الاثنين، 9 يونيو 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2939 du 09.06.2008
 archives : www.tunisnews.net   


د. منصف المرزوقي: طلب لجــــــــــوء  ونـــــــــــــــداء

حــرية و إنـصاف:أخبـــــــــــــــــــــــــــــــــــار الحريات

حــرية و إنـصاف:الدائرة الجنائية الرابعة بمحكمة تونس الابتدائية تدين مجموعة من الشبان بتهم الإرهاب

حــرية و إنـصاف:تداعيات أحداث الحوض المنجمي

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:!أي جدوى لزيارات  » الصليب الأحمر » لسجن المرناقية ..؟

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين :محاكمات  » استباقية  » لإرهاب  » افتراضي  » ..!

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:!لا للمحاكمات السياسية .. لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس:طالبة تونسية مهددة بالحرمان من شهادة تخرجها لإرتدائها الحجاب

بيــان للـرأي العام حول أحداث الرديف : عن أهالي الرديف

الهيئة الوطنية للمحامين الفرع الجهوي للمحامين بتونس:  بيـــــــــــــــــــــــان

اللقــاء الإصــلاحي الديمقراطــي: حول « أحداث الرديف »..

اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي: أخبار الحوض المنجمي

حزب الخضر للتقدّم

  : بيــــــــــــــــــــــــــــــــــان

 حزب « تونس الخضراء « : انتفاضة الجوع متواصلة في قفصة رابطة الشباب القومي العربي : بيــــــــــــــــــــان

 الجزيرة.نت : مُعارضون تونسيون ينددون بالعنف بعد مقتل شاب باحتجاجات     

معز الجماعي : تونس : عزل الرئيس المدير العام لشركة فسفاط قفصة من منصبه

قدس برس : تكريم جزائري للصحفي التونسي السجين سليم بوخذير قدس برس:السلطات التونسية تؤكد أن استخدام الرصاص في المداهمة داخل مدينة « الرديف » كان قانونيا

القدس العربي:البطالة تثير احتجاجات عنيفة في المغرب العربي

يو بي أي: بن علي يشارك في قمة طرابلس المصغرة حول الإتحاد من أجل المتوسط

قدس برس:نفي رسمي لتسريبات حول اعتزام الحكومة التونسية خصخصة نسبة من شركة الطيران

قدس برس:السفير الأمريكي في تونس: لا نية أمريكية لإقامة قاعدة عسكرية في بنزرت

يو بي أي : مباحثات تونسية-أندونيسية لتعزيز التعاون الثنائي

العرب : من اجل تصورات جديدة لمهنة المصرف التونسي

الجزيرة نت : بيرم والشابي كاتبان للنثر بموسوعة القصص العربية بتونس

السبيل أونلاين : الخطاب السياسي والديني في تونس من خلال التجربة البورقيبية (1)

محمد العيادي: تدوينة حمراء من اجل شهداء الحوض ألمنجمي 

عبدالحميد العدّاسي: التغيير المبارك يعرّف أهل الرّديّف الجريح على مختلف أجهزة السيادة

إسلام اون لاين: « شهيد » الرديف.. رصاصة « الغلاء » أسكتت قلبه

النفطي حولة : صرخة من الأعماق

مراد رقية:الوكالة التونسية للأنترنات تغتال حرية المواطنين التونسيين في بلد قمة مؤتمر المعلومات

منصف الوهايبي : في التلصّص والمتلصّصين من الكتّاب والفنّانين الشرق:الورقة العربية إلى الأورومتوسطي تؤكد: رفض التطبيع المجاني مع إسرائيل

 

رجاء بن سلامة: كتاب الإسلام والتّحليل النّفسيّ لفتحي بن سلامة :غربة هاجر.. غربة التّحليل النّفسيّ

سمير: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

القدس العربي : رجال دين ونواب إسلاميون في البرلمان المصري يعارضون قانونا أباح نسبة الطفل لأمه ورفع عمر زواج الفتيات

محمد صادق الحسيني : الذي أمرنا بالحوار أمرنا بالمقاومة أيضا!


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم وللصحفي سليم بوخذير وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

25 – فتحي العلج  

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 

طلب لجـــــوء  ونـــداء

 
د. منصف المرزوقي في ظرف أسبوع دمّر موقعي أربعة مرات . ما أن يعود حتى يتعرض لهجوم جديد من طرف القراصنة وهذا اليوم أصبح النقر على عنوانه لا يعطي إلا صفحة بيضاء بدل الصفحات السابقة التي كانت تتبجح بأنه وقع السطو عليه. كل هذا بالطبع متزامن مع حملة بوليس الانترنات التونسي على الصناديق الالكترونية وفي إطار سعيه المتواصل لخنق كل الأصوات الحرة خاصة في هذه المرحلة التاريخية من الوطن والشعب يتحرك أخيرا ويمارس حقه في المقاومة المدنية السلمية بعد أن انتهت معارضة نطالب ونشارك للاحتجاج. هذا الإصرار على منع موقعي من الوجود لا يواجه إلا بإصرار مماثل على وجوده بل  وعلى توسيع دائرة خطابه الداعي للمقاومة المدنية والقطع مع الدكتاتورية ورفض أي شرعية لها أو توهم إصلاحها  و السعي الحثيث لاجتثاثها وبناء دولة ديمقراطية على أنقاضها  ومجتمع تعددي مفتوح على  قيم حقوق الإنسان ومحافظ على مكونات هويتنا العربية الإسلامية ومتشبع بقيمها الخالدة . إن معركة وجود  هذا الموقع ، مثل بقية المعارك  على فضاء الانترنت هي  جزء من حرب اتخذت اليوم أكثر من مستوى لم يعهد من قبل  ويجب أن يخسرها العدوّ الاستبدادي ..تماما كما خسر معركة الفاكس يوم كان إرسال فاكس وتلقيه يتطلب الاستظهار ببطاقة التعريف … تماما كما خسر معركة الهوائيات وتذكرون قانونه السخيف سنة 1996 بتجريم وتغريم مالكيها وكيف تجاهل الشعب هذا القانون ودخلت الجزيرة كل بيت . بنفس الكيفية المخزية يجب أن يفقد حرب الانترنات ومعركة هذا الموقع. هذا يتطلب  أن يهب لمساعدتي على إعادة الموقع وتحصينه خيرة خبراء الإعلامية التوانسة و العرب . للدكتاتور مرتزقة  وضعوا علمهم في خدمة  عصابة تسوم خسفا شعبهم ، لكنني على ثقة أنه يوجد من بين خبراء الانترتات من لا يبيعون ضميرهم ومن سيتطوعون للدفاع عن هذا الموقع لأنه لا يدافع منذ وجد إلا عن كرامتهم وحقوقهم . وفي آخر الأمر ، بما أن النظام أشهر علينا الحرب في الفضاء الافتراضي فلا مانع من أن نكيل له الصاع صاعين . نعم لماذا لا يهاجم  » متظاهرون » افتراضيون حواسيب العدو الاستبدادي ويدمروا مواقعه. وفي الانتظار فإنني أطلب حق اللجوء في كل المواقع التي تقبل بأن تفتح فضائها مؤقتا لكتاباتي وهل من رسالة أحسن لزبانية الاستبداد أن حركة التحرّر واحدة وستخترع وسائل الدفاع  عن نفسها ووسائل جديدة للهجوم على من يهاجمها . شكرا على توزيع هذه الرسالة على أوسع نطاق

 
 

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 09/06/2008 الموافق ل 5 جمادى الثانية 1429 أخبار الحريات  
 

* عناصر من الاستعلامات العسكرية تأخذ صورا عن الأضرار التي لحقت محلات مدينة الرديف: قام عنصران من عناصر الاستعلامات العسكرية بتصوير المحال و الدكاكين التي تعرضت للخلع و النهب أثناء الأحداث التي جدت بمدينة الرديف يوم 6 جوان 2008 و قد ذكر لنا السيد محمد بن عمارة الماجدي صاحب محل لبيع الفواكه الجافة بالرديف أن عنصرين بالزي المدني قدما على متن سيارة تابعة للجيش الوطني قاما بتصوير الأضرار التي لحقت بالمحل و أعلماه بأنهما سيقدمان تقريرا مفصلا للقيادة العسكرية. * اعتقال الصحفي الهادي الرداوي :  تم يوم الجمعة 6 جوان 2008 اعتقال منسق الهيئة التأسيسية الجهوية للتكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات بقفصة و مراسل جريدة مواطنون السيد الهادي الرداوي عندما كان يجري تحقيقا صحفيا مع الجرحى الذين أصيبوا في أحداث نفس اليوم و ذلك بمستشفى الحسين بوزيان بقفصة ، و قد تم إيقافه أمام ثكنة التدخل بحي حشاد وافتكوا منه آلة التصوير و الهاتف الجوال و اقتادوه على متن سيارة خاصة من قفصة إلى إدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية بتونس ، و بعد وصوله يوم السبت على الساعة الثانية صباحا خضع للبحث و الاستجواب إلى حدود الساعة الخامسة مساء من نفس اليوم و عند امتناعه عن إمضاء التزام بعدم التصوير هددوه بتلفيق قضية ضده ، و في يوم  الأحد 8 جوان على الساعة السابعة صباحا تم إرجاعه على متن سيارة تابعة لفرقة أمن الدولة إلى ولاية قفصة أين تم تسريحه أمام مقر سكناه بحي عمر بن سليمان. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 09/06/2008 الموافق ل 5 جمادى الثانية 1429

الدائرة الجنائية الرابعة بمحكمة تونس الابتدائية تدين مجموعة من الشبان بتهم الإرهاب

 

 
مثل أمام الدائرة الجنائية الرابعة يوم 7 جوان 2008 برئاسة محرز الهمامي عدد 9 من الشبان تمت إحالتهم من أجل ارتكاب جرائم إرهابية ، و قد سبق للمحكمة أن استنطقتهم يوم 4 جوان الماضي متجاوزة طلب لسان الدفاع إرجاع قرار الإحالة إلى دائرة الاتهام باعتباره قد تضمن الإشارة إلى قرار ختم بحث لا يتعلق بقضية الحال إذ أشير خطأ إلى القرار عدد 7835 الصادر عن مكتب التحقيق العاشر في حين أن المكتب السادس هو الذي أصدر قرار ختم البحث في القضية عدد 7911 و قد أنكر جميع المتهمين التهم و أشاروا إلى تزوير محاضر الاحتفاظ تاريخا و مكانا و اشتكوا من أعمال التعذيب التي سلطت عليهم لدى إدارة أمن الدولة. و قد لاحظ لسان الدفاع في مرافعاته إلى خلو الملف من أي دليل مادي فلا وجود لمحجوز من أي طبيعة كانت و لا وجود لقرائن يمكن أن تثبت بها الإدانة كما أن قرار الإحالة قد علل قيام التهم بالاعترافات المتواترة و هو ما يناقض محتوى الملف إذ أن الاعتراف لم يصدر إلا على بعض المتهمين لدى إدارة أمن الدولة في حين تراجع جميعهم أمام التحقيق. و قد أشار لسان الدفاع إلى انعدام الرابط التنظيمي بين المتهمين إلا أن المحكمة لم تلتفت إلى كل ذلك و أصدرت حكمها القاضي بالإدانة و السجن مدة خمس سنوات ضد كل من: عماد العرضاوي – وحيد فضيل – سعيد الثابت – صلاح الدين اللافي – الأزهر شندول و بالسجن مدة ثلاث سنوات ضد كل من : سعيد الورشفاني – معز المحضي – وحيد فضيل – مروان الوحيشي و عدم سماع الدعوى في حق رمزي الرمضاني لاتصال القضاء مع إخضاع جميع المحكوم عليهم للمراقبة الإدارية مدة خمس سنوات. و يأتي هذا الحكم في إطار المحاكمات الاستباقية التي لا تستند إلى أي دليل و التي تستهدف الشباب المتدين و هو ما يفسر الخرق المنهجي للإجراءات مسبقا بالإدانة دون تعليل. و تدعو المنظمة إلى إنهاء مسلسل هذه المحاكمات الصورية و الإفراج عن المحكوم عليهم و إنهاء معاناتهم التي لا مبرر شرعي لها. عن المكتب التنفيذي للمنظمة المكلف بمكتب استقلال القضاء و المحاماة الأستاذ عبد الرؤوف العيادي  

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 07/06/2008 الموافق ل 3 جمادى الثانية 1429

تداعيات أحداث الحوض المنجمي

 

 
مدينة الرديف تطرد قوات البوليس و تستقبل قوات الجيش الوطني 1)    الحفناوي المغزاوي يشيع إلى مثواه الأخير: شيّع أهالي مدينة الرديف رجالا و نساء و أطفالا مساء هذا اليوم السبت 7 جوان 2008 على الساعة السادسة و أربعين دقيقة جثمان الشاب الحفناوي بن رضا بن الحفناوي المغزاوي إلى مثواه الأخير في هدوء تام و في غياب كلي لقوات البوليس ، و كانت مجموعة من الجيش الوطني تراقب سير الجنازة عن بعد ، و قد ردد المشيعون شعارات  » لا إله إلا الله و الشهيد حبيب الله  » و  » يا شهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح  » طيلة المسافة الفاصلة بين مدينة الرديف و المقبرة التي تبعد عنها نحو ثلاثة كيلومترات و قد شارك في هذه الجنازة زهاء الخمسة آلاف مواطن. و قد أكد الطبيب الشرعي الدكتور الزين سعد الذي عاين جثة القتيل الحفناوي بن رضا بن الحفناوي المغزاوي الذي قتل برصاص البوليس يوم الجمعة 6 جوان 2008 أن القتيل قد توفي نتيجة إصابته بالذخيرة الحية. 2)    مسيرة سلمية حاشدة انتظمت صباح هذا اليوم السبت 7 جوان 2008 مسيرة سلمية حاشدة تدخلت فيها مجموعة من عناصر الجيش الوطني توسطت بين الجموع الغفيرة و قوات البوليس التي انسحب نصفها خارج المدينة بينما اشتبك عدد صغير من الشبان على أطراف مدينة الرديف مع قوات البوليس و قد نتج عن ذلك إصابة الشاب ابراهيم بن الهادي الفجراوي برصاصة في لوحة كتفه من الخلف نقل على إثرها إلى المستشفى المحلي بمدينة الرديف. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الكاتب العام السيد زهير مخلوف


“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 09 جوان 2008

!أي جدوى لزيارات  » الصليب الأحمر » لسجن المرناقية ..؟

 

 
شهدت أروقة الجناح  » ب » بالسجن المدني بالمرناقية صباح اليوم 09 جوان 2008  فصلا جديدا من مسلسل زيارات الصليب الأحمر الدولي ،  و لئن سبق للجمعية أن باركت هذه الخطوة و اعتبرتها نافذة صغيرة في جدار الصمت الذي يلف الإنتهاكات المرتكبة بهذا المعتقل سيئ الصيت فإن المسار الذي شهدته هذه الزيارات  » التفقدية  » يستوجب  ملاحظات جدية تجعل التساؤل مشروعا حول مدى جدواها: ـ لئن  توالت  الزيارات  منذ ماي 2005  بشكل منتظم  فإنها لم تحدث أي أثر إيجابي ،  ملموس ، على صعيد معاملة المساجين ( وخاصة المحكومين في قضايا  » مكافحة الإرهاب  » ) أو تساهم في تحسين ظروف احتجازهم ، بل تزامنت أحيانا مع حملات اضطهاد و تنكيل واسعة بلغت حد إحداث جروح و كسور لدى بعض موقوفي ما عرف بـ  » قضية سليمان  »  . – رغم تفهم الجمعية لواجب التحفظ الذي تلزم به هذه الجهة نفسها فضلا عن سرية تقاريرها فإنه من غير المقبول أن تبقى الروايات المرعبة التي أبلغها المساجين لمبعوثيها عما تعرضوا له من تعذيب دون أي تحرك ناجع و فعال .. و مؤثر .. – أكد عدد من المحامين ، نقلا عن منوبيهم ،  أن هذه الزيارات تكون عادة مسبوقة بـ  » توظيب  » معهود في  » الزيارات الفجئية  » التي يقوم بها المسؤولون الرسميون كما يتعرض المساجين المدعوون لمقابلة مبعوثي الصليب الأحمر لمحاولات تلقين و تهديد بالعقاب إن تطرقوا في حديثهم للتعذيب الذي يتعرضون له أو لظروف احتجازهم القاسية ( فضلا عن الإستجواب بعد مغادرة الوفد الزائر ..).. – إن التباهي بأن السجون التونسية مفتوحة للرقابة و التفقد الدوليين عبر زيارات الصليب الأحمر،  في ظل الظروف المذكورة ، يجعل من هذه الزيارات حرية بأن توضع تحت إشراف وكالة الإتصال الخارجي لا وزارة العدل .. و تطرح تساؤلات جدية حول مضمون الإتفاقية المبرمة بين الطرفين و حول البنود التي ستتضمنها الإتفاقية المنتظرة بين السلطات الرسمية و منظمة  » هيومن رايتس ووتش  »  .. و الجمعية إذ تطالب الدوائر الرسمية المعنية باحترام تعهداتها الدولية و ضمان تطابق خطابها مع الواقع الذي يعيشه المحتجزون و عائلاتهم و تؤكده تقارير المنظمات الحقوقية  المستقلة ، فإنها تدعو المنظمات المعنية بالتفقد و الرقابة إلى ضمان  أن لا تتحول مهمتها من المساهمة في تحسين ظروف السجين إلى ..تجميل صورة !..السجان..   عن الجمعيــــــــــة الهيئة المديرة

  “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 09 جوان 2008

كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « : محاكمات  » استباقية  » لإرهاب  » افتراضي  » ..!

 

 
* نظرت الدائرة الجنائية الأولى  بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي  الهادي العياري   اليوم الإثنين 09 جوان 2008  في :        * القضية عدد 15437  التي يحال فيها كل من : محمد بالحول و رؤوف جدي و نزار كرّو  و كريم المليتي و صالح حميدان و حمزة حمزة و نبيل قصد الله و أشرف بن فرحات و القابسي كمالة و علي بالنور و حسن النائلي و شعيب الجمني و حسان بن جمعة و فتحي بن محمد و عادل باش آغا  بتهمتي الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى تنظيم إرهابي اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه والدعوة لارتكاب جرائم إرهابية ، و قد حضر للدفاع عنهم الأساتذة : العميد البشير الصيد و  نور الدين البحيري و شوقي الطبيب و  وداد البدوي و كلثوم الزاوي و عبد الحق البرشاني و الهادي كرّو ،   و قد  خصصت جلسة اليوم لتلاوة قرار دائرة الإتهام و استنطاق المتهمين على أن يتم الترافع بجلسة يوم  20جوان 2008  . * كما  نظرت الدائرة الجنائية الخامسة  بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي  التهامي الحافي    اليوم الإثنين 09 جوان 2008  في :     * القضية عدد 15437  التي يحال فيها كل من : نبيل بوخلدة و صالح البكاي و يوسف شواط   بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى تنظيم إرهابي اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه والدعوة لارتكاب جرائم إرهابية ، و قد قرر القاضي النظر إثر المفاوضة في مطلب الإفراج المقدم من الأستاذ سمير بن عمر و في تحديد موعد الجلسة المقبلة .       عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية  الأستاذ سمير ديلو

“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 09 جوان 2008

!لا للمحاكمات السياسية ..

 

 
في سياق مواز لسيل المحاكمات بموجب قانون  » مكافحة الإرهاب  » تصاعدت في الأسابيع الأخيرة وتيرة المحاكمات على خلفية سياسية ، و قد تم اللجوء في بعضها إلى توجيه تهم سياسية واضحة من قبيل عقد اجتماعات غير مرخصة أو الإنتماء لجمعية غير مرخص فيها ( محاكمات أنصار حزب التحرير الإسلامي .. ) ، أو التستر خلف تهم كيدية  و ملفات مفتعلة للترهيب و ..التشويه .. 🙁 الصحفي سليم بوخذير، الناشط الحقوقي علي الوسلاتي ، طلبة سوسة ،   جريدة الموقف ، .. ) .. و قد شهد توظيف القضاء في المحاكمات السياسية  » المقنعة  » أوجه  في ما يسمى بـ  » محاكمات الحوض المنجمي  » حيث أصبحت محكمة قفصة على موعد أسبوعي مع عشرات المحاكمات للموقوفين على إثر احتجاجات العاطلين عن العمل و المطالبين بحقهم في التنمية ، و قد توسعت دائرة المحاكمات ( مع توسع الإحتجاجات) لتشمل محكمة القصرين .. و إذ تنبه الجمعية إلى خطورة الإيقافات العشوائية الواسعة و المحاكمات المتسرعة و إلى تعمد افتعال تهم حق عام (  لمواطنين لم يرتكبوا سوى  » جريمة  » المطالبة بحقوقهم ) من قبيل : إحداث الهرج و التشويش بالطريق العام و الإعتداء على الأخلاق الحميدة و هضم جانب موظف عمومي و التجاهر بما ينافي الحياء و مسك سلاح أبيض بدون رخصة و التهديد به و الإضرار بأملاك الغير و رمي مواد صلبة ..، فإنها تجدد التنديد بتوظيف الإعلام للتأثير على سير القضاء و افتعال أكاذيب ، لم يسلم منها حتى الموتى ..، تتهم المحتجين بالتخطيط للعنف و  التخريب و .. الإرهاب .. كما تدعو الجمعية  إلى توخي الحوار أسلوبا لحل قضية الشبان المطالبين بحقهم في العمل و عائلاتهم المطالبة بحقها في التمتع بجزء من خيرات البلاد  و وقف هذا السيل المتجدد من ..المحاكمات السياسية . .   عن الجمعيــــــــــة الرئيس الأستاذة سعيدة العكرمي

بسم الله الرحمان الرحيم لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تونس في09.06.2008 لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس:طالبة تونسية مهددة بالحرمان من شهادة تخرجها لإرتدائها الحجاب

 
اتصلت بنا الطالبة أمال بن رحومة اليوم الإثنين 09 جوان2008 , وبدأت حديثها لنا بالقول : إنهم يعتزمون حرماني من ثمرة جهد بذلته لمدة خمسة عشر عاما خلف مقاعد الدراسة حيث كنت دائما أحصل علي المراتب الأولي . تقول محدثتنا :أنها طالبة مرسمة بالسنة النهائية من مرحلة تكوين المهندسين بالمدرسة العليا لمهندسي التجهيز الريفي بمجاز الباب, وأنها علي أبواب تقديم مشروع ختم الدروس لكن المسؤولين المباشرين لها في شخص رئيس قسم المياه قد أخبرها يوم السبت 07 جوان2008 بأنها لا يمكنها تقديم مشروع تخرجها حسب القانون إلا إذا أحضرت شهادة ختم تربص سابق كانت قد أجرته في الفترة الممتدة من01 أوت إلي غاية 29 منه سنة 2007 بالمندوبية الجهوية للفلاحة بولاية قبلي , بالإدارة الفرعية بدوز مركز إنتاج البذور. وتضيف أن المندوب الجهوي للفلاحة هناك المدعو عبد الحميد حاجي رفض تسليمها هذه الشهادة , وأنها قد اتصلت به عديد المرات ولكن دون جدوي , وكان كل مرة يقول لها « إنك مخالفة للقانون بارتدائك لغطاء فوق شعرك وأني ألتزم بالتعليمات ولا يمكنني أن أعطيك هذه الشهادة ما لم تكشفي عن شعر رأسك » .   و لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس (التى تعرضت لوضعية الطالبة آمال بن رحومة في بيانها الصادر بتاريخ 02 فيفري-فبراير 2008 ) تعبر عن اسغرابها من حرمانها من حقها في الحصول على شهادة التخرج , وتعبر عن رفضها لهذا القرار المغرض , وتحمّل السلطة الرسمية المسؤولية الكاملة عن ذلك وتطالبها بتمكين الطالبة من حقها في الحصول على شهادة تخرجها, والتراجع عن المنشور 108 وما نتج عنه من إجراءات تعسفية تمس بالحرية الشخصية للمرأة التونسية في اختيار شكل لباسها , والذى كرّس التمييز بين المواطنين.   تعبر اللجنة عن رفضها لسياسات السلطة التونسية , التى تقوم على سياسة ممنهجة تهدف إلي إقصاء المتدينين وتهميشهم , وتؤكد أن هذا السلوك يهدد جديا اسقرار المجتمع التونسي , وتدعوها الى اعادة النظر فيه اذا كانت معنية بإستقرار وأمن البلاد , وتحملها كل النتائج المترتبة عن هذه السياسات الخاطئة .   تناشد كل الغيورين على قضايا الحريات في تونس التضامن مع الطالبة أمال بن رحومة ومساندتها بمراسلة الجهات المسؤولة ومطالبتهم بتمكينها من شهادة ختم التربص حتي تتمكن من تقديم محاضرة التخرج.   تناشد الهيئات والشخصيات المهتمة بحقوق الإنسان ,الإهتمام بمعاناة المرأة المحجبة في تونس كما تطالب العلماء المسلمين بمساندتهن والتحرك لرفع المظالم عنهن . ملاحظة : فاكس المدعو عبد الحميد حاجي 75491393 216+ , يمكنكم الاتصال به لمطالبته بالتراجع عن قراره .   عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس البريد : protecthijeb@yahoo.f


بيــان للـرأي العام حول أحداث الرديف

 

إن ما تعيشه الرديف اليوم هو مجزرة حقيقيّة ترتكبها هذه السلطة التي أعلنت عجزها عن إيجاد الحلول لمطالب حركة شعبيّة أهليّة منظّمـة تُطالب بالشغــل الكريم لكل مواطني الرديف، وبعد أن أغلقت باب الحوار مع أهالي الرديف لجأت للخيــار الأمني باعتباره الخيار الوحيد لهذا النظام، وقد تجسّد ذلك على الواقع بشكل عنيف وغير مسبوق يومي الخميس والجمعة 5 و6 جوان 2008، وكان ذلك عبر الوقائع التالية: –  توافد أعــداد مهولة من قوات البوليس والحرس على مدينة الرديف مساء الخميس وفجـر الجمعة، مصحوبة بأعتى التجهيزات العسكريّة من جرّافات وخراطيم المياه الساخن، وأُعلنت الرديف مدينة أمنيّة مُغلقة. –  داهمت قوات البوليس البيوت فجـر الجمعة واعتقلت عددا كبيرا من الشبّان المنخرطين في حركة المطالبة بالشغل، مع ما صاحب ذلك من تعنيف وتعذيب وترويع للأهالي، والذي طال أم أحد المناضلين النقابيين. –  شملت المداهمات الوحشيّة منازل الشبّان الذين وقع تسريحهم في المدة الأخيرة من الإيقاف ومنهم منزل غانم شريطي. –  قامت قوات البوليس بخلع جميع المحلاّت التجاريّــة ونهب محتوياتها من بضائع وأمـوال خاصة، ثمّ توجّهت نحو المقاهي واللافتات تهشيما وتخريبا. –  صبيحة الجمعة بعد أن أكملت القوّات البوليسيّة استعداداتها، أمطرت الأحياء بوابل من القنابل المسيلة للدموع، والقنابل الخانقة مُخلّفة حالة هلع وذعر وإغماء لدى السكّان، حتى أنّ إحدى المحاميات التي كانت في زيارة للرديف اضطرّت إلى وضع رضيعها في خزانة لتحميه من القنابل.. –  أمطرت قوات البوليس المعاهد الثانويّة بالقنابل المسيلة للدموع أثناء تواجد التلاميذ لإجراء مناظرة الباكالوريا، وهو ما عطّل سير المناظرة لينسحب الأساتذة والتلاميذ من القاعات هاربين من جحيم القنابل.. –  دكّت قوات البوليس الأحياء بالجرّافات وأخذت في خلع المنازل وتهشيم الأبواب لتعتقل كلّ الشبّان، وهو ما دفعهم للهروب خارج البلدة نحو الجبال. –  أثناء الاقتحامات جرت فضاعات بحق النّساء والشيوخ والأطفال من ضرب وتعنيف مادي ومعنوي بلغ بأحدهم أن كشف عن عورته أمام النساء. –  خرج الأهالي في حركة احتجاجيّة سلميّة على هذه المُمارسات فقابلتهم قوات الأمن بوابل من الرصاص الحي وأخذت في مطاردتهم وإطلاق الرصاص عليهم وهو ما خلّف شهيدا (حفناوي بن رضا مغزاوي)، و26 جـريحا بعضهم إصابته بليغة، وقد وزّعـوا الجرحى على مستشفيات الرديف وقفصة وتوزر وصفاقس. –  خرجت مسيرة سلميّة نسائيّة باتجاه مقر المعتمديّة فقابلتها قوات البوليس بالعنف اللفظي والمادي، وأمام إصرار النساء التوجّه نحو المعتمديّة وجهت لها قوات البوليس القنابل المسيلة للدموع لتُـفرّق الجموع. –  ليلة الجمعة تدخّــل الجيش دون إعلان لحالة الطوارئ، لينتشر وسط المدينة باسطا سيطرته على أغلبها وسط ذهول المواطنين من تدهور الأوضاع إلى هذا الحدّ، وقد قام الجيش بتمشيط الجبال المحيطة بالرديف، وأعلن من خلال مضخمات الصوت عن حظر التجوال في المدينة. إنّ أهـالي الرديف شيبا وشبابا، نساء ورجالا: –  يُدينون هذا التعامـل الهمجي الذي تنتهجه السلطة في معالجة الأوضاع المعيشيّة السيّئة التي تُعانيها المدينة جـرّاء الإهمال والتهميش في مجال التنمية. –  يدينون اغتيال الشهيد حفناوي مغزاوي، وضرورة محاسبة من كان وراء مقتله ومعاقبته مهما كانت صفته أو رتبته. –  يُطالبون برفـع حالة الطوارئ الغير مُعلنة، كما يُطالبون بفكّ الحصار البوليسي عن المدينة. –  يطالبون بالإفــراج عن جميع الموقوفين والمُعتقلين من أبناء الحركة الاحتجاجية، وضرورة الكف عن الملاحقات البوليسيّة والقضائيّة في حقّ النشطاء من النقابيين والمُحتجّين. –  فتح حوار جـدّي مع الأطراف المُمثلة للحركة الاحتجاجية من أجـل إيجاد حلول جذريّة لمشاكل التشغيل والتنمية بمدينة الرديف والجهة عموما. عن أهالي الرديف الجمعة 6 جوان 2008


 

الهيئة الوطنية للمحامين

الفرع الجهوي للمحامين بتونس

تونس في 09/06/2008            بيـــــــــان

 

 على إثر الأحداث الأليمة التي حصلت بمدينة الرديف يوم 6/06/2008 والتي عمدت فيها قوات الأمن الى إطلاق الرصاص الحي على مجموعة من المتظاهرين ترتب عليه قتيل و عديد من الجرحى وإيقاف العديد من الشباب العاطلين .  يعبر مجلس  الفرع الجهوي للمحامين بتونس الملتئم بجلسته يوم     6/06/2008 بقصر العدالة : · عن رفضه لتوخى هذا الأسلوب في التعامل مع المحتجين · عن تعازيه ومواساته لأهالي الضحايا · يدعو السلط العمومية : 1/ الى الانكباب على حل مشاكل شباب الجهة بتوخي أسلوب الحوار وتشريك كافة طاقات البلاد دون أي تمييز. 2/ الى فتح تحقيق لتحديد المسؤوليات عن الأحداث 3/ الى توفير الضمانات القانونية للموقوفين على اثر الأحداث وخاصة بتمكينهم من ظروف محاكمة عادلة. عن المجلس رئيس فرع تونس للمحامين                        عبد الرزاق كيلاني

بسم الله الرحمان الرحيم اللقــاء الإصــلاحي الديمقراطــي

www.liqaa.net

اللقــاء الإصــلاحي الديمقراطــي: حول « أحداث الرديف »..

 

 
عاشت منطقة الرديف هذه الأيام أحداثا مؤسفة على إثر مظاهرة سلمية قام بها أهالي المنطقة للتعبير عن رفضهم لأحوالهم المعيشية المتدهورة، وعدم اهتمام السلط المعنية بها والتنبيه إلى المحسوبية والرشوة والوعود الجوفاء التي لا تزال تغطي مطالبهم الجوهرية. وقد تخللت هذه الأحداث الأليمة سقوط الشهيد حفناوي المغضاوي والعديد من الجرحى على إثر استعمال الرصاص الحي في مواجهة هذه الانتفاضة السلمية. وإذ يعبر اللقاء الإصلاحي الديمقراطي عن انشغاله البالغ تجاه هذه التطورات الأليمة ويعتبرها محطة خطيرة في مسلسل القمع والإقصاء، فإنه يؤكد على ما يلي : * تحميل السلطة نتائج وأسباب هذا المسار العنفي للأحداث والحالة الصعبة التي تواجه أهل الرديف. * الوقوف مع كل عائلات الجرحى وتعزية أسرة الفقيد الحفناوي والدعاء لأسرته الكريمة بالصبر والسلوان في « شهيد الرديف ». * الاستنكار الشديد والشجب لاستعمال الرصاص ضد المواطنين واعتباره خطأ كبيرا يستوجب التحقيق والمراجعة ومحاكمة الجناة. الدعوة مجددا إلى معالجة جوهرية وهيكلية للحالة التونسية التي تعيش هيمنة السقوط القيمي وتعاظم المحسوبية والرشوة، وانزلاق سياسي متواصل نحو الإستفراد واٌلإقصاء وتكميم الأفواه وانسداد الآفاق، والإصرار على المعالجات الأمنية للملف السياسي والاجتماعي. د. خـــالد الطراولي اللقـــاء الإصلاحي الديمقراطي باريس في 8 جوان 2008 / 4 جمادى الثانية 1429 المصدر : موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net


اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي

 
 
 
أخبار الحوض المنجمي الرديف : تواصل اليوم الهدوء المشوب بكثير من الحذر والخشية من تواصل المداهمات في المنازل من اجل البحث عن المطلوبين الليلة . فبعد جنازة الشاب الحفناوي المغزاوي أمس، والتي شيعها الآلاف من مواطني المدينة ، تلقى هؤلاء وعودا بإخلاء المدينة من قوات الأمن العام لتترك مكانها لقوات الجيش المتمركزة في أهم النقاط . لكن مداهمات الليلة الماضية وتعزيزات صباح اليوم جعلت العديد من الشبان يغادرون بيوتهم بحثا عن أماكن أكثر أمنا، سواء كان ذلك خارج المدينة أو في أماكن أخرى. إلى ذلك تشكو المدينة من فقدان العديد من المواد الغذائية الأساسية ، فمن بين مخابز المدينة الثمانية مثلا ، لم تعمل سواء مخبزة واحدة ، إلى جانب النقص في الخضروات والعديد من المواد الأساسية الأخرى . قائمة الجرحى يوم 06 جوان 2008: محمد بن الطاهر الخلايفي طارق الجريدي مصطفى لشخم اسماعيل الرحالي طارق الرحيلي خالد الرحالي الطيب الخلايفي نعيم بن عبد الله محمد عبيدي خالد عيطاوي هاشم بن ابراهيم بن رزيق الجموعي بن جابالله بوعلي الحلايمي وسام قرامطي كمال بن ابراهيم محمد بن عبدالله ماهر الطبابي الحبيب الطبابي علي الطبابي احمد العيطاوي عبد القادر بن علي حلمي الربيعي محمد الهاروني حسين بن محمد عبد الحق بن احمد محمد عشيري قائمة أولية في الموقوفين من مدينة الرديف منذ 06 جوان 2008 ماهر مولكي جهاد مولكي سمير بن علي محمد نصر الدين الرخ عبد السلام جراد فوزي الطبابي عمار بن صالح العبيدي يوم تضامن : نظم اليوم بمقر حركة التجديد يوم تضامني مع أهالي الحوض المنجمي حضره عدد من نشطاء المجتمع المدني بجهات الوسط خصص لبحث سبل تفعيل المساندة ، خاصة بعد الأحداث الخطيرة التي وقعت يوم 06 جانفي بالرديف. منع : حاول فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت القيام بندوة حول الأوضاع في الحوض المنجمي إلا ان قوات الأمن في بنزرت منعت هيئة الفرع والمواطنين من الدخول . إطلاق سراح : أطلق صباح اليوم سراح السيد الهادي الرداوي ،منسق الهيئة الجهوية للتكتل من اجل العمل والحريات بقفصة بعد ان بعد اعتقل مساء الجمعة الماضي، اعلمه الأمن إن أسباب اعتقاله تعود إلى تصوير الجرحى في المستشفى الجهوي بقفصة . مضايقات : تتواصل مضايقات أعضاء اللجنة الجهوية لمساندة أهالي الحوض المنجمي بصفاقس، فبعد اعتقال السيد علي الزيتوني يوم 03 جوان لمدة 06 ساعات ومحاولة إجباره- دون نتيجة – على إمضاء محضر يمنعه من مواصلة النشاط ضمن اللجنة ، تعرض اليوم السيد حسن المسلمي ، عضو الهيئة الإدارية الجهوية للاتحاد الجهوي للشغل وعضو اللجنة الجهوية لمساندة أهالي الحوض المنجمي إلى المنع من دخول الاتحاد الجهوي. واكد السيد المسلمي انه تعرض للاعتداء اللفظي والمادي من طرف أعوان الأمن، يقودهم رئيس منطقة صفاقس. اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي التي تشجب كل هذه التجاوزات ترى ان التضييق على النشطاء لن يساهم في حل قضايا المنطقة أو في تطويق الأزمة ، بل على العكس ، لن يخلف إلا في مزيد الاحتقان والتعقيد . 08 جوان 2008 عن اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي مسعود الرمضاني عبد الرحمان الهذيلي


 

بسم اللّه الرحمان الرحيم حزب الخضر للتقدّم

  

بيان  
على إثر ما آلت إليه الأوضاع الاحتجاجيّة في جهة قفصة والّتي انتهت إلى مواجهات ومصادمات بين بعض الشباب وقوّات الأمن بمدينة الرديّف يوم الجمعة 6 جوان 2008، يُصدر المكتب السياسي لحزب الخضر للتقدّم البيان التالي: 1 يأسف المكتب السياسيّ للتطوّرات الّتي انتهى إليها الوضع ويُؤكّد على ضرورة أن يتمّ الانتهاء من الأبحاث القضائيّة لتحديد أسباب ما جرى والتوقّي من إمكانيّة تكرار مثيل له مستقبلا، خاصّة وأنّ ما جرى يُعدّ من الأمور الاستثنائيّة والطارئة لم تتعوّد عليها بلادنا الّتي عرفت على امتداد العقدين الماضيين وفاقا وطنيّا وسلما اجتماعيّة كبيرين ساهما في تحقيق مكاسب وانجازات عديدة في مختلف مناطق وجهات البلاد. 2 يُجدّد المكتب السياسيّ قناعته الراسخة بأنّ الحوار هو القناة الوحيدة الممكنة القادرة على تحقيق التواصل بين كلّ مكوّنات المجتمع من سلطة إداريّة وأحزاب ومنظّمات وجمعيات وسائر فعاليات المجتمع وذلك بهدف تشخيص الواقع وإيجاد التصوّرات الكفيلة بتوفير الحلول لكلّ القضايا والملفات مهما كانت نوعيّتها ودرجة تعقيدها، والمكتب السياسيّ ومع إيمانه بحقّ الاحتجاج وحقّ الاختلاف في الرؤى والمقاربات فإنّه يُجدّد رفضه لكلّ محاولات استخدام العنف أو التعدّي على القوانين أو إثارة الفوضى لتبليغ المواقف مهما كانت طبيعتها، ويدعو الجميع إلى تغليب المصلحة العليا للوطن والعمل على استدامة السلم والاستقرار والأمن الّذي تنعم به البلاد. 3.يُعرب المكتب السياسيّ عن أسفه الشديد لسعي بعض الأطراف للركوب على مطالب اجتماعيّة وحياتيّة أساسيّة ويدعو المكتب إلى تحييد القضايا الاجتماعيّة بجهة الحوض المنجمي عن كلّ التوظيفات السياسيّة أو النقابيّة الضيّقة أو غيرها واعتبارها مشغلة وطنيّة عاجلة تتطلّب انكباب كلّ الأطراف على معالجتها المعالجة الدقيقة والمدروسة وبشكل يقطع الطريق أمام تطوّرات أخرى في المستقبل. 4.يُناشد المكتب السياسيّ سيادة رئيس الدولة لمزيد العناية بجهة الحوض المنجمي بقفصة وذلك بسنّ إجراءات إضافيّة تُعاضد ما هو مبرمج للجهة في إطار برامج التنمية الجهويّة وفي إطار ميزانيّة الدولة والمخطّط التنموي الحالي، والمكتب السياسيّ على قناعة تامّة بتأكّد استجابة سيادته لمطالب أهالي الجهة وخاصّة شبابها في المناداة بتحسين أوضاعهم المعيشيّة والحصول على مواطن شغل، وهو الّذي عوّدنا على مدار العشرين سنة الفارطة بعطف كبير غير محدود، فبن علي هو سند المحتاجين وضعاف الحال والعاطلين عن العمل وأب كلّ التونسيّين. 5.يدعو المكتب السياسيّ الحكومة إلى إعادة النظر في فقرات المخطّط التنموي الحالي بما يُتيح إعادة ترتيبها لإعطاء الأولويّة المطلقة في الاعتمادات المرصودة للتنمية الجهويّة إلى المناطق والجهات الأكثر احتياجا انطلاقا من ميزانيّة الدولة لسنة 2009، وللغرض يقترح المكتب تنظيم استشارة وطنيّة يُشارك فيها الخبراء والمختصّون وممثلو الأحزاب السياسيّة والمنظمات المستقلّة لرصد مشاغل هذه الجهات والمناطق وبرمجة خطّة مستقبليّة للنهوض بواقع التنمية والاستثمار والتشغيل بها. 6.يأمل المكتب السياسي لحزب الخضر للتقدّم أن تتوصّل الاستشارة الوطنيّة حول التشغيل الّتي أذن بها سيادة رئيس الدولة إلى نتائج علميّة مدروسة تقدّم واقع البطالة في مختلف الجهات الداخليّة بما يُمكّن من الحصول على قاعدة بيانات تخدم برامج ومشاريع الدولة في الفترة المقبلة، كما يدعو المكتب اللجنة الوطنيّة للحوار مع الشباب إلى تكثيف العناية بشباب الحوض المنجمي بقفصة وغيره من شباب الجهات الداخليّة استماعا لمشاغلهم واقترابا من واقعهم المعيشي اليومي. 7.يُحمّل المكتب السياسي لحزب الخضر للتقدّم كافة الأطراف الاجتماعيّة والأحزاب السياسيّة ووسائل الإعلام الوطنيّة ونخب البلاد وكفاءاتها مسؤوليّتها الوطنيّة الكبرى في ضرورة التعاطي البنّاء مع الظرفيّة الدقيقة الّتي يمرّ بها العالم اليوم بحكم ضغوطات ارتفاع أسعار النفط وجلّ المواد الأساسيّة وتغيّرات الأسواق العالميّة والتبدّلات الجارية على مستوى سوق الشغل وتفاقم ظاهرة البطالة وتأثير كلّ ذلك على اقتصاد البلاد والقدرة الشرائيّة للمواطنين وحقّهم في الحياة الكريمة المستقرّة والآمنة، ويُطالب المكتب السياسيّ بتفعيل أطر دائمة للحوار عبر الملفات التلفزيّة والتحقيقات والريبورتاجات الصحفيّة ومنابر الحوار والنقاش والتحليل وذلك من أجل التحسيس بكلّ تلك المتغيّرات والّتي مسّت وتمسّ يوميّا كلّ دول العالم، ومن أجل تحقيق الانسجام المطلوب بين كلّ مكوّنات المجتمع ضمانا لتواصل نسق التنمية وحماية البلاد ونجاحاتها من كلّ المخاطر والانتكاسات.   تونس 8 جوان 2008                   
 حزب الخضر للتقدّم     
 عن/المكتب السياسيّ الأمين العام منجي الخماسي


انتفاضة الجوع متواصلة في قفصة

 

 
 لقد أخذت أحداث الحوض المنجمي بقفصة منحى خطيرا بدأ بالمحاكمات السريعة وانتهى بمداهمة قوات الأمن المحتجين والمواطنين  ووقعت مواجهات عنيفة دامية ذهب ضحيتها مواطن آخر واسفرت عن عشرات الجرحى وهذا حسب تصريحات بيان الحكومة،  إن الإقصاء والظلم الاجتماعي الذي يعيشه الحوض المنجمي وكذلك الفساد وسوء التصرف في ممتلكات ومداخيل شركة فسفاط قفصة هو المتسبب الأول في هذه المواجهة الدامية.    ومنذ انطلاق هذه الأحداث يوم 7 جانفي 2008 ( وحتى قبلها) ما انفكت المعارضة الديمقراطية وكافة المجتمع المدني تشير لهذا الاهمال والاقصاء الاجتماعي ، لكن الحكومة لا تأبه طبعا بآراء المعارضة الديمقراطية وكل اقتراحاتها  من أجل الحوار المباشر مع أهالي وشباب الحوض المنجمي وكعاتها رأت فيها « مؤامرة ‘ داخلية وخارجية  للحد من نفوذها المطلق.    إن هذه الأحداث الدامية برهنت عن إصرار السلطة على رفض كل حوار بنّاء وأكدت أن مثال التنمية اللامستدام هو المتسبب في تكريس الفوارق الجهوية  والإقصاء الاجتماعي والظلم والفساد المالي والإداري المنجر عنه تفشي البطالة في الحوض المنجمي وفي العديد من الجهات الأخرى.    إن حزب تونس الخضراء تؤكد جاء في بياناته  السابقة المتعلقة بالحوض المنجمي 1)   مساندته الكاملة لشباب وأهالي الحوض المنجمي ورفضه وإدانته لتعامل السلطة العنيف في مواجهة مطالب المواطنين والشباب في حين أعلنت أن سنة 2008 هي سنة « حوار مع الشباب ». 2)   أن للحكومة واجبات تنموية ومسؤليات سياسية تجاه الجهات الفقيرة من ذلك الاعتماد على سياسة تنموية مستدامة جديدة ورصد آلاف المليارات بالنسبة لهذا الجهات وبعث مشاريع كبرى  لتشغيل الشباب 3)   فتح تحقيق جاد حول الرشوة والفساد وإحالة مرتكبيها على العدالة   تونس في : 09 جوان 2008 المنسق العام حزب « تونس الخضراء  » عبد القادر الزيتوني الهاتف الجــــوال : 00216 98 510 596 البريد الالكتروني :  Tunisie.verte@gmail.com 00216 71 750 907 هاتــــف/فاكــــس :  

رابطة الشباب القومي العربي هوية عربية-ثقافة تقدمية-وحدة قومية بيان

 
بسم الله الرحمان الرحيم تشهد منطقة الحوض المنجمي وخاصة منطقة الرديف أحداث مؤلمة وتطورات خطيرة تمثل منعرجا بالغ الخطورة على استقرار الأوضاع في البلاد التونسية بعد أن تطورت احتجاجات المواطنين الى مواجهات استعمل فيها البوليس التونسي الذخيرة الحية وهو ما يعتبر سابقة خطيرة تنذر بعواقب وخيمة اعتبارا لكونها تسببت في سقوط قتيل والعديد من الجرحى.وان الفرع القطري التونسي لرابطة الشباب القومي العربي يؤكد بناء على ذلك على: –  تقديم أحر التعازي لعائلة الفقيد ومواساته لكل الجرحى وعائلاتهم  – يستنكر التجاء السلطة الى استخدام السلاح ضد المواطنين الأبرياء ومواصلة سياسة الانغلاق تجاه مكونات المجتمع المدني –  اعتبار ان منطقة الحوض المنجمي تبقى مناطق بحاجة الى حلول جذرية لتنهض مثل باقي المناطق. تتوجه بنداء وطني الى اهالينا في ولاية قفصة بعدم تصعيد المواقف وتغليب المصلحة العليا للوطن وعدم الرد على قمع السلطة بل تدعوهم الى التحلي بالصبر في مواجهة الطغيان. -يدعو الفرع القطري التونسي لرابطة الشباب القومي العربي كل الاطراف الى الالتفاف حول أزمة الحوض المنجمي والعمل من أجل خلق تصورات وحلول عملية لما تعانيه تلك المنطقة. عاشت نضالات الحركة النقابية المنسق القطري لرابطة الشباب القومي العربي بتونس أنيس العميري  تونس في 09/06/2008


 

مُعارضون تونسيون ينددون بالعنف بعد مقتل شاب باحتجاجات

                 

 
طالب العديد من أحزاب المعارضة والمنظمات الحقوقية التونسية بفتح تحقيق مستقل للكشف عن ملابسات قتل شاب بالرصاص الحي من قبل قوات الأمن أثناء مظاهرات احتجاجية على الأوضاع الاجتماعية بمدينة الرديف بالجنوب التونسي. ودعت الأحزاب والمنظمات الحكومة إلى التخلي عما أسمته الأساليب الأمنية في التعامل مع المطالب الاجتماعية. وكان شاب في العشرينيات من عمره قتل الجمعة الماضي وأصيب أكثر من 20 آخرين في مصادمات عنيفة بين قوات الشرطة ومئات المتظاهرين في المدينة الغنية بالفوسفات التابعة لولاية قفصة. وبررت الحكومة إطلاق النار على المتظاهرين بأن عناصر الأمن هوجموا بزجاجات حارقة (مولوتوف) أعدها عدد من « المشاغبين »، موضحة أن الشرطة استنفدت كل الوسائل قبل أن تطلق النار باتجاه المتظاهرين. دعوة للتعقل وقالت حركة الديمقراطيين الاشتراكيين إنها « تتفهم تطلع أبناء الجهة إلى تحسين أوضاعهم الاجتماعية لكنها تدعو كل القوى بهذه الجهة إلى التعقل وتغليب المصلحة الوطنية والنأي عن كل أعمال الشغب ». وأضافت الحركة التي تعد من كبرى الأحزاب المعارضة بالبلاد أن هذه الجهة تحتاج إلى الاستقرار والأمن والسلم الاجتماعي لإنجاز الأهداف الوطنية للتنمية في هذه المنطقة الغنية بالفوسفات. من جهته اعتبر الحزب الاجتماعي التحرري أن النقد والاحتجاج حقوق مدنية أساسية تحتاج ممارستها إلى الانضباط الكامل لأحكام القانون وتراتيبها وأن المطالب مهما كانت شرعيتها لا تتيح لأصحابها انتهاك القوانين وإشاعة الفوضى. حلول مناسبة ودعا الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض الحكومة إلى إيجاد حلول مناسبة للبطالة والسيطرة على الأسعار وتحسين القدرة الشرائية للفئات الشعبية للحد من تدهور الوضع الاجتماعي وتجنيب البلاد مثل هذه الاضطرابات. وخرج مئات الشبان العاطلين عن العمل يوم الجمعة بمدينة الرديف (340 كلم جنوبي العاصمة) في احتجاجات شعبية على غلاء المعيشة وللمطالبة بمنحهم فرص عمل، قبل أن يتفرقوا بعد أن أطلقت قوات مكافحة الشغب النار لتقتل شابا وتصيب عددا آخر. ويقول نقابيون ببلدة الرديف إن قوات الشرطة هي التي استفزتهم وبادرت بإلقاء القنابل المسيلة للدموع وإنها دهمت منازل السكان عشوائيا لترويع الأهالي، لكن الحكومة نفت ذلك. وبدأت حركة الاحتجاج منذ أشهر باعتصامات ومظاهرات متفرقة بالجهة التي تعرف باسم الحوض المنجمي لغناها بالفوسفات وتضم مدن الرديف وأم العرائس والمظيلة والمتلوي. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 8 جوان 2008 نقلا عن وكالات الأنباء)


 

تونس : عزل الرئيس المدير العام لشركة فسفاط قفصة من منصبه

 
نفذت السلطات التونسية مساء اليوم قرارا كانت مترددة منذ 5 أشهر في تنفيذه يقضي بعزل السيد « عبد الحفيظ النصري  » من منصبه كرئيس مدير عام لشركة فسفاط قفصة دون تكليفه بأي مهام أخرى على عكس ما جرت به العادة في مثل هذه الحالات. و تقبل أهالي ولاية قفصة القرار بردود فعل مختلفة حيث إعتبره البعض إنتصارا و جزءا من تتويج تحركاتهم النضالية ، و في المقابل رأى البعض الآخر أن هذا القرار أتى كمحاولة لإمتصاص غضب الجماهير بعد إستشهاد شاب و سقوط عدد من الجرحى في مدينة الرديف ووصفوه بالمسرحية سيئة الإخراج فبركتها السلطة  تريد من خلالها طمس خطاياها و أخطاءها في حق أهالي الرديف و أم العرايس و المتلوي…. أتى هذا القرار في شكل خطوة متأخرة في الإتجاه الصحيح ، و رغم ذلك فإنه لا يفي بالغرض و غير قادر على حل أزمة الحوض المنجمي خاصة بعد أن شهدت أحداثها تطورات خطيرة نهاية الأسبوع الماضي أسفرت عن نتائج مؤلمة. معز الجماعي

 
 

تكريم جزائري للصحفي التونسي السجين سليم بوخذير

 

 
تونس- خدمة قدس برس  أسندت لجنة بنشيكو من أجل الحرية جائزة القلم الحر للصحفي التونسي سليم بوخذير المسجون منذ تشرين ثاني (نوفمبر) 2007. كما منحت الجائزة أيضا لأحد أهمّ رواد الصحافة المستقلة بالجزائر بشير رزوق. وتمنح لجنة بنشيكو الجزائرية جائزة القلم الحر سنويا لاثنين من الصحافيين ممن عرفوا بحرية الكتابة والتفكير. وقالت اللجنة في بلاغ نشرته صحيفة الوطن الجزائرية إنّ الجائزة وضعت هذا العام تحت شعار « صحافة تصغي للمجتمع » وأرادت تكريم شخصين وضعا قلميهما في خدمة شعوبنا التي عانت طويلا من الخيانة والاضطهاد بعبارة البلاغ. وكان الصحفي سليم بوخذير الذي عمل مراسلا لموقع « العربية نت » ويومية « القدس العربي » قد اعتقل في تشرين ثاني (نوفمبر) 2007 بتهمة الاعتداء على أعوان الشرطة وحكم عليه بعام سجنا. وانتقدت عديد المنظمات المحلية والدولية تلك المحاكمة وشككت في نزاهتها لما عرف عن سليم بوخذير من انتقاد لاذع للفساد ولمقربين من الرئيس زين العابدين بن علي وعائلته المتنفذين، وللمؤسسة الأمنية. وسيقام احتفال تسليم الجائزة يوم السبت 14 يونيو (حزيران) الجاري في مدينة « تيزي وزو » بالجزائر.   المصدر: وكالة قدس برس انترناشيونال بتاريخ 9 جوان 2008


السلطات التونسية تؤكد أن استخدام الرصاص في المداهمة داخل مدينة « الرديف » كان قانونيا

 

 
تونس – خدمة قدس برس قال وزير العدل التونسي إنّ لجوء قوات الأمن إلى إطلاق الرصاص على  شبّان من مدينة الرديف جنوب غرب تونس تم في إطار القانون. وأضاف الوزير خلال مؤتمر صحفي عقده السبت (7/6) إنّه حسب المعطيات المتوفرة لديه « تم ضبط مجموعة من الأشخاص بصدد إعداد قنابل مولوتوف فتمت مداهمتهم لمنعهم من استعماله فاعترضوا على هذه المداهمة وتم استعمال الوسائل التي يحتمها القانون وهي التنبيه ثم استعمال الرصاص إن اقتضى الأمر في الهواء ثم استعماله إن اقتضى الأمر بالطريقة التي يحتمها القانون وهو ما انجر عنه حادث القتل ». وعبّر الوزير التونسي عن أسفه للحادث وقال إنّه من السابق لأوانه أن نقف على استنتاجات وأفاد بأنّ النيابة العامة وقاضي التحقيق، توجها إلى عين المكان لضبط جميع المعطيات المتعلقة بالحادثة، وعاينوا وأذنوا بتشريح الجثة لتحديد المسؤوليات في أي ظروف تمت ومن المسؤول عنها وهل تم احترام جميع مقتضيات القانون. وبخصوص التقارير التي أفادت بحصول سرقات نسبت إلى أعوان الأمن، أشار إلى أنّه  اتصل بممثل النيابة العامة فأفاده بأنّ هناك بعض الأشخاص ليست لهم صفة عمومية أو رسمية عمدوا إلى سرقة بعض المحلات وليس المتسبب فيها أعوان أمن وليست له أي شكاية من أي مواطن حول أعوان أمن قاموا بالسرقة. من جهة أخرى أكّد سكان محليون تحدثوا لمراسل « قدس برس » إنّ قوات الأمن قامت خلال اليومين الماضيين بعمليات دهم عشوائية، ونفى أي وجود للزجاجات الحارقة أو محل لصنعها مؤكدا أنّ المتظاهرين لم يستخدموا غير الحجارة في مواجهة قوات مكافحة الشغب. يشار إلى أن مدينة « الرديف » في محافظة قفصة (400 كيلومتر جنوب غرب العاصمة » شهدت اليومين الماضيين مواجهات عنيفة، بعد تظاهرات نظمها شبان من المدينة، احتجاجا على تنامي الفقر والبطالة في المدينة، وأسفر ذلك عن سقوط قتيل وإصابة آخر بجروح خطيرة.   (المصدر: وكالة قدس برس انترناشيونال بتاريخ 8 جوان  2008)


البطالة تثير احتجاجات عنيفة في المغرب العربي

 

 
الرباط ـ ا ف ب: قال محللون ان البطالة التي تطال شباب المغرب العربي هي سبب الاحتجاجات العنيفة اواخر الاسبوع الحالي في المغرب وتونس والتي اوقعت قتيلا وعشرات الجرحي بعد مواجهات مع قوات الامن. وقال ناشط في احدي الجمعيات في الرباط اكتفي بالتعريف عن نفسه انه عزيز ان البطالة المزمنة بين شبان المغرب العربي هي سبب الاضطرابات التي حدثت في الايام الاخيرة في المغرب والجزائر وتونس. وشهد المغرب السبت مواجهات عنيفة بين قوات الامن وشبان عاطلين عن العمل في سيدي افني ميناء الصيد الواقع علي بعد 900 كلم جنوب غرب الرباط، اوقعت 44 جريحا. وبلغت نسبة البطالة في المغرب 9.7 بالمئة في 2007 بحسب ارقام رسمية، بيد ان اربعة من كل عشرة عاطلين عن العمل في المغرب تقل اعمارهم عن 25 عاما. وفي تونس، تشير ارقام رسمية الي ان نسبة البطالة بلغت 14.1 في المئة في 2007. وقال خالد الشرقاوي السموني رئيس المركز المغربي لحقوق الانسان لوكالة فرانس برس ان البطالة في صفوف الشبان وخصوصا بين آلاف المجازين في المغرب والجزائر وتونس تشكل القاسم المشترك بين البلدان الثلاثة التي تشهد مدنها تظاهرات دورية . وقال شبان في سيدي افني ان الحوادث التي شهدتها مدينتهم التي يتجاوز عدد سكانها 20 الفا ليست الاولي من نوعها، اذ كانت شهدت اضطرابات مماثلة في 2006. واسفرت المواجهات العنيفة في سيدي افني بين معتصمين وقوات الامن المغربية عن 44 جريحا، فيما اوقعت مواجهات شهدتها الجمعة مدينة الرديف الغنية بالفوسفات جنوب غرب البلاد التونسية قتيلا والعديد من الجرحي. وانتشرت قوات من الجيش السبت في الرديف التي تم سحب وحدات حفظ النظام منها، وذلك لمنع اي تهديد للنظام العام . وكانت ولاية قفصة، حيث مدينة الرديف، شهدت منذ 5 كانون الثاني/يناير الماضي احتجاجات متقطعة ضد البطالة وغلاء المعيشة والفساد والمحسوبية، بحسب قياديين في حركة الاحتجاج في منطقة الحوض المنجمي الغنية بالفوسفات. وقالت بعض المصادر ان تظاهرة الرديف الاخيرة اندلعت بعد تلاعب مفترض بنتيجة مباراة توظيف نظمتها شركة فوسفات قفصة، ابرز مؤسسة توفر وظائف في المنطقة. وشهدت حركة الاحتجاج التي تحولت الي مواجهات مع قوات الامن سقوط قتيل وثمانية جرحي بحسب حصيلة رسمية وقتيل و28 جريحا بحسب مصادر نقابية. وتم استقدام تعزيزات من الشرطة الي سيدي افني التي كانت اسبانيا اعادتها للمغرب في 1969. واستخدمت قوات الامن القوة لوقف عملية محاصرة ميناء المدينة حيث كانت تقف 89 شاحنة محملة بـ 800 طن من السمك. وبدأت عملية محاصرة ميناء سيدي افني الذي يعتبر الصيد ابرز انشطته الاقتصادية، في 30 ايار/مايو بعد اعلان نتيجة مسابقة لتوظيف ثلاثة اشخاص. وبعد اجراء عملية قرعة، توجه 120 شابا غاضبين الي الميناء وحاصروه وعطلوا العمل فيه، بحسب النائب الاشتراكي عبد الوهاب بالفقيه. وبحسب لحسن اشود وهو نائب محلي آخر فان مطالب الشبان ذات طبيعة اجتماعية واقتصادية. فهم يطالبون بتوزيع عادل لثروات المدينة وللسلطة المحلية واعادة اصلاح الميناء وشق طريق ساحلية جديدة . وقالت مصادر طبية ان مواجهات سيدي افني اوقعت 44 جريحا بينهم 27 من قوات الامن، في حين اشار المركز المغربي لحقوق الانسان الي سقوط ما بين قتيل وخمسة قتلي في المواجهات. سونفت الحكومة المغربية ذلك وقال خالد ناصري المتحدث باسم الحكومة لم تحدث اي حالة وفاة . وقالت مصادر في سيدي افني ان الشرطة عمدت السبت الي توقيف نحو عشرين شابا مغربيا من العاطلين عن العمل والذين كانوا يقطعون حركة سير الشاحنات المحملة سمكا في ميناء سيدي افني (جنوب غرب). (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 جوان 2008)


بن علي يشارك في قمة طرابلس المصغرة حول الإتحاد من أجل المتوسط

 

 
تونس / 9 يونيو-حزيران / يو بي أي: أعلن الناطق باسم الرئاسة التونسية اليوم الإثنين أن الرئيس التونسي زين العابدين بن علي سيزور غدا الثلاثاء العاصمة الليبية، طرابلس، للمشاركة في القمة العربية المصغرة. ووصف الناطق في تصريح نقلته وكالة الأنباء التونسية الحكومية هذه القمة المرتقبة بأنها تشاورية حول مشروع « الإتحاد من أجل المتوسط  » الذي طرحه الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي. وكان ساركوزي بادر إلى اقتراح هذا المشروع منذ وصوله إلى الحكم في فرنسا، وأيده قادة دول الاتحاد الأوروبي خلال قمتهم التي عُقدت في الرابع عشر من شهر مارس/آذار الماضي في بروكسل. وينتظر أن تعقد قمة لقادة الدول المعنية بهذا المشروع في منتصف شهر يونيو/حزيران المقبل في فرنسا للإعلان رسميا عن تأسيس هذا الاتحاد. وسبق للرئيس التونسي أن رحب بهذا المشروع ،وإعتبر أن « مستقبل هذا الإتحاد من أجل المتوسط يتوقف في جانب كبير على مشاركة كل الدول المعنية وبنفس الدرجة في بنائه » . وبحسب مصادر متطابقة، فإن قمة طرابلس المرتقبة سيشارك فيها إلى جانب العقيد الليبي العقيد معمر القذافي والرئيس التونسي زين العابدين بن علي، الرئيسان المصري حسني مبارك والسوري بشار الأسد. وسيتم خلال هذه القمة المصغرة، إستعراض القضايا ذات الإهتمام المشترك، إلى جانب بحث الموقف العربي من مشروع الاتحاد من أجل المتوسط، ومناقشة بعض القضايا المتعلقة بالعلاقات العربية العربية. يشار إلى أن مواقف الدول العربية المعنية بهذا المشروع متباينة، فيما اعترف وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير وجود « خلافات كثيرة » مازالت تعترض هذا المشروع. وتتعلق هذه الخلافات بمسألة تقاسم المسؤوليات في هذا الإتحاد الجديد، وبشأن موضوع الصراع العربي الإسرائيلي، إذ أكد وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي في وقت سابق أن بلاده لها تحفظات حول هذا المشروع، وأن الدول العربية المعنية تطالب بتوضيحات حول تداعيات إنضمام إسرائيل إلى الإتحاد المقترح. المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 9 جوان 2008


قدس برس  

قدس برس:نفي رسمي لتسريبات حول اعتزام الحكومة التونسية خصخصة نسبة من شركة الطيران

    

تونس – خدمة قدس برس نفت مصادر رسمية بشركة الطيران الخطوط التونسية ما ورد بأحد المواقع الدولية الاقتصادية المتخصصة عن اعتزام الحكومة التونسية التفويت في 15 بالمائة من رأس مال الشركة للقطاع الخاص. وكان المدير المالي للشركة قد صرح لموقع بلومبارغ بأنّ الحكومة التونسية تنوي بيع تلك النسبة من حصتها مع المحافظة على أغلبية الأسهم في رأس المال. وأكّد أنّ هذا الأمر قد تقرر منذ فترة إلا أنّ بعض الترتيبات أخرت إعلانه. لكن المدير العام للخطوط الجوية التونسي نفى هذا الخبر وقال إنّ أولويات الشركة اليوم تتمثل في مجابهة سعر الكيروزين والمنافسة العالمية.   المصدر: وكالة قدس برس انترناشيونال بتاريخ 9 جوان 2008


السفير الأمريكي في تونس: لا نية أمريكية لإقامة قاعدة عسكرية في بنزرت

 

 
تونس ـ خدمة قدس برس نفى السفير الأمريكي في تونس روبيرت كوديك أي نية لبلاده لبناء قاعدة عسكرية في مدينة بنزرت التونسية، وأوضح أن بلاده تهتم بالمنطقة المغاربية كمجموعة متكاملة من خلال المشاورات التي انطلقت قبل خمسين عاما من أجل الاتحاد المغاربي الذي يشكل اطارا مهما في دعم العلاقات لا بين الاطراف المعنية فحسب ولكن ايضا مع الدول الاخرى على غرار الولايات المتحدة. وأكد السفير الأمريكي في تونس روبيرت كوديك في حديث له أمام لقاء نظمه المنتدى الدولي لمؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات، حول سياسة الولايات المتحدة تجاه المغرب العربي، ونقلته صحيفة « الصباح » التونسية اليوم الأحد (8/6) أن أولويات بلاده في المنطقة المغاربية تبدأ بدعم التعاون وتحقيق الرفاهية الاقتصادية إلى جانب تحقيق الاصلاح والانفتاح السياسي وتحقيق الاستقرار في وجه التطرف والعنف واخيرا تحقيق التعاون الاقليمي. وأعاد المسؤول الأمريكي ضعف الحماسة الأمريكية للاستثمار في تونس إلى أن حجم التبادل التجاري المسجل بين دول الاتحاد المغاربي لا يتجاوز 1.2 بالمائة، وقال: « إن وجود سوق حقيقية مندمجة لاكثر من تسعين مليون من سكان المنطقة من شانها أن تكون اكثر استقطابا للمستثمر الأمريكي وان تكون حافزا للتجارة وتشجع على اصلاح القطاع المالي ». ونفى السفير الأمريكي وجود نية لاقامة قاعدة عسكرية في مدينة بنزرت وأشار إلى أن الجنرال وارد قائد قوات افريكوم كان قد أكد على هذا الامر خلال زيارته قبل اسبوعين إلى تونس، وأشاد بعلاقات بلاده مع تونس، وكشف النقاب عن أن حجم المساعدات التي منحت لتونس منذ الاستقلال بلغت ستة مليار دولار وأن هذه المساعدات تبدأ من بناء مطار قرطاج إلى المساعدات الغذائية وغيرها. على صعيد  آخر أعرب كوديك عن ترحيب بلاده بمشروع الاتحاد من أجل المتوسط باعتباره مشروعا يعكس خيار دول المنطقة المعنية، واعتبر أن دعوة اسرائيل للانضمام الى الاتحاد من اجل المتوسط هو خيار الدول المعنية، وقال بأن بلاده تشجعها، لأن في ذلك طريق السلام. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 9 جوان 2008)


 
 
مباحثات تونسية-أندونيسية لتعزيز التعاون الثنائي

 
تونس / 9 يونيو-حزيران / يو بي أي: بحث رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي اليوم الإثنين سبل تعزيز التعاون الثنائي بين بلاده وأندونيسيا مع وزير الخارجية الأندونيسي نور حسن ويراجودا في العاصمة تونس. وقال الوزير الاندونيسي عقب المحادثات إنه استعرض مع رئيس الوزراء التونسي عددا من المسائل والقضايا التي تهم علاقات التعاون بين البلدين،إلى جانب التطرق إلى محاور الدورة الحالية للجنة المشتركة التونسية-الاندونيسية. وأشار إلى « الأفاق الواعدة » لتنمية التعاون وحجم المبادلات الإقتصادية بين البلدين في المجالات الحيوية مثل التجارة والإستثمار والتربية والبحث العلمي. وكان وزير الخارجية الأندونيسي قد بدأ اليوم زيارة رسمية إلى تونس يرأس خلالها وفد بلاده إلى إجتماعات الدورة التاسعة للجنة المشتركة التونسية-الأندونيسية. وتندرج هذه الإجتماعات في إطار تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين تونس واندونيسيا ومزيد دعم المشاورات حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك لتحقيق مزيد التقارب بين البلدين. وينتظر أن تسفر هذه الدورة عن التوقيع على عدد من إتفاقيات التعاون بين البلدين في المجالات الصناعية والتجارة والتعليم العالي والبحث العلمي والسياحة والإستثمار والثقافة. يشار إلى أن أندونيسيا التي تعود علاقاتها مع تونس إلى العام 1960،تعتبر الشريك الأساسي لتونس في منطقة جنوب شرق آسيا،وهي تستورد من تونس منتجات الحامض الفسفوري والتمور والمواد الكيميائية للصباغة وألياف النسيج. المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ9 جوان 2008

من اجل تصورات جديدة لمهنة المصرف التونسي

 

 
تونس – العرب اونلاين – وكالات : اجمع رؤساء البنوك التونسية على ان التحديات التى تواجهها تونس اليوم على اكثر من صعيد تتطلب وضع تصورات جديدة لمهنة المصرف للمرور بها من مجرد تعبئة الادخار وتمويل الاستثمار الى المتابعة والاحاطة والاستشارة فى مجال بعث المشاريع. وبينوا خلال ندوتهم الدورية التى احتضنتها تونس يومى 6 و7 جوان الجارى ان الاصلاحات التى شهدها القطاع المصرفى وبداية العمل بقواعد بازل 2 تعتبر كلها عوامل تجعل القطاع البنكى امام حتمية تنويع خدماته والرفع من جودتها والبحث عن مصادر واليات تمويل جديدة حتى يكون قادرا على تحقيق الاهداف المرسومة. وقدم محافظ البنك المركزى التونسى توفيق بكار مداخلة حول « وضعية القطاع المصرفي » ابرز فيها الدور المحورى الذى يضطلع به القطاع فى تمويل الاقتصاد مشيرا الى ان سنة 2007 مثلت بالنسبة للقطاع سنة الانخراط الفعلى والعملى فى تنفيذ جيل جديد من الاصلاحات اقرها البنك المركزى خلال سنة 2006. واشار الى ان قائم مساعدات القطاع للاقتصاد قد تجاوزت سنة 2007 27459 مليون دينار اى بارتفاع بنسبة 8،9 بالمائة مقارنة بسنة 2006 كما تدعم دوره فى التمويل الداخلى لميزانية الدولة حيث استاثر خلال سنة 2007 باكثر من 80 بالمائة من اجمالى الاكتتاب فى رقاع الخزينة. وافاد ان عدد فروع البنوك تطور ليصل الى فرع لكل 10 الاف ساكن وحساب لكل ساكنين وهى نسب تضاهى ما هو معمول به فى البلدان المتقدمة. كما تطورت مردودية القروض الى حدود 1،7 بالمائة سنة 2007 مقابل كلفة تقدر بنسبة 4،3 بالمائة. وفى ما يتعلق بالقروض المصنفة ابرز السيد توفيق بكار ان قائم هذه القروض قد بلغ سنة 2007 حوالى 5509 مليون دينار اى ما يعادل نسبة 1،17 بالمائة من مجمل القروض 55 بالمائة منها مغطاة بالمدخرات. وبين ان هذه النتائج على اهميتها تتطلب من البنوك العمل على مزيد تطويرها وتعزيزها ولا سيما على مستوى التحكم فى الديون المصنفة والنزول بنسبتها الى حدود 15 بالمائة فى سنة 2009 وهو ما يتطلب من البنوك ترشيد سياستها فى مجال الاقراض. واشار الى ما يشهده قطاع الايجار المالى من تطور مكنه من تثمين مساهتمه فى تكوين راس المال الثابت الخاص /الاستثمار/ بنسبة 7،11 بالمائة سنة 2007 مقابل نسبة 7،9 بالمائة سنة 2006 ودعا محافظ البنك المركزى المؤسسات العاملة فى القطاع الى ضرورة استكشاف اسواق جديدة ولا سيما فى البلدان المجاورة التى تفتقر لمثل هذه الخدمات بما يوسع قاعدة التسويق للقطاع ويتيح تصدير المهارة التى اكتسبتها موءسساته فى هذا المجال. وفى معرض حديثه عن تطبيق قواعد بازل 2 فى البنوك التونسية بين ان تونس قد اعتمدت فى هذا المجال تمش تدريجى مشيرا الى ان اللجنة الاستراتجية المكلفة بالمرور الى بازل 2 تعكف على اعداد برنامج متكامل لدخول هذه القواعد حيز العمل فى موفى السنة الحالية.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – بريطانيا) بتاريخ 8 جوان  2008)  


بيرم والشابي كاتبان للنثر بموسوعة القصص العربية بتونس

 

 
استطاع الناقد التونسي بوراوي عجينة بعد جهد امتد سنوات أن يعيد اكتشاف نصوص نثرية وقصصية لرواد تونسيين غير مشهورين بهذا الفن منهم شاعر العامية المصرية محمود بيرم التونسي، والشاعر أبي القاسم الشابي اللذان شملتهما « موسوعة القصص العربية في تونس في القرن العشرين ». وتقع الموسوعة في 722 صفحة كبيرة القطع، وصدر الجزء الأول منها ضمن منشورات اتحاد الكتاب التونسيين، ويضم 64 نصا قصصيا اختارها الأستاذ بكلية الآداب بجامعة سوسة عجينة من تراث 31 كاتبا تونسيا ولدوا بين عامي 1871 و1929 باعتبارهم كتابا مؤسسين للفن القصصي في البلاد. ولمحمود بيرم في الموسوعة أربعة نصوص تتراوح بين المقامة والقصة، ونشرت بين عامي 1934 و1937 في صحف تونسية، ويعد بيرم الذي حمل لقب التونسي وولد في مدينة الإسكندرية المصرية عام 1893 من أبرز شعراء العامية المصرية وكتب كثيرا من القصائد والأزجال والأغاني لمطربين بارزين منهم أم كلثوم. واختار عجينة للشاعر أبي القاسم الشابي (1909-1934) نصا نثريا واحدا عنوانه « روح ثائرة » يحكي فيه عن أديب وشاعر ذي « روح حساسة كالوتر المشدود وقد مرت أمواج الزمن متعاقبة حاملة إلى خضم الأبد المجهول أشلاء الموت وأنقاض الحياة ولكن صورته مازالت ماثلة أمامي بوجهه الشاحب المهزول ». ومن أشهر من شملتهم الموسوعة الكاتب محمود المسعدي (1911-2004) صاحب الرواية الشهيرة « حدث أبو هريرة قال ».   ستة أجزاء والموسوعة التي تقع في ستة أجزاء سوف تصدر تباعا حيث يضم الجزء الثاني وهو تحت الطبع نصوصا كتبها 23 تونسيا ولدوا بين عامي 1930 و1938 وهم « جماعة المخضرمين المؤصلين ». ويضم الجزء الثالث نصوصا كتبها 32 كاتبا ولدوا خلال الحرب العالمية الثانية (1939-1945)، ويطلق عليهم المؤلف اسم « جماعة الاستقلال ». ويشمل الجزء الرابع أعمال « جماعة الحداثة » الذين ولدوا بين عامي 1946 و1950 وعددهم 29. كما يضم الجزء الخامس نماذج من قصص 25 كاتبا ولدوا بين عامي 1951 و1955 وهم « جماعة التجريب ». أما الجزء السادس والأخير فيضم مختارات كتبها 42 قاصا ولدوا بين عامي 1956 و1973. وقال عجينة في مقدمة الجزء الأول إنه أنجز الموسوعة « بمفردنا » بعد الاطلاع على النصوص القصصية المنشورة في الكتب أو المجلات أو الصحف التي تجاوز عددها ثلاثة آلاف نص سردي. وأضاف أن جهوده أثمرت « موسوعة قصصية تونسية شاملة » تتضمن 374 نصا قصصيا ألفها 181 كاتبا وأنه انتقى من الموسوعة « عيونا من الأقاصيص » في كتاب تحت الطبع بعنوان « ألوان من القصة العربية في تونس » يقع في 600 صفحة وسوف يضم 66 قصة ألفها 66 كاتبا. ويلاحظ قارئ الموسوعة أن لغة السرد في المختارات القصصية تنمو تلقائيا وتنضج بمرور الزمن حتى أصبحت اللغة الفنية في النصوص الأخيرة بعيدة عن الوعظ أو المباشرة على عكس النصوص الأولى التي كتبها « جماعة المؤسسين الرواد »، ومنها أعمال صالح سويسي القيرواني (1871-1941) الذي تصدر الموسوعة وله نصان من كتابه « منجم التبر في النثر والشعر.. مقامات ومقالات » و »أشعار وخواطر » الذي طبع في مصر عام 1906. ويعنى القيرواني في هذين النصين بالزخارف اللفظية، كما لا يتردد في إطلاق الأحكام إذ ينهي حكاية عنوانها « سفينة نوح » قائلا « وكم من مناجيس من أهل النفاق والفساد في هذا الزمان يوافقون الظالم على أقواله ويخربون الوطن مراعاة لذلك الحاكم الجبار وما دروا أن في خراب أوطانهم خراب بيوتهم طال الزمن أو قصر ».   (المصدر: موقع الجزيرة نت بتاريخ 8 جوان  2008)


 

السبيل أونلاين بسم الله الرحمان الرحيم في المسألة الحضارية – الحلقة السادسة الخطاب السياسي والديني في تونس من خلال التجربة البورقيبية (1)

 
تأطير ورشة حضاريات : هذه هي الحلقة السادسة في محور »المسألة الحضارية »، وقد خصصناها لرسالة أعدت لنيل رسالة الماجستير بكلية التاريخ بالجامعة اللبنانية في التسعينات من القرن الماضي بعنوان (الخطاب السياسي والديني في تونس من خلال واقع التجربة البورقيبية 1956-1987) للتونسي صلاح القطايفي . عثرنا على هذه الرسالة المغمورة والمغمور صاحبها، رغم أهمية موضوعها. وقد وجدناها رسالة بذل صاحبها فيها جهدا واضحا في تناول موضوع مهم يتعلق بالواقع التونسي خاصة في هذه المرحلة الحرجة الذي تمر بها البلاد وتمر بها الحركة الإسلامية بتونس. إن موضوع الرسالة تتطرق ضرورة إلى موضوعات الدين والدولة والعلمانية والسياسة والحركة الإسلامية، وإلى جذور وجودها في الواقع التونسي الحديث. ونحن في هذه المرحلة الحضارية الدقيقة التي يمر بها بلدنا أحوج ما نكون إلى وقفات من هذا القبيل، وإلى رجوع إلى الجذور وإلى الأصول، وإلى مقارنة ما أصبح عليه الواقع بها… نحن سنقدم إذن هذه الرسالة الذي يتجاوز حجمها 100 صفحة على أجزاء ، مع تخفيفٍ واختصار من بعض تعقيدات الأكادميين وأهل الإختصاص أحيانا، ومع تخفيف أو اسقاط بعض الفقرات التي قد ترهق أو لا تهم المتابع غير المختص أحيانا أخرى، وكل ذلك مع ما يقتضيه من تصرف خفيف في الصياغة للربط والوصل. يقدم صاحب البحث رسالته هذه بقسم منهجي ثم بمدخل نظري، يتطرق في القسم المنهجي منهما إلى عنصرين، الأول منهما هو بعنوان « حول إشكالية الموضوع » ، وهو ما سنخصص له جزأنا الأول هذا. 1 – حول إشكالية الموضوع : أولا : في المنهج اعتمدنا في دراستنا هذه منهج تحليل المضمون أو المحتوى كأداة لتحليل النصوص تعتمد حواراً بين الأثر والدارس، لوصف وفهم المحتوى الظاهري المتخفي، المعلن والكامن للمادة المكتوبة، محاولين في ذلك إرجاع الخطاب المكتوب أو المنطوق إلى حقله الثقافي والسياسي التي ينبع منها. إضافة إلى المقاصد التي يسعى الأثر الوصول إليها من خلال مجمل الكلمات والتعابير أو أشكال الرموز والمسكوت عنه ، إذ يعمل تحليل المحتوى على استنطاق الخطاب للكشف عن جوانب كامنة غير معلنة فيه. أما المقصود بالمضمون فهي مجمل تلك المعاني التي يقوم عليها الاتصال نفسه من خلال الرموز اللغوية، لذلك لا يهتم التحليل بالشكل فقط وإنما يتعدى حدوده ليشرح كافة العوامل التي أثّرت في ذلك المضمون. فالمصطلح أو المفهوم لا يستمد دلالته من السياق اللغوي دون غيره، بل إن تلك المعلومة/الدلالة لا يمكن الإحاطة بها إلا من خلال علاقاتها بمجمل العناصر والعوامل المؤثِّرة، أي ضمن فضائها المعرفي المحيط بها. لذلك كان تحليل المضمون جهداً لتفكيك الخطاب، وإعادة تركيبه وتنظيمه للكشف عن ذلك المنطق الداخلي الذي يحكمه ويشتغل من خلاله، إذ يبدو ذلك المفهوم لا يؤدي نفس الدلالة في سياقات لغوية تختلف لحظاتها التاريخية وفضاءاتها المعرفية…… ضرب جديد من التوجه النقدي : وقراءتنا هنا هي التي تتمرّد على الأطر الجاهزة والنهائية باعتبارها قيوداً تمنع القارئ من التفطن إلى ذلك الكامن أو الخفي داخل النص، والذي يتمتّع بحضور قوي غيّبته الدراسات النقدية السائدة. هذا الاستحضار للنصوص من الداخل لا ينفي استعمال نصوص خارجية لها علاقة بالنص/الخطاب المقروء ممّا يُولِّد « كتابة جديدة ». وإذا كنّا قد أولينا اهتماماً لمثل هذه القراءة، فذلك احتفال مناّ بهذا الضرب الجديد من التوجه النقدي الذي بدأ يشق طريقاً له على الساحة النقدية العربية، بعد أن شاع، أو قل بعد أن انشدَّ النقد عندنا إلى كتابات نفسية، لغوية، سوسيولوجية، فلسفية، أحادية الجانب. الشيء الذي يوحي بأن الساحة الفكرية لدينا تتسع لتعددية في المناهج، كما يوحي بأن هناك إحساساً متزايداً بتلك الاتجاهات النقدية الحديثة، ومحاولة الاستفادة من النظم المعرفية العالمية لإثراء النص العربي أو النص الغربي في ذاته. إن استعمال جهاز من المفاهيم توافر في الغرب لا يكون نافعاً إلا متى تنبّهنا لشروطه الموضوعية التي ولّدته: وما دام المهم ليس النص في ذاته بل الكيفية التي يقرأ بها، وذلك الأسلوب الذي يستنطق به، فقد لا يمكن أن تكون هذه القراءة بريئة، ولا يعني ذلك أننا نفضل قراءة على أخرى، أو منهجاً على آخر، ولكن نعترف أنه مهما اجتهد القارئ في تفكيك ذلك النص من الداخل فإنه يصعب الاعتقاد بأن النص مجتث من سياقه التاريخي والاجتماعي والثقافي بوجه عام. إن استعمال جهاز من المفاهيم توافر في الغرب لا يكون نافعاً إلا متى تنبّهنا لشروطه الموضوعية التي ولّدته. فالعالم العربي يمتلك خصوصياته ودلالاته، وتعيش أجياله الأزمة بكل أبعادها، لا فقط اقتصادية، سياسية، وحضارية بل معرفية، إنها أزمة مناهج، وأزمة فهم، وأزمة علاقة مع « الآخر ». لقد تخلل فضاء البحث جملة من المفاهيم قد لا تخْلُ من الجدل والاختلاف حول استعمالاتها وتوظيفها، وتعقدها المنهجي، كما لا تحظى داخل مدارس البحث وتياراته بالإجماع حول صلاحية اعتمادها وقدرة مدلولاتها، ومن ذلك مفاهيم: الأمة، العلمانية، الغرب، الهوية، المجتمع المدني، الطبقة، والنخبة… وهي في مجملها مفاهيم لم يكن اللجوء إليها أو حتى الاستئناس بها أمراً يسيراً إلا بقدر توظيفها لشدّ البناء الفكري والنظري للموضوع، عبر تقديم الوثيقة والحدث واستغلالها في تماسٍ وارتباط وثيق بمحيطها العام، مع الوعي بدقة هذا النوع من التحليل الذي ينشد الشمولية، الانفتاح، تعددية الاختصاص.

ثُانيا : موضوع البحث

يجتهد هذا البحث لدراسة الخطاب السياسي والديني في تونس على امتداد مرحلة تاريخية فاصلة بين 1956 – 1987، وبذلك تتوزع اهتمامات البحث على مدار ثلاثين سنة من عمر الدولة الوطنية في تونس، جسّدت بالنسبة إلينا ثلاثة عقود، لكل عقد خصوصياته التاريخية والاجتماعية(1). شكلت العشرية الأولى 1956–1966 تأسيس الدولة بمفهوم الايديولوجيا التحديثية ذات الطابع « العلماني » : شكلت العشرية الأولى 1956–1966 مرحلة تأسيس كيان الدولة الجديدة، وهياكلها الدستورية، والقانونية، كما شهدت هذه الفترة تأكيد مفهوم الايديولوجيا التحديثية ذات الطابع « العلماني ». فقد أخضِعت المؤسسات الدينية لسلطة الدولة ومراقبتها، كما تحول العلماء التقليديون ورجال الإفتاء (المفتي) إلى مجرد موظفين رسميين، تابعين في وضعهم القانوني والاجتماعي إلى مجلس الوظيفة العمومية. العشرية الثانية هي امتداد زمني لتأسيس دولة ما بعد الاستقلال بمضامينها التحديثية ذات الطابع العلماني : أما فترة العشرية الثانية، فقد عُدَّت تواريخ من التغييرات الاجتماعية والثقافية، وهي امتداد زمني لتأسيس دولة ما بعد الاستقلال، وتصفية الإرث التقليدي من حيث تطبيق القوانين الإسلامية، أو من حيث الاجتهاد والعبادة. وقد عرفت هذه المرحلة فشل تجربة التخطيط الاقتصادي التي قادها الوزير السابق أحمد بن صالح، أو ما اصطُلِح على تسميته بالتجربة التعاضدية. عشرية التراجع عن مشاريع “العلمنة” والعودة إلى الاهتمام بالدين والظهور البارز للحركة الإسلامية : في حين جاءت العشرية الثالثة التي امتدت من أواسط السبعينات إلى أواسط الثمانينات تحمل معها سياسة التراجع عن مشاريع “العلمنة” والعودة إلى الاهتمام بالدين، بعد تنامي الأحزاب اليسارية، وإخفاق مشاريع التنمية ووعود دولة الاستقلال في التنمية والرفاه. اختزلت هذه المرحلة لحظات من الارتجاج الاجتماعي والسياسي، وحالة من الرفض والسخط، كما شهدت تشكل ظاهرة الإسلام السياسي وردوداً من الأفعال والعنف. كذلك برزت عوامل التقدم في السن ووطأة المرض كبداية للصراع حول خلافة الرئيس بورقيبة(2)، إلى جانب تدفق الأموال الخليجية واستثمارها في مشاريع اقتصادية، عوامل قد تفسر تراجع السلطة أو تقف وراء ارتدادها عن مشروعها المجتمعي والتحديثي. مع شكل « الدولة الوطنية » وما يترافق عادة مع ولادتها أو استقلالها من تساؤلات حول إمكانيات التنمية وفرص التعليم والصحة، والرفاه الاجتماعي في عدد هائل من أجزاء العالم العربي، فإن مرحلة « التحرر » والاستقلال الوطني كانت قد حملت معها إشكالية الدين، ومدى الحدود والتناقضات، إضافة إلى طبيعة العلاقة الممكنة ما بين الدولة الفتية وبين الإسلام كإطار تاريخي وحضاري(3). الأمر الذي يمكن معه القول بتلازم السلوك السياسي للدولة مع البعد الايديولوجي لحركات الإسلام السياسي، وواقع الفكر الديني ومستقبله كسؤال وجزء من الحركات الاجتماعية، ونتاج أزمة الديمقراطية، وبحث الدولة العصرية واستراتيجيتها لامتلاك الشرعية. لقد برزت الحركة الإسلامية كظاهرة اجتماعية – سياسية وثقافية عبّرت عن نفسها من خلال موجة واسعة من التديّن، وارتياد المساجد، والعودة إلى قيم للأخلاق والسلوك، كان الكثير يعتقد منذ أواخر الستينات بأن تيار التحديث والعصرنة قد جرفها بعيداً، بلا رجعة وعودة. ولكن لم تكن تلك العودة مجرد استحضار لأشكال من التصورات، وأنماط السلوك والعيش التقليدي، بقدر ما كانت تجسده من معايير غريبة عن المجتمع وذاكرته، تكاد تصيبه في حقل تقاليده وقيمه، إلى حدّ يمكن معه القول بأنها دعوة إلى « دين جديد »، دين لا عهد للفرد والمجتمع به. لذلك ستكون الإسلامية مثار اهتمام كبير ليس من قبل الاجتماعيين، وأصحاب الاختصاص والسلطة فحسب، بل حتى من داخل تلك الأوساط صاحبة التدين الشعبي البسيط. ولعل سرعة انتشارها، وانتقالها من مرحلة البحث عن الذات إلى مرحلة الامتداد والتوسع داخل فجوات المجتمع، ومؤسساته في سنوات قليلة أثارت معها أسباب الدهشة والاستغراب، حتى أنها ضاعفت حدّة التساؤل والحيرة. إن حركة اليسار، وبما توافر لديها من تراث نظري، وتجارب للتنظيم والنشاط، تقارب نصف قرن، لم تستطع كسر عزلتها والإقامة داخل هياكل المجتمع وأنسجته، وهي التي كانت تطرح بدائل « تقدمية/ثورية » تطمح لتمثيل الطبقات الفقيرة والمحرومة، وتزعم الحديث باسمها. وإذا كانت الإسلامية ببدائلها وتصوراتها المناقضة « الغريبة » و »الظلامية » نجحت نسبياً في تمزيق واختراق حواجز العصرانية والانتشار إلى حدّ صارت معه حقيقة لا يمكن تجاهلها، فذلك ما يدفع حاجة التفسير والتعليل، ويضفي أهمية أكبر لتتبع هذه الظاهرة ورصد تموجاتها. إذ كيف يمكن لحركة أن تتوسع بسرعة ما لم تكن تعبِّر عن حاجيات المجتمع وتطلعاته، أو تجد وعاءًا صالحاً من حقل قيمه وتقاليده وحتى محيطه الحضاري والثقافي؟ لذلك راكمت الظاهرة الإسلامية منذ السبعينات – والحركة الإسلامية في تونس جزء منها – كماً هائلاً من الدراسات نجح في توصيفها أو تثبيتها تحت مسمّيات عديدة مثل ظهور “الإسلام السياسي”، و“المدّ الإسلامي” و“الإسلام الاحتجاجي”، أو كما يقول محمد أركون بشكل أدق « صحوة التوجه الديني وانتشاره » في البلاد العربية والإسلامية. ما طبيعة انتشار التدين والحركة الإسلامية في تونس منذ السبعينات : ولكن قد نتساءل عن طبيعة هذا الانتشار وحتى عن حقيقة هذا الإسلام، وما يعنيه من امداد أفراد ومجتمعات كانت دوماً مسلمة، أو هي مسلمة أساساً بشيء ما يُعرف على أنه «غير محدّد بدقة، لكنه يقدم على أنه شيء إيجابي فقده المسلمون عبر تاريخهم»(4) وهو يستهدف قلب مجتمعاتهم العربية لإعادة تركيبها وفق منظور مركزي هو الإسلام. إلا أن الطابع الجزئي والتغييبي وغياب الحديث عن تاريخية هذه الظاهرة، وخاصة الأحادية في تفسير الأحداث كانت السمة الممـيّزة لهذه الأبحاث، دون سعي جدي للغوص في تلك القطاعات الاجتماعية التي أفرزتها، وتلك الأوساط التي تقبّلتها، والأهم تتبع خطابها لتحليل مضامينه السياسية – الثقافية والطبقية، وما يمثله من نتاج لتلك العلاقات الصِّدامية التي يقيم عليها المجتمع والهادفة إلى التأثير على نشاطه الاجتماعي والثقافي، انطلاقاً من رفض النظام الاجتماعي والسياسي السائد، والبحث عن العمل والتغيير من موقع سلوك مخالف، له حاجياته ومشروعه البديل، إضافة إلى خصمه الاجتماعي المحدّد. ولعلّنا نجد أنفسنا عند رصد هذه الانشاءات العربية أمام ثلاث تفسيرات تُقدَّم على أساس صيغ من الإكتمال والصواب: البعد الغيبي المثالي : وهو الذي يبحث في أسباب ظهور الإسلامية انطلاقاً من الإرادة الربّانية القائلة: «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدِّد لها دينها»، فقد تعهّد اللّه الأمة بمنحها رجالاً أتقياء أقوياء، يرثون الرسل والأنبياء. هذا التفسير النموذجي لقوانين التاريخ وحركته يُغفل الجانب الاجتماعي الذي يحكم قوانين تلك الظاهرة وتطورها كحركة اجتماعية تحمل خصوصيات المجتمع وتتأثر بالصراع الاجتماعي الذي يدور فيه. وهو غالباً ما يقدمه الإسلاميون كحجة مصحوبة بنفي كلّي لعناصر التفسير الأخرى، ترى التديُّن فطرة الإنسان الأولى، التي لا يمكن إلا أن تكون نسخة للوحي والحقيقة، لذلك صاغوا أصلاً مفترضاً للإنسان كان الفرد فيه محافظاً على فطرته الأولى، واستقدموا الحديث القائل: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يُهوِّدانه أو ينصِّرانه أو يُمجِّسانه». البعد الاقتصادي : يجد هذا التفسير في الظاهرة الإسلامية طوراً من أطوار التعبير عن الحيرة والضيق، ورد فعل عنيف على غياب العدالة والثروة وسوء التوزيع، وارتسام ملامح الفقر والشعور بالحرمان، ولكنه بالمقابل يصمت أو هكذا لا يُفسّر لماذا تكون ردود الأفعال باتجاه التيارات الدينية، وليس إلى التيارات اليسارية – العلمانية أو غيرها. البعد الثقافي : يبحث في الظاهرة كمجرد تواصل لذلك الانقسام « الثقافوي » حيث تعرّفت عليه المجتمعات العربية باكراً، وكان قد احتدَّ فيه الصراع بين نزعة سلفية محافظة، تريد استمرارية “حادة” لتلك المقومات الروحية والفكرية الإسلامية، تأسيساً على حكم النبي وسيرة السلف، وتيار للحداثة يتخذ الغرب مرجعية محورية لبناء مؤسساته وتعصير بينة مفاهيمه ونمط نموِّه. هذا الاستحضار للعامل الثقافي واستعادته يمتلك أهميته، إلا أنه يفترض ضمنياً عزلة وهمية للبعد الثقافي عن باقي المؤثرات الاجتماعية – التاريخية والسياسية، كما يُلغي التراتبية الاجتماعية لكلا الفريقين ليتحول الصراع بين وافد وأصيل، بين الموروث والمستورد. إن عناصر مركّبة ومعقّدة تطرح علاقة الديني بالسياسي والدولة بالمواطنة معبِّرة عن رفض عميق لهيكل العلاقات القائم بين الأفراد والمؤسسات من جهة، وبين الاجتماع والسياسة من جهة أخرى. خاصة وأن للدين حضوره المتمّيز، مثلما شكل إطاراً مرجعياً لكل الحركات السياسية حتى تلك التي ادعت « العلمانية » أو اجتهدت لتحقيقها، مثل حركة الشبان التونسيين، وحركة مصالي الحاج وفرحات عباس في الجزائر. لجأ المجتمع (والحركة الإسلامية) للتعبير والمشاركة من خارج الفضاء الذي تحكمه الدولة، لتأكيد حرصه على الحرية، وإعادة إنتاج هويته وتماسكه : ولأن التنافر كان صارخاً بين السلطة والمجتمع، فقد لجأت القوى الاجتماعية الدينية إلى التعبير من خارج الحقل السياسي القائم صوناً لتوازناتها، كما لجأ المجتمع للبحث والمشاركة من خارج الفضاء السياسي والاقتصادي والثقافي الذي تحكمه الدولة، لتأكيد حرصه على الحرية، وإعادة إنتاج هويته وتماسكه. ذلك ما قاد إلى تنامي أشكال التسيب على أطراف السلطة وتخومها، واهتزاز وعي المواطن بمشروعية الدولة وتقبُّل مشاريعها التحديثية، إضافة إلى تآكل رمز السلطة وذبوله داخل الذاكرة الشعبية. ومجمل القول كان من نتائج تلك الاخفاقات اهتزاز الشرعية الوطنية برمَّتها لتستبدلها الفئات الشابة بشرعية دينية شديدة التسيُّس. فقد سُجِّل غياب مطلق لكل تأطير سياسي عقلاني لكل فئات المجتمع وأوساطه، خاصة بعد أن انكفأ الحزب داخل تناقضاته الداخلية، وانشغل بتشديد قبضة سلطته على جهاز الدولة، مما ضاعف عمق الفجوة بين ما تعد به وعود دولة الاستقلال من رفاه، وتنمية، وحياة كريمة… وهو ما تعلّق به فعلاً الخطاب السياسي وقبل الرهان عليه، بالمقابل لم تعمل تلك النخب الحاكمة في ممارستها على تحقيقها أو الاجتهاد من أجلها. هذا المعطى السياسي والمؤسسي ساعد على اختناق علاقة الدولة بالمجتمع، فكان تشكل الظاهرة الإسلامية، وانفجار أحداث قفصة 27 جانفي 1980 (5)، وانتفاضة الخبز 1984، دلالات أليمة على حجم الكبت وسيادة قانون التهميش، إذ لم تكن نتاج أزمة البورقيبية فقط، وليست أيضاً أزمة النسق السياسي، وإنما أزمة مجتمع بكامله في صراعه بين الدولة – الحزب من جهة، والجماعات الإسلامية من جهة أخرى. وانطلاقاً من هذه التساؤلات المنهجية حاولنا التعرف على المضامين الفكرية للخطاب السياسي والديني في تونس، وقد اجتهدنا في اتباع المنهج الوثائقي القائم على طريقة تحليل المضمون، والابتعاد قدر الإمكان عن التحليل الكمي واستعراض المحتويات. وإلى الجزء الموالي إن شاء الله ———————————————————————— الهوامش : 1 – هذه المراحل أو ما اصطلحنا على تسميته بـ « العشريات » هي التي نسعى لتوسيعها بمنهج تاريخي يضع الأفكار والوقائع في سياق تاريخي واجتماعي. 2 – MARZOUK Sadok: “La succession de Bourguiba” Memoire pour le diplôme d’etudes . superieures de siences politiques, Université de Tunis, 1973 pp 64 -72 3 – . لقد طرحت على الدولة الوطنية الجديدة، الخارجة لتوها من نفق الاستعمار، الكثير من الأسئلة المقلقة والجوهرية منها ما كان يتعلق بواقع الديمقراطية ومشكلات التنمية وآفاقها، وعلاقة النظام السياسي الحديث بـ « المجتمع المعدني »، إلا أن أبرز سؤال طرحته تلك المرحلة ذاتها كانت علاقة الدين بالدولة، وأزمة الهوية والحداثة. وفي هذا السياق تفاوتت مستويات الإجابة أو حتى تأجلت، كما شكلت كتابات مثلت منطلقات أساسية لفضاء بحثنا واهتماماته النظرية. On revoie a ce propos aux études suivantes: Ben Salah Hafedh: Système politique et système religieux en tunisie, Mémoire de D.E.S. Tunis 1973-1974. Abdelmoula Mahmoud: “l’Université Zaytounienne et la société tunisienne” Thèse de Doctorat de 3ème Cycle en Sociologie, Tunis 1974. Ben Achour AYADH: “L’etat nouveau et la philosophie politique et juridique occidentale” Thèse Paris 1974. LAJILI Marouane: “Le terme de modernité dans le discours de Bourguiba”, D.E.A. d’histoire contemporaine, Université Paris IV, 1993. 4 – علي الكنز: « الإسلام والهوية: ملاحظات للبحث »، مجلة المستقبل العربي، السنة 12، العدد 126، آب/أغسطس 1989، ص95. 5 – شكلت تلك الأحداث قطيعة حادة مع النظام، كما اعتُبرت خطراً على المعارضة وعملها التقليدي، عندما أخذ ذلك الشباب الذي أيأسته البطالة، وغُلقت أبواب المستقبل في وجهه، فالتجأ بصورة مخيفة إلى العنف وحمل السلاح، اعتماداً على الدعم الخارجي، حيث تبدو مدينة قفصة من أكثر جهات الجنوب عرضة لدعاية العقيد القذافي. راجع: نور الدين العلوي: « عملية قفصة 1980 : وجهة نظر سوسيولوجية » شهادة الكفاءة في البحث، جامعة تونس كلية العلوم الانسانية والاجتماعية 1993 المصدر : السبيل أونلاين ,بتاريخ 09 جوان 2008


 
 

تدوينة حمراء من اجل شهداء الحوض ألمنجمي

   

 
محمد العيادي* تسارعت وتيرة اهتمام المدونين التونسيين بالإحداث والماسي الوطنية والعربية  ويظهر هذا الانغماس في الهم الوطني والعربي من خلال ما أصبح يسمى بالأيام التدوينية الجماعية أو المشتركة أي التفاهم على يوم محدد للتدوين الجماعي في موضوع معين . ومن أهم الأيام التدوينية المشتركة نذكر تدوينة 1 جويلية 2007 وكانت من اجل فرض حرية التعبير , أما في 25 ديسمبر 2007 فكان يوم التدوينة البيضاء وذلك في حركة احتجاجية على حجب المواقع والمدونات في تونس . أما في15 ماي 2008 فكان يوم التدوين من اجل فلسطين تعبيرا عن التضامن مع الفلسطينيين في ذكرى النكبة  , وفي 1 جوان 2008 كان يوم التدوين من اجل المغرب الكبير بهدف تحريك مسار الوحدة المغاربية المعطلة .    آخر تدوينة جماعية تونسية كانت يوم 8جوان 2008  وسميت بيوم التدوينة الحمراء وذلك تضامنا مع شهداء الحوض ألمنجمي بقفصه حيث غلب اللون الأحمر القاتم على عدد كبير من المدونات التونسية  , وكمدون تونسي اعبر عن تعاطفي مع هذه الدعوة  بل انخرط فيها انخراطا كليا لما لها من قيمة رمزية ومعنوية كبيرة. إن هذا الشكل البسيط من النضال  » الالكتروني  » والذي قد يراه البعض منعدم الفاعلية , في حقيقة الأمر له قيمة كبيرة لأنه يمنحنا فرصة إحياء رأي عام وطني متحمس للقضايا الوطنية ومنخرط كليا في هموم هذا الوطن وماسيه ,  ويقطع بشكل تدريجي مع روح التخاذل والإحباط  والاستقالة التي تميز النخب التونسية . أخيرا ادعوا بكل رفق الإخوة المدونين التونسيين إلى مزيد الاهتمام بكل جزئيات ودقائق أمور الحوض ألمنجمي وكل شبر أخر في تونسنا العزيزة لان تدويناتكم ستكون مصدرا مهما للمؤرخين في قادم الأيام وقد تكون المصدر الوحيد . على كل , أيها المدونون مازال لدينا ألوان أخرى فلا تترددوا في استعمال اللون المناسب في اليوم المناسب وللحدث المناسب . محمد العيادي :  مدون تونسي مدونة صامد  http://rtoosh.com/blogs/samed/ :
 

التغيير المبارك يعرّف أهل الرّديّف الجريح على مختلف أجهزة السيادة

 

 
كتبه عبدالحميد العدّاسي:   إذا صحّ خبر تدخّل الجيش بمنطقة مدينة الرّديّف الجريحة، التي ودّعت يوم 6 جوان الحالي أحد أبنائها الرّافضين الظلم والإفساد في الأرض، الشابّ (الشهيد نحسبه) الحفناوي بن رضا بن الحفناوي المغزاوي، فإنّ الأمر لم يعد – كما قال المصدر الرسمي أو الوزير المكلّف بقول الزور على حقوق الإنسان، البشير التكّاري – مجرّد أحداث شغب يقف وراءها بعض الأفراد، بل قد يتطوّر ويُجبر المصادر الرسّميّة على ترقيته ووصفه بوصف يليق به، فيصبح – مثلا –  أعمالَ تخريبٍ يقف وراءها بعضُ المفسدين، أو تجميع الجموع من أجل إجبارهم على العصيان المدني والقيام بأعمال عنيفة من شأنها الإخلال بالأمن العام. والوزير يؤكّد عند رأس الشهيد « أنّ بلاده لن تسمح أبدا بأعمال الشغب واللجوء إلى العنف… »، وإذ يقول ذلك، فلا يقوله مزايدة أو إرهابا إعلاميّا فقط وإنّما أيضا إصرارا على كتم كلّ نفس حرّ… فبلاده قد قتلت الكثير ممّا يُعرف بـ »مجموعة سليمان » « الإرهابيّة » وقتلت مِن قبلهم الكثير لمجرّد محاولتهم اختراق الصمت والهدوء السائدَين في البلاد… فلا مجال للغوغائيين والمشاغبين، كما لا مجال للصّراخ المخلّ بـ »سكينة » المشهد العام، المسيء لبلاد التسامح الديني الذي مكّن الأحباب الصهاينة من الحجّ المبرور الذي جاء بعد طول عناء بُذل لاستئصال شأفة « الإرهابيين » الأُخَر القابعين على ضفّة الأبيض المقابلة فيما يُعرف قديما بفلسطين!…      الجميع في تونس يعلم – من خلال المعايشة – أنّ دور قوات الأمن المتعدّدة المجموعات والتشكيلات والتسميات في البلاد قد انحصر في حماية الدولة على حساب شقاء وجراحات الشعب، ما جعل الشرطيّ في البلاد سبب توتّر دائم لدى المواطن المغلوب على أمره. فهو الذي يراقبه ويعدّ عليه أنفاسه، ويستفزّه، ويسبّه،  ويضربه، ويضايقه في رزقه، ويظلمه، ويسجنه، ويعذّبه، ويروّعه بالزيارات الهمجيّة، وهو الذي – إن شاء – يقتله. والغريب أنّ العسكريين يشتركون مع المواطن العادي (دون علم ربّما من المواطن) في نظرتهم إلى هذا الشرطيّ المكروه المذموم، وقد يكون ذلك انطلاقا من العلاقة التي أسّسها النّظام القائم في البلاد منذ الاستقلال والذي قد قرّب هذا لحمايته وأبعد ذاك لخوفه منه. فبورقيبة كان يتوجّس كثيرا من العسكريين الكبار، وكنّا نسمع كثيرا عن تعمّده إذلالهم بمناسبة وبدون مناسبة. وقد انعكس ذلك جليّا في التعامل بين أجهزة الأمن والجيش، فقد كان البوليس يتصرّف على خلفيّة تلك النظرة السياديّة فلا يقصّر أبدا في الاعتداء حتّى على ضبّاط الجيش دون خشية عقاب. (وهذا الكلام ليس للتّعميم ولكنّه يمثّل أو يفسّر التّنافر بين الجهازين: الأمن والجيش، وقد حصل منه الكثير وعقدت جلسات المحاكم العسكريّة فيه)…   والأحداث في تونس (التي نحفظها على الأقلّ) تشير إلى تدخّل الجيش في مناسبات رئيسية ثلاث: الانتفاضة النّقابيّة سنة 1978، وأحداث قفصة والتي كان بطلها المرغني سنة 1980، وأحداث أو انتفاضة الخبز أواخر سنة 1983 بداية 1984، وإذا كانت المناسبة الوسطى شبه عسكريّة مائة بالمائة، فإنّ الأولى والأخيرة كانتا مساندة لصفوف الأمن التي تهوّرت فأجرمت بأن قتلت فتورّطت فعجزت حتّى استنجدت. وسمعنا عن التدخّلين الأوّل والآخر قصصا تحكي بياضا، حيث انحاز أفراد الجيش المحنّكين الطيّبين (أساسا من ضبّاط الصفّ المتقدّمين في السنّ والمرتفعين في الرّتبة) إلى شعبهم بأن أرَوْهم خطورة السلاح المحمول وقدرته على القتل إذا ما أُجْبِرَ حامِلُه على استعماله، فأقنعوهم بحفظ أنفسهم، وحفظوهم في دُورهم وفي متاجرهم وأعراضهم. كما سمعنا قصصا تحكي سوادا قاتما، حيث لم يتردّد بعض مَن لا دين لهم ولا مبدأ ولا رادع أخلاقي في تعهّد كفاءتهم في الرّمي باتّخاذ الحشود هدفا لهم، فكان أن سقط من أبناء تونس ما لم يعلم عددهم إلاّ الله سبحانه وتعالى ثمّ المتكتّمون على الإجرام والباطل. كما لم يتردّد هؤلاء الأنذال « المُقْسِمُونَ على الدّفاع عن حرمة الوطن » في الانخراط في بعض الأعمال اللاّأخلاقيّة – متستّرين في ذلك ببعض « المشاغبين » -، حيث استعملوا سيّارات الجيش لنقل الكثير من البضائع غالية الثمن من المحلاّت الوطنيّة الكبرى التي جاؤوها للدّفاع عنها ضدّ غضب الجياع المشاغبين، ليبيعوها بعد ذلك (لأصحابها ربّما) دون خجل أو وجل من أحد. (وكيف يخجل مِن النّاس مَن لم يراقب ربّ النّاس؟!)   إذن فتدخّل الجيش في الرّديّف (إن صحّ ذلك) يعني الكثير من الأشياء منها على وجه الخصوص:   1 – كذب المصادر الرسميّة وعلى رأسها الوزير البشير التكّاري في توصيف ما يقع بالحوض وخاصّة بالرّديّف، ذلك أنّ شغبا يثيره بعض الأفراد لا يدفع أبدا إلى القتل، ولا يستدعي أبدا تدخّل الجيش. فإنّه ما تدخّل يوما إلاّ من أجل الإسناد وخاصّة من أجل إبعاد أعداء الشعب عن الشعب، أعني البوليس، ذلك أنّ الجيش لا يزال يُحظى لدى المجتمع التونسي ببعض الاحترام… وأسأل الله ألاّ يرتكب من الحماقات أو الموبقات ما يعجّل بفقده ذلك الاحترام…   2 – إنّ الأمن بمختلف تشكيلاته قد أفسد في تدخّله وقد ورّط النّظام الحاكم، وعليه فقد سارع هذا النّظام  إلى لعب ورقته التقليديّة « الرّابحة » – رغم الحرج والضيق الذي يطال البوليس من ذلك – والمتمثّلة في الجيش الذي عوّد المواطنين – مقارنة بالبوليس الذي يكرهه ويكرهونه – بـ »حكمة » قد تخدمهم وتخدم النّظام. على أنّ في التدخّل – وهو الأهمّ لدى صانع التغيير – رهانا على دور « الهيبة » في قمع المواطن الذي لا يزال يهاب الدبّابة والآليّة الكبيرة التي لا يعلم عنها إلاّ القليل… وأسأل الله أن ينظر العسكريون إلى الوضعيّة بقلوبهم وبصائرهم بدل أن ينظروا إليها – ربّما – بعيون نفخ فيها الأبالسة فوسوسوا إليهم إظهار الذّات والمقدرة، فإنّ الذين يقفون أمامهم اليوم ليسوا عدوّا مصطلحا ولا عدوّا إفتراضيا ولكنّهم الأمّ والأب والزوج والأخت والمغلوب على أمره والمظلوم من « أهله » والمكلوم الذي فقد ولده… وليذكر العسكريّون أنّ مهمّتهم إنّما كانت – حسب القسم – الدّفاع عن حرمة الوطن وليست مساعدة الظالم على كسر الشوكة التي ترغب في الحفاظ على تلك الحرمة…   3 – لست على يقين من أنّ الجيش التونسي لا يزال على سمته السابق الذي كان عليه حتّى تاريخ مغادرة البلاد، ولكنّي أحسب أنّ الانحدار العامّ الذي تعيشه البلاد قد أخذ منه – رغما عنه – بطرف. وما يزيد من هذه القناعة هو خروج الكثير من تلك النّماذج المصابيح التي كانت تخدمه إمّا بسبب « التطهير من الإرهابيين والمشاغبين »، أو بسبب تقدّم الكثير من الرّجالات الذين عنيتهم في الفقرة الثالثة أعلاه في السنّ وبالتالي إحالتهم على التقاعد، ووصول أولئك التافهين الذين أشرت إليهم بالقصص القاتمة السواد أعلاه إلى مراكز القيادة، فإنّ هؤلاء – لجُبنهم – لا يتردّدون في صناعة بطولة على أشلاء الضعفاء (نسأل الله العافية)… وعليه فالحذر من طرف أهلنا في الرديّف مطلوب، والإصرار على أخذ الحقّ مرغوب فيه ومحبوب. والعمل الإيجابي يقضي على التونسيين جميعا تفويت الفرصة على التغيير الأصمّ الظالم كي لا يختلي بأهلنا في الرّديّف، فإنّما يأكل الذئب من الغنم القاصية!…  

« شهيد » الرديف.. رصاصة « الغلاء » أسكتت قلبه

 

 
  محمد أحمد تونس- على وقع أصوات الرصاص ووسط الدخان الذي أطلقته القنابل المسيلة للدموع، هرع الشاب حفناوي المغضاوي « محاولا حبس أنفاسه حتى لا يستنشق الغازات المنبعثة من القنابل » إلى بيت جدته للاطمئنان عليها؛   خشية أن يكون أصابها مكروه، ومساعدتها في وقت غمرت فيه الغازات المنبعثة من القنابل المسيلة للدموع أحياء مدينة الرديف التونسية. الفوضى كانت هي المسيطرة على الأوضاع في المدينة؛ فقوات الأمن دخلت في اشتباك مع الأهالي الغاضبين الذين تظاهروا بشكل سلمي احتجاجا على البطالة وغلاء الأسعار.. كانت أشبه بملحمة؛ فأصوات الرصاص ودوي القنابل قابلها صراخ من أمهات رأين أولادهن يسقطون جرحى وآخرين مغشي عليهم. حفناوي الشاب ذو الخامسة والعشرين ربيعا لم يستطع الوصول إلى بيت الجدة؛ ليس لأن الدخان الكثيف حجب الرؤية أو بسبب الفوضى التي عمت الشوارع، فالشاب الذي كان يسابق الزمن ليصل إلى جدته فجأة توقف متهاويا على الأرض بعدما اخترقت رصاصة ظهره لتسكت قلبه الذي خفق قلقا على جدته الحبيبة. رصاصة مباشرة في القلب جاءته من الظهر، هكذا قال الطبيب الشرعي الذي كشف على جثته، وهو توصيف حمل بغير قصد دلالات ليست بسيطة. « يا شهيد لا تهتم » رضا المغضاوي « والد الشهيد » كما أطلق عليه أهالي المدينة الذي روى لـ »إسلام أون لاين.نت » كيف فقد ابنه الغالي، مضى مكملا قصة مأساته التي لم يلبث حبرها الدامي أن يجف قائلا: إن مدينة الرديف كلها خرجت على بكرة أبيها في تشييع جنازة ولده، مرديين التكبيرات التي تخللها الهتاف: « يا شهيد لا تَهتمْ الحرية تُفدى بالدَّم ». الوالد المكلوم الذي تقطر الكلام من شفتيه بصعوبة أوضح أيضا أن خطرا يتهدد والدة الفقيد التي لا تزال مصدومة من وقع المصيبة وهي تعاني من مرض السكّري وضغط الدم؛ مما استدعى إسعافها ثلاث مرات نتيجة انهيار حالتها الصحية. إحدى أخوات الفقيد التي كانت دائما تتلقى حديثه عن طموحه بالدعاء له بالتوفيق والسداد لا تعي الآن ما يحدث حولها؛ بعدما أصيبت بانهيار عصبي حاد استدعى نقلها إلى المستشفى.   وردّا عن سؤال لإسلام أون لاين.نت » عمّا ينوي فعله بعد مقتل ابنه، قال الوالد: « أنا الآن مصدوم، وحقيقة أنا في وضع لا يسمح لي بالتفكير.. ولا أدري ماذا أفعل ولا كيف أتصرف ». هذه الحيرة التي يعيشها الأب، والألم الذي يعتصر قلب الأم، والانهيار الذي تعانيه الأخت، يقابله حنق في حلق شباب المدينة الذين رأوا حفناوي صريعا مدرجا في دمائه على الأرض. وحفناوي هو القتيل الثاني بجهة الرديف في غضون شهر واحد خلال الاضطرابات التي شهدتها المدينة بسبب غلاء الأسعار وعدم وجود فرص عمل للشباب. هدوء وحذر وحنق وبعد المواجهات التي عاشتها يوم أمس وانتهت بفقدان الحفناوي تعيش محافظة قفصة، 500 كم جنوب العاصمة تونس، حالة من الهدوء المشوب بالحذر الشديد. ويقول شهود عيان: إن تعزيزات كبيرة من الأمن تصل منذ منتصف يوم أمس إلى مشارف مدينة الرديف إحدى المدن الرئيسية الثلاث لمحافظة قفصة، وتشكل مع كل من المتلوي وأم العرائس ما يسمى بـ »منطقة الحوض المنجمي »، نسبة إلى مناجم الفوسفات. ويؤكد بعض الأهالي أن نحو 38 سيارة شرطة و12 حافلة ترابط بالقرب من المداخل الرئيسية للمدينة. وعبر عدد من الناشطين الحقوقيين عن خشيتهم من أن يكون الهدف من الدفع بهذه التعزيزات هو معاودة اقتحام المدينة، والقيام باعتقالات فيها، وهو ما من شأنه أن يعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه من مواجهات. ويتوقع زهير مخلوف الأمين العام لمنظمة « حرية وإنصاف » طبقا لهذه الحشود الأمنية أن تحاول السلطة القيام بحملة اعتقالات واسعة في صفوف الناشطين في « انتفاضة الحوض؛ بهدف إسكاتها تماما ». وفي خضم التطورات، كان لتدخل الجيش -الذي طوق المدينة وتدخل لإنهاء الاشتباكات بين المتظاهرين والقوات الأمنية- أثر إيجابي لدى الأهالي؛ حيث قاموا باستقبال وحدات الجيش بالترحاب والزهور والزغاريد أيضا.  ويرى هؤلاء السكان الذي يعانون منذ أشهر من اضطرابات أمنية وقمع من الشرطة أن تدخل الجيش يعد مؤشرا على عدم قبول المؤسسة العسكرية بالطريقة التي تعالج بها الشرطة الأزمة. من جانب آخر، يتخوف مراقبون من أن يقوم الجيش بالانسحاب بعد أن تستكمل قوات الأمن استقدام تعزيزاتها، خاصة وأن هناك من يرى أن تدخل الجيش لم يكن بهدف حماية المواطنين بل بهدف حماية المؤسسات العمومية والبنوك بعد انسحاب القوات الأمنية من المدينة. وفي هذه الأثناء، تتوالى التعازي على بيت عائلة حفناوي، كما تتوالى بيانات وبرقيات الاستنكار على قيام الأمن بإطلاق النار على المتظاهرين، وإصرار السلطات على معالجة المشاكل الاجتماعية بالأساليب الأمنية.   المصدر: موقع إسلام اون لاين. نت بتاريخ 09 جوان 2008 

صرخة من الأعماق

 

 
صرخة  في وجه الجلاد أطلقها في كل أنحاء البلاد ***  ضد الظلم والجبروت  والقهر والاستبداد ضد قاتلي شعبي  ومغتصبي الحرية  من الأوغاد *** صرخة غضب أعلنها بين أهلي وإخوتي  وأحبائي في مدينة الرديف مدينة المجد  والصمود والكبرياء  *** في مدينة الأخوة والمحبة وصرخة الجياع والبؤساء في مدينة النضال و قلعة الصمود و الشهداء *** من الشهيد هشام العلا يمي إلى حفناوي بن رضا مغزاوي دون انتهاء الذين سقطوا ضحية  الدفاع عن الخبز للفقراء *** عن العرض عن الشرف يسقون الأرض بالدماء  الطاهرة الزكية دون خجل ولا خوف من الجبناء *** من السماسرة  من الجبابرة من المستبدين و العملاء هذه صرختي فلتصل إلى كل بيت  وركن وكل الضمائر الحية و العظماء *** و نغسل جوهنا بماء الحرية النازف من الجرحى والأبرياء هذه صرختي بين أحشائي تسري بين ضلوعي  تحدث دويا عاليا في السماء تناديك يا وطني كي نصلي جميعا ونحتفل بعيد الشهداء ّهذه الكلمات تدحرجت تلقائيا من عمقي  ومن نفسي  حالما وصلني نبأ استشهاد  الشاب حفناوي بن رمضان وهو يحتج كمواطن شاب على حالة البطالة المضنية التي يقاسي منها العديد من أهل  مدينة الرديف الأمرين من ضنك العيش  والإحباط  أضف إلى ذلك  تمادي أعوان  البوليس  في تعمد الاهانة  للأهالي  وجرح كرامتهم  .  ففي يوم 5 جوان  2008 زاد تحرش قوات القمع بالمواطنين  وبلغ ذروته بحيث تعمدوا الضرب المبرح والتعنيف و مداهمة البيوت  ثم الإيقافات التعسفية  على خلفية الدفاع عن المطالب المرفوعة منذ 5 أشهر  وتتمثل في الحق المشروع في الشغل . ولما وصلت الاهانة حدا لا يطاق قرروا الدخول في إضراب عام  في اليوم الموالي  الموافق ل6 جوان  2008. وكالعادة واجهت السلطة  الإضراب  بكل عنف وقمع شديدين  وخاصة بعد أن نظم أهالي الرديف مسيرة سلمية  من اجل مطالبة السلطة بالكف عن الاعتداءات المتكررة من أعون الأمن و بمواصلة التفاوض في شان القضايا العالقة في مناخ خال من التوتر  . وكل متتبع لأحداث مدينة الرديف  لا بد وان يحيي صمود النقابيين عامة  وبشير العبيدي وعدنان الحاجي  على طريقتهم الحضارية في قيادة تحركات الجهة بعيدا عن المشاحنات والاعتداءات  وكل مظاهر العنف . وكان صوت الحكمة والعقل هما السائدان  وكل التحركات  كانت سلمية ومدنية . ولسائل أن يتساءل لماذا عمدت السلطة إلى تغيير الأسلوب في معالجة أسباب الأزمة علما أن العديد من الملفات عولجت وان البقية في طريقها للتسوية؟ ولذلك  لابد من فتح تحقيق ومحاسبة  الجهة المسئولة في السلطة عن التصعيد  والتي آدت إلى استشهاد الشاب حفناوي بعيار ناري  في واضحة النهار. وهذا أمر في غاية الخطورة لا يمكن تغافله أو السكوت عنه. النفطي حولة :7 جوان 2008


 
 

الوكالة التونسية للأنترنات تغتال حرية المواطنين التونسيين في بلد قمة مؤتمر المعلومات *التضييق على الابحار واستباحة الصناديق*

 
مراد رقية
لقد تساءلت في مقال سابق يحمل عنوان »الوكالة التونسية للأنترنات والأربعماية وأربعماية باشي »الدور السلبي وغير المبرر الذي تلعبه هذه الوكالة التي يدفع المواطن التونسي أجور موظفيها ومهندسيها المبدعين تضييقا من جيبه من خلال تنصيب نفسها وصيّة لم يكلفها أحد سوى « أولي الأمر » من خلال قطع الصلة المباشرة بين الشبكة العالمية ومزودي الأنترنيت التونسيين حماية لنا من تداعيات العولمة؟؟؟ وطالما أننا ندفع لمزودي الأنترنيت،وكذلك لشركة اتصالات تونس الرافعة لشعار »كلّنا على فرد كلمة » دون أن تبين لنا هل نكون على فرد كلمة في الاتجاه القويم أو في الاتجاه الخاطىء المقابل النقدي اللازم فان الوكالة تتولى دون أن ندفع لها مراقبة حركة الابحار بطلب من وزارة تكنولوجيات الاتصال،وخاصة من وزارة الداخلية والتنمية المحلية.وطالما أن وزارة الداخلية أصبحت تتولى أيضا ملف التنمية المحلية،فهل أن مراقبة حركة الابحار وحجب المواقع تدخل في تكريس التنمية المحليةو التنمية المستديمةأو المستدامة خصوصا بعد احتضان بلادنا لمؤتمر قمة المعلومات التي يبدو بأن الوكالة التونسية للأنترنات لم تأخذ بها علما،ولم تلتزم بشيء مما ورد في لوائحها ومقرراتها؟؟؟ ولعل آخر تقليعة ابتكرتها الوكالة التونسية للأنترنات أو »التضييق على الأنترنات » والتي يشرف عليها مهندسون مختصون مقتدرون في مجال الاعلامية،ومن الأكيد بأنهم متألقون متميزون في كل مجالاتها التي تشمل حجب المواقع والتضييق على الحريات أكثر من تكريس حرية المواطن في الاتصال عبر الشبكة والالتزام بالمواثيق الدولية المتعلقة بحرية الفكر والتعبير وخاصة الاطلاع،آخر تقليعة اذا هي الدخول الى الصناديق البريدية  الألكترونية وافساد محتوياتها وحتى الرموز الخاصة بها مما جعلها وبتأكيد أصحابها تستعصي على الفتح أو حتى ان فتحت فانها لتنقل بعض البيانات غير المفهومةأو حتى الخارجة عن المقبول والمعقول؟؟؟ فكيف يقبل هؤلاء المهندسون الذين يفترض فيهم حصولهم على شهادات عليا ودرجات امتياز في مجالات اختصاصهم المختلفة أن يتعاطوا مثل هذه الممارسات التي يعاقب عليها القانون في بلدان أخرى اذ هي بمثابة تدليس أو تحيل على ملك خاص،والاعتداء غير المبرر على محتوياته.فاذا كانت وزارة الداخلية المكلفة بحفظ الأمن والنظام تقبل على ذلك وهي المفترض فيها حماية أمن وأملاك وحرمة المواطن فكيف تقبل وزارة تكنولوجيات الاتصال وهي المشرفة على الوكالة التونسية للتضييق على الأنترنيت أن تضحي بحقوق المواطن التونسي التي يتفنن في اغتيالها اكترونيا ويوميا عبر مراقبة الابحار وخاصة وعبر التقليعة الجديدة أي اقتحام واستباحة الصناديق البريدية الالكترونية والتلاعب بمحتوياتها أو »فيرستها »؟؟؟ المطلوب اذا من وزارة الداخلية والتنمية المحلية الالتزام بمتطلبات التنمية الحقيقية التي من مقوماتها حماية الحرية الشخصية والمحافظة عليها،والمطلوب من الوكالة التونسية للتضييق على الأنترنات توظيف مهنديها في الاتجاه الايجابي وليس السلبي تبديدا وهدرا للحقوق،كما نطالب وزارة العدل وحقوق الانسان التي من بينها حرية الفكر والتعبير والاطلاع ،وكذلك المجلس الأعلى لحقوق الانسان الذي يشرف عليها المناضل المجتمعي العريق الأستاذ منصر الرويسي أن تهتم بهذا الملف الهام وذي الأولوية القصوى لالقائه الكثير من الشك والظلال على مصداقية الشعارات المرفوعة والمرتبطة بمدى التزام السلطات التونسية بتركيز أكيد وحثيث لدولة القانون والمؤسسات،فأين انجازات الوكالة التونسية للتضييق على الأنترنيت من تأكيد مصداقية هذه الشعارات وهي التي تطلق حواسيبها وبرمجياتها الفائقة التطور والأداء المدفوع التكلفة من جيوب دافعي الضرائب،مكلفة مهندسيها المتميزين عطاء وابداعا في التضييق على حرية الابحار،والتطاول دون وجه حق ودون محاسبة تذكر على الصناديق البريدية الالكترونية. ولعل ذلك يدخل في اطار مشاركة المبحرين التونسيين أفراحهم وأتراحهم وحتى فوزهم في بعض أنواع اليانصيب،فاذا كان هناك مجال للفوز لتأكد كثرة النصابين والمفترين على الشبكة فتحن نعد ونلتزم لمهندسي الوكالة الذين يتعبون في متابعتنا ويوفرون لنا الرعاية والعناية من خلال الوسائل التقنية المختلفة بأننا سوف نخصهم بنصيبهم أو بجانب من قلب الحلوى لو تحققت المعجزة المطلوبة ،ونؤكد لكم وبكل أخوية منذ الآن بأنها لن تتحقق البتة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


 
 

في التلصّص والمتلصّصين من الكتّاب والفنّانين

 

 
منصف الوهايبي (*) قتل عامل مصري بعد سقوطه من الطابق السادس من عمارة جيرانه بالقاهرة بعد تسلقه مواسير الصرف الصحي بهدف التلصص علي النساء من نوافذ العمارة. واكتشف السكان جثة العامل صباح امس واكدت التحريات أنّ المتّهم كان بصحبة زميل له شوهدا علي سطح العمارة وهما يدخّنان، ثم قاما بالهبوط عبر مواسير المياه كي يتلصّصا علي الشقق من النوافذ المفتوحة، الا انّ القتيل، ويبلغ من العمر 26 عاما، اختلّ توازنه عندما فتحت إحدي السيدات نافذة شقتها فسقط وفارق الحياة في الحال، بينما نجح صديقه في الهرب الا انّ الشرطة تمكّنت من إلقاء القبض عليه.وقد أمرت النيابة بحبسه بتهمة التلصص… ربّما لا أحد لم يراوده مرّة أو مرّات حلم بالتلصّص علي جيرانه وخاصّة الجارات في أوضاعهنّ الأكثر سرّية وحميميّة؛ دون أن يتفطنّ إليه، كما حدث لهذا العامل المصري الذي أودي التلصّص بحياته: ميتة مضحكة لا شكّ، أن يهوي متلصّص من الطّابق السّادس؛لا لشيء سوي أنّ السيّدة المتلصّص عليها فتحت النّافذة التي كان يستمتع من خلالها بمراقبتها. علي أنّ التلصّص ليس وقفا علي مثل هؤلاء المهمّشين ، فهو لا شكّ مهنة المخبرين والجواسيس؛ ولذلك سمّي العرب الجاسوس عينا علي نحو ما سمّوا خيار الشيء والسيّد وشريف القوم ورئيس الجيش وطليعته عينا . وآخر ما بلغنا من أخبار المتلصّصين، أنّ أحدهم من المخبرين، استعمل رافعة خاصّة بتركيب الفوانيس الكهربائيّة لا لينير شوارع القيروان وأزقّتها المعتمة، وإنّما للتّلصّص علي منزل الأستاذ مسعود الرّمضاني رئيس فرع الرّابطة التّونسيّة لحقوق الانسان. ومن حسن حظه أنّه لم يسقط كصاحبنا المصري. ولو حصل لكان أوّل متلصّص تودي به رافعة. وأيّ من الكتّاب والشعراء والفنّانين،لم يتلصّص أي لم يفعل فعلته في ستر أو لم يتخلّق بأخلاق اللصّ،كما يقول لسان العرب في شرح هذه المادّة اللغويّة؟ بدءا بأبي نواس وهو يرقب من كوّة في شبكة اللغة المغتسلة وقد نضت عنها القميص لصبّ ماء… وصولا إلي جيمس جويس في روايته فينـجان يستيقظ حيث نتلصّص مع الكاتب، في فصل منها علي أنّا ليفيا بلورابيل وهي تتهيّأ لملاقاة عشيقها، فتتعرّي، وتغتسل بالماء البارد والطّمي المعطّر، وتتزيّن بأوراق النّبات وحشائش المروج وأعشاب البحر… فرواية الياباني ميشيما البحّار الذي لفظه البحر (1963) حيث يتلصّص الطّفل نبورو كيرود ابن الثالثة عشر علي امّه التي يعيش وحيدا معها،ويكتشف علاقتها بضابط في البحريّة التّجاريّة. وما بين هؤلاء: الشاعر العربي القديم والكاتب الإيرلندي والكاتب الياباني، تنهض لوحة المستحمّات للمتلصّص الأعظم أوغست رنوار، تلك التي رسمها ما بين عام 1884 و1887بعد عودته من إيطاليا، مستلهما منحوتة لفرنسوا جيرادون: Lebain des nymphes وإذا كان بيننا وبين هؤلاء حجب كثيفة من الزّمان والمكان، فإنّ الأقرب إلينا صلاح الدين بوجاه في لون الرّوح (2008) والكاتب المصري صنع الله ابراهيم في روايته التلصّص الصّادرة عام 2007 حيث نري بعيني طفل مصر الأربعينات في زواياها وتفاصيلها وشواردها (أخبار القصر والأحزاب، فساد السّلطة، العرب وإسرائيل، الاخت، الأمّ التي نحار أهي ميّتة أم مطلّقة، ثمّ نكتشف أنّها في مستشفي المجانين… نجيب الريحاني، ليلي مراد، صالح عبد الحي، سلامة موسي،طه حسين، محمد القصبجي، الأوبرا…) ويكاد لا يساورني شكّ في أنّ صنع الله تلصّص في روايته هذه علي رواية الياباني ميشيما، واستبدل الأمّ بالأب؛ عسي أن يمحو أثرا؛فيما المحو أدلّ علي الأخذ وأنمّ. تلصّص علي الماضي، من ثقب الباب لعلّه باب الحاضر، يلازم الطّفل كما الأب، وبخاصّة في المشاهد المضحكة السّاخرة (الأب العاري وفاطمة الشغالة، أو وهو يتلصص علي أخته عند زيارتها في منزلها، فيذرع أنحاء الشقة ويطلّ من الفتحات علي الغرف المغلقة التي تتكشّف أمامه ويعرّي الناس من ملابسهم، وأقنعتهم فنري زوج أخته يجري وراء الخادمة ثمّ يعود لوقاره المتصنّع أمام الطّفل، وكأنه لم يأت شيئا.) علي أنّي لست بصدد المقارنة بين الرّوايتين وهما اللتان كتبتا في فترة واحدة تقريبا إذ لا يفصل بين نشر الأولي والثانية سوي عام واحد،وإنّما ذكرت ما ذكرت،إشارة إلي أنّ موضوع التلصّص قديم في الآداب كلّها، وأنّ الفكرة في حدّ ذاتها أعمق من أن تحصر في العري. بل ربّما ليس هناك عري، وإنّما عين. وأظنّ أنّ هذا ما أفلح فيه صنع الله ابراهيم أو صلاح الدين بوجاه وهو يوزّع روايته بين أكثر من عين وأكثر من صوت في فصول الكتاب الثلاثة. وإن تهيّأ لي أنّها ليست أكثر من عينين ومن صوتين: عين كبيرة هي عين السّارد، وعين صغيرة هي عين عارف العون الأبكم الذي يرافقنا من أوّل فصل المنتجع قرب البحيرة إلي الفصل الثالث غابة الأوكاليبتوس ، حيث تقع الجريمة (مقتل عواطف) ويضعنا جميعا في حال تلصّص،سواء في الفندق أو خارجه. تدور هذه الرّواية الممتعة التي تخلّص فيها بوجاه من سطوة الموروث البلاغي الذي أفسد ويفسد كثيرا من أدب العرب، علي محورين المسموع / المرئيّ، بحثا عن لون الرّوح. وها هنا أحبّ أن أقف علي هذا السّؤال الذي يصحبنا في الفصول الثلاثة، ففيها كلّها بما في ذلك الفصل الثاني الشارع الفضفاض (وليد ونورة وسامر ومارغريت..) الذي تدور أحداثه خارج تونس (فلسطين) ندرك أنّ لون الروح لون يخصّها وحدها وأنّ الفضاء السّماعيّ ذو بعد واحد لا يدلّ إلاّ علي المسافة أو علي مكان الشّيء أو موقعه، دون أن يعطي السّامع انطباعا عن هيئته. غير أنّ الأذن تكتسب بالدّربة والمراس إحساسا مرهفا بالنّبرات والأجراس والأنغام والرّنّات التي تميّز الأصوات وتمكّن من فهمها أي تحديد مصدرها وكنهها أو روحها. ومن ثمّ فالسّمع إصغاء والإصغاء فحص أو فعل معرفة حيّزة الذاكرة السّماعيّة ، فيما النّظر يعرّفنا بنوع الشّيء (الموضوع) وبطبيعته وهيئته مثلما هو يقيس المسافة، ويقدر في الآن نفسه علي إلغائها؛ وهو علي كونه حاسّة المكان (الفندق في الرّواية)، فإنّه يمنح الناّظر إحساسا بالحضور: حضوره هو و حضور الشّيء في كونه الخاصّ معا، أي الشّيء الماثل للعيان (المتلصّص والمتلصّص عليه أو عليها). وعليه فالمعلومة التي يوفّرها النّظر تبدو أكثر غني من تلك التي يوفّرها السّمع، فالمسموع لا يجترح للمعرفة مثالا أو سنّة، علي النحو الذي يجترحه المرئيّ. ذلك أن العلامات التي يقترحها تحمل دلالات لا شكّ، ولكن تعوزها الرّؤية، وليس بميسورها أن تنقل المجرّد إلي حيّز المدرك والمحسوس المرئيّ، إلاّ بواسطة التّخيّل أو قلب السّمع بصرا . و لعلّ اللّغة أن تسعفنا، فليس ثمّة معادل في السّجلّ السّماعيّ، لكلمة بصّر (Visualiser) أي عرّف وأوضح أو أجلي الشّيء في مجلي الرّؤية، وكلمة صوّت (sonoriser) لا تعدو معني مدّ الصّوت وذيوعه وانتشاره. غير أن اللّغة نفسها تقرض كلمة سمع قرضا حسنا، فتلحقها بمعني فهم ، وقولهم أسمعني و حدّثني كثيرا ما يقترن بمعني أفهمني ؛ فالسّماع، في جانب منه، قرين الإفهام، بحيث يخرق دلالة المطابقة إلي دلالة أرحب هي الدّلالة المجازيّة التي تجعله علي وشيحة بالنّظر أو البصر؛ ولكن دون أن يطاوله أو يجاذبه مكانته. فسجلّ النّظر أغني في الظّاهر، بكثير من سجلّ السّماع كلّما تعلّق الأمر بالمعرفة. وليس ثمّة مرادف لقولهم عين العقل أو عين الصّواب أو عين الخطأ علي أنّ السّماع، في السّياق الذي نحن به،يدور علي محورين متجاذبين: جسديّ وذهنيّ، تشدّهما استعارة واحدة، أو هي تراوح بين هذا وذاك: لون الرّوح . (*) شاعر من تونس (المصدر: صحيفة القدس العربي (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 جوان 2008)


 

الورقة العربية إلى الأورومتوسطي تؤكد: رفض التطبيع المجاني مع إسرائيل

 
القاهرة – أحمد ربيع أكدت مصادر دبلوماسية مصرية أن القاهرة أنهت إعداد ورقة مفصلة تم رفعها الى الدول العربية الشريكة في عملية التعاون الأورومتوسطي – 10 دول عربية – لرفعها الى اجتماع يعقد في سلوفينيا اليوم وغدا. وقالت المصادر أن هذه الورقة تم احاطة الدول العربية الأعضاء بعملية برشلونة والتعاون العربي المتوسطي لأخذ رأيها بها، تمهيدا لبلورتها في صيغة نهائية قبل رفعها الى الاجتماع المشترك الذي يعقد في مدينة سلوفينيا. وتؤكد الورقة والمقترحات العربية على رفض أية محاولات – من وراء الاتحاد المتوسطي المقترح والمقرر اطلاقه من خلال قمة باريس الشهر القادم – لفرض التطبيع المجاني مع اسرائيل والقفز على الأوضاع بالشرق الأوسط. وتشدد على أنه لن يكون هناك سلام أو أمن أو استقرار بالمنطقة من دون الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة والتسوية العادلة للقضية الفلسطينية بما يفضي الى اقامة الدولة المستقلة وحل كافة القضايا المعلقة ذات الصلة وخاصة مستقبل القدس واللاجئين والمستوطنات. كما تدعو الورقة الى اقامة تعاون « عربي أوروبي » حقيقي يعكس الندية والتوازن بالحقوق، ويحقق مصالح الطرفين، فيما تعتبر أن مثل هذا التوجه – والطموحات بالتوصل الى اقامة هذا التعاون – لا يمكن أن يتحقق مع استمرار حملات الكراهية والتمييز التي تشارك بها جهات أوربية رسمية ضد الاسلام والمسلمين، رافضة أية ادعاءات باعتبار هذا التطاول من قبيل حرية التعبير. وتتعرض الورقة الى قضية مهمة تعكس المطالب العربية وهو ما يتصل بحرية الحركة والهجرة بين الشمال والجنوب وضرورة وضع ضوابط لها اذ تعتبر أن التوجه الأوروبي للحد من هذه الحركة يسهم في موجات الهجرة غير الشرعية وما تؤدي اليه من مخاطر وآثار سلبية ضخمة، كما أن الاتجاه الأوروبي للحد من الهجرة الشرعية يتنافى مع التوجه لاقامة الاتحاد المتوسطي واطلاق التعاون في مختلف المجالات. وكانت المجموعة العربية الأعضاء بعملية التعاون المتوسطي قد عقدت اجتماعا لوزراء خارجيتها بمقر وزارة الخارجية المصرية « السبت قبل الماضي » كلفت بعده وزير الخارجية المصري الذي تتولي بلاده دور المنسق للدول العربية الأعضاء بهذه العملية اعداد ورقة تعكس الرؤية العربية من الاتحاد المتوسطي الذي اقترحته فرنسا ومن المقرر اطلاقه خلال قمة تضم قادة الدول الأعضاء بهذا التجمع من شمال وجنوب المتوسط. (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 9 جوان 2008)

كتاب الإسلام والتّحليل النّفسيّ لفتحي بن سلامة غربة هاجر.. غربة التّحليل النّفسيّ

 

 
بقلم رجاء بن سلامة « لقد ولد الإسلام من الغريبة في أصل التّوحيد، وظلّت هذه الغريبة غريبة في الإسلام ».      جملة أستلّها من الكتاب لا لأنّها تلخّص الكتاب، بل لأنّ هذا الكتاب لا يكتفي بتقديم وجهة النّظر التي سادت طيلة تاريخ سرد الأصل التّوحيديّ المُخيّل، وهي وجهة نظر السّيّدة أو الأسياد، بل يقدّم في أحد فصوله وجهة نظر الغريبة-الأمَة.        الغريبة هي هاجر، الأَمَة التي أنجبت (إسماعيل) من « جهة الجسد » لا من « جهة الرّوح » في القصّة التّوراتيّة، وهي جدّة العرب المهجّرة المطلّقة المنبوذة المنسيّة إلى اليوم، والغريب الآخر الذي يجعلنا نتذكّر الغريبة ونخرجها من قاع الأرشيف هو التّحليل النّفسيّ. غربة هاجر في ذاكرتنا، وغربة التّحليل النّفسيّ في ديارنا ونفوسنا وعقولنا ربّما دفعتاني إلى ترجمة هذا الكتاب لجعل الغريبين أقلّ وحشة، غريب الأصل الغابر، وغريب الحاضر المهموم، فكانت رحلتي مع هذه التّرجمة شيّقة وشاقّة في الوقت نفسه.  إنّها عودة بالنّصّ إلى لغته الأصليّة بعد أن كُتب بلغة أخرى، ولكن هل توجد عودة محض؟ فقد كان لا بدّ من جذب اللّغة العربيّة من خطامها برفق حتّى تستجيب من جديد إلى التّحليل النّفسيّ وإلى تلاويين الكتابة والفكر الحديثين، وحتّى تتحمّل ما لم تكن تتحمّله، وتقبل باستنبات الجديد على جسدها، وكأنّ النصّ إذ يعود بالتّرجمة يترك بصمته الفريدة على اللّغة، ويجعلنا نكتشف طاقاتها الهائلة على الكشف لا على مجرّد التّعبير. ولكنّ التّرجمة لا تقتصر على نقل النّصوص من لغة إلى أخرى. فالكاتب نفسه قد تعرّض إلى محنة التّرجمة الفكريّة والنّفسيّة لما تلقّاه عن الإسلام بلغة الطّفولة، ولم يعد للكتابة عن الإسلام إلاّ بعد أن غيّرته أهوال الطّريق. التّرجمة هي « محنة الغريب »، والعائد من التّرجمة لا يعود كما هو. هذه التّرجمة قبل التّرجمة هي العودة بعد « المنعطف » كما يحلو للمؤلّف أن يقول. أو لنقل إنّها العودة من العودة، لأنّك لا تعود إلى المكان نفسه، بل تعود من عودتك إلى مكان آخر. لكلّ مسافر زاد، وزاد المتعرّض إلى محنة التّرجمة هو انعدام الزّاد، وهو إدراك استحالة العودة المحض واستحالة الأصل، واستحالة إحياء الأصل، « فالحركة الإسلاميّة (على سبيل المثال) بيّنت لنا ما يمكن أن تؤدّي إليه أوهام الإحياء » كما يقول الكاتب.   عليّ أوّلا أن أقول كلمات توضيحيّة عن هذا الكتاب دون أن أسطو عليه بادّعاء تلخيصه أو تقديمه، ودون أن أسطو على حقّ القارئ في اكتشافه وخوض مغامرته الخاصّة معه.   يريد هذا الكتاب، فيما يبدو لي ولمؤلّفه، أن يُقحم الإسلام في مجرى العلوم الإنسانية التي لا تنظر إلى الإسلام بمنظار الإله بل بمنظار الإنسان، فهو ينتج خطابا عن الإسلام مختلفا عن خطاب الذين يضعون أنفسهم في مكان الإله، وينظرون بنظرته، ولكنّه مختلف أيضا عن خطاب الاستشراق والإسلامولوجيا والسّوسيولوجيا السّياسيّة لأسباب استفاض فيها المؤلّف وأجد نفسي في غنى عن ذكرها. إنّه يدخل الإسلام من بوّابة التّحليل النّفسيّ، ليطرح أسئلة حول الإسلام وحول التّحليل النّفسيّ، وليخاطب المسلمين وغير المسلمين لأنّ الإسلام ليس قضيّة المسلمين فحسب، ولأنّ التّحليل النّفسيّ ليس كتلة من المعارف التي لا تتعرّض إلى محنة الخاصّ، بل هو المعرفة الكونيّة بالخاصّ وعبر الخاصّ.   ومع ذلك، فليس هذا الكتاب تحليلا نفسيّا للإسلام، ولا تحليلا لنفسيّة المسلم، بل هو قراءة في الأرشيف التّوحيديّ، لا تكاد تستعمل الموادّ والحالات العياديّة التّقليديّة في التّحليل النّفسيّ، ولكنّها ترتبط ارتباطا وثيقا بالتّفكير العياديّ، وليس أدلّ على ذلك من تخصيص المؤلّف فصلا لـ »عيادة ألف ليلة وليلة »، تأمّل فيه التّدمير الذي تنساق إليه النّرجسيّة الذّكوريّة عندما يجنّ جنونها إزاء المتعة الأنثويّة،  كما تأمّل فيه الجهاز المحكم الذي مكّن شهرزاد من علاج شهريار.   ولأوضّحْ أوّلا مدلول الأرشيف كما بيّنه جاك درّيدا وكما أفاد منه المؤلّف. الأرشيف هو النّصّ المرتبط بالأمر والبدء والسّلطة، والأثر الذي تحيط به حراسة دائمة، وهو من هذه الزّاوية مختلف عن الذّاكرة، لأنّ الذّاكرة لا توجد إلاّ انطلاقا من الحاضر، فهي تحوّل آثار الماضي طبقا للمصير وللقراءة التي تقوم بها في الحاضر وللحاضر. الذّاكرة تفترض النسيان، بينما يروم الأرشيف  امتلاك آثار ما وقع، ويدّعي الاحتفاظ بها، وإن كان هو نفسه كتابة تشتغل ضدّ نفسها لأنّها تفضح الطّريقة التي تأسّس بها والمكبوت الذي أقام صرحه عليه، وإن كان هو نفسه « أدبا » أي أنّه تاريخ حسب الشّهادة والذّكرى وليس تاريخا حسب الوثيقة المادّيّة الأركيولوجيّة، فأرشيف الإسلام دوّن كلّه بعد أكثر من قرن. إنّه أدب في أدب وإن كان تأسيسا لمجتمع وديانة. وهو أدب من حيث أنّه شهادة على ما حدث وضاع بمجرّد حدوثه، بما أنّ الحدث بمجرد أن يصير حدثا يدخل في بنى اللّغة والذّوات.  الفارق بين هذا الأدب وما سمّي « أدبا »، هو أنّ أدب الأرشيف يحيط نفسه بجهاز الإيهام بأنّه الأصل لا الأثر، وبأنّه الحقيقة لا التّخييل.   يشتغل الكتاب على الاثنين الأرشيف والذّاكرة. فيدعونا عبر فصوله المتعاقبة  إلى وقفات تأمّل في « هذيان اللّجوء إلى الأصل »، وما قام عليه من عمليّات مُخبّلة، ليس أقلّها عمليّة « نسخ الأصل » التي تمّ بها الإعلان عن « جاهليّة » المسلمين الحاليّين، ويحاول سبر أسباب نشأة هذا الهذيان الجماعيّ، واصفا دراما الخروج من التّقليد دون حدوث « عمل الثّقافة » الذي من شأنه أن يواكب طفرة الحداثة، بحيث كانت هذه الطّفرة  في العالم العربيّ الإسلاميّ اقتلاعا للترسّخات والتّماهيات القديمة ولم تكن في مقابل ذلك بناء لتراكمات تسمّي الواقعيّ الذي لم يسمّ، وتخلق فضاءات مدنيّة لعيش المشترك السّياسيّ.  كما يدعونا عبر الأرشيف الإسلاميّ إلى رحلة تذكّر لأهمّ المكبوتات التي تأسّست عليها المنظومة الإسلاميّة الرّمزيّة، فيبيّن إقصاء الإسلام للأنوثة الأصليّة الخاصّة به، ويبيّن إشكاليّة العلاقة بين الجسد والحقيقة والتّخييل كما تثيرها قضيّة « الآيات الشّيطانيّة »، وقضيّة حجاب النّساء، في فرنسا وفي بلداننا اليوم،  ويعود بقضيّة الحجاب إلى مشهد أصليّ متعلّق ببدء نزول الوحي على النّبيّ.   أسئلة الكتاب وهواجسه : ما الذي جرى في السّرد التّوحيديّ بين حوّاء وآدم، وبين هاجر وإبراهيم وسارّة، وبين عبد الله ورقيّة وآمنة، وبين محمّد وخديجة، وبين شهرزاد وشهريار، ما الذي حدث وما الذي تكرّر، وما الذي يفضحه الأرشيف من قصص كانت مخابر لبناء الأصل و »تكوين الأب »، أو كانت أجهزة عياديّة تتدخّل فيها المرأة بما لها من بصيرة خاصّة لتنقذ الرّجل من الجنون فتفتح له باب المعرفة أو باب القداسة أو باب الصّحّة النّفسيّة؟ وما الذي جرى وتكرّر عند إدخال الطّفل في بيت الطّاغية : إدخال موسى بيت فرعون، وإدخال دنيازاد بيت شهريار؟ وكيف تؤرّق صورة الأب الأصليّ، أب الرّهط البدائيّ المحتكر للمتعة مشاهد بناء الأصل، فتجعل الأب البطريرك متأرجحا بين التّضحية بالابن والعدول عنها؟ وكيف يتأرجح الوعي التّوحيديّ بين صورتين للإله : صورة الإله المكفهرّ، وصورة الإله المتسامي؟ وما الذي يجرى في السّرد التّوحيديّ أو حتّى الفلسفيّ بين الرّجل والرّجل، بين « هو وهو » : « ما اجتمع رجل برجل أو وجدت بينهما علاقة سلاليّة إلاّ وانفتح باب الاضطراب. وعندها تظهر سيناريوهات العنف باختلافها : التّضحية (بين الأب والابن)، وقتل المثيل (بين الأخوين)، وقطع الدّابر (بين الطّفل والقاتل المبيد)، وتصريف الفرديّة (واحد، اثنان، واحد)، والمجموعة (المؤسّس ووريثه). » هكذا يقول الكاتب في لحظة تكثيف لما يجري بين « هو وهو »، بعد أن بيّن ما يجري في فضاء « ما بين المرأتين ».   يتأمّل الكاتب باعتباره محلّلا نفسانيّا أرخبيل الذّاكرة والأرشيف، ليدعونا إلى الغوص في ذلك المحيط المترامي الأطراف، محيط اللاّشعور. ذلك أنّ الكبت وإن كان في مظهر من مظاهره أصليّا وضروريّا، فإنّه  مختبر للآلام والهموم، ومدعاة للتّكرار الأعمى والاغتراب : الكبت يجعل الإنسان كمن دفن نصف جسمه في   التّراب وهو لا يدري، فهو لا يقدر على الحركة، ولا يقدر على التّوق إلى الانعتاق من طوق التّراب المتراكم.     وفي نهاية المطاف، وفي آخر المنعطف، ما الذي يريد أن يقوله هذا الكتاب؟ ربّما يريد أن يقول إنّ هذه المجموعة الإنسانية التي تسمى « المسلمين » لا يمكن أن تغير شيئا إلاّ  إذا غيرت ما بأنفسها، ولكن لا بدّ لها من أدوات لتغيير الأنفس، وهذه الأدوات لا يمكن أن تأتي بها من العصور الغابرة بل من الحاضر لأن هذه الأنفس تعيش في الحاضر، فتغييرها لا بدّ أن يكون  تغييرا في الحاضر وبالحاضر. لنستمع إليه في لحظة نادرة من لحظات البوح : « ما موقف المحلّل النّفسانيّ إزاء هذه الوضعيّة؟ إنّه لا يستهين بقسوة الطّفرات ولا بضروب الحرمان التي تعقبها. لم يكن فرويد أبدا يحطّ من شأن هذه العوامل باسم التّقدّم، بل كان أميل إلى اعتبارها خطرا يهدّد الحضارة. كان يرفض كلّ شكل من أشكال إعادة النّظام القديم، دون أن يقبل بالوضعيّة الرّاهنة، ودون أن ينكر ضرورة الخسارة وعراءها. وبهذا المعنى، فإنّنا نقتفي أثره وأثر نيتشه إذ يقول : « (…) لن نسمح لأنفسنا بسلوك أيّ طريق ملتو يؤدّي بنا إلى العوالم الورائيّة والآلهة المزيّفة-ولكنّنا لا نحتمل هذا العالم قطّ، وإن كنّا في الوقت نفسه لا نريد إنكاره. » لا عودة إلى الوراء إذن، ولا خضوع إلى الّراهن، ولا إنكار للواقع، ونضيف إلى هذه المنفيّات الأفعال الإيجابيّة التي يقوم عليها عمل المحلّل النّفسانيّ وهي : الاستماع إلى الفزع ، وتسمية اليأس، وتحليل صوره. »   وبعد، فهذا هو الوجه الشّيّق من المغامرة وليس الشّاقّ. الشّاقّ هو تقريب الشّقّة بين القارئ العربيّ والبيئة الثّقافيّة التي ظهر فيها الكتاب، وهي بيئة تكاد تنتشر فيها المعرفة بفرويد وقارئه الفرنسيّ جاك لاكان مع ذرّات الهواء. أقول هذا رغم أنّ الكتاب ليس من المصنّفات المنغلقة في الدّائرة الضّيّقة للتّحليل النّفسيّ ومصطلحاته التّقنيّة، فهو منفتح على السّياسة والفلسفة والأنتروبولوجيا والأدب. وقد حرصت مع المؤلّف على إضافة جهاز توضيحيّ من الهوامش، عرّفنا فيه، معا أو كلاّ على حدة، ببعض المفاهيم المتداولة في التّحليل النّفسيّ المعاصر أو في الفلسفة الحديثة أحيانا. ويجب أن لا يغيب عن قارئ الكاتب مثلا أنّ  كاتبه يأخذ بفرضيّة أساسيّة تبيّنت خصوبتها النّظريّة والعياديّة، هي فرضيّة الأنظمة الثّلاث التي تحدّد حسب جاك لاكان الذّات البشريّة، وهي  الخياليّ  (مجال تصوّرات الجسد، وأوهام العظمة لدى الأنا، والعلاقات المرآتيةّ) والرّمزيّ (مجال الكلام والوظيفة الأبويّة، والقانون المهيكل للذّوات) والواقعيّ (وهو المستحيل الذي لا يمكن ترميزه بصفة تامّة).   والشّاقّ أيضا هو الصّعوبة التي وجدتها في ترجمة مصطلحات هذه المعرفة رغم كلّ الجهود الفرديّة المعزولة التي بذلت في التّعريب والتّعريف. وقد امتنعت  قدر الإمكان من استنباط مصطلحات جديدة تجنّبا لزيادة البلبلة التي نشهدها إلى اليوم في اعتماد المصطلحات العربيّة، إلاّ في ما تعلّق ببعض المفردات اللاّكانيّة كترجمة  l’Autreبـ »الآخر » وترجمة l’autre بـ »الغير » لأسباب شرحتها في الهامش، وترجمة مصطلحforclusion ، وهو يفيد الرّفض الذُّهانيّ للوظيفة الرّمزيّة، بـ »التّفويت » لأنّ الترّجمات المقترحة لا تفي بالغرض، ولأنّ لـ »التّفويت » مدلولات قانونيّة تقرّبه من المصطلح الفرنسيّ. وقد استفدت من جهود سابقة في ترجمة المصطلحات (منها جهود مصطفى صفوان، وقد كانت ترجمته لتفسير الأحلام لفرويد رائدة وبديعة، وجهود جورج طرابيشي وقد مدّني مشكورا بثبت من المصطلحات هو ثمرة سنين طويلة من التّرجمة والتّعريف)، وحاولت اعتماد ثلاثة مقاييس في ترجيح اختيار على آخر، هما أوّلا مدى انتشار المصطلح وثانيا مدى وجاهته في أداء المفهوم، وثالثا مدى قابليّته لاشتقاق الفعل أو صيغة النّسبة أو غير ذلك.   ولا يفوتني أن أنوّه بموقع الورّاق وبالقائمين عليه، فقد يسّر عليّ ترجمة الشّواهد العربيّة، وجعلني في غنى عن التّنقيب في الكثير من المصادر، رغم أنّ الكثير من النّصوص التي يضمّها تحتاج إلى المزيد من التّحقيق والضّبط. ولا يفوتني أيضا ان أوجّه شكري إلى أستاذنا بالجامعة التّونسيّة حمّادي صمّود، فقد قرأ مخطوط التّرجمة ونبّهني إلى بعض مواطن الغموض فيها، وكان رأيه سديدا في كلّ ملاحظاته.   وربّما يحقّ لي ختاما أن أدعو قرّاء هذا الكتاب بلغة الضّاد إلى « بروتوكول » للقراءة يتمثّل في ترك الرّغبة في الفهم السّريع، وفي الصّبر والأناة في تحصيل معنى وذكرى هما أحيانا أشبه ما يكونان  بتفسير حلم غامض متشعّب، رغم جهود الكاتب في التّحليل والبرهنة على ما يقول. ليزهدِ القارئ في نوازع السّيطرة، وفي ترسانات المعارف التّاريخيّة والأكاديميّة المفرطة في العقلنة، وفي آليّات الدّفاع والرّقابة، وليستمع إلى حكايات تخييل الأصل كما يستمع إلى نفسه في لحظات سكون وصمت فريد.   9 جوان 2008 الكتاب : الإسلام والتّحليل النّفسيّ لفتحي بن سلامة ترجمة وتقديم رجاء بن سلامة مراجعة المؤلّف النّاشر : دار السّاقي ومنشورات رابطة العقلانيّين العرب. تاريخ النّشر : 2008 وهذا النّصّ هو المقدّمة التي وضعتها المترجمة للكتاب.


 

إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ الحمد للّه وحده و الصّلاة على محمّد أشرف خلقه و على آله الطّيّبين و أصحابه المنتجبين أمّا بعد فيقول ربّ العزّة و لا عزّة إلاّ للّه و لرسوله وللمؤمنين من عباده فيما بقرؤون من كتاب ربّهم الذي أنزله على نبيّهم للتعبّد و طلب القربى منه سبحانه ثمّ التدبّر في معانيه ثمّ العمل بأحكامه كافّة بقلوب راضية مطمئنّة:   وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ   البقرة مائةوخمسةوخمسون و ما تلاها

 

و يبدو أنّ مصيبة قد حلّت ببعض إخواننا فطفقوا الواحد تلو الآخر يوم أمس وما سبقه يستذكرون قول ربّهم هذا طلبا للسّلوى و تخفيفا عن حزن قد يكون ألمّ بهم. مصيبة الحال هي مصيبة الموت والميّت هو محمّد الشّرفي وزير الطّاغية بن علي السّابق واتّقاءا لكلّ لبس أستبق هؤلاء السّادة الكرام و صيغة الجمع مقصودة و أقول أنّ لفظ الميّت هو توصيف لحال كما لفظ الطّاغية فلا يمكن حملهما محمل السبّ أو الثّلب. أمّا الموت فكلّ نفس ذائقة الموت و لا تدري نفس متى يكون أجلها ولا تدري نفس بأيّ أرض تموت. فالشّيخ الهرم ميّت لا محالة والصّبي ميّت لامحالة كما العليل والصّحيح والرّياضي والبدين وقد يموت الصبي قبل الشيخ كما قد يموت الصحيح قبل العليل. كما أنّ بن علي ميّت لا محالة. وأمّا الطّاغية فهو لفظ عربي شائع شيوع الطّغيان على امتداد التّاريخ العربي وغير العربي. عربي كقول اللّه عزّوعلا :إنّا للّه.. الذّي لا شأن له أو لا علاقة كما يقول أبناء الشّعب الذي استضعفه الطّاغية هذه اﻷيّام ب : إنّ للّه.. الظّلم والنّهب والقتل من علامات الطّغيان. فمن ظلم النّاس أو نهب أموالهم أو قتلهم بدون حق فهو طاغية. تلك مستلزمات اللّغة. و الطّغاة عادة لا يقومون بهذه الآثام بأنفسهم و إنّما يتّخذون أعوانا. و الميّت كان عونا للطّاغية. كما هامان و الحجّاج ابن يوسف و توفيق زرق العيون كانو أعوانا لطغاتهم. قد مات محمّد الشّرفي و ذهب إلى حيث يلقى جزاءه العادل بدون أدنى شك فإن خير فخير وإن شر فشر وقد سبقه إلى دار البقاء إخوة لنا قتلهم الطّاغية وأعوانه بدون أدنى شك خلّفو وراءهم أرامل وأيتام يعانون شظف العيش ﻷنّ الطّاغية أراد لهم ذلك. قد يحزن أفراد عائلة الشّرفي على فقد عزيز لهم و قد أتألّم فعلا ﻷلمهم و لكنّني أعلم أنّهم لن يعانوا شظف العيش بدون أدنى شك. بقي سؤال واحد: لما استفزاز مشاعر النّاس وحملهم على الكتابة في أمر لم يعد يهمّهم كثيرا ؟ فالشّرفي انتهى قبل أن يموت.

 
 سمير


رجال دين ونواب إسلاميون في البرلمان المصري يعارضون قانونا أباح نسبة الطفل لأمه ورفع عمر زواج الفتيات

 

 
القاهرة ـ من محمد عبد الخالق عارض رجال دين مسلمون بمصر امس تعديلات قانونية أباحت نسبة الطفل لأمه في شهادة ميلاده وقالوا ان النص علي ذلك يمثل اباحة للعلاقات الجنسية الحرة التي حرمها الاسلام. وأقر مجلس الشعب السبت تعديلات علي قانون الطفل الذي صدر عام 1996 وتضمنت بالاضافة لنسبة الطفل لأمه حظر توثيق عقود الزواج لمن هم دون سن الثامنة عشرة من الجنسين وهو حظر قوبل أيضا باعتراض رجال دين. وحظرت تعديلات القانون التي أثارت نقاشا حادا في مجلس الشعب ختان الاناث ونصت علي معاقبة القائمين بالختان بالحبس لمدة لا تقل عن ثلاثة شهور ولا تزيد علي عامين. وقال محمد رأفت عثمان أحد علماء الازهر الشريف لـ رويترز القانون تضمن أمورا عدة تتعارض مع الشريعة الاسلامية… رفع سن الزواج الي 18 عاما وتجريم من يتزوج دون هذه السن كلام مرفوض تماما ويجب ألا يعتد به من الناحية الشرعية . وأضاف الاسلام أباح الزواج في أي سن مناسبة ما دام راغب الزواج مقتدرا ماديا وتساعده ظروفه علي تكوين أسرة . وقال عثمان الذي شغل في السابق منصب عميد كلية الشريعة والقانون بجامعة الازهر ويشغل حاليا عضوية مجمع البحوث الاسلامية واضعو هذا القانون يسعون لنقل الثقافة الغربية الي العالم الاسلامي بصرف النظر عن مدي ملاءمة هذه الثقافة مع الدين والعادات والتقاليد الاسلامية الشرقية… (هذا القانون) يؤدي الي انتشار الرذيلة . ويقول مشرعون عارضوا تعديلات قانون الطفل ان قانون الاحوال المدنية يبيح زواج الفتاة في سن السادسة عشرة والفتي في سن الثامنة عشرة ويمكن الاستناد اليه أمام القضاء للحصول علي أحكام بتوثيق عقود الزواج التي حظر القانون الجديد توثيقها. وقال الرئيس العام للجمعيات الشرعية التي تدير كثيرا من المساجد في مصر محمد مختار المهدي نسب الطفل لأمه يخالف نصا قرآنيا يقول (أدعوهم لابائهم هو أقسط عند الله) . وقال مؤيدو القانون ان هناك ألوف الزيجات العرفية في مصر وان ثمارها من الاطفال يجب ألا يتحملوا تبعة انكار المجتمع لهم. وحظر القانون الجديد علي الآباء الشدة في تربية الاطفال أو الاساءة اليهم أو الحط من كرامتهم أو التسبب في انحرافهم، مقررا عقوبة الحبس لمدة ستة أشهر والغرامة أو احدي العقوبتين لمن يفعل ذلك. وقال عبد الله سمك المدرس بجامعة الازهر أي تشريع يجرم الآباء لتأديبهم أو تربيتهم أولادهم مرفوض تماما . ولم يصدر الازهر الشريف باعتباره المؤسسة الدينية الرسمية في مصر رد فعل علي تعديلات القانون الي الآن. ولم يتسن علي الفور الحصول علي تعقيب الكنيسة الارثوذكسية التي تمثل أغلبية المسيحيين والتي تعارض بدورها أحكاما صدرت من محاكم القضاء الاداري بتطليق مسيحيين لغير علة الزنا. وتقول الكنيسة الارثوذكسية ان المسيحية لا تسمح بالطلاق الا لهذه العلة. ويقول بعض علماء الاجتماع ان من الصعب علي المصريين تقبل تسمية ابن أو ابنة باسم الام في بيئة الاتجاه الاساسي فيها هو تحريم العلاقات الجنسية خارج الزواج. وتري وزارة العدل أن من الممكن وضع اسم اعتباري في خانة اسم الاب في شهادة الميلاد علي أن يكون ذلك ثابتا في السجلات الرسمية. وخلال مناقشة مشروع القانون قوبلت مواد كثيرة فيه بمعارضة شديدة من أعضاء المجلس الذين ينتمون لجماعة الاخوان. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 جوان 2008)  


الذي أمرنا بالحوار أمرنا بالمقاومة أيضا!

 

 
محمد صادق الحسيني (*) ان ينطلق نداء متجدد للمسلمين للحوار مع الآخر من جوار ومن بيت الله الحرام هذه المرة فيذكرنا بنداء نبينا ورسول الرحمة للعالمين بالدعوة الاولي بالجدال بالتي هي احسن، ليس فقط امر محمود ويثاب عليه، بل هو من نوع الواجب العيني المفروض علي كل مسلم ومسلمة في هذه اللحظة العصيبة التي يمر فيها المسلمون. لكن الحوار هذا لا ينبغي ولا يجوز ان يتحول الي ذريعة بيد احد، اي احد لايهام العالم وتحديدا المجتمع الغربي بان المسلمين علي استعداد للتخلي عن اي من مطالبهم المشروعة في ايجاد علاقات سوية ومتكافئة مع الآخر مبنية علي الاحترام المتقابل، او استعدادهم للتخلي عن حقوقهم الشرعية والقانونية في الارض والموارد التي ارتكب الآخر ولا يزال يرتكب عملية اغتصابها ونهبها وبشكل من اشكال الجريمة المنظمة لم يشهد لها العالم نظيرا لاسيما عندما يتعلق الامر بفلسطين ذلك القلب الدامي والنازف من العالم الاسلامي. نعم نقول ذلك اولا لان الحوار لا يسقط حقا لا بسبب التقادم ولا بسبب ارادة الحوار، ذلك لان ارادة الحوار هنا انما هي دعوة لحل النزاع بالطرق السلمية لا بالطرق العنفية الامر الذي يتطلب من الآخر الاقرار بجريمته ومن ثم الاذعان بضرورة اعادة الحقوق الي اهلها بالتي هي احسن، بدلا من تحميل العالم كل العالم اكلافا اضافية، بسبب امعانه في الجريمة وهو ما انتج ولا يزال مقاومة واصرارا علي استرداد الحقوق مهما كانت الاثمان ذلك لاننا امة لا تنام علي شهدائها ولا علي حقوقها المغتصبة ولا علي ممارسات الجريمة المنظمة لاعدائها ولو اقتضي الامر استمرار الكفاح العام! وثانيا لان الحوار انما هو جزء اساسي من قيمنا ومبادئنا الثابتة التي لا تبدلها عوادي الايام ولا مصائب الدهر او ظلم الآخر او اجحافه نعم، لكن الذي علمنا الحوار وامرنا به علمنا الجهاد والمقاومة ومقارعة الظالم وعدم السكوت امام الجور لاننا عند ذلك سنتحول الي شيطان اخرس والشيطان الاخرس لايتقن الحوار ولايليق به ان يتقدم قافلة المحاورين ويتحدث باسمهم. والحوار ثالثا لا ينبغي ولا يجوز ان يتحول الي مبرر للبعض ليتقدم من خلاله بشهادة حسن سلوك الي المجتمع الغربي الظالم والمتعجرف والاحادي النزعة لاسيما الطرف الامريكي المتبجح، ولا هو نوع من نوع تقديم اوراق اعتماد لاسرائيل التي غدت وكأنها البوابة التي منها يدخل المعتمدة اوراقه ومنها يخرج الذي ترفض اوراق اعتماده. وحاشا للمسلمين والعرب منهم علي الخصوص ان يقبلوا ذلك! وعود علي بدء نقول نعم للحوار مع الآخر لاسيما عندما يخرج من مكة المكرمة وباجماع المسلمين وهو ما حصل بالفعل في الاسبوع المنصرم وهو امر نجله ونحميه برموش عيوننا ونفتخر به ونرفع رأسنا به وقد شاركنا به ونعتبره فرصة ذهبية للآخر الذي لا يزال هو من يرفض الحوار وليس نحن كما يريد البعض من ابناء جلدتنا ان يصور ومعهم قسم واسع من ذاك الآخر الذي يريد ان يؤاخذنا بجريرة عنف و ارهاب هما من صنعه ونتاجه ان كان فعلا عنفا اعمي وارهابا فيما هو من مبادئنا وقيمنا الثابتة وغير القابلة للتصرف ان كان من نوع المقاومة والدفاع وهو ما نفتخر به وبالانتماء اليه واعتماده نهجا للعزة والفخار الي قيام الساعة. باختصار شديد نعم لحوار متكافئ ولا والف لا لحوار استلحاقي. ونعم لحوار امرنا به رسولنا الكريم بمثابة اوراق اعتماد نقدمها لله الواحد الفرد الصمد رب العباد والبلاد لنيل الرضا والثواب، وليس بمثابة اوراق اعتماد نقدمها لرب الشهوات والاطماع والاستئثار ونهب الثروات وارباب الحروب تحت ضغط والارهاب لنيل مقعد في معادلة الظلم الدولية. (*) كاتب من إيران (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 جوان 2008)  

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.