الاثنين، 30 يناير 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2079 du 30.01.2006

 archives : www.tunisnews.net


الجمعيةالدولية لمساندة المساجين الساسيين: نشرة أخبـار المساجين السياسيين رقم – 14- الجمعية الدولية للصحفيين الأفارقة بالمنفى تتضامن مع الزملاء في تونس محيط: بدء مؤتمر وزراء الداخلية العرب في تونس اليوم سويس إنفو : افتتاح مؤتمر دولي حول حوار الحضارات بتونس أخبار تونس: الرئيس زين العابدين بن علي يشرف على افتتاح الندوة الدولية حول » الحضارات والثقافات الإنسانية د.ب.أ: جرح نفسه وحاول تلويث أفراد الشرطة بدمائه عند اعتقاله فاضل السالك: أمل أغلى من الحياة د. سهام. ع.: عهد الأمان أم جيش شعبان ؟ من له مصلحة في حرية الإعلام في تونس ؟ رسالة اللقـــاء رقم (2) :في علاقة المَهجر بالأوطان الهادي بريك: دروس وعبر في ذكرى هجرة سيد البشر سويس إنفو: الدنمرك ترفض الاعتذار بشأن رسوم كاريكاتورية تسيء للرسول محمد العروسي الهاني: ردّ على الصحيفة الدنماركية مرسل الكسيبي: هذه هي السعودية والكويت:حصون متقدمة في نصرة محمد صلى الله عليه وسلم إسلام أون لاين: جارودي والغنوشي يدعوان حماس للصمود عبد الباري عطوان: أنظمة العرب وفوز حماس محمد المختار الشنقطي: الوثنية السياسية والفكر المقاوِم إسلام أون لاين: إسلاميو الأردن: مستعدون لتسلم السلطة إسلام أون لاين: دعوات لتعميم « المصالحة والإنصاف » عربيا


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante

: Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

 

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

بمناسبة حلول العام الهجري الجديد، تتقدم أسرة تونس نيوز إلى السادة والسيدات القراء الكرام داخل الوطن وخارجه بأجمل التهاني آملين من العزيز القدير أن يكون عام 1427 هجري أفضل بكثير من العام الذي سبقه وأن يعيده الرحمان الرحيم خيرا وبركة ورحمة ورخاء وتفريجا ونماء على كل فرد في شعب تونس وعلى سائر شعوب الأمة العربية والإسلامية.


الجمعيةالدولية لمساندة المساجين الساسيين 33  نهج المختار عطية 1001 تونس الرئيس الشرفي المرحوم العميد محمد شقرون الهاتف : 71.340.860 الفاكس :71.351.831  

 تونس في 30/1/2006

نشرة أخبـار المساجين السياسيين رقم – 14-

1 – علمت الجمعية أن سجين الرأي عبدالغفار بن قيزة المعتقل بسجن ببرج العامري  دخل في إضراب عن الطعام يوم 4 جانفي 2006 و ذلك  احتجاجا لرفض ادارة السجن نقله الى مستشفى اريانة للامراض الصدرية بناء على قرار الطبيب الذي فحصه بمستشفى شارل نيكول  والسجين عبدالغفار بن قيزة اصيب بداء السل اثناء فترة احتجازه . علما وان السجين عبدالغفار بن قيزة يقضي عقوبة بثلاثة عشر عاما اثر محاكمة غير عادلة في القضية المعروفة بقضية شبان جرجيس عدد4994 عن محكمة الاستئناف بتونس بتاريخ 6/7/2004 . 2 – علمت الجمعية أن السجين السياسي السيد الحبيب عبد الجليل المحتجز بسجن المسعدين في لقضاء عقوبة طويلة المدى ( 21 سنة ) إثر محاكمة غير عادلة أن ادارة السجن عمدت الى اخضاعه  الى عملية تفتيش لادباشه وفراشه  واجبرته على البقاء عاريا لمدة طويلة وتم مصادرة كتبه وادباشه وذلك بدون موجب. 3 – اصدرت يوم 4 جانفي 2006 محكمة ناحية منزل بورقيبة  حكما بادانة سجين الرأي السابق قابيل نصري ( طالب من مواليد سنة 1981 )و ذلك بسجنه مدة ثلاثة اشهر من اجل مخالفة التراتيب المراقبة الادارية و تم الافراج عنه من طرف المحكمة الابتدائية ببنزرت.  علما وان السيد نصري قضى ثلاثة سنوات سجنا اثر محاكمته في القضية عدد 5567 اربعة سنوات سجنا وخمس سنوات مراقبة ادارية بتهمة تكوين عصابة قصد تحضير الاعتداء على الاشخاص والاملاك و اعداد محل لاعضائها وعقد اجتماعات بدون رخصة طبق احكام الفصول 131 و 132 و 133 و52 مكرر من القانون الجنائي و 2 و 5 و 23 من القانون عدد 4 لسنة 24/1/1969 4 – اصدرت محكمة التعقيب يوم 18 /1/2006 بمناسبة النظر في القضية التعقيبية عدد 6034 حكما بالرفض اصلا في الطعن الذي  تقدم به السجين السياسي حاتم زروق ضد الحكم الجنائي الصادر عن المحكمة العسكرية بتونس تحت عدد26571 بتاريخ 20/4/2005 والقاضي بسجنه مدة ستة سنوات وخمسة سنوات مراقبة ادارية.                                                            5 – اصدرت ناحية عين دراهم يوم 23/1/2006 حكما بادانة السجين السياسي السابق ادريس النويوي وذلك بتخطئته بمبلغ مالي قدره 800 د4 من اجل عدم احترام قرار المراقبة الادارية. علما وان السجين السياسي السابق ادريس النويوي افرج عليه في نوفمبر 2005 بعد قضاء عقوبة طويلة المدى من اجل الانتماء الى جمعية غير مرخص فيها . 6 – مثل يوم 24/1/2006 مجموعة من الشبان الموقوفين بالسجن المدني بتونس وهم : اسامة سويد وعمر المرزوقي وصابر العلوي امام  الدائرة الجنائية الحادية عشر  بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة القاضي الطاهر السليطي للنظر في الطعن ضد الحكم الابتدائي الصادر ضدهم بتاريخ 4/1/2006 والقاضي بسجنهم مدة عشرة اعوام وقد قررت المحكمة تأخير القضية ليوم 17/2/2006 بطلب من الدفاع . علما وان هؤلاء الشبان موقوفين منذ سنة 2004  بموجب قانون مكافحة  الارهاب. 7 – مثل يوم 25 جانفي 2006 السجين لسياسي محمد العوادي امام الدائرة الجنائية بالمحكمة العسكرية الدائمة بتونس لمقاضاته من اجل وضع النفس زمن السلم تحت تصرف منظمة ارهابية تنشط بالخارج. والسجين السياسي محمد العوادي محتجز بسجن المدني 9 افريل بتونس منذ شهر نوفمبر 2004 اثر تسليمه من طرف السلطات الايطالية وذلك بعد قضاءه عقوبة بالسجن مدة اربعة سنوات من اجل نفس الافعال . 8 – اصدرت الدائرة الجنائية بمحكمة الاستئناف بتونس برئاسة القاضي الطاهر السليطي لدى انتصابها للنظر في القضيتين عدد 5397 و 5398 حكما قاض باقرار الحكمين الصادرين عن المحكمة الابتدائية بتونس والقاضيين بسجن سجين الرأي سيف الله بن حسين مدة اثنى عشرة عاما . علما وان السجين سيف الله بن حسين المحتجز بالسجن المدني 9 افريل بتونس حوكم بتاريخ 10/7/2005 من طرف المحكمة العسكرية الدائمة بتونس من اجل نفس الافعال. 9 – يمثل يوم 6/2/2006 السجين السياسي السابق بدر الدين بن شلبية أمام محكمة الاستئناف بتونس في القضية عدد 6796 لمقاضاته من أجل الانتماء الى جمعية غير مرخص فيها علما أن هاته القضية راجعة من التعقيب بعد أن عقبت النيابة العمومية حكما صادرا بعدم سماع الدعوى لاتصال القضاء . 10 – يمثل كل من السادة توفيق السالمي وعلي سليمان يوم 8/2/2006 امام الدائرة الجنائية بالمحكمة العسكرية الدائمة بتونس لمقاضاتهما من اجل وضع النفس زمن السلم تحت تصرف منظمة ارهابية تنشط بالخارج علما أن سجين الرأي توفيق السالمي محتجز موقوف بسجن المدني 9 افريل بتونس منذ شهر افريل 2004 بعد أن سلمته دولة ليكسومبرغ في حين أن سجين الرأي علي سليمان سلمته السلطات الايطالية . 11 – علمت الجمعية أن العديد من الايقافات طالت مجموعة من الشبان خاصة في صفوف الطلبة وذلك في نطاق تطبيق قانون مكافحة الارهاب وقد تمت احالة المتهمين على مكاتب التحقيق بتونس 12 – علمت الجمعية أن السجين السابق السيد عادل الثابتي قد تمكن من التسجيل بكلية العلوم الانسانية 9 افريل بتونس وبذلك العودة للجامعة للحصول على شهادة الأستاذية في التاريخ علما وان السيد عادل الثابتي اضرب عن الطعام لمدة تفوق الشهر احتجاجا على حرمانه من حقه في التعليم وهو حق تحميه كل الدساتيروالمواثيق الدولية . عن الجمعية الكاتبة العامة الأستاذة سعيدة العكرمي
 

الجمعية الدولية للصحفيين الأفارقة بالمنفى تتضامن مع الزملاء في تونس

 

 باريس 30 جانفي 2006

 

إن الجمعية الدولية للصحفيين الأفارقة بالمنفى، من موقعها كمنظمة تهتم بالحرية الإعلامية، وحق الزملاء الصحفيين في العالم في التعبير والكتابة،

 

* فإنها تتابع بدقة وانتباه أوضاع الزملاء الصحفيين التونسيين وما يتعرضون له من اعتداءات وتعطيل ومضايقات مستمرة، آخرها الاعتداء الجسدي على الزميل لطفي الحجي، وجمع جريدة الموقف وأخبار الجمهورية من الأكشاك ومحاصرة الزميلة شهرزاد عكاشة، فإن الجمعية الدولية للصحفيين الأفارقة بالمنفى:

 

* تعلن عن تضامنها مع الزملاء في جريدة الموقف وأخبار الجمهورية،  وتحييهم على نضالهم الإعلامي المشروع، من أجل الكلمة الحرة والقلم الجريء الذي يساهم في تنمية العقول والأذواق.

 

* نشد على أيادي كل الزملاء الأحرار، الذين يقدمون أنفسهم قربانا من أجل صحافة واعية بعصرها ومحيطها.

 

* نعلن عن مؤازرتنا المعنوية والأدبية، للزملاء الذين يمارسون مقاومة بالقلم والكلمة، من أجل مجتمع منفتح على الرأي والرأي المضاد، ومقارنة الحجة بالحجة كي يستنار وجه الصواب.

 

* نساند دون تحفظ، زملائنا في جريدة الموقف الذي يتعرضون أسبوعيا للمضايقات، وزميلتا لطفي الحجي المحروم من بطاقته المهنية، وزميلتنا شهرزاد عكاشة التي تعاني من الحصار الأمني.

 

* ندعو السلطات التونسية إلى احترام قانون حرية الصحافة والإعلام، الذي هو ضمن المواثيق والمعاهدات الدولية.

 

* نطلب من كل المنظمات الإعلامية الدولية الزميلة والصديقة، وكل الزملاء في مختلف المنابر والمواقع والأماكن، الوقوف ومؤازرة زملائنا في تونس، من أجل ممارسة وظيفتهم، في مناخ من الحرية دون محاصرة أو مضايقة أو اعتداء.

 

نائب رئيس الجمعية الدولية للصحفيين الأفارقة بالمنفى

    الطاهر العبيـــــــــــــــــدي   taharlabidi@free.fr     

 www.jafe.org

 
 

بدء مؤتمر وزراء الداخلية العرب في تونس اليوم

تونس : تبدأ اليوم بالعاصمة التونسية فعاليات مؤتمر وزراء الداخلية العرب ويوجه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي كلمة الي المؤتمر يلقيها نيابة عنه رفيق بلحاج وزير الداخلية والتنمية المحلية بتونس يرحب فيها بهذا التجمع العربي علي ارض تونس الخضراء ويطالب حراس الامن بالدول العربية بضرورة مكافحة الجريمة بشتي انواعها والتعاون لمكافحة الارهاب.
يرأس الجلسة الافتتاحية حبيب العادلي وزير الداخلية المصري بصفته رئيسا للدورة الثانية والعشرين ويحضر المؤتمر عمرو موسي الامين العام لجامعة الدول العربية.
كما يحضرها ممثلا للأمين العام للأمم المتحدة وممثلا عن مجلس التعاون الخليجي والسفيرة شادية فراج سفيرة مصر بتونس.
وتسيطر قضايا مكافحة الارهاب والوضع في فلسطين والعراق علي جدول اعمال المؤتمر وذلك في ظل تزايد الأحداث الارهابية التي طالت العديد من دول العالم والوضع المتدهور وانعدام الامن بالعراق وكذلك القلق الذي يسيطر علي كثير من دول العالم بعد النجاح الكبير الذي حققته حركة حماس في فلسطين.
وصرح الدكتور محمد بن علي كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب انه سيتم مناقشة دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز باقامة مركز دولي لمكافحة الارهاب للمساعدة علي مواجهة ظاهرة الارهاب التي تنامت مؤخرا بشكل يمثل خطورة علي جميع دول العالم.
وقال الأمين العام لمؤتمر وزراء الداخلية العرب: إن المؤتمر يناقش اساليب اقامة تعاون عربي شامل وفعال بين الاجهزة المعنية لمكافحة الارهاب وبين المواطنين للتصدي للارهاب ومواجهته.
كما سيتم مناقشة قضية الاتجار بالبشر التي تشكل خطورة علي المستوي العالمي. وكذلك مناقشة سبل مكافحة الجريمة المنظمة ومكافحة جرائم الكمبيوتر.
واضاف الامين العام لمجلس الداخلية العرب ان مكافحة الارهاب هي التحدي الاخطر امام حراس الامن بالدول العربية بعد ان اصبح الارهاب لا وطن ولادين ولا جنسية له ويهدد الجميع بأخباره ومآسيه ولا يستهدف دولة دون أخري.
(المصدر: موقع محيط بتاريخ 30 جانفي 2006)

 

افتتاح مؤتمر دولي حول حوار الحضارات بتونس

 

تونس (رويترز) – بدأت يوم الاثنين بالعاصمة التونسية أعمال مؤتمر الحضارات والثقافات الانسانية من الحوار الى التحالف بمشاركة شخصيات دولية بارزة منها عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية ومهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق

.

ودعا الرئيس التونسي زين العابدين بن علي في افتتاح المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام الى ضرورة تجاوز التناقضات بين الحضارات الاسلامية والغربية

.

وقال « حان الوقت لنتجاوز معا ثنائية التعارض بين الشرق والغرب وبين الشمال والجنوب ونتخلص من سوء الفهم المتراكم بين الجانبين

. »

ويأتي هذا المؤتمر الذي يجتذب العديد من المفكرين والساسة العرب والغربيين في وقت تتزايد فيه احتجاجات المسلمين بعد نشر صحيفة دنمركية رسوما كاريكاتيرية مسيئة للرسول محمد

.

وأقر بن علي بأن « صورة العرب والمسلمين تأثرت كثيرا بفهم خاطئ لحضارتهم وثقافتهم ودينهم ». وألقى باللائمة على الجماعات الاسلامية المتطرفة قائلا « هذا الفهم الخاطئ تغذى في أغلب الاحيان بسلوك متطرف وعنيف من بعض الجماعات والتيارات المحسوبة داخل المجتمعات -مجتمعاتنا- على ديننا الاسلامي

. »

واعتبر بن علي أنه لا توجد « اجناس راقية وأخرى متخلفة… وحضارات عليا وحضارات سفلى

« .

ومن جهته انتقد عبد العزيز التويجري المدير العام للمنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (ايسيسكو) أسلوب الدول الغربية في التعامل مع الحضارة الاسلامية

.

وقال « الدول الغربية التي كانت تأوي الارهابيين أصبحت تهاجمهم بعد أن تعرضت مصالحها للضرب

. »

وجدد التويجري احتجاجه على الرسوم المسيئة للرسول قائلا « انه من المؤسف ونحن نعقد مؤتمر حول حوار الحضارات أن ترتفع مشاهد العداوة والكراهية ضد ديننا الاسلامي الحنيف وينال من كرامة النبي الكريم

. »

واعتبر أن مثل هذه التصرفات قد تدمر جهود بناء علاقات أفضل بين الاسلام والغرب

« .

وأكد أن « حصول مثل هذه السلوكات غير الاخلاقية والمنافية تتطلب تظافر الجهود لاشاعة قيم التسامح ومواجهة هذه الاعمال العدوانية التي تثير الاحقاد

. »

وعمت العالم الاسلامي موجة عارمة من الاحتجاجات والدعوة لمقاطعة المنتجات الدنمركية بعد اصرار الحكومة الدنمركية على عدم الاعتذار عن هذه الرسوم بدعوى عدم تدخلها في حرية التعبير

.

وكانت ليبيا قد سحبت يوم الاحد سفيرها من الدنمرك وهددت باتخاذ اجراءات اقتصادية

.

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 30 جانفي 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


 

الرئيس زين العابدين بن علي يشرف على افتتاح الندوة الدولية حول » الحضارات والثقافات الإنسانية : من الحوار إلى التحالف  »

ضرورة أن تساهم الأطراف المؤثرة في العالم في تعزيز المؤسسات الأممية وتفعيل دورها وفي دفع آليات التعاون والتضامن بين سائر الدول

 

أشرف الرئيس زين العابدين بن علي على افتتاح الندوة الدولية حول « الحضارات والثقافات الإنسانية : من الحوار إلى التحالف » التي تنظمها المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة  » ايسيسكو  » بمشاركة رؤساء منظمات إقليمية ودولية وشخصيات عالمية ورجال فكر وثقافة وعلماء وجامعيين وأكاديميين بارزين.

وألقى رئيس الدولة بهذه المناسبة خطابا أكد فيها بالخصوص أن السلام العالمي لا يمكن أن يبنى إلا بالحوار والتسامح والتفاهم مبينا أن تونس المعتزة بان تكون القيروان سنة 2009 عاصمة للثقافة الإسلامية مستعدة لاحتضان كل حوار إقليمي أو دولي يسهم في خدمة الوئام والتعايش والوفاق وفي ترسيخ الأمن والسلم والاستقرار في العالم.

وذكر في هذا الصدد بالجهود التي قامت بها تونس منذ أوائل التسعينات لترسيخ قيم الحوار والوفاق والاعتدال والتسامح في العلاقات البشرية مشيرا إلى أن الحوار مع الغير في الوقت الراهن غير متكافئ لان صورة العرب والمسلمين في العالم تأثرت كثيرا بفهم خاطئ لحضارتهم وثقافتهم ودينهم.

وأكد الرئيس زين العابدين بن على ضرورة أن تساهم الأطراف المؤثرة في العالم في تعزيز المؤسسات الأممية وتفعيل دورها وفي دفع آليات التعاون والتضامن بين سائر الدول مبرزا بالخصوص أهمية تكثيف الجهود لمعالجة أسباب التوتر والنزاع والقضاء على كل ما من شأنه أن يزيد في توسيع الهوة بين الأمم وفي تعميق الشعور بالقهر والإحباط وما يتولد عن ذلك من كراهية وعنف وإرهاب.

وقد تميز موكب افتتاح هذه الندوة الدولية بتسلم الرئيس زين العابدين بن علي  » درع الايسيسكو الذهبي  » من المدير العام لهذه المنظمة الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجرى الذي توجه لرئيس الدولة قائلا « بشرفي أن أقدم لسيادتكم درع الايسيسكو الذهبي لأول مرة تقديرا لما حققتموه لبلدكم من انجازات كبيرة ولدعمكم حوار الحضارات والثقافات ورعاية الايسيسكو  » مهنئا الشعب التونسي بخياره المستقبلي.

وقد أعرب الدكتور التويجرى عن مشاعر التقدير والامتنان لسيادة الرئيس لتفضله بوضع الندوة الدولية للايسيسكو تحت سامي إشرافه قائلا « إن عقد هذه الندوة في تونس ينطوي على دلالات كبيرة حيث قدم مفكروها ومصلحوها عطاءات متميزة أثرت الحضارة الإنسانية». كما ابرز أحقية تونس بان تعتز برصيدها الحضاري

الذي أكد سيادة الرئيس خصوصياته ومعالم الانتفاع به في بناء الدولة الحديثة مما بات محل إشادة وتقدير عالميين .

وأضاف الدكتور عبد العزيز التويجرى قوله متوجها لرئيس الدولة » لقد حققتم لبلدكم انجازات عديدة في فترة وجيزة في ميادين عديدة ومنها التربية والثقافة وأصبحت تونس من أسرع الدول نموا في العالم وحازت قيادتكم الحكيمة ثقة المجتمع الدولي باختيار تونس لاستضافة القمة العالمية حول مجتمع المعلومات».

وابرز المدير العام للاسيسكو في كلمته المبادرات الرائدة للرئيس زين العابدين بن علي في مجالات التضامن ودعم حوار الحضارات .

واتسم هذا الموكب بحضور شخصيات عالمية و مسؤولين عن منظمات إقليمية وبالخصوص السادة مهاتير محمد الوزير الأول الماليزي السابق وأكمل الدين احسان اوغلو الامين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي وعمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية

وقد حضر هذا الموكب كذلك النائب الأول لرئيس التجمع الدستوري الديمقراطي والوزير الأول ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس المستشارين وأعضاء الديوان السياسي للتجمع وأعضاء الحكومة.

كما دعي لحضوره الأمناء العامون للأحزاب السياسية ورؤساء المنظمات الوطنية والهيئات القائمة والمجالس الاستشارية إلى جانب ضيوف الايسيسكو في الندوة وسفراء البلدان الإسلامية المعتمدين بتونس.

 

النص الكامل خطاب الرئيس زين العابدين بن علي

 

(المصدر: موقع « أخبار تونس الرسمي بتاريخ 30 جانفي 2006)

 


 

جرح نفسه وحاول تلويث أفراد الشرطة بدمائه عند اعتقاله

توقيف شاب تونسي مصاب بالإيدز حاول النيل من فتاة عنوة

 

تونس ـ (د.ب.أ) (وكالة الأنباء الألمانية DPA)

 

تنظر محكمة تونسية اليوم قضية غير مسبوقة في تاريخ البلاد، يتوقع أن تثير جدلا قانونيا، متهم فيها شاب تونسي مصاب بمرض فقدان المناعة المكتسبة (ايدز) حاول نقل المرض إلى الآخرين عمدا.

 

وتقول تقارير إن الشاب حاول بمساعدة صديق له خطف فتاة وحجزها لاغتصابها ونقل المرض إليها، لكن الشرطة أجهضت المحاولة وألقت القبض عليهما. وأوضحت التقارير أن المتهم الرئيسي المصاب بالإيدز أحدث عند إيقافه جروحا بمختلف أنحاء جسده بآلة حادة وتعمّد تلويث رجال الشرطة بدمه، بنية نقل العدوى إليهم، كما كان يعتقد إلا أنهم سيطروا عليه ونقلوه إلى الإسعاف.

 

وأظهرت تحريات الشرطة أن والدي المتهم توفيا بالمرض وأنه يعاني من اضطرابات نفسية، وقد اعترف بمحاولة نقل مرضه إلى غيره، سواء عندما أراد النيل من الفتاة أو عند تعمده تلويث رجال الأمن بدمه الحامل للفيروس.

 

يذكر أن آخر الأرقام الرسمية في تونس أظهرت وجود 1200 مصاب بالايدز في البلاد، وهي نسبة اعتبرت ضعيفة ومستقرة بفضل استمرار حملات توعية عبر مختلف وسائل الإعلام موجهة خصوصا إلى الشباب من الجنسين.

 

(المصدر: صحيفة الشرق الأوسط الصادرة يوم 30 جانفي 2006)


 

عهد الأمان أم جيش شعبان ؟

بقلم: د. سهام. ع.

 

الفصل الأول:

 

عاملات كلهن حيوية ونشاط يقتحمن مقر العمل تحت حراسة مشددة من أبناء الاتحاد العام التونسي للشغل بجهة صفاقس بقرار من الاتحاد الجهوي وكاتبه العام السيد » محمد شعبان ».

 

نصبت الخيام وعلقت الأعلام وارتفعت الهتافات وانطلقت الملحمة… » كمونة باريس » بثوب جديد… ثوب صفاقسي هذه المرة… » حزب البلاشفة » يقود الطبقة العاملة نحو انتصارات متلاحقة لكن تحت يافطة نقابية عوضت الجيش الأحمر بجيش شعبان وهو عبارة عن مجموعة متكونة من 150 عامل موسمي يتنقل بهم » شعبان » من مصنع إلى آخر لفرض احترام حرية العمل النقابي وصيانة كرامة العمال ضد كل انتهاك يقوم به أصحاب رأس المال.

 

الفصل الثاني:

 

خلف نضالات العمال ومكاسب الشغيلة ترقد حقيقة أخرى تفقد النضالات معناها وتفقد الشعارات بريقها، وتجري عبرها مفاوضات أخرى أساسها  » قداش تدفع  » ؟ هو نظام جبائي خاص يتولاه الاتحاد الجهوي حيث بسط  » شعبان » وجيشه جباية على أرباب العمل مقابل سلم اجتماعية أو هي كضريبة العبور أو إتاوات المرور التي تفرضها العشائر في اليمن على المارة من نقاط العبور التي هي على ملك العشيرة حيث تنتهي السلطة المركزية بعد الساعة الرابعة مساءا لتعوضها ميليشيات العشائر وفرسانها.

 

« محمد صالح خلف الله » صاحب المطاحن الكبرى للجنوب وهي مؤسسة تشغل 100 عاملا من بينهم احد أركان جيش  » شعبان » تم طرده لإخلاله بسير العمل وتعنت صاحب المؤسسة ولم يرضخ للضغوط وأعلن تمرده عن الجباية فكانت الحصيلة اعتصام دام خمسة شهور نصبت فيها الخيام واحتل « الشعبانيون » المصنع رفقة عائلاتهم أمام علم السلط الجهوية التي ما عادت قادرة على إخفاء عجزها وهي تراقب كيف تحجز معدات الشركة بعد الاستيلاء على المصنع بالقوة وافتكاك 3 شاحنات كبيرة وبعد ماراتون من المفاوضات عاد المصنع للنشاط وعادت الضريبة لخزينة « شعبان » الذي مازال يحتفظ بالشاحنات المحجوزة في مستودع اعد للغرض يخضع لحراسة مشددة من قبل  » أبناء الاتحاد » الذين حجزوا شاحنات أخرى لتأديب أصحابها وإرغامهم على تسديد مستحقاتهم منهم شركة ACRAMT

 » لسامي بلعيد » الذي ترك المعمل وهجر العمل بجهة صفاقس.

 

يحدث هذا وغيره كثير تحت شعارات نقابية ولا احد يجرأ على إيقاف  » شعبان » عند حده وهو الذي قاد اعتصام الثلاثة سنوات حيث احتل جيشه مصنعا اشتراه  » نورالدين الشلي » سماه  » شلي فاشن » بعد أن أشهر بائعه إفلاسه (زهير بن عياد) ولم يتمكن صاحبه من فتحه بالرغم من صدور أحكام قضائية لصالحه تمكنه من الرجوع للقوة العامة لإخلاء المكان وفك الاعتصام.

 

والآن تدور رحى التأديب لتضرب في شركة  » معلى » واسمها  » التقدم » الذي حاول صاحبها الرجوع لقيادة الاتحاد والاستنجاد بالمكتب التنفيذي دون جدوى، » فشعبان » يحتكم على 47 نيابة في المؤتمر الوطني ولا مصلحة لأحد في مواجهته.

 

الفصل الثالث:

 

تتالت الشكاوى للسلط المركزية والجهوية وكثرت الرسائل للمركزية النقابية والأمين العام وتعاقبت الأحكام القضائية دون أن تجد طريقها للتنفيذ وكثر الحديث عن « دولة شعبان » وبلغ صيته كل الجهات وهنالك من يقول أن السلطة عاجزة عن مواجهته وهناك من يرى انه مسنود فخلفه يقف « عبد الله قلال » وهناك من يفسر بان هذا المرض سرى في عديد الجهات وما عاد من الممكن استئصاله فعصابات النهب واغتصاب الحقوق استفحلت إلى حد شملت فيه النقابات لتعصف بشعار التصحيح في مهب الريح على حد تعبير بيانات المعارضة النقابية التي بصدد تنظيم هجوم على القيادة الحالية بمناسبة المجلس الوطني تحضيرا لمعركة المؤتمر.

 

(وصلنا هذا المقال يوم 30 جانفي 2006 عبر البريد الالكتروني)

 

خبر

 

أرسلت مجموعة من الشركات والمؤسسات الاقتصادية رسائل لقيادة الاتحاد العام التونسي للشغل تتظلم من تعسف اللوبي القرقني/الصفاقسي بقيادة  » محمد شعبان » وطالبت المكتب التنفيذي بالتدخل لإيقاف حملات التأديب الموجهة ضد الأعراف الذين لا يدفعون.

 

ونحن على أبواب مؤتمر 2007، نرى ضرورة فتح هذا الملف بحثا عن تصحيح حقيقي لمسار تعفن وما عاد من الممكن السكوت عنه حيث تجري عمليات النهب والخطف باسم العمل النقابي وبعنوان النضال المشروع على كرامة الخدامة.

 

لجنة تقصي الحقائق تشكلت للبحث في الموضوع وتتوجه لكل من يرى انه تعرض لتعسف أو مظلمة أن يراسلها على العنوان التالي: dawlatchaaban@yahoo.fr

 

لجنة تقصي الحقائق ومواجهة الفساد 

 

(وصلنا هذا الخبر يوم 30 جانفي 2006 عبر البريد الالكتروني)


من له مصلحة في حرية الإعلام في تونس ؟

لئن كان من الطبيعي أن تلتجئ الحكومات في الوطن العربي لضرب حرية الإعلام كمقدمة لضرب الحريات السياسية  والعامة باعتبارها مستفيدة من غياب رقيب ينشر تجاوزاتها ويفتح ملفاتها ويحرض الرأي العام على محاسبتها. فمشروعية الدكتاتوريات في غياب من يراقب ومن يحاسب، ومصلحة المعارضات في مناخ من الحرية يمكنها من عرض برامجها والترويج لمبادئها وأطروحاتها لكن الغريب أن يجتمع الكل في تونس حكاما ومعارضات على مبدأ واحد اسمه الاعتراف بحرية الصحافة لكن الواقع على خلاف ذلك إذ تدوس عجلة الإخضاع عشرات الصحفيين في كل سنة لتحصل قناعة لدى الجميع أن من يردع  » ياكلها في زمارته  » ويجد نفسه لوحده يدفع فاتورة شعار يتغنى به الجميع.

وأنا لا ألوم هنا حكامنا فهم يتحركون وفقا لما تمليه عليهم مصالحهم فتأديب الصحفيين المتمردين وتجويعهم يمثل رسالة لكل من تسول له نفسه شق عصا الطاعة أو الخروج عن الصف وتجاوز الخطوط الحمراء التي ينبغي النزول دونها فتصبح الوقاية هي الصمت والذكاء عدم المغامرة وتبقى شعارات الاستهلاك مجرد مصيدة للشباب  » المغفل  » للأسف حتى تصقله التجارب وتعلمه الحياة العملية حقيقة مرة تقول أن ساحتنا في حاجة للمراجعة فالديمقراطي الحقيقي لا يسكت على ضرب الديمقراطية والمستفيد من الحرية عليه أن يناضل من اجلها ويدافع على ضحاياها.
أكتب هذا الكلام وأنا طالبة سنة ثالثة بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار أتابع ملف الصحفية شهرزاد عكاشة عبر ما يروجه أبناء اتحاد الطلبة من بيانات وما يسوقونه من روايات زادت في قلقي وعمقت خوفي من مصير مظلم بعد التخرج وأثناء حياتي العملية إن تمكنت من فرصة عمل وسط غابة من الوحوش وأنا لا أتحدث هنا عن السلطة فتلك من تحصيل الحاصل وأنا لا ألومها على ذلك باعتبارها صاحبة مصلحة في تعطيل الحريات وفي تكميم الأفواه وإنما أتحدث عن المعارضة الديمقراطية إن كانت لها مصلحة حقيقية في الحرية وخاصة حرية الإعلام، كيف تجرؤ هذه المعارضة على الصمت في خصوص شهرزاد؟ الصمت على طردها والسكوت على حملة تشويهها حتى لا تكون  » زعيمة  » على حد تعبير البعض.
جمعية الصحفيين طلبت منها الكف عن التحرك كشرط للدفاع عنها!! يعني تتخلى عن حقها في الدفاع عن نفسها مقابل واجبهم في التدخل. إنها مقايضة جديدة غزت سوق النضال في الوسط الجمعياتي في تونس حيث لا أدافع إلا على من يشاطرني الرأي والتنظيم بقطع النظر عن عدالة قضيته من عدمها وجمعية الصحفيين غالبيتها تجمعيين ولهم كل الحق في الدفاع عن حزبهم والتخلي عن الصحفيين أما الثلاثة في المكتب ممن يمثلون التيار المستقل فإنهم وجدوا أنفسهم محرجين فهالهم الصمت ولم يجدوا حتى الشجاعة عليه فتكلموا ويا ليتهم ما فعلوا… لم يهاجموا السلطة ولم يحتجوا على رموزها… ولم يواجهوا دار الأنوار ولا مؤسستها التي لا يوجد فيها مسؤول بعد وفاة صاحب الترخيص بل هاجموا الضحية لتبرير سكوتهم عن الجلاد… صمتوا ولما تحركوا عاقبوا شهرزاد على عدم صمتها ورضوخها للمساومات.
قالوا إنها عنيدة ولا تسمع الكلام… وأنا لا اعلم ما هو هذا الكلام الذي ينبغي أن تكف عن المطالبة بحقها وتتفرغ لسماعه!!…
أما نقابة الصحفيين التي مثلت حلما لبديل يطرح المظالم ويواجه المشاكل ويبلغ صوت قطاع داسوه بالأقدام فإنها هي الأخرى لم تحسم أمرها ولم تتخذ قرار بعد في مصيرها ولم تفكر حتى مجرد التفكير كيف تعيش شهرزاد وكيف تعيل أسرتها التي هي في كفالتها والى أي حد قادرة هي على الصمود وعصا التجويع تنهال من جهة وعصا التشويه من أخرى.
وبكلمة أصبح المطرود لا يستحق التعاطف وأصبح يحسده الكل على طرده ولا يتضامن معه احد على جوعه لتصبح ساحة النضال الديمقراطي سوق يحتكرها بارونات اقتلعوا أسبقية التأشيرة وعلى غيرهم أن يقضم آلامه بصمت لان لا مجيب.
لهذه الأسباب تضرب حرية الصحافة ولهذه الأسباب تنتهك كرامة الصحفي فالمشكل ليس في ضرب السلطة لقطاع الإعلام وإنما في عدم تجند الديمقراطيين للدفاع عنه فشعارات التسويق تفقد معناها في المنعطفات الملموسة وسباق التنظم بين هيئات المجتمع المدني( 18 أكتوبر والائتلاف الديمقراطي ) لا ينبئ ببشائر حقيقية طالما سيبقى الحال على ما هو عليه: سلطة تتمعش من ضرب الديمقراطية ومعارضة تتمعش من البكاء على ضربها.
أملي أن تتغير ذهنية معارضينا وديمقراطيينا طالما ذهنية السلطة لن تتغير.   س س (معهد الصحافة وعلوم الأخبار) 


أمل أغلى من الحياة

   

لما ألقي القبض على بوراوي مخلوف المحكوم بالمؤبد، كانت زوجته سهيلة بن مصطفى على ميلاد، وقد كادت أن تجهض من شدّة الرعب حين داهموا المنزل فنقلت إلى المستشفى، وهناك ولدت بنت سمّيت سارّة، وكبرت هذه البنت وكانت أمنيتها أن تعانق وتحتضن مباشرة والدها في يوم من الأيام ، إلى أن بلغت من العمر سبع سنوات، وهذا الحلم يسكنها ويعشّش فيها، وفي أحد الزيارات إلى السجن مع أمها رأت والدها من خلف القضبان، فبدأت تلحّ على العون الذي رقّ حاله لها، فسمح للسجين من مدّ إصبعه الصغير من وراء القضبان لتقبّله البنت سارة، وظلت هذه البنت تحكي لصديقاتها ولكل من تعرفهم أني قبلت أبي عانقت إصبع أبي، وهي فرحة وتروي فرحة حكايتها حتى للعبها…
الطاهر العبيدي : بعض مشاهد من جمهورية الرعب   tunisnews.net 07/02/05N1724      نشأت سارة على أمل أن ترى أبوها يوما ما… أن تعانقه… أن ترتمي بين أحضانه… أن تلاعب شعر لحيته قبل أن تتحسس بيديها الصغيرتين قسمات وجهه…
ظلّ هذا الأمل يكبر بداخلها خاصة وأن أباها ليس بعيدا عنها تفصله مسافات وبحارا, بل كان أمامها في نفس المساحة من التي تحيطها البدلات الزرقاء في غابة المتوسط التي تحيطها الليالي الشتوية واختفي فيها القمر. كانت تراه قريبا منها وأبعد ممن سكن القمر… كانت تفصله عنها سياجان من الحديد والنار وبهو يمر به عند رؤيتها إياه عساكر غلاظ شداد… كانت أحيانا تناديه فلا يسمعها وتناجيه لكن الأوجاع تقمعها… كانت صوتا ضمن الأصوات التي تتصارع لتبلغ إلى مسامعه ومطالب ومشاعر تتسارع كي تبلغ إلى قلبه في وقت وجيز عند زيارة غابة النسيان… كانت تنتظر كغيرها أن يرسل إليها نظرة أو قبلة لا تحجبها العبرات التي تختنق بداخله… أحيانا كانت تتسرب بين السياج وبين أمها فتقف على أطراف أقدامها كي يراها… كانت أحانا تحاول تسلق الجدار وتتمسك بالسياج فتختنق بهذا الجسد المنهوك الذي يكاد أن يسقط عليها رغم المجاهدة التي تكابدها والدتها كي تبدو ثابتة صلبة. كانت أحيانا تختطف منه نظرة عطف مشبعة بحنان الأبوة تأخذ بكل مشاعرها, فتحتضنها, تخفيها عن الحراس, عن كلّ الأنام, تحملها بين جنبيها الصغيرين, تخفيها عن عيون الحراس, وتظلّ تناجيها أياما وليال طويلة. وكانت أحيانا ترسل إليه قبلة معطرة بكل براءة الطفولة وأشواقها إلى حضن دافئ يهبها الأمان ويدثرها إذا نزل الظلام. وتكبر سمية وفي كلّ يوم يكبر فيها الشوق إلى هذا الحضن الذي تتمنى أن تلقي رأسها بداخله وتنام. تتمنى أن تعانقه لحظة واحدة وليأتي الموت الزؤام. كانت أحيانا تظل الليلة ساهرة تنتظر عودة أبوها كي تهديه هديته التي أعدتها للقائه…
تكبر ويكبر الحلم… يكبر الوجع… يكبر الحرمان, وتتحطم البراءة أمام جدران المطلية بالحقد والرعب. كان عليها أن تدرك منذ نعومة أظافرها أنّ هناك حواجز فاصلة بين القلب والقلب. كان عليها أن تدرك أنّ هناك حواجز فاصلة بين الحنان والنبع الصافي, كان عليها أن تدرك أنّ هناك استثناءات ولاءات عديدة… كان عليها أن تدرك منذ طفولتها أنّها لا تنتمي إلى صنف البشر…
كان عليها أن تكبر قبل عمرها, كان عليها أن تتذوق الحرمان مع الحليب. كبرت … وكبرت المسافة التي تفصلها عن براءتها, تفصلها عن طفولتها … تفصلها عن إنسانيتها … كانت تخرج مع أمها  كلّ مرة للزيارة وتحمل بين جوانحها أملا بسيطا … أملا طبيعيا … حق لكلّ الحيوانات … حق في كلّ الشرائع والديانات … حلمها أن ترى والدها الذي ارتكب جريمة حبّ الوطن … جريمة ممارسة حقه في أرض القوانين والمؤسسات … حقه في أن يعارض … حقه في أن يخالف … حقه في أن يقول لا في أرض الولاء …
كانت تراه فتخفق جوانحها طربا وسرعان ما تقمعها القيود. يجب أن تكون بينك وبينه مسافات … يجب أن تكون بينك وبينه جدران وأسوار … إنهم يخشون أن تمتد إليك العدوى … فهو مصاب بداء الخطيئة الكبرى … أنّ مرضه سريع العدوى … لا يمكن أن تقتربي … وتظل عيناها الصغيرتان الكبيرتان في حركة دائمة … بين مدّ وجزر. تريد أن تتفحص قسمات وجهه … تريد أن تعرف … ويقطع بينهما المارة فتقفز إلى الأعلى وقد أضناها الوقوف على أطراف أصابعها … تمتد يدها الصغيرتان ولا تصله … ويدوي صوت الحارس للقوانين معلنا بالخروج فقد انتهت الربع ساعة المعد للقاء !!! وتنزل من أطراف أصابعها وكأنها جبل خرّ من السماء. وتمتد الحسرة والمرارة التي تسكن حلقها ولكنها تتحامل على وجعها وتلوح بيديها إلى لقاء قادم … إلى حسرة قادمة ومرارة أخرى … إلى صورة أخرى من الجريمة الكبرى في حياة الإنسانية التي تسكنها…. إلى حلم قادم تنسجه من الألم والحرمان… حلم لن ينكسر رغم المرارة وبشاعة جرائم الإنسان …
وجاء اليوم الذي يعدّ للزيارة، قامت سارة منذ الصباح الباكر, وجدت أمها أنهت صلاتها, مدت الأم يدها إلى السماء … رفعت مقلتها وانهال الدمع كأمطار الشتاء … جلست سارة بجانبها … مدت يديها الصغيرتان تسترحم السماء … لم تعرف ماذا تقول … هل تسترحم … هل تستجدي … هل تشتكي … ولكنها لا تعرف شيئا سوى أنها بجانب أمّها التي ثقلت الكلمات على شفتيها … وحبس لسانها ولكن نطقت عيناها … قالت ما لم تستطع الكلمات أن تبوح به … قالت ما لم تستطع العبارات أن تصوره … قالت ما لم يعرفه سوى من اطلع على قلبها المكلوم منذ ما يزيد عن سبعة سنوات …
أسندت الأم ابنتها إلى صدرها وجلست إلى مكانها وقد ثقلت خطواتها، لقد خارت قواها من طول الوجع الممتد على طول سنوات هذا القحط. من يشعر بآلامها, من يستمع لأوجاعها , من يرحم ضعفها … من يبعث فيها إنسانيتها المسلوبة؟ … من …؟ من …؟
تغلبت على الإرهاق التي سكن مفاصلها وقامت متثاقلة وبدأت تستعد للسفر. أعدت كل ما هيأت من مأكولات, وأخذت ابنتها بيمينها و »القفّة » بشمالها وقصدت محطة سيارات الأجرة فهي أسرع, كما أن المسافة التي تفصلها عن المدينة التي سجن فيها زوجها كبيرة, فقد أنتهج سياسة القتل والتدمير لكلّ من تخول له نفسه التطاول على « القانون ». الكل يجب أن يعيش في العذاب, السجين بكلّ ما يلاقيه من معاملة قاسية وحرمان وحصار, والأسرة يقع التنكيل بها فبعد تشتيتها, يقع التنكيل بها علها تتخلى عمن هو في أشدّ الحاجة إليها, فيقع إبعاده مآت الكيلومترات عن مكان إقامته.
استقلت سيارة الأجرة التي أخذت تطوي الأرض مسابقة الزمن, علّ سائقها يتحصل على رحلة أخرى يمكنه من خلالها أن يعود إلى الأسرة التي تركها منذ الصباح برغيف زائد وبعض المليمات التي يمكنه تجميعها, عله يتحصل على مسكن يظل به رأسه ويقي العائلة آفة التنقل والكراء.
وصلت الأم إلى المدينة… الحياة عادية والناس في همّ دائم … كلّ يصارع الحياة. لا أحد منهم يهتم لما يحدث للآخر … ماذا يعنيه أن يتألم الآخر أو يتلوّى أو أن تسحقه عصا الظلم ؟؟؟ لم تشغلها بهرجة المدينة ولا هي مهتمة بما يقع فيها … فهي لم تفكر يوما في القيام بجولة فيها ولا أن تتعرف عليها عن قرب … لا بل أنّها باتت تكرهها فهي لا تمثل لها سوى تلك الأسوار العالية التي تحاصر حبيبها وأب أبناءها … هي لا تمثل سوى تلك القيود التي تقف بينها وبين قلبها … بلغت جانب السجن الذي تعالت جدرانه حتى فاقت تلك الشجرة التي بجانبه, أخذت مكانها في الصف الطويل … هذا اليوم هو قليل التزاحم … قليل الصراخ … الكل ملزم لمكانه … والكل غارق في همومه … إنّه يوم الزيارة الأسبوعي الذي خصص لهذه الشريحة من المساجين … هؤلاء الملعونين أعدّ لهم يوما خاصا حتى لا يحتكوا بالشعب … لا يحتكوا بغيرهم … حتى لا ينقلوا فيروس المأساة إلى غيرهم …
وقفت سارة تتأمل هذا البناء العظيم … إنّها سمعت البعض يحدث عن حصن الصين العظيم … أتراه يشبه هذا الحصن الذي يتكون من حصون كلّ منها تقف حاجزا بينها وبين أبيها, لا, لا يمكن أن يكون أكبر من هذا الحصن. هذا الحصن المنيع يفصل بين القلوب بين المشاعر بين النظر, بين التأمل… حصن يفصل بين الدماء … يفصل بين العيون … يفصل بين الأرواح … أمّا ذلك الحصن فهو يحمي من الأعداء … ذلك الحصن يحفظ الأرواح والنسل …
جذبتها أمها المنهكة إليها قائلة ـ تعالي ألم تري أنّ الشمس حارقة … أنا ما عدت أحتمل … كفاني أبوك … التصقت البنية بأمها وهي تردد في داخلها « كل ما في هذا الحصن يوحي بالخوف والرعب حتى الحلم ممنوع فيه, ومن يأتيه تتوتر أعصابه ويصيح فضا غليظا … حتى أمّها التي أخذتها إلى حضنها كثيرا… حنت عليها وروت لها الكثير عن أبوها المدفون في هذا القبر … لقد شدت أعصابها أتراها هي أيضا تخاف هذا الحصن ؟ »  أخذ السجان يدخل الزائرين اثنين اثنين إذ لا يسمح للعائلات أن يقتربوا من بعضهم رغم طول الممر المعد للزيارة. قد يكون حرصا حتى لا تخرج « أسرار الدولة » إلى الأعداء !!!
دخلت سارة مع والدتها إلى الممر المقابل إذ يفصل بينها وبين والدها حائطان من القضبان ومساحة فارغة يكون بها أعوان حتى يمكنهم أن يسمعوا ما يدور بين العائلات. حتى كلمات الشوق واللهفة يجب أن تراقب وتفكّ شفراتها … أخذت سارة موجة عارمة من الحنين فأخذت نقفز وتترجى العون أن يسمح لها بلمس أبيها … رأف هذا العون الذي اقتلعوا قلبه قبل أن يدخل هذا المكان. رقّ لحالها… قد يكون رق كبده وتذكر أبناءه لو أنّهم كانوا في مكانها ولكن الحصون ألجمته فأمر الوالد أن يمدّ إصبعه الصغير من وراء القضبان وأن تدخل البنية لتلمسه. قفزت سارة التي أنهكتها المرارة  وارتمت على إصبع أبيها تقبله …
لم تشعر بمن حولها … أي فرحة هزت كيانها … أي أحساس سرى بين جوانحها … أيّ فرحة تساوي فرحتها … أيّ نشوة تعادل نشوتها … لقد لمست إصبع أبيها … لقد قاست حرارة جسده  ومقدار حبه لها … لقد قاست درجة شوقه إليها … لقد اشتمت رائحته التي حرمتها منذ سنين … لقد تحقق حلمها فليأتي الموت إن شاء … لقد بقت رائحته في أنفها أيام … وبقيت نعومة جلدته تتحسسها لأيام وهي تخبر كلّ من تراه من أصدقاءها وقريناتها وكل من تراه من أهلها …  »

لقد قبلت إصبع أبي

 » !!!!!!!!!!!!!!!!     فاضل السالك « عاشق البحر »

 


 

رسالة اللقـــاء رقم (2) :

في علاقة المَهجر بالأوطان

د. خالد الطراولي

ktraouli@yahoo.fr

لما غادر الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) فضاء مكة، كانت نظرات المظلوم والمطرود والمنفي ترمي بأطرافها إلى الخلف وإلى الأمام… إلى مكة الوطن الجريح والبلد المبتلى :  » والله إنك لأعز بلاد الله لديّ، ولولا قومك طردوني ما خرجت »… حب فطري إلى مسقط الرأس إلى مرقد الأجداد، إلى موطن الآباء والأحباب…ذكريات الصبا وطموحات الشباب… كل ذلك كان مكة…

الهجرة وخطوات البناء

كان مطلبه عليه السلام يسيرا « خلوا ما بيني وبين الناس »…كانت دعوته سهلة مستساغة « لا تتخذوا أربابا من دون الله »… وكان الرد فضا غليظا قاسيا، ضرب وحصار، تعذيب وانتقام، قتل للأصحاب وتشريد للأحباب… كان الرد استدراجا للنفس والهوى « لو أردتَ ملكا ملّكناك، لو أردتَ نساء زوجناك، لو كنت مريضا شفيناك.. »…

نظرات الرجل الطيب عليه السلام وهي تودع مكة ظلما وعدوانا، وهو الذي بقي فيهم ثلاثة عشر عاما، لم يغتل منهم أحدا ولم يسكب دم أحد..، نظرات إلى الخلف وما أبعد مكة… ونظرات إلى الأمام، نحو الآفاق…نحو المدينة، نحو الغيب..، من وراء الظلام، من وراء كثبان الرمال، من وراء صحراء قاحلة، سيكتب التاريخ بداية ملحمة، بداية عهد لم يستطع هذا التاريخ أن يطوي صفحاته، ولعله لن يطوها! كانت الهجرة لحظة غابت فيها الجغرافيا سوى عن صحراء مظلمة، طوتها أرجل شريفة وصداقة صادقة، وتعلقت الأرض بالسماء « لا تحزن إن الله معنا » ، وحظر فيها التاريخ بكل جنوده وكل أوتاده، وكان بناء إنسان جديد وبناء أمة.

لقد مثلت هذه اللحظات محطة عابرة بين مرحلتين، بين إطارين، بين منهجين، كانت مكة، وكان الظلام وكانت الغشاوة وكان الاختفاء، وصارت المدينة وصار النور والضياء، وانقشعت السحب. كانت الهجرة قطيعة وتواصل، قطيعة مع قلة العدد وسوء المأوى وضعف المدد وضغط الواقع وجور ذوي القربى… وكانت الهجرة تواصلا مع الدعوة والبناء الذي انطلق يتطلع إلى الآفاق ويبني صرح حضارة إنسانية مفتوحة على كل الأمم والديانات، كان تواصلا مع بناء هذا الإنسان الجديد وتشكيل عقلية جديدة جعلت جلف الصحراء وساكن البراري، يسكن المدن ويبني الشواهق!

هاجر الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) وبنى عقولا قبل أن يبني الأيادي، وبنى مجتمعا قبل أن يبني دولة، لقد كان الإسلام المدني إسلاما اجتماعيا قبل أن يكون إسلام سلطة، عاشت في أحضانه كل الفرق وكل الديانات، وحماها دستور مدني لم يفرق بين يهودي أو مسلم أو نصراني.. هذه الهجرة الديناميكية التي فرّت السكون والهدنة والانسحاب، ورفضت الركون إلى ملاذ العيش ومغريات الواقع، وحبّذت السعي والتفاعل الرصين والواعي والهادئ مع الواقع الجديد، وزرعت بذور حضارة جديدة « والله يا عمّ، لو جعلوا الشمس عن يميني والقمر عن يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته أو أموت دونه ».  ذلك زمانهم وهذا زماننا، تلك أيامهم وهذه أيامنا، وكم من مُهاجر في زماننتا وهو في مكانه جامد ساكن منسحب عاطل، يأكل الطعام ويمشي في الأسواق..، وكم من قابع في وطنه من وراء الأسترة والجدران، وهو مُهاجر، يُضرب عن الطعام ويصبر على الآلام، ويعانق الأحلام، ويعيش هموم وطنه وآماله.

الهجرة والتساؤلات المشروعة

تمر علينا هذه اللحظات العابرة كل عام وهي تنادي من جديد، من أعلى صومعتها، وبصوت جهوري، يقض المضاجع ويرمي بالفراش واللحاف، إلى كل مهاجر في وطنه أو خارج الأوطان : ماذا فعلنا في مهاجرنا لإغاثة الملهوف في ديارنا، وجبر خاطر المظلوم، وكف دموع الحيارى والثكالى والمعوزين؟، ماذا قدمنا من أوقاتنا لأوطان عزيزة علينا، غاب عنها غيث السماء وتلبدت تربتها بالأوحال؟..ماذا فعلنا لتركيز فكر المصالحة وثقافة المصالحة بين أبناء الوطن الواحد والتاريخ الواحد؟ ماذا عملنا من دفع ومؤازرة  لعجلة االإصلاح والنهوض؟

كم هي الأقلام التي انحبس حبرها وجفت إداوتها، كم هي الأصوات التي صمتت نبراتها، وانغلقت حنجراتها؟ كم هي الطاقات المعطلة والمنسحبة والمهمشة والتي جعلتها الهجرة هباء منثورا؟. كم هم الأفراد الذين كانوا شعلة في أوطانهم، حتى إذا غادروا الديار اضطرارا أو اختيارا، انطفأت الشموع وحل الظلام بالعقول ودخل الجميع في تسابق وركض عجيب على الدنيا وخيراتها، ونسوا الوطن وهمومه؟. كم هم الأفراد الذين صعب عليهم فراق الأهل والأحبة فخيروا ثني الركب، وتقبيل النواصي والتمسح على الأعتاب، والنجاة الفردية، على حساب المجموعة وعلى حساب مبادئ وثوابت، خلناها خطوطا حمراء في الأخلاق والدين والفضائل!

كم من الأفراد الذين عاشوا داخل التاريخ في أوطانهم وقاسوا الأمرين دفاعا عنه، ولما لفظهم هذا الوطن ظلما وعدوانا أصبحوا يعيشون خارج التاريخ، يعيشون على شرعياتهم التاريخية واكتفوا بالقليل الذي يبرئ الذمة ويقلص وخز الضمير وتقريعاته! كم هي الثغور المهجورة في بلاد الهجرة والتي لا يقف عليها فرد ولا مجموعة، وهي تكاد تبكي قلة الزاد والرواد؟. هذه أسئلة التاريخ الذي سيكتب إجابتها الأحفاد وماذا عساهم أن يكتبون؟، فما بالك بسؤال الغيب في يوم يجعل الولدان شيبا، ولا ُيشفع بالجواب إلا لمن أتى الله بقلب سليم!

لن أقف كثيرا عند هذه الأبواب حتى لا يتحول حديثي إلى بكائيات ومرثيات لا تسمن ولا تغني من جوع، ولكن ما أردته هو التعبير عن حالة من الانسحاب الجماعي والعقم المرضي والموت البطيء الذي ضرب العديد من الأفراد في بلاد الهجرة، في عقولهم وسلوكياتهم وأضعف المدد، والذي تعود أسبابه أساسا إلى هذا الفراغ النضالي والإحباط وفقدان الأمل، لطول المسافة ووعرة الطريق وطول الرجاء. والذي ساهمت فيه بشكل أو بآخر ثقافات وعقليات ومنهجيات، وساهم فيها الفرد والمجموعة على حد السواء.

نحن والهجرة :أبحثُ عن مهاجر!

لا يمكن لمشروع نضالي وهم تغييري أن ينجحا إذا لم يلتق نضال الداخل مع نضال الخارج، إذا لم يلتق الوطن بكل مواطنيه، وإذا لم تلتفَّ معارضة الداخل مع قرينتها الخارجية في تكامل وانسجام وتقاسم للأدوار. إن التواصل بين الطرفين ركيزة أساسية اليوم في عصر انتشار المعلومة وسهولة التقاطها، لنجاح المسار. لن نكون مثاليين حتى لا نتهم بذلك، فمع تفهمنا للواقع الموضوعي الصعب لبلاد الهجرة، غير أن حالة الحريات النسبية واستقرار الأحوال المعيشية يمثلان دوافع من شأنها تخفيف أزمة الداخل ويلطفان من غلوائها. ولأحزاب المعارضة والجمعيات الوطنية والحقوقية النصيب الأوفر قي الدفع بالتفعيل والتفاعل عبر قنواتهم وبرامجهم وسلوكياتهم.

هذه الهنات التي ضربت العقل النضالي المهجري وقلمت عدده وعدته، وأضعفت مردود الفعل النضالي لا يمكن تجاوزها إلا إذا رعينا حقوق الوطن وواجباتنا نحوه، فليست هجرة الأجساد هي هجرة لهموم الأوطان، وتخلص من أوجاعها، ولكن أن نعيش الوطن ونحن خارجه. وإن الاهتمام بالأوطان الجديدة التي شهدت ميلاد أطفالنا وحمت ظهورنا وأرزاقنا لا ينحسر،  والمساهمة في بناءها بحب وحزم وجدّ وتفان واجب ومروءة وأخلاق،  وهذا لا يلغي التواصل مع الوطن الأم وحمل همه، والسعي لإنجاح خطاه المتعثرة أو المترددة نحو الإنعتاق والحرية والسؤدد.

لقد هاجر الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) وهاجرنا، ولم ينس عليه السلام مرقد الأجداد، ونسينا أو تناسينا..، كانت مكة والحنين إلى تربتها يعيش في مخيلة الأصحاب..، وضمر خيالنا وتلاشت آمالنا..، وجمع عليه السلام معارضة وطنية تجاوزت الحسب والنسب وتجاوزت القريشيين..، وتشتت معارضتنا..، وعاد عليه السلام فاتحا ومسالما ومنتصرا..، ومازال النصر غريبا عنا..!

كانت المدينة موطن الهجرة حيث تشكلت عقلية جديدة جعلت للبيت القديم نصيبا في ذاكرتها، ونصيبا في فعلها، نصيبا في حلمها ونصيبا في واقعها، ولم ينس محمد (صلى الله عليه وسلم) أبدا أنه مكيّ المنشأ، مكيّ الثقافة ومكيّ المصير. وانسلخ البعض منا عن أصله وفصله وترك بيته وعشيرته، ولم يعد يعرف من الأوطان سوى ذكريات صبي ولهان، وعدّ النضال مضيعة للأزمان.

لم تكن الهجرة استبدال بقعة بأخرى، لم تكن الهجرة انتقالا إلى جغرافيا جديدة فقط، ولكن كانت موعدا خالصا مع التاريخ، وعبرة مجددة وحافزة لأمة قد تنالها أيام السؤدد والغرور أو الانحطاط والسقوط، وهي دعوة قائمة آناء الليل وأطراف النهار للبناء والوقوف، وعدم ترك السفينة حتى إن علا الشطط وكثر الغلط، وتعدد الربان، أو كانوا مشتتين في غيبة أو غيبوبة. فالهجرة عقلية قبل أن تكون سلوكا، عقلية فعل وحركة، عقلية تفاعل وحياة! 

(المصدر: موقع اللقـــاء الإصلاحي الديمقراطي

www.liqaa.net)


 

  دروس وعبر في ذكرى هجرة سيد البشر

 الحلقة الاولى : لا دين بدون حرية ولا حرية بدون دين

 

أزف بداية أحر التهاني بمناسبة السنة الهجرية الجديدة إلى كل مسلم ومسلمة سائلا المولى الكريم أن يجعل يومنا خيرا من أمسنا وغدنا خيرا من يومنا .

 

الاحتفال بأعيادنا مصلحة ضرورية لنا اليوم فبأي حق نهمله ؟

من علامات البؤس الفكري عندنا توسيع دائرة الجدل بيننا حول مشروعية الاحتفال بأعيادنا وهو بؤس أشد علينا من إهمال الاحتفال ذاته وليس هنا مجال طرق جدل بئيس ولكنه مجال دعوة إلى الاهتمام بذكرى الهجرة أكبر أعيادنا الاسلامية التي أجمع الصحابة عليهم الرضوان بقيادة الفاروق عمر على جعلها بداية لتاريخنا الاسلامي . هل طرح واحد من أولئك الصحابة جدلا حول مشروعية إتخاذهم لنقطة تأريخ لم يفعلها نبيهم الكريم عليه السلام ؟ طبعا لا . لم ؟ لانهم يدركون منذ اللحظة الاولى لنزول الاسلام عليهم بأن الحياة أوسع من ذلك وأرحب وذلك وفق كلمة صريحة حفظوها بعقولهم مؤداها أنه عليهم الاتيان بقدر ما يستطيعون مما أمروا به والانتهاء بالكلية عما نهوا عنه أما ما سكت عنه فهو عفو لهم أن يجتهدوا فيه ولكل مجتهد نصيب من الاجر فلا ينقض إجتهاد إجتهادا ولا يفتخر فيه مصيب على مخطئ . فهموا أن التأريخ أمر مسكوت عنه فإجتهدوا ثم ثبتوا إجتهادهم ومضوا يعملون على بينة منه ثم إنتقلوا إلى قضية أخرى بذات المنهج الفكري ثم إلى أخرى وأخرى حتى تسلم المشعل منهم من رضعوا منهم الحكمة .

الاحتفال بأعيادنا يحمل لنا أكثر من مصلحة نحن بأشد الحاجة الماسة إليها ونعم الابتداع في الحياة إذ بدونه نتحنط ونموت حضاريا حتى لو بقينا على قيد العيش نأكل ونشرب .

الاحتفال بأعيادنا خير معين لا ينضب يزود الناشئة اليوم بالاعتزاز بالاسلام والافتخار بالايمان والانتساب إلى خير دين وخير كتاب وخير أمة . يعبئ الامة بالامل لتطرد اليأس واليقين لتعزل الريب في مجدها التليد والتوكل لتنفض غبار التواكل .

كيف تخلد الامم تاريخها ونهمل نحن ذلك ؟ إذا كانت تلك بدعة نلتقطها فنعمت هي وإذا كان ذلك تشبه بهم فنعم هو ولكن ذلك مما يحرض عليه ديننا ولكن لمن فقه دينه وليس لمن تنكب عنه.

مجال البدعة لا يتعدى مجال الدين المنصوص عليه بصريح وصحيح الامر أو النهي أي الموقوف من السماء توقيفا إلهيا لا يتدخل فيه بشر حتى النبي الاكرم عليه السلام فإذا عدينا ذلك المجال ـ وهو ضيق جدا ـ إلى الحياة فقد وقعنا في بدعة التخلف والانحطاط وهي بالتأكيد ليست أقل شرا وأرفع ثمنا من البدعة الدينية .

خير هدية نقدمها للناشئة اليوم والحرب مستعرة ضد نبي الرحمة عليه السلام في الدانمارك والنرويج ومواقع أخرى كثيرة هي الاحتفال بهجرته فإن أفلح المحتفلون في البيوت والمساجد والمراكز والمنتديات والفضائيات وكل ركح ومسرح وقاعة في حسن إستخلاص العبر المعاصرة من الهجرة فبها ونعمت وإن لم يكن ذلك كذلك فإن الارباح دوما كبيرة وكثيرة أدناها إشعار أنفسنا بأننا أمة لم ولن تموت .

إذا وجدنا في بيئة بأن تلك الاحتفالات يشوبها الذي يشوبها من البدع والمنكرات فليست الحكمة الرشيدة والعمل السديد في الاجهاز على المشهد بأسره بل علمنا الاسلام بأن نقيس درجة الخير ودرجة الشر ثم تغليب الغالب فإن غلب الخير على إحتفالاتنا مضينا فيها وإن كانت الاخرى كانت الاخرى  » ليس العاقل من يعلم الخير من الشر ولكن العاقل من يعلم خير الخيرين وشر الشرين  » . قائل تلك الحكمة الاسلامية العظيمة ينسب إليه اليوم تحريم الحياة على الناس بالكلية بما فيها من يسر وبشر والحض على الموت والبغضاء .

 

لم لم يحتفل الاصحاب بعده عليه السلام بتلك المناسبات وهل الاختلاف عنهم بدعة ؟

أبغض ما أبغض ورب الكعبة أسهاب الحديث عن البدعة . لم ؟ لان حياتنا اليوم لا تشكو من البدع في الدين بل تشكو من نقيض ذلك تماما . مم تشكو ؟ تشكو حياتنا من الاحجام عن الحياة بإجتهاد وتجديد وتطوير وتحسين وإبتكار وإقتباس للخير وإذعان للحكمة بإسم الحذر من البدعة.

كلمة لن أنساها للمرحوم الغزالي : قال رحمه الله : وقع في يدي كتاب من الحجم المتوسط مملوء بما لا يحصى من كل أصناف الواهيات والاسرائيليات وبأحاديث أخرى صحيحة أو حسنة في موضوع الزهد فقلت في نفسي : لو وقع هذا الكتاب بين يدي متدين جديد غر لترك السعي في مناكب الارض وعاش فقيرا محتاجا رغم جلده وقوته وربما إختصاصه العلمي الباهر فغمز حياة المسلمين ولمزهم في مالهم وكسبهم وقوتهم وقوتهم المالية معا وكان عالة على أهله والناس وكان عالة في الان ذاته على العلوم الاسلامية بإسم طلب الزهد والفقه . قال : فقلت أضع إلى جانبه كل آيات القرآن والحديث الصحيح التي تدفع إلى عمارة الارض وتبين معنى الزهد الاسلامي الصحيح الذي هو زهد فيما يملك الانسان بفعل صعود رصيد الخشية والامل في النفس أما الزهد فيما لا يملك الانسان فهو محض الكذب . فالزاهد الاسلامي الحقيقي هو من عمل فكسب فزهد خشية أما من لم يعمل فلم يكسب ففيم يزهد ؟ كلمة من نور كأنما قذفها ملك كريم مقرب على فيه عليه رحمة الله سبحانه .

 

قلت : لو قيض الله لدينه رجالا اليوم يتتبعون مواضع البدعة المنهي عنها في الاسلام ـ وهي بالمناسبة لا تكاد تذكر لندرتها جدا جدا جدا ـ لتبيان المقصد من ذلك إن كان بوسع المرء الاجتهاد في طلبه ولو ظنا وكذلك لقيد ما يقابلها من فرائض الاجتهاد والتجديد والتحسين والاتقان ونشدان الحكمة في الاسلام من ذات الوحي قرآنا وسنة من أجل أن تتعدل الصورة لدى المتدين الجديد أو المتدين القديم الذي لم يكسب في تدينه خيرا كثيرا بحكم ولعه بالعلم أو بالحفظ دون الفقه .

 

لم لم يحتفل الاصحاب بتلك المناسبات بعده عليه السلام ؟

أولا لانهم كانوا مشغولين ببناء الدولة والمجتمع والحضارة والثقافة عبر الاجتهاد والتجديد والتحسين والاتقان ونشدان الحكمة كما فعل عمر الفاروق عليه الرضوان في أكثر من إجتهاد له ليس في الاسلام فيه قول من مثل إتخاذ السجون وصك العملة وإتخاذ الدواوين أي الوزارات وفتوحات فقهية وعسكرية أخرى لا تحصى وكذلك كان الامر مع سلفه الصديق في إنفاذ جيش أسامة وحرب المرتدين وبداية التدوين وكان الامر بأوسع من ذلك مع خلفه ذي النورين في إتمام التدوين ورسم المصحف وضبط القراءات وضوال الابل والفتوحات وتواصل الامر مع خاتم الخلافة الراشدة لولا الاضطرابات الداخلية العنيفة التي عمقت الفتنة الداخلية الكبرى .

ذلك الشغل الذي حجزهم عن الاحتفال هو ما نحتاجه نحن اليوم ولو كنا مشغولين بعمل إسلامي كبير لاحتفلنا أو سالمنا من يحتفل ولكن الفراغ أم الخبائث الفكرية تماما كما أن الخمر أم الخبائث السلوكية ومعلوم من سيرته عليه السلام كيف أنه  عالج الفراغ   في  الافك وفي مواضع أخرى حيث طرده بمواصلة السير والعمل ولو إنهاكا وإجهادا لان الفارغ ينطبق عليه قوله  » من حسن إسلام المرء تركه ما لايعنيه  » والطبيعة كما يقول الناس تأبى الفراغ ولذلك النفس تشغلك بالحرام أو بالمكروه أو حتى بالمباح وبإضطراب سلم مراتب الاعمال إذا لم تشغلها بما هو أكثر أجرا وأجزل ثوابا وأكثر فائدة في هذه الدنيا .

أنظر إلى الناس العاملين في مشارق الارض ومغاربها يعملون وينجزون ويقدمون كل يوم خطوة ويشيدون مع مطلع كل شمس لبنة فلا يلتفتون إلى خلافاتهم الداخلية الصغيرة ويحتقرونها ولا يجدون لها فراغا أبدا أما الفارغون فلا يحسنون غير الشغب على الناس وعلى أنفسهم .

 

ثانيا لان الاصحاب الكرام كانوا في موقع عز وقوة ومنعة ونصرة وتمكين ولذلك لم تكن داعيات الاحتفال بأعيادهم كبيرة في نفوسهم وحالنا اليوم يختلف عنهم لان التمكين ليس للاسلام اليوم إلا قليلا جدا لا يكاد يذكر ولذات السبب كان تأثير الفتنة الكبرى محدودا قياسا إلى ضخامتها لا بل حولها الاصحاب العاملون بإخلاص وفقه إلى تنوع وتعدد وتنوع أصولي ومذهبي وفكري ظل يضخ الحياة في شرايين المجتمع الذي لم يترهل رغم إنحراف ـ كبير أو صغير ـ في مؤسسة الحكم الاسلامي .

 

عاملان كبيران إذن جعلاأصحابه لايحتفلون بأعيادهم من مثل الهجرة : عدم التفرغ لها بحكم الاعمال الكبيرة التي كانوا يباشرونها وعدم الحاجة لها بحكم قوتهم ومنعتهم وعزهم فلا شكوى عندهم من غزو فكري بل كانوا هم الذي يغزون غيرهم فكريا عبر الحوار والتعايش السلمي.

 

الهجرة أولى بالاحتفال من كل الاعياد لانها أم كل الاعياد :

لم لم يقر الصحابة الكرام التأريخ بمولده ولا ببعثته ولا بموته ولا بنزول القرآن ولا بختمه ولا بفرضية عبادة كالصلاة أو غيرها ؟ هل تراهم تناسوا كل تلك المناسبات التي عاشوها بلحومهم ودمائهم لحظة بلحظة ؟ كانوا فقهاء أكثر من كونهم علماء ولم تكن عندهم يومها ورقة واحدة من علم وما كان في صدورهم لا يتجاوز صفحات قليلة . كانوا يعلمون بأن ولادته عليه السلام ليست لها خصوصية فهي عملية بشرية صرفة لم تحط بها معجزات وكذلك كان موته عليه السلام كما كانوا يعلمون أن الاحتفال الذي يعبئ الناس بالامل واليقين يجب أن يكون مرتبطا بالنصر والتمكين وليس بغير ذلك لذلك لم يترددوا في تفضيل الهجرة على البعثة لانها نقلت الاسلام من الاستضعاف إلى القوة ومن القلة إلى الكثرة ومن الذلة إلى العز ومن الاكراه إلى الحرية .

هل كانت بدر وأحد والخندق وبني قريظة وبني النضير والحديبية والفتح وغير ذلك مما لا يحصى لتكون لولا الهجرة ؟ كل ما جاء بعد الهجرة إلى زماننا هذا هو وليد للهجرة ومدين لها بالفضل . لذلك إختار أفضل الناس الهجرة ميعادا للتأريخ ولذلك لا يصلح بنا نحن اليوم سوى إعلان الاحتفالات بتلك الذكرى في كل بيت ومسجد وقاعة وفضائية وركح ومسرح وفن بالكلمة واللحن والصوت الشجي الندي لعلنا نعيد إلاعتبار لمجد تليد ونبني عليه مجدا واعدا .

 

لماذا كانت الهجرة ؟ أليس جديرا بأفضل الناس أن يصبروا في مكة ؟

كانت الهجرة يومها واجبا إسلاميا لا يتخلف عليه سوى منافق وهي ثالث فريضة إنبجست عن الايمان بعد الجماعة والصلاة . ماذا فعل الناس اليوم بفريضة الجماعة ـ أول الفرائض طرا مطلقا دون أدنى إستثناء ـ ؟ هلا علم الناس اليوم أنه لا يغتني إسلام بإنسانية متفرقة ممزقة حتى لو شهدوا جميعا له سبحانه بالوحدانية ولرسوله الخاتم عليه السلام بالنبوة وختم الرسالة ؟ لا بل إن التوحد يجبر ضعف الايمان أما قوة الايمان الشخصية فلا تجبر تفرقا أبدا .

لماذا هاجر عليه السلام وأمر أصحابه بذلك ؟ ذلك هو أكبر سؤال .

لو قلت لان الله أمره بذلك كنت أكسل الناس وأبخلهم في طلب العلم ونشدان الفقه .

الجواب يأتيك به القرآن الكريم  » ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الارض مراغما كثيرا وسعة ».

كما يأتيك به عليه السلام  » لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية « .

معنى ذلك أمران لا ثالث لهما :

1 ــ أولهما هو أن الهجرة ـ بما هي تكليف شاق جدا قرنها الوحي في موضع آخر بالقتل ـ تفرض على الانسان عندما تضيق عليه دوائر حريته الشخصية والعامة نشدانا للسعة التي توفر له ولو بعضا من حريته السليبة .

 

2 ــ ثانيهما هو أن الهجرة معللة بالضيق ومقصدة بالامن فالهجرة والحرية طالب ومطلوب وشارط ومشروط والدليل هو كونه عليه السلام نهى عنها  أو نفاها ـ بحسب دلالة حرف لا ـ عندما فتحت مكة وإنتفت الفتنة وذهب الضيق وأنداحت الحرية للناس أن يعبدوا ما يشاؤون.

 

إطرح ذات السؤال على نفسك من زاوية عقلية . هل كان ليهاجر من بلده وموطنه مكة لو كانت الظروف الامنية تسمح له وللناس جميعا بأن يعتنق كل إنسان الدين الذي يريد دون إكراه ولا فتنة ولا خوف من أحد ؟ هل يغني عنك قولك : هاجر لانه أمر بذلك ولا عبرة عندي بما دون ذلك ؟

لم آمنت إذن ولم تصلي وتصوم وتزكي وتحج وتفعل الخير وتجاهد وتبر والدا وتعمل لكسب الرزق وتنكح وتنجب الولد وتختار هذا العلم على ذاك ؟

 

كل هجرة إذن في الزمان والمكان هي تلبية لنداء حرية فطرية في الانسان ولا عبرة في ذلك بأي حرية كانت سواء إقتصادية أو سياسية أو إجتماعية أو ثقافية أو غير ذلك كلما توفر للمسلم في هجرته أمران هما :

1

ــ فقدان حد أدنى من حرية العبادة وعمارة الارض ضمن نطاق الاسلام . 2 ــ إخلاص فعل الهجرة لله وحده سبحانه حتى لو كانت الهجرة إقتصادية صرفة .

 

والخلاصة هنا هي أن الهجرة النبوية الكريمة من مكة إلى المدينة تماما كما كانت الهجرات الاولى إلى الحبشة والطائف تلبية لداعية الحرية أو حد أدنى منها على الاقل ولذلك لا يحسن بنا اليوم سوى أن نقول بإطمئنان كبير بأنه :

 

1 ــ لا دين بدون حرية على معنى أن الاسلام بما هو رسالة تحررية شاملة للانسان ـ كل إنسان ـ

في كل زمان ومكان وحال وعرف وفي كل مناحي حياته الخاصة والعامة يضيق بالفتنة والاكراه أيما ضيق على نحو لا يقدر معه معتنقه من حسن التفاعل معه بدون حرية . خصم الاسلام الوحيد دوما هو الظلم والفتنة والاكراه فلا يصمد أمامه بعد ذلك شرك ولا كفر ولا سحر ولكن يعرقل سيره الاكراه كثيرا فلا يجد الناس المؤمنون به بدا من الهجرة إلى حيث الامن .

 

2 ــ لا حرية بدون دين على معنى أن الانسان الحر ليس هو ذاك الذي تقوده غرائزه كما تفعل بالبهائم وليس هو ذاك الذي يعتدي بسلطانه وماله ومعرفته وقوته على الضعفاء ولكن الانسان الحر هو ذاك الذي يمنعه داعي الدين الفطري فيه من الظلم  بذكر من وهبه الحرية وتكريم من هو له نظير في تلك الحرية وحيال ذلك الواهب .

 » لا حرية بدون دين  » لام نفي وليست لام نهي .

 

وإلى حلقة تالية يجدر بكل مهاجر تجديد نية هجرته والعمل على فك آصار فتنة تبطل مفعول وجوب الهجرة نشدانا لحرية موؤودة كما يجدر به ذكر قوله عليه السلام  » المهاجر من هجر ما نهى الله عنه  » وبذلك يضحى كل مسلم مهاجرا .

 

الهادي بريك / ألمانيا


 

الدنمرك ترفض الاعتذار بشأن رسوم كاريكاتورية تسيء للرسول

 

كوبنهاجن (رويترز) – قال اندرس فو راسموسن رئيس وزراء الدنمرك ان حكومته لا تستطيع القيام بعمل ضد رسوم كاريكاتورية تسخر من النبي بعد ان اغلقت ليبيا سفارتها في كوبنهاجن وسط غضب اسلامي متصاعد بشأن هذا النزاع. وقال راسموسن ان صحيفة جيلاندس بوستن لم تكن تقصد اهانة المسلمين عندما نشرت تلك الرسوم مشيرا الى مقال افتتاحي على موقع الصحيفة باللغتين الدنمركية والعربية على الانترنت. ولكن على الرغم من محاولة راسموسن تهدئة غضب المسلمين اغلقت ليبيا سفارتها في الدنمرك يوم الاحد احتجاجا على تلك الرسوم. واستدعت السعودية سفيرها من الدنمرك في الاسبوع الماضي كما طالب الزعماء الدينيون السعوديون بمقاطعة المنتجات الدنمركية. وقالت وزارة الخارجية الليبية يوم الاحد في بيان انه نظرا لاستمرار وسائل الاعلام الدنمركية في اظهار عدم احترامها للرسول وتقاعس السلطات الدنمركية عن اتخاذ اي اجراء مسؤول بهذا الصدد فان ليبيا قررت اغلاق سفارتها في كوبنهاجن. وهددت باتخاذ باتخاذ « اجراءات اقتصادية » لم تحددها ضد الدنمرك. والتقى بيتر ماندلسون المفوض التجاري للاتحاد الاوروبي مع وزير سعودي في في منتجع دافوس السويسري يوم الاحد . وقال متحدث باسم ماندلسون انه »حث الوزير على ابلاغ حكومته خطورة هذه القضية . « واي مقاطعة للسلع الدنمركية سيعتبر مقاطعة للسلع الاوروبية. » ودافعت الحكومة الدنمركية مرارا عن حق التعبير منذ ان نشرت جيلاندس بوستن الرسوم في سبتمبر ايلول. وقال راسموسن يوم الاحد « لا تستطيع الحكومة باي حال التاثير على وسائل الاعلام. والحكومة الدنمركية والشعب الدنمركي لا يمكن تحميلهما على نفس النحو المسؤولية عما ينشر في وسائل اعلام مستقلة. » ولم تعتذر الصحيفة عن نشر الرسوم التي تسببت في غضب بين المسلمين على نطاق واسع في انحاء العالم. وذكرت وكالة ريتسوا الدنمركية يوم الاحد ان اعضاء في كتائب شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح هددوا في مظاهرة في الضفة الغربية الدنمركيين في المنطقة وطالبوهم بالرحيل فورا. وقالت ريتسوا ان المتظاهرين احرقوا الاعلام الدنمركية ودعوا السلطات الفلسطينية لقطع العلاقات مع الدنمرك. وقال كارستن جوستي رئيس تحرير صحيفة جيلاندس بوستن في مقالته الافتتاحية « نشعر بالاسف لان الامر وصل الى هذه الحدود ونكرر اننا لم تكن لدينا النية لايذاء احد واننا مثل بقية المجتمع الدنمركي نحترم حرية الدين. » وكان راسموسن يتحدث يوم الاحد في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الافغاني حامد كرزاي الذي يزور الدنمرك والذي قال انه مقتنع بتوضيح الصحيفة ووجهة نظر الحكومة الدنمركية. وقال كرزاي « اوضح رئيس الوزراء راسموسن موقف الدنمرك بشأن تلك (الرسوم) وهو مقنع جدا بالنسبة لي كمسلم. » وهناك تأييد شعبي واسع النطاق لموقف الحكومة الدنمركية من الرسوم. واظهر استطلاع للرأي أن 79 في المئة من الدنمركيين يعتقدون انه يتعين على راسموسن الا يصدر اعتذارا ويقول 62 في المئة انه يتعين على الصحيفة الا تعتذر.   (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 30 جانفي 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)


بسم الله الرحمان الرحيم                                                      تونس في 30/01/2006  والصلاة والسلام على أفضل المرسلين                         الموافق 30 ذي الحجة  1426  هجري 

ردّ على الصحيفة الدنماركية

 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل  من الحزب الدستوري -حزب التحرير والبناء.. تحرير البلاد وبناء الدولة- تونس

اقتراح مقاطعة البضائع الدنماركية و دعوة سفراء الدنمارك في كل الدول العربية والإسلامية في يوم واحد للاحتجاج

بمناسبة إحياء ذكرى هجرة الرسول الأكرم من مكة إلى المدينة المنوّرة وتعقيبا على الإساءة والتطاول على رسول الله سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم: من قبل من أعماهم الحقد والكراهية والحسد: وهم أحقر البشر وأظلم الناس لأنفسهم. أن الحملة والهجمة والإساءة المقصودة لنوايا مبيّنة وخلفيات لا تخلو من الحقد والكراهية والحسد والافتراء على أعظم نبي وأفضل رسول وأكرم مبعوث للعاملين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من بعثه الله سبحانه وتعالى رحمة للعاملين والثقالين الأنس والجن. الذي قال في شأنه رب العالمين، »

وأنك لعلى خلق عظيم

« . صدق الله العظيم. هذا النبي الكريم المصطفى رسول الله من جاء برسالة للعالمين . رسالة الهدى والتقوى والإيمان بالله وكتبه ورسوله وبالبعث والموت والقضاء والجنة والنار والحساب.. من جاء برسالة لإتمام مكارم الأخلاق.. من جاء برسالة للخروج بالأمة من الظلمات إلى النور ومن الجاهلية وعبادة الأصنام والأوثان إلى عبادة الله وحده الفرد الصمد الحيّ القيوم.. لا الله إلاّ هو كل شي هالك إلا وجه له الحكم وإليه ترجعون، صدّق الله العظيم.. من جاء برسالة العدل والمساوات والتضامن والتسامح والعفو والصفح والصفاء والوحدة الصماء.. قال الله تعالى: »

فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك فأعف عنهم وأستغفر لهم وشاورهم في الأمر

« . صدق الله العظيم.. من جاء بالهداية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقد وردت في  القرءان الكريم في سورة الأعراف الأية 57 . »

الذين يتبعون الرسول النبيّ الأمّي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التورئة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والإغلال التي كانت عليهم فالذين أمنوا به وعزروه ونصروه وأتبعوا النور الذي أنزل مهه أولئك هم المفلحون

 »  صدق الله العظيم. وإني كفرد من أمة النبّي الكريم أعزنا الله وأكرمنا وشرفنا بالإنتماء والإنتساب إليه وإلى سنته المحمدية السمحاء وهو خاتم الأنبياء والرسل وقد قال الله تعالى في سورة الأحزاب:  »

ماكان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبئين وكان الله بكل شي عليما

« . صدق الله العظيم. وانطلاقا من هذه الآيات البينات التي نزل بها سيدنا جبرائل الروح الأمين على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،وتعقيبا على الصحيفة الدنماركية المغرضة التي عمدت خلال شهر سبتمبر 2005 إلى الإساءة المقصودة المغرضة والمشحونة بالحقد والكراهية لرسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلّم الذي قال في حديث شريف « إنما بعثت لإتمام مكارم الأخلاق »، لكن هؤلاء الحاقدين الجاهلين لصفاة رسول الله لا يعرفون رسالة الإسلام ويجهلون فضل وشرف وسلوك الرسول صلى الله عليه وسلم وأخلاقه العالية وتسامحه وتواضعه، من رفع الله ذكره وخلد إسمه إلى يوم القيامة، وقال تعالى « 

ورفعنا لك ذكرك

 » صدق الله العظيم. هذا الرسول الذي فتح مكّة  في السنة العاشرة للهجرة المحمدية وذلك بدون حرب ولا قتال ولا دماء: وعندما نصره الله على الشرك والمشركين والكفار من أطردوه من مكة المكرمة وهاجر إلى المدينة المنّورة مدينة طيّبة وقد إتجه إليها يوم غرة محرم السنة الهجرية فاتح محرم. وقال مخاطبا مكّة المكرمة « والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا إني خرجت منك مكروها ما خرجت »، يعني خرج منه مجبورا من عناد المشركين وحقدهم وبعد عشرة أعوام قام في المدينة المنّورة وبنّى الدولة الإسلامية وعاد إلى مكة في السنة العاشرة للهجرة في شهر رمضان وفتح مكة بنصر من الله وتوفيق منه وظهر دين الله في كامل أنحاء المعمورة. وأنجز الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده سبحانه الواحد القهار. وقد إجتمع رجال قريش حول الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام وهم أذلاء مهزومين وقال لهم رسول الله ماذا أفعل بكم اليوم قالوا له: « أخ كريم وإبن أخ كريم « فقال لهم نبي الإسلام صاحب الرسالة السمحاء للعالمين « أذهبوا فأنتم الطلقاء ». كما قال سيدنا يوسف لإخوته « لا تثريب عليكم اليوم » صدقت يا رسول الله. قلت إن الذي إعتمد رسم كذب إفتراء وزورا وبهتانا على رسول الله وإساءة إليه وإساءة إلى الدين الإسلامي الحنيف وإلى أمة الإسلام، فهو في الحقيقة رجل جاهل حاقد أعماه الكفر والجهل والأنانية وحبّ الدنيا ومتاعها وهي لا تسواى عند الله جناح بعوضة. هذا الرجل ومن معه من دعاة الفتنة ومن الجهلة كشفوا من جديد لأمتنا الإسلامية إنهم أناس غير مدانين وغير متحضرين زين لهم إبليس أعمالهم ونفخ فيهم إبليس اللعين ووسوس لهم وقد قال في شأنهم الله في كتابه العزيز « 

أفمن زيّن له سوء عمله فراءه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله علم بما يصنعون

 » صدق الله العظيم. وبهذه المناسبة والفرصة العظيمة التي أتيحت لنا لإبراز حبنا ووفاءنا وتعظيمنا لرسولنا الكريم من بعثه الله رحمة للعالمين ، ويسرني أن أنوّه في هذه الرسالة التاريخية بموقف المملكة العربية السعودية ملكا وحكومة وشعبا الذي نزل بردا وسلاما على قلوب ملايين المسلمين وهو موقف ومبادرة الشرف العظيم الأثيل من دولة شريعتها الإسلام وحكمها كتاب الله وسنة الرسول الكريم هذه الدولة العظيمة التي بادرت بمقاطعة البضاعة الدنماركية بمبالغ مالية هامة إيمانا منها ومن شعبها بأن الكرامة الإسلامية والوفاء والدفاع عن سيد الخلق أجمعين هو المعيار الحقيقي لوفاء الدولة للقيم والمبادىء الإسلامية السمحاء، فشكرا للمملكة العربية السعودية وشكرا لقناة الشارقة العربية التي بادرت مشكورة بفتح ملفات تلفازية للحوار الديني مع كبار العلماء والمشايخ الأفاضل أمثال الشيخ عمر عبد الكافي ومحمد رشيد قباني مفتي جمهورية للبنان سدّد الله خطاهما وأكرم مسعاهما وقد كانت تدخلات نخبة من العلماء الأفاضل لها صداها وتأثيرها ووقعها لدى الشعوب العربية والإسلامية. وإعتبارا لأهمية الحوارات الأنفة الذكر والدور الذي لعبته الفضائيات العربية بقنوات الشارقة  والعربية والجزيرة والمنار وإقرأ وما تركته في وجداننا ومشاعرنا فإني أقترح ما يلي: 1-   أن تبادر كل الدول العربية والإسلامية إلى مقاطعة البضائع الدنماركية وكل المعاملات التجارية. 2-   القيام بدعوة سفراء الدنمارك في كل الدول العربية والإسلامية في يوم واحد الجمعة 3 فيفري القادم للاحتجاج على تصرفات الصحيفة التي أساءت لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. 3-   دعوة كل أيمة المساجد والجوامع في أنحاء العالم العربي والإسلامي في خطبة الجمعة ليوم 3 فيفري الموافق لرابع من محرم 1427 هجري للتنديد والإستنكار لعمل الصحيفة وإشعار الحكومة الدنماركية بتقديم الاعتذار الرسمي والواضح كتابيا وبدون غموض. 4-   القيام بتعميم الدروس في كامل الكليات والمعاهد والمدارس في شتى أنحاء الدول العربية والإسلامية يوم الخميس  العاشر من محرم لإبراز الخصال ومناقب وصفة الرسول الأعظم ومكارم أخلاقه صلى الله عليه وسلم، وبثّ الدروس على كل الفضائيات العربية والإسلامية مباشرة وبدون استثناء وإلغاء الغناء والرقص يومها. 5-   ضرورة التنويه بموقف الجماهرية العربية الليبية بمناسبة مقاطعتها الدبلوماسية لدنمارك. 6-   عقد جلسة خارقة للعادة لمؤتمر الدول الإسلامية للتنديد والإستنكار لعمل الصحيفة التي أساءت للإسلام والمسلمين في شخص النبي الكريم عليه الصلاة والسلام. 7-   دعوة للإعلام والصحافة المكتوبة قصد فتح أعمدتها للقراء الكرام للتعبير عن مشاعر الغضب والإستنكار لصحيفة حاقدة على الإسلام ورسول الإسلام والسلام صلى الله عليه وسلّم. هذه بعض المقترحات العاجلة أسوقها بواسطة موقع الأنترنات تونس نيوز. وهو موقع الصراحة والديمقراطية والوضوح موقع الرحمة للشعوب العربية التي تبحث عن متنفس إعلامي مفتوح وديمقراطي يعطي الحرّية للمواطن العربي ويفسح المجال للتعبير الحرّ الديمقراطي بعيدا عن التهميش والإقصاء وعدم احترام رأي المواطن في بعض صحفنا العربية التي مازالت بعيدة عن الديمقراطية وحرّية الرأي. وهذا يؤسفنا كثيرا حيث لم تواكب هذه الصحف تطور المواطن وتعلقه بحرّية التعبير.  كما و لم تسع بعض هذه الصحف  إلا إلى تحريف رأي المواطن ونقل أخبار مغلوطة والإساءة إلى بعضهم دون اعتذار. وهذا لا يليق بصحافة تنشد الحرّية وقيم الديمقراطية في عصرنا الحاضر الذي وجد مواقع الأنترنات في العالم أكثر ديمقراطية واحتراما لأرائه. وفي هذا الإطار فإني أقترح تكوين مجلس أعلى للإعلام العربي و الإسلامي يعطي صورة حيّة و صادقة للرأي الحر و الكلمة الهادفة لمجابهة الغزو الثقافي الغربي بكل أصنافه. والله ولي التوفيق والسلام.                                                                                 محمد العروسي الهاني                                                                                   تونس الخضراء بلد جامع الزيتونة المعمور 

 

 
هذه هي السعودية والكويت

:حصون متقدمة في نصرة محمد صلى الله عليه وسلم

 

مرسل الكسيبي reporteur2005@yahoo.de   بالأمس القريب تداعت كثير من الأقلام والألسنة للتطاول على سياسات وقرارات خرجت من بين تلكم الديار المسلمة لتدين موقفا سياسيا عاما ساد الكثير من البلاد العربية والاسلامية بعد غزو نظام البعث العراقي لواحدة من أسخى وأغنى دول الجوار ألا وهي دولة الكويت,ولقد تطور الأمر بكثير من العوام وربما حتى بعض النخب للتشكيك في عروبة واسلام أهل الخليج عموما وأهل السعودية والكويت على وجه الخصوص ,ولئن كان البعض واضحا في توجيه سهام التشكيك و »التخوين » الى جزء من رسميي أهل هذين البلدين العزيزين على كل قلوب المسلمين ,فان البعض الاخر ومن العامة تحديدا أخذته العزة بالاثم والجهل, ليمتطي صهوة التخوين باتجاه شعبين عربيين مسلمين بأكملهما,ولعلنا نكون واضحين حين نقول بأن بعض المظاهرات الكويتية التى استبشرت بهزيمة صدام ونظامه فوق تراب الكويت والتهليل الواضح للدولة الأعظم عالميا بعيد الانسحاب التراجيدي للجيش العراقي كان سببا في رواج هذه الصورة المبتذلة عن هذه الرقعة الواسعة والعظيمة من بلاد العرب والاسلام

اليوم وبعد أن وقع الاستفزاز الاعلامي الركيك والمرفوض اطلاقا لبعض صحف النرويج والدانمارك في حق من أرسله الله سبحانه رحمة للعالمين ,يرسل السعوديون والكويتيون حكومتين وشعبا ,رسالة واضحة لامجال للتشكيك في دلالاتها بأنهما جزء عظيم من الخارطة العربية والاسلامية ,وبأن املاءات سنوات الحرب التي أجج نيرانها نظام البعث العراقي مدفوعا في ذلك من قوى خارجية لاتريد الأمن والاستقرار للمنطقة ,انما كانت سحابة عابرة في تاريخ الخليج العربي والاسلامي ,وأن عمق انتمائهما لمهبط الوحي أكبر من أن تلغيه أحداث سياسية عظيمة ومربكة بحجم التي وقعت بعيد حروب الخليج الأولى والثانية   حملات التضامن الواسعة مع روح وجوهر رسالة محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم ,رسالة الرحمة والشفقة والتنوير التي أخرج الله بها شعوبا وبلدانا بأكملها من الظلمات الى النور ,لتدلنا اليوم على أن هذين الشعبين والبلدين مازالا عميقي الوهج والأشواق الى روح النبوة وجوهر رسالتها الخيرية ,فالمواقف الرسمية والشعبية تجاه الصحف التي نشرت صورا كاريكاتورية ساخرة من شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم ,تدل دليلا قاطعا على أن حب رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم هو أكبر من أن يوصف في قلوب هؤلاء ,ولذلك كانت حملات مقاطعة البضائع الدانماركية موجعة الى الحد الذي دعى الخارجية الدانماركية للتحرك العاجل والسريع قصد احتواء تداعيات هذه الأزمة التي يستبعد الدور القصدي للحكومة فيها ,ولكن ماأثار حفيظة الرأي العام الاسلامي في هذين البلدين خصوصيا وبلادا عربية واسلامية أخرى هو أن الجهات الحكومية التي تمثل السياسة الخارجية الدانماركية رفضت استقبال وفد كبير عن السفراء العرب والمسلمين بالعاصمة كوبنهاجن قصد الاحتجاج على هذا السلوك الاعلامي الاستفزازي والمبني عل الجهل بحجة أن حرية الرأي والتعبير مكفولة للمطبوعات وكل وسائل الاعلام ,بالشكل الذي لايخول لأي جهة رسمية التدخل في ماتكتبه أو تنشره من قناعات   ولئن كان الموقف الدانماركي في هذا السياق معبرا بصدق عن واقع الاعلام الأوروبي والغربي بوجه عام ,الا أنه يخفي حقيقة أخرى وهو أن هناك لوبيات مؤثرة وذات سطوة على هذا الاعلام تحاول تأجيج نار الصراع بين العالمين الاسلامي والمسيحي لمصلحة نظرية صدام الحضارات التي تحدث عنها الفيلسوف الأمريكي صاموائيل هنتنغتون اننا اليوم أمام مشهد اعلامي غربي حر ,تحاول بعض الجهات المشبوهة التشويش عليه من خلال عملية تسميم عقائدي نرفضها جميعا مهما كانت أصولنا أو انتماءاتنا ,ولئن كنا نقف مكبرين أمام سماحة الحرية التي يقدسها الاعلام الأوربي والغربي وكل العاقلين,الا أننا نرفض اطلاقا وقطعا المساس بكرامة الرسل والأنبياء حتى وان كان ذلك من باب الانتصار الديني أو المذهبي ,فمثل هذا السلوك ينبغي أن نرفضه في كل أنحاء المعمورة طالما أنه يخوض نهبا وتعديا على كرامة من ابتعثهم الله رسلا بالحق والخير الى الناس كافة   فكما نرفض نحن معاشر العرب والمسلمين التعدي على موسى وعيسى عليهما الصلاة والسلام ,ونضع خطا أحمر أمام اعلامنا من أجل بقاء صورتهما المعنوية بعيدة عن كل مس أو نقصان ,فاننا بنفس هذه المعايير التي نمارسها في حق الأنبياء كافة نرفض من بعض صحف الغرب مثل هذه السقطات التي لانحمل الجهات الحكومية المسؤولية عنها ,وانما نحملها لبعض اللوبيات التي تعمل في الخفاء من أجل افساد علاقات الود والقربى بين شعوب ضفتي البحر الأبيض المتوسط وبين الغرب المتحضر والعالم العربي والاسلامي ذي الحضارة العريقة   ان الوقفة الشهمة والصادقة من الجهة السعودية والكويتية بضفتيها الشعبية والرسمية ,أظن أنها قد أوصلت رسالة ذات وزن وتأثير عبر سلاح المقاطعة الاقتصادية وسلاح الاحتجاج الديبلوماسي ,غير أن هذا لايعني أن تتحول المسألة الى حالة من القطيعة مع دولة الدانمارك التي لاننسى أن شعبها العريق يتعرض الى حالة ابتزاز اعلامي قد تقف وراءها أطراف لها حسابات من نوع اخر ,اذ أنني أظن بأن الرسالة قد بلغت وبأن شعوبا عربية واسلامية أخرى عليها ابلاغ صوتها المدني المسالم لحكوماتها من أجل الوقوف في وجه الحملات التشويهية المصوبة تجاه روح الرحمة والخيرية والسماحة والاشفاق في جوهر دعوة الاسلام العظيمة ان شعوبنا المسلمة اليوم تقف أمام تحد من نوع اخر وهو كيف لنا أن نكسب قلوب وأفئدة هذه الشعوب المتحضرة حتى وان استطاعت بعض الأقلام أو الرسوم النفاذ الى الاعلام الاسكيدينافي أو غيره من أجل توتير العلاقات فيما بيننا ,اذ أنه لاينبغي علينا الخلط بين ماتمارسه بعض الأقليات النافذة ربما في قطاع الاعلام وبين حقيقة هذه الشعوب الغربية المسالمة والميالة عموما الى نصرة قضايا العدل والخير ,اذ أن هذه الشعوب هي الأكثر تعليما ونماء في العالم وكسب ودها وصداقتها يعد كسبا لقضايانا العادلة والمصيرية   اننا فعلا  أمام تحدي اسمه الاعلام بألسنة الأوربيين ومستوى نضجهم الفكري والعقلي ,ولاينبغي أن تختطف منا مثل هذه الأحداث الاعلامية الشاذة الأضواء بحيث ينقلب الأمر الى عملية حرق للعلم الدنماركي أو النرويجي كما حصل في بعض الديار العربية والاسلامية ,فمثل هذه المواقف ممكن أن تؤدي الى كراهية كل ماهو عربي ومسلم ان حبنا لمحمد صلى الله عليه وسلم ينبغي أن نبرهن عنه أيضا من خلال فهم روح أول اي القران الكريم حيث جاء الأمر واضحا بالقراءة والبيان والتعليم والأخذ بناصية العلم ,ولعل تحدي اللغات الأوربية هو أحد هذه التحديات ,كما أن تحديات الاعلام الناهض والعقلاني والراقي والذكي الموجه لشعوب هذه المنطقة الأقوى صناعيا وعلميا هو أكبر هذه التحديات ان الرأس المال العربي والاسلامي والخليجي ينبغي أن يوجه اليوم في جزء منه باتجاه الاجابة على هذه التحديات حتى نضع حدا لنظرية صراع الحضارات المبنية على الجهل والمغالطة اللاحضاريين   مرسل الكسيبي كاتب واعلامي تونسي reporteur2005@yahoo.de 30-01-2006 اخر أيام ذي الحجة 1426 هجري

جارودي والغنوشي يدعوان حماس للصمود

باريس – هادي يحمد – إسلام أون لاين.نت/ 30-1-2006 دعت عدة شخصيات إسلامية بارزة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى الصمود في وجه الضغوط الخارجية التي تتهمها بالإرهاب، وتطالبها بالتخلي عن السلاح، والاعتراف بوجود إسرائيل. كما دعوا الحركة لتحمل مسئوليتها في إدارة شئون الشعب الفلسطيني بكل انتماءاته السياسية.
وقال الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلامية التونسية في تصريحات لـ »إسلام أون لاين.نت » من منفاه بالعاصمة البريطانية الإثنين 30-1-2006: « إن مطالبة حماس بالاعتراف بوجود إسرائيل، ونبذ ما يسميه الغرب إرهابًا، هما مطلبان متعسفان ما دامت الأراضي الفلسطينية محتلة. فكل من يطالب بتجريد الفلسطينيين من السلاح ومن حق المقاومة هو (الولايات المتحدة) وأوربا يبيع ما لا يملك لمن لا يستحق ».
وأردف: « أوربا لم تكتفِ بغرس هذا الكيان (إسرائيل) في قلب الأمة العربية، بل حرصت على أن يظل القوة الوحيدة الموجودة بالشرق الأوسط ».
وطالب الغنوشي حماس بتحمل مسئوليتها في إدارة شئون الشعب الفلسطيني بكل انتماءاته السياسية، وقال: « إن المطلوب من حماس يفوق ما كان مطلوبًا من فتح ».
وأوضح: « ما كان مطلوبًا من فتح هو التعبير عن الوطنية الفلسطينية. هكذا كان مبتدؤها وفي أصلها، هذا فضلاً عن مقاومة الاحتلال ».
وأضاف: « والمطلوب من حماس هو جمع الصفوف وتقديم الخدمات للشعب الفلسطيني، وبنفس الحجم وأكبر مما أنجزته فتح خلال العشرين عامًا الماضية ».
وشدّد الغنوشي على أن ما يزيد على حماس هو « الإعداد لكل ذلك بأخلاق وإتقان تليق بالمبادئ والشعارات التي تحملها، وألا تتخذ من السلطة فرصة للإثراء وللحظوة ».
ودعا الحركة إلى « استخدام هذه السلطة لخدمة الشعب الفلسطيني، وتحقيق الإجماع الوطني الفلسطيني، بما يعني إشراك جميع القوى الفلسطينية المنظمة وغير المنظمة في المشروع الوطني الذي هو في حقيقته مشروع تحرير أكثر منه مشروع دولة ».
وعزا الغنوشي فشل فتح في الانتخابات التشريعية التي أجريت الأسبوع الماضي إلى « انحراف في صلب مشروعها »، وقال: « مشروع فتح انحرف؛ لأنه انطلق من مشروع تحرير ثم تحول لمشروع دولة، ولكن هذه الدولة لا توجد مقوماتها، وتحولت إلى خادم للملاءات الإسرائيلية ».
وحول إمكانية تشكيل حماس حكومة تشارك فيها فتح اعتبر الغنوشي أن من مصلحة حماس العمل على ذلك، وقال: « لا شك أن بفتح طاقات كبيرة وقوى كبيرة للمقاومة ولها تاريخ مجيد، والفساد إنما هو في القمة وفي النخبة التي تحولت من المقاومة إلى المتاجرة ».
وأردف: « لا تزال في فتح قوى خيّرة كثيرة، وعلى حماس أن تتعامل مع هذه القوى، وحتى مع القوى الفلسطينية الأقل من فتح من حركات المقاومة ومن الشخصيات الفلسطينية ».
اتهامات مردود عليها
وبدوره، انتقد المفكر الفرنسي المسلم روجيه جارودي اتهام الولايات المتحدة وأوربا لحماس بالإرهاب، وإن لم يعارض فكرة اعتراف الحركة بوجود إسرائيل.
وقال في تصريحات لـ »إسلام أون لاين.نت »: « إن اتهامات واشنطن لحماس بالإرهاب مردود عليها؛ لأن الولايات المتحدة هي نفسها صانعة الإرهاب ».
وأردف: « إن عمليات الاستهداف والقتل المنظمة التي تنفذها إسرائيل يجب أيضًا أن تتوقف؛ لأننا بصدد الفعل ورد الفعل ». ولفت إلى أن « موقف الأوربيين من حماس مرتهن بالموقف الأمريكي ».
وقال جارودي: « إن الاعتراض على وصول حماس للسلطة عن طريق الانتخابات بالقول إنها حركة دينية متطرفة مردود عليه بأن المشروع الصهيوني بحد ذاته، وكذا مؤسسوه اعتمدوا على أساس ديني أسطوري في جوهره واستعماري في تنفيذه ».
واعتبر أن « انتصار حماس كان تصويتًا لوضعية فلسطينية مأساوية »، وأوضح قائلاً: « التصويت لحماس بهذه الكثافة أثبت أن الفلسطينيين وصلوا إلى طريق مسدود، ولم يَعُد لهم من يمثلهم إلا حماس أمام التشدد الاستعماري الإسرائيلي؛ إذ بقيت المفاوضات شكلية لا تقود لحلول عملية على أرض الواقع ».
وحول الضغوط الخارجية على حماس للاعتراف بإسرائيل قال المفكر الفرنسي المسلم: « مقابل اعتراف حماس بإسرائيل -وهو أمر مطلوب- يجب على الإسرائيليين عمليًّا إثبات أنهم يعترفون بالدولة الفلسطينية من خلال الانسحاب من كل الأراضي المحتلة منذ عام 1967؛ لأن القرارات الدولية تنص على وجود دولتين يهودية وفلسطينية ».
تنازلات وتوازنات
من جانبها، اعتبرت نادية ياسين أحد أبرز الوجوه في حركة « العدل والإحسان » المغربية الإسلامية المحظورة أن « مطالب الأمريكيين والأوربيين من حماس، وتهديدهما بقطع المساعدات عن الفلسطينيين غير منطقي ».
 
وقالت في تصريحات لـ »إسلام أون لاين.نت » عبر الهاتف من مقر إقامتها بالمغرب: « لا أظن أن حماس ستقبل بسهولة التخلي عن سلاحها، والاعتراف بوجود إسرائيل ».
وأقرت بحساسية الموقف الذي تواجه الحركة، وقالت: « إن الولايات المتحدة وأوربا لن يتركا حماس حتى تقدم بعض التنازلات، وأنا لا أحسد حماس أبدًا على الموقف الذي تواجهه حاليًا ».
وتابعت « أعتقد أن حماس لا تحتاج إلى نصيحة خارجية حتى تعرف أن الوصول للسلطة يقتضي بعض التنازلات، والآخذ بعين الاعتبار توازنات معينة دولية ومحلية، وإدارة وضعية داخلية غير مريحة، ونتمنى ألا يكون هذا الامتحان عسيرًا على الحركة ».
وأردفت الناشطة الإسلامية: « ما أريد قوله إن التحديات كبيرة جدًّا؛ لأنه من السهل أن تكون في المعارضة، ولكن حينما تكون في الواجهة أي في السلطة، فإن الأمور تتغير وتتعقد؛ لذا أرجو من الله أن يلهم إخواننا في حماس الصواب والصمود
(المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت بتاريخ 30 جانفي2006 )


أنظمة العرب وفوز حماس

عبد الباري عطوان   اصيبت الانظمة العربية بحالة من الصدمة والذهول من جراء فوز حركة المقاومة الاسلامية حماس بأغلبية كبيرة من مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني، في انتخابات حرة ونزيهة، ولكنها تحاول توظيف هذا الفوز لمصلحة بقائها في السلطة، وتخفيف الضغوط الامريكية والاوروبية المطالبة بالاصلاح. ما حصل في الضفة الغربية وقطاع غزة هو نسخة منقحة لما حدث في انتخابات الجزائر عام 1991، حيث صوت الجزائريون لجبهة الانقاذ، ليس لان الجزائريين اصوليون، وانما لانهم اجمعوا علي فساد الحكم، وقرروا التغيير عبر صناديق الاقتراع، الفارق الابرز ان المؤسسة العسكرية الحاكمة في الجزائر في ذلك الوقت، الغت الانتخابات ورفضت القبول بنتائجها، واغرقت البلاد في حرب دموية كلفت الجزائر عشرات الآلاف من الارواح البريئة، بينما اصرت السلطة الفلسطينية ورئيسها السيد محمود عباس علي المضي قدما في العملية الانتخابية، واحترام نتائجها رغم انها جاءت مغايرة تماما لكل التوقعات. الانظمة العربية، والنظام المصري بالدرجة الاولي، تري في رد الفعل الامريكي علي انتخاب حماس وهزيمة الحزب الحاكم (فتح) ما يخدم طروحاتها في الاستمرار في القمع ومصادرة الحريات وتزوير الانتخابات للبقاء في الحكم لاطول فترة ممكنة، تحت ذريعة الحفاظ علي الاستقرار والعملية السلمية في المنطقة، لان الانتخابات الحرة النزيهة ستصب في مصلحة الجماعات الاسلامية الاصولية المتطرفة. ومن اللافت ان الحكومة الاسرائيلية باتت اكثر حماسا لهذا التوجه، وتعمل علي تسويقه امريكيا واوروبيا. الادارة الامريكية اخطأت للمرة الثالثة في قراءتها للوضع في الاراضي العربية المحتلة، مثلما اخطأت في تقدير ردود الفعل الشعبية العراقية علي غزوها واحتلالها لبغـــداد، وقبلها فيما يتعلق بقدرة حركة طالبان وحليفها تنظيم القاعدة علي اعادة تجميع الصفوف واستئناف عمليات المقاومة ضد القوات الاجنبية التي وصلت الي البلاد في اطار الحرب علي الارهاب. السبب الرئيسي، والجوهري، الذي ادي الي هذه الاخطاء الكارثية يكمن في اعتماد هذه الادارة علي التقديرات الاسرائيلية اولا، وبعض خبراء الشرق الاوسط في مراكز دراسات عربية بعضها في مصر ومعظمها في فلسطين المحتلة. تماما مثلما اعتمدت علي تقديرات المعارضة العراقية قبل الغزو، والمعلومات التي قدمها احمد الجلبي واياد علاوي عن الاوضاع داخل العراق، وترحيب معظم العراقيين بالغزو والاحتلال. ومن المفارقة ان هذه الادارة مقدمة علي خطأ كارثي اكبر باعلانها عن وقف المساعدات المالية لاي حكومة تشكلها حركة حماس ، فهي بذلك تعاقب الشعب الفلسطيني علي ادائه الانتخابي الديمقراطي المنضبط، وتدفع به اكثر نحو التطرف، وتنسف كل ادعاءاتها بشأن الاصلاحات الديمقراطية في المنطقة. اعلان المتحدث باسم البيت الابيض يوم الجمعة الماضي بمراجعة الدعم الامريكي للسلطة في ظل حكم حماس هو اسوأ انواع الابتزاز السياسي، مثلما هو تأكيد جديد علي رغبة امريكا في التعامل مع انظمة فاسدة دكتاتورية وغض النظر عن كل انتهاكاتها لحقوق مواطنيها الاساسية طالما انها تعقد اتفاقات سلام مع الدولة العبرية، وتتعاون بالكامل مع المخططات الامريكية في العراق وافغانستان، ومستعدة لمساندة اي حرب امريكية جديدة ضد ايران. حركة حماس كانت اكثر عقلانية وتحضرا من الادارة الامريكية نفسها، عندما اعلنت، ومن خلال السيد خالد مشعل رئيس مكتبها السياسي استعدادها للتعاون مع المجتمع الدولي، والحفاظ علي كل التزامات السلطة، ومعاهداتها، واحترام قواعد التعددية الديمقراطية. المسؤولون الغربيون كانوا يتهموننا كعرب بالاندفاع، وعدم التريث، واصدار احكام مسبقة، وعدم انتظار جلاء الصورة بكل ابعادها قبل اتخاذ القرار، وها هم يفعلون عكس ما يحاضرون به، وشاهدنا الادارة الامريكية، زعيمة العالم الديمقراطي الحر، تعلن الحرب علي الخيار الديمقراطي الفلسطيني بعد يومين فقط من اعلان نتائج الانتخابات التشريعية، التي اشادت هي نفسها بنزاهتها.الشعب الفلسطيني قرر ان يلحق اقصي درجات العقاب بالفاسدين والمفسدين في السلطة، وليس بحركة فتح التنظيم الوطني الذي قدم آلاف الشهداء والجرحي والاسري، ومثل هذا الخيار الديمقراطي الشفاف يجب ان يحظي بالاحترام من قبل جميع الحكومات الغربية، لانه لم يفعل الا ما تفعله شعوب هذه الحكام، اي اللجوء الي صناديق الاقتراع من اجل التغيير والانتقال السلمي للسلطة. الادارة الامريكية لعبت الدور الابرز في انتصار حماس، عندما تبنت كل طروحات آرييل شارون، ووضعت حكومته فوق المساءلة، وغضت النظر عن سياسات التوغل والاستيطان ومصادرة الاراضي، وخنق الشعب الفلسطيني، فاضعفت مسيرة الاعتدال، وشجعت التطرف، مضافا الي ذلك اعتمادها الكامل علي بعض الشخصيات الفلسطينية الفاسدة من رجال الامن الكبار كمحور ارتكاز لسياستها. حركة حماس تقف الآن امام مسؤوليات كبيرة، وترث سلطة فاسدة واجهزة امنية وسياسية مخترقة بالفاسدين، ومبنية علي اسس المحسوبية والعشائرية التنظيمية، وضغوط دولية وعربية متفاقمة. والاهم من ذلك انها، وهي تسير وسط حقول الغام الفساد هذه، تجد نفسها تحت مجهر الذين يتصيدون اخطاءها. الاخطاء واردة، لانها حركة لا تملك الخبرة في الحكم، وتأتي اليه من صفوف المعارضة، ولا تجيد النفاق للغرب وامريكا علي وجه التحديد، وغير مستعدة للتفريط بثوابتها، دفعة واحدة او بالتقسيط حتي يرضي عنها هؤلاء، ولكنها تظل قوية باستنادها الي رصيد وثقة شعبية كبيرين، وقوية بخياراتها في مواجهة عمليات الابتزاز الامريكية المالية هذه. صحيح ان وقف المساعدات المالية الامريكية سيخلق صعوبات للحركة لتسيير الخدمات المعيشية الاساسية لابناء فلسطين، ولكن تظل هناك خيارات اخري بديلة، قد تكون ايران التي تريد موضع قدم اقوي في فلسطين في مواجهة التهديدات الامريكية. نقول ايران، لاننا ندرك ان الانظمة العــــربية لن تهب لمساعدة حماس ماليا، لانها محبطة من فوزها اولا، ولانها تأتمر بأمر واشنطن ثانيا.   (المصدر: افتتاحية صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 30 جانفي 2006) 

 

الوثنية السياسية والفكر المقاوِم

30-1-2006 بقلم محمد المختار الشنقطي   يحصل الناس على حريتهم إذا آثروا الحرية على الحياة.. أما الذين يؤثرون الحياة على الحرية فهم يخسرونهما معا. ولا شيء يصدِّق هذه المقولة مثل الانتخابات الأخيرة في كل من العراق وفلسطين. ففي كل الدول العربية حُرمت الحركات الإسلامية من التعبير الحر عن نفسها ضمن مؤسسات المجتمع الشرعية، وصودرت حريتها في الاختيار وحقها في المشاركة.
وإذا سمح لها بذلك فضمن قاعدة الـ25% التي أوصى بعض الساسة الغربيين أن يُسمح للإسلاميين بتجاوزها في أي انتخابات. وقد أدى استبعاد الحركات الإسلامية من المنافسة النزيهة على قيادة مجتمعاتها إلى ديمقراطيات كسيحة، تؤصل الاستبداد البغيض، وتضفي عليه طلاء زائفا من الحرية، بينما الواقع يشهد أن لا ديمقراطية ثَمَّ، وأن دولنا محكومة بمافيا عائيلة وعشائرية جعلتها إقطاعا شخصيا، لا مجتمعا حرا. ولا غرو بعد ذلك أن نرى أبناء الرؤساء وزوجاتهم يوزعون التزكيات والتشهيرات على القوى الوطنية النزيهة وكأنهم يتحدثون عن الخدم والحشم، ويرسمون الخريطة السياسية ويخوضون في مصائر شعوبهم وكأنهم يتحدثون عن أملاك العائلة.
وأحسن مثال على أسوأ حالة من ذلك تصريحات جمال مبارك عن الإخوان المسلمين منذ أيام و »الخلاف العائلي » بين آل الصباح حول مصير شعب الكويت الأسبوع المنصرم… أما في العراق وفلسطين حيث حمل الناس سلاحهم من أجل حريتهم، فتجد الأميركيين يتوسلون إلى الإسلاميين سنة وشيعة للمشاركة في الانتخابات، ويتضرعون للإسرائيليين من أجل السماح لحماس بالمشاركة في الانتخابات. وبغض النظر عن الثمرة التي سيجنيها الإسلاميون العراقيون من مشاركتهم، أو تجنيها حماس من فوزها الساحق، فإن جوامع الشبه بين الحالة العراقية والفلسطينية وتميزهما عن وضعنا المتهرئ في الدول العربية الأخرى جديرة بالتأمل هنا.
وأهم هذا الشبه أن الإسلامي العراقي والفلسطيني مقاوم يحمل السلاح، ويبذل الدم كل يوم في سبيل حريته. وإذا حمل الناس السلاح في سبيل حريتهم فإن أقل ما ينالون منها حقوق المواطنة الكاملة، بما فيها حق التصويت والترشح والترشيح.. إن للحرية ثمنا، وهو ما تدركه الشعوب الغربية التي بذلت الدم منذ قرنين في سبيل التحرر من الاستبداد (كما في فرنسا) ومن الاستبداد والاستعمار كليهما (كما في الولايات المتحدة).
ولا يؤمن الغربيون أن الشعوب تنال حريتها مجانا، وهم محقون في ذلك، إذ على ذلك دلت تجربة آبائهم وأجدادهم خلال القرنين السالفين. ولذلك نصت دساتيرهم في ديباجاتها على حق المجتمع في مقاومة الظلم والعسف قبل أن تنص على أي حق من حقوق الإنسان الفردية. فليس من الإنصاف للغربيين أن نطالبهم بإنصافنا دون أن نكون مستعدين لدفع ثمن ذلك الإنصاف مقاومةً ومدافعةً، فثقافتهم التاريخية علمتهم أن من لا يدفع ثمن الحرية لا يستحقها. إن الدرس الذي ينبغي أن تتعلمه الحركات الإسلامية من السماح للإسلاميين في العراق وفلسطين -دون غيرهما من البلدان العربية- بالمشاركة السياسية والفوز الانتخابي.. هو أن رفع سقف التحدي، والاستعداد لدفع ثمن الحرية، شرطان لازمان في بناء أي ديمقراطية نزيهة.
فإذا أدرك الحاكم الجائر –وكل حكامنا جائرون- أن للاستبداد ثمنا، وأن الحرية سيتم انتزاعها انتزاعا، فلن يتعامل باستهتار مع اختيار شعبه، ولن يسعى إلى فرض ديمقراطية انتقائية، يفتح أبوابها لمن يشاء، ويوصدها في وجه من يشاء. إن سنة المدافعة من سنن الله في خلقه، وتحقيق المدافعة في نظام المجتمع هي التي تحمي من الفساد والاستبداد: « ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ». فهل نطمع بعد هذه الحكمة القرآنية البليغة أن تنزل عليها الحرية من السماء، أو تتفجر لنا من الأرض؟!
ذكر ابن كثير في « البداية والنهاية » في ترجمة الشاعر المتنبي أن المتنبي مدح مرة أحد الملوك بأسلوبه المغالي، فقال:
يا من ألوذ به فيــما أؤملهُ ** ومن أعوذ به مما أحـــاذرهُ لا يجبر الناس عما أنت كاسره ** ولا يهيضـون عما أنت جابرهُ
ثم عقب ابن كثير بأن ابن القيم أخبره أن شيخ الإسلام ابن تيمية كان يقرأ هذين البيتين في سجوده، ويقول: « لا يصلح هذا لغير الله ».. فالوثنية السياسية ضاربة بأطنابها في ثقافتنا، والأصنام البشرية حلت محل الأصنام الحجرية، ولا سبيل لنا سوى التقيد بوصية الشاعر الفيلسوف محمد إقبال في نبذ منهج آرز، واتباع ملة إبراهيم عليه السلام وهو يحطم الأصنام:
 نحت أصـنام آزر ** صنعة العاجز الذليلْ
والذي يطلب العلا ** حسبه صنعة الخليل
لقد آن الأوان لشعوبنا، وللحركات الإسلامية تخصيصا، أن تتحرر من الوثنية السياسية، ومن ثقافة العبودية. فالسادة يدينون لعبيدهم بما في أيديهم من امتيازات. ولو لم يرض بهم العبيد سادة لما سادوا.
المصدر: موقع « المصريون »    (المصدر موقع مجلة العصر بتاريخ 30 جانفي 2006)
 

إسلاميو الأردن: مستعدون لتسلم السلطة

 عمان – طارق ديلواني   أكد عزام الهنيدي رئيس كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي في البرلمان الأردني استعداد الحزب لتسلم زمام السلطة في البلاد « فورًا »، معتبرًا أن الفوز الكبير لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات التشريعية الفلسطينية يشير إلى « توجه عربي نحو الإسلام ».   وقال الهنيدي في حديث مثير أدلى به اليوم الأحد 29-1-2006 لموقع الحزب الإلكتروني: إنه في ظل قانون انتخاب عادل « فسيحصل الإسلاميون في الأردن على الأغلبية ».   وبعبارات صريحة قال الهنيدي الذي يمثل كتلة نواب الإخوان في البرلمان: « إن الإسلاميين في الأردن مستعدون لاستلام السلطة التنفيذية لتحقيق طموحات الشعب الذي يتوق إلى الخلاص من حالة التراجع التي وصل إليها في جميع الجوانب ».   توجه عربي   واعتبر الهنيدي أن « التجربة الفلسطينية تشكل تعبيرًا صادقًا عن توجه الشارع العربي نحو الإسلام… الأوضاع في الأردن والعالم العربي لا تسر ».   وأكد على أن الحركة الإسلامية في الأردن تسعى لأن يكون لها دور حقيقي في صنع القرار السياسي، قائلاً: « إن دور المعارضة الذي تلعبه الحركة الإسلامية إنما هو نتيجة لسياسات الإقصاء والتحجيم، وتفصيل القوانين، والتزوير، والعبث بإرادة الجماهير ».   وأضاف الهنيدي: « إن نظرة حقيقية فاحصة للواقع تؤكد أن منحنى التغيير في اتجاه صاعد، وأنه لا بد أن يحدث التغيير، فلا يمكن أن يبقى الوضع على ما هو عليه ».   وأعرب رئيس كتلة الحزب النيابية عن أسفه لـ »غياب موقف حكومي منحاز لإرادة الشعب الفلسطيني »، وانتقد « ردة الفعل السلبية رسميًّا إزاء فوز حماس المدوي ». ودعا المجتمع الأردني للضغط على الحكومة بغية الوقوف إلى جانب خيارات الشعب الفلسطيني.   كما دعا الهنيدي الحكومة الأردنية لإنهاء « القطيعة مع حماس » بعد سنوات من إبعاد قادتها وتجميد أرصدتهم في الأردن. كما طالب أيضًا بإلغاء اتفاقية « وادي عربة » مع إسرائيل واصفًا إياها باتفاقية « إذعان »، وقال: « إنها جلبت الكثير من المآسي على الأردن ».   ويرى محللون أن تلك التصريحات تكشف عن رغبة داخلية لدى الإخوان المسلمين في الأردن بصعود سياسي يكفل لهم أغلبية نيابية بطريقة ديمقراطية، خاصة أنها تأتي بعد الفوز الكبير الذي حققته جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية المصرية التي أجريت نهاية العام 2005 بحصولها على 88 مقعدًا بما يشكل نحو 20% من مقاعد البرلمان المصري.   كما تأتي أيضًا بعد فوز قائمة « التغيير والإصلاح » التي خاضت بها حركة « حماس » الانتخابات التشريعية الفلسطينية بـ74 مقعدًا من إجمالي 132 مقعدًا مقابل 45 مقعدًا لحركة فتح، وهو ما يتيح لحماس تشكيل الحكومة الفلسطينية.   يشار إلى أن حزب جبهة العمل الإسلامي حصل على 17 مقعدًا من إجمالي مقاعد البرلمان الأردني البالغة 110 في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في عام 2003.   (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 29 جانفي 2006)
 

دعوات لتعميم « المصالحة والإنصاف » عربيا

 القاهرة – حمدي الحسيني   دعا مفكرون وحقوقيون عرب أنظمة الحكم في العالم العربي إلى أن تحذو حذو المغرب وتبدأ صفحة جديدة بمصالحة شعوبها على غرار طلب الصفح الذي قدمه العاهل المغربي محمد السادس لضحايا الانتهاكات وأعمال القمع التي مارستها أجهزة الدولة خلال الستينيات والتسعينيات من القرن الماضي.   وطالب هؤلاء في تصريحات لـ »إسلام أون لاين.نت » الأحد 29-1-2006 الأنظمة بضرورة المصالحة الحقيقية؛ « لأن البديل خطير وستدفع ثمنه الأنظمة قبل الشعوب ».   فمن جانبه، دعا المفكر اليمني رئيس الوزراء الأسبق محسن العيني الحكومات العربية إلى أن « تسير في نفس الاتجاه الذي تتبعته المغرب لتصحيح أوضاع حقوق الإنسان والحريات العامة التي ظلت منتهكة لعهود طويلة ».   واعتبر أن « الحركة الوطنية في المغرب العربي تختلف عن غيرها في باقي الدول العربية؛ لأنها تتميز بالنضج، حيث رفضت الإطاحة بالنظام الملكي تجنبًا للسقوط في يد العسكريين كما حدث في الجزائر وتونس على أساس أن النظام الملكي أفضل كثيرًا من الأنظمة العسكرية المتسلطة التي لا تقيم وزنًا للحريات ولا تعترف أبدًا بالديمقراطية كما هو الحال في الكثير من الدول العربية حاليًّا ».   وخلص العيني إلى أن « الواقع المرير في نهاية المطاف هو أن تلك الأنظمة القمعية خسرت تعاطف شعوبها، مما جعلها ضعيفة أمام أي ضغوط خارجية ».   معوقات   غير أن رئيس الوزراء اليمني الأسبق أشار إلى أن ما يعوق تكرار مبادرة المصالحة المغربية في العالم العربي هو أن « الحركات الشعبية في معظم العالم العربي ما زالت غير ناضجة وتتعامل بسذاجة وسطحية مع كافة قضايا الإصلاح والديمقراطية ». واعتبر أن هذا الأمر « شجع الحكام الطغاة على المراوغة من الاستحقاقات الديمقراطية التي تحتاج إليها شعوب المنطقة بصورة حيوية الآن قبل أي وقت مضى ».   وفي معرض تقييمه لتجربة اليمن قال العيني: « ربما تكون الأوضاع في اليمن أقل سوءًا من غيرها؛ لأن نظام الحكم رغم كونه عسكريًّا فإنه أكثر مرونة في التعاطي مع مبادرات من هذا النوع ».   ودلّل على ذلك بأن النظام اليمني الحاكم « سبق أن قدم عفوًا عامًّا عام 1994 في أعقاب معارك الانفصال الشهيرة، كما أعلن عفوًا آخر خلال أحداث صعدة الأخيرة (مع انفصاليين من أنصار بدر الدين الحوثي)، بما يثبت أن لديه استعدادًا للتعاطي مع إجراء مصالحة شاملة وفتح صفحة جديدة مع الشعب اليمني ».   تعميم المصالحة   وفي مصر، أكد عبد العظيم المغربي نائب الأمين العام لاتحاد المحامين العرب لـ »إسلام أون لاين.نت » أنه « لم يَعُد مقبولاً أن يتجاهل نظام الحكم وجود الآلاف من الشباب في المعتقلات دون محاكمة عادلة ».   وأضاف: « حان الوقت لأن تتم عملية مصالحة حقيقية بين نظام الحكم وكافة التيارات بصرف النظر عن توجهاتها؛ لأن البديل صعب وخطير وستدفع ثمنه الأنظمة قبل الشعوب ».   وحول إمكانية أن يتبنى اتحاد المحامين العرب دعوة من هذا النوع قال المغربي: « شجعنا الخطوة المغربية وباركناها وندرس داخل الاتحاد إمكانية تعميمها لتشمل كافة الدول العربية؛ لأن جميع الأنظمة بيوتها من زجاج وعلاقاتها مع شعوبها تحتاج إلى ترميم بسبب الممارسات القمعية التي ارتكبوها بحق دعاة الحرية وأصحاب الرأي ».   وقال نائب الأمين العام لاتحاد المحامين العرب: « لا يوجد نظام حكم عربي تقريبًا إلا وله سجل حافل بالمآسي تجاه شعبه، فالجميع بحاجة إلى وقفة صادقة يراجع فيها نظرته لقضايا الحريات وحقوق شعبه في التمتع بنظام حكم ديمقراطي عادل يحفظ لكل طرف حقوقه وواجباته ».   وأشار المغربي إلى أن اتحاد المحامين العرب « نجح في إقناع الرئيس بشار الأسد في إطلاق سراح مجموعة من دعاة حقوق الإنسان خلال مؤتمر عقد مؤخرًا في دمشق ». وأضاف: « نأمل أن يتم إطلاق باقي المعتقلين ».   « في أمس الحاجة »   وحول الوضع في سوريا، لفت الناشط الحقوقي السوري البارز جاسم علوان إلى أن الأمر يختلف عن غيره من الدول العربية. وقال: « رغم أن سوريا في أمس الحاجة إلى مثل هذه الوقفة قبل غيرها من الدول العربية الأخرى لتخفيف الضغط الخارجي المتصاعد على النظام، فإن الواقع يثبت أن النظام لن يقدم على مثل هذه الخطوة في الوقت الحالي؛ نظرًا لما يواجهه من أزمات معقدة وخطيرة من كل اتجاه ».   وتطرق علوان إلى ما وصفه بالـ »الجرائم التي ارتكبها حزب البعث السوري في عهد الرئيس حافظ الأسد وأبرزها مذبحة مدينة حماة في فبراير عام 1982 التي قتلت فيها قوات الأمن فيها ما لا يقل عن 20 ألف مواطن من أنصار الإخوان المسلمين بدون محاكمات وبطريقة بشعة غير إنسانية، فضلاً عن وجود أكثر من 10 آلاف معتقل سياسي بالسجون لسورية حاليًّا ».   وقال علوان: « الوضع يتطلب سرعة إجراء مثل هذه المصالحة؛ لأن الخطر الخارجي يضغط على الجميع ».   وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد أعلن في 7-1-2004 تأسيس هيئة الإنصاف والمصالحة، وأوكل إليها مهمة إعداد تقرير مفصل حول ما شهده المغرب من انتهاكات لحقوق الإنسان عن الفترة الزمنية الممتدة منذ عام 1956 وحتى عام 1999. ووصف العاهل المغربي في خطابة الملكي يوم 6-1-2006 التسوية التي قامت بها الدولة تجاه ضحايا تلك الفترة بـ »المنصفة »، مطالبًا شعبه بأن يصفح ويحاول أن ينسى ما مضى.   وكانت لجنة الإنصاف والمصالحة طالبت في تقريرها الدولة بالاعتذار لأهالي الضحايا، ودعت في سلسلة توصيات أخرى رفعتها إلى العاهل المغربي إلى تطبيق « إستراتيجية وطنية لمكافحة الإفلات من العقاب عبر القيام بإصلاحات تشريعية، ووضع سياسة حقيقية بشأن حقوق الإنسان في قطاعات القضاء والأمن وحفظ النظام ».   إلا أن تقارير اللجنة قوبلت بانتقادات عديدة من قبل هيئات حقوق الإنسان المغربية التي اعتبرت نتائجها هزلية وغير واقعية ولا ترقى إلى حجم الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي شهدها المغرب.   (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 29 جانفي 2006)

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.