Home – Accueil – الرئيسية
TUNISNEWS
7 ème année, N° 2268 du 07.08.2006
الهيئة العالمية للدفاع عن الاسلام في تونس:بـيــان الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقــوق الإنســان: أخبار سريعة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان – فرع بنزرت: بيــان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع جندوبة: بيان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع المنستير: بيان الحزب الديمقراطي التقدمي: بيان حول مجزرة الشياح مهاجرون ميتون طوال حدود أوروبا الراية: الشارع التونسي غاضب من العدوان:لبنان ينزف لكن جبله سيظل شامخا قدس برس: تونس: فنانون يرفضون الغناء ومهرجانات الطرب تتأثر بأحداث لبنان يو بي أي : تونسيون حاربوا في لبنان يتمنون العودة اليه لقتال اسرائيل القدس العربي : لبنان يهيمن علي امسية شعرية في مهرجان قرطاج عرب تايمز: بعد حصولهم على اذن خاص من اسرائيل … وزراء الخارجية العرب وصلوا الى بيروت بطائرتين اردنية ومصرية خميس الشماري « للموقف »: اعتراف الحكومة بأنها طرف في مشكلة الرابطة أول خطوات الحل الموقف: صفاقس: استبعاد منصف خماخم يثير تساؤلات الحبيب مباركي: مأساة مساجين الرأي في تونس – التضييقات و العقوبات لطفي حيدوري: الطعام لكلّ فمّ: الرشوة في خدمة العاطلين… والمرضى صابـــر التونسي: سمت عليهم دون تاج فبغوا عليها فاضل السّـالك: اللعنة يا عرب إخواني من قناة الجزيرة: العمالة ليست وجهة نظر!! د. سليم بن حميدان: المثقف بين العدمية والالتزام : تعقيبا على رجاء بن سلامة وأم زياد مرسل الكسيبي: رسالة الى العاقلين في بلدي والأمة : نداء الوحدة الوطنية والاصلاح توفيق المديني: دولة الحق والقانون في السيرورة التاريخية مقاربات في المعنى والتحولات النسقية وسيلة العياري لـ الراية الأسبوعية: دور الأحزاب والنقابات العربية ما زال قاصراً على رفع الشعارات
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »
حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:
بسم الله الرّحمان الرّحيم الهيئة العالمية للدفاع عن الاسلام في تونس بــيــان
لم نفاجأ بالذعر الشديد الذي أصاب السّلطة التونسية على إثر صدور بيان لحوالي مائة فقيه وعالم من سائر أنحاء العالم يستنكرون فيه تواصل الاعتداءات ضدالاسلام في تونس على مدى عقود طويلة مطالبين بحسنة الرجوع إلى الحق والفضيلة . حيث عمدت السّلطة كعادتها إلى دفع ثلة من أساتذة الشريعة لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة على الرد على بيان مائة من خيرة فقهاء الاسلام وعلمائه ودعاته في العالم اليوم . ليس من بين تلك الثلة عالم تونسي واحد معروف بدفاعه عن الاسلام في تونس .
قضية الاسلام الجريح في تونس ليست من المختلف فيه عربيا وإسلاميا ودوليا :
لا يختلف إثنان من الناس اليوم على الوضع المزري لسائر ما يتعلق بالاسلام في تونس وذلك لفرط تواصل الحملات الضارية ضد سائر رموز الاسلام ومؤسساته وشعائره وشرائعه على مدى عقود طويل، وكل الناس يذكرون أن تونس هي البلد الاسلامي الوحيد الذي صودر فيه حق الصيام على التونسيين جميعا بذريعة التفرغ للتنمية الاقتصادية كما أنّها البلد العربي الوحيد الذي يصادر فيه حق المرأة بالقانون ( منشور 108 ) في إختيار لباسها الشرعي تحت ذريعة مخجلة مضحكة سموها » الزي الطائفي « . من الامام إبن باز عليه الرحمة بالامس إلى القرضاوي اليوم : لا حصانة لضرب الاسلام . شن من سموا أنفسهم » علماء الزيتونة » الذين لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة في بيانهم المنشور في » ميدل آست أونلاين » بتاريخ الخامس من أوت 2006 هجوما لاذعا على الفقهاء والدعاة الذين أمضوا عريضة موجّهة إلى الحكومة التونسية ، وصفوهم بالجهل والكذب وإحتراف الارهاب وأصحاب الفكر الظلامي وغير ذلك . وبذلك لا يجد كل قارئ عناء حتى يتعرف على كون » علماء الزيتونة » الممضين هنا ليسوا سوى أدوات طيعة في يد السّلطة التي فاجأها الحدث فعمدت إلى التفصي منه بكل وسيلة . لا حصانة لضرب الاسلام في أي مكان وزمان : ذلك هو ما ترجمه الامام إبن باز عليه الرحمة والرضوان في بيان شهير ضم عددا كبيرا من علماء الامة منهم الشيخ الندوي عليه الرحمة قبل نحو ثلاثة عقود وذلك بمناسبة التهجم على القرآن الكريم علنا في تونس . واليوم بحمد الله سبحانه يتسلم المشعل الامام القرضاوي ومن معه من مثل الشيوخ العظام : الشيخ أحمد بن حمد الخليلي مكتب الإفتاء بسلطنةعمان والشيخ الد. عبد اللّطيف محمود آل محمود مفتي دولة البحرين و الشيخ إحسان هندريكس رئيس مجلس القضاء الأعلى /جنوب إفريقيا والشيخ الد. عبد اللّه بن بية نائب رئيس اتحاد العلماء / السعوديّة والد. محمّد سليم العوّا الأمين العام لاتحاد العلماء/ مصر و الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين /العراق وغيرهم كثير من كل المذاهب الاسلامية وأصقاع الدنيا
انظرنص النداء على موقع الــحـوار نـت (وبذلك تدان الحكومة التونسية مرتين من أعلى مستوى علمي رسميا وشعبيا بسبب عدوانها الصارخ ـ رغم تباشير التغيير الكاذبة ـ على مقدسات الاسلام . حبل الضحك على ذقون الناس قصير والعدوان على الاسلام عاقبته وخيمة : لم يظفر » علماء الزيتونة » الموقعين على بيانهم بأدلة تدحض حقيقة العدوان الشرس على الاسلام في تونس سوى بما يثير السخرية والتفاهة . الدليل عندهم على إحترام السّلطة للاسلام هو : وجود الزيتونة وقبور الصحابة الكرام عليهم الرضوان وبناء المساجد وطبع المصحف الشريف وتلاوته على مدار السّاعة في رحاب الزيتونة المعمورة ووجود دستور في البلاد يؤكد على أن الاسلام هو دين الدولة . مسرحية قديمة سيئة التأليف والاخراج معا مجها التونسيون مجا.
سياسة النفاق الماكر :
معلوم عند كل الناس داخل تونس وخارجها بأن أول عمل ضمن الحرب على الاسلام في تونس هو تدجين جامع الزيتونة حتى ظل لسنوات طويلة مخزنا للاسمنت بذريعة ترميم أبنيته ثم ظل بعد ذلك معلما سياحيا تؤمه السائحات الغربيات عاريات . ماذا ينتفع التونسي بقبور الصحابة الكرام عليهم الرضوان إذا لم تعمل السلطة على التمكين للاسلام الذي حملوه إلى بلادنا وكيف تجتمع حسنة القبور مع سيئات التهجم على النبي الاكرم عليه الصلاة والسلام علنا ، فضلا عن التهجم على كتابه الشريف بمثل ما وقع بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عام 1998 بجامع عقبة حين ذكر الاستاذ الجامعي » العبدلي » في اللسانيات بحضرة رئيس الدولة والطاقم المصاحب له في مثل تلك المناسبات بالحرف الواحد » لا يطمئن المرء إلى نسبة القرآن الكريم إلى الله بحكم إهتزاز البنية اللغوية في قصصه « . كما هومعلوم لدى كل التونسيين أن أغلب المساجد في تونس يقوم على بنائها تمويلا وعملا الاهالي الذين يحتاجون إلى ذلك المسجد في قريتهم أو حيهم ورغم ذلك فإن السّلطة لا تكاد تسند لهم إذنا بالبناء حتى ينفد صبرهم . أما بالنسبة لبعض المساجد التي شيدتها السلطة : بمال من شيدتها ؟ أليس بأموال الشعب ؟ ولاي رسالة ؟ أليس لرسالة التوعية بالاسلام عقيدة وعبادة وخلقا وشريعة ؟ ألم تحول المساجد ضمن خطة تجفيف منابع التدين الشهيرة الصادرة عام 1989إلى مقابر مظلمة يطرد منها الشباب ؟ فهل يصدق إذن كل عربي أو مسلم أن تلاوة القرآن الكريم على مدار الساعة دون إنقطاع في رحاب الزيتونة هو دليل على حرص السّلطة على العناية بالاسلام ؟ كيف تجتمع إذا تلك الحسنة مع سيئات إهانة المصحف الشريف ركلا بالاقدام في سجن برج الرومي قبل شهور قليلة نقلا عن بيان فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ببنزت ؟ وهي إعتداءات تأكدت بحسب شهادات كثير من المساجين في كثير من السّجون التونسية . و كما هو معلوم عند كل التونسيين بأن خطة تجفيف منابع التدين السيّئة الذكر قضت بإلغاء كل الكتاتيب والاملاءات القرآنية ـ على قلتها ـ ليس في المساجد فحسب بل حتى في المصليات الاهلية والاحياء الشعبية ولقد مر على تونس زمن لم تبق فيه سوى إملاءة قرآنية واحدة عجزت السّلطة عن إلغائها وهي إملاءة الشيخ المرحوم عبد الرحمان خليف في مسجد عقبة بالقيروان . سياسة نفاق ماكرة تنتهجها الحكومة التي غالت في تطرفها العلماني بشكل غير مسبوق تحرص على إظهار الشكل وضرب الجوهر والحقيقة. وفي الختام فإن الهيئة العالمية للدفاع عن الاسلام في تونس تشكر سائر العلماء والفقهاء والدعاة الذين طالبوا الحكومة التونسية بإحترام الاسلام وإستنكروا الحرب المعلنة ضده كما تدعو سائر علماء تونس ودعاتها وأئمتها وسائر الحقوقيين والاعلاميين إلى التصدي إلى محاولات العدوان المتجددة ضد الاسلام في تونس و فضح كلّ الممارسات المنافية لحقوق الانسان . كما تذكر الهيئة السلطة بأن الصّحوة الاسلامية العارمة التي تعمر بلادنا اليوم خير دليل على تشبّث التّونسيين بإسلامهم رغم النكبات .
والسلام عن الهيئة العالمية للدفاع عن الاسلام في تونس الهادي بريك ـ ألمانيا في يوم الإثنين 07 أوت 2006 الموافق ل:13 رجب 1427هـ
الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان
تونس في 05 أوت 2006
أخبار سريعة
إبعاد غير قانوني للمساجين السياسيين المحالين بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب والموقوفين تحفظيا من سجون تونس العاصمة إلى سجون بعيدة
تتابع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ملف المساجين السياسيين المحالين بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب الذين تمت نقلة العديد منهم من سجن تونس إلى سجون بعيدة بمختلف أنحاء البلاد.
وتفيد المعلومات التي بلغتها إلى حد الآن أنه تمت نقلة المتهمين الموقوفين الآتي ذكرهم إلى السجون التالية:
ـ عبد الباري بن عبد الحميد العايب وعائلته من بنزرت وعقبة بن محمد الناصري ونضال بن فاروق بولعابي وأيمن بن حسن غريب وعائلتهم من منزل بورقيبة إلى سجن القصرين، ـ نادر بن التيجاني الفرشيشي وعائلته من بنزرت وأنيس بن علي الكريفي وخالد بن محمد العرفاوي وعائلتهما من منزل بورقيبة وطارق الورفلي وعائلته من أريانة إلى سجن المنستير، ـ هشام بن نصر الدين المناعي وأحمد المقعدي وعائلتهما من بنزرت ورمزي بن عبد المجيد بن سعيد وطارق بن عبد القادر الهمامي وعائلتهما من منزل بورقيبة إلى سجن المهدية ـ محجوب بن مبروك الزياني وعائلته من منزل بورقيبة وماهر بن سالم بزيوش وعائلته من أريانة إلى سجن صفاقس، ـ عبد الحليم بن شعبان عروة وعائلته من بنزرت وسفيان الرزقي وعائلته من أريانة إلى سجن سيدي بوزيد، ـ وكريم بن مصطفى المهداوي وعائلته من منزل بورقيبة وسليم بن محمد المنصف الحاج صالح وإبراهيم بن الطاهر الحرزي وسهل بن الفاضل البدي وعائلاتهم من أريانة إلى سجن قابس. ـ حسني بن محمد الناصري وصبري بن لطفي الماجري وعائلتهما من منزل بورقيبة وعلي بن الطاهر الحرزي وعائلته من أريانة إلى سجن مدنين، ـ محمد بن عبد الكريم العباشي وعائلته من منزل بورقيبة إلى سجن القيروان، ـ أيمن بن بلقاسم الدريدي وعائلته من منزل بورقيبة إلى سجن باجة.
وبلغ إلى علم الرابطة من أوساط عائلات المساجين أن المساجين الذين كانوا بسجن تونس المدني تعرض بعضهم يوم الجمعة 21 جويلية 2006 لاستفزازات واعتداءات جسدية ولفظية من طرف مساجين حق عام بتحريض من بعض الأعوان، فقرروا رفض الإقامة (رفض الرجوع للزنزانة بعد الفسحة) فأجبروا على ذلك باستعمال القوة مما تسبب لبعضهم في أضرار بدنية. وإثر ذلك قررت الإدارة نقلتهم يوم الأحد 23 جويلية 2006.
وعلمت الرابطة من تلك العائلات أن أبناءهم وضعوا في السجون التي نقلوا إليها كل على حدة بإحدى الغرف مع مجموعة من مساجين الحق العام فدخل بعضهم منذ تاريخ نقلته في إضراب احتجاجي عن الطعام من بينهم خالد العرفاوي وعبد الباري العايب.
وهذه القرارات تزيد من إرهاق عائلات المساجين، إذ يلاحظ مثلا أن السيد محمد الناصري القاطن بمنزل بورقيبة وهو رجل مسن وغير قادر على تحمل مشاق السفر وأتعابه وأب لثلاثة أبناء موقوفين : حسان ببرج العامري وعقبة وحسني كانا بتونس العاصمة ونقلا الأول إلى القصرين والثاني إلى مدنين.
ويلاحظ أيضا أن السيد شعبان عروة القاطن ببنزرت وهو شيخ مكفوف يتنقل دائما مصحوبا بمرافق نقل ابنه عبد الحليم من تونس إلى سيدي بوزيد.
والمعلوم أن هؤلاء المتهمين وغيرهم في من المحالين بمقتضى قانون مكافحة الإرهاب كانوا قد صرحوا أنهم تعرضوا لتعذيب فضيع بمحلات وزارة الداخلية أثناء فترة الاحتفاظ وأجبروا على الإمضاء على محاضر لا يعترفون بما نسب إليهم فيها من أفعال. كما أن فترة الاحتفاظ بهم فاقت المدة القانونية وحرم عدد كبير منهم من الاستعانة بمحام عند الاستنطاق لدى التحقيق ولم يقع عرضهم على الفحص الطبي إثر مدة الاحتفاظ، هذا إلى جانب تجاوزات أخرى عديدة تتعلق بهضم حقهم في الدفاع.
والمعلوم أيضا أن العديد منهم تعرض بالسجن إلى المضايقات والانتهاكات والإهمال الصحي وقد اشتكى عدد منهم من الاعتداء عليهم بالتعذيب المادي والمعنوي داخل السجن من طرف أعوان السجون ومن مواصلة الهرسلة الأمنية بتواصل استنطاقهم خارج أية إجراءات قانونية مما جعلهم يشنون العديد من الإضرابات عن الطعام وأحيانا بدون تناول الماء للمطالبة باحترام حقوقهم الأساسية ووضع حد للانتهاكات التي تطالهم.
والمعلوم كذلك أن هؤلاء المساجين أوقفوا بالعشرات بمختلف مناطق البلاد وأحيلوا على المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة المختصة وحدها بالنظر في الملفات المتعلقة بقانون مكافحة الإرهاب بعد أن شنت السلطة حملة منذ شهر أفريل 2005 متواصلة إلى حد الآن. وقد أودعوا بالسجن المدني بتونس العاصمة أو بسجني برج العامري ومرناق بأحوازها وذلك في إطار إجراءات الإيقاف التحفظي في انتظار صدور حكم نهائي ضدهم. وقد شملتهم العشرات من الملفات القضائية أحيل جزء منها فقط على الدائرة الجنائية لدى المحكمة الابتدائية بتونس وأخرت لبداية السنة القضائية المقبلة. أما باقي الملفات فهي لا تزال في طور التحقيق أو من أنظار دائرة الاتهام أو محكمة التعقيب للنظر في قرارات دوائر الاتهام القاضية بالإحالة على الجنائي. وفي كلتا الحالتين فإن على الإدارة إبقاءهم بسجن يقع بالدائرة الترابية للمحكمة الابتدائية بتونس المتعهدة بالنظر في ملفاتهم.
فالمعلوم أن هؤلاء الموقوفين تحفظيا أودعوا بسجون تونس العاصمة بمقتضى بطاقات إيداع صادرة عن قضاة التحقيق بمحكمة تونس العاصمة الذين سلموهم لمديري تلك السجون دون سواهم. وتقتضي إجراءات الفصل 82 من مجلة الإجراءات الجزائية أن يحتفظ هؤلاء المديرون لديهم بالمتهمين ويسلمون وصلا مؤرخا وممضى من طرفهم لقضاة التحقيق المعنيين ويبقى الوصل في الملف. وهي إجراءات تعمل بها جميع المحاكم قبل صدور حكم نهائي في القضية. وبذلك يبقى المتهم بسجن إيقاف قريب من المحكمة المتعهدة بالقضية (أي تونس العاصمة في هذه الحالة) فيتمكن المحامي المكلف بالقضية الذي يقع انتدابه عادة من دائرة قضاء المحكمة المتعهدة من زيارة منوبه بالسجن وإعداد وسائل الدفاع معه.
ومن نتائج هذا الإبعاد في أنه يصبح من شبه المستحيل على المحامي زيارة منوبه لأن عليه الحصول على بطاقة زيارة صالحة ليوم واحد من الجهة القضائية المتعهدة بالملف ثم السفر نحو سجن بعيد لأداء الزيارة وكل ذلك خلال توقيت العمل الإداري.
كما أن نقلة المتهم الموقوف إلى سجن بعيد عن مقر إقامة عائلته من شأنه إرهاق العائلة بمناسبة زيارته وتقليل عدد الزيارات وإبقائه في حالة تصعب معها متابعة وضعيته بالسجن وتقديم المساعدة له.
تواصل قطع شبكة الإنترنت عن المقر المركزي للرابطة
تواصل الأيادي الخفية التحكم عن بعد في خط ربط الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بمقرها المركزي بشبكة الإنترنت. ولا يمكن للهيئة المديرة منذ أسابيع الاتصال بالشبكة من مقرها.
وقد أقدمت الأيادي الخفية منذ مدة على الحيلولة دون فتح واستعمال صندوق البريد الإلكتروني الخاص بالرابطة من أماكن أخرى إذ أصبح من العسير جدا الوصول إلى البريد. وفي الحالات القليلة التي أمكن فيها الدخول إلى هذا العنوان لوحظ اختفاء مراسلات إلكترونية عديدة أعلم أصحابها هاتفيا أنهم أرسلوها ووصلت لصندوق بريد الرابطة.
وقد طالت هذه الممارسات الإجرامية عنوانين إلكترونية خاصة بأعضاء الهيئة المديرة ومن بينهم رئيس الرابطة.
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان
فرع بنزرت:
بيــــان
بنزرت في 7 اوت 2006
علمت هئة فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أن عددا من المساجين السياسيين من مدينة بنزرت المحالين على أنظار المحكمة بمقتضى قانون الإرهاب يتم التنكيل بهم و بعائلاتهم في الأسابيع الأخيرة بشكل يخالف كل القوانين و الأعراف.
فقد تمت معاقبتهم بنقلهم من السجن المدني بتونس حيث المحكمة المحالين عليها إلى سجون عدة بداخل البلاد،و بمقتضى هذا الإجراء الزجري نقل هشام المناعي إلى المهدية ، و نقل عبد الباري العايب إلى القصرين كما نقل عبد الحليم عروة إلى سيدي بوزيد وقد تم منع أخيه من زيارته الأسبوع الماضي بدعوى انه ملتحي .
كما علمت هيئة الفرع أن مجموعة من الشباب بمدينة بنزرت تتعرض إلى المضايقات المستمرة من قبل أعوان فرقتي الإرشاد و المختصة اذ يتم جلبهم إلى مراكز الأمن بصفة دورية و يتعمد أعوان امن زيارتهم في منازلهم قصد إرهاب عائلاتهم الضغط عليهم و نذكر منهم نور الحق بالشيخ الذي يبلغ من العمر 16 سنة و يحفظ كامل القران عن ظهر قلب ،
و عبد الحق الملياني البالغ من العمر 17 سنة .
كما تم في نفس السياق نقل العديد من المساجين أصيلي ولاية بنزرت و بالخصوص من مدينة منزل بورقيبة إلى سجون مختلفة داخل البلاد و حشرهم في غرف مكتظة بمساجين الحق العام الذين يتعمدون استفزازهم و التنكيل بهم تحت سمع الإدارة و نظرها.و هو ما يحدث للسجين أيمن الدريدي الذي نقل من برج الرومي ببنزرت إلى سجن باجة و الذي يتعرض إلى التعنيف من قبل مساجين الحق العام ،و الضغط من إدارة السجن قصد إجباره على إمضاء وثيقة يتراجع فيها عن أقواله بخصوص تعرضه إلى التعذيب و ما وقع من إساءة للمصحف الشريف،في سجن برج الرومي ببنزرت.
و علمت هيئة الفرع أن أيمن الدريدي أرسل في هذا الغرض ثلاث رسائل واحدة إلى وكيل الجمهورية و الثانية إلى هيئة فرع بنزرت للرابطة و الثالثة إلى محاميه الأستاذ أنور القوصري إلا أن رسالتي الهيئة و المحامي لم تصل إلى حد كتابة هذا البيان.
إن هيئة الفرع إذ تعلم الرأي العام بذلك فإنها تؤكد على :
– إن هذا الإجراء التعسفي يدخل في باب العقاب الجماعي المخالف للقانون و غايته التنكيل بالعائلات التي تضطر إلى قطع مئات الكيلومترات لزيارة أبنائها. و عادة ما تتعمد إدارة السجن برمجة تسليم القفة في يوم مخالف ليوم الزيارة محاولة منها لمزيد التنكيل بالعائلات التي لا يقدر العديد منها بحكم قلة ذات يدها من زيارة أبنائها لان التنقلات تتطلب مصاريف باهظة، يحدث هذا في الوقت الذي يتبجح فيه النظام بالرعاية الاجتماعية للعائلات ذوي الدخل المحدود.
– تحميل السلطات التونسية مسؤولية هذه الإجراءات التعسفية المخالفة للقانون و التي اعتمدتها منذ مطلع تسعينات القرن الماضي ضد المساجين السياسيين و أدت إلى نتائج كارثية يعلمها الجميع.
عن هيئة الفرع
الرئيس
علي بن سالم
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع المنستير بيان
استجابة للنداء الذي توجه به فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بولاية المنستير انتظمت مسيرة سلمية بمدينة القصيبة اليوم 6 أوت 2006 استنكارا للعدوان الصهيوني وتضامنا مع الشعب اللبناني والفلسطيني. ورغم الحصار الذي ضربته الشرطة حول المدينة حيث أغلقت مداخلها وانتشرت بساحاتها وأحيائها وأزقتها ومنعت هيئة الفرع وناشطيه من التواصل والتعبئة فإن مناضلي الرابطة بالولاية وعدة شرائح عمالية وطلابية والعديد من مواطني المدينة تمكنوا من فك الحصار وتنظيم تجمع في قلب المدينة توجوه بقراءة البيان التالي:
أمام ما تشهده الساحة السياسية في لبنان الشقيق من اعتداءات وحشية نتيجة لـ:
1 ـ تواصل العدوان الصهيوني على الشعب اللبناني والذي آل إلى: أ ـ تخريب البنية الأساسية، وحرمان الجماهير من أبسط مقومات الحياة: الدواء والغذاء. ب ـ تهجير ¼ سكان الشعب اللبناني عن دياره ج ـ سقوط آلاف الشهداء والجرحى من الشيوخ والأطفال والنساء نتيجة للقصف العشوائي الذي أفضى إلى انهيارالمباني على رؤوس أصحابها 2 ـ تحالف القوى الإمبريالية وفي مقدمتها الإدارة الأمريكية مع الكيان الصهيوني، لكسر إرادة الشعب اللبناني وتركيع المقاومة العربية وتمرير مشاريعها الاستعمارية. 3 ـ تواطؤ الأنظمة العربية والإسلامية العلني والضمني مع الإدارة الأمريكية التي تعمل جاهدة من أجل إعادة صياغة الوطن العربي ضمن مشروع شرق أوسط جديد: تنتزع منه إرادة التحرر وتنكس فيه أعلام المقاومة ويصبح التطبيع مع الكيان الصهيوني أمرا حتميا.
لذا فإن مناضلي فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمنستير المساهمين في مسيرة نضامية مع المقاومة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية. 1 ـ يستنكرون العدوان الذي يشنه على الشعب اللبناني الكيان الصهيوني الذي كشفت الأحداث أنه لم يزرع في المنطقة إلا خدمة المصالح الاستعمارية. 2 ـ يعلنون تضامنهم مع المقاومة اللبنانية الباسلة ويحيون مناضليها الذين حطموا أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأعطوا آمالا جديدة للنصر. 3 ـ يؤكدون أن المعركة التي تخوضها المقاومة العربية بكل فصائلها وفي مختلف أقطارها(فلسطين ،العراق ولبنان) هي جزء لا يتجزأ من حركة التحرر العربي ومن حركة التحرر في العالم. 4 ـ ينبهون إلى المناورات المفتعلة بين القوى الاستعمارية التي تتوزع الأدوار التمثيلية لتمرير حلول مغشوشة لتكريس الاحتلال الصهيوني للبنان ونزع سلاح المقاومة 5 ـ يناشدون كل أحرار العالم إلى رفع أصواتهم للتشهير بالتحالف الصهيوني الإمبريالي والرجعي والمطالبة بتجسيم مبادئ حقوق الإنسان وتقرير المصير. 6ـ ينددون بكل المضايقات والعراقيل التي تحول دون تمكين المواطنين من حرية التعبيرعن مواقفهم بكل أشكالها بما في ذلك حق تنظيم المسيرات 7 ـ يعلم فرع الرابطة أنه سيعمل على التنسيق مع إدارة المستشفى الجهوي لتنظيم حملة التبرع بالدم لفائدة المقاومة اللبنانية عاشت الأمة العربية مناضلة عاشت المقاومة رمزا لإرادتها الحرة رئيس فرع الرابطة: سالم الحداد
الحزب الديمقراطي التقدمي
10، نهج إيف نوهال – تونس
الهاتف : 71332194
بيان حول مجزرة الشياح
أقدم العدو الصهيوني على ارتكاب مجزرة شنيعة في حي الشياح بالضاحية الجنوبية لبيروت مؤكدا بذلك إصراره على المضي في جرائمه التي وصفها الإرهابي إيهود أولمرت بأنها « حرب بلا حدود » على لبنان وشعبه الصامد. إن هذه المجزرة الجبانة التي استهدفت لاجئين عُزلا تركوا بيوتهم في الجنوب هربا من حمم الصواريخ الإسرائيلية والتي أدت إلى وقوع أكثر من أربعين شهيدا، تثبت اتساع المخطط التدميري وحرب الإبادة التي تنفذها القيادة الصهيونية للقضاء على لبنان أرضا وكيانا وشعبا بوصفه معقلا للحرية والديمقراطية والتعايش بين الطوائف والأديان وقلعة للمقاومة العربية ومكافحة التطبيع مع الصهيونية.
كما أن مجزرة الشياح التي أتت بعد ساعات من انتهاء اجتماع وزراء الخارجية العرب في بيروت تشكل تحديا فريدا للنظام الرسمي العربي إذ كشفت عجزه وتواطأه مع العدوان بالتزام موقف التفرج والصمت على حرب الإبادة لمدة سبعة وعشرين يوما، ورفض ممارسة أي ضغط يُذكر على دولة العدوان وعلى حماتها الأمريكيين.
إن الحزب الديمقراطي التقدمي إذ ينحني خشوعا أمام القافلة الجديدة من شهداء الأمة العربية الذين سقطوا اليوم يعبر عن سخطه البالغ لعجز وزراء الخارجية العرب عن التعبيرعن مؤازرة واضحة للبنان المعتدى عليه واتخاذ الإجراءات العسكرية والسياسية والديبلوماسية اللازمة لردع المُعتدي والضغط على الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن لفرض وقف العدوان فورا بلا قيود ولا شروط وانسحاب جيش الإحتلال إلى ما وراء الخط الأزرق.
ويعبر الحزب عن اعتزازه بالصمود البطولي للمقاومة اللبنانية وعلى رأسها حزب الله الذي خط صفحات ناصعة في تاريخ العرب المعاصر كسرت جميع الأساطير التي بُنيت حول جيش العدو.
كما يدعو الحزب كافة القوى الخيرة في الوطن العربي والعالم إلى تكثيف الدعم المادي والمعنوي للبنان بعد مجزرة الشياح لمساعدة الأشقاء اللبنانيين على مواجهة الأوضاع الإنسانية الصعبة والتي تحولت إلى كارثة إنسانية حقيقية مثلما حذرت من ذلك عديد المنظمات الصحية والإنسانية العالمية منذ الأيام الأولى من العدوان.
مسؤول الإعلام
رشيد خشانة
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع جندوبة
بيان
جندوبة في 5 أوت 2006 يوم الجمعة 4 أوت 2006 حاصرت إعداد غفيرة من أعوان الأمن بكل أصنافها بالزى المدني والرسمي مستعملة عددا كبيرا من سيارات الأمن بكل إحجامها و كذالك حافلات الشركة الجهوية للنقل بجندوبة قصد إجهاض التجمع النقابي الذي دعا إليه الاتحاد الجهوي للشغل بجندوبة. و رغم هذا الحصار حضر عدد هام من النقابين و الحقوقيين و مكونات المجتمع المدني المناضل و نددوا بالغزو الصهيوني- الإمبريالي علي شعبنا في لبنان و فلسطين و العراق و تدارسوا سبل دعم الشعب المقاومة ( تبرعات مالية – جمع أدوية – تبرع بالدم – تجمعات – مظاهرات… ) . إن فرع جندوبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – يعبر عن تنديده الصارخ و سخطه الشديدن بالغزو الإمبريالي الصهيوني علي لبنان و فلسطين و العراق. – يعتبر أن تخاذل الأنظمة العربية عن الدعم المادي و السياسي للمقاومة تواطؤ مع الكيان الصهيوني و تمرير المشروع الأمريكي للقضاء علي كل مقاومة للاستعمار. -. يطالب السلطة برفع الحصار الأمني المشدد علي كل التحركات السلمية للمجتمع المدني و يتمسك الفرع بحق المواطن في التعبير والاجتماع و التظاهر السلمي التي يضمنها دستور البلاد و كل المواثيق الدولية. عن هيئة الفرع الرئيس الهادي بن رمضان
الشارع التونسي غاضب من العدوان:لبنان ينزف لكن جبله سيظل شامخا
تونس- الراية – إشراف بن مراد: العيون مشدودة إلى ما تعرضه القنوات الفضائية من أحداث دمار وخراب وحشي، القلوب حزينة على إخوة دماؤهم تسيل يوميا أودية و أنهارا دون أن يتحرك لهذا العالم ساكن، الحناجر تبتهل للرحمن دون انقطاع داعية إياه أن ينصر المظلومين ويعيد الحق لأصحابه وتسترجع هذه الأمة كرامتها التي فرطت فيها مقابل حياة ذليلة.وكأنها لم تستمع يوما لعنترة يقول: لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل وما إن تم الإعلان عن وضع حساب بنكي لمساعدة الأشقاء في لبنان وفلسطين حتى أسرع الكثيرون من ذوي البر والإحسان إلى القيام بواجبهم.هذا هو حال أغلب التونسيين أمام تواصل العدوان الإسرائيلي على لبنان والذي قارب أسبوعه الثالث…و أمام ما نتابعه من مجازر ودمار وفظائع،خرجت الراية إلى الشارع التونسي لتستطلع آراء التونسيين حول هذا العدوان الذي استباح الحرمات وهتك الأعراض وسفك دماء الأبرياء لا سيما من الأطفال والنساء من المدنيين. ولتستجلي مواقفهم من الصمت الدولي و تشتت مواقف الحكومات العربية مرة أخرى لتصح القولة الشهيرة :«اتفقوا على أن لا يتفقوا.«..ولئن اتفقت بعض المواقف على ضرورة مؤازرة المقاومة اللبنانية ودعت إلى اغتنام الفرصة لاسترجاع الكرامة العربية المهدورة .فإن البعض الأخر قد حاول مقاربة المسألة مقاربة رآها أكثر عقلانية نتيجة لاختلال ميزان القوى بين الطرفين.لكن الجميع دعا الله بكل صدق وألم من اجل أن يشد أزر الأشقاء ويزيدهم صبرا وجلدا وينصرهم ويثبت خطاهم… النكبة العربية من جديد السيد المناعي يقول إن ما يحدث للبنان أمر مروع جدا ويتجاوز حدود العقل والمعقول ،صور مفزعة وشنيعة نشاهدها يوميا على القنوات الفضائية لتثبت أن الجرائم الإسرائيلية مازالت مستمرة في غياب الردع الدولي والصمت العربي المخجل خاصة مع شدة اختلاف الحكومات العربية وتباين أرائها. ويضيف السيد المناعي قوله :لا ادري هل أصبح الاختلاف من شيم العرب حتى في أكثر الظروف صعوبة وأكثر الاعتداءات وحشية؟؟؟. وواصل السيد المناعي قائلا إن هذه الأزمة بل النكبة إذا لم تحل سريعا فان دائرة التوتر ستتسع لتشمل كامل المنطقة بل كل العالم لتكون مؤشرا نحو حرب عالمية ثالثة. وبكل حماسة يقول السيد المناعي:تقول إسرائيل إنها تحارب حزب الله لكن نحن نرى أنها تتعمد قتل الأبرياء من الأطفال والنساء وقصف المباني المدنية…وهدم كل البنية التحتية.. كارثة إنسانية حقيقية..تحصل الآن في لبنان.. تخاذل عربي واتفاق واضح بين واشنطن وتل أبيب من جانبها قالت الآنسة سلوى إن ما يحدث الآن في لبنان وأمام تخاذل الحكومات العربية والصمت الدولي وعجز الأمم المتحدة مرة أخرى على أن تؤدي حقا الدور المناط بها. أمر مفزع حقا ويتجاوز حدود المعقول والمنطق. إن مثل هذه الوضعيات تستدعي أن تعجل المجموعة الدولية في العمل على إرساء صيغة جديدة تعيد من خلالها رسكلة منظماتها على غرار مجلس الأمن و منظمة الأمم المتحدة .فإما الاستغناء عنها لأنه من الواضح جدا أن قانون الغاب هو الذي يحكم في هذا العالم وإما إيجاد آليات جديدة فعلية قادرة على فض النزاعات والخلافات. تقول سلوى:لقد بيّن الاعتداء الإسرائيلي الوحشي على لبنان أن الاتفاق واضح ومسبق بين واشنطن وتل ابيب. فمتى سنتفق نحن العرب؟؟؟. وتختتم سلوى كلامها قائلة:هذه الحرب غير عادلة لأنها تمثل مفارقة كبيرة بين موازين القوى السياسية والعسكرية والاقتصادية ولا أحد يعرف حقا إلى أين ستؤدي؟؟؟. حرب غير متكافئة السيد محمد يقول انه لا يمكن أن نتحدث عن حرب انه عدوان وحشي بأتم ما للكلمة من معنى.فموازين القوى غير متساوية حتى ننتظر من حزب الله أن يهزم إسرائيل ولكن يكفي انه اثبت مرة أخرى إرادة الرفض فلماذا نستغرب خطف الجنديين الإسرائيليين هل نسينا أننا في حالة حرب متواصلة مع إسرائيل ولنا أسرى في سجونهم لا بد من الإفراج عنهم ولدينا مهجرون لا بد أن يعودوا..؟؟ انه منطق القوة الذي يسيطر ويخترق كل الأعراف الدولية والمعاهدات والمواثيق.ألهذه الدرجة لغة المصالح هي المسيطرة ولم يعد للإنسان أي معنى ؟؟؟شخصيا أعتبرها الفرصة الأخيرة للعرب في أن يتحدوا وإلا فليقبلوا دون مواجهة ما ينتظرهم ومن هذا الذي يسمونه شرقا أوسطا جديدا. التفاوض ضروري أما السيدة يمنى فتتساءل قائلة والدموع تنهمر من عينيها بغزارة : كيف يمكن للعالم أن يصمت دون أن يحرك ساكنا خاصة وان موازين القوى غير متكافئة ؟.فهل يعقل أن يتساوى جيش مدجج بأخطر الأسلحة وأكثرها تطورا بمقاومة لا تملك من الأسلحة إلا التقليدية منها والبسيطة . ومع ذلك تتهمها بعض الفئات الدولية بأنها منظمة إرهابية. وتضيف السيدة يمنى : على الرغم من أني أؤمن أن للمقاومة الحق في أن تدافع عن لبنان إلا أني أرى انه لا مفر من الالتجاء إلى التفاوض عن طريق بعض الأطراف الدولية .وفي كل الأحوال اعتقد ومهما كانت خسائر لبنان كبيرة وفادحة فان ما حصل لإسرائيل كاف لنسترجع الأمل في أن هذا العدو يمكن أن نصل إليه يوما ونشتت تفكيره و ننزل به الرعب.ومن ثمة على المقاومة أن تبقى في حالة استنفار قصوى ومستعدة للدفاع عن نفسها. الصمت العربي لقد اعترف كل الذين التقيناهم في هذا التحقيق بأنهم مستغربون كل الاستغراب من الصمت العربي: أوليست لبنان جزءا لا يتجزأ من الكيان العربي….بل هناك من رفض الحديث إلينا قائلا بكل غضب :نريد من هذه الحكومات أن تفعل، أن تتحرك، كفانا صمتا وكلاما وحملا لشعارات فارغة…كما أكدت الأغلبية على تحميل الأطراف العربية المسؤولية في ما يحصل للبنان الآن .فالمنطقة العربية قد تحولت إلى لقمة سائغة لا يخشى العدو ردة فعلها لانه يعرف جيدا أن الخلاف سرعان ما سيدب إلى قوادها لتكون حواراتهم واجتماعاتهم بيزنطية.ويبقى الجرح يتسع يوما بعد يوم لينزف أكثر فأكثر والفجوة تمتد لتزيد الفرقة والغربة في غياب ضمير دولي حي ولتكون النتيجة النهائية استمرار الدمار والخراب و فقدان الإنسان العربي لقيمته وحتى لإنسانيته لأنه في الوقت الذي تتأسس فيه الجمعيات الدولية للرفق بالحيوان لا يجد هو من يدافع عنه وعن حقه في الحياة الطبيعية….ألهذه الدرجة أصبح دمه مهدورا ليس إلا لأنه عربي.. ونحن نتساءل كما تساءل الشاعر: هل دمنا ماء ودمهم دم هل نحن أشياء وهل بشر هم
(المصدر: موقع الحوار نت نقلا عن صحيفة الراية القطرية)
تونس: فنانون يرفضون الغناء ومهرجانات الطرب تتأثر بأحداث لبنان
تونس – خدمة قدس برس
أبدى عدد من المطربين والمطربات من تونس ودول عربية صدمتهم لما يحدث في لبنان من تقتيل وتدمير، وتراوحت ردود فعلهم بين رفض الغناء في المهرجانات الصيفية والانخراط في حملات الدعم للشعب اللبناني ومقاومته.
وقررت الفنانة لطيفة العرفاوي والفنان لطفي بوشناق والفنانة صوفية صادق إلغاء حفلاتهم لهذا الصيف « نظرا للظروف المأساوية التي يمر الشعب اللبناني جراء العدوان الإسرائيلي ».
واتصلت لطيفة رسميا بإدارة مهرجان قرطاج الدولي وطلبت إلغاء حفلها، معتبرة أن الوقت والظرف والأحداث لا تُخوّل للفنان أن يقف ليؤدي في حفل عام مجموعة أغان عاطفية.
وشارك عدد من الفنانين والكتاب والشعراء في مسيرة حاشدة في العاصمة تونس الثلاثاء الماضي ضمت سبعة آلاف متظاهر. وقالت الفنانة نجاة عطية التي كانت تسير في الصف الأول للمسيرة « إنها متأثرة جدا بما يحدث للشعب اللبناني وهي تدعو جميع المثقفين إلى التجند للقيام بدور حقيقي في هذه المعركة ».
وتوجهت لطيفة بنداء عاجل إلى الفنانين العرب جاء فيه « أناشد فيكم كرامتكم.. أناشد فيكم رفضكم للظلم.. أناشد الفنان الحقيقي مرهف الحس بداخلكم.. أناشدكم أن نتحرك سويا لنصرة أهلنا في لبنان العظيم، لبنان الحضارة، لبنان التاريخ والأمجاد والشرف والعزة والفخار.. أناشدكم أن تحركوا ما في قلوبكم من حب لهذا البلد العظيم.. أناشدكم أن نتعاون معا لنقف وقفة عز لنخفف من مصاب أهلنا في لبنان، لبنان الذي طالما احتضنني واحتضنكم اليوم يئن، لبنان الذي طالما قدم لنا الدعم اليوم ينزف دما، لبنان الثلاثة ملايين نسمة يدافع اليوم عن كرامة أمة الثلاثمائة مليون عربي، لبنان الذي منحنا الشهرة والمجد والتكريم بحاجة لأن نمنحه حبنا ودعمنا ووقفة عزنا.. جمهوري وجمهوركم في لبنان الحبيب اليوم يتألم.. منه النازح.. منه اللاجئ، منه الجريح ومنه الشهيد.. منه من يتصدى بصدر عار لآلة حرب صهيونية نازية بدعم من أمريكا أكبر دولة داعمة للإرهاب في العالم ».
ودعت لطيفة في ندائها إلى « تنظيم قافلة فنية كبيرة تعبر الأراضي اللبنانية عبر الحدود السورية أو الجسر الجوي الأردني، لنوصل بأيدينا المساعدات الإنسانية لمن يدافعون عن كرامة أمة، لنساهم بإعادة إعمار لبنان، لنبني بجهودنا ومواقفنا مطار بيروت الذي طالما احتضننا كلما وطأت قدمنا أرضه.. ».
كما أعلنت مهرجانات تونسية عديدة تعديل برامجها أو إيقاف عروضها بالكامل تفاعلا مع الأحداث الجارية في لبنان.
وقالت إدارة مهرجان الحمامات الدولي إنها أدخلت تعديلات على برنامج الدورة الثانية والأربعين للمهرجان نتيجة اعتذار بعض الفنانين العرب وتعذر مجيئهم إلى تونس. أما مهرجان قرطاج الدولي فقد أوقف عروضه لمدة ثلاثة أيام التي أعلنتها تونس حدادا على ضحايا مجزرة قانا. وأستأنف المهرجان عروضه ببرنامج مختلف يستجيب للواقع الجديد. وتوقفت عدة مهرجانات أخرى داخل تونس بعد مجزرة قانا، كما عزف الجمهور الذي يتابع أخبار الأحداث في لبنان عن الذهاب للمهرجانات، مما تسبب في فشل عروض كثيرة، ومن المعلوم أن تونس تنظم مهرجانات صيفية ترفيهية في كل مدينة وبلدة تقريبا.
وفي تصريح لجريدة « الشروق » التونسية دعت الفنانة ميشلين خليفة الفنانين اللبنانيين إلى القيام بجولة عالمية تكون مداخيلها لإعادة إعمار لبنان. وأضافت « الغناء بالنسبة لي رسالة وطنية وقومية، وبإمكان الأصوات الصادقة مثل السيدة ماجدة الرومي والفنان ملحم بركات وجوليا وغيرهم، أن يقوموا بهذه المهمة ». وقالت « نحن نعيش تحت الرعب وفي حزن عميق، لكن أيضا نشعر بالفخر والاعتزاز لأننا نقاوم أعظم قوة في العالم ونتصدى للغطرسة الصهيونية ».
تونسيون حاربوا في لبنان يتمنون العودة اليه لقتال اسرائيل
2006/08/07 تغيّر مفهوم المقاومة وتغيّر الكثير بين الامس واليوم.. لكن العدو هو نفسه
تونس ـ يو بي أي: كان صالح يجلس هادئا داخل مقهي بتونس العاصمة، وفجأة انتفض صارخا الله أكبر الله أكبر ثم طلب من النادل رفع صوت التلفزيون لمتابعة النقل المباشر لقصف صاروخي لحزب الله امس الأحد علي شمال الدولة العبرية خلف أكثر من 12 قتيلا في صفوف الجيش الاسرائيلي.
ولم يكتف بذلك وانما طلب من الجميع السكوت حتي يتمكن من متابعة الأخبار، وقال بصوت عال هذا هو الرد المطلوب علي عنجهية اسرائيل وغطرستها (..) يعطيكم الصحة يا أبطال، ذوقوهم كيفاش يكون طعم الحنظل.. الله ينصركم علي الأعداء .
وتكاد هذه العبارات تختزل رأي الشارع التونسي الذي يعيش علي وقع مرارة الهجمات الاسرائيلية المتواصلة علي لبنان، ويتابع تفاصيلها بكثير من القلق والغضب ـ في احيان كثيرة ـ علي الصمت العربي ازاء ما يتعرض له لبنان من مجازر متواصلة وتدمير ممنهج لبنيته التحتية.
وصالح (62 عاما) الذي ينادونه في المقهي بـ العم تونسي ومحارب قديم سبق له أن قاتل في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان خلال سبعينات القرن الماضي، كما شارك في التصدي للاجتياح الاسرائيلي لجنوب لبنان عام 1978.
ويوجد في تونس كما في بقية الدول العربية العديد من المواطنين الذين تطوعوا في صفوف منظمة التحرير الفلسطينية للقتال ضد اسرائيل، حيث أقام كثير منهم في لبنان، فيما عاد البعض منهم الي أوطانهم شهداء، بينما دفن البعض الآخر في أرض لبنان.
وصالح الذي يهز رأسه عند سؤاله عن ذكرياته في لبنان، يقول وهو مازال مشدودا الي شاشة التلفزيون اللعنة علي كبر السن واللعنة علي بعد الجغرافيا.. والله لولا ذلك لذهبت الي لبنان لمحاربة هؤلاء الجبناء الصهاينة .
ويروي لـ يونايتد برس أنترناشيونال أنه قطع دراسته في جامعة السوربون بباريس عام 1978 ليتحول الي لبنان متطوعا في صفوف احدي الفصائل الفلسطينية، فاستقر به المطاف في موقع عسكري في بلدة كفر تبنين من القطاع الأوسط بالجنوب اللبناني.
وبعد أشهر قليلة من استقراره في الجنوب اللبناني، قام الجيش الاسرائيلي باجتياح لبنان فوجد العم صالح نفسه في مواجهة الاسرائيليين. ويقول الاسرائيليين جبناء، والله جبناء. لقد كبدناهم خسائر فادحة وألحقنا بهم هزيمة واضحة لولا الطائرات.. يلعن أبوها ذبحتنا! .
وتابع لم أكن الوحيد الذي تطوع في ذلك الوقت لمحاربة اسرائيل، بل أن كثيرين من التونسيين والعرب وخاصة من المغرب واليمن والعراق فعلوا ذلك. كما أن عددا كبيرا منهم سالت دماؤهم في لبنان .
ولا توجد أرقام محددة حول عدد التونسيين الذين شاركوا في القتال ضد اسرائيل علي أرض لبنان. كما لا توجد أرقام حول عدد الذين قتلوا في لبنان، غير أن آخرهم كان الهادي بن أحمد بن رمضان بركية (50 عاما) واسمه الحركي أبو نبيل التونسي الذي قتل في قصف اسرائيلي علي موقع عسكري تابع للجبهة الشعبية ـ القيادة العامة الموالية لسورية في البقاع اللبناني بتاريخ 28 ايار/مايو الماضي.
ولا يخفي العم صالح اليوم عجزه وحزنه العميق بسبب المجازر والدمار الذي ألحقته اسرائيل بلبنان. ويقول متنهدا يا ليت، بل كم أتمني العودة الي هناك من جديد لمحاربة الصهاينة، ولكن ما باليد حيلة. كما تري، أصبحت مسنا .
ويتعرض لبنان لهجمات اسرائيلية منذ الثاني عشر من الشهر الماضي بعد اسر حزب الله جنديين اسرائيليين ما ادي الي مقتل أكثر من الف شخص وجرح ثلاثة آلاف آخرين وتهجير نحو مليون نسمة عن بلداتهم ومدنهم الي جانب 145 جسرا.
أما مصطفي (48 عاما) والذي عمل في موقع عسكري فلسطيني في بلدة السلطان يعقوب في البقاع (شرق لبنان) فقال لـ يونايتد برس أنترناشيونال : لقد تطوعت لقتال اسرائيل أثناء اجتياح لبنان عام 1982، ولكن لم يتسن لي المشاركة في مواجهة مباشرة مع القوات الاسرائيلية .
ويضيف ماذا تريد مني أن أقول وأنا أري يوميا القذائف والصواريخ الصهيونية تنهال علي لبنان وشعب لبنان (..) نعم أتمني لو يفتح باب التطوع وستجدني أول المتطوعين .
وفي مكان آخر من تونس العاصمة كان بلقاسم (56 عاما) يجلس داخل منزله مع زوجته وابنتهما وخلفه صورة كبيرة للثائر الاممي تشي غفيارا، وبدا منشغلا بمتابعة أخبار الحرب علي لبنان وما رافقها من تحركات سياسية.
وقال انه في مثل هذه المواقف الصعبة تعود به الذاكرة الي أكثر من 30 عاما عندما كنت أحمل رشاش كلاشينكوف في موقع غير بعيد عن قلعة الشقيف في مدينة النبطية (جنوب لبنان) حيث كثيرا ما انطلقنا منه بصحبة مقاتلين فلسطينيين ويمنيين وعراقيين للقيام بدوريات قتالية ضد الجيش الاسرائيلي .
وأضاف بلهجة فيها الكثير من الاشارات السياسية لقد تغير المشهد اليوم كثيرا. ما كان بالأمس ممكنا أضحي اليوم صعبا (..) وحتي المقاومة أصبحت لونا واحدا، ومع ذلك أتمني لها النصر لأن العدو لم يتغير . (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 7 أوت 2006)
لبنان يهيمن علي امسية شعرية في مهرجان قرطاج
2006/08/07 قرطاج (تونس) ـ من نجاح مويلهي:
هيمن النزاع الدائر في لبنان علي امسية شعرية احياها مساء السبت في مهرجان قرطاج الدولي في تونس الشاعر الفلسطيني سميح القاسم الذي دعا الي خلق ثقافة ناسفة اسوة بالناشطين الذين ينفذون عمليات بأحزمة ناسفة.
وبدأ سميح القاسم امسيته الشعرية بدعوة الجمهور الي الوقوف دقيقة صمت وقراءة الفاتحة علي ارواح الشهداء الذين سقطوا في الحرب المفتوحة الدائرة بين اسرائيل وحزب الله منذ 26 يوما في لبنان حيث قتل حوالي الف شخص حتي الآن.
وبعد ذلك القي الشاعر الفلسطيني في النجمة الزهراء الذي كان يسمي قصر البارون ديرلنجي واصبح مركزا ثقافيا في سيدي بوسعيد الضاحية الشمالية للعاصمة، قصيدة الي قانا الجديدة ، في اشارة الي القصف الاسرائيلي الذي اوقع 28 قتيلا بينهم 16 طفلا في بلدة قانا جنوب لبنان الاحد الماضي.
وتحدث القاسم في القصائد التي القاها عن الموت والحياة في لبنان وفلسطين والعراق وافغانستان ومعقتل غوانتانامو الامريكي في كوبا.
وفي حــــديث لوكالة فرانس برس، قال سميح القاسم ان الهجمة الشرسة التي تتعرض لها الامة العربية حاليا ليس استثناء .
ورأي ان الامة العربية ليست مرشحة للزوال (…) قدرنا الا نموت وسيجيء اليوم الذي ربما ستتكلم الكرة الارضية فيه عربيا ، موضحا ان تفاؤله هذا مرده قراءته الصحيحة للتاريخ اولا ودراسته المتأنية للذات ثانيا والايمان بالعدالة الانسانية والالهية ثالثا .
واضاف القاسم ندفع ثمنا باهظا في المعركة لكنني اؤمن بان الخير سينتصر علي الشر والجمال سيفوز علي القبح .
وتابع ليس كل من في الامة العربية جميل (…) لدينا شريرون كفاية لكن جوهر الامة والشريحة العريضة هي امة خير وجوهرها خير. بدون شك لا نتحدث عن الهوامش السلبية وهي قائمة ومعروفة و نعرفها وتحاول اقتحام حياتنا والسيطرة عليها لكننا لن نسمح لها باذن الله .
واكد سميح القاسم انه يرفض النظرية القائلة ان الامة العربية دائما مستهدفة ومضطهدة ومقموعة ، داعيا الي البحث في كيفية الرد علي هذا الاستهداف والكف عن جلد الذات والشعور بالدونية .
واضاف لدينا كثير من الاستشهاديين بالأحزمة الناسفة لكن مع الاسف ليس لدينا كثيرون بالثقافة الناسفة ، موضحا لا اوجه الدعوة الي الصمود في وجه الغطرسة والظلم (…) لان زمن الدعوات والنداءات ولي وانقضي والذي لم تلحقه النار ولم يحس بالالم حيوان بالدرجة الاولي .
والقي سميح القاسم خلال الامسية التي نظمت في اطار الدورة الـ41 لمهرجان قرطاج الدولي وحضرها وزير الثقافة التونسي محمد عزيز بن عاشــــور وسفير فلسطين في تونس قصيدة حب الي مديـــــنة القيروان التونسية. (اف ب) (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 7 أوت 2006)
مهاجرون ميتون طوال حدود أوروبا
طبقــًا للملا حظة التابعة لعرض الصحافة من السنة 1988 حتى يومنا هذا تبعـًا لحدود أوروبا 4973 مهاجرين ماتو، من بينه 1593تفقدوا في البحر الأبيض المتوسط
في البحر الأبيض المتوسط 1769 ماتو غارقين في قناة صقلية بين ليبيا، تونس، مالطة و إيطاليا، من بينهم ٩٧٦ مفقودين 472 ماتو في محيط الأدرياتيك بين البانيا، المنتنيجر و إيطاليا، من بينهم ١٣٦ مفقودين 396 ماتو في بحر ايجه بين تركيا و اليونان، من بينهم ١٦٤ مفقودين 1039 ماتو في البحر بين المغرب و إسبانيا، عن طريق ضيف جبلترا، أو عن محيط جزيرة الكناري، من بينهم ٢٣٤ مفقودين مختبئين في كاميون أوفي شاحنات تجارية كابسةْ في البواخر الذيتتجه إلى أوروبا 361 شخص في ألبانيا، فرنسا، ألمانيا، أليونان، تركيا، بريطانيا، ايرلنده، إيطاليا، هولندا، إسبانيا و هنغاريا في الصحراء الغربية 133 شخص ماتوا من العطش بينما حاولوا عبور الصحراء إلى البحر الأبيض المتوسط، عن طريق السودان إلى ليبيا أو عن طريق غرب إفريقيا إلى الجزائر عن طريق مالي و نيجر
في حقول الألغام 88 شخص ماتو قي حقول الألغام قي الحدود بين اليونان و تركيا و كذلك: 51 شخص غرقوا عندما عبروا الأنهارفي الحدود بين كرواتيا و بوسنيا، بين تركيا و اليونان، و بين سلوفاكيا و النمسا، و بين سلوفينيا و إيطاليا 34 شخص ماتو من البرد عندما عبروا مشيًـا جبال لحدود تركيا، اليونان، إيطاليا و سلوفاكيا 20 شخص ماتو مختبئين تحت القطارللعبور عن طريق تونيل « لمان
خبر من قسمين :
تونس تشارك في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية في بيروت
تشارك تونس في الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء خارجية جامعة الدول العربية الذي يلتئم يوم الاثنين ببيروت بوفد يترأسه السيد عبد الوهاب عبد الله وزير الشؤون الخارجية . وقد اقلع الوفد التونسي يوم الاثنين من مطار القاهرة على متن طائرة عسكرية خاصة لحضور فعاليات هذا الاجتماع الذي دعي إليه وزراء خارجية كل الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية . ويتناول هذا الاجتماع بالبحث تطورات الأوضاع بلبنان الشقيق . المصدر : موقع أخبار تونس
بعد حصولهم على اذن خاص من اسرائيل … وزراء الخارجية العرب وصلوا الى بيروت بطائرتين اردنية ومصرية
وصل وزراء الخارجية العرب إلى بيروت على شحنتين من القاهرة وعمان للمشاركة فى الاجتماع الطارئ متزامنا مع تصعيد إسرائيلى شمل معظم الأراضى اللبنانية ووصل وزير الخارجية المصرى احمد ابو الغيط ونظراؤه من شمال افريقيا فى طائرة مصرية، بعد ساعات على قصف عنيف تعرضت له الضاحية الجنوبية لبيروت المحاذية للمطار كما وصلت طائرة اخرى الى مطار بيروت الدولى قادمة من عمان وفيها وزير الخارجية الاردنى عبد الاله الخطيب ونظراؤه فى المملكة العربية السعودية وعمان والامارات العربية المتحدة والسلطة الفلسطينية، وكذلك وزير خارجية حكومة العراق الجديدة
وذكرت صحيفة « السفير » اللبنانية ان وزير الخارجية السعودى سعود الفيصل سيطرح خلال الاجتماع احتمال عقد قمة عربية فى مكة فى السعودية وصرح وزير الخارجية السورى وليد المعلم بعد اجتماعه الاثنين مع نظيره اللبنانى فوزى صلوخ فى مقر وزارة الخارجية بأن « الموقف السورى من القمة يتوقف على ما ستكون عليه نتائج الاجتماع الوزاري »، واضاف « نحن من حيث المبدأ مع كل اجتماع عربى يهدف الى دعم صمود لبنان ودعم مقاومته اللبنانية الباسلة وتعزيز وحدته الوطنية. المصدر : موقع عرب تايمز
المصدر مراسلة من السيد عماد الدايمي
خميس الشماري « للموقف »
اعتراف الحكومة بأنها طرف في مشكلة الرابطة أول خطوات الحل
حاوره : محمد الحمروني
كثر الحديث في الفترة الأخيرة عن مبادرة مساعي تسوية طالب بها 108 شخصية جلها حسبما عرض في وسائل الأعلام الرسمية من منخرطي رابطة حقوق الإنسان وأنصارها يطالبون بإيجاد حل للازمة الراهنة التي تعيشها الرابطة. وللاطلاع على خلفيات هذه المبادرة كان لنا هذا الحوار مع الناشط الحقوقي خميس الشماري الذي اعتبر أن مبادرة المائة وثمانية لا تخرج عن إطار المناورات الهادفة لإيجاد مخرج للسلطة بسبب إعلانها المواجهة مع الرابطة. وحمل الشماري العناصر التي رفعت قضية ضد الرابطة مسؤولية فشل لجنة المساعي الحميدة التي ترأسها سعد الدين الزمرلي واتهمها بالتوظيف الإعلامي وتمييع مقترحات اللجنة. وكشف الشماري النقاب عن مبادرة جديدة لإنهاء الأزمة تقوم بها مجموعة من الشخصيات الحقوقية والرموز الوطنية، واليكم الحوار:
ما هي خلفيات مبادرة المائة وثمانية وما رأيك فيما طرحته؟
صحيح أن النص الذي صدر عن المجموعة وحظي بعناية إعلامية كبيرة في الصحف اليومية والأسبوعية التابعة للحكومة جاء بصيغة اقل حدة بكثير من النصوص السابقة ومن المواقف التي أعلنتها العناصر التي قامت بشكاوي قضائية ضد الرابطة والتي لا شك بأن السلطة هي من يحركها… عريضة المائة وثمانية تختلف عن التمشّي السابق ولكن وفي اعتقادي تبقى في إطار المناورات لإيجاد حل يرضي السلطة لمحاولة إخراجها من المأزق الذي وجدت نفسها فيه بسبب المواجهة التي أعلنتها مع الرابطة. والذي مهد الطريق لهذه المبادرة عضو قيادي سابق في الرابطة التحق به مؤخرا أحد مؤسسي الرابطة باشر مسؤوليات وزارية مختلفة في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات، ومحامي عضو سابق في الهيئة المديرة عين منذ أشهر في مجلس المستشارين. وكان المفروض منطقيا نشر قائمة المائة وثمانية إضافة إلى الوجوه التي ذكرنا خاصة وأن وسائل الإعلام تحت تصرفهم وطوع أمرهم …عدم نشر القائمة ناتج عن كونها تفتقر إلى وجوه قيادية سابقة للرابطة وشخصيات ذات وزن ومصداقية خاصة في ما يتعلق باستقلاليتهم عن أجهزة الدولة. حينئذ نسجل أن هناك تطورا في اللهجة وفي المقاربة ولكن خلفية المبادرة والعناصر التي تحملها تجعلني للأسف الشديد أقول أن بيت لقمان على حالها. والملاحظ هو أن الجانب التوظيفي والدعائي هو الذي يتمتع بالأولوية بدل التفكير في إيجاد حلول لهذه المعضلة التي تواجهها أقدم جمعية للدفاع عن حقوق الإنسان في العالم العربي وإفريقيا.
هل هناك علاقة بين هذه المبادرة ولجنة المساعي الحميدة التي تكونت في الربيع الماضي؟
هناك فرق أساسي حيث أن لجنة المساعي الحميدة للحفاظ على الرابطة والتي شملت ثلاثة رؤساء سابقين هم على التوالي سعد الدين الزمرلي ومحمد الشرفي و توفيق بودربالة وعضو سابق للهيئة المديرة ورئيس سابق لجمعية الصحافيين هو عبد اللطيف الفراتي والسفير السابق السيد احمد اونيس والوزير والسفير السابق السيد محمد الناصر والأستاذ عياض بن عاشور .. هذه اللجنة تقدمت بمقترحات في تقريرها الذي سلمته للهيئة المديرة للرابطة من جهة وللعناصر التي تقدمت بشكاوى ضد الهيئة من جهة أخرى، واستجابت الهيئة المديرة حينها كتابيا وقبلت المقترحات المقدمة في الوقت الذي قرر فيه الطرف الثاني عدم الرد بل عمد الى محاولات للتوظيف الإعلامي والتمييع. فالمبادرة في تقديرنا على الأقل كانت إيجابية، والمقترحات الواقعية المقدمة أحرجت العناصر التي تعتبر رأس حربة في عملية زعزعة الهيئة المديرة للرابطة بإيعاز واضح من جهات حكومية غير قابلة لحل سياسي رصين .
وفي تصورك ما العمل الآن ؟
اعتقد أن الرجوع إلى الشرعية وفتح حوار جدّي ومسؤول من طرف السلطة مع الهيئة المديرة خيار لا مناص منه. وسبق لي أن قارنت الوضع الذي تعيشه الرابطة بموضوع الصحراء الغربية حيث أن الجزائر ترفض إلى حد الآن الاعتراف بأنها طرف في النزاع بين المملكة المغربية والبوليزاريو، وأنا متأكد أن مجرد اعتراف الجزائر بأنها طرف سيسهل إيجاد الحل. وكذلك الأمر بالنسبة للسلطة وقضية الرابطة فمجرد اعتراف الحزب الحاكم بمسؤوليته عما يجري دون التخفي وراء الإجراءات القضائية التي نعلم جميعا مدى مصداقيتها من شانه أن يسهل الحل وإيجاد مخرج للازمة الحالية .
وللعلم هناك العديد من القيادات السابقة للرابطة -غير ملثمة على غرار ما هي عليه مجموعة المائة وثمانية – هي الآن بصدد الإعلان عن مبادرة مسؤولة وجدية في إطار تشكيل لجنة وطنية لمساندة الرابطة لإنجاز مؤتمرها في إطار المقترح الذي تقدت به جمعية النساء الديمقراطيات خلال اليوم التضامني مع الرابطة يوم 6 ماي المنصرم.
صفاقس: استبعاد منصف خماخم يثير تساؤلات
نجحت مركزية الأعراف في عقد مؤتمر الاتحاد الجهوي للصناعة بصفاقس في الأسبوع الأخير من شهر جويلية الماضي وتمكنت قائمة الوفاق الوحيدة المترشحة من الحصول على تزكية أغلب النواب اثر النداء الذي توجه به رئيس اتحاد الأعراف بالتصويت برفع الأيدي . وتشكلت هذه القائمة إثر مفاوضات عسيرة أشرف عليها رئيس الاتحاد وضمّت الأطراف المتنازعة السيد منصف خماخم الرئيس السابق للاتحاد الجهوي والسيد نبيل التريكي والسيد عبد اللطيف الزياني المرشح لرئاسة المكتب الجديد وتم الاتفاق على تشكيل القائمة وإزالة كل العقبات المانعة لعقد المؤتمر والحصول على وفاق يمهد لعودة الحياة للاتحاد الجهوي بصفاقس المشلول منذ بداية سنة 2006 و يعتبر هذا إنجازا يحسب لرئيس الاتحاد الذي نجح في استبعاد السيد منصف خماخم ومنعه من الترشح وعقد مؤتمر دون مناقشة التقرير الأدبي والمالي أو صدور لوائح تتضمن هموم ومشاغل الأعراف والحرفيين والتجار في الجهة.
لقد عرف المكتب التنفيذي المتخلي في السنة الأخيرة من نيابته أجواء مشحونة بالتوتر و الانقسامات و تبادل الاتهامات و تعرض رئيسه السيد منصف خماخم للإقصاء إثر تحوير في المسؤوليات مع بداية سنة 2006. وحسب المعطيات المتوفرة فإن السيد منصف خماخم فقد ثقة السلطة ومساندة الحزب الحاكم و لم تعد ينظر له بعين الرّضا بسبب أدائه وتدخلاته وعلاقاته و مواقفه و انفتاحه على مكونات المجتمع المدني من نخب في الجهة منذ توليه رئاسة الاتحاد الجهوي للصناعة وتحمله الدائرة البلدية سيدي منصور حيث عبر في جميع الاجتماعات و التظاهرات و بحضور مسؤولين في الحكومة و الحزب عن تفده لتراخي الدولة في إنجاز المشاريع المتفق عليها منذ عقود مثل مشروع تبرورة و تبرمه من تخلف البنية الأساسية تجهيزات- نقل- طرقات-مرافق ثقافة و ترفيه و عدم معالجة الوضع البيئي المتدهور. لذلك تعرض في سياق حسابات داخلية للاستبعاد من قائمة التجمع المرشحة لمجلس النواب 2004 و إقصائه من قائمة المرشحين لمجلس المستشارين و فشله في الانتخابات الجزئية المرشحة للانتخابات البلدية لسنة 2005 و نعلم جيد أن الانتخابات الحزبية شكلية و أن التعيين هو العرف السائد وأن السيد منصف خماخم كان ضحية مواقفه وآرائه .
أما في سياق مؤتمر منظمة الأعراف الذي كان مبرمجا ليوم 08 جويلية 2006 فقد صدر قبل عقده بأيام بيان عن اتحاد الصناعة و التجارة تضمن ثلاث نقاط تدعوا إلى تأجيل إلى تأجيل مؤتمر الاتحاد الجهوي إلى موعد غير محدد وإلغاء جميع الترشحات وتجميد نشاط السيد منصف خماخم وحرمانه من حقه في الترشح بدون شرح أسباب هذا الإجراء. وعبّرت عديد القطاعات عن استنكارها و اعتبرته استخفافا بالقواعد و اعتداء على حق الترشّح و الانتخاب ومسّ من استقلالية قرار القواعد. وتفيد الأجواء السائدة داخل أوساط الأعمال والمستثمرين بالجهة أن قرار منع السيد منصف خماخم من العودة للمكتب التنفيذي الجديد جاء نتيجة المواقف التي عبر عنها في الإجتماعات التي عقدها بقطاعات هامة مثل التجار و الحرفيين و الصناعين و المهن الصغرى و تبنيه لمطالبهم و نقده للتجارة الموازية و التوريد العشوائي و الظرائب المكبلة لصغار الحرفيين بينما بقي المرشح المقبول من قبل مركزية الأعراف السيد نبيل التريكي معزولا وفشلت حملته الانتخابية في حشد التأييد.
ولأول مرة يشهد اتحاد الأعراف خلاف غير مألوف وصراع حول برامج ونقد لعلاقة الاتحاد بالسلطة وقد عاشت المنظمة حالة طوارئ خوفا من تسرّب العدوى لبقية الجهات وقطع الطريق أمام الأطراف المطالبة باستقلالية المنطقة عن الدولة والحزب الحاكم .
عديد القطاعات تعيش أزمة خانقة مثل قطاع المصوغ والجلود والأحذية وصغار الحرفيين … وتهددهم السوق الموازية والضرائب المجحفة والإدارة المنحازة كما تعيش عديد المؤسسات صعوبات كبرى لعجزها عن المنافسة وعلاقتها المتوترة والصعبة بالبنوك وغياب الشفافة في المناقصات العمومية . فقد أفلست عديد المشاريع أغلقت عديد المؤسسات وأطرد أعوانها دون الحصول على حقوقهم وعرف أصحابها السجون وهرب إلى الخارج من استطاع إلى ذلك سبيلا . فهل يكون مؤتمر صفاقس هو بداية انتقال الأعراف من التذمّر الخافت إلى الدّفاع عن مصالحهم وحقوقهم وهل سيستطيع مكتب أفرزه مؤتمر باهت أن يعالج مشاكل الأعراف والمستثمرين أم تبقى دار لقمان على حالها . أبو ايمن (المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 371 بتاريخ 4 أوت 2006)
قفصة: تجمع عمالي لمساندة المقاومة العربية
بينما كانت تظاهرات المساندة العربية مختصرة على دعم المقاومة الفلسطينية في أواخر الثمانينات برفع العلم الفلسطيني انضاف اليها علم العراق في التسعينات وها ان علم لبنان يسطف مع اخوانه في العشرية الأولى من هذا القرن ولا ندري علم أي بلد آخر ستخطاره الرحى الصهيونية الامريكية في السنين القادمة. في هذا الاطارنظمت اللجنة الجهوية لمناهظة التطبيع ودعم المقاومة التابعة للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة أسبوع حافل بالأنشطة الداعمة للمقاومة العربية في كل من لبنان وفلسطين والعراق وذلك بتنظيم حلقات للنقاش المتواصلة طوال الأسبوع وفتح اذاعة داخلية تبث الأغاني الملتزمة وتعليق اليافطات والعلمات . . وقد توجت هذه الأنشطة بتجمع عمالي يوم الاربعاء 19/7/2006 بساحة الاتحاد الجهوي افتتحه السيد نوفل معيوف كاتب عام الفرع الجامعي لقطاع النفط والمواد الكيميائية ورئيس اللجنة بكلمة ترحيبية للحضور وشكر للاتحاد الجهوي الذي أعطى لهذه اللجنة المنبثقة عن هيئة ادارية سابقة كل الصلوحيات لتنظيم مثل هذه التظاهرات . ثم أعطيت الكلمة للسيد محمد الصغير ميراوي عضو المكتب التنفيذي الذي أكد على موقف الاتحاد العام التونسي للشغل الداعم للمقاومة العربية في كل من لبنان وفلسطين والعراق والرافض للمواقف الرسمية للحكومات العربية المتخاذلة مع الصهيونية والامبريالية المتسطرة وراء مقاومة الارهاب . كما اوضح بأن هذا التجمع العمالي هو بمثابة انطلاقة لبرنامج واسع وثري للمساندة والدعم سوف تقره الهئة الادارية الوطنية . كما رفع العمال العديد من الشعارات المساندة للمقاومة والمنددة بالامبريالية الأمريكية والصهيونية العنصرية وكل متخاذل معها. وتم احراق كل من العلمين الاسرائيلي والأمريكي في ساحة الاتحاد. كما تداول على الكلمة العديد من الكتاب العامين لناقابات قطاعية تلوا خلالها البيانات الصادرة عنها وتمت تلاوةالبيان الصادر عن فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان والفرع الجهوي للمحامين. قفصة: عبدالرزاق داعي
(المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 371 بتاريخ 4 أوت 2006)
سوسة: اجتماع احتجاجي ضد مجزرة قانا
بدعوة من جامعة سوسة للحزب الديمقراطي التقدمي انعقد يوم الإثنين 31 جويلية بمقر الحزب بسوسة اجتماع ضم ثلة من المناضلين بالجهة تنديدا بالمجزرة الرهيبة التي نفذها العدو الصهيوني ضد الأطفال و النساء في قانا كحلقة جديدة من مسلسل المجازر التي يرتكبها منذ بدء العدوان على لبنان. و قد دعا الحاضرون إلى دعم أشكال النضال و المساندة للشعب اللبناني و الفلسطيني بما في دلك التبرع بالدم و بالمال و الأدوية. كما اتفق الحاضرون على إرسال وفد من المجتمع المدني بسوسة إلى المكتب التنفيذي للإتحاد الجهوي للشغل للنظر في تنظيم مسيرة سلمية بالجهة تنديا بهذه المجزرة. و قد كان الإتحاد الجهوي للشغل بسوسة نظم مساء الجمعة 28 جويلية في الساحة العامة أما مقر الإتحاد اجتماعا حماسيا شارك فيه ما يقارب 500 مواطن مساندة للشعب اللبناني ألقى فيه الكاتب العام محمد الجدي كلمة مؤثرة تخللتها الشعارات المعادية للصهيوينة و الإمبريالية و الرجعية العربية و المساندة للمقاومة كما أحرق فيها العلم الإسرائيلي. كما احتضن مقر الحزب الديمقراطي التقدمي بسوسة قبل ذلك بيومين اجتماعا للمجتمع المدني بالجهة للنظر في كيفية مواصلة أشكال الدعم على الصعيد الجهوي للمقاومة في فلسطين و لبنان. (المصدر: صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 371 بتاريخ 4 أوت 2006)
مأساة مساجين الرأي في تونس
التضييقات و العقوبات و كان المساجين الإسلاميون يرددون- محقين- أن من يغادر السجن صحيح البدن و العقل متماسك الأعضاء بعد سنوات »الجحيم » يعد محظوظا.
كتب عمر بن عبد العزيز إلى عملاه(100ه/700م) ب »أن لا يغل مسجون »(ادم متز الحضارة الإسلامية ج2 ص 622).
بموجب القانون عدد 9 لسنة 1988 المؤرخ في 11جويلية 1988 صادقت تونس دون تحفظ على اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بمناهضة التعذيب و غيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة.
تنص المبادئ الواردة بالمادة 10 من الاتفاقية الدولية بشأن الحقوق المدنية و السياسية على أن »يعامل جميع المحرومين من حريتهم معاملة إنسانية تحترم الكرامة الأصيلة في الشخص الإنساني ». و على أن »يراعي نظام السجون معاملات المسجونين معاملة يكون هدفها الأساسي إصلاحهم و إعادة تأهيلهم الاجتماعي.. » و ينص الفصل 16 على أن العقوبات التي يمكن أن يتعرض لها السجين هي:
– الحرمان من تلقي القفة و الطرود لمدة معينة على أن لا تتجاوز 15 يوما. – الحرمان من زيارة ذويه لمدة معينة على أن لا تتجاوز 15 يوما. – الحرمان من تلقي أدوات الكتابة و النشريات لمدة معينة على أن لا تتجاوز 15 يوما. – الحرمان من الشغل. – الحرمان من بعض المكافئات. – الحرمان من اقتناء بعض المواد من مغازة التزويد. – وضعه في غرفة منفردة تتوفر فيها التجهيزات الأساسية و الصحية و ذلك لمدة أقصاها 10 أيام.
و تسلط هذه العقوبات و تحدد مدتها من طرف لجنة التأديب و ذلك بقطع النظر عما يمكن أن يؤخذ به المعني بالأمر جزائيا, و يمكن لمدير السجن الاكتفاء بتوجيه إنذار أو توبيخ للسجين المخالف دون حاجة عندئذ إلى الرجوع إلى لجنة التأديب ».
و ينص الفصل 16 على انه: » لا يمكن تسليط أي عقاب تأديب على السجين إلا بعد الاستماع إليه و تلقي ما لديه من المؤيدات…و للسجين حق في الاعتراض على ذلك الإجراء في اجل يومين من تاريخ إعلامه لدى إدارة السجن. »
لقد دأب المناضلون السياسيون في العشريات السابقة على التلويح بإشارات النصر نحو عائلاتهم و محاميهم لدى مغادرتهم محلات الإيقاف و في الابتسامة المرتسمة على وجوههم تعبير عن الاستبشار بمغادرة مراكز الأمن و ما فيها من تعذيب و إهانات و التوجه نحو مرحلة جديدة لان يتواصل فيها فقد الحرية فان السجين يتخلص على الأقل من هاجس الخوف من التعذيب و يتمكن من رؤية أهله و مراسلتهم دوريا و الحصول على وسائل التثقيف و الإعلام, و تتشابه التجارب السجنية عبر العالم في أنها توفر لمساجين الرأي فرصة التأمل و محاسبة النفس و تمحيص الرؤى و الأفكار فضلا عن المطالعة المستمرة المعمقة و مواصلة الدروس لمن يرغب في ذلك.
و لكن تجربة العشرية الأخيرة كانت مفارقة و مخالفة لكل التجارب الأخرى و كان المساجين الإسلاميون يرددون
-محقين- أن من يغادر السجن صحيح البدن و العقل متماسك الأعصاب بعد سنوات « الجحيم » يعد محظوظا و قد كتبت له حياة جديدة…
و قد يستحيل الإلمام بكل التجاوزات و المعاملات القاسية ( التي وصلت حد الجرائم) في العشرية الأخيرة فلا يكاد يخلو منها يوم و لا يكاد يسلم منها سجين إسلامي , و كان التنكيل و صنوفه مجالا للتنافس بين الجلادين لابتكار طرق التعذيب و الإذلال, و تفتقد الأذهان عن قائمات طويلة من الممنوعات يضاف إليها كل يوم عناصر جديدة. و أصبحت حياة السجين جحيما لا يطاق و الالتزام بالتراتيب السجنية-لتفادي العقوبات القاسية- مهمة مستحيلة إذ أن التنكيل بالسجين الإسلامي و إذلاله كان سياسة عامة لا يحتاج تطبيقها إلى أسباب و مبررات, و بلغت حدا يصعب تصديقه, و لعل السبب الرئيسي في تمييز هذه المعاملة بضراوة لم يسبق لها مثيل في تاريخ البلاد ان المساجين الإسلاميين كانوا يعاملون معاملة خصم سياسي و كل لتنفيذ خطة التنكيل به أعوان اجتهدوا في التطبيق بما يخدم مصالحهم الشخصية و يغطي تجاوزاتهم المادية (ابتزاز,أنشطة غير مشروعة, سرقات…) و سلوكيات( فساد أخلاقي…) .
و يخضع السجين الإسلامي في حياته اليومية لضغط مستمر و مضايقات خارج الغرفة و تضييقات داخلها حيث تسلط عليه رقابة مستمرة بالليل و النهار لا تفارقه حتى في ذهابه إلى بيت الخلاء حرصا على عزل كل فرد إسلامي و منع التكافل( تبادل الأطعمة أو وصولات المشرب, التعاون في التنظيف تبادل الجرائد, الكتب, المصحف.) و بلغ الأمر إلى حد تحريم التحادث بين المساجين الإسلاميين القاطنين في نفس الغرفة و منع المجالسة حتى للتفرج على التلفاز, فضلا عن عدم تمكينهم من فراش فردي( كما ينص عليه القانون) بل الفصل بين كل سجينين إسلاميين بأحد سجناء الحق العام و عدم تمكينهم من ألاماكن السفلية- رغم شغورها- ولو لسبب صحي, أما كل ما يتعلق بمظاهر التدين فان ما لم يطوله المنع التام فلا اقل من أن تكبله قيود تعسفية كثيرة, في قيام الليل و صلاة الجمعة و التلاوة الجماعية للقران و سجادات الصلاة كلها ممنوعة تماما, أما صلاة الجماعة فمحددة بفردين لا أكثر ( و في بعض السجون-مثل برج الرومي- لا يسمح إلا بالصلاة الفردية). و قد حاولت الإدارة في معظم السجون منع أداء صلاة الصبح في وقتها فلم تفلح(و في المقابل كانت الإدارة تغض الطرف عن الشذوذ الجنسي بل وصل الأمر حد تشجيعه؟.)
و يتعرض السجين الإسلامي لتحرشات و الاستفزازات منذ خطوته الأولى خارج الغرفة إذ يفرض عليه أداء التحية و يكون عرضة للعقوبة أن غفل عن القيام بها أو قدر العون المعني بالأمر أنها لم نادى بالصورة المطلوبة؟ فان بلغ ساحة الفسحة بسلام لم يكن ذلك نهاية متاعبه إذ يفرض عليه الدوران ملتزما الطابور بشكل ثنائي ( ما يعرف ب »دور في الزوز » مع الحرص على الابتعاد عن النوافذ خشية اتهامه بمحادثة ساكني الغرف المطلة على الساحة مما يجعل المساحة المخصصة للمشي أضيق, و لا يدوم كل ذلك أكثر من دقائق معدودة يطالب أثرها بالعدودة إلى الغرفة و لان لم يجد السجين في الفسحة فرصة للترويح عن نفسه فالأمر كذلك بخصوص زيارة الأهل إذ يبلغ المكان المخصص لها متوتر الأعصاب بعد أن يكون قد خضع لتفتيش مبالغ فيه تكتشف فيه العورة و تتعمد فيه الإهانة, و تخضع الزيارات برقابة شديدة تبلغ حد استفزاز السجين و أهله بوقوف العون بينهما أو تسجيله كل ما يدور من حديث حرفيا و يتعرض السجين للعقاب بسبب ابسط إشارة أو كلمة يشتم منها معنى مريب ( و يكون ذلك غالبا بسبب عدم فهم المراقب أو تعمده التنكيل بالسجين).
و تخضع الأطعمة التي يتلقاها السجن الإسلامي لتحديد كبير من حيث الكم و النوع و يتعمد إتلاف بعض محتويات القفة أثناء تفتيشها( و تحديد الكمية هوا بالطبع لمنع التكافل فيما بين السجناء الإسلاميين, فلا تكفي القفة لأكثر من وجبة أو وجبتين يعود بعدها السجين إلى أكلة السجن المتواضعة في قيمتها و القليلة في كميتها).
بالإضافة إلى فصل موعدي القفة و الزيارة و ما يسببه ذلك من صعوبات للأهل (خاصة مع بعد المسافة). و لا يتلقى السجين الرسائل الوارده إليه من أهله إلا بتأخير كبير و إذا لم يتم حجزها( و يكون ذلك لأتفه الأسباب) أو إحالتها إلى مصالح الأمن لمراقبتها, فقد تصله بعد تشطيب بعض الجمل أو الفقرات منها , و هو لا يمكن من مراسلة أهله بانتظام و إن كتبهم فرض عليه الاختصار و احترام قائمة طويلة من الممنوعات تشمل كل ماله علاقة بالسجن أو جاوز السلام إلى الأهل أو السؤال عن أحوالهم( و وصل الأمر إلى منع الافتتاح بالبسملة أو التعرض لآيات قرآنية؟) و ليست حال الطرود البريدية بأفضل من حال الرسائل فمحتواها محدد بتعسف كبير و لا يحق للسجين السياسي إن يحصل على أكثر من مواد التنظيف, و هيا تسلم له بتأخير شديد و لا تقبل إن كانت من الخارج أو من غير احد أفراد العائلة.
ملاحظة من هيئة التحرير – النص الذي نقلناه عن مجلة كلمة بتاريخ 5 أوت 2006 لم يكن النص النهائي لذلك ننشر اليوم النص النهائي
الطعام لكلّ فمّ الرشوة في خدمة العاطلين… والمرضى
لطفي حيدوري تعرض على المحاكم التونسية باستمرار قضايا تتعلّق باستيلاء موظفين عموميين على أموال عمومية أو تورّطهم في الخيانة أو تهريب بضائع وغير ذلك من قضايا الفساد الإداري. ولا تقدم الحكومة التونسية أرقاما رسمية عن حجم الفساد المعشّش في مؤسسات الدولة غير أنّنا نظفر من حين لآخر بتصريح يتيم يتحدث عن بعض حالات تؤكّد الحقيقة ولا تدعمها بالأرقام وبالحجم كوجود « هامش محاباة » في مناظرة الكاباس. وجاء التصريح الأخير لوزير التربية متحدثا عن « ثبوت تجاوزات » في مناظرة انتداب قيّمين ممّا استوجب إلغاءها. ولم يحدّد الوزير نوعية التجاوزات. ويتحدّث المواطن التونسي عن تيسير قضاء شؤونه وفكّ عقدها عبر تليين قلوب الموظفين ومبدأ « الطعام لكلّ فم ». ولا يجد التونسيّون حرجا في البحث عن المسوّغات الشرعيّة لممارسة الرشوة. والمبررات عديدة ومنها أنّ ذلك الموظف « سيقبض من عندي أو من عند غيري ». وأنّ ذلك « من باب الضرورة » أو هو « تبادل للمنافع »… أي إنّ الوعي السائد صار يقبلها منهاجا صحيحا لنيل المطالب وتحدّي الصعاب! بعد أن تم اختبارها والتمتّع بثمارها. هذه الآفة الخطيرة يتداول الحديث عنها علنا بين المتقدمين للمناظرات الوطنيّة التي يتقدّم إليها في بعض الأحيان الألوف تنافسا على بضع مراكز شاغرة، وتتمّ عادة بالمناولة، من « الصغير » إلى « الكبير ». فليس غريبا أن توجد سمسرة بمراكز العمل تصبّ في نهاية المطاف في صندوق رجل « واصل »، (مِنّو للْمْعلّـِمْ). .
أصحاب الشهائد هم اللقمة السائغة ومن القصص التي تُروى في هذا الصدد ما حكاه لي أحد الحاصلين على الأستاذية سنة 1999 قال: « كنت امتطي سيارة نقل ريفي رفقة أحد الأجوار وهو يعمل بفرقة موسيقى شعبية (ضارب طبلة) عندما عرض عليّ أن يتوسط لي في أي مهنة باستثناء قطاع التعليم لدى أحد معارفه المؤثّرين، قال لي: » هذا ليس من اختصاصنا (مانخدموشو) » واستظهر لي ببطاقة الوسيط المذكور، فاكتشفت أنّه زميل له في الميدان أي ضارب طبل بطاقة تحمل صورة طبلة وزكرة، ولكن على نطاق أوسع ». أمّا « يوسف » الحاصل على أستاذية في العربية فقد حاول حارس مدرسة أساسية في حيّ التضامن ومهنته الموازية « متحيّل معروف » أن يؤثّر عليه باستغلال محنته ووعده بأن يتم إدراج اسمه في قائمة الناجحين في شفاهي الكاباس رغم أنه لم يتحصل على الكتابي مقابل مبلغ مالي قدره 1500 دينار. وحتى يثبت له حسن نيته قال له إنّه سيمدّه بإقرار معرّف بالإمضاء بأنّه تسلّم منه هذا المبلغ على سبيل السلفة على أن يرجعه في مدة لا تتعدى غرة سبتمبر كما طلب منه أن يربط له صلة بغيره من طالبي الشغل بالتعليم الثانوي. وفي معظم الأحيان يعرض التوسط للرشوة أشخاص بسطاء قد يكونون من البطالين أو يشتغلون في وظائف ليس لها نفوذ. ولكنّهم يدلّون على مسالك المرتشين بل ينتشرون في البلاد اصطيادا للراغبين. وعادة ما يبرع في هذا العمل سوّاق سيّارات الأجرة أو التاكسي. وكان أبرز مثال أحد المتنفّذين الذي نشط في زيادة أسماء الناجحين في مناظرة الكفاءة في الأستاذية، وقد خلق شبكة كاملة من المعاونين وكان يلتقي « بزبائنه » شخصيّا. وهذا ما رواه لنا طالب شغل جاء من قفصة مرورا بمحطّة المنصف باي ليلتقي الرجل المهمّ جدّا الذي عرض عليه دفع 3 آلاف دينار نقدا دفعة واحدة ليظهر اسمه في قائمة الناجحين. ولم تنفع مساومته بنصف المبلغ فألغيت الصفقة وأقفل في وجهه رقم الهاتف.
التطبّب بالفساد حتى العلاج لم يسلم من هذا الوباء، خاصّة مواعيد إجراء العمليات الجراحية. فبعد إجراء الفحوص والتصوير بالأشعّة قد يقع تحديد موعد يطول لأشهر لشخص كاد يفقد البصر أو مزّقته آلام فتق أو زائدة… فيختار الحلّ الأمثل: مربّي كان يعاني من فتق في موضعين مما يتطلب إجراء جراحة كلفتها في مصحة خاصّة تقارب ألف دينار. لجأ إلى إحدى المستشفيات العمومية الكبرى بالعاصمة باعتبار تمتّعه بالتأمين الصحّي فحُدّد له موعد يطول أمده لإجراء الجراحة. لكنّ آلامه كانت حادة فاتصل بأحد الممرضين الذي توسط لفائدته لدى رئيس القسم الذي حدد له موعدا خلال 3 أيام لإجراء العملية مقابل مبلغ مالي يسلّمه له بعد إجراء العملية عند المعايدة (150 دينارا). وقد أجرى العملية رئيس القسم نفسه. وفي هذا المستشفى يشتغل بالرشوة حتى حرّاس المستشفى لتمكين من يدفع حتى مبلغ رمزي من دخول أجنحة الإقامة في غير وقت الزيارة العائلية. ففي مستشفى كبير بالعاصمة مكّن عون الحراسة « لَحْول » أحد المواطنين من التجوّل بحرّية في المستشفى مقابل علبة سجائر « صفاء » وكأس شاي عربي بالنعناع يباع أمام مستشفى الرابطة بـ400 مليم اشتراه له من الباعة المنتصبين أمام البوّابة الرئيسية للمستشفى ونصحه باقتنائه من بائع مخصوص وأوصاه: « قوللو لحَولْ توّا يعرف دوزتي ».
الراقصة والسياسيّ تقدّم « يوسف » لوظيفة في إحدى الهيئات الاستشارية التي أحدثت أخيرا وفتح باب القبول فيها عبر الملفات دون مناظرة وطنية فتوسط له أحد معارفه لدى راقصة بنزل. وعندما التقى بها عرضت عليه خيارين، إمّا مبلغ مالي يسلمه لها عند قبوله بالوظيفة، أو أن يدلّها على مواقع كنوز بالتقاط صور للمكان بواسطة كاميرا فيديو رقميّة !! قالت له إنّ زوجها يعرف الجهة التي يقطن بها جيّدا (ضواحي مجاز الباب). لم يكن عجبا أن تتحدث إحدى التقارير الدولية سنة 2005 عن وجود فساد في تونس قالت إنّ موطنه هي الحكومة وقطاع الأمن. وجاء في تقرير وزارة الخارجية الأمريكية: « هناك فساد في الحكومة » وفي موضع آخر: »هناك حالات صغيرة تفيد بحصول فساد ضمن قوات الأمن وخاصة فيما يتعلق بتلقي عناصر من الشرطة رشاوى على إشارت المرور. » وكان الرجل الأوّل في الحكم قد تحدّث علنا في نشرة الأخبار المسائية قبل سنوات عن « خموس وعاشور وأبو القاسم الشابي ». ولكن كيف نسمّي المائة والمليون والمليونين ؟
( المصدر:مجلة كلمة الإلكترونية العدد 44 بتاريخ 2 أوت 2006 )
إخواني من قناة الجزيرة
أقرأ للبعض بكثير من القرف، ويتحول قرفي إلى رعب، حين أجد من يجعل من سقوطه المدوي في امتحان الوطنية والدين والعروبة، مجرد « نقد » أو تعبير عن الرأي الحر أو عن وجهة نظر. ما يرعبني في الأمر أن المقاييس والموازين هنا تنتفي، وتختلط الحقائق، وتضيع البوصلة ومعها تضيع الاتجاهات والإحداثيات. تصبح الخيانة وتبرير الإجرام الموجه ضد العرب والمسلمين مجرد وجهة نظر.. وهذا تحديدا ما سقط فيه السيد خالد شوكات في مقاله عن « الجزيرة في ظل حكم الإخوان ».
الجزيرة ليست فوق النقد.. الجزيرة أعظم إنجاز عربي في العقود الأخيرة، ولكن هذا الإنجاز لا يعصمها عن النقد، بل يُطلب نقدها حتى تظل متألقة شامخة، لأنه بالنقد تتكشّف النقائص وتظهر العيوب، حتى يمكن تلافيها.. لكن ما يكتبه شوكات ليس نقدا ولا تقويما.. إن من ينقد من أجل البناء لا يسخر ممن ينقد، ومقال شوكات، الذي يزعم أنه نقد أو وجهة نظر وإهداء عيوب، كله سخرية هابطة منحطة لا يمكن إدراجها بأي وجه من الوجوه ضمن النقد ولا وجهات النظر ولا إهداء العيوب.
شوكات يكتب مأجورا بالبترودولار، في إطار حملة أمريكية سعودية ضد الجزيرة.. ولذلك فإن كل ما يكتبه الدكتور ضد الجزيرة يكتبه في وسائل إعلام سعودية مأمركة (إيلاف)، أو كويتية شديدة الحب للعم سام (السياسة الكويتية). ورغم قبضه من مال النفط السعودي الذليل، فإنه يهاجم قطر لتوظيفها بعض مال البترول والغاز لديها بما ينفع الناس، بإقامة القناة العربية الأولى: الجزيرة، التي أعادت للإعلاميين العرب بعض شرفهم السليب.
مع تألق الجزيرة في لبنان وأدائها البطولي الذي أقلق راحة الإسرائيليين، لكشفها جرائمهم، هاجم شوكات الجزيرة بعنف. وقبل ذلك حين تألقت الجزيرة في الفلوجة وكشفت جرائم الحرب الهائلة التي اقترفها الجيش الأمريكي، الأمر الذي جعله يرتد حسيرا عن المدينة، هاجم شوكات الفلوجة، وجاء هجومه شبيها جدا بالهجوم الأمريكي عليها. ومن قرأ مقاله في السياسة الكويتية وهجومه على الصحفي أحمد منصور يلتبس عليه الأمر إن كان يقرأ لكاتب عربي أم لضابط أمريكي أو ناطق عسكري باسم المارينز.
شوكات كتب مهاجما الجزيرة أصالة عن نفسه لأن القناة لم تستضفه منذ مدة طويلة، وحرمته التدخل في نهاية برنامج حواري كما قال، وهذا دافع شخصي مهم جدا جدا لدى كائن ذاته متضخمة في نفسه كثيرا. ويكتب نيابة أو على الأصح بطلب من مال البترول السعودي الملوث بالتخاذل والرداءة في أجلى مظاهرها. ثم يأتينا بعد ذلك ليصور لنا ما يكتب باعتباره مجرد وجهة نظر.
ومن علامات تضخم ذاته، إلى حد التورم السرطاني، أن يظن شوكات أن الإسلاميين ينتظرون مساعيه الحميدة لإدماجهم في « السياق الديمقراطي ». فمن دون جهوده الكريمة سيحرم العالم من تحويل الإسلاميين إلى كائنات ديمقراطية مناسبة جدا للعيش في شرق أوسط جديد تسعى السيدة رايس ورئيسها بوش لفرضه على المنطقة بالحديد والنار وبآلة الحرب الإسرائيلية المجللة بالجرائم والدم.
ليس هذا جديدا على السيد شوكات، فقد كان مؤيدا إلى حد النخاع للديمقراطية الأمريكية في العراق، وهي الديمقراطية التي وعدنا بأن تبنى بجماجم العراقيين وأشلائهم، ولم نر بعد سوى الجماجم والأشلاء، ولم نر بعد ما يمكن أن يطلق عليه ديمقراطية.. وكيف تجتمع الديمقراطية والاحتلال؟ السيد شوكات يرى أن الديمقراطية لا يمكن أن تأتي إلا من حراب الغزاة، وكلما أمعن الغازي في القتل وتدمير المدن ونشر الخراب في كل مكان، كلما جاء الفجر الديمقراطي أكثر إشراقا.. تلك نبوة مبرري الغزو وجرائم الغزاة.
مختصر الكلام أن الفرق شاسع جدا بين وجهات النظر والآراء الحرة والنقد، وبين الاصطفاف خلف الغزاة وتبرير جرائمهم، ومهاجمة من يكشف تلك الجرائم ويشرحها ويعرضها حية ملتهبة أمام أنظار الناس. ولو عاش السيد شوكات أيام ثورة التحرير في الجزائر ودافع مثلا عن مجزرة 8 ماي 1945، متنبأ بأن تكون مقدمة لديمقراطية ينشدها الجزائريون من أفواه مدافع الاحتلال، لوجد من يقتله من بسطاء الجزائريين، الذين يفرقون بحسهم السليم بين الرأي ووجهة النظر وبين الخيانة الموصوفة.
لست أدعو لقتل السيد شوكات، فقتله سيجعل منه شهيدا لحرية الرأي وهو وسام لا يستحقه، وحرام على كل من فيه ذرة من وطنية أو دين أن يعطيه هذا الوسام، لأنه حقا لا يستحق كل ذلك الشرف. شوكات لا يدافع عن رأي ولا يقدم وجهة نظر، بل يدافع عن إجرام وعن احتلالات وعن غزو وغزاة، ويهاجم من يكشف جرائمهم.
لكن هذا ليس جديدا في التاريخ البشري وفي تاريخ منطقتنا. فمن يبيعون أنفسهم كثيرون يعسر عدهم. البعض يبيع نفسه بتقديم معلومات للعدو فيتمكن من اغتيال المجاهدين، وهذا كثيرا ما نسمع عنه في فلسطين المحتلة، والبعض الآخر يبيع نفسه بالدفاع عن جرائم المحتل، أو يبيع نفسه بالهجوم على من يكشف تلك الجرائم. وقد فعل السيد شوكات هذا وذاك، فجمع المجد من طرفيه، فهنيئا له على كل ذلك!!
سمت عليهم دون تاج فبغوا عليها
دون كلل أو ملل تتتابع جرائم التغيير « وبطولاته » وحماقات جنوده، فيا لهم من « شجعان » لا يتوانون عن الإقدام على أي عمل دنيئ أو ارتكاب أي حقارة شنيعة! بل يا لهم من جعلان بيئتها الطبيعية بين القاذورات وعليها تتغذى! وذلك هو عين الوفاء والإخلاص لصاحب التغرير ونهجه « الحكيم » والسير على دربه!
إن « أبطال » التغرير يغيظهم أي تطاول أو مس بزعيمهم وولي نعمتهم، وأشد من التطاول أن يتجرأ أحد ويجعل من نفسه ندا أو منافسا له وفي أي مجال كان، فكل أمر محمود هو له وحده، وكل أمر مذموم لأعدائه!
لا يحق لأم زياد أن تتطاول وتغتر بمديح المادحين فتمد قامتها « القصيرة » وتخرج لسانها ساخرة ومعابثة للطغاة والمتغطرسين! لا يحق لها أن تتباهى على الزعيم بحب الناس لها وتحسيسهم إياها بأنها خير من الأمير والرئيس والوزير وان تكريم الناس لها عفوي منبعه القلب ولا أجر له، « بلاش »! في حين يحصل غيرها على مديح أجوف مدفوع الثمن! وفات السيدة أم زياد ومن على شاكلتها أن كل من سما على السلطان دون تاج وجد السلطان ذريعة للبغي عليه والكيد له! فسلاطيننا لا يقبلون بأن يشاركهم أحد في حب الناس وولائهم، لأن ذلك عندهم يوازي الشرك بالله أو أشد! والحب والولاء عندهم يمكن أن تجلبه لهم العصا أو تنزعه عن غيرهم! لا يحق لأحد أن يزايد أو يشاكس! وأن يتكلم في أمور لا تعنيه ولا ينبغي له أن يحشر أنفه في المناطق المحرمة! من مثل نفوذ العائلات القريبة من القصر! والحديث عن المال العام والمال الخاص! والفساد المالي والغنى المفاجئ!
فاتك يا أم زياد أن للسلطان أجلام مسمومة يقلم بها أطراف « المتطاولين » ويحسن استعمالها في الأوقات المناسبة عندما يخلو الجو وينشغل الناس بالقضايا المصيرية! وذلك ما يفسر استهدافك بهذا الأسلوب الكريه، فالعالم كله مشدود بما يحصل في لبنان وفلسطين والحرب واحدة وإن تعددت الجبهات وكذلك المعتدي. سيدتي لابد للعرش من ثمن وثمن باهض جدا لابد من دفعه! وإن اختلفت العروش! فعرش الحكم والسلطان ثمنه في الغالب قمع الناس وقهرهم والتنكيل بهم وفي المقابل التعرض للعنات الناس ودعائهم وبغظهم وكرههم وتربصهم بصاحب العرش الدوائر والبصق على صوره والتعوذ من الشيطان عند ذكره! وأما ثمن عرش القلوب فالوقوف إلى جانب المستضعفين ومواساة المساكين والدفاع عن حقوقهم والتعرض للنقمة بسببهم والبلاء من أجلهم دون منّ عليهم أو تقريع لهم! ثم انتظار الأجر من الله لا منهم! صاحب العرش الأول مبتلٍ وله السخط من الله والناس وصاحب العرش الثاني مبتلَى، له السخط من السلطان والرضى من الله ومن الناس! فاختاري لنفسك أي عرش تريدين؟؟ وأما ما وقع معك من إهانة وتهديد فردي عليه ما كتبته سابقا من أن الشيء من مأتاه لا يستغرب! وأما توقيت العدوان هذه المرة فيفسره المثل الشعبي « الندّابة تندب والخنّابة تخنب! » وإلى لقاء في تونس خالية من « النفايات » المشعة ومن قنازع الدمار الشامل و »الخِيشْ »!
ماكتب بالأزرق منقول بتصرف عن « كلمة شكر » لأم زياد « كلمة عدد42 صابـــر التونسي
نصيحة لأبناء أم زياد!
استغربت لأن السيدة أم زياد قد وصفت كوندليزا رايس بالفاتنة في مقالها « شرف كوندليزا » الذي صدر في مجلة كلمة عدد44 ثم حاولت أن تدعّم رأيها بأن شارون كان « يجن بساقيها »!
وبصفتي رجلا أرى أنني أقدر من أم زياد على التقييم في هذا المجال وأرى أن وصفها هذه المرة مجانبا للصواب ويصيب الرجال بالغثيان! لذلك ومن باب أن الدين النصيحة فإنني أنصح من لم يتزوج بعد من أبناء أم زياد أن لا يقبل من أمه معاييرها الجمالية وأن لا يقبل أي فتاة تعرضها عليه حتى يراها بنفسه وتقع في قلبه!
وأما استشهاد أم زياد « بجنون شارون » فالرد عليه سهل وهو أن « القرود على أشكالها تقع! » صــــابر التونسي
اللعنة يا عرب
أبشع من الجرائم… أبشع من المجازر… أبشع من الدماء الزكية التي تسيل على أعتاب الأمم المتحدة… أبشع من التشريد والتهديم… أن تشارك اياد عربيّة في سفك دماءنا وتشريد أهالينا في لبنان بعد ان قتلوا كلّ أمل للعزّة والكرامة في فلسطين. لكلّ هذا وللتاريخ المشين في بلداننا العربية والإسلامية كانت هذه الكلمات حتى لا أشارك في الجريمة البشعة ولو بالصمت
اللعنة … اللعنة
اللعنة … يا عرب
اللعنة … والعار
والغضب …
اللعنة … ستطاردكم
والعار … سيلازمكم
والخسّة … ستلوّن يومكم
ستجدونها منقوشة في أشعّة الشمس
وعلى ظهر الشهب…
ستجدونها … مكتوبة في الصحف والكتب
ستجدونها … مرسومة على صفحات الماء
وفي وجه القمر…
فقد انكشف زيفكم
ولن يجدي نفعا خداعكم
والكذب …
فلسطين … بيعت
والقدس سحقت …
ولبنان نسفت تحت صلف اليهود
وأنتم … تجمّعون السلاح
وتدرّبون الجنود …
لترهبون الشعوب !!!
وتحرسون الحدود … من العرب !!!
يا عرب … لقد صرخ العالم
مندّدا بالممارسات البربريّة
هناك من تجرّأ … ووصف المجازر
وأجّج لهيب الغضب …
وهناك من علّق المساعدات الإنسانيّة
مندّدا … بالوحشيّة
وبالجرائم الصهيونيّة …
فأسرعتم … كعادتكم تتشدّقون
بدعمكم للقضيّة … وكلّه
كان كذب …
أجيبوني … ماذا فعلتم
في وجه الثورة الشعبيّة ؟
والغضب … ؟؟؟
البعض انتهى إلى السجون
والآخر … خيّر الجنون
وسدّ أذنيه عن ادعاءاتكم
في انتظار قرار … قد يأتي
بعد غد …
يخلع معطف الجبن …
ويقف … سدّا قويّا
مع الغضب …
يدمّر بني صهيون
وينتصر للشعب
اللعنة … اللعنة
اللعنة يا عرب …
اللعنة … والعار
والغضب …
سترافق … تاريخكم المرير
وستجدونها … في كلّ المسالك
والدروب …
اللعنة … والخسّة
والغضب …
ستلازمكم … مطلع الشمس
والغروب …
الجثث … تحت التراب
مجازر … وجرائم
والأسرى … بلا حساب
ولم نسمع … سوى
إنّنا نشجب …
إنّنا ندين …
إنّا نناشد أمريكا
روسيا… والصين
وكأنّنا لا نملك زنودا
أو أنّنا … هياكل من طين
فما أشدّكم يا عرب …
ما أشدّكم … في وجه
شعوبكم …!!!
ما أشدكم … من أجل
كراسيكم …!!!
وما أقوى … زنودكم
عند قبضتكم للشعب !!!
وعند تصدّيكم للغضب !!!
الشهامة … فيكم وئدت
الثورة … فيكم اجتثت
والكرامة … فيكم نسفت
والنضال … صار شغب !!!
من لم يركع … صار إرهابيّ
ولكلّ الجرائم … كان السّبب
فاضل السّـالك
المثقف بين العدمية والالتزام : تعقيبا على رجاء بن سلامة وأم زياد
أم زياد و رجاء بن سلامة نموذجان متناقضان لما يمكن أن يكون علبه حال المثقف العربي زمن المحنة.
الأول كمنتج للمعنى والكرامة والأمل، والثاني كمفرخ للعدمية والنفاق والاستسلام.
موضوع الفرز هو طبعا قضيتنا المركزية والوجودية الأولى « تحرير الأرض العربية من الوجود الصهيوني » حيث تصدت الكاتبتان، كل من زاويتها، لنقد الواقع العربي في تجلياته المختلفة، لحظة المقاومة، فانتهتا منطقيا إلى نتائج متناقضة.
لقد وجهت رجاء بن سلامة سهام نقدها إلى « الهذيان التبشيري لحزب الله » (موقع تونس نيوز بتاريخ 6 أغسطس 2006) مدينة طابعه الأصولي ونزوعه العدمي ووسائله الإرهابية المدمرة للشعب اللبناني، مطالبة بتحميله جزءا من الدمار الحاصل وبإدانته الصريحة والعلنية. القراءة السريعة للمقال توحي بأن صاحبه هو من فصيلة التقدميين الصهاينة وبأن مكان النشر هو إما « يديعوت أحرنوت » أو موقع أوروبي « موضوعي ومحايد يرفض التطرف ويحب العقلانية والاعتدال ».
ليس هذا التصنيف تجنيا على الكاتبة ما دامت تستعمل نفس المنهجية النقدية وذات الترسانة اللغوية في فضح المخططات الجهنمية « للمقاومة الإسلامية ». فمن أجل أن تسبغ على « هذيانها » مسحة من الموضوعية والعلمية كان لزاما عليها أن تشير إلى « إرهاب الدولة الإسرائيلية » التي « أخلت بمبدأ التناسب في رد الفعل وفي الدفاع عن نفسها وعن جندييها المختطفين ». عبارات إدانة لطيفة ودبلوماسية جدا لا يجب أن تؤذي على ما يبدو أصدقاءها من التقدميين الصهاينة الذين يدينون هم أيضا « الرد الإسرائيلي غير المتناسب ». الفارق الوحيد بينها وبينهم يتمثل في كونهم على تجانس كامل مع انتمائهم الصهيوني إيديولوجيا وقوميا وفي أنهم يعكسون تعددية حقيقية داخل المجتمع الصهيوني تسمح بنقد السياسة الكارثية لليمين المتطرف على « شعب إسرائيل ». أما صاحبتنا فتعيش على ما يبدو حالة الفصام النفسي بين انتماء قومي لشعب وأرض وتاريخ وآخر إيديولوجي ل »تقدمية تائهة تبحث عن هوية وعن معنى يعطيها مبررات الوجود أو حتى الكتابة ».
صاحبتنا تجهل أو تتجاهل المعاني العميقة للتضحية التي تصر على أن تسميها موتا. إنها في انتقائها للمصطلح ذكية، لكن قطعا أقل من ذكاء قرائها الكرام، فالتضحية عندها موت والموت انتحار عبثي مدمر : « التضحية لا الحياة هي الأصل والمآل في أيديولوجيا المواجهة المسلحة هذه، وواجب الشهادة لا الحق في الحياة هو الأصل والمآل فيها ». لقد غيبت الكاتبة قصدا وبهتانا معنى الشهادة الأصيل الذي يساوي الحياة في قاموسنا الحضاري (اطلب الموت توهب لك الحياة). إن الشهادة كتضحية وكموت بطولي رائع قيمة إنسانية تقدسها كل الشعوب وحركات المقاومة والتحرير. الذين يدينونها هم إما جبناء أو سفهاء ولا مكان لهم إلا في مستنقعات النفاق أو خنادق الخديعة والاستسلام. يكفي المقاومة اللبنانية الباسلة شرف تحرير الجنوب. وإن قدر لها أن تنهزم في معركتها اليوم ضد أمريكا و »إسرائيل » فقد انتصرت نفسيا واستراتيجيا لأنها حررتنا جميعا من عقدة التفوق الصهيوني. فقد أيقنت اليوم أكثر من أي وقت مضى أن « إسرائيل » عملاق رجلاه من صلصال وأنها ستزول حتما من الوجود وأننا سنموت في كل الأحوال مطمئنين منتصرين لأنه سيبقى في هذه الأمة العظيمة من يعشق الشهادة ويحب الحياة الكريمة. أقول لك أيتها « التقدمية التائهة » اخلعي عنك حجاب الحقد الإيديولوجي الأعمى فليس « الإسلاموي »، كما يحلو لك تسميته، بالعدو مطلقا ولا العلماني بالحليف أبدا فقد أرانا تاريخنا الحديث من الإسلاميين أصنافا ومن العلمانيين التقدميين ألوانا.
ومن العتمة إلى الأنوار تنقلنا أم وزياد في مقال لها تحت عنوان « ولا بالأحلام« ، حيث يمتد خيط رفيع من الحكمة والالتزام الشريف بقضايا الوطن والأمة. فقد ربطت كاتبتنا المتألقة بين الاستبداد العربي والعدوان الصهيوني على العراق وفلسطين ولبنان، فحملت مسؤولية كل الجرائم المرتكبة وآخرها مجزرة قانا لحكام العرب لا للمقاومة اللبنانية الباسلة.
أعتقد جازما أن أم زياد لا تنتمي إلى فصيلة مثقفينا الذين « ليست لهم مناعة تحميهم ضد التبشير وضد الزعماء المصابين بآفة التبشير التدميري »، كما قالت رجاء بن سلامة تحاملا على كل من « تورط في الدفاع على حزب الله واعتباره مقاومة لبنانية »، فهي معروفة بعلمانيتها الصارمة ولا يمكن لمن يصف نصر الله ب »الفتى الملتحي المعمم بالسواد » أن يكون تحت تأثير إيديولوجيته أو حزبه. وإنما هو الوقوف مع الحق، أيا كان صاحبه وضد الظلم مهما كان فاعله. تلك هي شيم العظماء في كل أمة وملة. لذلك ليس غريبا على أم زياد أن تتصدى لمقاومة الاستبداد ولو كان في عباءة دينية، ولرجاء بن سلامة أن تنافح عن التقدمية ولو كانت في بزة صهيونية مدمرة.
تلك هي على ما يبدو ملامح الحرب الثقافية والسياسية العربية القادمة،قصف عشوائي باسم النقد طورا وتحت عباءة الواقعية والعقلانية أطوارا.
إنه فصل جديد من فصول مآسينا القومية فيا خيبة المسعى والمصير..
رسالة الى العاقلين في بلدي والأمة : نداء الوحدة الوطنية والاصلاح
لم يراودني اليأس يوما بعد عقد ونصف من المنفى الاجباري تجاه رؤية أوضاع بلدي تونس وأوضاع المنطقة والأمة وهي تسير قبالة أفق أرحب وأفضل,واليوم اليوم بعد قصف بيروت وتحطيم مساحات واسعة من معمار لبنان المشرق واغتيال متكرر لمعاني الانسانية والادمية بعيد قصف قانا وصور وبعلبك والكثير من حواضر لبنان الشموخ وفلسطين الرباط ومن ثمة ازهاق أرواح بشرية تعد بالمئات والالاف كان مايزيد عن ثلثيها من أرواح الأطفال والنسوة و العجز,اليوم تجدني مضطرا الى العودة الى مربع الدرس المستخلص من هذا العدوان البربري على بقايا الكرامة البشرية فوق أرضنا وسمائنا العربية ومحضن مهبط الرسالات ومنطلق الدعوات نحو رسالة الاصلاح العالمية.
اليوم تجدني مجددا الأمل قارنا اياه بمقتضيات الألم,حين أكرر النداء الى ذوي النوايا الحسنة في بلدي وفي سائر بلاد العروبة والاسلام بأن مصيرنا شعوبا وحكومات وجغرافيا وتاريخ وحضارة هو مصير مشترك وبأن العدو لن يرقب فينا الا ولاذمة متى أتيحت له الفرصة الى ذلك سبيلا…
اليوم أستيقن بأن دعاوى الاصلاح والدمقرطة في منطقتنا العربية والاسلامية حينما كانت بالأمس دعاوى خارجية عالية الصوت لم تكن الا كلاما معسولا قصد من ورائه النفاذ الى صراعاتنا الداخلية وبالتالي تعميق خنجر الفصل والتقطيع في جسدنا المريض منذ أن أوهمنا بالحصول على الاستقلال السياسي والسيادي…
اليوم تنكشف حواضن القيم العالمية التي شنفت اذاننا بمعسول حقوق الانسان وسحر كلمة الاصلاح وهيلمان كلمة الديمقراطية ,ولكنها لم تذرف دمعة واحدة على أطفال قانا أو غزة أو الضفة يوم أن صعدت الأرواح الى بارئها شاكية ظلم وجبروت الانسان ويوم أن تحولت أجساد بريئة ولحوم غضة وأنفس في براءة ملائكة الرحمن الى أشلاء مفحمة امتزجت فيها شعور ودماء وعظام باخر ماأنتجته الة البشر التدميرية من قنابل محرقة وفوسفورية وأخرى لانعلم لها من قبل سميا…
أظننا اليوم ,وأجزم بذلك معية-بتشديد الياء- في حق من ألقى السمع والبصر والفؤاد وهو شهيد ,أظننا اليوم أمام مصير واحد مشترك : فالة القمع والتدمير والطمع الامبريالي لم تفرق يوما بين حاكم ومحكوم أو بين محاور عقلاني واخر ذي صلابة في النهج أو المواقف,اذ أن منطقتنا اليوم تتعرض الى هجمة شرسة تستهدف شعوبها وثرواتها ومستقبل أجيالها بل حتى أراضيها ,ومن ثمة تجدني مضطرا الى العودة للحديث عن مرحلة استثنائية تمر بها المنطقة تستوجب معالجات استثنائية قد تدفعنا جميعا الى التنادي الى مربعات الوحدة الوطنية والقومية والثقافية والاقتصادية والسياسية في مواجهة العدوان الخارجي في مقابل تأجيل الخصومات السياسية الكبرى الى مرحلة تقهقر العدوان الخارجي…
الظرف السياسي العام الذي تمر به البلاد العربية والاسلامية يقتضي منا اليوم تصفية المشكلات السياسية العالقة باطلاق سراح من تبقى من معتقلي الرأي والاذن بعودة المنفيين وايجاد تسويات سياسية معقولة ومقبولة للاوضاع الداخلية في مقابل عدم لجوء المعارضات العربية والاسلامية الى الاحتماء بالأطراف الخارجية في معالجة أوضاعها السياسية الداخلية.
ثمة محور هام وأساسي ينبغي أن يكون حجرا أساسيا في المعالجات الملحة والاستعجالية لما صارت اليه أوضاعنا من تفكك وضعف,وهذا المحور يكون جسره الاعلام الوطني الحر والمسؤول والذي يعالج قضايانا الداخلية والخارجية ضمن موائد مستديرة وهادئة للحوار نخرج بعدها بخلاصات مهمة باتجاه ماهو مطلوب في الظرف الراهن والمستقبل القريب.
ان لوسائل الاعلام دورا مسؤولا وكبيرا من أجل ايجاد معالجات ديمقراطية ووطنية وحوارية للعالق من الملفات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والخارجية في ظل مايتعرض له المواطن العربي من تهديدات نسف من الوجود والكينونة,ولاشك حينئذ بأن للفضائيات والانترنيت دورا مركزيا في الانتقال من مرحلة شحن الشارع بصور الموت والدمار الى مرحلة تقديم الحلول والافاق لشعوب المنطقة وأنظمتها التي مازالت على أقدار معقولة من الوطنية والانتماء لهموم ومشاغل الرأي العام.
انني في هذا الاطار أخلص الى رسالة موجهة الى سائر الحكومات العربية وأجنحتها الوطنية التي مازال لها غيرة على الأرض والعرض,ومفاد هذه الرسالة بأن اصلاح أوضاعنا الداخلية هو المقدمة الحقيقية تجاه اصلاح أوضاعنا الخارجية ولاسيما ملفات فلسطين ولبنان والعراق وقضايا الاحتلال بوجه عام,ولعلني أنطلق الى شيء من التخصيص الى حكومة بلدي التي امل أن أجنحة معينة منها تستخلص الدرس بعد ماوقع للبنان بحاكمه ومحكومه حيث غدى الكل في خندق واحد لافرق فيه بين المقاتل والمفاوض والجالس على الربوة ,وبالتالي الشروع في مراجعة جذرية لسياسات الحقبة السابقة وماترتب عنها من تمزق اجتماعي وسياسي وضعف في مستويات الحس الوطني.
اننا بلا شك أمام سنة سياسية جديدة الم يراجع فيها الحكم رصيده ,فان أطرافا خارجية ستندفع بعدها الى البحث مجددا عن الانقسامات الداخلية قصد مزيد من املاء الشروط على الجميع,وليس لنا حينئذ من حل ومخرج وسبيل الا التنادي الى مراجعات جذرية للاصلاح السياسي قصد ضمان تماسك الجبهة الداخلية في مواجهة أي ضغوط خارجية ,ولاسيما بعد ماحدث من هجوم كاسح على لبنان يشتم من ورائه ارادة سياسية خارجية نحو اعادة تقسيم خارطة المنطقة واعادة اخراجها سياسيا بما يخدم مصالح الدول الأعظم…
ثمة فرصة حوارية ستتاح للسلطة التونسية مع مستهل شهر سبتمبر القادم بمشيئة الله مع انطلاق قناة الديمقراطية في ادارة حوار تونسي تونسي,وامل من العاقلين في ادارة الحكم وأساسا من النافذين في حزب التجمع الدستوري الديمقراطي عدم اضاعتها عبر المراوغة ومزيد من الهروب الى الأمام أو التعالي عن الحقيقة أو المكابرة في التعاطي مع مطالب الاصلاحيين ,ولعلني أكون صريحا اذا قلت بأن اتاحة هذه الفرصة على قناة تونسية مهجرة عرف القائمون عليها بعلاقات طبيعية مع الحكم والمعارضة من شأنه أن يقدم هدية ذهبية الى العاقلين في الحكم من أجل مد الجسور مجددا مع ممثلي المجتمع المدني وقادته وفاعليه ومن ثمة محاولة معالجة الأمور داخل البيت التونسي بعيدا عن التجاذبات الخطيرة لخطوط الضغط العالي المتأتية من مولدات برلمان بريكسيل أو البيت الأبيض.
هذه الامال السياسية المنتظرة من بعض أجنحة الحكم يقابلها عهد أخلاقي وسياسي من الزميل الاعلامي والوجه الحواري المعروف د.محمد الهاشمي بألا ينقطع حبل الوصال مع الشأن الوطني لدواعي ظرفية أو ضغوطات سلطوية عند التعاطي مع الشأن الوطني في برنامج « تونس الديمقراطية »…
واذا كانت الظروف الاقتصادية السابقة التي مرت بها قناة المستقلة تجعلنا كمشاهدين عرب نتفهم دواعي الابتعاد عن خط التماس مع الشأن السياسي التونسي بعيد ايقاف تجربة المغرب الكبير,الا أننا هذه المرة لازلنا نراهن على ذاكرتنا الجميلة أيام كان الزميل الاعلامي رائدا من رواد الحركة الطلابية التونسية ,حيث كان الد.محمد الهاشمي صوتا منتصرا لقضايا التحرر والانعتاق ونبض الشارع وهموم الجماهير..
الصراحة تقتضي منا القول حينئذ أن التونسيين سيغفرون للأخ والزميل د.محمد الهاشمي صمت بعض السنوات أو ربما اختلال بعض الحوارات التونسية بغياب المعارضة عن موائد الحوار على شاشتي المستقلة والديمقراطية بمجرد النجاح في اعادة الموضوع التونسي الى الواجهة السياسية وبالتالي الانخراط مجددا في ملف النضال من أجل الحريات والاصلاح السياسي الجاد الذي سيكون شرطه الأكبر اخلاء السجون من معتقلي الرأي تمهيدا لمعالجة موضوع المنفيين وفتح ملفات حرية التنظم والاعلام فوق التراب الوطني وليس في المهاجر والمنافي القسرية .
وملخص القول تداعيا لما ذكرت أن ملفي الوحدة الوطنية والاصلاح السياسي الداخلي الشامل لابد أن يكونا في المرحلة القادمة أهم ورشات العمل التي تنطلق من وهج أرواح شهداء لبنان وفلسطين وكل السجون العربية التي سالت فيها دماء الأبرياء أو تصعدت فيها الى ربها أرواح الشهداء ,وأن الاعلام لابد أن ينتقل من مرحلة صور القتلى والضحايا وأخبار القنابل والصواريخ ومشاهد الحرب الى مشاهد وصور الوقاية والمعالجات الفكرية والسياسية وأن الحكومات الم تصغ الى صوت العقل والضمير فان مصيرها لن يختلف بعد غد عما حدث لحكومات كانت يوما ما حليفة ونالت ثقة أكبر المؤسسات العالمية النافذة ولكن غباءها لم يغن عنها من العقاب شيئا عبر تفويتها في صمام الأمان ألا وهو الاصلاح الداخلي والوحدة الوطنية والقومية والانصهار مع قوى المقاومة المدنية الانسانية والعالمية.
كتب بتاريخ 6 أوت 2006- 12 رجب 1427 هجرية
دولة الحق والقانون في السيرورة التاريخية مقاربات في المعنى والتحولات النسقية
توفيق المديني
انبثقت دولة الحق والقانون في سياق التحولات التاريخية الكبيرة التي أصابت المجتمعات الأوروبية، منذ أن بدأ المشروع الثقافي التنويري الغربي الذي له خاصياته المتميزة يشق طريقه لجهة إخراج العقلانية من حدود الغيب والتجريد اللفظي ومن عالم المجهول المادي إلى الطبيعة. وبذلك ولدت الدولة الحديثة بفضل الجهد التاريخي الذي قامت به الذات الأوروبية في مراحل الصراع الهائل بين العقل المسيحي والعقل العلمي الذي دام ثلاثة قرون، والذي توج بإحداث القطيعة الكبرى – وهي قطيعة معرفية وقطيعة ابستمولوجية وسياسية داخل استقلالية العقل نفسه – مع التصور الديني للعالم والحياة الذي أصبح معيقاً للحداثة والتقدم غير المقبول في النظام المعرفي الجديد الذي شكلته البرجوازية كطبقة صاعدة في أوروبا.
لاشك أن ميلاد الدولة – الأمة، أساسها، وأصلها، ومعناها، تمظهر تاريخياً في ذاته ولذاته حسب تعبير هيجل، حين بدأت العلاقات الرأسمالية تظهر تحت شكل الرأسمالية البضاعية، ومع اندلاع الثورة الديمقراطية البرجوازية التي عمت الغرب بدرجات متفاوتة الحدة والقوة منذ القرن التاسع عشر وفي أواخر القرن الثامن عشر، وعلى امتداد القرن التاسع عشر. ولدت أشكالاً متنوعة عبر التاريخ من الدولة – الأمة، ففي انجلترا، تشكلت الرأسمالية الصناعية من رحم الرأسمالية التجارية، وحققت البرجوازية “وفاقاً تاريخياً” مع الأرستقراطية بتحالفها مع النبلاء. غير أن التوازن النسبي للطبقات المسيطرة في مرحلة عملية التراكم البدائي لرأس المال الانجليزية التي عرفت الكثير من العنف لم يفسح المجال لانبثاق دولة قوية كما هي الحال في فرنسا، بل عجل بقدوم “دولة معتدلة” حسب تعبير مونتسكيو، كما عملت هذه السلطة السياسية المخفضة على إدارة هذا الوفاق في إطار التناقض بين الديمقراطية الداخلية والاستغلال الامبريالي. أما في فرنسا، فقد استولت البرجوازية على السلطة بوساطة الثورة العنيفة، وبسطت هيمنتها الطبقية على مجتمع ما زال زراعياً. وتكمن المفارقة هنا في أن الهيمنة البرجوازية في فرنسا سبقت التوسع الصناعي والرأسمالية الصناعية التي عرفت انطلاقتها الفعلية تحت حكم الامبراطورية الثانية ابتداء من العالم ،1850 على نقيض انجلترا.
وهكذا، فإن المصادر النظرية للأفكار الثورية، وكذلك الممارسات المولدة للدولة الحديثة، ارتبطتا تاريخياً بعوامل موضوعية تجسدت في ذلك التفاعل العظيم بين إبداع الأفكار الثورية في الفيزياء والفلك والرياضيات وما نجم عنها من تحولات علمية وصناعية كبرى، وحققت أسساً رأسمالية صناعية متطورة، وبين طرح المناهج والأنساق المعرفية الجديدة في الفلسفة، التي تعتبر الإنسان – هذا العَلَمُ للثورة، والذي يتصور نفسه تارة ككائن طبيعي، وتارة ككائن عقلي – مركزاً للعالم، وطرحت في الوقت عينه التناقض بين مثالية القانون الطبيعي الذي بقي قاصراً منهجياً والقانون الوضعي المبني على العقلانية.
ويعتبر الحقوقيون أن الدولة الليبرالية للرأسمالية التنافسية التي ولدت في بلدان الغرب هي الشكل الأنموذج لدولة الحق والقانون بوصفها من أكثر الأنظمة ديمقراطية، وتمثل في الوقت عينه مركباً بين نظريات القانون الطبيعي أسبق منها ومبادئ حملها إليها القانون الوضعي في القرن الثامن عشر.
إن ما يتم التعبير عنه ب”دولة الحق والقانون”، هو نشوء الدولة الحديثة في سياق التجربة الغربية، بدءاً من القرون الكلاسيكية التي أفرزت أشكالاً متعددة من الدولة القائمة على نظرية القانون الطبيعي، مروراً بالتحولات التي عرفتها المجتمعات الغربية منذ بداية الثورة الإنجليزية وحتى قيام الثورة الفرنسية، والتغيرات التي أدخلتها هذه الأخيرة على صعيد تجسيد القطيعة مع الأشكال السياسية للدولة الاستبدادية التي شهدت نشأة الرأسمالية الميركنتيلية والتي عبرت عن إحدى المراحل الانتقالية من الاقطاعية إلى الرأسمالية، وإرساء الدولة القومية – الأمة التي تعتمد على فكرة سلطة القانون المطلقة، وبناء سياسي وقانوني يتجسد في مؤسسات مدنية تعتمد العمل الايديولوجي وأخرى عسكرية وأمنية تعتمد العنف المشروع داخل حدوداً جغرافية معترف بها داخلياً وخارجياً. هذا الجمع بين البناء المدني السياسي والظاهرة القانونية وبين العنف المشروع داخل حدود معينة، هو أساس مفهوم الدولة – الأمة ETAT – nation (+L) .
ولعل مفهوم الدولة – الأمة – يضيء بكامل دلالته عندما يقترن بمأثور الثورات البرجوازية في الغرب، لا سيما منها الفرنسية التي كنست من أمامها المرجعية الإلهية حين قطعت رأس الملك بتهمة الخيانة العظمى للأمة، وحررت بشكل عنيف هذه الأمة من العلاقات العائلية والدينية والشخصية الملكية، وفصلت المجرد عن المباشر، ووضعت مشروعية جديدة أدت إلى قيام الدولة القومية، المقترنة بذلك المأثور الآخر الفرنسي هذه المرة، الذي عرف بشرعة حقوق الإنسان والمواطن لعام ،1789 والذي أضحى علامة ايديولوجية فارقة للدولة الليبرالية والديمقراطية التمثيلية، حين أكدت بشدة أن أي مجتمع (…) لا يحدد فيه فصل السلطات لا يملك دستوراً (البند 16) حيث أن الدولة الليبرالية مبنية على هذه القاعدة. وبذلك أصبح الدستور يمثل القانون الأسمى في تنظيم المجتمع محدداً بذلك أسس الدولة القومية الحديثة وحدودها.
خلافاً لما هو شائع، فقد عرف العالم دولة “القانون” عبر العصور المختلفة التي مرّت بها البشرية، منذ أيام حمورابي وإلى يومنا هذا. لكن ما يميز الدولة الأتوقراطية والديكتاتورية والتوتاليتارية في هذا المجال عن الدولة الديمقراطية هو كون القانون في الحالة الأولى جائراً، وشكلياً ولا عقلانياً، فضلاً عن انتهاكه وخرقه من السلطة عينها التي يفترض أنها تطبقه، أما في الحالة الثانية فهو يكفل للشخص الإنساني للمواطن، حقوقه الأساسية الحرية والمساواة أمام القانون، ويفصح له في مجال الدفاع عن حقوقه هذه، حتى في مواجهته الدولة التي يفترض أنها ضامنة لها. لكن السياق التاريخي الذي رأت فيه دولة القانون النور هو دولة المجتمع الرأسمالي، باعتبارها الأنموذج الأكمل للبنيان القانوني والسياسي.
فماذا يعني القانون بحرفيته؟
يقول كانط في كتابه “نظرية القانون”: “القانون هو مجموع الشروط التي بها حرية الواحد يمكن أن تتحد مع حرية الآخر وفقاً لقانون كلي للحرية”. و”يكون عادلاً كل فعل يمكّن أو قاعدته تمكّن حرية كل شخص من أن تتعايش مع كل شخص وفقاً لقانون كلي، فإن من يحول بيني وبين ذلك ظالم لي، والواقع أن هذا التعارض (هذه المقاومة) لا يمكن أن تتعايش مع الحرية وفقاً للقوانين الكلية”. (المصدر: صحيفة االخليج ا الصادرة يوم 7 أوت 2006)
وسيلة العياري أول امرأة تنتخب في مؤتمر الأحزاب العربية لـ الراية الأسبوعية: دور الأحزاب والنقابات العربية ما زال قاصراً على رفع الشعارات
المرأة العربية قادرة على الوصول إلى الحكم لو تم تمكينها من شغل المواقع القيادية إجماع من المشاركين في مؤتمر الأحزاب العربية على رفض نزع سلاح حزب الله الشباب العربي يعيش إحباطاً بسبب الأزمات السياسية التي تعيشها الأمة أمريكا تستغل الأحزاب الدينية لضرب أنظمة الحكم في بعض البلدان العربية
تونس – الراية – إشراف بن مراد:
وسيلة العياري أول امرأة تنتخب عضوا في مؤتمر الأحزاب العربية الذي انعقد مؤخرا في دمشق تحت شعار »نصرة سوريا ولبنان«. هي متحصلة على الأستاذية في الحقوق والعلوم الإدارية ومعروفة لدى الجميع بنشاطها السياسي والنقابي والجمعياتي. كما أنها ناشطة حقوقية وعضو في المكتب السياسي الموسع لحزب الوحدة الشعبية علاوة على كونها نقابية على مستوى الاتحاد العام التونسي للشغل.وللسيدة وسيلة العياري العديد من المشاركات في عدة ملتقيات دولية هامة، نذكر من بينها: ملتقى الحوار الذي التأم مؤخرا في دمشق.. والمؤتمر الدولي للمحامين الذي انعقد في السنة الفارطة في المغرب ومؤتمر المرأة العربية في دمشق… التقتها الراية للحديث عن واقع الأحزاب العربية المعارضة ومدى مساهمة المرأة في الحياة السياسية. فكان الحوار التالي:
أنت أول امرأة عربية تنتخب عضوا في مؤتمر الأحزاب العربية المنعقد في دمشق في دورته الرابعة تحت شعار »نصرة سوريا ولبنان«. فكيف تم انتخابك؟ – لم يكن انتخابي في عضوية الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية المنعقد في دمشق في دورته الرابعة برغبة من الأمانة العامة بل بمناسبة تمثيلي لحزب الوحدة الشعبية في هذا المؤتمر الذي حمل شعار »نصرة سوريا ولبنان«. لقد انتبهت إلى أن الأمانة العامة مكونة كلها من الرجال وهو ما دفعني إلى التدخل انطلاقا من قناعاتي الشخصية: فإذا كانت هذه الأحزاب تريد حقا أن تتقدم بالمجتمعات العربية وتحقق لها النهضة فلا بد أن لا تتجاهل دور المرأة. لذلك لم أتردد في إثارة هذه المسألة الخاصة بمشاركة المرأة والشباب. وقد أخذت هذه التوصية بعين الاعتبار لكن لم يقع الحسم فيها في المؤتمر بل أجلت إلى اجتماع الأمانة اللاحق. وبمناسبة اجتماع الأمانة في أول شهر يوليو في دمشق تمسكت بمطلبي في الترشح. وقد حظيت بموافقة أغلب الأحزاب خاصة منها الفصائل الفلسطينية. كما تم تعيين ممثل للشباب في الأمانة العامة.
كيف تقيمين مشاركة المرأة في الحياة السياسية؟ – على الصعيد التونسي، يمكن القول إن المرأة مازالت لا تساهم بالدرجة الكافية في الحياة السياسية على الرغم من المكاسب الكثيرة التي تتمتع بها. هذا إذا استثنينا المرأة المنتمية إلى الحزب الحاكم، وهو حزب التجمع الدستوري الديمقراطي، إذ أنها تحظى بمكانة هامة في الحزب خاصة بالنسبة إلى ما يسمى بـ quota وهي نسبة تمثيلية المرأة في الحزب. أما بالنسبة إلى الأحزاب الأخرى، فقد ظل دورها ضعيفا جدا. إذ يندر أن نجد إمرأة في المكتب السياسي. وهذا يرجع بالأساس إلى طبيعة الموروث الاجتماعي والسياسي والثقافي الذي مازال مسيطرا على العقلية العامة .
هل تعتقدين أن المرأة قادرة على الوصول إلى الحكم أم أن مشاركتها في الحياة السياسية لا تتعدى مجرد البهرجة السياسية؟ – لو تمكنت المرأة حقاً من شغل مواقع تمكنها من مسك دفة التسيير في مختلف المجالات السياسية والنقابية والجمعياتية، فإنها ستكون قادرة حتما على الوصول إلى الحكم. ولنأخذ مثال المرأة والعمل النقابي في تونس: فنحن لا نجد إمرأة واحدة في المكتب التنفيذي على الرغم من عراقة منظمة الاتحاد العام التونسي للشغل. كما أننا وعلى الرغم من أن المجتمع المدني التونسي يعتبر سباقا في العناية بالمرأة إلا أننا لا نجد امرأة ضمن الهيئات المديرة للجمعيات أو للمنظمات باستثناء بعض المنظمات الحكومية على غرار المكتب التنفيذي لاتحاد الفلاحة والصيد البحري أو منظمة الصناعة والتجارة.
انعقد مؤتمر الأحزاب العربية في دورته الرابعة في دمشق تحت شعار نصرة سوريا ولبنان. لماذا هذا الشعار؟ألا ترين أن المؤتمر جاء منحازا لبشار الأسد؟ – إن طبيعة الظرف الصعب الذي تمر به المنطقة هو الذي جعل المؤتمر يتبنى في دورته الرابعة شعار نصرة سوريا ولبنان خاصة أن هناك من الأطراف من يسعى إلى استغلال المستجدات التي عاشتها المنطقة بعد اغتيال رفيق الحريري من أجل خلق نوع من التوتر بين سوريا ولبنان ومزيد من تفكيك الأواصر بين البلدين الشقيقين. إذن، كل هذه الظروف جعلت سوريا في موقع حرج للغاية. ومن هنا جاء هذا المؤتمر كرسالة إلى كل العالم لنثبت أننا مع سوريا رغم كل هذه البلبلة التي لا يخفى على أحد أن الكيان الصهيوني هو الذي يقف ورائها لخدمة مصالحه في المنطقة. ومن ثمة، انعقد مؤتمر الأحزاب العربية تحت هذا الشعار بموافقة جميع الأحزاب. وهذا الموقف ليس فيه أي انحياز لبشار الأسد أولنظامه. بل إن الوضع الراهن هو الذي يفرض علينا التكتل والصمود أمام ما نواجهه يوميا من أخطار وتهديدات.
لكن لماذا تم استبعاد الأحزاب الوطنية اللبنانية من المشاركة في المؤتمر؟ – يمكن أن نفسر هذا الغياب بالضغوطات التي فرضها الخلاف السائد بين سوريا ولبنان وانقسام الأحزاب ليكون بعضها مع سوريا والأخر ضدها. ولذلك فان الأحزاب اللبنانية التي حضرت المؤتمر كانت من الأحزاب المساندة لسوريا.
كيف نظرت الأحزاب العربية إلى الدعوات المنادية بنزع سلاح المقاومة وسلاح حزب الله؟ – لقد كانت كل الأحزاب المشاركة في هذا المؤتمر ضد نزع سلاح حزب الله لأنه من بين أحزاب المقاومة. إذ لا يمكن أن نغض الطرف عن مساهمته الفعالة في تحرير الجنوب اللبناني. ومن ثمة، فطبيعة الظروف التي تمر بها المنطقة تفرض أن يحتفظ حزب الله بسلاحه. وعلى كل من ينادي بنزع سلاح الحزب أن يوقف إسرائيل أولا عن انتهاكها لسيادة لبنان ويحملها على الالتزام بمتطلبات الأمن في المنطقة.
يرفع النظام السوري الحالي شعار التحدي والمواجهة. ألا ترين أن ذلك يجعله يتعرض إلى نفس مآل النظام العراقي السابق بقيادة صدام حسين؟ – بناء على مستجدات الظرف الحالي، أستبعد شخصيا أن يتم تنظيم أي عمل ضد سوريا نظرا لأن الأزمة في العراق مازالت مشتعلة وكذلك الشأن بالنسبة إلى أفغانستان. ولا أعتقد أن الولايات المتحدة مستعدة الآن لفتح واجهة جديدة في سوريا. لذلك فإن كل ما يجري لا يتعدى سياسة التخويف.
لقد سجل المؤتمر مشاركة أحزاب المعارضة. فأي فاعلية وأي تأثير لهذا المؤتمر خاصة إذا علمنا أن جل الأنظمة العربية ولا تعترف إلا بالحزب الواحد؟ – لقد كانت الأحزاب المشاركة في المؤتمر أحزابا معارضة (يسارية ويمينية ودينية). فعن تونس مثلا شارك ممثل الحزب الحاكم وهو حزب التجمع الدستوري الديمقراطي فضلا عن أحزاب المعارضة. إذ ليس هناك تعارضا في هذا التوجه مادام الهدف هو نصرة سوريا ولبنان وجبر الكسر العربي بمساندة القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب العراق.
كيف تقيمين العمل الحزبي في البلدان العربية؟هل هناك تنسيق كاف بين الأحزاب أمام التحديات التي يواجهها الوطن العربي؟ – لا نتردد في القول إن دور الأحزاب والنقابات على الصعيد العربي مازال ضعيفا. فأنشطتها مازالت قيد رفع الشعارات الفضفاضة. إننا مطالبون الآن في ظل هذه الظرفية بتفعيل هذه الشعارات على أرض الواقع وتطوير العمل السياسي والتنسيق بين هذه الأحزاب والمنظمات من أجل التصدي للضغوطات التي تتعرض لها الدول العربية من عدة أطراف خارجية بدعوى المطالبة بالإصلاح وإرساء الديمقراطية. والحقيقة أنه لا يمكن أن نواجه هذه التحديات دون أن نتكتل سواء على المستوى المغاربي أو المشرقي أو العربي عموما وصياغة سياسة نابعة من واقعنا وتستجيب لحاجاتنا.
من بين النقاط التي ناقشها المؤتمر »الشباب والعمل السياسي«. هل تعتقدين أن الشباب العربي اليوم، بعد النكسات السياسية المتتالية، قادر على استرجاع ثقته في العمل الحزبي والسياسي والانخراط فيه من جديد؟ – بالفعل، لا يمكن أن ننكر أن الشباب العربي يعيش نوعا من الإحباط خاصة مع تتالي الأزمات السياسية التي عاشتها الأمة العربية. فضلا عن تردي ظروف العيش بتفاقم البطالة وتقلص هامش الحريات. وبالتالي أصبحت الحاجة ماسة لأن ندفع بالشباب من جديد للقيام بالعمل الحزبي والسياسي. فدون تواصل مع هذه الفئة، التي تشكل الأغلبية في تركيبة المجتمعات العربية، لا يمكن لنا أن نخرج من الركود الذي نعيشه الآن ونحقق مستقبلا أكثر توازنا.
تناول المؤتمر أيضا الصراع العربي الصهيوني. فكيف يمكن أن نتمثل مستقبل هذا الصراع خاصة أمام الاعتداءات الإسرائيلية الشنيعة الأخيرة على لبنان والتهديد باجتياحه؟ – في البداية ليس جديدا القول إن الصراع العربي الصهيوني قديم وأبدي. لكن ما نلاحظه هو تغير صبغة هذا الصراع، فكأنه أصبح مقتصرا على حزب الله أو حماس فقط في ظل غياب الدور الفعال للحكومات العربية. وبالتالي، فإن الكيان الصهيوني قد استغل هذه النقطة ليؤكد أن الصراع ديني مرتبط بـ»أطراف إرهابية« ذات توجه عنصري وذلك للتعتيم عن سبب الصراع الحقيقي واستغلال عقدة الذنب من جديد بإبراز إسرائيل الطرف المضطهد (بفتح الهاء) الذي يسعى للدفاع عن نفسه. ومن ثمة الحصول على تأييد الأطراف الدولية. هذا ولا يخفى على أحد أنه لئن أعلنت بعض البلدان العربية التطبيع العلني مع إسرائيل فان بلدانا أخرى لها علاقات سرية مع الكيان الصهيوني. ولذلك فان الأحزاب العربية مطالبة بكشف هذه العلاقات ووضع حد لها لأنه لا يمكن صياغة أية علاقة مع الكيان الصهيوني دون تسوية عادلة وحازمة لنقاط الصراع.
لقد طالبت الأحزاب المشاركة في هذا المؤتمر بتحركات شعبية لإطلاق سراح الأسرى في السجون الأمريكية. هل تعتقدين أنه مازال للشعوب تأثير على الأنظمة؟ – في كل الحالات ومهما اختلفت نسب التأثير يعد طلب الإفراج عن المساجين في غونتنامو أو أبو غريب أو سجون الكيان الصهيوني من الأولويات التي يجب أن نناضل من أجلها حتى قبل الحديث عن إطلاق سراح المسجونين في السجون العربية. ولذلك فان الدعوة ملحة لإطلاق سراح هؤلاء المسجونين خاصة أمام ما يتعرضون له يوميا من وحشية.
دعا المؤتمر إلى وضع ميثاق شرف للأحزاب العربية في دورته الرابعة، ألا تعتقدين أن ذلك يجعله مجرد اجتماع شكلي لا يرقى إلى تحقيق نتائج فعلية؟ – لقد وقعت الدعوة في هذا المؤتمر إلى ضرورة وضع هذا الميثاق حتى تلتزم الأحزاب، عندما تعود إلى بلدانها، بأداء دورها بأكثر جدية وفاعلية. إذ لا يمكن الاستفادة من هذا المؤتمر، إذا ظل نضال هذه الأحزاب مقتصرا على ما يسمى »بنضال الصالونات«.
ما مصير المذكرة التي اختتم بها المؤتمر أعماله؟ – لقد أرسلت هذه المذكرة إلى الجامعة العربية. وقد ألححنا فيها على مزيد من تفعيل دور الجامعة وتدعيم علاقات التعاون بين المشرق والمغرب العربي مؤكدين على ضرورة تكوين لوبي عربي من أجل مزيد من التعريف بالقضية الفلسطينية خارج الأسوار العربية. فاللوبي الصهيوني كان باستمرار يشتغل على الإعلام لذلك نجح إلى حد كبير في التغطية على بشاعة ما يقوم به من جرائم.
نلاحظ في الفترة الأخيرة وفي عدة دول عربية بروز أحزاب دينية. كيف ترين ذلك؟ وهل يمكن لهذه الأحزاب أن تدخل في علاقة مصالحة مع الأنظمة العربية؟ – في البداية لا يجب أن نشك في أن العديد من الأحزاب الدينية ذات التوجه اليميني في البلدان العربية هي بالأساس من صنع الولايات المتحدة الأمريكية. إذ لا يمكن أن ننسى أن أسامة بن لادن مثلا صنعته أمريكا لضرب الاتحاد السوفييتي سابقا وإسقاط النظام الشيوعي. لقد كان البيت الأبيض يستعمل هذه الأحزاب لضرب أنظمة الحكم في بعض البلدان العربية وإضعافها تحت شعار الحرية والديمقراطية والتعددية… وقد وفر لها اللجوء السياسي. لكن بعد أحداث 11 سبتمبر، انقلب السحر على الساحر وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية تتهم هذه الأحزاب بالإرهاب. من هذا المنطلق، بحثت السياسة الأمريكية لمثل هذه الأحزاب عن مكان داخل بلدانها كوسيلة للضغط على الأنظمة حتى تشرع لنفسها في ما بعد التدخل في شؤونها.
لقد ركز المؤتمر على عروبة لبنان وأريتريا. هل يعني ذلك أن هذه الأحزاب مازالت تؤمن بالقومية كايديولوجيا من شأنها أن تساعد الدول العربية على المرور إلى ضفة الأمان؟ – لم نتعامل مع القومية وفقا لطرح إيديولوجي بالمفهوم الذي دعا إليه جمال عبد الناصر. نحن نادينا بضرورة الربط بين الهوية والقومية. ولذلك فإننا نحرص على ضخ دم جديد في مقولة القومية حتى تتلائم مع مستجدات الوضع الراهن وتتمكن حقا من تلبية حاجات الشعوب العربية لأننا بحاجة إلى التكتل.
أحزاب المعارضة متهمة باستدراج التدخل الأجنبي. إلى أي مدى يمكن إذن لهذه الأحزاب أن تسترجع ثقة الشارع العربي؟ – يمكن القول إن ما حدث في العراق قد فضح كل الدسائس والنوايا. إذ كيف يمكن لمعارضة أن تقبل باحتلال بلدانها. إن ما يحدث للعراق اليوم يؤكد انه لا فائدة من الاستقواء بالأجنبي ليأتي هذا الأخير مستعمرا محتلا بتعلة إرساء الديمقراطية. يجب العمل، إذن، على بناء أحزاب معارضة حقيقية وتوفير الأرضية السياسية الملائمة لتعمل هذه الأحزاب وفقا لمبادئ الشفافية والحرية والنزاهة… فما يجري الآن في البلدان العربية هو نتيجة انعدام بيئة سياسية سليمة وغياب أحزاب معارضة حقيقية. ففي نجاح أحزاب المعارضة ضمان لسلامة العملية السياسية وحصن للأنظمة من التدخلات والاملاءات الأجنبية.
قريبا تحتفل تونس بخمسينية مجلة الأحوال الشخصية في 13 أغسطس. ماذا تقولين للقارىء القطري عن هذه المجلة؟ – تعتبر مجلة الأحوال الشخصية التونسية مجلة رائدة على المستوى العربي سواء على مستوى التشريع أو التطبيق. وهي مجلة تسعى إلى حفظ حقوق المرأة وضمانها. لذلك نحن نسعى في تونس إلى تعميم هذه التجربة خاصة بعد أن لمسنا الآثار الايجابية لها سواء على المرأة أو على المجتمع. وعلى الرغم من أن تونس قد تعرضت منذ 1956، أي منذ أن أصدرت هذه المجلة، للعديد من الانتقادات وصل بعضها إلى حد وصف التشريع التونسي بالمارق على الشرع نظرا لمنعه تعدد الزوجات وإقراره للنفقة ولحق المرأة في المطالبة بالطلاق من خلال صيغة طلاق الإنشاء. إلا أن مراهنة النظام التونسي على المجلة ظل متواصلا إلى أن أتت أكلها لتتطور بتطور العصر وتحيّن قوانينها وفقا لحاجيات المجتمع نفسه دون أن تحيد عن جوهر الشريعة الإسلامية.
انتميت إلى حزب الوحدة الشعبية ولم تنتمي إلى رابطة النساء الديمقراطيات. لماذا وأنت المرأة المناضلة المدافعة عن حقوق المرأة؟ – شخصيا أنا من مساندي العمل السياسي الشامل الذي يستهدف تنمية مختلف شرائح المجتمع والمرأة جزء منه. كما أن النضال من أجل المرأة لا يقتصر على الجمعيات النسوية. هذا علاوة على أني لست من أنصار العمل النضالي الضيق، انطلاقا من إيماني أن حلقات مسار التنمية والإصلاح ملتحمة بعضها ببعض ولا يمكن فصل إحداها عن الأخرى لأن المجتمع كل لا يتجزأ.
(المصدر: صحيفة الراية القطرية الصادرة يوم 4 أوت 2006)
Home – Accueil – الرئيسية