الاثنين، 3 يناير 2011

فيكليوم،نساهم بجهدنا فيتقديمإعلام أفضل وأرقى عنبلدنا،تونس Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS 10ème année, N°3877 du 03.01.2011  

archives : www.tunisnews.net

الحرية للصحفي الفاهم بوكدوس

ولضحايا قانون الإرهاب


المرصد التونسي:تالة:مواجهات عنيفة بين الاهالي وقوات الامن مساء اليوم الاثنين

بنزرت وقفة احتجاجية في معهد القنال

السبيل اولاين:وفاة الشاب التونسي محمد البوعزيزي

كلمة:إيداع عمّار عمروسية بالسجن

اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي:إعــــــــــــــــــــــــــــــــلام

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

الحوار نت:قرارات خطيرة تتخذها السلطة !!

كلمة:صفاقس: القبض على أفراد عائلة أحد مصابي منزل بوزيان

كلمة:حملة تجمعيّة لترهيب التلاميذ في الشابة

كلمة:هجمة للقراصنة على المواقع الحكومية احتجاجا على الحجب

القدس العربي:حجب المواقع في تونس والسعودية

رسائل د. منصف المرزوقي الى الشعب التونسي:السلسلة الثالثة : من أجل توسع المقاومة المدنية

إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل:بــــلاغ إعلامي

حزب « تونس الخضراء « :بيـــان

فرع جهة تونس لحركة التجديد:لائحة مساندة للتحركات الاجتماعية

قدس برس:فنانون تونسيون يطلقون نداء مساندة للاحتجاجات الاجتماعية الأخيرة

منظمات حقوقية عربية:تونس: الرصاص في مواجهة الاحتجاج الاجتماعي

كلمة:لجنة إلغاء ديون العالم الثالث تتضامن مع المحتجّين في تونس

رياض الحوار:العودة المدرسية و الجامعية العناوين الأبرز

رافع القارصي:معركة الإستقلال الثاني تحافظ على زخمها و تنجح في الوصول إلى شهر الإنتصارات

صلاح الدين الجورشي:الخرّيجون العاطلون عن العمل يقرعون أجراس الإنـذار في تونس

الحوار نت:هدير إنتفاضة جديدة أخرى إن شاء الله في تونس:

بسام بونني:الواقع الذي لا يكذب

حمادي الغربي:خارطة طريق الانتفاضة(1)

جمال الدين أحمد الفرحاوي:أفيقي بلادي وفكي القيود

حــرية و إنـصاف:27 يوما من الإضراب عن الطعام دفاعا عن الحق في الشغل

زياد الهاني:دعوى في تجاوز السلطة:ضـــدّ: السيدة وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين

حركة النهضة تنعى السيد الدردوري

د.رفيق عبدالسلام:نعم السياسة هي فن الممكن.. ولكن أي ممكن؟

مجزرة الاسكندرية: مظاهرات غضب قبطية تعم مصر الامن يعتقل 7 متهمين ويشير لتورط ‘جهات خارجية’


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس  أكتوبر 2010 https://www.tunisnews.net/28Novembre10a.htm  


 

تالة : مواجهات عنيفة بين الاهالي وقوات الامن مساء اليوم الاثنين


اندلعت مساء اليوم الاثنين  3 جانفي 2011  في مدينة تالة مواجهات عنيفة بين  الاهالي خاصة من الشباب الغاضب  وقوات الامن  وتم استعمال القنابل المسيلة للدموع  لتفريق المتظاهرين  ومازلت  المواجهات متواصلة الى حد اللحظة  السادسة والنصف مساء   وهناك انباء عن وجود عدد من الجرحى في صفوف الاهالي  وقوات الامن. علما ان معتمدية تالة هي من اكثر  المناطق فقرا في ولاية القصرين مراسلة خاصة بالمرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux 


بنزرت وقفة احتجاجية في معهد القنال


تحت إشراف النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بمنزل جميل و منزل عبد الرحمان، توقف عن العمل يوم الاثنين 03 جانفي2011 أساتذة معهد القنال من الساعة العاشرة إلى العاشرة والنصف وذلك مساندة للحركة الاحتجاجية في سيدي بوزيد أين يطالب الأهالي بحقهم في التشغيل و التنمية العادلة و للتعبيرعن رفضهم للأساليب الأمنية في التعاطي مع الحركات الاحتجاجية الاجتماعية الشعبية العفوية.   عن اللجنة الجهوية لمساندة الأهالي في سيدي بوزيد المنسق  

وفاة الشاب التونسي محمد البوعزيزي


وفاة الشاب التونسي محمد البوعزيزي الذي كانت مظلمته الشرارة التي اندلعت اثرها الاحتجاجات في تونس وذلك يوم الأحد 02 جانفي2011 على الساعة العاشرة ليلا في مستشفى الحروق البليغة ببنعروس وهو ما أكده النقابي سليمان الرويسي أصيل سيدي بوزيد…نسأل الله له المغفرة والرحمة ..ونؤكد أن أحد الأشخاص اتصل بزميل له في مستشفى بن عروس فنفى خبر وفاة البوعزيزي ولكن إدارة المستشفى لم تنفي الخبر (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس)، بتاريخ 03 جانفي 2011)

إيداع عمّار عمروسية بالسجن

حرر من قبل التحرير في الأحد, 02. جانفي 2011 أفادت مصادر حقوقية أن الناشط السياسي عمار عمروسية الذي تم إيقافه منذ يوم الثلاثاء الماضي على إثر المسيرة التضامنية مع أبناء سيدي بوزيد تم نقله يوم الجمعة إلى السجن المدني بقفصة بعد إصدار بطاقة ايداع في حقه. وأكدت نفس المصادر أن السيد عمار عمروسية قد تعرض للاعتداء بالعنف الشديد أثناء فترة إيقافه بمنطقة الامن بقفصة. يشار إلى أن مجموعة من شباب أم العرائس قد أحيلت على التحقيق في ساعة متأخرة من يوم الخميس الماضي وذكر محامو الموقوفين أن حاكم التحقيق رفض معاينة آثار التعذيب على منوبيهم وهو ما دفعهم الى عدم الامضاء على محاضر البحث. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 02 جانفي 2011)


  اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي 3 جانفي 2011 إعــــــــــــــــــــــــــــــــلام

 
دخل نقابيو الرديف المسرحين بمقتضى سراح شرطي وهم  :عدنان الحاجي وطارق حلايمي وعادل جيار والطيب بن عثمان والحفناوي بن عثمان وعبيد الخلايفي في اعتصام مفتوح بدار الاتحاد المحلي بالرديف.

 وذلك من اجل تحقيق مطالبهم وهي:
– الرجوع الى سالف عملهم وتشغيل المعطلين منهم. – اطلاق سراح الموقوفين والمسجونين على خلفية التحركات الاحتجاجية. – ايقاف التتبع ضد الملاحقين المتهمين بمساندة الحركة. – الحق في تنمية جهوية عادلة تحدّ من مظاهر الفقر ونسب البطالة المرتفعة بالجهة. ومعلوم أن هذه القيادات النقابية التي تعيش واقع البطالة لأكثر من سنة  منذ خروجها من السجن  في 4 نوفمبر 2009 قد تلقت وعودا عديدة بالرجوع إلى العمل وحل كل القضايا القائمة في المنطقة ، دون أن تتحقق. اللجنة الوطنية التي تتابع بكل اهتمام مجريات الأحداث بمنطقة الحوض ألمنجمي ، تجدد تضامنها معهم ومطالبتها للسلطة بتحقيق  هذه المطالب المشروعة وتدعو كل مكونات المجتمع المدني في الوطن وخارجه لمساندة هذه الحركة الاحتجاجية من اجل الحق في الشغل والتنمية . اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي  


الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 26 محرم  1432 الموافق ل 03 جانفي 2011

أخبار الحريات في تونس


1)المحامون يقررون الإضراب: قررت الهيئة الوطنية للمحامين بتونس شن إضراب عن العمل يوم الخميس 06 جانفي 2011 احتجاجا على الاعتداءات التي تعرضوا لها يوم الجمعة الفارط على يد قوات الشرطة والبوليس السياسي. 2)وصول الاحتجاجات إلى مدينة تالة ولاية القصرين: شهدت مدينة تالة مساء اليوم الاثنين 03 جانفي 2011 مواجهات بين التلامذة وقوات الشرطة والحرس التي استعملت القنابل المسيلة للدموع، وقد اندلعت هذه المواجهات على إثر قيام التلاميذ بمسيرة تضامنية مع أهالي ولاية سيدي بوزيد، وبعد تدخل قوات الشرطة بالقوة لتفريق المسيرة حدثت المواجهات التي نتج عنها حرق مقر الحزب الحاكم بالجهة، وإضرام النار في الإطارات المطاطية.
وتجدر الإشارة إلى أن عددا من المعاهد بالبلاد قد شهدت تحركات تلمذية تضامنا مع أهالي سيدي بوزيد نذكر من بينها معهد جبنيانة ومعهد قفصة. 3) اعتصام مسرحي الحوض المنجمي: دخل مساء اليوم الاثنين 03 جانفي 2011 عدد من المسرحين من مساجين انتفاضة الحوض المنجمي في اعتصام مفتوح بمقر الاتحاد الجهوي للشغل للمطالبة بإطلاق سراح بقية المعتقلين في قضية الحوض المنجمي ومن بينهم الصحفي الفاهم بوكدوس والنقابي حسن بن عبد الله.  
 
عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري


قرارات خطيرة تتخذها السلطة !!


تونس- القصرين- الحوارنت – علمت شبكة الحوارنت من مصدر مقرّب من الحزب الحاكم بجهة القصرين رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية أن توصيات عليا صدرت إلى الأجهزة الأمنية بالجهة تطالبهم بإعداد لائحة خاصة بالأفراد الذين نشطوا المسيرات الأخيرة، وذكرأن الأوامر أوصت بالتركيز على النقابيين والمحامين وكذلك العاطلين عن العمل الحاملين لرؤى سياسية تختلف عن تلك التي تحملها السلطة ، كما أفاد أنّ الأجهزة الأمنية وبالتنسيق مع التجمعيين في الجهة تلقت إشعارا بضرورة مضاعفة المراقبة على نشاط العناصر المحسوبة على حركة النهضة ورفعها للجهات المختصة، واستطرد نفس المصدر قائلا أنّ السلطة تترقب مآلات الأحداث وكلها أمل في استتباب الأمر والسيطرة عليه، ثم تشرع بعد ذلك في ردة فعل عنيفة تتمثل في عملية ردع شاملة تكون درسا لكافة جهات الجمهورية حتى لا تتكرر التجربة. المصدر ذاته أفاد أنّ الشروع في العملية لم يحدد توقيته بعد  ليبقى مرهونا بمجريات الأحداث على الميدان، لكن الشيء المؤكد هو أنّ السلطة حسمت أمرها بضرورة اختيار بعض العناصر لتدفع الثمن نيابة عن الأغلبية وذلك من أجل إرهاب البقية. وأخيرا ذكر المصدر نفسه أنّ كل المؤشرات  مشفوعة بالتوصيات الأولية التي صدرت للجهات الأمنية ووصلت إلى هياكل التجمع في المنطقة تقول أنّ السلطة تنوي تكرار الأحكام التي صدرت سنة 1984في أعقاب أحداث الخبز والتي كانت قاسية وذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء على خلفية قضايا مدبّرة و ملفّقة .        (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 3 جانفي 2011)


صفاقس: القبض على أفراد عائلة أحد مصابي منزل بوزيان


حرر من قبل التحرير في الأحد, 02. جانفي 2011 علمت كلمة أن والد أحد الشبّان المصابين بطلق ناري في مواجهات منزل بوزيّان وعمّه قد ألقي عليهما القبض مساء يوم الأحد من قبل الأمن ونقلا إلى منطقة الأمن بصفاقس. وكان علاء نصري قد أصيب بعيار ناري في رقبته ونقل إلى مستشفى قابس لإجراء جراحة من أجل استخراجه وهو ما تعذّر فنقل صبيحة يوم الأحد إلى مصحّة النجدة الخاصّة بصفاقس أين أجريت له عمليّة جراحيّة استخرجت على إثرها الرصاصة.  وحسب المعلومات المتوفّرة فإن حامد نصري والد علاء والحبيب نصري عمّه قد أوقفا بعد أن اختفى الطلق الناري. من جهة أخرى علمنا أن شابا آخر في مقتبل العمر قد نقل إلى صفاقس لعلاجه من إصابة نارية على مستوى الخصية في المواجهات الدامية التي جدّت بمنزل بوزيان، والتي أطلق فيها الأمن النار على المتظاهرين. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 02 جانفي 2011)


حملة تجمعيّة لترهيب التلاميذ في الشابة


حرر من قبل التحرير في الأحد, 02. جانفي 2011 قام عدد من المسؤولين بحزب التجمّع الحاكم في الشابة بالاتّصال بعدد من التلاميذ ونقلهم في سياراتهم الخاصّة صحبة أوليائهم الى منزل أحد التجمّعيّين المتنفّذين في المدينة، وهناك تمّ ترهيبهم من مغبّة خوض تحرّكات تلمذيّة وألزموا البعض منهم التّوقيع على التزام بعدم الاحتجاج في المعهد ومناشدة للرئيس بن علي للانتخابات الرئاسيّة المقبلة سنة2014. ورفض بعض التلاميذ ذلك. وكنّا أشرنا في نشرة سابقة إلى الحملة التي يقودها التجمّع تحسّبا للعودة المدرسية وتخوّفا من اتساع التحرّكات الاحتجاجية على خلفية أحداث سيدي بوزيد وسط التلاميذ. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 02 جانفي 2011)

هجمة للقراصنة على المواقع الحكومية احتجاجا على الحجب


حرر من قبل التحرير في الأحد, 02. جانفي 2011 فوجئ مستعملو الانترنت بتعطّل بعض المواقع الحكومية عن العمل في الليلة الفاصلة بين الأحد والاثنين الجاري، ولوحظ أن مواقعا مثل موقع بوّابة الحكومة التونسية والوكالة التونسية للاتصال الخارجي وغيرها من المواقع الرسمية قد توقّفت مؤقتا عن العمل. وفي بيان لهمhttp://ladylibertyslamp.wordpress.com/2011/01/02/government-of-tunisias-website-is-down/،  أعلن قراصنة يحملون اسم أنونيموس (المجهولون) مسؤوليتهم عن الهجمة معتبرين أن الحكومة التونسية تعمد إلى التعتيم الإعلامي وإلى حجب المواقع وهدّدوا بتكرار العملية وبشكل أكبر إن لم يتراجع النظام عن سياسته ولم يسمح بحرية الإعلام والإبحار والحصول على المعلومة. مشيرين أن هذه العملية هي ردّة فعل على توسيع تقنيات الحجب التي لجأت لها الحكومة مؤخّرا. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 02 جانفي 2011)

حجب المواقع في تونس والسعودية


رأي القدس 2011-01-02 في الوقت الذي تتبارى فيه دول العالم في رفع سقف الحريات، واحترام الرأي الآخر، تلجأ حكوماتنا العربية الى فعل العكس تماماً، اي تشديد اجراءات الرقابة على الصحف، وتضييق قنوات الاتصال، واغلاق المواقع الالكترونية. حكومتان عربيتان تخصصتا، اكثر من غيرهما، في قمع الحريات الصحافية، الاولى هي الحكومة التونسية والثانية هي المملكة العربية السعودية، ولا ننسى في هذه العجالة، حكومة ثالثة هي الحكومة السورية، وان كانت بدرجة اقل، او هكذا نعتقد. الحكومة التونسية، ولرغبة منها في منع وصول المعلومات، والصور، والاخبار، عن الانتفاضة الشعبية التي تعم مختلف انحاء البلاد بسبب استفحال البطالة، والتضييق على الحريات، اغلقت معظم المواقع العربية والاجنبية، الامر الذي يعكس نظرتها الامنية للازمة، وتعاطيها معها بأساليب متخلفة. فرغم سياسة الحجب والاقصاء والتعتيم هذه ‘طفحت’ شاشات التلفزة العالمية، وموقع ‘يوتيوب’ بتفاصيل دقيقة عن اعمال الاحتجاج هذه، واستطاع المواطنون والمتابعون، داخل تونس وخارجها متابعة الاحداث اولاً بأول بالصوت والصورة، مما يعني عملياً ان سياسة الحجب هذه لم تكن فاعلة، بل جاءت بنتائج عكسية تماماً، من حيث تشويه صورة تونس، ونسف الكثير من الانجازات في مجالات اخرى، مثل حقوق المرأة، وتطوير مؤسسات التعليم والبحث العلمي. الحكومة السعودية وقعت بالخطأ نفسه وبشكل مبكر، حيث أسست ‘مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية’ لتولي مهمة حجب المواقع الالكترونية التي تنشر اخباراً ومقالات وتحقيقات لا ترضي المسؤولين، وتسلط الاضواء على بعض نواحي الفساد وانتهاكات حقوق الانسان في البلاد. واطلاق اسم الملك المؤسس عبد العزيز على مدينة تقوم بالحجب ومصادرة الحريات، يسيء حتما الى هذا الرجل الذي يعود اليه الفضل في توحيد البلاد، وترسيخ حضورها على الصعيدين الاقليمي والدولي، كما ان القول بان هذه المدينة هي للعلوم التقنية، اساءة اخرى لهذا الميدان العلمي الحضاري، فليس من العلوم مصادرة الحريات وقمع الرأي الآخر. بالامس حجبت السلطات السعودية موقع ‘ويكيليكس’ بنسخته العربية الذي ينشر الوثائق المتعلقة بالحكومات العربية، والمملكة العربية السعودية على وجه الخصوص، كما اصدرت ما وصفته ‘لائحة’ جديدة لتنظيم النشر الالكتروني تفرض قيودا تبدو اكثر تشددا من لائحة مماثلة ‘تنظم’ النشر الورقي. ما لا تعرفه السلطات السعودية ان مثل هذه الاجراءات لا يمكن ان تمنع تدفق المعلومات، لان ثورة الاتصال التي تعم العالم حاليا، لا يمكن حصارها من خلال الحجب والقمع، مضافا الى ذلك ان المواطن السعودي بات على درجة كبيرة من العلم والوعي للوصول الى المعلومة التي يريدها من مختلف المصادر بما فيها المحجوبة في بلاده. ويكفي التذكير بان المملكة توفد عشرين الف طالب سنويا للدراسة في جامعات امريكية واوروبية وهؤلاء من الصعب ان يقبلوا سياسات حكومتهم هذه في الحجب والاقصاء بعد عودتهم الى بلادهم مسلحين بأهم الشهادات واعلاها، خاصة بعد أن اطلعوا على الحريات التي يتمتع بها المواطنون في الدول التي تعلموا في جامعاتها. الجماهير في المدن التونسية تخرج الى الشوارع في انتفاضتها التي رأيناها عبر شاشات التلفزة، ليس بسبب تدفق المعلومات، وانما بسبب حجبها، ونتيجة للاوضاع المعيشية المزرية، ولا نستغرب ان يحدث الشيء نفسه في المملكة العربية السعودية وللاسباب نفسها ايضا. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 02 جانفي 2011)

 رسائل د. منصف المرزوقي الى الشعب التونسي:

السلسلة الثالثة : من أجل توسع المقاومة المدنية  

السلسلة الثالثة : من أجل توسع المقاومة المدنية الحلقة الثالثة : الفرق بين المعارضة والمقاومة مفهوم المعارضة لا معنى له الا في ظل نظام ديموقراطي تتنافس فيه أحزاب ذات حظوظ متساوية من أجل الوصول الى الحكم لتحقيق برامجها.
أما في ظل نظام استبدادي قهري كالنظام التونسي، فلا معنى للمعارضة، ولا جدوى للمشاركة. حيث يبقى الحل الوحيد أمام المجتمع المدني هو « المقاومة المدنية ». وهو ما مارسه تونسيون أحرار طيلة عقدين من الزمان .. وجدير بعموم الشعب الافتخار بما فعله هؤلاء الأحرار والبناء عليه.


إتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل: بــــلاغ إعلامي

تونس في03 جانفي 2011  


بلغنا نحن إتحاد أصحاب الشهادات المُعطلين عن العمل المتتبعون ليوميات الاحتجاج الاجتماعي من أجل الحق في التشغيل أن مجموعة من المعطلين عن العمل يفوق عددهم الخمسين بمدينة مدنين قد اعتصموا بمقر الولاية احتجاجا على حالة التسويف و المُماطلة في تشغيلهم.
وقد نجح المعتصمون بتأطير من أعضاء اتحاد المعطلين في مقابلة الوالي و طرح ملفات المعطلين و مطالبته بتشريك التنسقيّة الجهوية بمدنين للاتحاد قصد معالجة قضية البطالة المزمنة بالجهة. إن اتحاد أصحاب الشهادات المُعطلين عن العمل يعبر عن: –  مساندته المطلقة لنضالات العاطلين بكامل تراب الجمهورية. –  تمسكه بحق المُعطلين من أصحاب الشهائد الجامعية في الشغل. –  دعوة المُعطلين للإنخراط صُلب اتحاد أصحاب الشهادات المُعطلين عن العمل عبر تشكيل تنسيقيات جهوية و محلية في مختلف الولايات و المُعتمديات قصد توحيد جهودهم اتحقيق الشغل و الحرية و الكرامة الوطنية.
ونحن إذ نعتبر أن قضيتنا لن تحل بشكل هيكلي إلا عبر مراجعة جوهرية للخيارات التي أفرزت هذه المعضلة و تمكين الإتحاد من التواجد القانوني فإننا نطالب بشكل عاجل وفوري بضرورة إقرار منحة للبطالة و تمكين المُعطلين من مجانية الصحّة و النقل.
كما نهيب بكل مكونات المجتمع المدني لمساندة نضالات المُعطلين. لن يكلفناالنضال أكثر مما كلفنا الصمت اتحاد أصحاب الشهادات المعطلين عن العمل u.d.chomeurs@gmail.com  


حزب « تونس الخضراء « 
بيـــان  

أخذت الحركة الشبابية في ولاية سيدي بوزيد والولايات المجاورة اتجاها جديدا منذ انطلاقتها يوم 17/12/2010  لقد توسعت إلى كافة أرجاء الجمهورية ولا يستطيع أي كان إنكار عمقها وتجذرها وكذلك شرعية مطالبها الاجتماعية والسياسية.

إن الادعاءات الرسمية التي تنقلها وسائل الإعلام  من أن حركة الشباب هي من صنع « الاعلام الخارجي » هي دلالة واضحة عن عجز السلطة فهم حقيقتها وكما أن الادعاء بأن وراءها « تيارات سياسية هدامة » يؤكد لنا عن ترهل كل أجهزة الدولة والحزب الحاكم وقصورها عن مسايرة تطور المجتمع  وكما يقول المثل الشعبي « فاقد الشيء لا يعطيه »  ومنذ انطلاق هذه التحركات الشبابية يوم 17/12/2010 وحتى قبلها  في احداث الحوض المنجمي بتاريخ 07 جانفي 2008 ما انفكت المعارضة الديمقراطية وكافة المجتمع المدني تشير إلى الاهمال والاقصاء الاجتماعي للجهات المحرومة والفقيرة  وغياب سياسة نمو مدعمة ومتواصلة لهذه الجهات  لكن الحكومة وسائر أجهزة الدولة لا تأبه بهذه الآراء وبكل اقتراحاتها وكعادتها تنبه عبثا من « المؤامرات الداخلية والخارجية « .
إن إحداث سيدي بوزيد الأخيرة وكل التحركات الشبابية والنقابية وفصائل المجتمع المدني أكدت أن مثال التنمية اللامستدام الذي تنتهجه الحكومة هو المتسبب في الفوارق الجهوية وفي البطالة لدى الشباب .
إن التحرك النقابي والسياسي ليوم 27 ديسمبر 2010 في بطحاء محمد علي و وقفة المحامين في كل أرجاء البلاد والتي تألقت يوم 31 ديسمبر 2010 تشكل نقطة تحول ومنعرج هام لهذه الأحداث.
إن حزب تونس الخضراء يؤكد 1) ما جاء في بياناته السابقة ويعلن مساندته الكاملة لشباب وأهالي سيدي بوزيد والولايات المحرومة الأخرى 2) ويعلن رفضه وإدانته لتعامل السلطة العنيف لهذه التحركات وكذلك يدين الاعتداء على المحامين أثناء وقفتهم 3)  إن للحكومة واجبات نمو ومسؤوليات دستورية و سياسية تجاه هذه الجهات المحرومة من ذلك الاعتماد على سياسة تنموية مستدامة ورصد آلاف المليارات لهذه الجهات من أجل بعث مشاريع كبرى وخاصة منها فلاحية ومائية 4) فتح تحقيق جاد حول الرشوة والفساد وإحالة مرتكبيها على العدالة . المنسق العام حزب « تونس الخضراء  » عبد القادر الزيتوني عضو الحزب الخضر الأوروبي عضو الفيدرالية الإفريقية للخضر عضو « Global Greens » الهاتف الجــــوال : 00216 98 510 596 البريد الالكتروني :  Tunisie.verte@gmail.com هاتــــف/فاكــــس : 00216 71 750 907  


فرع جهة تونس لحركة التجديد لائحة مساندة للتحركات الاجتماعية

لائحة مساندة للتحركات الاجتماعية

تونس في 2 جانفي 2011  


نحن المواطنات والمواطنين، على اختلاف آرائنا وانتماءاتنا السياسية والاجتماعية، من مناضلين سياسيين ونقابيين ومن طلبة وشباب ومثقفين ومحامين وجامعيين ومربين وموظفين، نساء ورجالا، المجتمعين في المقر المركزي لحركة التجديد بدعوة من مكتب جهة تونس للحركة، في وقفة تضامنية مع التحركات الاجتماعية الاحتجاجية في سيدي بوزيد وفي عدد من مدن البلاد على خلفية تردي الأوضاع الاجــتـماعية وتـفشي البطالة فـي أوساط الشباب عامة والـشباب الحامل للشهائد العليا بصفة أخص، وفي المناطق الداخلية على وجه التحـديد، أولا : نعبر عن مساندتنا الكاملة وتحياتنا العالية لتلك التحركات وللمطالب الشرعية التي رفعـتها وعن تعاطفنا العميق مع أهـالي الـشبان الذين سقـطوا ضحية الـممارسات الــقمعية، ونتـقدم بعـبارات الــتعــزية والمواساة لعائلاتهم، ثـانيا : نستنكر التدخلات العنيفة التي واجهت بها قوى الأمن التجمعات والاعتصامات والمسيرات السلمية، والتي لم تستثن التحركات التضامنية معها، بل طالت مناضلين حقوقيين ونـقابيين وسياسيين، كما نؤكد رفضنا أن المعالجة الأمنية ولغة التهديد والوعيد فـي مواجهة التحركات والـمطالب الاجـتماعية والسياسية المشروعة لمختلف الفئات الشعبية، والتي لن تزيد الأوضاع إلا تأزما وتعـفنا،  ثالثا : نندد بالتعتيم الرسمي على تلك الأحداث وبالمحاولات اليائسة لأطراف سياسية وإعلامية، رسمية وشبه رسمية، لقلب الحقائق وتشويه طبيعة التحركات الاجتماعية، ممّا جسم إفلاس السياسة الإعلامية الـمتبعة وكـشف جهلا تـاما بـواقع الـتـطـور الإعـلامي الحاصل في العالم الذي مكّـن الشعب التونسي من كسر الحاجز الإعلامي المفروض عليه،   رابعا : نعتبر أن تطور الأحداث ومجرياتها تؤكد الارتباط الوثيق بين المطالب الاقتصادية والاجـتماعـية ومطالب الإصلاح السياسي الجذري الذي أصبح يمثل أولوية وطـنية مـطلقة أمام الفـشل الواضح للمنوال التنموي الرسمي وخصوصا لنمط تسيير شؤون البلاد، خـامسا : نـدعو كافة القوى الـسياسية الـديمقراطية ومنـظمات المجـتمع الـمدني المسـتقلة والاتحاد العام التـونسي للـشغل وسائر القــوى الحــية في البلاد لـتنـسيق جهـودها بهـدف الانخـراط الـواسع فـي الـنـضالات الشـعــبية الــدائـرة فـي الـبلاد لـمزيد دعـمها وتفعـيلها وصولا إلى تحـقيق مطالبها المشروعة وتجنيب البلاد مخاطر الحلول اليائسة أو المغلوطة، سـادسا: نحــيّي الــدور الـمــتعـاظم الــذي يقــوم به الـشباب ونـثمّن استعداده المتصاعد لتقديم التضحيات الجسيمة من أجل المشاركة في الشأن العام ونحت مستقبله، سابعا : نطالب بفتح ملفات الفساد الاقتصادي والرشوة والمحسوبية والقيام بتحقيق صـارم حول الإثراء الفاحـش والـسهـل الـمتأتي من استغلال الـنفوذ والاسـتفادة مـن القرب من مواقع القرار، ومحاسبة كل من ثـبت تورّطه في مثل هذه الـجرائم كـما طالـبت به جميع التحركات الاجتماعية الأخيرة بكل وضوح عـبر تراب الجمهورية. عن المجتمعين : رؤوف محجوب منسق فرع جهة تونس لحركة التجديد  


فنانون تونسيون يطلقون نداء مساندة للاحتجاجات الاجتماعية الأخيرة


تونس ـ خدمة قدس برس أطلقت مجموعة من الفنانين التونسيين، بينهم مسرحيون وسينمائيون وفنانون تشكيليون عريضة مساندة للتحركات الاجتماعية الاحتجاجية، التي عرفتها عدة مدن بالبلاد التونسية خلال الأسبوعين الماضيين.

وورد في نصّ العريضة الذي تم توزيعها للتوقيع حصلت وكالة « قدس برس » على نسخة منها « إنّنا نرى أنّه من واجبنا التعبير عن مساندتنا للتحركات المشروعة التي انطلقت من سيدي بوزيد لتشمل العديد من المناطق في البلاد ».
وحثّ أصحاب هذه المبادرة الفنانين على إضافة أسمائهم إلى الموقعين تعبيرا عن مساندة أخواتهم وإخوانهم في مدن البلاد التي تحرك سكانها دفاعا عن حقهم في العيش الكريم، وشددت العريضة على أنّ الفنان « لا يكتسب أية قيمة معنوية إلاّ بلعب دوره الطلائعي في التعبير عن مشاغل المواطن وتطلعاته ».
ومن بين الموقعين على العريضة السينمائي نصر الدين السهيلي والمطرب منير الطرودي والمسرحي توفيق الجبالي والفنان التشكيلي محمود شلبي والممثل محمد سفينة والمطربة الملتزمة آمال المثلوثي.  

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 3 جانفي  2011)  
 

تونس: الرصاص في مواجهة الاحتجاج الاجتماعي


تعرب المنظمات الموقعة أدناه عن قلقها العميق إزاء الاستخدام المفرط للقوة من جانب السلطات التونسية في التعامل مع الاحتجاجات المتواصلة التي اندلعت منذ 13 يوم في ولاية « سيدي بوزيد » بوسط تونس والتي امتدت إلى مدن عديدة منها « صفاقس »، و »القيروان »، و »سوسة »، و »مدنين » والعاصمة. وكانت تلك الاحتجاجات قد اندلعت بشكل عفوي بعد أن أقدم شاب على إحراق نفسه احتجاجا على منعه من بيع الخضروات والفاكهة ورفض المسئولين المحليين مقابلته للاستماع إلى شكواه. وقد امتدت تلك الاحتجاجات إلى مختلف مدن الولاية واتخذت طابعا اجتماعيا حيث ندد خلالها الأهالي بالفساد والبطالة والإقصاء والأوضاع الاجتماعية المتردية التي يعيشونها. وقد اتسمت تلك المواجهات التي اندلعت بين الشرطة والمتظاهرين باستخدام العنف المفرط من قبل السلطات، التي استخدمت القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي، الأمر الذي خلف قتيلا على الأقل وعدداً من الجرحى علاوة على عشرات الموقوفين. وتطورت المواجهات إلى الحد الذي دفع بإنزال قوات الجيش وفرض حظر التجوال في ذات الوقت الذي فرضت فيه السلطات تعتيما إعلاميا شديدا ومنعت من خلاله جميع الصحفيين التونسيين والأجانب من الوصول إلى مناطق الاحتجاجات. وتأتي تلك الاحتجاجات الأخيرة ضمن سلسلة احتجاجات مماثلة عرفتها البلاد خلال السنوات الثلاث الماضية، واتسمت بالتدخل الأمني العنيف، كان أبرزها ما عرف بانتفاضة الحوض المنجمي بقفصه والتي اندلعت هي الأخرى بصورة عفوية احتجاجا على نتائج اختبار للحصول على وظائف بإحدى الشركات الكبرى حيث تطورت الأحداث لتصبح احتجاجا على الفساد وانعدام فرص العمل. وقد تواصلت هذه الاحتجاجات عدة أشهر تم خلالها تنظيم مظاهرات واعتصامات وإضرابات، وسقط خلالها قتيلان وعدد غير محدد من المصابين إضافة إلى عشرات المعتقلين الذين طالتهم أحكام جائرة بالسجن إثر محاكمات افتقرت لأدنى معايير العدالة. وفي أغسطس 2010 تفجرت الأوضاع مرة أخرى بالجنوب الشرقي هذه المرة، وذلك احتجاجا على غلق منفذ «رأس الجدير» التجاري الحدودي المشترك مع ليبيا. وقد وقعت مصادمات  عنيفة في « بن قردان » أثناء تلك الاحتجاجات أسفرت عن سقوط الكثير من الجرحى في صفوف المتظاهرين وقامت قوات الأمن بإلقاء القبض على ما يزيد عن 150 شخص. وإذ تؤكد المنظمات الحقوقية إدانتها الكاملة للنهج القمعي الذي تتبعه السلطات التونسية في مواجهة الاحتجاجات الاجتماعية، وما يرتبه هذا النهج من انتهاك صارخ للحق في الحياة واعتقالات تعسفية وتقييد لحق المواطنين في النفاذ إلى المعلومات وتلقيها وتداولها، فإنها  تشدد على أن تواتر هذه الاحتجاجات الاجتماعية واكتساء بعضها مظاهر عنيفة يمثل الوجه الآخر لطابع الدولة البوليسية في تونس وسياستها المنهجية التي كرست سد منافذ التعبير السلمي ومحاصرة وقمع حرية التنظيم سواء على المستوى السياسي أو النقابي أو على مستوى المنظمات الأهلية والحقوقية، ومهدت السبيل لتفشي الفساد وتقويض ما تبقي من أسس الدولة القانونية. وتحذر المنظمات الحقوقية من أن استمرار اللجوء للقمع البوليسي وتغليب المعالجات والحلول الأمنية على المعالجات السياسية من شأنه أن يدخل البلاد في دوامة من العنف والعنف المضاد يتعين تفاديها. وتدعو المنظمات الحقوقية  السلطات التونسية إلى التوقف الفوري عن استخدام العنف في مواجهة كافة أشكال الاحتجاج السلمي، وإطلاق سراح جميع الموقوفين، وإجراء تحقيقات نزيهة تقود إلى محاسبة المسئولين عن الاستخدام المفرط للقوة في قمع المحتجين، واتخاذ التدابير اللازمة لتعويض المضارين من جراء ذلك. كما تشدد المنظمات الحقوقية على أن اضطلاع الدولة التونسية بمسئولياتها في تحقيق الحد الأدنى من الرفاهة الاقتصادي والاجتماعي لشعبها وتأمين الاستقرار ومقتضيات الأمن الإنساني لمواطنيها يقتضي أن تتبني السلطات برنامجا جادا لإصلاحات سياسية عميقة تعلي من شأن المحاسبية والمساءلة والرقابة للسياسات والأداء الحكومي وهو الأمر الذي يرتهن بإنهاء القيود الهائلة على الحريات العامة وتعزيز استقلال السلطة القضائية، ووضع حد لهيمنة السلطة التنفيذية على السلطتين التشريعية والقضائية، وإنهاء مختلف القيود على وسائط الإعلام المختلفة ومؤسسات المجتمع المدني بما يضمن إخضاع أداء مختلف مؤسسات الدولة للرقابة الشعبية والمجتمعية. كما تدعو المنظمات الموقعة مؤسسات الاتحاد الأوروبي إلى تعليق المفاوضات الجارية مع الحكومة التونسية بشأن منحها نوعا من الأفضلية في المعاملات التجارية في إطار اتفاقيات الشراكة الأورومتوسطية، وربط استئناف هذه المفاوضات بمدى استجابة السلطات التونسية لمقتضيات احترام حقوق الإنسان وتأمين الحريات الديمقراطية. وتأسف المنظمات الحقوقية في هذا الصدد أن تقرر أن تقاعس  مؤسسات الاتحاد الأوروبي عن تفعيل اتفاقات الشراكة بصورة تضمن احترام حقوق الإنسان يعد بمثابة مكافأة للسلطات التونسية على جرائمها المتواصلة في مضمار حقوق الإنسان ويجعل من هذه المؤسسات شريكا – بالصمت أو التواطؤ- في تلك الجرائم. وأخيرا فان المنظمات الحقوقية الموقعة تؤكد علي أن تصاعد الاحتجاجات الاجتماعية في بلد يتسم بتشديد القبضة البوليسية يدحض الأوهام التي تروج لها نظم الحكم التسلطية في العالم العربي وتعزف علي أوتارها بعض الدوائر الغربية التي تعمد إلى غض الطرف عن الانتهاكات التي تقترفها هذه النظم بدعاوي أن هذه النظم ماتزال – رغما عن استبدادها وتسلطها- جديرة بتأمين الاستقرار السياسي لهذه المنطقة من العالم. المنظمات الموقعة: 1. جمعية المساعدة القانونية لحقوق الإنسان ، مصر 2. الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية 3. جمعية حقوق الإنسان أولا بالسعودية 4. جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان 5. دار الخدمات النقابية والعمالية، مصر 6. الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ، مصر 7. لجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان في سورية 8. اللجنة التونسية من اجل احترام الحريات و حقوق الإنسان 9. اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سورية – الراصد 10. مؤسسة المرأة الجديدة، مصر 11. المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة 12. مؤسسة حرية الفكر والتعبير، مصر 13. المبادرة المصرية للحقوق الشخصية 14. مركز الأرض لحقوق الإنسان، مصر 15. مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان 16. مركز أندلس لدراسات التسامح ومناهضة العنف، مصر 17. مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان 18. مركز هشام مبارك للقانون ، مصر 19. المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية 20. المنظمة العربية للإصلاح الجنائي ، مصر 21. المنظمة الكردية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات العامة في سورية ( DAD ) 22. المنظمة المصرية لحقوق الإنسان 23. المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية 24. منظمة حقوق الإنسان في سورية – ماف 25. مركز البحرين لحقوق الانسان  


لجنة إلغاء ديون العالم الثالث تتضامن مع المحتجّين في تونس


حرر من قبل التحرير في الأحد, 02. جانفي 2011 أصدرت لجنة إلغاء ديون العالم الثالث-إفريقيا وهي شبكة دولية من أجل إلغاء دين بلدان الجنوب بيان مساندة للشعب التونسي، بتاريخ غرة جانفي الجاري اعتبرت فيه أن الحراك الاحتجاجي الاجتماعي الذي يهزّ البلاد الآن هو نتيجة للأزمة العامة لحكم الرئيس بن علي التلميذ النجيب لصندوق النقد الدولي والبنك العالمي حسب البيان. وقال البيان أن التداعيات الاجتماعية للانكماش الاقتصادي منذ نهاية 2008 والتي تفاقم من خطورة عشريتين من السياسة اللااجتماعية تبدو ملموسة على أكثر من مستوى، ومنها خاصة نسبة البطالة القريبة من الخمسة عشر في المائة، والتي تبلغ بين اصحاب الشهائد 24 في المائة.  إضافة إلى المديونية التي تؤثر على جزء غير يسير من العوائد المالية للدولة مما يضعف قدرتها على التدخل الاجتماعي، حسب اللجنة.  كما أدان البيان سياسة نظام بن علي في قمع الشعب التونسي والحصار البوليسي لعديد المدن خاصة منها سيدي بوزيد، وطالب بإطلاق السراح الفوري لكل المعتقلين على خلفية هذه التحركات الاحتجاجية واحترام حرية التنقل وحق التظاهر السلمي. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 02 جانفي 2011)


العودة المدرسية و الجامعية العناوين الأبرز


عاد اليوم الإثنين 3 جانفي التلاميذ إلى مقاعد الدراسة و الطلبة إلى مدارج الكليات ، و بقطع النظر عن ما يحمله تاريخ العودة هذا من دلالات تاريخية تتقاطع في بعض تمفصلاتها مع رمزيات هذه اللحظة الراهنة لهذه العودة فإن رجوع التلاميذ و الطلبة إلى الدراسة هذه السنة يعد استثنائيا بكل المقاييس و استثنائية هذه العودة يمكن تلخيصها في نقطتين مهمتين . سبق العودة المدرسية و الجامعية لهذه السنة حراك اجتماعي انطلق من ولاية سيدي بوزيد ثم سرعان ما انتشر في غالبية معتمدياتها و بعض المناطق الأخرى من الجمهورية و لاقى مساندة شعبية واسعة من كل الولايات و الشرائح الاجتماعية ، و نظرا للتعاطي الأمني مع هذا الحراك و مع كل المساندين له و المتعاطفين معه فقد انتظر أهالي سيدي بوزيد و من ورائهم الحركة المساندة هذه العودة لما يمكن للتلاميذ و الطلبة أن يظفوه على هذه الحراك من زخم نضالي قد يسهم في استمرارية هذه الحراك من ناحية و ينفس على المناطق المحاصرة من ناحية ثانية . و قد دخل أغلب المهتمين بالشأن العام من مساندي هذا الحراك خاصة في اليومين الأخيرين في مرحلة ارتقاب و انتظارية و جاءت اليوم هذه العودة لتضع حد لهذه الحالة كما جاءت لبدء حسم الأمر و لو نظريا في مستقبل هذه الحركة .و إن كانت المؤشرات الأولية لا تحيل على التفائل كما إنها لا يمكن أن تكون مصدرا للتشاؤم الشيء الذي دفع بالغالبية إلى التريث في تحليل و الحكم على انتضاريتهم من هذه العودة . لكن العنوان الأبرز لهذه العودة الاستثنائية هي العسكرة الغير مسبوقة لكل مؤسسات التعليم الثانوي و العالي . فانطلاقة دروس هذا اليوم كانت تحت الحراسة المشددة حيث رابظت سيارات الأمن من كل الفرق بالزي المدني و النظامي أمام هذه المؤسسات في مشهد صارت فيه هذه المؤسسات أقرب إلى اصلاحيات و سجون منها إلى مؤسسات تعليمية . و عسكرة المعاهد و الكليات و المبيتات مسألة لم تخرج من انتظارتنا لأن الاستخلاص الأساس لما جرى في سيدي بوزيد أن السلطة استنفذت فعليا رصيدها من الحلول اللازمة لإدارة المشاكل و الأزمات و لم يبقى لها إلا الخيار الأمني للحفاظ على وجودها ، و حصار المؤسسات التعليمية بهذه الطريقة و إن كان يعكس هشاشة السلطة و خوفها المتنامي من كل شيء و من أي شيء حتى من أبناءها التلاميذ العزل فإنه يعكس أيضا الفشل الذريع لبعض الهياكل التي راهنت عليها في فترات سابقة لتدجين التلاميذ و تطويعهم لبرامج الحكم كالشبيبة المدرسية و غيرها هذه الهياكل التي بات عاجزة اليوم حتى عن تطويع نفسها .
رياض الحوار سوسة   

معركة الإستقلال الثاني تحافظ على زخمها و تنجح في الوصول إلى شهر الإنتصارات

اسم الكاتب : رافع القارصي     
 
معركة الإستقلال الثاني   تحافظ على زخمها و تنجح في الوصول إلى شهر الإنتصارات جانفي  و تعطي أمانة الشهداء إلى الشباب التلمذي و الطلابي  ليواصل الزحف على عصابة السراق.
 
بين جانفي 1984 و جانفي 2011 : ملحمة إنتصار الدم على السيف تتواصل و شمس  الحرية تستعد للبزوغ في سماء الوطن الجريح معلنة إنتصار الخبز على رصاص السراق . نشرة الإنتفاضة :  من إعداد / الناشط الحقوقي  رافع القارصي / ألمانيا /  
 العقدة « الجانفية » للنظام المتهالك تتواصل
 1 /   » إللى برجو بشهر جانفي ما إيطيحو كان الشعب و الشباب التونسي « .  جانفي 78 / إنتفاضة  الشعب بقيادة الإتحاد العام التونسي للشغل. جانفي و فيفري 81 /  إنتفاضة الشباب التلمذي و الطلابي.  جانفي 84 / إنتفاضة الخبز والكرامة ضد دولة العنف في نسختها البورقيبية . جانفي وفيفري 90 /  إنتفاضة الجامعة التونسية بقيادة  UGTE. جانفي 2008 / بداية إنتفاضة الحوض المنجمي المجيدة . جانفي 2011/ إنتفاضة  الكل  وتحرير الوطن من عصابة السراق بإذنه تعالى .
 كم كان يتمنى النظام المافيوزى الحاكم في تونس أن تكون شهور السنة خالية من شهر جانفي المجيد لما لهذا الشهر من دلالة رمزية  في الذاكرة الجماعية لشعبنا و لنخبه المناضلة ولما يتمتع به من قوة لدفع حركة الشارع في إتجاه المطالب المشروعة في الكرامة والخبز والحرية.
إن العلاقة بين شعبنا و شهر جانفي علاقة  تاريخية متينة نسجت خيوطها قطرات الدم الطاهر المسكوب على طول خارطة الوطن الجريح  ورفعت بنيانها العالى سواعد العمال و الفقراء و البطالين من أبناء شعبنا جيلا وراء جيل  ورعتها بالعناية عقول النخبة  من كل فصائل العمل السياسي و النقابي الوطني بما يسمح لنا بالقول بأن إنتصارات جانفي المجيدة ستبقى  ملكا للجميع جماهير و نخبة و حركات و أحزاب و نقابات  و لعنة على دولة   العنف حتى زوالها .
ولعل ما يعطي خصوصية لهذا » الجانفي الجديد » في نسخة 2011  أن  النظام يدخله و هو في حالة من الإرتباك و الإضطراب و التخبط و الخوف من القادم  من جراء معركة الإستنزاف التى تخوضها الجماهير بإقتدار كبير  على إمتداد أكثر من أسبوعين و على طول مساحة الوطن الجريح بدون توقف و لا كلل و لا ملل بالرغم من عظيم التضحيات و هول القمع و العنف المسكوب على شعبنا الأعزل و الذى وصل إلى حد إطلاق الرصاص الحي على صدور الشباب التونسي في المدن و القرى المنتفضة و هو ما يؤشر على أن جانفي 2011 سيصنع بإذنه تعالى ربيع الخبز و الحرية و الكرامة و الهوية للشعبنا العزيز .
لقد سعى النظام المتهالك بقيادة زعيم عصابة السراق الجنرال بن على  وطيلة أيام الإنتفاضة إلى وأد صوت الجماهير التائقة للعدل و للحرية قبل موعد العودة المدرسية و الجامعية وقبل حلول شهر جانفي  وذلك بكل ما يملك من وسائل قمع وبطش وإرهاب:
 / غازات سامة / قنابل مسيلة للدموع / رصاص مطاطي / رصاص حي / إعتقالات / الإنتقام من أهلنا في كل جهات البلاد / خطف و تعذيب للشباب /  قمع قطاع النخبة » المحامين نموذجا »
إضافة إلى ما رافق هذا المكر العسكري من مكر  » مدنى  » متمثلا في حجم الإجراءات و الخطابات و الإقالات و التحويرات الوزارية  التى أقدم عليها الجنرال المتهالك قصد إختراق عزيمة الجماهير الغاضبة و النيل من إرادتها على تحرير الوطن من عصابة السراق وكل رموز الجريمة النوفمبرية ولكن كل ذلك الإرهاب وكل ذلك النفاق لم ينجح في إيقاف المارد الشعبي .
إن تواصل نزول الجماهير إلى الشارع في أول يوم من أيام شهر جانفي و هو ما حصل بقوة في ولاية الكاف و جهة نفطة  و بشعار يدخل الخدمة لأول مرة »خبز وماء و الطرابلسية لا « 
لدليل جديد لمن مازال يشكك في برنامج الإنتفاضة على أن شعبنا مصمم على تتويج حركته بإنتصار سياسي يعيد تشكيل المشهد التونسي على وقع حدث 17 ديسمبر تاريخ إنطلاق الإنتفاضة المباركة و هو بذلك يبعث برسالة  مضمونة الوصول  لتلك « الأقلام المتعقلة »  التى أثارت في الأيام الأخيرة غبارا كثيفا من التخذيل و التهوين والتشكيك  في حركته المباركة .
لقد حقق شعبنا طيلة أيام الإنتفاضة إنتصارات بالجملة على نظام الفساد في تونس و سطر بدماء الشهداء  ملحمة النصر و التحرير فيكفيه فخر أنه قاوم أشرس نظام في المنطقة بصدور عارية و خاض معركة الإستقلال الثاني  وهو منقوص من خدمات خمس سكان تونس أعني الشباب التلمذي و الطلابي  بحكم تواجدهم في عطلة .
أما  اليوم وعشية إلتحاق أبناء الحركة التلمذية و الطلابية و إنطلاقا من الغد 3 جانفي 2011
 بالمعاهد و المدارس و الجامعات فالأكيد بأن الإنتفاضة ستدخل منعرجا حاسما على درب التحرر و الإنعتاق من نظام  عصابة السراق و هو ما سنتوقف عنده في هذا المبحث : 2 / الحركة التلمذية و الطلابية جزء لا يتجزأ من الحركة الشعبية : لقد ثبتنا فى هذه النشرة لهذا اليوم إنجازا تاريخيا لشعبنا يتمثل في نجاح الجماهير في المحافظة على كرة نار الإنتفاضة مشتعلة ومتحركة من جهة إلى أخرى و ذلك بالرغم من غياب.
مساهمة الحركة الشبابية بجناحيها التلمذي و الطلابي بسبب العطلة و هو في الحقيقة تحدى نجحت قوافل المستضعفين في رفعه في وجه مرتزقة عصابة السراق إذ لأول مرة تخوض الحركة الشعبية معركة بهذا الحجم و تحت هذا السقف العالى من المطالب و هى محرومة من  » خدمات التلمذي و الطلابي  » و هو ما يضع مسؤولية تاريخية على عاتق شباب المعاهد والجامعات  بداية من  الغد  » 3 جانفي 2011 « في دفع الإنتفاضة إلى الأمام و تأطير الجماهير و خاصة في العاصمة و المدن الكبرى بما يعجل برحيل الطرابلسية و الجنرال بن على  ويعيد البسمة والأمل للوطن الجريح .
من الشعارات التى تعودت آذاننا على الإستماع إليها و حناجرنا على الهتاف بها  طيلة السنوات التى قضيناها  في المعهد و الجامعة التونسية شعارا لا أخال أن هناك من أبناء جيلى من لم يرفعه في مسيرته التعليمية و هو المتمثل في شعار  » تلامذة وطلبة وعمال صف واحد في النضال  » و هو نفس الشعار الذى لابد من رفعه بداية من يوم الإثنين 3 جانفي 2011  في كل المعاهد و الجامعات ليساهم مع غيره من الشعارات في الإلتحام بالشارع و عزف لحن الحرية مع حناجر أبناء الشعب المقهور هذا اللحن الذى سيغنيه  بإذنه تعالى كل تونسي وتونسية و صداه ستردده كل الشوارع و الساحات و الميادين من بنزرت إلى بن قردان.
إن الأخبار الواردة علينا من الوطن الجريح تؤكد أن أجهزة النظام المتهالك  تتوجس خيفة من هذه العودة الجامعية والمدرسية حيث تتوقع الإستعلامات خروج الأوضاع عن السيطرة بما يزيد في حجم الإرتباك و إتساع رقعته و هو ما يجعل الإنتفاضة تدخل السنة الإدارية الجديدة أكثر صلابة و أكثر إصرار على تحقيق منجز سياسي يتوج حركتها و يوشح صدر البوعزيزي.
بوسام النصر و الحرية على الطرابلسية   فكما إنتصر خبز الفقراء في 3 جانفي 84 على دولة العنف في نسختها البورقيبية ستنتصر بإذنه تعالى  في  3 جانفي 2011الأجساد المحترقة و المتفحمة على دولة العنف في نسختها النوفمبرية نسخة عصابة السراق و ما ذلك على الله ثم على شعبنا بعزيز .
4 / نداء إلى الجماهير التلمذية والطلابية بمناسبة العودة المدرسية و الجامعية : 3 جانفي 2011/  « بالنضال والورد والعلم  نطرد الطرابلسية و نشفي الوطن من السقم   » يا جماهيرنا المناضلة : تعودون غدا إلى المعاهد والمدارس و الجامعات بعدما شاركتم مع شعبكم في المدن و القرى و الجهات في فعاليات الإنتفاضة المباركة طيلة أسبوعين من النضال والصدام مع مرتزقة عصابة السراق و ها أنتم  تستعدون للعودة محملين بثقل المسؤولية الوطنية التى حملها إياكم شعبنا الأعزل و حملتها إياكم دماء الشهداء الزكية و حروق المحترقين و جراح المجروحين و دموع و آهات  الآباء و الأمهات المكلومين  في مواصلة المسيرة حتى النصر و التحرير .
إن شعبنا يعول بعد الله على سواعدكم الفتية  و على حناجركم القوية لتصعيد الإنتفاضة و الإنتقال بها من مرحلة العفوية و اللأتنظم إلى مرحلة التشكل و التكتل و التنظم .
إن شعبنا الجريح لا أمل له في الخلاص بعد الله إلا أنتم  فكونو في مستوى الآمال و التطلعات كدأب الأجيال التى سبقتكم و التى قادت الجماهير في  معارك جانفي المجيد و خاصة في معركة الخبز والكرامة في 3 جانفي 84 حيث خرجت ومنذ الصباح الباكر في أحياء حي التضامن  « حي الشهيد عثمان بن محمود عليه رحمة الله  »  وفي أحياء جبل الأحمر البطل و إبن خلدون و الكبارية و حي الهلال و الوردية  و السيدة و الزهور و الملاسين و المدينة العربي  وصولا بقلب العاصمة  حيث إمتزج دم التلميذ بدم الطالب بدم البطال  بدم العامل وبدم الفقيرفكانت ولادة فجر جديد إنتصر فيه خبز الفقراء على بورقيبة و زبانيته .
 إننا  ندعوك إلى الإنخراط الفعلى في معركة الإستقلال الثاني و الإنتصار لخبز وكرامة شعبك لأن معركة سيدي بوزيد هي معركتم أنتم و معركة كل ولايات الوطن نوصيكم بالمحافظة على معدات و تجهيزات المعاهد والجامعات لأنها ملك لشعبنا و للمجموعة الوطنية نوصيكم بإحترام الإطار التربوي و التعليمي و الإداري فهو رصيد لمعركتنا و ضحية لدولة العنف مثلكم نوصيكم بربط مستقبلكم بمستقبل الإنتفاضة  حيث لا مستقبل لكم و لشعبنا في بقاء  الطرابلسية في الحكم نوصيكم بالإيمان بقدرتكم على إحداث التغييرالديمقراطي و السلمي نوصيكم بمواصلة النضال وتصعيده كل يوم حتى رحيل الجنرال المتهالك بن على وصيتنا إليكم إذا هددوكم بسنة بيضاء فليكن ردكم سنة بيضاء بدون الطرابلسية خير من مستقبل أسود في وجود الطرابلسية . نوصيكم بتبني خيار المقاومة المدنية و السلمية في مقاومة قوات القمع و عند النزول إلى الشارع إحملو بيد علم تونس الغالى و باليد الأخرى وردة إقذفو بها أعوان البوليس  فلتكن حجارتكم من الآن ورود و فل و ياسمين   » مخزون  ولاية أريانة  من  الورد كفيل بذلك  » قولو لهم مشكلتنا ليست معكم لأنكم ضحايا مثلنا قولو لهم تعالوا معنا نخلص الوطن من الجنرال بن على و الطرابلسية  أدعوهم للعودة للحضيرة الوطنية و لحضن الشعب . لقد أبحرت سفينتكم يا أبطالنا في الحركة التلمذية و الطلابية فلا ينظر أحد منكم  إلى المخذلين و المنهزمين و لا يستعجل أحد منكم النصر فعدو شعبنا شرس  وسيدافع عن مصالحه بكل قوة و لن يستسلم بسهولة و لكن لن يصمد طويلا أمامكم و أمام زحف الجماهير يا أبناء التلمذي و الطلابي  يا أمل شعبنا بعد الله في الحرية  والخلاص الوطني : كما تحولت إنتفاضة شعبنا إلى نموذج  لشعوب المنطقة المغاربية والعربية وهذا شرف لشعبنا إجعلو إنتفاضتكم الشبابية نموذجا لشباب العالم الثالث و لشباب الوطن العربي الكبير و تحولو إلى أمثلة ناجحة في المقاومة المدنية والسلمية  هذا عهد شعبنا فيكم و هذا عهد الشهداء فلبو فلبو فلبو النداء إن شعار  الجنرال بن على ومعه عصابة السراق اليوم فلا عاش في تونس إلا من خانها ناضلو يا إخوتي حتى تتحقق أمنية الشهداء  في أن لا يعيش في تونس من خانها  .  النصر لشعبنا و الخزي و العار لبن على و للطرابلسية أعداء الوطن  5 / شريط الإنتفاضة الإخباري ليوم 1 جانفي 2011 :
* تواصل نزول الجماهير إلى الشارع برغم تهديد الجنرال بصاروخ  » بكل حزم ضارب 2   » الكاف ونفطة نموذجا :   عانق شعبنا مرة أخرى الشوارع ورفعت حناجره من جديد نفس المطالب و لكن ما يميز هذا اليوم دخول شعار جديد  في خدمة الإنتفاضة وهو الشعار الذى رددته جماهير و لاية الكاف في تحركاتها و المتمثل  في  » خبز وماء و الطرابلسية لا  » و هذا يؤشر إلى هيمنة المطلب السياسي الإستراتيجي على المطلب الإجتماعي الحيني بما يجعل كل ملاحظ ينحنى تقديرا لشعبنا على هذا الوعي السياسي المتقدم على كثيرا من الأطراف السياسية داخل البلاد التى مازالت لم تعرف بعد قبلة الإنتفاضة و إتجاه سيرها .   جهة نفطة  :  أبت واحات نفطة الجميلة و أبى نخيلها الباسق إلا أن يشارك شعبنا في ملحمة الكرامة و العزة ملحمة الإستقلال الثاني إذ خرجت الجماهير ولأول مرة ورفعت نفس  المطالب طيلة يوم 1 جانفي 2011  جهة جبناينة :  عاشت هذه الجهة المناضلة ما يشبة حالة منع جولان  وشنت قوات عصابة السراق حملة إعتقالات  طالت العديد من الشباب الذين فروا إلى مقبرة المكان .  جهة الكرييب : عقدت الفعاليات النقابية بالجهة إجتماعا بالعمال و النقابيين في جو حماسي  رفعت فيه كل شعارات الإنتفاضة وأعطى فيه أحد المتدخلين وهو زعيم نقابى جهوي صورة عن حجم البطالة التى طالت الإطارات أصحاب الشهادات حيث ذكر رقما مفزعا توصلت إليه لجان الإتحاد الفنية العاكفة على دراسة هذا الملف و الذى يقارب 520 ألف عاطل عن العمل من خريجي الجامعات فحين النظام يتحدث فقط عن ما يناهز 120 ألف فقط .  رقم رهيب و لتقريب  الصورة من القارئ الكريم  هذا الرقم الخطير  يعادل عشرة مرات  طاقة إستيعاب »درة المتوسط » إستاد رادس لكرة القدم  ….. بدون تعليق ……   !!!  الأخبار العاجلة :  عاجل 1 / أصدرت محاكم عصابة السراق الفاسدة حكما ظالما  على القاضي الفاضل  الأستاذ  صالح بن عبد الله يقضي بسجنه 6 أشهر مع النفاذ العاجل و هي بذلك تختار الهروب إلى الأمام و تفتح من جديد ملف الإعتقال السياسى بما يعطي زخما جديدا لحركة الشارع حيث بإذنه تعالى ستخرج إنتفاضة الجماهير الأستاذ القاضى صالح من عبد الله  وكل المعتقلين السياسيين بعد تحرير الوطن من فيروس الطرابلسية   ما ذلك على اللع بعزيز  عاجل 2 / 

 قرر والد الشاب  جهاد ملكى السيد المولدي ملكى الدخول في إضراب عن الطعام في مقر الإتحاد الجهوي للشغل  للمطالبة بإطلاق سراح إبنه الذى وقع إيقافه مع مجموعة من شباب جهة الرديف على إثر أحداث الإنتفاضة مع العلم بأن الشاب جهاد من المساجين السياسيين السابقين حيث سبق لقوات عصابة السراق إعتقاله و محاكمته على خلفية أحداث الحوض المنجمي لسنة 2008 .  عاجل 3 /
قامت مليشيات عصابة السراق التابعة للجنرال المتهالك بن على بالهجوم على سيارة الأستاذ المحامي سمير ديلو و تكسيرها و تخريب كل النوافذ في حركة هستيرية تعكس حالة الموت السريري الذى أصبح عليه العصابة التى تحول سلك المحاماة  هدفا لزبانيتها و هو ما يرشح  الوضع إلى  مزيد من الإحتقان خاصة مع تسرب معلومات تتحدث عن عزم المحامين الدخول في إضراب في غضون الأسبوع القادم . عاجل 4  /
بعد نجاح الإنتفاضة في توتير علاقات العصابة النهابة مع دولة قطر هاهي تنجح في توتيرها مع الحليف الفرنسي حيث أصدر حزب البوليس الدستوري الديمقراطي بيانا شديد اللهجة ضد الحزب الإشتراكي الفرنسي مؤكدا على  أن  » الدولة لها سيادة ولن تقبل أبدا  التدخل في شؤونها مهما كانت الظروف  »  تعليق خفيف : إذا كان المقصود « بالسيادة »  السيادة على المال العام لنهبه فهذا صحيح جدا جدا جدا أما السيادة الوطنية فقمة المعلومات كفيلة بالإجابة  . عاجل 5 /  تعقد الفعاليات النقابية إجتماعا عاما في ولاية صفاقس اليوم 2 جانفي 2011 لتدارس الوضع و تقرير أشكال التحرك و التضامن المزمع القيام بها في مطلع الأسبوع القادم و لم ترد إلى حد الآن أخبار من مكان مقر الإتحاد الجهوى للشغل بصفاقس .  عاجل 6 /
الكنفدرالية العالمية للشغل تصدر بيانا تتضامن فيه مع نضالات العمال و عموم الشعب في تونس و تطالب فيه نظام الجنرال المتهالك بحماية أرواح الشعب  والكف عن القمع و العنف و التهديد به و حماية الحريات النقابية والسياسية و تعبر عن إستعدادها لخوض تحركات لمساندة أهلنا في تونس .  عاجل 7/
  الجالية التونسية تعتصم اليوم في واشنطن أمام سفارة الجنرال  المتهالك بن على و لأول مرة منذ بداية الإنتفاضة لمساندة شعبنا في نضاله من أجل الحرية و الكرامة الوطنية و العدالة .     شعارات من وحي الإنتفاضة :   عدالة  حرية من غير الطرابلسية 2011 2011  بن على ما ثماش الإمضاء : الشعب التونسي  نكتة من وحي الإنتفاضة :  خبر عاجل من داخل  عصابة السراق :
 تفيد الأخبار الواردة من داخل القصر أن شابا من العائلة الحاكمة  قرر الإنتحار تضامنا مع سيدي بوزيد وذلك بأن أقدم على شرب ماء السبالة   » ماء الحنفية العادي  » ولكن تمكن الجنرال  بن على وبمساعدة الحماية المدنية من إنقاضه/// خبر ورد منذ قليل ولنا عودة لمتابعته . إنتهى التقرير الإخباري بعون الله وفضله  أخوكم رافع القارصي .
 

قدم شعبنا التونسى الأبى  في الإنتفاضة المباركة و الزاحفة كالمارد على معاقل عصابة السراق إلى حد كتابة الكلمة الحرة لهذا الأسبوع العديد من الضحايا و الشهداء  حيث بلغ إلى علمنا و نحن بصدد تنزيلها خبرا نسوقه كما ورد في إنتظار تأكيده من الجهات الحقوقية  العاملة داخل الوطن و مفاده إنتقال الشاب محمد البوعزيزي  » مفجر الإنتفاضة المباركة إلى رحمة الله و رضوانه وذلك  ليلة البارحة الموافق ليوم الأحد 2 جانفي 2011 على الساعة العاشرة ليلا بمستشفى معالجة الحروق البليغة في ولاية بن عروس و نحن إذ نسوق هذا الخبر الأليم كما ورد نسأل الله القوي المتين إن تأكد في قادم الساعات أن يلحقه بجنة الخلد و أن يرزق أهله و عائلته الكريمة وأحبابه و جماهير شعبنا في سيدي بوزيد و في كل أرجاء الوطن جميل الصبر و السلوان على فقدان رمز الإنتفاضة و مفجرها  و إنا لله وإنا إليه راجعون وهكذا يرتفع عدد شهداء معركة الإستقلال الثاني إلى أربعة إلى حد كتابة هذه الأسطر    إثنان منهم سقطا برصاص زبانية  الجنرال المتهالك بن على على إثر أحداث جهة منزل بوزيان  وهما الشهيد البطل الشاب المعطل عن العمل و الحامل لشهادة جامعية إختصاص علوم فيزائية محمد لعماري  » 25 سنة « و الذى  وقع دفنه في مقبرة المكان تحت حراسة زبانية الجنرال بن على ولم يسمح بالحظور إلا عدد قليل من أفراد عائلته الكريمة .

أما الشاب الآخر فهو الشهيد البطل شوقي بالخضر  الذى بقي يصارع الموت لأكثر من أسبوع ومنذ أيام قليلة  أسلم الروح متأثرا بجراحة البليغة و هو في العقد الرابع من عمره و من أصحاب الشهادات الجامعية العليا (  رفعت في جنازته شعارات تدين القتلة و تتعهد بمواصلة النضال حتى تحقيق مطالب الإنتفاضة في الكرامة والحرية من بينها لا إله إلا الله و الشهيد حبيب الله وهذا ما وثقته أشرطة الفيدو التى صورت الجنازه.
أما بقية الضحايا فقد لقوا مصرعهم بعد أن أقدموا على الإنتحار ا من جراء  » الحقرة  » والظلم و الإضطهاد والبطالة التى عانوا منها لسنوات طويلة و حتى لما إنتصبوا لحسابهم الخاص بحثا عن الرزق الحلال عبر تعاطي مهن بسيطة لا تستجيب عائدتها لتكاليف الحياة الكريمة وقع محاصرتهم و التضييق عليهم و مطالبتهم بتقديم الرشاوي لأعوان الدولة  وهو ما أدى بهم إلى حالات من الإنهيار العصبى المزمن و هذا ما دفعهم إلى الإقدام على الإنتحار كما في حالة الشاب الحفناوي الذى سقط من علو بعد أن أمسك بعمود كهربائي أمام مقر المعتمدية  فتفحم و فارق الحياة على عين المكان و الثانى وهو مفجر الإنتفاضة البوعزيزى و الذى أشرنا إليه في بداية الفقرة  إضافة إلى العشرات  من الجرحى  » بالرصاص  » إصابات أغلبهم خطيرة  يرقدون إلى اليوم في المستشفى الجامعي بصفاقس .
 رحم الله الشهداء و شفى الجرحى البواسل و رزق شعبنا جميل الصبر و السلوان و عجل برحيل عصابة السرقة و النهب و القتل عن وطننا الحبيب تونس.
رافع القارصي / ألمانيا  
منقول عن الحوار نت


الخرّيجون العاطلون عن العمل يقرعون أجراس الإنـذار في تونس

بقلم :  صلاح الدين الجورشي – تونس- شهدت نهاية الأسبوع المنقضي تراجعا في نسق التعبئة التي قامت بها أوساط مختلفة من المجتمع المدني التونسي للتعبير عن تضامنها مع أهالي سيدي بوزيد، لكن تنازعا لا يزال قائما بين من يريد أن يطوي صفحة الأحداث والعودة في أقرب وقت إلى ما كانت عليه الأوضاع سابقا ، وبالتالي كأن شيئا لم يكن، وبين طيف آخر من التونسيين بمن فيهم من هم داخل النظام، يسعون إلى إرساء ديناميكية جديدة تكون قادرة على الإستمرار وتهدف إلى تغيير المناخ السياسي والإعلامي. ولا شك في أن الأسابيع والأشهر القادمة ستكون محددة لآفاق هذا التجاذب، لكن المؤكد أن هناك ثلاث ملفات رئيسية ستبقى تخيم على سماء تونس، وتهدد استقرارها الاجتماعي والسياسي. اثنان منها اجتماعيان، وهما ملف البطالة من جهة، وخاصة بطالة خريجي الجامعات، ومن جهة أخرى ملف اختلال التوازن بين الجهات الساحلية وبين ما يسمى بالجهات الداخلية، خصوصا بالجنوب والوسط الغربي للبلاد التونسية. أما الملف الأخير فهو سياسي بامتياز، ويتعلق بحرية الصحافة والتعبير عموما.  
تطورات خطيرة.. ومحاولات للتطويق
اكتسبت أحداث سيدي بوزي بعدا وطنيا غير مسبوق، بعد أن وضع الرئيس بن علي ثقله لمواجهة أزمة خطيرة وشديدة التعقيد. وبالرغم من أن ما حدث من قبل في منطقة الحوض المنجمي (جنوب غرب) استمر عدة أشهر من المواجهات وشمل قطاعات واسعة من سكان ولاية (محافظة) قفصة، إلا أن السلطة نجحت يومها في تطويق الحدث والسيطرة عليه أمنيا وسياسيا وإعلاميا.   أما الذي حدث بسيدي بوزيد فقد جاءت تطوراته وتداعياته مختلفة تماما. لقد حظي بتغطية إعلامية عالية جدا من قبل وسائل الإعلام الأكثر تأثيرا في الرأي العام التونسي بالخصوص وفي مقدمتها  قناة الجزيرة القطرية، التي جعلت منه الخبر الرئيسي لنشراتها لأكثر من عشرة أيام، وهو ما جعل الكثيرين يتصورون بأن البلاد مُقدمة على تغييرات جوهرية. وهو ما أربك السلطة وأثار مخاوفها وسخطها، وجعلها ترد بقوة على ما اعتبرته « مؤامرة للمس من استقرار تونس بهدف تغيير النظام ».   لكن، وبالإضافة إلى توسع حالة الغضب ببقية معتمديات (أقضية) الولاية (المحافظة) ومناطق مجاورة، وما صاحبه من عنف أدى إلى موت ثلاث شبان متأثرين بالرصاص الحي الذي أطلقه رجال الأمن، نجحت الكوادر الوسطى من النقابيين الناشطين بالاتحاد العام التونسي للشغل في أن توفر حزاما معنويا داعما لسكان سيدي بوزيد، إلى جانب التحركات التضامنية التي قام بها محامون وصحافيون وحقوقيون وطلبة وفاعلون سياسيون ينتمون إلى معظم التيارات السياسية المعارضة أو المقصية من الفضاء العام، وهو ما خلق حالة من التضامن، فسرتها وسائل الإعلام الخارجية بكونها امتدادا لأحداث سيدي بوزيد، رغم اختلاف طبيعتها أو القائمين عليها.   أمام هذه التطورات الخطيرة، وجد النظام نفسه مدعوا لمواجهة الأوضاع الساخنة، وذلك بانتهاج وسائل متعددة. ألقى الرئيس بن علي خطابا قصيرا، مزج فيه تفهمه للأسباب الإجتماعية التي كانت وراء الأحداث مع إدانة شديدة لـ « التضخيم الإعلامي »، ومهددا باستعمال الحزم ومؤكدا أن « مثيري أعمال الشغب سوف يُعاقبون بشدة »، وواعدا بمزيد الاهتمام بأوضاع العاطلين وسكان الجهات الداخلية. إلى جانب ذلك أجرى الرئيس التونسي تعديلا وزاريا شمل أربعة حقائب من بينها وزارة الاتصال (الإعلام)، وهو ما كشف عن فشل الخطاب الإعلامي في تطويق الأزمة أو تلافيها.    كما قام الرئيس التونسي بخطوات رمزية، من بينها زيارته للشاب محمد بوعزيزي الذي أحرق نفسه والذي لا يزال يتلقى العلاج بأحد مستشفيات العاصمة (إلى ساعة إعداد هذا التقرير)، إلى جانب استقبال عائلته الفقيرة. كما تلقى الحكم بارتياح الخطوة الداعمة التي أقدم عليها العقيد القذافي بإلغائه مختلف أشكل القيود التي وضعت سابقا على التونسيين العاملين داخل ليبيا أو المترددين عليها. وهي الإجراءات التي كانت وراء الإحتجاجات الصاخبة التي شهدتها منطقة بنقردان الحدودية الصيف الماضي والتي عادت من جديد في الأيام الأخيرة على إثر أحداث سيدي بوزيد. ما هو الحل؟ السؤال المطروح، بعد كل هذه التطورات، هل ستكون الدولة قادرة لوحدها على حل معضلة توفير العمل لعشرات الآلاف من العاطلين، وفي مقدمتهم أصحاب الشهادات؟ وهي القضية التي فرضت نفسها على الجميع خلال الأيام الماضية، وشكلت التهديد الأبرز لاستقرار النظام والبلاد.   الدكتور فتحي التوزري، أحد منشطي المجموعة السياسية التي تطلق على نفسها « الإصلاح والتنمية »، اعتبر في تصريح له إلى swissinfo.ch أن صوت هؤلاء البطالين كان « ضعيفا ومغمورا أمام روايات (النجاح الباهرة للاقتصاد التونسي وصموده أمام الأزمات) وهو ما زاد في تغذية الاحتقان. وكانت الأرقام المقدمة وخاصة عدم توضيح النسب الجهوية و المحلية نوع من الضيم والتعتيم واللامبالاة لمعاناة هؤلاء ».   وأشار التوزري بالخصوص إلى أن « قدرة هؤلاء البطالين على التنظم والتعبير منعدمة بحكم البيئة السياسية المنغلقة »، كما أن « قدرة المجتمع المدني والسياسي على لعب دور الوسيط أو حمل هموم هذا الجيل متواضعة »، وحتى الحزب الحاكم  كان من وجهة نظره « عاجزا عن حمل هموم هذه الشرائح الواسعة من الشباب »، وذلك بالرغم من كل الجهود التي لا ينكرها المتحدث، والتي  بذلتها الدولة لمعالجة ملف البطالة، إلى جانب الظروف الدولية الصعبة والمعقدة.   في مقابل ذلك، ربط الدكتور فتحي التوزري ما وصفه بـ « الأداء الضعيف للمستوى الجهوي والمحلي » بقضية الإصلاح السياسي، الذي اعتبره « المدخل الأساسي لمعالجة قضايا التنمية والسبيل الوحيد لرفع قدرة المواطن على المطالبة بحقوقه دون أن يلحقه الأذى ويكون آمنا على حياته ورزقه ويجنب بروز اليأس والإحباط والتشاؤم، كما أن هذا الإصلاح هو الكفيل برفع مقدرة الحكومة على الإستجابة لمطالب المواطنين دون اللجوء إلى الحلول الأمنية بل بالإقناع والمشاركة والحوار »، على حد قوله. أحداث غير عادية.. ودروس لا بد من استخلاصها عالم الإجتماع مهدي مبروك، ذكـّـر في تصريحات خاصة بـ swissinfo.ch أن أزمة خريجي الجامعات بدأت تطرح نفسها كمشكلة على أصحاب القرار السياسي والهياكل المعنية بهندسة التعليم العالي منذ أواسط التسعينات. وقد « انحصر الأمر في البداية في خريجي الاختصاصات الأدبية والإنسانية، ولكن بعد ذلك غدت معضلة لم تفلح جميع الوصفات في تجاوزها وذلك لأسباب عدة، خصوصا وقد  تزامنت مع الأزمة الاقتصادية العالمية التي مازلت تلقي بظلالها على الإقتصاد الوطني حاليا ».   وبخصوص الأسباب الكامنة وراء ذلك، يرى مهدي مبروك أنها « معقدة منها ما يعود أصلا إلى سياسات التعليم العالي التي اختارت تخفيف الإنتقائية وتعميم التعليم العالي تحت مسميات متعددة، وتزامن ذلك مع ذروة النمو الديموغرافي الذي عرفته شرائح الشباب والذي – حسب التقديرات والإسقاطات الديموغرافية – سيبدأ في التراجع مع سنة 2012 « . أما الأسباب الأخرى فهي من وجهة نظره « اقتصادية ناجمة عن ضعف الاقتصاد التونسي في امتصاص طلبات الشغل، حيث أن الإقتصاد التونسي لا يستوعب إلا خُمُس طالبي العمل على المستوى العام وأقل من ذلك بكثير من خريجي الجامعة. أما السبب الثالث فيعود إلى هندسة التكوين التي كانت تحيل أكثر من ثلثي القادمين إلى التعليم العالي إلى شعب أدبية وإنسانية لكونهم فاقدي الإمكانات العلمية دون مراعاة مستقبل تشغيلهم في المستقبل ».   أما الذي لفت نظره كباحث اجتماعي، أنه بعيدا عن تفاصيل الأحداث التي اندلعت في سيدي بوزيد « يبدو أن ما وقع يثبت أن الفئات المعطلة وأمام ضعف الحركات الاجتماعية والأحزاب السياسية القادرة على تأطير تحركاتهم تتجه أكثر فأكثر إلي تعبيرات احتجاجية انتحارية، يلقي خلالها الفرد الأعزل مانيفستو موته العاجز ». لكن مهدي مبروك سرعان ما يستدرك قائـــلا: « يبدو أن الأرضية الخصبة للهشاشة الاجتماعية، خصوصا في المناطق الداخلية التي لم تحصل إلا على القسط البسيط من برامج التنمية قد بدأت تهيئ لتعبيرات أكثر جرأة خصوصا وقد رفعت شعارات ستنغص لوقت طويل ما كانت تتباهى به الحكومة أي المعجزة الاقتصادية التونسية »، حيث « برهنت الحركة الإحتجاجية على البون الشاسع بين النمو والتنمية « ، حسب رأيه.   وخلص عالم الإجتماع التونسي إلى التشديد على أن أحداث سيدي بوزيد « لن تمر دون أن تستخلص منها السلطة والنخب المعارضة دروسا »، ويضيف « لقد بدأت هذه الدروس تستوعب فكان فاتحتها الإعتراف العلني من قبل الحكومة بمعضلة التشغيل ومشروعية المطالبة به والتقصير الحاصل في مسألة التواصل مع هذه الفئة خصوصا من قبل الإدارة ». وبناء عليه يعتقد مهدي مبروك أن الحكومة وتحت ضغط الأحداث وأمام الإستحقاقات السياسية القادمة « مضطرة الى مراجعة ملف التشغيل بأكثر جدية خصوصا وأن ممكنات التشغيل قادرة إلى حد ما على امتصاص نسبة محترمة من العاطلين »، على حد رأيه. مُكره أخاك.. لا بطل! إذا كانت هذه آراء الكثيرين من الفاعلين السياسيين والنقابيين والخبراء، فإن المعنيين بالأمر وهم حاملو الشهادات المعطلين، سعوا بكل الطرق إلى تنظيم صفوفهم وإبلاغ صوتهم إلى مختلف المستويات، لكنهم للحقيقة لم يجدوا آذانا صاغية ولا جهات متفهمة لوضعهم. كما فشلت محاولاتهم لتأسيس هيكل قانوني مثل زملائهم في المغرب الأقصى، يدافعون من خلاله على حقوقهم.   ومنذ عدة أعوام، أعلنت هذه الفئة من الشباب التونسي أنها تريد إشراكها في حوار وطني حول ملف التشغيل، وأنها تُطالب بالإعتراف بمنظمتها، وتطمح للحصول على منحة بطالة، ذلك هو سقف مطالبهم. وبدل أن يُنظر إلى هذه الشريحة الشبابية كنخبة متعلمة راقية وجدت نفسها ضحية مأزق اقتصادي، عُـومـل الكثير منهم كمناوئين للنظام، في حين أن أغلبيتهم الساحقة لا علاقة لهم بالسياسة، ولا تربطهم بالأحزاب القائمة أو المحظورة أو الجمعيات الأخرى أي رابط، وإنما دفعتهم الحاجة للإحتجاج، وينطبق على الكثير منهم المثال القائل « مكره أخاك لا بطل ». (المصدر: موقع « سويس انفو » (سويسرا) بتاريخ 03 جانفي 2011)


هدير إنتفاضة جديدة أخرى إن شاء الله في تونس

ما أخمدت إنتفاضة سيدي بوزيد ولكنها إستراحة قصيرة  


كنا نعدّ في الحوار.نت قبل أيام لإختيار شخصيات العام العشر للسنة المنصرمة 2010 بمثل ما دأبنا عليه منذ سنوات قليلات حتى فاجأنا هدير إنتفاضة سيدي بوزيد وإمتداداتها في شرق البلاد وغربها ( رغم أننا كنّا تنبأنا في الكلمة الحرة ليوم 20/12/2010 بأننا على مرمى حجر من ثورة خبر أخرى) فكان لا بد لنا من المساهمة في دعم تلك الإنتفاضة المباركة وتثبيت جلبتها وتحريض ركضها قدر الإمكان. ومع فيئ تلك الإنتفاضة إلى إستراحةقصيرة  لا بد لنا من كلمة حرة أخرى في موضوع الإنتفاضة قبل أن نعود إلى موضوع شخصيات العام العشر للعام المنصرم. ما هي حصائل الإنتفاضة وما هي دروسها  
حصائلها
1 ـ ثلاثة قتلى حتى اليوم ( واحد برصاص البوليس الذي أذن به بن علي من غرفة العمليات مباشرة وبحسب مصدر موثوق جدا لتفريق المحتجين بينما قضى إثنان من بعد ذلك في المستشفى متأثرين بطلقات الرصاص). 2 ـ هجوم حكومي رسمي كاسح جدا ضد قناة الجزيرة وآخر مظهر لذلك قول عبد الله القلال ( رئيس مجلس المستشارين ووزير الداخلية الأسبق الذي عهد له بن علي بشن الحملة البوليسية غير المسبوقة حتى اليوم في التاريخ التونسي الحديث ضد الحركة الإسلامية عام 1991) بأن قناة الجزيرة معادية لتونس. ولم يكن هذا أول هجوم ضد الجزيرة التي ساهمت مرات كثيرة في هز العلاقات الدبلوماسية بين قطر وتونس حتى وصل الأمر في بعضها إلى مستوى إستدعاء السفير التونسي وحجب إعتماده لمدة طويلة. 3 ـ خطاب رئاسي في خضم الإنتفاضة أوله تهديد وآخره تهديد وبين أوله وآخره وعيد. دون أن يغفل بن علي عن تذكيرنا بأن جهات خارجية أو مناوئة هي المسؤولة عن إثارة ( الشغب) ومعنى ذلك هو أن الشعب التونسي مجموعة دمى يحركها من شاء بيسر ثم محاولة يائسة لإمتصاص الإنتفاضة من خلال تحوير وزاري جزئي وآخر في سلك الولاة. 4 ـ حملات إعتقالات وتعذيب بالجملة في صفوف الشباب المنتفض دون أن يغفل بن علي عن كون السجون التي أفرغت من الإسلاميين بعد عشرين عاما كاملة بخروج الدكتور الصادق شورو قبل زهاء شهرين ( الرئيس الأسبق لحركة النهضة ) لا بد لها من إستقبال إسلاميين آخرين فكان الدور على بعض قيادات الحركة من مجموعة علي لحرابي ومن معه قبل أسابيع قليلة وما تلا ذلك من بروز للتعذيب البدني الشنيع مرة أخرى من خلال شهادة الطالب علي بن عون واليوم جاء الدور على قيادي تاريخي للنهضة ـ بل هو ثالث مؤسس لها ـ أي القاضي المستشار الشيخ صالح بن عبد الله الذي منع حتى من مجرد الإنتصاب لبيع الخضراوات تأمينا لقوت أهله بعدما أطرد من عمله قاضيا مستشارا في الوزارة الأولى منذ عام 1981 حتى يومنا هذا 2011. هل تجد ـ بربك ـ عصابة إحترفت التشفي والتنكيل بالمعارضين مثل ما تجد في عصابة بن علي وزمرته الفاسدة؟ ( حكم على الرجل بالأمس 6 أشهر نافذة). 5 ـ ما سمي في الإعلام بيوم المحاماة الأسود لفرط تفعيل حلقات العدوان ضد فرسان الحرية الذين هزموا بن علي ومرشحه في الإنتخابات المنصرمة ( قبل شهور) في عمادة المحامين وفرع تونس معا كما كان حضورهم في إنتفاضة سيدي بوزيد لافتا للنظر في أغلب المدن التونسية فكان لا بد له من الإنتقام منهم. فما هي دروس الإنتفاضة 1 ـ الإنتفاضة كلمة العصر السحرية التي دخلت القواميس اللاتينية متأبية عن التغريب اللغوي فلا تجد لها اليوم مرادفا في كل اللغات تقريبا سوى (intifada) وهو مكسب لغوي ومعنوي ونضالي في آن واحد. عندما أجمع الإعلام التونسي بفعالياته الوطنية الداعمة للإنتفاضة على تسمية ثورة الخبز الحالية في تونس بالإنتفاضة فإن ذلك يستلزم الحفاظ على ذلك الإسم العلم ولذلك تجد كثيرا من أبواق بن علي ( من مثل برهان بسيس وأبوبكر الصغير وغيرهما) يلتمسون بذكاء خبيث من الناس عدم إستخدام مصطلح الإنتفاضة تهوينا من شأنها. كلمة الإنتفاضة تزعجهم وتؤرق مضاجعهم فلا بد من جعلها إسما علما على ثورات الخبز القادمة في تونس إن شاء الله تعالى ولا بد لها أن تكون إختراعا عربيا قحا يحتفظ بحق الملكية مثله مثل كل إنتاج أو صناعة. كلمة الإنتفاضة في هذه الحالة شبيهة بصيحة الله أكبر التي يصرخ بها المقاوم في غزة في وجه الصهيوني المحتل فترتبك حساباته وترتعد فرائصه. 2ـ لا خوف على تونس مادام أعتى صرح فيها قائما متأبيا عن الهدم. ألا ترى أن أكثر فعاليات الإنتفاضة الحالية في تونس إنطلقت من مقرات الإتحاد العام التونسي للشغل؟ ليس يعني ذلك سوى أن إتحاد الشغل ظل صرحا شامخا قائما هازئا بمحاولات بن علي اليائسة لتدميره أو تدجينه متعاونا مع قيادته المركزية العليا ( سيما أمينه العام ). لقد أخطأنا في أيام الجمر الحامية عندما ظننا أن بن علي قد قضى على مؤسسة الإتحاد أو أوشك على ذلك. تبين اليوم بما لم يعد يدع مجالا للريب بأن الإتحاد ـ وحده تقريبا ـ هو المعقل الذي يؤمن للإنتفاضة حياتها. صحيح أن القيادات الوسطى للإتحاد ـ فضلا عن المحلية ـ هي التي تولت ذلك العبء النضالي الكبير ولكن خلاصة المحصلة تقودنا إلى أن الإتحاد خرج من محنته سلميا معافى وهو في الحقيقة سر من أسرار التاريخ التونسي الحديث جدير بأهل البحث أن يعملوا فيه أقلامهم. 3ـ حق لك أن تقول بإطمئنان كبير جدا : أكل بن علي وحاشية الفساد التي تحيط به يوم تعولم الإعلام من جهة ويوم ظهر إلى الوجود الإعلام الفضائي والإفتراضي وخاصة مساحة التواصل الإجتماعي ( الفايس بوك) من جهة أخرى. حق لك أن تقول بإطمئنان كبير جدا بأن معركة بن علي مع الإعلام بكل تجلياته هي معركة دون كيشوت مع طواحين الهواء. هي معركة خاسرة مائة بالمائة. لذلك صب جام غضبه على الجزيرة ونسب إليها وإلى غيرها صنع الإنتفاضة التونسية الراهنة. الثورة الإعلامية الراهنة هي سيل جارف لا يقف أمامه حجر ولا مدر ولا وبر. التكنولوجيا التي يفتخر بها بن علي أن كان نصيب تونس منها كبيرا ـ وهو حق ـ هي التي إنحازت إلى الإنتفاضة ضد بن علي. أي نصر للإنتفاضة عندما يحسم المعركة هاتف نقال لأحد المحتجين أو المتفرجين لينقل المعركة بالصوت والصورة حية على الهواء؟ لقد جاءنا من مصدر موثوق جدا في تونس بأن بن علي أمر بالبحث عن طريقة تقنية للحد من صور الفيديو التي تنشر على الفايس بوك والأنترنت. 4ـ تطعيم الإنتفاضة الشعبية التلقائية بفرسان الحرية من المحامين بمثل ما رأينا بأم أعيننا في الإنتفاضة الراهنة يؤشر على أن معركة الخبز في تونس هي معركة كل الناس يستوي في ذلك المهمش مع البطال بمثل ما يستوي فيها العامل اليومي مع الإطار الجامعي العالي فهل يقدر بن علي على مواجهة شعب بأسره ينتفض لأجل كرامة عيشه وحريته؟ 5ـ معركة الهوية في الأصل معركة واحدة. ولكنها عند التفصيل تبدو متنوعة الألوان. هي عند النخبة من الحقوقيين والسياسيين والإعلاميين معركة سياسية ومعركة حريات شخصية وسياسية وإعلامية وهي عند المهمشين والبطالين والمسحوقين إجتماعيا معركة إجتماعية. ولكنها في الأصل معركة هوية واحدة لا تنفصم عراها وما محاولات الفصل بين أجزائها إلا دليل جهل أو خبث يستهدف عزل الجماهير عن معركة الحريات أو عزل المثقفين عن معركة الخبز. ألا ترى أن الشعارات المرفوعة في الإنتفاضة الراهنة هي شعارات سياسية وإجتماعية في آن واحد؟. أي معنى لحريات سياسية تؤمن لعصابة النهب والسلب إمتصاص دماء المحرومين والمسحوقين وأي معنى لعدالة إجتماعية تكمم الأفواه؟ ألم تنكشف إحدى أكبر كذبات بن علي في أن المعجزة الإقتصادية يمكن أن تولد من رحم ضبط الدولة لحراك المجتمع؟ ألم يضحى ذلك أثرا من بعد عين؟ ذلك هو معنى أن الهوية كل لا يتجزأ في الأصل حتى لو إقتضت التطبيقات رسم أولويات تقدم هذا أو تؤخر ذاك. تونس على أبواب عهد جديد بالتأكيد صرح الحقوقي الدولي البارز الدكتور هيثم مناع بأن تونس لن تعود كما كانت بعد إنتفاضة سيدي بوزيد الراهنة. ومعلوم أن الدولة في تونس لفرط تغولها وإستيلائها على كل شيء صغيرا كان أم كبيرا غدت أشبه ببناء هرمي لولبي مترابط بحيث لو سقطت منه حبة خر البناء كله. ذلك هو نمط الدولة العربية الراهنة عندما تبتلع المجتمع كله والمؤسسات كلها وتضع نفسها في معادلة عسيرة جدا فإما أن تظل كذلك مهيمنة وإما أن يندك صرحها في سنوات قليلات معدودات بل ربما في شهور قصيرات. الفضاء لا يحتمل وجود دولة لا مجتمع فيها ولذلك تعمل السنن الغلابة للإطاحة بالدولة عندما يغيب المجتمع في بطنها بالكلية. يمكن لك أن تقول بإطمئنان كبير جدا بأن تونس إستقبلت عهدها الجديد منذ عام 2005أي بمناسبة مؤتمر الإعلامية الدولي وخوض أكبر إضراب جوع جماعي من أكثر ما يمكن من قيادات السياسة والحقوق في البلاد ثم تطور الوضع يوما من بعد يوم حتى كانت إنتفاضة الحوض المنجمي عام 2008وإنتفاضة بنقردان وسيدي بوزيد عام 2010. حراك إجتماعي وسياسي وحقوقي تونسي غير مسبوق منذ بدء سنوات الجمر الحامية في 1991. كل ذلك يؤشر على أن تونس دخلت مرحلة جديدة. هي مرحلة إستعادة المجتمع لتوازنه مع الدولة بعدما رفضت الدولة ـ على إمتداد عقدين كاملين ـ الإعتراف به كيانا حرا له خياراته وهويته وضروراته. من خسر العقدين الأخيرين ومن ربحهما عقدان من الحياة ليس زمنا قصيرا ولا هينا في زمن التحولات. لكم أخطأ كل من ظن في السنوات الطويلة السابقة أن الأمر إستقر لبن علي وزبانيته وأن الأمر يمكن أن تحسمه عصا البوليس وسطوة الجلاد وبطش كلاب الدولة. لكم أخطأ من ظن أن بن علي ربح العقدين بالضربة القاضية أو أنه على وشك النجاح في معركته الكبرى لتجفيف منابع التدين أو وأد الحريات وقتل السياسة والتنكيل بالحركة الحقوقية وتجاهل الثورات الإعلامية الهادرة. ألم يتبين بأن ذلك لا يعدو أن يكون قراءة مفرطة في اليأس ومجانبة للصواب؟ المجتمع هو الذي ربح عقدي الجمر الحامي. أجل. المجتمع هو الرابح حتى لو أصابته جراحات ثخينة جدا جراء صموده وتأبيه عن الإنمحاء والذوبان. ألا تقول لمريض أصيب بجراحات خطيرة في إثر حادث طريق مروع ثم لبث في المستشفى ما شاء له الله أن يلبث .. ألا تقول أنه عوفي وشفي ونجا؟ ذلك هو مثل المجتمع التونسي : جارت عليه الدولة بخيلها وكلابها ورجلها ولكنه صمد وظل يراكم الغضب حنقة من بعد حنقة حتى تفجر في أكثر من مناسبة وسيأذن الله سبحانه يوما بتفجر الحنقة الأخيرة وعسى أن تكون قريبا. ألسنا نقرأ في تاريخ أوربا أنها ما نعمت بالديمقراطية والحرية ـ حتى لو كانت ذات طابع مركزي عنصري (egocentrisme) ـ إلا بعد أن خاضت حروبا ومعارك حامية ضد الكنيسة والإقطاع؟ أليس الحال شبيها بذلك؟ الكنيسة عندنا هي الدولة التي توظف الإسلام وتستغل الدين والإقطاع عندنا هي الدولة ذاتها كذلك بما تؤمم من ممتلكات بالقوة لكلابها وميليشياتها. ألسنا نقرأ أن الحرية لا توهب على طبق من ذهب ولا فضة. ألسنا نردد مع شاعر النيل شوقي عليه رحمة الله سبحانه : وللحرية الحمراء باب .. بكل يد مضرجة يدق. بن علي يترنح تحت لكمتين قويتين 1ـ اللكمة الأولى كانت من ويكيليكس بشهادة السفير الأمريكي في الحاشية المحيطة ببن علي وفسادها ومنها صخر الماطري الذي إستضاف السفير الأمريكي فكانت مناسبة ليطلع على حقارة الترف الكافر الذي يرفل به صهر بن علي والناس يتضورون جوعا. 2ـ اللكمة الثانية كانت من إنتفاضة سيدي بوزيد. ومن يتلقى لكمتين قويتين لا بد له أن يترنح قبل أن يستعيد توازنه ولكنه توازن مغشوش سرعان ما تعاجله إنتفاضة جديدة أخرى إن شاء الله تعالى. ورغم كل ذلك فإن الجنرال العجوز يجد من يشد أزره إقرأ مليا في هذا البيان المنشور على تونس نيوز بتاريخ 30ديسمبر 2010والإنتفاضة في تونس في أوج عطائها. إقرأ مليا لتدرك مدى التعاسة التي يمكن أن ترتد إليها النخبة.:”
لقد استغلّ هذه الاحتجاجات فلول الراديكالية المتمترسين وراء بعض النقابات المهنية و خارجها مدعومين من رموز المعارضة الهامشية في الداخل و الخارج في محاولة لاستدراج بعض الفئات الشعبية و الاجتماعية إلى تحركات احتجاجية هدفها زعزعة الدولة و الاستقرار الاجتماعي…
و لفهم طبيعة هذه الأحداث لابد من التذكير بالنقاط التالية:
 ـ إن التفاوت التنموي بين الجهات ليست ظاهرة حديثة اكتشفها البعض بمناسبة هذه الأحداث …  ـ إن ما تدّعيه و تردده بعض الأوساط من أن تونس تعيش حالة احتقان اجتماعي بسبب تفشّي البطالة كنتيجة للسياسات التنموية للدولة، هو مجانب للحقيقة… -على القوى الوطنية مسؤولية التصدي لمحاولات بعض المغامرين في الّداخل و الخارج، هؤلاء الذين يعبرون على نشوتهم كلما مرّت بلادنا بأزمة… جمعية تونس المستقبل – الهيئة الـتأسيسية كلمتنا الأخيرة: ما أخمدت إنتفاضة سيدي بوزيد وما ينبغي لها أن تخمد.. ولكنها إستراحة قصيرة.. وإلى اللقاء ـ إن شاء الله تعالى ـ على هدير إنتفاضة جديدة أخرى تستأنف النضال من حيث وصلت إليه  إنتفاضة سيدي بوزيد.. وإن غدا لناظره قريب..  
(المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 3 جانفي 2011)  


حديث الجمعة الواقع الذي لا يكذب  

بقلم بسام بونني أبت السنة الدولية للشباب إلا أن تنتهي على سلسلة من الانتحارات أقدم عليها شبان ضاق بهم الحال وتقطعت بهم السبل في البحث عن حياة آدمية. أفاق التونسيون على فجائع بالجملة بل أهمّ من ذلك اكتشفوا حقائق أو بالأحرى اصطدموا بها لمعرفتهم المسبقة بها، حقائق لا يمكن تفنيدها ولا دحضها بل حان التعامل معها جديا قبل تطوّر الأمور إلى ما هو أخطر بكثير. فانتفاضة سيدي بوزيد اكتشفها التونسيون عبر مجهود مُواطنيٍ وجد في الإنترنت ساحة رحبة له، تناقلته الشبكات الإخبارية في العالم. في المقابل، أصرّ الإعلام التونسي على تجاهل المسألة برمّتها وراحت بعض الأقلام « تبدع » في إيجاد التعلاّت، فمنها ما كتبت تقول إنّ ملايين كرة القدم هي السبب ومنها من ذهبت إلى حدّ اتهام المقدمين على الانتحار بأنّهم لم « يحسبوها جيّدا » !!! أما الإعلام السمعي البصري فقد كان شبه غائب. فباستثناء بعض المسكنات التي أضحت تزيد المُشاهد أرقا وانزعاجا من برقيات وزيارات رسمية هامشية، غابت الصورة وما أدراك ما الصورة، وكأنّ سيدي بوزيد ولاية من ولايات جزر الوق واق، في مظهر آخر من مظاهر التهميش والتغييب لجهات بأكملها عن المشهد العامّ في البلاد. ومع سقوط ضحايا، اصطدم التونسيون بحقيقة أخرى لا تقلّ خطورة هي أنّ لا مناعة لبلادنا من العنف خاصة في ظلّ سوء إدارة الأزمات والعجز عن امتصاص الغضب الشعبي المشروع. فأحداث سيدي بوزيد انطلقت عفويّة وسلمية قبل أن يتمّ التعاطي معها بطريقة أمنية بحتة. أمّا الجانب السياسي، فقد اقتصر على لقاءات نظمها وأطّرها الحزب الحاكم دون سواه، في الوقت الذي من المفترض تشريك جميع الأطراف في أزمة هي ازمة كلّ التونسيين. من خلال سيدي بوزيد اصطدم التونسيون أيضا بحقيقة أنّ الأرقام والمؤشرات الرسمية بشأن « المعجزة التونسية » ليست بتلك الوردية التي تُسَوّق لنا ليلا نهارا. فلا دافوس ولا صندوق النقد الدولي ولا مؤشر جودة الحياة باستطاعتهم مسح ما حصل في سيدي بوزيد وما أعقب ذلك من وعي بخطورة اللحظة في دولة لم تطوِ إلى الآن ملفّ الحوض المنجمي ولم تضع حدّا لحالة الترقّب والتخوّف من أيّ طارئ في المنطقة الحدودية مع ليبيا. أخيرا وليس آخرا اصطدم التونسيون بتنكّر قطاعات واسعة من « نُخبهم » لأحداث سيدي بوزيد على خطورتها، إذ لاذ البعض بالصمت بينما أصرّ البعض الآخر على الإيغال في الاهتمام بمسائل أخرى فرعية بل وأحيانا عبثية لا تمت لا بالمكان ولا بالزمان بصلة. أفرزت سيدي بوزيد إذن جملة من الاصطدامات يجب أن تؤدّي إلى التساؤل عن الوجهة التي تتخذها البلاد. ومع غلاء المعيشة وارتفاع نسبة البطالة واستشراء الفساد، قد تصبح كلّ الجهات مؤهّلة لأن تكون ديكورا قاتما لاحتقان شعبي. وللحيلولة دون ذلك، لا مفرّ دون إعادة النظر في طريق إدارة الجهات بإجراء تحوير جذري في سياسات الحكومة، سواء على مستوى العدالة الاجتماعية أو التوزيع العادل للثروة الوطنية. كما أنّ لا بديل عن إطلاق الحريات واتخاذ الانفتاح السياسي كخيار لا رجعة فيه. فطريق النجاة واحد لا ثاني له.  


خارطة طريق الانتفاضة

(1)


ذكرت في مقال سابق مع بداية اندلاع الانتفاضة المباركة بسيدي بوزيد تحت عنوان : بداية النهاية ، أن الحكومة الحالية قد استوفت شروط السقوط و الانحلال و ها هي عقارب الساعة تأخذ دورتها التقليدية و تقترب من ساعة الصفر ، و كل الدلائل تشهد على زوال هذه الحكومة الفاسدة و هذه النتيجة ليس من الصعب بما كان الوصول اليها، فقد أثبتت القرائن و الشواهد المتتالية على صدق الاستنتاج و حتمية هلاك النظام الفاسد و أتباعه و قد شهد بذلك الصديق قبل العدو و ما وثائق ويكيليكس الصادرة عن الخارجية الأمريكية توثق عدم أهلية حكومة بن علي في ادارة البلاد و شبهتها بحكومة المافيا علما أن هذه الوثائق كانت غاية في السرية و لا يسمح للاطلاع عليها و لذلك كانت عملية تسريبها بمثابة الزلزال الذي هز أركان الأنظمة الفاسدة و سببت ضررا بليغا للدبلوماسية الأمريكية تجاه حلفائها التقليديين و بالتأكيد النظام التونسي كان من أكثر الانظمة فسادا بالمنطقة و كرها من قبل اخوانه العرب خاصة بعدما أبرزت تقارير السفارة الامريكية تعليقات غير لائقة من قبل بن علي في حق الرئيس الليبي و الرئيس بوتفليقة و يمكن أن تلاحظ أيضا علاقته الفاترة مع جميع الأنظمة العربية ، و بالتأكيد ستسعد هذه الأخيرة برحيله و لا تأسف أبدا على سقوطه لما سببه من شروخات كبيرة للثقافة الاسلامية العربية داخل المجتمع التونسي و جره عنوة للتونسيين ، و الرمي بهم في حوض التغريب ، و لعب دور محام دفاع عن المصالح الصهيونية في اللقاءات العربية و تشجيع التطبيع مع اليهود حتى وان كان ذلك عبر تداول السلع التجارية أو الزيارات الثقافية أو حتى الرحلات الدينية كالتي تستقبلها مدينة جربة بجنوب تونس لألاف الحجيج اليهود الذين يدنسون أرض القيروان و الزيتونة . 
لائحة السقطات :
انتفاضة سيدي بوزيد المباركة كانت بمثابة نهاية آخر نفس يلفظه المتوفي على سرير الموت و تزيح عنه ما بقي من أوراق التوت التي كان يتلحفها المتوفى اكلينيكيا ليغطي عورته الغليظة بغلظة أفعاله و بعد سقوط أوراق التوت عن جسمه السياسي اتضح أنها كانت تحجب هيكلا عظميا هزيلا أشرف على الهلاك ينخر عظامه فيروس الفساد المالي و استغلال المال العام و الرشوة و المحسوبية و فيروس سرطاني خبيث اسمه الحرب على الاسلام  و لكن الناس والعالم كانوا في غفلة عن ذلك تحت تأثير سحر الماكينة الاعلامية و مخدر المعجزة التونسية و لكن جاءت ساعة الحقيقة و حصحص الحق لتكشف قائمة السقطات المخفية تحت سرير الموت :
سقطة المعجزة الاقتصادية سقطة النموذج المثالي سقطة الاستقرار الامني سقطة هيبة الدولة سقطة جدار الخوف سقطة هيمنة العائلة الحاكمة
ومسلسل السقطات يستمر و ذلك ما ستكشفه الايام القادمة  و خاصة ما سيتولى ذكره موقع ويكيليكس من ملفات أكثرسخونة تخص الانظمة العربية التي بحوزة صاحب الموقع . المجتمع المدني يقلب المعادلة :
في الوقت الذي سخر فيه النظام التونسي الخبيث كل قدراته المالية و الامنية لمحاربة الاسلام و الزج برجال الحركة الاسلامية داخل السجون و قتل العديد منهم عمدا داخل السجون و التنكيل بهم و بأهليهم و تدميرهم ماليا و اجتماعيا و يتبجح بذلك لأسياده الغربيين بأنه الرجل الوحيد الذي نجح في القضاء على الارهاب على الساحة العربية حسب زعمه فاذا به يأتيه الجواب من حيث لا يحتسب و يثأر المجتمع المدني للحركة الاسلامية و يكشف زيفه و خداعه للمجتمع الدولي و استعماله ورقة الارهاب كورقة لاطالة عمره و ضمان استمراريته في السلطة و الحصول على التأييد الدولي و العون المالي وغض الطرف عن تجاوزاته في سجل حقوق الانسان و حرية التعبير و التنظم، و نجح و لو الى حين في توظيف هذه الخدعة لتقوية نظامه المتهالك و ضرب بذلك عصفورين بحجر واحد . و من ألطاف الله تعالى أن مفجر الانتفاضة البوعزيزي لم يكن ذا توجهات اسلامية و الا لقامت الدنيا وسخر كل امكانية الدولة بالتشهير بالاسلاميين ثم وجد الدعم المطلق من الغرب و جر سكينه على رقاب أبناء الحركة الاسلامية  فردا فردا وأ قام عرسا لا تنتهي احتفالاته ليوم الدين و لكن كان بوعزيزي يسمع مثله كمثل اخوانه حاملي الشهادات العليا بالمعجزة الاقتصادية و التنمية السريعة و لكنه لم يشاهد شيئا من هذه الدعايات و الاحلام حتى في منامه ، بل لم يجد ما يسد به رمق اخوانه اليتامى و هو عاطل عن العمل رغم شهادته العليا التي قضى من أجلها خمس سنين عجاف للفوز بها على أمل الحصول على مجرد وظيفة يحفظ بها كرامته و كرامة أهله …و للأسف كانت النار الحارقة في انتظاره .
شهادة الطالب الجامعي تساوي تأهله للانتحار :
اليوم 3 جانفي سيكون يوما تاريخيا لأنه ليس كمثل الايام و لان شهر جانفي في تونس ليس كبقية الشهور و أعتقد أن النظام التونسي لو كانت بيده قدرة لمسح هذا الشهر من رزنامة شهور السنة لأن جانفي اسمه مقرون بالانتفاضات في تونس و لكن هذه المرة سيكون أشد المرات قساوة و انفجارا خاصة وان شهر جانفي يتزامن مع رجوع التلاميذ و الطلاب لمقاعد الدراسة التي تعتبر جلسات التعليم بمثابة جلسات تأهيل و تدريب على الانتحار و هم يشاهدون بعيونهم ويسمعون بأذانهم كيف زميلا لهم و قد مر بنفس الطريق و السلم الدراسي و في النهاية كانت النار في انتظاره. و كأني هنا بالطالب يتسائل : اذا ما كان الحال كذلك ؟  فلماذا أضيع وقتي و جهدي و ثروة أهلي من أجل مشروع انتحاري ؟ و ان كان لا بد من الانتحار مثل بوعزيزي فأنتحر اليوم قبل الغد ؟ ولماذا أنتظر خمس سنوات متتاليات أشقى به وأهلي ؟
أيها السادة …الجامعات التونسية أصبحت مراكز لتخريج الانتحاريين و عاشقي الموت ، و ليس صحيحا ما يشاع في العالم أن القاعدة لوحدها تمثل خطرا على السلم العالمي و ذلك عبر تأهيل انتحاريين و تفجيرهم عن بعد أو من تلقاء أنفسهم و لكن هنالك معاقل أخرى للموت المحقق و بصفة رسمية و تحت عناية الدولة موجودة بالجامعات التونسية و باشراف الحكومة نفسها.
أذن كيف نفسر ظاهرة الانتحارات بالجملة في صفوف خريجي الجامعات اذ أعتبرهم شخصيا  أنهم قنابل موقوتة جاهزة للتفجير في أي لحظة استفزاز أوالشعور بالغبن أو الشعور بالظلم أو حتى الشعور بالجوع و النظام التونسي يتحمل كامل المسؤولية لانشغاله بمشاريع أخرى توفير لقمة كريمة لأبنائنا . اني من هذا الموقع أوجه ندائي  للقوى الوطنية داخل تونس بانقاذ أبنائنا من خطر الموت المحقق و مسلسل الانتحارات المستمر بصفة يومية نتيجة السياسة التعليمية المتأخرة والمتبعة لنظام المافيا و سياسة التشغيل والتوظيف الفاشلة في حين أن خيرات البلاد و مقدراتها تحت سيطرة المافيا و شعبنا يموت جوعا و ظلما  .
تعاطف دولي غير مسبوق :
الى حد علمي ، لم تشهد تونس تأييدا دوليا بهذا الحجم خاصة أن ابناء الوطن بالخارج لم يتخذوا موقف المتفرج بل أبت نفوسهم العزيزة الا أن يشاركوا ألام اخوانهم بالداخل ، فهبت الجالية التونسية في كل من فرنسا ، سويسرا ألمانيا ، كندا ، واشنطن ، و غدا… ايطاليا ، دانمارك ، استراليا ، البرازيل الارجنتين ، السودان، جنوب افريقيا… لتعلن عن رفضها لسياسة القمع و تشويه سمعة البلاد في المحافل الدولية ، التونسيون تمثيلهم بالخارج يفوق التمثيل الرسمي للدولة لن يكونوا سلبيين بالمرة لأنهم عانوا القهر و الظلم و التشريد و غير مستعدين للانتظار لعشرين سنة أخرى حتى تأتي انتفاضة مباركة أخرى بهذا الحجم فانهم يقدرون أنها الفرصة الذهبية  الوحيدة و التوقيت الصحيح الوحيد و الحدث الأبرز الوحيد .

ليس التوانسة بالخارج لوحدهم نصروا اخوانهم  بالداخل بل الامر أخذ بعدا دوليا ونموذجا يحتذى به للتحرر من قبل الحركات الوطنية في الوطن العربي فها هي مصر قلب الامة تتعاطف و تبارك تحركات الانتفاضة السلمية و لبنان، و المغرب، و الجزائر، و أصبحت الانتفاضة مصدر الهام و ابداع في الفن و الشعر و القصيدة و السياسة للاخوة العرب و المسلمين , و اشتكى الرئيس المتهالك قبل عدة أيام من أن الشغب و المظاهرات تسئ لسمعة البلاد و لا تشجع رجال الأعمال على الاستثمار في تونس ، و لكن نسي الرئيس أن عائلته و سياسته المتبعة و ذلك باعتراف حليفه الامريكي هي التي أساءت لسمعة البلاد و للتونسيين بالخارج و أصبحنا نخجل من الفضائح و الفساد التي تغرق فيها العائلة الحاكمة باسم تونس .   حمادي الغربي الحلقة رقم 2 غدا باذن الله


أفيقي بلادي وفكي القيود

أفيقي بلادي وفكي القيود
وجددي للنصر كل العهود أفيقي وسيري بدرب الرجال وجددي نصر الخوالي الجدود أفيقي ترينا نلبي النداء برغم السجون ونأي الحدود أفيقي فأبناؤك قد تنادوا بأن تبقى خضراء نور الوجود فإما بقــــاء يعز البــــــــــلاد وإما فناء يغيض الحقود *************** تمردي  خضراء يا أمنا فهاهم بنوك يلبوا النداء وهاهم بناءي وهم غرباء وهاهم بضيم وهم سجناء وهاهم يضحون فيك بعشق يتيهون في العشق حد الفناء وهاهم يرصون فيك االصفوف وفي عشقك كلهم أوفياء وحين تنادين هبوا إلي نهب جميعا لرفع اللواء *************** تمردي تونس لا تستكيني نلبي  نداءك بالملايين ونأتيك زحفا بكل البلاد ونأتيك عشقا وفي كل حين ونأتي شمالا ونأتي جنوبا وشرقا وغربا بحب مكين ونأت نفكُّك من كلّ قيد ونأت نحرر كلّ سجين تمردي  خضراءنا يا بلادا ِعشقناها رغم النوى والسجون تمردي خضراءنا لا تليني تمردي فكي ظلام المحون
جمال الدين أحمد الفرحاوي  لاهاي /هولندا في 11/11/2005                            farhaoui jamel eddine ahmed  


الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 26 محرم  1432 الموافق ل 03 جانفي 2011

27 يوما من الإضراب عن الطعام دفاعا عن الحق في الشغل

يواصل السجين السياسي السابق السيد محمد عمار إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم السابع والعشرين على التوالي للمطالبة بحقه في الشغل وفق مؤهلاته كمتحصل على رخصة سياقة سيارة أجرة أو شغل يحفظ كرامته وحق أهله في حياة كريمة أمام تجاهل الجهات المعنية لمطلبه المشروع إثر معاناة طويلة  من الخصاصة و الحرمان.

وقد زاره وفد من منظمة « حرية وإنصاف » يتكون من الكاتب العام المهندس عبد الكريم الهاروني وعضوي المكتب التنفيذي الأستاذ محمد القلوي المكلف بالحقوق الاجتماعية والمهندس  حمزة حمزة المكلف بالعلاقة بالمنظمات للاطمئنان على صحته والتضامن معه، وقد سجل الوفد انشغاله لما لاحظه من تدهور خطير لحالة السيد محمد عمار الصحية والاجتماعية وتخوف أهله على صحته وحياته وحيرتهم أمام صمت الجهات الرسمية، إذ لم يتصل به إلا مبعوث من وزارة الداخلية لاستجوابه حول دخوله في الإضراب عن الطعام. وحرية وإنصاف
1) تجدد تضامنها مع السيد محمد عمار و تعبر عن انشغالها العميق أمام تدهور وضعه الصحي وتدعو الجهات المعنية إلى الاستجابة لمطلبه المشروع في إطار ضمان حقه في الشغل.
2) تدعو منظمات المجتمع المدني داخل البلاد وخارجها للوقوف إلى جانب السيد محمد عمار وأفراد عائلته دفاعا عن حقهم في حياة كريمة دون إقصاء أو تهميش حتى لا تتوسع ظاهرة لجوء عدد متزايد من التونسيين للحلول اليائسة أمام تجاهل السلطة لمطالبهم الاجتماعية المشروعة. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


تصرفت كسكرتيرة خاصة لرئيسة منظمة المرأة العربية وأهانت الدولة
دعوى قضائية ضد وزيرة المرأة تمهيدا للمطالبة بإقالتها


الحمد للّه وحده تونس في 27 ديسمبر 2010 جناب السيد الرئيس الأول للمحكمة الإدارية بتونس المحترم دام حفظه الموضوع: دعوى في تجاوز السلطة ضـــدّ: السيدة وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين نهج عاصمة الجزائر – تونس 1000 العـارض: زياد الهاني، صحفي ومدوّن، 12 شارع الهادي شاكر، قرطاج 2016 سيدي الرئيس الأول حيث نصّ الفصل15من الدستور على أن <الدفاع عن حوزة الوطن واجب مقدّس على كل مواطن>.. وحيث أن حوزة الوطن تتجاوز المكون الترابي لتشمل معه كل المكونات الأخرى المادية والاعتبارية المرتبطة بالسيادة الوطنية، ومنها هيبة الدولة ومؤسساتها.. وحيث يفترض في وزراء حكومة الدولة التونسية أن يتصرفوا بما يحفظ هيبة الدولة، ويمارسوا مهامهم ضمن الضوابط القانونية.. وحيث قامت السيدة ببيّة بوحنك الشيحي وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين يوم الجمعة 26 نوفمبر 2010 بتمثيل رئيسة منظمة المرأة العربية السيدة ليلى الطرابلسي بن علي في الندوة العربية السادسة لرياضة المرأة العربية التي افتتحت صباح نفس اليوم في مدينة الحمامات، وإلقاء كلمة في المشاركين والمشاركات في الندوة نيابة عنها، مثلما تثبته الوثائق المصاحبة. وحيث أن رئيسة منظمة المرأة العربية حتى بصفتها زوجة لرئيس الدولة، ليس لها أية أهلية أو صلاحيات دستورية تخولها تكليف عضو بحكومة الدولة التونسية بمهام لا علاقة لها بمسؤولياته الحكومية. فضلا عن أن الندوة المشار إليها لم يحضرها أي وزير عربي أو أجنبي حتى يكون الحضور الرسمي للسيدة وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين فيها مبررا.. وإذا كانت السيدة رئيسة منظمة المرأة العربية قد استنكفت افتتاح الندوة بنفسها لانشغالها أو لعدم وجود حضور في مستواها يستلزم وجودها، فقد كان بإمكانها تكليف إحدى موظفات منظمتها بتمثيلها. وليس استخدام وزيرة بالحكومة التونسية، تمثل الدولة وتحصل على راتبها وامتيازاتها من أموال دافعي الضرائب التونسيين ونحن منهم. وحيث يعتبر قبول السيدة وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين القيام بمهمة خارج مسؤولياتها الحكومية القانونية وتمثيل جهة غير ذات صفة، تجاوزا للسلطة من قبلها. فضلا عمّا يمثله ذلك من إهانة للمنصب الذي تحتله ومسّ من هيبة الدولة.. وحيث تمّ رفع هذه القضية ممّن له الصفة وفي الآجال القانونية، لـــــــــــــــــذا: المرجو من الجناب الحكم بقبول الدعوى شكلا، والقضاء في الأصل بأن إقدام السيدة وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين على القيام بمهمة دون تكليف رسمي وخارج مسؤولياتها الحكومية القانونية وتمثيلها جهة لا صفة لها، بما من شأنه المسّ من هيبة الدولة ومن سمعة حكومتها؛ يمثل تجاوزا للسلطة من قبلها. وستكون هذه القضية منطلقا للمطالبة بإقالة السيدة ببيّة بوحنك الشيحي وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين. والأمل معقود على عدالتكم لفرض سلطة القانون واحترام هيبة الدولة ومؤسساتها. وتفضّلوا ختاما، سيدي الرئيس الأول بقبول فائق التحية والتقدير. تحيا تونس.. تحيا الجمهورية.. زياد الهاني


بسم الله الرحمن الرحيم

حركة النهضة تنعى السيد الدردوري

بقلوب ملؤها الإيمان بقضاء الله، تلقينا بمزيد الأسى والحزن نبأ، وفاة المناضل الحقوقي ورئيس فرع قربة / قليبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، الأستاذ عبد القادر الدردوري الذي وافته المنية يوم 02 جانفي 2011 وقد عرف الأستاذ عبد القادر الدردوري  باستماتته في الدفاع عن حقوق الإنسان في تونس و مساندته للقضايا العادلة.
 وبمناسبة هذا المصاب الجلل تتقدم حركة النهضة بأصدق التعازي لكل أفراد عائلة الفقيد وأصدقائه وكل المناضلين الحقوقيين سائلين الله تعالى أن ينزل عليهم السكينة وجميل الصبر والسلوان وأن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة وأن يدخله فراديس الجنان إنه غفور رحيم.   لندن في 02 جانفي 2011 رئيس حركة النهضة الشيخ راشد الغنوشي


نعم السياسة هي فن الممكن.. ولكن أي ممكن؟


 
د.رفيق عبدالسلام
كثيرا ما نقرأ في أدبيات الكتاب والصحافيين العرب حديثا مستفيضا عن فضائل الواقعية والواقعيين السياسيين، مع وصف أي ضرب من ضروب التفكير أو الفعل السياسي الذي يخرج عن نطاق السائد والمألوف بالخيال، هذا إن لم يوصف بالتخرصات والأوهام.
طبعا ليس غرضي من هذا المقال قدح الواقعيين أو ذم فضائل الواقعية والاتزان والاعتدال التي تظل من الصفات اللازمة لكل من يخوض غمار الشأن العام، سواء تعلق الأمر بالأفراد أو المجموعات، أو بالأحرى والأولى بالنسبة للدول. كما أنه ليس من أهدافي هنا تمجيد الحالمين والمثاليين القاعدين، أو التماس المعاذير للمغامرين والمتنطعين السياسيين، ونحن نقرأ قول الرسول صلى الله عليه وسلم (هلك المتنطعون).
لم يتردد ابن خلدون برؤيته الثاقبة المستندة إلى وعي تاريخي عميق، ثم سجل تجربة سياسية مديدة، في ذم المغامرين السياسيين، ممن يستسهلون حمل السلاح والخروج تعلقا بمثاليات دينية وأخلاقية حالمة، من دون مراعاة سنن الاجتماع وقوانين الغلبة. بل أكثر من ذلك لم يتردد ابن خلدون في الدعوة إلى إنزال أشد أنواع العقوبة بهؤلاء المغامرين، لما يحلّونه من كوارث بأنفسهم وبغيرهم، ثم لجلبهم مفاسد أشد من المفاسد التي نهضوا لمقارعتها. فهم بحسب تعبيره «موسوسون يحتاج في أمرهم إلى المداواة إن كانوا من أهل الجنون، وإما التنكيل بالقتل والضرب إن أحدثوا هرجا وإما إذاعة السخرية منهم» (المقدمة ص 159).
بيد أن ما يدعو المرء هنا إلى ملازمة الحذر وعدم إطلاق الأمور على عواهنها عند الحديث عن الاعتدال والمعتدلين، أو المثاليين والحالمين، جانبان اثنان. أولهما حالة الاختلاط والتشويش الدلالي التي تلبست بالكثير من المقولات والمفاهيم الرائجة في سوق المثقفين والإعلاميين العرب، وفي مقدمة ذلك مقولتي الواقعية والمثالية وما يدخل في نطاقهما. وثانيهما حالة الابتذال التي تصل حد السذاجة في الكثير من الأحيان التي صاحبت استخدام كلمتي الواقعية والواقعيين في كتابات النخب العربية.
وربما يحتاج المرء هنا إلى شيء من التوقف بعض الشيء عند مقولة طارت بين الناس وكادت تبلغ البديهة، لشدة استخدامها وتكرارها، وهي أن «السياسة فن الممكن». وفعلا هذه المقولة، على اختصارها وكثافتها تمثل قاعدة ذهبية يتوجب أن يأخذ بها كل من يتعاطى، أو أراد أن يتعاطى الشأن السياسي العام، شريطة أن يحسن فهمها بعمق، وبعيدا عن التشويه والاختزال.
أن نقول بأن السياسة هي فن الممكن، فهذا يعني أنها في جوهرها تحويل الممكن إلى ضرب من ضروب فن التفكير، أي توسيع آفاق الواقع المعطى، والسعي الدؤوب إلى إعادة تشكيله والارتقاء به، وفق حساب دقيق لما هو بين يديك من إمكانيات محصلة، أو محتمل تحصيلها ضمن شروط سياسية معينة، بهدف تعديل موازين القوة لصالحك. وقس على ذلك هنا مقولة كلاوزفيتس الشهيرة، بأن «السلم لا يعدو أن يكون سوى استمرار للحرب بأساليب أخرى»، أي تغييب الحدود القاطعة بين السلم والحرب على نحو ما يظن الكثير.
هذا ما يسميه عالم الاجتماع الألماني ماكس فيبر بالعقلانية القاصدة، أي تلك التي تربط الوسائل والإجراءات بالأهداف العملية المحددة بدقة وعناية فائقة، سواء من طرف الأفراد أو المجموعات المنظمة أو الدول عامة. بلغة أخرى يمكن القول هنا بأن السياسة هي فن تجسير الهوة الفاصلة بين الموجود والمطلوب، وبين الواقعي والخيالي. والسياسي الذي لا يعمل على عبور هذه الهوة، أو في الحد الأدنى التقليص منها، هو سياسي فاشل بامتياز، وليس أهلا لتولي موقع القيادة والمسؤولية العامة، لأنه بكل بساطة فاقد للبصيرة أو هو في أحسن الحالات لا يحمل رؤية أو خيالا استراتيجيا.
الواقعية السياسية بهذا المعنى ليست القبول السلبي لكل ما يعرضه الآخرون، بل هي النظر المتبصر في الإمكانيات التي يختزنها الواقع خلف ما يطفو على السطح الخارجي، باتجاه فتح دروب نحو الممكن المطلوب. بيد أن هذا المطلوب لا ينبني على الرغائب أو الأوهام السائبة، بقدر ما ينبني على حسن قراءة الواقع وتوازناته العميقة، مصحوبا بسعة الخيال وقوة التصميم والإرادة، ولعله لهذا السبب اقترن تطور العلوم نفسها، رغم أنها تعد من أكثر المجالات انضباطا ودقة، بالخيال فيما بات يعرف اليوم بالخيال العلمي، الذي لم يعد مجرد تخرصات روائيين، بل أصبح أفقا مستقبليا يوسع من آفاق ومدركات العلوم.
طبعا، يجب الحذر هنا من التعميم والتبسيط، فليس كل ضرب من الخيال جديرا بأن يسمى خيالا استراتيجيا، بل ثمة أخيلة سليمة وصحية، وأخرى مريضة ومدمرة يجب التوقي منها. ولعل هذا ما يؤسس مشروعية التمييز بين السياسي والاستراتيجي النابهين من جهة، وبين العامي الذي لا صلة له بالشأن السياسي أصلا، مثلما يسمح أيضا بالتمييز بين ثلاثة أصناف من السياسيين. العقلاني الواقعي، والسلبي القانع، والسياسي المغامر.
فالسياسي الواقعي هو الذي يمزج بين رجاحة العقل وخصوبة الخيال وقوة التصميم والإرادة لتوسيع أفق الممكن. والسياسي المستسلم هو الذي يتكيف مع الممكن الذي يرسم حدوده الآخرون دون مغالبة. والسياسي المغامر هو الذي لا يقدر عواقب أعماله، ولا يميز أصلا بين ما هو ممكن وما هو موهوم.
نعم السياسة هي في جوهرها ممارسة فن الممكن ولكنها قطعا ليست انصياعا سلبيا لما هو قائم وموجود باسم الواقعية، ولا هي مجرد تجريب خيالي للتطلعات والأحلام. كلنا يعرف أن الكثير من الفظاعات التي ارتكبها سياسيون وثوريون مغامرون مثل يعاقبة الثورة الفرنسية، ومن بعدهم الستالينيون والنازيون وبول بوت كمبوديا، انتهاء اليوم بالمجموعات العنفية مثل «القاعدة» وأضربها ناتجة في وجه من وجوهها عن الأخيلة المريضة، أي تحويل السياسة إلى ضرب من التجريب الخيالي للتطلعات والأحلام.
فعلا كثيرا ما تتداخل الأمور وتلتبس الخيارات على المتعاطين بالشأن السياسي، وخاصة في المنعطفات والزلازل الكبرى، وهذا ما يستدعي تمحيص الأمور بوعي وبصيرة ثم بسعة خيال بعيدا عن آفة الإذعان من جهة، وآفة التهور والمغامرات الطائشة من جهة أخرى.
ما فعله ديغول في الحرب العالمية الثانية من خلال تجميع خيوط المقاومة المتناثرة لمواجهة النازية وحكومة فيشي «الواقعية جدا» يدخل في صنف الواقعية الخلاقة. أما ما أقدم عليه صدام حسين بغزوه للكويت من دون حساب موازين القوة وثقل المصالح الدولية في المنطقة فيدخل ضمن باب التهور السياسي وضعف البصيرة. وما فعله عبد الكريم الخطابي رائد ثورة الريف المغربي من خلال التحصن في جبال الأطلس وابتدار حرب الكمائن والعصابات في مواجهة القوة النارية الفرنسية الهائلة، يدخل في نطاق الخيال الاستراتيجي الخصب لهذا الزعيم. كما أن الخطوة الجريئة التي أقدم عليها الملك الراحل فيصل بن سعود بقطع إمدادات النفط سنة 73 لتعزيز قوة الموقف العربي بعد حرب أكتوبر 73، تنم عن رؤية وخيال استراتيجيين. بيد أن ما فعله بن لادن بضربه برجي التجارة في نيويورك من خلال استخدام الطائرات وقتل المدنيين الآمنين، فأقل ما يقال عنه إنه يدخل ضمن نطاق الرعونة والتنطع السياسيين. هذا إذا جردنا المسألة من الاعتبار الأخلاقي والديني الذي لا يشفع له بأية حال من الأحوال إهراق دماء الأبرياء الآمنين بجريرة المذنبين.
مشكلة العالم العربي اليوم أنه يعيش ما يمكن تسميته نضوب الأحلام والتطلعات الكبرى، ليس لقلة الحالمين والمتوهمين بل لغياب الخيال الاستراتيجي الخصب الضابط لوجهة العرب وحركتهم العامة، رغم ما هو متاح بين أيديهم من قدرات صلبة وناعمة مهدرة في أغلبها. فقد ترك انكسار موجات التحرير ثم الاندفاعة القومية الصاخبة للخمسينات والستينات حالة من الفراغ المريع لم تقدر السرديات القطرية الواهية على ملئها، التي باتت تزاحمها اليوم بطولات الطوائف والأعراق وحتى القبائل والجهويات. لقد دخل كل حاكم عربي جحر بيته وأوصد الأبواب خلفه ليمارس الواقعية السياسية على طريقته الخاصة من دون رؤية ولا أحلام ولا طموحات كبيرة، بل من دون قدرة حتى على رؤية ما يجري على بُعد بضعة كيلومترات خلف الحدود. من هنا اختفت كل الشرعيات تقريبا وبقيت الشرعية الوحيدة التي يتكئ عليها الحاكم العربي هي ما سمي بمعركة التنمية، إلا أنه حتى على هذا الصعيد لم يعد في سجل الدولة العربية ما تفاخر به، حينما يرى المرء انتفاضات الجائعين، وطوابير العاطلين والمحبطين من الشباب وخريجي الجامعات في سائر العواصم العربية، أو حينما يسمع ويقرأ عن قوافل الموت وهي تعبر باتجاه الضفة الأخرى للمتوسط.
والمشكلة الكبرى أن هذه الواقعية السياسية تتضاءل مساحتها بصورة متزايدة، بعد أن تحولت إلى ضرب من الإذعان لواقع بائس، يصنعه الآخرون بقوتهم وتصميمهم وسعة خيالهم. فالسودان يسير حتما نحو فقدان امتداده الجنوبي والانكفاء في الشمال «العربي». اليمن تلتقي عليه أزمات مفتوحة على جبهات عدة لا قبل له بها، وربما ينتهي به المطاف إلى فقدان الجنوب مجددا. العراق يتقلب وضعه ما بين وحدة هشة وانفصال كردي محتمل، وقس على ذلك حروب العرب الساخنة والباردة داخل حدودهم وفيما بينهم.
ينبهنا وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو في سفره الضخم المعنون «العمق الاستراتيجي» الصادر أخيرا عن «مركز الجزيرة للدراسات» بأن تركيا الناهضة عليها أن تبني استراتيجيتها الكبرى على ضوء قراءة ثاقبة لتاريخها العثماني المديد، وجغرافيتها المركبة ما بين البحار والمضايق والبرور المركبة، مثلما يذكّر قراءه بأن أمن تركيا يمتد من جبال الأوراس على تخوم روسيا إلى المحيط الأطلسي غربا، وقد غدت هذه الرؤية الكبيرة التي تمتزج فيها حصافة الأكاديمي بخصوبة خيال الاستراتيجي إحدى رافعات نهوض تركيا اليوم وتعظيم قوتها السياسية والاقتصادية. بينما نحن لا نكاد نسمع شيئا من سياسيينا وإعلاميينا «الواقعيين جدا» سوى الحديث الدعائي عن تدشين مصانع الحديد والصلب والبلاستيك، أي معامل الخردة التي لا قيمة لها حتى بمقاييس دول العالم الثالث الصاعدة مثل البرازيل والهند أو تركيا وإيران.
وتبدو مصيبتنا أشد إذا علمنا أن أهل الحل والعقد عندنا لا يحسنون قراءة التاريخ ولا الجغرافيا ولا فهم الاستراتيجيات الكبرى التي تحكم العالم من حولهم، فلا حول ولا قوة إلا بالله. (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 30 ديسمبر 2010)  


مجزرة الاسكندرية: مظاهرات غضب قبطية تعم مصر الامن يعتقل 7 متهمين ويشير لتورط ‘جهات خارجية’ محاولات للاعتداء على شيخ الازهر ووزير الاوقاف واقتحام مبنى التلفزيون


2011-01-02 القاهرة ‘القدس العربي’ ـ من حسام ابو طالب: تظاهر آلاف الأقباط في مناطق متفرقة من مصر امس احتجاجا على التفجير الذي استهدف كنيسة في الاسكندرية بشمال مصر، قتل فيه 21 شخصا وأصيب العشرات بجروح. وهاجم أقباط غاضبون كلا من شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب ومفتي مصر الشيخ علي جمعة ووزير الأوقاف حمدي زقزوق أثناء زيارتهم للبابا شنودة الثالث الزعيم الروحي للأقباط في مقره بالكنيسة الرئيسية للأقباط بوسط القاهرة. وقال مسؤولون أمنيون ان حوالي أربعة آلاف قبطي تظاهروا في منشأة ناصر غرب القاهرة وقطعوا طريقا رئيسيا تنديداً بالتفجير الذي تعرضت له كنيسة القديسين بالاسكندرية ليل الجمعة السبت. وأشار المسؤولون الى ان المتظاهرين قذفوا السيارات المارة بالحجارة، كما أغلقوا الطريق التي تربط العاصمة بضاحية مدينة نصر ما دفع بشرطة المرور الى تغيير خطوط السير لتفادي التكدسات المرورية. وتجمع نحو 50 مسيحيا أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون في القاهرة وحاولوا اقتحام المبنى منددين بتغطية التلفزيون للحادث. ووصف المحتجون التفجير بأنه ‘فتنة طائفية’ المقصود بها ‘اضطهاد’ المسيحيين في مصر. ورفضوا ما تردده أجهزة الإعلام الرسمية من ان الحادث كان يستهدف’ استقرار وسمعة مصر الأمنية’. وفي قرية العزية التابعة لمحافظة أسيوط تظاهر أكثر من خمسة آلاف قبطي احتجاجاً على التفجير. وندد المتظاهرون بما سموه التعامل السطحي مع رسائل التهديدات التي أرسلت إلى مصر منذ نحو شهرين من قبل تنظيم القاعدة. وقال شهود ان القرية شهدت صدامات عنيفة بين قوات الأمن والأهالي، وأكدوا أن قوات الأمن ألقت القبض على عدد منهم. وكانت القيادات الإسلامية المتمثلة بشيخ الأزهر والمفتي ووزير الأوقاف قد أعربت للبابا شنودة عن تضامنها مع الأقباط و تنديدها بالحادث. وصدت قوة أمنية مرافقة محاولات بعض المحتجين الأقباط للاعتداء على الشخصيات الثلاثة داخل مبنى الكاتدرائية بحي العباسية بعد ان اتهموا الحكومة بعدم حماية الأقباط. إلا ان وزير الأوقاف رفض الاتهامات وقال ‘إن ما حدث ليس سببه الحكومة ولا المسلمين’ وطالب بالبحث عن المستفيد من هذا ‘الخراب’ لمعرفة المتسبب في الحادث. من جهته قال شيخ الأزهر أعلى مؤسسة دينية في العالم السني، انهم لم يأتوا للاعتذار. وأضاف الشيخ الطيب ‘من ماتوا هم أهلنا وقد جئنا لنتصدى للإرهاب الذي يستهدف ضرب مصر وتحويلها إلى عراق آخر’. وقال الطيب ان ما جري في كنيسة القديسين بالإسكندرية من الممكن أن يتكرر في أي مسجد في مصر غدا، إذا لم نتصد جميعا كمسلمين ومسيحيين للإرهاب ‘الأسود’ الذي يستهدفنا جميعا. بدوره قال جمعة إن ‘حماية الكنائس واجب وفرض على المسلمين لأن الكنيسة مكان يذكر فيه اسم الله، وأن أي اعتداء على أي كنيسة هو اعتداء على المساجد’. من جانبه قال البابا شنودة ‘لقد حرصت على الإعلان عن أداء صلاة عيد الميلاد حتى لا يحرمنا الإرهاب من الاحتفال بميلاد السيد المسيح، وحتى لا يتسبب هذا الحادث وعدم الصلاة في زيادة الأمر توترا وخطورة’. وأضاف ‘ليس معنى حزننا على أولادنا ألا نتصرف بحكمة وقد حاول الإرهابيون مرارا العبث بأمن مصر ولن نتركهم يصلون إلى هدفهم بإحداث الفرقة بين المسلمين والأقباط’. وكانت مصادر أمنية مصرية قالت في وقت سابق امس ان أجهزة الأمن تمكنت من اعتقال سبعة أشخاص يشتبه بتورطهم في تفجير الكنيسة. وأوضح مسؤول أمني ان المشتبه بهم يخضعون للتحقيق، رافضا الكشف عن الجهة التي تجري التحقيق معهم. وأشار المسؤول الى ان الأجهزة الأمنية كانت قد اعتقلت 17 شخصا أمس إلا انها أفرجت عن 10 أشخاص بعد احتجازهم لفترة قصيرة. وذكر وزير الداخلية المصري حبيب العادلي، في اجتماع مصغر للحكومة، امس ان جهات أجنبية متورطة في الحادث الذي وقع ليل الجمعة السبت. وأضاف، في تصريح نقله موقع صحيفة ‘الأهرام’، أن هناك بعض المتسللين الذين تم التعرف عليهم ودخلوا مصر قبل أعياد الميلاد عبر الحدود بمساعدة مصريين. وتابع قائلا ان الأجهزة الأمنية توصلت الى ‘معلومات مهمة’. وكان الرئيس المصري حسني مبارك توعد، في خطاب أمس، بمعاقبة المخططين والمتورطين في الحادث. وقال ان ‘العملية الإرهابية’ التي استهدفت كنيسة القديسين ‘تحمل في طياتها دلائل تورط أصابع خارجية’. كما حمل رموزٌ في المعارضة المصرية النظام المسؤولية بالحادث، وطالبوا بإقالة وزير الداخلية لفشله في مكافحة الإرهاب. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 02 جانفي 2011)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.