة عملها  النقابي بكل حرية بعيدا عن كل أشكال الضغوط والملاحقة والعقاب ومساندته التامة للمطالب المادية والمهنية للأساتذة الجامعيين بكل أصنافهم .     كما اعتبر أن تقديم مشروع القانون التوجيهي للتعليم العالي دون  اشراك وحوار مع هيكلهم النقابي وما تضمنه من تراجع عن عديد المكاسب التي حققتها الجامعة التونسية في بلادنا يعتبر بادرة خطيرة على مستقبل التعليم العالي وعلى المناخ الاجتماعي والتربوي بالمؤسسات الجامعية .   كما عبر المكتب التنفيذي للاتحاد عن استيائه الشديد لتجاوز وزارة التربية والتكوين الاتفاقيات التي عقدتها مع المكتب التنفيذي للاتحاد ونقابات التربية والتعليم الراجعة اليه بالنظر ورفضها التعامل معها كطرف اجتماعي ولجوئها  للتصعيد من خلال اصدارها للعديد من القرارات من جانب واحد بشكل يضر  بمصداقية الحوار بين الطرفين ويضر بمصالح العاملين بمختلف أصنافهم  ويتنكر  لتقاليد الحوار والتعاون التي ميزت على الدوام العلاقات الاجتماعية مع الوزارة ومصالحها المختصة.   واغتنم المكتب التنفيذي للاتحاد الفرصة ليؤكد مجددا دعمه لنقابات التربية والتعليم ونضالاتها دفاعا عن الحق النقابي وعن حقوق منظوريهاوعن مصداقية الحوار الاجتماعي الذي يعتبر احدى مفاخر بلادنا ومكاسب مجتمعنا، كما حيا رغبتها في التوحد وتنسيق مواقفها وتحركاتها لتحقيق ذلك.   وجدد المكتب التنفيذي دعوته للوزارتين المعنيتين لاحترام هياكل الاتحاد والاستجابة لرغبتها في فتح حوار جدي ومسؤول والالتزام الكامل بالاتفاقيات المبرمة حتى يتم فض جميع المشاكل القائمة وحتى نتجنب التعقيدات والتوترات التي تتحمل الوزارتان المذكورتان تبعاتهما وذلك حفاظا على سمعة المؤسسة  التونسية وخدمة لقضايا التربية والتعليم والناشئة في بلادنا ودعما لسياسة الحوار والتشاور والمفاوضة الجماعية التي ميزت على الدوام العلاقات الاجتماعية بتونس.   عن المكتب التنفيذي الأمين العام عبد السلام جراد   (المصدر: جريدة "الشعب" (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 13 أكتوبر 2007)

بسـم الله الرحمـن الرحيـم بيـان مسـانـدة
 
يعرب الطلبة المستقلون بكلية العلوم بصفاقس عن تضامنهم الكامل مع كل من الأخ أحمد نجيب الشابي المدير المسؤول عن جريدة الموقف والأخت مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي في إضراب الجوع الذي يخوضانه ذودا عن حقهما في النشاط الحقوقي والسياسي والنقابي  ودعوتهما إلى جملة من الحريات لطالما مثلت مطلبا أساسيا وضروريا للشعب التونسي. إن الطلبة المستقلون بكلية العلوم بصفاقس يرون أن عملية الطرد الذي تتعرض له جريدة الموقف وكذلك الديمقراطي التقدمي من مقرهما المركزي إنما هي ليست سوى طريقة عقاب من النظام التونسي للمواقف المبدئية للسيد أحمد نجيب الشابي والأخت مية الجريبي من الوضع السياسي والحقوقي الراهن في تونس ومطالبتهما بإصلاحات دستورية ملائمة تسهل عملية التداول على السلطة بطريقة سليمة وديمقراطية ونزيهة وعدم تكريس حكم وسيادة الحزب الواحد والمنهج الواحد، ومطالبتهما بحرية العمل السياسي دون إقصاء أي طرف. إن الطلبة المستقلون بكلية العلوم بصفاقس يؤمنون بأن المعركة التي يخوضها السيد أحمد نجيب الشابي والأخت مية الجريبي ليست معركة فردية ولا خاصة، إنما هي معركة تهم كافة شرائح المجتمع المدني وخاصة قطاع الطلبة لذا فإن الطلبة المستقلين يتبنون بالكامل المطالب التي رفعها المضربان عن الطعام والتي يرفعها أيضا كل الحقوقيين والمنتصرين للخيار الديمقراطي، ويتمسكون خاصة بالعفو التشريعي العام والذي يجب أن يشمل كافة الطلبة والكفاءات الذين قضّوا في غياهب السجون ربيع أعمارهم وعلى رأسهم عبد الكريم الهاروني عميد مساجين الجامعة التونسية والطلبة المعتقلين من كلية العلوم بصفا قس. يكبر الطلبة المستقلون الأخوة مضربي الجوع لمواقفهم الوطنية التي رفعاها على مدى مسيرتهما النضالية كما يحيّي الدور الذي تلعبه جريدة الموقف في المسيرة النضالية والحقوقية ومن هنا نعتبر أن جريدة الموقف مكسب وطني يجب الحفاظ عليه ودعمه. من هذا المنطلق نعلن نحن الطلبة المستقلون: 1 عن دعمنا الكامل لإضراب الجوع الذي يخوضه السيد أحمد نجيب الشابي والأخت مية الجريبي. 2 تبني مطالبهما بالجملة. 3 دعوة النظام إلى رفع المضايقات التي تتعرض لها جريدة الموقف والديمقراطي التقدمي. 4 دعوة كافة الفعاليات الحقوقية والنقابية إلى وحدة النضال والالتفاف حول المضربين و تبني مطالبهم والسعي لتحقيق مناخ ديمقراطي من أجل وطن أفضل يشارك في صياغة ملامحه الجميع بدون استثناء.   الطلبة المستقلون بكلية العلوم بصفاقس

غوانتانامو أو بداهة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان

 
بمشاركة كل من الدكتور فؤاد رياض القاضي السابق في المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بيوغسلافيا السابقة (مصر) المحامي ويليام بوردون، رئيس جمعية شيربا (فرنسا) الدكتور هيثم مناع، المتحدث باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان (فرنسا) المحامي غريس شانغ، من مؤسسة ريبريف (بريطانيا) الأستاذ يوسف الشولي، نائب رئيس اللجنة العربية للدفاع عن الصحافيين (قطر) المحامي رشيد مصلي، المسئول القانوني في الكرامة من أجل حقوق الإنسان(سويسرا) الدكتور هوغو دياز بالبوينا، دكتوراه في القانون الدولي (باراغواي) باسم الحرب على الإرهاب، تنفذ الإدارة الأمريكية أخطر تشريع لأحدث وسائل التعذيب والعسف خارج أية محاسبة قانونية. وفي معسكر غوانتانامو، كل المبادئ التي تحمي الحقوق الإنسانية تتعرض للإفقار والتفريغ من معناها حيث من يدّعي الدفاع عنها يركلها بالأقدام. إن كانت مأساة غوانتانامو يمكن أن تستمر حتى نهاية ولاية الرئيس الأمريكي بوش، فإن مصير السجناء أصبح غير محدد وهلامي أكثر من أي وقت مضى. تسليم بعضهم لبلدانهم يعني تعرضهم للتعذيب والمعاملة السيئة وأشباه محاكمات. بعض المعتقلين يبحثون عن أرض لجوء سياسي بعد المأساة، احتمال نقل عدد كبير من المعتقلين لسجون سرية وارد أيضا. من جهة أخرى، ماذا عن الجلادين وأصحاب القرار الذين وضعوا ترسانة حماية قانونية لا سابق لها لضمان غياب المحاسبة الكامل، هل سينجحون في ذلك؟ حول مستقبل السجناء والجلادين مختصين من منظمات حقوقية وأكاديميين عملوا من أجل إغلاق غوانتانامو يتحدثون إليكم في مقر الجمعية العامة (البرلمان الفرنسي) حول وضع معسكر العار واحتمالات ما بعد غوانتانامو. يوم الثلاثاء 30 أكتوبر 2007 من الساعة العاشرة صباحا حتى الساعة الرابعة عشرة بعد الظهر في مقر الجمعية العامة (البرلمان الفرنسي) على العنوان التالي Le premier Bureau- Palais Bourbon   -  126, rue de l'université      75007 Paris Métro: Assemblée nationale ligne 12  et  Invalides  Ligne 13 التسجيل إجباري ومجاني  48 ساعة قبل الحضور على رقم الفاكس 0033146541913 أو البريد الالكتروني        achrhm@noos.fr   المنظمات المشاركة: اللجنة العربية لحقوق الإنسان، جمعية الحقوقيين في الأمريكيتين، اتحاد المحامين العرب، ريبريف، الملتقى الثقافي العربي الأوربي، منظمة صوت حر، الكرامة من أجل حقوق الإنسان، التنسيق العالمي من أجل سامي الحاج، اللجنة العربية للدفاع عن الصحافيين، المرصد الفرنسي لحقوق الإنسان، حماية المدافعين عن حقوق الإنسان في العالم العربي.

الأمن السياسي يداهم منزل الطالب"شاهين السافي

 

 
بعد ظهور الطالب شاهين السافي (منسق مكتب الشباب الديمقراطي التقدمي بصفاقس) على قناة الحوار التونسي و إدلائه بحديث انتقد فيه الهجمة الهسترية التي تشنها السلطة على شباب الحزب الديمقراطي التقدمي آخرها اعتقال الشاب "ياسين الجلاصي"بتهمة لا أساس لها من الصحة ،داهم أعوان الأمن السياسي بصفاقس منزل عائلته في ساعة متأخرة من الليل و بعدم وجود "شاهين" في المنزل كرر أعوان الأمن مداهمة المنزل فجر هذا اليوم وقاموا بترهيب أفراد عائلته وتهديدهم بأن مصير مجهول ينتظر ابنهم إن واصل انتمائه للحزب الديمقراطي التقدمي. أفادنا الطالب شاهين السافي بأن أعوان الأمن كانوا متأكدين من عدم وجوده في المنزل و تعمدوا مداهمة المنزل في محاولة فاشلة للضغط على عائلتي و صدي عن مواصلة نضالي النقابي و السياسي من أجل تحقيق الحرية للشعب التونسي ،كما أكد لنا بأن رئيس مركز الشرطة بساقية الداير اتصل به هاتفيا و طلب منه الحضور للمركز ،الشيء الذي رفضه "شاهين" و تمسك بضرورة إرسال استدعاء رسمي لذلك مع ذكر أسباب الحضور للمركز. http://www.pdpinfo.org

 

 

انتشال جثث 3 مهاجرين قبالة السواحل التونسية وليبيا تستقبل 50 جنحت سفينتهم في البحر

 
تونس ـ طرابلس ـ ا ف ب ـ وكالات: قالت صحيفة تونسية امس الاثنين ان البحر لفظ عند سواحل مدينة بنزرت ثلاث جثث مجهولة الهوية لمهاجرين غير شرعيين، بينما استقبلت ليبيا صباح امس حوالي خمسين مهاجرا غير شرعي قام زورق صيد اسباني بانقاذهم بعد جنوح مركبهم في البحر المتوسط. وتوقعت صحيفة الأسبوعي التونسية ان تكون هذه الجثث لجزائريين حاولوا التسلل خلسة الي السواحل الايطالية، غير ان مركبهم غرق في عرض البحر، لا سيما وان وسائل الاعلام الجزائرية تحدثت في وقت سابق عن اختفاء عدد من المهاجرين غير الشرعيين. واوضحت أن الحرس البحري الذي انتشل هذه الجثث غير بعيد عن شاطئ بلدة سجنان من محافظة بنزرت (70 كيلومترا شمال تونس العاصمة)، نقل هذه الجثث الي احدي المستشفيات لفحصها وتشريحها قبل دفنها. من جهة أخري، أشارت الصحيفة التونسية الي ان الحرس البحري التونسي تمكن من احباط محاولتين جديدتين للهجــــرة غير الشرعية باتجاه جزيرة لامبيدوزا الايطالية انطــلاقا من السواحل التونسية،شارك فيهما 13 شابا تونسيا. وأشارت الي أن عملية احباط المحاولة الأولي التي شارك فيها 8 شبان تونسيين تمت عند شاطئ حمام الأغزار من محافظة نابل (67 كيلومترا شمال شرق العاصمة تونس)، بينما تمت عملية احباط المحاولة الثانية التي شارك فيها خمسة شبان عند شاطئ بلدة رجيش من محافظة المهدية (200 كيلومتر شرق تونس العاصمة). يذكر ان محاولات الهجرة غير الشرعية باتجاه السواحل الاٍيطالية انطلاقا من الشواطئ التونسية التي يبلغ طولها 1300 كلم عادة ما تتزايد خلال الصيف علي الرغم من الاٍجراءات الأمنية المشددة التي اتّخذتها السلطات التونسية للحد من هذه الظاهرة. في سياق متصل استقبلت ليبيا صباح امس الاثنين حوالي خمسين مهاجرا غير شرعي قام زورق صيد اسباني يرفع العلم البرتغالي بانقاذهم بعد جنوح مركبهم المتهالك في البحر المتوسط حسب ما اعلن مصدر رسمي ليبي. وذكر المصدر ان المهاجرين في صحة جيدة. واضاف المصدر انه بمبادرة من الزعيم الليبي معمر القذافي تمت الموافقة علي استقبال سفينة تحمل مهاجرين غير شرعيين ، معتبرا ان ذلك يشكل نتيجة للعلاقات الجيدة مع اوروبا ودليلا علي وقوف القذافي مع اشقائه الافارقة . واوضح المصدر ان المهاجرين غير الشرعيين كانوا متجهين الي ايطاليا وجنح زورقهم امام السواحل الليبية والتقطهم زورق صيد اسباني يرفع علما برتغاليا. وكان صاحب زورق الصيد قال في وقت سابق لشبكة سي ان ان ان السلطات الليبية وافقت علي استقبال المهاجرين. واضاف بات في امكاننا الدخول الي ميناء طرابلس . ومن ضمن هذه المجموعة ثلاثة اطفال وخمس نساء. ومنتصف حزيران/يونيو قام زورق صيد اسباني بانقاذ 25 مهاجرا افريقيا قبالة سواحل ليبيا. وكانت السلطات الليبية رفضت في البداية استقبالهم ثم وافقت.   (المصدر: صحيفة "القدس العربي" (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 أكتوبر 2007)


الرئيس التونسي يقر إجراءات بعد فيضانات قتلت 11 شخصا

 
تونس (رويترز) - قالت مصادر رسمية يوم الاثنين ان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أمر بتجميد البناء في منطقة منكوبة جراء فيضانات تسببت في مقتل ما لا يقل عن 11 شخصا وفقدان خمسة اخرين. واضافت المصادر ان بن علي دعا الى عقد اجتماع وزاري لمتابعة اثار الفيضانات ودارسة الوسائل الكفيلة بتوفير مزيد من الحماية في مواجهتها. وامر الرئيس بتجميد اصدار ترخيص البناء في منطقة سبالة بن عمار وتجميد انشاء كل ما من شأنه ان يمثل حاجزا امام السيول باعتبار المنطقة معرضة للفيضانات بحكم المرتفعات المحيطة بها. وقالت مصادر رسمية ان طوفان المياه بمنطقة سبالة بن عمار على مشارف العاصمة جرفت العديد من العربات والركاب لتقتل 11 شخصا بينما لا يزال خمسة اخرين في عداد المفقودين. كما امر الرئيس التونسي بربط كل الدراسات التي تتعلق بمنشآت البنية الاساسية والمشاريع العمرانية بدراسة مائية تخص كل واحدة منها. وانتقد حزب الخضر للتقدم المعارض في وقت سابق يوم الاثنين بطء تدخل بعض الهياكل الادارية على غرار الديوان الوطني للتطهير والبلديات مما زاد سوء الاحوال وسط العاصمة. ودعا رئيس الجمهورية الى التنسيق بين مختلف الوزارات المعنية عند انجاز المشاريع العمرانية لتفادي اي انعكاسات سلبية. وتلقى الرئيس التونسي مكالمتين هاتفيتين من الرئيس الموريتاني سيدي ولد الشيخ عبد الله والزعيم الليبي معمر القذافي عبرا فيها عن تعاطفهما مع تونس للاضرار التي خلفتها الفيضانات. وقالت مصادر ليبية ان الزعيم معمر القذافي اكد استعداد بلاده لتقديم المساعدة اللازمة لتونس لتجاوز الاضرار الناجمة عن الفيضانات. وتسببت الامطار الغزيرة التي اجتاحت تونس في حوادث سير وانقلاب عربات وحافلات وغرق عربات اخرى اضافة الى خسائر مادية جسيمة خصوصا في منطقة سيدي البشير المحاذية للعاصمة ومنطقة لافيات بقلب العاصمة.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 15 أكتوبر 2007)

أمطار طوفانية في تونس

 
كمال بن يونس بي بي سي - تونس   شهدت تونس وخاصة على السواحل وفي العاصمة هطول أمطار غزيرة، اكتست أحيانا صبغة عنيفة وتسببت في خسائر بشرية من بينها 11 قتيلا و5 مفقودين في ألعاصمة وحدها فيما اضطربت حركة المرورـ التي تشهد كثافة غير عادية أيام العيد ـ وشلت خسائر مادية هائلة في كامل البلاد بسبب الفيضانات.   والمعروف أن أمطار الخريف العنيفة متوقعة سنويا في بلدان شمال افريقيا ومنها تونس، لكن الزوابع الرعدية التي شملت العاصمة التونسية وجل جهات البلاد في اليوم الثاني من إحتفالات التونسيين بعيد الفطر تسببت في بلبلة وادت حسب المصادر الرسمية الى سقوط قتلى وجرحى وفي عدد من المفقودين ألاخرين خاصة في الطريق الرابطة بين الضواحي الغربية للعاصمة التونسية ومدينة بنزرت السياحية والتاريخية التي أعلن الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس بن علي أمر بالغاء الاحتفال الكبير الذي كان من المقررأن ينظم فيها الاثنين في ذكرى معركة الجلاء العسكري أي معركة اخراج آخر قوات الاحتلال الفرنسي قبل خمسة وأربعين عاما. كميات هائلة من البرد   مصادر المعهد الوطني للرصد الجوي فسرت حجم الخسائرالبشرية والمادية بقوة تهاطل الامطار المصحوبة بالبرد والصواعق في ظرف وجيز بلغ أحيانا نحو مائتي مليمتر في أقل من ساعتين فيما انتقدت بعض وسائل الاعلام المستقلة ما وصفته تقصيرمؤسسات صرف مياه الامطار وشبكتها التي أوردت أنها لم تواكب تضاعف عدد سكان العاصمة التونسية بسرعة من حوالي مليون ساكن إلى حوالي 3ملايين.   وقد تسبب البرد في الحاق اضرار بعدد كبيرمن السيارات واصابة مترجلين بجروح متفاتة الخطورة. جثث ومفقودون   وقد أعلنت مصالح شرطة المرور وقوات الحماية المدنية أنها لا تزال تبحث عما لا يقل عن 8 مفقودين جرفتهم المياه العنيفة داخل سياراتهم وأكدت انها انتشلت ما لايقل عن تسعة جثث غربي العاصمة.   ورغم استبشار المزارعين في جهات عديدة بهذه الامطار فإن أصحاب بساتين الزيتون تضرروا منها كثيرا بسبب عنفها واقترانها بتهاطل كميات هائلة من البرد الذي تسبب في اتلاف نسبة هائلة من محصول الزيتون الذي كانت التوقعات ترجح أن يحقق ارقاما قياسية خلال موسم الجني الذي يبدأ الشهر القادم.   ويقول خبراء الانواء الجوية إنهم يتوقعون استمرار هطول الامطار يوم الاثنين.   (المصدر: موقع بي بي سي بالعربية بتاريخ 15 أكتوبر 2007) الرابط: http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/arabic/middle_east_news/newsid_7044000/7044838.stm


 

في بيان حاد اللهجة الهيئة الشرعية لجمعية القضاة التونسيين تطالب برفع الحصار عنها.

 

 
تونس:سفيان الشّورابي بمناسبة الإعلان عن افتتاح السنة القضائية الجديدة، أصدرت الهيئة الشرعية لجمعية القضاة التونسيين التي يرأسها السيد أحمد الرحموني بيانا، جددت فيه دعوتها لوزارة العدل التونسية لرفع الوصاية المفروضة على هياكل الجمعية، و رفضها لجميع المؤتمرات التي تلت عملية الانقلاب التي حاكت خيوطها سلطات الإشراف سنة 2005. واعتبر البيان، الذي تحصلت "الجمهورية و العالم" على نسخة منه، أن الهيئات المنصبة حاليا " يتمثل دورها الأساسي في إلغاء حق القضاة في الاجتماع والتعبير وتغييب مشاغلهم وتطلعاتهم الحقيقية نحو سن قانون أساسي حام للقضاة يكرس المعايير الدولية لاستقلال السلطة القضائية ومنها بالأساس مبدأ عدم نقلة القاضي بغير رضاه واعتماد انتخابات حقيقية لنوابهم داخل المجلس الأعلى للقضاء والتّنصيص صلب قانونهم الأساسي على وضعهم كسلطة مستقلة وعلى حق القضاة في التنظم والتعبير داخل الهيكل الممثل لهم". وكانت مجموعة من القضاة يمثلون أقلية داخل المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين، قد عقدوا عام 2005 مؤتمرا شابت فعالياته الكثير من الشوائب؛ على غرار طريقة الدعوة للمؤتمر، و توزيع النيابات، و عدد الحاضرين الخ. وهو ما رفضته غالبية أعضاء المكتب التنفيذي و الهيئة الإدارية للجمعية حينها. غير أن الدعم المطلق الذي حظي به المكتب المنصب الجديد، مال بالكفة لصالحهم. ومن جهتهم، تصدى أعضاء الهيئة الشرعية لمثل الاعتداءات، حيث قاموا برفع الدعاوى الاستعجالية والأصلية لإيقاف وإبطال المؤتمرين غير الشرعيين لسنتي 2005/2006 وذلك لتسجيل وإثبات كل الخروقات القانونيّة الفادحة التي شابت إجراءات عقد المؤتمرين وللتعبير عن رفض الأساليب الانقلابية في التداول على الهياكل الشرعية وعلى خطورة تكريس تلك التّقاليد في الاعتداء على القانون في صفوف القضاة. كما قاموا في نفس الإطار، بالاتصال بالاتحاد العالمي للقضاة الذي يجمع معظم نقابات و هيئات السلك القضائي في العالم، لتحسيسهم بخطورة المسألة وهو ما أفرز" قرار الإتحاد عقد جلسة خاصة قبل موفى ديسمبر 2007 بإحدى الدول الأوروبية سيستدعى لها أعضاء الهيئة الشرعية وذلك للنظر في ملف الجمعية بمحضرهم". وفي سياق ذي صلة، من المنتظر أن يشارك أعضاء الهيئة الشرعية في ندوة حول تونس، ستنعقد بالعاصمة الأمريكية واشنطن خلال شهر نوفمبر القادم. تنظمها كل من منظمة (حقوق الإنسان أولا) بالتعاون مع منظمة العفو الدولية؛ فرع الولايات المتحدة، و منظمتي (هيومن رايتس واتش) و ايفكس. كما يعتزم القضاة المشاركة أيضا، في مجموعة من اللقاءات مع عدد من المؤسسات الأوربية خلال الأسبوع الأول من شهر نوفمبر في مدينة بروكسال البلجيكية، بدعوة من الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان. يذكر أن السلطات التونسية، منعت في وقت سابق أعضاء الهيئة الشرعية لجمعية القضاة من السفر. في مناسبة أولى، للمشاركة في الاجتماع التاسع و الأربعين للاتحاد العالمي للقضاة في المجر في سبتمبر 2006، و في مناسبة ثانية، لحضور الملتقى الذي نظّمته الشبكة الاورو- متوسطية في باريس في سبتمبر 2007 حول موضوع " حياد واستقلال القضاء – المثال التونسي "
 
المصدر: صحيفة "الجمهورية والعالم"(الاسكندرية - مصر) بتاريخ 15 أكتوبر 2007 http://www.newsofworld.info/?do=show&cat=1&id=240


العثور على أمريكي وزوجته متوفيين في تونس

 
تونس في  15اكتوبر /قنا / عثر اليوم على نائب مدير المدرسة الامريكية في تونس مايكل ادامس  وزوجته متوفيين في مقر اقامتهما بضاحية " قمرت "  الواقعة شمالي تونس العاصمة . وقالت مصادر امنية انه تبين من المعاينة ان المسكن كان مغلقا من الداخل بسلسلة امان ومحتوياته في وضع عادى ولا توجد به اية اثار خلع او سرقة 00مضيفة ان جهازتسخين الماء الذى يشتغل بالغاز كان مفتوحا بما يفيد ان الموت كان ناجما عن اختناق الزوجين بالغاز. وذكرت المصادر انه اتضح ان الوفاة حدثت قبل اكثر من 48 ساعة من العثور على الجثتين .   (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا – رسمية) بتاريخ 15 أكتوبر 2007)  

بلعيز في تونس لتعزيز التعاون القضائي والقانوني

ملف الجزائريين القابعين بالسجون التونسية ينتظر التسوية

 
الجزائر: ف. لمياء يقوم وزير العدل حافظ الأختام، اليوم، بزيارة عمل إلى تونس تدوم أربعة أيام، حسب ما أعلن عنه بيان للوزارة أمس. وتكون أنظار العديد من العائلات الجزائرية في هذه الأثناء متجهة نحو زيارة بلعيز وما ستسفر عنه من قرارات وإجراءات لصالح جزائريين قابعين بالسجون التونسية منذ سنوات ومحكوم عليهم في قضايا مختلفة. ويعتبر ملف الجزائريين الموجودين في السجون التونسية من أهم الملفات الحساسة المطروحة في السنوات الأخيرة على طاولة اللجنة المشتركة الكبرى الجزائرية التونسية.  وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قد قام، منذ سنتين، وبالتحديد في 17 مارس 2005، بإصدار قرار خاص بالإفراج المشروط عن 116 سجين جزائري محكوم عليهم في عدة قضايا، منها المتعلقة بالسرقة أو الهجرة السرية أو التهرب من تسديد فواتير أو الشجار. وهو القرار الذي لم يتبع إلى حد الآن بأي مبادرة مماثلة من الطرف التونسي، في انتظار ما ستسفر عنه زيارة بلعيز ابتداء من اليوم.   (المصدر: صحيفة "الخبر" (يومية – الجزائر) الصادرة يوم 16 أكتوبر 2007)

تونس: خلافات بين رجال الأعمال حول تحرير التجارة مع الاتحاد الأوروبي

 
تونس – سميرة الصدفي
تتأرجح توقعات رجال الأعمال التونسيين بين التفاؤل والخوف مع اقتراب موعد الإلغاء الشامل للحواجز الجمركية مع الاتحاد الأوروبي، المُقرر مطلع السنة المقبلة تنفيذاً لاتفاق الشراكة الذي توصل له الجانبان عام1995.   وألغت تونس والاتحاد الأوروبي الضرائب على مبادلاتهما التجارية تدريجاً خلال السنوات الإثنتي عشرة الماضية، باعتماد نظام اللوائح الذي قسّم المنتجات الصناعية إلى أربعة أصناف رئيسة. ومع نهاية السنة الجارية، يُستكمل إلغاء الضرائب على المنتجات المسجّلة في اللائحة الرابعة. وكانت تونس أول بلد متوسطي وقّع اتفاق شراكة مع الاتحاد، وبدأ تكريسه اعتباراً من 1998 وهو يرمي الى إنشاء منطقة للتبادل الحر بعد عشر سنوات من بدء تنفيذ بنوده.   ورأى بعض رجال الأعمال في التحرير الكامل للمبادلات مع الاتحاد الأوروبي «فرصة لتحسين نوعية المنتجات وتطوير أداء الصناعة المحلّية وزيادة حيويتها، بفضل المنافسة مع اقتصادات قوية»، في حين أبدى آخرون مخاوف من اهتزاز النسيج الصناعي المحلّي وانهيار مؤسسات صغيرة، بسبب عدم قدرتها على الصمود أمام المنافسة الخارجية.   ولا تتوافر تقديرات علمية دقيقة للانعكاسات المحتملة لمرحلة الانفتاح الكامل على الاتحاد الأوروبي، الشريك التجاري الرئيس لــتونس، لكن الثابت أن قواعد اللعبة الاقتصادية مُقبلة على تغييرات جوهرية مطلع السنة المقبلة. وأتى تحرير المبادلات على السنوات الإثنتي عشرة الماضية استكمالاً لسياسة الانفتاح الاقتصادي التي انتهجتها تونس منذ 1986 تاريخ اعتماد «خطة الإصلاح البنيوي للاقتصاد» في أواخر عهد الرئيس الراحل، الحبيب بورقيبة، استجابة لنصائح «صندوق النقد الدولي».   ولا يقتصر اتفاق الشراكة على القطاع الزراعي، بل يشمل قطاعي الصناعة والخدمات، وصولاً إلى إقامة منطقة للتبادل الحر بين الجانبين تنفيذاً لتوصيات «منظمة التجارة العالمية». واتخذت تونس إجراءات لتعزيز البنية الصناعية المحلية، استعداداً للمنافسة الأوروبية القوية، وباشرت تنفيذ خطة لتأهيل المصانع المحلية ترمي إلى تحسين القدرات التنافسية للمصانع المحلية وتعزيز مواقعها في الأسواق الخارجية. وشملت الخطة التي وُضعت في أواخر العقد الماضي تأهيل 3500 مصنع باستثمارات تقدر بـ4 بلايين دينار (نحو 3 بلايين دولار)، طبقاً لإحصاءات وزارة الصناعة، موّل الاتحاد القسم الأكبر منها. أما المصانع الـ1199 الباقية، فباشر أصحابها إعداد دراسات التشخيص وتقدير الاستثمارات اللازمة لتمويل عمليات التحديث بالاعتماد على خدمات المراكز الفنية القطاعية التي أنشأتها السلطات، إضافة إلى مكاتب الدراسات الخاصة.   ابرز الصناعات التونسية   وجاء قطاع المنسوجات والملبوسات في المرتبة الأولى من حيث عدد المصانع التي أخضعت لبرامج التحديث، إذ قُدر بـ 957 مصنعاً، وبنسبة 42 في المئة. واستقطب قطاع الصناعات الغذائية 21 في المئة من الاستثمارات الإجمالية، وارتفع عدد المؤسسات المستفيدة من استثمارات التكنولوجيا إلى 1705، نظراً الى حاجة المصانع إلى تجهيزات متطورة في إطار خطط التحديث الصناعي.   وبلغت حصة المصانع الصغيرة والمتوسّطة 68 في المئة من المصادقات الإجمالية على خطط التأهيل، ما يدلّ على ندرة المصانع الكبيرة في النسيج الصناعي المحلّي الذي يعتمد أساساً على المنسوجات والصناعات الكهربائية والإلكترونية، المتخصصة بتصنيع التجهيزات اللازمة لشركات السيارات الأوروبية.   ورأى خبراء اقتصاديون أن إطلاق خطط التأهيل «جاء متأخراً»، فباستثناء «خطة التحديث الصناعي» التي بدأ تنفيذها منذ 2004 أطلقت الخطط الثلاث الأخرى في 2005، أي قبل ثلاث سنوات فقط من موعد الإلغاء الكامل للضرائب على الواردات الأوروبية. وحققت بعض فروع الصناعة، بخاصة مصانع التجهيزات الكهربائية والإلكترونية للسيارات، تقدماً ملحوظاً في السنوات الأخيرة وزاد حجم مساهمتها في الصادرات. لكن على رغم التحسن المُسجّل في أداء غالبية المصانع المحلية المُنخرطة في خطط التحديث، يشكك خبراء في قدرة النسيج الصناعي المحلي على امتصاص «الخضّة» التي سيتلقاها مع تكريس الفتح الشامل للأسواق. ويحضون على «تسريع خطوات التحديث الصناعي لمجابهة غزو السلع الأوروبية الأسواق المحلية واحتمال خفض الأسعار بعد إلغاء الضرائب على الواردات من أوروبا». ويحذّرون في الوقت ذاته من تناقص إيرادات الدولة الجبائية والجمركية في الأمد المتوسّط بسبب إلغاء الضرائب على الواردات.   وتُشكل الأسواق المغاربية، التي تضم 80 مليون مستهلك، «الفضاء الحيوي الطبيعي» للمؤسسات الصناعية والخدماتية التونسية. ويحول شلل عمل «الاتحاد المغاربي» (يضم كلا من المغرب وليبيا والجزائر وموريتانيا وتونس) دون الاستفادة من فرص التكامل المتاحة بين البلدان الخمسة. إذ تعطّل الاتحاد، الذي أنشئ عام 1989، بسبب إغلاق الحدود بين الجزائر والمغرب في 1994 وهي السنة التي شهدت آخر قمة جمعت رؤساء الدول الخمس في تونس.   (المصدر: صحيفة "الحياة" (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 أكتوبر 2007)


أحد زعماء المعارضة التونسيين " إن معتقل غوانتينامو إنما هو مؤشر على أن الولايات المتحدة الأمريكية تتحول رويدا رويدا من دولة ديمقراطية إلى نظام ديكتاتوري متسلط "

الدكتور منصف المرزوقي: "الدول العربية بأسرها ليست إلا معتقلات ضخمة"

 
أجرى الحوار : طوران قشلاقتشي - أخبار العالم   لفت الأنظار بأنشطته الفعالة في سبيل حماية حقوق الإنسان ، هو السياسي الحركي والكاتب التونسي الدكتور منصف المرزوقي . إلتقت به أخبار العالم في حوار جال فيه معنا في تحليل لآخر المستجدات على ساحتي العالم الإسلامي والغرب    الحملة الدولية لاغلاق معتقل غوانتينامو هل تجد قبولا عند الغرب وما هي النتائج التي يمكن أن تحققها؟   أولا أحب أن أشير الى أن الخطورة فيما يتعلق بمعتقل غوانتينامو هو انه اول معتقل إستبدادي في دولة ديمقراطية فمن المعروف أن الدول الديمقراطية تختلف عن الدول الاستبدادية في جملة من المظاهر منها أنها لاتمارس التعذيب وأنها تحترم جملة من الحريات وخطورة ظهور هذا المعتقل هنا تكمن في أن الولايات المتحدة يبدو وأنها بدأت تنزع الى النظام الاستبدادي وخطورته أيضا في أن ما قامت عليه الولايات المتحدة من مبادئ أصبح منتهك بشكل فاضح ومكشوف   والقضية هل المجتمع المدني الغربي والامريكي منه خاصة سينتبه الى أنه أصبح منجرف نحو الاستبداد و هل سيقاوم أم لا وحيث أنني كاتب عن الديمقراطية وتاريخها ولي كتب عديدة في هذا الموضوع فإنني أرى أن لهذه الاشكالية وجهان أحدهما سياسي والآخر نظري فالمؤشر الآخر الخطير هو أصدار تشريعات استبدادية كما هو الحال في الدول الاستبدادية يعني كالدول العربية فهل سيقاوم المجتمع المدني هذا التوجه ، في اوروبا كانت هناك مقاومة وردود فعل عديدة لهذا السجن منذ البداية وفي أمريكا بدأت كإشكاليات قانونية فقط ثم تطور هذاالتوجه فانشأ اتحاد الجمعيات الدينية المناهض للتعذيب وجمع جمعيات اسلامية ومسيحية ويهودية امريكية تطالب بوقف عمليات التعذيب وإغلاق عوانتينامو في العام 2002 ولكن بوجه عام فإن ردة الفعل في المجتمع الامريكي لم تكن بالقوة المطلوبة حيث أن هذه الممارسات كانت مؤشر خطر على أن الديمقراطية بدأت تنزلق ولكن أيضا وقع المجتمع الامريكي تحت طائلة عملية غسيل دماغ مكثفة من قبل إعلام موجه    الإستبداد السياسي في الغرب يتراجع   ويقول نيتشه الفيلسوف الالماني أنه عندما نعطي الكثير من الحريات فإنها المجتمع يتحول تدريجيا نحو الاستبدادية فهل هذا يعني أن المجتمع الامريكي سيواصل إنزلاقه نحو الاستبدادية أم سيقاوم وفي رأي أن الاستبداد هو مكون اساسي في طبيعة المجتمعات والدول وأن الديمقراطية عندما تنتصر فإنها تنتصر على خصم سياسي ولكنه لاينتهي بل يتراجع ويكمن حتي تسنح الفرصة فيعاود الانقضاض ففي اوروبا مثلا نرى أنواعا من الاستبداد الاقتصادي أما الاستبداد السياسي في الغرب الان فإنه يستغل ما يسمى بالارهاب كذريعة ليعود الى الساحة من جديد وأنا أعتقد كمفكر ديمقراطي أن غوانتينامو هو نذير خطر على الغرب نفسه لان الديمقراطية الغربية في خطر بدعوى محاربة الارهاب     الدول العربية بأسرها ليست إلا معتقلات كبيرة   فيما يتعلق بالسجون السرية في العالم العربي ، أليس الاجدر بالنخب العربية أن تقود حملة دولية لإغلاق السجون والمعتقلات السرية بالبلدان العربية ؟   البلاد العربية هي آخر المعاقل الاستبدادية في العالم هناك 22 دولة عربية هي 22 ديكتاتورية وذلك يعني 22 شبكة معتقلات وأنا كتونسي أعرف ماذا تعني شبكة المعتقلات عندنا بتونس 21 سجن لعشرة ملايين من البشر مع أعلى نسبة مساجين مع أعلى عدد من أفراد للشرطة مقارنة بعدد السكان وكل الدول العربية تعاني من الديكتاتوريات والمعتقلات و هذه المعتقلات تعمل للغير أيضا فعندما تريد دولة ما أن تعذب شخصا ما ترسله لأحد المعتقلات العربية لتقوم بعملية التعذيب وبعد تفكك شبكة السجون في الاتحاد السوفييتي السابق والذي كان يملك أكبر شبكة أصبحت شبكة معتقلات الدول العربية هي الأكبر عالميا ويوجد في الوطن العربي ما يقارب 60 الى 70 ألف سجين سياسي في 22 دولة في الوقت الحالي وهذه النسبة في تصاعد لأن هناك حرب ضد الاستبداد في العالم العربي منذ 20 الى 30 سنة واصبحت هذه الحرب الآن اعنف وأشرس لأنه بسبب الحرب على الارهاب أصبحت أمريكا حليفة لهذه الانظمة الاستبدادية وأضحت الحرب ذات طرفين بينين فمن طرف الولايات المتحدة متحالفة مع الانظمة الاستبدادية والطرف الاخر المضاد هو المجتمعات العربية تحالفها المجتمعات الغربية والشعوب المحبة للسلام كالشعب التركي وكل من يناهض هذه الانظمة ومن يحالفها الان ينعت بالإرهاب ويكون إرهابي واستخدام القوة الغاشمة من قبل الانظمة الديكتاتورية او ما يعرف بارهاب الدولة هو الارهاب بعينه فهي تمارس الخطف والاعتقال والتعذيب والقتل حتى أن ما يسمى بإرهاب الجماعات لايقارن بما تفعله تلك الدول   الولايات المتحدة تضر بالديمقراطيين بممارساتها الحالية   بدأت حركة الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان في العالم العربي تنشط من جديد ، هل هذا يعكس انبعاث جديد ام هو نتيجة مساندة اوروبيةوأمريكية؟   أعطي لك مثالا على كون هذه الحركات وطنية خالصة ، خلال السبعينيات شاركت في الحركة الحقوقية ببلدي تونس هذه الحركة بدأت من القاع وطوال 20 او 30 عاما لم تقبل الادارة الامريكية تقبل حتى بالنقاش معنا فقد كانت حركة نضالية وطنية معنية بالاستبداد المحلي وعندما بدأت الاحزاب الاسلامية في الظهوروتغييرت المخططات الامريكية تدخلت الادارة الامريكية وبدأت تدعم وتمول هذه الحركات وللأسف كان لذلك أسوأ الاثر على الحركة الديمقراطية العربية خاصة بعد مأساة العراق وتدخل الجيش الامريكي لفرض الديمقراطية بالقوة فقد أصبح للرأي العام العربي ردة فعل و أصبح يرى أن كل ما له صلة بالديمقراطية وحقوق الانسان فإنه مرفوض لآنه يتعامل مع الأمريكان مع أن الامريكان لم يدخلوا على خط الديمقراطية والحريات طوال 30 عام وما نحاول الان عمله هو التأكيد على هذه الحركة ليس لها صلة بأمريكا وأنها حركة وطنية أصيلة كما بدأت منذ 30 عام    الأنظمة التي تنهب المال العام تكبت الحريات   ما هي حقيقة أوضاع حقوق الانسان في تونس ؟   بإختصار لا يوجد حقوق للانسان في تونس وأحب أن أذكر أن أي نظام إستبدادي يقوم على قواعد ثلاث: أولا نواة النظام الاستبدادي هو الفساد العام بمعنى وجود نخبة تتميز بالفساد وتستأثر بالمال العام وتتصرف فيه وهو مستشري بشكل خطير في تونس و لكي تمنع محاسبة هذا الفساد تقوم بمنع الحريات وعلى رأسها حرية الرأي لأن حرية الرأي تعني وضع يدك على الفساد ومكافحته وتمنعه بإرهاب الدولة فكل من يحاول كشف او محاسبة المفسدين يتعرض تلقائيا للإعتقال والتعذيب والملاحقة من قبل النظام ففي تونس لايوجد ما يسمى بالديمقراطية او حقوق الانسان فهناك رئيس دولة له 20 عام في الحكم إنتخب نفسه خمس مرات بنسبة 90,5 % وغير الدستور ليبقى في الحكم مدى الحياة وهناك عصابة تتحكم في المال العام والمجتمع يعيش في جو من الخوف والرعب   الدول العربية ليست إلا عدة أنظمة بوليسية    هناك 120 ألف شرطي لعشرة ملايين من التوانسة وهو رقم قياسي في العالم وعند ذهابك الى تونس تجد أنك في دولة طوارئ بوليسية فأنا هنا في تركيا أستغرب عدم وجود شرطة في كل مكان بل أعدادهم قليلة جدا وبالنسبة لي كثافة الشرطة في بلد ما مقياس لمدى شرعية النظام فيها ومدى استقرار هذا النظام ،   أما في تونس فمن لحظة وصولك الى المطار حتى لحظة مغادرتك فإنك تستعرض كافة أنواع الشرطة المعروفة في العالم ناهيك عن الشرطة السرية فأنت محاصر من كل جانب ولذلك أنا لي كتاب يسمي التحرير الثاني فأنا أرى أن كل دولة عربية محتلة داخليا من قبل شرطتها وجيوشها التي تحمي الانظمة الاستبدادية فبعد أن حررنا أبائنا من المحتل الاجنبي أرى أننا يجب أن نناضل لنتحرر من الدولة المحلية التي هي عبارة عن دولة ظالمة وغير شرعية   الديكتاتور يظل متماسكا فقط بالدعم الخارجي   النظام التونسي يبدو قويا ومتماسكا ، ما أسباب ذلك ؟   تونس بلد يتسم بأن شعبه بعيد عن العنف وذلك يرجع للطبيعة الجغرافية لهذا البلد فليس في تونس جغرافيا متضرسة تتيح له العمل المسلح وهو بلد صغير مفتوح على البحر والمجتمع التونسي مجتمع مدني كبير متحضر ومفتوح على اوروبا منذ القدم وله علاقات تاريخية مع كل الشعوب ومنها الشعب التركي ولكنه الان في قبضة نظام يستقوي عليه بالاجنبي   وبشكل عام فإن قوة الانظمة الاستبدادية العربية مستمدة من الدعم الخارجي لها و حيث أنها أنظمة غير شرعية فهي لاتستمد قوتها من شعوبها ولذلك نحن نسمي هذه الانظمة بالولاة حيث أنهم ينوبون عن النظام العالمي الغربي في تحقيق مآربهم ومصالحهم في بلادهم وهذا سخرية منهم حيث أن هذه الانظمة ليست أنظمة محترمة من شعوبها بل إن شعوبها تحتقرها ولذلك فهي تسخر منها   لقد تم القضاء على المعارضة تماما   كيف هي أوضاع المجتمع المدني والمعارضة التونسية ؟   الديكتاتور دمر المجتمع المدني فلا إعلام حر ولاجمعيات مدنية ، ولكي يكتسب لنفسه شرعية مصطنعة أوجد أحزاب سماها معارضة مكونة من البوليس وبعض المأجورين ليبدو وكأنه مجتمع ديمقراطي أما المعارضة الحقيقية فهي مضروبة ومنفية في الشتات بالخارج   ثورة التكنولوجيا ترعب الديكتاتور   كيف ترون مستقبل الديمقراطية في تونس ومستقبل تونس بشكل عام ؟   أولا أنا أخشى من أن الضغط المستمر على المجتمع وكبت الحريات سيؤدي الى نزوع المجتمع الى العنف واستخدام القوة المسلحة للحصول على حقوقه المشروعة والديمقراطية هي مسار يرتكز على أربعة أشياء هي حق التعبير عن الرأي بحرية وحق التنظيم بحيث يستطيع الناس إقامة تنظيمات مدنية و إستقلال القضاء والتداول السلمي على السلطة من خلال إنتخابات حرة ونزيهة وقد تحقق من هذه المرتكزات الاربعة إثنان فقط في الدول العربية هما حرية الرأي وحق التنظيم   وقد ساعد على ذلك الثورة التقنية فلدينا اليوم 140 قناة فضائية تلفازية جعلت الناس تتحدث و تناقش فالوعي السياسي لدى المواطن العربي تدهش لها ونجد الان أحزاب وجمعيات ونقابات عربية وأصبحت السلطة الديكتاتورية عاجزة أي هيكل ضخم مفرغ من الداخل والمعركة الان تدور حول المرتكز الثالث وهو تداول السلطة وهذا سيتطلب بعض الوقت    ولكن المهم أن قدسية الحاكم قد زالت فقد رشحت نفسي للرئاسة أمام زين العابدين وطبعا كان رد السلطة هو وضعي بالسجن لمدة أربعة أشهر عقابا على هذه الجريمة ولذلك فأنا أرى أن المرتكز الثالث يأخذ بعض الوقت ولذلك فأنا أرى – ولا أظن أن أحدا يخالفني الرأي- أن الديمقراطية في العالم العربي تتقدم   (المصدر: "أخبار العالم" (موقع مشترك بين وكالة الأناضول للأنباء ووكالة إخلاص للأخبار – تركيا) بتاريخ 16 أكتوبر 2007) الرابط: http://www.akhbaralaalam.net/news_detail.php?id=7374&uniq_id=1192829238

 

إضراب الجوع وغياب الفاعل الأساسي :

أيــن الجمــاهير؟؟؟

 
د. خــالد الطــراولي ktraouli@yahoo.fr
تتعدد مظاهر الرفض والمقاومة، وتتجدد معاقل الصمود والمواجهة، وتدخل البلاد التونسية منذ أيام في مشهد سياسي أكثر اختناقا واحتقانا، بدخول قيادات الحزب التقدمي في إضراب جوع مفتوح من أجل استرجاع مقرات الحزب المقموعة. تتجدد هذه المظاهر المؤسفة والتي تؤكد في أقل مستواها على حالة اليأس والانغلاق المستشرية في المشهد العام، وإلا كيف يمكن فهم التجاء كل من الأستاذ نجيب الشابي والأخت ميا الجريبي إلى المخاطرة بحياتهما من أجل حقوق بديهية ضمنها العقل البشري والإنساني قبل أن تؤكدها مواثيق وبيانات ودساتير؟. لكن مع تعدد مواقف المقاومة والصمود يقابلها ثبات ظاهرتين أساسيتين: ·  تصلب النظام ولا مبالاته وسعيه الدائم إلى تهميش هذه الحوادث والتصغير من شأنها ومواجهتها بالتعتيم أحيانا، أو بالعصا، أو بكليهما أحيانا أخرى. · أما الظاهرة الثانية وهي التي تعنينا في هذه الورقة وهي التي تقض المضاجع وتجعل الحليم حيران، هو تواصل الغيبة الغريبة والمزعجة والمحيرة للشارع التونسي ولواذه بالسكون والانتظار. الغيبـــة الكبــرى حيرة ودهشة تنتاب المتابع لشؤون السياسة في العالم العربي إجمالا وهو يرى خروج الجماهير في عديد البقاع رفضا ومقاومة للاستبداد، فكانت ثورات أوكرانيا وجورجيا وحتى الطوغو، وغيرها ممن سبق ولحق، وغابت جماهيرنا عن الفعل وبقيت خارج التاريخ ولا تزال بين غيبوبة وغيبة وغياب لا يعلم نهايتهم إلا الله ! وقد تعرضت لهذا بإسهاب في عناوين متفرقة في كتابي " الديمقراطية ورحلة الشتاء والصيف" [1]. الحالة التونسية ليست استثناء في هذا الواقع المرير ولا تخرج من هذا التصنيف، فقد بقيت الجماهير غائبة عن موطن الفعل والتجأت إلى زاوية الانتظار والمتابعة من بعيد، والمشي حذو الحائط كلما تململت المعارضة ودخلت في مواجهات سلمية مع الاستبداد، وفتحت بابا للمقاومة، من أجل تأسيس مشهد عام متحرر ومستقل! أين الجماهير التونسية؟ أين الشعب التونسي؟ أين رجاله؟ أين نسائه؟ أين شبابه؟ لماذا لم تخرج الجماهير إلى الساحة منددة بالاستبداد مستنكرة للإقصاء والتعدي، مساندة للإضراب؟ لماذا لم تستجب إلى نداءات المعارضة وهي تناديها بأعلى صوتها للحاق بها في هذا المشوار الطويل؟؟؟ السؤال إذا ليس جديدا ولا يحمل أي فرادة ولكنه تكرار وتجديد يصاحبان حيرة متفاقمة وشبه عجز بدأ يطل بأطرافه بكل قوة، ويدفع بثقله عند البعض نحو مواطن اليأس والاستقالة ومغادرة الساحة على عجل!!!  لماذا خيــار الكهف ؟ الإجابة متعددة ولا شك تتقاسمها أطراف ثلاثة : ·سلطة متشددة ألقت بظلال من الرعب على المشهد وأعطت نماذج في معاملاتها القاسية لكل من تحدثه نفسه بالمعاكسة أو بالتغريد خارج السرب بصوت عال أو خفي، وما جرى للحركة الإسلامية وأتباعها ليس ببعيد، فاستوعبت الجماهير الدرس القاسي ولاذت بالصمت حفاظا على ما تبقى، وهي لا تريد دخول معركة منقوصة لا تتساوى فيها رهانات النصر والفشل. ·تفشي عقلية الإحباط واليأس من أي تحول أو تغيير خارج دواليب القصر، فهيمنت ثقافة "الدنيا مع الواقف" و"فك رأسي واضرب" و "الي جابتو ساقيه العصا ليه" وهذه الثقافة التي ولّدت هذه العقلية لا يجب استنقاصها من أي رصد لسبب تخلف الجماهير، بل أني أزعم أن البداية تكون من هنا، من هذا الباب النفسي الذي بسقوطه تسقط عقلية وثقافة عوّل عليها الاستبداد ووظفها،  ثم ُيبنَى من بعدها على بياض. ·نصيب المعارضة وهو المهم في هذه الورقة والذي يفك أسرنا من منهجية المؤامرة ويدفعنا إلى الوقوف على سلبياتنا ومراجعة جدية وسليمة لمواقفنا ومنهجياتنا، وهو ما سنسعى إلى تبيانه في الفقرات اللاحقة. لقد كسب النظام ولاشك أحد عناصر معادلة الانتصار والهيمنة بتحييد موقف جانب كبير من النخبة أو إدماجها داخل أجهزته، ولقد كان لليسار باع في هذا التقارب والقبول، كما سعت السلطة ونجحت في تكبيل الجماهير بمديونية عالية حتى أنه لا يكاد يخلو بيت في تونس من نصيبه من همّ بالليل وذلّ بالنهار من ديون أصبحت عصا مرفوعة على رأسه لا تتركه بدون أغلال! لكن نصيب المعارضة وافر الظلال في أسباب هذا الانسحاب ونخاله أساسي في كسر طوق هذه السلاسل والعودة بالجماهير إلى ميادين الفعل. نخبوية العمل المعارض، المقتل والنهاية! سؤال ننطلق به في تحليلنا المتواضع، هل أصبح العنصر الجماهيري مبعدا ومحسوما فيه، والاعتماد الأولي والأساسي على عمل معارض يستند إلى النخبة ويستبعد الشعب، تحمله الصفوة كما تحمل نعوشا على أعناق واهية؟ هذه الحقيقة المرة تؤكدها اختيارا أو اضطرارا الأحداث الأخيرة لإضراب الجوع حيث انطلق المسار نخبويا بدخول قيادة الحزب التقدمي، وتواصل نخبويا في مستوى المساندة، وبقي الهدف نخبويا متمثلا في إعادة المقار المغتصبة إلى أهلها. وهنا مربط الفرس وهنا يكمن إحدى نقاط ضعف العمل المعارض في تونس وخيباته المتواصلة. فمع تواجد عوامل أخرى تُحسَب سلبيتها على المعارضة من مثل عملها المرتبط أساسا بعامل الانتظار، ونضال المناسبات والمستند إلى ردات الفعل أكثر من صنع الحدث، ومع  هامشية وحدة نضالية ضعيفة وغير ممنهجة [انظر في هذا الباب مقالنا حول وحدة المعارضة] [2]، فإن عامل النخبوية في العمل المعارض يشكل إحدى الثنايا الملتوية والتضاريس الصعبة لبلورة عمل معارض ناجع وسليم. إن الفعل المعارض في تونس كثيرا ما ينطلق ويتضخم ويتواصل كاستجابة لمشكل أو حدث نالا طرفا من المعارضة الحزبية أو الجمعياتية، ثم يكاد يغيب هذا العمل المعارض المتميز من إضراب جوع واعتصام لقيادات ومنتمين، ويصبح من النوافل الميدانية، لما يقع الحدث خارج إطار البناء الحزبي وأروقة الجمعيات الحقوقية. هل سمعنا بعمل معارض متميز ومباشر يتجاوز البيان والتنديد ونحن نسمع بالجور الذي طال أصحاب الشهادات، أو الأساتذة المرفوتين، أو طرد عمالي في جهة من البلاد أو في مؤسسة عامة أو خاصة؟ هل سمعنا بموقف معارض ينزل إلى الساحة في رموزه وقياداته لما يقع سطو مقنع أو مباشر أو اعتداء وجور على ممتلكات أشخاص وأفراد عاديين، ونكرة في المستوى الحزبي أو الجمعياتي المعارض؟ هل سمعنا بممارسة ميدانية معارضة متقدمة لما يحدث من انتهاكات لحقوق أفراد وأسر، كان ذنبهم أنهم اعتقدوا أن أبواب السجن الجائر تركوها وراء ظهورهم لما غادروها، وإذا بهم يرون أن السجان اصطحبهم داخل بيوتهم وفي وسط أحيائهم وقراهم؟ هل سمعتم بانتفاضة ميدانية لرموز وقيادات من أجل هذا الجور البواح، فيدخل الجميع في إضرابات واعتصامات لرفع هذا الكرب وتجنب إطالة هذه المأساة؟ سأتوقف وجعبتي لا تزال ملآنة ولكنه احترام للجميع وترك الباب مفتوحا للفعل الحازم! إن هذه المنهجية الخاطئة التي لا تلامس مباشرة هموم هؤلاء الأفراد والجماعات  ولا تتبنى قضاياهم بفعل معارض سلمي متقدم يحمله الرموز قبل القاعدة، تمثل إحدى الأسباب التي جعلت الجماهير التونسية لا تكون في الموعد حين ينادي منادي المقاومة والصمود والسند. إن اليوم الذي يرى فيه المواطن البسيط أن همومه اليومية من كراء مرتفع، وديون ساحقة وغلاء معيشة، ورشوة مستفحلة، وفيضانات تهلك الحرث والنسل، تستنفر المعارضة في أعلى بنيانها وفي أعظم ممارساتها السلمية، فإنه سيلتحق بالركب وسيعيد إرسال المصعد كما يقول المثل الفرنسي [il renvoie l’ascenseur]   ولن يتقاعس لحظة في ذلك، فالمروءة جزء من تراثنا و"الرجولة" فعل ميّزنا على غيرنا، والتاريخ يشهد لنا ولا علينا. إن اليوم الذي يعتقد فيه التونسي أن هناك أحزابا وجمعيات ممثلة في رؤسائها وقياداتها وهي تعطي النموذج في التضحية من أجله، فإنه لن يتأخر عن إتباع القدوة والمثال الحيّ في دعم مطالبنا من أجل الحرية والعدل للجميع، ومن أجل استرجاع المقار والمكاتب، وسوف يدخل في إضرابات جوع، أو في مقاومة سلمية، كثيرا ما راودتنا وفشلنا في إحداثها. ختــامــا لقد ظلت الجماهير التونسية غائبة عن ميدان الفعل، وشكلت الحلقة المفقودة في سلسلة العمل الناجع من أجل إحداث التغيير السلمي في البلاد، وكان غيابها هذه المرة أكثر بروزا، ولن نبرر هذا الغياب بالتعتيم والمحاصرة أو عدم معرفتها بشوارع العاصمة حيث مقراتنا ومكاتبنا وإضراباتنا، فالكل على علم بالحدث والفضائيات مرت من هنا ودخلت كل بيت وغرفة، ولكنها مع ذلك لم تستجب وخيرت الجماهير الاعتصام بالزوايا، وقاطعت الاستجابة، ولاذت باللامبالاة و فضلت مغادرة ساحة الفعل... إن ذلك اليوم الذي تلتقي فيه مطالبنا بمطالب الجماهير هو اليوم الذي يخط لما بعده، وهو يوم الحسم، حين ذلك فإن ندائنا لن يكون نداء في الصحراء ولا صراخا قي جوف بئر معطلة... عند ذلك، وعند ذلك فقط نكون قد وعينا دورنا كمعارضة تريد النجاح وتعمل على توفير سبله، معارضة تلتصق بهموم الجماهير مباشرة وتستعد قولا وفعلا على التضحية بالغالي والنفيس من أجل إسعادها وإسعاد الوطن. هـــوامش [1] انظر خالد الطراولي "الديمقراطية ورحلة الشتاء والصيف" مركز الحضارة العربية القاهرة، 2006، ص 45/ 66. * الجماهير العربية وعقود الغيبة * جماهيرنا والمحنة بين فقدان الزعيم وارتجاج الثقة وغياب السند * الجماهير العربية بين الغفلة والاستخفاف * الجماهير العربية وإرهاصات الخروج [2] خالد الطراولي "حول الوحدة النضالية..كلمات إلى المعارضة" موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي: www.liqaa.net ركن اللقاء السياسي. Octobre 2007 المصدر : موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net

 

تقاعد الجامعيين في إطار النظام الأساسي العام لأعوان الدولة

 

                                               1-2

إن التهرّم السكاني الذي ستواجهه البلدان المتقدمة في العشريات القادمة والذي يهدد توازن نظام التقاعد لديها، يبقى أمرا بعيدا نسبيا بالنسبة للبلدان السائرة في طريق النمّو ولكن ولأن عمليات الإصلاح لا بد أن تأخذ في الاعتبار التطورات الديمغرافية والاقتصادية القادمة، فإن مراجعة نظام التقاعد أصبح من المسائل المهمة بالنسبة إلى هذه البلدان النامية ومنها تونس.

إن ارتفاع نسبة الأمل في الحياة في بلادنا أمر مؤكد فقد ارتفعت هذه النسبة بعد الستين إلى 17.6 سنة 1999 وستصل حسب التوقعات إلى 19.4 في سنة 2029 كما يلاحظ كذلك انخفاض في المؤشر العام للخصوبة ISF من 3 سنة 1994 إلى2.1 في حدود 2010 (1 ) 

إن لهذه العوامل الايجابية المرتبطة بالتقدم الطبي وتحسن ظروف الحياة ثمنا باهضا وهو اختلال التوازن بين عدد الأشخاص العاملين وعدد المتقاعدين وهو الأمر الذي سيدخل اضطرابا مهولا على نظام التقاعد وخاصة ذلك القائم على التوزيع régime de répartition  كما هو الحال في تونس، إذ يمّول صندوق التقاعد وجراية الباقين على قيد الحياة بواسطة مساهمة يتحملها العون والمشغل على أن تصرف المبالغ المرصودة في دفع جرايات المتقاعدين.

ولذلك فإن الاتجاه العالمي يسير الآن نحو التمديد في سنّ العمل كما وقع ذلك في فرنسا مثلا من خلال القانون المسمى قانون فييون (Fillon) والذي سنّ في 21 أوت 2003 . إنّ فرنسا بسنّها هذا القانون لم تفعل غير الانسجام مع أنظمة التقاعد الأوروبيّة التي تضع سن 65 سنة كسنّ قصوى للمباشرة كما هو الأمر في ألمانيا وبلجيكا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا بل إنّ هذا السنّ يصل في السويد مثلا إلى 70 سنّة.

إلا أنّ هذا التحديد الأقصى لسنّ التقاعد لا يعني بالنسبة إلى هذه البلدان عدم وجود أنظمة خاصة تحترم خصوصية المهن.

إن أنظمة التقاعد في معظم بلدان العالم تتسم بالمرونة فهي لا تقرر سنّا واحدًا للتقاعد سواء بالنسبة إلى موظفي القطاع العام أو القطاع الخاص.

فإذا كانت السنّ الإجبارية للتقاعد في فرنسا قد حددت بـ65 سنة إلا أنّها في الواقع  تتضمن استثناءات كثيرة. فإذا انطلقنا من هذا البلد لاحظنا مثلا فيما يخص قطاع الوظيفة العمومية أن السنّ القصوى للمباشرة قد حدد بـ 70 سنة للجامعيين على أنه يمكنهم أيضا الحصول على التقاعد في سنّ 65 إذا طلبوا ذلك بالصيغ وفي الآجال التي حددها القانون.

ويتمتع بهذا الاستثناء أيضا قضاة المجلس وقضاة النيابة وكتبة المحاكم إذ أنه يمكنهم العمل إلى حدود السبعين سنة على أنه بوسعهم أن يتحصلوا على التقاعد في سنّ 65 بتقديم طلب في ذلك قبل 6 أشهر من حلول الأجل إلى المجلس العام للسلطة القضائية.

على أنّ هذه الاستثناءات لها صيغ أخرى من قبيل التقاعد الإجباري الناتج عن العجز والتقاعد بطلب من الموظف والتقاعد المبكر.

وبالنظر إلى القانون التونسي وبالرجوع إلى القانون عدد 12 لسنة 1985 والمتعلق بنظام الجرايات المدنية والعسكرية للتقاعد وللباقين على قيد الحياة في القطاع العمومي نلاحظ أنّه في فصله 24 يحدد "سنّ الإحالة على التقاعد بستين سنة" لكنه وكغيره من الأنظمة يستثني من هذا السنّ أصناف الأعوان المنصوص عليهم بالفصول من 25 إلى 29 وبالنظر إلى هذه الفصول نلاحظ أن سنّ الإحالة على التقاعد سبعون سنة (70) بالنسبة للرئيس الأول لمحكمة التعقيب ولوكيل الدولة العام لدى محكمة التعقيب وبخمس وستين سنة بالنسبة للإطارات العليا الأخرى. وحددت سنّ الإحالة على التقاعد بـ 65 سنة بالنسبة إلى العمد.

على أنّ هذا الاستثناء بالترفيع يقابله استثناء آخر ولكن بالتخفيض من سنّ المباشرة فقد حددت سنّ الإحالة على التقاعد بـ 55 سنة بالنسبة إلى العملة الذين يقومون بأعمال منهكة ومخلة بالصحة وتقع إحالة الأعوان الذين يمارسون وظائف مرهقة بعد قضاء 35 عاما من المباشرة وبلوغ سن الخامسة والخمسين على الأقل كما يمكنهم عند توفر هذين الشرطين البقاء في حالة مباشرة إلى 60 سنة على أقصى تقدير.

هذا بالنسبة إلى المدنيين أما بالنسبة إلى العسكريين فإن الاستثناء من مبدأ الـ 60 سنة يسير في الاتجاهين. في اتجاه التخفيض إذ يصل إلى 50 سنة فقط بالنسبة للجنود ورقباء البحرية والجنود البحارة أو في اتجاه الترفيع إذ حددت سنّ التقاعد بـ 62 سنة بالنسبة لإطار الضباط القادة.

إن النتيجة الأولية التي تستخلص من هذا القانون هو الاتجاه العام نحو المحافظة على الخبرات العالية وذلك باستبقائها في حالة مباشرة بعد الستين وهو أمر واضح جدّا فيما يخص القضاة السامين وإطارات الدولة العليا من المدنيين وإطار الضباط القادة من العسكريين، كما أنّ الاتجاه واضح نحو مراعاة طبيعة العمل والتخفيض في سنّ التقاعد بالنسبة للأعمال المرهقة أو بالنسبة إلى من يحتاج عملهم إلى قدر أدنى من الصحة أو القوة البدنية مثلما هو الحال بالنسبة إلى الجنود مثلا.

ونستخلص من كل ذلك أيضا أنّه لا تعارض أبدا بين النظام الأساسي لأعوان الدولة لسنة 1983 وجميع النصوص المتممة له وبين المطالب الصادرة عن بعض القطاعات في الوظيفة العمومية سواء ارتبطت هذه المطالب بالتخفيض في السنّ الإجبارية للتقاعد كما هو الحال بالنسبة إلى أساتذة التعليم الثانوي أو ارتبطت بالعكس من ذلك بالتمديد في سنّ التقاعد بالنسبة إلى أساتذة التعليم العالي.

فإذا اقتصرنا على الجامعيين فإننا نتساءل: لماذا هذا الطلب وما هي مبرراته سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى الأداء العام لهؤلاء الموظفين ... ?

                                                           عبدالسلام الككلي

                                                              الكاتب العام

                                         للنقابة الأساسية للجامعيين بكلية الآداب بمنوبة

 

 

 

هوامش

 

L’avenir des retraites en Tunisie: leçons des expériences étrangères (1)

Mehdi Ben Braham :Legos université Paris Dauphine

 

 


بسم الله الرحمان الرحيم
 
أصدر القضاء الإداري في القضية عدد 10976/ .1 حكما يقضي بعدم دستورية المنشور 102 والذي يجرّم ارتداء الحجاب(الزي الإسلامي الشرعي) في قضية رفعت من قبل مواطنة تونسية تم توقيفها عن العمل بسبب ارتدائها الحجاب. هذا الحكم لا يمكن أن نقرأه إلا من منظور سياسي نظرا لمعرفتنا بوضعية القضاة في تونس ومدى استقلالية هذا القطاع، فهل يمكن أن نراه على أنه أول الغيث وأننا مقبلون على انفراج سياسي مع حلول عشرينية نظام 07/11/87 وتغيير في سياسة الحكومة الجنرال بن علي إزاء الشعب والدخول في مصالحة وطنية مع كافة أطياف المعارضة، أم أنه أمر واقع كان لابد منه فرضه نضال أبناء شعبنا ضد هذا المنشور الظالم والذي قيد الحريات الفردية وكبل طاقات المجتمع التونسي، وعلى رأس هذه النضالات لا يمكننا تجاوز نضالات طلبتنا الأحرار والذين رفضوا و يرفضوا على مدى سنوات تواجدهم في الجامعات هذا المنشور وحاربوه بما ملكوا من قوة حيث جعلوا من هذه القضية أولى أولوياتهم وخرجوا في مظاهرات ومسيرات وقاموا باعتصامات وجعلوه البند الأهم في حملاتهم الانتخابية في المجالس العلمية وخاصة القائمات المستقلة لذا فإنه من واجبنا أن نشكر هؤلاء الأفذاذ وأن نكبر فيهم روحهم الغيورة على ملزمات وموجبات دينهم ضد الهجمة البربرية واللاأخلاقية التي تخوضها أجهزة الأمن ضد أخواتنا المحجبات، فهنيئا لهؤلاء بمواقفهم المشرفة والخزي كل الخزي لبعض الطلبة الذين تعاونوا مع أجهزة القمع سواء بتخاذلهم أو عدم تبنيهم هذه القضية بدعوى محاربة الرجعيّة والظّلامية، نقول لهم بعد هذا النصر بأن الرجعيّ هو من تعصّب وتخندق وراء إيديولوجيته وقام بنفي الآخر وحاول أن يقصيه من العمل النقابي القانوني. ختاما أوجه التحية إلى كافة الطلبة الأحرار في جميع جامعات تونس وخاصة طلبة كلية العلوم بصفاقس. والله ولي التوفيق أنس أبو الوليد

التمثيل الطلابي بالمجالس العلمية في الجامعة التونسية

 
بقلم النفطي المحضي طالب مرحلة ثالثة كلية العلوم ببنزرت (نائب طلبة سابق في المجلس العلمي بكلية العلوم بصفاقس)   يعتبر العمل النقابي داخل المؤسسات الجامعية هامشا ليس بالهين و مجالا حيويا لمساعدة الآخرين ولنصرة أصحاب الحق وللتصدي لكل ضروب التجاوزات والمعاملات والمحسوبية والتمييز والظلم ,فلذا من الواجب ترشيد هذا العمل بما يتماشى مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وأخلاقه كالوفاء والصدق والأمانة والالتزام والمسؤولية وحسن التعامل مع الآخرين والأخوة إضافة إلى العمل الجماعي واحترام الرأي المخالف وقبول النقد البناء...   يقول الخالق عز وجل" ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون* ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيّنات" ( آل عمران (104- 105)) قال الله تعالى "قال يا قومي أرأيتم إن كنت على بينة من ربي ورزقني منه رزقا حسنا وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم ‘عنه إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب" (هود 88) يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " " لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا أو ليضرب الله قلوب بعضكم ببعض ثم تدعون فلا يستجاب لكم" رواه أبو داوود وقال أيضا عليه الصلاة والسلام  " لا تكونوا إمعة تقولون: إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساؤوا فلا تظلموا"رواه الترمذي وفي ما يلي لمحة عن الطريقة القانونية لممارسة العمل النقابي داخل المؤسسات الجامعية بالجمهورية التونسية وكيف يتسنى لمن يرغب من إخواننا الطلبة في المشارك أو الترشح لانتخابات المجالس العلمية.   -  المجــلس العلـــــــــــميI 1)تعريفه المجلس العلمي هو هيئة منتخبة داخل المؤسسة الجامعية لها صلاحيات تقريرية. 2) تركيبته يتكون المجلس العلمي من الأساتذة رؤساء الأقسام و آخرين منتخبين من طرف زملائهم ومن عميد أو مدير المؤسسة الجامعية (رئيس المجلس) ومن نائب العميد أو المدير (مساعد) و من كاتب عام أو كاتب أول (مقرر) و بالطبع ممثلين عن الطلبة. 3) وظيفته من مهام المجلس العلمي : ×النضر في المسائل البيداغوجية والعلمية × تقييم طريقة سير الدروس و تطويرها و ربطها مع المستجدات العلمية والتقنية ×ضبط رزنامة ومواعيد الامتحانات × الموازنات المالية واللوجيستية الخاصة  بالمؤسسة الجامعية ×  حل المسائل العالقة والأحداث الطارئة ملاحظة : ينعقد المجلس العلمي بصفة دورية كل شهر كما يمكن أن ينعقد "استثنائيا" إن دعت الضرورة. -IIممثلو الطلبة بالمجلس العلمي ينتخب ممثلو الطلبة من قبل جميع الطلبة المرسمين بالكلية ( باستثناء الطلبة الأحرار dérogateurs) و تتم هذه الطريقة الاقتراع الحر والمباشر لاختيار( 04) نواب : §  نائبان عن المرحلة الأولى § نائب عن المرحلة الثانية §  نائب عن المرحلة الثالثة ملاحظة : من بين كل نواب الطلبة المنتخبين داخل المؤسسات الجامعية يتم انتخاب نائبان عن كل النواب لدى رئاسة الجامعة. و تجدر الإشارة أن كل هذه الانتخابات تتم كل سنة. مراحل عملية الانتخاب. 1) تقديم الترشـحات : من حق كل طالب أن يقدم ملف ترشحه للمجلس العلمي في الأسبوع الذي يسبق موعد الانتخابات (من يوم الاثنين إلى غاية يوم الجمعة الساعة الواحدة بعد الزوال). مرفوق بنسخة من بطاقة التعريف الوطنية + نسخة من شهادة الترسيم + مطلب على ورق عادي باسم عميد أو مدير المؤسسة الجامعية. 2) سحب الترشح :  يكون ممكنا إلى غاية يوم الثلاثاء من أسبوع الانتخابات حتى الساعة الخامسة مساءا. 3) الحملة الانتخابية : تنطلق من صبيحة يوم الاثنين إلى غاية يوم الأربعاء من الأسبوع الذي ستجرى فيه الانتخابات(يوم الاقتراع يكون عادة يوم الخميس) إذ يمكن للمترشحين تعليق قوائمهم و بياناتهم في ساحة المؤسسة الجامعية والتعريف ببرامجهم الانتخابية عبر الاجتماعات العامة وحلقات النقاش... 4) عملية الاقتراع :   × تنطلق الانتخابات من الساعة الثامنة صباحا من يوم الخميس إلى الساعة الخامسة مساءا وخلالها يجب على كل مدل بصوته أن يستظهر ببطاقة طالب. × تكون الصناديق مراقبة من قبل أعوان إداريين محايدين وكذلك من طرف مراقب عن كل مترشح × لا يمكن للطالب أن يدلي بصوته إلا مرة واحدة تثقب خلالها بطاقته حتى لا يتسنى له أن يعيد التصويت لمرة ومرات أخرى. ×  تتم عملية الفرز بحضور المترشحين ومراقبيهم والمراقبين الإداريين وكاتب عام المؤسسة الجامعية الذي يعلن عن النتائج مباشرة بعد الفرز. ×  يعلم كاتب عام المؤسسة الجامعية العميد أو المدير بنتائج الانتخابات وهو بدوره يراسل رئيس الجامعة الذي يبلغ وزير التعليم العلي والبحث العلمي والتكنولوجيا بأسماء جميع الفائزين في هذه الانتخابات. يباشر الفائزون مهامهم آليا صبيحة اليوم التالي لإعلان النتائج إلى غاية الانتخابات المقبلة ولا يجرد من هذه المسؤولية إلا النائب الذي أنهى فترة دراسته بالمؤسسة الجامعية التي ترشح فيها.   (المصدر: موقع "طلبــــة تــــونس" بتاريخ 16 أكتوبر 2007) عنوان الموقع: WWW.TUNISIE-TALABA.NET

في منتدى التقدم : كيف نواجه عقلية التكفير؟

 
نظم منتدى التقدم لحزب الوحدة الشعبية بمقر جريدة الوحدة يوم الجمعة 5 أكتوبر 2007 لقاء فكريا مع الدكتورة سلوى الشرفي تحت عنوان: كيف نواجه عقلية التكفير؟ و شارك في هذا اللقاء عدد من الإعلاميين والنشطاء الحقوقيين والسياسيين الذين أكدوا بهذه المناسبة تضامنهم مع سلوى الشرفي و وقوفهم إلى جانبها وإدانتهم للحملة المنظمة العنيفة التي تعرضت لها في الآونة الأخيرة من طرف بعض الأقلام المنتمية لحركة الإسلام السياسي التونسي في الخارج وقد بلغت حد التكفير.  الأستاذة الجامعية بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار بتونس، أوضحت في المداخلة التي قدمتها في منتدى التقدم أنها وجدت نفسها في دوامة لم تكن تتوقعها بالمرة بعد قيامها بصفتها الأكاديمية المختصة في علوم الاتصال والخطاب بدراسة علمية حول مواقع الفتاوى الموجودة على الانترنت مؤكدة أن التكفير في عرفنا الثقافي دعوة إلى القتل أو إغلاق الفم بدعوى الاستتابة، وهي تهمة شديدة الوقع اجتماعيا لا تشبه أي تهمة، فحتى قانون الصحافة الزجري لا يصل إلى الحكم بالإعدام، مع السؤال الحارق يوميا: لماذا أنت كافرة؟ إلى جانب الرسائل الالكترونية غير الأخلاقية، وقد ذكرتها هذه الحملة الشرسة بما تعرضت له السنة الفارطة من تخوين يكاد يتماهى مع التكفير حين انتقدت السيد حسن نصر الله وكأنها مسّت من ذات الله. وعبرت عن شكرها وامتنانها للمبادرين بالقيام بعريضة تضامنية معها من تونس وخارجها بما حقق لها شيئا من الأمان النفسي.   ثم بيّنت أن من تصدر عنهم الاتهامات التكفيرية أشخاص انزعجوا من مزاحمتهم في مجال سلطة تأويل التراث التي يعتقدون أنهم يحتكرونها،  ممن لا ينتمي إلى منظومتهم الايديولوجية والسياسية ويعمل على كشف أكاذيبهم وزيف ادعاءاتهم. وتساءلت كيف يمكن لحركة سياسية (إسلامية) تزعم أنها تؤمن بالديمقراطية والمساواة وتقبل الاختلاف في الرأي وتطالب يوميا بحرية التعبير والتنظم ثم عندما تمر إلى الممارسة تصبح الكلمة المضادة لمشروعها عبارة عن تهمة يستحق صاحبها القتل،  ولئن أكدت الأستاذة سلوى الشرفي أنها لا تعارض من حيث المبدأ  استصدار قانون خاص بمعاقبة التكفير على أساس أن التحريض على القتل جريمة يعاقب عليها القانون الجنائي فقد أعربت عن تحفظها في ظل الأوضاع السياسية الراهنة على اتخاذ مثل هذا الإجراء القانوني الذي يمكن أن يقع استغلاله في الاتجاهين لمزيد التضييق على الحريات، معتبرة أن كبت الحريات في ظل الاستبداد السياسي هو السبب الرئيسي لبروز ظاهرة التكفير الخطيرة كشكل من أشكال العنف والتعبير غير السوي عن المكبوت من طرف بعض المحكوم عليهم بالصمت. ولذلك فهي لا تدين الأشخاص الذين كفروها بقدر ما تدين ما اقترفوه وأمثالهم في حقها وفي حق كل فكر حر ولكن الإدانة الأولى ينبغي أن توجه في المقام الأول إلى التضييق على حرية التفكير والتعبير الذي سلط أيضا عليها وعلى العديد من المفكرين العقلانيين عند محاولتهم نشر كتبهم وبحوثهم وأطروحاتهم العلمية وإنجاز مواقعهم الالكترونية على شبكة الانترنت والتعتيم عليها وتخريبها.  مشيرة إلى أن الخطأ هو نتيجة وضع سياسي نعيشه منذ خمسين عاما لم نسمع خلالها إلا أمرا واحدا: اصمتوا. ولذلك فإن الحل الجذري في نظر الدكتورة سلوى الشرفي لمواجهة التكفير هو أن نفرض في هذه المرحلة فتح مجالات الحوار بين كل التونسيين، بقطع النظر عن انتماءاتهم السياسية المختلفة حيث لا جدوى من الحوار بين أصحاب اللون الواحد. وذلك من أجل الوصول إلى أرضية ديمقراطية متفق عليها، في صيغة ميثاق، تجوز بعده الإدانة واللجوء إلى القضاء ضد مرتكبي التجاوزات حيث لا بد من رادع. ونبهت إلى ضعف الثقافة الدينية والثقافة السياسية السائدتين عندنا، معتبرة أنه لا شيء يمنع أن تكون المحاورة من منطلق ديني تنويري أو من منطلق حقوقي حداثي فلا أحد ينفي الآخر بل يتكاملان، وأعطت لذلك مثلا مسألة المساواة في الإرث التي ترى أنه لا يمكن الخوض فيها دون الانطلاق من النصوص الدينية. كما رجحت في مسألة العلمانية الفصل بين الشأن العام (السياسة) والشأن الخاص (المعتقد) لأن الخطر قد يكون أكبر عندما ترفع الدولة يدها عن الدين (مثل تمويل المساجد الذي يمكن أن يأتي من الخارج).   وقد أعقب مداخلة الأستاذة سلوى الشرفي نقاش مستفيض شارك فيه السادة جلال العرفاوي ونصر الدين بن حديد ومحمد رضا الأجهوري والمختار التليلي وعبد الحق صيود وزهير الشرفي وعادل الحاج سالم وسليم الزواوي وعبد الناصر العويني وشوقي بن سالم ، تناول الأبعاد الثقافية والتاريخية والسياسية والقانونية والاجتماعية لظاهرة التكفير في ظروف نشوئها من الخوارج والصراع الشيعي السني والاتهام بالزندقة لكبار الفلاسفة والشعراء المسلمين إلى جماعة التكفير والهجرة بعد السيد قطب والحكم بجاهلية المجتمع وبعدم شرعية الدولة المستقلة المتأثرة بالقيم الغربية الحديثة وأنظمتها ودساتيرها وقوانينها الوضعية وسياساتها ومشاريع التحديث التي شكلت استفزازا ولّد لدى بعض الذين تتملكهم عقلية الجمود والتعصب رد فعل تكفيري ... و حسب بعض المشاركين في المنتدى فإن التكفير لا يمكن أن يكون صنيعة مؤامرة أمريكية أو مشروع شرق أوسطي كما ذهب أحد الآراء لأن له تاريخا إسلاميا من خمسة عشر قرنا، أما خلال القرن الفارط فقد تطورت عقلية التكفير من خطاب فكري غير مسلح لدى بعض شيوخ النخبة التقليدية والمؤسسة الدينية الرسمية (مثل النظارة العلمية لجامع الزيتونة التي اتهمت الطاهر الحداد في كتابه المرأة بين الشريعة والمجتمع بالخروج عن الدين أو شيوخ الأزهر الذين فعلوا الشيء نفسه مع علي عبد الرازق في كتابه الإسلام وأصول الحكم وكذلك طه حسين في الشعر الجاهلي) إلى خطاب دموي مدجج بالسلاح منتشر لدى الأفراد من عموم الناس (مثل اغتيال الدكتور الذهبي وفرج فوده ومحمود طه ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ...) بالإضافة إلى موضوع أفغانستان وباكستان...، بينما ارتأى بعض المساهمين في النقاش عدم تهويل المسألة بالنسبة إلى تونس ودعا إلى تنسيبها بالمقارنة بين الأوضاع المختلفة حسب البلدان مع الأخذ بعين التقدير خصوصية الحقل الديني والثقافي والسياسي في تونس الذي يتميز بشيء من الاعتدال والتسامح يجعل نشر العديد من الكتب الفكرية الجريئة في مجال دراسة التراث وتأويل النصوص بوسائل ومنهجيات حديثة والتي صدرت في تونس غير متيسر في بعض البلدان الأخرى (مثل مصر)، وحرص رأي آخر على التنبيه إلى ضرورة عدم استغلال مناقشة مسألة التكفير لتصفية حسابات  سياسية مع أطراف معينة بما يحيد عن دراسة الموضوع بصفة موضوعية جادة وبناءة أو السقوط في مواجهة أصولية بأصولية مضادة أو استجداء حلول ظرفية ومستعجلة خصوصا وقد بدأت تبرز في المستوى الدولي ظاهرة الخوف المرضي من الإسلام وخلطه بالإرهاب (الإسلاموفوبيا) مع استعمال الرئيس الأمريكي لعبارات تنتمي بدورها إلى حقل دلالي تكفيري مثل محور الشر بما ينذر أننا على أبواب عصور ظلام جديدة، تفرض علينا عدم التعامل مع هذه الظاهرة الإنسانية بسطحية وفي رقعة جغرافية صغيرة مع الاكتفاء بحالة من الرضا على الذات وراحة الضمير، كما تطرق النقاش إلى عوامل بروز ظاهرة التكفير عندنا وطرق مواجهتها ومعالجتها، حيث تم تداول العديد من التصورات والمقترحات من بينها ضرورة مراجعة منظومتنا التربوية التي شهدت خلال السنوات الأخيرة تراجعا واضحا في مستوى غرس الثقافة العقلانية التقدمية والتعريف برموزها، وتطوير سياستنا الإعلامية الرسمية (ولا سيما التلفزة التونسية الغائبة عن مثل هذا الحوار) المفتقرة للمصداقية والمنغلقة على نفسها أمام الرأي المخالف مما حال دون وقوفها بجدية لتكذيب الإشاعات المسيئة لتونس والقصص الخيالية المختلقة التي ما زالت تطرحها إلى اليوم بعض المواقع والأصوات التي تدعي الاختصاص والقنوات العربية على أساس أنها حقيقة ثابتة (مثل قصة فرض البطاقات المغناطيسية لدخول المساجد التونسية المكتظة في الواقع بالمصلين) و كذلك ضرورة مراجعة دور المجلس الإسلامي الأعلي وميزانية وزارة الشؤون الدينية... كما دافع بعض المتدخلين عن حق الجمعية التونسية للدفاع عن اللائكية في التواجد والعمل كإحدى آليات المجتمع المدني التونسي لمواجهة الفكر التكفيري في بلادنا حتى لا ننتظر أن تصل تونس إلى ما شهدته في مجال إهدار الدم (الرسمي والخاص) بلدان أخرى مثل مصر والسودان ولبنان والجزائر...، مع اعتبار التكفير نقيضا للحرية وليس رأيا، ويظل في نظر البعض الآخر من المتدخلين علامة جهل وتخلف اجتماعي واقتصادي و بنية ثقافية كامنة في المجتمع تجعل منها سلطه الحاكمة احتياطيا للقمع بل فاشية جماعية وارتيابا متبادلا وخطابا منتشرا حتى على ألسنة تلاميذ المعاهد يعكس أزمة انتماء وغياب حوار لم يؤسس بعد وضبابية مرجعيات وعجزا عن التعايش وعن تقاسم الفضاء وعن امتلاك الحس المدني وعن مواجهة تحديات العصر وفشلا للنخبة المثقفة المقصرة و المستقيلة وغير العضوية، كما تبقى ظاهرة التكفير أخطر أشكال الإقصاء المتعددة (في عقولنا و منازلنا وشوارعنا ومدارسنا و صحفنا  وأحزابنا بما فيها التقدمية واليسارية ودولتنا التي تبدو جميعا بلا مشروع متكامل)،  والتي لا يمكن  التغلب عليها ومقاومتها إلا في إطار أشمل هو معركة الحريات والمواطنة والتعددية وتكريس ثقافة قبول الآخر، وهي مهمة نضالية يومية للمثقف السياسي والصحفي والمربي والمبدع (في الشعر والرواية والرسم والموسيقى والمسرح والسينما...) وليست مجرد مهمة القانون والسلطة الرسمية.     عادل القادري   (جريدة الوحدة) 

بسم الله الرحمان الرحيم                                                                                  تونس في 2007/10/16 والصلاة والسلام على أفضل المرسلين                                                                   بقلم محمد العروسي الهاني الرسالة رقم 313                                                                                     مناضل وكاتب -  رئيس شعبة الصحافة على موقع تونس نيوز                                                                                        الحزبية سابقا
 

حذف مظاهر احتفالية مغال فيها و إجراءات حكيمة تمت بمناسبة إحياء ذكرى استشهاد الزعيم الهادي شاكر رحمه الله بصفاقس

 
في ذكرى استشهاد الزعيم الهادي شاكر رحمه الله أصيل صفاقس أشرف السيد رفيق الحاج قاسم وزير الداخلية والتنمية المحلية على موكب الإحتفالات لإحياء هذه الذكرى السنوية وقد حرص السيد الوزير على إلغاء كل مظاهر البهرجة والطبل والمزمار والدفوف وماجورات الساحل وكذلك مظاهر الزينة والحضور الشعبي المكيف للتصفيق واكتفى بحضور عدد هام الإطارات الجهوية والمحلية وحال وصوله إلى مقر الولاية استقبل الإطارات وفي طليعتم نجل الزعيم الهادي شاكر الأستاذ محمد شاكر الوزير الأسبق للعدل في عهد الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله وتحول الوفد للمقبرة للترحم على روح فقيد الوطن الزعيم الهادي شاكر وتلاوة فاتحة الكتاب على روحه الطاهرة ثم انتقل الوفد إلى قاعة الإجتماعات الكبرى بمقر لجنة التنسيق بصفقاس وبعد تدشين المعرض الوثائقي والصور لحياة ونشاط الزعيم الراحل الهادي شاكر والاستماع إلى الملاحظات والمعلومات التي قدمها الأستاذ محمد شاكر عن مسيرة والده النضالية الهامة صعد السيد الوزير إلى المنصة ومعه نجل الزعيم الذي افتتح الحفل الخاشع بكلمة مأثرة أبرز فيها خصال ومناقب الزعيم الهادي شاكر والمسيرة النضالية التي عاشها المرحوم والتضحيات حتى الاستشهاد في سبيل حرية تونس واستقلالها ومناعتها وألقى الوزير المشرف على موكب إحياء الذكرى كلمة هامة أبرز فيها عناية العهد الجديد بزعماء تونس ورموز الحركة الوطنية والدعم المتواصل والعاناية الموصولة لهم من لدن سيادة الرئيس شخصيا ومما يذكر أنه لاول مرة تلغى مظاهر الزينة والطبول والتصفيق والدفوف وحتى حضور السادة المعتمدين كان حضور بالزي المدني باعتبار الزيارة خاصة وتتعلق بإحياء ذكرى استشهاد والرمز الزعيم الهالد الهادي شاكر رحمه الله كما أن أعطى الكلمة لنجله الأستاذ محمد شاكر كانت لأول مرة ومشاركته الفاعلة في الذكرى وهذا هو الأصل في مثل هذه المناسبات الخالدة. وبهذه المناسبة أنوه بحكمة ورصانة الأستاذ رفيق الحاج قاسم رجل الوفاء وزير الداخلية والتنمية المحلية الذي حرص على أن تكون الزيارة خاصة بإحياء الذكرى وقد أشرت في مقالي يوم 6 أفريل 2007 بمناسبة إحياء الذكرى السابعة لوفاة زعيم الوطن المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله بإشراف سيادة الرئيس زين العابدين بن علي شخصيا وقد أثرت موضوع هام في مقالي المذكور وقدمت ملاحظات عملية حول مظاهر الفلكلور والغلو والبهرجة والزينة واللافتات والطبال والمزمار والدفوف والبندير والماجورات وغير ذلك من مظاهر احتفالية أمام المقبرة وبالقرب من الروضة التي بها ضريح الزعيم الاكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله. وقلت أن هذا لا يليق فالمناسبة هي مناسبة إحياء ذكرى وفاة لا مناسبة للإحتفالات كما تطرقت في مقالي بان هذه المظاهر لا تناسب الذكرى في المكان والزمان وقلت سامح الله المسؤولين والمندوب الجهوي للثقافة بولاية المنستير الذي جنّد عدد من الفرق الفنية بأزيائها ودفوفها وبناديرها للوقوف امام الروضة وضرب الدفوف والله شيء مخجل..كما أشرت في مقالي الشجاع إلى غياب نجل الزعيم الراحل وقلت مستقبلا لا بد من تنسيق مسبق حتي يكون الحضور لإحياء الذكرى بحضور الجميع ومعا من أجل تونس ومعا من أجل بورقيبة ومعا في وحدة ومعا نحي الذكرى مع رئيسنا ومعا اليد في اليد ونأخذ بيد نجل زعيمنا ونواسيه ونكرمه ونعزز حضوره ومعا مع رئيسنا بحضورنا معه بعيدا عن مظاهر التزلف والرياء والمصالح وهذا ما برز في ذكرى الزعيم الهيد الهادي شاكر يوم 2007-09-13 بصفقاس. قال الله تعالى :" ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولائك م المفلحون"  صدق الله العظيم ملاحظة : قلت هذا من باب التذكير والتنويه بالعمل الهادف. محمد العروسي الهاني هـ : 22 022 354


   بسم الله الرحمن الرحيم

أوصيك يا ولدي

 

مصطفى عبدالله الونيسي/باريس            ounissimustapha@hotmail.com

 

 

يا ولدي: ما أتعس الإنسان و ما أجحده عندما ينسى حقيقته، من أي شيء خلقه   و أماته ربّه ُ و أقبره ثم متى  شاء بعثه !

يقول الله تعالى : (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ، ثمّ رددناه أسفل سافلين إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصّالحات فلهم أجر غير ممنون ) التين الآيات4/5/6

و يقول سبحانه :( كلآ ّ إنّ الإنسان ليطغى، أن رآه استغنى ، إنّ إلى ربّك الرّ ُجعى )   العلق الآيات 6/7/8

أوصيك يا ولدي :لا تسعى أن  تكون   جبّارا   لأن الجبروت لن تطيقه و لن تصبر على تبعاته وتكاليفه و ستكون أول من يكتوي بناره إن فعلت  عاجلا أو آجلا ، لأنّ الجبار الحقيقي هو الله ، فاستحي منه و لا تنازعه حقه سبحانه كما يفعل الكثير من الجهلة .

يا و لدي لا تنسى فضل من سبقوك و حقهم  عليك و ادع لهم بالرحمة  و المغفرة و لا تحقرهم مهما اختلفوا معك وأزعجوك و أحرجوك إلاّ إذا ظلموا و آعتدوا وانتهكوا الحرمات ( و الذ ّين جاءوا من بعدهم يقولون ربّنا آغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلاّ للذين آمنوا ....)الحشر آية 10

إيّاك يا ولدي أن تُعادي أحدا خالفك الرّأي ، و  لا تنصب نفسك وصيّا على النّاس  إلاّ بوجه حق ، و لا تؤُم قوما هم لك  كارهون.

و لا تصدق أحدا ، فردا كان أو جماعة ، آدّعى أمرا  إلاّ إذا جربته و خبرته و رأيته قد وافقت أقواله أفعاله .

يا ولدي ، عليك بالتجارب الإنسانية ، انظر فيها مليئا ،وادرسها بعمق ، وقلّبها على كل الوجوه  تظفر فيها بحكم كثيرة و دروس مفيدة  ، فاعتبر بها  و استفد منها و إيّاك

أن      تُعيد نفس الأخطاء التي سقط  فيها غيرك ما استعطت إلى ذلك سبيلا ،تُوفر على نفسك وقتا كثيرا ومالا وفيرا و أملا في النجاح عريضا .      

 يا و لدي لك أن تعرف أن أباك صبر طويلا ، و تغرب دهرا مديدا ، وعاش الفقر و الحرمان و التهميش حتى مع الأنداد ، و قد لحقك نصيب وافر من ذلك و أنت لا تدري لماذا ، و لكن عزاؤنا جميعا أنّ أباك ما بدل و ما غيّر و لا استغنى على حساب المساكين رغم شدّة البلاء ومرارته .

يا ولدي : من حقك عليّ أن تعرف أن أباك أفنى شبابه و كهولته في خدمة الصحوة الإسلامية ، سائلينه سبحانه حُسن الختام ، فانخرط فيما يُسمى بالجماعة الإسلامية ، ثم الإتجاه الإسلامي و أخيرا في حركة النهضة ، فدفع الثمن باهضا على المستوى الخارجي وحتى الدّاخلي مع إخوانه و رفاق دربه، فعاش  بينهم  غريبا و هم لا يعلمون،ورغم ذلك بقي و فيا لهم و لحركته و للمشروع الإسلامي عموما ، و لكن اليوم الذي تجرأ فيه والدك على قول ما يراه حقا   بعد هذا الصمت الطويل تطاول عليه بعض الصغار مُنصبين أنفسهم أوصياء على المشروع ناسين أو متناسين تضحيات و جهود من سبقهم يحسبون أنفسهم أنهم بذلك ٌ قد أحسنوا صُنعا ، و نحن نبرأ إلى الله من هذا السلوك ، و  ليس هذا من أخلاقنا و لا من شيمنا .

يا و لدي : ما عرفت تنظيما آخر ، لا قبل تأسيس الحركة و لا بعدها ، و أنا صنيعة من صناعاتها ، و ما ادعيت يوما من الأيام أنني من المؤسسين أو حتى من الرعيل الأول لهذه الحركة ، كما يدّعي كثير من رفاق الدرب ذلك  ،بمناسبة  أو غير مناسبة ، و أنا لا أنكر عليهم ذلك بطبيعة الحال ، غير أن لكل واحد منّا طباعه التي شبّ عليها.

يا بُنيّ ، درست أربع سنوات في الكلية الزيتونية للشريعة  و أصول الدين ، تخصص فقه و سياسة شرعية ، ثم التحقت بجامعة السربون الشهيرة في ظروف صعبة جدّا و درست سنتين تحصلت على إثرذلك على شهادة التعمق في البحث العلمي D.E.A ، بملاحظة ، و لم أتوقف يوما على القراءة رغم كثرة المشاغل و أنت  أول من  يشهد لي  بأنّني قارىء نهم لا يشبع من القراءة وقد قلت لي ذلك مرارا و مع ذلك لم   ادعي يوما أنني شيخ  من مشايخ العلم  ، لا من الحجم الكبير و لا المتوسط و لا حتى الصغير، أو داعية أو حتى طالب علم و أنت تعرف أنني أكره هذه الألقاب ، في حين أنّك ترى أشخاصا لا حظّ   لهم من علم حقيقي يُعتد به و مع ذلك أصمّوا أذاننا بادعاءهم العلم و المعرفة ، فهم شيوخ كبار و دعاة لا يُشق لهم غبار . و هذا كله إن دل على شيء ، ياولدي، فإنما يدل على أن الحياة لا تقبل الفراغ ، فإذا تخلى أهل الإختصاص عن ممارسة اختصاصهم لسبب أو لآخر أخذ مكانهم بعض الهواة المتطفلين  ليملؤوا الفراغ و يقوموا ببعض الواجب ، و قد يحسنون للإسلام  بعض الشيء أن وفقهم الله ، كما أنهم  قد يسيئون إليه من حيث يعلمون أولا يعلمون أحيانا.

 

يا ولدي : لكي تعرف كيف  تتعامل مع النفوس البشرية المتقلبة أحكي لك هذه الحكاية فعساك تستفيد منها عندما تصبح رجلا مسؤولا : لقد انتهزت فرحة العيد لأفاتح أحد إخواني من المسؤولين الحزبيين الكبار عندنا ، وهو من الذين  أكن لهم احتراما ،غير أنني أعرف أنه  كان غاضبا عليّ بسبب مواقفي  و خاصة منها الموقف الأخير المتعلق بقضية العودة إلى البلاد من عدمها و ما ترتب عن ذلك من أفعال و ردود أفعال و  مضاعفات ، فحاولت أن ألاطفه و أن ألف حوله ، يمينا و شمالا ، ولاحقته عَلَيَّ أظفر منه ببسمة و لو صفراء في يوم عيد ، و لكن الرّجل تفلت . ولم أستسلم لذلك، بل أصررت على مراودته وقاربت و سددت ثم وثبت عليه وثبة الأخ الحنون على أخيه وأعترف أنني في هذه المرة لم أترك له   فرصة للتفلت و عانقته و عايدته وتمنيت له قبول الصيام و القيام و صالح الأعمال،ثم و ضحت له رغبتي في المصارحة و الحديث معه حتى لا يغضب أحدنا على أحد من دون سبب معقول ، و لكن الرجل ، سامحه الله ، أجابني بكل برودة دم و استعلاء بأنه لا يرى ضرورة لذلك .   فتأسفت لذلك طبعا، و لكني أشفقت عليه  في نفس الوقت لأن صاحبي لم يستطع أن يفرق بين الحركة التي هي مشروعنا المشترك و الذي لا ينبغي لأحد منّا أن يزايد به على الآخر ، و بين العلاقات الشخصية البحتة  التي ينبغي   علينا أن نصونها  و خاصة في مثل هذه الأيام المباركة .

 

أوصيك يا ولدي كن شجاعا و لا تخش  إلاّ الله ، فعش عزيزا  او مُت و انت كريم و شهيد ، فقاوم الإستبداد و المستبدين و لو كانوا من أهلك و أقرب النّاس إليك ، لأن الإستبداد كلّ ٌ لا يتجزأ ، فوجهه قبيح و رائحته نتنة و معايشته سبب لغضب الرحمن الواحد الديّان ، سواء مارسه حاكم  او محكوم أو رئيس حزب أو شيخ طريقة أو رئيس ناد من النوادي، ...... و سواء مارسه فرد أو جماعة .

 

يا و لدي : لا تغرنّك المظاهر و لا الشعارات، و لا تحسبن أن كل من قال أنه متدين أو إسلامي هو بالضرورة ملاك و مثال يحتذى، و ليكن مقياسك في معرفة النّاس ، كما قلت لك ، الصدق في  القول و العمل ، و الإلتزام  بالمبادىء والأخلاق في الواقع اليومي المعاش ، فالدين مقصده الأساسي المعاملات الحسنة و تمام مكارم الأخلاق، فنحن قوم نقول ما نفعل و نفعل ما نقول وإلاّ فما الفرق بيننا والآخرين الذين لا يُعيرون للأخلاق دورا و لا قيمة  في حياة النّاس .

 

يا ولدي : أرجوك أن لا تحقر أنسانا ، مسلما كان أو غير مسلم ، رجلا كان أو امرأة، و اعلم أنّه من تواضع للنّاس أحبّه النّاس ، و من تواضع لله رفعه الله ، و تذكر أن ساعة المرء تأتي بغتة دون سابق إعلام ، فاستعد لذلك و أكثر من ذكر هادم الملذات ، و مفرق الجماعات و ليكن شعارك الذي تلتزم به و  تربي عليه أبناءك قول الله تعالى : (يا بني أقم الصلاة و آمر بالمعروف و آنه عن المنكر و اصبر على ما أصابك إنّ ذلك من عزم الأمور ، و لا تُصعر خدّك للنّاس و لا تمش في الأرض مرحا إنّ الله لا يحب كل مختال فخور . )  لقمان/ 17/18. فالكبر داء عُضال ، وإياك ثم إياك أن تقترب منه أو تحدثك نفسك به ، و النبي صلى الله عليه و سلم قد أرشدنا إلى ذلك و حذرنا منه عندما قال (ص) ( لا يدخل الجنّة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) .

 

يا ولدي أوصيك أن لا تترك الأمور تتفاقم و تتراكم حتى تتعفن ،  فيصعب الإصلاح  عندئذ و التعافي ، وعليك أن تُعالج الأمور من البداية ، و إذا استطعت أن تستشرف الأحداث و تستبقها  في عملية وقائية فآفعل، و عليك أن تراجع نفسك إن استطعت بالليل و النهار و تستغفر الله لذنبك في اليوم مرات عديدة فذلك أفضل لك و أنجى .

 

يا ولدي : كن فاعلا و بادر بالأعمال الصالحات و لا تنتظر الآخرين حتى يبادروا ، لأنهم قد لا يبادروا فتُضيع على الأمة فُرصا غالية و ثمينة للإصلاح فتندم على ذلك في وقت لا ينفع فيه الندم .

 

يا و لدي : تواصل مع النّاس و انفتح عليهم و كن تلقائيا معهم و عاشرهم بالمعروف و عاملهم بالتي هي أحسن .

و أوصيك أيضا أن تدون كل ما تنوي قوله أو القيام به ، فذلك أوضح و أدوم ، و لا تخجل  أو تتردد في التعريف بنفسك و ما تنوي القيام به على أوسع نطاق ممكن ، فإنّ التواصل الجميل مع الآخرين و حُسن العرض هو نصف العمل أو أكثر و خاصة في هذا الزمان ، و لا تعتقدنّ أن ذلك من الغرور أو التكبر ما دام العمل خالصا لوجهه الكريم سبحانه .

 

يا ولدي : أوصيك أن لا تندم على شيء فعلته أبدا ما دمت مخلصا  لله و صادقا مع نفسك.

أمّا إذا أردت النجاح في تدبير شؤونك حتى الدنيوية منها ، فعليك بالتوكل على الله ، و لا تفعل إلاّ ما تحبه عبر تخطيط واضح و متدرج،ولا ترهق نفسك بما لا تطيق ، و لك أن تكون طموحا بشرط أن لا تتعسف على الواقع ، فتقرأه و ما يحتوي عليه من موازين قوى قراءة صحيحة فتبني على ضوء ذلك أهدافك ، و عليك بالمداومة و الإستمرار و المراكمة في الإتجاه الذي تريد أن تصل إليه. و عليك بخدمة النّاس و العمل على سعادتهم بكل محبة و إخلاص ، فبقدر ما تخدمهم يخدمونك ، و بقدر ما تسعى في مصلحتهم يسعون  في مصلحتك . هذه بعض شروط النجاح ، و لك أن تجرب ذلك فستقف  على صدق ما أقول بنفسك.

 

يا ولدي : تزيّن بالإيمان، فإنه أصل كل سعادة ، وبالحلم  ، فإنّه راحة بال ، فلا تحقد على أحد، و بالعلم ، فإنّه فضيلة و نور في الدنيا و الآخرة ، و لتعلم أن فضل العالم على العابد كفضل القمر المنير على سائر الكواكب ، و أنّ  الله و ملائكته وأهل السموات و الأرض حتى النّملة في جحرها والحوت في الماء ليُصلون على معلم النّاس الخير.  و عليك بالجماعة ، و بقدر ما تكون الجماعة أكثر عدد ، فهي أفضل ، فألزم جماعة المسلمين واصطبر عليها خير لك من الفرقة ، فهي عذاب وذهاب للدِّين و العزّة .  و إيّاك أن تُساوم في حريتك مهما كان الثمن ، فحريتك هي رمز كرامتك و إذا انتهكت حريتك انتهكت كرامتك ، و لم تعد شيئا مذكورا.

 

يا و لدي : هذه بعض الوصايا أنصحك بها، هي من وحي التجربة و المعاناة، قد لا تجدها و لا تقرأها في كتاب أو كراس أو مخطوط فخُذها عنّي ، أمّا أصول الإيمان والثابت من الدّين و المعلوم منه بالضرورة ، فخُذها من القرآن و الصحيح من السنة . عليك بالقرآن ، أيها الولد الحبيب، اتخذه لك رفيقا ومؤنسا و صاحبا و مُرشدا و معلما و مربيا و مرجعا وملاذا و دستورا ودليلا تهتدي به في الظلمات و تسير به بين النّاس ، تفز بالسعادة في الدنيا و لأجر الآخرة خير و أبقى .

 

إليك يا ولدي هذه النصائح من أب محب ،  و قد لا تفهم الكثير منها لأنك لتزال صغيرا ، و قد تتجاوز براءتك ، و لكن غدا ، إن شاء الله ، سيشتد عودك و ينضج فكرك و تصبح رجلا مكلفا و مسؤولا  ،عندها ستفقه ما أقول لك ، و أنت تعرف يا ولدي و لو كنت صغيرا أنّ علاقتي بك محال أن تقوم على المغالطة و بيع الأوهام ، فهذا شأن أصحاب المصالح الظرفية وأهل كثير من الأحزاب  الدنيوية، و إنّما هي قائمة على الإخلاص و الوفاء والمحبة ، و المحب لمن أحب دليل و ناصح أمين .

إليك و إلى كل الأبناء و البنات من أبناء المسلمين في كل مكان و في كل زمان أقدم هذه النصائح ، فكلكم أبنائي و بناتي ، عليكم أغار و أدافع و أنافح ، و لا أتمنى لكم إلاّ الهداية الربانية و الفلاح و النجاح في الدينا و الآخرة و خاصة إذا ماكنتم صالحين ولأبائكم  بارّين وإلى بلادكم نافعين .

 

و لك يا ولدي أن تدعو الله بهذا الدعاء : اللهم إني أعوذ بك من أن أزِّل أو أ ُزَل أو أظلِم أو أ ُظلََم أو أضِّل أو أ ُضل أو أ َجهَلَ أو يُجهَل عليَّ . و لك أن تدعو الله  أيضا : اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن و الجبن و البخل و غلبة الدّين وقهر الرجال . و غير ذلك من الأدعية المأثورة و غير المأثورة ، فالدعاء مخ العبادة و هو سلاح المؤمن  و خاصة عند الشدائد و في المحن . أسال أن يهديك لما يحبه و يرضاه و يصلح حالك في الدنيا و الآخرة ، إنّه سميع مجيب . 

مصطفى عبدالله  الونيسي/ باريس

الإثنين 3شوال1428هـ الموافق 15أكتوبر 2007م 

ounissimustapha@hotmail.com           


المقامة الباريسية
 
بقلم: قسورة   حدّثنا قسورة ،فقال: بينما كنت اطرح عن نفسي الكسل ، و أنا غارق في الأمل ، شعور بالملل لكثرةالعلل ، بما قد لاح من تجاعيد الصباح ، و ما تعودنا من روتين و ابتعادٍ عن الدين .. وأنا على هذه الحال و المنوال ، اذ اقترب مني أستاذ ، بالنسبة لي ملاذ ، و عن عصرنا شاذ ، يحفظ القريض ، و ينهل من العريض . و لي معه صحبتي و قراري ، لأني لا أراهيداري ، و الحاذق في بحره لا يجاري ، يبعث دومًا إصراري ، و يقتفي آثاري ، فكأنما يسير في فلكي و مداري ، و أمامه لا أكتم أسراري ، و أحبذه فيجواري. و كالعادة بما يبعث على السعادة ، بادرني بمعسول النحو ِ، و رونق الشدوِ ، لا يعكره دلو و لا يضيق به بهو . بالشعر حيّاني و نفضالغبار عن آذاني .آهٍ ! فقد أيقض أشجاني ، وإلى المتنبي رماني ، و ألحقني بالحريري و الهمذاني . فاندفعت ألملـم أوراق زماني .. فكفكف مدامعي و التقط مجامعي حين ردّد على مسامعي : حيتك عزة بعدالهجر وانصرفـت ****** فحي ويحك من حياك يا جمل حدث هذا ونحن في موطن الفرنسيس بمدينة "باريس " التي قيل عنها ما قيل : أنها " بلد الجن والملائكة " ، و كلها تخر صات و أقاويل . هذا ، و كنت قدعلقت منذ أمد ٍ أوتاري .. و ألجمت افكاري ، و غيبت جواري ، و كنت قد طويت مداري ، واعتكفت ـ إلاّ عن العمل ـ بداري . هذا ، بعد أن جفاني الزمان، و تبدل الخلان ، و تداخلتِ الألوان و الغشاوة عمتِ المكان ، فلا أفق و لاأمان ، والرداءة أصبحت العنوان ، و نكّست الرؤوس عن الأبدان ، و استبيحت الأوزان ،و قول " الحق " من الشيطان ، و العبث طال الأرصفة و الجدران . في هذا الزمن اختزلت الأشياء ، و في الوطن العربي تناطحت الأهواء ، و استفحل الداء و عظم البلاء ، وتحزبت الغوغاء ، و استر جلت حواء ، و الرجل قد غاب عن الأضواء . نعم حدث عند العرب الكثير ، و الأمر هام و خطير ،فلا كبير و لا صغير ، و كل من هبّ و دبّ له ما يدير ، و لو المتاجرة ببيع الخمر ولحوم الخنزير ، و رغم الأذى و النفير ، و ما بالعراق يصير . كأني بالرهط في تخدير ،و بلا ألباب تسير ، و منهم من لا يعتبر ،رغم الذي ننتظر من هذا المحيط القذر .و المصيبة أن الكل يعلم بأن لا احد سيسلم، و لو ارتقى بسلّم مصاف الأمم ، فلا محالة من نصيبه الألم ، و الموت القادم الذي لا يرحم ،فالطالع ندم ، و الحاضر سقم .كأن الشاعر يعنينا في قوله فينا : أرى حمـرًا فوق الصواهل جمة ****** فأبكي بعيني ذل تلكالصواهل . أعادني صاحبي إلى الوراء ، أجول بخاطري في تلك الأجواء ، حيث الحال غير الحال و الأمل يسعه المجال ،بل تمتد الآمال في أفق الخيال ... إن للخطاب فصله و للوزن نظمه و للجمهور نجمه ، لا يعتريه قصور و في تحديه جسور ،و عن ذوقه غيور . متجذر في أصوله ، مترفع في ميوله ،ينأى عمّا يضنيه إلى ما يغنيه ،الوفاء منتهاه و العتق هواه . و الأذن تحنّ للكريم ، والذوق السليم ، و تطرب بعبد الحليم ، و تنفطر القلوب و تحوم ، مع قصيد أم كلثوم ، ولا نفيق من الألبوم و عبث الروم ، و الصدى المعدوم . ناهيك عن الصخب المبهم ، واللحن الأفرم ، و سفور عجرم و هي تداعب الزجاجة ، إشهار و حاجة ،لتسويق دجاجة .و رددت قول الشاعر : جيفة أنـتن تفطــار إليها ****** من بني دهرها فراخ الذباب. قلت لصاحبي : كان للتربية مهد ، و للعربي عهد ، و للبيد فهد ،و للجار حرمة ، لا تصادم و لا أزمة، و لا يصنعها مال ، بل إخلاص الرجال ، فالعزم والتضحية نضال . فالكل يساير دهره ويدرك قدره ، و لا يكشف ظهره . قاطعني داحضًا، و لامني معارضًا : صيرورة الزمان و شروط المكان ، فكلامك مدان ، فعالمنا اليوم واحة كله فسحة و ساحة ، و الناس في راحة. فضاء إليك و أنس بين يديك ، فخذ مما يليك . و انشد قائلاً : تحلو الحياة لكل ثغر باسـم ****** و رشّ عطرها في الفؤاد الحالم. فامرح وخذ مما يليك فكلها ****** وردٌ تفتــح بالأريج الدائــــــم . شعرت بانقباض و قلت في امتعاض : ترتيبنا في الذيل ، و بنا طفح الكيل ، علوج في بلادنا تصول ، و يقعدنا الذهول ، والأذى يلحق بالرسول ـ صلى الله عليه و سلم ـ و لا أمل بادي، و لا حياة لمن تنادي ،و مناّ من يرى الأمر عادي . كل هذا المجون ، و الكفر المجنون و ما يهدد البطون . فالخلق في أرق ، و قد قتلها القلق ، و الصدر ضاق و فاض ،و تهددت الحياض ... حاول صاحبي كي يجامل ، ثم عض الأنامل ، و ناء كالبعير في تحسر كبير .ثمّ صرخ و جال ، واستدار و قال : إلى متى السكوت و اليوم منا يفوت .. ثم انكمش في دثاره متسائلاً في قراره ، متحاملاً عن جواره . و القدم منه قد خسف ، و الوجه تصبب و جف ، الفصل انكشف و الوضع انـتصف ،فالضر يحوم ، كجراد محموم، القصد معلوم ، و الدرس مفهوم . ومن وحي الفراسة ، قال : ما بال الساسة ، وتجار السياسة . أحزاب و حكّام ، الكل نيام يتيهون على الدوام ، كأسراب الهوام ، ألا يعتبرون بصدام ؟.. تأوه َ صاحبي و تأوهتُ ، و من الأسى مهمهَ و مهمهت ُ، انكسر الحلم ، و انشطرالظلم . و انحصر الأمام ، و غاب الإمام ، فتلعثم الكلام و جفت الأقلام.   (المصدر: المنتدى السياسي لموقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 15 أكتوبر 2007) الرابط: http://www.alhiwar.net/vb/showthread.php?t=11571


 

مصر ترفض استضافة مكتب إقليمي لمفوضية حقوق الإنسان وتحض الدول العربية على عدم السماح بإقامته على أراضيها

 
كتب عمر القليوبي ومحمد رشيد   رفضت الحكومة المصرية السماح بإقامة مركز إقليمي لمكتب المفوضية الدولية لحقوق الإنسان، رغم المفاوضات الشاقة التي جرت بين الدبلوماسية المصرية وممثلين عن المنظمة الدولية.   جاء ذلك بسبب رفض مصر إعطاء الموظفين المصريين الذين سيتم تعيينهم بالمكتب الإقليمي للحصانة الدبلوماسية، وخوفًا من تحول المكتب إلى محطة لانتقاد سجلها في مجال حقوق الإنسان الذي شهد تجاوزات عديدة قوبلت بانتقادات على نطاق واسع.   كما يرجع الرفض المصري إلى التخوف من أن يقوم هذا المكتب بنفس الدور الذي كان يقوم به مركز بحوث الحزبين الديمقراطي والجمهوري الأمريكيين واللذين قررت الحكومة إغلاقهما خلال الفترة الماضية، بعد أن دأبا على توجيه انتقادات لاذعة لسجل مصر في مجال حقوق الإنسان.   فيما تواترت أنباء عن قيام مصر بممارسة ضغوط على عديد من الدول العربية لعدم السماح بإنشاء المكتب الإقليمي للمفوضية الدولية لحقوق الإنسان، وذلك خشية تفجيرها قضايا شائكة تشكل حساسية لدى دول المنطقة، مثل حقوق الأقليات وغيرها بما يهدد استقرار الدول العربية.   وقد فشلت المفوضية الدولية لحقوق الإنسان في إقناع مصر والدول العربية الأخرى باستضافة مقر إقليمي لهذه الأسباب، فضلاً عن المخاوف من فتح نوافذ حوار بين مكتب المفوضية مع منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية في الكشف عن الانتهاكات الحكومية في مجال حقوق الإنسان.   ومن المرجح أن تستأنف الأمم المتحدة جهودها مرة أخرى في محاولة لإقناع مصر باستضافة هذا المكتب انطلاقًا من كونها دولة عضوا في المفوضية الدولية لحقوق الإنسان.   (المصدر: صحيفة "المصريون" (يومية – القاهرة) بتاريخ 14 أكتوبر 2007) الرابط: http://www.almesryoon.com/ShowDetails.asp?NewID=39649

سؤالان عاجلان للبرلمان حول فتوى طنطاوي على خلفية قضية "جلد الصحفيين"

 
القاهرة- خدمة قدس برس   استمرت أزمة "جلد الصحفيين" التي أثيرت بين شيخ الأزهر ونقابة الصحفيين المصرية في أعقاب دعوة شيخ الأزهر لجلد مروجي الشائعات 80 جلدة على هامش احتفال ديني حضره الرئيس المصري حسني مبارك، والتي اعتبرها الصحفيون المصريون موجهه لهم بسبب أزمة ترويج شائعة مرض الرئيس، بسبب إصرار شيخ الأزهر علي ما قاله، فيما تقدم نائبان للبرلمان بسؤالين لرئيس الوزراء بصفته مسؤولا عن الأزهر حول فتوى جلد الصحفيين التي أصدرها الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر.   وتقدم النائبان علي لبن ومصطفي بكري بأسئلة عاجلة إلى رئيس مجلس الوزراء بصفته وزيرا لشؤون الأزهر، حيث طالب الأول بتفعيل قانون تنظيم الأزهر بشأن عقد اجتماعات مجمع البحوث الإسلامية، الذي هو المرجعية الأولى لاعتماد أي فتوى من الأفراد العاديين أو الشيوخ أو المجامع الفقهية، بدلا من "فوضى الفتاوي" الحالية، وآخرها فتوى شيخ الأزهر بجلد الصحفيين.   وطالب بكري بمعرفة موقف الحكومة من "حملة التحريض السافر التى يشنها طنطاوي ضد الصحفيين، واستعدائه للحكومة عليهم، واتهامهم بالفسق أمام الرأى العام"، وقال إنه سيتوجه بطلب للرئيس مبارك يدعوه لاتخاذ قرار بإقالة شيخ الأزهر، لفقدانه الصلاحية فى إدارة شؤون الأزهر بصورة تستوجب عزله، داعيا الحكومة لإقالة شيخ الأزهر لخروجه على سياستها وتدخله فى السياسة بطريقة سيئة تسيء الى دور الأزهر ومكانته كمؤسسة دينية يكن لها الجميع ما تستحقه من احترام.   وترجع الأزمة لقول شيخ الأزهر علي هامش احتفال رسمي بليلة القدر أنه يجب جلد مروجي الشائعات ومثيري الفتن 80 جلدة، ما اعتبره الصحفيون المصريون موجه لهم بسبب أزمة اتهام الصحافة بنشر شائعات عن مرض الرئيس مبارك وصدور أحكام بحبس خمسة من رؤساء تحرير الصحف، حيث  انتقدت نقابة الصحفيين بشدة تصريحات شيخ الأزهر، وقالت في بيان أصدرته إن شيخ الأزهر "بدا في تلك التصريحات الغريبة، وكأنه يشارك من موقعه الرفيع في حملة التحريض المتصاعدة ضد الصحافة والصحافيين وأصحاب الرأي، عندما طالب بتطبيق عقوبة الجلد في قضايا النشر".   وزاد الأزمة إشتعالا إصرار الشيخ طنطاوي على تصريحاته رغم اعتذاره ضمنا عن أن يكون قصد بها الصحفيون، حيث واصل الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر هجومه الحاد على الصحفيين وأكد تمسكه بفتواه الخاصة بحد الجلد 80 جلدة، قائلا "إذا لم أكن جادا في تطبيق هذا الحد لا أكون مسلما حقيقيا"، على حد تعبيره.   ونقلت صحيفة "الوفد" القاهرية عن شيخ الأزهر قوله فى حوار مع قناة المحور الفضائية أن طنطاوي اتهم الصحفيين بالكيل بمكيالين والدفاع فقط عن حقهم في التعبير ومنع الآخرين من التمتع بهذه الحرية، حيث قال معقبا علي غضبة الصحفيين من فتواه بإباحة جلد الصحفي الذي ينشر خبرا غير صحيح 80 جلدة "أنا حر" أقول ما أعتقده.. أليست هذه حرية الرأي التي ينادون بها.. ويحللونها لأنفسهم ويحرمونها علي غيرهم".   وقال ردا علي مطالبة بعض الصحفيين بعزله من منصبه كشيخ للأزهر.. "اللي بيقول اعزلوه.. أنا أرد عليه وأسأله.. هل أنا جاي من بيت أبوك"، ونفى شيخ الأزهر أن يكون قد أصدر فتواه لهدف سياسي وقال، منذ كنت مفتيا للجمهورية عام 1986 لم أقل كلمة واحدة في الدين لخدمة السياسة ولكنني أتكلم في الحدود الشرعية.. ولا دخل لي بالسياسة لأننا في عصر التخصص.. وعندما قلت إن الشريعة الإسلامية تحرم الشائعات هل هذه سياسة؟   بالمقابل تصاعدت هجمات بعض الصحفيين على فتوي شيخ الأزهر، حيث قال عادل حمودة رئيس تحرير جريدة الفجر، وأحد خمس رؤساء تحرير صحف محكومة عليهم بالسجن، إن شيخ الأزهر يستهدف من حملة التحريض ضد الصحافة تصفية حساباته مع الصحفيين، فيما اتهم جمال فهمى عضو مجلس نقابة الصحفيين طنطاوى بأنه يستخدم الأزهر في السياسة أسوأ استغلال، ويبرر لسياسة القمع والعدوان على حرية الصحافة، التي تعتبر حقاً للمجتمع فى المعرفة.   واتهم فهمي شيخ الأزهر بأنه يعتبر الحكومة والنظام من المحصنات ويسبغ عليهم قداسة ليست موجودة، وأكد أن مؤسسة الأزهر الشريف تم تجنيدها في عهد طنطاوي لخدمة السياسة والنظام مهما كانت سيئة ومسيئة وتمس الدين، فيما ركزت صحف عديدة على تصريحات شيخ الأزهر وكال له بعض الصحفيين اتهامات بمجاملة السلطة بفتواه على حساب الصحفيين وتصفية حسابات قديمة معهم، فيما قال صحفيون آخرون إن شيخ الأزهر لم يخطئ، وأن فتاواه لم تتطرق للصحفيين بالاسم، ولكن تم الزج باسم الصحفيين وربطهم بفتواه بسبب الأجواء المشحونة بين الصحفيين والحكومة المصرية على خلفية سجن صحفيين.   (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 16 أكتوبر 2007)


 
مسرحية "من أجل بياتريس" لعلي اللواتي:

مأساة الموريسكيين النازفة على مرّ التاريخ

   

 
بقلم: حسن بن عثمان   ثمة فنون من الكتابة لا تنهض بأعباء تحقّقها بمفردها وتظل دائما في حاجة لمن يكمّلها لكي تكون، مثل الكلمات للأغنية أو السيناريو للسينما أو المسرحية للركح والعرض الفرجوي، وفي قلة من الأحيان ترتقي مثل تلك الفنون غير المكتملة بطبيعتها إلى منزلة النصوص الإبداعية المكتفية بذاتها، ومنها هذا النص المسرحي الذي نحن بصدده: "من أجل بياتريس"، وهو مسرحية في خمسة فصول لكاتبها علي اللواتي، الذي لا ينفك يخوض بجدارة وتفوّق غمار فنون إبداعية شتّى دون تشتّت ولا إخلال. رسّام وناقد للفن التشكيلي، شاعر وله ترجمات مرجعية من اللغة الفرنسية وكاتب كلمات للعديد من الأغاني التونسية، سيناريست أثرى التلفزيون التونسي بمسلسلات ممتازة لاقت ترحيبا ونجاحا لم يسبق أن حظي بمثلهما كاتب قبله، وكانت له في سنة 2005 تجربة مسرحية مع المخرج محمد إدريس بعنوان "المتشعبطون"... يباشر علي اللواتي مختلف هذه الفنون مشحونا بكل مواهبه وسعة ثقافته وحسّه الإنساني الجمالي الرفيع.   من أجل بياتريس حوارية مسرحية متصلة يتنامى سردها من فكرة محورية نوجزها فيما تعرض له ما تبقى من المسلمين على أرض الأندلس من تنكيل وشقاء بعد قرار طردهم سنة 1609م خلال تلك الحقبة التاريخية التي شهدت ديوان التحقيق، أو محاكم التفتيش ذائعة الصيت، بعنفها ووحشتها وفظاعاتها وإبادتها الدموية لكل من يشتبه في إسلامه أو في أصوله الإسلامية والعربية. ولا نخال علي اللواتي إلاّ من سلالة بعيدة لمسلمين أندلسيين أطردوا أو فرّوا من وطنهم في موجات متلاحقة بداية من سقوط غرناطة عام 1492 وظلّوا أكثر من قرن وربع في تيه وضياع تنكر لهم فيه الدهر وانعدمت أمامهم سبل الرجاء، وذلك فصل من الحضارة الإنسانية شديد السواد والقتامة دالت فيه الدول وتطاحنت الأديان والمعتقدات لتسحق الإنسان وتهرس لحمه وتذرو للريح طحين عظامه.   بشجن في اللغة وألم نبيل لا تأوّه فيه، وبمواقف كئيبة مضمّخة بالمفارقة والسخرية، وبحوار لا ثرثرة فيه ولا احتداد ولا صراخ، بما يجعل الوجع مبثوثا في التفاصيل غير المرئية، بل الموحى بها. من هناك تتقلّد الشخصيات المسرحية أدوارها اللغوية وتنهمك في تفاعلاتها القاسية التي تتستّر عليها وتلوذ بالتلميح والهمس والمخاتلة والخلسة، في معادل فني موضوعي لواقع تاريخي يحتّم الخفاء والتقيّة ومداهنة الإكراهات والظروف المليئة بالتهديد. إنها شخصيات معذبة تتحايل على بقاء يتهدده الترويع والتنكيل والفناء في كل حين.   يهدي علي اللواتي مسرحيته إلى "الشعب الذي ألغى وجوده التاريخ فولّى كأمس الدّابر ولم يبق من ماضيه غير آثار متلاشية وأخبار في بطون الكتب ينقّب عنها الباحثون ويجتمعون لها بين الحين والحين في المجامع الأكاديمية لتدارسها ببرود أدوات العقل وحياد مناهجه، كما يُتدارس انقراض حيوانات بائدة... إلى الذين ذاقوا فرادى وجماعات أبشع أساليب التنكيل وأبعده شذوذا عن الفطرة الإنسانية على يد مؤسسة قامعة تستند إلى سلطة سياسية عنصرية وتزعم أن من الحبّ المسيحي إزهاق الأرواح والعبث بالأجساد... إلى الأمة الموريسكية من أهل الأندلس وإلى جميع ضحايا ديوان التفتيش من بني الإنسان، عسى تبقى الذّكرى حيّة في وجدان الإنسانية ويظل الجرح نازفا في ذاكرتها الشقيّة".   ولعلّ فضل هذه المسرحية، إضافة إلى قيمتها الفنية العالية، محاولتها التذكير بذلك الجرح النازف في الذاكرة الشقية، الذي سيكون مدار هذا التقديم، بعد الإشارة المكثفة لما تنطوي عليه هذه من أحداث وملابسات وحيل فنية.   يتخذ المؤلف من لعبة الأقنعة تخطيطا لعمله. أقنعة الأدوار والوظائف والأمكنة والأسماء. مكان المسرحية هو خان "الماتامور الأحمر" للمسافرين، يقع على طريق جبلي منعزل يربط بين طريف ومدينة قادش بجنوب إسبانيا. أما الزمان فهو سنة 1634 في عهد "صاحب الجلالة فيليبي الرابع دي هابسبورغ" صاحب ممالك إسبانيا والمكسيك والبيرو وغيرها.   شخصيات المسرحية الحاضرة على ركح الكتاب ثلاث عشرة شخصية، الثلاث الأولى هي الأكثر محورية: البنت بياتريس واسمها الأصلي زهراء، والأم إيزابيلا واسمها الأندلسي فاطمة، والأب أندرس واسم مولده أحمد بن محمد بن محمد ابن أبي بكر بن أبي القاسم البطليوسي ويتصل نسبه بالعرب القيسية... ثلاث شخصيات موريسكية لا تفضي بهوياتها دفعة واحدة لكنها تخلع أقنعتها الواحد إثر الآخر، نجدها تدير خانا تمتلكه وتقدم فيه المأكولات والمشروبات من خمور ونبيذ وما يتناسب معه من ترفيه للزبائن، وتعمل أثناء ذلك تلك الشخصيات ما في وسعها لإخفاء أصولها الإسلامية وطمس معالم هويتها الدينية. من ثمة تتفاعل الأحداث في المسرحية ويصل تطوّرها الدرامي إلى مثول هذه الشخصيات، مع شخصيات أخرى، أمام محكمة تفتيش افتراضية يرأسها "قاضي الأوبيريت" في ضرب من التمثيل المضاعف، حيث يؤدي الممثل دوره في المسرحية بصفته ممثلا لا بصفته يقوم بدور شخصية من الشخصيات، وهذه الحبكة الرشيقة في الفصول الأخيرة من المسرحية أضفت على النص عمقا ونأت به عن المحاكاة في أطوارها المعهودة.   يقول أحد شخصيات المسرحية مخاطبا قاضي التفتيش: "أنا ألفارو غنزاليس يا قاضي الأوبيريت!... ألا تكفي شناعة المأساة في الواقع حتى تطنب وتتفنّن في تمثيلها؟!" (...) يجيبه قاضي التفتيش: "آه يا صديق قلبي لقد ولجت عوالم غريبة فنسيت نفسي ووقفت على حقائق إنسانية مذهلة وأنا أستمع إلى هؤلاء النّاس وأحاورهم... ما أروع الفنّ!... سأكتب هذه المأساة في يوم ما وأرجو أن تطوف بمسارح العالم!" وحين يزيح الإسكيم الذي يغطي وجه القاضي فيظهر رأسه بلحية وشعر طويل يقول ألفارو غنزاليس: " (هذا) دييقو دي هينيستوزا ممثّل عظيم وأحد شعرائنا المسرحيين ولكن ديوان التفتيش ما يفتأ يلاحقه لأن مسرحياته متأثرة بمذهب إيراسموس الإنساني... لقد ترك الفن للاشتغال معنا في التهريب... إنه من رجالي الذين أعوّل على فنّهم لتضليل الجمارك بين إشبيلية وقادش"...   من المعلوم أن كل تلخيص لعمل ما هو انتهاك له وتشويه، والأمر يكون أفدح مع الأعمال الفنية. لكن من المفيد إزاء هذه المسرحية أن نحيطها ببعض المعطيات والمعلومات التي تضعها في سياقها التاريخي ومعناها الإنساني، للمساعدة في استعادة بعض ملامح عملية وحشية لم يشهد التاريخ البشري مثيلا لها من حيث الإكراه على العقيدة والتنصير العنيف لآلاف من أهل الأندلس المهزومين، المسلمون منهم واليهود، على قلة نسبتهم مقارنة بالمسلمين.   ألمحنا آنفا أننا لا نخال علي اللواتي كاتب هذه المسرحية إلاّ من أصول أندلسية بالنظر إلى أن تونس قد استقبلت مائة ألف موريسكي أوائل القرن السابع عشر الميلادي. ومائة ألف رقم كبير بمقاييس ذلك الزمن وبمقاييس وقتنا الحالي، سيورث لا محالة ذاكرته الدامية من الأسلاف للأخلاف عبر تعاقب الأجيال والسنين، ولعلّ علي اللواتي حفيد بعيد للموريسكيين شاء له الحظ أن يغمس ريشته في جرح أسلافه النازف ليصوغ مسرحية متوهجة بألوان لها حرارة الأرواح المستغيثة تنبعث من أجسام وقع التنكيل بها بلا شفقة ولا رحمة ولا مروءة.   نقرأ في موقع الأندلس للأخبار: " سقطت غرناطة –آخر قلاع المسلمين في إسبانيا- سنة 897هـ=1492م، وكان ذلك نذيرًا بسقوط صرح الأمة الأندلسية الديني والاجتماعي، وتبدد تراثها الفكري والأدبي، وكانت مأساة المسلمين هناك من أفظع مآسي التاريخ؛ حيث شهدت تلك الفترة أعمالاً بربرية وحشية ارتكبتها محاكم التفتيش؛ لتطهير إسبانيا من آثار الإسلام والمسلمين، وإبادة تراثهم الذي ازدهر في هذه البلاد زهاء ثمانية قرون من الزمان. وهاجر كثير من مسلمي الأندلس إلى الشمال الإفريقي بعد سقوط مملكتهم؛ فرارًا بدينهم وحريتهم من اضطهاد النصارى الإسبان لهم، وعادت إسبانيا إلى دينها القديم، أما من بقي من المسلمين فقد أجبر على التنصر أو الرحيل، وأفضت هذه الروح النصرانية المتعصبة إلى مطاردة وظلم وترويع المسلمين العزل، انتهى بتنفيذ حكم الإعدام ضد أمة ودين على أرض إسبانيا. ونشط ديوان التحقيق أو الديوان المقدس الذي يدعمه العرش والكنيسة في ارتكاب الفظائع ضد الموريسكيين المسلمين المتنصرين، وصدرت عشرات القرارات التي تحول بين هؤلاء المسلمين ودينهم ولغتهم وعاداتهم وثقافتهم، فقد أحرق الكردينال خمينس عشرات الآلاف من كتب الدين والشريعة الإسلامية، وصدر أمر ملكي يوم 22 ربيع أول 917هـ=20 يونيو 1511 يلزم جميع السكان الذي تنصروا حديثًا أن يسلموا سائر الكتب العربية التي لديهم، ثم تتابعت المراسيم والأوامر الملكية التي منعت التخاطب باللغة العربية وانتهت بفرض التنصير الإجباري على المسلمين، فحمل التعلق بالأرض وخوف الفقر كثيرًا من المسلمين على قبول التنصر ملاذًا للنجاة، ورأى آخرون أن الموت خير ألف مرة من أن يصبح الوطن العزيز مهدًا للكفر، وفر آخرون بدينهم، وكتبت نهايات متعددة لمأساة واحدة هي رحيل الإسلام عن الأندلس".   ولمزيد التوسّع والاستزادة حول المأساة الشاذة التي عاشها المريسكيون يمكن تصفح الكثير من المواقع على النت بمجرد كتابة اسمهم. ويهمنا هنا أن نصغي إلى تصريح لأكبر مختص عربي في تاريخ الموريسكيين الأستاذ المتميز عبد الجليل التميمي: "كنت أول باحث عربي يصل إلى الوثائق التركية في استانبول منذ 1965 وحيث تعلمت التركية واكتشفت في أرشيف تركيا أرصدة هائلة من المعلومات الأساسية التي تتناول تاريخ الإيالات العربية أثناء العصر العثماني، كما عثرت على وثائق كثيرة تهتم بالأندلس، ولا سيما منذ سقوط غرناطة عام 1492 وبقاء المسلمين 120 سنة إلى أن تم طردهم عام 1609.   وقد بينت هذه الوثائق الترابط السياسي بين الدولة العثمانية والموريسكيين، لذا قمنا بتوظيف هذه المعلومات ونظمنا 13 مؤتمرا حول هذا الملف الغائب تماما من العالم العربي والإسلامي، واهتممنا بفترة أواخر العرب المسلمين في الأندلس.. لأن المأساة التي عاشوها جديرة بأن يعرفها كل عربي ومسلم، وأعتقد أن ما عاناه هؤلاء الموريسكيون الأندلسيون، لم يشهد التاريخ البشري مثيلا له على الإطلاق، وقد حافظنا على الذاكرة الجماعية الموريسكية من خلال دعوة أهم الباحثين والخبراء الدوليين في هذا الاختصاص. ونحن نعمل على أساس أن هذا التراث الأندلسي هو تراثنا وحضارتنا. فقد خصصت مؤسسة التميمي أكثر من 600 دراسة أكاديمية جديدة حول هذا الموضوع ونشرت بالإسبانية والفرنسية، وقليل بالعربية".   سبق لمؤسسة التميمي البحثية الخاصة أن نظمت مؤتمرا حول الذكرى 500 لسقوط غرناطة في عام 1992 وستعمل هذه المؤسسة المجتهدة لعقد مؤتمر عالمي في سنة 2009 بمناسبة مرور 400 سنة على طرد العرب المسلمين، وسيكون من أهداف المؤتمر المطالبة برد الاعتبار للحضارة الإسلامية التي عمّرت إسبانية طيلة ثمانية قرون. وعن ذلك يقول الأستاذ التميمي "قدمت إسبانيا اعتذارا لليهود على طردهم ولم تقدم اعتذارا للعرب المسلمين الذين خلفوا حضارة فكرية ومعمارية خالدة ولا مثيل لها، وساهمت بشكل غير مباشر في تجديد النهضة الغربية.. والآن هناك 50 مليون سائح يأتون إلى إسبانيا بفضل هذا التراث المعماري الأندلسي. والسبب الآخر هو العمل على تضافر الجهود من أجل إبراز الجوانب الحضارية والإيجابية للوجود العربي في الأندلس ومطالبة السلط الإسبانية العليا تقديم اعتذار حضاري للمأساة التي ألحقت بالموريسكيين الأندلسيين، على غرار ما قام به رئيس جمهورية البرتغال. ولعل السبب في عدم تقديم اعتذار منذ مطالبتي بذلك من 16 سنة، هو أن العالم العربي والإسلامي، لا يهتم بهاته الإشكالية الحضارية الأساسية".   إنها دعوة تمثّل شفاء ممكنا لجروح حضارية يتعيّن أن تكفّ عن النزيف، وينبغي تعميمها (الدعوة) ومؤازرتها في سبيل تصفية التاريخ من أحقاده وضغائنه ليصفو الحاضر ويستوي المستقبل خاليا من العداوات الدينية والضمائر المحتقنة الممزقة.   ختاما، جدير أن لا ننسى الاستهلال في الصفحة الأولى من مسرحية "من أجل بياتريس" لعلي اللواتي، كونتراست للنشر، سوسة ـ تونس/ الطبعة الأولى أفريل 2007، الذي جاء على لسان ملك فرنسا فيليب لوبيل (1268ـ1314) متحدثا عن إسبان تلك الحقبة السوداء: "لقد أقدموا على اقتراف أعمال آثمة وغير إنسانية متستّرين بالتّقوى..."   (المصدر: موقع "الأوان" بتاريخ 14 أكتوبر 2007) الرابط: http://www.alawan.com/index.php?option=com_content&task=view&id=2115&Itemid=8


"باب الحارة" و الرجال الحق!

 
بقلم: سحر المصري   نعم.. سيدي وتاج راسي.. ويأمر ابن عمي عليّ أمر.. كلمات فتّقت عقدة الذكورة عند الرجال الذين تابعوا المسلسل السوري "باب الحارة" وتمنّوا لو عاشوا تلك الحقبة حيث كانت المرأة تؤمَر فتُطاع وتركن في البيت لإنجاز الواجبات "الأنثوية" المتعارَف عليها.. دون بلادة أو تأفّف أو تذمّر.. وللرجال حقّ في أن يحنّوا إلى تلك الأيام فقد تمادت النساء اليوم في مطالبتهنّ للمساواة والخروج والعمل واثبات الذات، كل ذلك على حساب البيت ورعاية الأطفال.. وليس هذا موضوعنا الآن وإنما زاويتنا تختلف بعض الشيء.. فكما أن الرجال قد تاقوا لتلك النوعيات من النساء فكذا النساء قد تلهّفت لتلك الفئة من الرجال التي عرضها المسلسل وباتت تبكي فقدان خصائص غابت عن رجال اليوم.. حقيقةً ليس من عادتي أن أتابع المسلسلات العربية وخاصة تلك التي تطول حلقاتها من دون حوادث مهمة تُذكَر في كل حلقة وإنما تم تمطيطها لتناسب طول شهر فضيل أو موسم للفرقعة والترف الفني لعرضها على من يملك الوقت والقدرة على تحمّل حضور مسلسل تتخلله الدعايات نفسها في أكثر من عشر انقطاعات يحتاج المشاهِد بعضها الى حبة تهدئة أعصاب وحلف يمين أن لا يقرب كل السلع التي يُروَّج لها في تلك الدعايات من شدة قهره وضيقه.. وهذا المسلسل تابعته –قليلاً- كآلاف غيري شدّتهم القصة والحنين إلى تلك الأجواء الشامية.. وسأتحدّث في خواطري هذه عن الفئة من النساء اللاتي تابعن المسلسل لأنهن شُغِفَن بشخصيات رجاله والتي افتقدنها على أرض الواقع.. وقبل استعراض بعض هذه المميزات لرجال المسلسل استوقفتني حقيقة طريقة عيش نسائهم والتي قد يرفضها الكثيرون ممّن ينادون بحرية وكرامة وحضور المرأة.. ولئن كنتُ من أولئك اللواتي لا يستطعن تصوّر مهمّة المرأة في البيت فقط لخدمة من فيه إلا أنني تمنيت لوهلة أن أكون واحدة من تلك النسوة التي يكتنزها أبوها لتكون درّة مكنونة لا يراها الا زوجها فتُبقي على لمعانها ورونقها كزهرة في الروض لا تنشر عبيرها الا لمن يستحقها ويحلّ لها! ان المسلسل يعرض حقبة تاريخية معيّنة تميّزت بشكل أساس بدور الرجل المعيل ودور المرأة الراعية لبيت زوجها.. فالمرأة منقبة لا يراها الرجال ولا ترى الرجال وهذا من شأنه أن يُبقي القلب طاهراً فكم فتك الاختلاط بقلوب البنات.. فعاشت في الخيال قصصاً وهمية يحسبها الظمآن ماءاً حتى اذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الألم عنده! والمرأة مطيعة لأهلها واخوانها وزوجها من بعدهم.. فيأتي الزوج من عمله ليجد قلباً ساكناً يحويه وكل ما يحتاجه في البيت قد عملت المرأة على تحقيقه له.. فلا عمل لها يشتّتها عن بيتها فتعود مسرعة لتقوم بأعباء البيت الزوجي وتهرول لتُنهي ما عليها ولعلها تسهر ليلاً لتخفّف من واجبات النهار فتكون حياتها عبارة عن سعي متواصل وعمل مكوكي ما بين عملها وبيتها ومسؤولياتها والتي غالباً ما تكون على حساب أعصابها وراحتها وعباداتها.. والمرأة راضية بما قسم لها ربها جل وعلا.. فالذي يختاره لها أهلها ترضى بالعيش معه على سنّة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.. وتكون متطلباتها متواضعة فلا ترهقه وتكلفه ما لا يطيق.. ولا ترفض الذين يتقدّمون لخطبتها بسبب وبلا سبب.. فهذا طويل وذاك قصير وهذا أقرع وهذا أصلع! فهذه لم ترَ الا محارمها ثم زوجها الذي ترضى به وتحاول اسعاده بكل ما أوتِيَت من طاقة ليرضى عنها.. فقد تعلّمت أن جنّة المرأة رضا زوجها.. والمرأة مطيعة لأهلها فمهما فعلت أمها بها تبقى تحت امرتها وتصاحبها في الدنيا معروفا.. وتحتسب إن أوقعت الأم ظلماً عليها.. أما إن أخطأت البنت فلا يطمئن لها بال حتى يكتحل قلبها برضا أهلها.. أقرّ أنني – كالكثيرات – لا نستطيع أن نتقبّل كل هذا في زمننا الذي نعيش وهذا أكثر من طبيعي لأننا لم نعتد على تلك الأمور بل نشأنا في مجتمع منفتح أعطى كل الحرية للمرأة وأخرجها من دارها وساواها بالرجل فتعلّمت وسافرت وأثبتت وجودها في ميادينٍ شتّى حتى أنها بدأت تتململ من قوامة الرجل عليها.. ما سطّرته هنا هو ليس محاولة الانقلاب على مجتمعنا والعودة الى تلك الحقبة ولكنها قراءة نسائية لمسلسل عربي من امرأة تحمل بين جوانحها ثورة على زينة الحضارة التي تعيش فيها فحنّت الى عشٍّ صغير أو بيتٍ شامي رائع كما في الحارة تحيا فيه مع رجل بحق يحميها ويهتم بها ويصونها ويؤمّن لها ما تريد ويحفظ لها كرامتها دون منٍّ أو أذىً! أما لِم أقول رجل بحق؟ فلأن ما يعرضه المسلسل من نماذج ذكورية يدغدغ أنوثة كل امرأة فقدت لمعاني حثّ عليها الاسلام كالنخوة والشهامة والغيرة والشجاعة والحميّة وغيرها والتي لم تعد موجودة في الكثير ممن يدّعون الرجولة! فأين نخوة أبي عصام والفران حين وقف بشير بباب البيت يعطي الخبز لجميلة دون أن يدير بنظره الى الجهة الأُخرى حتى لا يلمح أصابع يدها وهي تأخذ الخبز منه؟ وأين غيرة الحكيم على أرملة المحمصاني وحرصه على حمايتها وحفظه السر ولو على حساب صيته في الحارة؟ وأين جرأة معتز في الحق؟ وأين شجاعة عبدو وثوار الغوطة؟ وأين طاعة ابراهيم لأبيه ولو في أمر يخالف هواه ومعتقده؟ أين رجولة أبي شهاب؟ ذاك الأسد الجسور الذي لا يهاب؟ وأين هبّة "الرجال" حين دعا صوت الحمية لفك العقيد من أسر الانكليز؟ في المشهد الأخير حين يعتلي الرجال صهوة الجياد للهجوم على المحتل لم أتمالك دموعي من الانهمار.. وتخيلت لو شبّ رجال أمّتي الذي يتعدّى تعدادهم الملايين وهبّوا لتحرير الأرض والعرض مستمسكين بالعروة الوثقى متوكلين على القوي الجبار غير آبهين بنار الظلم والخيانة فما سيكون حال فلسطين؟ والعراق؟ وسائر الأراضي المغتصبة إن من محتل الخارج أو من خائني الداخل؟!! جال بعينَيْ صور الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني وحكام الأنظمة العميلة الخائنة من لهم؟ ومن سيستنفر لنجدتهم من العرب؟ أليس من حقي – كغيري من النساء – أن يكون لنا وقفة متابعة مع هذا المسلسل لنشمّ نسيم رجولة افتقدناها في زمن الأشباه – الا من رحم ربي- وقليل ما هم؟! أرجو أن لا يعتبر القارئ كلامي هذا انتقاصاً من قدر الرجال فيسلّط عليّ سيوف الحرب.. فما زلت أؤمن بوجود الرجال الحقيقيين.. ولكني أيضاً أؤمن أنهم قلائل.. وأن الأغلبية انجرفوا في تيار الحضارة الزائفة واستسلموا للغزو الفكري الذي هدّم القِيَم وانبهروا بأشعة العولمة الزائفة.. فمتى يتململ المارد ويعي الناس ما يُكاد لهم.. ليعود كل امرءٍ منا يستوي على عرشه ويتمتع بمميزاته وخصائص جنسه.. حينها فقط يفرح الرجال بكلمات باتوا يحلموا بها "أمرك سيد راسي" ولعلي يومها أول من تقولها لرجلٍ بحق!   (المصدر: صحيفة "المصريون" (يومية – القاهرة) بتاريخ 15 أكتوبر 2007)

الصحافة ورمي المحصنّات!

 
الياس خوري (*)   عطي شيخ الأزهر، في فتواه بجلد الصحافيين ثمانين جلدة، بتهمة رمي المحصنّات، مادة فكاهية لا تنضب. لم يدافع محمد سيد طنطاوي، في فتواه، عن المحصنات، بل كان يبيّض وجهه مع الرئيس المصري حسني مبارك، ويدافع عن الحملة الشرسة التي شنها النظام المصري ضد الصحافة، بتهمة نشر اخبار كاذبة عن الوضع الصحي للرئيس المصري. ليس من الملائم وضع الفتوي الأزهرية الغريبة في خانة الموجة القمعية ضد الثقافة التي تشنها الاوساط الاسلامية الاصولية في مصر. بل يجب وضعها في سياق آخر، اسمه الانحطاط السياسي الشامل. وشيخ الأزهر ليس مسؤولا بالطبع عن هذا الانحطاط، لكنه وجد نفسه متابعا لعمل بدأ منذ العصر المملوكي، قطعه عصر النهضة، ثم اعادت الديكتاتورية وصل ما انقطع، بحيث عادت الامور الي مكانها القديم، وصارت الفتوي مجرد تسويغ او تزيين للقرار الذي يتخذه السلطان. الحملة علي الصحافة والصحافيين في مصر يجب ان تقرأ في هذا الاطار. اي في اطار الغيبوبة السياسية الشاملة التي فرضت علي مصر بعد هزيمة حزيران وبعد انهيار المشروع الناصري. ولقد سبق للسادات ان قام بحملة اعتقالات ضد الصحافيين والمثقفين قبيل اغتياله، في سبيل الدفاع عن مشروعه السياسي الارعن في كامب دايفيد، الذي اوصل مصر الي الحضيض. تعاني مصر اليوم من مشكلتين سياسيتين كبريين: الأولي اسمها الغياب، والثانية اسمها الغيبوبة. الغياب لا ينعكس علي مصر وحدها، بل يرخي بظلاله علي المشرق العربي برمته. لقد خرجت مصر من دائرة القرار الأقليمي، ويجري التعامل الدولي مع هذا الخروج في وصفه انتصارا ساحقا للولايات المتحدة. فمع الخروج المصري الذي اكتمل في كامب دافيد، بدت قيادة المنطقة وكأنها صارت في يد العدو التقليدي للناصرية، اي المملكة العربية السعودية. غير ان السعودية لا تملك مشروعا قوميا. في الماضي خاضت حربا شرسة علي القومية العربية باسم المؤتمر الاسلامي، ثم وبعد خروج مصر من الحلبة، لم تستطع ان تشكل سدا في وجه الانهيار الذي وصل الي ذروته مع الاجتياح العراقي للكويت وما استتبعه من حروب ادت الي احتلال العراق. كما انها لم تستطع ان تكون طرفا مستقلا، فالخدمة المجانية التي قدمتها للولايات المتحدة في حرب افغانستان، انقلبت وبالا عليها وعلي المنطقة، وصارت عاجزة عن سد الثقوب في الجسم العربي، وفقد المحور السعودي السوري المصري مبرر وجوده، امام مسلسل العجز، وخصوصا في فلسطين. الغياب المصري عن حلبة الشرق الأوسط، ترك الحلبة شبه فارغة، مما سمح لايران بمحاولة سد الفراغ، واطلق اليد الامريكية تعبث بالمنطقة، وتضعها في الهاوية. اما الغيبوبة فانها تضرب اوصال السلطة في مصر منذ تحول امنية التوريث الي ما يشبه القرار. انها المرة الأولي في التاريخ الحديث التي تقرر فيها مصر استيراد نموذجها السياسي، من نظامين كانا تقليدا كاريكاتوريا للتجربة الناصرية. اي من البعثين السوري والعراقي. واذا كان البعث العراقي قد ذهب الي نهايته التعسة بسبب النزق والصلافة، فان نجاح الرئيس السوري حافظ الاسد في توريث السلطة الي نجله الثاني، خلق النموذج الذي يريد مبارك تقليده. لذا لم يعين الرئيس المصري نائبا له، رغم تقدمه في السن، تاركا الباب مفتوحا لنجله كي يرث سلطة العسكر عبر الاتكاء علي سلطة رجال الاعمال. قرار التوريث اوقع النظام في الغيبوبة الكاملة، اذ لم يعد يري في السلطة سوي وسيلة لنقل السلطة من الاب الي الابن، وبذا دخلت السياسة المصرية في السبات، ومعها تلاشي الدور المصري الاقليمي في شكل كامل. ولم يعد هناك من بديل من النظام سوي حركة الاخوان المسلمين، التي سوف يعطيها مشروع التوريث، اضافة الي ثقلها السياسي والاجتماعي والايديولوجي، شرعية الاستيلاء علي الحكم، في اللحظة التي ستعلن فيها الازمة العامة للنظام السياسي المصري. الغياب والغيبوبة انعكسا في شكل فاضح علي الحريات العامة، وقاما عمليا بافساح المجال امام القمع والتهميش الذي تتعرض له الثقافة الحديثة في مصر، كما فتحا الباب امام المحنة التي تعانيها الصحافة، والتي بلغت ذروتها مع فتوي جلد الصحافيين التي اطلقها شيخ الأزهر. نعود الي الفتوي نفسها التي تكشف لنا غرابة الوضع الثقافي في مصر الذي صار هجينا ولا منطق له. فالصحافة، مثلما نعلم، اداة ثقافية اعلامية مرتبطة بالحداثة. بل ان النهضة الثقافة واللغوية في القرن التاسع عشر انطلقت من الصحافة. لذا فان القانون الوحيد الصالح للتعامل معها هو القانون الوضعي. اما ان تستعاد اليوم تعابير غريبة وفتاوي حول الجلد وما شابه، فانها اشبه بالنكتة المخيفة. وهنا لا بد من التذكير بالعودة الي قانون الحسبة، الذي قاد الي خلق مناخ محاكم التفتيش في الثقافة المصرية، وحوّل مجموعة من المشايخ الي رقباء علي الحياة الثقافية، في محاولة لتحطيم ثقافة النهضة وادخال المشرق العربي في نفق التفكك.   جلد الصحافيين يــــــبدو اليوم مزاحا يثير الضحك، لكنه قد يصير غدا حقيقة، وهذا الامر مرهون بالمدي الزمني الذي تحتاجه مصر، من اجل الخروج مـــــن هــــذه الغيــــبوبة المريبة.   (المصدر: صحيفة "القدس العربي" (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 أكتوبر 2007)


فيلسوف السلفية
 
د. محمد عمارة   لقد مات شيخ الإسلام ابن تيمية [661 ـ 728 هـ / 1263 – 1328م] مظلوما مسجونا ـ في سجون المماليك ـ لكنه غرس شجرة طيبة في ساحة العقل الإسلامي، كانت بذرتها الكلمات "الواعية الطيبة" التي بارك الله فيها، فغدت المظلة التي استظل بها زعماء الإصلاح الإسلامي على امتداد عالم الإسلام لقد مثل هذا الإمام المجتهد المجدد المجاهد صرحا عظيما في بناء الفكر الإسلامي وجسد عطاء متجددا في مناهج الأحياء والتجديد لفكر هذه الأئمة وذلك لأسباب كثيرة منها:   1ـ إخلاصه للإسلام وأمنه وحضارته ودياره وتكريس كل حياته وجميع طاقاته لهذه الرسالة العظمي .. حتى لقد غدا ـ في هذا الميدان ـ علما من أعلام العلماء والذين هم ورثة الأنبياء ـ العلماء العدول، الذين ينفون ـ بالوسطية الإسلامية الجامعة ـ عن هذا الدين "تخريف الضالين وانتحال المبطلين".   2ـ واحتضانه تراث الإسلام، على اختلاف مذاهب أئمة الإسلام دونما تعصب لمذهب دون الآخر، أو تخندق في فرقة دون سواها.. فلقد كان مدافعا عن الحق ـ كما أراه ذلك اجتهاده ـ وناقدا للخطأ .. كما أراه ذلك اجتهاده.. مع الدعوة إلى [رفع الملام عن الأئمة الأعلام] الذين خالف اجتهاده اجتهاداتهم .. فكان هذا العنوان الذي اتخذه لأحد كتبه منها جاء في تعامله مع الأئمة الذين تركوا بصماتهم مع الفكر الإسلامي، عبر امتداد تاريخ الإسلام، وتنويع المذاهب التي ذهب إليها هؤلاء الأئمة الإعلام.   3ـ وبلوغه على درب الإخلاص لمشروعه التجديدي، إلى درجة "الجهاد" لتحقيق "الاجتهاد"! .. فلم يكن ابن تيمية مجرد فقيه .. وفيلسوف .. وإنما كان "مجددا" لفكر الأمة وحياتها وواقعها الذي تعيش فيه .. وفي هذا الميدان قدم حياته وحريته قربانا في هذا "الجهاد" فمات شهيدا دون رأيه.   4ـ كذلك كان شيخ الإسلام ابن تيمية مرابطا على ثغور الإسلام .. لا يكتفي بالجهاد الداخلي ـ في عقل الأمة وواقعها ـ وإنما كان شديد البصر والبصيرة بالمخاطر الخارجية التي تحدق بحضارة الإسلام وديار المسلمين .. وفي هذا الميدان كان شديد الوعي "بفقه الأولويات"، حتى لقد حمل السلاح وحارب الصليبيين والتتار تحت قيادة النظم السياسية التي مات في سجونها! فضرب مثلا في الوعي الحضاري بفقه الأولويات لا زلنا في حاجة إلى تدبر حتى هذه اللحظات !..   وإذا كانت الدراسات التي كتبت عن شيخ الإسلام ابن تيمية ـ فضلا عن تراثه الفكري ـ إنما تكوّن مكتبة غنية ومتكاملة في فكرنا الإسلامي، فإن جوانب كثيرة من تراث هذا الإمام المجدد لا تزال بحاجة إلى من يلقي عليها المزيد والمزيد من الأضواء .. فلقد فضل الكثيرون من محبيه وكارهيه جميعا! الابتعاد عن إبداعاته في العقل والعقلانية وعلاقتها بالشرع والوحي والنقل وموقفه من التأويل.. ورفضه القاطع تكفير من يشهد أن لا إله إلا الله محمد رسول الله .. كما فطنت هذه الدراسات عن حضوره المؤثر في دعوات الإصلاح والإحياء الإسلامي الحديثة .. حتى ليحسب كثير من المتعصبين لابن تيمية مناقضة حركات الإحياء هذه لمنهج هذا الإمام العظيم !.   لقد كان ابن تيمية "فيلسوف السلفية" الذي مثلت سلفيته أصالة الفكري الإسلامي.. كما مثلت عقلانيته الإسلامية نموذجا للعقلانية والاستفادة في فكرنا الإسلامي الحديث ولذلك كان غريبا وشاذا أن يقال عنه: "إنه مصدر الرجعية والإرهاب" !؟   (المصدر: صحيفة "المصريون" (يومية – القاهرة) بتاريخ 16 أكتوبر 2007)

 

انصاف نادر للملكية في ليبيا

 
تشهد ليبيا هذه الايام تحولات علي درجة كبيرة من الاهمية، مثل تحرير الاقتصاد، وفتح ابواب الاستثمار، وتحسين الخدمات، وخصخصة القطاع المصرفي، ومراجعة الكثير من السياسات السابقة بطريقة تدريجية، ولكن هذا لا يعني ان هذه المراجعة تتم بالسرعة المطلوبة، وان النتائج جاءت جيدة في معظم الاحوال. ولعل التطور الاهم الذي شهدته البلاد هو ما ورد علي لسان مسؤول في مؤسسة القذافي للتنمية التي يتزعمها سيف الاسلام نجل الزعيم الليبي، وجاء فيه ان المؤسسة بصدد اعادة المنزل العائد الي السيدة فاطمة الشريف حرم الملك السابق ادريس السنوسي، وكانت الثورة قد صادرته، وتعويضها نقدا عن املاكها الاخري التي يقيم فيها حاليا مواطنون ليبيون بمقتضي قانون يحمل الرقم اربعة وينص علي احالة العقارات الزائدة عن حاجة الفرد والمجتمع الي المواطنين تحت شعار البيت لساكنه . هذا القرار او الاقرار يأتي اعترافا بان مصادرة هذا البيت كان خطأ يجب اصلاحه، لان هذا المنزل الذي يقيم فيه السفير البريطاني حاليا هو ملكية خاصة، مضافا الي ذلك ان من غير المقبول ان تظل اسرة العاهل الليبي السابق مشردة ودون مأوي في وطنها، خاصة ان الملك ادريس كان شخصية وطنية كافحت الاستعمار وساهمت في تحرير بلادها من قواته. الملك ادريس لم يكن ملكا سيئا، واقام في القاهرة سنوات بعد الاطاحة به دون القيام باي معارضة للنظام الجديد، وقد اعاد السيارة التي كانت في حوزته باعتبارها ملكا حكوميا، وعاش في منزل متواضع في العاصمة المصرية حتي انتقل الي الرفيق الاعلي. الرجل لم يسرق الاموال، ولم ينخرط في اعمال السلب والنهب والبزنس، ولم يشكل ميليشيا خاصة، وكان باستطاعته لو اراد ان يذهب الي بريطانيا او فرنسا او حتي الولايات المتحدة، مثلما فعلت بعض المعارضات الليبية التي انشق بعضها عن النظام، ويقود حركة تحرير من هناك، وينخرط في اعمال قتل واغتيال وتخريب، ولكنه لم يفعل، وفضل ان يقضي ما تبقي من حياته بعيدا عن الاضواء منقطعا لعبادة ربه، واداء فروضه. حتي من حاولوا المتاجرة باسمه من المحسوبين علي الاسرة الحاكمة، ظلوا يتسولون الصدقات من هذه الدولة او تلك، بينما كان بعض رجالات الثورة يكنزون مليارات الدولارات من صفقات الفساد التي عقدوها من قصورهم الفارهة، سواء داخل ليبيا او خارجها، لدرجة ان الزعيم الليبي معمر القذافي تحدث عن هذا الفساد علانية، وطالب بالتحقيق في ثروات هؤلاء المسؤولين وكيفية جمعها، وتقديمهم الي المحاكمة، ولا نعرف ان كانت هذه التحقيقات قد استكملت، وما اذا كان بعض هؤلاء الفاسدين قد جري تقديمهم الي المحاكمات ام لا. الاسرة الليبية الحاكمة كانت الافضل بين مثيلاتها العربيات، كما ان عهدها كان الافضل دون منازع، ليس بسبب زهد الملك وانما ايضا بفضل ما اشاعته من ديمقراطية، واحترام لحقوق الانسان، واطلاق الحريات، حيث كانت هناك اكثر من عشرين صحيفة في ليبيا تتمتع بسقف من المهنية والحرية لم يكن موجودا في معظم الدول العربية، وكان البرلمان الليبي المنتخب ميدانا للصراع الحضاري بين الحكومة والمعارضة، ونموذجا في محاسبة الوزراء والمسؤولين. انها لفتة كريمة من مؤسسة القذافي تستحق التنويه، والمأمول ان تتبعها خطوات اوسع علي الطريق نفسه، من حيث انصاف مئات المظلومين الذين صودرت املاكهم وعقاراتهم في مرحلة النزق الثوري، فالعيب ليس في الاعتراف بالخطأ وتصحيحه وانما في الاستمرار فيه.   (المصدر: افتتاحية صحيفة "القدس العربي" (يومية – لندن) الصادرة يوم 16 أكتوبر 2007)

 


Home - Accueil - الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.