الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

TUNISNEWS

9 ème année, N° 3493 du 15 .12 . 2009

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافيين توفيق بن بريك وزهير مخلوف

ولضحايا قانون الإرهاب


الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس:عريضة وطنية للمطالبة بإطلاق سراح الدكتور صادق شورو

العربي القاسمي:عريضة و « فوروم » على الشّبكة للمطالبة بإطلاق سراح الدّكتور شورو

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

عبدالله الزواري:إيقاف السيد معتوق العير… و محاصرة بيت السيد الأسعد الجوهري

كلمة:تأجيل التصريح بالحكم في قضية طلبة منوبة بعد جلسة متوترة

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان :إعـــــــــــــــــــــــــلام

المرصد التونسي:اضراب احتجاجي في المعهد الثانوي بالمتلوي

المرصد التونسي:اعتداءات جديدة على المربين في سيدي بوزيد

المرصد التونسي:اضراب احتجاجي في معهد ثانوي بباجة

معزّ الجماعي :استنفار أمني لتأمين زيارة يهود أجانب لمدينة قابس

البديـل عاجل:بن علي يجدد تهديده للمعارضين :من كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة

البديـل عاجل:قف !: هذا هو برنامج بن علي المستقبلي

البديـل عاجل:توحيد القوى مُهمّة ملحّة لمواجهة الاستبداد

المولدي الزوابي :إقالة مدير عام وكالة التبغ والوقيد

البديـل عاجل:في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء :المناضلات التـّونسيّات « هدفٌ متميّز » لعنف الدّولة

كلمة:وقف الدروس في مدرستين بقابس بعد اكتشاف إصابات بأنفلوانزا الخنازير

الصباح:أنفلونزا الخنازير تخيف الحوامل امرأة قررت الإجهاض وأخرى انقطعت عن العمل!

البديـل عاجل:بعد دخول أنفلونزا الخنازير مرحلة العدوى الجماعية :لا للمتاجرة بحياة النـّاس !

الطاهر العبيدي:رد على الأستاذ علي بن عرفة حول   شهادات من رحلات المنفى-

وات: أضواء على احتفالية مائوية الشيخ العلامة محمد الفاضل ابن عاشور

العجمي الوريمي :الإسلام السياسي بين عهدين (1/2)

توفيق المديني :تحول نشاط القاعدة إلى الصحراء

الجزيرة.نت :صحيفة أميركية: أسباب انتشار الحجاب

  قنطرة :حوار مع المفكر الاقتصادي المصري سمير أمين: »نحن بحاجة إلى عولمة إنسانية توافقية لا تسلطية »

هادي يحمد :2009.. نهاية « الحلم الإمبراطوري » لساركوزي


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جانفي2009
فيفري2009    
أفريل 2009     
جوان2009  https://www.tunisnews.net/20juillet09a.htm      جويلية 2009  https://www.tunisnews.net/23Out09a.htm   أوت/سبتمبر2009    
أكتوبر 2009


الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس

عريضة وطنية للمطالبة بإطلاق سراح الدكتور صادق شورو

 


تتواصل محنة السجين السياسي الدكتور صادق شورو الرئيس السابق لحركة النهضة لأكثر من 18 سنة، قضى منها 14 سنة في السجن الإنفرادي. أطلق سراحه   السنة الماضية لمدة 27 يوما فقط ، ثم أعتقل من جديد بتهمة الإحتفاظ بجمعية غير مرخص فيها، وذلك بسبب تصريحاته لوسائل الإعلام حول ظروف إعتقاله، و التعذيب الذي تعرض له وبقية السجناء السياسيين، وإعلانه تمسكه بحقه في التعبير و الدفاع عن الحقوق الأساسية لجميع المواطنين. وفي يوم 13 ديسمبر 2008 صدر في حقه حكم قضائي بالسجن لمدة سنة، كما أبلغ بالتراجع عن قرار السراح الشرطي بما يعني وجوب قضائه لعام إضافي في السجن.   ويتعرض الدكتور صادق شورو في سجن الناظور لمعاملة قاسية من طرف أعوان السجن رغم تقدمه في السن (62 سنة)، وتشهد حالته الصحية تدهورا مستمرا بسبب التعذيب الذي تعرض له سابقا، وحرمانه المستمر من الرعاية الصحية التي يتطلبها وضعه الصحي.   وإن الممضين على هذه العريضة، اذ يعتبرون سياسة الانتقام والتشفي مخالفة للقوانين المنظمة للسجون التونسية والإتفاقيات الدولية التي صادقت عليها تونس وللقواعد الدنيا لمعاملة السجناء الصادرة عن الأمم المتحدة ، فإنهم يدعون السلطة لوضع حد للمأساة الإنسانية التي يتعرض لها الدكتور صادق شورو لما يقارب العقدين، و إطلاق سراحه دون قيد أو شرط.   الموقعون من تونس   خميس الشماري – حقوقي – تونس أحمد نجيب الشابي – الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدمي مختار الطريفي – رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان محمد النوري – رئيس منظمة حرية وإنصاف سهام بن سدرين – الناطقة بإسم المجلس الوطني للحريات   سعيدة العكرمي – رئيسة الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين مية الجريبي – الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي حمة الهمامي – الناطق الرسمي بإسم حزب العمال التونسي راضية النصراوي – الناطقة بإسم الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب علي بن سالم – رئيس فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عبد الفتاح مورو – محام – تونس زياد الدولاتلي – سجين سياسي سابق من قيادات حركة النهضة علي لعريض – سجين سياسي سابق من قيادات حركة النهضة رشيد خشانة – رئيس تحرير صحيفة الموقف منجي اللوز – عضو الهيئة التنفيذية للحزب الديمقراطي التقدمي عصام الشابي – عضو الهيئة التنفيذية للحزب الديمقراطي التقدمي أحمد بوعزي – عضو الهيئة التنفيذية للحزب الديمقراطي التقدمي مولدي الفاهم – عضو الهيئة التنفيذية للحزب الديمقراطي التقدمي عبد الرؤوف العيادي – نائب رئيس حزب المؤتمر من اجل الجمهورية  سمير حمودة – أمين عام سابق للاتحاد العام لطلبة تونس محمد القلوي – تونس عبد الكريم الهاروني – كاتب عام منظمة حرية وانصاف الحبيب اللوز – سجين سياسي سابق من قيادات حركة النهضة عمر المستيري – مدير تحرير مجلة كلمة نزيهة رجيبة – نائبة رئيس المرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والإبداع عبد الوهاب معطر – نائب رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أنور القوصري – نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان عبد الحميد الجلاصي – تونس منية ابراهيم – تونس سمير بن عمر – محام سامية بن حمودة عبو – عضوة الهيئة المديرة للجمعية التونسية لمناهضة التعذيب خالد الكريشي – محام لطفي الحيدوري – صحفي – تونس عبد الله الزواري – صحفي وسجين سياسي سابق من قيادات حركة النهضة علي الشرطاني – تونس منصف بلهيبة – تونس احمد زكرياء الماقوري – تونس محمد بن قيزة – تونس عمر راشد – تونس عبد الغفار بن قيزة – تونس محبوبة شيبوب – تونس عائشة بن ضو – تونس محمود قويعة – تونس عباس شورو – تونس محمود الدقي – تونس سالم خليفة – عضو جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي معتوق العير – تونس وجيه بن الصادق شورو – تونس اسلام بن الصادق شورو – تونس دنيال زروق – تونس بشير خذري – تونس بوراوي مخلوف – تونس محمد كمال الحوكي – تونس رابح الخرايفي – محام الحبيب ستهم – عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي سليم الدريدي – تونس ظاهر المسعدي – عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي عبد العزيز الدغسني – تونس بن عيسى الدمني – رأس الجبل داود الكواش – رأس الجبل عبد الكريم العياشي – تونس طارق السوسي – تونس عبد الوهاب الكافي – القيروان سالم العدالي – تونس صلاح الدين العلوي – تونس نورالدين العمدوني – تونس رضا البوكادي – تونس محمد الغيضاوي – تونس علي الجوهري – تونس لسعد الجوهري – تونس أمان الله بن سحنون الجوهري – تونس عطاء الله بن سحنون الجوهري- تونس سلسبيل بنت سحنون الجوهري – تونس حسان بن لسعد الجوهري – تونس تسنيم بنت لسعد الجوهري – تونس عمر القرايدي – حقوقي – تونس سمير بن تيلي – سجين سياسي سابق محمد الحمروني – تونس منجي تريمش – مهندس – تونس معز الجماعي – حقوقي وسياسي – تونس نبيل الرباعي – سجين سياسي سابق لطفي السنوسي – تونس محمد العيادي – نقابي وحقوقي – تونس حافظ الجندوبي – تونس السيد المبروك – حقوقي – تونس إيمان الطريقي – تونس معز بن منى – عضو جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي منير الجلاصي – عضو جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي محمد بن رمضان – عضو جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي محرز همام – عضو جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي لطفي المناعي – عضو جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي حليم شعبان – عضو جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي محمد عبد الحليم – عضو جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي نجلاء عثمان – عضو جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي أم يحي مخلوف – زوجة الصحفي السجين زهير مخلوف فوزي قار علي – سجين سياسي سابق وناشط حقوقي جمال بركات – عضو جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي التومي الحمروني – حقوقي علاء الدين الجويني – حقوقي كمال الحميدي – حقوقي عبد القادر دردوري – رئيس فرع قربة – قليبية للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فاروق النجار – حقوقي عبد اللطيف البعيلي – عضو الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الصادق حمزة – تونس فتحي الجريبي – أستاذ جامعي – عضو مؤسس لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية صلاح الدين الجورشي – نائب رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان طارق حموة – تونس طارق النوري – محام – تونس نجاة لعبيدي – محامية – تونس منصف زيد – تونس لطفي حجي – صحفي سعاد القوسامي – عضو اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي التقدمي محمد نجيب الحسني – محام علي النفاتي – سجين سياسي سابق سليم البلغوثي – نقابي وحقوقي لمياء الدريدي – الحزب الديمقراطي التقدمي ياسين البجاوي – الحزب الديمقراطي التقدمي صابر السحباني  – الحزب الديمقراطي التقدمي محمد الهادي بن سعيد – حقوقي حسان الصفاقسي – الحزب الديمقراطي التقدمي عادل الفلاح – الحزب الديمقراطي التقدمي ونقابي هيثم بن زيد – الحزب الديمقراطي التقدمي خالد بوجمعة – حقوقي وسياسي رفيق بن قارة – سجين سياسي سابق يوسف اوعضور – حقوقي سامي الرايس شعبان – تونس عبد الجبار المداخي – حقوقي عثمان الجميلي – حقوقي فوزي الصدقاوي – الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين لطفي العمدوني – الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين سمير ديلو – الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين رشيد النجار – الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين جلال الكلبوسي – سجين سياسي سابق محمد الجلجلي – سجين سياسي سابق محمد الحبيب الحمدي – الحزب الديمقراطي التقدمي علي الوسلاتي – حقوقي محمد علي بن عيسى – حقوقي زينب الشبلي – حقوقية إلياس منصر الحزب الديمقراطي التقدمي خالد بوحاجب – الحزب الديمقراطي التقدمي هند الهاروني – تونس حمادي عيسى – سجين سياسي سابق هشام مشماش – سجين سياسي سابق عبد اللطيف محمد منتصر – منتدى الشباب التونسي   ألمانيا   محمد الهادي الزمزمي – محام سابق بتونس- لاجئ سياسي الهادي بريك – ألمانيا فتحي العيادي – ألمانيا محسن الجندوبي – ألمانيا رشيدة النفزي – ألمانيا طه البعزاوي – ألمانيا قادري زروقي – مدير موقع الحوار نت رياض بوخشانة – ألمانيا الحبيب لعماري – مدير موقع الفجر نيوز محمد علي الدريسي – ألمانيا صالح المحضاوي – ألمانيا كمال خذري – ألمانيا كريم مسعودي – ألمانيا عبد اللطيف التليلي – ألمانيا نادرة الشريف – ألمانيا عبد النور التليلي – ألمانيا عبد الله نوري – ألمانيا سيف النوري – ألمانيا رافع القارصي – حقوقي عبد اللطيف التليلي – ألمانيا نادرة الشريف – ألمانيا عبد النور التليلي – ألمانيا محمد طه الصابري – ألمانيا فؤاد حمودة – المانيا عبد الله بريك ألمانيا الهاشمي بن حامد – ألمانيا حسين بريك – ألمانيا   بريطانيا   راشد الغنوشي – رئيس حركة النهضة فتحي الجوادي – بريطانيا عرفات بوجمعة – بريطانيا مهدي بوجمعة – بريطانيا علي بن عرفة – بريطانيا صالح الوسلاتي – بريطانيا منصور الزريبي – بريطانيا عادل قراج – بريطانيا الهاشمي البناني – بريطانيا شكري ما جولي – بريطانيا علي الحمزاوي – بريطانيا عادل كسيكسي – بريطانيا معاذ الخريجي – بريطانيا يسرا الخريجي – بريطانيا السيد الفرجاني – بريطانيا كمال الصفاقسي – بريطانيا صالح كاروس – لندن جنات بنت مفتاح – لندن جمال فرحاوي – شاعر – لوتن جلال الورغي – بريطانيا جمال الدلالي – بريطانيا   فرنسا   منصف المرزوقي – رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية كمال الجندوبي – رئيس الشبكة الأورومتوسطية لحقو الإنسان لويزا توسكان – فرنسا الدكتور عبد المجيد النجار – أستاذ جامعي – فرنسا سليم بن حميدان – محام – فرنسا غفران بن سالم – فرنسا أنور عز الدين – فرنسا عمر الصغير – فرنسا عماد الدائمي – حزب المؤتمر من اجل الجمهورية محي الدين شربيب – فرنسا فتحي بالحاج – باحث في العلوم السياسية رياض الحجلاوي – فرنسا فتحي عبد الله الناعس – كاتب عام سابق لجمعية التضامن التونسي – باريس محي الدين الفرجاني – سجين سياسي سابق ناجي الجمل – فرنسا حسين الجزيري – فرنسا رياض بالطيب – كاتب عام جمعية التضامن التونسي – باريس فتحي الفرخ – لاجئ سياسي – فرنسا محسن ذيبي – مهندس معلوماتية – باريس بلقاسم لعبيدي – فرنسا عبد السلام بوشداخ – من مؤسسي الحركة الإسلامية في تونس ونقابي وحقوقي الطاهر بن حسين – باريس محمد النوري – باريس عبد العزيز شمام – فرنسا رضا ادريس – باريس مصطفى عبد الله الونيسي – باريس ابراهيم سويسي – باريس الصحبي الهرمي – فرنسا رياض الحجلاوي – فرنسا عبد الوهاب الرياحي – لاجئ سياسي – باريس عادل ثابت – باريس أنيس منصوري – مناضل يساري مستقل – باريس البشير هلال – فرنسا صالح التقاز – حقوقي – باريس معاذ عبد الكريم – باحث – فرنسا بلقاسم مصدق – باريس طارق بن هيبة – فرنسا حبيب الغيلوفي – باريس نجيب العاشوري – باريس ساسي بالحاج دحمان – باريس رضا الرجيبي – باريس خليفة فاضل – فرنسا لطفي الهويدي – فرنسا     بقية أنحاء العالم   وليد البناني – نائب رئيس حركة النهضة علي بن ساسي – سويسرا رفيق عبد السلام – باحث في الفكر السياسي نور الدين لعويديدي – صحفي في قناة الجزيرة الأسعد الدريدي – ايطاليا محمد علي البدوي – سويسرا العيادي عماري – استراليا خالد الجماعي – النرويج علي حميدي- هولندا بشير بدري – كندا محسن الزمزمي – مدرس – هولندا مالك الشارني – سويسرا محمد حقيقي – المدير التنفيذي لمؤسسة الكرامة عبد القادر الزيتوني – حزب تونس الخضراء وحيد الشريف – النرويج ابراهيم نوار – حقوقي – سويسرا عبد المجيد الغيضاوي – إيطاليا عبد الناصر نايت ليمان – سويسرا نورالدين بوفلغة – النمسا عز الدين بن محمود – سويسرا سليم لعموز – إيطاليا محمد الصادق الشطي – النمسا حمادي الغربي – معارض إسلامي عمر الجليطي – مهندس – النمسا عبد الحميد العداسي – الدنمارك نجاة بوزقرّو – الدنمارك عمر الجليطي – مهندس – النمسا عمر قايدي – سويسرا عبد العزيز الجلاصي – كندا خالد بن مبارك المشرقي رضا – إيطاليا محسن الخضراوي – السويد سالم نصر – النرويج علي سعيد –  النرويج بوكثير بن عمر – سويسرا فوزية حسن – ايطاليا اسماعيل الكوت – سويسرا المسعدي سجيمي – سويسرا عبد الباقي بن خليفة – البوسنة محسن شنيتر – سويسرا حميد مغراوي – السويد محمد زريق – كندا أنيس عاشور – سويسرا عبد الحميد البناني – بلجيكا توفيق الجريدي – السويد كريمة فرنشتدا – السويد عبد الحميد حمدي – رئيس المجلس الإسلامي بالدنمارك سليم الوكال عبد ه عبد العزيز – مدير موقع أفهن دارفور – مصر كريم عبد الراضي – الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان – مصر بسام بونني – صحفي – قطر الأزهر مقداد – قيادي في حركة النهضة – سويسرا عبد الباسط مسعي – عضو حركة النهضة – سويسرا فتحي بيداني – سويسرا بن يحمد سليمان – سويسرا توفيق العيادي – سويسرا الهادي لطيف – سويسرا     الحملة الدولية لحقوق الإنسان بتونس علي بن عرفة 15 ديسمبر 2009 للإمضاء على هذه العريضة الرجاء الاتصال على العنوان التالي: icfhrt@yahoo.com  

عريضة و « فوروم » على الشّبكة للمطالبة بإطلاق سراح الدّكتور شورو


 

أضع بين أيديكم عريضة و « فوروم » على الشّبكة للمطالبة بإطلاق سراح الدّكتور شورو الرّيس السّابق لحركة النّهضة والذي يقبع في السّجن منذ 19 سنة في ظروف سيئة للغاية.

العريضة على الرّابط التالي

http://www.jesigne.fr/liberez-drchourou 

العربي القاسمي


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس، في 27 ذو الحجة 1430 الموافق لـ 15 ديسمبر 2009

أخبار الحريات في تونس

 


1) مثول الطالب محمد السوداني أمام المحكمة: مثل يوم الاثنين 14 ديسمبر 2009 الطالب محمد السوداني أمام الدائرة السادسة بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي فوزي الجبالي لمقاضاته من أجل تهمة كيدية ملفقة على خلفية تصريح أدلى به لصحفية من قناة فرنسا 24. وقد أكد محامو الدفاع على تعرض منوبهم للتعذيب وعلى بطلان محضر الإحالة باعتبار إرغام الطالب السوداني على الإمضاء وتجاوز المدة القانونية للاحتفاظ (بقي 19 يوما رهن الاعتقال). 2)تأجيل التصريح بالحكم في قضية أمير المرابط ومن معه: قرر القاضي فوزي الجبالي رئيس الدائرة الجناحية السادسة  بالمحكمة الابتدائية بتونس تأجيل التصريح بالحكم في القضية عدد 30355 التي يحال فيها كل من سالم زيد وتيسير فروجة ومروان الناصف وأمير المرابط من أجل تهمة عقد اجتماع بدون رخصة إلى جلسة يوم 21 ديسنبر 2009. 3)حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
 

إيقاف السيد معتوق العير… و محاصرة بيت السيد الأسعد الجوهري

 


تم إيقاف السيد معتوق العير  صبيحة هذا اليوم الثلاثاء 15 ديسمبر 2009 من قبل عدد من الأعوان بالزي المدني يرجح أن يكونوا من فرقة أمن الدولة… كان ذلك عند الساعة الثامنة  تقريبا.. و السيد معتوق العير سجين سياسي سابق، سجن سنة 1987 ثم  سنة 1991 و قضى بالسجون التونسية 16 سنة حيث أطلق سراحه قبل ثلاث سنوات… أما السيد الأسعد الجوهري فقد عاين كثافة من أعوان الأمن بالزي المدني و سيارة شرطة رسمية تجوب الطرقات القريبة من البيت مع مكوث بعضهم أمام بيته و بدا هذا منذ البارحة.. و لا سبب وراء هذا الحصار حسب السيد الجوهري…و السيد الأسعد معتصم الآن ببيته… عبدالله الزواري  


تأجيل التصريح بالحكم في قضية طلبة منوبة بعد جلسة متوترة


حرر من قبل التحرير في الأثنين, 14. ديسمبر 2009 نظرت المحكمة الابتدائية بمنوبة يوم 14 ديسمبر 2009 في قضية مسؤولي الاتحاد العام لطلبة تونس الموقوفين على اثر اعتصام حول السكن بالحي الجامعي بمنوبة. وقد تم تأجيل التصريح بالحكم إلى يوم 21 ديسمبر. وذكرت مصادر حقوقية وطلابية أنّ المحكمة كانت محاصرة منذ الصباح الباكر بأعداد كبيرة من البوليس السياسي مانعين عائلات المساجين من الالتحاق بقاعة الجلسة.  ولدى مثول الموقوفين أمام رئيسة المحكمة طلبوا إضافة بعض المعطيات الجديدة إلا أنّ القاضية رفضت ذلك وقررت إخلاء القاعة اثر احتجاج المحامين والموقوفين وإقصاء الأستاذ العياشي الهمامي عن المرافعة بتعلة التدخل دون إذن.  وعلى اثر ذلك رفع الموقوفون شعارات احتجاج تدخل على إثرها أعوان الأمن واعتدوا عليهم بالعنف الشديد وإخراجهم عنوة من القاعة أمام أنظار القاضية.  وفي سياق متصل مثل الطالب محمد السوداني يوم الاثنين أمام محكمة الاستئناف بتونس العاصمة بخصوص الحكم الصادر ضده بأربعة أشهر سجنا. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 14 ديسمبر 2009)  


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان 15 ديسمبر 2009 إعـــــــــــــــــــــــــلام

علمنا أن الشاب نجيب بن محمد الميراوي ، البالغ من العمر20 سنة  ويعمل بائع أقمشة بالقيروان ، قد وقع إيقافه منذ يوم الجمعة 4 ديسمبر 2009 ، وان عائلته لا تعلم شيئا عن سبب ومكان إيقافه. ويخشى فرعنا أن يكون إيقافه ضمن الحملة التي تشنها السلطات الأمنية ضد من يشتبه بانتمائهم للحركة السلفية في الجهة، وان يكون السيد نجيب الميراوي لازال رهن الإيقاف بمصالح وزارة الداخلية. فرعنا الذي يؤكد على ضرورة إعلام الأهالي بمكان تواجد ابنها، يجدد مطالبته السلطات باحترام القانون في خصوص آجال الاحتفاظ المحددة بثلاثة أيام قابلة للتمديد فقط  بإذن خاص من وكيل الجمهورية.   عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني

اضراب احتجاجي في المعهد الثانوي بالمتلوي


شنّ أساتذة معهد المتلوي من ولاية قفصة يوم الاثنين 14 ديسمبر إضرابا بساعة تم تنفيذه انطلاقا من الساعة العاشرة صباحا بحضور النقابة الاساسية وعضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بقفصة منير بنظريفة وكان الاضراب ناجحا ويتمثل في التسيب لعدم حماية الأساتذة بالمعهد من الغرباء وتشجيع الأولياء على شكوى الأساتذة الى الامن والادارة الجهوية وتفاقمت الأمور بعد طرد تلميذ من المعهد بقرار مجلس التربية على اثر اعتدائه على أستاذ الرياضيت بالعنف الشديد في الفصل واقتحم الولي المعهد وأخذ شهادات بعض التلاميذ لادانة الاستاذ ويكون تشجيع الادارة واضحا في عدم منع الولي من التعدي على حرمة المعهد وتجاوزت الامور هذه الادارة ورفعت قضية كيدية في الاستاذ وشهادة طبية مزورة ب21 يوما مع العلم أن التلميذ لم يتغيب يوما واحدا الى انعقاد مجلس التربية. وحملت النقابة المسؤولية للادارة وأرفقت بعريضة موقعة من أساتذة المتلوي ووجهت الى الادارة الجهوية بقفصة منير بنظريفة
عضو النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بقفصة–  
 
المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux


اعتداءات جديدة على المربين في سيدي بوزيد


تعرض اليوم 15 / 12 /2009 معلم بالمدرسة الابتدائية شارع الجمهورية بسيدي بوزيد الى عنف لفظي من قبل ولي تلميذة مصحوبا بزوجته واحتجاجا على هذا الاعتداء نفذ معلمو المدرسة اضرابا احتجاجيا بنصف ساعة وقد التحق بهم اعضاء النقابة الجهوية والاساسية للتعليم الاساسي لمتابعة الموضوع بعد انتهاء اجتماع المجلس الجهوي . اما في المكناسي فقد قام ولي تلميذ بالاعتداء لفظيا ايضا على معلمة في مدرسة شارع العلوي بالمكناسي ونفذ معلمو المدرسة اضرابا احتجاجيا بساعة ووقع الاتفاق على رفع قضية عدلية وادارية ضد المتعدي. الناصر الظاهري عضو النقابة الجهوية للتعليم الاساسي – سيدي بوزيد مراسلة خاصة بالمرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  


اضراب احتجاجي في معهد ثانوي بباجة


شنّ أساتذة معهد شارع البيئة بباجة اليوم 14 ديسمبر إضرابا بربع ساعة تم تنفيذه انطلاقا من الساعة الثانية بعد الزوال احتجاجا على لفت النظر شديد اللهجة الذي وجهه المدير الجهوي للتربية و التكوين بباجة لستة أساتذة على خلفية خطأ تسرب في تنزيل أعداد بعض التلاميذ يخص السنة الدراسية الفائتة وهو الإجراء الذي اعتبر تعسفيا و استفزازيا في مثل هذه المرحلة الحساسة من السنة الدراسية نظرا إلى أن إمكانية وقوع مثل هذا الخطأ البشري وارد في تنزيل الأعداد على الحاسوب . و عوضا عن تطويق الموقف و استيعابه أمعن المدير الجهوي في تهديده بحضوره إلى موقع الإضراب و توعد الأساتذة المضربين بخصم يوم عمل من مرتباتهم جميعا مما زاد الطين بلة و أثار أكثر حفيظة المحتجين و جعلهم يصدرون عريضة احتجاجية في الغرض و يدعون إلى اجتماع عاجل لنقابتهم الأساسية بمقر الاتحاد الجهوي . نقابي من قطاع التعليم الثانوي بباجة — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux

استنفار أمني لتأمين زيارة يهود أجانب لمدينة قابس


قبل معزّ الجماعي قامت قوات الشرطة من مختلف الفرق في ولاية قابس يوم الأحد 14 ديسمبر بغلق كل الشوارع و الأنهج المؤدية إلى المعبد اليهودي وسوق الصناعات التقليدية. و جاءت هذه الإجراءات الاستثنائية لتأمين موكب عشرات اليهود الذين تعوّدوا زيارة المدينة خلال هذه الفترة من كل سنة للاحتفال بأحد أعيادهم الدينية. و ذكر شهود أن فرقة أمن مختصة قدمت من تونس العاصمة قامت بمرافقة موكب اليهود إلى معتمدية الحامة لزيارة ضريح الحاخام « معرابي »، كما لوحظ وجود حافلات إطفاء الحرائق التابعة للحماية المدنية رافقت الزائرين في جميع تحركاتهم.  وأضاف ذات المصدر أن إدارة إقليم أمن قابس كلّفت فرقة أمنيّة خاصة تقتصر مهامها على حماية السياح في الجهة خاصة في منطقة « مطماطة » الجبلية التي كانت آخر مكان في تونس زاره السائحان النمساويان اللذان وقع اختطافهما السنة الفارطة من قبل تنظيم القاعدة في المغرب الغربي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 14 ديسمبر 2009)  

بن علي يجدد تهديده للمعارضين : من كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة


شنّ بن علي في خطابه صبيحة يوم الخميس 12 نوفمبر 2009 بمناسبة أدائه « اليمين الدستورية » أمام مجلس « النواب » و »المستشارين » هجوما جديدا على من اعتبرهم « بعض الأفراد » في إشارة إلى عدد من الصحافيين والناشطين من الأحزاب والجمعيات الديمقراطية المعارضة لنظامه. وكعادته وكما سبق له في خطابه ليلة الانتخابات التشريعية والرئاسية ليوم 25 أكتوبر 2009 فقد توعد « بتطبيق القانون » أي بمزيد الإمعان في الأساليب القمعية الهمجية التي مارستها العصابات الإجرامية التابعة للبوليس السياسي الذي يتلقى تعليماته مباشرة من بن علي على كل من سليم بوخذير وحمه الهمامي ولطفي حاجي وغيرهم. ويحاول بن علي هذه المرّة التغطية على سياساته هذه بالحرص على « استقلالية القرار الوطني » ورفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لنظامه في إشارة منه إلى ما عبرت عنه بعض الأوساط الرسمية والديمقراطية في الخارج من نقد لسياساته ومن تعاطف مع ضحايا الأعمال الإجرامية التي قامت بها فرق البوليس السياسي. لقد باتت خياراته الفاشستية مفضوحة وليست تهديداته المذكورة غير محاولة يائسة لإسكات الأصوات التي تجرأت بمناسبة « الانتخابات » على كشف الفساد السياسي والاقتصادي والمالي السائد في تونس والذي تختص به مجموعات المافيا المحيطة به من عائلته وعائلات أصهاره وهي أيضا محاولة أخرى لـ »ردع » الرأي العام الدولي الذي أعرب عبر منظمات غير حكومية ووسائل إعلام وشخصيات وحتى أوساط رسمية من الحكومات التي ترعاه وتحميه، عن قلقه مما يجري في تونس. فالرأي العام الداخلي والخارجي بات يعلم جيد العلم أن انفلات عصابات البوليس السياسي على كل من يخالف بن علي وبطانته الرأي هو محاولة لردع كل من تحدثه نفسه تجاوز الخطوط الحمر التي رسمها النظام والمتمثلة خصوصا في مظاهر الحكم الفردي والفساد. وغير خاف على أحد أن اتهام معارضيه بـ »اللاوطنية » أو الإيهام بأن حملة التصعيد القمعي ضد المعارضة الديمقراطية في المدة الأخيرة هي مجرد إجراءات تتعلق بقضايا « حق عام » هو افتراء مفضوح لا يمكن أن يغالط الرأي العام الداخلي والخارجي الذي هو على بينة من طبيعة الجرائم التي تقترفها أجهزة البوليس السياسي ضد عدد من مناضلات ومناضلي الحركة الديمقراطية المعارضين لسياسة الانغلاق وتجرؤوا على الإصداع برأيهم بخصوص المهزلة الانتخابية الأخيرة وبخصوص ما يميز الوضع السياسي في تونس وضد تفاقم الحكم الفردي وعبادة الشخصية وضد الفساد المستشري والذي أصبح نمط حكم قائم الذات. وإذا كان ثمة من ينبغي أن يحاسبه الشعب التونسي على ما اتبعه من خيارات لا وطنية أدت إلى بيع البلاد للمؤسسات المالية والاحتكارات العالمية شركات ودولا هو بن علي وحزبه ومجمل نظامه. بن علي الذي جيء به عن طريق انقلاب برعاية المخابرات الأمريكية هو من رعى مصالح أسياده وفتح لهم الباب على مصراعيه للاستثمار والاستحواذ على المفاصل الحيوية للاقتصاد التونسي ونهب خيرات البلاد. وهو الذي طبّق إملاءات صندوق النقد الدولي والبنك العالمي والمؤسسات المالية المقرضة فخوصص المؤسسات العمومية بعد أن فلـّسها وفككها ليبيعها بأبخس الأثمان لكمشة من الكمبرادور المحليين الرأسماليين الأجانب مثل شركة STIA و SOGITEX وSTM والأنابيب وقطاع الاتصالات وشركة الرفاهة ومؤسسات صناعة الإسمنت وغيرها. وبن علي هو الذي تواطأ مع الامبريالية العالمية المتكالبة على الأقطار العربية الشقيقة فساند الحرب على العراق وتخفى وراء مواقف مهادنة للهجوم الصهيوني على لبنان وغزة وانخرط في المشروع الاستعماري الجديد « الشرق الأوسط الكبير » وترأس القمة العربية المكرسة لهذا التوجه2002 وعقد اتفاقية الشراكة الاستعمارية الجديدة مع الاتحاد الأوروبي وطبّع مع الكيان الصهيوني وأقام معه جهرا وسرا علاقات ديبلوماسية وتجارية وسياسية. ومن جهة أخرى فإن بن علي يجهد نفسه اليوم للظهور بمظهر الحريص على استقلالية القرار الوطني وهو الذي عمّق مديونية تونس لتقفز من 5 مليار دولار سنة 1987 تاريخ وصوله إلى الحكم إلى 20 مليار دولار اليوم وهو الذي ربط الاقتصاد التونسي بالرأسمالية الليبرالية المعولمة واتبع نمط تنمية تابع ومتخلف وبنى اقتصادا هشا ومفككا وموجها إلى الاستجابة لمصالح وحاجيات الاحتكارات والأسواق الخارجية وليس لحاجيات ومصالح النمو الاقتصادي الوطني والمستقل ولا لحاجيات ومصالح أبناء الشعب التونسي. فغنيّ عن القول أن نظاما تسيّره دوائر رأس المال العالمي وتتحكم فيه المؤسسات الدولية وتسهر على حمايته مخابرات وحكومات الدول الاستعمارية التي تربطه بها علاقات تقليدية لا يمكنه البتة الانتصاب لإعطاء الدروس للذين أفنوا العمر في رفع شعار « يا نظام يا جبان يا عميل الأمريكان » و »لا سفارة صهيونية على الأراضي التونسية « . وغنيّ عن القول أيضا أن نظاما كان على الدوام يتباهى بـ »العلاقات الممتازة » مع أولياء نعمته في واشنطن وباريس ولندن وبرلين وروما لا يمكنه اليوم أن ينتفض ليحتجّ على تصريحات بعض ساستها المعلنة عن « قلقهم » من مبالغة تلميذهم النجيب في استعمال العنف والقمع ضد معارضيه وفي تدليس الانتخابات ليظل في الحكم. وإذا كان ثمة سؤال على بن علي الإجابة عنه اليوم فهو لماذا كل هذه الضوضاء حول « التدخل في الشؤون الداخلية » لتونس؟ أفلم تكن الدول التي يتهمها بهذا السلوك دائمة التدخل في شؤون بلادنا، الاقتصادية منها والسياسية والدبلوماسية وتتحكم في خياراتها العامة؟ أفلم يُشـِدْ به قادة هذه الدول وسارعوا بتهنئته بـ »إعادة انتخابه » رئيسا لتونس وهم يعلمون في كل مرة أنه يغتصب الحكم ويدوس على الديمقراطية: ألم يذهب شيراك ذات مرة إلى تدعيم سياسته القمعية تجاه الشعب التونسي حدّ التوجه للديمقراطيين التونسيين بقولته الشهيرة التي لخصتها الأستاذة راضية النصراوي وهي على فراش إضراب الجوع في الجملة المعبّرة التالية: « mangez et taisez vous »؟ مثل هذا التدخل في شؤون الشعب التونسي لا يمثل في عرف بن علي « تدخلا في القرار الوطني » ما دام لصالحه، أما أن يتحرّج قادة دول الولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا مما هو بصدد القيام به من تجاوزات فجة في حق الشعب التونسي فإن الأمر يصبح مدعاة لكل هذه الجلبة والضوضاء الكاذبة حول استقلالية القرار الوطني. إن افتعال هذه القضية اليوم ليس المقصود به رفض بن علي لنوايا فرنسا والولايات المتحدة في الهيمنة على بلادنا والمسّ من استقلالية قرارها لأنه في الأصل صنيعة من صنائع هذه الدول الامبريالية وكان على الدوام أداتها للتدخل في شؤون بلادنا. إن المقصود بهذه الضوضاء التي سخرت لها السلطة كل وسائل الإعلام وأبواق الدعاية هو الضغط على الرأي العام الدولي كي يصمت عما يقترفه من جرائم في حق أبناء الشعب التونسي. لذلك يحق للديمقراطيين أن يعتبروا هذه المحاولة الفاشلة لحرف الصراع عن مداره الحقيقي ادعاء بالباطل وكذبا مفضوحا لا ينبغي أن يصرفهم عن نشاطهم من أجل المطالبة بالحرية وأن يبحثوا له عن سند ودعم لدى الأوساط الديمقراطية والشعبية وليس لدى الحكومات في جميع أنحاء العالم. ومعلوم أنه في ظل نظام عولمة الاستغلال والقهر وانتهاك الحريات الذي توحّد فيه البرجوازية العالمية جهودها لتركيع الشعوب، على هذه الأخيرة ضم جهودها والتضامن ضد بن علي وكل أشباهه في كل مكان. ويحق للديمقراطيين التونسيين أن يعطوا لبن علي، لا أن يتلقوا منه، الدروس في الوطنية، وهم الذين عارضوا على الدوام تبعية بلادهم اقتصادا وسياسة وثقافة ودبلوماسية للخارج ونادوا دون انقطاع بالاستقلال الحقيقي ولم تكن تربطهم بالخارج غير علاقات الصداقة والتعاون والتضامن مع القوى الشعبية والديمقراطية في أوروبا وأمريكا والعالم أجمع، هذه القوى التي تعارض سياسة بن علي تماما كما تعارض سياسة أنظمتها الرجعية التي تدعمه. إن معركة الديمقراطية والنضال ضد الرأسمالية المتوحشة المعولمة أصبحت اليوم معركة مشتركة بين كل القوى الثورية والتقدمية في كل مكان. فكلما هدمت الاحتكارات الرأسمالية الحواجز الوطنية لتبسط نفوذها على سيادة الشعوب بواسطة العملاء من أمثال بن علي وضعت أسس النضال الديمقراطي والثوري المتضامن بين جميع شعوب العالم من أجل التحرر والديمقراطية ضد أوباما وساركوزي وبرلسكوني وبن علي في تونس.  
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 15 ديسمبر 2009)  


قف !: هذا هو برنامج بن علي المستقبلي


صباح يوم الخميس 12 نوفمبر 2009 خاطب بن علي « النواب » و »المستشارين » مهاجما المعارضة ومستعرضا أهم نقاط برنامجه المستقبلي. وقد اعتبر أن تونس بـ »ألف خير » بل وأعلن أنها مرتبة « أفضل بلد في العالم من حيث سرعة تطور التنمية البشرية منذ سنة 2000 » بفضل « التفاف » الشعب حوله و »انخراطه » في مختلف خياراته. وبشر المرأة بالعمل على « مزيد دعم حضورها في مراكز القرار » لتبلغ 35% عوضا عن الثلاثين في المائة الحالية. ووعد بالترفيع في مقدار منحة الدولة للأحزاب الممثلة في مجلس النواب (دون غيرها). وكل هذا الكلام وهذه الإجراءات هي أشياء ممجوجة في خطاب بن علي ولا تحتاج تعليقا. ما يحتاج التعليق والتمحيص هو جاء في هذا الخطاب بخصوص « حلّ معضلة بطالة أصحاب الشهادات العليا ». فقد وعد بالعمل على استيعاب 10 آلاف من أصحاب الشهائد العليا في إطار شراكة مع النسيج الجمعياتي لـ »تقديم خدمات ذات مصلحة عامة » ويتقاضون على امتداد 12 شهرا منحة شهرية من الصندوق الوطني للتشغيل 2121. ليقع « إدماجهم بعد ذلك في الحياة النشيطة ». وهنا يقفز سؤال: ما هي « الخدمات ذات المصلحة العامة » التي سيتولى هؤلاء الشبان القيام بها؟ وما هي « الحياة النشيطة » التي سيقع إدماجهم فيها بعد ذلك؟ إن الجواب عن هذا السؤال يحيلنا مباشرة إلى العقلية البوليسية التي تحكم نظام بن علي في تعامله مع قضايا الشعب بصفة عامة. لذلك لا بد من التنبه إلى خطورة هذا الإجراء الذي قد يكون مقدمة لتجنيد 10 آلاف شابة وشاب سيقع انتقاؤهم بعناية فائقة من طرف أجهزة المخابرات وغسل أمخاخهم للقيام بـ »مهمات قذرة » ضد مناضلي الحرية في تونس. وقد يكون هذا الإجراء مقدمة لمزيد خنق الأنفاس وخلق ميليشيات شبابية تخضع مباشرة للبوليس السياسي لكي يوظفها في أعماله الإجرامية. وهذا الافتراض وارد جدا خاصة وأن جرح انتفاضة الحوض المنجمي لم يندمل بعد وربما تنسج بعض الجهات الأخرى على منواله. وإلى جانب ذلك أو من أجل إيجاد « موارد رزق » وعد بن علي بدعم سياسة القروض الصغرى للتشجيع على بعث مشاريع صغرى ومتوسطة والتي غالبا ما يكون مآلها الإفلاس والملاحقة القضائية والأمنية لاستخلاص الديون. وما عدا ذلك فتشجيع لكبار المستثمرين المحليين والأجانب ومزيد تقديم التسهيلات لهم (إعفاءات جبائية، تحرير الدينار، تخفيضات ديوانية…). أما القمع وأساليبه وطرقه فتلك قرارات « سيادية للدولة » لا مجال للتدخل فيها، وكل علاقة بالمنظمات الدولية – حكومية أو غير حكومية – وبالصحافة الأجنبية من قبل المعارضين فهي « استقواء بالأجنبي » وجب معاقبته بشدة وعدم التسامح معه. هذا كل ما يطرحه بن علي، وعلى الجميع « الانخراط فيه » والويل كل الويل للرافضين أو المشككين.  
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 15 ديسمبر 2009)  


توحيد القوى مُهمّة ملحّة لمواجهة الاستبداد


انتهت المهزلة الانتخابية ليوم 25 أكتوبر الماضي بسطو جديد على إرادة الشعب التونسي. فلا أحد صدّق النتائج المعلنة سواء ما تعلق منها بنسب المشاركة أو بنسب « النجاح الباهر » الذي حققه بن علي و »التجمع ». إن الجميع، يعلم أن هذه النتائج مفبركة مسبقا وأن الانتخابات التي جرت لا تتوفر فيها الشروط السياسية والقانونية الدنيا التي تكسبها وتكسب النتائج التي أفرزتها ذرة من المصداقية. وقد شهد حتى الذين شاركوا في هذه « الانتخابات » من أحزاب المعارضة، بأن الظروف التي جرت فيها أسوأ من الظروف التي جرت فيها الانتخابات السابقة التي كانت بدورها صورية. لقد صعّدت السلطة، خلال الحملة الانتخابية الأخيرة وتيرة القمع مستهدفة كافة القوى المستقلة أحزابا وجمعيات ومنظمات وأشخاصا بقطع النظر عما إذا كانت معترفا أو غير معترف بها، مشاركة في الانتخابات أو مقاطعة لها. إن المنطق الوحيد الذي تعاملت به هو منطق « إذا لم تكن معي فأنت ضدي ». ولم تتوقف الحملة على المعارضة بمظهريها البوليسي والإعلامي في حدود فترة الانتخابات، بل استمرت حتى اليوم: اعتقالات في صفوف الإعلاميين والطلاب، ملاحقات قضائية بتهم مفتعلة ضد عدد من الرموز، اعتداءات إجرامية، محاصرة لمقرات الأحزاب والجمعيات ولمقرات السكنى، منع أنشطة، حجز صحف، منع من السفر وانتهاك لحرية التنقل داخل البلاد إلخ… إن الهدف من هذا التصعيد هو بلا شك فرض نتائج المهزلة الانتخابية ومنع الأصوات الحرة من التشكيك فيها وفي شرعية المؤسسات التي انبثقت عنها وبالتالي كبت الطموحات الديمقراطية للشعب التونسي وعدم السماح للمعارضة المستقلة بالتعبير عنها والعمل على تحقيقها. ولكن هدف الأطراف المتنفذة في السلطة من هذا التصعيد لا يقتصر على هذا الجانب المباشر فحسب، فهي تتحسب للمستقبل وتتهيّأ له. إن مسألة خلافة بن علي في طريقها إلى الطرح، وتريد تلك الأطراف حسمها لوحدها بتلاعب جديد أو لإيجاد صيغة من الصيغ لنقل الحكم أو توريثه لأحد أفراد « العائلة » بما يمكنها من الحفاظ على نظام الاستبداد الضامن لمصالحها ومصالح « العائلات » التي تتحرك في محيطها. إن هذه الأطراف تريد في كل الحالات إقصاء الشعب التونسي وقوى المعارضة المستقلة من المشاركة في الحياة العامة وفي رسم ملامح مستقبل تونس. ومن هذا المنطلق فهي ليست مرتاحة لتنامي المعارضة السياسية والمدنية التي على الرغم من تشتتها حول فضح المهزلة الانتخابية الأخيرة ومن إبلاغ صوتها للرأي العام في الداخل والخارج. كما أنها ليست مرتاحة للنقمة السّارية فـــــــــــــي صفوف الشعب جراء المعاناة من البطالة والفقر وغلاء المعيشة وتردي الخدمات الصحية والاجتماعية في الوقت الذي تكدس فيه حفنة من العائلات المقربة من القصر ثروات طائلة عن طريق النهب والابتزاز والعمالة. لذلك لا تجد تلك الأطراف من وسيلة للحيلولة دون مزيد تطور المعارضة السياسية والمدنية من جهة وتحوّل النقمة الشعبية إلى حركة اجتماعية عارمة من جهة ثانية، وهو ما من شأنه أن يفسد حساباتها ويفشل مخططاتها، غير تشديد القبضة الأمنية على المجتمع وتصعيد القمع. ولا يمكن لأحد أن يشكّ في أن السّلطة لن تتراجع عن نهجها القمعي هذا إذا لم تجد القوى التي تتصدى لها. وهو ما يطرح بالطبع أهمية دور المعارضة اليوم ويثير السؤال عما إذا كانت قادرة على رفع التحدي وكسب الرهان؟ إن ما يبعث على الانشغال في وضع المعارضة ببلادنا هو هذا التناقض الصارخ بين واقع موضوعي يحتم عليها تكتيل صفوفها خدمة لمصالحها ومصالح الشعب التونسي من جهة وبين ضعف الاستعداد الذاتي لذلك إن لم نقل غيابه أحيانا من جهة أخرى وذلك على الرغم من أن كافة مكونات هذه المعارضة الحزبية والجمعياتية ترفع تقريبا نفس الشعارات والمطالب في ما يتعلق على الأقل بالوضع المباشر. فبالإضافة إلى « الحزازيات » الحزبية والشخصية التي سببها الموقف من « الانتخابات » الرئاسية والتشريعية الأخيرة، تعاني المعارضة من عوائق أخرى. إن الجمعيات مثلا ترفض العمل المشترك مع الأحزاب السياسية بدعوى الحفاظ على استقلاليتها. كما أنه يوجد من الأحزاب والجمعيات من يرفض المشاركة في أي عمل، حتى لو تعلق بالعفو التشريعي العام، يوجد فيه إسلاميون. كما توجد أطراف معترف بها تتحفظ على العمل مع أطراف غير معترف بها، إلى غير ذلك من العوائق التي تكاد تتحول إلى ذرائع لرفض العمل المشترك بشكل عام والإبقاء على التحرك في الدائرة الحزبية أو الجمعياتية الضيقة. هذا دون أن ننسى التراجع الخطير الذي تشهده مساهمة الحركة النقابية بما في ذلك قطاعاتها الناشطة تقليديا، في النضال من أجل الحريات. وهو ما أدى إلى إضعاف الحركة السياسية والمدنية في مواجهة الاستبداد. إن حزب العمال يعتبر أن الحالة التي عليها البلاد اليوم تحتم على القوى السياسية والمدنية التي يهمها الخروج من نفق الاستبداد، تجاوز كل العوائق التي لا يوجد لها مبرر سياسي حقيقي، ووضع مصلحة الحركة ككل فوق المصالح الضيقة للأحزاب والجمعيات والأفراد وفتح حوار جاد حول إنشاء جبهة عريضة من أجل الحرية والديمقراطية في بلادنا. إننا نتوجه بهذا المقترح إلى شركائنا في « هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات ». كما نتوجه به إلى مكونات « المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم » إلى كافة القوى التي لا تتواجد لا في هذا التكتل ولا في ذاك، لأن الظرف يقتضي موضوعيا مواجهة مشتركة تتجاوز حدود هذا التكتل أو ذاك أو هذه المجموعة أو تلك. إننا ونحن ندعو إلى هذا الحوار، نأمل على الأقل أن تتحرك كل الأطراف بأكثر قدر ممكن من التنسيق، للتصدي للهجمة الشرسة الحالية على الحريات والنضال من أجل إطلاق سراح توفيق بن بريك وزهير مخلوف ونشطاء الحركة الطلابية، ووقف التتبعات ضد الفاهم بوكدوس وحمه الهمّامي وراضية النصراوي وجلول عزّونة ومحمد بن سعيد، ورفع التضييقات عن صحف المعارضة وأنشطة الأحزاب والجمعيات وعن حرية التنقل ووضع حد للاعتداءات والمضايقات اليومية المسلطة على الإعلاميين والناشطين الحقوقيين، ومحاسبة هاتكي الأعراض والمحرضين على القتل من أصحاب الأقلام المأجورة. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 15 ديسمبر 2009)


إقالة مدير عام وكالة التبغ والوقيد


المولدي الزوابي أفادت مصادر مطلعة أنّ السيد حمادي بن نصير مدير عام الوكالة الوطنية للتبــغ والوقيد أعفى من مهامه. وجاء هذا القــرار بعد أن ثبت وجود كميات زائـدة عن الكميات المشتراة ببعض مراكز الشمال الغربي من مادة التبغ الجاف للموسم الحالي. وأشارت ذات المصادر أن الوكالة سجلت تراجعا هامّا مقارنة مع السنوات الماضية في إنتاج مادة التبغ بجميع أنواعه. ويقول بعض المزارعين الذين هجروا القطاع إنّ الوكالة والسلطات ونتيجة لتعنتهما وتجاهل مطالب مئات المزارعين وخاصة طلب زيادة سعر الكلغ المقدر بنحو 1350 مي قد خسرت قطاعا حيويا ساهم إلى حد كبير في خلق مئات آلاف مواطن الشغل فضلا على إثقال كاهل الدولة باستيراد كميات التبغ بالعملة الصعبة من السوق الخارجية. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 14 ديسمبر 2009)  


في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء : المناضلات التـّونسيّات « هدفٌ متميّز » لعنف الدّولة

بمناسبة « اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد النساء » الموافق ليوم 25 نوفمبر من كل سنة، أصدرت السلطات التونسية بيانا نشر في الصحف وبثته وسائل الإعلام الأخرى السمعية والبصرية، قدمت فيه كالمعتاد، صورة مغلوطة حول وضع النساء في تونس، في ظل « العهد الجديد » بـ »مقومات الكرامة في نطاق المساواة التامة والشراكة الفاعلة » بين الجنسين، وأن الدولة كانت دائما « سباقة » لحماية النساء من ظاهرة العنف « لتنافيها وأبسط مبادئ الإنسان واحترام الذات البشرية ». وعدّد البيان ما أسماه « خططا وبرامج » أذن بها « سيادته » لـ »نشر ثقافة حقوق الإنسان وقيم المساواة والحداثة » بهدف « ترسيخ صورة إيجابية على قيم الاحترام المتبادل والتعامل السليم بين الجنسين » (الصباح 25 نوفمبر 2009). وبنفس المناسبة نشرت الصحف الصادرة يوم 25 نوفمبر 2009ن نص رسالة توجهت بها ليلى بن علي، رئيسة منظمة المرأة العربية » إلى السيدات الأول بالدول العربية الأعضاء في المنظمة وعضوات المجلس الأعلى لـ »منظمة المرأة العربية ». وقد قالت ليلى بن علي في رسالتها بأن العنف ضد المرأة من « الممارسات التي تمس جوهر كيان المرأة وتهدد حقوقها الأساسية وسلامتها وحرمتها الجسدية والمعنوية »، وأضافت أن: » القضاء على العنف ضد المرأة يمثل ضرورة حضارية واجتماعية بقدر ما هو قيمة أخلاقية ». ولم تنس صاحبة الرسالة تذكير زميلاتها بأن تونس، التي يحكمها زوجها منذ 22 سنة، والتي مازال ينوي حكمها مدى الحياة، ما انفكت « تحمي » المرأة التونسية من العنف لأن ذلك « يمثل حجر الزاوية في بناء الأسرة المتوازنة وإرساء مقومات المجتمع المتآزر والمتضامن » (الصباح 25 نوفمبر 2009). إن كل متابع عن كثب لما يجري في تونس، خاصة في هذه الأيام التي تعقب المهزلة الانتخابية ليوم 25 أكتوبر الماضي، لا يمكن أن يثير فيه هذا الكلام الوارد على السواء في البيان الرسمي أو في رسالة ليلى بن علي، سوى الاستهزاء والسخرية ولن يرى فيه سوى تجسيما لما أصبح اختصاصا تونسيا، معروفا في كافة أنحاء المعمورة وهو « القول الجميل والفعل القبيح » أو « الهوة السحيقة بين الخطاب والممارسة » وهذا « الإنجاز العظيم » هو من بين إنجازات « صانع التغيير » في « العهد الجديد »، الذي عرف كيف يسوّق، بمساعدة حفنة من مرتزقة الإعلام والسياسة، صورة لنظامه أو بالأحرى لتونس في ظل نظامه مناقضة للواقع، بهدف تجميل الوجه البشع لهذا النظام. وتمثل المتاجرة بقضية المرأة في « السوق الدولية » إحدى أهم الوسائل المستعملة في عملية التجميل هذه. إن العنف بمختلف أشكاله الاقتصادية والاجتماعية والأيديولوجية والسياسية، يمثل « الوجبة اليومية » التي يتقاسمها معظم التونسيات والتونسيين منذ أن ورث حزب الدستور الحكم عن المستعمر الفرنسي بالخصوص منذ أن جاء بن علي إلى السلطة فجر يوم السابع من نوفمبر 1987. إن الحقوق يُنصّ عليها في الورق فحسب للدعاية. أما عمليا فيفرض على الشعب التونسي، بكل الوسائل وخاصة بقوة البوليس الغاشمة واقع لا حرية فيه ولا حق. ويمثل النساء ضحية أساسية من ضحايا هذا الواقع البائس فعلاوة على غياب المساواة في الحقوق، قانونا وممارسة، وما يترتب عن ذلك من تمييز بين الجنسين في الأسرة والمجتمع والحياة العامة، فإن النساء عرضة بشكل خاص لشتى أشكال العنف المادي والمعنوي بسبب جنسهن. وتمثل الدولة أكبر ممارس لهذا العنف على النساء. إن واقع النساء المناضلات في مختلف المجالات هو دليل بارز على صحة ما نقول. إن هؤلاء المناضلات هنّ نخبة النساء وطليعتهن التي تكافح من أجل القضاء على المظالم المسلطة عليهن وتحقيق المساواة التامة والفعلية بين الجنسين. وهو ما يجعل من تعامل السلطة مع هذه النخبة أو الطليعة مقياسا لمدى احترامه لحقوق النساء بشكل عام ولكرامتهن كجزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان. وليس خافيا اليوم أن النساء المناضلات هنّ عرضة للقمع الوحشي لنظام بن علي. فمنذ سنوات عديدة وبالخصوص في الفترات الأخيرة لا يكاد يمرّ أسبوع وحتى يوم أحيانا دون أن تتعرّض هذه المناضلة أو تلك لاعتداء بوليسي: ضرب، جر في الشارع، تهديد بالاغتصاب، اعتقال، محاكمات، إهانة إلخ.. والأمثلة على ذلك كثيرة: راضية النصراوي، سهام بن سدرين، عفاف بن ناصر، خديجة الشريف، سهير بلحسن، غزالة المحمدي، زكية الضيفاوي، فاتن حمدي، نجوى الرزقي، مية الجريبي، أم خالد، سامية عبو، إيمان الطريفي، ليلى بحرية إلخ.. وبالإضافة إلى العنف المادي، يتعرّض العديد من هؤلاء المناضلات، بشكل دائم لأفظع أشكال العنف المعنوي، وذلك من خلال حملات تشهير أخلاقية، غاية في الرذالة والانحطاط. فالمناضلات، في « القاموس السياسي » لنظام بن علي وأذنابه من مرتزقة الإعلام والسياسة، « مومسات » و »عاهرات » و »شاذات » إلخ.. تنشر كل هذه في الصحافة التي يمولها بن علي وبوليسه دون أن يحرّك قضاء التعليمات ساكنا. وما من شك أن الناس يتذكرون ما نشر في تقارير حقوقية قبل عامين حول سلوك بوليس بن علي مع طالبات أوقفهن في مسيرة. لقد ذكرن أن من أولى الأسئلة التي طـُرحت عليهن: » هل أنت عذراء أم لا؟ » !! ولا شك أنهم يتذكرون أيضا ما تعرّضت له الناشطة الحقوقية والسياسية زكية الضيفاوي من محاولة اغتصاب أثناء إيقافها بالرديف في صائفة 2008 إثر المظاهرة النسائية المطالبة بإطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي. إن ما يؤكد أن كل هذه الممارسات المتخلفة هي سياسة دولة وليست مجرد تجاوزات معزولة، هو أن مرتكبيها ظلوا فالتين من العقاب. فكل القضايا، دون استثناء التي رفعها الضحايا، ضحايا العنف، وحملات الصحافة الموبوءة، لم تؤدّ إلى أي نتيجة، بل إن معظمها لم يفتح فيه حتى مجرد بحث شكلي، واستمرت الاعتداءات المادية والمعنوية ضد النساء المناضلات بوتيرة أقوى. فعن أي احترام لكرامة المرأة التونسية وحقوقها تتحدث ليلى بن علي!! وخلاصة القول فإن الدكتاتورية لا يمكن أن تكون إطارا لحماية النساء من العنف لأنها هي ذاتها ترتكز على العنف لإخضاع التونسيات والتونسيين وحرمانهم من حريتهم وحقوقهم. فلا حرية ولا كرامة للنساء في مجتمع لا حرية ولا كرامة فيه للجميع. إن القضاء على العنف ضد النساء يقتضي أوّلا وقبل كل شيء القضاء على نظام الاستبداد وتوفير مناخ من الحرية والديمقراطية ومن العدالة الاجتماعية بما يكفل للنساء حقوقهن ومساواتهن التامّة والفعليّة مع الرجال.  
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 15 ديسمبر 2009)  


وقف الدروس في مدرستين بقابس بعد اكتشاف إصابات بأنفلوانزا الخنازير

حرر من قبل التحرير في الأثنين, 14. ديسمبر 2009 قررت الإدارة الجهوية للتربية و التكوين بقابس توقيف الدروس في المدرسة الابتدائية « حي الأمل » و غلق أبوابها بعد اكتشاف أولى حالات المرض بأنفلونزا الخنازير في الجهة وبلغ عدد الإصابات بالمرض في هذه المدرسة 7 حالات. و أفادت مصادر تربوية أنّه تم اكتشاف 3 إصابات أخرى بنفس المرض في صفوف تلاميذ المدرسة الإعدادية « مطماطة القديمة » و هو ما أجبر الإدارة على تعليق الدروس و غلق المؤسسة. وجاءت هذه الإجراءات خشية انتشار الإصابات في صفوف التلاميذ و الإطار التربوي. من جهة أخرى ذكرت مصادر طبية في تصريحات لراديو كلمة أنه من المتوقع أن تتضاعف حالات الإصابة بأنفلوانزا الخنازير بسبب امتناع المواطنين عن تلقي التلقيح ضد هذا المرض خوفا من انعكاساته السلبية على الجسم. وأكدت ذات المصادر تسجيل أول حالة وفاة في الجهة بهذا المرض و هي امرأة تبلغ من العمر 47 سنة تعاني منذ سنوات مرض الربو. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 14 ديسمبر 2009)  


أنفلونزا الخنازير تخيف الحوامل  امرأة قررت الإجهاض وأخرى انقطعت عن العمل!


تونس-الصباح: من بين الوفيات التسع بأنفلونزا الخنازير وفاة امرأتين في أشهر متقدمة من الحمــــل.   وهذا ما يؤكد أن المرأة الحامل في الأسابيع الأولى من الحمل  تأتي ضمن المجموعة رقم واحد بين الذين تشكل أنفلونزا الخنازير خطرا عليهم فكيف تنظر الحامل لأنفلونزا الخنازير؟ وإلى أي مدى تدرك ضرورة التلقيح خاصة وأنها الأكثر عرضة للإصابة بالمرض؟   السيدة عواطف الحكيري اختارت تأجيل مسألة الحمل إلى وقت قد يطول وهو ما يقلق زوجها الذي قال: «زوجتي تعمل بإحدى المطارات وهو ما جعلها على علم بكل المستجدات المتعلقة بأنفلونزا الخنازير. وأكثر ما أثار خوفها من الفيروس هو موت امرأة حامل رفضت اللقاح. لذلك قررت زوجتي الإجهاض كي لا تقحم نفسها في مشاكل قد لا تحمد عقباها. ورغم رفضي لذلك تخلصت من الجنين الذي طال انتظاره».   السيدة أحلام الوسلاتى التي تفصلها ساعات محدودات  على الولادة، تحدثت عن الأنفلونزا فقالت «أنا ربة بيت وأقضي يومي في الاعتناء بطفلتي وهو ما منعني من متابعة مستجدات أنفلونزا الخنازير ولا علم لي بأن النساء الحوامل هن الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس.لذلك لم أفكر في استشارة الطبيب».   انقطعت عن العمل    قد يكون الجهل أحيانا وسيلة سلبية ناجحة للتخلص من المخاوف والشكوك التي يمكن أن تصل إلى الحد الذي يجعلنا نخسر ما لا يمكن تعويضه. وهذا ما حصل للسيدة الهام بن محمد التي قررت الانقطاع عن العمل نهائيا وتشرح الأسباب كالتالي:   «شهران مرا لم يخل فيه يوم من الأخبار عن وفيات فيروس أنفلونزا الخنازير. وقرأت باحد المواقع الالكترونية أن الحوامل أكثر عرضة لمضاعفات فيروس الأنفلونزا، وخصوصاً في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل واعتبرت ذلك تهديدا مباشرا لحملي وعلمت ان العديد من السيدات الحوامل يترددن في تعاطي الأدوية واللقاحات الخاصة بالفيروس . لذلك ولعدم الاختلاط مجددا بالناس قررت الانقطاع عن العمل وملازمة البيت، كما امتنعت عن مقابلة الناس كي أحمي نفسي من العدوى».   السيدة راضية شامخ تعلم بان الفيروس يصيب الحوامل لضعف جهاز المناعة والجهاز التنفسي اثناء فترة الحمل ولكن رغم ذلك لم تفكر في زيارة الطبيب لمعرفة سبب حرارتها المرتفعة إذ قالت أنها لا تخاف وثقتها بالله كبيرة .   السيدة راضية وضعت مولودا جديدا البارحة وهي معافاة تماما من الفيروس  رغم أن العديد من العوامل كانت تضعها في أعلى قائمة المعرّضات للإصابة بأنفلونزا الخنازير.   الوقاية والعلاج   حالة السيدة راضية لا تلغي ضرورة زيارة الحامل للطبيب في حال ارتفاع درجة حرارتها أو تأكدها من حملها للفيروس الدكتور فوزي العريان المختص في أمراض النساء والتوليد يشرح ذلك قائلا «أن المرأة الحامل أكثر عرضة إلى الإصابة بأنفلونزا الخنازير نتيجة الحمل ونقص المناعة.  ومن المهم جدا ان تتوجه المرأة الحامل الى الطبيب اذا لاحظت عوارض المرض درجة حرارة مرتفعة ـ نزلة من الأنف ـ الم في الحنجرة ـ سعال أوجاع عضلات ـ إسهال  توضع تحت المراقبة الصحية لكي لا تقع هذه المرأة تحت تأثير التعقيدات فقد تخسر جنينها وتلحق الضرر بجسمها.   وعن صحة الجنين يوضح الدكتور » حتى الآن لم يثبت العلم أن أنفلونزا الخنازير تنتقل من الأم إلى الجنين خلال عملية الولادة عن طريق المشيمة، ولكن ارتفاع درجة حرارة الجسم عقب أي مرض كان للمرأة الحامل ومن ضمنها أنفلونزا الخنازير له تأثير مباشر على صحة الجنين وبالأخص في الأسابيع الأولى للحمل وعليه  فان التوجه للطبيب ضروري جدا للمرأة الحامل إذا ظهرت عوارض المـــــــرض».   لذلك يوصي الدكتور فوزي العريان جميع الحوامل باتخاذ الإجراءات الوقائية كالاهتمام بالنظافة الشخصية الجيدة والابتعاد عن المناطق المزدحمة وعدم مخالطة المرضى والاسراع بمراجعة الأطباء عند التعرض لأعراض الرشح.     ذكرى بكاري   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس )  بتاريخ 15 ديسمبر 2009 )   

بعد دخول أنفلونزا الخنازير مرحلة العدوى الجماعية : لا للمتاجرة بحياة النـّاس !


حالة من القلق والخوف تجتاح العائلات التونسية هذه الأيام بسبب دخول « أنفلونزا الخنازير » مرحلة العدوى الجماعية وتسجيل حالات وفاة بسببه. ومما زاد من المخاوف الاهتمام الإعلامي الكبير بهذا المرض وما يسببه يوميا من وفيات في كامل أنحاء العالم. ورغم التوعية في وسائل الإعلام الرسمية (قناة تونس 7 وغيرها…) فإن المواطن مازال خائفا بسبب انتشار الإشاعات حول الخطورة المبالغة فيها لهذا المرض وعدم الثقة في وسائل الإعلام الرسمية التي عوّدتنا بالكذب وقلب الحقائق. وقد ازدادت عدم الثقة هذه عندما اكتشف المواطن أن هناك بونٌ شاسع بين الخطاب الذي تسوّقه السلطة في وسائل إعلامها الرسمية وبين الواقع. ففي حين تتحدث السلطة عن امتلاكها كلّ الإمكانيات لمواجهة هذا المرض وتطالب المواطنين بالذهاب إلى المستشفيات للقيام بالتحاليل وأخذ التلاقيح والأدوية اللازمة، خاصة وأن تونس من بين البلدان التي تمكنت من تصنيع دواء لهذا الفيروس، يصطدم المواطن بالحقيقة المرة عندما يذهب إلى المستشفى حيث يجد أمامه جماهير غفيرة من المواطنين تنتظر دورها فيبقى الساعات الطوال في الطابور ليفاجأ بعد ذلك بأن القيام بالتحاليل غير ممكن في المستشفيات العمومية وأنه بإمكانه التوجه إلى المصحات الخاصة للقيام بذلك. وعندما يتوجه إلى هذه المصحات « يزداد مرضه » عندما يعلم أن ثمن التحليل هو في حدود الـ50 دينار وثمن الفحص الطبي هو في حدود 35 دينار أضف إليهما الدواء ومصاريف النقل وأيام العمل الضائعة ليصل المبلغ إلى حوالي 150 دينار للمريض الواحد، هذا إذا لم يضطر المصاب للإقامة بالمصحة الخاصة فعندها تطير الفاتورة ولن يقدر عليها إلا من كان لديه كيس من الذهب. إن هذه الوضعية كانت منتظرة في بلاد لا تعير سلطتها اهتماما لصحة وحياة شعبها، بل إنها تفتح الباب واسعا أمام المستثمرين والمتاجرين بحياة الفئات الشعبية المفقرة الذين يستغلون مثل هذه الفرص لمزيد تكديس الثروات على حساب قوت الكبار وحليب الصغار. فإذا كانت وزارة الصحة قد منعت القيام بالتحاليل للكشف عن الفيروس في المستشفيـات العمومية فلماذا لم تطبّق هذا الإجراء في المصحات الخاصة؟ أم أنّ من يقدر على ارتياد المصحات الخاصة له الحق في الحياة ومن لا يقدر فليذهب إلى الجحيم ! لقد كشف تعاطي السلطة مع هذا المرض، بما لا يدع مجالا للشك، أن نظام بن علي لا يهمه لا صحة ولا حياة الشعب التونسي. وبَان بالواضح أن « الصحة للجميع » ليس سوى شعار للاستهلاك، والأصحّ هو صحة للأغنياء وصحة للفقراء. أو بعبارة أخرى صحة للأغنياء وكلام فارغ للفقراء. إن الفئات الشعبية تعاني الأمرين من أجل الاطمئنان على صحة أبنائها وبناتها في بلد أصبحت فيه الصحة مجالا للسمسرة والاستثراء والمتاجرة بعد أن تم تهميش الطب العمومي وتركيز طب خاص لا يقدر عليه إلا القلة القليلة من الأغنياء. أضف إلى ذلك غلاء الأدوية وتكاليف التحاليل وغيرها. وحتى العدوى فإن محدودي الدخل هم المعرضون إليها أكثر من غيرهم خاصة في وسائل النقل العمومي المكتظة والمدارس والمعاهد والكليات التي تفتقر لأبسط معدات الحماية والوقاية، ومراكز العمل التي لا تضع صحة العامل وسلامته ضمن اهتماماتها والمستشفيات المليئة بالمرضى والتي تعاني من نقص في الإطار الطبي وفي التجهيزات. إن هذا الفيروس لن يستثني أحدا خاصة إذا انتشرت العدوى بسرعة، ولا بد من مجهود وطني لمواجهته. وإذا كانت سلطة بن علي قد تخلت عن مسؤوليتها في هذا المجال فإن القوى الحية في البلاد من أحزاب معارضة وجمعيات مستقلة ونقابات وشخصيات وطنية مدعوة إلى تحمّل مسؤولياتها والتصدي بحزم للمتاجرة بحياة الناس، ومطالبة السلطة بتوفير العلاج للجميع وبنفس الحظوظ. وفي هذا الإطار فإن حزب العمال الشيوعي التونسي يطالب بـ: إلزام المصحات والعيادات الخاصة والعامة على حد سواء بمعالجة المصابين بأنفلونزا الخنازير مجانا. توفير الأدوية وتقديمها مجانا للمصابين تجريم المتاجرة بهذا المرض: بيع أدوية أو معدات غير مرخص فيها من طرف وزارة الصحة (صابون، كمامات…) ومنع القيام بتحاليل وفحوصات، حول هذا المرض، في المصحات الخاصة في حين ترفض المصحات والمستشفيات العمومية القيام بنفس هذه التحاليل والفحوصات… توفير وسائل نقل عمومية لنقل المصابين الذين هم في حالة خطيرة إلى المستشفى، خاصة في الأماكن النائية. فسح المجال أمام الأطباء وتشجيعهم على التطوع للقيام بقوافل صحية في المدن والأرياف وتقديم النصائح والعلاجات للمصابين مجانا. فتح وسائل الإعلام الرسمية وخاصة (تونس 7) أمام الباحثين والمحللين والمختصين في هذا الموضوع لتقديم آرائهم وكشف الخلفيات الحقيقية وراء ظهور هذا المرض ومدى استغلاله من طرف قوى المال والنفوذ في العالم لمزيد تفقير الشعوب وتأبيد تخلفها.
 

(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 15 ديسمبر 2009)  


رد على الأستاذ علي بن عرفة حول   شهادات من رحلات المنفى-

الطاهر العبيدي بداية أحييك على الاهتمام والمتابعة، واستسمحك في الرد على ما تفضلت به على صفحات الحوار نت من ملاحظات، حول الحلقات التي أنشرها بعنوان – شهادات من رحلات المنفى – والتي كانت بدايتها قصة فاخر بن محمد ضمن القصص التي جمعتها طوال هذه السنوات ولا زلت. أولا  /  بعد إذنك دعني أقول أن هذه القصص التي أسجلها ليست من باب الخيال والرواية حتى استنبط لها أسماء مستعارة كما تفضلت، فأبطال هذه القصص الواقعية هم أنت، وأنا، وهي وهم… وكل الذين وجدوا اضطرارا كما لا يخفى عنك في محيط غير محيطهم، ولكل منهم قصّة وألف حكاية ومغامرات أرضية مع زمن التيه والترحال والتخفّي، لهذا فمن التعسّف على الحقيقة حسب رأيي استبدال الأسماء الحقيقية بأسماء افتراضية، فالأجدر أن تكون الأسماء حقيقية والأحداث حقيقية، والأماكن حقيقية ،والمدن حقيقية، حتى يكون للعمل مصداقية، طبعا مع الانتباه والتحفظ على بعض الجزئيات اتقاء للثأر أو التتبعات ضد الذين ساعدوا أو تعاونوا في تهريب هؤلاء، وبالتالي فأعتقد أن استبدال الأسماء الحقيقية لأبطال هذه القصص بأسماء مستعارة كما رغبت من شأنه أن يجعل هذا العمل نوعا من الخيال الشاسع المتسلل عن الواقع. ثانيا / العمل الذي أنا بصدد انجازه ليس مختزلا ولا ملخصا من البداية إلى النهاية في قصة فاخر بن محمد،  بل هي قصة من جملة القصص المتنوعة والمختلفة للعديد من الذين تمكنت من جمع قصصهم وحكاياتهم، ولكل منهم مغامرة تختلف في الزمان والجغرافيا والوقائع وتلتقي في المحنة والعذابات. ثالثا / لئن كنت سيدي تعرف فاخر بن محمد، فأنا عرفته كما عرفه غيري في المحنة، من الرجال الذين لا أحد يشكك في شهامتهم وصدقية مواقفهم، وأبدا لا اسمح لنفسي بتصويره بالبدوي الساذج كما بدا لك تجنيا، فلست من الذين يوزعون بطاقات تقييمية أو توضيع أقدار الناس. رابعا / لعلك يا سيدي لا تدري أني سجلت هذه القصص ولم استنبطها، وحرصت على الصدقية في النقل وإن كانت في الحلقتين هناك بعض التهويمات، فهي قراءة للملامح، وترجمة لحالات القلق التي ارصدها وأنا أسجل مرويات هذه التغريبة التونسية بأفواه أصحابها. خامسا / بخصوص ما رأيته استنقاصا من شخصية فاخر بن محمد، حيث كما كتبت أني قدمته على انه مواطن بسيط، فاسمحلي أن أقول لك يا ابن بلدي، أن فاخر بن محمد هو مواطن قبل أن يكون حركيا، والمواطنة يا صديقي شرفا ولست ممن لا يدركون هذه الدلالات وهذه المعاني، وشخصيا اعتز بأن أكون مواطنا بسيطا على أن أكون من الزعماء والقادة المتعالين عن هموم وواقع الناس، والبساطة هنا تعني التواضع والصدق والبراءة السياسية. سادسا / لقد ذكّرت في تعليقك  اعتقال أخويّ فاخر، في حين لو انتبهت  يا ابن غربتي  لوجدت أني عرّجت في الحلقة الأولى على مداهمة منزل فاخر واعتقال أخويه. سابعا / لا شك يا سيدي أن هذا العمل كما غيره هو اجتهاد بشري أكيد تعتريه النقائص والثغرات، وهو مبادرة شخصية أردت من خلالها محاولة لكتابة ترتقي للتوثيق أو إن شئت أشرطة سمعية،  اعتمدت فيها الوثائق والحقائق والحجج، وحرصت قدر المستطاع على الموضوعية في النقل. سابعا / حاولت أن لا أجعل من هذا العمل عملا سرديا جافا، بل حرصت وأنا أسجل هذه القصص أن أنتبه إلى مشاعر وأحاسيس الرواة، وحاولت قدر الإمكان التوغل فيها وتصويرها واستنطاقها. ثامنا / اغتنم هذه المناسبة لأشكر الأساتذة – سمير  و – مراقب – الذين قرأت ما تفضلا به من ملاحظات قيمة حول هذه الشهادات في منبر الحوار نت، وإن كنت احترم اختيارهما في الإمضاء بأسماء مستعارة وهذا حقهما الطبيعي، إلا أني لم أعقب قناعة مني ومبدأ في عدم الرد ومناقشة الأسماء المستعارة، مع التأكيد على احترامي لهذا الاختيار الذي انتهجاه. تاسعا / أحيي الأستاذ عبد الحميد العداسي صاحب العين المنتبهة على قضايا الوطن، ودعني هنا أقول لك يا صديقي أن التاريخ يبنى على المسرات، كما يصاغ أيضا على الأوجاع، واطنك بتعليقك هذا قد تراجعت عن قصتك التي سجلتها معك. عاشرا / رفعا للالتباس أقول أن هذا العمل هو جهد شخصي تطوعي، أدفع فيه من الوقت والمتاعب، ولست مكلفا من أي جهة، ولا بإيعاز من أحد، ولا من ساعدني في جمع هذه القصص، ومن يقول غير ذلك فها هي الفضاءات مفتوحة للمحاججة، هي ببساطة بادرة مني لصالح الذاكرة الوطنية أرجو أن أوفق فيها. أغتنم هذه الفرصة لتوجيه نداء لكل  من لم أصل إليه ومن يرغب في تسجيل قصته أن يتصل بي، وله الحرية أن أسجل قصته سردا أو تسجيلا أو كتابة أو مشافهة بالشكل الذي يراه مناسبا، مع التأكيد أني أحترم الخصوصيات، وأبدا لا أسمح لنفسي بالاعتداء على الوقائع، أو التجني على الحقائق. مرة أخرى أحييك أستاذ علي بن عرفة، وأرجوا أن أكون قد تمكنت من توضيح بعض مناطق الظل في هذه المرويات. ———————————-

تعليق علي بن عرفة على شهادات من رحلات المنفى

شكرا للصحفي الطاهر لعبيدي على جهده في التوثيق للمحنة التي عاشها إخوانه منذ بداية التسعينات و تمنيت لو استعمل في نصه الأدبي أسماء مستعارة بدلا مما ذكره من اسم البطل والجهة التي ينتسب إليها لأن في هذه الحالة أصبحت القصة تاريخ لمسيرة البطل والتاريخ يجب ان يسجل الوقائع التي ستتناولها الأجيال  القادمة بالدراسة والتحليل والوقائع ؟ تقول ان فاخر بن محمد من رجال القلعة التي ينتسب اليها وهو عضو فاعل في حركة الإتجاه الاسلامي بالجامعة التونسية وليس كما تصوره القصة بدوي طيب لا علاقة له بما يغضب الدولة وكل جرمه حضور اجتماعات اتحاد الطلبة والحقيقة انه معارض صلب يستمد صلابته من تلك البداوة التي يتحدث عنها اخونا الطاهر على انها طيبة تقترب من السذاجة حين نرى بطل القصة يقرر العودة الى البلاد لمجرد اشتياقه الى الطبيعة الساحرة في الجنوب في حين ان الواقع يؤكد اليوم على الأقل ان موقف بطل القصة أصلب من مواقف كل الذين ينظرون للعودة والمصالحة بأي ثمن- والأخ الطاهر أعلم بهم- أما في الماضي فما أعلمه أن طبيعة ليبيا الشقيقة لا تختلف عن طبيعة الجنوب التونسي مما ينسف نظرية الإشتياق للطبيعة الساحرة أما الأهل فقد اعتقل منهم أخوين و الاصدقاء توزعتهم المنافي والمعتقلات فهل حقا بطل القصة عائد لأنه اشتاق الى الأهل والأصدقاء


أضواء على احتفالية مائوية الشيخ العلامة محمد الفاضل ابن عاشور

تونس 14 ديسمبر 2009 (وات) شكل برنامج الاحتفاء بمائوية الشيخ العلامة محمد الفاضل ابن عاشور التي تقام تحت سامي اشراف الرئيس زين العابدين بن علي محور لقاء صحفي عقده يوم الاثنين بمقر الوكالة التونسية للاتصال الخارجي بالعاصمة السيدان ابوبكر الاخزورى وزير الشؤون الدينية و عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة علي التراث. وافاد وزير الشؤون الدينية ان هذه التظاهرة ستستهل يوم الثلاثاء 15 ديسمبر بندوة دولية تحت عنوان/الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور وقضايا تجديد الفكر الديني وتحديث المجتمعات الاسلامية/ وذلك بفضاء المكتبة الوطنية بتونس. وبين ان تنظيم مثل هذه الندوات يهدف الي تجذير الاجيال الجديدة في بيئتها الثقافية والفكرية والتاريخية وذلك من خلال تقديم الاعلام والمصلحين مبينا /ان اجيال المصلحين في تونس مسترسلة ومتواصلة من خيرالدين الي بن علي/. واشار الي ان الوزارة اعادت بهذه المناسبة اصدار الطبعة الثانية لكتاب /الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور ومسيرة التحرير والتنوير/. ومن ناحية اخرى ذكر الوزير ان اذاعة تونس الثقافية وفي اطار مساهمتها في برنامج الاحتفاء بمائوية الشيخ الفاضل ستعيد بث محاضراته. كما سيخصص الملف التلفزى /في الفكر الاسلامي/ الذى تعده الوزارة بالتعاون مع مؤسسة التلفزة التونسية /قناة7/ حصة لعرض مختلف جوانب حياة هذا العلامة ومساهماته الثرية في شتى العلوم والاداب والفنون. من جهته تطرق وزير الثقافة والمحافظة على التراث الي ما تميزت به سنة 2009 من تعدد وتنوع للتظاهرات الثقافية ومن ابرزها تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية واحياء مائوية كل من ابو القاسم الشابي وعلي الدوعاجي اضافة الي مائوية الشيخ الفاضل ابن عاشور الذى يعد من ابرز رموز واعلام الفكر الاصلاحي في تونس وفي العالم العربي. وابرز ان هذه الاحتفالية تندرج في سياق تقليد ارسي معالمه الرئيس زين العابدين بن علي ويقوم علي التذكير باعلام الاصلاح الذين تعاقبوا علي تاريخ تونس وذكر السيد عبد الرؤوف الباسطي ان الوزارة قامت باعادة اصدار كتاب / الحركة الادبية والفكرية في تونس في القرنين 13/ 14 هجرى /19/ 20 ميلادى/ ويقوم المركز الوطني للترجمة بترجمته الي اللغتين الفرنسية والانقليزية كما برمجت اعادة طبع كامل اعمال الشيخ الفاضل الذى سيكون محور العدد القادم من مجلة /الحياة الثقافية/. وفي اطار برنامج المائوية يقام معرض وثائقي بعنوان /ومضات من مسيرة الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور/ وذلك ببهو المكتبة الوطنية بالعاصمة. يذكر ان ندوة/الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور وقضايا تجديد الفكر الديني وتحديث المجتمعات الاسلامية/ سيشارك فيها نخبة من الجامعيين والباحثين من تونس والجزائر والمغرب وموريتانيا ومصر. وتقدم في اطارها عدة مداخلات ستسلط الضوء علي مختلف جوانب حياة الشيخ الفاضل الاجتماعية والسياسية والفكرية وكشف ما يتصل بفكر المحتفي به وبسيرته من جوانب تستحق مزيد البحث والتمحيص. ويعد الشيخ محمد الفاضل ابن عاشور 1909-1970 من ابرز اعلام القرن العشرين في تونس وفي العالم الاسلامي فالي جانب نشاطه الفكرى الغزير والمتعدد الاهتمامات ومساهمته المتميزة في تقديم قراءة مستنيرة للفكر الاسلامي فقد عرف ايضا باهتمامه بالاداب والفنون وبمساهمته الفعالة في النشاط الجمعياتي. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 15 ديسمبر 2009)


الإسلام السياسي بين عهدين (1/2)


العجمي الوريمي 2009-12-15 لقد تحوّل الإسلام منذ سقوط جدار برلين إلى قضّية القضايا في السياسة الدولية تحت عناوين مختلفة ولكن بلغة المواجهة والنّبذ والمحاصرة. لقد كانت القُوى الأطلسية ووكالة الاستخبارات الأميركية في حاجة إلى عدوّ جديد وقد تجاوبت معها أنظمة عربية تفتقد تصوّراً للمستقبل وتعيش أزمة شرعيّة لتشكّل حلفا دوليا وطوقا مُحكما ضدّ التّعبيرات المعاصرة للإسلام السّياسي. ثم جاءت تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر فكانت كارثة على البعض وخشبةَ خلاصٍ للبعض الآخر، فقد وجدوا فيها « البراديغم » المنشود لتبرير الحرب وتفسير كل الشرور والأزمات والمآسي بالمعطى الإرهابي. لقد حُبّرت مئات الكتب وآلاف الصفحات، وبعضها له قيمة علميّة مؤكدة، لكنها لم تُفلح في تجلية الصورة فقد طغى خطاب المصلحة والإيديولوجيا على خطاب العلم. ولعلنا نحتاج اليوم إلى ثورة كوبرنيكية في التعامل مع الإسلام السياسي وفي مقاربة الظاهرة التطرّفيّة. حينما كان النظام البورقيبي في تونس في أوج أزمته أواسط السبعينيات من القرن الماضي أنشأ مدير الحزب الدستوري الحاكم المعروف بالتّصلّب مجلّة سياسيّة ناطقة باللغة الفرنسية عنوانها « ديالوغ » أي المقابل الفرنسي لكلمة « حوار »، وفي نفس الفترة تم بعث صحيفة ساخرة متخصصة في نقد سياسة الحكومة عبر الإشارة إلى قضايا فساد وعبر تسريب أخبار الكواليس. ولكن عوض أن تكون مجلة « ديالوغ » منبرا حقيقيّا للحوار تعكس التعدّدية الناشئة داخل مجتمع متحوّل وتنشر آراء ومواقف التيّارات الموجودة داخل الحزب الحاكم أو المنشقّة عنه، أخذت ترصُد الظّواهر الجديدة لإقحامها في معادلة الصّراع على الخلافة وقد كانت رائدة في إرساء تقليد سيؤدي إلى تسميم الحياة السياسية ويؤدّي إلى تحريف عمليّة الانتقال الديمقراطي وإجهاضها. لقد كانت مجلة ديالوغ سبّاقة في اختراع فزّاعة التطرف وفي توظيفها. لقد كانت البلاد تواجه مخاطر شتى وتعيش مخاضا حاسما وفي حين كانت التيارات الواعدة (الديمقراطي والليبرالي والتقدمي والإسلامي) تتلمس طريقها إلى الفعل الإيجابي كانت المجلة الفرانكفونية المبتدعة تُشيع أنّ التطرّف الدّيني يحاصرنا ويضعنا على حافة الهاوية مهدّدا مكاسب الدّولة والمجتمع. أمّا مدير الحزب الحاكم المذكور فكان يؤسّس خلايا مسلّحة وميليشيات مدرّبة على إشاعة الرعب وقمع المخالفين وترهيبهم، ورغم أنه في شهادة تاريخيّة للذّاكرة الوطنيّة أمام مركز التميمي للدراسات التاريخية قد أنكر ما نُسب إليه ونفى تكوينه للميليشيات جملة وتفصيلا فإن القاصي والدّاني كان يعلم أن ذراعاً مسلّحةً تمارس العنف المنظّم باستخدام الهراوات والسلاسل والقضبان الحديدية ضد الطّلبة في الجامعة والعمّال في المصانع والجماهير في الشّارع وفي الساحات العامة وأنها كانت تتلقّى أوامرها مباشرة من مدير الحزب وتدين له بالولاء والطّاعة العمياء. ولأن الظاهرة التطرفية التي كانت تنفخ فيها مجلّة ديالوغ وتهوّل من مخاطرها لم تكن سوى صحوةِ تديّن في بلد يعيش بصعوبة سلخ هويته العربيّة الإسلامية، وزفرة شعب يُراد له أن يكون مُنبتّاً بلا وجهة ولا هدف فلاذ بينابيعِ دينه يرتوي منها بعد ظمأ وبقيمها يتحصّن.. صحوة تديّن لا يمكن أن تشتغل عليها الفرق الأمنيّة لمقاومة الإجرام ولا فرق مكافحة المخدّرات ولا الشّرطة الاقتصادية… فهي مبرّأة من كل ذلك، اشتغلت الآلة الإعلامية لتُهيّئها كي تكون لقمة سائغة لمباحث أمن الدولة التي أعدّت لها المُحاكمات السياسية وأودعتها السّجون لكي يبدأ مسلسل مكافحة التطرف بلا هوادة ويُتخذ ذريعة لتعليق الإصلاحات إلى أجل غير مُسمّى وصار الوعد بها خطاباً بدون رصيد ولا أثر في الواقع، صار موعدها بعيدا والطّريق إليها شائكة ومعقّدة، ومع كلّ فصل دراميّ من مسلسل التّطرّف الذي يأخذ أحيانا طابع ملاحقة اللحى والجلابيب وأحيانا أخرى مراجعة برامج التعليم لتجفيف ما تبقّى من الينابيع وتخريب الوطن، يتأخّر أبعد من ذلك موعد الإصلاحات والمصالحات. في تلك اللحظة الفارقة، لحظة تحدّي البقاء لنظام نخرته الخلافات والأزمة من الدّاخل، لحظة بعث مجلّة ديالوغ لتأجيل الحوار حول مصير الوطن بُذرت حبّة خبيثة تسرّبت كالوباء إلى العقل السّياسي التونسي هي بذرة التّخويف من خطر التطرّف، الفزّاعة التي خرّبت الوعي السّياسي واعتُمدت من قبل الآلة الإعلاميّة والإيديولوجيا الرسميّة للحزب والدّولة من أجل إشعال نيران أكبر فتنة في العهد ما بعد الاستعماري بعد الفتنة اليوسفيّة، وُظِّفت فيها الأجهزة الحزبية والأمنيّة وعدد من التّنظيمات السياسية الاستئصالية المخترقة والمندرجة في سياق الخيار الاستبدادي تُعاضده وتُغذّيه ويُسندها ويُغذّيها. ولئن أمكن للدّولة القُطريّة أن تتجاوز بعض أزماتها الظّّرفيّة فإنّ مقاربتها لصحوة التّديّن بطريقة خاطئة أوقعتها في مأزق القطيعة مع المجتمع ومع فئاته الشّبابيّة بدرجة أولى، فعوض أن تبحث معه عن لغة مشتركة ولو اقتضى ذلك فكّ شفرات رغباته المكبوتة ومطالبه المستحيلة والإنصات إلى مطالبه العاجلة المشروعة ألقت عليه تبعةَ عجزها واتّهمته بالغلوّ والتّطرّف الذي يعني عندها عُقوقا وتنكّرا لتضحيات المقاومين الذين قارعوا الاستعمار. وككلّ عُقوق ينبغي إعادته إلى الجادّة لم تتردّد الدّولة في قمع الحراك الشّبابي، وكلّما استعرت حرب الخلافة انهالت السّياط على شباب الصّحوة ووُضع ملفّ التّطرّف الدّيني والسّياسي على رأس سُلّم الأولويّات على حساب ملفّات التّنمية والتّعليم والصّحّة.. إنّ وضع قضيّة التّطرّف في صدارة الاهتمام دليل قاطع على أنّ أولويّة النّخبة الحاكمة في تعارضٍ مع أولويّات المجتمع الذي لم يُبدِ في أيّ طور من أطوار الدّولة الجديدة منذ قيامها تذمّرا ممّا تتذمّر منه ولم يشعر بما تؤكّد عليه من مخاطر.. حتّى صار اليوم لا يُصدّقها فيما تدّعي ولا يثق بما تُعلن وما تُشيع. وحتّى البلدان التي عانت من العنف السّياسي ووصلت الأمور فيها حدّ الحرب الأهليّة لم تنجح فيها الدّولة في تبرئة ذمّتها من التّورّط في تفجير المواجهات وإدامة الأزمة ولم تنجح في إحداث شُقّة بين أبناء الشّعب الواحد. إنّ تجربة مجلّة ديالوغ تُحيلنا على جملة من الأسئلة الأساسية لأنّها تجربة يُعاد تكرارها تحت عناوين مختلفة وفي أقطار عربيّة عديدة ما تزال تنميتها السياسية تتعثّر بسبب إصرار نُخبتها الحاكمة والمتنفّذة على نهج الانفراد بالحكم والقرار واستبعاد القوى الحيّة المتشبّعة بقيم الهويّة والإصلاح.   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 15 ديسمبر  2009)  


تحول نشاط القاعدة إلى الصحراء


بقلم :توفيق المديني   أصبحت الفضاءات الواسعة لمنطقة لصحراء الكبرى وساحل غربي إفريقيا، هي المناطق المفضلة لنشاط تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، بعد أن تعرض لضربات موجعة في المواجهات الدامية مع الجيش الجزائري والأجهزة الأمنية. وهناك أسباب في تحول نشاطه هذا.   أولا: إن بلدان الساحل الإفريقي والصحراء الكبرى التي تضم كلا من مالي، والنيجر وتشاد، وموريتانيا لا تمتلك قوات عسكرية متمرسة على خوض الحرب ضد التنظيمات الإرهابية، مثل الجيش الجزائري الذي يمتلك خبرة واسعة في هذا المجال.   ثانيا: إن تنظيم «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الذي كان متمركزاً في منطقة القبائل الكبرى في الجزائر في بداية الألفية الجديدة، كان مكلفاً من قبل تنظيم القاعدة الأم بإنشاء مراكز لتنظيم القاعدة في منطقة الصحراء والساحل الإفريقي.   ثالثا: منذ أن أعلن تنظيم «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» انضمامه إلى تنظيم القاعدة الأم في 2 نوفمبر 2006، وأنه غير اسمه ليصبح تنظيم «قاعدة الجهاد ببلاد المغرب الإسلامي»، وتكرّس ولاؤه لأيمن الظواهري الذي حمّله بدوره شرف قيادة وتنسيق عمل القاعدة الأم في بلاد المغرب العربي، بعدما انضوى تحت لوائه باقي الجماعات الإسلامية المتشددة في البلدان المغاربية، والتي أجمعت على التكاتف والاتحاد، توقع خبراء مكافحة الإرهاب وقوع الأسوأ في منطقة الساحل الإفريقي والصحراء الكبرى.   رابعا: خلال السنوات القليلة الماضية ضاعف تنظيم «القاعدة» من عملياته العسكرية في هذه الصحارى الشاسعة، التي تحولت إلى مناطق خطيرة جدا من العالم، حيث تتقاطع وتتشابك فيها مصالح الإسلاميين المتشددين، ومهربي المخدرات والسجائر، والمهاجرين السرّيين، الذين يحمي بعضهم بعضاً.   وكانت الجزائر، وموريتانيا، والنيجر، وتشاد، مسرحاً لعمليات خطف لسياح غربيين. هذا الواقع امتد في الفترة الأخيرة إلى مالي، التي كانت ترفض الانخراط في الحرب ضد الإرهاب خشية أن تتعرض للاستهداف من قبل تنظيم القاعدة، رغم المساعدة اللوجستية التي تلقتها من فرنسا والولايات المتحدة، حيث تم خطف المواطن الفرنسي بيار كامات (61 عاما) في ميناكا التي تبعد أكثر من 1500 كيلومتر شمال شرقي العاصمة باماكو، حيث كان يرأس جمعية محلية، ويعمل في زراعة نبتة تستخدم لعلاج الملاريا.   وكان تنظيم القاعدة قتل في شهر يونيو 2009 سائحاً بريطانياً يدعى إدوين دايار، اختطف على الحدود بين مالي والنيجر في شهر يناير الماضي، وذلك بعد انتهاء مدة الإنذار من أجل إطلاق سراح إسلامي متشدد.   وتحولت «ميناكا» التي ينشط فيها حميد السوفي المكنى «عبد الحميد أبو زيد»، وهو القائد العسكري الميداني للفرع الصحراوي ل«القاعدة» بزعامة يحيى جوادي «أبو عمارّ»، إلى مرتع لجماعات «أبو زيد»، إذ بسطت «القاعدة» يدها فيها بعد انسحاب المتمردين الطوارق نحو مدنهم الثلاث (غاو، كيدال وتيمبكتو)، في حين أن التغطية الأمنية النظامية تبدو شبه منعدمة في المنطقة.   وبعد خطف الفرنسي في شمال شرقي مالي، خطف تنظيم «القاعدة» ثلاثة أسبان في موريتانيا يعملون في القطاع الإنساني، بينما كانوا على الطريق بين نواذيبو ونواكشوط في قافلة تقوم بنقل مساعدة إنسانية من برشلونة (صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية 10/12/2009).   منذ سنة 2006 شرع الجيش الأميركي في تدريب قوات تسع دول من الساحل الإفريقي بينها الجزائر، للتصدي لما وصفته إدارة بوش السابقة، ب«غزو القاعدة والشبكات الإرهابية للدول الإسلامية والفقيرة في القارة الإفريقية» بتمويل يبلغ 500 مليون دولار على مدار سبع سنين.   الحقيقة الماثلة أمام أعيننا، أن منطقة الساحل الإفريقي والصحراء الكبرى التي تمتد من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر، ليست كما كانت قبل قرون منطقة ينشط فيها المهربون، وملتقى للطرق التجارية القادمة من وإلى الشرق الأوسط، وأوروبا، وأميركا اللاتينية. بل إنها تحولت من الآن فصاعدا إلى مفترق طرق للصفقات التجارية المعولمة، وإلى منطقة استراتيجية للصراع التنافسي الدولي، من أجل السيطرة على طرق الإمداد للنفط والغاز واليورانيوم، حيث تعتبر الدول الواقعة فيها مصدرا لكل هذه الثروات.   كاتب تونسي
(المصدر:صحيفة البيان (يومية-إماراتية)،آراء وأفكار،بتاريخ 15 ديسمبر2009 )
 


الجزيرة.نت :صحيفة أميركية: أسباب انتشار الحجاب

     


وسط الانتشار واسع النطاق لارتداء الحجاب الإسلامي وما يثيره من جدل ومخاوف في الدول الغربية، استعرضت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية الأسباب المختلفة لارتدائه. وقالت إن الاهتمام الشديد بالحجاب نجم عن عدة عوامل منها الفضول الكبير للتعرف على الإسلام بعد هجمات 11سبتمبر/أيلول 2001، والتدخل العسكري الأميركي في العديد من الدول الإسلامية مثل العراق وأفغانستان، فضلا عن الصعود الملموس للجاليات المسلمة المهاجرة في الولايات المتحدة وأوروبا. كما أن الحجاب أصبح محور جذب في أوقات الأزمات، وهو ما اكتشفته أمل أبو سمية في ولاية إلينوي عندما حاولت امرأة مستاءة من حادثة فورت هود -حين أقدم نضال حسن على قتل 13 جنديا أميركيا- أن تزيل غطاء الرأس الذي ترتديه أبو سمية في متجر. وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الضجة حول الحجاب أثارت استياء المسلمين لأن إيمانهم يعني لهم أكثر من أنه مجرد غطاء تضعه النساء على رؤوسهن. لكن غير المسلمين ينظرون إلى الحجاب على أنه مؤشر على القمع، لا سيما أن المرأة تأتي -بحسب الصحيفة- في بعض الدول الإسلامية في المرتبة الثانية وتضطر إلى تغطية الرأس والجسد عند الخروج من البيت. أسباب ارتداء الحجاب أما بالنسبة لغالبية المسلمات، فإن تغطية الرأس نابعة من التزام بتعاليم الدين وتلبية لأوامر الله، ولا تنتقص من استقلاليتهن سواء في العمل أو البيت. ريم أسامة وهي أم مصرية لثلاثة أطفال تقول « إنه شيء تحبين فعله لأنه يجعلك تشعرين بأنك قريبة من الله، وأنك تفعلين الصواب ». وإلى جانب الأسباب الدينية تقول كريستيان ساينس مونيتور إن ثمة أسبابا أخرى منها أن العديد من المسلمات يرتدين غطاء الرأس لإظهار اعتزازهن بالإيمان، خاصة في الأوقات التي يتعرض فيها الإسلام للهجوم من قبل غير المسلمين كما يحدث حاليا. ومن الأسباب أيضا تراجع حرية الاختيار، فبعض النساء -خاصة في الدول النامية- يقلن إنهن يضعن غطاء الرأس لتجنب مضايقات الرجال لا سيما في الأماكن المزدحمة ووسائل النقل العام. وهناك أيضا أسباب تتعلق بضغوط الآباء والأزواج والإخوة الذين يريدون أن ينظر المجتمع إلى ذويهم من النساء على أنهن « نساء محتشمات ». وهناك شريحة أخرى من النساء -تواصل الصحيفة- تستخدم الميدان السياسي لمواجهة الفكرة السائدة بأن الاحتشام الإسلامي يتطلب تغطية الرأس، وهذا ما حدث مع النائبتين الكويتيتين اللتين حصلتا على حكم قضائي يمنحهما حق حضور البرلمان دون ارتداء الغطاء ردا على مطالب نواب بطردهن إذا لم يرتدين الغطاء. ومن بين الأسباب الأخرى ما وصفته الصحيفة باستغلال الأنظمة السياسية التي يسيطر عليها الذكور لغطاء الرأس كوسيلة لفرض الأفكار، سواء كانت علمانية أو إسلامية، مستشهدة بحركة طالبان في أفغانستان والأنظمة الإيرانية قبل وبعد الثورة الإسلامية. وبالنسبة للغرب فإن الحجاب يُعتبر أكثر رموز الإسلام جلاء وربما إثارة للجدل، فمن تكساس إلى باريس اكتسب الحجاب أهمية جديدة وبات محور الجدل في أمكان العمل والمحاكم، حتى أن بعض البرلمانات الأوروبية أخذت تناقش ما إذا كان يجب حظره أم لا؟ ومن أشكال الحجاب التي تثير جدلا ساخنا في أوروبا البرقع (غطاء الوجه)، حيث يُنظر إليه على أنه يطرح العديد من المشاكل الأمنية. (المصدر: الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 15 ديسمبر 2009 نقلا عن صحيفة « كريستيان ساينس مونيتور » الأمريكية)


حوار مع المفكر الاقتصادي المصري سمير أمين: « نحن بحاجة إلى عولمة إنسانية توافقية لا تسلطية »


يتمسك المفكر الاقتصادي المصري سمير أمين بنقده لأسس المنظومة الرأسمالية معتبرا أنه محكوم عليها بالفشل، لأنها غير قادرة على تلبية المطالب الاجتماعية والاقتصادية لكل الشعوب. لكن هل هناك بدائل واقعية لها؟ وما موقع العالم العربي في الخارطة الاقتصادية العالمية؟ هذه المحاور شكلت موضوع الحوار التالي، الذي أجراه حسن زنيند مع سمير أمين في برلين بمناسبة تسلمه جائرة ابن رشد للفكر الحر. ألا تعتقد أن دعوتك لتجاوز النظام الرأسمالي عن طريق تضامن دولي ضرب من الخيال، لاسيما وأن هذا النظام يبد وكأن له قدرة خارقة على البقاء بدليل مواجهته للأزمة الاقتصادية الحالية؟ سمير أمين في حفل استلام جائزة ابن رشد للفكر الحر، الصورة: مؤسسة ابن رشد للفكر الحر سمير أمين: « الاشتراكية هي المستقبل وليس الماضي كما يعتقد البعض » سمير أمين: هذا صحيح، فقد استطاعت الرأسمالية تجاوز أزمات كثيرة في تاريخها، لكن السؤال هو ما هو الثمن؟ ففي كل مرة تنجح فيه بتجاوز أزمة من أزماتها، يصبح الجانب التدميري للتراكم الرأسمالي أكثر قوة. وقد أثبتت الدراسات البيئية ذلك بمنتهى الوضوح، فلقدرة الرأسمالية على التكيف جانبا تدميريا يظهر في تراكم رأس المال، وبالتالي لا بد من التفكير في نظام عالمي بديل أكثر إنسانية يضع في قلب اهتمامه علاقة الإنسان بالطبيعة، أي عولمة توافقية لا تعتمد على الهيمنة والتسلط. على صعيد آخر استطاع النظام الرأسمالي أن ينجز، خلال قرنين فقط، تفاوتا اقتصاديا على الصعيد العالمي لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية الطويل لأنه يعتمد الجشع والتراكم. ففي بداية القرن التاسع عشر كانت نسبة التفاوت بين الشعوب من واحد إلى اثنين، بينما أصبح هذا الفارق اليوم من واحد إلى ستين. إن استمرار تراكم رأس المال عملية لابد، وأن تؤدي بطبيعتها إلى أزمة لأنها تقوم على نمو رأسي وبالتالي إلى نمو فلكي في وقت قياسي. إنه نمو سرطاني لابد أن يؤدي إلى الموت. هل هناك بدائل واقعية لتجاوز هذا النظام في المرحلة الحالية؟ أمين: بالتأكيد، الاشتراكية هي المستقبل وليس الماضي كما يعتقد البعض، وإذا ما عدنا إلى التاريخ نجد أن الرأسمالية ذاتها لم تظهر بشكل مفاجئ بين عشية وضحاها في المثلث بين لندن وباريس وأمستردام. الرأسمالية تطورت على شكل موجات متتالية خلال عدة قرون، قبل وصولها للشكل الذي نعرفه اليوم. إن لتجاوز الرأسمالية اسم وهو « الاشتراكية » والتي ستتحقق بدورها على شكل موجات وطفرات متتالية. أنت من كبار منظري العولمة ومنتقديها، لكن ألا ترى بأن عدة دول نامية استفادت منها، ما أدى إلى ظهور عدد من الاقتصاديات المسماة « بالناشئة » كالبرازيل والهند والصين وغيرها؟ أمين: هناك دول صناعية ناشئة أو صاعدة، لكن السؤال هو هل يتعلق الأمر بأسواق أم بأمم ناشئة؟ إنها مشكلة أساسية. إن الرأسمالية العالمية السائدة، التي تحتكرها أقليات غربية بالأساس، تنظر إلى هذه الأمم كأسواق مفتوحة لمزيد من التوسع الرأسمالي. بينما تنظر هذه الدول إلى نفسها كأمم بازغة، وهو ما يدخلها في تناقض مع العولمة الرأسمالية السائدة حاليا. أي مستقبل للعالم العربي في هذه المنظومة الاقتصادية وما هي فرص الشعوب العربية في تحقيق مجتمع الرفاهية؟ أمين: العالم العربي جزء من دول الجنوب، وهي دول مختلفة تماما من حيث ثقافتها وجذورها التاريخية وموقعها في المنظومة العالمية السائدة حاليا. لقد لعب العالم العربي دورا مهما خلال الفترة الأولى لصحوة شعوب الجنوب، أي فترة باندونغ من عام 1955 إلى نهاية السبعينيات. لكن خلال هذه الفترة لا تلعب الدول العربية أي دور يذكر بسبب الثروة النفطية التي غذت الكثير من الأوهام الكبيرة، وحلت محل مكان الثورة بالمعنى الواسع للكلمة. ونحن رأينا مؤخرا كيف انهارت الأوهام القائمة على النفط كما حدث في دبي على سبيل المثال. على ذكر دبي التي كان ينظر إليها كنموذج اقتصادي في المنطقة العربية، هل تعتقد أن أزمة هذه الإمارة ظرفية أم بنيوية؟ أمين: إنها أزمة بنيوية بالأساس فمشروع دبي لا يمكن مقارنته بمشروع سنغافورة على سبيل المثال، مشروع سنغافورة مشروع إنتاجي في القطاعات الأكثر تقدما خصوصا التكنولوجيات الحديثة. أما مشروع دبي فهو مشروع استهلاكي يسعى لجذب المستهلكين الأغنياء في المنطقة العربية وغيرها للاستراحة والاستجمام في مدينة خيالية فوق الرمال. أجرى الحوار: حسن زنيند حقوق الطبع: دويتشه فيله 2009 يعد سمير أمين من أبرز الاقتصاديين المناهضين للعولمة، وقد عُرف بمؤلفاته التي تزيد على الثلاثين، ومن أبرزها  » التبادل غير المتكافئ وقانون القيمة »، و « أزمة الامبريالية.. أزمة بنيوية »، « ما بعد الرأسمالية » و « إشكالية القرن.. تأملات حول اشتراكية القرن 21 ». وفي بيان رسمي وصفته مؤسسة ابن رشد للفكر الحر بمناسبة فوزه بالجائزة، التي تحمل اسمها بأنه « صاحب رؤية من الجنوب » وبأحد « أهم مفكري العالم الثالث وأكثرهم تأثيرا ». وحيت المؤسسة فيه موقفه الملتزم والدائم المناصر « لاستقلالية قرار الدول النامية ». (المصدر: « قنطرة – حوار مع العالم الإسلامي » (ممول من وزارة الخارجية الألمانية) بتاريخ 7 ديسمبر 2009) الرابط: http://ar.qantara.de/webcom/show_article.php?wc_c=471&wc_id=881  


2009.. نهاية « الحلم الإمبراطوري » لساركوزي


هادي يحمد  
باريس – عشية انتخابه رئيسا لفرنسا في صيف 2007 كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يحمل كل طموحات قيادة فرنسا على طريقة نابليون بونابرت كزعيم أوحد حاضر في كل مكان ومحيط بكل صغيرة وكبيرة في البلاد. بيد أنه وبعد قضائه نصف عهدته الرئاسية بنهاية سنة 2009، ومع آثار الأزمة المالية العالمية بات من الواضح أن « الحلم الإمبراطوري النابليوني » ارتطم بصعوبات الواقع، وتحول ساركوزي إلى مجرد رئيس يجاهد لإنقاذ الاقتصاد الفرنسي من الانهيار، كما يكاد يجمع المحللون. وبإعلانه يوم الإثنين 13- 12- 2009 تخصيص مبلغ 35 مليار يورو كقرض كبير تقدمه الدولة للنهوض بالاستثمارات العامة لتحفيز نمو الاقتصاد الفرنسي، يقوم ساركوزي بما سماه « إعداد فرنسا للمستقبل من أجل نهوض البلاد وزيادة عدد الوظائف ». ويضاف هذا القرض الجديد إلى قرض آخر مماثل قدمته الدولة الفرنسية في ديسمبر 2008 من العام الماضي إلى قطاع البنوك لامتصاص آثار الهزة الاقتصادية التي عاشتها فرنسا عقب الأزمة المالية التي ضربت البنوك الغربية. ومعلقا على المبلغ الجديد الذي خصصه ساركوزي للخروج من الأزمة، يقول لورون جوفران رئيس تحرير جريدة « ليبراسيون »، في افتتاحية الجريدة اليوم الثلاثاء15-12-2009: « الأرقام الاقتصادية للوضع تبقى ناطقة ودالة بحد ذاتها، فبعد عام ونصف العام من الأزمة يمكننا القول إن فرنسا تمر بآثار الأزمة أكثر من جيرانها الأوروبيين ». وأردف موضحا: « فانخفاض الإنتاج أكثر ملاحظة، والقدرة الشرائية تضعف مقارنة بجيراننا الأوروبيين، وتبقى البطالة والحاجة تمثلان السببين الرئيسيين للبؤس الاجتماعي ». وبالنسبة لـ »جوفران » وللعديد من المحللين الفرنسيين الآخرين، فإن ساركوزي لم يفشل فقط وطوال نصف عهدته الرئاسية في تجاوز آثار الأزمة المالية العالمية، التي تضرب آثارُها الاقتصادَ الفرنسي إلى الآن، بل إنه « فشل إلى الآن في تحقيق آماله في أن يحقق القطيعة مع سياسات فرنسا السابقة التي وعد بها في حملته الرئاسية للوصول إلى قصر الإليزيه ». توابع الأزمة المالية نهاية « الحلم الإمبراطوري » لساركوزي والذي حجمته الأزمة المالية العالمية، والأوضاع الاقتصادية الصعبة لم تلوح في الأفق من أشهره الأولى كرئيس للدولة. فبعد توليه خلفا للرئيس السابق جاك شيراك استطاع ساركوزي أن يجلب إليه الأنظار إقليميا في يوليو 2008 عن طريق تأسيسه لمشروع « الاتحاد المتوسطي »، والذي جمع فيه دول جنوب حوض المتوسط بدول الشمال، واستطاع أن يمضي بعدها ساركوزي بعيدا في احتفال كبير برئاسة فرنسا تحت إمرته للاتحاد الأوروبي في يناير 2009. داخليا ومنذ وصوله لقصر الإليزيه سعى ساركوزي إلى دعم نفوذ مؤسسة الرئاسة عن طريق تحجيم دور رئيس الوزراء « فرنسوا فيون »، وحرص على الظهور الإعلامي الدائم، والتدخل في كل كبيرة وصغيرة. كذلك، قام ساركوزي بتعديل الدستور الفرنسي في يوليو سنة 2008 للمرة الأولى منذ آخر تعديل قام به مؤسس الجمهورية الفرنسية الخامسة شارل ديجول سنة 1958، وجمع مجلسي النواب والشيوخ لأول مرة في تاريخ فرنسا الحديثة في قصر فرساي التاريخي في ضواحي باريس من أجل تمرير تعديلاته التي كان أبرزها تحديد ولاية الرئيس بفترتين فقط، ومنع حق التحدث مباشرة للبرلمان مجتمعا بمجلسيه، وحق المواطنين طلب استفتاء بمبادرة شعبية والتوجه مباشرة إلى المجلس الدستوري. وبشأن علاقته بالمعارضة الفرنسية، استطاع ساركوزي أن يحجم دور الحزب الاشتراكي الفرنسي، أعرق أحزاب المعارضة اليسارية، عن طريق اكتساب العديد من رموزه إلى صفه؛ حيث عين « برنار كوشنير » الاشتراكي السابق وزيرا لخارجيته و »دومينيك ستروسكان » أحد أبرز أقطاب الحزب مديرا للبنك الدولي في نيويورك، و »إريك بيسون » وزيرا في حكومته في مرحلة لاحقة. وبالرغم من النجاحات الداخلية والإقليمية والدولية التي حققها ساركوزي في بداية عهده الرئاسي فإن نهاية 2009 بينت محدودية تحقيق « أحلام العظمة » التي بشر بها شعبه؛ ما جعل مجلة « مريان » تقول إن « الحظ السيئ الذي واكب ساركوزي طوال السنة الجارية جعله لا يخفي رغبته في جلساته الخاصة في أن تنتهي سنة 2009 في أقرب وقت ممكن ». يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت آخر استطلاعات الرأي عن انخفاض شعبيته؛ حيث صار 56% من الفرنسيين غير راضين عن أدائه. مراسل شبكة إسلام أون لاين. نت في فرنسا. (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 15 ديسمبر 2009)

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.