TUNISNEWS
8 ème année, N° 2840 du 03.03.2008
لحملة الإسلامية لنصرة الرسول الأكرم محمد: بعض الوسائل لرد الهجمة الصهيو – دانمركية حــرية و إنـصاف: الاعتداء على ناشطين حقوقيين الحوار نت : البوليس السياسي يعنف عمر المستيري وسهام بن سدرين بميناء حلق الواد الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: ختم الترافع عن 19 متهما بـ » الإرهاب » ..! لجنة دعم و مساندة و نصرة غزة و كل الأراضي الفلسطينية: بـيــان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان: بيـان حركة النهضة: الكيان الصهيوني يشن حرب إبادةعلى قطاع غزة الحزب الديمقراطي التقدمي – جامعة قابس: بـيــان حزب الخضر للتقدّم : بيان حزب » تونس الخضراء » : بيان الذكرى الثانية للسطو على حزب » تونس الخضراء » حزب العمال الشيوعي التونسي: برقية مساندة إضراب جوع تضامني مع طلبة سوسة الموقوفين وات: تونس تدعو المجتمع الدولي الى التحرك السريع والناجع لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني رويترز: تونس تدعو لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني اف ب: تونس تصف رفض المحكمة الأوروبية طرد تونسي من ايطاليا ب »القرار غير المبرر » الجزيرة.نت : تونس تنتقد رفض المحكمة الأوروبية طرد تونسي من إيطاليا قدس برس: تونس: زيادة أسعار المحروقات بسبب ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية رويترز: ارتفاع واردات تونس من القمح 24 في المائة في 2007 Pdpأنفو : أكذوبة الانترنت العمومية في تونس السبيل أونلاين: التقرير الصحفي الأسبوعي الثامن – الجزء الأول د. منصف المرزوقي: الوضع التونسي بين الكوميديا والتراجيديا – تونس المسخرة مراد رقية: وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا – وزارة ثانية للبيئة والتنمية المستديمة؟؟؟ محمد العروسي الهاني: لمسة وفاء في عيد الوفاء لصانع الوفاء الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله بحري العرفاوي: أشتاقك وأنا بك عمر القرايدي: إلى غزة رمز العزة اضرب قسّامي… فداك أبي و أمي عبد الحميد العداسي: أتكون هيأة الأمم المتّحدة عربيّة أو « إسلاميّة »؟! المنجي الفطناسي: غزة تستغيث وامعتصماه ولا مغيث البديل عاجل: محرقة صهيونية في غزّة عبدالباقي خليفة: الرسوم المسيئة بين تهافت المبدأ وواجب المقاومة عامر عياد: هل تنعقد القمة العربية؟ توفيق المديني: السياسة الصهيونية في إفريقيا أحمد الخميسي: حصان فلسطيني أحمر الحياة: موظف و7 زميلات … ما أجملهن منفردات عادل سلطان لـ «الشعب»: مع المبدأ تغيب التجارة… وأنا أغني للانتماء القومي والعالمي…
(Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين ف رجا قريبا عاجلا- آمين
21- رضا عيسى
22- الصادق العكاري
23- هشام بنور
24- منير غيث
25- بشير رمضان
|
16- وحيد السرايري
17- بوراوي مخلوف
18- وصفي الزغلامي
19- عبدالباسط الصليعي
20- لطفي الداسي
|
11- كمال الغضبان
12- منير الحناشي
13- بشير اللواتي
14- محمد نجيب اللواتي
15- الشاذلي النقاش/.
|
6- منذر البجاوي
7- الياس بن رمضان
8- عبد النبي بن رابح
9- الهادي الغالي
10- حسين الغضبان
|
1- الصادق شورو
2- ابراهيم الدريدي
3- رضا البوكادي
4-نورالدين العرباوي
5- الكريم بعلوش
|
الحملة الإسلامية لنصرة الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه و سلم
» إلا تنصروه فقد نصره الله «
صدق الله العظيم
تونس
بعض الوسائل
لرد الهجمة الصهيو – دانمركية
تحاول الحملة الإسلامية لمقاطعة البضائع الدانمركية التصدي للهجمة الشرسة على نبينا صلى الله عليه و سلم تقديم العديد من الوسائل للنضال حتى رد المعتدي عن غيه و إجباره على الاعتذار و محاكمة المسيئين رسما و نشرا بإذن الله تعالى.
إن هذه الأشكال النضالية قد يستطيع بعضها زيدا و البعض الآخر عمرا و قلة تتعذر عن الجميع و لكن فليتخير كل منا ما يستطيع من الوسائل حسب مؤهلاته العلمية و موقعه الاجتماعي و الفكري و السياسي علّ الله لا يكتبنا عنده من الذين تخاذلوا عن نصرة نبيه قال تعالى : » إلاّ تنصروه فقد نصره الله » صدق الله العظيم.
الأشكال النضالية
1/ إبراز شخصية الرسول صلى الله عليه و سلم و خصائص أمته من خلال نشر ذلك و التحدث عنه في المناسبات الإعلامية و الثقافية.
2/ عدم نشر أي موضوع ينتقص فيه من سنته صلى الله عليه و سلم
3/ التصدي للإعلام الغربي و اليهودي و الرد على ما يثيرونه من شبهات و أباطيل عن ديننا و نبينا محمد صلى الله عليه و سلم.
4/ عقد اللقاءات الصحفية و الإعلامية و الثقافية مع المنصفين من غير المسلمين و التحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم و رسالته الخالدة.
5/ نشر ما ذكره المنصفون من غير المسلمين بشأنه صلى الله عليه و سلم.
6/ عقد الندوات و المنتديات الثقافية لإبراز منهجه و سيرته و بيان مناسبة منهجه صلى الله عليه و سلم لكل زمان و مكان.
7/ كتابة المقالات و القصص و الكتيبات التي تتحدث عن الرسول صلى الله عليه و سلم
8/ إنشاء لجان أو أقسام تحمل لواء نصرة الرسول صلى الله عليه و سلم
9/ إنشاء مواقع و منتديات أو تخصيص نوافذ في المواقع القائمة تهتم بسيرة المصطفى صلى الله عليه و سلم و تبرز رسالته العالمية
10/ إعداد نشرة الكترونية من حين لآخر عن شخصية الرسول صلى الله عليه و سلم و دعوته و خاصة في المناسبات و الأحداث الطارئة
11/ المساهمة في إمضاء عريضة المساندة
12/ المساهمة في أي تحرك رسمي أو شعبي على حد سواء لنصرة النبي صلى الله عليه و سلم
13/ مقاطعة جميع البضائع الدانمركية
14/ المقاطعة الثقافية للشعب الدانمركي
15/ المقاطعة السياحية للدانمرك
16/ لا للمشاركة في ملتقيات أو منتديات أو مسابقات رياضية أو فكرية فيها تمثيل دانمركي
17/ احمل شارة » أنا مقاطع » في حقيبتك
18/ تحدث عن عظمة نبيك أينما حللت
19/ ابتكر وسائل أخرى للتعبير عن رأيك
منسق الحملة الشاعر و الروائي فريد خدومة
الحملة الإسلامية لنصرة الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه و سلم
» إلا تنصروه فقد نصره الله «
صدق الله العظيم
تونس
عريضة
مقاطعة البضائع الدانمركية
في ظل تكرر الإساءات الخطيرة لنبينا الأكرم محمد صلى الله عليه و سلم من قبل الدانمرك حكومة و شعبا لا إعلاما فقط فإنه من أقل الواجب علينا ألا نتعامل معهم و نستهلك بضاعتهم و أن نشهر في وجوههم سيف المقاطعة الذي طالما لوح به الغرب في وجوه شعوب العالم الثالث حتى أنهكها.
الحملة الإسلامية لمقاطعة البضائع الدانمركية ترى أن صوتك أمانة و تعاطفك واجب قال تعالى : » إلاّ تنصروه فقد نصره الله » صدق الله العظيم.
منسق الحملة الشاعر و الروائي فريد خدومة
الاسم و اللقب
|
الصفة
|
البريد الالكتروني
|
|
|
|
أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 03/03/2008
الاعتداء على ناشطين حقوقيين
علمت حرية و إنصاف أن المناضلين الحقوقيين السيد عمر المستيري و السيدة سهام بن سدرين الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني للحريات تعرضا لمضايقات من قبل أعوان أمن الميناء عندما كانا راجعين على متن الباخرة التي وصلت إلى ميناء حلق الوادي حوالي الساعة الثامنة و النصف من صباح هذا اليوم الاثنين 3 مارس 2008 و وصل الأمر إلى حد الاعتداء عليهما بالعنف الشديد و حجز مجموعة من الكتب و الأقراص المضغوطة و الوثائق الخاصة و بعض أدوات الإعلامية التي بحوزتهما و إمعانا في التشفي منهما طلب أعوان الديوانة تعريضهما للتفتيش البدني و هو ما رفضاه بشدة إذ أن ذلك لم يكن أمرا عاديا و لم يحصل لغيرهما و قد نتجت عن هذا الاعتداء أضرار بدنية للسيدة سهام بن سدرين التي كلفت محاميا بتقديم شكاية لوكالة الجمهورية بتونس علما بأن الناشطين الحقوقيين يتعرضان في كل مناسبة إلى مضايقات عند رجوعهما من السفر. و حرية و إنصاف تدين بشدة هذا الاعتداء الفظيع على ناشطين حقوقيين معروفين بنضالهما الطويل من أجل إشاعة ثقافة الحقوق والحريات و تطالب بفتح بحث في الموضوع و معاقبة المعتدين حتى لا تتكرر هذه الاعتداءات. اعتقال عبد الوهاب بن حمدي اعتقلت يوم الجمعة 29 فيفري 2008 أعوان البوليس السياسي الشاب عبد الوهاب بن الشاذلي بن حمدي الطالب بالمدرسة العليا للمعلمين ( السنة الرابعة ) و اقتادوه إلى جهة مجهولة و لم تعرف عائلته عن مصير إلى حد هذا اليوم علما بأن الطالب عبد الوهاب بن حمدي هو من مواليد سنة 1985 و هو أصيل مدينة مدنين و يقطن حاليا بالمبيت الجامعي بباب الخضراء تونس. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري
“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail:
aispptunisie@yahoo.fr تونس في 03 مارس 2008 متابعات إخبارية كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « :
ختم الترافع عن 19 متهما بـ » الإرهاب » ..!
* نظرت الدائرة الجنائية الخامسة بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي التهامي الحافي اليوم الإثنين 03 مارس 2008 في : القضية عدد 14585 التي يحال فيها كل من : رضا مولاهي و سمير بوعلاقي و فيصل الحريزي و قيس البرهومي و كمال بوعلاقي و مجدي الشرفي و محمد علي الشرفي و منذر الشرفي بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و المشاركة في الدعوة إلى الإنضمام لتنظيم له علاقة بجرائم إرهابية و استعمال اسم وكلمة و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و بنشاطه و أعضائه ، و موسى المحمدي بتهمة عدم إشعار السلط ذات النظر بما أمكن له الإطلاع عليه من أفعال و ما بلغ إليه من معلومات و إرشادات حول ارتكاب جرائم إرهابية و قد كانت هيئة الدفاع مكونة من الأساتذة : محمد نجيب بن يوسف و سمير بن عمر و شوقي الطبيب و أحمد الصديق ، و قد قرر القاضي إثر المرافعات التصريح بالحكم إثر المفاوضة . · كما نظرت الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الإبتدائية بتونس برئاسة القاضي الهادي العياري اليوم الإثنين 03 مارس 2008 في : * القضية عدد 15042 التي يحال فيها فؤاد الشريف بتهمة الإنضمام خارج تراب الجمهورية إلى تنظيم اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق إرهابه ، وقد حضر للدفاع عنه الأستاذ سمير بن عمر و رافع مبينا بالخصوص تجرد التهم و خلو الملف من أي دليل يثبت إدانة منوبه و طلب الحكم بعدم سماع الدعوى في حقه ، و قرر القاضي إثر ذلك حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم إثر الجلسة . * و القضية عدد 14235 التي يحال فيها كل من : أيمن الحكيري و آدم بوقديدة و نصر الدين العلوي و حلمي الرطيبي ، بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الدعوة للإنضمام لتنظيم إرهابي و توفير أسلحة و متفجرات و ذخيرة و مواد و معدات و تجهيزات مماثلة لفائدة تنظيم إرهابي ، و توفير معلومات لفائدة تنظيم إرهابي ، و بعد مرافعات الأساتذة أنور أولاد علي و سمير بن عمر و عبد الرؤوف العيادي و راضية النصراوي قرر القاضي حجز القضية للتصريح بالحكم إثر المفاوضة . * كما نظرت الدائرة الجنائية 12 بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي رضا الدرويش اليوم الإثنين 03 مارس 2008 في : * القضية عدد 10619 التي يحال فيها كل من : محمد الأمين الأطرش و طارق عيسى و الشاذلي محجوب و محمد وسيم بلحاج و غسان بوعمرين و نزار رزق الله ، بتهمة الانضمام إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و التبرع بأموال مع العلم بأن الغرض منها تمويل تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية . علما بأنهم قد حوكموا ابتدائيا بـ 5 سنوات سجنا ، و قد رافع عنهم الأساتذة عبد الفتاح مورو و سمير بن عمر و راضية النصراوي و شكري بلعيد و ثريا بوحجر و سليمان الحلاصي ، و قرر القاضي إثر ذلك حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم إثر الجلسة . و ينتظر صدور الأحكام في القضايا الأربع في ساعة متأخرة من مساء اليوم . عن لجنة متابعة المحاكمات الكاتب العام للجمعية الأستاذ سمير ديلو
لجنة دعم و مساندة و نصرة غزة
بعد الاعتداء الصهيوني الغاشم على قطاع غزة و ما انجر عنه من قتل للأطفال و النساء و الرضع و الشيوخ و تدمير للبنية التحتية و شن حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني الصامد من طرف الكيان الصهيوني الغاصب ، و قد فاقت بشاعة جرائم العدو جرائم النازيين في الحرب العالمية الثانية يتم ذلك كله في ظل صمت رسمي رهيب و تعتيم إعلامي كبير.
في ظل هذا الاستهتار بأرواح الفلسطينيين و بمشاعر الأمة تتنزل مبادرتنا لتكوين لجنة لدعم و مساندة و نصرة الشعب الفلسطيني و ذلك:
– بالدعوة لمقاطعة البضائع الصهيونية و الأمريكية بكل الأشكال المتاحة.
– مراسلة كل هياكل المنتظم ألأممي و الأمين العام للأمم المتحدة و مجلس الأمن و الجمعية العامة و الاتحاد الأوربي و البرلمان الأوربي و محكمة العدل الدولية و محكمة جرائم الحرب و الجامعة العربية و منظمة المؤتمر الإسلامي و الاتحاد الإفريقي و دول جنوب شرق آسيا و رابطة دول جنوب أمريكا .
– العمل بكل طاقتنا لفضح هذه المجازر و التنديد بها إعلاميا من أجل كسر جدران التعتيم و استئصال حالة العزل التي تعيشها الأمة.
– طلب محاكمة مجرمي الحرب الصهاينة و من يقف وراءهم.
– الإمضاء على عريضة المساندة و الدعم و النصرة.
منسقا اللجنة:
الاسم و اللقب
|
الصفة
|
البريد الالكتروني
|
الأستاذ محمد النوري
زهير مخلوف
عمر القرايدي
حمزة حمزة
|
رئيس حرية و إنصاف
ناشط حقوقي
ناشط حقوقي
ناشط حقوقي
|
|
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان القيروان في 02 مارس 2008 بيـــــــان
يتصاعد نسق العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين في غزة مخلفا عشرات القتلى والجرحى ، أكثر من نصفهم من المدنيين وسط صمت دولي مطبق ، شجع الاحتلال على مزيد الانتهاكات، من الحصار الخانق المانع لكل مقومات الحياة إلى الاجتياحات المتكررة والتقتيل الجماعي. وتعد التصريحات التي أدلى بها نائب وزير الدفاع الإسرائيلي يوم 28 فيفري 2008 والذي هدد فيها بتنفيذ محرقة ضد الفلسطينيين لا فقط تهديدا بارتكاب جرائم بل كذلك تذكيرا بجرائم حرب طالما أدانها المنتظم الدولي وحاكم القائمين عليها ودعى إلى ضرورة عدم تكرارها لما تشكله من تعد على الإنسانية و انتهاك لحقوق الأفراد والمجموعات. وفرعنا يؤكد أن هذه الانتهاكات ما كانت لتحدث لولا الدعم الأمريكي اللامشروط لإسرائيل و الصمت الدولي وضعف صوت المجتمع المدني وعدم قدرته على إرغام الحكومات لاتخاذ قرارات أكثر جراءة في مواجهة العدوان . و يجدد فرعنا إدانته لهذا العدوان الفاقد للشرعية والمخالف لجميع الأعراف الدولية و يدعو كل المنظمات وهيئات حقوق الإنسان العالمية والحكومات لاتخاذ مواقف قادرة على الدفاع عن الشرعية الدولية و ردع الحكومة الإسرائيلية وإلزامها باحترام القوانين والمواثيق. عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني
بسم الله الرحمن الرحيم
حركة النهضة
الكيان الصهيوني يشن حرب إبادةعلى قطاع غزة
يشن الكيان الصهيوني الغاصب حرب إبادة على شعبنا الفلسطيني بغزة على مرأى ومسمع من العالم وبمباركة من الإدارة الأمريكية وعجز عربي رسمي مهين وصمت دولي متواطئ، فمنذ يوم 26 فيفري 2008 لم تتوقف آلة الدمار والقتل الصهيوني مستهدفة الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل فاستشهد أكبر عدد من المدنيين منذ انطلاق انتفاضة الأقصى المباركة سنة 2000 بلغ إلى حد يوم الأحد 2 مارس2008 116 شهيدا وأكثر من 250 جريحا كما أقدم العدوان الصهيوني على قصف المباني السكنية موقعا دمارا هائلا في المنازل ، وقد شاهد العالم بأسره صور الأطفال الصغار وقد تمزقت أجسادهم الطاهرة أشلاء دون أن تهتز قلوب حكام الأنظمة العربية ودون أن تصدر أي إدانة من المنتظم الدولي الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة الأمريكية داعمة الكيان الصهيوني إننا في حركة النهضة وأمام هول المجزرة التي يقترفها الكيان الصهيوني : 1- ندين بشدة جرائم الحرب البشعة التي يقترفها الكيان الصهيوني في حق شعبنا الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة. 2- نعبر عن تضامننا مع إخواننا في غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة و نحيي صبرهم وصمودهم و نؤكد لهم أن الشعوب العربية و الإسلامية واقفة معهم تسندهم ولن تتخلى عن فلسطين رغم المكائد و المظالم. 3- ندعو كل الفصائل الفلسطينية لتوحيد الصف و تنسيق المواقف و تجاوز الانقسام داخل الساحة الفلسطينية لمواجهة العدوان الصهيوني وإحباط كل مخططاته الإجرامية. 4- نؤيد الدعوة التي أطلقها فضيلة الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي التي طلب فيها من الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي دعم ومساندة شعبنا الفلسطيني في غزة. 5- نثمن تحركات الشعوب العربية والإسلامية التي خرجت في مسيرات جماهيرية للتعبير عن مساندتها لشعبنا الفلسطيني المرابط وللضغط على حكوماتها لتبادر بفك الحصار عن قطاع غزة ونصرة إخواننا الفلسطينيين 6- ندعو كل الأصوات الحرة في العالم لتدين سياسة الإبادة الجماعية التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني المجاهد قال تعالى : « يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون » لندن 03 مارس 2008 رئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي
الحزب الديمقراطي التقدمي – جامعة قابس
02-03-2008 جامعة قابس مكتب الشباب بـيــان
يتعرض الشعب الفلسطيني في قطاع غزة إلى هجمة صهيونية شرسة أسفرت في أقل من خمسة أيام عن إستشهاد عشرات المقاومين و لم يسلم منها حتى المدنيين و الأطفال ، و لا زال قادة الكيان الصهيوني يتوعدون بتصعيد العمليات العسكرية . و أمام هذه الأوضاع المأسوية التي يعيشها سكان القطاع فإن مكتب الشباب الديمقراطي التقدمي يعبر عن : -استنكاره للمجازر الصهيونية المخالفة لكل القوانين و الأعراف الدولية. -ادانته لصمت المجتمع الدولي حول عربدة الكيان الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط. ادانته لموقف الحكام العرب ، و يعتبر صمتهم لا يمكن وضعه إلا ضمن إستقوائهم بالصهيونية لمواصلة ممارسة الدكتاتورية و أنتهاك حقوق الإنسان . -مساندته للمقاومة الفلسطنية الباسلة ، و يحيي فيها صمودها و عدم انزلاقها في النهج التطبيعي لحكومة « أبو مازن ». المنسق عبد السلام العريض
حزب الخضر للتقدّم تونس في 02 مارس 2008 بيان
يُتابع حزب الخضر للتقدّم ببالغ الاهتمام وبمشاعر التضامن ما يتعرّض له شعبنا العربي في قطاع عزّة من حملة شعواء دامية يُمارسها الكيان الصهيوني الغاصب, ويُناشد حزب الخضر للتقدّم كلّ القوى المحبّة للسلام والمدافعة عن حقوق الإنسان بالتحرّك العاجل وبكلّ الوسائل المتاحة من أجل الإيقاف الفوري لهذا العدوان الغاشم الّذي يُنذر في حال تواصله بتطوّرات خطيرة ستنعكس على كامل المنطقة ويُهدّد بصفة جدّية باندلاع صراعات وحروب جديدة . ويؤكّد حزب الخضر للتقدّم أنّ مسار السلام في منطقة الشرق الأوسط لا يُمكن أن يتمّ دون تمتيع الشعب الفلسطيني بكامل حقوقه وأوّلها حقّه في إقامة دولته المستقلّة مثلمّا أقرّ ذلك المجتمع الدولي وحقّ العودة للمهجّرين. ويأسف الحزب لحالة الصمت العربي والدولي حيال الجرائم المعادية للإنسانيّة والمُخالفة لكلّ الأعراف والمواثيق الدوليّة الّتي تستهدف الشعب الفلسطيني الشقيق. ويدعو حزب الخضر للتقدّم جامعة الدول العربيّة إلى التحرّك السريع والجاد من أجل ضمان انعقاد قمّة دمشق في موعدها المحدّد وجعلها قمّة التضامن العربي الشامل مع القضيّة الفلسطينيّة وقمّة القرارات والتحرّكات العمليّة والفاعلة من أجل الضغط على المنتظم الأممي والقوى الكبرى في العالم لإقرار السلام الشامل والنهائي في المنطقة بما يقتضيه ذلك من مسؤوليّة تاريخيّة جسيمة. ويرفعُ الحزب في هذا الظرف القاسي والأليم بكامل تعازيه إلى عائلات الشهداء الّذين سقطوا في قطاع غزّة تحت آلة الدمار والتخريب الصهيونيّة، ويُناشد الأطراف الفلسطينيّة بتجاوز خلافاتها وإيجاد الأرضيّة الملائمة لتوحيد الصف الفلسطيني الداخلي أمام هذه الهجمة الشرسة. حزب الخضر للتقدم عن المكتب السياسي الأمين العام المنجي الخماسي
حزب » تونس الخضراء «
تونس في : 03/03/2008
بيان الذكرى الثانية للسطو على حزب » تونس الخضراء «
تمرّ اليوم سنتان على عملية السطو على حزبنا « تونس الخضراء » البيئي الديمقراطي الذي تأسس في 19 أفريل 2004 وأننا بهذه المناسبة نذّكر الرأي العام الوطني والدولي بما يلي : 1) رغم المؤامرة التي حاكها أعداء الديمقراطية والمتمثلة في تنصيب شخص على ما يسمى « بحزب الخضر… » وهو لا يؤمن بالعمل البيئي، ونائبا يمثل حزبا آخر، على عكس ما يقرّه القانون المنظم للأحزاب والانتخابات، لم ينل من عزمنا الدفاع عن البيئة والتنمية المستدامة، ضمن فضاء المجتمع المدني والديمقراطي الفاعل. 2) نؤكد على عملنا الدؤوب الهادي والمتواصل الذي كسبنا به اعتراف حركة الخضر الإفريقية والأروربية والعالمية وجميع أحزاب المعارضة والمجتمع المدني. 3) رغم الموقف المتردد للسلطة تمكنّا من فتح حوار معها في أعلى مستوى، أطلعنا على العديد من الحقائق والتي منها التلاعب بالقانون لدى بعض الجهات التي استطاعت « مغالطة أعلى سلطة في البلاد » وسربت لها معلومات خاطئة عن تكوينا حزبنا… » ونحن إذن ننتظر تصحيح هذه المظلمة التي تعرضنا لها وإرجاع الحق لأصحابه. 4) وفي انتظار هذا التصحيح نحن ملتزمين بمواصلة عملنا من أجل تنظيم وتوحيد كل الطاقات المدافعة عن البيئة والتنمية المستدامة من شخصيات ومناضلي جمعيات، وسوف نبدأ الحوار معها لبروز قائمات مستقلة ايكولوجية في الانتخابات التشريعية القادمة، وذلك على أساس ميثاقنا البيئي. على أن تكون هذه القائمات متفاعلة مع المجتمع المدني الفاعل والقطب الديمقراطي . 5) إننا نرفض الحملة العدائية التي يتعرض لها العديد من ناشطي المجتمع المدني، كما ندين المواقف الغوغائية لما يسمى « بحزب الخضر.. » تجاه عملية الترشحات والانتخابات المقبلة. ونحن ندعو بالمناسبة إلى تعدد الترشحات لإثراء الساحة السياسية والخروج بها من المواجهات التي أثّرت سلبا على بروز القطب الديمقراطي ، ونؤكد بهذه المناسبة على إيلاء ترشح المرأة لأول مرة في الانتخابات الرئاسية بالنسبة للقطب الديمقراطي والائتلاف التقدمي. 6) نساند النضالات الشبابية الأخيرة في الحوض المنجمي بقفصة و كذلك نضالات الشباب الطلابي من أجل مؤتمر الاتحاد العام لطلبة تونس التوحيدي ونؤكد مرة آخر على معالجة « قضية شباب سليمان السلفي » بحكمة لكي نجنّب بلادنا العنف والتطرف الديني والارهاب . 7) نؤكد رفضنا للطاقة النووية ولكل محاولات « تلطيفها » وعرضها علينا كطاقة نظيفة كما جاء في الندوة الأخيرة بتاريخ 19/02/2008 ، ونعيد مطلبنا في الاستفتاء العام بعد تكليف شركة وطنية بإنجاز أول محطّة نووية تونسية – كندية في مطلع 2020. كما نشير للسلطة بأن تبني الطاقة النووية في إطار أي مشروع تنموي، يعني التخلي عن مبادئ التنمية المستدامة الذي أقرّته الأمم المتحدة المنسق العام المنسق العام حزب « تونس الخضراء » عبد القادر الزيتوني الهاتف الجــــوال : 00216 98 510 596 البريد الالكتروني : Tunisie.verte@gmail.com هاتــــف/فاكــــس : 00216 71 750 907
حزب العمال الشيوعي التونسي برقية مساندة تونس، في 2 مارس 2008
الإخوة الأعزاء، تحية نضالية وبعد، فإننا نريد أن نعبّر لكم بهذه الرسالة عن مساندتنا المطلقة لنضالكم من أجل مطالب أهالي الرديف وأهالي الحوض المنجمي المشروعة التي هي مطالب كافة التونسيات والتونسيين الذين يرزح معظمهم تحت أعباء الفقر والبطالة والتهميش وغلاء المعيشة. كما نعبّر لكم عن إكبارنا لصمودكم للأسبوع التاسع على التوالي وإصراركم على الدفاع عن حقوقكم مضيئين بذلك الطريق لشعب بأكمله. إنّ الحق في الشغل وفي العيش الكريم حق مقدس من واجب الدولة أن توفره لكل مواطنة ومواطن بعيدا عن كل محسوبية أو تلاعب. ولا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن تستأثر بثروات البلاد وخيراتها أقلية محظوظة من السكان على حساب الأغلبية، ولا جهة معينة من البلاد على حساب بقية الجهات. إننا نستنكر اللامبالاة التي واجهت بها السلطة حركتكم الاحتجاجية. كما نستنكر الحصار الأمني المضروب على مدينتكم الرديف، وندين كل نية في إخماد أصواتكم عن طريق العنف البوليسي. ونؤكد أن أيّ محاولة من هذا القبيل لن تعكس إلاّ إفلاس نظام الحكم وعجزه عن معالجة مشاكل الشعب بغير الأساليب القمعية المتخلفة، ولن تجد إلاّ الصدّ من كافة أحرار تونس. إننا إذ نجدّد لكم دعمنا، نهيب بكل مناضلات تونس ومناضليها، من كافة الحساسيات الفكرية والسياسية والنقابية، أن يقفوا إلى جانبكم انتصارا لكم ولأنفسهم. نحيّيكم ونشدّ على أياديكم. حمّه الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي (المصدر: « البديل عاجل » عن قائمة مراسلات حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 2 مارس 2008)
إضراب جوع تضامني مع طلبة سوسة الموقوفين
نفذ مناضلوا الاتحاد العام لطلبة تونس بقابس إضراب عن الطعام لمدة 3 أيام من الخميس 28-02 إلى السبت 01-03-2008 بمقر جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي مساندة لرفاقهم الطلبة الوقوفين بسجن المسعدين بسوسة منذ أواخر ديسمبر 2007 و للمطالبة بإطلاق سراحهم.
قائمة الزوار المساندين للإضراب
الصفة
|
الاسم و اللقب
|
طالبة
|
عواطف عياد
|
عضو المكتب السياسي للحزب د ت
|
عبد الجبار الرقيقي
|
ناشط حقوقي
|
معز الجماعي
|
نقابي مستقل
|
محمد العيادي
|
أستاذ جامعي
|
جمال العزابي
|
أستاذ
|
عبد الوهاب العمري
|
ممرض
|
حبيب الباهي
|
موظف
|
زهير بوعبد الله
|
موظف
|
أنور الذوادي
|
رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بقابس
|
منجي سالم
|
نقابي
|
الزين ناجح
|
طالب
|
محمد دحمان
|
أستاذ
|
رضا الماجري
|
طالبة
|
شيماء فريجات
|
طالبة
|
خنساء زيات
|
أستاذة معطلة عن العمل
|
رفيقة الجلالي
|
طالب
|
هيثم الزراعي
|
تلميذ
|
أسامة الجريدي
|
أستاذ
|
الظاهر المسعدي
|
ناشط حقوقي
|
هيثم الجماعي
|
نقابي
|
الهادي الزرلي
|
ناشط حقوقي
|
عبد الرزاق نصرالله
|
نقابي
|
أنور زعيش
|
أستاذ
|
محمد بوعين
|
سجين سياسي سابق
|
محمد العكروت
|
عضو هيئة فرع الرابطة التونسية لحقوق الإنسان بقابس
|
محمد شامخ
|
طالب
|
نبيل سرب
|
طالب
|
زياد بن شويخة
|
عضو الجنة المركزية للحزب د ت
|
أنور العمري
|
محامي
|
محمود منصر
|
طالبة
|
أنيسة الوريمي
|
موظف
|
رؤوف الشايبي
|
نقابي
|
شاكر عبد الكريم
|
معلم
|
رؤوف على
|
شاعر
|
مصطفي يحي
|
معلم
|
عبد السلام الدريدي
|
أستاذ
|
بولبابة فرحات
|
متقاعد
|
محمد كريم
|
متقاعد
|
محمد العجمي
|
معز الجماعي
البوليس السياسي يعنف عمر المستيري وسهام بن سدرين بميناء حلق الواد
علمت الحوار نت أنه خلال عودتهما من ألمانيا إلى أرض الوطن عبر الباخرة المنطلقة من من مدينة جنوة الإيطالية باتجاه مناء حلق الوادى، تعرض المناضلان السيد عمر المستيري وزوجته السيدة سهام بن سدرين اليوم الأثنين 3 مارس إلى التعنيف الشديد من قبل أعوان البوليس السياسي حيث أنهما أحتجزا بالميناء حتى خروج كل ركاب الباخرة التي وصلت الثامنة والربع صباحا وبعد الساعة الثانية ظهرا وقع تعنيفهما من قبل عشرات من أفراد البوليس السياسي في مكاتب الديوانة « القمارك » وذلك لأنهما رفضا السماح بتفتيش أغراضهما الخاصة (جهاز الكومبيوتر المحمول) وطالبا بإذن خاص لذلك. وقد تمكنت فرق البوليس من الإستيلاء على بعض الممتلكات الشخصية لهما من قبيل بعض الصور والأوراق والأقراص المضغوطة دون تسليم وصل بالمحجوزات. هذا وقد ندد عمر المستيري وسهام بن سدرين بالإستهداف الشخصي للمناضلين وغض الطرف عن المجرمين وتجار الممنوعات والمتنفذين. وقد تسبب الإعتداء في تمزيق ملابس السيد عمر المستيري وضرر بذراع السيدة سهام وهما يتوقعان حصول كسر وينتظران ما تظهره صور الأشعة للتأكد من الأمر. (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 3 مارس 2008)
تونس تدعو المجتمع الدولي الى التحرك السريع والناجع لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني
تونس 3 مارس 2008 (وات) اصدرت وزارة الشؤون الخارجية البيان التالي : على اثر العمليات العسكرية الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وما تسببت فيه من ضحايا ومصابين في صفوف المدنيين العزل خاصة من الاطفال والنساء تعبر تونس عن انشغالها العميق ازاء هذا التصعيد الخطير وما يشكله من انتهاك صارخ لابسط حقوق الانسان. واذ تجدد تونس ادانتها ورفضها للعنف بجميع اشكاله فانها تدعو المجتمع الدولي للتحرك السريع والناجع لوقف هذه الاعتداءات المتكررة ولتوفير الحماية للشعب الفلسطيني وتحذر تونس من عواقب هذه التطورات التي من شانها ان تهدد وتعيق المساعي الهادفة لاحياء العملية السلمية وتدفع بالاوضاع في المنطقة الى مزيد من التعقيد والتردى » . (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 3 مارس 2008)
تونس تدعو لتوفير الحماية للشعب الفلسطيني
تونس (رويترز) – دعت تونس المجتمع الدولي يوم الاثنين للتحرك السريع والناجع لوقف الاعتداءات الاسرائيلية وتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني بعد اعتداءات خلفت أكثر من مئة قتيل. وعبرت تونس في بيان أصدرته وزارة الخارجية التونسية عن « انشغالها العميق ازاء هذا التصعيد الخطير وما يشكله من انتهاك لأبسط حقوق الإنسان. » ودعت المجتمع الدولي « للتحرك السريع والناجع لوقف هذه الاعتداءات المتكررة ولتوفير الحماية للشعب الفلسطيني. » وانسحبت القوات الاٍسرائيلية من قطاع غزة يوم الاثنين بعد اشتباكات أسقطت أكثر من مئة قتيل وأثارت نداءات من واشنطن لانهاء العنف وانقاذ محادثات السلام مع الفلسطينيين. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 3 مارس 2008)
تونس تصف رفض المحكمة الأوروبية طرد تونسي من ايطاليا ب »القرار غير المبرر »
تونس (اف ب) – وصفت السلطات التونسية الاحد اعتراض المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان في قرار اصدرته الخميس على طرد مواطن تونسي من ايطاليا الى تونس بحجة انه قد يتعرض للتعذيب وسوء المعاملة بانه « قرار غير مبرر ». وكانت المحكمة الاوروبية اعلنت في قرارها الخميس ان طرد نسيم سعدي الى تونس سيشكل انتهاكا للبند الثالث من اتفاقية حقوق الانسان الذي ينص على منع التعذيب والمعاملة غير الانسانية او المهينة. وعلق مصدر قضائي تونسي الاحد على قرار المحكمة الاوروبية بالقول انه « قرار غير مبرر ولا يمكن الا ان يثير الاستغراب (…) لا يستند الى اية معلومات تم التحقق منها ولا الى اية قاعدة قانونية مقبولة ». واضاف ان « تونس ابرمت معاهدة الامم المتحدة ضد التعذيب كما ان تشريعها الوطني الذي يضمن احترام الفرد وحقوقه الاساسية يحظر كل انواع التعذيب او اية معاملة غير انسانية » مؤكدا ان « القانون التونسي يعاقب ايا كان يقوم بمثل هذه الاعمال ». والمعني بالامر هو تونسي من مواليد 1974 وهو يقيم في ميلانو. وكان تم توقيفه ووضع رهن الحبس الاحتياطي في ايطاليا في تشرين الاول/اكتوبر 2002 للاشتباه في علاقته بالارهاب. وحكم عليه بالسجن اربع سنوات وستة اشهر في 9 ايار/مايو 2005 بعد ان ادين بالمشاركة في عصابة اشرار. وحكمت محكمة عسكرية في تونس في 11 ايار/مايو 2005 بسجنه 20 عاما لادانته بالانتماء الى منظمة ارهابية. وفي 8 آب/اغسطس 2006 امرت وزارة الداخلية الايطالية بطرده الى تونس بعد رفض طلبه اللجوء السياسي في ايطاليا. واعتبرت المحكمة الاوروبية ان « تشكيل شخص تهديدا خطرا للمجموعة لا ينقص البتة من تعرضه للاساءة في حال طرده ». وفي حيثيات الحكم قالت المحكمة انها « تعتبر ان عناصر جدية وواضحة تبرر الخلوص الى ان هناك خطرا حقيقيا في تعرض المعني الى معاملة منافية للبند الثالث في حال طرده الى تونس ». واضافت « بالتالي فان المحكمة ترى ان قرار طرد سعدي الى تونس ينتهك في حال تنفيذه البند الثالث » لاتفاقية حقوق الانسان. وحكمت المحكمة ايضا بدفع 8 آلاف يورو كمصاريف للمدعي. (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 3 مارس 2008)
تونس تنتقد رفض المحكمة الأوروبية طرد تونسي من إيطاليا
اعتبرت تونس أن قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان الرافض طرد مواطن تونسي من إيطاليا إلى تونس بحجة أنه قد يتعرض للتعذيب « غير مبرر ولا يمكن إلا أن يثير الاستغراب ». وقال مصدر قضائي تونسي أمس إن قرار المحكمة الأوروبية « لا يستند إلى أية معلومات تم التحقق منها ولا إلى أي قاعدة قانونية مقبولة ». وأضاف أن بلاده وقعت معاهدة الأمم المتحدة ضد التعذيب وأن التشريع التونسي يحظر كل أنواع التعذيب وأية معاملة « غير إنسانية »، مشيرا بذلك إلى قرار المحكمة الأوروبية التي أعلنت الخميس أن طرد نسيم سعدي إلى تونس سيشكل انتهاكا للبند الثالث من اتفاقية حقوق الإنسان التي تنص على منع التعذيب والمعاملة غير الإنسانية. وكانت إيطاليا حكمت في التاسع من مايو/أيار 2005 على سعدي (34 عاما) المقيم في ميلانو بالسجن أربع سنوات ونصف بعد إدانته بالمشاركة في عصابة أشرار، وقررت وزارة داخليتها طرده في أغسطس/آب 2006 إلى تونس بعد رفض طلبه للجوء السياسي. وسيواجه سعدي إذا عاد إلى تونس عقوبة السجن 20 عاما بقرار صادر عن المحكمة العسكرية التونسية بتاريخ 11 مايو/أيار 2005 بتهمة الانتماء إلى منظمة إرهابية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 3 مارس 2008 نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية)
تونس: زيادة أسعار المحروقات بسبب ارتفاع أسعار النفط في السوق العالمية
تونس – خدمة قدس برس أعلنت وزارة الطاقة والصناعة التونسية عن زيادة في أسعار المحروقات بداية من أمس الأحد 2 آذار (مارس) الجاري. وشملت الزيادة أسعار البنزين وزيت الديزل وبترول الإنارة والفيول وغاز البترول السائل. وقدّرت الزيادة بحوالي 5 بالمائة. وقال بلاغ الوزارة الذي تسمت « قدس برس » نسخة منه إنّ « سعر البترول قد سجل في الأسواق العالمية رقما قياسيا جديدا تجاوز في الفترة الأخيرة عتبة 100 دولار للبرميل الواحد في حين أن التقديرات المعتمدة في ميزانية الدولة لسنة 2008 ضبطت على أساس 75 دولار للبرميل الواحد ». وأضاف البيان أنّ هذه الزيادة هي « تعديل محدود يراعي المقدرة الشرائية للمواطن »، داعية المواطنين إلى الإقبال على استعمال الأجهزة المقتصدة للطاقة وتفادى التبذير في استهلاكها. وكان البرلمان التونسي قد خصص الأربعاء الماضي (27/2) جلسة لمناقشة قضيّة الارتفاع المتواصل لأسعار الطاقة والحبوب وجل المواد الأولية الأساسية الموردة. أشار خلالها وزير التجارة إلى أنّ ميزانية الدولة قد تتحمّل السنة الجارية نفقات قد تصل 1000 مليون دينار (1 دينار/0,8 دولار) على المواد الأساسية وهو ما يمثل ثلاثة أضعاف الاعتمادات المخصصة سنويا لصندوق التعويض. وقد أكّد الوزير أمام النواب أنّ الدولة ستلجأ دوريا إلى الترفيع في الأسعار، لكنّه أشار إلى أنّ ذلك « سيراعي المقدرة الشرائية للمواطن ». (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 3 مارس 2008)
ارتفاع واردات تونس من القمح 24 في المائة في 2007
تونس -رويترز – أظهرت بيانات حكومية اليوم الاثنين ان تونس اشترت 731ر1 مليون طن من القمح في عام 2007 بارتفاع بنسبة 24 بالمئة عن مستواها في العام السابق اذ استورد المصنعون المحليون المزيد من القمح الصلد لاعادة تصديره على شكل معكرونة. وارتفعت مشتريات تونس من القمح اللين الى 122ر1 مليون طن في العام الماضي بالمقارنة مع 057ر1 مليون طن في عام 2006. وقفزت واردات القمح الصلد بنسبة 79 بالمئة الى 609200 طن. وزادت قيمة واردات القمح الى أكثر من مثليها لتبلغ 6ر737 مليون دينار /7 ر616 مليون دولار/ مع ارتفاع الاسعار العالمية. وبلغ محصول تونس من القمح مليوني طن من الحبوب ارتفاعا من 6ر1 مليون طن قبل عام على الرغم من سوء الاحوال الجوية في بداية الموسم الزراعي. ويقول مسؤولون ان تونس تقترب من الاكتفاء الذاتي من القمح الصلد مع تشجيع الحكومة للمزارعين على زراعته في أغلب المناطق المروية. ويستورد متعاملون من القطاع الخاص القمح الصلد لصناعة المعكرونة وبيعها في دول المغرب العربي وافريقيا. /الدولار يساوي 196ر1 دينار تونسي/
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 3 مارس 2008)
أخبار « البديل عاجل »
1) إضراب إحتجاجي:
نفذ معلّمو المدرسة الإبتدائية « حيّ المنزه » بفقصة المدينة إضرابا لمدّة ساعتين من الثامنة إلىالعاشرة صباح الخميس 28 فيفري وذلك إحتجاجا على الأوساخ المتراكمة بقاعات وساحة مدرستهم. وقد أجبرت هذه الحركة المدير الجهوي المساعد على التحوّل إلى المدرسة المذكورة. ولم يعد المدرّسون لاستئناف عملهم إلاّ بعد قدوم امرأة تولّت التنظيف وتمّ الإتفاق على تشغيلها بصفة متواصلة، إلى جانب حارس المدرسة.
2) عودة الإحتجاجات بالمظيلة:
عرفت مدينة المظيلة يوم الخميس 28 فيفري احتجاجات من قبل بعض المعطّلين تمثلت في حرق عجلات مطاطية ومنع مرور القطارات. وقد تكرر المشهد مساء اليوم الموالي. وقد علمنا أنّ عودة الاحتجاجات مرتبطة بسوء تصرّف كاتب عام الجامعة الدستورية « الطاهر منصور » في توزيع بعض المنابات المتصلة بالعمل في الحضائر.
3) غير مرغوب فيه:
بعد نقلة مدير المركب الكيمياوي « المولدي النصيري » وقدوم خلفه الوافد من قابس. عبّر العديد من العاملين بالمركّب الكيمياوي وبعض المواطنين عن رفضهم لهذا التعيين، وتمكّنوا يوم الخميس 28 فيفري من إفساد حفل تنصيبه الذي تمّ في اليوم الموالي ضمن بروتوكولات باهتة ميّزها الغياب البارز لوجوه تعوّدت حضور هذه المناسبات.
4) أوّل الضحايا:
توفي الشابّ علي بوساحة البالغ من العمر 17 سنة في أحد مستشفيات صفاقس يوم 29 فيفري 2008. ومن المعلوم أنّ الشابّ المذكور أقدم على حرق نفسه [1] في المدّة الأخيرة قبالة معتمدية الرديف احتجاجا على مماطلة معتمد المكان في تمكينه من مطلب بسيط لا يتعدّى الإلتحاق بمركز تكوين بمدينة توزر. والحقيقة أنّ الخطّ الفاصل في هذه الحادثة دقيق إلى أبعد الحدود، فهل قُتل الشابّ أم قتل نفسه؟
من جهتنا نعتبره أوّل شهداء احتجاجات الحوض المنجمي، ولذلك لا بدّ من فتح تحقيق جدّي في هذه الوفاة لتحديد أسبابها كما أنّه لابدّ من محاسبة المسؤولين عن هذه الوفاة.
[1] انظر البديل عاجل بتاريخ 27 فيفري 2008.
(المصدر: « البديل عاجل » عن قائمة مراسلات حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 2 مارس 2008)
أصداء « الصباح الأسبوعي »
محلات هارودز البريطانية ترغب في الهريسة التونسية أعلنت محلات هارودز البريطانية المملوكة من رجل الأعمال محمد الفايد والد الراحل دودي الفايد عن رغبتها في إقتناء منتجات تونسية وعلى رأس القائمة الهريسة وزيت الزيتون والكسكسي ومصبرات السمك والدقلة.. وقد جاء هذا الطلب بعد أن تحوّل وفد من رجال الأعمال الى بريطانيا للبحث عن أسواق جديدة وأبدت سلسلات تجارية أخرى اهتماما بهذه المنتجات التونسية على غرار Morissons، Asda، Tesco ودعا مسؤولو محلات هارودز الى تنظيم تظاهرة ثقافية سياحية تجارية ستكون مناسبة لانتقاء المنتجات التي يمكن ترويجها.. ويولى مركز النهوض بالصادرات اهتماما خاصا للمسألة. جامعيّون ومديرون يتعلمون «الأنقليزية» يشهد هذه الأيام الفضاء الأمريكي «أميديست» إقبالا مكثفا على التسجيل لتعلم اللغة الأنقليزية وحسن إتقانها.. وما يلاحظ في هذا الصدد أن الاقبال لا يشمل الطلبة والتلاميذ فقط، بل يشمل أيضا بعض الجامعيين والمديرين المركزيين والعامين التابعين لعدد من الوزارات فهل هو مؤشر لإنفتاح الادارة التونسية على لغة العصر؟ «سبحان مغير الأحوال» نافورة «باب الخضراء» التي ظلت على امتداد سنوات وعلى الرغم من حداثتها ـ متروكة، مهجورة تستغيث من العطش، تحوّلت وجهتها، وأصبحت مساحة «خضراء» تكسوها النباتات والغراسات.. فلماذا تغيّر المسار بهذه السرعة؟ ولما أنفقت الملايين من الدنانير على الدراسات والتهيئة على مشروع ظرفي ووقتي؟ (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 3 مارس 2008)
أكذوبة الانترنت العمومية في تونس
Pdpأنفو –تونس – من منتصر التونسي
ليس عسيرا على من يتردد على محلات الانترنت العمومية بصفة دورية أن يلحظ الضغوطات الهائلة التي تسلط على مالكي هذه المحلات والعاملين فيها من قبل أعوان الأمن بالزيّ المدني .
المطالبة ببطاقة التعريف وأوراق ثبوتية الهوية والاصطحاب إلى مخافر الأمن بدون أدنى احترام للقانون ،بعض من تلك الممارسات التي انتهجها أعوان الأمن في تونس بأوامر مباشرة من حكامهم أو باجتهادات فردية تدل على عدائية واضحة لكل من يبحث عن مصدر للمعلومة يخالف المصادر الرسمية التي لم تعد تقنع حتى من يقف ورائها .
اقتربت مني منذ يومين فقط إحدى العاملات المهذبات بمحل للانترنت تعودت التردد عليه وهمست لي بخوف: أنصحك بالمغادرة فصاحب المحل قام بطلب رجال الشرطة الآن وقد سمعته خلسة…إنهم قادمون لاصطحابك إلى مركز الشرطة القريب من هنا لاستجوابك. أجبتها في استغراب: وما الجرم الذي ارتكبته؟ فقالت بحزم:المواقع التي تبحر فيها غير قانونية كما أنك تستعمل بروكسي(Proxy) باستمرار. « غير قانونية »…بهذه العبارة يحاولون إقناعهم ليقوموا بطرد التائق للإبحار في مواقع ذات مصداقية تقدم أخبارا ذات مضمون آخر .
فالموقع المحجوب في تونس أضحى غير قانوني بمجرد حجبه.ومن يستعمل البروكسي لفتحه يخالف القانون .
بشرى هي طالبة وناشطة صلب الاتحاد العام لطلبة تونس تقول :لا املك الانترنت في بيتي لذلك تجدني مضطرة لاستعمال محلات الانترنت العمومية على الرغم من خطورة التردد عليها فنصف روادها من البوليس السياسي الذي يترصد الشباب لمعرفة المواقع التي يبحر فيها .
لن يتمكنوا من أقناعي بأن نشرات مثل تونس نيوز وpdpأنفو و سويس أنفو غير قانونية .حجبها لا يفقدها القانونية والشرعية التي تستمدها من عدد زوارها الكبير .
(ف) شاب عمره 23سنة عمل مراسلا لفترة قصيرة لموقع نضالي معروف وتعرض تبعا لذلك لهرسلة غير عادية شملت حتى أهله وإخوته . ويقول الشاب الذي رفض الكشف عن اسمه: مورس ضدي العنف المادي واللفظي بشكل مبالغ فيه ..الجرم الذي ارتكبته حسب زعمهم أنني اتصلت بوسائل إعلام تحرض ضد النظام من خارج الوطن وهو ما يعاقب عليه القانون. مواطن آخر ذاق الأمرّين من تحرشات رجال الأمن بالزي المدني في محلات الانترنت العمومية .
إسماعيل دبارة مراسل موقع pdpأنفو يقول :تجد نفسك محاصرا من مالك محل الانترنت الذي ينغّص عملك البسيط عبر النات .وهو يقوم بذلك وكالة عن أعوان الأمن فتارة يقطع عنك الاتصال بالشبكة وطورا يتعلل بانقطاع الكهرباء وفي كثير في الأحيان يرفض أصلا مجرد دخولك .
معز الجماعي مراسل الحوار. نت لم يسلم أيضا في السابق من المضايقات التي تعيق ممارسته لعمله الصحفي ، بل وتعرض في عدة مناسبات إلى الضرب من قبل البوليس السياسي .وقائمة الخروقات والمنع والتجاوزات تطول .
الخلاصة أننا لسنا متطرفين ليمنعوا عنا الانترنت خشية الإبحار في مواقع تحث على العنف والإرهاب.كما أننا لسنا مائعين منحلّين لنبحر في المواقع الإباحية التي لم تغلق في وجوه من يطلبها للأسف. لكننّا تقدميون مناضلون نريد الحقيقة من مصادر مختلفة وليس من وجهة نظر واحدة مستهلكة أثبتت فشلها منذ زمن طويل. إذن ليكن الحق في المعلومة المختلفة حقا من الحقوق التي يدافع عنها السياسيون في تونس ،و ليكن الحق في الإبحار بحرية وأمان عبر النات-بعيدا عن التحرش والمضايقات التي لا تزيد من تستهدفه الا إصرارا على بلوغ الحقيقة- متاحا بالفعل ،عسى أن تنتهي معاناة المبحرين على الانترنت في بلد يتبجح بتطويره لخدمات الانترنت وعمله الدؤوب من أجل تعميمها على كل الفئات .
(المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 3 مارس 2008)
التقرير الصحفي الأسبوعي الثامن – الجزء الأول
السبيل أونلاين – التقرير الصحفي
موقع السبيل أونلاين يشارك في اليوم العالمي للحجاب بعد تأجيله شهرا بسبب أحداث غزة انطلق يوم 25 فيفري – فبراير » اليوم العالمي للحجاب » الذي أطلقه موقع حماسنا للعام الثاني على التوالي بالتعاون مع اللجنة الدولية للدفاع عن الحجاب في العالم ولجنة الدفاع عن المحجبات في تونس , كما شارك هذه السنة في هذا اليوم موقعنا السبيل أونلاين. وقد وقع تخصيص موقع
WWW.HIJAB.COM لإبراز بؤر الحرب على الحجاب حول العالم وقد أبرز تونس في مقدمة الدول المحاربة للمحجبات ومظاهر التدين في العالم . وبادر منظمو اليوم إلى توجيه شكر للسيد أوردغان والسيد عبد الله جول على مبادرتهم الطيبة في تخفيف الضغوط على المحجبات. كما طالب اليوم العالمي للحجاب تونس بتخفيف الضغوط على المحجبات والمتدينين. ووقع توجيه دعوة صريحة لإحدى خصوم الحجاب وهي الناشطة المصرية د.إقبال بركة للمبادرة بارتداء الحجاب والتي رفضت من ناحيتها هذه الدعوة والتي علقت قائلة:” إن ما نشر وما ينشر على الموقع فيما يخص الحجاب أو توجيه دعوات إلى شخصيات ثقافية أو إعلامية لارتدائه هو أمر لا يستحق الاهتمام به أو الرد عليه » وتابعت قائلة:” اقرأوا كتابي الحجاب لتعرفوا أنه ليس من الإسلام ». وفي حوار مع موقع السبيل أون لاين أبرز السيد محمد السيد مشرف موقع حماسنا المنظم لتظاهرة اليوم العالمي للحجاب أن هناك تفاعلا إيجابيا للغاية من قبل وسائل الإعلام العربية مع هذه التظاهرة. وإجابة على سؤال يتعلق بسبب اختيار اسم الموقع ( حركة المقاومة الإلكترونية ) أرجع ذلك إلى تيمن مشرفي الموقع باسم حركة المقاومة الإسلامية « حماس » كما أشار إلى اعتباره تونس أكثر الحكومات في العالم مناوءة للمحجبات .
قرار أوروبي برفض ترحيل مواطن تونسي خشية تعرضه للتعذيب أعلنت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان الخميس الماضي إبطال قرار إيطالي طرد المواطن التونسي نسيم سعدي وهو من مواليد 1974 ويقيم في مدينة ميلانو بعد رفض طلبه اللجوء السياسي بشبهة علاقته بالإرهاب , الى تونس خشية تعرضه للتعذيب , وقد إعتبرت الترحيل ينتهك البند الثالث من اتفاقية حقوق الانسان الذي ينص على منع التعذيب والمعاملة غير الانسانية او المهينة كما حكمت بدفع 8 آلاف يورو كمصاريف للمدعي. وكان نسيم سعدي حوكم غيابيا في تونس 20 عاما في 11ماي 2005 . وقد وصفت السلطة التونسية القرار القضائي الأوروبي بأنه غير مبرر على حد تعبيرها , وصرح مصدر رسمي تونسي لوكالة الصحافة الفرنسية بأن القوانين التونسية تعاقب من يمارس التعذيب وأن الحكومة وقعت على معاهدة الامم المتحدة ضد التعذيب . يذكر أن السلطات التونسية تمارس التعذيب على نطاق واسع كما أقرت بذلك مختلف التقارير الحقوقية الصادرة من تونس , ولكن السلطات تصرّ على الإنكار بالرغم من الأدلة التى لا تقبل الدحض في إستخدامها التعذيب على بصورة دائمة .
سهى عرفات: رسالة مسمومة تحت هذا العنوان كتب سليم بقة مدير صحيفة الجرأة « L’ audace” في موقع « تونس نيوز » الإلكتروني باللغة الفرنسية أن أرملة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات لم تتوقف عن تصفية حساباتها مع عائلة بن علي الذين سحبوا منها الجنسية وحجزوا أغراضها حتى الكمبيوتر الشخصي . سهى عرفات لا تفوت أية فرصة دون كشف بعض تصرفات حاكمة تونس ليلى الطرابلسي حرم الرئيس التونس بن علي . فقد أرسلت بخطاب إلى مجموعة بوعبدلّي المالكة لمعهد « لويس باستور » أبرزت فيه أنها لم تكن أبدا موافقة على غلق مؤسسته عندما تقرر فتح المعهد الدولي بقرطاج وأكدت أن زوجة الرئيس التونسي هي المسؤولة عن قرار الإغلاق. علما أنه خلافا للمتوقع وبالرغم من ضخ أموال طائلة إضافة إلى 1,8 مليون دينار الممنوحة بموجب منشور رئاسي من أموال الشعب التونسي لم تشهد هذه المدرسة إقبالا من قبل التونسيين وقد بدأ الحديث فعليا عن نية ليلى الطرابلسي إغلاق هذا المعهد .
حصيلة ثقيلة للعدوان الإسرائلي على غزة أورد المركز الفلسطيني للإعلام حصيلة الأيام الخمسة للحرب الإسرائيلة على قطاع عزة وهي 116 شهيداً بينهم 39 طفلاً و15 سيدة واثنين من المسعفين وأكثر من 350 جريحاً 90 منهم من الأطفال و42 امرأة , ولم يقع بعد حصر الدمار الواسع الذى خلفته قوات الإحتلال وراءها بعد إضطرارها للإنسحاب فجر الإثنين 03 مارس 2008 . وقد اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية » حماس » هذا الإنسحاب أنتصارا للمقاومة الفلسطينية التى أجبرت القوات الغازية علي الإندحار . وصرح أحد أبرز قيادات حماس في القطاع الدكتور محمود الزهار بأن الإحتلال فشل في تحقيق أهدافه المعلنة , فالمقاومة إنتصرت وستستمر في إطلاق الصواريخ وأكد أن ما لقيه الصهاينة في بلدة جباليا من مقاومة شرسة يؤكد قوة حماس وبرنامج المقاومة الفلسطينية , وهدد باقتحام أبناء « حماس » لحدود قطاع غزة مع الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1948. كما حذر الإحتلال من إجتياح غزة وتعهد بإستخدام المقاومة أضاف القوة التى استخدمتها عند اجتياح بلدة جباليا شمال غزة .
هل مازال الإسلاميون يثيرون الخوف في تونس كتب رضا كافي بصحيفة L expression الأسبوعية عدد 19 – 22 فيفري – فبراير عن اللائكيين الذين يطلقون صيحة فزع خوفا من رجوع الإسلام السياسي إلى تونس مستدلين على ذلك بمظاهر التدين الآتية : * بروز ظاهرة النساء المحجبات في الأماكن العامة. * امتلاء المساجد بالمصلين. * المتابعة العالية للقنوات الفضائية الدينية من طرف المشاهد التونسي. * النجاح الذي تعرفه قناة الزيتزنة. * تزايد ظاهرة الفتاوى المكفرة للنخب اللائكية مثل الجامعية سلوى الشرفي والصادرة من إسلاميين مستقرين بأوروبا. وقد تعالت صيحات فزعة اخرى برزت من خلال أحد العناوين الرئيسية التي برزت على غلاف صحيفة « جون أفريك » ( عدد 2456 من 3 إلى 9 فيفري – فبراير 2008 ) وتحت عنوان ( تونس خائفة على لائكيتها ). ويعتبر الكاتب أن هذا الفزع مبالغ فيه لأن ظاهرة التدين أصبحت عالمية مستدلا على ذلك بما يصدر من تصريحات على لسان بعض رؤساء الدول الغربية ذاكرا مثالا على ذلك الرئيس الأمريكي والفرنسي. ويضيف الكاتب أن الحديث عن لائكية الدولة التونسية حديث مغلوط لأن تونس وحسب دستورها ليست دولة لائكية فالفصل الأول من الدستور التونسي يعتبر أن تونس دولة دينها الإسلام ولغتها العربية. أما بخصوص عودة الإسلاميين التونسيين ويقصد بهم حركة النهضة فإنه يستبعد ذلك للأسباب التالية : * تعرضت الحركة إلى ضربة أمنية قوية قاصمة شلتها شللا تاما أما أولئك الفارين إلى أوروبا فإنهم انقسموا على أنفسهم فقسم متشدد منهم حسب قوله خيّر الانضمام إلى المنظمات الجهادية الدولية في البوسنة وأفغانستان وكثير منهم مات وهو يقاتل (حسب تعبيره)، وآخرون ألقي القبض عليهم في أفغانستان وباكستان والعراق، ويقبع بعض منهم في سجن غوانتنامو. * قيادات المهجر انقسمت إلى قسمين: قسم أول التف حول الأمير حسب وصفه ، وقسم آخر لا يكف عن توجيه انتقاداته له بسبب اختياره العيش بسلام واطمئنان في منفاه الذهبي اللندني والتعبير له . * ما بقي في تونس، فهم مراقَبون مراقبة أمنية شديدة تشل حركتهم وتمنعهم من التنظم من جديد بالإضافة إلى الانتقادات اللاذعة التي وجهت لهم من طرف بعض أعضاء الحركة بسبب تحالفهم مع اللائكيين . ويختتم الكاتب مقاله متسائلا : أمن حركة ضعيفة ومنقسمة ذات تأثير محدود يمكن أن نخاف ؟
وبرزت في تونس خلال السنوات الماضية مؤشرات قوية تؤكد فشل المشروع العلماني الائكي المتطرف الذى تتبناه السلطة في تونس ومثقفيها من خلال عجزه على إستقطاب الشارع التونسي الذى عاد للتدين بشكل واسع ولكن ما يزال بعض الائكيين التونسيين يجادلون لتبرير فشلهم الذريع وعجزهم عن إستمالة التونسيين .
أيهما أسوء بث هذه الأشياء أم الرسوم المسيئة لمحمد صلي الله عليه وسلم تحت هذا العنوان كتب الصحفيان الزرويجيان Gunnar Thorenfeldt و Sindre Granly Meldalen بالموقع الإلكتروني للصحيفة الزرويجية Dagbladet الأكثر شعبية بالزويج . المقال يتحدث عن برنامج تلفزيوني للأطفال بثته قناة الأقصى الفضائية التابعة لحركة المقاومة الإسلامية » حماس » يوم 22 فيفري حيث تظهر مقدمة البرنامج سارة برهوم مع الأرنب الأسود يوجهان كلمات قاسية للصحف الدنماركية التى قامت بإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم , وقد أعد الترجمة معد قريب من « اسرائيل » حسب كاتبي المقال ويدعى معهد ابحاث الشرق الأوسط ( Middle Est search Institute(MEMRI والمعروف بعدائه الشديد للإسلام , وهو غالبا ما يقتطع لقطات ينتقيها من برامج تلفزيونية ومشاهد مصورة لمهاجمة الإسلام والمسلمين . ويبرز المقال احدى مقاطع الحوار والتى تتضمن تهديدات واضحة من قبل الأرنب الأسود بقتل رسام الكاريكاتور الدنماركي . وفي مقطع آخر تضمن الحوار تعابير تحرض على تحرير كل فلسطين والعراق في محاولة مقصودة من المعهد المقرب من » اسرائيل » لربط التهديدات بقتل الرسام بعقلية تغرس لدى الأطفال بإزالة » دولة إسرائيل المسالمة » .
وحسب المقال فإن مقطع الفيديو وزع على نطاق واسع في العالم , وقد لقي إستنكارا واسعا لدى مسؤولين نرويجيين , فقد كتب موقع الكتروني لصحيفة VG تحت عنوان » مذهل وغير مقبول , غسيل دماغ للأطفال » تضمن المقال تصريحات لكاتب الدولة النرويجي للشؤون الخارجية » Raymond Johansen والذى قال : » هذا مثال لغسل الدماغ » , أما رئيسة الحزب اليميني النرويجي المتطرف ( إلى الأمام ) Siv Jensen فقد طالبت بمراجعة اعتراف الحكومة النرويجية بالحكومة المنتخبة التى تقودها حماس . علما بأن وزير الخارجية النرويجي هو الوزير الغربي الوحيد الذى قام بزيارة غزة ولقاء رئيس وزراء فلسطين المنتخب السيد اسماعيل هنية . ويأتي ترويج الشريط بالنرويج كمحاولة » ماكرة » من الإسرائليين للتأثير على الرأي العام النرويجي الذى أبدى تعاطفا في الفترة الأخيرة مع ما يعانيه الفلسطينيون من حصار .
امرأة برتغالية تعد لكتاب عن حياة ابنها التونسي المتهم بالإرهاب كتبت Louisa Toscane بتاريخ 26/02/2008 بنشرية « تونس نيوز » باللغة الفرنسية مُتَرْجمَةً لمقال صادر عن Agence Lusa بتاريخ 21 فيفري – فبراير عن البرتغالية Teresa Quintas Chopin أم الشاب التونسي عمر شلندي المتهم بالإرهاب أنها تستعد لإعداد كتاب عن حياة ابنها الذي قتل خلال الغزو الأثيوبي للصومال سنة 2007 . عمر شلندي من أب تونسي وأم برتغالية قتل بتاريخ 8 يناير 2007 في الصومال حيث كان يعمل مع بعثة إنسانية. وحسب والدته Teresa Chopin فإن ابنها كان ضحية رصاصة طائشة وفي اتصال مع وكالة Lusa قالت « سأكتب كتابا أتحدث فيه عن كل شيء فعندي معطيات كثيرة سيستفيد منها كثير من الناس ». وأكدت المرأة البرتغالية لنفس الوكالة أن ابنها لم يكن إرهابيا كما اتهمته السلطات التونسية بذلك. علما أن عمر شلندي هو أحد أعضاء ما عرف باسم مجموعة جرجيس التي ألقي عليها القبض بسبب إبحارها على شبكة الإنترنت وتصفحها لمواقع محظورة في تونس وقد حوكم ب 13 سنة سجنا قضى منها 3 سنوات وأكدت منظمة العفو الدولية في تقرير لها أن كل الاعترافات التي أدلى بها أعضاء المجموعة انتزعت منهم تحت التعذيب والإكراه .
المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 03 مارس 2008
الوضع التونسي بين الكوميديا والتراجيديا تونس المسخرة
أي وصف يمكن أن نصف به الوضع في تونس اليوم سوى أنه مأساة في قالب مهزلة وأحيانا مسخرة يندى لها الجبين؟ أي وصف يمكن أن نصف به تونس اليوم باستثناء أنها مسخرة : حكومة ومعارضة ونخبا وشعبا غير كريم . لنتمعن في كل هذا السيرك المنصوب أمامنا خاصة هذه الأيام ،والقاعدة كانت ولا تزال شر البلية ما يضحك . إذن، رفع الشعب تلقائيا الصور في كل مكان وتكاثرت نداءاته . لكن نظرا لإصرار منقذ البلاد على صمته ، قررت الجماهير الزحف على قصر قرطاج ومحاصرته والنوم في العراء إلى أن يخرج الرئيس ليطمئنها على مصيرها . وفعلا خرج صانع التغيير ليبشّر الشعب أنه قرر أن ينجح في الانتخابات المقبلة ب% 97.896 ففرح الناس ورقصوا في الشوارع إلى الصباح. ومن الغد عادوا لنقاشاتهم معلقين بحماس على انتقال نادي » ارقد لهم في الخط » إلى المجموعة الثانية بعد هزيمته في الشوط الثاني أمام نجم » اللي خاف نجا » … وكل الهمّ منصبّ على ما تخبؤه المباراة النهائية للفوز بكأس النذالة الوطنية بين نادي » اخطا رأسي واضرب » ونادي » ينصر من صبح « . أما في المعارضة فالشغل الشاغل لها هذه الأيام هو من سيشارك الرئيس في فرحة العرس الانتخابي، ومن سيتقاسم ال % 2.104 التي تفضل بتركها لتسعة أحزاب من الديكور المعترف به وثلاثة أحزاب للديكور غير المعترف به . وبخصوص هذا النمط الأخير من المعارضة، ثمة من أعلنوا أنهم عزموا وتوكلوا ، لكن ترقبوا تكاثر الترشحات الإشهارية لينال كل نصيبه من الاعلام و الزعامة الوهمية. لا أعلم من « سيغدر » بمنافسيه، فيسارع الأول لإضراب الجوع الإلزامي دفاعا عن حقه في المشاركة في اللعبة المغشوشة. هنا يأخذني التثاؤب وأنا أتصور السيناريو الركيك الذي اصابني منه قرف ما بعده قرف . يصدر البلاغ الطبي رقم 1 معلنا قلق الأطباء حول تدهور صحة المناضل . بعد يومين يصدر البلاغ الموالي لإعلام الشعب » المتملّح » بأن المناضل قد نقل للمستشفى على وجه السرعة لأن الضغط هبط له كثيرا. وهناك يصدر البلاغ الطبي رقم 3 لإعلام الرأي العام الدولي بوصول قلق الأطباء ذروته لأن الرئيس الافتراضي المدافع عن حقه في الرئاسة الحقيقية ، يفقد كيلوغراما في اليوم، وهو ما أجبرهم على إحالته على قسم الأطفال ، علما وأن تواصل الإضراب قد يفاجئ أطباء القسم المذكور أعلاه بذوبانه كليا واختفائه حتى من سرير الرضع الذي وضعوه فيه . هنا يفرض السيناريو أن يأخذ كل وطني غيور التلفون ليترجى المناضل الكبير بوقف إضرابه حتى لا » تترزى » تونس فيه – علما وأن تونس غارقة في مشاكل الغلاء واختفاء الحليب والديون المتراكمة ، وآخر ما يهمها مشاكل المسكين . من حسن حظ البلاد أن البطل يقرر الاستجابة لنداء الجماهير، فيشرب كاس حليبه الأول منذ أيام طويلة تحت وابل من التصفيق. ومن الغد يعلن المرشح المزمن لترشح صوري في انتخابات وهمية ، حتى قبل نهاية فترة النقاهة، تسجيله من الآن في انتخابات 2014 و2019 و2024، واذا أطال الله في عمره وبغض النظر عن بقاء تونس أو زوالها ترشحه لسنة 2029 . عزاؤنا في كل هذا الهدر أن النشاط النضالي لا يتوقف. فبعد اعتراف جماعة 18 أكتوبر بعظم اللسان أنهم ليسوا جبهة سياسية ، أن آخر ما يهمهم تنظيم مثل هذه الجبهة التي يتطلبها الوضع بكل إلحاح لإنقاذ تونس من ديكتاتورية مشينة …ازدان المشهد الوطني بهذ المؤسسة الثقافية الجديدة التي قررت تعميق النقاشات الهادفة بين الخمسين زعيم وزعيمة المشكلين للميكروكوزم . إنه لمن دواعي الفخر أن نرى نادي 18 اكتوبر ينظم محاضرة لراغب علامة عن الإرث في الأغنية العربية المعاصرة … أن نرى كوكب الشرق أم كلثوم تدعى لمقرّ التقدمي الديمقراطي لإلقاء محاضرة حول مفهوم الإرث عند القصبجي . وعلى ما يشاع فإن الدكتور المرزوقي عرض على المنظمين أن يقدم هو الآخر مداخلة بعنوان » هل سيترك لنا بلحسن وأخته ما نرث رجالا ونساء » . لكن الجماعة اعتذرت أن القاعة مشغولة لتنظيم الأعراس . ولأنه فهم أن المحاضرات التي يشتمّ منها استفزاز السلطة غير مرغوب فيها ، عرض عليهم أن يحاضر في » الإرث بين الليبرالية المتوحشة والماركسية المتكلسة « . لكنهم رفضوا ، مثلما رفضوا عرضه بالاقتصار على » آفاق الإرث في ظل الاحتباس الحراري ». وفي محاولة يائسة لدخول نادي 18 أكتوبر الذي اقصي منه،عرض أن يكون عنوان محاضرته » الإرث في فكر بن علي » لكنهم أعرضوا عنه. وعندما حاول لعب ورقته الأخيرة عارضا أن يحاضر في » الإرث في فلسفة خميس الشماري » طردوه شر طردة ، مما اقنعه أنهم لا يريدونه حقا، كونه متطرف وراديكالي ومتشدد ويريد الزعامة التي لا يريدونها إلا لأنفسهم . هنا فكّر المسكين في اللجوء للرابطة لإنصافه خاصة وأنه رئيس سابق لها . المشكلة أن الرابطة لا تهتم اليوم بأي قضية باستثناء مؤتمرها التي تريد ، ولا تريد، عقده في أقرب فرصة . من منكم لم يسمع طوال هذه السنوات عن مؤتمر الرابطة وكيف أجّل مليون مرة ؟ هذا ما يجعل رئيس الرابطة يصرخ في السكرتيرة: يا بنت، البيان » ستانادرد « ، فتأتيه السكرتيرة بالنموذج رقم 1 « إن الرابطة ، هذا المكسب الوطني الهام والتي لا تمارس السياسة وليست ضد النظام، وتقول للمخطئ أخطات، وللمحسن احسنت ، ومن باب قناعتها أن مبدأ المحافظة على » الشقف » بالسلعة وبدونها ، هو حجر الزاوية في الشخصية الوطنية . تستبشر تشجب تدين تطالب ( هنا يملأ الرئيس عادة الاستمارة بقلم حبر ازرق جميل ثم يمضي ويمضي لحاجاته ) لكنه يصرخ هذه المرة : يا بنت، أقصد البيان « الستاندارد » بخصوص المؤتمر . هنا تأتيه السكرتيرة بالبيان « الستاندارد » رقم 2 « إن الرابطة ، هذا المكسب الوطني الهام والتي لا تمارس السياسة وليست ضد النظام، وتقول للمخطئ أخطات، وللمحسن احسنت ، ومن باب قناعتها أن مبدأ المحافظة على » الشقف » بالسلعة وبدونها هو حجر الزاوية في الشخصية الوطنية . تثمن موقف السلطة التي سمحت بفتح مقر الرابطة المركزي وأبدت تفهما مشكورا بخصوص عقد المؤتمر. تحتج على تواصل عرقلة السلطة لمؤتمرها وغلق مقرات الفروع في الجهات . هنا يشطب الرئيس الجملة التي لا تتماشى مع الظرف المتقلب ، ثم يمضي ويمضي لحاجاته غير عابئ بنجاح السلطة الخبيثة في تجميد المؤسسة . مسكينة هذه الرابطة التي لا زالوا يفاخرون بأنها أعرق رابطة حقوق إنسان في أفريقيا والوطن العربي . في أواخر الثمانيات كان تسعين في المائة من عملها لحقوق الإنسان وعشرة في المائة للمشاكل الداخلية . في بداية التسعينات توزّع الوقت والجهد نصف نصف . عشية مؤتمر الخيانة في فبراير 1994، قلت لأحد أصدقائي النسبة الآن تسعة وتسعون في المائة للصراعات الداخلية وواحد في المائة لحقوق الإنسان . اليوم النسبة تسعة و تسعون في المائة للمؤتمر وواحد في المائة للصراعات الداخلية ، أما حقوق الإنسان فلها كالكعبة رب يحميها . اذكر سنة 1992 عندما أرادت السلطة تعويم الرابطة بآلاف الانخراطات المدسوسة وسنت قانونا لإجبارها على قبولها ، أنني قلت آن الأوان للمقاومة لآخر نفس . ويومها مارس عليّ أقرب الأصدقاء ضغوطات هائلة لأقبل بالقانون على أمل المحافظة على الأقل على » الشقف » التعيس، والله يغفر لك يا حشاد الذي طلعت علينا بقصة الشقف والسلعة هذه التي استعملها بعدك كل الجبناء والانتهازيون لتمرير وتبرير جبنهم وانتهازيتهم . كان موقفي ان الحرة تموت ولا تأكل بثدييها، وأفشلت كل محاولة لقبول قانون كان سينهي استقلالية المؤسسة ونضالها ويقدمها هدية على طبق من ذهب لأعداء الوطن والإنسان . ولما أخبرنا عشية يوم 12 جوان وزير التعذيب عبد الله القلال أن الرابطة منحلة قانونيا ، قلت في نفسي : دافعنا عن كل المظلومين ، حملنا مشعل القيم ، ناضلنا إلى آخر رمق ، ولم تسقط الرابطة في أيديهم القذرة ، تمت المهمة على أحسن وجه،.يمكنني الآن أن أرجع لبيتي مرفوع الرأس . البقية تعرفونها . وها هي المؤسسة اليوم خراب على خراب… ولا أحد يقول كفى. نعلن تجميدها… نقول للعالم لا يوجد رابطة حقوق إنسان في هذا البلد ، لأن الدكتاتورية لا تقبل إلا بكل ما هو ممسوخ و مزيف و مخترق ومفوّض . عوض هذا يفضلون منذ سنوات اللعب مع الغشاشين و تواصل مسخرة يظنون أنها تعطيهم ذريعة لإدعاء الوجود. ماذا بقي بعد الرابطة ؟ الالتجاء للقضاء طبعا ، وهو كما يعلم الجميع مفخرة تونس التي أنجبت ابن خلدون القائل » العدل أساس العمران » . إنها المقولة التي نقشها قضاتنا الأفاضل في أفئدتهم وجعلوا منها رايتهم واقفين على مر العصور ضد أعتى الطغاة . كل هذا التاريخ المشرّف سبب المثل الأمريكي » أعدل من تونسي تولّى القضاء » ، والمثل الفرنسي « إن أردت العدل في هذا العالم ، ابحث عنه بين صقلية والصحراء « ، والمثل البلغاري « الشمس في السماء والجور في بلغاريا و العدل في تونس ». يا الله كم غالبت ضحكي طيلة هذه السنوات في محاكم مثلت فيها تراجيديات هزلية أتمنى أن تجد يوما من يخرجها للمسرح والشاشة . ثمة فصول محاكمات الحق العام التي حكم عليّ سنوات بالتفرج عليها، لأن التقاليد تقتضي ألا يأتي بمتهمي السياسة إلا في آخر الحصة ، أملا أن يملّ الملاحظون الأجانب ويذهبوا للقيلولة . هكذا ملأت كناشي بملاحظات عن مهازل البشرية التونسية استعملت البعض منها في كتابي الرحلة . مما أذكره سرعة « القضاة » الرهيبة في إصدار الأحكام والملفات مكدسة امامهم إلى عنان السماء . آش اسمك .. ستة أشهر…اش اسمك ، سبعة سنين ….آش اسمك عشرة سنين . ورغم تشديد العبس على ملامحي حتى لا أنفجر ضاحكا، فإنني لم اتمالك نفسي يوم قال « القاضي » للمتهم: سرقت أربعة عجلات مطاطية للشاحنة الريفية ، كل عجلة عامين، المجموع ثمانية، نقسمهم على اثنين لأنك بلا سواق ، الحاصل أربعة. بعده . وبعد المفتحات تأتي المسرحية الرئيسية ، والممثلون الخردوق » الجالس بين أكوام الملفات، و حطام بشر مورست عليهم أفظع انتهاكات الروح والجسد ،ومحامون لا يغفر لهم تطوعهم ومثاليتهم تواصل المشاركة في المسرحية الحقيرة. المسألة كيف سأحافظ على جديتي عندما يبدأ بعضهم في رفع أصواتهم الرنانة (والتي أظن أنهم يعملون عليها ويتمرنون على تنميتها كما يفعل مطربو الأوبرا الغربية) متوجهين إلى الخردوق الجالس أمامهم يتأمل أظافره بجمل من نوع: وحيث أن القضاء هو حامي الدستور، وطبقا للفصل رقم كذا وكذا ، واعتمادا على علوية المواثيق الدولية التي صادقت عليها تونس ….كل هذا والخردوق ينتظر بنفاذ صبر متزايد أن ينتهي كل هؤلاء الثرثارون من جعجعة طواحينهم ليصدر حكمه الجاهز ويسرع لبيت الراحة لأن مثانته على وشك الانفجار… واللعنة على هذه المحاكمات السياسية بطول مرافعاتها والمشاكل التي توقعه فيها …وآه لو لم يتورط في قضية الرشوة البسيطة التي مسكوه بها ، لما تأخر في تقديم شهادة مرض لهذا اليوم حتى يفلت من ابتزاز وزير الظلم بالقانون. وبخصوص هؤلاء الخراديق أذكر واحدا منهم كان يحمل نظارات ولحية مذببة، حكم على أخي محمد علي في قضية عدم الالتزام بالامضاء اليومي في مراكز الشرطة بعد تمضيته سنتين سجن في برج الرومي سنة 1992 . وكانت السلطة طيلة التسعينات تنقض عليه كلما قمت بمبادرة سياسية وتلفق له قضية . يومها قال لي صديق رافقني للمحكمة لن يتجاسروا على الحكم عليه في نفس القضية للمرة الثالثة. قلت أنتظر ، سترى ما يقدر عليه نظام » لا ظلم بعد اليوم » . وفعلا نكس الخردوق راسه وحكم على محمد علي بستة اشهر سجن جديدة لتهمة كاذبة حكم عليه فيها مرتين. قلت للمحامي : الظاهر أن سعادة القاضي خائف أن ينقلوه لقبلي . فتطلع إلي باستغراب: لكننا في قبلي . قلت هذه هي المصيبة ، في قبلي ومع هذا ما زال خائفا ان ينقلوه لقبلي…أو أن ينسوه فيها . ذلك لأن قضاتنا العظام غير مستعدين للحكم بالعدل إلا إذا وفرت لهم الدولة ضمانة عدم النقلة لأماكن مثل قبلي وضمانة الترقية الآلية . كأن لسان حالهم يقول طالما لا تعطينا الدولة ضمانات ضد النقلة التعسفية والحق في الترقية، سنشبعكم ظلما وتبعية خانعة للسلطة ، لأن ما يحركنا ليس شرف المهنة والشرف الشخصي والواجب الوطني وإنما الخوف والطمع. وهذا النظام القضائي البائس ظل باهت للنظام السياسي المستبد ، ومن ثم لا تفاعل معه إلا بالرفض المطلق. آملت دوما أن يحذو المتهمين مثالي عندما رفضت أن يرافع عني محامي أو أن أستأنف الحكم الصادر بحقي بسنة سجن في 2001…عبثا . آملت ان اقنع المحامين بأن هناك طرق أخرى للدفاع وتكسير الآلة في نفس الوقت …عبثا. آملت ان يخرج من السرب البغيض قضاة لم يمت فيهم الواعز الأخلاقي والديني ..عبثا . كل الأطراف واصلت، وتواصل، لعب دورها بحذافيره في مسرحية كاتبها ومخرجها قابع وراء الستار يتفرج ويضحك محتقرا الجميع .ما الذي يجعل كل هؤلاء الناس يلعبون الدور المحدد لهم وهم يعرفون أنهم مجرد دمى تحركها خيوط القابع وراء الستار ؟ الرد : الطمع في الفتات بعد أن استولى الكاتب والمخرج على » الزردة » . المتهمون يأملون فتات التخفيض إن زايدوا في المذلة ….المحامون يجرون وراء فتات الشهرة بمرافعتهم المجلجلة التي » حمروا فيه وذنين النظام » ….أما أشباه القضاة فيحلمون بفتات الترقية والنقلة ، وحتى بفتات الاعتراف لهم من قبل المحامين والمتهمين برحابة الصدر لأنهم استمعوا دون مقاطعة لشهادات التعذيب الرهيبة… والتي لم يأخذوها بالطبع بعين الاعتبار. والنتيجة تأخر فقع هذا الدمل واستئصال هذا الورم المسمى الظلم بالقانون . إنه اليوم وغدا أساس الخراب… خراب مؤسسة القضاء …خراب قيمة العدل…خراب أرواح كل المشاركين في المهزلة ….خراب العمران الذي حلم به ابن خلدون وما زلنا عاجزين عن تحقيق حلمه وحلمنا . كل هذا بسبب التسسم بالخوف والانتهازية …بالانخراط في عقلية وممارسات الجبان الذي لا خيار له غير التمني و المطالبة والانتظار وتسبيق الخير وتوصيل السارق لباب الدار، والاحتجاج المؤدب والمسارعة للشكر على أي منة وهبة ومكرمة. كل هذا مردّه في آخر الأمر العجز عن القطع مع الفاسد والمتعفن بتعلة الوسطية والاعتدال والتدرج المسالمة والمصالحة والحب الإلهي والبشري. راطزة « جديدة انتجتها هذه العقلية التي قد لا توجد إلا في تونس : قوم يمكن تسميتهم بالإسلاميين المسيحيين. إنهم متطرفو الوسطية ، غلاة الاعتدال ، متشددو التسامح … ناس يزايدون اليوم حتى على المسيح- الذين يجهلون أنه كان ثائرا ومتطرفا بل وإرهابيا في عرف طغاة زمانه . موقفهم إذا ضربكم الدكتاتور على الخد الأيمن فقولوا له زدنا يا مولاي من الصفع ثم أديروا له آنذاك خدكم الأيسر. شعار هؤلاء الناس خذ وطالب . خذ صفعة وطالب. خذ ركلة في المؤخرة وطالب. خذ بصقة وطالب. المهم ليس ألا تأخذ شيئا ( أو أن تأخذ لاشيئا ) وإنما أن تحافظ على روحك المطلبية العالية. أين نظّر للتسول كإيدولوجيا وكأداة في السياسة إلا في تونس ؟ أين سمعت عن معارضين خارج تونس يطالبون الدكتاتور بالإشراف على مجلس وطني يضم كل الأحزاب ليكون سيادته هو المبادربمنح الديمقراطية التي عجزوا عن فرضها عليه . ما أقترحه عليهم هو أن ينادوا محرز الهمامي ليرأس ندوة حول إصلاح القضاء ، وعبد الله القلال للإشرف على دورة تدريبية للشرطة عن مقاومة التعذيب . على من يدجل هؤلاء الناس ؟ على الدكتاتور ؟ علينا ؟ على أنفسهم ؟ ما أريده كطبيب هو فحص بجهاز السكانار على أدمغتهم . قد تكون المسألة طبية بحت ونحن نظلم هؤلاء المساكين ، فكثير من الأمراض الخطيرة تبدأ تدريجيا بضعف في المدارك الذهنية. ربما تظنون أن هناك مخابرات غربية وراء ظاهرة المتسولين الجدد . خطأ ، فحتى أخبث الأجهزة لا تتجاسر على خلق هذا النوع من الناس .هم نتاج مقولة الحقيقة ( التونسية) دوما أغرب من الخيال. هنا لا يجب أن نغفل عن مسخرة اسمها الأحزاب وما أدراك ما الأحزاب . لنبدأ وننتهي بالحزب الذي أترأسه من باب الأقربون أولى بالمعروف ولأن الأحزاب الأخرى لا تستأهل حتى الشتم . هذا حزب يتفق على أطروحاته أغلبية الناس، وحتى من داخل الأحزاب التي تحاربه قياداتها بشراسة . لكن الكل ينظرون له بتعجب وإعجاب ولسان الحال يقول اذهب وقاوم أنت وربك. هكذا عوض أن يدخل الناس فيه أفواجا ، يخرجون منه الواحد بعد الآخر ، أرهقهم طول الطريق وصعوبته ، خاصة بعد أن اتضح أنه قد يكون حزب الخمسين سنة المقبلة، لكنه قطعا ليس حزب الخمس سنوات الآتية ونحن قوم لا نراهن على الزمان لاستغلاله وإنما على الفرص ننتهزها. المهم أنه إذا تواصل النزيف، فلن يبقى في « المؤتمرمن أجل الجمهورية » إلا الرئيس ونائبه. لكن بما أن الرئيس يطالب منذ ثلاث سنوات بالتنحي (تماشيا مع مواقفه الداعية للتداول على المسؤولية) فلن يبقى إلا نائب الرئيس ليصبح رئيسا… لكن على لماذا ؟ تصوروا الآن أن الرئيس الذي لا نائب له ، قدم استقالته لنفسه وقبلتها نفسه من نفسه . آنذاك سيصبح المؤتمر أول حزب هلامي ، مجرد ، عائش في فضاء أفلاطون ، بلا رئيس ، بلا مكتب سياسي ، بلا فروع في الجهات ، بلا منخرطين ، بلا ممثلين في البرلمان . حزب شبح … شبح سيأتيهم ( الخصوم والأصدقاء) بالكوابيس لأن الهياكل تموت وتبعث، لكن القيم النبيلة والأحلام العظمى والصور النمطية للثوار خالدة أبد الدهر. هنا تقول لي راسما ابتسامة الشفقة على ملامحك المكيافيلية : أنت متأكّد أم تخطب علينا لتبرر فشلك ؟ طبعا لست متأكدا، وكل ما في الأمر أنني ألجأ إلى بروباقندا غير مكلفة للاستهلاك الذاتي ،وذلك أملا في الحفاظ على ما تبقى من معنوياتي . لكن من أين الحفاظ على هذه المعنويات و مسخرة المساخر وذروتها بداهة كاتب هذه السطور بإصراره طوال ربع قرن على النفخ على الرماد، والحرث في البحر، والزرع في الاسمنت المسلح، والسقي في الرمل ، والصراخ في الصحراء ، والجري وراء السراب ؟ الدليل على ذلك مشيه يوما في شوارع سوسة والقنطاوي والكاف ، وأوباش يتعقبونه بالسب والبصاق ، وأحدهم يضع اصبعه في مؤخرته ، وترميه الشرطة السرية بعاهرة تدعي انه اغتصبها، وتحاصره الغوغاء في سيارة مشرفة على الانقلاب ، والبوليس يضحك ويصوّر… والناس تتفرج. * كل هذا يجعلني أعود للهاجس الملح علي منذ سنوات : الاستقالة ليس فقط من كل التنظيمات ومن الطبقة السياسة وإنما من أصل البلاء كله : تونسيتي. نعم لقد غسلت يديّ تدريجيا من السلطة منذ بداية التسعينات، ومن المعارضة منذ بداية الألفين ، كما غسلتا هما أيضا أيديهم مني. لم يبق إلا أن أغسل يديّ من الشعب التونسي برمته . أكون كاذبا لو قلت أن عملية قطع الحبل الوريدي سهلة وغير موجعة . أذكر أن صديقا » برّاني » عاد من تونس وقال لي في معرض الحديث : حقا إنه بلد جميل . فصرخت فيه غاضبا جميل وبس ، كامل الأوصاف تقصد. ثم نكست رأسي مضيفا والغصة في الحلق: للأسف فيه عيب وحيد يفسده كنقطة الدم في البيضة التي يريد الجائع قليها. قال ما هو . قلت عيب تونس الوحيد أنها ملآنة بالتوانسة. قال فاتحا عينيه على الأقصى: أنت متأكد . قلت طبعا أنا متأكد، فباستثناء بعض السواح، كل سكان تونس توانسة : الدستوريون الإسلاميون، الشيوعيون ،الطلبة، الصحافيون ، القضاة ، الحاكمون ، المعارضون ، المثقفون، الجامعيون ، المحامون ، الجالسون أمام التلفزيون وغزة تحتضر ، القاعدون في المقاهي يرضعون الشيشة وغزة تموت ، كلهم توانسة. فضرب الرجل كفا بكف صارخا لا حول ولا قوة بالله . قلت: الأدهى والأمر أنه حتى النساء والأطفال توانسة . قال إذن وضعيتك حقا ميئوس منها . قلت إنه الاستنتاج الذي وصلت إليه. ثم أضفت متنهدا: آه لوكانوا على الأقل اقلية يمكن وضعهم في مخيمات لاجئين وفرض حظرالتجول عليهم أربعة عشرين ساعة في اليوم . لكن ما الذي اقدر عليه وهم الأغلبية واصحاب بلد لا يستأهلونه؟ نعم ما الذي أقدر عليه باستثناء الاستقالة. وهذا نصها كما نقشته بعد أشهر طويلة من العمل عليه ، وهو كما ترون بليغ ومقتضب قصدا ، مليء بالتقريع الصامت مفعم بالمرارة الموحى بها، وبالحزن الذي نتمنى أن يصيب القراء بأزمة تبكيت ضمير لتفريطهم في رجل عظيم مثلي . لكن لنعد للموضوع حتى لا يكون التعليق على النص أطول منه . إذن : أنا فلان الفلاني ، تونسي للأسف أبا عن جد ،أقدّم استقالتي من المجموعة الوطنية والسلام . يا إلهي ما أسهل القطع مع الشقاء عندما تتوفر إرادة الكف عن تعذيب النفس! سطر واحد وانتهت كل صلة لي بشعب اخترع أبشع أمثلة تمجد الجبن والانتهازية بل ويردد بلا حياء كم من مرة في اليوم ، « أخطى رأسي واضرب » ! سطر واحد وانتهت علاقتي بنظام السيد الوالي، ومعتمد الشؤون الدينية، وكاتب عام لجنة التنسيق، والقاضي الفاسد، والشرطي قاطع الطريق، ومؤتمر الرابطة،ومشاكل الإرث والأصالة والحداثة، والنساء الديمقراطيات، و18 أكتوبر، والانتخابات التسعينية، وإعلام » الملاحظ » و »الحدث » و »الصريح » و »الشروق » و »بالمكشوف » ….ودكتاتور فاسد وكذاب تسبب في تعذيب ما لا يقل عن ثلاثين ألف إنسان، لكنه يحتفل بالعاشر من ديسمبر ويوزع ويتلقي جوائز حقوق الإنسان . ما أحلى أن أنهي كل علاقة بكل هذا الخرم . تبقى فقط المشاكل العملية وقد انزاح الجبل الجاثم فوق صدري منذ نصف قرن. الحق يقال أن الدكتاتورية كانت ستخلصني منها كلها . لكن المرازيق سامحهم، أو لا سامحهم الله، غضبوا من صدور بيان مزوّر باسمهم في جريدة الكترونية بائسة يطالب بسحب جنسيتي، فكتبوا بيانا مضادا. قد تكون هناك اعتبارات اخرى لتوقف زبائن الدكتاتورية عن الفكرة العبقرية التي لو مشوا فيها لخلصوني منها ومكننوني من القول بيد عمر لا بيدي. المهم أنني مواجه بآخر مشاكل تونسيتي أي أعباء تصفيتها … وأولها لمن سأبعث باستقالتي هذه ؟ قطعا ليس للعصابة المتسلطة وزميمها بما أنني لا أعترف له أو لها بأي شرعية . التوجه مباشرة لصاحب السيادة، ولو أنها مصادرة ،ولصاحب الشرعية، ولو أنها مغيبة ونظرية، أي ما يسمى الشعب ؟ لكن تصور ما ستكلفني 11 مليون رسالة من مال ومن لعاب ومن وقت للصق طوابع البريد ، هذا على افتراض أن شرطة الاتصالات ستسمح بإيصالها . ثم تصور ذهول الرضع والشيوخ والمرضى والأميين، وهم يتسلمون رسالة من مجهول يعلمهم باستقالته من تونسيته . قد يكون الحل الأمثل في عصر الفضائيات أن أتوجه بالإعلان المدوي عبر »الجزيرة » . لكن ماذا عن مسؤوليتي وأنا رجل جعل دوما من الشعور بالمسؤولية ركن أخلاقه . تقول أي مسئولية بما أنك استقلت من تونسيتك . من حدثك عن مسؤوليتي تجاه تونس ؟ كلا، ما أقصده مسؤوليتي تجاه موريتانيا. تقول وما دخل موريتانيا في هذه القصة . شغل دماغك لحظة، فالله أصاب التونسيين بالتبلد الأخلاقي لكن أذكى منهم وأخبث لا يوجد . بديهي أنني لست الوحيد الذي طلعت روحه من تونسيته. تصور أن الخبر انتشر كالنار في الهشيم ، أن خمسة ملايين تونسي على الأقل، قرروا هم أيضا أنه لم يعد أمامهم من حل غير الاستقالة . اين تريد أن يفروا وقد أغلقت الحدود نحو الشمال، والديمقراطية العربية الوحيدة التي يستطيعون التنعم فيها بالحرية والتحرك دون أن يتبعهم ويسبقهم شرطي يصرخ فيهم » بطاقة التعريف »، هي موريتنانيا؟ لكن هذا بلد فقيربالكاد يطعم سكانه ، من أين له استقبال خمسة ملاين فار من جنة الاستقرار والتقدم الاقتصادي ؟ ماذا لو صرّح وزير الخارجية الموريتاني : سنقطع رجل كل تونسي يتجاسر على حدودنا المقدسة . ربما ستحدث مشاكل دبلوماسية خطيرة وتنشب الحرب بين البلدين الشقيقين. ثم ماذا لو اضطرت الحكومة الموريتانية المسكينة للرضوخ للدكتاتور وتسليمه الفارين ليقول القضاء كلمته في التهم المعلقة بهم مثل عبور الحدود خلسة وتشويه سمعة الوطن المفدى. آنذاك كيف ستكون المحاكمات والطوابير بالكليلومترات أمام المحاكم والقاضي يصرخ في البوق : الألف الأوائل خمسة سنوات ، الألف الثانية عشرة سنوات ، الألف الثاثة الإعدام ، فيتدافع الناس لاحتلال موقع الألف الأولى ، مما يؤدي إلى حوادث مؤسفة كالتي تحصل في الحج وتسقط الأرواح البريئة تحت الأقدام العصبية . كلا ، رجل نزيه مثلي لا يقبل بمسؤولية موت هذا العدد من البشر حتى ولو كانوا توانسة . بداهة يجب أن تبقى الاستقالة سرية حتى لا تتسبب في اضطرابات لا يدري أحد إلى أين يمكن أن تؤول. لكن إذا بقت سرية فأي قيمة لها وأنا أريدها صرخة احتجاج وصرخة استنهاض وإن كانت أيضا وربما خصوصا, صرخة ألم لا يطاق. * والآن وقد نفّسنا عن كل مشاعر القهر، علينا دعوة الهدوء واستعادة التحكم في الوجع، حتى نقضي عليه نحن ، ولا يقضي هو علينا . والقاعدة التي أعرضها عليك هو أنه لما تفقد كل أمل في الناس وفي النفس ، ولما يداهم الظلام روحك ، عليك بوسيلة واحدة لا غير تسعيد بها ابتسامتك ، وهدوءك، ووقارك، وكامل قواك . يكفي أن تلجأ إليها حتى تنتظم دقات القلب ويتباطأ التنفس وينزاح عن الصدر كل ثقل…فتتوضح الرؤية …وتبان معالم الطريق الذي ضاع لحظة في إبهام الضباب. صدقني. لا وسيلة غيرها أو أنجع منها لتفادي الاننهيار العصبي ومواصلة المشي في الطريق الطويل بعزيمة متجددة. وهذه الوسيلة ككل الوسائل الناجعة، بسيطة ، سهلة الاستعمال ، وفي متناول كل يائس، محبط ،مستقيل، مؤمنا كان أو ملحدا. والآن انتبه لما سيأتي. قد لا تكون قرأت شيئا بمثل هذه الأهمية منذ زمن طويل. هذا المرهم الفعال على كل جروح الروح هو ما سنسميه لجهلنا بطبيعته الخفية : الشيء . لنبدأ بما هو معروف عنه . أولا هو ثابت الوجود ، ووجوده هذا كوجود الجنين في أحشاء الأم ، أو وجود تباشير الصباح في ظلمة الليل . إياك أن تعتقد هنا انني أبيعك بلاغة وشعرا أخلط بين رغباتنا والواقع . نحن هنا في قلب القوانين المهيكلة التي تحرك العالم وكل مكوناته ، ومنها المجتمعات الحية والبشرية على وجه الخصوص. ثاني قانون يتحكم في الشيء أن وجوده مرتبط بوجود نقيضه ، بل قل هو يولد من هذا النقيض . ففي الموضوع الذي يشغلنا،يمكن القول أن كمية الجبن والنذالة والانتهازية السائدة اليوم في مجتمعنا – وهذه هي المفارقة- هي التي تبذر وتتعهد في العقول والقلوب ، بوسائل غير مفهومة لأنها سرية وصامتة… القيم المعاكسة ! إذا كان القانون الأول للشيء ( وجوده كجنين ) يذكر بقوانين البيولوجيا ، فإن القانون الثاني يذكّر بقانون الفيزياء التي تسن على أن كل قوة تؤدي إلى ظهور قوة في الاتجاه المعاكس وبنفس الطاقة . انظر أبطال غزة . بقدر ما تسلط عليهم العصابات الصهيوينة نيرانها بقدر ما يقاومون . بقدر ما تشدد العصابات الصهيونية قبضتها بقدر ما يصلب عود المقاومة البطلة وترتفع قدرتها على المواجهة. حتى في بلادنا التي استكانت للذل بكيفية لا تعرف في أي مكان من الأرض ، كم من حنين بداخلها لعودة الجرأة والشجاعة والمرؤة والشهامة والرجولة والعدالة والحرية. هذا الحنين هو بذرة الجنين المتكون بصمت في رحم واقع ليس بالبساطة التي نخال ونخشى. معنى هذا أنه يوجد وراء الستار الذي تعرض على شاشته المهازل المبكية عمليات بالغة التعقيد… للتعلم من كل الأخطاء التي ارتكبناها جميعا في حق الوطن وحق أنفسنا وحق إنسانيتنا …للتجاوز … لإعادة التوازنات التي اختلت. نحن ، وبدون وعي، نربي داخل عقولنا وقلوبنا » مشتلة » جديدة من قيم العروبة والإسلام . ما لا نعلمه الآن عن الشيء هو متى ينضج. أحيانا يتطلب الأمر قرونا. سنة 1346 كاد الوباء أن يقضي على أوروبا ، وتتابعت موجاته إلى القرن الثامن عشر … والشيء – الذي اسمه هنا نهاية الطاعون- كامن في رحم أحداث لن تتمخض عنه إلا سنة 1944 عند اكتشاف أولى المضادات الحيوية التي جعلت منه مرضا بسيطا . إلى موفى سنة 1865 كانت العبودية تقصم ظهر السود في أمريكا وهم بالكاد يعتبرون بشرا من طرف سادتهم البيض … والشيء- الذي اسمه ضربة قاصمة للعنصرية- كامن في رحم أحداث ستتمخض سنة 2008 عن ظاهرة اسمها باراك اوباما، والبيض هم أكبر الأنصار لحفيد العبيد . سنة 1881 انتصبت الحماية الفرنسية في بلادنا… ومنذ اللحظة التي وقعت فيها المعاهدة بدأ تنامي الشيء – واسمه هنا الاستقلال الأول- الذي لم يفرح به إلا جزء من الشعب سنة 1956 . السؤال بالطبع ما المسافة الزمنية التي تفصلنا بين الشي ء واسمه هنا الاسقلال الثاني ؟ نعم متى سنرى رئيسا منتخبا و قضاء مستقلا وصحافة جديرة بهذا الاسم وأحزابا حقيقية وشرطة في خدمة الشعب ومنظمة مدنية تراقب خزينة الدولة وتقيم الدنيا وتقعدها لأن الموظفون يتركون الأضواء في مكاتبهم بعد الانصراف متأخرين من مكاتبهم ليلا ؟ متى سنرى ساسة لا يفرطون في ذرة واحدة من حقوق الشعب ، لا يسبقون الخير وإنما كل الحذر…كل الشك …كل سوء النية في أي ماسك بالسلطة … ناهيك على أنهم ويوقفون السارق وهو لا زال عند الأفق ؟ الأهم من هذا متى ستكون أكثرة أمثلتنا انتشارا « لن تضرب أحدا وإلا كان عليك أن تبادر برأسي » ، » ينصر من عدل » » الذي تشجع نجا » ، لا ترقد لهم في الخط …أدفنهم فيه » ؟ متى سيكون شعار كل واحد منا « رأسي دوما إلى العلى مرفوع » أو » حقوقي أمارسها ولا أطالب بها » وقد اختفى الجبناء والمنافقون والانتهازيون والإسلاميون النصارى وجماعة سبق الخير ووصّل السارق لباب الدار والمهم أن نحافظ على الشقف وبخصوص السلعة يرحم الله . متى سنعيش في وطننا بلا محاكمات سياسية ، بلا سجناء رأي ، بلا بوليس في كل تقاطع طريق ، بلا فساد ، بلا خجل من عروبتنا وتونسيتنا ؟ لا أحد يعرف . قد يكون الطريق اصعب وأطول مما نتصور حتى ونحن في قمة التشاؤم . قد يجهض الشيء مرة ومرة ثانية ومرة ثالثة… وفي كل مرة نعود لنقطة البداية . ما يثلج صدورنا ويقوي عزائمنا ويجعلنا نعض على الجرح ونواصل أنه موجود …أنه يتنامى يوما بعد يوم …أنه يتوسع وينتشر ويتعمق ويتجذر …أنه يعود بعد كل إجهاض …بعد كل مرض …بعد كل اغتيال … وأنه يترصد بالذين استحلوا كرامتنا ونسوا أنهم بهذا لا يستحلون إلا كرامتهم . والآن انتبه أن الشيء ليس دوما إيجابيا وذلك بفعل القانون الذي اوجده. حقا الظلمة حبلى دوما النور ، لكن النور هو الآخر ممشى يعود عليه الظلام . معنى هذا أنه ، يوم نحقق الاستقلال الثاني، علينا الانتباه أن كل ما انتصرنا عليه من فساد وجبن وظلم وانتهازية وضعف ونذالة وتزوير وتزييف وتضليل …كل هذا الخرم، لم يتبخر وإنما توارى وراء الستار يتهددنا كما تتهدد الموت الحياة، والأمراض طفلنا الحبيب الموفور العافية و الصحة . لكن لماذا نقلق من الآن على، ومن، مرحلة لم نصلها بعد. المهم اليوم أن ننظر للمسخرة التي تتواصل تحت أعيينا بنظرة اخرة ….أن نقول لها: بكل مكوناتك زائلة انت يا مسخرة برئيسك ، بمعارضتك ، بقضائك ، ببوليسك ، بانتخاباتك، بصحافتك ، بقيمك الحقيرة وبكل ما تمثلين من إخفاق مرحلي للشعب والمواطن. انتبه أيضا الشيء الذي يختمر ببطء في قلوبنا وعقولنا ، لن ياتينا بصفة آلية على طبق من ذهب . فكل حمل وإن كان طبيعيا ، وله آلياته للحفاظ على مشروعه، مهدد بكم من أخطار، ومحتاج بالتالي لشيء من التعهد حتى يصل الموعود في وقته وفي أحسن الظروف . مسؤوليتك ، مسؤوليتكم، مسؤليتنا جميعا تعهد النبتة الغضة نسقيها بفيض حبنا لهذا الوطن الجريح، بتعميق إصرارنا على أن نحقق فيه ،هو لا غير، إنسانيتنا التي ينكرها علينا أناس أعمت بصيرتهم سلطة لم يكونوا يوما جديرين بممارستها. والآن يمكنني إعلامكم أنني سحبت استقالتي ، بل وأجدد كامل ولائي للخضراء ، وأعلم كل من يهمه الأمر أنني مواصل على طريق الشوك والوجع مهما كان الثمن و إلى آخر نفس … أنني لم أكن أكثر إصرارا من اليوم على التمسك بشعار وقيم » المؤتمر من أجل الجمهورية » : السيادة للشعب ، الشرعية للدولة ، الكرامة للمواطن …وإنها لمقاومة حتى …مجيء الشيء. ** *
(المصدر: موقع د. منصف المرزوقي بتاريخ 2 مارس 2008)
وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا وزارة ثانية للبيئة والتنمية المستديمة؟؟؟
مراد رقية تتميز البلاد التونسية عن سائر دول العالم الأخرى ولعل ذلك مصدرا من مصادر الفخر لعموم التونسيين بأن وزارة البيئة والتنمية المستديمة لدينا التي تتقاضى عبر الديوان الوطني للتطهير(تطهير الجيوب) أموالا طائلة بصفة مباشرة عبر ربط المنازل بشبكة المجاري ،أو كذلك عبر فاتورات الماء غير الصالح للشراب بدعوى اسهامها السامي عبر محطات الضخ وتنقية المياه،وعربات تحليل الهواء في ارساء مقومات بيئة نظيفة،وهي تقوم في الوقت ذاته بتحاليل مختلفة أخرى خاصة لمياه البحر ومجاري المياه عامة من المفترض فيها اذا ما كانت هناك مصادر معلومات ومخابر مستقلة محايدة التأكد من مصداقية وشفافية تلك التحاليل تأثيرا على صحة وحياة المواطن على اعتبار وجود عشرة آلاف حالة سرطان جديدة في تونس كل سنة؟؟؟ ومن المفارقات العجيبة الغريبة أن ذات الوزارة أي وزارة البيئة والتنمية المستديمة تغمض أعينها وتصمّ آذانها دعما للمؤسسات البلدية الراجعة بالنظر لوزارة الداخلية والتنمية المحلية في انشاء البراكين القمامية أو الزبالية التي تزخر بها مختلف أنحاء البلاد التي تحولت بحمل الله بلادا بركانية يتهافت على زيارتها علماء البراكين والجغرافيين،هذه البراكين النافثة للسموم الحريصة على صحة المواطن الدافع للضريبة المحلية للمؤسسة البلدية،ولضريبة تصريف المياه لديوان التطهير المبجّل الذي يبدو بأنه لم ينجح سوى في مهمة تطهير جيوب المواطنين انتظارا لموعد تطهير صحتهم ولياقتهم البدنية استنشاقا للسموم القاتلة ،واستحماما في مياه البحار الملوثة الحارقة لأجساد المصطافين؟؟؟ أما وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا ونحن في سنة الخمسينية المتنكر لأبطالها ومناضليها بامتياز وتميز فما فتئت وعبر المنابر المختلفة تعتمد خطابين مختلفين،ففي الأول وهو الخطاب الرسمي المكرّس في المناسبات السياسية أو مناسبة مناقشة ميزانية الوزارة في مجلسي النواب والمستشارين،أو في مناسبات تسليم أو تسلم الجوائز يقع تثمين تضحيات المنظومة الجامعية التونسية خاصة الادارية،والتأكيد على جدية ومصداقية الجامعيين التونسيين خصوصا اذا ما أتيحت لهم فرصة الهجرة بحثا عن مداخيل مجزية لا مهينة كما هو الحال عندنا تضمن « فرحة الحياة » التي لم نبلغها نحن حتى بعد أقدمية العشرين أو الثلاثين سنة.أما الثاني فهو المكرّس خلال المناسبات النقابية سعيا لتحصيل الحقوق المغتصبة والمحجور عليها بسلطة القانون،هذه المناسبات المرتبطة بالاضرابات سواء الادارية أو الاضرابات العادية والدورية ذلك أن سلطة الاشراف تهاجم الجامعيين التونسيين ،وتصفهم بشتى النعوت،خاصة منها أنهم من ناكري النعمة والجميل (اللذين لم يقع اطلاق سراحهما بعد برغم الغاء الايقاف التحفظي)،فلا ترى مانعا في تهجم الصحف الرسمية المضللة للرأي العام تطبيقا لميثاق الشرف الصحفي والتي تتناول الملف الجامعي التونسي المسكوت عنه بامتياز وسابق اصرار وترصد،لا انصاتا لآهات الجامعيين المتراكمة منذ نصف قرن،وتوصيفا لمحنتهم التي لم تنجح كل المجلات والأوامر والمراسيم في رفع الظلم عنها ووضع حد لها،ولكن تطاولا على مقامهم لأنهم يعتبرون خارج « المنظومة اللصوصية » مع قلة من القطاعات »النظيفة » أي خارج دورة القطاعات الحلوب أو المجزية بامتياز هدايا وهبات وسفرات ووعود تشغيل للأبناء والمقرّبين؟؟؟ وتحضرني حادثة طريفة هي من المضحكات المبكيات تتعلق بزميل لنا درس بالعراق ثم بالسويد،أنجز أطروحة مرجعية حول العلاقات بين السويد والبلاد التونسية في الفترة الحديثة،حادثة هي من المضحكات المبكيات الكثيرة في توصيف مظاهر حياة الجامعيين التونسيين المتحفظ والمحجور على حقوقهم،زميل تقاعد وغادر كلية الآداب بسوسة بالسلامة طرق بابه ذات يوم جار له جزار طلب منه اقراضه بعض المال،فتعجب الزميل لهول ماسمع فسأله مستفسرا »بكم تقدّر ياترى دخلي الذي تطمع في أن أقرضك منه » فقال له ثلاث أو أربعة آلاف دينار شهريا فطلب منه الزميل الانتظار ريثما يحضر له بطاقة الخلاص الشهري،فعندما شاهدها الجزار انتابته نوبة ضحك هستيري،ذلك أن هذا الجزار متوسط الحال أقر للزميل العزيز بأنه يحصل على أضعاف هذا الدخل ويدفع نسبة من الضرائب أقل من ذلك بكثير،ولعل العديد من التونسيين لا يزالون عن حسن أو سوء نية في وضع الجزار شاهد الصدفة على محنة الجامعي التونسي الذي يراد له الفقر والتهميش والغربة داخل مؤسسته وداخل مجتمعه اكراما وتكريما له فى ذكرى الخمسينية؟؟؟ ولعل من المفارقات العجيبة الغريبة أن هذا الزميل الذي درس ودرّس بالجامعة السويدية ولعلها جامعة أبسالا لم تعترف له وزارة التعليم العالي والبحث العلمي أن تعادل أطروحته بأطروحة الدولة قياسا على آخرين « محظوظين » مما يتيح له الحصول على رتبة أستاذ محاضر فرفع قضية لدى المحكمة الادارية،فعندما ربح القضية وطالب بالتنفيذ تحصيلا لحقوقه،عجّلت مصالح الوزارة انتقاما وتشفيا باحالته على التقاعد برغم مطالبته بالتمديد لقصر مدة خدمته،فلا تحصل على حقوقة التي اعترفت له بها المحكمة الادارية،ولا مدد له في تقاعده،فهل تتمنون يوما بأن تكونوا في ضيافة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا رديفة وعديلة وزارة البيئة والتنمية المستديمة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين تونس في : 03/03/2008 على موقع تونس نيوز الرسالة 410 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل و كاتب في الشأن الوطني والعربي و الاسلامي
لمسة وفاء في عيد الوفاء
لصانع الوفاء الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله
في الذكرى الخالدة المجيدة لتأسيس الحزب الحر الدستوري التونسي الجديد 2 مارس 1934 ميلاد الحزب في مدينة قصر هلال مدينة النضال الوطني و المجد و التاريخ يسعدني كمناضل دستوري بورقيبي آمنت برسالة هذا الحزب العتيد حزب التحرير الوطني حزب الوطنية الصادقة حزب الوفاء و التضحية حزب البناء و الانجاز حزب الكرامة و الشهامة ، حزب الزعامة و الشجاعة، حزب الصمود و التحدي، حزب التضامن و التعاون، حزب الفحولة و الرجولة و المواقف ، حزب الثوابت و المبادئ الوطنية ، هذا الحزب الذي دوّخ الاستعمار الفرنسي بصمود قادته و زعمائه و في طليعتهم المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة رمز الوفاء و النضال و الصمود و عنفوان الشجاعة و الجرأة و التضحية و الصمود الذي يشهد به القاصي و الداني في العالم شرقه و غربه، هذا القائد البطل الذي قاد الجهادين و خاض كل المعارك و المحن باقتدار و حكمة و بعد نظر و استشراف و حنكة و ذكاء باعتراف قادة العالم اجمع. يشرفني كشبل من اشبال هذا الحزب و ابن بار من ابناء بورقيبة العظيم الرمز الخالد يسرني ان احيي هذه الذكرى الخالدة و لا يفوتني ان اسجل بكل فخر و نخوة ذكر المناضلين الذي صنعوا هذا المنعرج التاريخي الهام و المحطة الوطنية المشرقة سواء ابناء قصر هلال او الساحل بصفة عامة و كافة المناضلين في سيدي بوزيد و قفصة و صفاقس و قابس و نابل و بنزرت و تونس و الشمال الغربي و الوسط و الجنوب و ابناء القصرين و جندوبة و الكاف و كل من حضر المؤتمر التاريخي و وقف الى جانب الزعماء و في طليعتهم صاحب المبادرة الزعيم العملاق الحبيب بورقيبة و اعتبر هذه الخواطر لمسة وفاء للزعيم الراحل و لكل رفاقه من الزعماء العظام امثال محمود الماطري و الطاهر صفر و البحري قيقة و محمد بورقيبة و صاحب الاقتراح الحج البشير بن فضل و المناضل وناس بن عامر الذي اعتبر المؤتمر خارق للعادة و هو الانشقاق المبارك كما وردت على لسانه.
و الى اهل قصر هلال الاوفياء الاشاوس و شكر لصاحب الرسالة التي ذكرتني بهذه الذكرى رسالة الاخ خالد شوكات و اشكره على دعوته الحارة التي توجه بها الي و سأحرص على تلبية الدعوة ان شاء الله و سأعلم اخواني بالجمعية الوفاء للمحافظة على تراث الزعيم بورقيبة و لو انها مازالت وقتية في انتظار التأشيرة انشاء الله بعناية و عطف سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الابن البار للزعيم الراحل و ان هذه الدعوة الكريمة تدخل في نطاق الوفاء لروح الزعيم الطاهرة في وقت قلّ فيه الوفاء و تقلص و لكن اغلبية اعضاء مؤتمر قصر هلال كانوا 60 نائبا حققوا المعجزات لتونس واقلية اليوم تحقق مواصلة الوفاء ان شاء الله لزعيمهم الخالد رحمه الله.
قال الله تعالى: » و لله العزة و لرسوله و للمؤمنين » صدق الله العظيم
محمد العروسي الهاني
أشتاقك وأنا بك
……………………
أشتاقك وأنا بك
وأرُشني بترابك
وأقولُ تونسُ مَا بك ؟
….
أشتاقني.. بغيابك
وأفتش.. في قلبك
عن ظهر قلب رَطْبك
….
أشتاقُ حُبّ حُبك
وأجسّ قفلَ بَابك
وأغارُ من » أغْرابك »
….
أشتاقُ ريحَ طيبك
وأفاخرُ بشبابك
وأرُشني في دَرْبك
….
يا تونسُ يا..ما.بك ؟
إني نباتُ حـَليبـــك
أشتاقني في هُدْ بك
….
أشتاقني…. أشتاقـُك
ولكََمْ قضَى عُشاقـُك
أشواقهُمْ …أشواقـُـك
….
يا تونسُ إنّي بك
كالماء في أعشابك
من هَمّ بي.. هَمّ بك
شعر بحري العرفاوي
تونس:25:02:2008
إلى غزة رمز العزة اضرب قسّامي… فداك أبي و أمي
عمر القرايدي ( تونس )
إلى القابضين على الجمر و الضاغطين على الزناد في غزة هاشم .. إلى المرابطين في أرض الرباط و الجهاد.. إلى الذين علّموا العالم معنى الصبر و النضال و المقاومة.. إلى أسود الأمــة الأشاوس و حماة أرضها و عرضها .. نقول لكم صبرا فإن موعدكم إحدى الحسنيين إما النصر و الشهــادة و إما الشهادة و النصر .. نصر تعقبه شهادتكم على الأمة و إعذارها .. و شهادة تروي أرضكم الطاهرة بدماء زكية تنبت سنابل المجد و العزة في ارض غزة تحصد النصر و التمكين و السؤدد. أعين المسلمين كلها ترنو إلى ما تنجزون و كيف بلاؤكم و أنتم في خراف العدو تثخنون.. دماؤكم زكية و دماء الخنازير ملوثة عفنة جيفة نتنة … « إنهم يألمون كما تألمون و ترجون من الله ما لا يرجون » … تعلمون ما بالأمة من بلاء فلا تلوموا .. شعوب الأمة تعتبركم مخلصها.. تعتبركم خلاصها .. الأمة لا تحسن إلا الدعاء و البكاء.. فلا تلوموا و استزيدوا فربما تقبل الله منها الدعاء و منكم الفداء.. فإن الدعاء مخ العبادة و أنتم تدافعون عن البيضة تعانقون ذروة السنام.. كان الله في عونكم ما دمتم في عون هذه الأمة المبتلاة .. فسددوا الرمي فداكم أبي و أمي .. فإن النصر آت … » فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم و ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة و ليتبروا ما علوْا تتبيرًا » سورة الإسراء (7) · ناشط حقوقي / معلم و سجين سياسي سابق.
أتكون هيأة الأمم المتّحدة عربيّة أو « إسلاميّة »؟!
لم تعد غزّة خصوصا وفلسطين عموما في مواجهة صهاينةٍ أنزلهم المستعمر بتواطئ الضعف الإسلامي في المنطقة، بل أصبحت هذه الأشهر الأخيرة في مواجهة الدولة اليهوديّة – كما سمّاها أوعيّةُ كره المسلمين رؤوس الصهيونيّة العالميّة –، وهي تسميّة حرّضت الصهاينة كثيرا على محاربة مَن لا يدينون بدينهم من المسلمين الصادقين وقد نزلوا في أعينهم وفي أعين أنصارهم من اليهود العرب الماسكين بأزِمّة الأمور في بلدانهم « إرهابيين »… بدأ اليهود (أعني أهل الدولة اليهوديّة) في فلسطين يُبرزون الصفاتِ والنعوتَ التي وصفهم بها القرآن الكريم منذ أكثر من أربعة عشر قرنا، ويدعونك أيّها المسلم المؤمن إلى تذكّرها واستحضارها لتكون معاملتُك لهم صحيحة وقائمة على مفاهيم دينيّة لا تخشى من خلالها إبراز صفتك الإسلامية الحضاريّة الطيّبة (تأسّيا بهم هم – على الأقلّ – وقد أبرزوا صفتهم اليهوديّة)… ففي فلسطين المحتلّة ترى هذه الأيّام ناقضي العهد، مُخلفي الوعد، المستكبرين، مكذّبي الأنبياء وقتلتهم، أشدّ النّاس عداوة للّذين آمنوا وأكثرهم حسدا لهم، المغضوب عليهم، اليهود، وقد عقدوا العزم على « الدّفاع عن أنفسهم » ضدّ « الإرهابيين » في غزّة، وقد تسلّحوا بوهن المسلمين وخيانة المتمسلمين ممّن شرّع لهم الفعل بالحديث عن ظلم الصواريخ « العبثيّة » وإرهاب حامليها ومرسليها باتّجاه عدوّ دموي متخلّف سلبهم أرضهم وديارهم منذ ستّين سنة تقريبا…
هبّوا « للدّفاع عن أنفسهم » مصرّين على عدم الإنصات لأحدٍ وعدم تلقّي الدروس الأخلاقيّة الدّاعيّة ربّما إلى عدم الإفراط في القتل من أيٍّ كان في العالم، ما جعل العربَ حكّاما ومحكومين (والنّاس على دين ملوكهم) – وهم أهل العزّة وأصحاب الأنفة – يتجاهلون بكبريائهم اليهود فلا يعيروهم أيّ اهتمام ولا يكترثون لما تحدثه طائراتهم وأطنان قنابلهم وقذائف دبّاباتهم في أطفال غزّة ونسائها وشيوخها، حتّى صار سفراء اليهود في البلاد العربيّة « أذلّة صاغرين » لا يجدون حتّى مَن يجلس معهم على موائد الشراب إلاّ همسا، بل لقد همّ العرب الأشاوس – لولا نظرة منهم وقّافة عند تعاليم دينهم – بعدم ممازحة اليهود وفتياتهم وفتيانهم في المسابح التي لا زالت تجمعهم عُطلَ نهاية الأسبوع…
ولمّا كثر القتل واستشرى في صفوف « الإرهابيين » في غزّة، تململ بعض النّاس من مجموعة « الشرعيّة الدولية » ودعوا ما يُعرف دوليّا بمجلس الأمن – الذي سمّاه فلسطينيٌّ أحسب أنّه « إرهابيّ » صرف، مجلس الخوف – إلى الانعقاد، فما لبث أن انعقد المجلس ثمّ سرعان ما انفضّ لأنّ القضيّة واضحةٌ وغيرُ معقّدة كقضيّة دافور في السودان مثلا… الأعضاء في المجلس تصرّفوا عربا فتحلّوا ببرودة الدم بحيث لم يغضبوا على الكيان الصهيوني اليهودي، وتصرّفوا عقلانيين متفتّحين متنوّرين و »مسلمين » فرأوا أهل غزّة « إرهابيين » لا يحدّ من خطرهم إلاّ هذا المدّ اليهودي الصهيوني أو هذه القوانين الرّشيقة التي صاغها الحكّام عربانا وعجما برضى دولي… غير أنّ ذلك لم يمنعهم من التعبير بإنسانيّة عالية عن القلق من مبالغة الصهاينة اليهود في استعمال « وسائل الدّفاع »، إذ ما كان ضروريا مثلا استعمالُ القنابل الثقيلة جدّا كي لا يتسبّب انفجارها في إزعاج المدنيين الساكنين بحيّ « الإرهابيين »، ولا كان منطقيّا قتل الأطفال الذين كُتب لهم الخروج من أصلاب « الإرهابيين » إذ ما ذنبهم وهم لا يزالون على الفطرة، إلى غير ذلك من التصرّفات التي قد تسيء بعض الشيء إلى الجوانب ذات الطابع الإنساني البحت كقتل النّساء والعجائز وتجريف الأرض وما زيّنها وهدم كلّ البناءات وإفساد كلّ شبكات المدّ أو التصريف، فإنّ ذلك قد يرهق كذلك كاهل بعض الخيّرين من المُعطين والدّاعمين المتخصّصين في إعادة الإعمار!…
منعتني غزّة لذّة الانتساب إلى العرب أو إلى المسلمين، ثمّ ما لبثتْ أن زهّدتني في هذا التجمّع الذي اجتمع – للأسف – على ضلال وعلى فساد وظلم كبيرين، فلم يعد يعبّر إلاّ عن جشع الكبار ممّن كره الله ورسوله والمسلمين. ولكنّ غزّة حبّبت إليّ « الإرهابيين »، هؤلاء المسلمين الصادقين من أهل غزّة ومن غير أهل غزّة في البلاد الإسلاميّة المهانة التي غزاها الإرهابيون الظلمة من الصهاينة والمغرورين… أحسب أنّ أهل غزّة الكرام قد اختارهم الله سبحانه وتعالى لإظهار آية « يا أيّها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبّت أقدامكم« ، فالله منجز وعده وناصر عبده ولو بعد حين وسيفرح أهل غزّة بإذن الله بنصر الله وما ذلك على الله بعزيز… صحيح أنّ الثمن باهظ جدّا ولكنّه يأتي مقابل تأكيد صحّة المعلوم « ولن ترضى عنك اليهود ولا النّصارى حتّى تتّبع ملّتهم قل إنّ هدى الله هو الهدى ولئن اتّبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من وليّ ولا نصير« ، كما يأتي مقابل اختيار جنب الله في وقت تظاهر فيه الأغلبيّة من سكّان العالم « المتحضّر » على الله، كما يأتي أيضا مقابل انتشال المسلمين من غفلة زاد من تنميتها وهن أذكاه الإرهابيون المعربدون في ديارنا….
عليّ وعلى كلّ مسلم أن أعلن بأنّ التعريفات التي امتنع عن ضبطها المتنوّرون قد وضحت الآن وبجلاء: فـ »الإرهاب » عندهم (أغلب حكّام العالم لا فرق بين عربيّ ولا أعجمي) هو الإسلام ولكنّه عندي هو ما يقوم به المعربدون من رعاة البقر والصهاينة اليهود في ديارنا، ووالله لقد كان العالم بأسره سليما معافى قبل انتشار هذا الفكر الشاذ الذي أنتجه الشواذ، و »الإرهابيون » عندهم هم المسلمون ولا أحد غيرهم ولكنّهم عندي هو كلّ إنسان حاد عن الوسطيّة الإسلاميّة السمحة أو كلّ واحد شذّ عن النمط الإنساني السليم ممّن حبّب إليهم القتل والدّماء والأشلاء كهؤلاء الذين يهاجمون غزّة الآن، وإنّا بمقارنات بسيطة لا نرى المسلمين – مهما فسد فهمهم للإسلام – إلاّ في ذيل القافلة لما يسمّى بطابور الإرهاب اليوم في العالم، فإنّ قذيفة واحدة من صنع أمريكيّ صهيوني تحدث في لحظة ما يحدثه « الإرهابيون » فيما يزيد عن عشرات السنين… فمتى ننتبه إلى هذه الوضعيّة فنفكّ قيود كبّلتنا وأقعدتنا عن قول الحقّ حتّى لا تدوس غزّةَ أقدامُ الإرهابيين؟!…
ملاحظة: أعترف بأنّي لم أكن متماسكا في صياغة هذه المقالة، لأنّ الخطب جلل ولأنّي كثير الخجل من الدّماء المسكوبة في غزّة ولأنّي – إلى ذلك – قليل الحيلة أو عديمها…
غزة تستغيث وامعتصماه ولا مغيث
بقلم: المنجي الفطناسي
السماء تمطر في غزة قنابل وصواريخ متطورة جدا ، القتل لا يستثني أحدا وموجه خاصة للأطفال ، الأشلاء الممزقة تنتشر على كل جوانب الطرق ، المحرقة تستهدف الإنسان والحجر والشجر والدواب، تشييع الشهداء هو الخبز اليومي للأهالي .
تتزامن هذه الإنتهاكات البشعة مع قطع للوقود ونقص كبير في الأدوية والأغذية واستهداف متعمد لسيارات الإسعاف بغية تعطيل دورها ورفع عدد القتلى وإمعانا في التشفي والتنكيل .
تتم هذه الجرائم البشعة أمام صمت دولي رهيب وكأن هذه المحرقة تقع في كوكب آخر ولا تعني أهل الأرض في شيء وكأن أهل غزة لا ينتمون إلى فصيلة البشر.
العالم الغربي المتحضر يثور ويهيج ويقيم الدنيا ولا يقعدها من أجل تعذيب حيوان في شرق كمبوديا ولا يحرك ساكنا أمام إبادة شعب بأكمله.
لم تمر بالعرب والمسلمين في تاريخهم الطويل مرحلة من العجز والذل والهوان والإستكانة كالتي نعيشها اليوم . الكل باهت ، الكل يتفرج ، الكل تعود رؤية شلالات الدماء ، الكل تبلد الإحساس عنده إلا ما رحم ربي .
ورغم أن أهل غزة يدافعون بالنيابة عن شرف الأمة ورغم المكاسب الجليلة التي حققتها المقاومة والتي من أهمها إفشال مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي هدف إلى ابتلاع المنطقة بأكملها وتحويلها إلى حضيرة مواشي يسوقها راعي البقر كما يشاء ، ورغم الإنتصار التاريخي والغير المسبوق على الجيش الذي لا يقهر فقد تخلى الجميع عن المقاومين ، و خذلهم الجميع ، و تواطأ ضدهم االجميع عربا وعجما.
ولو وجد هؤلاء الابطال عند غيرنا من الأمم لكرموا أفضل تكريم ولتبوأوا أعلى المراتب ولهب القاصي والداني لنجدتهم .
أمة لا تحتفي بأبطالها ولاتساعدهم ولا تدعمهم ولا تذود عنهم أمة لا تستحق الحياة وسقوط هؤلاء لا قدر الله يعني ضياع الدين والقيمة والارض والعرض .
أغلب حكام العرب يئست الشعوب من صلاحهم ولفظتهم وتدعو صباحا مساءا أن يعجل الله لهم العذاب بسبب عدم استثمارهم لهذه المنجزات في تقوية مواقفهم وبسبب انتقالهم من طور الجبن والتنديد والشجب إلى طور المشاركة في الجريمة من خلال التطبيع والهرولة وفرض الحصار الظالم على اهل غزة بتعلة الإلتزام بالإتفاقيات المبرمة ( عجبا لهؤلاء لا يلتزمون باحترام دساتير بلدانهم ويعدلونها من أجل التمديد والتوريث في كل وقت وحين ولا يلتزمون بشيء من الإتفاقيات الملزمة التي تناهض التعذيب والقمع والإعتداء على الحريات ، ويتنكرون لوعود لاظلم بعد اليوم ولا رئاسة مدى الحياة ويزورون صناديق الإقتراع ، ويحترمون بكل تفان وإخلاص الإتفاقيات المجحفة والظالمة التي يرمى بها العدو على الدوام عرض الحائط ويدوسها بأقدامه ولا يطبق منها شيئا ) ، وبسبب تشجيعهم الكامل ومطالبتهم المستمرة والملحة من الاعداء بتصفية المقاومة التي كشفت عوراتهم وعرت سوءاتهم وهددت أركان حكمهم وأرقت جنبات عروشهم وفضحت خذلانهم وخيانتهم وعمالتهم.
الرئيس التونسي البطل على شعبه الأعزل والذي قضى فترة حكمه في تعذيب ومحاكمة وقتل الابرياء والإعتداء على القرآن والمساجد والحجاب وكل مظاهرالتدين يختفي هذه الأيام في القصر لا تسمع له صوتا ولا ترى له أثرا ( لاهي يصبغ في شعره ويربي في العصافر ويسمع في أغنية أم كلثوم أروح لمين، …)
العلماء باستثناء أقلية من المخلصين الربانيين الذين ينافحون عن قضايا الامة ، البقية هذا يقبل يد ولي الأمر ، والآخر ديكور تزين به قبة البرلمان ، وثالث لا تغادرفتاواه قواعد الوضوء، ورابع قضى عمره في الحديث عن السحر والشعوذة وشرك القبور ولا يلتفت أبدا إلى شرك القصور.
أين شيخ الأزهر الذي أفتى لساركوزي بمنع الحجاب وأفتى بجلد الصحافيين الذين يتعرضون لصحة مبارك ، لماذا لا يفتي هل خرص لسانه فصار لا يتكلم ؟ هل صمت آذانه فصارلا يسمع؟ وهل عميت عيناه فصار لا يبصر ؟
صنفان من أمتي إذا صلحا صلح الأمر كله وإذا فسدا فسد الأمر كله العلماء والأمراء.
نخب الأمة إضافة إلى القمع والحصار والتنكيل التي تعانيه أكثريتها من السلط المستبدة فقد مزقتها هي أيضا الخلافات والإنشقاقات والصراعات الداخلية الشيء الذي أثر على أداءها .
بعض هذه النخب التي تدعي زورا وبهتانا الوطنية والعلمانية ملكية أكثر من الملك يخيل إليك وانت تستمع إلى أحدهم وكأنك تستمع إلى أولمرت أو باراك أو ناتنياهو . منهم من يحمل صواريخ القسام مأساة غزة ، يا رفاق شوشو العدو لا يحتاج إلى ذرائع فهو يرتكب المجازر منذ اغتصاب فلسطين سنة 48.
الشعوب فيها خير كثير ولكنها مغلوبة على أمرها ومحاصرة ومخدرة بالمهرجانات والمخدرات والكرة والجنس والقنوات الإباحية ودليلك ملك ومطوقة بالبوليس من جميع الجهات والحاكم العربي في بعض البلاد مستعد لمواجهة المظاهرات المناصرة لغزة أو العراق بالدبابات والقصف بالطائرات .
من أطرف ما قرأت أن شرطة عباس الذي سقطت ولايته شرعا منعت خروج مظاهرة داعمة لغزة من أحد مساجد الضفة.
كل هذا لا يعفي الشعوب العربية من مسؤوليتها فهي أداة التغيير للواقع الفاسد ومن أوكد واجباتها في هذه المرحلة العمل على إسقاط المتسبيين في معاناتنا بكل الطرق السلمية وتخليص البلاد والعباد منهم.
فتحرير الأرض والمقدسات يمر عبر تحرير الشعوب من هؤلاء .
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر
لكم الله ياأهل غزة ، إن خذلكم أهل الأرض فلن يخذلكم رب الأرض والسماء ولن يتركم أعمالكم .
إنكم تنصرون الله وسينصركم بإذنه .، إنكم تذودون عن وطنكم العزيز المقدس ولن يضيع الله مقاومتكم المشروعة ، إنكم تقدمون الشهداء زمرا زمرا والأرض التي تسقى جيدا بالدماء تنبت نصرا ولو بعد حين .
إنما النصر مع الصبر والثبات والصمود والرجولة وهذه الصفات والحمدلله متوفرة فيكم وهذه من البشائر. من سنن الله في الكون أن الأيام دول وأن القوي الباغي لا يبقى على الدوام قويا وستدور عليه الدوائروأن الضعيف المظلوم لا يبقى على الدوام ضعيفا وسينصفه الله .
كلما تزداد المجازر أشعر أن النصر قريب وأن الأمر لا يتسع إلا إذا ضاق وأن الأزمة تلد الهمة وأنها لا تنفرج إلا إذا اشتدت .
ولرب نازلة ضاق بها الفتى ضرعا وعند الله منها مخرج
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت أظنها لا تفرج
وهذا الشعور أعرب عنه أكثر من مرة أهل غزة.
(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 3 مارس 2008)
تسارعت في الأيام القليلة الماضية وتائر العدوان الصهيوني على غزّة ووصل هذا التصعيد أبعادا خطيرة تُنذر بكارثة حقيقية بالقطاع. فقد تجاوز عدد الشهداء منذ يوم الأربعاء الفارط المائة، من بينهم 39 طفل وأكثر من نصفهم من المدنيين العُزّل.
ومثلما هو معلوم فإنّ حرب الإبادة الجماعية تتمّ بوسائل وأساليب متعدّدة فيها الحصار الاقتصادي وفيها الاحتياجات لقنص رجالات المقاومة أيّا كانت تنظيماتهم السياسية وفيها القصف الجوّي الأعمى لتدمير ما تبقّى من منشئات إقتصادية واجتماعية وقتل الشيوخ نساء ورجالا والإجهاز على الأطفال بما فيهم الرضّع في سنّ 5 أشهر.
كلّ هذا يتمّ تحت دعاوي مقاومة سقوط صواريخ المقاومة على بعض البلدات الاسرائيلية، وأكثر من ذلك فإنّ نائب وزير الحرب الصهيوني يجد الجرأة الكافية ليس فقط لتبرير ما يحصل وإنّما التهديد بصوت عالي « بمحرقة حقيقية للفلسطينيين » على حدّ تعبيره صبيحة الجمعة 29 فيفري 2008.
تحدث هذه الجرائم بكلّ فظاعاتها الانسانية والأخلاقية أمام مرأى ومسمع الجميع فلا ما يسمّى الشرعية الدولية وكلّ مؤسساتها تحرّكت ولا النظام العربي الرسمي تململ ولا حتّى الرأي الدولي والعربي نشّط فعاليات مناهضته لهذه الحرب العدوانية القذرة.
وأخطر من ذلك فإنّ الإدارة الأمريكية لم تعد تجد أدنى حرج في المجاهرة بتزكيتها مثل هذه الجرائم ولم يعد واردا في قاموسها حتّى الدعوة المغشوشة إلى « ضبط النفس » و »مراعاة المدنيين » مثلما تعوّدنا سابقا سماعه. فأثناء زيارة « رايس » إلى طوكيو يوم 28 فيفري 2008 وبعد لقائها مع رئيس حكومة الإحتلال الصهيوني وأثناء ندوة صحفية سُئلت عمّا إذا كانت طلبت من « أولمرت » العدول عن استخدام القوّة المفرطة إمتنعت الوزيرة عن الإجابة بشكل مباشر قائلة : « على حماس أن توقف صواريخها » وأضافت « أنا حزينة لمقتل المستوطن الاسرائيلي »!!
بطبيعة الحال مثل هذا الموقف ليس بالجديد في جوهره على راعية الدولة الصهيونية ولعلّ صفاقته هذه المرّة متصلة أولا: بدرجة الوهن المفزع للأنظمة العربية العميلة وسقوطه المريع في ظلّ المتغيرات الدولية والاقليمية المتسارعة، وثانيا: بحالة الانقسام الحادّ للساحة الفلسطينية ووصول أحد أطراف الاستقطاب الثنائي حدّ التحريض العلني على القضاء على المقاومة مرّة بدعوى أنّ « حماس » جلبت القاعدة إلى غزّة وفق تصريح « عبّاس » مؤخرا، ومرّة أخرى بدعوى تواصل إطلاق صواريخ المقاومة، وثالثا: بمحدودية فعل الشعوب العربية ضدّ هذه المجازر وانغماس قواها الوطنية والتقدّمية في قضاياها وهمومها الاقليمية الضيّقة، ورابعا: في ضعف التضامن الأممي وتشتت اهتماماته وقواه في قضايا وبؤر توتّر ساخنة كثيرة يشهدها عالم اليوم.
والحقيقة أنّ استمرار العدوان الهمجي على الشعب الفلسطيني وخصوصا بقطاع غزّة وإمكانات اتساعه في الأيّام القريبة القادمة يجعل من أوكد الواجبات على جميع القوى المعادية للإمبريالية والصهيونية في العالم إعادة رصّ صفوفها وإعلاء صوتها مجدّدا في وجه الإبادة الجماعية نصرة للحقّ الفلسطيني في الحياة والمقاومة والتحرير. كما أنّ مجريات الأوضاع تحتّم في نظرنا على الشعوب العربية وقواها المناضلة إعادة ترتيب أجنداتها السياسية بما يضمن الربط الجدلي الثوري والمتماسك من جهة بين مجمل مسارات النضال القومية والقطرية، ومن جهة أخرى بين السياقات المختلفة لميادين العمل السياسية والإجتماعية والوطنية المعادية للهيمنة الإمبريالية الصهيونية وأدواتهما المحلّية. وبصفة ملموسة متّصلة ببلادنا، وتحديدا بالقوى الوطنية على مختلف أحزابها ومنظّماتها الأهلية، فنحن نرى وجوبية تعديل أوتارها بما يضمن إعادة تنشيط الروابط القومية لجماهير شعبنا ومقاومة الأضرار الفادحة التي ألحقها نظام بن علي بها. وهو أمر لن يتحقق دون العمل الجماعي المشترك تحت سقف مبادرات وأنشطة عملية تستهدف خلق تيار شعبي واسع أكثر ما أمكن من أجل:
1- إعلاء صوت شعبنا ضدّ المجازر المرتكبة في حقّ أشقائنا الفلسطينيين.
2- مقاومة مسار التطبيع الذي سار ويسير عليه النظام.
3- التصدّي النشيط لكبح جماح السلطة الهادف لمزيد إلحاق بلادنا بالقوى والدوائر الامبريالية بما فيها الرّاعي الأول والأكبر للكيان الصهيوني: الولايات المتحدة الأمريكية.
(المصدر: « البديل عاجل » عن قائمة مراسلات حزب العمال الشيوعي التونسي بتاريخ 2 مارس 2008)
الرسوم المسيئة بين تهافت المبدأ وواجب المقاومة
عبدالباقي خليفة (*)
تجددت الاساءة العدوانية الدنماركية على ذات الرسول صلى الله عليه وسلم بعد فترة من الزمن أعقبت تلك البذاءات ، مما يقدم دليلا جديدا على أن العدوان على الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعلى الأمة تخضع لخطة ممنهجة وراءها قوى مختلفة ، وليست عملا فرديا ،وليست تعبيرا عن حرية التعبير كما يزعمون . مما يستدعي استمرار الانتصار للنبي صلى الله عليه وسلم عبر العديد من الفعاليات الاقتصادية والاعلامية الجماهيرية في أماكن كثيرة من أصقاع العالم ، لتوصيل رسالة واضحة من الأمة إلى الغرب ، الذي لم يستوعب بعد ، حجم ردود الافعال الصادرة عن المؤمنين الموحدين . الذين برهنوا على ولائهم للرسول صلى الله عليه وسلم ، وأنهم أمة لا تزال فيها قلوب تنبض بالايمان ،وعزيمة قادرة على مواجهة العداون . اضطرت تلك الجهات في الغرب لتظهر في العراء فهي لم تكشف عن مدى تناقضها فحسب ، بل حجم بلادتها أيضا . كما بينت أحجام الاعتداءات الجديدة تناقضات الغرب وبلادته ، وكراهيته للاسلام التي عبر عنها الرئيس الفرنسي نيكولاساركوزي بالقول إن » المبالغة في الكاريكاتير مطلوبة أكثر من المبالغة في الرقابة » وهو الذي منع تداول كتاب يتحدث عن حياته البائسة ،كما مارس ضغوطا لنزع ملصقات من محطات الميترو تتناوله شخصيا .وللمفارقة ،فإن القانون الفرنسي يمنع التعرض للحياة الشخصية للافراد ،ولكن عندما يتعلق الامر بالاسلام ، يحول ذلك إلى « حرية التعبير « دون تفريق بين الحرية والعدوان . فمن يحرض على الكراهية ،ويدعو لصراع الحضارات ؟. ومع ذلك يستقبل ساركوزي في العواصم العربية بالاحضان وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعني لتلك الشخصيات حاملة الألقاب الكبيرة شيئا .
حرية التعبير المعكوسة :
لقد تمترس الغرب بحرية التعبير ، واعتبر الاساءة للرسول صلى الله وعليه وسلم ، تدخل في هذا الاطار ، و اختفت بذلك كل الشعارات التي تتحدث عن منع ازدراء الاديان والرموز الدينية ، ونشر الكراهية ، وتهديد الامن القومي ، والعلاقات الدولية ، التي كان يطرد ويهجر على أساسها المسلمون من بريطانيا وفرنسا ،وهولندا ، و ايطاليا ، والمانيا ، ويتجسس على أساسها على المسلمين ومساجدهم ومنازلهم وأماكن عملهم ، كما أشار إلى ذلك الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي الدكتور اكمال الدين احسان أغلو .
حرية التعبير التي لا يمكنها أن تتطرق لما يسمى الهلوكوست ، والرقم المقدس لمن يصفونهم بضحايا النازية من اليهود – الستة ملايين – لينسجم مع النجمة ذات الاضلاع الستة ، ليتمتع بقداسة في الغرب ، لم يحظ بها حتى المسيح عليه السلام ، وأمه ، فيشكك عليه السلام في أصله ، بل في ظهوره كشخصية تاريخية ، واتهمت أمه البتول عليها السلام ، بما لا يمكن ذكره بالحروف . حرية التعبير التي تباكت عليها الصحيفة الفرنسية » فرانس سوار » ودولتها التي منعت دخول كتاب الدكتور يوسف القرضاوي ، الحلال والحرام ،إلى فرنسا ، على ما فيه من تيسير،بتهم واهية ، لا أصل لها . ومنع الحجاب في المدارس بحجة حماية الهوية الفرنسية . وقبل ذلك منعت فرنسا طباعة وبيع كتاب ، بروتوكولات حكماء صهيون ، وتمت ملاحقة المفكر روجيه غارودي قضائيا بسبب كتابه » الاساطير المؤسسة للصهيونية » .وفي بريطانيا وعلى إثر نشر إحدى الصحف ، تفاصيل مخطط ضرب قناة الجزيرة القطرية ، صدر قرار بمنع النشر ، وهددت الصحيفة بالملاحقة القضائية ، فأين حرية التعبير. وفي نهاية العام الماضي ،تم سحب لوحات فنية من فيينا تصور ،كل من الرئيس الاميركي جورج بوش ، والملكة اليزابيت ،وتوني بليروالرئيس الفرنسي ،من معرض كبير ، واعتبر ذلك اسفافا وانحطاطا للفن . واختفت حرية التعبير كالعادة . وحوكم مسلم ايطالي بثمانية أشهر سجنا ، لانه اتهم بالقاء الصليب المعلق فوق سرير أمه باحدى المستشفيات ، واعتبر ذلك ازدراءا للاديان ، ودعوة للكراهية ، فلماذا يستكثر على المسلمين الاحتاج على السفاهات الدنماركية ، ومن سينخرط في هذه الحرب الجاهلية الجديدة ضد الاسلام ونبيه الكريم صلى الله عليه و سلم . كما تم سحب دمية من الاسواق تسخر من بابا الفاتيكان ،بعد اتهامه بالنزية وتقول الدمية » الآب والابن و الرايخ الثالث » بل أن الهالك الذي قام بنشر الصور المسيئة اعترف بأنه يستطيع تصوير موسى وعيسى ولكنه لا يستطيع تصوير شارون .
مقارنات خاطئة :
لقد تساءل الكثير من الغربيين ، عما إذا كانت الصور التي يحتج عليها المسلمون ، أكثر إيذاءا من مشاهد القتل في العراق ،ولا يعلمون أن النبي صلى الله عليه وسلم ، أغلى عندهم من العالم بأسره ، رغم أن مشاهد القتل في العراق وفلسطين والشيشان وكشمير تدمي قلوبهم . وهم ليسوا مثل النصارى الذين صمتوا صمت القبور على الاهانات التي وجهت عبر السنين الماضية للمسيح عليه السلام ، وأمه البتول ،وللكنائس في القدس وغيرها ، دون أن يحركوا ساكنا ،فإذا لم تكن لديهم الغيرة على دينهم ، كغيرة الرئيس الفرنسي الأسبق جاك شيراك على علمانيته ، عندما رفض القبول بالحجاب ، وهو شكل من اشكال التعبير ، فلماذا يلوموننا لاننا عبرنا عن غيرتنا على الرسول صلى الله عليه و سلم ، و تلك وقاحة و بلاهة منهم ، غير مسبوقة .
ويجدر بنا القول ، أن الاعتداءات التي تعرض لها السيد المسيح عليه السلام وأمه ، وسكوت المسيحيين عليها ، وكذلك المسلمين الذين يعتقدون بحق ،أنهم أولى بالمسيح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم ، كانت مقدمة لتمادي الجاهلية الغربية ،رغم أن الكثير من المسيحيين وللأسف ،وجدوا في التطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم ،فرصة للتعبير عن أحقادهم ،ومن بينهم قساوسة ،رددوا ببغائية ،السؤال ،عما إذا كانت الرسوم المشينة في الصحف الغربية ،أكثر ايذاءا من مشاهد القتل .والجواب نعم بالتأكيد ، مصداقا لقول الصحابي الجليل خبيب ابن عدي رضي الله عنه للجاهلية الاولى ،عندما سألته قبل قتله ، أتود أن يكون محمدا مكانك فأجاب « و الله ما وددت أن يصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بشوكة وأنا في بيتي » فقالوا ، والله ما رأينا أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا ، صلى الله عليه وسلم .
لقد تهاوت علة حرية التعبير ،والأمثال التي يضربها الذين لا يعقلون ، فأتباع محمد صلى الله عليه وسلم ، ليسوا من أولئك الذين قالوا لنبيهم ، » اذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون « ولا من أولئك الذين أنكروا معرفتهم للمسيح عليه السلام ،عندما تعرضوا للابتلاء ، بل من الذين قالوا ، كلنا فداك يا رسول الله . أو كما قال مفتي كرواتيا الشيخ شوقي عمر باشيتش ،في خطبة الجمعة بزغرب « حرية التعبير لا تعني العدوان على الآخرين ، والسخرية من الاسلام ونبيه ، وإذا كان بعض أصحاب الديانات الاخرى استكانوا ، واستسلموا لمن يسخر بهم و بدينهم ، فإن المسلمين ، تهون لديهم الحياة ، وكل شئ ، ولكن دينهم لا يهون عليهم » .
فلول الردة : لم يخل المشهد من الجرذان الفكرية التي تطل بأقلامها المسمومة ،عبر صفحات الجرائد وشاشات التلفزيون ،ومواقع الانترنت التي تمول بأموال المسلمين ،وكعادتها في تنكرها للامة وشرفها، ودينها وحضارتها ، وكينونتها ، ومواصلة أداء دور الطابور الخامس ، داخل صفوفها ، انهالت نقدا وتجريحا للغيورين على دينهم ، ومعتبرة ذلك غوغائية ، بل اتهمت المستنكرين لتلك الرسوم ، بأنهم » يبرئون شكوكهم المكبوتة » . وهم كبعض الغربيين تماما ، مات لديهم الاحساس بمعنى الدين ، ومعنى العقيدة ، ولا يعظمون شعائر الله ، ورسله ودينهم . فالمسلمون لا يعتقدون أن تلك الرسوم » ستلحق دمارا شاملا بالاسلام » ،كما ذهب إلى ذلك بعض المنبتين ، فالاسلام حفظه الله ، ومر بموجات كثيرة من العدوان خرج من جميعها منتصرا ، ولكن حتى لا يتمادى السفهاء في غيهم ، بعد عملية جس النبض الأخيرة عبر وسائل الاعلام ،وحتى يعبروا عن حبهم للنبي صلى الله عليه وسلم ، وتجديد البيعة للرسول صلى الله عليه وسلم . وابراءا للذمة و انكار المنكر و أي منكر ؟!!!.
لقد وصف أحد الهالكين موقف الامة من جاكرتا إلى المغرب ، بأنه » ردود غوغائية تطالب بإعادة بوليس الفكر ،ومحاكم التفتيش « وتساءل « أليست المطالبة بمحاكمة الصحافيين ارهابا فكريا » ،وكأن حرية التعبير ،والسخرية من النبي صلى الله عليه وسلم ،سيان ،وسنوان لا يفترقان . وهو ومن على شاكلته لم يرتقوا حتى لما قاله بعض الغربيين سياسيين ومثقفين وغيرهم ، من الذين عبروا عن استيائهم من الرسوم واعتبروها غير لائقة .
المواقف الايجابية :
لقد عبرت الامة يوم الجمعة 22 فبراير 2008 م وقبل ذلك ، رغم الحاجة للمزيد من الزخم الجماهيري و الاعلامي ،عن حبها للرسول صلى الله عليه وسلم ،وسرت الحياة في الكثير من الانفس الغافلة ، وشحنت المسيرة الاسلامية في الشرق والغرب ، بتيار الولاء والايمان ، وعاد للمساجد الكثير ممن لم يدخلوا في حياتهم ، بيتا من بيوت الله ، وارتدت الحجاب من كانت تاركة له ، وأعلن الانتماء للاسلام وحركاته المناضلة من كان يعيبها ولا يأبه لذلك . بل دخل في الاسلام من الدنماركيين الكثير حتى أن عدد المسلمين ارتفع ثلاث مرات في الدنمارك لوحدها . لقد حقق الاسلام نصرا جديدا ، وانقلب الحزن استعلاءا على الجاهلية ، وتحديا لها . وعقدت في العديد من الفضائيات ندوات عن كيفية مواجهة الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الرسول صلى الله عليه وسلم ، والمسلمون في الغرب . وتشكبت العديد من اللجان المخصصة للدفاع عن الرسول صلى الله عليه وسلم . وارتفعت أصوات من داخل المنظومة العربية الرسمية ،على غير العادة ، بمطالبة الامم المتحدة إصدار قرار بمنع الاعتداء على الرموز الدينية . واستدعت مصر سفير الدانمارك للاحتجاج على إعادة نشر الصور المسيئة .وقدمت مقترحات لانشاء فضائيات ناطقة باللغات الغربية ، للتعريف بالرسول صلى الله عليه وسلم ، كما أعلن الشيخ عبد المجيد الزنداني مؤخرا .واعتبرت تلك الاعتداءات فرصة لتجديد البيعة للرسول عليه الصلاة و السلام ، والدعوة لاقامة حوارات وندوات حول الاسلام في الغرب . وأظهرت المقاطعة الاقتصادية السابقة ، أن الذي ( تألم و تأذى ) ليس المسلمون ، وإنما تجارة الغرب ، واقتصاد الغرب ،حتى بدأت الشركات الدانماركية تتوسل لحكومة كوبنهاغن ، لتقديم اعتذار للمسلمين ، بعدما ارتفعت خسائرها إلى مليوني يورو يوميا . واعلنت شركة ماركلا في 27 فبراير نها سرحت 30 في المائة من عمالها بسبب المقاطعة الاسلامية .وعبر رئيس تحرير الجريدة سيئة الذكر في الدنمارك ، في وقت سابق عن ألمه ،واحساسه بالعار ،لأن المسلمين انتصروا على حد تعبيره ،مما دفعه لاعادة نشر الصور . وقال مدير تحرير صحيفة ، فرانس سوار ، إن الغربيين يركعون للاسلام . وتحولت تلك الرسوم التي هدفت الجهات التي تقف وراءها ، إلى تأزيم الموقف بين الغرب ،ولا سيما أوربا ،والعالم الاسلامي ، ومنع انتشار الاسلام في العالم ، إلى نصر للاسلام والمسلمين ، بعد ردود الافعال من قبل عدد من الشخصيات من بينهم الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون ، الذي عبر عن خشيته من تحول ما وصفه بالعداء للسامية ، لعداء للاسلام . بينما أظهرت تلك الاساءات عدد من المراكز الغربية على حقيقتها ، حيث صمتت صمت القبور،وغيره من المنتديات ،والامم المتحدة ، التي نادت في السابق لما يسمى ، حوار الحضارات ، التي لم يعد ما يبرره الآن ،على حد قول اكمال الدين أوغلو الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي .
رد اعتبار واحتقار :
تحدثنا قبل قليل عن تراجع النمسا في وقت سابق عن عرض صور لقادة غربيين تناولهم رسامون بالنقد و التجريح ، لكن الفارق في كون حرمة الرسول صلى الله عليه وسلم ، لا يمكن أن تقارن بأي بشر آخر على الاطلاق ، فضلا عن أشخاص ملوثة أياديهم بالدماء ، وألسنتهم بالكذب ،مثل بوش وساركوزي . أما ردود الافعال فكانت مختلفة ، حيث استجابت اللجنة النمساوية ، المشرفة على أعمال الفنانين الأوروبيين ، لطلب الحكومة النمساوية ،والداعي لإزالة جميع الملصقات التي وصفتها باللاأخلاقية ، والتي تم توزيعها في الأماكن المخصصة للإعلانات في الشوارع الرئيسية ،والساحات العامة . وتضم صورا فاضحة لبوش والرئيس الفرنسي. وقد شمل هذا الإجراء إزالة 3 لوحات مثيرة للجدل ، وأثارت ما وصف في بعض وسائل الاعلام ب » حملة من الاستياء والاستنكار في مختلف الأوساط السياسية والحزبية والرأي العام ،ليس في النمسا فحسب ،بل وفي غالبية عواصم دول الاتحاد الأوروبي » ( انظر ) ، من بينها لوحة تصور ثلاث نساء يحملون أقنعة تمثل ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية والرئيس الأميركي جورج بوش والرئيس الفرنسي ، وهم » في أوضاع جنسية مشبوهة « ولم توصف تلك اللوحات بأنها تعبير عن الحرية ، وحقوق الانسان ، وعدم تقيد الفن باي قيود أخلاقية ، كما قيل في برنامج على الفضائية المصرية مؤخرا ، حول علاقة الابداع بالاخلاق ( البرنامج هو ،حالة حوار) وإنما وصفت تلك اللوحات في الغرب بأنها » تعبر عن مدى انحطاط فن الرسم الإباحي » ( هكذا ) . و لم تأبه الحكومة النمساوية باتقاد الفنانين الأوروبيين المشاركين في المشروع الفني ، لقرارها بإزالة الصور واللوحات من الشوارع والساحات العامة في فيينا، واعتبروا هذا الإجراء » رقابة حكومية مبرمجة « ، وتشكل » انتهاكاً للحريات العامة وبينها حرية الفن والتعبير ». وقال المسؤول النمساوي عن المشروع الفني الذي حمل عنوان ، 25 لوحة فنية أوروبية ، والذي رفض الكشف عن اسمه، » إن هذه الملصقات هي جزء من سلسلة لوحات فنية أطلق عليها اسم ، يورو بارت ، وأنجزتها قرائح فنانين مرموقين من جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي »، مشيراً إلى أن » تلك اللوحات تمثل مختلف أوجه الحياة السياسية والاجتماعية والتاريخية وتطوّر مدارس الرسم التعبيري في القارة الأوروبية « . ومما ساهم في إحراج الحكومة النمساوية أنها قدمت للمشروع الفني الأوروبي والقائمين عليه مبلغ مليون يورو، خصصت للمساهمة في تمويل عملية رسم الأعمال الفنية الأوروبية، والتي من المقرر أن تظل معروضة في المواقع المخصصة للإعلانات التجارية في معظم أحياء العاصمة النمساوية وشوارعها آنذاك ويضم المشروع الفني 150 لوحة وصورة من بينها ثلاث فقط تتضمن أشكالاً جنسية، » أثارت موجة من الاستياء في مختلف الأوساط السياسية والإعلامية » ، حيث » ارتفعت أصوات سياسية وحزبية ودينية وإعلامية تطالب بنزع جميع الصور والملصقات واللوحات الإباحية فوراً من الشوارع والساحات العامة في العاصمة النمساوية فيينا التي تتألف من 23 حياً .
ماذا سيفعل المسلمون :
في الجانب الآخر ، لم نر أي انتقاد غربي يرقى لمستوى الجناية ،سواء على المستوى السياسي أو الاعلامي لاساءة 17 صحيفة دانماركية الادب مع الرسول صلى الله عليه وسلم ، لأن سب رسول الاسلام والاسلام و المسلمين ، كما يبدو ، هو فقط من يندرج تحت مسمى حرية التعبير في الشرق والغرب . وأغرب من ذلك موقف الحكومة الدانماركية من تلك الاساءة البالغة لمشاعر مليون و ربع المليون مسلم في العالم . فهي لم تعتذر ولم تطلب من الصحيفة الاعتذار ، بل دافعت عن ذلك .وهذه إساءة أخرى ،وكانت صحيفة « جيلاندز بوستن » نشرت 12 رسما كاريكاتوريا مسيئا قبل عدة سنوات ، ثم أعيد نشرها مؤخرا مما أثار غضب المسلمين في الدنمارك والخارج خصوصا وأن أحد الصور تظهر ما وصفته بالنبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) يبدو في أحدها معتمرا عمامة ووسطها قنبلة . بزعم أن ثلاث شبان مسلمين خططوا لقتل رسام الكاريكاتير ، ولذلك أعادوا نشر الرسوم المبتذلة . فكيف يساء لنبي كريم صلى لله عليه وسلم وأمة يبلغ عديدها مليار ونصف المليار نسمة بسبب نوايا لثلاث أفراد لم يتم إثباتها قضائيا حتى الآن . هذه العدالة الغربية ، فهل يستمر المسلمون في شراء تلك البضائع ، أم يقاطعونها إلى حين ، أم يضعون استراتيجية للتحرك داخل الامة لانقاذها مما يتهددها من غزو عسكري وثقافي وديني .ومن محاولات ممنهجة لإبعادها عن دينها وعقيدتها تمهيدا للإجهاز عليها ،وهي ميتة .قال تعالى « يأ ايها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم » فالأمة بين الحياة التي يدعو إلى القرآن الكريم ،والموت الذي تهئ له الفضائيات والاعلام والسياسات وغير ذلك مما لا يخفى على أحد .وهو ما يحتاج لجهد ناصب ، لرد الأمة إلى دينها ،ورد العدوان على أعقابه . وذلك فريضة وضرورة ،من أجل البقاء .
(*) كاتب عربي مقيم في البلقان
(المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 3 مارس 2008)
هل تنعقد القمة العربية؟
بقلم : عامر عياد لسنا نبالغ إذا قلنا أن العمل العربي المشترك الذي يعيش اليوم أسوأ أيامه ، لم يسبق أن كان بحاجة ماسة كما هو اليوم إلى قمة عربية متميزة و مسؤولة ، تسعي إلى وقف حالة الإحباط و اليأس التي يعيشها الشارع العربي ، بسبب سلوك حكامه و مواقفهم..قمة تأخذ على عاتقها مهمة وضع حد للخلافات بين بعض البلدان العربية، و تحقيق مصالحات حقيقية وجدية و تسعى إلى وقف حالة الانحدار العربي على جميع المستويات و الارتقاء بدرجة وعيها لشمولية المخاطر التي يحملها المشروع الأمريكي الصهيوني ضد مجمل القضايا و المصالح العربية المشتركة ..و العمل بالتالي لتدقيق المواقف على أساس ذلك و توحيدها و توجيهها لمجابهة هذه المخاطر و التحديات التي لن ينجو منها أي بلد عربي مهما كان موقفه. لكن هل أن الظروف الدولية و الإقليمية مهيأة بالشكل الذي يساعد على إنجاح القمة أو على الأقل بانعقادها في موعدها؟ فبخلاف الموقف السعودي الذي اتضحت ملامحه إلى حد بعيد و إن كان ذلك بشكل غير رسمي، ومؤداه أن مستوى تمثيلها لن يصل في الحد الاقصي إلى مستوى وزير ، فان الموقف العربي بشكل عام سيبقى معلقا إلى حدود انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب في 5 مارس الجاري. ومن المنتظر أن يقدم أمين عام الجامعة السيد عمرو موسي تقريره خلال اجتماعه بوزراء الخارجية بشأن ما استخلصه من خلال جولاته المكوكية المتوالية في محاولة بعد أخرى لتنفيذ المبادرة العربية ، لذلك فالسيد عمرو موسى يعتبر في وضع لا يحسد عليه لان مصير القمة متعلق بتقريره و بمحادثات اللحظة الأخيرة مع الجانب السوري مستضيف القمة..و كأمين عام فان عليه أن يحرص على خلق المناخ الذي يقود إلى انعقاد القمة بأفضل صورة ممكنة ..ومثمرة..غير انه و في ذات الوقت الذي لا يحسد عليه فهو يتصدى لمسؤولية تاريخية تجعل شهادته على المحك. و الموضوع حسب اعتقاد الخبراء لا يتعلق بانعقاد القمة أو بمستوى التمثيل لكنه يتعلق بمصير دورية الانعقاد السنوي للقمة من حيث الشكل و مصير رئاسة القمة و مدى فعاليتها، ويمكن أن نقول إن الأمر يتعلق بمستقبل الالتئام العربي المفتت أصلا و ترسيخ حالة التشرذم العربي خاصة على مستوى الدول الأكثر تأثيرا و يتعلق أيضا بحماية و صون سيادة دولة مستقلة هي لبنان ووضعها الداخلي المعقد..و علاقة كل ذلك بالوضع الإقليمي و الدولي..و التأثيرات الخارجية..و طبيعة الرسالة التي سوف يتلقاها العالم ..لا سيما القوى الكبرى حول الموقف العربي من سورية …و أمور أخرى كثيرة لا تقف عند حدود مناقشة من سيحضر ومن سيمثله.. ومن ثم فان المراقب يدرك حجم الضغوط و الحسابات الدقيقة التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار ألا أن موقف الرئيس حسني مبارك الذي أوحي بان نجاح القمة مرهون بحل المسالة اللبنانية و تطبيق المبادرة العربية قد يضع سورية في زاوية صعبة و في وضع حرج.. و حل الأزمة اللبنانية وفقا للمبادرة العربية تعني أن يحدث اتفاق بين الفرقاء على التشكيلة الحكومية ثم انتخاب رئيس للبنان تم الاتفاق عليه و هو الجنرال ميشال سليمان..ويبدو انه بعد تأجيل انتخاب الرئيس لحوالي 15 مرة لا يلوح في الأفق أية بوادر جدية لانتخاب الرئيس أو الوصول إلى حل وفقا لما هدفته المبادرة العربية قبل حلول موعد القمة. و الدولة السورية تدرك جيدا أن الموقف معقد ومتشابك لان مصير سوريا ذاته مرتبط بمثل هذا الترتيب الذي يمكن أن يتم في لبنان ..وذلك على خلفية المحاكمة المقررة لقتلة الرئيس الحريري .. و التي من المؤكد أنها ستفرض تحديات على عدد كبير من القادة السوريين. و معلوم أن دمشق لم توجه إلى اليوم دعوة لحضور القمة إلى عدد من الدول فإذا كانت الأجواء المشحونة وراء عدم توجيه الدعوة للمملكة السعودية إلى اليوم فان الموقف من لبنان يبقى صعبا ،فدمشق لديها موقف معاد ومضاد لحكومة السنيورة ممثل الأغلبية التي تدفع دفعا في اتجاه المحاكمة و تتهم سوريا بوقوفها وراء كل جرائم الاغتيال التي شهدها لبنان في السنوات الأخيرة ..و هذه الحكومة هي التي تقوم دستوريا بأعمال الرئيس في حالة فراغ سلطة الرئاسة ..و هذا ما يفرض على دمشق إما أن توجه الدعوة إلى رئيس لم ينتخب بعد ، و قد لا ينتخب في وقت قريب ا وان توجهها إلى الرئيس السنيورة الذي لا تتعامل معه سوريا.و السؤال يبقى هل سيقبل لبنان حضور القمة إن وجهت له الدعوة؟ و قد اعتبرت دمشق أن هناك خططا مرتبطة بأهداف غير عربية هي التي تدفع بعض الدول العربية إلى حل الأزمة اللبنانية قبل القمة العربية ، و بل و جعل مصير نجاح القمة أو فشلها مرهون بحل المسالة اللبنانية و ترى سوريا أن الهدف هو ارضاخها إلى الأجندة الأمريكية و ابتزازها بما له علاقة بالملف الإيراني آو حركات المقاومة اللبنانية و الفلسطينية و الحد من حركة الجهاديين من و إلى العراق. و كرد فعل عنيف فقد نثرت القيادة السورية عبر صحفها و بعض الرسميين مجموعة من الرسائل المختلفة و التي تصب كلبها في اتجاه أنها مستعدة للمضي للاسوا مقابل صمودها و عدم رضوخها للابتزاز..و من هذه الرسائل **عقد القمة بمن حضر دون النظر إلى عددهم آو مستوى تمثيليتهم ** عملية تسليم رئاسة القمة يمكن أن تتم دون عقد القمة بمعنى أن عدم التئام القمة لا يشكل مانعا نحو تسلم سوريا الرئاسة الدورية. **يمكن ابيضا إلغاء عقد القمة مع التأكيد على تسلمها للرئاسة . ***إن القمة هي المعنية بحل المشاكل العربية بمعنى انه كان من الأجدر نقل المشاكل التي اعترضت نجاح المبادرة العربية إلى القمة قصد تدارسها. ***إن على الأمين العام أن يلتزم بالمبادرة لا أن يعبر عن توجهات غير عربية أي الالتزام بأجندات أجنبية. و المؤكد إن هذه الإشارات وان كانت ردة فعل من القيادة السورية و التي تعتقد إنها ضحية للابتزاز الجانبي بأيد عربية فأنها قد تنعكس على: 1*الشرعية العربية: فقد تصدت المبادرة العربية للوصول إلى حل الأزمة اللبنانية ، و هي و إن لم تستطع الوصول إلى حل عبر الجولات المكوكية سواء للسيد عمرو موسى آو لوزير الخارجية السوداني مبعوث الجامعة العربية مما يفتح الباب على مصراعيه أمام التدخلات الخارجية و التيس يبدو أن الولايات المتحدة استبقتها بإرسال المدمرة كول إلى قبالة السواحل اللبنانية. 2* الخوف من أن تكون لبنان نقطة صراع إقليمي بين محورين : محور المقاومة و المحور الأمريكي و الإسرائيلي. 3*إن الحرب الأهلية تلوح في الأفق من قبل الإعلان عن المبادرة العربية و لعل ما دفع ذلك من تداخل الأجندات داخل الساحة اللبنانية و أهمية العمق اللبناني لمصير الصراع في الشرق الأوسط و التخوف من ازدياد نفوذ حزب الله الذي أصبح التخلص منه ضرورة إستراتيجية . و الجلي حسب المراقبين أن موجّه هذه الحملة ضد سوريا هي الولايات الأمريكية التي تسعى إلى كسر صمود سوريا و فرض الاملاءات عليها و سيلتها في ذلك توجيه سهامها المسمومة منذ زمن نحو المثلث السوري السعودي المصري لمنعه من أداء دوره الفاعل و المجرب في تحقيق قدر من التضامن العربي و توفير الاستقرار.و قد نجحت الولايات المتحدة و أنصارها في تحقيق هذا الهدف للأسف مروجين لمقولة دول و قوى عربية معتدلة و أخرى متشددة. وفي هذا الإطار تتنزل المساعي المبذولة لعرقلة انعقاد القمة في دمشق آو إضعاف نتائجها ، وكما تشير بعض المصادر، فقد وجهت واشنطن تحذيرا لدول عربية من المشاركة في هذه القمة. كما تواصل التشكيك بمواقف سوريا بحيث تصبح هي العدو الرئيس عن عدم الاستقرار في المنطقة، و ليس الاحتلالين الصهيوني و الأمريكي و إمام فشلها في تمرير مشروعها في لبنان تسعى هذه الإدارة إلى إدامة الفراغ الرئاسي لتحميل سوريا مسؤولية هذا التعقيد و لدفع التطورات نحو الفتنة و الحرب الأهلية. وواضح أن تعاون سوريا و السعودية على نحو خاص ، هو الذي يمكن أن يقطع الطريق على هذا المشروع الأمريكي في لبنان ، و يساعد في إطفاء نيران الأزمة و يسهل تنفيذ الحل التوافقي المطلوب.لذلك تسعى أمريكا إلى تعطيل كل جهد ايجابي لتحقيق هذا التعاون و لتحسين العلاقات العربية العربية ، و بخاصة بين أركان المثلث السعودي –المصري-السوري. لذلك فالعرب مدعوون إلى التنبه و الحذر مما يحاك ضد مصالحهم و إلى التحرك الحازم لقطع الطريق على محاولات عرقلتها آو إضعاف نتائجها، و تجنب أي تصرف يمكن أن يساعد على نجاح هذه المحاولات .لان هذا النجاح يلحق الضرر بالجميع و بمصالح العرب كافة و بسمعتهم الدولية، و سيكون وصمة عار في جبين كل من شارك و أدلى بدلوه فيه. و سيكون على هؤلاء تقديم الحساب أمام شعوبهم طال الزمن أم قصر.
بعد أن أصدر 17 أغنية دفعة واحدة الفنان الملتزم عادل سلطان لـ «الشعب»:
مع المبدأ تغيب التجارة… وأنا أغني للانتماء القومي والعالمي…
دقيق في موعده وفي كلامه… تضطرم بداخله هواجس من الواقع المؤلم وحماسة لمن يحضن القلم والمبدأ… خفيف كالفكرة ومشرئب نحو تخوم الجغرافيا البعيدة وجذوره ضاربة في الارض التي تحمله هو صفوان وصفاء… هو ذا ملمح خاطف تركه عندي الفنان عادل سلطان بعد جلسة لم يسوّرها زمن معلوم…
عادل سلطان الذي اصدر اكثر من 50 اغنية اغلبها من كلماته وكلها من ألحانه وأنتج العديد من العروض المتكاملة التي خوّلت له الحصول على وسام الاستحقاق الثقافي في سنة 2003… جلس إلينا وخص قراء «الشعب» بهذا الحوار الذي يكشف فيه عن انتاجاته الجديدة وعن موقفه من طوفان النشاز الفني…
لنبدأ هذا الحوار بتقديم عملك الجديد الذي وسمته بشموع؟
ـ شموع «عمل فني» نزل منذ ايام الى الاسواق وهو في جزأين ويحتوي على 17 أغنية كلها من ألحاني وجلها من تأليفي اذا استثنينا النصوص الخمسة التي ألفها الشاعر المهاجر حمادي زعيبط، أما مدار الاهتمام لهذه الاغاني فهو مختلف ومتعدد ولعله من اللافت للانتباه ان محورها وجوهرها هو قضايا الانسان في علاقته بذاته ومحيطه ومجتمعه والكون عموما، قضايا تبدأ من النواة اي العائلة لتتفرع الى الانتماء القومي والعالمي وهذا الجوهر لم يمنع عادل سلطان من الاهتمام بمواضيع اخرى كتلك التي تتغنى بالتراث وتنزله مكانة خاصة في المجتمع مثل اغنية «السفساري» أو بالوجدان والاحاسيس الرومانسية مثل أغنية «تثبت» الى جانب الاغاني التي فيها دعوة للطرب والذوق الرفيع، اما القضية العربية فقد عبرت عن جزئياتها في «شموع» بأربع أغان ومن المفاجآت التي احتواها هذا العمل هو تقديم اغنية ثنائية بعنوان «سيدي» مع ابني صفوان في طرح للقضية الفلسطينية.
لماذا غامرت بنشر ألبومين في نفس الوقت والحال ان منطق الربح يقتضي ان تصدر ألبوما أول ثم بعد مدة تصدر الثاني؟
ـ بالنسبة لي الاسطوانتان تعبران عن حفل حي مباشر ومتكامل يضم مثلما قلت لك 17 أغنية، ولو فكرت تفكيرا تجاريا وبترت الجزء الاول عن الجزء الثاني فحتما سوف أبتر الفكرة برمتها، وأنا تهمني الفكرة قبل كل شيء واحرص على مدى وصولها للمتلقي حتى لو اقتضى الامر اصدار ثلاثة او اربعة اجزاء كاملة، فمع المبدأ تنتفي التجارة ويغيب تماما منطق الربح المادي امام الكسب الرمزي الذي يهمني بدرجة اولى وهو المتلقي لأعمالي ولمجمل ابداعاتي الفنية.
على ذكر العملية الابداعية، كيف تتحقق لديك؟
ـ ليس لي وقت أضيّعه فيما هو أجوف… أنا أشاهد وأسمع وأقرأ كل ما له علاقة وثيقة بالواقع وخاصة المؤلم منه، فأكتب متفاعلا مع واقعي فتتحرك كلمة «لا» في داخلي فتملي عليّ ملهمتي فتكتب يدي بفضل قلمي ويكتسي ما كتبت لحنا مناسبا بفضل عودي ويغنى او ينشد ما وقع بفضل صوتي فيستمع الآخر فيتعرّف عليّ فيشاطر الفكرة والاحساس ويتنفس فتحصل الغاية من الغناء والعرض بصفة عامة… هي ذي العملية الابداعية تتكامل فيها حواسي بعقلي ويمتد فيها جسر التواصل بيني وبين المتلقي… وأشكر بالمناسبة وزارة الثقافة والمحافظة على التراث لأنها همزة الوصل ولم تتخلف عن دعمي في كل مرة…
ولكن حتى الرداءة اليوم صارت تسوّق تحت عنوان الابداع ذاته؟
ـ أقول لمن رمت بهم رياح الرداءة في مجال الغناء بصفة خاصة والابداع بصفة عامة ان يصمتوا يوما بل ساعة بل دقيقة، لا ترحما على روح فلان او فلانة بل دقيقة صمت ترحما على روح الفن والابداع… دقيقة صمت منهم توفر تنظيفا لمسامعنا وابصارنا من التلوث، ثم يعودون ان شاؤوا ذلك، فالدقيقة سوف تمكننا من تحملهم لثلاثين سنة اخرى قد تتغير خلالها الامور فيصمتون نهائيا…
عن اي تغيير تتحدث والفضائيات تتناسل كل دقيقة ومعها تتناسل الرداءة؟
ـ أقول لبعض المختصين في الطبخ والذين يطلون علينا من خلال بعض الفضائيات العربية مستعرضين عضلاتهم علينا بأن يصيروا دلاعة زهرة او من خروف شكلا هندسيا رامين بكل ذلك في القمامة اثر نهاية حصصهم، أقول لهم أطفال فلسطين والعراق وافريقيا وغيرهم ممن يجوعون كل يوم لن يغفروا لكم صنيعكم، وأقول للفضائيات التي تبث ذلك إنها فضائيات تائهة في الفضاء…
حينما أقرأ او اشاهد التلفاز او السينما او حينما اسمع جهاز البث الاذاعي او جهاز التسجيل ما هو ليس بجدير ان يستهلك أتحسر جدا على القلم بل الاقلام وعلى الصفحة البيضاء التي كانت تنعم ببياضها والكاميرا وما يتبعها من صدمة من الاسلاك والآلات اللالكترونية والنساء والرجال وغيرهم ممن يسمونهم جنود الخفاء والذين لا يعملون فيما يشاركون… والمصادح المنتصبة امام المذيعين رغم أنوفهم تنتظر ان تحمل عبر جوفها فكرة مفيدة وممتعة وقاعات البث البدائي والنهائي حتى يذهب بصري في السماء الى هذا القمر الاصطناعي الذي يحمد الله عن كونه اصطناعيا ومن دون روح والا لكان له موقف واضح ولرفض ان يلتقط الا ما هو حق وجدير بأن يلتقط…
هل تنتظر فعلا مواقف واضحة من تجار الثقافة؟
ـ أعتقد شديد الاعتقاد في ان من له الكفاءة ويريد ان يعمل في حقل الابداع ان يسلح نفسه بالعلم والثقافة وان يواكب كل صغيرة وكبيرة من الاخبار في العالم حتى لا يكون متخلفا فنتخلف معه وبسببه، وبكل بساطة أخذ الموقف والدفاع عنه حد الاستماته يضمنه العلم والثقافة وترشحه الاخلاق والقيم الانسانية…
كيف ترى حالة النشاز الفني الذي يحوطنا من كل الجهات؟
ـ أقترح على مجلس النواب المصادقة على مشروع قانون أقترحه أنا وغيري ممن يغيرون على الحق، أقترح مشروع قانون يتيح لنا الاحتفال باليوم الوطني بلا نشاز مرة في السنة على الاقل تنكس فيه اصوات الفقاقيع ممن يدعون الاطراب او حتى الغناء وتخدّر فيه أغاني السراب المفلسة وتهدأ فيه عواصف شركات الدعاية والتطبيل للباطل الفني…
اقول لشركات الوهم الفني أنتم تقتلون أنفسكم بعد كل عقد تمضونه مع فقاع من الفقاقيع التي تصنعونها، أقول لهم أولادكم بل أحفادكم بل احفاد احفادكم الذين سوف يهدرون الثروة الزائلة التي تجمعونها على حساب الشرف والصدق والابداع.
كيف ترى ظاهرة العروض الفنية التي تتكاثر من دون عناوين؟
ـ من يقدم عرضا فنيا دون عنوان هو بالضرورة لا يحمل مضمونا وموضوعا فالعنوان التزام منذ البداية بالموضوع وعدم الحياد عنه، اما اذا كان العنوان فلانة او فلان فهذا دليل على ان العرض سيمضي في التعبّد، نعم تعبّد أناس لانسان مثلهم وهو ما لا يجوز ومما يؤكد ما أدّعي ما حصل من اضرار مادية جسيمة ومعنوية بالغة حينما نسي المتعبدون من المراهقين والمراهقات انفسهم وحدث ما حدث في صفاقس.
بعد عمل «شموع» ما الذي يعده عادل سلطان لجمهوره؟
ـ عندما أتحدث عن أعمالي القادمة فاني لا أعني التفكير فيها وفي نيّة انجازها كما نسمع ذلك عند البعض ثم تتبخر مع الايام، أعمالي القادمة هي الانتاجات الجاهزة للتوزيع والدليل على ذلك انني بدأت انشر صور الاشرطة القادمة وعناوينها وستكون هذه الاعمال الجديدة بين أيدي الجمهور بعد ما يأخذ عملي الحالي «شموع» حظه من الدعاية والترويج.
من انتاجاتي القادمة نسخة مصورة مرئية (D V D) لشموع من حفل مهرجان المدينة 2006 والعمل الثاني «ربّاه» وهو ايضا عمل سمعي بصري سوف يصدر في الاسواق بمناسبة المولد النبوي الشريف وهو مُهدى لإذاعة الزيتونة.
أما العمل الثالث الذي عنوانه «ارجع الى الله» وهو كذلك سمعي بصري فهو مخصص لشهر رمضان وهناك ايضا «الدنيا جنة» وهو عمل غنائي تمثيلي في شكل سلسلة رمضانية في 15 حلقة.
وماذا عن عرض عائدون؟
عرض عائدون يعود الفضل في عنوانه الى صديقي العزيز الشاعر البشير عبيد الذي أهداني قصيدة «عائدون يا صلاح الدين» وقد قمت بتلحينها وسوف تكون في افتتاح العرض واختتامه، وعرض عائدون أدعو فيه الآخر الي العودة، والعودة في معناها المطلق عمل ايجابي حتما في كل الاحوال فكأن نقول عاد المذنب عن ذنبه والله يقول «وان عدتم عدنا» والعودة غير العوْد وهذا من فضل اللغة العربية علينا.
كما اني أعد عرض «زيتونة» لرمضان 2008 وهو عرض صوفي جديد سميته «زيتونة» لحبي الشديد لاذاعة الزيتونة وحبي الشديد للزيتون خاصة اذا رافقته طابونة بدوية ساخنة…
شكرا لك على هذه الصراحة؟
ـ لمن يدعي انه يمارس الصراحة أقول كفانا عبثا بالصراحة وكفانا بأحاسيس الناس ذبحا وإطاحة فلقد زدنا الطين بلة، أهلكنا الحرث وأفسدنا النسل ولم تخرج من أفواهنا جملة مفيدة فيها فعل وفاعل وصراحة ما عدا ضحكة لا يقاسمنا فيها الا مغفل تاه وراح… ولو أكلف ببرنامج عنوانه بصراحة لقمت بتصوير حلقة واحدة بمفردي أقول فيها بكل صراحة عن نفسي المشحاحة وعن كونها لم تمارس يوما قط صراحة فيقبض علي من طرف جنود المراوغة بتهمة عدم تعاطي الصراحة مع سبق الاضمار والترصد وعدم ترك المواطن في راحة!!!
كما أودّ أن أقول لمن يضيعون سويعاتهم بل أيامهم بل أسابيعهم بل أعمارهم وأجيالهم في الحديث عما بعد المباراة، أقول لهم فِقْ يا حنيني واسمع لوغات ليست لوغات أم الحسن كما يقول نص ناعورة الطبوع من المالوف التونسي، بل لوغات الثورات، ثورات الانترنات والتقنيات الحديثة وعلم الذرة وغزو الفضاءات وما أُعد لنا من مفاجآت تجعلنا دوما فـي سبـات نـائميـن ونـائمات نحلــم بالـكــرة الـمـصـنـوعـة من الـجــلــد و «الجوّارات»…
أقول… ماذا أقول… أقول وقد ناحت بقربي حمامة… أيا جارة لو تشعرين بحالي…
ناجي الخشناوي
(المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 1 مارس 2008)