الاثنين، 6 سبتمبر 2010

Home – Accueil

TUNISNEWS

10ème année, N°3758 du 06. 09 .2010  

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


نقابي:الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان :استاذ تعليم ثانوي قي اعتصام مفتوح

المرصد التونسي:شبه مجلس جهوي ببنزرت لأشباه النقابيين

الحبيب بوعجيلة:اتحاد الشغالين و استحقاقات المرحلة الانتقالية

المرصد التونسي:المقاطعون للمجلس الجهوي للتعليم الثانوي ببنزرت مفاظعون على الدوام

كلمة:النقابة العامة للتعليم الثانوي تعقد هيئتها الإدارية

المختار اليحياوي :تونس:معضلة المدينة و إشكالية الحكم

كلمة:الاسبوعي:بلدية خنيس بدون رئيس

واب منجر سنتر:تونس تكافح الهجرة السريّة مقابل المال؟

ايلاف:الرئيس التونسي يمنح راغب علامة وسام الإستحقاق الوطني

كلمة:الرئيس الفلسطيني في تونس لحل بعض الإشكالات الثنائية

كلمة:الفاو تعلن زيادة عالمية في أسعار الحبوب و المواد الغذائية

كلمة:هذا الاربعاء رصده :رؤية هلال العيد غير ممكنة خلال يومين… وللمفتي الكلمة الفصل

أنس الشابي:قراءة في نصّ: « تمثيل الأنبياء بين غياب النصّ وحضور الفتوى أو التّجريب الاجتهادي »

رئيس المجلس الاسلامي الدنماركي لـ «الأسبوعي»:لوبيات ذات علاقة بالصهاينة وراء إثارة الفتنة بين مسلمي أوروبا والمجتمعات الغربية

س آن آن عربي:تونس: إنذار رسمي لمدرب المنتخب وغرامات على اللاعبين تعادل مخيب للمنتخب التونسي

 أحمد كمال أبوالمجد:اشتباك بين الخائفين على الدين ومن التدين

العرب: تعترض المكالمات الهاتفية والرسائل الإلكترونية إسرائيل تتنصت على أنفاس جيرانها بأكبر محطة تجسس

القدس العربي:الكشف عن أكبر محطة تجسس إسرائيلية تتنصت وتعمل على تشويش المكالمات والبريد الالكتروني للحكومات والتنظيمات بالمنطقة

القدس العربي:مصر: احالة حمدي قنديل للجنايات..ومنع نشر اخبار حملة عمر سليمان ولقاء جمال مبارك مع نتنياهو

العرب:نفايات أميركية مشعة في شمال غرب مصر

عبد الله علي إبراهيم :جنوب السودان والتطبيع مع إسرائيل

عبد الله الأشعل :خرافة الفرص الضائعة في الصراع العربي الإسرائيلي

الجزيرة.نت :إسرائيل تصهين التعليم العربي


Pourafficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جويلية 2010

https://www.tunisnews.net/22Out10a.htm


الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان :استاذ تعليم ثانوي قي اعتصام مفتوح


دخل الاستاذ سامي بوقرة  استاذ رياضيات  في القيروان  في اعتصام مفتوح  داخل الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان  على خلقية  اقدام احد اعضاء  المكتب التنقيذي الجهوي  رفع قضية  ضده لدى مركز  الشرطة  وسبب الخلاف ان الاستاذ  قدم  شكوى  في هذا العضو  الى المكتب التنفيذي الجهوي   وقام بنشر هذه الشكوى على الموقع الاجتماعي  الفايس بوك  وهو ما جعل عضو المكتب التنفيذي  يتهمه بمحاولة تشويه صورته  ورفع الامر الى القضاء . فيما يصر  الاستاذ ان كل ما ورد بالشكوى صحيح  ولهذا يدخل قي اعتصام  مقتوح  حتى ياخذ  الاتحاد الجهوي قرارا  في هذه الوضعية  ويقدم اجابة على شكواه . نقابي  –  القيروان


شبه مجلس جهوي ببنزرت لأشباه النقابيين


نحن الكتاب العامون للنقابات الأساسية للتعليم الثانوي بجهة بنزرت نعلن للرأي العام النقابي المتابع لنشاط قطاعنا و للقواعد الأستاذية بالجهة بأننا لم نحضر مداولات ما سمي بالمجلس الجهوي القطاعي بتاريخ 02 سبتمبر 2010 لتقييم المفاوضات بين النقابة العامة ووزارة الإشراف و لتحضير العودة المدرسية و الهيئة الإدارية القطاعية ليوم 06 سبتمبر 2010  و ذلك للأسباب التالية

 1)   لم يقع إعلام بعض النقابات الأساسية  ( رأس الجبل , العالية) إلا ثلاثة أيام قبل الموعد و عن طريق الهاتف  فمتى تجتمع النقابة الأساسية و تناقش و تبلور موقف أو توصية  ؟

   2) تقييم المفاوضات يفترض مد الإعلام للنقابيين من طرف الهيكل القطاعي المشرف على الجهة و هذا لم يحصل حيث دأبت ما تسمى النقابة الجهوية التي صعدت إثر مؤتمر يتيم ( بمن حظر) على الإتصال بالتشكيلات النقابية  بطرق ملتوية و غير مباشرة و هذا دليل على عزلتها و عدم شرعيتها و قد نبهنا لذلك قبل المؤتمر

   3) إن تدارس أوضاع القطاع و تقييم المفاوضات و إتخاذ موقف جهوي للهيئة الإدارية لا يمكن أن يكون عمل تقني و شكلي و بالتالي مطلوب تشريك أكثر ما يمكن من الإطارات النقابية و توسيع التمثيلية

القاعدية  عملا بمبدإ الديموقراطية و الشفافية  إن الدعوة لمجلس جهوي عوضا عن ندوة إطارات تدخل في إطار حسابات ما تسمى بالنقابة الجهوية لأن موازين القوى ليس في  صالحها خاصة عندما نعلم جميعا بأن القطاع مر بفترة ركود نضالي و غياب عمل تعبوي

   4) أن الدعوة لمجلس جهوي يحضره الكتاب العامون أو من ينوبهم هي عملية إقصاء للإطارات النقابية الواسعة تدخل ضمن معادلة تريد تمريرها شبه النقابة الجهوية  فهل بهذه الممارسات نحضر العودة المدرسية ؟

  5)  إن التوصيات التي صاغتها الأقلية أثناء ما سمي بالمجلس الجهوي لا تلزم إلا أصحابها فهي مواقف فردية و شخصية و لا تعبر لا من قريب أو من بعيد عن مواقف الإطارات النقابية بالجهة  و لا حتى النقابيين بالنقابات الأساسية  التي حضر كتابها العامون بالنيابة عنهم ( بازينة و غزالة لم تعقد إجتماع المكتب , بنزرت المدينة و منزل الجميل  بعض الأعضاء لم تبلغهم دعوة للإجتماع ) إيمانا منا بوحدة الممارسة نعلن إلتزامنا بقرارات سلطات القطاع و العمل على تحقيق مطالبنا و تشريك القاعدة الأستاذية في ممارسة حقها النضالي  من أجل الدفاع عن مصالحها و إعادة الإعتبار للمربي  و إننا لن نترك القاعدة الأستاذية بالجهة عرضة للحسابات الضيقة و الفئوية عاشت وحدة المدرسين عاش الإتحاد العام التونسي للشغل حرا ,ديموقراطيا و مناضلا           حبيب الكواش  ……..كاتب عام النقابة الأساسية برأس الجبل          ألهادي بوشقفة………. كاتب عام النقابة اللأساسية بالعالية          الشادلي المغراوي…… كاتب عام النقابة الأساسية بماطر          مبروك المي …………كاتب عام النقابة الأساسية بسجنان — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertéssyndicaux


اتحاد الشغالين و استحقاقات المرحلة الانتقالية


 بقلم الحبيب بوعجيلة تعيش الساحة النقابية منذ فترة طويلة على وقع جدل عميق يمتد من قاعات المؤتمرات إلى مواقع الشبكة العنكبوتية وصولا إلى الصحافة المكتوبة خصوصا بعد تفاعل قيادة المنظمة النقابية في أعلى المستويات مع ما يطرحه الجدل من إشكاليات .

و تحتل المسالة الديمقراطية داخل الاتحاد و هاجس الهيكلة وأساليب التسيير صدارة الاهتمام من خلال ما يبديه البعض من تخوفات حول  » مصير الفصل العاشر  » الذي تم إقراره في مؤتمر جربة الاستثنائي .و مما لا شك فيه أن  » سخونة الأجواء  » واحتقانها أحيانا حول هذا الموضوع مرتبطة بطبيعة الحال بحجم التحديات التي تواجه المنظمة العتيدة في هذه الفترة الدقيقة والانتقالية والحاسمة من تاريخ البلاد .ذلك أن الجدل حول  » الفصل العاشر  » هو في جوهره التعبير الظاهر عن انشغالات الأسرة النقابية بما سيكون عليه أداء الاتحاد العام التونسي للشغل في  خضم الاستحقاقات الاجتماعية و السياسية التي تنتظر بلادنا في الأشهر القليلة القادمة . ولا يبدو هذا الجدل « النقابي /النقابي  » شانا داخليا خاصا بمنظمة الشغالين بل من الواضح انه موضع متابعة و مراقبة من أطراف عديدة بداية من السلطة وصولا  إلى أطياف المعارضة بتوجهاتها المختلفة و  ذلك بحكم تنوع منخرطي الاتحاد ومناضليه الذين يمثلون قرابة ال65 بالمائة من مجموع السكان النشطين  بالإضافة إلى أن منظمة الشغالين كانت منذ نشأتها متجاوزة لطابعها المهني ألمطلبي لتكون في صلب الأحداث العامة في البلاد تأثيرا و تأثرا .

ويبدو على العموم أن الصفة الغالبة على الجدل لحد الآن عل الأقل   قد بقيت بين الأطراف والقوى  » المسؤولة  » في حدود « النبرة المعقولة  » و يهمنا في هذا الصدد أن نسجل بايجابية تفاعل المركزية النقابية مؤخرا مع هذا الجدل بتصريحات مهمة و « جريئة » لبعض قياداتها و  بقطع النظر عن حجم الاختلاف أو الاتفاق معها  فان هذه التصريحات تعد ترجمة علنية للاحترام الذي تكنه قيادة المنظمة لمنظوريها مهما اختلفت توجهاتهم كما تؤكد أن الجدل الذي يدور في البلاد وفي الهياكل الوسطى والأساسية للاتحاد يجد صداه بطبيعة الحال لدى القيادة التي لا شك أنها تدرك تماما جدية الإشكاليات المطروحة على راهن المنظمة ومستقبلها المنظور وان كانت هذه الملاحظة لا تمنعنا من الإشارة إلى منسوب « التوتر » الذي تتجه إليه بعض المماحكات التي تميل إلى « المنطق العدمي  » و « شخصنة الصراعات « و الإمعان في التجريح و الاتهامات مما يجعل أصحابها خارج مجال التأثير الذي لن يتأتى إلا بصياغة قراءة واقعية لواقع الاتحاد والبلاد من اجل « اقتناص » المشترك في خطاب جذاب قادر على الفعل في مجريات الأحداث وتدعيم الثقة في المؤسسة النقابية و طاقاتها النضالية المتجددة مهما كان موقفنا من الراهن .

فترة التسعينات : ما لها و ما عليها

من المؤكد أن حجم التراجعات الاجتماعية التي هزت المقدرة الشرائية للشغالين و أصبحت تقضم باطراد مكاسبهم السابقة بالإضافة إلى مظاهر الاحتقان السياسي وتعطل مسارات الإصلاح وإجراءات التضييق على الحريات هي عوامل تعمق حالة الغضب و التوتر مما يدفع في أحيان كثيرة إلى استخلاصات متشائمة تلخص مسار المنظمة الشغيلة في العشريتين الأخيرتين في مربع الارتهان و الاستسلام  باعتماد نظرية المؤامرة و الاتهام  » المشخصن  » بالفساد والعداء لمصالح الطبقة العاملة . غير أن قراءة واقعية  لمجريات الأحداث التي مرت بها بلادنا منذ ما يقارب العقدين تؤكد أن تعقيدات الوضع الداخلي والإقليمي والعالمي تدفعنا إلى تنسيب هذه المواقف « القاسية  » في تقييم تمشيات قد نختلف في تقييم نسب نجاحها و لكننا لا نستطيع أن ننكر ما حققته في حماية المنظمة والحفاظ على  الحد الأدنى من مكاسب منظوريها  وسط عواصف « الاستقطاب السياسي الحاد » الذي شهدته البلاد أوائل التسعينات و في خضم التحولات الدولية « الدراماتيكية  » بداية من انهيار المعسكر الاشتراكي و استفراد العولمة الليبرالية المتوحشة بمقدرات العالم وصولا إلى تداعيات حرب الخليج الثانية .

لقد اختار الخط السائد في المنظمة النقابية على امتداد عشرية « التسعينات » اعتماد « عقد وفاقي » على قاعدة الكسب المتبادل في اتجاه الحفاظ قدر الإمكان على الوظيفة « الرعائية  » للدولة و ضمان إعادة توزيع للثروة يضمن اقل ما يمكن من مظاهر الإجحاف ويمنع  المس قدر المستطاع  من الوضع المستقر عموما للطبقة الوسطى وانطلاقا من « فلسفة اجتماعية  » تعتبر المرحلة لحظة دفاع في مواجهة « العولمة الزاحفة » و تحدد التناقض الرئيسي بين « المؤسسة الاقتصادية الوطنية  » و  » المؤسسة الأجنبية  » .و قد كان هذا الاختيار مترجما سياسيا في الانحياز إلى جانب الدولة والنظام في صراع أوائل التسعينات  . كما تمت ترجمة « خيار العقد الوفاقي  » اجتماعيا من خلال خيار السلم الاجتماعية عبر مفاوضات تمنح الدولة هامشا لإعادة التوزيع والهيكلة بمهلة تمتد إلى 3 سنوات متجددة و هي العوامل التي ساهمت بطبيعة الحال في مجمل  » النجاحات  » التي تتباهى بها السلطة في أدائها الاقتصادي والاجتماعي .

ليس من العسير طبعا تفسير هذا الخيار « البراغماتي  » فالمنظمة الشغيلة تعتبر على امتداد تاريخها الطويل أن الدولة هي المخاطب الرسمي والمفاوض الأساسي للاتحاد بحكم التركيبة الاجتماعية لمنخرطيه ..كما إن الاتحاد ظل باستمرار يختار جانب السلطة في فترات الاستقطاب الكبرى خصوصا حين يكون « بريق شرعيتها  » ضامنا لقوتها في مواجهة خصومها (موقف الاتحاد في الصراع اليوسفي البورقيبي – موقفه في صراع المتشددين مع التحرررين بقيادة المستيري أوائل السبعينات – قبوله بتجميد الأجور من 1957الى 1963 …الخ) وعلى العموم وبعيدا عن المزايدة – بمفعول رجعي – فان هذا الخيار الوفاقي ظل على العموم محل إجماع اغلب التيارات النقابية والسياسية ضمنا أو علنا على امتداد عشرية التسعينات .

المستقبل و البناء على المشترك

غير أن ما سبق من ملاحظات لا يمنع اليوم مشروعية المطالبة بإعادة النظر في هذه التمشيات بحكم التحولات الجوهرية التي طرأت على المشهد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي بالبلاد . والحقيقة أن مطالب المراجعة الجذرية لوضعية « التعاقد الاجتماعي بالبلاد  » قد بدأت في الظهور منذ بدايات الألفية الثالثة مع ظهور أعراض « الوهن  » في نموذج التنمية المعتمد و وصول « المنظومة السياسية  » القائمة إلى حدودها مما جعل الإصلاح الشامل مطلبا شرعيا لتجاوز حالة الجمود و وضعيات الاحتقان الاجتماعي و تجديد قدرات البلاد على مواجهة الاستحقاقات والتحديات الجديدة التي تنتظرها . لقد بات من الواضح أن التحولات الجذرية التي شهدها الوضع الاقتصادي في البلاد تبين باطراد  أن الدولة لم تعد قادرة على الاضطلاع بمهامها التقليدية في المجالات الاجتماعية المتنوعة كما إن نفوذ المجموعات وأصحاب المال الجدد أصبح يتزايد باستمرار و في سياق التحولات العالمية والداخلية تشهد البلاد بروز صراعات جديدة وفرزا اجتماعيا وسياسيا مختلفا يعمق صراع المصالح وتمايزها مما يدفع باستمرار نحو « اكراهات » تجديد بنود  » العقد السياسي والاجتماعي بين  » الدولة والمجتمع بفئاته وتياراته المختلفة . ولقد بات واضحا منذ مؤتمر « جربة » في 2002 أن الاتحاد العام التونسي للشغل كان واعيا بهذه « الاكراهات » التاريخية فبدا الحديث داخل المنظمة على ضرورة مراجعة مبادئ العقد الاجتماعي وبرز خطاب « التصحيح  » من أعماق القيادة نفسها في اتفاق واضح مع قواعدها لإعادة النظر في « أسلوب التفاوض الاجتماعي وغاياته  » و لتأهيل  » الهيكلة الداخلية  » للاتحاد بما يتيح للمنظمة استعادة دورها كاملا  » للمشاركة  » في الصياغة الإستراتيجية لمصير البلاد على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي بل إن « أدبيات » الاتحاد منذ أوائل الألفية الثالثة قد استعادت خطاب  » الحريات  » و المطالبة بالعفو التشريعي العام و « تعزيز الديمقراطية  » و « حقوق الإنسان  » من منطلق قناعة راسخة بان الدور « التعديلي » للاتحاد ومهمته في حماية مكاسب « الدولة الحديثة  » و الدفاع على عموم منظوريه لا يمكن أن يتم إلا في إطار مجتمع ديمقراطي قائم على تعددية فعلية ومجتمع مدني قوي يمثل الاتحاد  » العصب الرئيسي » داخله و لعل هذا ما أعاد للأذهان الدور الرائد الذي لعبته المنظمة أواخر السبعينات . و رغم تعثر هذا الخطاب بحكم أحداث داخلية ودولية مرة أخرى (أحداث سبتمبر – غزو العراق – إستراتيجية الحرب على الإرهاب و ضمور المطلب الديمقراطي ) فانه يعود اليوم بشدة في الأوساط النقابية والسياسية و أتصور أن هذا الجدل سيكون مثمرا على مستقبل المنظمة والبلاد إذا ارتبط بجملة من الاتفاقات المبدئية أجملها في ما يلي :

1/ الإقرار بنهاية عهد الدولة ذات النزعة المركزية والبيروقراطية التي تصر على اعتبار المنظمات مجرد وسائط لاختراق المجتمع والسيطرة عليه و الاعتراف بان العلاقات الزبائنية القائمة على طلب الولاء والسكوت عن المطالب الاجتماعية والسياسية مقابل المكاسب لم تعد ممكنة فالتحولات الاقتصادية بالبلاد تؤكد تآكل القاعدة « الزبائنية  » للدولة بالإضافة إلى أن هذه التحولات تؤكد حاجة المجتمع إلى منظمات تمثيل حقيقي تتفاوض من خلالها فئات المجتمع و تتعاقد و تنجز التسويات الضرورية على أساس الشراكة الفعلية في تقرير المستقبل الاستراتيجي للبلاد و في جو من الديمقراطية الفعلية بما هي آلية معاصرة في إدارة الصراع الاجتماعي . وفي هذا الإطار وحده يمكن تدشين تفاوض حقيقي وغير مغشوش حول « منوال التنمية  » المنشود الذي يمكننا من مواجهة المصاعب القادمة لا محالة .

2/ إن تطوير الهيكلة الداخلية للاتحاد بما يتيح لمناضليه هامشا اكبر في تحديد الاختيارات والمسارات أصبح مطلبا لا مناص من الاعتراف به و بقطع النظر عما يثيره الحوار حول الفصل العاشر من تشنجات أو تجاذبات  » شخصانية  » أو « فئوية  » فان تطوير المنظمة يمكن أن يكون محل تسوية ممكنة إذا تحملت كل الأطراف مسؤولياتها في إطار قراءة واقعية لموازين القوى و في إطار اعتبار مصلحة الاتحاد كمكسب وطني لا يجوز انهاكه بتوترات غير محسوبة النتائج.

3/ إن الحركة الديمقراطية والنشطاء في مجال الإصلاح السياسي يمكن أن يساهموا في إعادة ترتيب العلاقة بين الاتحاد و الحركة السياسية بصياغة خطاب واقعي قادر على إقناع النقابيين  وتعبئتهم في معركة التنمية السياسية باعتبارها جزء لا يتجزأ من معركة الرقي الاجتماعي والتنمية الشاملة والمستديمة  مع الأخذ بعين الاعتبار لطبيعة المنظمة النقابية وتركيبتها و تاريخها بعيدا عن أوهام  » الحياد السلبي » للمنظمة الشغيلة أو إمكانية حشرها في « الأجندة  » الخاصة لهذا الطرف أو ذاك (الطريق الجديد /العدد الاخير ) — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertéssyndicaux


المقاطعون للمجلس الجهوي للتعليم الثانوي ببنزرت مقاطعون على الدوام


لا احد ينكر مدى تاثير قطاع التعليم الثانوي في الحراك النقابي على المستوى الجهوي او الوطني وفي جهة بنزرت يعرف الجميع مدى تأثير هذا القطاع الريادي في الساحة النقابية ,ولكن من المؤسف حقا القول ان مجموعة من هذا الفطاع وفي هذه المرحلة الحاسمة التي يستعد فيها قطاع الاساتذة للخوض في عدبد الملفات مع الطرف الاداري وهي يدفع عبر أطره النقابية اساسية وجهوية وعامة للحسم في هذه الملفات بما يعود على ابناء هذا القطاع والمنظومة التربوية بالنفع فدنأت بنفسها بعيدا عن الساحة النقابية لأسباب لم يعد يجهلها أحد ,فقد قاطعت هذه المجموعة مِؤتمر النقابة الجهوية عندما أدركت ان موازين القوى ليست في صالحها وفد كانت قد تركت الساحة النفابية تماما وقاطعت المكتب التنفيذي الصاعد حديثا حبن عجز رموزها غلى الصعود لدفة هذا المكتب ولو بمفعد واحد والنقابيون بالجهة يدركون كيف أصرت هذه الزمرة على الدخو ل للانتخابات منفصلة تحت غطاء الجنرال عبد الرزاق البجاوي ورفضت كل الايدي التي مدت لها من اجل قائمة مناضلة موحدة ففوتت الفرصة على الجهة التي كان بالامكان ان يكون لها مكتبا جهويا بأغلبية مناضلة وهاهي الان تقاطع مجلسها الجهوي القطاعي بتعلات واهية والحال ان الاساتذة مقبلون على هيأة ادارية قطاعية وهذا سلوك لم يعد غريبا على هذه المجموعة فقد قاطعت أيضا أنشطة الاتحاد الجهوي ولم يعد يرى لهذه الوجوه أثرا في اروقته ان هذا الاسلوب في العمل النقابي أصبح مثيرا لعديد من الشكوك ونقاط الاستفهام في الساحة النقابية ببنزرت وأصبح العديد من التقابيين بالجهة بتغامزون ويتهامسون خصوصا ان البعض من هذه الجماعة فد عرف بصداقته الحمبمة للكاتب العام المتخلي لطفي الشيخ وهو ابن التجمع والسلطة كما يعرف الجميع اذا. فقداصبح اسلوب المقاطعة لدى هذه المجموعة هدفا في حد ذاته الغاية منه خلق المأزق والدفع بالمشهد النقابي جهويا وقطاعيا نحو المحهول وافتعال الازمات اتي يبدو انها لا تعيش الا بها ولعلها تسهم مع الكاتب العام المنخلي وحليفه الجديد الاسكندر الذي عرف بانتهازيته وتموقعه حسب المصلحة والظرف على خلق اطار من الفوضى بتحركون من خلاله لكن هيهات هيهات فالمقاطعون على الدوام لبسو نقابيين على الدوام فعلى العقلاء والنزهاء قي هذه المجموعة أن يستعيدوا ذاكرتهم النقابية ويقرؤونها جيدا قبل ان تتآكل ويأكلها النسيان نقابي من بنزرت — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et deslibertés syndicaux


النقابة العامة للتعليم الثانوي تعقد هيئتها الإدارية


حرر من قبل التحرير في الأحد, 05. سبتمبر 2010 تعقد النقابة العامة للتعليم الثانوي اليوم الاثنين هيئتها الإدارية ومن المنتظر أن يكون ملف تعثر المفاوضات مع وزارة التربية أهم الملفات المطروحة ، كما انه المنتظر أن تناقش الهيئة مسالة النظام الأساسي و تخفيض سن التقاعد و تحسين القدرة الشرائية و مراجعة الترقيات المهنية و إدماج أساتذة المرحلة الأولى كما انه من المنتظر أن تأخذ مسالة المشاركة في صياغة السياسة التربوية حيزا مهما من النقاش . وكانت النقابة عبرت في بيان لها صدر الأسبوع الماضي أشارت إليه كلمة في نشرة سابقة عن استياءها من ردود الطرف الإداري المتسم بالمماطلة والتسويف معتبرة أن الجلسات التي عقدت مع الوزارة كانت جلسات استماع فقط مما اعتبرته استهانة بالطرف النقابي. وطالبت النقابة العامة بجدية التفاوض مؤكدة أن الهيئة الإدارية ستكون ردا على سير المفاوضات ومن المنتظر أن تشهد نقاشات واسعة وساخنة حول العلاقة مع وزارة التربية في المرحلة القادمة والتي قد تشهد توترا يصل إلى حدود الإعلان عن إضراب خصوصا أن عددا من الجهات مثل جهة بنزرت طالبت أثناء مجلسها الجهوي بإضراب في شهر أكتوبر القادم وحسب مصادرنا فان عديد الجهات الأخرى تتجه إلى تأييد اقتراح جهة بنزرت. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 05 سبتمبر 2010)


 تونس : معضلة المدينة و إشكالية الحكم


الفراغ شعار لمرحلة و عنوان لواقع وسمة لاستقرار يجسد الركود: هكذا يمكن توصيف إنطلاق السنة السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية التي تبتدئ هذه الأيام بعد نهاية العطلة الصيفية و نهاية رمضان و انطلاق السنة الدراسية. و هذا الفراغ الذي يلقي بكل ثقله على واقعنا يزيد من عبئه حالة الروتينية التي أصبح يتسم بها بما يؤشر على دخول مجتمعنا مرحلة الشك التي تحدد وضع الإفلاس الذي نتجه إليه كما يحدث لكل مشروع أو مؤسسة إقتصادية.

فكل شيء يبدوا محسوما، مفروغا منه لا جدوى من الحديث فيه و الأصوات القليلة الخافتة التي تضهر أحيانا تبدوا كالنشاز في مأتم يخيم عليه الوجوم إن لم يطلها الإسكات و الإزدراء. لذلك تبدو المدينة صاغرة ذليلة عاجزة عن مجرد تضور أوجاعها.

أنهيت منذ فترة مطالعة كتاب « روائح المدينة(1) » الذي صدر هذه السنة تجسيدا لهذا الوضع العقيم. ورغم العلامات الواضحة لتعرض مخطوط النص للتهذيب و التشذيب لملائمة شروط النشر و التي يقر بها الكاتب صراحة في آخر صفحة من الكتاب و رغم إعتماده أساسا على الرمزية و الإيحاء و الصيغ التهكمية لتمرير مقاصده فإن تناوله للمدينة من خلال مدينته على مر العهود التي يرمز لها بدولة الحكم البائد و دولة الإستعمار ودولة السيادة و الإستقلال و دولة العهد الجديد فإن مقاربته تحيل على حالة مفزعة لوضع المدينة في واقعنا يرتسم متخلفا بشكل غير مسبوق.

يتصدر الكتاب في صفحة الإهداء هذه الجملة الغريبة : « من ليس له مدينة كمدينتي لا يصلح له هذا الكلام » دون أن يعرفنا مسبقا بمدينته تصريحا أو تلميحا و لا في كامل الكتاب. فلا تجد بدا من قرائة الكتاب حتي تتعرف على مدينته علك تدرك إن كانت لك مدينة كمدينته حتى يصلح لك الكلام. و المدينة التي يتحدث عنها الكاتب حتى لا نقول يحمل عليها بشراسة و ازدراء يلخصها بقوله: « لمدينتي، هذه التي يحسدنا عليها جميع الأجوار، و يستكثرون إسم المدينة فيها… روائح آية في الغرابة و العجب… فكيف و أنت العاقل العدل المنصف الفطن ترضى أن يستكثر أجوارنا إسم المدينة فيها و لها مثل هاتيك الروائح« …

ليس المقصود بالإشارة إلى هذا الكتاب تناوله بالحديث أو النقد في هذا المقام و إنما لمجرد طرح إشكالية المدينة في مواجهة الفراغ و الإستقالة و الجمود المخيم على واقعنا. فالمدينة بالأساس مزيج من الروائح النتنة الكريهة المقرفة و الوائح الشذية الفواحة العبقة و لا يمكن إختزالها في رائحة واحدة تكون بمثابة الوصمة لها كما تفعل الحيوانات الضارية في تحديد مجالها الخاص بتبولها ومسح عرقها في مختلف أركانها تحذيرا لكل من قد تسوله نفسه منافستها في مجال صيدها.

فالمدينة بهذا المعنى نظام للتعايش و التلاقي و التكامل و لا يصح فيها وصف المدينة إذا تمكن طرف واحد من تغليب رائحته عليها مهما كانت نتنة أو زكية إذا كانت نتيجتها إخلائها من روائح غيره في مختلف أرجائها. لذلك فإن حكم المدينة يضل دائما بين الوجود و العدم بحسب ثراء تنوعها و اختلاف الآراء و الأهواء و الأفكار و المعتقدات بين سكانها و تواتر الأحداث و المجادلات و الصراعات و النزاعات داخلها فلا وجود لمدينة يسكنها هباء من البشر يساقون و يعلفون ثم يذبحون مذعنين كقطعان الماشية.

و عندما يخيم الصمت على المدينة فليس ذلك علامة رضا من سمات الحضارة و الرقي و الإزدهار بل أن ذلك من علامات بداية الخراب و الإندثار. فالمدينة لا تقوم فحسب بتكاثر سكانها و انتشار العمارة بين أرجائها و إنما تقوم أساسا بما يولد فيها من مشاريع و أفكار و من مشاغل و أشغال تزرع الحياة في مختلف أرجائها و تستغرق كل فرد من أفرادها فمن لا دور له لا مدينة له و من فقد دوره أو إحتكره أو إنتزعه منه غيره كمن لا مدينة له.

و المدينة عنوان حضارة لأنها حاضرة سلام ووئام فالمدينة المقهورة مدينة مدحورة يسجيها الضلام لا نور و لا أمل فيها و لا مستقبل لها ما لم يرفع القهر عنها. و لا تستمد المدينة علامات حريتها من قوة نضامها و شدة و بطش أدوات السيطرة و القمع داخلها. لذلك فإن المدينة قبل أن تكون أجهزة تسلط و ترهيب و هيمنة تحكم الصمت على المحتشد الذي تحكمه من خلالها و تشيع الخوف و النفاق بين سكانها لا بج فيها من مؤسسات و تنضيمات و نواميس وتقاليد و رموز و مراجع تؤسس للحرية و تدفع إلى المنافسة الشريفة ترتقي بالأخلاق المدنية و تجعل من الحياة المشتركة أي المدينة مصلحة للجميع لا يغبن أحد أو يخدع فيها.

مشروع مدينتنا الذي يستكثر الكثيرون علينا إسم المدينة فيها محاط بكثير من التحديات من مختلف الجهات و إذا كان المشرع موجود فإن المدينة لازالت بحاجة لإثباة الوجود.

المختار اليحياوي – 06 سبتمبر 2010

1 – رائح المدينة: حسين الواد – دار الجنوب للنشر للنشر، سلسلة عيون معاصره، تونس أفريل 2010 – 370 صفحة – 13 دينار

http://www.tunisiawatch.com/?p=2886


بلدية خنيس بدون رئيس


حرر من قبل التحرير في الأحد, 05. سبتمبر 2010 منذ أن تمت نقلة رئيس بلدية خنيس إلى مدينة قبلي حيث يباشر مهامه الوظيفية ما زالت بلدية خنيس بدون مسؤول أول يباشر مهامها . و كان من المنتظر حسب التراتيب الجاري بها العمل عقد جلسة استثنائية للمجلس البلدي يتم خلالها إعادة توزيع المسؤوليات أو منح تفويضات إدارية لبعض المستشارين او مساعدي الرئيس إلا أن رئيس المجلس البلدي رفض منح صلاحياته مما أربك عمل المجلس و عطل مصالح المواطنين الذين عليهم انتظار إحدى العطل التي يسمح فيها لرئيس البلدية بالرجوع للمدينة و النظر في المراسلات و القرارات و الاقتراحات و المشاكل المتراكمة و حلها في وقت قياسي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 05 سبتمبر 2010)

 


تونس تكافح الهجرة السريّة مقابل المال؟


لم تتوان تونس في الالتحاق بمطلب ليبيا للحصول على 5 مليارات أورو (حوالي 9 مليار دينار تونسي) سنويا من الاتحاد الأوروبي للمساعدة في مكافحة الهجرة غير المشروعة باتجاه أوروبا. فبعد دعوة الزعيم الليبي معمر القذافي الاتحاد الأوروبي لتقديم 5 مليارات أورو سنويا للمساعدة في مكافحة الهجرة السرية انطلاقا من إفريقيا، تبنّت وزارة الخارجية التونسية المطلب ذاته بسرعة. وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية التونسية، يوم السبت، إن « الموضوع يهمّ تونس بدرجة عالية نظرا لما تتحمله من جراء ظاهرة الهجرة غير الشرعية وتبعاتها الإنسانية والاجتماعية والإقتصادية ». وجاءت دعوة القذافي إلى الاتحاد الأوروبي بتخصيص مساعدات مالية لمكافحة الهجرة السرية خلال زيارته إلى روما، الأسبوع الماضي، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الثانية ليوم الصداقة الليبية الإيطالية. وشدّد القذافي على أنه ما لم يحصل ما تطالب به ليبيا فإن هذا « سيؤثر على البنية السكانية لأوروبا في الغد والتي ستكون ليست أوروبا اليوم وقد تكون إفريقيا لأنّ الملايين تريد أن تزحف من إفريقيا إلى أوروبا ». وكان وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ردّ على طلب القذافي بالقول إنه يتعين مساعدة الدول الواقعة على الحدود من أجل وقف تدفق مهاجرين بصورة غير مشروعة يحاولون العبور إلى ايطاليا. وأضاف فراتيني أنّ « قضية الخمسة مليارات لم تبحث حتى الآن. سنبحثها في إجتماعات أوروبية وأتصوّر أنها ستنظر في قمة أوروبية إفريقية في ليبيا في نوفمبر المقبل ». وتعد إيطاليا قبلة رئيسية للمهاجرين السريين القادمين من تونس أو من ليبيا، وهي تقوم بتزويد السلطات التونسية والليبية بالزوارق والأجهزة وتشرف على تكوين أفراد خفر السواحل. لكن كبح معضلة الهجرة السرية بقي على المحك، نظرا لنجاح آلاف المهاجرين في بلوغ الشواطئ الإيطالية رغم تواضع المراكب التي يستقلونها، ما دفع بالحكومة الإيطالية إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة كاحتجاز المهاجرين في معتقل بجزيرة لامبيدوزا. وتوصلت الحكومة الإيطالية خلال زيارة وزير الداخلية الإيطالي روبيرتو ماروني  عام 2008 إلى تونس إلى اتفاق يقضي بترحيل مئات المهاجرين التونسيين على دفعات، لكن مازال العديد منهم محتجزا حاليا في لامبادوزا. وبالتوازي مع ذلك أطلقت السلطات التونسية حملة مشددة على سواحلها للإطاحة بالمهاجرين السريين، ما أدى إلى إحباط عدة محاولات تسلّل آخرها كان، الأسبوع الماضي، باعتقال 25 مهاجرا سريا من جزيرة قرقنة إلى السواحل الجنوبية الإيطالية. وكان تقرير صادر منذ عامين عن المرصد الوطني الإيطالي للهجرة السرية قد كشف عن أن نسبة الهجرة إلى الشواطئ الإيطالية ارتفعت بحدود 21%، وأن المغاربة يتصدرون قائمة المهاجرين السريين إلى إيطاليا. ويرى البعض أنّه على الرغم من أهمية التنسيق الأمني بين تونس وإيطاليا للحدّ من الهجرة السرية، إلا أنّ الحل التنموي بما يقتضيه من معالجة معضلة البطالة وتحقيق توازن تنموي بين الجهات، كفيل بوقف زحف الهجرة غير المشروعة. خ ب ب

 

(المصدر: موقع « واب منجر سنتر »(w.m.c)  بتاريخ 5 سبتمبر 2010)

http://ar.webmanagercenter.com/management/article.php?id=2659


الرئيس التونسي يمنح راغب علامة وسام الإستحقاق الوطني


مي ألياس GMT 8:16:00 2010 الإثنين 6 سبتمبر 

 بيروت: قلّد رئيس الجمهوريّة التونسيّة زين العابدين بن علي ممثّلاً بسفير تونس في لبنان محمّد سمير عبد اللّه، وسام الإستحقاق الوطني في دارة السفير بحضور شخصيّات سياسيّة.

وقد مثل رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري النائب عمّار حوري. ومن الوزراء، وزير الأشغال والنقل غازي العريضي، ووزير الشباب والرياضة علي العبدالله.. والوزير غازي زعيتر، والوزير الياس حنّا. ومن النوّاب، النائب مروان فارس، النائب آلان عون، النائب نديم الجميّل إضافةً إلى القنصل الفخري لتونس ميشال بيطار، المديرة العامّة لوزارة السياحة ندى سردوك والمديرة العّامة للوكالة الوطنيّة لور سليمان وعدد كبير من الشخصيات الإجتماعية والإعلامية البارزة.

بدأ حفل التكريم بكلمة للسفير التونسي الذي أعرب عن سعادته بتقليد راغب هذا الوسام نتيجة إبداعاته في إثراء الأغنية العربيّة. هذا الوسام الذي يعتبر أعلى وسام يمنحه الرئيس التونسيّ قد سبق وناله عمالقة في عالم الفنّ والأدب أمثال الموسيقار محمّد عبد الوهّاب، الأديب نجيب محفوظ، الفنان القدير وديع الصافي والسيدة  فيروز. 

بدوره عبر الفنان راغب علامة خلال كلمته عن فرحة لا توصف، وعن المحبّة التي يكنّها لتونس ولجمهورها. أما النائب عمّار حوري ممثّلاً رئاسة الحكومة فألقى كلمة نقل من خلالها تهنئة الشيخ سعد الحريري للفنان راغب على نيله هذا الوسام الذي يعبّر عن عمق العلاقة الطيبة والممتازة بين تونس ولبنان قائلاً بإسم الشيخ سعد الحريري أقولها وبالصوت العالي « ياراغب علامة بيضّت وجه لبنان. »

كاميرا إيلاف كانت حاضرة وعادت بهذا التقرير المصور.

 

http://www.elaph.com/Web/arts/2010/9/594588.html

(المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 6 سبتمبر 2010)

 


الرئيس الفلسطيني في تونس لحل بعض الإشكالات الثنائية


حرر من قبل التحرير في الأحد, 05. سبتمبر 2010 ذكرت تقارير فلسطينية أن اللقاء الذي تم بين الرئيس التونسي و الرئيس الفلسطيني يوم الأحد من المنتظر ان يتناول إضافة إلى بحث الاستراتيجيات و الخيارات المتاحة أمام عملية التفاوض المسائل العالقة بين البلدين و خصوصا مسالة تسليم أرشيف عرفات و مسالة الكوادر العاطلة بتونس.

و ترفض تونس تسليم أرشيف عرفات للسلطة الفلسطينية و تعتبره أمانة للشعب الفلسطيني و تشير عديد التقارير أن الأرشيف التي أمرت السلطات التونسية إدارة الاستخبارات وضع يدها عليه يحوي عديد المعلومات المهمة التي تهم عددا من الشخصيات العربية.يشار أن تونس رفضت عديد الوساطات لبحث تسليم أرشيف عرفات أو حتى نسخه.

من جهة أخرى مازال المئات من كوادر فتح وعائلاتهم يعانون بسبب استغناء السلطة الفلسطينية عن خدماتهم و إحالة العديد منهم على التقاعد بعد غلق الشعبة المالية التي كانت تتابع شؤونهم.

و تقترح الحكومة التونسية إما إعادة الكوادر الفلسطينية إلى وطنهم أو تخصيص اعتمادات مالية تضمن لهم العيش بكرامة على الأراضي التونسية . (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 05 سبتمبر 2010)


هذا الاربعاء رصده رؤية هلال العيد غير ممكنة خلال يومين… وللمفتي الكلمة الفصل


تونس-الاسبوعي تخرج مغرب هذا الاربعاء لجان الرؤية لرصد هلا ل شوال الذي يتطلع كل التونسيين لمعرفة موعد ظهوره إذ بظهوره يتحدد موعد حلول عيد الفطر إما الخميس 9 سبتمبر أو الجمعة 10 سبتمبر فيكون عندئذ شهر رمضان 30 يوما.. وحسب معطيات فلكية علمية دقيقة فإن اقتران هلال شوال يحدث يوم الأربعاء 8 سبتمبر الجاري على الساعة 10 و30 دقيقة بالتوقيت العالمي أي الساعة الحادية عشرة صباحا و30دقيقة بالتوقيت المحلي لمدينة تونس ، لكن القمر يغيب قبل غروب شمس يوم الأربعاء في كامل مناطق البلاد العربية والإسلامية بمدد متفاوتة ما عدى بمدينة داكار حيث يتزامن وقت غروب القمر ووقت غروب الشمس. ويمكث القمر بعد غروب شمس يوم الأربعاء في المدن الجنوبية الإفريقية والجزء الجنوبي لأمريكا اللاتينية بمدد متفاوتة أقصاها 36 دقيقة بمدينة سان دياغو بالشيلي حيث ترى مصادر فلكية ان يفوق ارتفاعه عن الأفق، عند غروب الشمس، خمسة درجات وقوسه الثمانية درجات. اما في بقية المدن العالمية فيغيب القمر قبل غروب الشمس نفس اليوم. وتبعا للمعطيات الفلكية المذكورة أعلاه يمكن رؤية هلال شهر شوال لسنة 1431 هجري يوم الأربعاء 08 سبتمبر 2010 بداية من الساعة 21 و13 دقيقة بالتوقيت العالمي أي الساعة العاشرة ليلا و13 دقيقة بالتوقيت المحلي لمدينة تونس و ذلك انطلاقا من السواحل الشرقية للجزء الجنوبي لأمريكا اللاتينية (الأرجنتين والإيراغواي والشيلي) ثم تباعا باتجاه الغرب. وبالتالي وحسب هذه المعطيات فانه ليس بالإمكان رؤية هلال شوال يومي الاربعاء والخميس في تونس وكذلك في عديد البلدان العربية والاسلامية باستثناء الصومال وبعض أراضي السعودية واندونيسيا ..ووفقا لهذه المعطيات فإنه من المرجح أن يكون عيد الفطر الجمعة ويبقى لسماحة مفتي الجمهورية الكلمة الفصل.

(المصدر: جريدة « الصباح الاسبوعي » الصادرة يوم 06 سبتمبر 2010)


قراءة في نصّ: « تمثيل الأنبياء بين غياب النصّ وحضور الفتوى أو التّجريب الاجتهادي »


السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته   أثار مقالٌ كتبته بعنوان « ليس هناك مقدّس »، غضب بعض النّاس إلى درجة نعتوني فيها بأنّني منحطّ الأخلاق لعّان فاحش غير خليق بالانتساب إلى المسلمين المطهّرة أفواههم، لا سيّما في هذا الشهر الفضيل، في حين أوصى أحبّة بالتأنّي لسماع الآخر حتّى يكون النّقاش مثمرا وهادئا… وإنّي إذ أتفهّم الأوّل وأوافق الثاني وأحترمه ورأيه، فقد ظللت منتظرا ردّ السيّد سامي براهم يطلعني فيه على حقيقة ما قال هو خاصّة – إذ كان الوحيد الذي ذكر اسمه في المقال المذكور – أو ما قيل عموما في تلكم المسامرة التي نقل أحداثها الصحفي كمال بن يونس ببعض التحريف – حسب شهادة بعض الثقات –، دون أن أظفر منه على صفحة تونس نيوز – التي طالها الأذى الكثير بمعيّتي – بشيء، ولكنّي بالمقابل وجدت مقالا طويلا جدّا للأستاذ براهم (لا أدري أهو نفس الذي اتهمّني بالهبوط الأخلاقي أم غيره) على صفحات « الأوان » المنشّأة – كما يقول شعارها – من أجل ثقافة عقلانيّة علمانية تنويرية… تحت عنوان « تمثيل الأنبياء بين غياب النصّ وحضور الفتوى أو التّجريب الاجتهادي »!… قرأت المقال بعناء، ذلك أنّي قليل الاهتمام بالمقالات الطويلة، ولكنّي قرأته بتأنّ وعناية وبتوقّف مع كلّ ما يجدر التوقّف عنده… ولأنّ الأمر مهمّ وخطير، فسوف أتوخّى الطريقة التي دأبنا عليها في مرحلة الثانوي العام فأقوم بدراسة النصّ دراسة توفّيه قدره بإذن الله… مهتمّا بالفكرة دون تركيز على الشخص أو الإطار الذي اختار لنفسه النّشر فيه، رغم أنّه بالغ في إيذاء الآخر مرّة بالاتّهام ومرّة بعدم الردّ عليه (الشخص) وفيه (الموقع، موقع تونس نيوز)…

1 – من حيث الشكل:

– النصّ طويل جدّا، وقد يصرف قارئه إلى التقاعس في إتمام قراءته، ولعلّه إن أتمّه خرج بمعركة في ذهنه بين النصّ والصورة وبين المقدّس وعدم المقدّس مع خلط خطير بين المقدّس المطهّر وعدم المقدّس الذي لا بدّ أن يكون غير مطهّر!   – النّص يمتاز بالبخل (أعني صاحبه) فإنّه لا يصلّي على النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عند ذكره، إلاّ ما كان من الاستشهادات التي جاءت فيها الصلاة على ألسنة أصحابها!…   – النصّ « تنويريّ » بامتياز، شديد البعد عن الكتابات الآثاريّة، وهو إلى ذلك يستعمل لغة فيها الكثير من التلاعب بالألفاظ وحتّى بالحروف، إلى درجة تراه فيها أنّه أعدّ للتحدّي اللغوي وليس للإقناع بالفكرة البسيطة المبسّطة التي تجد طريقها إلى القارئ دون عناء، ربّما للتدليل على أنّ المتكلّم هو من فصيلة لا يرخّص للنّاس في تناول إنتاجهم الفكري أو الحَرفي!…    2 –  من حيث المضمون:

هذا العنصر سيكون طويلا نوعا ما وسيُلزمني تقسيط ما أكتب فيه…، فقد جاء في التمهيد قوله: « … فإننّا مع ذلك نعتبر أنّه ليس من حقّ طرف دون آخر أن ينفرد بتحديد تلك الضّوابط والحدود التي تحسم في سياق الجدل والحوار الوطني الذي يشارك فيه المثقفون وأهل الخبرة والفاعلون في الشّأن العامّ على اختلاف مرجعياتهم ومشاربهم الفكريّة، بشكل يعبّرون فيه عن ضمير المجموعة الوطنيّة، ليفضي حوارهم إلى تراكم يفضي بدوره إلى صياغة قيم مشتركة كشكل من أشكال استفتاء الإرادة العامّة للمجتمع والاقتراب، بما يمكن اعتباره إجماعا وطنيا حول القضايا الخلافيّة »… وأقول: أيأخذ الحديث عن ضمير المجموعة الوطنيّة عديد كلّ التونسيين بعين الاعتبار فيمكن بذلك الاطمئنان إلى هذا الضمير، أم أنّه يهتمّ فقط بالطبقة المثقّفة أو بمن كلّفوا – دون ثقافة – بنشر ثقافة اختارها أناس لم يراعوا دين المجموعة الوطنيّة ولا نبيّها ولا تاريخها، فيجب أن يناقش ويجابه ويقاوم!… فأنا لازلت أحسب أنّ السواد الأعظم للتونسيين لا يؤيّد هذا « التنوير » الذي يحرص عليه « التنويريون » خاصّة في تمثيل الأنبياء فإنّ [تناول هذه المسألة والتوسّع فيها إلى حدود التجسيد يجب أن يأخذ بعين الاعتبار إيمان الداعين إلى ذلك والقائمين عليه، ومن الإخلال المنهجي أن يُرَوِّجَ البعض القول بأنّ الإبداع يسمح بتناول مقام النبوة ويغفلون في نفس الوقت عمدا البحث في عقيدة المتناول » (1).   وتحت شبه عنوان « المقدّس بين ثقافة الكلمة وثقافة الصّورة » من نفس المقال الطويل قال الأستاذ براهم: « مشكلة فزع الضّمير الإسلامي – على الأقلّ السنّيّ – من عرض الأنبياء وخاصّة النبيّ محمد وصحابته، على شاشة السنما أو التلفزة إشكاليّة تتجاوز المجال الدّيني إلى مجال النقد الأدبي في علاقة بالصّورة »… ولا أدري أيّهما أكبر وأشمل؟! آالمجال الديني أم المجال النقدي الأدبي… فإذا رأى صاحب المقال أنّ النقد الأدبي أوسع من المجال الديني – من الإسلام مبحثنا – الذي فيه ترعرع الأدب وفيه رُئِيت العربيّة عاجزة على مجاراة القرآن من حيث مفرداته وصنعته وبلاغته وتوثيقه لماضي الأمم، فقد وجب عليه استعمال « أدبه » لبلوغ منازل آداب المجال الديني… وهو إذ يوغل بعد ذلك في الحديث عن المقابلة بين ثقافة الكلمة وثقافة الصّورة أو على وجه أدقّ – كما قال – المقابلة بين صورة الكلمة وكلمة الصّورة، فإنّ اللبيب قد لا يسهو أمام هذا التلاعب بالصورة والكلمة – أي بصورة الكلمة وبكلمة الصورة – عن دور الكلمة في حياة النّاس وعن دورها في الرّسالات جميعا دون حاجة إلى صورة، إذ الكلمة هي غالبا ما تصنع الصورة…وإنّها لتفعل ذلك حتّى بحضورالصورة ذاتها!.. فإنّك إذا قابلت شخصا ظللت تحطاط من التعامل معه حتّى ينطق، فإمّا أن تمدّد رجليك بعد نطقه كما فعل أبو حنيفة وإمّا أن تقبضهما… وكلّ ذلك رهين الكلمة وليس رهين الصورة… وعجبي – وهنا أكرّر ما كنت قلت سابقا – كيف لا يهتدي النّاس بالكلمة البالغة المصوِّرة ويبحثون عن الصورة الكاذبة للاهتداء بها إلى ما عجزت – حسب زعمهم – عن إبلاغه الكلمة!… بل لقد كان الفرق دائما بين أهل الشرك والإيمان أنّ المشرك صنع له صنما رأى فيه ربّا والمؤمن آمن من خلال النصّ بربّ العالمين دون حاجة إلى صورة!… فكأنّي بالصورة لا يلحّ على وجودها إلاّ عديم إيمان أو محدود تفكّر فيما حوله قليل سعي إلى معرفة ربّه!.. ثمّ يقول: « وهي وضعيّة تذكّر بالجدل الحادّ والتّدافع والصّراع الذي وقع في بداية عصر التّدوين بين أنصار المشافهة وأنصار التّدوين حيث عدّت المشافهة عبر الرّواية الطّريق الشرعي الأمثل لنقل المعرفة الصحيحة وعدّ ما في الصّدور أوثق ممّا في بطون الكتب وبقيت الثقافة العربية الإسلاميّة ردحا من الزّمن حبيسة سلطة المشافهة ورهينة قوالبها في بناء الخطاب، وبقي أرباب الرواية أصحاب السلطة المعرفيّة ولكنّ تطوّر الزمن فعل فعله وانتقلت الثقافة العربيّة الإسلاميّة من عصر المشافهة إلى عصر التدوين بشكل نهائيّ وحاسم »… وأحسب أنّ هذه الاستعارات – وإن صحّت – فإنّما يستعيرها صاحبها لتسهم في تبشيع ما عليه « المحافظون » الآن وتزيين ما سوف يكون عليه الحال – وهو عند « التنويريين » لا محالة كائن – بعد أن يقع الإقناع أو القمع الفكريين… فكأنّما يقال، كما ربح التدوين المشافهة فإنّ الصورة سوف تربح الكلمة والنصّ، وما الرّهان إلاّ رهان وقت ليس إلاّ… فألٌ لدى الكاتب يساعد على تحقيقه انصراف المسلمين عن دينهم… وأمّا استشهاده، فقد لا يستقيم، إذا علمنا أنّ القرآن الكريم قد كتب من أوّل يوم نزل فيه، ثمّ أنّه جمع في عهد أبي بكر الصدّيق رضي الله عنه رغم أنّه كان محفوظا في صدور القوم من خيرة الصحابة الكرام، ومعروف أنّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه هو أوّل من دوّن الدّواوين (السجلاّت بمختلف أصنافها الإدارية) ووظّف فيها المختصّين وإن لم يكونوا مسلمين… فالقول إذًا بأنّ الأمّة كانت أمّة مشافهة تعب المدوّنون في جرّها إلى التدوين هو قول ينقصه الدليل ويزيده الواقع غرابة، فقد كانوا عامري الصدور خطباء (مشافهة) كتبة مهرة (مدوّنين) متقدّمين كثيرا على مستويات « التنويريين » اللاّهثين وراء تمثيل وتجسيد الأنبياء رغم علمهم بأنّ الكثير من « النشريات والأفلام والمسلسلات التي تصنعها أجهزة البروباغندا – الإيرانيّة – تقدم مجانا أو بمقابل زهيد الأمر الذي يدفع إلى الاحتراز والتثبت من بضاعة يلفها الغموض ويجب أن توضع في موضع المراقبة قبل الترويج » (2)…     يتبع بإذن الله….   ——————————————– (1) و(2): أنس الشابي في مقاله « رأينا في تجسيد الأنبياء »، الصادر بالنشرة الإلكترونية لجريدة الشروق التونسية يوم السبت 4 سبتمبر 2010 


رئيس المجلس الاسلامي الدنماركي لـ «الأسبوعي»: لوبيات ذات علاقة بالصهاينة وراء إثارة الفتنة بين مسلمي أوروبا والمجتمعات الغربية


أجرت الحوار : روعة قاسم الرسوم المسيئة للرسول خدمتنا مسلمو الدنمارك يشكون من ضعف القدرات المالية والإعلامية ومن ضعف السند العربي والإسلامي

 تونس-الاسبوعي عادت قضية الرسوم المسيئة للرسول الاكرم الى الواجهة مجددا بعد ان اعلن صاحبها «فليمينغ روز» محرر الصفحات الثقافية في صحيفة يلاندس بوستن الدانماركية  عن عزمه اعادة نشر هذه الرسوم في كتاب سيصدر قريبا..  وهو ما اثار كثيرا من الجدل حول اسباب تنامي ظاهرة الاسلاموفوبيا، واثار تساؤلات تتعلق بالجهات الخفية التي تحرض على معاداة المسلمين والمصاعب التي تواجههم في الدنمارك. حول هذه القضايا وغيرها توجهت «الاسبوعي» بالسؤال الى الدكتور عبد الحميد الحمدي رئيس المجلس الاسلامي الدنماركي  لاستطلاع آرائه واستيضاح حقيقة ما يجري في الدنمارك فكان لنا معه الحوار التالي:

بداية استاذ عبد الحميد، ما هو تعليقكم على اعادة نشر الصور المسيئة للرسول  في كتاب سيصدر قريبا في الدنمارك رغم المعارضة السابقة لهذا السلوك المشين من قبل المسلمين في العالم؟

 حتى الآن لا توجد معلومات مؤكدة عن أن الرسوم الكارتونية سيئة الذكر قد أعيد نشرها، وكل ما هو متوفر من معلومات عن هذا الموضوع لا يزال في حكم الإشاعات حول عزم صاحب تلك الرسوم تجميع صوره كاملة بما فيها الصور المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلّم في كتاب واحد لنشرها. وهذا عمل استفزازي بالتأكيد في حال حصوله، وهو للإشارة لا يحظى بأي قبول لدى الغالبية العظمى من الدنماركيين، الذين أثبتت استطلاعات الرأي أنهم مع التعايش السلمي ومع التمييز بين حرية التعبير كحق مكتسب لا يجب المساس به،  والإساءة للمعتقدات والأديان التي يعارضونها.

من جهتنا كمؤسسات دنماركية تعمل في الحقل الإسلامي، نتمنى أن لا يصل الأمر إلى إعادة نشر تلك الرسوم، التي أوجدت شرخا كبيرا في المجتمعات الأوروبية التي بات العنصر الإسلامي أحد مكوناتها الأساسية كما تشهد بذلك الاحصائيات الرسمية.

 ـ لكن في حال تابع صاحب الرسوم المسيئة في مخططه الرامي لنشر الرسوم فما سيكون ردكم على مثل هذا السلوك؟

  كما قلت لك، حتى الآن المعلومات لا تزال في حكم الإشاعات والنوايا، وهي للإشارة عمل مستهجن أثار سخط كثير من عقلاء الدنمارك وقادة العالم الحر. ومع أننا نعتقد أن الإسلام ورموزه قادرون على الدفاع بذواتهم  عن انفسهم. لأن ديننا لم يأت لظلم العالمين، وإنما جاء رحمة لكل الناس، إلا أننا سنقوم بكل ما يمليه علينا واجبنا الديني في دحض الاتهامات الباطلة التي تعمل جهات معادية للإسلام على ترويجها، ومواجهة الفكرة بالفكرة في إطار ديمقراطي وسلمي تضمنه القوانين الدنماركية والأوروبية وترعاه وتحميه. ونحن نثق تماما في حيادية مؤسسات الدولة عندنا، ونعتقد أنها تدرك خطورة التحريض على صراع الأديان. سنعمل وفق ما تتيحه لنا القوانين الناظمة للبلاد في الدفاع عن نبينا ومقدساتنا، ونحن نثق بأن الإساءة للإسلام ورموزه لا يمكنها أن تنطلي على أحد، مع ثورة الاتصالات والمعلومات التي لم تعد حكرا على جهة دون غيرها. وإن كنا في الغرب مازلنا نشكو من ضعف الاداء الاعلامي لدى المسلمين باللغات المحلية الأوروبية.

 ـ اذن برايك ما سبب موجة التعصب تجاه الإسلام في أوروبا او ظاهرة «الإسلاموفوبيا»؟

  قد أختلف معك بعض الشيء في وصف ما يجري من انتقادات غربية ضد الإسلام بأنه موجة عداء، فالأمر لا يمكن أن يصل إلى هذه الدرجة، ذلك أن المسلمين لا يعادون أحدا إلا من ظلمهم وتعدّى على حقوقهم، وإلا فالمسلمون مسالمون ومتعايشون ومندمجون مع المجتمعات الغربية. هناك بعض اللوبيات المتطرفة ذات العلاقة مع الكيان الصهيوني تعمل على إثارة الفتنة بين المسلمين وغيرهم من مكونات المجتمع الغربي، بهدف التحريض عليهم. وغالبا ما تتخذ هذه الهجمة لبوسا مدنيا، كأن يتم تصوير الإسلام بأنه عدو للمرأة، وهو أمر ينافي الحقيقة، أو أنه ينافي الحريات الإعلامية والسياسية، وهذا غير صحيح البتة. وللأسف الشديد فإن هذه الجهات تستخدم بعض المنابر الإعلامية الغربية، بل والعربية في كثير من الأحيان للترويج لهذه الأفكار. وأكثر من ذلك غالبا ما تستخدم بعض الوجوه الفكرية والسياسية التي تحمل وجهات نظر محسوبة عندنا على التيارات التغريبية، للترويج لهذه الأفكار. لكن هذه المآرب بدأت تتكشف للرأي العام الغربي الذي أصبح أكثر قدرة على التمييز بين مكونات الحقل الإسلامي. وبات يدرك بأن الإسلام لا تختزله جهة بعينها، وأنه لا يمكن أن يكون إلا دين سلام وتعايش، وهذا هو ما يثلج الصدر ويغري كثيرين من قادة أوروبا من مختلف الاتجاهات بالعمل لترسيخ قيم التعايش المشترك، وهي جهود تخفف من غلواء العداء الإسلام، الذي يزداد انتشارا مع الأيام.

ـ اذن كيف يتعامل المجتمع الدنماركي مع ظاهرة التعصب المتفشية تجاه الاسلام؟

 ـ المجتمع الدنماركي، كغيره من المجتمعات الأوروبية، مجتمع مسالم، وهو مجتمع متعدد الأعراق والثقافات، والتعدد في هذه المجتمعات جزء من سر عظمتها وتقدمها. والشعب الدنماركي يدرك تماما أهمية التعدد في دعم وترسيخ قواعد الاستقرار والنمو المستمر في بلاده، ويعمل  على ترشيد هذا التعدد وحمايته بالقوانين الصارمة. وعلى الرغم من الضجة التي أحدثتها الرسوم الكارتونية المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم إلا أن ذلك لم يؤثر على واقع المسلمين، ولم يدفع إلى عزلهم عن المجتمع، بل إن الدنماركيين أقبلوا بكثرة لمعرفة الإسلام ومواقفه التفصيلية، ولا يمكن القول بتاتا أن هناك عداء للمسلمين في الدنمارك على الإطلاق، المسلمون يعيشون مثلهم مثل غيرهم من مكونات المجتمع الدنماركي، ذلك أن القانون فوق الجميع.

ـ  ما دور اللوبيات  التي تحدثت عنها اذن في دعم هذا السلوك؟

  هناك لوبيات مختلفة معنية بالإساءة للإسلام، لأسباب مختلفة، والحديث عن اللوبي الصهيوني في المجتمعات الغربية، غالبا ما يأخذ أبعادا تقييمية أكثر منها إخبارية دقيقة. لكن من المؤكد أن من يمتلك القدرة على قتل الناس بشكل يومي وتهجيرهم من ديارهم، وحصار الفلسطينيين والتنكيل بهم، والإساءة إلى قبلة المسلمين الأولى، له القدرة على أن يفعل أكثر من ذلك. نحن كما قلت لك دعاة سلام ورسل حرية وتعايش، ونفتخر بالقيم التي يحتكم إليها الغرب، من حيث احترامه للإنسان وحمايته لحريته في التعبير عن رأيه وحقه في ممارسة شعائره الدينية دون الإساءة إليه في شيء. ونمتلك من وسائل الإقناع والحجة ما يجعلنا مطمئنين إلى أننا سنكون جزءا من أمن المجتمعات الأوروبية وعاملا أساسيا في دعم استقرارها ونموها.

 ـ هل لك ان تخبرنا عن المصاعب التي تواجه الجالية المسلمة في الدنمارك؟

  قد لا أسمي ما يتعرض له المسلمون في الدنمارك بأنه مصاعب، وإنما هو تحديات، والتحدي يفترض من المسلمين أن يعملوا من أجل تجاوزه، وهذا ما هو قائم بالفعل. لقد كان الصوت الإسلامي باهتا قبل الرسوم سيئة الذكر، وربما عائما، لكنه الآن أصبح مسموعا. وقد تمكنا من اقتناء منارة إسلامية كبيرة في قلب العاصمة كوبنهاغن، والمدينة الثانية بعد العاصمة أورهس، ونعمل الآن في المجلس الإسلامي الدنماركي على استكمال المشروعين، ليكونا جسرا للتواصل مع مختلف مكونات المجتمع الدنماركي. لكن بالتأكيد نحن نشكو من ضعف قدراتنا المالية والإعلامية ومن ضعف السند العربي والإسلامي، الذي لا يزال دون حجم التحديات. هذا بالإضافة إلى علل التشرذم والانقسام الذي يخترق صفوف الأقليات المسلمة في الغرب. فعلى الرغم من الجهود التي تبذلها مؤسسات اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، لا تزال مسألة الوحدة بين مختلف العاملين في الحقل الإسلامي الأوروبي عامة والدنماركي على وجه الخصوص مطلبا أساسيا، وهو أمر نسعى للإسهام في تحقيقه.

هل من كلمة اخيرة؟

 ختاما أوجه شكري البالغ لك ولدار الصباح العريقة، وأكبر فيها انشغالها بقضايا الأقليات المسلمة في الغرب، وتسليطها للضوء على مختلف مشاغلهم هناك. وأبارك للمسلمين في مختلف أنحاء العالم حلول عيد الفطر المبارك، وأدعو الله أن يعيده على أمتنا وهي أكثر وحدة وتسامحا، وأكثر حزما على ترسيخ قيم التعايش مع مختلف الديانات والحضارات وفق القيم الإنسانية المشتركة التي جاء الإسلام مثبتا لها.

أجرت الحوار : روعة قاسم


الاثنين، 06 أيلول/سبتمبر 2010، آخر تحديث 19:21 (GMT+0400) تونس: إنذار رسمي لمدرب المنتخب وغرامات على اللاعبين تعادل مخيب للمنتخب التونسي


تونس (CNN) — اتخذ الاتحاد التونسي لكرة القدم مجموعة قرارات عقابية بحق عدد من اللاعبين وأعضاء الجهاز الفني، بعد التعادل المخيب للآمال لنسور قرطاج مع منتخب مالاوي السبت، بهدفين لكل طرف، ضمن تصفيات كأس أمم أفريقيا، فقرر توجيه « إنذار شديد اللهجة، » للجهاز الفني.

كما قرر الاتحاد فرض غرامة مالية على اللاعب عصام جمعة، بسبب حركات غير مقبولة قام بها تجاه الجمهور، « مع دعوته للتحلي بالانضباط، » إلى جانب غرامات مماثلة على علاء الدين يحيى ومهدي النفطي، بسبب المناوشة التي حصلت بينهما في أعقاب اللقاء

وكان الإعلام التونسي قد حمل جمعة مسؤولية الأداء المخيب، رغم أن اللاعب سجل لمرتين، في الدقيقتين 11 و25، ومنح بلاده التقدم على الضيوف، غير أنه توجه بإشارة إلى الجمهور مطالباً إياه الصمت بعد ذلك، محاولاً الرد على الانتقادات التي طالت مستواه السابق مع المنتخب.

ولكن الجمهور التونسي اعتبر حركة جمعة استفزازاً له، وبدأ بإطلاق صيحات الاستهجان وإلقاء القوارير البلاستيكية على أرض الملعب وانتقاد اللاعبين، ما انعكس بشكل واضح على أداء نسور قرطاج، ومهد لسقوطهم بفخ التعادل.

وترك التعادل أثراً سيئاً على حظوظ تونس في انتزاع بطاقة التأهل لتصفيات أفريقيا عن المجموعة 11، إذ أصبح في رصيده أربع نقاط فقط من ثلاث مباريات، فيما ارتفع رصيد مالاوي إلى ثلاث نقاط، ويتصدر منتخب بوتسوانا المجموعة مع عشر نقاط من أربع مباريات.

ويلعب المنتخب التونسي في الثامن من أكتوبر/تشرين أول المقبل، بمواجهة منتخب توغو، لاستكمال مباريات المجموعة. (المصدر:موقع س آن آن عربي بتاريخ 6 سبتمبر 2010)


اشتباك بين الخائفين على الدين ومن التدين


 أحمد كمال أبوالمجد من علامات نسبية الفكر الإنسانى كله أنه فى بحثه الموصول عن الحقيقة يظل يتحول من حال إلى حال، متأثرا بما لا آخر له من «الأسباب والمؤثرات الموضوعية» التى تحيط به.. وأن اللحظات الحاضرة تظل دائما أكثر اللحظات تأثيرا على أفكاره ومواقفه حتى إن كل لحظة فيها تتبدى له كما لو كانت آخر اللحظات وخاتمة المطاف فى مسيرة التطور ونهاية النهايات للتاريخ.

ولعلنا ـ فى هذا السياق ـ لانزال نذكر أن ظاهرة المد الدينى المتصاعد التى تشغلنا هذه الأيام، لم تكن تشغل العالم منذ أربعين أو خمسين سنة، بل كان المؤرخون فى الخمسينيات والستينيات من ذلك القرن يتحدثون عما أطلقوا عليه «أزمة الدين والتدين فى عصر علمانى» وكانوا يشيرون بذلك إلى ما أدت إليه قفزات العلوم الطبيعية والتجريبية التى فتحت الباب أمام الثورة الصناعية الثانية من عبادة جديدة للعقل الإنسانى وثقة مفرطة به وإعراض عن كل ما عداه، واستشراف لمستقبل قريب تكون فيه للعلماء التجريبيين سيادة على عقول الناس ومعتقداتهم لا يشاركهم فيها أحد، ويفقد الدين معها سلطانه التقليدى القديم على النفوس والعقول ويصيبه الشك فى جوانبه الاعتقادية والعملية على السواء. ورغم أن هذه الظاهرة قد وقعت أساسا خارج حدود العالم الإسلامى، فإن انهيار الحواجز بين الشعوب والثقافات نتيجة الثورة العلمية والتقنية فى وسائل الاتصال والانتقال قد نقلت إلى المجتمعات الإسلامية والمشرقية بصفة خاصة بعض آثار تيار المادية التى لا تكاد تترك فى عقول الناس ونفوسهم موضعا للإيمان بالغيب الذى كان ولا يزال ركن الأركان فى جميع العقائد الدينية. . ولكن الفكر الإنسانى لا يتحكم وحده فى مسيرة التاريخ، ولله تعالى حكمة هو بالغها.. فكما حملت الثورة العلمية والصناعية مع بشائرها الأولى بذور الثقة المطلقة فى العقل، فإنها عادت وحملت فى مرحلة تالية، ومع استيعاب آثارها العملية على حياة الفرد والأسرة والمجتمع ــ بذور قلق لا حدود له أخذ يتسلل إلى العقول والنفوس.. فبدأت تلوح فى الأفق بشائر حنين جديد إلى السكينة الضائعة، والرضا المفقود والسلام الذى زلزلته معارك التنافس على الدرهم والدينار.. وبدأ الشباب مع بداية عقد الستينيات يبحث من جديد عن فردوسه المفقود، حنينا عميقا إلى المطلق، والتماسا «للراحة والسكينة» فى رحابه، وطلبا للأمن حيث لا ظل إلا ظله..

وامتلأ الغرب بموجات الشباب اللاهث بحثا عن اليقين متعلقا بكل ما يصادفه من ألوان العقائد والمذاهب والأديان.. السماوى منها وغير السماوى.. ووجدت هذه الموجة الجديدة ــ هى الأخرى ــ طريقها إلى المسلمين كما وجدت بذور الشك من قبلها السبيل نفسه إليهم.. ويعبر المؤرخون والباحثون فى تطور الثقافات والحضارات عن هذه التحولات بمصطلح PARADIGM SHIFTS ولكن من المؤكد أننا نعيش مرحلة تحول جديدة فى الموقف العقلى والنفسى تجاه ظاهرة تصاعد «المد الدينى» وآية ذلك ما تمتلئ به الكتابات فى المجتمعات الغربية والشرقية على السواء من رصد لبعض الآثار السلبية التى ترتبت على تصاعد موجات التدين فى كثير من المجتمعات.. وفى مقدمتها انحياز الفرقاء كلٌ إلى حوزته الخاصة أو عالمه المنغلق، مما أدى إلى مواجهات واشتباكات حملت معها رغبة جامحة فى إقصاء الآخر ورفضه كما حملت استباحة خطيرة لكل الوسائل التى تعبر عن هذا الرفض، وتساعد على ذلك «الإقصاء». وهو ما عبر عنه صمويل هنتنجتون بصراع الحضارات Clash of Civilizations. ومن غرائب الأمور أن يتزامن ظهور هذا التعبير مع تعبير آخر يحمل خصائص الظاهرة التى أشرنا إليها فى بداية هذا الحد يث وهى ظاهرة الاعتقاد بأننا بلغنا خط نهاية التاريخEnd of History.

ويعنينا من هذا كله أن نتوقف ـ بمزيد من الدقة المنهجية والحرص على تحديد معانى المصطلحات ـ عند «حالة» مجتمعاتنا العربية والإسلامية وهى تواجه مرحلة التحول الجديد هذه.. إشفاقا من عواقب التطرف الدينى الذى تحول فى بعض صوره إلى حالة من الهوس والغضب.. والغضب كما نقول دائما جمرة تحرق العقل.. والهوس هو الآخر مانع خطير من موانع الحوار الموضوعى النافع.

ولما كان من طبائع الأشياء وخصائص الظواهر الاجتماعية، أن كلا منها يخلق نقيضه.. ليبدأ معه دورة تنافس وتدافع من شأنها ـ حين توظف توظيفا جيدا ـ أن تحول دون وقوع ظلم أو عدوان وأن تعين على تحقيق الكثير من آمال الشعوب فى الإصلاح.. فإن ظاهرة التطرف الدينى الذى ينطوى على غلو فى الفكر وفى السلوك قد أوجدت ـ على الجانب الآخر ـ ظاهرة مناقضة معها جوهرها الحقيقى رغبة جامحة فى إقصاء الدين والتدين ـ بصورهما المختلفة ـ من ساحة الحياة فى المجتمع، والتعبير عن ذلك بأساليب تحمل صورا من الغضب المكتوم لا نكاد نفهم بواعثها الحقيقية.. ذلك أن رفض الانغلاق الفكرى، والإيمان بحرية الإنسان فى الاعتقاد والتعبير، وإدانة التطرف السلوكى الذى يتمثل فى محاولة إكراه الناس على اعتناق فكر معين.. كل هذه أمور كان ينبغى لها أن تمثل رصيدا مشتركا جامعا بين المؤمنين بكرامة الإنسان وحريته ومسئوليته.. ذلك أن «الإيمان» الليبرالى لا يقبل بحال هذه التجزئة التى نراها فى كثير مما يكتب أو يقال هذه الأيام.. بحيث يمنح أصحابه الحقوق والحريات كلها لشركائهم فى الرأى والموقف ثم ينكرونها إنكارا يكاد يكون مطلقا على خصومهم فى الرأى و الم وقف.. مما يدفع المجتمع كله إلى تشابك عقيم لا يستفيد منه أحد.. وهو تشابك ندعو إلى فضه بغير تباطؤ أو تردد.. منادين بأن يكون هدفنا هدفا بنائيا..

وأن نرتفع بأقلامنا وألسنتنا وضمائرنا عن أن نكون أعضاء فى جماعة «مقاولى الهدم» الذين يوظفون طاقتهم كلها فى هدم كل بناء قائم فى عدمية «نهليستية» جديدة لا يتصور أن تجتمع مع الحوار الحقيقى، فضلا عن أن تقوم مقامه أو تؤدى وظيفته.

فإذا حولنا أبصارنا بعد هذه المقدمات المنهجية إلى واقع العرب والمسلمين واجهتنا على الفور حقيقة لا يمكن إنكارها أو التهوين من خطرها. وهى أن العرب والمسلمين يواجهون اليوم أزمتين لا تحتمل مواجهتهما مزيدا من التردد أو الانتظار:

1 ــ الأولى، أزمتهم مع أنفسهم، ومع حياتهم الثقافية والسياسية والاجتماعية داخل مجتمعاتهم.. وهى أزمة مرجعها إلى ما نسميه بغير إسراف فى المداراة أو المجاملة ــ أخطاء فادحة فى فهم العديد من جوانب رسالة الإسلام، ودورها المنشود فى حياة الناس، أفكارهم وسلوكهم وعلاقتهم بغيرهم وتشخيص هذه الأزمة ومناقشة عناصرها، ومحاولة تصويب بعض المفاهيم السائدة فى شأنها، وهو موضوع الجزء التالى من أجزاء الدراسة.

2 ــ الثانية، أزمتهم مع العالم من حولهم.. ومع شعوب ليس بينهم وبينها سبب مفهوم للعداوة وسوء الظن.. وإذا كان جانب كبير من هذه الأزمة يرجع إلى تأثيرات دوائر سياسية وثقافية خارج العالمين العربى والإسلامى.. فإن جزءا منها يرجع إلى قصور من جانبنا فى اختيار وسائل «الإعلان عن الذات» والحرص على إقامة علاقات نشيطة مع دوائر الفكر والثقافة ودوائر السياسة، ودوائر أصحاب المصالح فى المجتمعات غير الإسلامية. وتناول أسباب هذه الأزمة، وبيان أسلوب التعامل معها هو موضوع الجزء الثالث والأخير من هذه الدراسة.

وفى تقدمة الجزء الثانى من هذا البحث نتحدث عن قضية كبيرة نراها مدخلا لعلاج الأزمة التى يعيشها العرب والمسلمون فى هذا العصر:

وجهان متناقضان لأزمة الثقافة الإسلامية:

من علامات الصحة فى المشهدين العربى والإسلامى المعاصرين انتشار موجات «النقد الذاتى» للأوضاع السائدة فى أكثر المجتمعات العربية والإسلامية.. ومن المؤكد أن الاعتراف الصريح بوجود الأزمة هو أول الطريق إلى الإصلاح والعلاج، كما أن الإصرار على إنكار وجودها هو أول الطريق إلى وقوع الكوارث واستفحال ظواهر التراجع والتردى.. وأمامى وأنا أكتب هذه السطور أربعة كتب صدرت جميعها فى تواريخ متقاربة يتحدث بعضها عما «جرى للمصريين» ويتحدث بعضها الآخر عن «أزمة العقل العربى»، و«نقد العقل المسلم».. وكلها شهادات على انتشار إحساس جماعى بالمفارقة الهائلة بين توقعات المستقبل والرؤية التقليدية من ناحية وبين الواقع المتراجع والمتردى لأوضاع العرب والمسلمين من ناحية أخرى.

ولما كنا نؤمن إيمانا يوثقه التاريخ، وتؤكده مقاربة الأوضاع السائدة فى العالم العربى، وتلك السائدة فى أمة المسلمين وهى مقاربة تكشف عن وجود عناصر ومضامين مشتركة أو على الأقل متشابهة أشد التشابه بين الحضارتين العربية والإسلامية.. كما تكشف عن تشابه الأزمة التى يعيشها العالم العربى مع نظيرتها التى يعيشها العالم الإسلامى.

فإن ما نقرره ونحن نتحدث عن الثقافة الإسلامية يصلح ــ إلى حد بعيد ــ لتشخيص أزمة العرب كما يصلح لتشخيص أزمة المسلمين..

وإذا كانت موجة نقد الأوضاع الثقافية السائدة فى عالم العرب والمسلمين قد أرجعت جزءا كبيرا من الأزمة إلى تردى «الخطابين السياسى والدينى».. حتى صارت الدعوة إلى تجديد الخطاب السياسى والخطاب الدينى كما لو كانت مفتاح السر فى إحداث الإصلاح المنشود.

فإن تقديرنا أن «الخطاب سياسيا كان أو دينيا» لا يعدو أن يكون وسيلة اتصال بين أفراد المجتمع وشرائحه وفئاته.. إرسالا واستقبالا للمفاهيم والمضامين.. أما الأزمة الحقيقية فإنها تكمن هناك، فى جوهر الفكر السائد متشحا أحيانا بأثواب الديمقراطية والليبرالية وحرية التعبير حين يتعلق الأمر «بالثقافة السياسية» ومتخذا صورة الدعوة إلى الخروج من الجمود، وتشجيع روح الاجتهاد والتجديد فى الفقه وفى الفكر حين يتصل الأمر بالثقافة الإسلامية.. وفى الحالتين فإن وضع المسئولية كاملة على عاتق «الخطاب» يؤجل البث المعمق فى «جوهر» و«طبيعة» المفاهيم الأساسية فى البناء الفكرى «الليبرالية السياسية» وللفهم الصحيح لعدد من المفاهيم الأساسية فى الثقافة الإسلامية، وفى الاعتقاد الإسلامى.

وحين تصاعدت موجات الاشتباك الفكرى والسياسى السائد فى حياتنا العامة، انكشف الحوار الدائر ــ عن بعد ــ بين المنادين بالحفاظ على الهوية العربية والإسلامية لمسيرة الاصلاح الشامل الذين يتعين على أطراف هذا الحوار، وبين المنادين بالتخلى عن جوهر هذه الهوية، والانطلاق فى براجماتية كاملة لمتابعة الإصلاح وفق المعايير والضوابط ووسائل الحركة التى اتبعتها الدول والشعوب التى سبقتها إلى النهضة والتنمية والتقدم.. نقول كشف هذا الحوار وجود ثغرات هائلة فى التعرف على جوهر الثقافة العربية والإسلامية وفى الإلمام ــ بأى درجة من درجاته ــ بتاريخ هذه الثقافة ودورها الإنسانى والوعى بضرورة أن تتم مسيرة الإصلاح المنشود من داخل هذه الثقافة وتعزيزا لقيمتها الكبرى.. وليس من خارجها، وإنقلابا عليها.. وقد اقترن وجود هذه الثغرة المعرفية الخطيرة بظاهرة لا تقل خطورة عن مستقبل النهضة فى بلادنا، وهى ظاهرة «الجرأة» البالغة فى الكتابة والحديث واتخاذ المواقف الجدية المتطرفة دون أن يستند أصحاب هذه الكتابة وذلك الحديث إلى حد أدنى من المعلومات والرؤية الثقافية العامة، فضلا عن الرؤية العلمية الموثقة لعناصر الواقع التاريخى ، ولعناصر التراث الثقافى المتنوع لأمتنا العربية وعالمنا الإسلامى.. وبين هؤلاء الذين يقطعون بالرأى ويسارعون إلى اتخاذ المواقف المسرفة فى التطرف من لم يقرأ كتابا واحدا وأوشك أن أقول إنه لم يقرأ فصلا واحدا من كتاب أى كتاب من كتب تراثنا الثقافى الغنى الذى ملأ الدنيا علما ومعرفة وأدبا ونورا، والذى امتد إسهامه الحضارى إلى بلاد بعيدة عن بلاد العرب والمسلمين.

إن الحوار فى ظل هذه الظواهر الخطيرة يبدو لنا مستحيلا، وهو إذا بدأ لا يلبث أن يتدهور ليصير مبارزة ومغالبة لا ضابط يضبطها، ولا منهج يحكمها ولا هدف يجمع أطرافها.. إن بين الحوار والمبارزة فارق جوهرى مؤداه أن الحوار محاولة جادة مشتركة بين أطرافها للبحث عن الحقيقة والسعى لمواجهة تحديات قائمة عن طريق توظيف التعددية، واختلاف الآراء وزوايا النظر توظيفا يخدم الأهداف المشتركة بين أطراف الحوار.. أما المبارزة فهى امتثال يحرص أطرافه على إزاحة الآخر وهزيمته وإقصاءه عن الساحة، ولو تم ذلك كله على حساب القضية موضوع الحوار.. وفى تقديرى أن الذى يدور بيننا هذه الأيام ليس حوارا بالمعنى الصحيح تحكمه روح المسئولية، والرغبة الصادقة فى التعاون مع سائر الأطراف لرفع أخطار حقيقية حالة توشك أن تصيبنا جميعا، مع الالتزام بأمانة الكلمة وعفة القلم واللسان، واحترام الآخرين، كل الآخرين، محافظة على الود وحرصا على تواصل الحوار.. ولكنه مبارزة واقتتال تضيع معه القضية، ويحرص أطرافه على إخلاء الساحة من كل من عداه.. وهو ــ فى حالته الراهنة ــ صراع بين الذين يدافعون عن هوية الأمة وثقافتها العربية الإسلامية وبين الذين ت سكنهم مخاوف هائلة من ظاهرة المد الدينى الذى غلبت على بعض فصائله روح التشدد والعدوان.. إنه فى عبارة واضحة اشتباك عقيم يحكم أحد أطرافه الخوف على الدين، ويحكم الطرف الآخر الخوف من الدين وتصاعد موجة التدين.. وليت الطرفين جميعا يتوقفان عن المداورة والمراوغة والاستتار وراء أقنعة يخفون وراءها مخاوفهم والهواجس التى تطاردهم، وبعضها مفهوم ومشروع وبعضها الآخر لا هو مفهوم ولا مشروع.. وما لم تُخلع هذه الأقنعة فسيظل الحوار الدائر مجرد ملاسنة، وقتال بالأقلام المشرعة لإقصاء الآخر، وتفكيك المجتمع وهو كارثة نشترك جميعا فى تحمل مسئوليتها.

(** منشور بصحيفة « الشروق » المصري 30 سبتمبر 2009)


تعترض المكالمات الهاتفية والرسائل الإلكترونية إسرائيل تتنصت على أنفاس جيرانها بأكبر محطة تجسس


2010-09-06 باريس – وكالات كشفت صحيفة «لوموند ديبلوماتيك» الشهرية الفرنسية عن وجود محطة تجسس إسرائيلية في صحراء النقب (جنوب إسرائيل) للتنصت على المنطقة، هي الأكبر والأضخم في العالم. وذكرت الصحيفة في عددها لشهر سبتمبر الحالي في تقرير كتبه الصحافي النيوزلندي نيكي هاجر «أن مهمة هذه المحطة التجسسية تتمثل في اعتراض المكالمات الهاتفية والرسائل والبيانات الإلكترونية، التي يتم إرسالها عبر الأقمار الصناعية وكابلات الاتصالات البحرية الموجودة في البحر الأبيض المتوسط». وأضافت أن «هذه المحطة التجسسية التي تستهدف اعتراض الاتصالات الصادرة من الشرق الأوسط وأوروبا وإفريقيا وآسيا، تشرف على تشغيلها وحدة تحمل الرقم 8200، وهي وحدة استخبارات غير معروفة رغم الإمكانات الكبيرة المتوفرة لها». وتقع هذه المحطة في منطقة «أوريم» بجنوب إسرائيل على بعد 30 كم من سجن مدينة بئر السبع، وذلك عند الدرجة 31.18.34 خط عرض شمال، و34.18.31 خط طول شرق. ويشير التقرير إلى أن المعلومات التي تجمعها المحطة ترسل إلى الوحدة 8200 قرب هرتسليا، فيما تفيد تقارير أخرى إلى أن مقر الوحدة يقع إلى جانب مقر جهاز الاستخبارات «الموساد» الذي يتلقى المعلومات إلى جانب فروع الجيش الأخرى. ويقول الصحافي النيوزلندي نيكي هاجر إن هذه المحطة التجسسية تتمتع بقدرة هائلة في جمع المعلومات الإلكترونية، ورصد اتصالات الحكومات والمنظمات والشركات والأفراد على حد سواء. ويضيف في تقريره الذي جاء تحت عنوان «من هنا يعمل جواسيس إسرائيل» أن هذه المحطة المزروعة في صحراء النقب، تخضع لحماية أمنية مشددة، حيث بدت أسوارها عالية، وبواباتها كبيرة ومحمية بالعديد من كلاب الحراسة. وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن السلطات الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية كثفت خلال السنوات القليلة الماضية من بناء العديد من محطات التنصت مستفيدة من التطورات التكنولوجية في مجال الاتصالات، حيث انتشرت في أماكن إسرائيلية متعددة الهوائيات الكبيرة والقوية القادرة على التقاط الاتصالات من مسافة تبعد مئات الكيلومترات. وذكر التقرير أن الإنجاز المعروف لهذه الوحدة هو اعتراض الاتصال الهاتفي بين الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر والملك الأردني الراحل حسين خلال اليوم الأول من حرب يونيو 1967، واعتراض الاتصال الهاتفي بين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وبين المجموعة التي اختطفت السفينة اكيلي لاورو في عام 1985. يذكر أن الصحافي النيوزلندي الذي كشف عن هذه المحطة الإسرائيلية، سبق له أن كشف في كتاب أصدره عام 1996 تحت عنوان «أسرار القوة» عن وجود أكبر نظام تجسسي أميركي يدعى إيشلون (Echelon) يهدف إلى التنصت على جميع الاتصالات التي تتم بواسطة الإنترنت والهواتف العادية والنقالة والفاكسات. (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 06 سبتمبر 2010)


الكشف عن أكبر محطة تجسس إسرائيلية تتنصت وتعمل على تشويش المكالمات والبريد الالكتروني

للحكومات والتنظيمات بالمنطقة


2010-09-05 الناصرة ـ ‘القدس العربي’ من زهير اندراوس: كشفت صحيفة ‘لوموند ديبلوماتيك’ الشهرية الفرنسية عن وجود محطة تجسس إسرائيلية في صحراء النقب (جنوب إسرائيل) للتنصت على المنطقة، هي الأكبر والأضخم في العالم. وذكرت الصحيفة في عددها لشهر أيلول (سبتمبر) الحالي في تقرير كتبه الصحافي النيوزلندي نيكي هاجر، أن مهمة هذه المحطة التجسسية تتمثل في اعتراض المكالمات الهاتفية والرسائل والبيانات الإلكترونية، التي يتم إرسالها عبر الأقمار الصناعية وكابلات الاتصالات البحرية الموجودة في البحر الأبيض المتوسط. يشار في هذا السياق الى ان الاجهزة الاستخبارية الاسرائيلية تعتمد على مصدرين اساسيين لجمع المعلومات الاستخبارية اللازمة لحربها ضد حركات المقاومة الفلسطينية والعربية، وهما المصادر البشرية، القائمة على تجنيد العملاء، سواء كانوا عملاء غير مرتبطين بتنظيمات محددة، او عملاء تستطيع زرعهم داخل هذه التنظيمات. والمصادر الالكترونية، والقائمة على الاستعانة بأحدث ما توصلت اليه التقنيات المتقدمة، المعروفة باسم الهايتك، وبالتالي فكما انّه توجد اقسام داخل المؤسسات الاستخبارية الاساسية في الدولة العبرية تعنى بشكل خاص بتجنيد العملاء، فان هناك اقساما تعنى بالتجسس الالكتروني. ونقلت صحيفة ‘هآرتس’ العبرية، المقاطع الرئيسية من التقرير في الصحيفة الفرنسية، التي كشفت النقاب عن انّ القاعدة السرية تقع بالقرب من القرية التعاونية (كيبوتس) اوريم، وهي تعتبر اسرائيليا اهم قاعدة تنصت في المخابرات الاسرائيلية، وهي تابعة لوحدة التجسس 8200 التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية (امان). واوضح التقرير انّ اكثر من 30 هوائية من احجام مختلفة منصوبة في القاعدة الاسرائيلية، بالاضافة الى صحون فضائية هدفها التنصت على مكالمات هاتفية للحكومات والمنظمات الدولية، وشركات اجنبية، وتنظيمات سياسية، بالاضافة للافراد، كما انّ الوحدة، تعمل على اقتحام البريد الالكتروني للحكومات والتنظيمات، مضافا الى ذلك، فان الوحدة تعمل على التنصت على تحركات السفن في البحر الابيض المتوسط على جميع انواعها وتلتقط الارسال منها واليها، علاوة على ذلك، يقول التقرير الفرنسي، ان الوحدة تتنصت على الكوابل الموجودة في اعماق البحر، وهذه الكوابل التي تربط الدولة العبرية مع اوروبا، مثل شبكات الهواتف. وتشير التقارير الإسرائيلية إلى أن السلطات الأمنية والاستخباراتية الإسرائيلية كثفت خلال السنوات القليلة الماضية من بناء العديد من محطات التنصت مستفيدة من التطورات التكنولوجية في مجال الاتصالات، حيث انتشرت في أماكن إسرائيلية متعددة الهوائيات الكبيرة والقوية القادرة على التقاط الاتصالات من مسافة تبعد مئات الكيلومترات. وذكر التقرير ان الانجاز المعروف لهذه الوحدة هو اعتراض الاتصال الهاتفي بين الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر والملك الأردني الراحل حسين خلال اليوم الأول من حرب حزيران (يونيو) 1967، واعتراض الاتصال الهاتفي بين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وبين المجموعة التي اختطفت السفينة اكيلي لاورو في العام 1985. جدير بالذكر انّ الجنرال المتقاعد اوري ساغي، الرئيس السابق لامان اعترف بوجود مثل هذه الوحدة، التي اعتبرها من اهم الوحدات الاستخبارية في الدولة العبرية، وقال انّ اهداف الوحدة المذكورة هي المساهمة في تقديم رؤية استخبارية متكاملة مع المعلومات التي توفرها المصادر البشرية القائمة على العملاء. وتعتمد الوحدة على ثلاث صور من صور العمل في المجال الاستخباري وهي: الرصد، والتنصت، والتصوير، والتشويش، ويتطلب هذا النوع من المهام مجالا واسعا من وسائل التقنية المتقدمة، وبالتالي فان مجمع الصناعات العسكرية الاسرائيلية (رفائيل) الذي تملكه الحكومة يقوم خصيصا بتطوير اجهزة الكترونية بناء على طلبات خاصة من القائمين على وحدة 8200، التي يقودها ضابط كبير برتبة عميد. وتستخدم المادة التي يتم التنصت عليها في بناء ملف امني لرصد مكالمات قادة المقاومة، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية يتم استخدام رصد هذه المكالمات في احباط عمليات تخطط لها حركات المقاومة. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 06 سبتمبر 2010)


تزامنا مع شائعات حكومية تستهدف البرادعي وعائلته وتكهنات بصراع مراكز قوى وهجوم من ‘معسكر التوريث’ مصر: احالة حمدي قنديل للجنايات..ومنع نشر اخبار حملة عمر سليمان ولقاء جمال مبارك مع نتنياهو


2010-09-05 لندن ‘القدس العربي’ من خالد الشامي: بدا التعجيل بسيناريو ما يسمى بالتوريث القاسم المشترك لتطورات متلاحقة في المشهد المصري خلال اليومين الماضيين، اذ تعرضت حرية الاعلام لاجراءات نادرة، بينما انطلقت حملة حكومية جديدة تستهدف الدكتور محمد البرادعي وعائلته.

وتقرر امس احالة الاعلامي حمدي قنديل الى محكمة الجنايات بتهمة السب والقذف ضد وزير الخارجية احمد ابو الغيط، في تطور يمثل اختبارا جديدا لحرية الاعلام في مصر.

وكان ابو الغيط تقدم ببلاغ للنائب العام ضد قنديل عقب نشر مقال له في صحيفة ‘الشروق’ في ايار (مايو) الماضي بعنوان ‘هوان الوطن وهوان المواطن’. واتهم ابو الغيط قنديل بتهمة سب وقذف موظف عام أثناء وبسبب تأديته لوظيفته.

وأكد قنديل في أقواله أثناء تحقيقات النيابة أنه لم يقصد الإساءة لوزير الخارجية، مشيرا إلى أن أبو الغيط اعتاد خلال السنوات الأخيرة الإدلاء بتصريحات غير محسوبة لا تتفق مع مكانته كوزير خارجية لدولة بحجم مصر.

وجاء في الفقرة التي دعت الوزير لتقديم البلاغ ‘ان التصريح سقط سهوا من فم الوزير الذي عادة ما تسقط من فمه الكلمات كما تتساقط النفايات من كيس زبالة مخروم’. وجاء القرار بعد قيام السلطات بمنع توزيع عشرات الالاف من نسخ جريدتي ‘المصري اليوم’ و’الدستور’ لنشرهما خبرا حول انتشار ملصقات مؤيدة لترشيح مدير جهاز المخابرات اللواء عمر سليمان مرشحا للرئاسة، كما منعت نشر الخبر في باقي وسائل الاعلام المصرية بكافة اشكالها، في قرار نادر في ظل ما يعرف باجواء حرية الصحافة في مصر. وفي غضون ذلك وفيما بدا وكأنه تنفيذ لقرار حكومي بمنع النشر، تجاهلت وسائل الاعلام المصرية ما اعلنته الاذاعة الاسرائيلية عن حدوث اجتماع بين جمال مبارك ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في واشنطن.

وكانت الاذاعة الاسرائيلية كشفت عن الاجتماع بعد صدور تصريحات من المتحدث باسم رئاسة الجمهورية اكد فيها ان جمال مبارك رافق والده الى واشنطن باعتباره ‘ابناً باراً لابيه’ ونفى اي ابعاد سياسية للزيارة.

ولم يستبعد مراقبون ان يكون الاجتماع ايذانا باضطلاع جمال مبارك بدور في ملف المفاوضات الذي كان يتولاه اللواء عمر سليمان طوال العقدين الماضيين. واعتبروا ان محصلة الاحداث الاخيرة بدءا من تكريس دور لجمال في السياسة الخارجية الى الاجراءات ضد حرية الاعلام تشير الى هجوم مضاد من معسكر التوريث. وكانت جهة مجهولة قامت بتعليق ملصقات تأييد للواء عمر سليمان باعتباره ‘البديل الحقيقي’ في اطار دعمه مرشحا للرئاسة، الا ان اوامر صدرت لعمال السلطات البلدية بازالة الملصقات الجمعة بعد ساعات قليلة من ازالتها.

واعتبر المراقبون ان تعليق الملصقات ربما يشير الى تذمر لدى جهة ما في المؤسسة الحاكمة من اتساع الحملات المؤيدة لجمال مبارك والمدعومة من الحكومة، ما ينذر بصراع مركز قوى داخل النظام.

بينما رأى اخرون ان اللواء سليمان ربما يكون من اتخذ قرار ازالة الملصقات بمجرد عودته من واشنطن حيث كان يشارك في الوفد المرافق للرئيس مبارك الى القمة الخماسية التي اطلقت المفاوضات المباشرة بين اسرائيل والفلسطينيين، لتفادي اي تهديد للاستقرار.

من جهة اخرى استنكر الدكتور محمد البرادعي ما اعتبره حملة مدبرة من النظام لتشويه صورته، بعد ان نقلت صحف حكومية عن صفحة غامضة على الفيس بوك صورا خاصة لابنته المقيمة في بريطانيا بملابس البحر، واتهمت الصفحة البرادعي وعائلته بالالحاد وتناول الخمور. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 06 سبتمبر 2010)


نفايات أميركية مشعة في شمال غرب مصر


2010-09-06 القاهرة – DPA

كشفت تقارير إخبارية أمس أن المجلس المحلي لمدينة مرسى مطروح (820 كلم شمال غرب القاهرة) طلب إيقاف بيع قطعة أرض خصصتها المحافظة لشركة أميركية للخدمات البترولية شرق المدينة.

وذكرت صحيفة «الشروق الجديد» المستقلة أمس، أن المجلس قال في مذكرة أعدها إن شركة «هاليبرتون» الأميركية ستقوم بعمل بيارات لتخزين مواد مشعة على أعماق 250 مترا وألف متر و1500 متر تحت الأرض.

وأشارت المذكرة إلى أن إدارة الشؤون القانونية بالمحافظة، قد أعدت عقد اتفاق لتخصيص قطعة أرض مساحتهما أربعة أفدنة داخل كردون المدينة بغرض إقامة مشروع تدريب دولي للشركة.

وأكدت المذكرة أن البيع تم دون العرض على المجالس الشعبية المختصة للموافقة على التخصيص، موصية بإعادة النظر في البيع «لما كان ذلك له أضرار جسيمة على المواطنين والمخزون الاستراتيجي للمياه الجوفية ولكون هذه الأراضي تقع داخل الكتلة السكانية لمدينة مرسى مطروح».

(المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 06 سبتمبر 2010)


جنوب السودان والتطبيع مع إسرائيل


عبد الله علي إبراهيم

يمض كل نفس حرة أن اتسع الفتق بين شمال السودان الموصوف بالعربي المسلم، وجنوبه الأفريقي الوثني المسيحي، اتساعاً تضررت منه قضية في نبل القضية الفلسطينية.

فلطول ذلك الخلاف وشحنائه لم تصبح مناصرة تلك القضية شأناً شمالياً بحتاً فحسب، بل فرضاًً على غيرهم في البلد مثل فروض الظلم الأخرى من نقص في المواطنة وتطفيف في السلطة والثروة.

وحتى كثير من أهل دارفور الذين حسن إسلامهم، أخذوا في القول بأن دارفور الممحونة أحق بأي عاطفة تبديها الحكومة أو العرب تجاه فلسطين.

وهذا التعاور للقضية الفلسطينية بين أطراف الخلاف السوداني معيب، فمن جهة فشلت الحكومة المركزية والمجتمع المدني الموصوفان بـ « العرب » في تقريب المسألة الفلسطينية لغيرهم وتأليف قلوبهم حولها، وفشل الجنوبيون، وحتى كثير من الدارفوريين أن يتصلوا بالقضية الفلسطينية كقضية إنسانية بغير مرارات خلافهم مع « عرب » السودان.

جدد الاستفتاء على تقرير المصير في السودان هذا التعاور بالقضية الفلسطينية. فلما أصبح بوسع الجنوب أن يكون دولة مستقلة في يناير/ كانون الثاني 2011 جاز السؤال عما سيكون عليه موقف هذه الدولة الجديدة من إسرائيل. وأثارت إجابة السيد إزكيل جاتكوث، ممثل حكومة الجنوب في واشنطن، ثائرات شمالية، حين صرح جاتكوث بأن الدولة الوليدة ستؤسس علاقة مع إسرائيل، وبنى سلامة هذه الخطوة على حقيقة أن بعض البلاد العربية سبقتهم إلى عقد مثل تلك العلاقة مع « دولة العدو ».

وسانده أتيم قرنق، نائب رئيس المجلس الوطني البرلماني، بقوله إن العلاقة بإسرائيل ليست جريمة نكراء، وسنناقش في هذه الكلمة منطق جاتكوث في سياقاته التاريخية في علاقة السودان بإسرائيل، لنستخلص مسألة فلسطين من شرور الخلاف الشمالي الجنوبي لتقف على قدميها قضية حق إنساني، لا هي عربية ولا إسلامية إلا بمعنى جغرافي وتاريخي لا يغير مقدار ذرة في مستحقها الإنساني.

من جهة المنطق لم يغادر جاتكوث برم القوميين الجنوبيين بالعرب والشماليين السودانيين خاصة، فقد أغضبهم دائماً كيف ينفذ الشماليون إلى مظلمة الفلسطينيين وينصرونها ويعمون عن ظلمهم هم أنفسهم للجنوبيين وغيرهم. ومع أن للجنوبيين حقاً معلوماً في إنشاء علاقاتهم الدبلوماسية في دولتهم الجديدة وفق ما يختارون، إلا أن إقامة تلك العلاقة مع إسرائيل للسبب المذكور أعلاه هو ردة فعل غير محسوبة العواقب لثوريين يفخرون بأنهم قدموا مليونين ونصف مليون شهيد لينعموا بالمواطنة والمساواة والعدل.

فتغابي الشماليين عن محنتهم (لو صح هذا بإطلاق) ليس ذريعة لأن يتغابوا هم عن الوجع الفلسطيني المثيل. فلم يأت جاتكوث بسبب جيوسياسي دامغ يوجب إقامتهم علائق دبلوماسية أو أكثر مع إسرائيل. فلو قال مثل قول آخرين عن حق الدولة العبرية أن توجد أصلاً بمقتضى تنزيل الإنجيل مثلاً أو أنها ناصرتنا في محنتنا -كما سيتضح- وسنرد دينها علينا لما لمناه. فهذه حيثيات ولسنا نخشى ممن اعتبر مثلها في قراراته ولو كرهناها. فقد تدفع به حيثيات أخرى إلى موقف نريده له.

أما أن يكتفي بأن بعض العرب أصحاب القضية قد قبلوا بالدنية في مقاطعة إسرائيل فهذه عصبية. ومثل هذا القائل يعتقد أن للقضية الفلسطينية أربابا. وهذا وهم لأنها هي بالأحرى على الشيوع الإنساني. ومتى نزع القائل هذه العقيدة واعتبر بحقائق المسألة الفلسطينية بغير كدر لربما خطّأ، كصاحب حق أصيل في قضية على الشيوع، تلك الدول العربية في التطبيع.

حجة جاتكوث في ما اتصل بإسرائيل غير لائقة من وجوه أخرى عديدة، فالحركة القومية الجنوبية لم تنتظر بعض تلك الدول العربية المطبعة لتقيم علاقاتها مع إسرائيل، حتى يجوز لها اتخاذ ذلك تكأة لتأسيس العلاقة القادمة مع إسرائيل.. فقد عرض مقال لجاكوب عبادي في مجلة دراسات الشرق الأوسط (رقم 3، 1999) لعلاقة السودان وإسرائيل وذكر القوميين الجنوبيين كأهل سابقة في التعامل الرابح مع إسرائيل منذ أوائل الستينات قبل تطبيع بعض العرب بزمان طويل.

وقد زودت إسرائيل حركتهم الأنيانيا التي قادها الفريق جوزيف لاقو في الستينات بأسلحة ومعدات ودربتهم.

وغامرت بذلك لأن أفريقيا المستقلة حديثا، والتي طمعت إسرائيل في جذبها إلى صفها، لم تكن تحب أن ترى إسرائيل راعية لحركة انفصالية سيكون لها ما بعدها في دول أخرى.

وحتى الحركة الشعبية التي يمثلها جاتكوث تواثقت مع إسرائيل لمدى لم يكشف النقاب عنه بعد وما يزال قاصراً بشكل كبير على بيانات متكررة من الحكومات السودانية عن هذا التقارب. وربما حملت الأراشيف، بعد حلول وقت كشف دفاترها، خبراً مؤكداً عن تعامل الحركة وإسرائيل.

ولكن بات مؤكداً أن دعمها بالأسلحة من الولايات المتحدة في منتصف التسعينات كان يمر بإسرائيل ثم يبلغها عن طريق أوغندا وغيرها.

أما التدريب الإسرائيلي للحركة الشعبية، فمعلوم بالضرورة بغير بيان قاطع. ولكني وجدت دليلاً عليه من رسالة لجنوبي هو جوزيف تعبان من كندا الذي فقد أثر أخيه الضابط في الحركة والذي ترقى إلى كابتن بعد تدريبه في إسرائيل.

من جهة أخرى وجبت الخشية أن يكون موقف جاتكوث هو من باب التأقلم الجنوبي على البيئات السياسية وإسماع أطرافها ما يريدون. وليس ما يطرب الأذن الأميركية الرسمية واللوبي اليهودي الغلاب مثل قول جاتكوث. وللحركة سابق خبرة في هذه الحربائية.

فقد ضربت بأطروحاتها الماركسية الباكرة حول المأزق السوداني عرض الحائط بانتقالها السياسي والإعلامي الكبير إلى الولايات المتحدة في التسعينات. فأضربت عن رد محنة السودان إلى التطور غير المتوازي الاستعماري وتفاقماته اللاحقة وأصبح الرق و »الأبارتايد » العربي الإسلامي هو مادة تظلمها للأذن الأميركية المهيأة لهذا المصطلح.

وما يدفعني لهذا القول عن حربائية الحركة أنه كان للسيد فرمينا مكويث، ممثل الحركة الشعبية في القاهرة والجامعة العربية، قول مختلف جداً عن قول جاتكوث. ففي نفس وقت تصريح جاتكوث قال مكويث إنه لا وجود لإسرائيليين في الجنوب لأنهم لم يعطوا أحداً منهم فيزا الدخول للإقليم.

بل واستل مكويث من المصطلح العربي الدارج عبارة « ضد التطبيع » ليقول إن ذلك هو موقف الجنوب من إسرائيل. فمن نصدق؟

أحاول في هذا القسم من الحديث تعقيد الصورة البسيطة المرسومة لعرب شمال السودان بأنهم استمسكوا دائما بالعروة الوثقى من التضامن مع فلسطين. فقد كان في صفوتها السياسية الخذول الذي طلب ود إسرائيل من وراء ستار. وأدرج جاكوب عبادي في باب التعاطي السوداني مع إسرائيل حتى دعوة المرحوم الشفيع أحمد الشيخ لاتحاد العمال الإسرائيلي (الهستدروت) في 1953 لحضور مؤتمر اتحاد نقابات عمال السودان. ولكن ما تم بالخفاء أشرس. فقد اجتمع حزب الأمة، الاستقلالي (بمعنى طلبه استقلال السودان بانفصال عن مصر) في الخمسينات بوكالات إسرائيلية بتزكية من البريطانيين لنيل دعمهم في مواجهة جمال عبد الناصر والوحدويين السودانيين. وتوج هذا التعاطي في 1957 باجتماع رئيس الوزراء عبد الله خليل بوزيرة خارجية إسرائيل غولدا مائير في فندق بلازا أتني بباريس.

وهكذا لم تنهض بعد الدلائل القاطعة بتعفف الدولة (الموصوفة من قبل الجنوبيين بالإسلاموعربية)، أو حتى جماعات شمالية، عن التعامل بصورة مباشرة أو مبتذلة مع إسرائيل.

أما الرئيس جعفر نميري فباب لوحده في هذا الموضوع، فمنذ أن رأيت في كتاب دان رافيف ويوسي ملمان « كل جاسوس أمير » (1990) صورة الجنرال شارون وزير الدفاع الإسرائيلي، يتوسط الرئيس نميري والثري عدنان الخاشقجي في كينيا عام 1982 سقمت نفسي وبطل عندي القول بأن قضية فلسطين عربية لا غير.

انعقد ذلك اللقاء الأثيم، الذي رتبته وزارة الدفاع الإسرائيلية مستبعدة حتى الموساد ورعاه الخاشقجي تاجر الأسلحة، بمنتجع للخاشقجي على حدود كينيا وتنزانيا.

ويبدو أنه من قصور الخاشقجي سيئة الصيت التي عابها الدكتور منصور خالد على نميري حين تفاصلا وافترقا في آخر السبعينات وسماها بقصور « الخورنق والسدير ».

وقص علينا شارون نفسه أمر لقائه بنميري في كتابه « المحارب »، فقال إنه أول ما شاهد نميري كان بالقاهرة في 1981 في مناسبة تشييع أنور السادات. قال اختلط حابل البروتوكول بنابله ووجد نفسه بقرب نميري. ولاحظ شلوخه التي وسمت وجهه بالفظاظة. وليس نميري مشلخا كالعهد بالسودانيين قديماً شلوخاً تملأ الوجه ولكنه مفصد برفق على صفحة الوجه عند العينيين وهو باب في العلاج.

وقال شارون عنه بعد اجتماعه به في المنتجع إنه كان خفيض الصوت غاية في التهذيب.

وما « يطمم البطن » من ذلك أنه جاءنا نميري في 1969 باحتكام سياسته الخارجية إلى ما أسماه « مسطرة فلسطين »، فإذا به يقابل في نهاية حكمه مسؤولا صهيونيا في شأن لا علاقة له حتى بفلسطين.

فقد اشتهر هذا اللقاء بترحيل الفلاشا، يهود إثيوبيا، إلى إسرائيل عبر السودان وبعونه. ولكن بشاعته لا تنتهي عند هذا الحد. فقد انعقد اللقاء للتفاهم حول ما ينبغي عمله تجاه خصمهما المشترك في الحلف الناشئ بين ليبيا وإثيوبيا الماركسية واليمن والاتفاق على خطة إسرائيلية لتحويل السودان إلى ترسانة سلاح (بما فيها دبابات وصواريخ وطائرات) لاسترداد عرش شاه إيران لابنه رضا بهلوي المعروف بـ »الشاه البَابو » (الطفل في السودان). وزاد الطين بلة أن الجزرة المقدمة لنميري لقبول هذا العرض كانت مالاً يودع بحسابه. وسيصعب على حكومة الإنقاذ، التي يعلو صوتها تضامنا مع فلسطين في الشارع، أن تؤاخذ الجنوبيين على موالاة إسرائيل بعد أن ودعت نميري، الذي لقي عدو الأمة الإستراتيجي من وراء حجاب، إلى مثواه الأخير في جنازة دولة.

لا مندوحة للحركة الشعبية، التي طَلب الحرية أصلها وفصلها، من أن تشق طريقاً مستقلاً لتجديد معرفتها بالمسألة الفلسطينية بلا عكر من خصومتها مع الشمال العربي.

وربما ساقها هذا إلى شيء من التعاطي مع إسرائيل ولكن بشروطها هي السياسية والإنسانية لا عملا بـ »حرام على بلابله الدوح حرام على الطير من كل جنس ».

ولها في جنوب أفريقيا، التي تستلهم تجربتها ومترتباتها إسوة حسنة. لقد طبع النضال للحرية مناضلي جنوب أفريقيا بذائقة للحرية لا يرتج أمرها ما نادى مناد بها. وكان هذا لب حديث ديسموند توتو، كبير أساقفة كيبتاون الحائز على جائزة نوبل في 1984، وهو يرعي في 2001 حملة طلاب أميركيين لسحب الرساميل من إسرائيل في أعقاب عسف إسرائيل الوحشي في مواجهة الانتفاضة الثانية.

فاستعاد توتو في كلمته حملات سبقت وحاصرت نظام الأبارتايد في الثمانينات. وأكد أنهم لم ينتصروا على حكم الأقلية البيضاء، بغير تضامن العالم معهم. وأشار إلى رسالة من يهوديين من جنوب أفريقيا متمرسين في جهاد الأبارتايد (روني كاسريل وماكس أوزينسكي) احتجا على إسرائيل وعَنونَا رسالتهما « ليس باسمنا (كيهود) تؤذون فلسطين ».

وطابق توتو بين الأبارتايد والصهيونية وتأسف لأن الاحتلال ليس من شيم اليهود الذين كانوا صوت من لا صوت له. وقال إن الاضطهاد الذي يذيقون الفلسطينيين كأسه لهو « فقدان ذاكرة خطرة ومنتقاة ». أما مانديلا فقد خرج عن « طوره »، لو جاز التعبير، للرد على الصحفي توماس فريدمان بنيويورك تايمز.

وكان الصحفي قد كتب مذكرة متخيلة من الرئيس بوش إلى ياسر عرفات (27-3-2001) للرد على عرض لعرفات بفتح باب التفاوض حول المسألة الفلسطينية.

فأوحى فريدمان لبوش بأن يقول له إنني ولدت ليلاً ولكن ليس ليلة الأمس. بمعنى أن عرفات يستغفله. فقد سبق له عرض الرئيس كلينتون المعروف بكامب ديفيد بدولة شملت الضفة والقطاع ورفض عرفات العرض لأنه يريد عودة اللاجئين الفلسطينيين لعام 1948.

وقال فريدمان، على لسان بوش، لعرفات لو أردت إزالة آثار حرب 1967 فمرحبا، أما إن أردت إزالة آثار حرب 1948 فالعب غيرها. وختم بقوله « وحين تستقر على شيء من أمرك هاتفني ». وانتهي رد مانديلا الاحتسابي على فريدمان (30 مارس 2001) ببلاغة التخيير والمهاتفة متى استقر رأيه على فهم أفضل للقضية الفلسطينية.

وقال ما معناه إنه أيضاً لم يولد الليلة الماضية. وزاد أن فريدمان ربما رأى غرابة في قوله بمماثلة إسرائيل وجنوب أفريقيا لأنه يظن خطأ أن المسألة الفلسطينية بنت حرب 1967. فالفلسطينيون برأي مانديلا محاربون لا من أجل دولة لهم بل للحرية والتحرير والمساواة.

فالفصل العنصري قانونا وواقعا هو مصير إسرائيل متى أصرت على نقاء الدولة العبرية، فهذا النقاء هو الذي يحرضها على « نجر » دولة للفلسطينيين كيفما اتفق مقطوعة من نفس قماشة « البنتوستان » التي هي حظائر السود في نظام الأبارتايد في جنوب أفريقيا.

ووضع مانديلا تاريخه كله على الخط أمام فريدمان العائب باستعادة كلمة قالها في محاكمته عام 1964 عن نضاله الطويل من أجل الديمقراطية. وهو مثال سيحققه أو يموت دونه.

وعرج في نهاية كلمته كما سبق على ما ختم به فريدمان رسالة بوش المتخيلة بقوله لك أن تختار بين دعم إسرائيل العنصرية أو نضال الفلسطينيين من أجل الديمقراطية. وحين تستقر على شيء من أمرك هاتفني. فالمسألة الفلسطينية عند مانديلا قضية للإنسانية. ولو لم تكن كذلك لأمكنه التذرع لمناصرة فلسطين أيضاً بسبب قوي آخر وهو تسليح إسرائيل السابق لنظام الأبارتايد، مثل تزويدها له بما قيمته خمسمائة مليون دولار صنف ذخائر بين 1967 و1975، مما اتسعت له صدور شباب حركة الوعي الأفريقي في تظاهراتهم في سويتو.

وكشف عن سوق السلاح جنوب الأفريقي وفوائض إسرائيل الفاحشة منه كتاب صدر هذا العام عن بانثيون في نيويورك عنوانه « التحالف المكتم: علاقة إسرائيل السرية بنظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا ». واطلع مؤلفه ساشا بولاكو-سورنسكي على وثائق في أرشيف دولة جنوب أفريقيا الجديدة لم يقف عليها أحد من قبله، شملت الرسائل المتبادلة بين الدولتين عن تصنيع السلاح وتجارته وبلوغهما التسليح النووي. ولم يعبأ لا مانديلا ولا توتو بهذا السبب الدامغ لشجب إسرائيل. فهي عندهم عنصرية بغض النظر عن ذلك.

متى استقر جاتكوث والقوميون الجنوبيون على أمر نفسهم حيال مناصرة الفلسطينيين بغير عكر « عروبي » فليهاتفوني وآخرين من الديمقراطيين العرب المسلمين. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 06 سبتمبر 2010)


خرافة الفرص الضائعة في الصراع العربي الإسرائيلي


عبد الله الأشعل من المناهج التي شاعت في دراسات الصراع العربي الإسرائيلي أن هذا الصراع عرف الكثير من الفرص الضائعة وأحيانا يسميه البعض السلام المراوغ، أي أنه يلوح ولكن عند الإمساك به في اللحظة الأخيرة فإنه يفر من طلابه وقاصديه.

وهكذا يصور البعض أن عبد الناصر لو كان قبِل ما قبِله السادات قبل العام 1967 أو حتى بعدها، لما كان هناك حاجة إلى المواجهة العسكرية عام 1973. ولكن هذه النظرية تقف عند حدود السلام المصري الإسرائيلي، حيث درج الخطاب السياسي المصري على التأكيد في كل مناسبة أن السادات فهم أبعاد المسألة وتعقيداتها، ولذلك اقتنص الفرصة ورأى ما لم يره غيره، بينما تأخرت رؤية الآخرين عن السادات بأكثر من عقد ونصف، ويستدلون على ذلك بأن ما فرط فيه عرفات في محادثات ميناهاوس عام 1980 تمكن من استعادته بثمن أعلى في أوسلو عام 1993.

على الجانب الآخر، يرى الإسرائيليون أنهم دفعوا ثمناً باهظاً للسلام مع مصر، مع أنه كان يمكن إخضاعها دون رد سيناء، وأنهم وجدوا أن إخضاع إرادة مصر هو مفتاح تمرير المشروع الصهيوني. كما يحلو لبعض المحللين أن يعزو تأخر السلام في المنطقة إلى تولي اليمين المتطرف في إسرائيل، مع العلم أن هذا اليمين هو الذي أبرم كل معاهدات السلام من بيغين إلى رابين إلى نتنياهو الذي يهم بدخول المفاوضات مع الفلسطينيين لتصفية القضية، ويعد العدة لتصفية الجبهات السورية واللبنانية وفي غزة حتى يسير المشروع باطمئنان.

والحق أن منطق الفرص الضائعة يمتد إلى كل تفاصيل موضوعات وتاريخ الصراع، فيرى هذا الاتجاه أن العرب ضيعوا فرصا أيضا عندما لم يقبلوا فورا قرار التقسيم، ولو قبلوا -في نظر أنصار هذا الاتجاه- لكان حجم إسرائيل الآن هو ما ورد في قرار التقسيم أي نصف الأرض، ولقامت دولة فلسطينية مجاورة للدولة العبرية ولصان القرار القدس من التهويد.

أعتقد أن منطق الفرص الضائعة يتطلب لتحليله التعرف على معنى الفرصة، وبالنسبة لمن، وما معنى ضياعها، لأن هذا المنطق بأكمله يقوم على فرضية غير صحيحة، وهي أن الجماعات اليهودية جاءت إلى فلسطين بحثا عن مأوى، ولكن منطق التقسيم يستند إلى أساس مماثل أكثر قسوة واقتراباً من المشروع المنظم المخطط، وهذا الأساس هو أن هناك شعباً يهودياً له حق اقتسام الأرض مع الشعب الفلسطيني. ومعنى ذلك أن علاقة اليهود بفلسطين مرت بمراحل ثلاثة: أولاها كان اليهود يلتمسون فيها المأوى والملجأ، وفي الثانية كانوا يدعون حقاً موازياً بل وأعظم من حق الفلسطينيين، ثم أصبحوا في المرحلة الثالثة ينكرون أي حق للفلسطينيين في فلسطين، ليتسيّد حق اليهود فيها بل وحقهم في تحريرها من الغاصبين « الفلسطينيين ».

هذا المنطق الذي يقوم عليه المشروع الصهيوني لا يستقيم مع منطق الفرص الضائعة، لأن الصراع ظل بين طرفين أحدهما لديه مشروع ويخلق الفرصة لتحقيقها، والآخر يتراجع أمام ذلك المشروع ويفقد بانتظام عناصر قوته، ولذلك عند لحظة معينة أفصح هذا المشروع عن غايته ولم يعد بحاجة إلى التخفي والتبرير، بل أعلن نتنياهو صراحة أنه يسترد إرث الأجداد.

معنى ذلك أنه لو قبل العرب قرار التقسيم دون التصدي له لما نشأ الصراع العربي الإسرائيلي أصلاً، ولكان ذلك مدعاة للإسراع في الإجهاز على كل فلسطين خلال عقد واحد وبموافقة عربية. فهل لاحت فرصة لسلام حقيقي وتعايش بين الوافدين وأصحاب الأرض ومع ذلك ضيعها العرب؟ وهل ندم العرب على فرص ورأى البعض أنها سانحة لتحقيق هذا السلام؟

وهل صحيح أن السلام المطلوب هو نقطة التقاء في لحظة معينة بين الطرفين ولكن النقطة لم تظهر والوقت لم يحن أبدا، وكانت النتيجة تراجع العرب أمام تقدم المشروع؟

لابد أن أعترف بأننا كنا في شبابنا نبهر بنظريات الفرص الضائعة، ولكن « السلام المراوغ » اتخذ فيما بعد معناه الحقيقي وهو أنه سلام القوي الذي رفعه ليخدر به الطرف الذي يزداد إعياء وضعفا، وتلك قاعدة الحياة ودروس التاريخ، وهو أن القوي هو الذي يصنع السلام الذي يشاء، ويفرض هذا السلام على الطرف الضعيف.

فهل لا تزال أمامنا فرص لاسترجاع السلام ولكننا نفر باللحظة من محطة لن يعود إليها قطار الزمن؟

وأظن أن الذين كتبوا عن السلام المراوغ أو الفرص الضائعة للسلام كانوا يصدرون عن مشاركة في مؤامرة التلبيس على غيرهم خدمة للمشروع الصهيوني، ولكنهم كانوا يلتزمون المنهج الوصفي وبعضهم شهد بنفسه كيف أن السلام كان يقترب ثم يروغ مرة أخرى، تارة من جانب إسرائيل، وتارة أخرى من جانب الأطراف العربية.

بل إن تعمد تهريب شبح السلام كان تهمة ألقتها مصر مرات على المقاومة في ثمانينيات القرن الماضي حتى يظل « أباطرة المقاومة »، وقد بالغ البعض في وصف « صناعة أو حزمة المقاومة ». وأظن أن ذيولا من هذا الفكر لا تزال قائمة في الخريطة السياسية في المنطقة، وأحدث حلقاتها الاتهامات المتبادلة بين فتح وحماس وبين مصر وسوريا وحماس، واتهام مصر لسوريا أحياناً بأنها تشجع المقاومة مع إيران خدمة لأهداف لا علاقة لها بصالح الشعب الفلسطيني وكأن عدم احتضان المقاومة سيأتي بالسلام العادل لهذا الشعب.

ولكن المتيقن هو أن إسرائيل تريد كل السلام وكل الأرض وكل الحمد، وأن الشعب الفلسطيني يريد الحياة والحق المشروع، أما الأطراف الأخرى فتريد مصالحها، سواء اتفقت مع مصالح الشعب الفلسطيني أو حتى انسجمت مع مخطط إسرائيل، المهم أن نقطة الالتقاء بين معطيات السلام -أيا كان وصفه- لا تضر بمصالح الآخرين.

وأخيراً.. أظن أن وزير خارجية مصر محمد إبراهيم كامل الذي استقال بسبب كامب ديفد عام 1978 ومن قبله إسماعيل فهمي (1977) بسبب زيارة السادات للقدس، كان متأثراً بمثل هذه المصطلحات حين جعل عنوان مذكراته عن كامب ديفد « السلام الضائع »، وربما قصد أنه في كامب ديفد تأكد أن السلام الحقيقي لا أمل فيه بمثل هذه الترتيبات والمفاوضات لأنها تمثل عند إسرائيل هزيمة للعرب واستسلاما لمنطق إسرائيل.

ولم يخف نتنياهو هذه النظرية، إذ أكد أن العرب يزحفون طلبا للسلام في حالة واحدة وهي سحق عظامهم وهزيمتهم، لأنه يعتقد -مثل بن غوريون- أن العرب يدركون أنهم ظلموا، ولا يمكن أن يقبلوا طوعا سلاما مع المغتصب، فهم يتحدثون عن السلام ما داموا الطرف الأضعف. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 06 سبتمبر 2010)


إسرائيل تصهين التعليم العربي


محمد محسن وتد-أم الفحم قرر رئيس السكرتارية التربوية بوزارة المعارف الإسرائيلية تسفي تسميرت تخويل طواقم تربوية إعادة صياغة كتاب المدنيات للمدارس الثانوية لعرب 48 وفق التوجهات والرؤية الصهيونية واليهودية. ويحمل الكتاب الذي سيتم اعتماده في منهاج التدريس الحالي اسم « أن نكون مواطنين في إسرائيل »، ويركز بالأساس على نظام الحكم الديمقراطي وتشريع القوانين. وينسجم التوجه الجديد مع محاولات المؤسسة الإسرائيلية فرض القيم اليهودية على العرب بالداخل الفلسطيني وتحديدا على طلاب المدارس وأبناء الشبيبة، وذلك في مسعى منها لإبعادهم عن قضاياهم الوطنية وسلخهم عن شعبهم الفلسطيني. ورغم هذه المحاولات يُلاحظ تنامي الروح الوطنية والقومية لأبناء الشبيبة العرب من خلال مشاركتهم الواسعة في مختلف الفعاليات والمناسبات الوطنية والتضامنية مع الشعب الفلسطيني. تغيرات جذرية وأثار التوجه موجة من الانتقادات في أوساط العرب الذين طالبوا وزير المعارف جدعون ساعر بإلغاء هذه الإجراءات الهادفة لفرض تغييرات جذرية على مناهج التدريس العربية وتهويدها. واحتجاجا على ذلك قدم المحاضر في جامعة حيفا أيمن اغبارية استقالته من لجنة موضوع المدنيات، وشدد على خطورة هذه التغييرات التي من شأنها تعزيز مضامين الصهيونية وإضعاف الهوية الجماعية للمواطنين العرب بإسرائيل عبر التعامل معهم كأقليات وطوائف. وقال اغبارية إن « استقالتي هي تسجيل لموقف مبدئي وخطوة احتجاجية على التعليم من خلال الإقصاء والسيطرة، حاولت التغيير من الداخل غير أن إمكانية التأثير محدودة جدا وهناك قرار مسبق ومعلن بتعزيز التربية للوطنية اليهودية ». وقال النائب بالكنيست مسعود غنايم إن الوزارة تدعي أن الكتاب الحالي يعطي انطباعا سيئا لدى الطلاب وأن فيه انتقادات كثيرة للدولة وأنه يبرز التمزّق والصراعات داخل المجتمع الإسرائيلي، والهدف هو التأكيد على صهيونية ويهودية الدولة أكثر من الجانب الديمقراطي. وأكد غنايم في حديث للجزيرة نت أن هذه الآراء والتوجهات من شأنها أن تحد من التربية لمجتمع متعدد والتربية على قيم الاعتراف بالآخر واحترامه. التنشئة الاجتماعية وقال الباحث في القضايا الاجتماعية والتربوية خالد أبو عصبة إن موضوع المدنيات لم يدرس في جهاز التعليم الإسرائيلي ويتم تعليم نظام الحكم وتشريع القوانين، والهدف من تدريس الموضوع أن يصبح الإنسان مواطنا فعالا بحيث يتم إشراكه في عملية التنشئة الاجتماعية ليتفاعل مع المجتمع وقضاياه المختلفة. وأوضح أبو عصبة في حديثه للجزيرة نت أن وزارة المعارف بتيارها اليميني باشرت بإعداد منهاج تدريس يهدف إلى تعميق ما يسمونها التربية على المواطنة والقيم من منظور صهيوني وكأن المواطنة تتمثل بالصهيونية فقط. وقال إن وزارة المعارف تسعى من خلال هذه المحاولات إلى تقريب الطلاب وبالأساس اليهود إلى الصهيونية. وأشار أبو عصبة إلى أن 50% من الطلاب بإسرائيل، وهم الطلاب العرب الفلسطينيون واليهود الحريديم، لا يمتون بأي صلة للصهيونية.

التعصب القومي وقال أبو عصبة لا أعتقد أن الطالب العربي سوف يتأثر بهذا الفكر، وجميع محاولات المؤسسة لاستمالته نحو الرواية الصهيونية فشلت، ففي السابق تم فرض تدريس مائة مصطلح من اليهودية لكن المحاولة منيت بالفشل كون الطالب لا يتفاعل مع مثل هذه الأمور. وقال النائب بالكنيست جمال زحالقة إن إسرائيل مصابة بهوس، وتشهد موجة من التعصب القومي الذي يعصف باليهود، يريدون فرض الفكر الصهيوني على العرب ويطالبون العالم بأن يتعرف بإسرائيل دولة يهودية. وأشار زحالقة إلى أن وزارة المعارف تحرم الطالب العربي من تعلم تاريخه وتسعى لمحو انتمائه وهويته، وبدأ ذلك بشطب مصطلح « نكبة » من كتب التدريس وعسكرة المدارس. وقال إن هذه المحاولات تأتي بعد فشل مشروع الأسرلة وهم يحاولون فرضه من خلال زيادة جرعة الأسرلة بمناهج التدريس وتشريع القوانين التي تجرم كل من يعارض يهودية الدولة. وأضاف زحالقة للجزيرة نت « منذ سنوات طويلة ونحن نقوم بحملة ضد المناهج الصهيونية وقدمنا مشروع الاستقلالية لجهاز التعليم العربي حتى ينمي شخصية الطالب العربي الفردية والوطنية والقومية ». (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 06 سبتمبر 2010)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.