الثلاثاء، 13 أبريل 2010

TUNISNEWS

 9ème année, N°3612 du 13 .04 . 2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافي توفيق بن بريك

ولضحايا قانون الإرهاب


الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين: مثول هدى الورتاني أمام التحقيق ….و زوجها يشن إضرابا مفتوحا عن الطعام و العلاج

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

السبيل أونلاين:نجاح الطلبة المضربين بالمعهد التّحضيري بقفصة في تحقيق مطالبهم

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان:إعـــــــــــــــــــــــــــــــــلام

الدكتور عبد المجيد النجار لـ »قدس برس »: تسلمت جواز سفري وسأعود إلى تونس مواطنا بقناعاتي المُعلنة

لوممبا محسني : جلال بن بريك الزغلامي  منع من السفر، منع من العمل، منع من..

البيان الختامي الصادر عن مكتب التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان المنعقد في دورته الثالثة(الفقرة الخاصة بتونس معلمة بالأزرق)

مصباح شنيب:افتتاحية « الموقف » الدّولـة والعنف

كلمة:إيطاليا تعتقل مهاجرين سريين تونسيين غرق مركبهم

بوراوي الصادق الشريف:رسالة مفتوحة إلى السيد علي الصرياتي المدير العام للأمن الرئاسي  والشخصيات الرسمية

كلمة:صعود سريع لنجل والي المنستير في مجال الاستثمار

رشيد خشانة:وُلاة يديرون حملة « التجمع » للبلديات

محمد الصالح فليس:البلديّة… كما هي

الصباح:القائمة الكاملة لأعضاء المرصد الوطني للانتخابات البلدية

وات:إحياء ذكرى وفاة المناضل الباهي الأدغم

   عطية عثموني:في كشف المستور:النقابة الجهوية للتعليم الثانويبسيدي بوزيد  بين ضغوطات الواقع و المد النضالي

المرصد التونسي: ايقاف النقابي محمد الذيب عن العمل على خلفية نشاطه النقابي

المرصد التونسي:تحية نضالية و تهنئة من نادي حشاد ـ الاتحاد المحلي للشغل بمنزل بوزيان

المرصد التونسي:مجهول يقتحم حرمةمدرسة اعدادية في سيدي بوزيد ويعتدي على تلميذين واضراب احتجاجي

سميرة الصدفي:تونس تعزّز إنتاجها وتربط 800 ألف منزل بشبكة الغاز

نعيمة حسني:مسرحية « يحيى يعيش » الثابت والمتغير

الحياة:المسرحي فاضل الجعايبي يُعرّي الإقصاء وقمع الحريات في قصة صعود وهبوط السياسي «يحيى يعيش»

مدونة « بوقرنين »:الكرة تلمنا وما تفرقناش

محمد الحمروني:ليبيا تعطي الأولوية للأردن قبل تونس في علاج مرضاها

هند الهاروني:اغرس شجرة – « المصبّ » البلدي لجمع النفايات بجوار مقبرة سيدي عمر بالكرم الغربي-

محمد العروسي الهاني :الذاكرة الوطنية تروي التاريخ يوما بيوم و مرحلة بمرحلة

العجمي الوريمي: حـلــم الأمــيـر
رويترز:الجزائريون يتحررون من الخوف من المتشددين في أحد معاقلهم

الجزائر: اجتماع لقادة جيوش الساحل يمهّد لبدء «الحل الأمني» ضد «القاعدة» في الصحراء

عبدالحميد العداسي:السليم إذا لم يمت يمرض

الجزيرة نت:أسعار السلع بها أرخص منها بالضفة إيكونومست: نمو بغزة يفوق الضفة

فهمي هويدي :إرهاصات صيف ملتهب في تركيا

منصف السليمي:تنامي دور محكمة العدل الأوروبية في حياة الأوروبيين وجوارهم المتوسطي


(Pourafficher lescaractèresarabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

فيفري 2010


الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين تونس في 13 أفريل 2010 

مثول هدى الورتاني أمام التحقيق …. و زوجها يشن إضرابا مفتوحا عن الطعام و العلاج

 


                                                     مثلت اليوم الثلاثاء 13 أفريل 2010  بحالة إيقاف الطالبة هدى بنت محمد بن مصطفى الورتاني ( طالبة مرحلة ثالثة بكلية العلوم بتونس و هي من مواليد 26/10/1985 ) أمام السيد حاكم التحقيق الأول بالمكتب السادس بالمحكمة الابتدائية بتونس القاضي  سعيد بن رمضان  و ذلك من أجل توفير أسلحة و متفجرات و معدات و تجهيزات لفائدة تنظيم إرهابي و المشاركة في الاعتداء بالعنف على موظف عمومي أثناء مباشرته لوظيفه و التهديد بسلاح  ، و ذلك بحضور محاميها   . و قد تمسكت بإنكار التهم الموجهة إليها و نفت ارتكابها الجرائم موضوع الإحالة و سردت على السيد حاكم التحقيق الظروف التي دفعتها و زوجها السجين السياسي زياد العبيدي إلى مغادرة التراب التونسي خلسة و ذلك بعد جملة المضايقات و المداهمات التي استهدفت لها عائلتها ، كما ترافع لسان الدفاع و أبدى استغرابه من مثول منوبته بحالة إيقاف و الحال أن الملف خال من أي قرينة تثبت ارتكاب منوبته للجرائم موضوع الإحالة و طلب على هذا الأساس حفظ جميع التهم الموجهة على منوبته و بصورة احتياطية الإفراج عنها مؤقتا من سجن إيقافها .  و جدير بالذكر أن الطالبة هدى الورتاني وقع إيقافها رفقة زوجها زياد العبيدي ، و هو سجين سياسي سابق تخرج حديثا من كلية العلوم ، من طرف أعوان الحرس الوطني و ذلك مساء يوم 28/02/2010 بجهة ببوش معتمدية عين دراهم أثناء محاولتهما التسلل إلى القطر الجزائري فرارا من جحيم المراقبة الإدارية المسلط على الزوج و للتخلص من المضايقات و الهرسلة المستمرة التي تعرضا إليها . و قد عمد أعوان الحرس الوطني إلى إطلاق النار عليهما و إصابتهما أثناء عملية إيقافهما ، و قد نقلت هدى الورتاني إلى مستشفى قوات الأمن الداخلي بالمرسى حيث تلقت العلاج مدة ما يزيد عن الشهر ، و بعد شفاءها عمد السيد حاكم التحقيق خلال الأسبوع المنقضي إلى إصدار بطاقة إيداع في حقها بسجن النساء بمنوبة ، و خلال إقامتها بالمستشفى منعت من مقابلة أي كان بما في ذلك والديها و محاميها .  كما تلقت الجمعية نداء استغاثة من عائلة الزوج زياد العبيدي ، إذ زارته والدته بالأمس و وجدته في حالة صحية حرجة ، و قد أعلمها أنه يخوض إضرابا وحشيا عن الطعام كما أصبح يرفض تلقي العلاج و ذلك في مسعى منه للانتحار احتجاجا على إيقاف زوجته دون وجه حق ، و قد عبرت العائلة عن خشيتها على حياته .  و الجمعية اذ تعبر عن تضامنها المطلق مع الزوجين زياد العبيدي و هدى الورتاني كما تعبر عن انشغالها العميق من المظالم المسلطة  على المساجين السياسيين السابقين و عائلاتهم و تحمل السلطة المسؤولية الكاملة عن السلامة الجسدية للسيد زياد العبيدي وتطالب  بالافراج عنه و عن زوجته هدى الورتاني .                                                                                               عن لجنة متابعة المحاكمات السياسية الكاتب العام الاستاذ سمير بن عمر


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 28 ربيع الثاني 1431 الموافق ل 13 أفريل 2010

أخبار الحريات في تونس


1)    الشاب زياد العبيدي يدخل في إضراب وحشي: يشن السجين زياد العبيد المعتقل حاليا بسجن المرناقية إضرابا وحشيا عن الطعام (بدون ماء ولا سكر ولا دواء) لليوم الخامس على التوالي احتجاجا على إحالة زوجته السيدة هدى الورتاني من قبل قاضي التحقيق وإيداعها السجن وللمطالبة بإطلاق سراحها، علما بان السيد زياد العبيدي قد تم اعتقاله صحبة زوجته السيدة هدى الورتاني بعد إطلاق النار عليهما من قبل حرس الحدود. وتجدر الإشارة إلى أن السيدة هدى الورتاني كانت أحيلت من قبل وكالة الجمهورية في هذه القضية بحالة سراح، وقد كانت تحت الرعاية الطبية بمستشفى المرسى نتيجة إصابتها بطلق ناري تسبب لها في الإجهاض. 2)    نقل السجينين البرهومي وجرار إلى مقر إدارة امن الدولة والاعتداء عليهما بالعنف: تم في المدة الأخيرة نقل سجيني الرأي حافظ البرهومي وعدنان جرار المعتقلين حاليا بسجن المرناقية إلى مقر إدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية بتونس العاصمة وإخضاعهما إلى البحث والاستجواب والاعتداء عليهما بالعنف المادي واللفظي. 3)    حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


نجاح الطلبة المضربين بالمعهد التّحضيري بقفصة في تحقيق مطالبهم


السبيل أونلاين – تونس – خاص   قالت مصادر طلابية أن الطلبة المضربين لليوم السادس على التوالي وهم كل من سامح سمّـاري وجابر عمامي وحسن قدواري (المرسّمين بالسنة الثانية من المرحلة الأولى بالمعهد التّحضيري للدراسات الهندسية)، تمكنوا اليوم الثلاثاء 13 أفريل 2010 ، من العودة الى مقاعد الدراسة ما يفتح الباب أمامهم للمشاركة في المناظرة الوطنية للإلتحاق بالمدارس العليا للمهندسين .   وكان الطلبة الثلاثة دخلوا منذ يوم الجمعة الماضي وبداية من الساعة السادسة والنصف في اضرابهم للمطالبة بالعودة الى مقاعد الدراسة والمشاركة في المناظرة .   ومساندة لزملائهم ، شن نشطاء الاتحاد العام لطلبة تونس اضرابا عن الدراسة يوم أمس الإثنين 12 أفريل ، وفي يومهم الثاني للإضراب اليوم الثلاثاء قام المدير بإغلاق باب المعهد ، مما دعاهم إلى اغلاق الشارع الرئيسي واعلان اعتصام وسط الشارع تخللته اجتماعات عامة ورفع شعارات .   وقد إستجاب رئيس الجامعة السيد بشير كلثوم لمطالب الطلبة المضربين حيث قام اليوم الثلاثاء باستدعاء مفوض عن الاتحاد العام لطلبة تونس غسان بو عزي و مفوض عن المضربين جابر عمامي للتفاوض ، والذى انتهى بقرار إعادة المضربين الى مقاعد الدراسة وتلبية مطلبهم بإجتياز مناظرة المهندسين .   وذكر المصدر أن عناصر من الحزب الحاكم حاولوا مضايقة الطلبة واستفزازهم لجرهم لردود أفعال ولكن دون جدوى .   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 13 أفريل 2010 )  


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان 13 افريل 2010 إعـــــــــــــــــــــــــــــــــلام


علم فرعنا عن طريق بعض الأهالي بمنطقة الخزازية ، ولاية القيروان ، أن عناصر من الشرطة بالزي المدني قد أوقفت يوم السبت 10 افريل 2010 كل من: ·       ألصحبي بن أحمد طعم الله ،عامل يومي ، متزوج وأب لخمسة أطفال، تم إيقافه من منزله بالخزازية ·       إسماعيل بن أحمد طعم الله ، عامل يومي ،متزوج ، أصيل الخزازية، تم إيقافه من تازركة ، ولاية نابل ·       العكر مي بن محمد بن إبراهيم طعم الله،عامل يومي ، متزوج ، تم إيقافه من منزله بالخزازية كما أوقفت نفس عناصر الشرطة أمس الاثنين 12 افريل 2010 السيد خميس بن عيسى الهداجي ، متزوج وأب لثلاثة أطفال، عامل يومي ، من منزله الكائن بالخزازية. ورغم أن بعض التكهنات ترجح  أن  تكون  هذه الإيقافات لها علاقة بالتحقيق في مقتل  الشرطيين منذ أسابيع بسوسة ، إلا انه لم يتم إعلام الأهالي بالأسباب ولا بمكان إيقاف ذويهم. بل أن البعض تحدث عن سوء معاملة الشرطة لهم عند السؤال. فرعنا يطالب السلطات الأمنية باحترام كل الإجراءات القانونية  ومنها حسن المعاملة وإعلام الأهالي بأسباب الإيقاف ومكانه واحترام أجاله القانونية.   عن هيئة فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان مسعود الرمضاني  

بعد تسلمه جواز سفره من السفارة التونسية بباريس: 

الدكتور عبد المجيد النجار لـ »قدس برس »: تسلمت جواز سفري وسأعود إلى تونس مواطنا بقناعاتي المُعلنة

 


باريس – خدمة قدس برس أكد القيادي الإسلامي البارز في صفوف حركة النهضة التونسية الدكتور عبد المجيد النجار أن السلطات القنصلية التونسية في العاصمة الفرنسية باريس منحته رسميا جواز سفره بعد عامين من تقديم طلبه بذلك، وأكد أنه يعتزم العودة إلى تونس في الأيام القليلة المقبلة مواطنا تونسيا عاديا بقناعاته المعلنة، حسب تعبيره. ووصف الدكتور عبد المجيد النجار الخطوة بأنها « إيجابية » وأعرب عن أمله في أن تكون جزءا من سلسلة حلقات لحل ملف المهجّرين، ولا سيما منهم الإسلاميين، حتى وإن كانت شخصية، وقال: « لقد استلمت أمس الاثنين (12/4) جواز سفري، وهذه خطوة إيجابية أتمنى أن تكون حلقة في سلسلة حلقات العلاج النهائي لملف الإسلاميين والمهجرين الذين لا يملكون جوازات سفر. صحيح أن أمر تسلمي لجواز سفري حل شخصي، لكنني آمل أن يكون مؤشرا لحل شامل »، حسب تأكيده. ونفى النجار أن يكون قد قدم أي مقابل سياسي أو أمني لقاء استلامه لجواز سفره، وقال « لم يدر أي حوار بيني وبين الجهات الرسمية في تونس على أي مستوى، وقد قدمت طلبا للحصول على جواز سفري منذ عامين ولم أتصل بالدوائر المعنية إلا مرة واحدة أبلغوني فيها أن الجواز لم يكتمل بعد، إلى أن اتصلت بي الجهات القنصلية أمس الاثنين (12 أفريل)، ودعتني لاستلام جواز السفر، وقد كان لقاء لي في غاية اللياقة والاحترام مع المسؤولين في الدوائر القنصلية، ولم يطلب مني أحد مطلقا لا بالتلميح ولا بالتصريح أي مواقف سياسية أو شروط أمنية ». وأضاف النجار وهو أكاديمي معروف في العالم العربي وله مؤلفات عديدة في أصول الدين، والفكر الإسلامي، وحاصل على جوائز تقديرية لما قدمه من أبحاث مميزة، « من جهتي رددت التحية بمثلها، وقلت في حديث عارض على هامش تسلمي لجواز سفري لهم بأنني على ذمة وطني لأقدم له ما أرى فيه الخير كعادتي في الماضي سواء في الداخل أو الخارج. وعبرت عن منهجي الذي ارتأيته وكتبت فيه مقالات عديدة، وهو منهج الحوار والوفاق الوطني، وهذا هو الذي أراه وأدعو إليه، أنه ينبغي تشخيص الواقع التونسي تشخيصا موضوعيا ليتم تحديد الإيجابيات وهي كثيرة ليتم البناء عليها، ويتم تحديد النواقص وهي موجودة، لتكون محل مناصحة وحوار بالأسلوب المناسب وفي الإطار المناسب »، حسب قوله. وعما إذا كان ينوي الذهاب إلى تونس، قال النجار: « نعم أنا الآن أستعد للعودة إلى تونس مواطنا عاديا بقناعاتي التي عبرت عنها علنا »، على حد تعبيره. 
  (المصدر: وكالة « قدس برس إنترناشيونال » (بريطانيا) بتاريخ 13 أفريل 2010)  


منع من السفر، منع من العمل، منع من..


اليوم في السابعة صباحا البوليس منع الأستاذ جلال بن بريك الزغلامي أخ توفيق بن بريك من السفر الى مرسيليا. جلال ممنوع منذ سنوات من ممارسة مهنته كمحامي، ممنوع من العمل في أي مجال آخر، ممنوع من السفر. جلال سيبقى دائما قبضة وكلمة مرفوعة في وجه الدكتاتور العجوز « بن علي ».

(مراسلة من لوممبا محسني بتاريخ 13 أفريل 2010)


التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق  الإنسان
                  Coordination Maghrébine   des Organisations des Droits               Humains  – CMODH –

البيان الختامي الصادر عن مكتب التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان المنعقد في دورته الثالثة

يومي 02 و 03  أبريل 2010 بالرباط  


إن مكتب التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان، المجتمع في دورته الثالثة أيام 02-03-04 أبريل 2010 بالرباط ،  بعد استنفاده للقضايا المدرجة بجدول الأعمال و مصادقته على تقرير المنسق حول أنشطة التنسيقية المغاربية ما بين دورتي اجتماع المكتب، و تداوله حول أوضاع حقوق الإنسان مغاربيا، خلص إلى بيان ما يلي:  
·            تقييمه الإيجابي لتطور التنسيقية بعد مرور أربعة سنوات على ميلادها. ·            تثمينه للمجهودات و المبادرات المبذولة من طرف سكرتارية التنسيقية. ·            اعتزازه بالمشاركة الفعالة لمكونات التنسيقية و حضورها الدورات التنظيمية وأنشطة التنسيقية.  
إن مكتب التنسيقية، و بعد استعراضه تطورات المشهد الحقوقي على المستوى المغاربي، يسجل السمات العامة التالية:  
 غياب أي تفعيل لمنظومة حقوق الإنسان في الجماهيرية العربية الليبية و يتجلى ذلك على الخصوص في :  
· غياب التمثيل السياسي المباشر و الانتخابات الدورية الديمقراطية وإقصاء الشعب الليبي من المشاركة السياسية و ممارسة حقه في تقرير مصيره السياسي و الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي.  
· اعتقال عدد من المعارضين و احتجاز بعضهم بعد إنهاء العقوبة الحبسية المقررة في حقهم على إثر محاكمات سريعة انتفت فيها كليا معايير و إجراءات المحاكمة العادلة.  
· المنع الكلي لحرية الرأي و التعبير و الحق في الانتماء و الانضمام إلى منظمات سياسية أو نقابية أو مدنية وتجريم العمل الحزبي و النقابي و الجمعوي. · احتكار وسائل الإعلام العمومية و منع المنابر الإعلامية المستقلة.  
إن مكتب التنسيقية، الذي استبشر بالتطورات السياسية و الحقوقية التي عرفتها موريتانيا قبل الانقلاب العسكري الأخير، ليعبر عن قلقه البالغ إزاء التراجعات التي عرفها القطر الموريتاني في مجال الحريات الأساسية و الحقوق المدنية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و ذلك ب:
·            التغطية على عسكرة الدولة و الانقلاب على الشرعية الدستورية عبر إجراء انتخابات رئاسية و تشريعية متحكم فيها عن بعد. ·            استمرار ظاهرة العبودية و اعتماد نظام الرق ضمنيا و عدم تفعيل قانون مكافحة العبودية. ·            انتهاك حق الشعب الموريتاني في التمتع بحقوقه الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية. ·            عدم الاعتراف بالتعدد اللغوي و الهوياتي لمكونات الشعب الموريتاني. ·            عدم إعمال المساواة بين الرجل و المرأة و حرمان المرأة الموريتانية من حقوقها الأساسية. ·            عدم توفير الظروف اللائقة لرجوع اللاجئين الموريتانيين إلى وطنهم. ·            عدم احترام القواعد النموذجية للسجناء أثناء مرحلة التنفيذ العقابي. ·            عدم تنفيذ الأحكام القضائية. ·            وضع القضاء تحت وصاية النيابة العامة.
     إن مكتب التنسيقية بعد وقوفه عند أوضاع حقوق الإنسان بالجزائر سجل الآتي:
·            تفشي ظاهرة العنف في الجزائر و فشل الدولة الجزائرية في تحقيق السلم الأمني. ·            تقرير عدد من المتابعات ضد النشطاء المدنيين و الحقوقيين و المنابر الإعلامية. ·            عجز النظام القضائي عن إحقاق العدالة و مواجهة ظاهرة الإفلات من العقاب. ·            تفشي البطالة و تدهور مستوى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية خاصة في الشغل و السكن و الصحة التعليم.
 

أما على مستوى تونس، فإن مكتب التنسيقية سجل ما يلي:

 

 
·إجراء انتخابات تشريعية و رئاسية جندت لها وسائل الدولة ووسائل الإعلام العمومية لفائدة مرشحي الحزب الحاكم، و بالمقابل منع الأحزاب الأخرى المشاركة من القيام بالحملات التعبوية و التجمعات الانتخابية و تهديد المشككين في نزاهتها.  

·تدشين حملة قمعية طالت عدد من الصحفيين و نشطاء حقوق الإنسان و تخوين عدد من رموز الحركة الحقوقية التونسية.  
·منع عدد من النشطاء من ممارسة حقهم في التنقل.  
·التضييق على عدد من الهيئات المدنية المستقلة و مواصلة الحصار على الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان و منعها من عقد مؤتمرها السادس و اللجوء إلى ممارسات إكراهية كتجميد الأموال كما حصل للجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات.  
·محاكمات صورية لعدد من عمال الحوض المنجمي و صدور أحكام قاسية في حقهم.  
·اتخاذ عدد من الإجراءات الزجرية في حق نقابة الصحفيين و القضاة.  
·توظيف القضاء في قمع الطلاب و إنزال عقوبات قاسية في حقهم بسبب أنشطتهم النقابية.  
·استمرار ظاهرة الاعتقال السياسي و التعذيب و التضييق على حرية الصحافة و انتهاك حقوق السجناء و استعمال العنف المفرط في مواجهة الحركات الاحتجاجية.  
· الحجب الممنهج للعديد من المواقع الإلكترونية.
أما في المغرب، فإن مكتب التنسيقية سجل المزيد من التراجعات التي شهدها الفضاء الحقوقي المغربي و تمثل ذلك بالخصوص في:  
·الهجوم على عدد من المنابر الإعلامية و محاكمتها و إصدار عقوبات حبسية في حق الصحفيين و بعض المدونين و توظيف القضاء في إعدام الصحف. ·استمرار احتجاز بعض المشتبه فيهم بكونهم ينتمون لتنظيمات أصولية متطرفة في أماكن سرية و لمدد لا يسمح بها القانون و انتزاع « اعترافات » تحت الضغط و التعذيب. ·استمرار سيل من المحاكمات التي طالت الطلاب، و بعض المشاركين في الحركات الاحتجاجية  و نشطاء حقوق الإنسان. · عدم تنفيذ و أجرأة توصيات هيئة الإنصاف و المصالحة و بخاصة تلك المتعلقة بتدابير و ضمانات عدم تكرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، و ذلك عبر القيام بإصلاحات دستورية و سياسية و مؤسساتية  و تشريعية و تربوية. ·تدني القدرة الشرائية للمواطنين و المواطنات و تدهور الخدمات الاجتماعية مما يفسر التصاعد المتنامي للحركات الاحتجاجية و المطلبية. ·استمرار الأوضاع المأساوية بالسجون و انتهاك كرامة السجناء و إنزال عقوبات إضافية في حقهم خارج نطاق القانون. أنه و بعد استعراض أوضاع المهاجرين المغاربيين في دول المهجر خلص مكتب التنسيقية إلى إعلان ما يلي: ·الرفع من وثيرة التضييق على المهاجرين المغاربيين بفعل تنامي المد العنصري و القوانين ذات النفحة التميزية . ·الممانعة في تمتيع المهاجرين بعدد من الحقوق المكتسبة و من بينها الحق في التجمع العائلي. ·إقصاء المهاجرين من الحق في الانتخاب و الترشيح في بعض بلدان أوربا، و حتى على مستوى بلدانهم الأصلية. ·عرقلة حق المهاجرين في ممارسة عقائدهم الدينية انسجاما مع حرية المعتقد. · تكثيف الرقابة الأمنية غير المبررة على المهاجرين خاصة ذوي الأصول المسلمة و ضمنهم المهاجرين المغاربيين و تشديد الإجراءات الإدارية على حقهم في الحصول على مراكز قانونية كحق الإقامة. إن مكتب التنسيقية المغاربية إذ يسجل المنحى التراجعي العام لأوضاع الحقوق و الحريات في المنطقة المغاربية يطالب الحكومات المغاربية بالعمل على: ·احترام التعهدات والالتزامات الرسمية في مجال إعمال و احترام حقوق الإنسان و في بعدها الكوني و الشمولي. ·الإسراع بالمصادقة على كافة الصكوك الدولية و البروتوكولات الملحقة بها و بدون تحفظ و إعمال الملائمة و الاعتراف بسمو المعاهدات الدولية لحقوق الإنسان على التشريعات الوطنية. · إلغاء عقوبة الإعدام و تجريم التعذيب و الاختفاء القسري و جرائم الحرب. · الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية ووضع استراتيجية لمناهضة الإفلات من العقاب. ·  إقرار مساواة فعلية بين الرجال و النساء و مناهضة كل أشكال التمييز ضد المرأة. · ضمان حق الجميع في المشاركة السياسية و الاجتماعية و احترام الإرادة الجماعية من خلال الانتخابات الحرة والنزيهة. ·إطلاق سراح كافة المعتقلين لأسباب سياسية. ·  القيام بإصلاحات دستورية تمكن من فصل السلط و استقلال القضاء. ·  تمتيع الشعوب المغاربية بحقوقهم الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية. · ضمان عودة المنفيين و اللاجئين إلى بلدانهم. ·  احترام الحقوق الإنسانية للمهاجرين القادمين من جنوب الصحراء. ·احترام استقلالية هيئات المجتمع المدني و الكف عن التضييق على نشطاء حقوق الإنسان. · فتح الحدود بين المغرب و الجزائر و إلغاء نظام التأشيرة بين المغرب و موريتانيا. · الحرص على حماية حقوق المهاجرين المغاربيين في بلدان المهجر و ضمان حقهم في المشاركة السياسية سواء في بلدان المهجر أو في بلدانهم الأصلية. وأخيرا إن مكتب التنسيقية المغاربية يؤكد موقفها الثابت المتعلق بمساندته لنضالات الشعب الفلسطيني من أجل تقرير مصيره وعودة اللاجئين وتأسيس دولته المستقلة وعاصمتها القدس و الشعب العراقي من أجل تقرير مصيره بعيدا عن الاحتلال والوصاية الأجنبية. الرباط في 03 أبريل 2010 مكتب التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان


افتتاحية « الموقف » الدّولـة والعنف


كلّما أمعنت السّلطة في تشديد قبضتها على المجتمع وتواترت الأخبار حاملة إلينا ما حصل من اعتداءات هنا وهناك في حقّ الإعلاميّين والنّشطاء الحقوقيّين والسّياسيّين إلاّ وقفز إلى أذهاننا « مفهوم الدّولة » من جهة ما لها وما عليها إزاء المواطنين. ولا ينفكّ هذا المفهوم يُسائلنا هل أخلصنا  في تدبّره واستيعابه على الوجه المطلوب أم ترانا لم نفهمه أو فهمناه وألقينا به عرض الحائط ورحنا ننفّذ في الواقع تصوّرا آخر مغايرا؟ تلك هواجس لا تفتأ تقضّ مضاجعنا وتثير أسانا عند استعراض المشهد العامّ وما يغشاه من تصرّفات وسلوكات تتضارب ومفهوم الدّولة كما استقرّ في فلسفة القانون وعرفته ساحات الفعل السّياسيّ في أشدّ الفترات قتامة. كان هذا المفهوم قائما على الغلبة والقهر حتّى اعتقد الدّارسون أنّ التّاريخ السّياسيّ للبشريّة انعقدت أغلبُ فصوله على لحظات الاحتراب الدّاخلي والخارجي. بل استنتج المختصوّن أنّ ما راكمته الإنسانية من تقدّم ليس إلاّ سليل الحروب الّتي خاضتها الدّول  دفاعا عن كيانها أو توسّعا في المجال الجيوسياسي. والتبس لذلك مفهوم الدّولة بشخص الحاكم وفي هذا السّياق بالذّات يندرج القول الشّهير للويس XIV (الرّابع عشر):  » أنا الدّولة والدّولة أنا ». غير أنّ البشريّة يفترض أن تكون تجاوزت هذا المفهوم بعد فلاسفة العقد الاجتماعيّ ومن تلاهم حيث أُرْسِيَ مفهوم « الدّولة » على مبدإ التّعاقد الّذي بمقتضاه يسمح المجتمعُ للدّولة « باحتكار العنف » مقابل حمايته وضمان أمنه. وشيئا فشيئا توسّع مفهوم الدّولة ليَسَعَ المجتمع بكلّ تعبيراته ومؤسّساته وأحزابه… وترتّب عن ذلك أن أصبح المجتمع جزءا من السّلطة لما ينهض به من أعباء عبر ممثّليه في تأطير المواطنين وإرشادهم والسّهر على سلامتهم. وغدا المواطن المدافع عن نفسه ضدّ تجاوزات بعض الأطراف في الدّولة مدافعا عن الدّولة في معناها المتعاقد عليه والّذي احتكرت بموجبه العنف وانفردت بتدبيره. كما بات من غير الجائز في إطار هذا المفهوم إقدام جهة ما أو تيار سياسيّ أو فكريّ على استعمال أجهزة الدّولة لتصفية خصومه أو إقصائهم مهما كان الموقع الّذي يشغله صلب السّلطة ويرى بعض المشتغلين بهذا الموضوع أنّ الدّولة حين تنخرط في ممارسات منافية للقانون مثل إلحاق العقاب بالأشخاص أو الجماعات خارج القانون أو حظر ماهو مسموح به من أنشطة وتظاهرات إنّما تُمعن في تقويض معناها من الأصل. ويَعْزُو البعض الآخر ما يُسجّل من اعتداءات وتضييقات تستهدف الأفراد بصفاتهم المختلفة إلى الحماس الزّائد الّذي تبديه بعض العناصر في السّلطة لصالح جهات دون أخرى. وينجم عن ذلك  خدش صورة الدّولة الّتي تظهر في مقام الضّحيّة إزاء تجاوزات بعض أعوانها الّذين لا يستنكفون من تسخير أجهزة الدّولة في إطار ما يُسند إليهم من مهام لمصالحهم الشّخصيّة أو لمصالح جهات أخرى. قد ينشأ الاختلاف حول « المهام » المسندة إلى الدّولة في إطار « شرعنة العنف » الّذي به تكتسب عنصر القوّة الّذي يخوّل لها ضبط الأمن وإيقاف التّجاوز أيّا كان مصدره وحينها يُوكل الأمر إلى المؤسّسة القضائيّة الّتي تَبُتُّ في مثل هذه القضايا. ولعلّ أسوأ ما يمكن أن يصيب « الدّولة » في الصّميم هو ما قد يعتري المجتمع من إحساس بالقيم جرّاء حجب حقوقه المكفولة بالقانون أو تحوّل الدّولة من ملاذ للمظلومين إلى جهاز يمارس الظّلم ويعتدي عبر أعوانه أو عبر جهات أخرى تطفو على سطح المجتمع في مسوح ميلوشيّة في أوقات الشدّة واللّحظات المشبوهة. إنّ المجتمع صاحب المصلحة الأوّل في بقاء الدّولة قويّة منيعة حارسة لأمنه وضامنة لسلامته يتعيّن عليه أن يرفض العنف من الأساس سواء أَصَدَرَ عن الأفراد أو المجموعات أو الدّولة نفسها لأنّ العنف هو الدّاء وهو الدّود الّذي يظلّ ينخر أبنية الدّولة بفعل ما يستبدّ بالنّفس من أهواء وما يعميها من شهوات وهو أمر لا يجوز التّغافل عنه أو التّساهل فيه. إنّ إطلاق يد الدّولة في تدبير العنف ينبغي أن يُحصّن بتدابير تحمي المجتمع من تغوّلها في مصادرة حقوقه أو إيكال أمره إلى السّفهاء الّذين لا يتعدّى فهمهم لمسائل كثيرة مستوى مصالحهم الضّيقة وشؤونهم الصّغيرة. بينما شأن المجتمعات والدّول يتطلّب علاجُه تشبّعا بمفاهيم العدل والتّسامح في ما لا ينعكس سلبا على المواطنين بذاك يطول عمر الدّول وبدونه يسري إليها الخراب و »الظلم مؤذن بخراب العمران ». كما قال ابن خلدون. مصباح شنيب  
(المصدر: « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 541 بتاريخ 9 أفريل 2010)


إيطاليا تعتقل مهاجرين سريين تونسيين غرق مركبهم


حرر من قبل التحرير في الأثنين, 12. أفريل 2010 أنقذت البحرية الإيطالية الأسبوع الماضي 23 تونسيا غرق مركبهم عندما كانوا في رحلة سرّية باتجاه جزيرة لمبدوزا، وقد تم نقل معظمهم إلى أحد المعتقلات فيما احتفظ بآخرين في مستشفيات للعلاج. وذكرت تقارير صحفية أنّ شابّين كانا على متن المركب بقيا في عداد المفقودين. وفي نفس السياق أفادت نفس المصادر أنّ فرقة أمنيّة بسوسة أحبطت قبل أيام مخططا للهجرة السرية نحو إيطاليا وقد تم إلقاء القبض على ستة شبان. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 12 أفريل 2010)


 

فاكس : 71744721     
تونس في 12/04/2010   العارض : بوراوي الصادق الشريف، مقاول بناء،
 القاطن بنهج 8225 عـ7ـدد حي الخضراء السادس تونس، الجوال : 661 604 98   

رسالة مفتوحة   إلى السيد علي الصرياتي المدير العام للأمن الرئاسي والشخصيات الرسمية  

 الموضوع : أسباب الصمت وعدم أخذ القرار وإجراء الأبحاث القانونية تحت إشراف أعلى هرم سيادة رئيس الجمهورية، التحفظ على الحق والتمسك به   


  إني أتوجه إليك بصفتكم مدير الأمن الرئاسي والمرآة الأولى لسيادة رئيس الجمهورية إلى متى لم يتم التجاوب مع ملفاتي المطروحة لدى القصر الرئاسي رغم تعدد المراسلات المباشرة وغير المباشرة عبر الجرائد والمواقع الالكترونية في اعتقادي واعتقاد كافة التونسيين أن كل مراسلة ترد إلى القصر يقع التجاوب معها خصوصا جميع الأدلة والحجج والوثائق على تجاوزات السلطة والنفوذ من بعض الأيادي المريضة المتسترة بمؤسسات الدولة تقتل المواطن وتسير في جنازته وتسأل وتتساءل من قتله وهذا لا يخفى على المناضلين الذين ساهموا في بناء تونس وضحيت من أجلها داخل الوطن وخارجه لكن للأسف الشديد اليوم أصبحت مجرما ولا مكان لي في تونس بلدي العزيز هذا ما جعلني أكاتب سيادتكم وأحملكم المسؤولية كاملة لإيصال صوتي إلى سيادة الرئيس وتحت حوزتي ما فيه الكفاية من أدلة وحجج ووثائق وبراهين ونشريات على الصحف وجلهم تحت يديكم بالقصر الرئاسي بمكتب الضبط به أنا اليوم أكثر من أي يوم مضى ولا يمكن لي السكوت حتى الموت على حقوقي وأموالي وكرامتي وأنا بالغ من العمر 67 سنة أعيش متشرد وبدون هوية في عهد رجل التغيير الذي راهن على العدل وحقوق الإنسان، هذا شيء تقشعر منه الأبدان في بلد السلم والأمان المراهن عليها سيادة الرئيس على رفع التحديات والتجاوزات هل لي واجبات وحقوق أو لي واجبات بدون حقوق في بلادي تونس. لا أطلب شيئا إلا البحث في القصر الرئاسي بالتحديد تحت إشراف سيادة الرئيس.                                          ولكم جزيل الشكر والاحترام والسلام                            الإمضـــــــــاء  
 
تونس في 12/04/2010 العارض : بوراوي الصادق الشريف، مقاول بناء، القاطن بنهج 8225 عـ7ـدد حي الخضراء السادس تونس، الجوال : 661 604 98   

الى السـيد لـطـفـي الـدواس وكيل الدولة العام مدير مصالح العدلية في وزارة العدل وحقوق الإنسان

 

 
  سيدي، الرجاء كل الرجاء بوصف سيادتكم المدير العام للمصالح العدلي بوزارة العدل وحقوق الإنسان بتكليف منكم التفقدية العامة مصالح وزارة العدل وحقوق الإنسان لسماعي أنا والمشتكى بهم مهما كان المستوى ومهما كانت المسؤولية لأن القانون فوق الجميع لأني ألتمس من عدالة الجناب إعادة النظر في جميع القضايا لإيصالي إلى حقوقي الشرعية بالقانون والعدل لا بالتهميش والمحسوبية وخصوصا وأنت على علم اليقين عندما كنتم حاكم ناحية بالمكنين وبحثت أنت شخصيا على عريضة موجهة إليكم من طرف  سيادة رئيس الجمهورية حتى صعد نجم سيادتكم إلى هذا المنصب وأنا آكل في الضربة تلو الأخرى بدون هوادة من أيادي مريضة في سلك العدالة بدون أي وجه قانوني وأصبحت من رواد السجون في هذا العمر 67 سنة لا أطلب شيئا إلا العدل والقانون وحقوق الإنسان وتصل إلى جنابكم صحبة هذه الرسالة مجموعة من العرائض إلى السيد وزير العدل وحقوق الإنسان وإلى السيد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بالمنستير وحاكم ناحية المكنين وعند استدعائي أمدكم بمجموعة كبيرة من العرائض التي تقشعر الأبدان أين العدل أين القانون أين حقوق الإنسان ؟ يا سيد وكيل الدولة العام مدير المصالح العدلية، التحفظ على الحق والتمسك به. وأنا في انتظار إجراء الأبحاث القانونية ولكم جزيل الشكر والاحترام والسلام. الإمضـــــاء

صعود سريع لنجل والي المنستير في مجال الاستثمار


حرر من قبل التحرير في الأثنين, 12. أفريل 2010 علمت كلمة أنّ ابن والي المنستير يستعدّ مع أحد رجال الأعمال لإنشاء مشروع لتربية الأحياء البحرية بمدينتي المنستير وطبلبة تحت اسم شركة الرفاهة. وكان هذان الشريكان قد افتتحا سنة 2008 شركتهما الأولى لتربية الأحياء المائية « روسبينا »، بعد أن أغلقت بحيرة تربية الأسماك التي أسسها الرئيس السابق بمدينة المنستير. وتشير بعض المصادر إلى أنّ بعض الشخصيات بمدينة المنستير تعتزم إرسال عريضة إلى رئيس الجمهورية لإبداء تذمرهم مما وصفوه باعتماد الوالي لنجله واجهة للاستثمار باستخدام النفوذ، مشيرين إلى توسعه في مجال شراء العقارات والأراضي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 12 أفريل 2010)


وُلاة يديرون حملة « التجمع » للبلديات

رشيد خشانة على رغم إشادة الدعاية الرسمية بـ »الأجواء الديمقراطية المتميزة » التي تم فيها اختيار ثلثي مرشحي « التجمع »  للإنتخابات البلدية المقبلة، في إطار من « الشفافية المطلقة »، فإن الولاة هم الذين أشرفوا على تلك المرحلة وحسموا الإختيار. اشتملت عملية الفرز على مرحلة تمهيدية أطلق عليها اسم « الإستشارة الموسعة » داخل الهياكل المحلية للحزب الحاكم لوضع قائمات أولية تضم ضعف عدد المقاعد في كل مجلس بلدي. واشتملت القائمات المضاعفة على اسمي مرشحين (وفي بعض الأحيان ثلاثة أو أكثر) لرئاسة المجلس البلدي. وأعطيت للولاة صلاحية بت الأمر واتخاذ القرار الأخير من أجل انتقاء قائمة مرشحي الحزب الحاكم لكل مجلس من المجالس البلدية في دائرة إشرافه. وفسر أحد المسؤولين التجمعيين هذا الدور الذي لعبه الولاة باختلاف طبيعة الإنتخابات البرلمانية التي تكتسي طابعا وطنيا عن الإنتخابات البلدية التي يطغى عليها الطابع المحلي، مما يجعل الهيآت القيادية للحزب الحاكم وخاصة الديوان السياسي (الذي ينتقي القائمة النهائية للمرشحين لمجلس النواب) غير قادر على معرفة هذا العدد الكبير من المرشحين، ولا سيما إذا كان العدد هو ضعف عدد المقاعد. وفعلا تستغرق غربلة المرشحين وقتا لا قبل لأي هيأة بأن تتفرغ له وتناقش الأسماء المدرجة على القائمات اسما اسما، خصوصا أن الأمر يتعلق بأسماء محلية لا يعرف أغلبها أعضاء الديوان السياسي. كانت التعليمات واضحة فالكتاب العامون للجان التنسيق لعبوا دورا كبيرا في إعداد القائمات المضاعفة، لكن القرار الأخير كان موكولا للولاة. وأتى هذا التفويض تتويجا لـ » حركية دؤوبة » بلغة التجمعيين، سبقت حملة جمع الترشحات وكان الولاة قطب الرحى فيها من خلال ترددهم على مقرات لجان التنسيق للإشراف على اجتماعات هامة، أو مرافقة أعضاء الديوان السياسي عندما ترأسوا في الشهر الماضي اجتماعات لجان التنسيق الموسعة. بل إن بعض الولاة حرصوا على الإشراف بأنفسهم حتى على نشاطات روتينية في لجان التنسيق خلال الفترة التي سبقت إعداد القائمات، ربما للتأكد من الإمساك بالأمور. ومن الأمثلة على ذلك إشراف والي بن عروس على حلقة من حلقات التكوين السياسي في مقر لجنة التنسيق كان موضوعها حسب صحيفة « الحرية » الصادرة يوم 20 مارس الماضي « دور ممثلي التجمع في الهياكل والمؤسسات الدستورية ». وأثار استبعاد بعض الشخصيات الجهوية من قائمات المرشحين غضبا في عدد من المناطق، خاصة أن بعض المرفوضين من ذوي الكفاءة المهنية، ففي إحدى بلديات الجنوب الغربي تم استبعاد عدد من المهندسين من قائمة « التجمع » والإبقاء على من مستواهم التعليمي أدنى من ذلك، بدعوى أنهم أكثر تحزبا. وتخللت مرحلة إعداد القائمات صراعات جهوية وعائلية ذكرتنا بما حصل في مناسبات مماثلة سابقة، وكان الولاة يلعبون دور الإطفائيين لامتصاص التمرد ومحاولة إيجاد توازن كثيرا ما كان عسيرا بين البارونات المحلية للحزب. وبهذه الطريقة أصبح الوالي هو المرجع الأعلى لـ »التجمع » في الجهة، فإذا كان كاتب عام لجنة التنسيق هو صنو الأمين العام للحزب جهويا فإن الوالي صنو رئيس الحزب. لكن القانون الإنتخابي، فضلا عن الدستور، يوكل لوزارة الداخلية ممثلة في سلك الولاة الإشراف على العملية الإنتخابية، فكيف سيكون رئيس الحزب في جهة من الجهات محايدا في المعركة الإنتخابية بين عناصر القائمة التي عينها وانتقى أعضاءها فردا فردا، والقائمات الغريبة أو المعادية؟ يطرح هذا الواقع المرير بعد أربع وخمسين عاما من الإستقلال سؤالا جوهريا: ما دور الوالي في دولة المؤسسات؟ جواب النظام الحالي واضح ولا استعداد لمراجعته، ومفاده أن الوالي تجمعي أولا ووالي الجميع من باب النوافل. أما ما ضبطه الدستور وما توصلت إليه الأنظمة السياسية المتقدمة في عصرنا فهي أن الوالي أو ما يعادله على غرار Le préfet   في النظام الفرنسي مثلا، فهو ممثل رئيس الجمهورية في الولاية أو المحافظة، وهو بهذه الصفة مطالب بملازمة مسافة متساوية إزاء الفرقاء السياسيين، حتى إن انتمى في الماضي لأحدهم. ويُعتبر كل من يُظهر من أعضاء هذا السلك ميلا أو تفضيلا لحزب معين على الأحزاب الأخرى مخطئا، ويُحاسب على ذلك بوصفه إخلالا بمقتضيات وظيفته. من هذه الزاوية ينتفي ركن أساسي من أركان نزاهة الإنتخابات وصدقيتها في بلادنا مادامت بنية النظام السياسي تقوم على عدم التفريق بين المجال الحزبي ومجال الدولة. ويزيد الأمر تعقيدا مع انتفاء الديمقراطية الداخلية في الحزب المهيمن على الحياة الوطنية، على رغم تحبير الصفحات يوميا في الصحافة التجمعية عن « تكريس الممارسة الديمقراطية الداخلية » بمناسبة الإنتخابات البلدية المقبلة. كما أن هذا الحزب لم يتعاط يوما مع الأحزاب الأخرى بوصفهم منافسين وإنما أرسى علاقة لا تخلو من أحد نمطين : فإما تُبع أو أعداء، ولا توجد منزلة بين هاتين المنزلتين. ألم يُوقع « التجمع » أثناء الإنتخابات التشريعية لسنة 2004 مع جميع الأحزاب المشاركة في الإنتخابات من دون استثناء ميثاق شرف يقضي بصون حرمة مراكز الإقتراع وإبعاد العناصر الحزبية عنها وتحريم العنف والضغوط، لكنه خرق الميثاق بعد ساعات من التوقيع عليه، واستمرت الممارسات المألوفة. وما الحصار الإعلامي والأمني المضروب على المعارضة ومنعها من الحصول على القاعات العمومية، بل حتى من استئجار قاعات خاصة لعقد اجتماعاتها سوى تجسيد لعقلية الإحتكار والإقصاء. وهذا يعني أن الديمقراطية ليست مشروع « التجمع » ولا يمكن أن يكون هو المؤتمن على إنجازها.
(المصدر: « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 541 بتاريخ 9 أفريل 2010)  


البلديّة… كما هي

 


محمد الصالح فليس جميل أن نتباهى بأنّ عدد البلديّات مرّ من 94 بلدية في 5 ماي 1975 إلى 264 بلدية في 9 ماي 2010، وحماسيّ أن نسجّل مرور عدد المستشارين البلديين في ذات الفترة من 770 مستشارا إلى 4626 مستشارا. ومنطقي أن لا ينشينا البعد الكمّي وحده طالما أنّ الأهمّ في كلّ المسألة هو جوهر الأداء ونوعيّة الإنجاز وعمقه واستنهاض الوعي المواطني من جهة، وفي تحسين ظروف العيش الماديّة والمعنويّة لمجموع المتساكنين في الفضاء المدني لهذه البلديات، لا سيما وأنّ بداية تأسيس البلديّات انطلق بإنشاء بلديّة « الحاضرة » بمدينة تونس (30 أوت 1858)، ثمّ بعد ذلك عرفت البلاد طفرة في بداية الفترة الاستعمارية انطلاقا من جويلية 1884 حيث تركّزت تباعا بلديات حلق الواد (8 جويلية) وصفاقس وسوسة وبنزرت (16 جويلية). ويجدر اليوم أن نتوقّف في ظلّ هذا الواقع عند أمرين، أولهما هذه الحدود القاتلة التي فرضت عبر مسار تجاوز في الغالب قرنا من الزمن على الممارسة البلديّة ومهماتها الأساسية. وقد لجّمت هذه الحدود هامش التحرّك البلدي لفائدة سيطرة سلطة الإشراف، وهي سلطة مزدوجة جهوية (المعتمد والوالي) ومركزية (وزارة الداخلية). وهذا ما يعني استئثار الفرد المعيّن بسلطة القرار والإنجاز والمراقبة وسحبها من الجماعة « المنتخبة »، حتى إن كانت العملية الانتخابية مشوّهة. وقد أدّى هذا الواقع إلى استئصال كل مقومات المبادرة المحلية وسطّح بفعل اعتماد « التعليمات » والمناشير التوجيهية تضاريس الخصوصيات في كل منطقة وتجمّع سكاني ومنع بناء ونمو سلوك مواطني. ونتج عن كل هذه السياسات أن سادت الفوضى المرورية وطفح كأس الأوساخ وافتكت المساحات العامة من أرصفة وطرقات لفائدة الانتصاب العشوائي المخل بكل قيم الجمالية والقانون والتراتيب وواجبات العيش الجماعي. أمّا الأمر الثاني فهو هذا الانسياق « الإداري » وراء تعيين قائمات على أساس الموالاة والوجاهة لا غير في إنكار لمقومات الوعي المواطني والنضالية المدنية والحدّ الضروري من الاستيعاب لمتطلبات العمل البلدي بما هو رافد من روافد المواطنة وواحد من أسس الاهتمام بالشأن العام. وقد رأينا جهلا يندى له الجبين في علاقة بالحدود الدنيا لمعرفة تاريخ المدينة ومتطلبات نهضتها ومكامن تخلّفها ورداءة أحوالها. كما رأينا كيف يتحوّل الجهاز البلدي بمهمّاته على جسامتها إلى مكوّن من مكونات سلطة الوالي يوجّهها لخدمة توازناته قبل إشباع حقوق المتساكنين في نظافة معمّمة ودائمة وبيئة متعهّدة وبنية تحتية لا تنخرها الحفر ولا يعيش على الانتقائية الهجينة.وغني عن القول أنّ هذا اللون من البلديات سيظل جسما غريبا مسقطا مصابا بالفشل من منظور مهماته الأولية المنوطة بعهدته، وأنّ مجال العمل والاجتهاد للمستشارين البلديين المعيّنين سيبقى محدودا وضئيلا وخاضعا لإرادة سلطة الإشراف. (المصدر: « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 541 بتاريخ 9 أفريل 2010)

 
القائمة الكاملة لأعضاء المرصد الوطني للانتخابات البلدية

أنهى رئيس المرصد الوطني للانتخابات البلدية 2010، السيد عبد الوهاب الباهي، تشكيل التركيبة الجديدة للمرصد، وقد أشرف أمس، على اجتماع بالأعضاء، قدم فيه أعضاء المرصد، الذي وقع تطعيمه بأسماء جديدة من الشخصيات الوطنية المستقلة. وتناول الاجتماع، جملة من النقاط التي تهم نشاط المرصد الوطني وخطة العمل، التي سيباشر بها مهامه من هنا إلى غاية يوم التاسع من ماي القادم، موعد الانتخابات البلدية. كما أشرف رئيس المرصد، على حوار ونقاش بين الأعضاء، بخصوص ضبط طريقة العمل واقرار الخطة الميدانية ابتداء من اليوم إلى غاية يوم الاقتراع. كما أقر المرصد الوطني للانتخابات البلدية بعث عدد من اللجان المختصة لضمان سير إيجابي، من خلال المتابعة الدقيقة اعلاميا وقانونيا، لهذه المحطة الانتخابية ومراحلها. وفي ما يلي القائمة الجديدة لأعضاء المرصد الوطني للانتخابات البلدية 2010: الرئيس: عبد الوهاب الباهي، عميد المحاميين سابقا – نائب رئيس الرابطة التونسية لحقوق الإنسان سابقا الأعضاء: عبد اللّه الهلالي الحبيب سليم سكينة بوراوي حاتم قطران آمنة عطاء اللّه صولة فاطمة بن عبد اللّه الكراي فائزة الرزقي الهاشمي نويرة رفيق داي دالي علي بلهاني مصطفى الفيلالي عبد الحميد الرياحي محمد شندول صالح حناشي عبد اللّه الأحمدي رشيد مشماش نصر بن عامر علي منجور حياة التوكابري بن سلامة عواطف اللومي الغول نجاة براهمي الزواوي محمد الهادي الزعيم كمال الدين بن صالح عبد الرحمان كريم مراد غرام عياض اللومي محمد ناصر الواد وجاء في بيان صدر عن المرصد يوم أمس أن المرصد الوطني للانتخابات البلدية 2010 يعلم كافة الأطراف المعنية بالأمر، والعموم، أنه بالإمكان الاتصال على العنوان التالي وذلك كامل أيام الأسبوع: 85 شارع الحرية – تونس 1002.
الهاتف: 71.281.266 – 71.281.455 الفاكس: 71.281.442 – 71.281.280

(المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 13 أفريل 2010)


إحياء ذكرى وفاة المناضل الباهي الأدغم

       


تونس – (وات)- انتظم يوم الثلاثاء بروضة الشهداء بمقبرة الزلاج موكب خاشع بمناسبة ذكرى وفاة المناضل الباهي الادغم، اشرف عليه، بتكليف من الرئيس زين العابدين بن علي، السيد محمد الغرياني الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي. وتولى الأمين العام للتجمع وضع باقة من الزهور على ضريح الفقيد وتلا ومرافقوه فاتحة الكتاب ترحما على روحه الطاهرة الزكية. وحضر الموكب بالخصوص والي تونس ورئيس المجلس الاستشاري للمقاومين وكبار المناضلين ورئيس دائرة المناضلين بالتجمع ورئيس بلدية تونس شيخ المدينة. كما حضره الكتاب العامون للجان التنسيق بالعاصمة وعدد من الإطارات التجمعية ومن المناضلين وأفراد عائلة الفقيد.
(المصدر:وكالة تونس إفريقيا للأنباء  (« وات » حكومية – تونس) بتاريخ 13 أفريل 2010)


في كشف المستور النقابة الجهوية للتعليم الثانويبسيدي بوزيد  بين ضغوطات الواقع و المد النضالي

الاستاذ عطية عثموني –نقابي سيدي بوزيد- ليس من الصعب على المطلع على حيثيات العمل النقابي بجهة سيدي بوزيد معرفة حقيقة الوضع النقابي في الجهة و طبيعة القوى المهيمنة على الساحة النقابية و انتماءاتها السياسية حتى يفهم الصعوبات التي تعترض النقابة الجهوية للتعليم الثانوي في القيام بمهامها النضالية خدمة للقطاع و انسجاما مع ما تطرحه استحقاقات العمل النقابي المناضل.. و اذا اردنا ان نعرف حقيقة التشكيلات النقابية بالجهة يمكن ان نرصد مواقفها من مبادرات النقابة الجهوية للتعليم الثانوي و خاصة فيما يتعلق بالاعدادية النموذجية …… فالنقابة الجهوية كانت وحيدة في مواجهتها لمواقف السلطة فهي لم تجد السند من اي جهة نقابية اخرى بل اكثر من ذلك فان عديد التشكيلات النقابية الجهوية سارعت إلى مواجهة النقابة الجهوية للتعليم الثانوي باعتبارها ضد المصلحة العامة و من هذه التشكيلات نذكر 1-موقف النقابة الجهوية للتعليم الاساسي نقابة التعليم الاساسي تعتبر ان النقابة الجهوية للتعليم الثانوي بمواجهتها للتحويل الكلي لاعدادية خيرالدين باشا بسيدي بوزيد إلى مؤسسة نموذجية هي ضد المصلحة العامة و هؤلاء دعاة المصلحة العامة لم يرفعوا يوما اصواتهم للدفاع عن مصالح الجهة المهدورة و لكن تحولوا بقدرة قادر إلى اسود معلنين الدفاع عن المصلحة العامة ضد سلوك النقابة الجهوية, و هم بذلك يدعمون موقف السلطة الجهوية القاضي بالتحويل الكلي لاعدادية خير الدين باشا, هذا الموقف المدافع عن المصلحة العامة كرس سلوكه هذا عبر تمشيين متزامنين و متناسقين -الدعاية المضادة في كل المستويات من خلال تشويه موقف النقابة الجهوية للتعليم الثانوي في اتجاه خلق الفراغ القاعدي حولها, و ذلك بايهام الجميع بما فيها القاعدة الاستاذية بان النقابة الجهوية ضد المصلحة العامة . -تجييش الميليشيات التجمعية ضد النقابة الجهوية حيث جاءت عناصر تجمعية معروفة يوم 07/04/2010 إلى الاتحاد الجهوي للشغل و احتجت على موقف النقابة الجهوية للتعليم الثانوي .. و في اليوم الموالي ذهبت هذه العناصر إلى معتمدية سيدي بوزيد الغربية ثم إلى المندوبية الجهوية للتعليم مهددين باعتصام ضد النقابة الجهوية للتعليم الثانوي. 2-موقف جامعة التاطير و الارشاد و هذا الهيكل هو ايضا مع المصلحة العامة ووقفوا بشراسة ضد نقابتهم الاساسية بسيدي بوزيد الغربية التي كانت تساند تحركات التعليم الثانوي, و للاشارة الكاتب العام لهذه الجامعة تجمعي و عضو ببلدية سيدي بوزيد و قد شارك للترشحات لهذه الدورة و قد كان دوما حريصا على ان يتماهى موقفه مع المكتب التنفيذي الجهوي و السلط الحزبية و الادارية . 3-جامعة الصحة و كاتبها العام ايضا مع المصلحة العامة و هو الذي لم نسمع له راي في شانها منذ سنين, و يعرف عنه انتماءاته التجمعية و علاقاته بالميليشيات الحزبية. 4-المكتب التنفيذي الجهوي بالرغم من اننا لا نستغرب موقفه العام المدافع عن المصلحة العامة فان ما يثير العجب حقا موقف بعض اعضائه الذين يدعون النضالية قولا و يمارسون عكسها فعلا . و هذا ما مثله احسن تمثيل عضو المكتب التنفيذي المكلف بالوظيفة العمومية و الذي ينتمي مهنيا إلى قطاع الاساتذة و نقابيا إلى قطاع التعليم الاساسي فقد اخذ موقفا معاديا لتحركات النقابة الجهوية للتعليم الثانوي باعتبارها تعطل المصلحة العامة في مستوى قرارات المكتب التنفيذي اما ميدانيا فقد روج الاشاعات و سوق الاخبارالزائفة…. بالتنسيق مع بعض العناصر النقابية الجهوية للتعليم الاساسي و نفر من القواعد الاستاذية بالتنسيق مع بعض عناصر من النقابة العامة — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux

ايقاف النقابي محمد الذيب عن العمل على خلفية نشاطه النقابي

 


تم ايقاف النقابي محمد الذيب كاتب عام النيابة النقابية لشركة الجليز الحديث بقليبية – نابل على خلفية نشاطه النقابي وبذريعة سبق التنبيه لها بعد أن تم نقله لكسارة الحصى كل هذا يحدث بعد الجلسة التفاوضية بمقر ولاية نابل التي كان فيها صاحب الشركة غاية في الشراسة وتجري حاليا اتصالات متعددة قصد اعادة النقابي لسالف عمله وثني صاحب المؤسسة المستقوي بأطراف أو بأخرى ضاربا عرض الحائط كل الأعراف والاتفاقيات الشغلية عن قراره ايقاف النقابي محمد الذيب نقابي – نابل — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux


تحية نضالية و تهنئة من نادي حشاد ـ الاتحاد المحلي للشغل بمنزل بوزيان

 


نحن أعضاء نادي حشاد الثقافي ، و على إثر بلوغ خبر دخول ثلاثة من خيرة طلبة المعهد التحضيري للدراسات الهندسية بقفصة في إضراب جوع مفتوح احتجاجا على عدم تمكينهم من اجتياز المناظرة الوطنية للمهندسين بدعاوى واهية رغم أهليتهم و تميز نتائجهم، و اثناء اجتماعنا لتدارس الوضع و التعبير عن مساندتنا لهم بلغنا بكل سعادة « انتصار مطلب الأدمغة » إثر قيام رئيس الجامعة باستدعاء المفوض غسان بوعزي عن الاتحاد العام لطلبة تونس و المفوض عن المضربين جابر عمامي و انتهاء المفاوضات لصالح أصحاب الحق بعد ضغط كبير من جميع الأطراف بعودة المضربين إلى مقاعد الدراسة . و نحن، إذ نبارك للطلبة المضربين انتصار إرادة المقاومة على إدارة الظلم فإننا ندعوهم إلى مزيد من الاجتهاد و التحصيل في دروب المعرفة. عن نادي حشاد الثقافي ـ الاتحاد المحلي للشغل بمنزل بوزيان — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  

مجهول يقتحم حرمةمدرسة اعدادية في سيدي بوزيد ويعتدي على تلميذين واضراب احتجاجي

 


اضرب اليوم اساتذة المدرسة الاعدادية بالهيشرية سيدي بوزيد من الساعة 15 الى الساعة 16 على اثر اقتحام شخص مجهول للمؤسسة واعتدائه بالعنف الشديد على تلميذتين و منعهما من الدخول الى المؤسسة علما انها ليست المرة الاولى التي تتكرر فيها مثل هذه الحوادث . هذا ويهدد الاساتذة بمواصلة احتجاجاتهم حتى التصدي لمثل هذه الظواهرعن النقابة الاساسية بسيدي بوزيد الغربية  
الياس براهمي — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux

 


تونس تعزّز إنتاجها وتربط 800 ألف منزل بشبكة الغاز

 


تونس – سميرة الصدفي منح «المصرف الأفريقي للتنمية» قرضاً بقيمة 150 مليون دولار لـ «المؤسسة التونسية للأنشطة النفطية» (قطاع عام) يُستخدم في تطوير حقل صدربعل الذي تستثمره المؤسسة بالاشتراك مع مجموعة «بريتش غاز» البريطانية. ويقع الحقل في خليج قابس (جنوب) ويشتمل على ست آبار ومصنع لإنتاج الغاز الطبيعي وغاز البترول، إضافة إلى أنبوب بحري لنقل الغاز إلى اليابسة، وآخر بري لإيصاله إلى المدن. ويتبوأ حقل صدربعل موقعاً استراتيجياً في الخطة التونسية لضمان الاكتفاء الذاتي من مصادر الطاقة، إذ يُؤمن مع حقل ميسقار 50 في المئة من الإنتاج المحلي من الغاز. ودخل الحقل مرحلة الإنتاج أواخر العام الماضي وسيسوق غازه المقدر بـ 100 مليون قدم مكعبة في اليوم في السوق الداخلية، فيما يوجه غاز البوتان والنفط والمكثفات إلى الأسواق الخارجية انطلاقاً من ميناء النفط في مدينة الصخيرة القريبة. ويُقدر التونسيون حاجتهم إلى مصادر الطاقة في السنة الحالية بـ9 ملايين طن مكافئ نفط، بينها 54 في المئة للنفط و46 في المئة للغاز الطبيعي. وتُقدم تونس حالياً دعماً لأسعار المحروقات. وأظهرت إحصاءات وزارة الطاقة أن كلفة الدعم ارتفعت من 750 مليون دينار (600 مليون دولار) في 2007 إلى 1520 مليون دينار (1216 مليون دولار) العام الماضي. ويعمل التونسيون للسيطرة على ازدياد استهلاك الطاقة بتكثيف الاعتماد على الغاز الطبيعي من جهة والحد من حجم الاستهلاك من جهة ثانية وتوسيع عمليات الاستكشاف من جهة ثالثة. ووضعت خطة التنمية الحالية هدفاً لخفض الاستهلاك 20 في المئة في أفق 2011. ويؤُمن قطاع الغاز الطبيعي حالياً نصف إيرادات تونس من المحروقات، ويُتوقع أن يُحقق البلد فائضاً من الغاز قُدر بمليوني طن مكافئ نفط عام 2012 بعد استكمال تهيئة حقل «صدربعل» ومشروع «غاز الجنوب». ويُتيح تعزيز شبكة نقل الغاز ربط 75 تجمعاً سكنياً بشبكة توزيع الغاز وزيادة البيوت المرتبطة بالشبكة من 530 ألف بيت حالياً إلى 800 ألف عام 2012. ويُنتظر أن تُعزز البنية الأساسية للطاقة في تونس بمد 1400 كيلومتر من أنابيب الغاز الطبيعي خلال السنوات الخمس المقبلة. ويزيد إنتاج الكهرباء من 3500 ميغاويت إلى 5000 ميغاويت في 2014 بعد استكمال إنشاء محطات توليد هي قيد التنفيذ، بينها محطة كبيرة في الجنوب طاقة إنتاجها 1200 ميغاويت. وتعتزم تونس تطوير الاعتماد على الطاقات المتجددة بخاصة تركيز 350 ألف متر مربع من اللواقط الشمسية في غضون السنوات الخمس المقبلة. وتسعى تونس أيضاً للتعويض عن تناقص الإنتاج في الحقول التقليدية، بخاصة حقل البرمة، بتوسيع عمليات الاستكشاف. وأظهرت إحصاءات أن وزارة الطاقة والصناعة منحت 38 ترخيصاً إلى 43 مجموعة عالمية ومحلية العام الماضي للتفتيش عن النفط. وأوضح وزير الدولة للطاقة والصناعة عبدالعزيز الرصاع، الذي أعلن الإحصاءات في ندوة عن مستقبل قطاع الطاقة عُقدت أخيراً، أن تونس تعتزم منح 42 إجازة للتفتيش عن المحروقات هذه السنة. وارتفعت استثمارات تونس في قطاع الطاقة من 500 مليون دينار (380 مليون دولار) عام 2005 إلى 2950 مليون دينار (2400 مليون دولار) مُقررة في السنة الحالية. ويُعزى هذا الارتفاع إلى الزيادة المطردة في حاجة البلد إلى مصادر الطاقة، إذ يُقدر معدّل الزيادة في الاستهلاك بـ4 في المئة سنوياً. وبعدما كانت تونس تصدر نفطها الخام الجيد وتستورد نوعيات أقل جودة تُكررها في مصفاة بنزرت (شمال) وتتمتع بفائض يعادل 2.2 مليون طن مكافئ نفط إلى حدود عام 1987، انقلب الاتجاه تدريجاً حتى بات ميزان الطاقة سلبياً اعتباراً من 2001.

(المصدر: « الحياة » (يومية – لندن) بتاريخ 13 أفريل 2010)


مسرحية « يحيى يعيش » الثابت والمتغير


نعيمة حسني بصمتهم المطبق وبدلاتهم السوداء ونظراتهم الجامدة التي حاصرت كامل جمهور القاعة تماما، كما يحاصر الأمن السياسي في بلادنا تحركات المجتمع المدني، بذلك الجوّ الباعث على الإحساس بالخوف والرهبة والاختناق، بدأ الممثلون عرض المسرحية الحدث « يحيى يعيش » عن نصّ لجليلة بكار وإخراج الفاضل الجعايبي وإنتاج فرقة « فاميليا للإنتاج ». يجلس « يحيى يعيش » على كرسيه متوسطا حاشيته في انتظار حلول ساعة الاحتفال بمرور سنوات على توليه المنصب ويدخل الجميع في إغفاءة… في الأثناء تتناقل الألسن خبر إقالة الوزير « يحيى » دون تبيان الأسباب، فتعم فوضى عارمة من أجل إعادة ترتيب البيت، عن طريق الاستعمال المكثف للكراسي وتحويلها من مكان إلى مكان إلى أن تستقر على حال معينة، بعد حركة سريعة ومستمرة للممثلين، وموسيقى صاخبة مثل فرقعات الرصاص والقنابل . مرت المسرحية من حال الصمت والبطء في الحركة الذي رافق البداية إلى مستوى مختلف تماما من السرعة وتواتر الأحداث حتى حسبت أنّي في فيلم حركة action، وهذا الانتقال يلقي الضوء على حالة الارتخاء التي يعيشها أصحاب القرار في السلطة وهي الحالة الطبيعية التي أصبحت عادة لا يقطعها غير حلول موعد احتفال بمرور كذا سنة على احتكار الكرسي، أو عزل مفاجئ من المنصب،  فالكرسي هو الأساس وهو الغاية في ذاتها. تحكم الأحداث تواترها واحتدامها بإلقاء القبض على « سي يحيى » ومنعه من السفر حتى لا يكشف السرّ عن بعض الملفات التي تبيّن مدى تورط بعض المسؤولين الكبار في أعمال مخالفة للقانون. ومن أجل محو أي إمكانية لوجود خطر كان لابد من التضحية بكبش فداء والإدّعاء بأن مرضا نفسيا أصابه وعله يقدم على الانتحار بحرق مكتبته وهو داخلها. لقد تمازجت الأزمنة داخل المسرحية وتقارب توصيف الجوّ العام الذي يسود البلاد بين ما عشناه من أحداث سياسية في أواخر الثمانينات وما نعيشه اليوم، جوّ سياسي تنعدم فيه الحرّيات ويغيب القانون وتحضر كل أشكال التجاوزات والقمع للرأي المخالف والصحافة المستقلة وممارسة سياسة التعتيم وتلجيم الأفواه في كل ما يرتبط بتسيير شؤون الدولة. يظهر « سي يحيى »  بعد اعتقاله على كرسي متحرك وجسده مغطى بالكامل بمادة حمراء وبكدمات على وجهه وهو غير قادر على الحركة وعلى تذكر ما حصل له، غير أن طبيبه الخاص، وهو في نفس الوقت مكلف من وزارة الداخلية، يقنعه بفكرة حرق المكتبة والرغبة في الانتحار. وربما يرمز الحوار الذي قام به الفريق الطبي مع « يحيى » إلى تدخل الأجهزة الأمنية في كل دواليب الدولة، ويكشف عن سياسة الترهيب والترغيب التي تمارسها هذه الأجهزة في سبيل انحياز الإدارة للطرف الذي يحافظ على مصالحهم الشخصية. لم تكن الملفات السياسية وحدها حاضرة في المسرحية بل كان الوضع المزري للطبقة الشغيلة وخاصة عمال النظافة بشركات المناولة يظهر جليا في معاناة عاملات النظافة بالمصحّة من الإرهاق نتيجة الساعات الطويلة من العمل، ومن ضعف الأجور مقابل غلاء المعيشة. ولم يكن وضع الشباب مختلفا فالبطالة تسري في صفوفه كالنار في الهشيم، وحالة اليأس والإحباط والخوف من كل شيء وخاصة من العمل السياسي الجادّ، تدفع به نحو اهتمامات لا تخدم واقعه أو مستقبله، وتزيد من غربته عن قضاياه الحقيقية. كان الكمّ الهائل من القضايا الاجتماعية المطروحة في المسرحية يكشف بوضوح عن الجانب الاقتصادي المبني على قطاعات هشة سريعة العطب والتأثر بالعوامل الخارجية، ورغم الأرقام المتفائلة التي تقدّمها السلط الرسمية، إلا أن الدخان لم يخف حقيقة لهب الأسعار وتدهور المقدرة المالية لدى فئات اجتماعية واسعة، وهو ما عبرت عنه المسرحية في كلمات « إذا اقتصادنا لاباس علاش ها الإحباط… »؟ لكن السؤال الأهم كان حول حالة عدم التواصل والارتباط لدى مسؤولي الدولة بهموم ومشاكل الشّعب، وترديدهم لخطابات جوفاء لا تلامس حقيقة الوضع، ورغم ظهور أفراد الشعب كمهمّشين ومغيّبين إلا أن الوعي لديهم بحقيقة الأوضاع جلي وظاهر في نوع الأسئلة الموجهة لـ « سي يحيى » من قبل مجموعة من الطلبة. لقد انقلب كل حاشية « سي يحيى » عليه بعد إقالته « باعوا وقبضوا » والثمن « مكان وزير » أو كرسي في وزارة، على حساب طمس الحقائق والتنصل من المسؤولية أثناء وجود أزمات، مما يعني أن النظام السياسي بقي هو نفسه  رغم تغير الأشخاص والمناصب والكراسي… نظام « يحيى يعيش ». تطرّقت المسرحية بكل جرأة لمواضيع في غاية الارتباط بواقعنا اليوم، ورغم أن ما وقع من أحداث على امتداد ساعتين لم يكن غير أضغاث أحلام عاشها « يحيى يعيش » وحاشيته أثناء إغفاءتهم، إلا أنها كانت بمثابة حلم جميل بالنسبة لعديد المشاهدين.
(المصدر: « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 541 بتاريخ 9 أفريل 2010)  


المسرحي فاضل الجعايبي يُعرّي الإقصاء وقمع الحريات في قصة صعود وهبوط السياسي «يحيى يعيش»

 


تونس – أ ف ب – انتزعت المسرحية التونسية «يحيى يعيش» التي شرع المخرج المسرحي فاضل الجعايبي في عرضها في العاصمة تونس، اعجاب الحضور والنقاد على حد سواء لنجاحها في الوقوف عند ظاهرة الإقصاء والتهميش وقمع الحريات، بجرأة قلما اتسمت بها الأعمال الفنية في البلاد. وأوضح الجعايبي الذي يعتبر شخصية مركزية في المسرح العربي المعاصر، ان عمله الجديد «ليس بريئاً كما هو الشأن بالنسبة إلى الأعمال الإبداعية الجادة». وأضاف: «هو عملية فحص دقيقة للجهاز السياسي في أعلى مستواه للوقوف عند علاقة رجل السياسة بالسلطة والمادة والآخر»، مشدداً على ان «تعرية الحقيقة أمر ضروري لأن الهوة اصبحت شاسعة بين المسؤول السياسي وما يجرى في الخفاء». ويشرح الجعايبي أن «أسئلة كثيرة اشتغلنا عليها… لا سيما الأسباب التي تقف وراء تغير السياسي حين يمسك بزمام السلطة وتنازله عن طروحاته وإبعاد قرار استبعاده خارج اللعبة بعد انتهاء فترة الصلاحية». وتروي المسرحية طيلة ساعتين، قصة مسؤول رفيع المستوى يُدعى يحيى يعيش يُقال من منصبه فجأة ويمنع من مغادرة البلاد قبل ان يوضع في الإقامة الجبرية. وفي الأثناء يندلع حريق هائل في مكتبه فيُصاب المسؤول السابق بحروق بليغة، ينقل اثرها الى المستشفى حيث يخضع لتحقيق في ملابسات الحريق الذي لا أحد يعرف ما إذا كان حادثاً مدبراً أم محاولة انتحار للتخلص من وثائق مهمة تختفي بوفاته. وفي هذه الأجواء، تنطلق معاناة يحيى يعيش المطالب بتبرير التجاوزات التي أقدم عليها على المستوى الأمني والاقتصادي والاجتماعي وعلى صعيد انتهاك الحريات الفردية التي طالت فئات من المجتمع. غير ان هذا السياسي الذي يعتبر نفسه «ضحية الجلادين» يتمسك بخياراته ويؤكد ان ما أتاه طيلة توليه هذا المنصب كان في خدمة المصلحة العامة، على رغم حالات التوتر والحيرة والضعف والخوف من الموت التي بدت عليه. وفي المسرحية تبرز شخصيات اخرى من بينها مسؤول سابق بدا في حالة يرثى لها وهو يوجه اصابع الاتهام ليحيى بالاستيلاء على منصبه، وعاملات النظافة في المستشفى اللاتي يطالبن بتحسين أوضاعهن، لكن لا احد يسمع صوتهن. إضافة الى شخصية الصحافية الفاشلة التي يوجه الجعايبي من خلالها سهام نقده للأداء الإعلامي الذي ابتعد عن دوره الحيوي. وتخللت المسرحية التي انطلقت بخروج الممثلين وعددهم 11 من بين الجمهور بنظرات خائفة وحذرة، مشاهد صامتة ترك فيها المخرج للحركة حرية التعبير. فكانت أجساد الممثلين محامل لتلميحات راوحت بين اللامبالاة والتخاذل والمحاباة والفوضوية ومشاعر الإحباط. كما اعتمد الجعايبي على التقشف في الديكور الذي اقتصر على عدد من الكراسي في اشارة الى «الرغبة في الانفراد بالسلطة». وتهافت على قاعة المونديال في العاصمة عشرات الأشخاص من مختلف الأعمار بينهم شخصيات من المدافعين عن حقوق الإنسان لحضور العرض الأول للمسرحية الجمعة الماضي، فيما انطلقت عروضها للجمهور أول من أمس في المكان ذاته. ويستمر عرض المسرحية حتى حزيران (يونيو) المقبل بمعدل ثلاثة عروض في الأسبوع. وعلق الجعايبي الذي يطمح الى «مسرح نخبوي للجميع» على الإقبال الكبير قائلاً: «هو دليل على ان اعمالنا ليست موجهة لفئة معينة وكل من يدعي ذلك يريد اقصاءنا وتهميشنا». وتعتمد المسرحية اللهجة التونسية وهي من انتاج «فاميليا للإنتاج» وكتبت نصها الممثلة جليلة بكار رفيقة درب الجعايبي التي تتقاسم اهم الأدوار في المسرحية مع ممثلين تونسيين من بينهم رمزي عزيز وفاطمة سعيدان وصباح بوزويتة. واعتبرت الصحافية شيراز بن مراد المسرحية «حدثاً ثقافياً مهماً سيُضيف على المشهد الثقافي المسرحي في تونس، الأمر الذي سيحسب لوزارة الثقافة التي رحبت بهذا العمل الإبداعي»، في اشارة للجدل الذي اثارته مسرحية الجعايبي السابقة «خمسون» حول الإرهاب والتي منعت الوزارة آنذاك عرضها شهراً ونصف الشهر. وكانت المسرحية قدمت للمرة الأولى على مسرح «أوديون» الفرنسي قبل ان يسمح لها بالعرض في تونس. وبدأت مسيرة الجعايبي المسرحية قبل اكثر من ثلاثين سنة. وأسس العام 1976 برفقة مجموعة من المسرحيين التونسيين فرقة المسرح الجديد التي طبعت الساحة التونسية بطابعها الطليعي حوالى 15 سنة. وقدمت الفرقة مسرحيات «العرس» المقتبس عن نص لبريشت و «التحقيق» و «غسالة النوادر» اضافة الى «عرب» التي تناولت الحصار الإسرائيلي لبيروت العام 1982 قبل ان تتحول الى فيلم سينمائي. غير ان تجربة المسرح الجديد انتهت فى الثمانينات. وأخذت مكانها مطلع التسعينات تجربة جديدة برفقة الممثلة جليلة بكار فكانت مسرحية «كوميديا» ثم «فاميليا» التي تناولت مشكلة الذاكرة والنسيان تلتها مسرحية «عشاق المقهى المهجور» و «البحث عن عائدة» التي قدمت بمناسبة مرور خمسين سنة على نكبة فلسطين و «جنون». وتلاقي أعمال الجعايبي عادة استحساناً كبيراً في جولاتها المحلية والعالمية. (المصدر: « الحياة » (يومية – لندن) بتاريخ 11 أفريل 2010)  

الكرة تلمنا وما تفرقناش

برجولية الأمور وصلت إلى درجات لا تطاق والمستوى مس القاع ومازال ناوي يحفر إذاً ما فيها بأس واحد يذكر والذكرى تنفع المؤمنين. (غير المؤمنين الله غالب عليهم)عمري قبل ما حسيت بعنف متأصل في القلوب وبحقد كبير لدرجة أنو ما فماش في تونس ليوم أسهل من مشكلة كان توصل تعطي رأيك في الكورة. مثلاً تنجم تطيح تربرب في الطريق العام وإلا تسب في أمهات التونسيين كافةً، كون متهني حتى فرخ ما يجي يناقشك والكلها تأمن على كلامك.أما يا بوك تجبد على أسامة الدراجي وتقول راهو كاريوكا وإلا تغلط وتقول الترجي عدلت مع الهمهاما بالغورة وإلا حتى تقول رئيس الترجي حلايبي، تقوم الدنيا وتقعد.كيفاش تجرؤ سيادتك ؟ شكون جد أصلك باش تحكي على الترجي؟ تو نفعلك ! وتو نعطيك!يا ناس، جماعة متعاشرين توا مدة سنين الله تفرقهم كلمة يا ترجي يا رشوة ويا الإفريقي كم أنت صغير.راهي لعبة ! راهي رياضة! راهي تلم في الشعوب وتقربهم لبعضهم ومش مجعولة للتفرقة.وين ماشين بالجهويات ؟ رانا تحب وإلا تكرهوا ولاد أم واحدة.إلي هذا يجي يقلك نكره السواحلية والآخر كان نلقى مكشخ لاما نخشمو، فيقوا على دين والديكم.يكسروا في الستادات وعاملينها فخرة.بلى لعنة الله على الجبورة.الحمدلله واحد خلقو عندو مخ وعندو مستوى ثقافي يخليه يفرق بين الدوني والباهي. أما غايضتني ها البلاد شادة ثنية موش هي. يا أهل الحل والربط لازم قرارات حازمة للتصدي لتفشي ظاهرة العنف في الملاعب والكراهية بين ولاد الأم الواحدة.كان هذا كلو من الكرة مالا بربي حلوها علينا وخلينا ندورها بلايستايشن لعل قومي يهتدون. أقول كلامي هذا وأستغفر لي ولكم ولكل جبري عنيد.
(المصدر: مدونة « بوقرنين » التونسية بتاريخ 12 أفريل 2010) الرابط: http://h-lifois.blogspot.com/2010/04/blog-post.html  

ليبيا تعطي الأولوية للأردن قبل تونس في علاج مرضاها


محمد الحمروني أعلنت السلطات الليبية عن إجراءات جديدة تمنح المستشفيات الأردنية الأولوية عند توجيه المرضى الليبيين للتداوي بالخارج. وقال وزير الصحة الليبي الدكتور محمد حجازي ستقع « زيادة نسبة المرضى الليبيين لتلقي العلاج في الأردن لتصبح 20- 25 بالمائة مقارنة مع نسبة 10 بالمائة في الوضع الحالي ». وأكد الوزير الليبي رغبة بلاده في التعاون مع القطاع الطبي الأردني وتفضيله إرسال مرضاه للعلاج في الأردن، بيد انه شدد على أهمية وجود جهة رقابية تتولى عملية الإشراف على الإجراءات الطبية والأجور التي تساوي المريض الليبي بالأردني الذي يعالج في المستشفيات الخاصة والجامعية. وقال وزير الصحة الأردني  الدكتور نايف الفايز من جانبه « إن الأردن يضع إمكاناته الصحية في خدمة الأشقاء الليبيين في مجالات التدريب والحصول على الاختصاصات الطبية ». وأضاف « أن الوزارة وجميع الأطراف المعنية جاهزة ومستعدة لاستقبال أي شكوى من المرضى القادمين للاستشفاء في الأردن وأنها ستحقق فيها وتتخذ الإجراءات القانونية في حق المخالفين ». ويتحول نحو 450 مواطنا ليبيا أسبوعيا للعلاج في الأردن ويوفر هؤلاء دخلا يقدر بأكثر خمسة ملايين دولار أسبوعيا أو ربع مليار دولار في السنة، وفق تقديرات بعض المصادر الصحفية الليبية.  وينتظر أن تتضاعف هذه الأرقام نحو 4 أو 5 مرات ما يعني ارتفاع مداخيل الأردن إلى ما يقارب المليار دولار سنويا أو يزيد من الزوار الليبيين، وهي مداخيل سيتم تحقيقها على حساب جزء من عائداتنا من السياحة الصحية والاستشفائية للأشقاء الليبيين. علما انه منذ سنة 1999 ارتفع عدد الزوار من الأشقاء الليبيين لبلادنا حتى بلغ نحو مليوني سائح تقريبا، يمثل الذين يقصدون بلادنا لأغراض علاجية نسبة كبيرة منهم.  وينفق السائح الليبي الذي يقصد بلادنا للاستجمام ما معدله 300 دولار في الأسبوع، وهو معدل إنفاق يتجاوز بكثير معدلات الإنفاق للسياح الأوربيين، فيما يبلغ معدل إنفاق الليبيين على سفرات العلاج في بلادنا نحو 10000 دولار في المتوسط، تتضمن تكلفة التنقل للمريض ومرافقيه إضافة إلى تكاليف التشخيص والتحليلات والتدخلات العلاجية المختلفة، الجراحية منها أو تلك التي تقوم على الأدوية، إضافة إلى تكاليف الإقامة في المصحات الخاصة وغيرها. وفي اتصال بـ »الموقف » شدد بعض الأطباء العاملين في المصحات الخاصة على محدودية تأثير هذه الإجراءات على بلادنا، لأنها تظل الوجهة الأفضل من حيث التكلفة وجودة الخدمات المسداة إلى الأشقاء الليبيين، وهؤلاء يعتقدون أن القرار الليبي سيقلص من عدد الليبيين المتوجهين إلى أوروبا أولا والى مصر بدرجة اقل، فيما يظل تأثيره على بلادنا محدودا جدا. لكن آخرين عبروا عن خشيتهم من أن يؤثر القرار الليبي على عدد الزوار الذين يفدون إلى بلادنا لأغراض علاجية أو استشفائية، خاصة وان تونس تعتبر الوجهة الأبرز لهؤلاء وتأتي بعدها مصر ودول الاتحاد الأوروبي وأخيرا الأردن. ولكن لماذا هذا القرار الليبي؟ لم تقدم الجهات الليبية أسبابا لهذا القرار ولكن بعض المتابعين ربطوا بينه وبين اللقاءات رفيعة المستوى التي جمعت مؤخرا مسؤولين ليبيين بنظرائهم الأردنيين بما في ذلك اللقاء الذي جمع الملك عبد الله بالزعيم معمر القذافي. وأشاروا إلى ما تمخض عن تلك اللقاءات من اتفاقات من بينها الاتفاق على تطوير علاقات البلدين في المجال الصحي. لكن هذه الإجابة، على ما تبدو عليه من وجاهة، لا تمنع من البحث عن أسباب مسكوت عنها قد تكون دفعت الأشقاء الليبيين إلى البحث عن وجهات علاجية أخرى. ولعل في ما قاله وزير الصحة الليبي عن ضرورة « وجود جهة رقابية تتولى عملية الإشراف على الإجراءات الطبية والأجور التي تساوي المريض الليبي بالأردني الذي يعالج في المستشفيات الخاصة والجامعية » إشارة إلى ما ساور الأشقاء في ليبيا من قلق إزاء ما اعتبر استغلالا لهم من قبل بعض المصحات الخاصة أو مخابر التحاليل أو التصوير بالأشعة في بلادنا. وهي نفس الهواجس التي عبر عنها عدد المواطنين الليبيين عبر المقالات الصحفية ومن خلال المواقع الالكترونية. …  مواطن ليبي نشر في جوان الماضي بموقع « جيل ليبيا. كوم » الالكتروني مقالا تحت عنوان « لا للعلاج في تونس » دعا فيه كما هو واضح من العنوان المواطنين الليبيين إلى عدم المجيء إلى بلادنا للعلاج. واستعرض صاحب المقال الأسباب التي دعته إلى إطلاق مثل هذه الدعوة، ومن بينها غياب حسن المعاملة للأشقاء الليبيين واستغلالهم على جميع الصعد بدءا  من إيجار الشقق المفروشة وأجرة سيارات التاكسي علاوة على ارتفاع أسعار العلاج بما في ذلك أسعار الكشوفات وغيرها من التدخلات العلاجية. وبغض النظر عن صحة مثل هذه الادعاءات من عدمها فان الثابت، وهذا ما وقع التأكيد عليه في عدد من المقالات الصادر في تونس، هو أن الجهات المعنية لم تول هذه الفئة من السيّاح الأهمية التي تستحقها. فرغم أن بلادنا أصبحت تحتل المراتب الأولى من بين الوجهات السياحية الإستشفائية والصحية عالميا، ورغم أن اغلب الوافدين على بلادنا هم من جنسيات مغاربية، إلا أن عقليتنا في التعاطي مع هؤلاء لم تتطور لتستوعبهم كسياح، وبقينا ننظر إليهم كزوار عاديين من بلاد شقيقة. إضافة إلى أن البنية الأساسية السياحة التي تعود في معظمها إلى سبعينات القرن الماضي لم تتطور لتتكيف مع هذا النمط الجديد من السياحة، وهي بنية تتماشى مع حاجات السائح الأوروبي أساسا، وتركز في معظمها على السياحة الساحلية. وعلى الجهات المسؤولة في بلادنا المسارعة إلى استيعاب وفهم الإشارة الليبية، التي تعبر عن عدم الرضا عما يقدم للزوار الليبيين من خدمات، من حيث الجودة والتكلفة، وعليها أيضا المسارعة باتخاذ التدابير والإجراءات الضرورية حتى لا نجد أنفسنا بعد فترة من الزمن وقد خسرنا السوق الليبية بكاملها.  
(المصدر: « الموقف » (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 541 بتاريخ 9 أفريل 2010)


اغرس شجرة – « المصبّ » البلدي لجمع النفايات بجوار مقبرة سيدي عمر بالكرم الغربي-

 


هند الهاروني-تونس بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين تونس في 13 أفريل 2010-29 ربيع الثاني 1431 لماذا لا يقع غرس أشجار بجانب مقبرة سيدي عمر في الكرم الغربي ، أين ترقد والدتي السيدة بلحسين التركي الهاروني رحمها الله و أسكنها فراديس جنانه، في المنطقة الملاصقة لسور المقبرة و ذلك مكان المساحة المخصصة » لجمع النفايات » ؛ فنحن نقرأ كلام الله على الأرواح الطاهرة و نترحم عليها و التي من حقها علينا أن نصون حرمتها و نظافة المحيط الذي ترقد فيه وفاء لها و إرضاء لله و لرسوله سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم قبل كل شئ و كذلك ليتمتع الجميع ببيئة سليمة فمن واجب الجميع أن يحرص على توفير مقومات نظافة المكان. إن المقابر أماكن طاهرة و عند زيارتنا لموتانا رحمهم الله و تلاوتنا لسورة الفاتحة بعد أعوذ بالله من الشيطان الرجيم نذكر الله كما علمنا أن نذكره فنقول : « بسم الله الرحمان الرحيم » إلى نهاية سورة الفاتحة. سبحانه رحمنا بنعمه التي لا تحصى و لا تعد و أولها نعمة الإسلام و الحياة فما علينا إلا أن نتراحم فيما بيننا و نسعى لتحقيق ما هو مطلوب منا. و كما أن الحرص على صحة الأحياء ضرورة فإن نظافة البيئة راحة للجميع أحياء و أمواتا و في هذا العمل و اجب و حق و أجر كبير و في ذلك فليتنافس المتنافسون. اللّهم اغفر لنا و لوالدينا و لجميع المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات – اللهم آمين يا رب العالمين.


الرسالة 751 على موقع الأنترنات التاريخ الوطني المجيد
بقلم: محمد العروسي الهاني مناضل و كاتب في الشأن الوطني و العربي و الإسلامي الحلقة 8 : 

الذاكرة الوطنية تروي التاريخ يوما بيوم و مرحلة بمرحلة


أن يوم 2 مارس 1934 هو اليوم الفاصل المشهود الذي غير مجرى التاريخ وهو المنعرج التاريخي الهام.. واليوم الخالد الذي كان سبب في جميع شمل الشعب ووحد كلمة الأمة التونسية وجمع شملها ووحد صفوفها وحقق أهدافها ونظم الحياة السياسية في بلادنا ووحدت القلوب ورص الصفوف في وحدة صماء قوية جابهة الطغيان والظلم والجبروت والقمع والاحتلال..    ولم تخشى السجون والتعذيب والإبعاد ووهبوا أرواحهم إلى الوطن بفضل قيادة حكيمة متبصرة.. لها رصيد كبير من الجرأة والشجاعة والصبر والتجلد والقيم.. ووهبها الله العزيمة والعقيدة والإيمان والحكمة والقدرة على مجابهة العدو اللدود.. ورابطوا وصبروا حتى جاء النصر المبين.. وكان في طليعة هذه النخبة الكريمة التي غيرت مجرى التاريخ المعاصر المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة.   فكان يوم 2 مارس 1934 هو المنطلق والشرارة الأولى والمنعرج الحاسم لبداية الكفاح التحريري وكتب الله النصر على أيدي الرجال الذين صنعوا تاريخ 2 مارس 1934 في مدينة قصر هلال الخالد..ة وإن منع شربة الماء عند الإفطار كان ثمنها الأكبر ورصيدها الأعظم الحصول على الاستقلال التام يوم 20 مارس 1956 .. ويوم عيد الاستقلال كان المنطلق لبناء الدولة العصرية حجرة بحجرة بثبات ودون خسائر كبرى وبأقل التكاليف والتضحيات وهذه نتائج ومكاسب الإستقلال المجيد انطلاقا من 2 مارس 1934.   يتبع… من اقوال الرئيس: (الخدمة المدنية وتهدف الى احياء الارض واقامة السدود واحياء القرى وتحويلها من مكانها الاصلي الفاسد الى مكان صالح) (مشاريع الشعب و قد تقرر في مؤتمر النصر ان تقوم كل شعبة دستورية بمشروع من المشاريع يحدوها في ذلك الحماس والغيرة ليكون المستقب افضل.)   21 ماي 1959 :   اكد فخامة الرئيس في خطاب امام عروش جلاص عزم الحكومة على القضاء على التخلف الجهوي و استعدادها لبذل كل مساعدة في سبيل النهوض الاقتصادي و الاحتياط لسنوات الجدب.   25 ماي 1959 :   تراس فخامة الرئيس اجتماع الديوان السياسي لدرس مشروع الدستور بعد ان شرع في درسه يوم 19 ماي و قد جرى درس فصول الدستور باكملها اثناء الاجتماعيين على ضوء التوصيات التي سجلت في هذا الشان اثناء مؤتمر النصر بسوسة حتى يكون دستور البلاد مطابقا لرغبات الشعب قاطبة و متماشيا مع مبادئه الدائمة.   28 ماي 1959 :   انهى المجلس التاسيسي القراءة الاخيرة للدستور و صادق عليه بالاجماع. و تواصلت خلال هذا الشهر اجتماعات مندوبيات الديوان السياسي بالشعب في مختلف انحاء الجمهورية لشرح توصيات مؤتمر النصر و لدعوة المواطنين الى المساهمة الفعلية في بعث المشاريع الاقتصادية للنهوض بالاقتصاد القومي و حثهم على الاقبال على الانتخابات التشريعية و الرئاسية.   توقيع الدستور – جوان   غرة جوان 1959 :   وقع فخامة الرئيس امام نواب مجلس الامة على الدستور و القى بهذه المناسبة خطابا اكد فيه ان (الدستور ضمان لحقوق الافراد و سلامة الدولة و قوتها – هدفنا منه السهر على مصالح الامة و رقيها و فعاليته موقوفة على مستوى الافراد الاخلاقي فضلا عن كفائتهم)   (راعينا في الدستور ظروفنا و ملابساتنا ووفرنا له ما استطعنا من اسباب الدوام وهو قابل للتطور بتطور الزمان)   7 جوان 1959:   نظمت اللجنة العليا للتوجيه و النشر التابعة للديوان السياسي سلسلة من المحاضرات في جميع هيئات الشعب الدستورية بمراكز مندوبيات الحزب و كان موضوع هذه المحاضرات ( الدستور التونسي)   و في نفس اليوم افتتح فخامة الرئيس ندوة رؤساء البلديات بالعاصمة و خطب فيها مؤكدا ان الحكومة تريد اقرار حياة بلدية ترتكز عليها نهضة الجمهورية.   11 جوان 1959  :   دشن فخامة الرئيس مزارع الحبيبية ووزع رسوم ملكية 44 ضيعة و كان ذلك في زيارته التفقدية الى منطقة احياء اراضي وادي مجردة.   18 جوان 1959 :   اعلن فخامة الرئيس في خطاب بجمال ان عرض 17 فيفري البماضي الخاص بقاعدة بنزرت اصبح لاغيا و اكد انه ابتداء من اليوم صارت القوات الفرنسية مرابطة ببنزرت بدون رضى الحكومة و قال: ( نحن متوكلون على الشعب و عازمون على استعمال ما لنا من وسائل لبلوغ التحرير الكامل)   20 جويلية 1959 :   دعا فخامة الرئيس الشعب لليقظة و الوقوف خلف الحكومة اذا ما دعا الداعي للدفاع عن حوزة الوطن. وكان ذلك اثر سلسلة من الاعتداات الفرنسية شهدتها حدودنا في 6و23و27 من نفس الشهر.   وفي نفس اليوم اشرف السيد محمود المسعدي كاتب الدولة للتربية القومية على تدشين حضيرة اعادة بناء مدرسة ساقية سيدي يوسف التي توافد الشباب من مختلف انحاء العالم للاشتراك في بنائها مع شبابنا.   الحزب و الحكومة   8 جويلية 1959 :   نشرت جريدة البناء البنانية تصريحا ادلى به فخامة الرئيس ال مندوبها جاء فيه ردا على سؤال:   ( ليس للحزب الحر الدستوري التونسي بصفته حزبا دخل في اعمال الحكومة وسيرها.. و انما له عليها من النفوذ ما لكافة الاحزاب الديمقراطية في البلاد الحرة من نفوذ على الحكومات التي تشارك فيها هذه الاحزاب باعضائها.. و بالاضافة الى ذلك فان رسالة الحزب في الوقت الحاضر مهيئة لرسالة الحكومة من ناحية و متممة لها من ناحية اخرى.. فحزبنا يعرض على الدولة بواسطة اعضائه في الحكومة المشاريع التي يراها صالحة و التي يدرسها الدستوريون سلفا في تشكيلاتهم الحزبي..ة و يحرض الحكومة بهذه الطريقة على اعتبار هذه المشاريع و ادماجها ضمن برامجها على ضوء المقتضيات السياسية و الامكانيات الزمنية.   الا ان الحزب يعتبر نفسه كذلك مسؤولا عن التجربة التي تجريها حكومتنا منذ الاستقلال موقنا انه المسؤول عن ضمان هذا الاستقلال و تدعيمه وانه كذلك سيكون المسؤول الاول عن خيبة هذه التجربة اذا كتب لها ذلك لا قدر الله.   لذلك فالحزب يهيء للحكومة اسباب النجاح بانهاء هذه المشاريع الى الشعب و حثه على مؤازرتها و تاييدها. ومن هنا يتضح ان للحزب تاثيرا لا ينكر على الحكومة و لكنه ليس تدخلا في شؤوننها الخاصة و ان الهدف الذي يرمي اليه الحزب هو تثقيف الشعب في مختلف درجاته وتقوية الوعي القومي فيه. واعتقد ان الحزب قد نجح نجاحا بينا في ذلك.)   شهر اوت 1959   1 اوت 1959 :   افتتح فخامة الرئيس بالعاصمة الندوة الافريقية الثانية للطلبة و اقى في المؤتمرين خطابا جاء فيه بالخصوص.    (ليست العبرة في التحرر من الاستعمار بل في القدرة على تحمل المسؤوليت حتى لا تكون افريقيا المستقلة مسرحا للتناحر و الفوض و الانظمة الدكتاتورية)   13 اوت 1959 :   اشرف المجاهد الاكبر على الجلسة الختامية للندوة الخامسة للطلبة الدستوريين والقى فيهم كلمة جاء فيها:   (..ان سلامة الدولة شرط اساسي لرفع مستوى الامة .. و ان الاستقلال لم يكن غايتنا بل هو وسيلة لاسترجاع كرامة الشعب…)   14 اوت 1959 :   وجهت لجنة النهوض الاجتماعي التابعة للجنة التنسيق الحزبي لتونس و الاحواز الى مكثر اول فوج من الاطفال البائسين حيث اقامت هناك مصيفا يتسع لثلاثمائة طفل و كان ذلك تنفيذا لامر فخامة الرئيس بان ترعى الدولة و الحزب هذه الطفولة البائسة و تخصص لهم مصائف تجد فيها لهوها البريء على غرار من توفرت لهم سعادة الحياة.   18 اوت 1959:   تراس فخامة الرئيس اجتماعا عقده الديوان السياسي نظر خلاله في المشاكل المالية و الاعتداات المتكررة على حدود الجمهورية.   20 اوت 1959 اعلن فخامة الرئيس عن الغاء الاتحاد القمرقي مع فرنسا و تحرير معاملاتها مع منطقة الدولار.    شهر سبتمبر1959   4 سبتمبر 1959:    زار فخامة الرئيس حضيرة الخضراء واطلع على العمل البناء الذي يقوم به الشبان الدستوريون منذ عام تحقيقا لاهداف الحزب و الدولة.   14 سبتمبر 1959 :   اشرف فخامة الرئيس على احتفالات المولد النبوي الشريف بالقيروان و القى بهذه المناسبة من اعلى منبر جامع عقبة ابن نافع خطابا نادى فيه بالعودة الى المبادىء الاسلامية الصحيحة و بتحرير الفكر و فتح باب الاجتهاد حتى يزدهر الاسلام من جديد وينهض المسلمون فتعود اليهم القوة و المناعة التي كانت لاسلافهم في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه.   الانتخابات التشريعية – اكتوبر    3 اكتوبر 1959 :   اجتمع الديوان السياسي برئاسة فخامة الرئيس.وبعد النظر في الحالة الساسية العامة تناول بالبحث مسالة انتخاب رئيس الجمهورية و نواب مجلس الامة و قد طلب الديوان السياسي من المجاهد الاكبر ان يقدم ترشحه الى رئاسة الجمهورية فقد حظي الطلب بالقبول و بذلك اكد المجاهد الاكبر استعداده لمواصلة جهاده في خدمة الشعب الذي ضحى من اجله عقود.   10 اكتوبر 1959 :   دشن فخامة الرئيس البنك القومي الزراعي (البنك القومي التونسي حاليا)   12 اكتوبر 1959 :   شرع اعضاء الديوان السياسي في عقد الاجتماعات باطارات الحزب في مختلف انحاء الجمهورية تمهيدا للحملة الانتخابية الرئاسية  و التشريعية.   15 اكتوبر 1959 :   تحدث فخامة الرئيس عن مجهود الحكومة في رفع المستوى الثقافي بين افراد الشعب و اكد ان الثورة التي شملت الميادين الاخرى يجب ان تشمل الميدان الثقافي ايضا حتى يساير مقتضيات العصر.   16 اكتوبر 1959 :   اشرف فخامة الرئيس على اجنماع عقده الديوان السياسي تناول اثناءه بالدرس برنامج الحزب الانخابي كما ضبط قائمة المترشحين للانخابات التشريعية.   20 اكتوبر 1959  :   افتتح فخامة الرئيس  الحملة الانتخابية لرئاسة الجمهورية و مجلس الامة بخطاب القاه امام عروش ماجر و الفراشيش و جاء في الخطاب:   ( نعاهدكم على تحقيق ازدهار البلاد ولرفاهية الشعب مثلما عاهدناكم في الماضي على تخليصكم من الاستعمار و المطلوب من المواطنين تاييد الثقة التي منحوها للحزب منذ 25 سنة عندما كان يقود الكفاح التحريري)   28 اكتوبر 1959 :   القى فخامة الرئيس في نطاق الحملة الانتخابية خطابا في احرار الهمامة جاء فيه:   ( عندما اليت على نفسي منذ ربع قرن ان اخلص الشعب من ريقة الاستعمار فكرت في ايجاد طريقة لضمان النجاح…)( ان اتجاهنا في السياسة الخارجية غايته حفظ تونس من اطماع الطامعين)   30 اكتوبر 1959 :   اصدرت الجبهة القومية بيانا الى الشعب تستعرض فيه ما قام به الحزب طوال ربع قرن من كفاح لتحرير الشعب من ريقة العبودية و الاستعمار و ما سيقوم به في المستقبل للنهوض بالشعب في الميادين الاقتصادية و الاجتماعية.   وقد تعرض البيان ايضا الى الدور الذي لعبته تونس في توثيق عرى التضامن بين شعوب المغرب العربي و تاييد كفاح الشعب الجزائري و  الشعوب المولى عليها و لتوطيد وسائل التعاون الدولي الحر. و دعا البيان الى تزكية ترشح المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة و قائمات الوحدة التي رشحها الحزب.   و في نفس اليوم خطب فخامة الرئيس في الجموع الشعبية بقفصة قائلا:   ( ان الحزب لا يعدكم بشيء جديد بل هو يؤكد لكم عزمه على مواصلة الكفاح و الاستمرار في الطريق و انني اشعر بان موقفي اليوم اسهل بكثير من ذلك الذي وقفته منذ 22 سنة عندما ناديت الشعب الى مقاومة الاستعمار . اذ لم يكن لدينا غير الايمان و غير الاخلاص سلاحا اما اليوم فقد اصبح لنا رصيد عظيم و انكم لتشاهدون في كل مكان التغيير الذي حصل في جميع مجالات حياتنا)    شهرنوفمبر1959    5 نوفمبر 1959 :   عاد فخامة الرئيس الى العاصمة بعد ان قضى عشرة ايام بولايتي القصرين و قفصة في جولة تفقدية و دعائية في نطاق الحملة الانتخابية.   6 نوفمبر 1959 :   عقد فخامة الرئيس بقصر المعرضاجتماعا حضرته الاف الناخبين قال فيه( كنا دائما نؤمن بانه لا حياة الا حياة الكفاح و لا سعادة الا سعادة الكفاح و مواصلته الى النصر النهائي و الى الرمق الاخير)     الى اللقاء في الحلقة القادمة   عاشت تونس المجد و الخلود و الأنفة قال الله تعالى : (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم) صدق الله العظيم     قال الله تعالى: و لله العزة ولرسوله و للمؤمنين صدق الله العظيم    محمد العروسي الهاني مناضل كاتب في الشأن الوطني والعربي و الإسلامي 22.022.354                       


حـلــم الأمــيـر

العجمي الوريمي 2010-04-13 أجرى المفكّر الجزائري مالك بن نبيّ مقارنة بين رمزين للثّقافة الغربيّة والثقافة الشرقيّة هما روبنسون كروزو وحيّ بن يقظان، اللذين يعبّر كلّ واحد منهما عن طريقة مختلفة عن الآخر في التّعامل مع عالم الأفكار والأشياء، ففي حين يتّجه اهتمام روبنسون كروزو إلى محيطه المادّي لتغييره واستعمال أدواته في تحسين شروط حياته الماديّة غير عابئ بعالم الغيب وبالرّوحانيّات يكفيه لتحقيق السّعادة أن يكون سيّداً على الطبيعة ومالكاً لها.. فإنّ حيّ بن يقظان يجعل قضيّته المركزيّة البحث عن إجابة عن سؤال الوجود والمصير. فتأمّل أصل الخليقة وغاية الخلق وصفات الخالق والعلاقة بين الله والكون والإنسان وغيرها من الغيبيّات والقضايا الماورائيّة تحظى بالأولويّة عنده على قضايا المعاش. رُؤيتان للعالم تصعب المصالحة والتّوفيق بينهما، وكلّ منهما تنشأ عنها حضارة مختلفة عن الأخرى. ولكن هل حقّا حياة الإنسان يطبعها بشكل حاسم العامل المادّي أو العامل المعنوي، وإيلاء الأولويّة لعالم الأشياء أو لعالم الأفكار؟ هل فعلا لا يوجد أيّ تمفصل أو تضافر أو تداخل بينهما؟ لمحاولة الإجابة عن هذه الأسئلة سنُدخل في الاعتبار عاملا إضافيا إلى رؤية العالم يمكن أن نسمّيه الموقف من الحياة في كلا الرّؤيتين، والموقف إن لم يكن مواقف متعدّدة فعلى الأقلّ موقفان. يقول الشّاعر التونسي أبو القاسم الشّابي في قصيدته الشّهيرة إرادة الحياة: ومن لا يحبّ صعود الجبال.. يعش أبد الدّهر بين الحفر ومن لم يعانقه شوق الحـياة.. تبخّر في جوّها واندثر هذان الموقفان يتجلّى في أحدهما تحمّل الإنسان لمسؤوليّته كاملة في هذا الوجود بهمّة عالية بكلّ مقتضيات ذلك من التّضحية والمجازفة كما قال المتنبّي: وإذا كانت النفوس كباراً.. تعبت في مرادها الأجسام. ويتجلّى في الآخر الخلود إلى الأرض وإيثار السّلامة والبحث عن راحة الجسد ولو بثمن موت الضّمير والتخلّي عن مساعدة ذي الحاجة ونجدته. ويرى بعض الكتّاب مثل محمود المسعدي أنّ موقف عدم الرّضا بما هو كائن والطّموح إلى الأفضل وتحمّل تبعات ذلك سمة للرّجل في حين تميل المرأة بطبعها إلى موقف ظاهره أكثر حكمة وحقيقته الاستنكاف عن أيّة مخاطرة. ولا شكّ أنّ الحياة تحفل بمثل هذين الموقفين وإن كنّا نرفض وضع المرأة في خانة المحافظة والقعود والرّجل في مرتبة الرّفعة والجسارة، فالتّاريخ قد علّمنا أنّ الإنسان قد يتّخذ في لحظة ما موقفا يقلب حياته رأسا على عقب وأنّ حالة التّردّد والتّأرجح بين الحيوانيّة والألوهيّة أو بالأحرى النّقص والكمال خاصيّة إنسانيّة عابرة للأزمان والأماكن، وقد قال الرّسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم: « خياركم في الجاهليّة خياركم في الإسلام ». شيءٌ ما جعل التّاريخ الحديث تاريخا للشعوب، هو ذاك الذي حدّثها بالثّورة والخروج على من احتكر السلطة والثروة والسلاح، من بسبب امتلاكه للقوّة لم يعبأ بوجودها وآلامها. بإنجاز الثّورة نصّبت الشعوب نفسها مشرّعة ورفعت شعارا مفزعا ينمّ عن حجم الغضب والحقد وجسامة ما نالها من ظلم وقهر وفساد: « شنق آخر ملك بأمعاء آخر قسّيس ». لا فرق عندها بين القسّ والقيصر، ولأجل ذلك جمعت في قبضة واحدة سلطة مطلقة فيها نصيب الله ونصيب الملك. تحوّلت الثورة الفرنسيّة إلى نموذج لكلّ ثورة ممكنة، وفي كلّ أمّة غابت فيها لغة الحوار بين الشعب وحاكميه ثورة كامنة. آخر الثّورات –ثورة قيرغيزيا– عمرها أسبوع واحد وسيبقى أثرها بلا ريب أجيالا كاملة. ولكن هل حقّا المجد للشعوب حصراً وليس للملوك؟ فلماذا تُعلّق الآمال العظام على القادة والحكّام إذن؟ ولماذا تكون كبرى الخيبات في حاكم يخذل مواطنيه أو رعاياه؟ إنّ آمال الشعوب يعبّر عنها الأمير، أي تبلورها القيادة وترسم الخطط لتحقيقها. فالقيادة فنّ وهي اليوم تُدرّس في أرقى الجامعات الغربيّة: فنّ تسيير المجموعة، فنّ إدارة الأزمات، فنّ إيجاد الحلول، فنّ الخروج من الأوضاع الصعبة وفنّ تجديد الشرعيّة.. وفي مطلع عصر النّهضة كتب ماكيافلّي كتابه « الأمير » الذي ضمّنه فنّ الحفاظ على السلطة وفنّ التعامل مع الخصوم. وفنّ الممكن هو السّياسة إذا كانت توسيعا لمساحة الممكن ونحتا له من صخر المستحيل، تشهد على ذلك الدّول العريقة والفتيّة والإصلاحات العميقة والمتتالية، تشهد على ذلك الأهرامات وسور الصّين والجسور والسدود والصّعود إلى القمر والتغلّب على الأمراض وإقامة العدل بين النّاس ونشر التعليم والفضيلة.. إنّ معالم الأهرامات تشهد على طموح القائد حين يبلغ حدّ الجنون وعلى عبقريّة المهندس وتحمل آثار دماء العبيد والمستضعفين. للفرد دور حاسم في التاريخ الذي يصنعه الملوك وقادة الرّأي والفنّيّون والرّعايا، وما قبل الثورة التاريخ، تاريخ الحكّام، ولم تقم ثورة من دون زعامة روحيّة أو سياسيّة مهما كانت درجة عفويّتها وتلقائيّتها والسّبب المباشر لإيقاد شرارتها الأولى وقد تكون ثورة القصر الهادئة أكثر الثورات أثرا وعمقا وأقلّها ألما وفتكا.. هكذا كان عهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز. إنّ الثّقافة السياسيّة المعاصرة يقع في المركز منها مفهوم المواطنة، فالمشاركة موزّعة بأكثر درجة من العدل وأقلّ مستوى ممكن من الظّلم، أي أنّ مصلحة الجماعة هي المعتبرة في سياسة الأمير وفي إبداع المهندسين وفي إنجاز العاملين، كما أنّ الفجوة بين العاملين بالفكر والعاملين بالسّاعد ما تنفكّ في تقلّص بواسطة المعلومة والتّقنية والآلة الذّكية التي تغيّرت معها كيفيّا وضعيّة الاغتراب بما فُتح من مساحات الترفيه وما يُسّر لتوسيع المدارك، فالعالم الافتراضي ومحيط الذكاء الاصطناعي قلّصا المسافات ووفّرا شروط تطوّر العلاقة الأفقيّة على حساب النّظام الهرمي المنهار، فالمجتمع الافتراضي مجتمع بلا دولة وحريّة تكيّف ضروراتها، غير أنّ الفجوة الماديّة والرّقميّة بين الشعوب لا تزال كالهاوية السحيقة التي تهدد ثقافات وقارّات بكاملها بالابتلاع والضياع. إن حلم الأمير هو انتظاراته كقائد، وتتطوّر الانتظارات نزولا وصعودا لتوجزها الكلمة الشّهيرة للجنرال ديغول الموجّهة إلى المحتجّين على سياسته: « لقد فهمتكم » (je vous ai compris). ولكن لكي يعترف شعبٌ ما بحاكمه ومرشده قائدا رمزا من دون منازع ينبغي أن تتّسم العلاقة بالصّدق والشّفافيّة والانفتاح على المستقبل وأن يكون الأمير متكاملا جامعا بين الطّموح والصّلاح والعدل والعفو. إنّ البناء السياسي ليكون تامّا ينبغي أن تتكامل عناصره، وخيبة شعوبنا في حكّامهم ذهبت بالكثير من طموحاتها ولم تعد تنتظر منهم إلا مزيدا من التّراجع. ولا يصلح حال الأمّة مع أزمة الثّقة فيمن يقودها، وحاجتها تزداد إلى حامل المشروع الذي يستجيب لانتظاراتها وهي لن تبخل أو تتردّد في التّفاعل مع حلمه وإلا فستنصرف عن السياسة أو تقتحم ساحتها لا من بوّابة الأمير الصّالح بل من بوّابة الثّورة إذا ما افتُقد أو استبدّ.    (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 13 أفريل 2010)


الجزائريون يتحررون من الخوف من المتشددين في أحد معاقلهم


ايت كوفي (الجزائر) (رويترز) – عاش سكان هذه القرية الجزائرية الجبلية الصغيرة في منطقة القبائل على مدى عقود في خوف من الاسلاميين المتشددين الذين اتخذوها معقلا. لكن هذا الوضع انتهى الان. فعندما خطف المتشددون رجل أعمال من قرية ايت كوفي الشهر الماضي وطلبوا فدية بقيمة ثلاثة مليارات دينار (4.2 مليون دولار) خرج مئات من السكان الى الجبال بمكبرات الصوت لحث خاطفيه على اطلاق سراحه. ومازال رجل الاعمال محتجزا لكن بالنسبة لسكان القرية أصبح الامر يتعلق بما هو أكبر من ذلك. وقال ماجد (24 عاما) أحد سكان القرية « لم نكن مسلحين كنا فقط نريد توجيه رسالة قوية للمتمردين… فالوقوف مكتوفي الايدي يشجع الارهابيين ويوما ما سيخطفون نساءنا. » وتشهد الجزائر منذ نحو 20 عاما صراعا بين الاسلاميين المتشددين وقوات الحكومة سقط فيه نحو 200 ألف قتيل وقت ذروته في تسعينات القرن الماضي. وتراجع العنف في السنوات القليلة الماضية وتقلص التأييد للمتشددين الذين يعملون الان تحت مظلة تنظيم القاعدة. لكن المتشددين مازالوا يستخدمون العنف والترويع لمد نفوذهم في العديد من المناطق الريفية. غير أن واقعة ايت كوفي قد تمثل نقطة تحول لانها المرة الاولى التي يتصدى فيها السكان للمتشددين على هذا النطاق الكبير في منطقة القبائل التي تعتبر ملاذا امنا لهم. وبدأ التصدي للمتشددين في ايت كوفي يوم 22 مارس اذار عندما خطف المتشددون علي حساني وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 83 عاما ومعروف في المنطقة. والممارسة المعتادة في مثل هذه الحالات هي أن تدفع أسرة المخطوف وأصدقاؤه الفدية. ويعرف الناس أن المتشددين يستخدمون أساليب مثل خطف أو ذبح المدنيين الذين لا يتعاونون معهم. ولا يتوجه السكان الى الشرطة في مثل هذه الحالات لان الضباط نادرا ما يغامرون بالذهاب الى مثل هذه القرى النائية في منطقة القبائل. لكن هذه المرة مس المتشددون الذين مازالوا يعرفون باسمهم القديم وهو الجماعة السلفية للدعوة والقتال وترا حساسا في المنطقة. وقال واحد من مجموعة شبان بالمنطقة شاركوا في أول مواجهة على الجبال قبل بضعة أيام « هذا يكفي. لا يمكننا ترك الجماعة السلفية للدعوة والقتال تخطف الناس. » وأشار ماجد الى جانب الجبل المغطى بالخضرة حيث أمضى بضع ساعات بحثا عن الرهينة وخاطفيه وقال « شارك في المسيرة بضع مئات يمثلون أغلب قرى المنطقة. » وقال السكان ان الخاطفين بعثوا برسالة بعد ذلك لسكان القرى عرفوا أنفسهم فيها بانهم نشطاء اسلاميون وقالوا انهم سينتقمون ما لم تدفع الفدية. لكن القرويين ردوا بتحد. وقال ماجد « لن ندفع وسنواصل ضغوطنا الى أن يطلقوا سراح الرجل المسن. » وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي قد غير وجهته تحت ضغط من قوات الامن الى الجنوب نحو دول الصحراء الكبرى مثل مالي وموريتانيا حيث يخطف أجانب ويشن هجمات محدودة على أهداف غربية. ويقول خبراء أمنيون ان التنظيم اذا فقد معاقله في منطقة القبائل قد يضطر الى الانسحاب تماما من منطقة نفوذه التقليدية على الساحل الجزائري على البحر المتوسط. وأصبحت منطقة القبائل ملاذا امنا بعد انسحاب قوات الامن في عام 2001 أمام انتفاضة السكان الغاضبين مما اعتبروه وحشية مبالغ فيها من جانب قوات الامن في ملاحقتها للمتشددين. وفي ظل غياب القانون والنظام الذي خلفه هذا الانسحاب انتشرت الجريمة ونضبت الاستثمارات. وبلغت البطالة مستويات مرتفعة للغاية خاصة بين الشبان. وهذا من الاسباب التي تقوي عزم السكان الان على التخلص من نفوذ المتشددين. وقال حسان زيزي المراسل المحلي لصحيفة الشروق الجزائرية « الناس فاض بهم الكيل… فهم يعلمون أن الافتقار للامان لا يخدم التنمية الاقتصادية. »  
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 13 أفريل 2010)

الجزائر: اجتماع لقادة جيوش الساحل يمهّد لبدء «الحل الأمني» ضد «القاعدة» في الصحراء

 


الجزائر – عاطف قدادرة تستضيف العاصمة الجزائرية اليوم الثلاثاء 13 أفريل 2010 اجتماعاً لرؤساء أركان جيوش الدول السبع لمنطقة الساحل الصحراوي في اجتماع «تقني» يُعتقد أنه سيكون الأخير تمهيداً لعمليات عسكرية مشتركة ضد «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» الناشط في المحور الصحراوي. وحُصرت نقاط العمليات المرتقبة ضمن خريطة يُرجح أن تكون حُددت في اجتماع قادة استخبارات دول الساحل الأسبوع الماضي. وأعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، أمس، أن هذا الاجتماع الذي يحضره رؤساء أركان كل من الجزائر وبوركينا فاسو وليبيا ومالي وموريتانيا والنيجر وتشاد يأتي في إطار «تقويم الوضع الأمني السائد في المنطقة الساحلية الصحراوية» وامتداداً لاجتماع وزراء الشؤون الخارجية لهذه الدول في الجزائر في 16 آذار (مارس) الماضي، وكذلك في ضوء النتائج المسجلة على صعيد «تجديد هذه الدول لالتزاماتها ضمن إستراتجية موحدة لمكافحة الإرهاب والقضايا الأمنية المتصلة»، في إشارة إلى ما تقول أجهزة أمن في المنطقة إنه «تحالف نشيط بين الإرهاب وجرائم المخدرات». وقالت وزارة الدفاع إن الأطراف المعنية بالاجتماع بهذه المناسبة «ستقوم بتبادل التحليلات والمعلومات حول الوضع السائد وتطورات مكافحة الإرهاب في كل من هذه البلدان و تداعياته على المحيط الجهوي، والنظر في سبل ووسائل إعداد إستراتجية مشتركة ومسؤولة لمكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للأوطان». وعقد مسؤولو مخابرات سبع دول في الساحل الأفريقي لقاء تنسيقياً الأسبوع الماضي في الجزائر العاصمة، تجسيداً لتوصيات لقاء وزراء الخارجية الشهر الماضي. ولم تتسرب معلومات عن نتائج هذا الاجتماع لطبيعته «الأمنية» البحتة، لكن من الواضح أنه مهّد للقاء الموسع لقادة أركان الجيوش اليوم. وعالج ذلك الاجتماع مسائل إستراتيجية وأخرى عاجلة بينها ضرورة التزام الدول السبع تطبيق الاتفاقات القضائية التي تنص على «تسليم الإرهابيين» وهو الأمر الذي أثار بعض الحساسية بين الجزائر ومالي جراء إفراج الأخيرة عن متهمين بالإرهاب – بينهم جزائريان – لضمان إفراج «القاعدة» عن رهينة فرنسي خُطف في مالي. وربما شكّل التحالف الذي تقول تقارير عدة إنه قائم بين فرع «القاعدة» في الساحل الصحراوي وشبكات الجريمة المنظمة، جزءاً من اجتماع مسؤولي أجهزة الاستخبارات واجتماع اليوم لقادة أركان الجيوش في دول الساحل. ويعمل مسؤولو البلدان السبعة على أجندة عمل تتضمن العمل في شكل فردي وجماعي لاستئصال «آفة الإرهاب» و «إعادة منطقة الساحل والصحراء إلى ميزتها كفضاء للتبادل والسلام والاستقرار والتعاون المثمر». ويُعتقد أن التنسيق بين هذه الدول بدأ بإجراء تقويم لحجم تنظيم «القاعدة» بشرياً، ووضع قوائم بأسماء المطلوبين لدى أجهزة أمن دول الساحل، ما يعطي صورة عن العنصر الأساسي المشكّل للفروع الأكثر نشاطاً في «القاعدة» خلال السنوات الأخيرة.  
(المصدر: « الحياة » (يويمة – لندن) بتاريخ 13 أفريل 2010)


السليم إذا لم يمت يمرض

 


عبدالحميد العداسي نحو سبعين ألفا من الفلسطيينيين في الضفّة الغربية بفلسطين مهدّدين بالترحيل إلى غزّة أو إلى مكان يختاره لهم الوافدون على أرض فلسطين من الصهاينة المبغضين للمسلمين!… وحكّام المسلمين العرب ينتبهون إلى العمليّة ويحلّلونها بما توفّر لديهم من كلام، ثمّ يتحرّكون إلى درجة أنّهم يجلسون بمقرّ الجامعة العربيّة التي جمعت كلّ الغثاء ليطالبوا الرّباعيّة والاتّحاد الأروبي ومجلس الأمن والاتحاد الرّوسي والولايات المتّحدة وكلّهم يكوّنون ذات الرّباعيّة، بالتدخّل لإيجاد الحلّ المناسب للقضيّة!… هكذا بجرأة استثنائية ساعدت عليها بلادة ذهن لم يعد يحفظ ما بداخله وغباء نشّطه غياب الرّجولة والغيرة على الأرض والعرض!… ودون انتباه إلى ظروف هذه التجمّعات المعيشة مجتمعة أو متفرّقة!… فالأحداث الجسام التي تواجهها هذه المكوّنات الفاعلة كثيرة كثرة تصرف العناية عن « صغائر الأمور » التي يتناولها الصِّغار المتهافتين على الصَّغَار!… فاليونان يمرّ بأزمة اقتصاديّة خانقة تستدعي الوقوف معه ومساعدته ومساندته والذود عنه والتضحيّة من أجله ببعض المئات من الملايين من الدّولارات، إذ اليونان منهم وهمّه همّهم وما يسوؤه يسوؤهم وما يلحقه يلحقهم فهو وإن سقط – اقتصاديا – ابن جلدتهم!… هم لا ينظرون إليه نظرة العرب والمسلمين إلى فلسطين التي أكلها اليهود الصهاينة بتفويض منهم (الأروبيين) حتّى ينصرفوا إلى غيره يسعفونه قبل إسعافه وينقذوه قبل إنقاذه!… هم – وإن بعدوا عن الإسلام – لم تقس قلوبهم قسوة قلوب العرب « المسلمين » الذين لم ينتبهوا إلى الموت والتقتيل في أهليهم وإلى الظلمة في الديار وإلى الجفاف في الأرض وإلى النقص في الضرع وإلى تعالي الجدر بين الأزقّة والبيوت وتحت الأرض بجوار الأنفاق وإلى الأنفاق تشغّل الفئران لتعلّم البشر كيف يستعملون أظافرهم من أجل لقمة عيش تذكّر بالعيش ولا تعيشهم!… ألا لعنة الله على الظالمين!…       والأمريكان يعقدون القمم تحذيرا من تهديدات إرهابيين قد يكونون فكّروا في سرقة اليورانيوم من البلدان المالكة لليورانيوم… فخصّبوه في مفاعلاتهم المتنقّلة على ظهور الإبل في الصحراء أو في مغاور طورا بورا… فهاجموا بها مالكي الرّؤوس النوويّة الذين قرّروا أخيرا بتحضّر منقطع النّظير التخفيض من عدد الرّؤوس النوويّة المخزّنة لديهم كي يطأطئ العرب أمامها الرؤوس!… والرّوس مهتمّين بالمصاب البولندي يدقّقون في أسباب حادث ذهب ضحيّته زهاء المائة شخص من العالم المتحضّر – وهم عندهم أكثر من السبعين ألفا – خلال رحلة أراد منها إحياء ذكرى تتعلّق بتورّطهم (الروس) في جريمة تاريخيّة قديمة… وكأنّهم يريدون لفت الانتباه إلى إمكانيّة حيازة الاحترام من الخصم عند الإصرار على المحاسبة وافتكاك الحقوق… فأنّى لهم سماع صرخة ممّن امتهن الصراخ وابتعد عن مواقع الاحترام والإجلال…   ويكفي الأمم المتّحدة الاهتمام بالانتخابات في السودان والوضع في قرقيزيا، وقبلهما الوضع في دارفور المهدّد من طرف الرّئيس عمر حسن أحمد البشير، ذاك المسلم « الهمجي المتهوّر »، بإفناء أهله وإهلاك حرثه وتحطيم عمارته!… ألا لعنة الله على المنافقين!…   ولقد ذهلت لتصرّف عربٍ قصّر أكلت قلوبَهم الدنيا حتّى علت الشحومُ جميع أبدانهم، دأبوا على دعوة النّاس – دون حياء – للفعل، دون أن يفعلوا هم شيئا يذكر وكأنّهم لم يخلقوا لفعل خالف سجن رعاياهم وتقتيلهم والتعاون مع الأعداء للتضييق عليهم!… والله إنّي لأخجل من الانتساب إلى أمثالهم!… وكأنّي بالأخبار تحكي كذلك عن « صنف البدون » في الضفّة الغربيّة… أي أنّ السلطة الفلسطينيّة لم تتمكّن – في زحمة حرصهم على مصالهم – حتّى من توفير الهويّات إلى النّاس العائدين إلى أرضهم وأرض أجدادهم!.. الحقّ أنّي لست متأكّدا من ذلك، ولكنّ إيران التي يعاديها العرب من أجل تفوّقها (ولا أحترمها أنا من أجل عدم نفع المسلمين بشيء إلاّ ما كان من الطائفية البغيضة، وأساندها من أجل وقوفها وقفة ندّية مع الخصوم وأرجو لها الخير والتفوّق) ألزمت الصين حدودها فعبّرت (الصين) عن عدم مساندتها لتوقيع العقوبات عليها بمجرّد إشارة عابرة ذكيّة تحدّثت عن الخشية من فقدان البعض مصالحه فيها (إيران)!… أليس للغرب – كلّ الغرب – مصالح في الدول العربيّة؟!… ألا يحسن العرب حتّى الكلام؟!… هدّدوهم في مصالحهم وتوجّهوا إلى غيرهم إن لم يستجيبوا لكم… توجّهوا إلى الأتراك وإلى إيران وإلى العقلاء من آسيا وإلى أمريكا اللاتينية!… توجّهوا إلى شعوبكم وإلى أقطاركم، فسوف تنعمون وتتفوّقون!… توجّهوا قبل ذلك كلّه إلى ربّكم!… ألم يعدكم النصر وربط تحقيقه بنصركم إيّاه؟!…   وإذا مات العرب، فأنتم أيّها السبعون ألفا ومن يناصركم من إخوانكم وأخواتكم والحجارة تستطيعون العصيان بوحدتكم وتكتّلكم!… موتوا في أرضكم من أجل الحياة ولا تخرجوا منها أذلّة بسياط اليهود الصهاينة الأرجاس… فلعلّكم إن تمسّكتم بحقّكم في أرضكم انتبهت الدنيا إليكم كما انتبهت من قبل إلى إخوانكم في غزّة!… فإنّ النّاس لا يقفون إلاّ مع من أقنع برغبته في الحياة الكريمة!… أمّا أنا فلا أملك غير الدّعاء لكم ولا أحصد غير الكمد الذي بات يتهدّد منّي القلب، ولا أرى للخروج ممّا نحن فيه إلاّ هبّة صادقة تخلّصنا من أسباب الرّسوب كي ننطلق أحرارا نصدر أحكامنا فيستجيب الجميع دون منّ منهم لأنّ الحقّ حقّنا والأرض أرضنا والعدل – إن استقمنا – عدلنا!… اللهم اجعل لنا مخرجا وارزقنا من حيث لا نحتسب…       عبدالحميد العدّاسي الدّانمارك 13 أبريل 2010          


أسعار السلع بها أرخص منها بالضفة إيكونومست: نمو بغزة يفوق الضفة

   


 
قالت مجلة ذي إيكونومست البريطانية إن أهالي غزة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) -التي تحكم القطاع- تمكنوا من البقاء ومقاومة الحصار المفروض عليهم منذ أربع سنوات عجاف، وإنهم تمنكوا من إحداث بعض التقدم والازدهار الاقتصادي. ومضت ذي إيكونومست إلى أن الأنفاق التي تتلوى أسفل الحدود مع مصر قد تضاعفت وأنها استطاعت تلبية طلب أهالي غزة من المستلزمات المختلفة، بالرغم من أن حافري الأنفاق يشكون من كونها لم تعد تدر لهم الأرباح المناسبة. وكشف تقرير صدر حديثا عن البرلمان البريطاني عن أنه بينما لا تسمح إسرائيل لأهالي غزة بشكل رسمي سوى باستيراد 73 مادة فإن أكثر من أربعة آلاف مادة مختلفة باتت في القطاع. وأوضح التقرير أن معظم المواد المتوفرة في غزة هي إما مصنعة في الداخل أو أنها مستوردة بطرق غير شرعية، وأن سعر كيس الإسمنت انخفض إلى عشر سعره الذي كان يبلغ ثمانين دولارا قبل عامين، مما أسهم في بناء وترميم بعض المنازل من أصل أربعة آلاف منزل دمرتها إسرائيل في الحرب على غزة، مضيفا أن شهود عيان يقولون إنهم شاهدوا سيارات دفع رباعي فارهة تسير عبر الأنفاق التي شيدت من حاويات سفن بحرية. نمو اقتصادي وأضافت المجلة أنه برغم المعاناة التي يسببها الحصار الإسرائيلي على غزة، فإن محللين اقتصاديين يقولون إن القطاع يشهد نموا يفوق نظيره في الضفة الغربية التي تديرها السلطة الفلسطينية المنافسة، مشيرين إلى أن البنزين الذي يضخ عبر أنابيب تحت الأرض من مصر إلى غزة يكلف ثلث سعره في رام الله. ونسبت ذي إيكونومست إلى مراقبين قولهم إن الرعاية الصحية المجانية متوفرة على نطاق أوسع في غزة بالمقارنة مع توفرها في الضفة الغربية، وإن عمليات الاستيراد عبر الأنفاق هي أسرع وأيسر من مرورها عبر الإجراءات الإسرائيلية المعقدة، وإن شبكة الحواجز الإسرائيلية التي تقيد الحركة في الضفة الغربية غير موجودة في القطاع. ومضت المجلة بالقول إن الغزيين يستفيدون من رخص الأسعار بشكل عام، وإن اقتصاد القطاع يتغذى عبر عدة مضخات نقدية سواء عن طريق حكومة حماس المحلية أو عن طريق الأمم المتحدة التي تشغل أكثر من عشرة آلاف شخص من أهالي المنطقة، مضيفة أن الأنفاق تشكل مضخة نقدية أخرى في الاقتصاد الغزي، وأن أحد بائعي السيارات التي يستوردها عبر الأنفاق يمكنه بيع سيارة واحدة منها من طراز هايونداي بربح يقدر بـ13 ألف دولار. وأكدت ذي إيكونومست أن مظاهر الحياة والحركة على سطح الأرض في غزة تبدو أفضل أيضا، حيث تمكنت حماس خلال 14 شهرا بعد الحرب الإسرائيلية على القطاع من إزالة معظم الأنقاض وآثار الحطام الذي خلفته الحرب، مضيفة أن الجامعة الإسلامية على سبيل المثال التي دمترها آلة الحرب الإسرائيلية عادت شامخة متألقة من جديد، وأن مدينة غزة تكتظ بالمقاهي والمحال التجارية.  » العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على البنك الذي تملكة حماس في غزة لم تمنع من ظهور نظام مصرفي غير رسمي عبر الحوالات  » النظام المصرفي وبالرغم من العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة على البنك الذي تملكة حماس في غزة، فإن النظام المصرفي غير الرسمي عبر الحوالات تمكن من دعم الأوضاع في القطاع. وأشارت المجلة إلى أن غزة تعاني إزاء العزلة السياسية المفروضة عليها، موضحة أن مصر تشعر بالإحباط إزاء عدم سماح حماس للرئيس الفلسطيني محمود عباس وحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) بإعادة السيطرة على غزة. ويخشى الرئيس المصري حسني مبارك من انتقال عدوى النفوذ الإسلامي من غزة عبر الحدود إلى بلاده, ولذا فقد قام بتأزيم العلاقات مع حماس وعمل على منع قادتها من السفر من القطاع أو إليه، بالإضافة إلى قيام الحكومة المصرية ببناء جدار فولاذي تحت الأرض على طول الحدود مع قطاع غزة في محاولة لسد طريق الأنفاق بين الجانبين، مما قد يسهم في خنق القطاع المحاصر. كما أن مبارك يتجاهل تصريحات قادة حماس المتمثلة في قولهم إنهم لا يسعون إلى زعزعة الأمن القومي المصري، أو أن حماس تجنبت إقامة علاقات متينة مع الإسلاميين المصريين المعارضين وخاصة مع حركة « الإخوان المسلمون » التي تعد حماس أصلا جزءا منها. وأشارت ذي إيكونومست إلى أن حماس تحقق نجاحات في إدراة القطاع برغم الضغوط التي تواجهها سواء من جانب القوات الإسرائيلية التي عادت لتنفيذ سياسة التوغلات شرقي القطاع، أو من خلال محاولات عزل حكم حماس الذي تقوم به أطراف فلسطينية أو إقليمية أو أميركية.

 
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 13 أفريل  2010)


إرهاصات صيف ملتهب في تركيا

فهمي هويدي تركيا تتوقع صيفا ملتهبا هذا العام، تحسم فيه قضية الصراع حول المستقبل، الذي تخوض بسببه الأصولية العلمانية معركتها الأخيرة. (1) يوم وصولي إلى إسطنبول -في الثالث من شهر أبريل/نيسان الحالي- كانت عناوين الصحف تتحدث عن قرار أصدرته إحدى المحاكم بإطلاق سراح 19 من العسكريين المعتقلين على ذمة قضية محاولة انقلاب عسكري انكشف أمره. وفي مقدمة الذين أطلق سراحهم المتهم الأول في القضية القائد السابق للجيش الأول الجنرال المتقاعد شتين دوغان، والقائد السابق للقوات الخاصة الجنرال أنجين آلان. في اليوم التالي مباشرة أبرزت عناوين الصحف قرارا أصدرته محكمة إسطنبول أمر بإعادة اعتقال العسكريين الذين أفرج عنهم. في اليوم الثالث كانت صور العسكريين وهم يسلمون أنفسهم تتصدر الصفحات الأولى للصحف. في اليوم الرابع تحدثت عناوين الصحف عن تطور آخر مثير في القضية، خلاصته أن الشرطة نفذت عملية كبيرة للقبض على نحو 90 ضابطا في الجيش على صلة بمحاولة الانقلاب، إلا أن كبير ممثلي الادعاء في إسطنبول أوقف العملية. كما أنه أقال اثنين من المحققين كانا قد أمرا بشن حملة الاعتقالات التي شملت 14 إقليما تركيا. لم يكن ذلك التتابع استثناء، وإنما اعتاد عليه الأتراك، الذين أصبحت مثل تلك الأخبار التي تعكس الصراع الحاصل تطل عليهم كل صباح بين الأطراف الثلاثة: حكومة حزب العدالة والتنمية التي انتخبت ممثلة للسلطة التنفيذية، والجيش الذي نصب نفسه حارسا للعلمانية الكمالية واعتاد أن يمارس سلطة فاقت سلطة الحكومة، والقضاء الذي منح سلطات استثنائية منذ انقلاب عام 1980 بعدما سلمت مقاليده للأصولية العلمانية، لكي يصبح رقيبا ثانيا على أي حكومة منتخبة، إن شئت فقل إن الجيش مثل طول الوقت عضلات تلك الأصولية، في حين أن القضاء كان بمثابة محامي المشروع وعقله القانوني. أما الحكومة فقد ظلت تقليديا أداة في يد الاثنين. وطوال السنوات التي خلت كانت مهمة الجيش والقضاء سهلة بصورة نسبية. أولا لأن الطبقة السياسية التقليدية كانت جزءا من المشروع العلماني الأصولي، وثانيا لأن الأحزاب التي تعاقبت على السلطة كانت تشكل حكومات ائتلافية بسبب الشيخوخة التي أصابتها، الأمر الذي لم يمكنها من الحصول على أغلبية مقاعد البرلمان، وهو ما كان يضعف من موقفها، ويعرضها للسقوط بعد سنتين أو ثلاث من تشكيل ائتلاف الحكم. لكن هذا الموقف اختلف بصورة جذرية حين تسلم حزب العدالة والتنمية السلطة في العام 2002، إثر فوزه بأغلبية كبيرة في البرلمان (له 330 مقعدا من 550). وهذه الأغلبية مكنت الحزب من تشكيل حكومة قوية ما زالت ثابتة القدم في السلطة منذ أكثر من سبع سنوات. (2) لأن الجيش كان صاحب اليد العليا في تركيا منذ أسس كمال أتاتورك الجمهورية في عشرينيات القرن الماضي، فإن قادته اعتبروا صعود حزب العدالة وبلوغه سدة الحكم بتأييد الأغلبية الشعبية تحديا كبيرا لهم. وجاء ذلك التحدي على مستويين، أحدهما تعلق بالسلطان والنفوذ، والثاني تمثل في التعامل مع العلمانية التي أرادها العسكر مخاصمة للدين كما يحدث في فرنسا، وأرادها حزب العدالة متصالحة معه كما في إنجلترا. ولا شك أن رغبة تركيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ساعدت حكومة الحزب الصاعد على الثبات في مواجهة ضغوط العسكر، من خلال تقليص الدور الذي يقومون به في الحياة السياسية. وكان ذلك التقليص أحد بنود حزمة الإصلاحات التي دعا إليها الاتحاد لتذليل العقبات التي تحول دون انضمام تركيا إليه. وقد ترتب على ذلك مثلا أن فقد العسكر أغلبيتهم في عضوية مجلس الأمن القومي، وتساووا مع المدنيين في العدد. أهم من ذلك أن الطريق لم يعد مفتوحا أمامهم لتغيير الحكومة بانقلاب عسكري، وهي اللعبة التي استساغها قادة الجيش ومارسوها أربع مرات منذ ستينيات القرن الماضي. حيث كانوا يطيحون بالنظام باسم درء الخطر الذي يهدد العلمانية ويعينهم القضاء على ذلك بحظر الأحزاب المناوئة وغير المرضي عنها، وربما سجن قادتها. مع مطلع القرن الجديد، وبعد فوز حزب العدالة بأغلبية مقاعد البرلمان أدرك قادة الجيش أن الظروف الداخلية والخارجية تغيرت في غير صالحهم، مما دعا رئيس الأركان الجنرال إلكر باشبوغ إلى التصريح بأن عهد الانقلابات العسكرية انتهى، وأن الجيش ملتزم بقواعد الممارسة الديمقراطية وخيار الشعب. (3) هذا الإعلان كان اعترافا بأن قيادة الجيش تراجعت خطوة إلى الوراء عن دورها التقليدي، وهو ما خيب آمال أركان الأصولية العلمانية من العسكريين والمدنيين (حزب الشعب الجمهوري بوجه أخص). هنا برز دور الأصوليين في المحكمة الدستورية والادعاء العام، الذين أصبحوا في صدارة المواجهة مع الحكومة. فتم استنفار رجاله الذين حكموا بسجن رئيس الوزراء الحالي رجب طيب أردوغان في الماضي، وسعوا إلى حل حزب العدالة والحيلولة دون ترشح عبد الله غل لرئاسة الجمهورية قبل سنتين. والوقائع التي أشرت إليها في مستهل النص من نماذج ذلك الاستنفار الذي كشف عن التجاذب داخل معسكر القضاة والمدعين، الذين أمر بعضهم بإطلاق سراح ضباط الجيش المتهمين وأمر آخرون بإلقاء القبض عليهم. المواجهة برزت إلى السطح قبل سنتين، حين فتحت الحكومة ملف منظمة « أرجنكون » السرية، التي ظلت توصف خلال العقود الأربعة الماضية بأنها الحكومة الخفية في تركيا. وكنت أحد الذين سمعوا بها قبل ربع قرن، حينما حدثني أحد الخبراء عن أنها تضم خليطا من غلاة العسكريين والسياسيين ورجال الأعمال والقضاة والمدعين والإعلاميين، وأن هؤلاء كانوا نافذين في أجهزة الدولة. ولأن تنظيمهم انطلق من الدفاع عن المشروع العلماني كما بدأه أتاتورك، فإن مختلف القرائن دلت على أنهم كانوا على صلة بالانقلابات التي تمت في السابق، وببعض الاغتيالات التي تمت سواء لإثارة الرأي العام أو لتصفية الحسابات السياسية أو القومية (ضد الإسلاميين والأكراد والعلويين مثلا)، بل كان لبعض عناصره صلاتهم بتهريب المخدرات والجريمة المنظمة، كما بينت التحقيقات. وقد تصدت الحكومة لذلك الملف الشائك، بعدما تم ضبط مخازن أسلحة في بيوت بعض الضباط المتقاعدين. وتبين أن الذخيرة التي ضبطت مع تلك الأسلحة استخدمت في عمليات اغتيال عدد من النشطاء والشخصيات العامة. وبينما استمر التحقيق الكبير في ملف أرجنكون حدثت مفاجأة لم تكن في الحسبان. إذ في العشرين من شهر يناير/كانون الثاني الماضي استيقظت تركيا على وقع قنبلة صحفية وسياسية أحدثت دويا لا يزال يتردد صداه إلى الآن، إذ نشرت صحيفة « طرف » التي يقال إنها قريبة من رئيس الحكومة تقريرا مدعوما بالوثائق تحدث عن مخطط انقلاب عسكري كان سيقوده القائد السابق للجيش الأول (مقره إسطنبول) الجنرال شتين دوغان. وذكر التقرير أنه بعد وصول حزب العدالة إلى السلطة (عام 2002) تم إعداد ذلك المخطط الذي حمل اسم « المطرقة ». ولتهيئة الأجواء لتدخل القوات المسلحة فإن المخطط تحدث عن خطوات لتأزيم الأوضاع في البلاد بما يوحي بأنها مهددة بالفوضى والخطر، في تلك الخطوات تم استهداف اثنين من أهم مساجد تركيا، هما جامع بايزيد وجامع السلطان أحمد، بالقنابل أثناء صلاة الجمعة. ثمّ افتعال أزمة مع اليونان عبر التحرش بها حتى إذا اقتضى ذلك إسقاط طائرة حربية تركية في بحر إيجه، واتهام اليونان بذلك، وهو ما يفترض أن يحرج الحكومة ويرفع من وتيرة الشعور بالخطر، الأمر الذي يسوغ القيام بانقلاب عسكري. ذكرت صحيفة « طرف » أن لديها ما يثبت ويؤيد تقريرها متمثلا في 5 آلاف صفحة من الأوراق، وأصوات مسجلة وأفلام فيديو على أقراص مدمجة (سي دي) وصور ومخططات وخرائط أولية، كما أن لديها قائمة بأسماء 137 كاتبا وصحفيا سيكونون على علاقة وطيدة بالانقلاب، وأسماء 36 كاتبا وصحفيا سيعتقلهم الانقلابيون، أغلبهم محسوبون على التيار الليبرالي اليساري الديمقراطي ومنهم إسلاميون مقربون من أردوغان وحزبه، وقد نشرت الصحيفة تلك الأسماء. وفي اليوم التالي نشرت أسماء أعضاء الحكومة التي كان سيشكلها الانقلابيون والحقائب المسندة إليهم. (4) المجموعة التي ألقي القبض عليها في عملية « المطرقة » ضمت بعض المدنيين إلى جوار العسكر، وجميعهم لم يكونوا بعيدين عن منظمة أرجنكون التي اخترقت خلايا مراكز القوة في المجتمع التركي منذ أربعين عاما. ولذلك فإن معركة الحكومة الحالية معها ليست هينة. ونتائج تلك المعركة هي التي ستحدد مصير جمهورية العسكر الأصولية العلمانية، وكسب المعركة وحده الذي سيفتح الباب لتأسيس الجمهورية الثانية الديمقراطية التي تكون السيادة فيها للشعب وليس للعسكر. بعد سبع سنوات من المناورات السياسية والتجاذب على مختلف المستويات، أدركت حكومة حزب العدالة والتنمية أنه لا مفر من تعديل الدستور الذي « فصله » العسكر بعد انقلاب عام 1980 (صدر في العام 1982) لمعاندة التاريخ من خلال بسط هيمنتهم وإدامة التمكين للأصولية العلمانية. فقد وجدت الحكومة أنها ليست قادرة على تنفيذ بعض الإصلاحات التي وعدت بها بسبب القيود التي فرضها ذلك الدستور. فثمة مقاومة لمحاكمة العسكريين أمام المحاكم العادية وإنهاء تدخلهم في الشؤون السياسية، وثمة رفض لإعادة هيكلة القضاء والحد من تسييسه بحيث لا تطلق يده في تعيين المدعين أو حل الأحزاب. وكانت الهيئة العليا للقضاة قد حاولت تنحية القضاة والمدعين العامين المسؤولين عن التحقيق في قضية أرجنكون، لتمكين بعض المتهمين من الإفلات من العقاب. كما أن المحاكم الإدارية رفضت قرارات مجلس التعليم العالي الخاصة بالسماح للمحجبات بالالتحاق بالجامعات، وتمكين خريجي المعاهد الدينية من دخول الكليات العلمية والفنية. ولهذه النقطة الأخيرة قصة تستحق أن تروى. ذلك أن جميع الراغبين في دخول الجامعات يمتحنون قبل توجيههم إلى الكليات المختلفة. ولكن خريجي المعاهد الدينية وحدهم يخضعون لنظام خاص في احتساب الدرجات، فرضه مجلس التعليم العالي حين كان تحت السيطرة العلمانية، بمقتضاه يخصم منهم 15% من مجموع درجات الناجحين منهم، الأمر الذي يغلق الأبواب في وجوههم للالتحاق بكليات القمة. وذلك ظلم بيّن اشتكى منه الطلاب قبل وصول حزب العدالة للحكم، ولكن المحكمة الإدارية المختصة رفضت آنذاك مساواتهم بزملائهم وقالت إنها غير مختصة بالموضوع. وحين تغيرت الحكومة، وعين رئيس جديد لمجلس التعليم، صدر قرار بإلغاء ذلك التميز ومساواة خريجي المدارس الدينية بزملائهم، وعندئذ تحركت الآلة الأصولية وطعنت في القرار أمام المحكمة الإدارية، فقضت بإبطاله وعودة التميز إلى سابق عهده. وهي ذاتها التي اعتبرت الأمر خارجا عن اختصاصها في السابق! (5) قدمت حكومة أردوغان 26 تعديلا على الدستور إلى البرلمان تجرى مناقشة حامية حولها الآن. وليست هناك ثقة في تمرير التعديل، لأنه يحتاج إلى تصويت ثلثي الأعضاء، أي 367 صوتا من 550، في حين أن لحزب العدالة والتنمية 330 صوتا فقط. وإذا لم يمر التصويت، وحسب القانون، فإن التعديل سيعرض على الاستفتاء العام خلال 60 يوما، في شهر يوليو/تموز المقبل، ويتوقع المراقبون أن تلجأ المحكمة الدستورية التي يهيمن عليها غلاة العلمانية إلى إصدار حكم بإبطال الاستفتاء. وحينئذ لن يكون أمام الحكومة سوى المطالبة بإجراء انتخابات جديدة يحتكم فيها إلى الشعب في تشكيل برلمان جديد، يطمح الحزب إلى أن يمثل الثلثين فيه، من خلال أعضائه أو تحالفاته، لكي يمرر التعديلات التي يريدها، وذلك كله يفترض أن يتم خلال أشهر الصيف المقبل، التي يتوقع الجميع أن ترتفع الحرارة فيه إلى درجة الغليان قبل أن تسفر المواجهة الشرسة إما عن ميلاد الجمهورية التركية الثانية أو عن إجهاض هذا الأمل. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 13 أفريل  2010)


تنامي دور محكمة العدل الأوروبية في حياة الأوروبيين وجوارهم المتوسطي


منصف السليمي / اللكسمبورغ حماية حقوق الأفراد في الإتحاد الأوروبي تحظى بأولوية اهتمامات محكمة العدل الأوروبية. وقضايا علاقات الإتحاد بجواره في الجنوب المتوسطي تكتسي أيضا « أهمية متزايدة » كما يؤكد رئيس المحكمة الأوروبية في حوار مع دويتشه فيله. يتزايد دور محكمة العدل الأوروبية في حياة المواطنين بالدول السبعة والعشرين الأعضاء في الإتحاد الأوروبي، ويرى قضاة في المحكمة ان تزايد عدد القضايا التي تعرض أمامها  يُظهر أهمية دورها في ترسيخ الوحدة الأوروبية من خلال ملائمة التشريعات الوطنية للدول الأعضاء مع  قوانين الاتحاد الأوروبي.  وقال فاسيليوس سكوريس رئيس المحكمة الأوروبية في حوار أجرته معه دويتشه فيله في مقر المحكمة في لكسمبورغ، ان « صلاحيات المحكمة أصبحت تشمل ميادين واسعة بفضل الإصلاحات التي أدخلت على منظومة المؤسسات الأوروبية بمقتضى معاهدة لشبونة « التي دخلت حيز التنفيذ بداية العام الحالي. وتنظر المحكمة الأوروبية سنويا في حوالي 600 دعوى قضائية، ومن بين القضايا التي باتت تطرح بشكل متزايد أمامها ملفات تتعلق بالهجرة واللجوء، وملفات تهم علاقات دول الإتحاد الأوروبي بدول الجوار الأوروبي في جنوب وشرق البحر الأبيض المتوسط. معاهدة لشبونة تقوي دور المحكمة في قلب مدينة اللكسمورغ تنتصب بناية شاهقة وذهبية اللون تبدو لزائر المدينة، وكأنها مقر لإحدى المصارف أو المؤسسات المالية العديدة التي تتخذ من هذا البلد الأوروبي الصغير مركزا لها.  ومنذ نشأتها اتخذت المحكمة من مدينة لكسمبورغ مقرا لها، وبقيام الإتحاد الأوروبي أخذت المحكمة في عام 1989 وضعها الحالي كأعلى هيئة قضائية في الإتحاد. وتتألف هيئة المحكمة من 27 قاض و8 نواب يمثلون الإدعاء، ويساعدهم في أداء مهماتهم حوالي ألفي موظف. وبارتفاع عدد القضايا التي تعرض أمام المحكمة والتي تقارب سنويا 600 دعوى قضائية، أصبح تأثير المحكمة في تزايد ملحوظ في سير مؤسسات الإتحاد الأوروبي وبمثابة الشريان في حياة الأوروبيين. وتخول معاهدة الإتحاد الأوروبي لمختلف مؤسسات الإتحاد والدول الأعضاء والأفراد أن يتقاضوا أمامها. وتنظر المحكمة في ملائمة التشريعات المحلية للدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي مع توجيهات وقوانين الإتحاد، وفي غالب الأحيان ترفع المفوضية الأوروبية أو المؤسسات الأوروبية دعاوى قضائية ضد دول أعضاء بسبب مخالفتها للقوانين الأوروبية. و »بفضل إجراءات التطوير والتبسيط في النظام القضائي للإتحاد الأوروبي، التي جاءت بها معاهدة لشبونة اكتملت صلاحيات المحكمة في ميادين كانت محدودة في السابق » كما يؤكد رئيس المحكمة فاسيليوس سكوريس موضحا ان « تطويرا واضحا حدث ويتعلق بالخصوص بأوضاع تعتبر مهمة جدا بالنسبة للأفراد، أو ما نطلق عليه قضاء الشؤون الداخلية ويهم الحقوق المدنية والجنائية والأحوال الشخصية ». وحسب أحدث تقرير سنوي للمحكمة فإن النسبة الأكبر من القضايا التي عرضت أمامها خلال العام الماضي شملت ميادين الزراعة والطاقة والبيئة وحرية المؤسسات وتنقل الأفراد والممتلكات وحقوق الملكية الفكرية والضرائب وحقوق المستهلكين. أولوية حماية حقوق الأفراد تكتسي قضايا حماية حقوق الأفراد والضمان الإجتماعي وحماية المستهلكين والبيئة أهمية خاصة في عمل المحكمة الأوروبية، ويؤكد رئيس المحكمة ان « حماية حرية الأفراد وحياتهم اليومية تشكل عنصرا أساسيا في عمل المحكمة » معربا عن أمله بأن يتمكن الأفراد والمؤسسات في الدول الأعضاء من « استخدام الوسائل القانونية التي أصبحت متاحة لهم وهي وسيلة ناجعة لتنمية حقوق الأفراد داخل الإتحاد ». وحول مدى وجود تداخل أو تنازع في الصلاحيات بين محكمة العدل الأوروبية والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان التي يوجد مقرها في ستراسبورغ (فرنسا) وخصوصا عندما يتعلق الأمر بقضايا تهم الحريات أو مكافحة الإرهاب، يرى سكوريس ان محكمة ستراسبورغ متخصصة في قضايا حقوق الإنسان وتشمل صلاحياتها الدول الأعضاء في منظمة الأمن والتعاون الأوروبي ( 56 دولة)، أما محكمة لكسمبورغ فصلاحياتها عامة وتهم الدول(27) الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، واستبعد القاضي سكوريس وجود « تنازع في الصلاحيات بين المحكمتين » مبرزا أن الأمر يتعلق ب » تعاون وتكامل » وخصوصا في القضايا المتشابهة التي تعرض أمام الهيئتين القضائيتين. قضايا اللجوء والهجرة في صلب عمل المحكمة وتتزايد أعباء محكمة العدل الأوروبية ليس فقط بسبب توسع الإتحاد الأوروبي وتنوع القضايا القانونية التي تنتج عنه في علاقة الدول الحديثة العضوية مع مكونات الإتحاد الأخرى ، بل أيضا للتزايد الملحوظ في عدد القضايا التي تطرح أمام المحكمة وتتعلق بمشاكل تحدث بين الإتحاد الأوروبي ودول الجوار، ومن بينها على الخصوص بلدان جنوب وشرق المتوسط. وتشكل قضايا اللجوء والهجرة ومكافحة الإرهاب وأنظمة التصدير والاستثمار من الملفات التي تنظر فيها المحكمة الأوروبية في السنوات القليلة الأخيرة بشكل متزايد وهي تشكل حوالي 10 في المائة من مجموع القضايا التي تطرح أمام المحكمة، كما يقول القاضي ايغيل لوفيتس وهو رئيس غرفة بالمحكمة في حوار مع دويتشه فيله، مؤكدا أن « هذه القضايا مهمة جدا بالنسبة للمحكمة الأوروبية، لأن الإتحاد الأوروبي لديه اهتمام متزايد بقضايا الهجرة واللجوء وهو باستمرار بصدد تطوير قوانينه المتعلقة بحقوق المهاجرين واللاجئين، بالإضافة الى قوانين إقامة الأجانب داخل الإتحاد ». من جهته أكد رئيس المحكمة الأوروبية ان قضايا اللجوء والهجرة « تكتسي أهمية كبيرة جدا وهي تهم مجموعات كبيرة من الأشخاص » مشيرا الى قضايا أخرى طرحت في الآونة الأخيرة أمام المحكمة وتتعلق بأنظمة التصدير بين الإتحاد الأوروبي ودول الشرق الأوسط، إذ أصدرت المحكمة في نهاية شهر فيبراير /شباط الماضي حكما يقضي بعدم إمكانية إستفادة منتجات المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية من النظام الجمركي التفضيلي الذي يمنحه الإتحاد الأوروبي لإسرائيل. (المصدر: موقع « دويتشه فيله » (ألمانيا) بتاريخ 13 أفريل 2010) الرابط: http://www.dw-world.de/dw/article/9799/0,,5447803,00.html  

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.