الاثنين، 28 يوليو 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N°2988 du 28.07.2008
 archives : www.tunisnews.net 


عريضة: العودة حق واسترداده واجب: تحيين

الدكتور أحمد العشّ : توضيح

البديـل عاجل:نداء من أهالي الرديف

البديـل عاجل:مسيرة الغضب بالرديف

البديـل عاجل:أخبار الحوض المنجمي

البديـل عاجل:انتفاضة الحوض المنجمي/لا بدّ للقيد أن ينكسر

الكرامة لحقوق الإنسان: موريتانيا: السيد عبد الكريم بوراوي يتعرض للاعتقال السري والتعذيب وخطر التسليم إلى السلطات التونسية

 

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين نشطاء بنزرت يمثلون غدا أمام قاضي الناحية ..بتهمتي التجمهر ..و الإعتداء على الأخلاق الحميدة .. !

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: قضاء استعجالي ..في المادة الجنائية ..!

الحزب الديمقراطي التقدمي : بــــــــــــــلاغ صحفي

الأستاذ رابح الخرايفي: اعتقال

المنتدى الأجتماعي المغاربي الأول في اتجاه وحدة مغاربية للشعوب: نـــــــــــداء

حــرية و إنـصاف: حوصلة لما حدث في جنازات دفن الشهداء

أ ف ب : رفات ثمانية تونسيين شملتها صفقة التبادل مع « حزب الله » تصل الى تونس

معز الجماعي: قابس: مسيرة شعبية في حفل عرس إستقبال رفات الشهيد »فيصل الحشايشي »

أبو جمال عبد الناصر : 27 جويلية2008  :يوم عرس شهداء تونس من أجل فلسطين

عماد الدين الحمروني:هنيئا لتونس و هنيئا لفلسطين

  محمود البلطي : رسالة إلى السيد وزير التربية والتكوين

البديـل عاجل: نظام بن علي ينكل من جديد بأهالي الرديف

كونا : تونس: المؤتمر الخامس للحزب الحاكم ينعقد الاربعاء 

رويتز:احتياطيات تونس من النقد الأجنبي 8.89 مليار دولار

الصباح الأسبوعي: في الحدّ من معدّلات العود للإجرام

الصباح الأسبوعي: هل بالإمكان تسريح البعض من السجناء والمحكوم عليهم في تونس ومراقبتهم إلكترونيا؟

الصباح الأسبوعي:الأستاذ محمّد بن صميدة:«عقوبة السجن في بعض القضايا لا معنى لها والافضل إعتماد السوار الإلكتروني

السبيل أونلاين: تونس: »اغلال الكترونية »..اقتراح خطير للغاية في حال تطبيقه

الصباح الاسبوعي: فاجعة بحرية أخرى قبالة سواحل الشـابة

مراد رقية: مسؤولية المعارضة الدكاكينيةفي تردي الأوضاع التونسية *اللائكية قبل الحرية والكرامة والديمقراطية*

الراية: االشاعرة آمال موسي:حازت على جائزة أفضل إنتاج إعلامي حول المرأة العربية

الصباح الأسبوعي:الأستاذ فتحي المولدي يكشف أوراق «بالمكشوف» في حوار لـ: «الاسبوعي»

بسام خلفازمة المثقف الليبرالي العربي: قراءة في مقالة الأستاذة رجاء بن سلامة حول ميراث المرأة و رد الأستاذ أبويعرب المرزوقي

الجزيرة.نت: ارتفاع هجرة العقول العربية إلى الخارج

  العرب : الأمين العام الجديد لـ «العدالة والتنمية»: الملك يجب أن يسود ويحكم

الجزيرة.نت: أوبزرفر: ديمقراطية تركيا تحاول إثارة الخوف من الإسلاميي

 


 

(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش



« يحجر تغريب المواطن عن تراب الوطن أو منعه من العودة إليه » الفصل 11 من الدستور التونسي العودة حق واسترداده واجب

مثلما سجل تاريخ كفاحنا الوطني من أجل الإنعتاق من الاستعمار الفرنسي، إبعاد العديد من قادة النضال الوطني إلى خارج الوطن، سيدوّن التاريخ السياسي الحديث للبلاد عنوان المنفى في قاموس نضالنا الوطني، كمفردة تحيل على تشريد آلاف التونسيين. وهي مظلمة لا تختزلها مشاعر الحنين إلى الوطن، بقدر ما يختصرها الشعور بأن مأساة الاستبداد السياسي مازالت  متواصلة في بلادنا. إن حجم مأساة المساجين وثقلها الأخلاقي، جعل الجميع يلتف حولها كأولوية عبرت عن نفسها ضمن أداء ميداني مثابر، تداولت عليه مختلف الفعاليات الوطنية في الداخل والخارج، في حلقات مشرقة من النضال الوطني، واكبها بروز نسيج جمعياتي متعدد المواقع والأدوار في الداخل والخارج، نجح بتنوعه وحيويته و فاعليته، في استنصار رأي عام دولي مجمع على مساندة مطلب الإفراج عن مساجين الرأي بالبلاد.  لقد ضغطت القوى الوطنية طيلة السنوات الماضية على جرح المنفى بوعي ومسؤولية وتقدير سليم، لصالح التركيز على مأساة المساجين. وكان للمهجر دور حاسم في التعريف بمعاناة المساجين حيث تجند المنفيون في معركة الدفاع عنهم بما تيسر لهم من إمكانيات وعلاقات في خط متكامل مع جهود الداخل.  إن معركة إفراغ السجون التونسية من مساجين الرأي، ورد الاعتبار لهم بالتعويض المادي والأدبي، كانا وسيبقيان في سلم أولويات الأجندة الحقوقية والسياسية للحركة الوطنية. ونغتنم الفرصة لنجدّد التزامنا كمهجّرين بمواصلة الانخراط المباشر في تلك المعركة النبيلة.    لقد اكتسبت القوى الوطنية المناضلة تقاليدها من تجربة النضال الحقوقي والسياسي بخصوص ملف المساجين، وراكمت خبرتها في إدارة  التنوع في صفوفها، وتبادل الأدوار بين مختلف فاعليها. ونقدر اليوم أن تلك الخبرة، بإمكانها أن تحقق إنجازات جديدة في حساب مكاسبنا الوطنية بالعمل على ملف المهجرين لتحقيق عودتهم في كنف العزة والكرامة خاصة وأن التسويات القليلة لعدد من الحالات الفردية كانت في أغلبها مشروطة وانتقائية ولم تخرج إلا باستثناءات قليلة عن دائرة المقايضة.     وبناء على ما تقدم يقدّر الموقّعون على هذا البيان، أن الوقت قد حان للعمل الجماعي الجاد والمسؤول على ملف المهجرين التونسيين، المشتتين منذ قرابة العقدين أو أكثر على عشرات البلدان وفي جميع القارات. وذلك ضمن الضوابط التالية: 1-  حق العودة للجميع دون استثناء، فسياسة التجاهل والابتزاز والإذلال التي درجت  السلطة على ممارستها في تعاطيها مع ملف المساجين، ثم وفي السنتين الأخيرتين في ملف المنفيين، هي سياسة مرفوضة من حيث المبدأ والمسار.  2- عودة آمنة، تضمن الحق في التنقل و الإقامة دون تتبعات أمنية أو قضائية،   خاصة وأن أغلب القضايا التي حوكم فيها المهجّرون، قد سقطت بمفعول مبدأ التقادم. 3-  عودة كريمة، تضمن للمواطن حقه في ممارسة اختياراته العقائدية والسياسية، وحريته في مواصلة نضاله السلمي من أجل ما يراه مصلحة عامة، بكل الوسائل المشروعة التي يضمنها الدستور والقانون. 4- العودة على أرضية تلك الضوابط، وفي أفقها لن تتحقق إلا من خلال مسار نضالي متدرج، يتوسّل الأسهل والأنسب من أشكال النضال المتاحة، لتحقيق الأهداف وانجاز المطلوب. وعلى أرضية تلك الضوابط  تداعى ثلة من الفعاليات المهجرية، للالتقاء  والتشاور والبحث في سبل وأدوات العمل المنهجي والمنظم، تحقيقا لمطلب عودتهم الآمنة والكريمة. فأجمعوا على الآتي: أولا : بعث تنسيقية مؤقتة تتكفل بتحسيس الرأي العام المهجري، بضرورة الانخراط في معركة استعادة حق العودة الآمنة والكريمة، وتعمل على تجميع كل المتضرّرين من محنة المنفى، الراغبين في ذلك،  في عمل موحّد ومنهجي من أجل التعريف بقضيتهم، وتحقيق مطلبهم. ثانيا : تتكفل التنسيقية بالاتصال بالمساندين للمسعى، من أجل عقد مؤتمر تأسيسي لمنظمة وطنية لحق المهجّرين التونسيين في العودة وذلك في أقرب الآجال. ثالثا :  العمل على حشد جميع الفعاليات الوطنية ،أفرادا ومؤسسات، وراء مطلب العودة كأولوية من أولويات نضالنا الوطني في مرحلته الراهنة. والاستفادة من شبكة علاقات المجموعة الوطنية بفعاليات المجتمع المدني العالمي، لتحسيسها بمأساة المنفى، والعمل معها ضمن ما يسمح به سقف التضامن الإنساني والدولي، من أجل قضيتنا العادلة. إن محنة التهجير والمنفى قد طالت، ولا بدّ لنا من عمل موحّد ومنظّم وفاعل، دفاعا عن حقنا الدستوري المشروع في العودة إلى وطننا. عودة شريفة، في مستوى  شرف قضيتنا، ومسؤولة في حجم تضحياتنا من أجل حرية وكرامة وعزة شعبنا. المهجر في 25 جويلية 2008
قائمة الموقعين
 

الأسماء بحسب الترتيب  الأبجدي

سنة الخروج من تونس

بلد الإقامة

الاسم واللقب

 

كندا

إبراهيم السنوسي

1991

 فرنسا

أحمد العش

1991

فرنسا

احمد العمري

1990

بريطانيا

احمد قعلول

1991

فرنسا

آلاء بن سالم

 

فرنسا

الأخضر الوسلاتي

 

فرنسا

القناوي العماري

1991

فرنسا

بلال بن سالم

1990

السويد

تمام الأصبعي

1991

بريطانيا

جلال الورغي

1991

ألمانيا

الحبيب العماري

1991

كندا

الحبيب المرزوقي

1991

فرنسا

حسين الجزيري

1991

النرويج

خالد الجماعي

1991

السويد

خيرالدين خشلوف

1990

فرنسا

رضا إدريس

2003

فرنسا

رضا الرجيبي

1991

فرنسا

رياض الحجلاوي

1991

ألمانيا

رياض بوخشانة

1991

فرنسا

ساسي الحميدي

 

فرنسا

سامية بهلول

1991

فرنسا

سليم بن حميدان

1991

فرنسا

سمير الدريدي

1987

بريطانيا

سيد الفرجاني

 

فرنسا

سيف بن سالم

1991

فرنسا

الصادق عروبة

1992

فرنسا

الطاهر العبيدي

1991

فرنسا

الطاهر بوبحري

1991

فرنسا

عادل الحمزاوي

1991

فرنسا

عائشة الدوادي

 

سويسرا

عبد الرحمن الحامدي

1991

فرنسا

عبد الرؤوف الماجري

1990

كندا

عبد العزيز الجلاصي

1991

فرنسا

عبد العزيز شمام

1991

فرنسا

عبد القادر الونيسي

1991

فرنسا

عبد الوهاب الرياحي

 

كندا

عبدو المعلاوي

1991

فرنسا

عزالدين شمام

1991

فرنسا

عفيفة مخلوف

 

النرويج

علي سعيد

1990

بريطانيا

علي عرفة

1991

فرنسا

عماد الدائمي

1991

فرنسا

غفران بن سالم

1989

فرنسا

فتحي الفرخ

1992

قطر

فتحي الناعس

1991

بريطانيا

لطفي زيتون

1991

النرويج

الماطري عبود

1991

ألمانيا

محسن الجندوبي

1990

فرنسا

محسن الديبي

1991

فرنسا

محمد الطرابلسي

1991

فرنسا

محمد الكافي

1991

فرنسا

محمد بن سالم

1991

كندا

محمد زريق

1990

ألمانيا

محمد طنيش

 

سويسرا

محمد علي البدوي

1992

ألمانيا

مرسل الكسيبي

1991

فرنسا

معاذ بن سالم

1991

فرنسا

منجية بن عمر

1990

ألمانيا

المنذر عمار

 

سويسرا

المنصف العماري

1991

فرنسا

نور الدين ختروشي

 

النمسا

نورالدين بوفلغة

1991

ألمانيا

الهادي بريك

1991

فرنسا

هشام بشير

 

إعلام كلف المبادرون بباريس السيد نورالدين ختروشى بمهمة التنسيق بين المعنيين بالمبادرة وتشكيل تنسيقية موسعة وممثلة لخريطة تواجد المهجرين بالعالم مهمتها إدارة المرحلة الانتقالية وإعداد المؤتمر التأسيسي للمنظمة. وسنعلن عن قائمة أعضاء التنسيقية الموسعة في وقت لاحق. الرجاء إرسال توقيعاتكم وملاحظاتكم على العنوان التالي :   manfiyoun@gmail.com

http://www.manfiyoun.net


 

باريس في 28 جويليّة 2008

الدكتور أحمد العشّ توضيح

ورد اسمي خطأ من بين الممضين عن نص حق العودة  واسترداده واجب ، وقد طالبت بحذفه من القائمة، إذ لم أطّلع عن النّص مسبقا، وإن كنت أثمن المبادرة من الجانب الحقوقي ولكنّي لا أرى نفسي في الخطاب الذي وقع استعماله في النّص الدكتور أحمد العشّ

 


 

نداء من أهالي الرديف

 

أمام تواصل الهجمة الشرسة التي يتعرّض إليها أهالي الرديف، فإنهم يتوجهون بنداء إلى كافة الأحرار في تونس وخارجها للوقوف إلى جانبهم من أجل رفع الحصار عن مدينتهم ووقف القمع المسلط عليهم. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ28جويلية 2008)  


مسيرة الغضب بالرديف

 

قامت زوجات المعتقلين وأبنائهم وبناتهم باعتصام يوم 27 جويلية 2008 أمام مقر معتمديّة الرديف مطالبين بإطلاق سراح قادة الحركة الاحتجاجيّة وأبنائهم المُعطّلين عن العمل وقد حاولت الفرق الأمنيّة تفريقهم من خلال التعنيف الجسدي واللفظي والتهديد للنساء بالاعتقال خاصة السيدة جمعة زوجة عدنان حاجي، وسرعان ما تحوّل هذا الاعتصام إلى مسيرة سلميّة حاشـدة، وقد رفع المحتجون لافتات كتب عليها الشعارات المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين ووقف الهجمة الشرسة ضد مدينة الرديف، وضرورة توفير الشغل والعيش الكريم للمواطنين، وجابت هذه المسيرة مدينة الرديف لتعترضها القوات الأمنيّة بغازات الأعصاب والغازات المسيلة للدموع، وقد طاردت قوات التدخّل البوليسي النساء والشبّان في الشوارع الفرعيّة. وقد توافدت أعداد غفيرة من الحشود البوليسية على مدينة الرديف بعد منتصف النهار مصحوبة بخراطيم المياه وجرّافات الشوارع، وفي حدود الساعة الثانية اقتحمت قوات البوليس منزل المناضل عدنان حاجي لتعتقل السيّدة زكيّة الضيفاوي عن التكتّل من أجل العمل والحريات والتي كانت في زيارة مساندة لزوجات السجناء وكانت على موعد مع المسيرة الصباحيّة. وقد باشرت القوات الأمنيّة حملة اعتقالات واسعة في صفوف الأهالي مساء اليوم الأحد 27 جويلية 2008 ويُقدّر عدد المعتقلين بأكثر من عشرين وهو عدد مُرشّح للزيادة، ومن بين المعتقلين: سالم بوصلاحي (أستاذ)، كمال خليفي (أستاذ)، فوزي بوصلاحي (عامل منجمي)، معمّر عميدي (معلم)، عبد العزيز أحمدي (أستاذ)… (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ28جويلية 2008)  


أخبار الحوض المنجمي

 

1- تجنيد تحت التهديد لم يكتف النظام الحاكم في تونس بترسانته البوليسيّة والأمنيّة من قوات التدخّل والبوليس السياسي والُمخبرين لقمع وترويع أهالي الرديف، فقد أقدمت الأجهزة الأمنيّة صحبة المعتمد على جمع عملة المناولات وطالبتهم بتبليغ القوى الأمنيّة عن تحرّكات المناضلين والمحتجّين وأمكنتهم، كما سلّمت هذه الفرق بعض أصحاب المحلاّت والمقاهي أرقام هواتف سريّة للتبليغ والإرشاد، وقد هدّدتهم بقطع أرزاقهم واعتقالهم إن لم يُنجزوا هذه المُهمّة. 2- أم العرايس على خُطى الرديف بعد أن فرغت الأجهزة الأمنيّة من مجزرة الرديف دهما واعتقالا وقتلا، توجّهت هذه القوات نحو مدينة أم العرايس لتبدأ سلسلة من المداهمات والاعتقالات بلغت أكثر من عشرة شبّان لا يزال مصيرهم مجهولا، علما وأنّ عدد المعتقلين مُرشّح للزيادة في الأيّام القادمة. 3- اختطاف قامت فرقة خاصة باختطاف العيد بن عبد الستار بن علي وهو عامل بالسكك الحديد، دون معرفة مصيره، ويأتي هذا الاعتقال على خلفيّة مساندته للحركة الاحتجاجيّة بالرديف حول مطلب الشغل. 4- تحقيق في السجون تعرّض كل من المناضلين بشير العبيدي وعدنان حاجّي لتحقيق مطوّل من طرف لجنة أمنيّة مُختصّة داخل السجن المدني بالقصرين وهو ما يُعدّ سابقة خطيرة وتعدّ على أبسط الحقوق المدنيّة والقضائيّة، إذ لا مُبرّر لمثل هذا التحقيق والاستنطاق بعد عرضهما على حاكم تحقيق قفصة. 5- السجن والمنفى إمعانا في التنكيل بالمعتقلين والأهالي تمّ نفي المناضلين بشير العبيدي وعدنان حاجّي إلى السجن المدني بالقصرين بشكل منفصل عن بعضهما، أمّا الطيب بنعثمان فقد رُحّــل إلى السجن المدني بسيدي بوزيد وهو ما جعل أهاليهم يُعانون العذاب في زيارتهم لتفقد أحوالهم وحاجاتهم. 6- محاكمة الأحداث طالت المحاكمات الأخيرة بقفصة أحداثا لم تتجاوز أعمارهم 16 سنة بتهم لا تتناسب مع سنّهم، وكانت الأحكام مُخزية وشديدة من قبل القاضي عبد الباسط الخالدي، وقد أبدى المحامون استغرابهم من هذه الأحكام الصادرة عن دوائر غير قضائيّة. 7- زيارة قام المناضل الكبير علي بن سالم عن الجمعيّة التونسيّة لمناهضة التعذيب بزيارة لمدينة الرديف يوم الخميس 24 جويلية 2008 ليطّلع على أحوال الأهالي ومعاناتهم من الحصار والقمع، وقد تفقد عائلات المصابين بالرصاص، وزار عائلات المُعتقلين الذين حمّلوه رسائل تُصوّر حجم المعاناة التي يعيشونها. 8- زيارة ممنوعة زارت المحامية الحقوقيّة راضية النصراوي السجن المدني بقفصة يوم 24 جويلية 2008 لتطّلع على أحوال معتقلي الحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي صحبة المحامي الفاضل علي كلثوم، ثم توجّها نحو مدينة الرديف في زيارة لأهالي المعتقلين، لكنّ قوات البوليس والإرشاد السياسي وعلى رأسهم الجلاّد محمد اليوسفي كانوا قد أغلقوا عليهم الطريق عند مدخل أم العرايس ليمنعوهم من المرور، وقد تواصل هذا المنع لأكثر من 6 ساعات وهو ما جعل المحاميين يعودان إلى مدينة قفصة تحت رقابة أمنيّة مُشدّدة. 9- عمدة زرّوق/قفصة على المكشوف يبدو أنّ عمدة زروق من مدينة قفصة ترك مهامه المدنيّة لينجز مهامّا أمنيّّة، فقد هجر مكتبه وأوراقه وأصبح يطوف ليلا نهارا بمنازل الناشطين السياسيين والحقوقيين الذين يُساندون مطالب الحوض المنجمي لينقل أخبارهم إلى مصالح الإرشاد السياسي، وهو ما جعل أهالي زرّوق يتشكّون من غياب خدماته الأصليّة. 10- أين ذهبت شركات المناولات كان من مكاسب الحركة الاحتجاجية في الرديف تمكين أصحاب الشهائد العليا المُعطّلين من شركات مناولة، وكان من بين الحاصلين على هذا المكسب الحفناوي بنعثمان ورضوان بوزيّان، الذين تمّ اعتقالهما لكي تُمنح شركتيهما إلى المُتنفذين ماليّا وحزبيّا، وبذلك تكون السلطة قد منحت بعض المكاسب الجزئيّة لفائدة المُحتجّين من أجل كسب الوقت لتقمع انتفاضة الفقراء وتتراجع عن كل ما أتّفق عليه مع لجنة المفاوضات، بل إنّ لجنة المفاوضات تقبع في السجون. 11- قوات بوليس أم عصابات سرقة ونهب يبدو أنّ مسلسل النهب والسرقة أصبح سلوكا مُمنهجا لدى وزارة الداخليّة، فبعد عمليات السطو والسرقة للمحلاّت والممتلكات والتي عرضت قناة الحوار التونسي وقناة الجزيرة صورة من هذه العمليات امتدّت أياديهم للممتلكات الشخصيّة للمعتقلين في منطقة الشرطة بقفصة، ولم توضع ممتلكاتهم كودائع بل نفت منطقة الشرطة سرقتها لحاسوب محمول كان بحوزة المُعتقل الحفناوي بنعثمان ولا أموال المعتقلين أو هواتفهم الخلويّة، وقد عبّر المحامون عن سُخطهم من هذا السلوك الهمجي والمشين. 12- تهديد حملة الترهيب التي تتعرّض لها مدينة الرديف طالت الأطفال والنساء، فقد اتصلت الفرق الأمنيّة المُختصّة بزوجات المُعتقلين وهدّدتهم بالاعتقال والعنف إن هُــنّ تحرّكن من منازلهنّ، وقد طالبوهنّ بالصمت وعدم الاتصال أو الرد على وسائــل الإعلام مهما كان نوعها. 13- أنت مطلوب؟ ليس هناك من حديث في مدينة الرديف هذه الأيّام سوى « قائمة المطلوبين » وأصبح الحديث اليومي للناس « هل اسمي موجــود؟… نزلت قائمة جديدة بها 99 مطلوبا… في القائمة نساء… »، وهي حالة من الرعب اليومي جعل المدينة تعيش حالة اختناق تُنذر بانفجار شديد… (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ28جويلية 2008)  


انتفاضة الحوض المنجمي/لا بدّ للقيد أن ينكسر

 

ليس خافيا على أحد أن أحداث الحوض المنجمي التي انطلقت يوم 05 جانفي الفائت كان سببها المباشر الإعلان عن نتائج مناظرة الانتداب الخاصة بشركة فسفاط قفصة والتي كانت مخيبة للآمال بل عاكسة للدرجة والشكل الذي آلت إليه المناظرات بصفة عامة والمرتبطة بشركة الفسفاط على وجه الخصوص والتي اتسمت بالمحسوبية والرشوة ما دامت هناك طغم تتحكم في آليات الانتداب تفرض منطق الاحتكار واللامبالاة تجاه المواطنين والمشاركين في هذه المناظرات. لقد عكست نتائج هذه المناظرة ضيق الأفق وتغليب منطق الاستحواذ الذي دأب عليه نقابيو المنجم فلا غرابة أن يتصدر أبناء نقابيي المناجم قائمة الناجحين في حين يستثنى منها أبناء الشعب من خاويي الجيوب ولا غرابة كذلك في أن تتحول حصة الوضعيات الاجتماعية إلى امتياز لنقابات المناجم فيفرضون أبناءهم معوضين الحالات الاجتماعية بأبناء النقابيين ما دامت الاتفاقيات تبرم بين هذه النقابات وإدارة شركة الفسفاط مقابل تنازلات ليست خافية على أحد. أما السبب العميق هو حالة الغبن والفقر والإهمال والبطالة المتراكمة التي صارت تعيشها مناطق الحوض المنجمي منذ زمن رغم ما تزخر به من خيرات وما تساهم به من إنتاج في الدورة الإقتصادية العامة للبلاد. تظافر العاملان أو السببان فكانت النتيجة حتمية فانفجرت الأوضاع في منطقة الحوض المنجمي وإن بدرجات متفاوتة كان أعمقها وأكثرها تجذرا بمدينة الرديف وذلك لسببين على الأقل: أولا لوجود قيادة نقابية تضم كذلك بعض الوجوه الديمقراطية المناضلة بهذه المنطقة حاولت تأطير التحركات منذ انطلاقها، وثانيا لأن منطقة الرديف تعودت نقاباتها المناضلة على مناصرة ومساندة كل التحركات حتى وإن كانت فردية. فلا غرابة أن تتميز الحركة في الرديف بالعمق والتأثير اللازمين دون أن يفوتنا التنويه بالتحركات التي تمت في كل مدن الحوض المنجمي. لقد أكد مؤطرو تحركات الرديف منذ انطلاقها على ثوابت هذه الاحتجاجات من حيث أنها حركة اجتماعية مطلبية وسلمية. أكدوا على ذلك أكثر من مرة سواء في تدخلات رموز الحركة أثناء الاجتماعات الجماهيرية التي كانت تعقد بدار الإتحاد المحلي للشغل بالرديف أو من خلال وسائل الإعلام المرئية والمقروءة التي أجرت اتصالات مع بعض قياديي الحركة. وإذ نؤكد على هذه الأبعاد فإننا نرى لزاما التعريج عليها وشرحها وإن باقتضاب: – البعد الاجتماعي: يظهر البعد الإجتماعي للحركة الاحتجاجية بالرديف من خلال تركيبة المحتجين حيث أنها لم تقتصر على المعطلين عن العمل وإنما في صيرورة الحركة صارت مكوناتها تضم كذلك معلمين وأساتذة وعمال مناجم وعاملين بقطاعات أخرى ولم يقتصر التحرك على فئة دون أخرى بل ضمت كذلك فئات عمرية مختلفة ولأول مرة كان للمرأة دور متميز في هذا الحراك الإجتماعي وما الاعتصامات المنجزة يومي 08 و09 أفريل أمام مقر معتمدية الرديف إلا دليل على ذلك. حتى أبناء المدارس الإبتدائية والإعدادية والثانوية كان لهم فضل وتأثير بارز في الحركة. ومردّ ذلك بسيط حيث أن الأسباب التي أدّت إلى تفجّر الوضع وكذلك الأهداف المرسومة للتحرك كانت تمسّ الجميع بلا استثناء ولو أننا تأملنا قائمة الموقوفين والمختبئين للاحظنا أنهم من قطاعات وفئات مختلفة تعكس الطابع الجماعي والجماهيري لهذه الحركة. – البعد المطلبي: منذ انطلاق الأحداث تكشفت الحركة الاحتجاجية بالرديف على طابعها المطلبي الإجتماعي الصرف حيث أن المحتجين كانوا يطالبون بحقهم في الشغل الكريم وفي نصيب معقول من التنمية ليس إلاّ، بدليل أنه بعد أسبوع فقط من الاعتصام وإضراب الجوع الذي شنه العاطلون منذ يوم 05 جانفي وبعد الوصول إلى اتفاق وإن كان شفويا مع معتمد الرديف بعد تدخل فرع الرابطة التونسية لحقوق الإنسان بقفصة لدى والي قفصة أخلى المعتصمون دار الإتحاد المحلي حيث وقع الاتفاق على تمكين المحتجين من 17 موطن شغل بشركة فسفاط قفصة وتمكين مجموعة أخرى من شغل في قطاعات أخرى يتم البحث فيها لاحقا. ورغم أن هذه الإحداثات لا تفي بالحاجة ولا تغطي عدد المعتصمين والمضربين عن الطعام إلا أنهم بروح المسؤولية آثروا العودة إلى بيوتهم وتعليق تحركهم في انتظار أمل قد يكون قابلا للتحقيق، ليلتها لم يرق لبعض الأطراف الوصول للاتفاق، لم يكن حزب الدولة طرفا في تحقيقه، فانطلقت مواجهات ليلية مع قوات البوليس بتحريض وتنظيم من هذه الأطراف، بل إنها بدأت من الغد في نصب أول خيمة على السكة الحديدية ووفرت لأصحابها الدعم المالي والمعنوي، ولكن السحر انقلب على الساحر فعمد أغلب العاطلين الذين لم يحتجوا بدار الاتحاد المحلي للشغل بالرديف إلى نصب خيام على امتداد السكة الحديدية معطلين بذلك دورة الإنتاج على أمل الحصول على شغل أو حلّ بعض المشاكل الشخصية إلى درجة أن أحدا لم يعد قادرا على السيطرة عليها. فصارت الأطراف التي أشعلت الشرارة هي نفسها بإيعاز من السلطة تدفع في اتجاه رفع الخيام دون جدوى إلى أن تم بمدينة الرديف رفعها بالقوة. نؤكد الطابع المطلبي الاجتماعي المتمحور حول حق الشغل والتنمية الحقيقية للجهة، لأنه كان هو الشعار الرئيسي لحركة الرديف، والذي كشفت عنه الشعارات المرفوعة في التظاهرات وعبّر عنه المتدخلون في الاجتماعات التي تقام بدار الاتحاد المحلي ولم يزد سقف المطالب عن هذا الحد سوى عن محاسبة الأطراف التي ألحقت الأذى بالمنطقة وكانت وراء الحيف والظلم الذي عاشته وتعيشه. أضف إلى ذلك أنه في كل مرة تتم فيها جلسة تفاوض بين لجنة التفاوض باسم المحتجين وأحد أطراف السلطة وظهرت خلالها بعض الإمكانيات والحلول إلا وسارت الأمور نحو الهدوء. غير أن الأطراف التي تجذب إلى الوراء ويسوؤها أي انفراج في الأزمة على المستويين المحلي الجهوي خاصة هي ذاتها التي تحاول تشويه الإحتجاجات فتلبسها طورا طابع الإرهاب وتصبغها طورا آخر بطابع السياسوية والتوظيف للمصالح الخاصة حتى تسدّ أي أفق أمامها.. – البعد السلمي: المؤشرات التي ظهرت وكشفت عنها الحركة الاحتجاجية بالرديف كانت دائما تجنح كي تكون سلمية بدليل أن قادة الحركة كانوا في كل مرة يظهرون من المرونة ما يجعل الحركة تبدو كذلك، فقد عمدوا أولا بعد الاتفاق الأول والذي أشرنا إليه سابقا (إتفاق17 + إحداثات أخرى) إلى التحدث مع المحتجين حتى أن بعضهم دفعوا في اتجاه تثمين هذا الاتفاق فأفرز تعليق الاحتجاج، ثانيا عمد قادة الحركة إلى تعليق الإضراب العام المزمع تنفيذه على خلفية تجميد عضوية المناضل النقابي عدنان الحاجي من طرف الكاتب العم للاتحاد الجهوي للشغل بقفصة. ثالثا، الدخول في هدنة وتهدئة الأوضاع ورفع مظاهر الاحتفال بطلب من السلطة المحلية حتى تدرس الأوضاع وتبحث في إمكانيات إيجاد حلول، فدامت هذه التهدئة 15 يوما وقام منظمو الحركة الاحتجاجية بتمديدها رغبة منهم في أن يجري تلامذة المدارس الإعدادية والثانوية امتحانات الأسبوع المغلق التي سبقت عطلة الربيع. رابعا، عمد مؤطرو الحركة على الأقل في مناسبتين إلى محاولة إخلاء المدينة من سكانها لما استفحلت انتهاكات البوليس وتعاظمت اعتداءاته على كل أهالي الرديف دون استثناء إلى درجة أن بعض مواطني الرديف تجمعوا في خضم الحركة خارج المدينة وبالتحديد قرب المعهد الثانوي 02 مارس وأفرغوها من سكانها تجنبا لأي احتكاك مع البوليس ونأيا بالحركة عن بعض المنزلقات التي قد تكون نتائجها وخيمة. ثم إننا لم نسجل بعد حادثة قتل الشهيد حفناوي بن رضا أي تصعيد وغابت تقريبا مظاهر الاحتجاج تحت وطأة الحضور الأمني الكثيف إلى حين انطلاق حملة المداهمات والاعتقالات التي طالت تقريبا جزء هاما من مواطني الرديف ولا سيّما قادة الحركة. ثم إن حركة تمتد طيلة أكثر من 05 أشهر راوحت أثناءها بين مختلف أشكال النضال من إضرابات ومظاهرات اعتصامات واجتماعات عامة ومزجت أحيانا بين شكلين أو ثلاثة في يوم واحد دون أن يسجل ضدها أي تجاوز من قبل أي طرف فلم يتم أثناءها سوى التعريف بمطالب الحركة وأهدافها دون أن تتجاوز ذلك محافظة على ممتلكات الناس الخاصة والعامة لا يمكن إلا أن نقول وأن نجزم بأنها سلمية بامتياز. المنعرج: المنعرج التراجيدي الذي شهدته الحركة الاحتجاجية بالرديف بدأ يوم اتخذ النظام قرار استئصال الحركة بالقوة حيث حشدت السلطة أكثر من 5000 عون بوليس بمختلف أصنافهم وغرقهم داخل المدينة وعلى مشارفها مدججين بأعتى أنواع الأسلحة والغازات الخانقة وتمّت فبركة حادثة الاعتداء على مركز الشرطة بالرديف لإطلاق العنان أمام حملة الاعتقالات التي طالت رموز الحركة وبعض المشاركين فيها، وإننا إذ نؤكد على الطابع التلفيقي الكيدي لهذه الحادثة فإننا نطرح تساؤلين وندعو مهندسي هذه التعلة إلى الإجابة عنها وهما كالآتي: –  كيف تسحب قوات الأمن من أمام مركز شرطة الرديف ويمكث فيه فقط أقل من 08 أعوان في حين هيّئوا للمدينة الصامدة جحافل تضاهي ما أعد لغزة عند حصارها؟؟ –  ثم كيف لم يتعرف أعوان الأمن على أي شخص ممن شاركوا في الهجوم المزعوم على المركز؟؟ اعتقل عدد كبير من محتجي الرديف وقع التنكيل بهم شر تنكيل في دولة حقوق الإنسان والحريات حتى أن بعضهم استدعت حالاتهم الصحية الخطيرة إلى عيادة الأطباء حال الإفراج عنهم بعد 04 أيام ونذكر منهم لسبيل الذكر:عدنان حاجي وبشير العبيدي والطيب بنعثمان وبوجمعة الشرايطي وعادل جيار… رغم ذلك عادت الحركة إلى سالف نشاطها وإن اقتصرت في أغلب الأحيان على التفاوض رغم ما كنا نسجله أحيانا ليليا من مظاهرات وصدامات مع قوات البوليس بسبب التجاوزات التي كان هذا الأخير يمارسها.التصعيد الثاني الذي عمدت إليه السلطة كان متمظهرا في حادثة اغتيال لشهيد الحركة الأول المعتصم مع مجموعة من رفاقه في محطة للتيار الكهربائي بمنطقة تبديت حيث عمد معتمد الرديف ومن معه إلى إرجاع التيار الكهربائي إلى المحطة والشباب يمسكون ببعض الأسلاك أو هم قريبون منها. عشيّتها فوجئ أهالي الرديف بالتحول الفجئي في سلوك أعوان البوليس الذين على شاكلة الأمريكان طبقوا إستراتيجية – الضربة الإستباقية – فما كان منهم عشية استشهاد الشاب هشام بنجدو إلا أن بدؤوا فجأة في توجيه بنادقهم المحملة غازات خانقة إلى جموع الجالسين بمقهى الاتحاد المحلي للشغل بالرديف. كان هدفهم واضحا هو السيطرة على المدينة ومحاصرتها والحد من كل ردّة فعل على موت الشاب هشام بنجدو فأطلق العنان للبوليس كي يروّع الأهالي وذكر في هذه الأثناء حادثة وقعت بأحد أحياء المدينة حيث دخلت مجموعة من – رجال البوب – إلى مأتم كان أهل المتوفي يعدون عشاء الميت ونكلوا بهم ثم قاموا بتكسير سيارة كانت رابضة بالقرب من بيت المتوفى وقد تنقل المتضررون إلى مركز الحرس وسجلوا قضية في الحادثة. تواصل إطلاق العنان لقوات البوليس كي تفعل فعلتها بأهالي المدينة فانتقموا من أهلها واعتدوا بالعنف على العديد من شبابها وصارت الرديف مسرحا لانتهاك حرمة المنازل والأشخاص. ولما كانت ردود فعل المواطنين على هذه الانتهاكات تتم من قبل مجموعات من الشباب دفاعا عن ذواتهم وحماية لمدينتهم ليلا تقرر أخيرا في سابقة لم تحدث منذ انتفاضة جانفي 1984 استعمال الرصاص المطاطي والحي في يوم يذكرنا بما يحدث كل ما أرادت القوات الإسرائيلية اجتياح إحدى المدن أو القرى الفلسطينية نتج عن ذلك كما هو معلوم استشهاد الشاب حفناوي بن رضا مغزاوي وإصابة أكثر من عشرين شابا يرقد الآن أحدهم في غرفة العناية المركزة بإحدى مستشفيات مدينة صفاقس في حالة تنبئ باستشهاده في كل لحظة. فاستعانت السلطة بالجيش الذي حال دون أهالي الرديف والأمن وتمركز في أهم نقاط المدينة وانطلقت حملة الاعتقالات لتطال أغلب من شاركوا في الحركة الاحتجاجية وتطال رموزها أيضا الذين يقبعون الآن في سجون السلطة بعد أن تعرضوا إلى تعذيب وحشي خلف عند أغلبهم آثارا سجلها المحامون وبعض أعضاء الرابطة التونسية لحقوق الإنسان (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ28جويلية 2008)


موريتانيا: السيد عبد الكريم بوراوي يتعرض للاعتقال السري

 والتعذيب وخطر التسليم إلى السلطات التونسية  

الخميس, 24 يوليو 2008 توجهت الكرامة في 22 تموز / يوليو 2008  بشكوى للمقرر الخاص الأممي المعني بالتعذيب، تخص المواطن التونسي السيد عبد الكريم بوراوي الذي ألقي عليه القبض في 03 أيار / مايو 2008 في نواكشوط، وظل معتقلا في السر طيلة 25 يوما، تعرض خلالها لتعذيب جسيم، ثم نُقِل إلى ثكنة عسكرية تابعة لهيئة الأركان العامة للجيش حيث لا يزال معتقلا إلى الآن. والسيد عبد الكريم بن فرج بوراوي من مواليد عام 1980 في تونس، يمتلك محلا تجاريا لبيع قطع غيار السيارات في نواكشوط أين يقيم بصورة شرعية ومنتظمة منذ عام 2005. وقد ألقي القبض على السيد بوراوي مرة أولى في نواكشوط من قبل مصالح أمن الدولة في 18 كانون الثاني / يناير 2008 واحتجزته هذه المصالح لمدة شهر، في حين أن المدة القانونية للحبس التحفظي محددة بخمسة عشر يوما، وهي مدة مبالغ فيها أصلا. ولدى عرضه على المدعي العام لمحكمة نواكشوط في 18 شباط 2008، أطلق هذا الأخير سراحه من دون متابعة قضائية. وفي 03 أيار / مايو 2008، ألقى عناصر من مصالح أمن الدولة من جديد القبض على السيد بوراوي مع العديد من الأشخاص الآخرين، حوالي مائة شخص، في عملية تدخل في إطار مكافحة الإرهاب وفقا للرواية الرسمية، وجاء ذلك في أعقاب الهجوم الإرهابي ضد سفارة إسرائيل في 02 فبراير 2008 . ثم اعتقل مجددا في السر لمدة 25 يوما في زنزانة صغيرة، طولها مترين وعرضها متر واحد، تفتقد إلى أبسط الشروط الصحية، بدون تهوية وبها حرارة خانقه. وخلال هذا الاعتقال، تعرض السيد بوراوي لتعذيب شديد، وخاصة أثناء استجوابه. إذ تم تجريده من ثيابه بصورة كلية، وُحرِم من قضاء الحاجة ومن النوم خلال أيام عدة ومتتالية، كما قيدت يداه خلف ظهره بواسطة أصفاد وعلق في وضعية « الجاغوار »، وهي إحدى طرق التعذيب المستخدمة من قبل أجهزة الأمن الموريتانية.  وكانت علامات التعذيب لا تزال بادية على جسم السيد بوراوي عند تقديمه يوم 28 أيار/ مايو 2008 أمام قاضي التحقيق للدائرة الثالثة للمحكمة الابتدائية لنواكشوط، إلى جانب آخرين تم ألقاء القبض عليهم في الإطار نفسه. وقد وجهت إليه تهمة المشاركة في قضية الهجوم على سفارة إسرائيل التي وقعت في 02 شباط / فبراير 2008، في حين أنه كان قيد الاعتقال في مقر مصالح أمن الدولة منذ أكثر من 15 يوما وقت وقوع الحادث. وأمام هشاشة التهمة، قرر قاضي التحقيق السيد ولد يماه، وضعه تحت المراقبة القضائية، مع الإفراج على غالبية الأشخاص الآخرين. وبالغم من قرار قاضي التحقيق فإنه لم يتم الإفراج عن السيد بوراوي بناء على معارضة المدعي العام، ونُقِل بدل ذلك إلى ثكنة عسكرية تابعة لهيئة الأركان العامة للجيش، أين لا يزال رهن الاعتقال إلى الآن. وتخشى الكرامة أن يتعرض السيد بوراوي من جديد للتعذيب و / أو لسوء المعاملة خاصة وأنه مسجون حاليا في مكان غير مهيئ للغرض. ولهذا السبب تطلب المنظمة من فريق العمل التدخل العاجل لوضع السيد بوراوي تحت حماية القانون، علما أن موريتانيا هي طرف في اتفاقيه مناهضة التعذيب منذ 17 تشرين الثاني / نوفمبر 2004. وكانت الكرامة قد راسلت في 12 حزيران / يونيو 2006 فريق العمل المعني بالاعتقال التعسفي تحثه على اتخاذ إجراء عاجل بشأن 18 شخصا تم القبض عليهم في إطار موجة من الاعتقالات، بين نيسان / ابريل وحزيران / يونيو 2005، طالت شخصيات من المعارضة، من رؤساء الجمعيات وأساتذة ومحامين وصحفيين من مختلف التيارات السياسية فضلا عن مواطنين عاديين معروف عنهم أنهم أعربوا عن آراء تنتقد سياسة الحكومة، وكانوا جميعا قد اعتقلوا سرا لمدة تتراوح بين 20 إلى 44 يوما وتعرضوا لتعذيب جسيم ومعاملة لا إنسانية ومهينه إلى حد بعيد. وقد أفرج في حزيران / يونيو 2007 عن الأشخاص الذين القي القبض عليهم (انظر البيان في هذا الشأن). واعتبر فريق العامل الأممي أن ذلك الاعتقال كان تعسفيا. (انظر البيان) وعلى غرار دول عربية أخرى، ترتكب موريتانيا انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في إطار مكافحة الإرهاب، بيد أن انتخابات تشرين الثاني / نوفمبر 2006 كانت قد بعثت في نفوس السكان الأمل بأن تنتهج الحكومة الجديدة سبيلا يضفي الطابع الديمقراطي على الحياة العامة ويحترم حقوق الإنسان.
(المصدر: موقع مؤسسة الكرامة لحقوق الإنسان بتاريخ 24 جويلية 2008)


   “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 28   جويلية 2008

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسييننشطاء بنزرت يمثلون غدا أمام قاضي الناحية .. بتهمتي التجمهر ..و الإعتداء على الأخلاق الحميدة .. ! و إيقاف الناشط الحقوقي محمد الهادي بن سعيد بتهمة .. عدم الإمتثال لإشارة عون الأمن بالتوقف.. !

 
في اليوم الرابع من حرب مفتوحة على النشطاء الحقوقيين (  بدأت باختطاف عضوي  الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  : فوزي الصدقاوي و عثمان الجميلي و خالد بوجمعة  عضو الجمعية و عضو هيأة جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي و السجين السياسي السابق علي النفاتي ) ،  عمدت اليوم الإثنين 28 جويلية 2008 قوات ضخمة من أعوان البوليس السياسي إلى وضع حواجز على مداخل العاصمة و محاولة منع نشطاء بنزرت من الوصول إليها  باستعمال العنف اللفظي  و التهديد باستعمال العنف الجسدي و قد تم إجبار السيد علي بن سالم رئيس فرع بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان على العودة إلى بنزرت صحبة أصهاره كما تم التعرض لمراسل قناة الجزيرة الصحفي لطفي حجي  الذي كان مرفوقا بابنه ( الذي تحول إلى العاصمة لاجتياز مناظرة ) و   بالناشط  الحقوقي محمد الهادي بن سعيد  ، و قد تم اختطاف هذا الأخير في مستوى الشرقية و إيداع سيارته بمستودع الحجز البلدي و سط تكتم بوليسي مطبق علو مكان وجوده و الإكتفاء بإفادة مرافقيه أن سبب إيقافه يعود …لعدم امتثاله لإشارة عون الأمن بالتوقف.. ! كما تمكنت اليوم عائلات النشطاء الموقوفين ببنزرت من زيارتهم بالسجن المدني بها حيث أفاد جميعهم أنهم تعرضوا للإختطاف لما كانوا جالسين بمقهى عين بيطار بمدينة منزل جميل و تم تحويل وجهتهم إلى مقر إدارة أمن الدولة بوزارة الداخلية أين تم التحقيق معهم بخصوص المسيرة التي شهدتها بنزرت صبيحة يوم 25 جويلية 2008 بمناسبة إحياء ذكرى إعلان الجمهورية و بالخصوص حول الداعين لها و منظميها و خلفيتها و الشعارات المرفوعة بها و من تولى إعداد اللافتات المرفوعة . و قد تمسك الصدقاوي و الجميلي و بوجمعة و النفاتي بحقهم الدستوري في التعبير السلمي عن آرائهم  و برفضهم لأسلوب الإختطاف الذي تعرضوا له ، و إزاء رفضهم الإمضاء على محاضر لم يطلعوا على مضمونها تم إجبارهم بالعنف الجسدي ( أحاط بكل واحد منهم أربعة من أعوان أمن الدولة  ضخام الجثة ) ..على وضع بصمة أسفل المحضر .. ! و قد علمت الجمعية من المحامين المتطوعين للدفاع عنهم أن وكيل الجمهورية بالمحكمة الإبتدائية بتونس قد أحالهم على  قاضي ناحية بنزرت ( القضية عدد 81453 ) لمحاكمتهم غدا الثلاثاء 29 جويلية 2008 بتهمتي : التجمهر بالطريق العام …و الإعتداء على الأخلاق الحميدة .. ! و قد سبق للجمعية أن نبهت مرارا لخطورة اللجوء إلى تلفيق القضايا ضد النشطاء ، بغاية تشويهم و السعي ، عبثا لنزع الطابع السياسي عن محاكماتهم ( الأستاذ محمد عبو ، الصحفي سليم بوخذير ، الناشط الحقوقي و السجين السياسي السابق لسعد الجوهري .. ) حيث أن إحالة نشطاء بتهمة الإعتداء على الأخلاق الحميدة و الحال أن من تولى التحقيق معهم هم ..أعوان إدارة أمن الدولة  ليس مثيرا للضحك بل هو اعتداء على سلطة القضاء و مس خطير من مصداقيته .. و الجمعية إذ تعلن مساندتها المطلقة للمختطفين المعتقلين ظلما و بهتانا : فوزي الصدقاوي و عثمان الجميلي و خالد بوجمعة و علي النفاتي و تدعو جميع المحامين الشرفاء للتطوع للدفاع عنهم ، و كل المنظمات و الجمعيات المستقلة داخل الوطن و خارجه للتجند لمساندتهم و فضح الإنتهاكات التي تعرضوا لها بداية من اختطافهم مرورا بتلفيق تهم تشويهية بحقهم وصولا إلى مسرحية محاكمتهم  فإنها تلفت الإنتباه إلى الحملة المسعورة التي بدأت تتضح معالمها ضد النشطاء الحقوقيين من خلال الإختطافات و التهديدات و تلفيق التهم الكيدية  مما يخشى معه أن يكون بعض ناصحي السوء من المتزلفين و المنافقين قد زينوا لبعض أصحاب القرار الأمني أن أفضل السبل لتهيئة الأجواء لللإستحقاقات السياسية القادمة  هو حملة تطهير أمني بحق المشاغبين و المناوئين من النشطاء الحقوقيين و السياسيين ، إن صح التوجس .. فبئس الناصح و بئست النصيحة . عن الجمعيـة الهيئـــــــــــة المديــــــــــرة


“ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “   “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية  لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 28   جويلية 2008  كشف الحساب..لقضاء .. »يكافح الإرهاب « : قضاء استعجالي ..في المادة الجنائية ..!  

 
نظرت  الدائرة الجنائية الصيفية  بالمحكمة الإبتدائية بتونس التي ترأسها اليوم 21 جويلية 2008  القاضي محرز الهمامي  في  :  * القضية عدد 15536 التي يحال فيها كل من : رياض جوادي ( مولود بسيدي علي بن عون في 27/06/1985 ) ، إيهاب جبنوني ( مولود بالقيروان  في 18/02/1985 ) ،  موسى العامري ( مولود بالقيروان  في 27/09/1985 ) ، بشير مرعي( مولود بالقيروان  في 14/08/1978 ) ، منجي العامري ( مولود بالقيروان في 25/11/1969 ) ، حلمي الرطيبي ( مولود بالقصرين في 25/08/1985 ) ، سالم  عوني ( مولود بسيدي بوزيد في 14/04/1981 )    بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي خارج تراب الجمهورية و المشاركة في الدعوة إلى الإنضمام لتنظيم له علاقة بجرائم إرهابية و استعمال اسم وكلمة و رمز قصد التعريف بتنظيم إرهابي و بنشاطه و أعضائه ، و قد ترافع دفاعا عنهم الأساتذة : فتحي الطريفي و سمير بن عمر و عبد الرؤوف العيادي و كمال بن مسعود و عبد الفتاح مورو  و  وداد مراد ، و قد شهدت الجلسة مشادة حادة بين القاضي محرز الهمامي و الأستاذ سمير بن عمر ،  و بعد الإستماع لمرافعات الدقاع  قرر القاضي حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم إثر الجلسة . و ينتظر صدور الأحكام في ساعة متأخرة من مساء اليوم .   * و القضية عدد 15854 التي يحال فيها كل من فاضل غديري و ناجح العطوي و سعيد كليلة و معز بورارة و نور الدين بن ناجي و فتحي اليعقوبي    بتهم الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية و المشاركة في الدعوة إلى الإنضمام لتنظيم له علاقة بجرائم إرهابية و قد ترافع دفاعا عنهم الأساتذة  عبد الرؤوف العيادي و عبد الفتاح مورو و سمير بن عمر ، و قد قرر القاضي تأخير النظر في القضية لجلسة يوم 04 أوت 2008 استجابة لطلب المحامين . * و القضية عدد 15946 التي يحال فيها كل من  رفيق الزعيم و محمد بن خليفة و بلال الصفاقسي و وسام شربيب و عبد الرزاق العرافة و حمزة الصفاقسي و و هشام القلعي و عبد الرزاق الصفاقسي و لطفي فرج و لطفي الملاخ و حمادي الدهماني و محمد أمين شقرون و أحمد المقديش و محجوب بن طاهر و وليد محجوب و قيس الغربي و أحمد الملاخ و أحمد الغربي و أحمد التونسي و أحمد العلج و حسن خمومة و زياد المعزاوي و صالح جعفر و عمر الطبربي  و فتحي بالرايس و محمد أيمن الملاخ و مكي مزاح  و نصير مملوك و ياسين سالم و  يوسف الرفرافي  بتهم  الإنضمام داخل تراب الجمهورية إلى تنظيم إرهابي اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و تلقي تدريبات عسكرية بالبلاد التونسية و خارجها بقصد ارتكاب جرائم إرهابية داخل تراب الجمهورية و استعمال تراب الجمهورية لانتداب و تدريب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية و توفير أسلحة و متفجرات و ذخيرة و غيرها من المواد و المعدات و التجهيزات المماثلة لفائدة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية ووضع خبرات على ذمة تنظيم إرهابي ، و قد حضر للدفاع عنهم الأساتذة  سمير بن عمر و منصور الجربي و رمزي بن دية و الهادي العباسي  و تماضر اليحياوي  و سمير ديلو   ، و قد افتتح القاضي النظر في القضية بالتذكير بأن هذه الجلسة مخصصة للترافع بعد أن تم تأخيرها تأخيرا نهائيا بجلسة يوم 21 جويلية 2008 و بعد الإنتهاء من استنطاق المتهمين محمد أمين شقرون و محجوب بن طاهر و ياسين سالم طلب القاضي من المحامين الشروع في الترافع إلا أن إصرار المتهم محمد أمين شقرون على طلب التأخير لتمكينه من تكليف محام  جعل القاضي يقرر ، بعد المفاوضة الحينية ، تأخير النظر في القضية لجلسة يوم الجمعة 01 أوت 2008  و تخصيصها للمرافعة . عن لجنة متابعة المحاكمات        الكاتب العام للجمعية  الأستاذ سمير ديلو


الحزب الديمقراطي التقدمي : بــــــــــــــلاغ صحفي

   

يمثل غدا 29 جويلية 2008 المناضل خالد بوجمعة عضو هيئة جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي ببنزت  و كذلك المناضلون الحقوقيون فوزي الصدقاوي و عثمان الجميلي و علي النفاتي أمام المحكمة  الجناحية ببنزت لمحاكمتهم على خلفية التجمع الذين شاركوا فيه بمعية عدد من الديمقراطيين بالجهة يوم 25 جويلية الجاري إحياء لذكرى إعلان الجمهورية          و للمطالبة باحترام أركان النظام الجمهوري. و الحزب الديمقراطي التقدمي إذ يندد بحملة الاعتقالات التي شملت عديد المناضلين بجهة بنزرت و التي شملت هذا اليوم الأخ محمد بن سعيد عضو هيئة فرع الرابطة التونسية لحقوق الإنسان وحيث  طالت التضييقات الأخ علي بن سالم الذي منع من دخول العاصمة، فإنه يجدد تضامنه المطلق مع الأخ خالد بوجمعة و رفاقه  و يطالب السلط بالإفراج عنهم فورا و بالكف عن إقحام القضاء في الصراع السياسي و باحترام الحقوق و ضمان ممارسة الحريات الأساسية المكفولة دستوريا و خاصة منها حرية التعبير و التجمع.    مية الجريبي الأمينة العامة تونس في 28 جويلية 2008

 

الأستاذ رابح الخرايفي: اعتقال

اعتقل الطالب بألمانيا ايوب بن محمد صالح هميسي  القاطن بسيدي عبيد بوسالم من ولاية جندوبة بتاريخ 21/07/2008 بمدينة سوسة بتهمة الإنتماء الى التيار السلفي الجهادي وهو من ذلك التاريخ موجود بأروقة وزارة الداخلية مقطوع الأتصال بالخارج مع اي طرف حقوقي ،وتخشى اسرته على حياته ،خاصة وان والده اكد ان تعرض الى التعذيب حسب رواية زوجته التي اعتقلوها معه ثم اطلق سراحها ان والده يؤكد انه بريء مما ينسب اليه ويخشى من هذا الإعتقال ان لا يلتحق بدراسته بألمانيا الأمر الذي يفوت عليه فرصة اكمال دراسته ما يخشى على حريته وسلامة جسده انه يطالب بإطلاق سراحه فورا

الأستاذ رابح الخرايفي المحامي جندوبة


المنتدى الأجتماعي المغاربي الأول في اتجاه وحدة مغاربية للشعوب ومن أجل عالم أفضل El Jadida – 2008-07-27

 

 
الرديف، أم العرائس، المتلوي، تبديت، والمظيلة.. كلها مدن من الحوض المنجمي بتونس، تعاني الخصاص والحرمان، وارتفاع نسب البطالة، الناتجة عن السياسات المنتهجة في البلاد، والتي أدت إلى اختلال فظيع في توزيع الثروات، وفي التوازن التنموي بين الجهات، وقد كانت نتائج مناظرة شركة فوسفاط قفصة، والتي غابت عنها كالعادة في بلادنا معايير النزاهة والشفافية، الشرارة التي أطلقت حركة احتجاجية عفوية، بمدن الحوض المنجمي، ورغم الطابع السلمي للحركة، حيث تواصلت لمدة ستة اشهر دون حصول أيه تجاوزات، فإن السلطة اختارت الحل الأمني، وفعلته بداية من شهر جوان (يونيو) 2008، حيث باشرت السلط الأمنية المداهمات والاعتقالات ولجأت لاستعمال الرصاص الحي في مواجهة محتجين عزل، فسقط الشهيد الثاني « الحفناوي المغزاوي » بعد الشهيد « هشام العلايمي »، إضافة إلى إصابات مباشرة بالرصاص الحي، طالت 26 شابا.. وللسيطرة على المدينة وإرضاخ مواطنيها، والتمكن من إيقاف شبابها ونقابيها، الذين تولوا في وقت سابق التفاوض مع السلطة، وتوصلوا إلى حلول، أجهضها أصحاب مراكز النفوذ، وكذالك المنطق الأمني، استنجد نظام الحكم بالجيش الوطني لأول مرة في غياب حالة الطوارئ، وتم الزج بحوالي 140 مواطناً بالسجن – تعرض جلهم للتعذيب الممنهج – وذلك إلى حدود 26 جويليه (يوليوز) 2008، وقد تواصل التنكيل بالعائلات، حيث وقع التفريق، وعزل الموقوفين عن بعضهم بسجون متباعدة (قفصة، القصرين وسيدي بوزيد). وبصفتنا نشطاء من المجتمع المدني بتونس، فإننا نتوجه بنداء حار إلى كل المنظمات و الجمعيات والقوى الحية المشاركة في المنتدى الاجتماعي المغاربي للتعبير عن مساندتهم لأهالي الحوض المنجمي بتونس، والمطالبة بإطلاق سراح كل المعتقلين وإيقاف متابعتهم، ودعم قضيتهم العادلة على كل المستويات. أمضائات الجمعيات التونسية المشاركة بالمنتدى الإجتماعي المغربي الأول   الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان مختار الطريفي – رئيس   اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي عبد الرحمان الهزيلي مسعود الرمضاني   لجنة من أجل أحترام الحريات وحقوق الإنسان بتونس (باريس) طارق بن هيبة   الجمعية التونسية للنساء الديموقراطيات سعيدة الفرنيسي سعاد تريكي   جمعية الدفاع عن حقوق الأفراد بالمغرب العربي – كندا جمال الجاني   الفيدرالية التونيسية من أجل مواطنة بين الضفتين (باريس) محي الدين شربيب   لجنة الدفاع عن الطلبة بسوسة أحلام بن جفال   Dynamique Femmes Zenaidi Jalila   جميعة نساء التونسيات للبحث حول التنمية يسرى فراوس   الأساتذة المطرودين من العمل لأسباب نقابية علي الجلولي   المجلس الوطني للحريات عبد الجليل البدوي  

إمضائات الأفراد المشاركين بالمنتدى الإجتماعي المغربي الأول

  سليم البلغوثي العياشي الهمامي نور الدين بعبورة المنجي بن صالح ناجي الخشناوي أحمد بوزريبة مليكة عاشور لامجد جماعي الناصر العجيلي (عضو وفد الإتحاد) لطفي الحمروني – الكاتب العام لجامعة الأشغال العمومية فتحية حيزم عبد الستار بنحوسي عبد العزيز المسعودي مصطفى بن أحمد – نقابي ريم الحمروني – فنانة سعيدة عون – دكتورة حياة اليعقوبي سنية بالي فتحي بن على – نقابي فوزية الهمامي – طالبة / مجموعة العودة الملتزمة فداة العثميني – الإتحاد العام لطلبة تونس خالد الدهماني شهرزاد رحيم حسين الكريمي


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 28/07/2008 الموافق لـ 25 رجب 1429  
 
 حوصلة لما حدث في جنازات دفن الشهداء

 

 
لقد سبق لمنظمة حرية وإنصاف أن أعلنت عن وجود ثمانية جاثمين لثمانية شهداء ضمن عملية التبادل بين حزب الله وجيش الاحتلال وطالبت بتنظيم جنازة وطنية تليق بتضحياتهم إلا أن السلطة رفضت هذا الطلب وسعت إلى أن يقع دفن الشهداء في جنازات متفرقة ومتزامنة في ظل تعتيم إعلامي وتكتم عن مواعيد تسليم الجثامين  للعائلات كما حرصت السلطة عند الجنازات على حمل الجثامين قي سيارات إسعاف إلا أن الأهالي والجماهير أبت إلا أن تحمل الشهداء على الأعناق تكريما لهم.   ورغم كل العوائق حرصت منظمة حرية وإنصاف على حضور كل الجنازات ممثلة بأعضاء من مكتبها التنفيذي لمشاركة الأهالي والجماهير عرس الشهادة تكريما للشهداء ومناصرة للقضية العادلة التي استشهدوا من اجلها.   الجنازات كالتالي   1 – الشهيد فيصل الحشايشي: دفن في مدينة قابس في جنازة ضمت الآلاف من الأهالي والجماهير وكان الاتحاد الجهوي للشغل بقابس لعب دورا هاما ومتميزا في تنظيم الجنازة كما حضرت منظمة حرية وإنصاف ممثلة بأربعة أعضاء من مكتبها التنفيذي يتقدمهم رئيس المنظمة وكان للعنصر النسائي مشاركة متميزة وطافت الجنازة شوارع مدينة قابس وابّن الشهيد معتمد الجهة.   2 – كمال السعودي البدري : دفن في مدينة سيدي بوزيد بحضور الآلاف من الأهالي والجماهير التي جابت أرجاء المدينة وقد ابّنه احد نقابييّ الجهة وحضر الجنازة عضو من المكتب التنفيذي للمنظمة.   3 – رياض جماعة دفن بمدينة صفاقس بحضور جماهير غفيرة وعضو من المكتب التنفيذي لحرية وإنصاف.   4 – بليغ محمد أنور اللجمي دفن بمدينة صفاقس بحضور جماهير غفيرة وعضوين من المكتب التنفيذي لحرية وإنصاف.    5 – ميلود بن ناجح نومة: دفن في سيدي مخلوف من ولاية مدنين بحضور هام من    من الأهالي والجماهير من المدن المجاورة.   6 – سامي بالحاج علي: دفن في جربة ميدون بحضور هام من الأهالي والجماهير  وقد ابّنه والده.  

وحرية وإنصاف تهنّئ هائلات الشهداء والشعب التونسي بعرس الشهادة.

  تحيي هبة الجماهير الغفيرة ومشاركة مختلف الحساسيات والشرائح الاجتماعية من نقابيين وحقوقيين ومحامين وسياسيين وإعلاميين.   تستنكر التعتيم الإعلامي الذي أحاط بمواكب الشهداء والتكتم عن مواعيد تسليم الجثامين إلى العائلات.   تستنكر الحصار المكثف وغير المبرر لقوات البوليس السياسي وحرصهم على عدم حمل الجثامين على الأكتاف.   تستنكر عدم انتظار والد الشهيد بليغ اللجمي محمد أنور اللجمي لأربعة وعشرين ساعة فقط حيث كان في مهمة تسلم جثمان ابنه قي سوريا.   وفي الختام نلفت انتباه الرأي العام أن جثمان الشهيد محمد مقداد الخليفي لم يستقدم بعد وندعو السلطات إلى إتمام إجراءات تسليمه إلى عائلته.   كما نحيط الرأي العام علما بان الشهيد صلاح مصطفى الماجري وقع دفنه في مخيم تبوك بمعية ثلاثة وأربعين من إخوانه الشهداء العرب من طرف الجبهة الديمقراطية في سوريا     عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس  الأستاذ محمد النوري


رفات ثمانية تونسيين شملتها صفقة التبادل مع « حزب الله » تصل الى تونس

 

 
تونس – أ ف ب – وصلت رفات ثمانية تونسيين شملتها عملية التبادل بين اسرائيل و »حزب الله » الى تونس الاحد، على ما افادت الصحف التونسية الاثنين. واوضحت صحيفة « المصور » الاسبوعي ان « جثامين الشهداء الثمانية وصلت صباح الاحد الى مطار تونس – قرطاج الدولي على متن طائرة خاصة ». وكان في استقبال الشهداء في المطار عدد من اهاليهم واقاربهم وممثلون لجمعيات ومنظمات غير حكومية. واضافت الصحيفة ان « النعوش ملفوفة بالعلم التونسي نقلت اثر ذلك في سيارات اسعاف » ثم « ووروا الثرى في اليوم نفسه في مقابر في مسقط رؤوسهم ». وشملت عملية التبادل رفات ثمانية تونسيين قتلوا في شمال فلسطين بين 1988 و1996. والشهداء هم ميلود بن ناجح الذي قتل في 27 تشرين الثاني (نوفمبر) 1987 خلال عملية الطائرات الشراعية التي نفذتها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، وعمران الكيلاني المقدمي الذي قتل في 26 نيسان (ابريل) 1988 في عملية ردا على اغتيال خليل الوزير « ابو جهاد » في تونس الشهر ذاته. وشملت العملية ايضا جثامين كل من خالد بن صالح الجلاصي وفيصل الحشايشي وسامي بن الطاهر الحاج علي ورياض بن الهاشمي بن جماعة وكمال بن السعودي بدري والطالب بليغ بن محمد انور اللجمي.   وكانت احزاب ومنظمات تونسية دعت في وقت سابق الى « تسليم رفات التونسيين الثمانية الى عائلاتهم في اقرب وقت » وانشأت لهذا الغرض « لجنة متابعة تسليم جثامين تونس من اجل فلسطين » التي دعت الى اعتبار يوم تسليم الرفات « يوما وطنيا يخلد ذكراهم (الشهداء) ودور تونس في دعم قضية العرب والمسلمين المركزية ». وطالبت اللجنة بـ »تخصيص روضة خاصة للشهداء يطلق عليها اسم شهداء تونس من اجل فلسطين ». واضافة الى تحرير خمسة اسرى لبنانيين، شملت عملية التبادل بين اسرائيل و »حزب الله » استعادة رفات 199 مقاتلا غالبيتهم من احزاب لبنانية غير « حزب الله » ومن فصائل فلسطينية وبينهم من يحملون جنسيات عربية اخرى. وسلم الحزب اسرائيل في المقابل جثتي اثنين من الجنود الاسرائيليين كان اسرهما في العام 2006.   (المصدر: وكالة الأنباء الفرنسية- أ ف ب – بتاريخ 28 جويلية 2008)


قابس: مسيرة شعبية في حفل عرس إستقبال رفات الشهيد »فيصل الحشايشي »

 
معز الجماعي شارك صباح اليوم الآلاف من الرجال و النساء و الأطفال في تشييع رفات الشهيد « فيصل الحشايشي » الذي تمكن حزب الله من إسترجاع رفاته ، و رغم التعتيم الذي تعمدته السلطة على توقيت الدفن فقد تجاوز عدد المشاركين كل توقعاتها و ذلك بتجند الآلاف و الآلاف من المواطنين و النقابيين و السياسيين …لحضور هذا الحدث. وبوصول رفات الشهيد إلى منزل عائلته سارع عناصر الحزب الحاكم بالتعاون مع الإطارات الأمنية إلى فبركة طريقة للتسريع بالدفن و منع مظاهر الإحتفال حيث حاول رجال الأمن الخروج بالرفات على متن سيارة إسعاف و الذهاب بها إلى المقبرة دون حضور عائلة الشهيد و المواطنين إلا أن عدد من النقابيين تصدوا لذلك و قاموا بإنزال الصندوق و رفعه على الأكتاف و السير به في مسيرة تليق بشهيد في قيمة « فيصل الحشايشي » رفعوا خلالها عدد من الشعارات المؤيدة للمقاومة الإسلامية في لبنان و فلسطين و المعادية للصهيونية . و الملفت للنظر مشاركة مئات النسوة و حضورهن مراسم الدفن في المقبرة و هو شيء نادر في جهة قابس. و من أبرز الوجوه المشاركة في مراسم الدفن أعضاء المكتب التنفيذي لمنظمة حرية و إنصاف (محمد النوري ، زهير مخلوف ، حمزة حمزة ، محمد القلوي ) . ووفد من جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي ترأسه السيد عبد الوهاب العمرى و تكون من (معز الجماعي ، عبد الجبار الرقيقي ، الظاهر المسعدي ، هيثم الجماعي ، الهادي الزلي ، مصطفى يحي ، الحبيب الباهي ، أنور العمري ، مصطفى يحي…) . و السيد « منجي عبد الرحيم » كاتب عام جامعة المهن المختلفة . و عناصر من حركة النهضة (عبد الرزاق نصرالله ، محمد العكروت…) . و عدد من الأعضاء المنتمين لحزب الوحدة الشعبية و الإتحاد اليمقراطي الوحدوي… و في نفس الإطار أصدر الإتحاد الجهوي للشغل بقابس وقعه كاتبه العام السيد « إسماعيل حيدر » ثمن فيه النصر الذي حققته المقاومة الإسلامية في لبنان ، ووجه من خلاله نداء لكل الشغالين للمشاركة بكثافة في حفل عرس الشهيد البطل « فيصل الحشايشي » الذي يقام بمقر الإتحاد الجهوي بداية من يوم الإثنين 28 جويلية إلى غاية الإربعاء 30 جويلية 2008 ، و إعتبر ذلك مناسبة للحرص على إشعاع ثقافة المقاومة التي شرعتها مختلف الأديان و القوانين الدولية من أجل تحرير فلسطين قابس : معز الجماعي http://mouez18.maktoobblog.com/


27 جويلية2008  :يوم عرس شهداء تونس من أجل فلسطين

 

 
بقلم أبو جمال عبد الناصر بالرغم من حالة التعتيم والتكتم الشديد على عملية تسليم جثامين شهداء تونس من أجل فلسطين ،وبالرغم من حالة الطقس شديدة الحر والشمس الحارقة ،وبالرغم من إختيار السلطة يوم دفن الشهداء يوم عطلة أسبوعية وبالرغم من بعد مسافة الولايات التي تم فيها الدفن ،وبالرغم من حالة الحصار وبالرغم من إختيار وقت واحد لدفنهم ….وبالرغم وبالرغم…. تحدى الشهيد بعناده وكبرياءه وشموخه ورفرفت روحه عالية في سماء تونس العربية وكان يوم 27 جويلية2008   حقا،يوم عرس شهداء تونس من أجل فلسطين . البداية إنطلقت لما آمن أجداد هؤلاء الشهداء بوحدة الدم العربي من المحيط إلى الخليج وتطوعوا في حرب فلسطين 1948 مشيا على الأقدام ثم كانت عملية التبادل بين المقاومة الوطنية البطلة   والعدو الصهيوني والتي تم بمقتضاها إسترجاع رفاتهم من مقبرة الأرقام الصهيونية … عملية الرضوان كانت العملية الدرس والعملية الرسالة والعملية العنوان ،عنوان المقاومة ولاشئ غير المقاومة وعنوان واحد هو فلسطين وكل بوصلة لا تشير لفلسطين بوصلة مشبوهة  ورسائل وعبر لكل من لا يعتبر : أول الرسائل :صحة مقولة ومشروع :ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة فالإنجاز العظيم الذي حققته المقاومة عبر عملية الرضوان عجزت عنه أنظمة رسمية عربية  يرتبط بعضها بعلاقات ومعاهدات مع العدو الصهيوني وتترك أسراها وجثامين شهدائها لدى العدو بدون أن يهتز لها جفن …وكانت العملية رسالة إنتصار المقاومة في حرب جويلية 2006. ثاني الرسائل تهافت وسقوط مقولة أن قضية فلسطين لا تهم إلا الفلسطينيين  والدعوى الباطلة أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وأنها هي الوصية على القضية الفلسطينية، مقولة نقضها ودحضها هؤلاء الشهداء بعملياتهم البطولية التي خلدها التاريخ. ثالث الرسائل أن الحدود التي وضعها الإستعمار بين أقطارنا العربية وجزأ به الأمة حدود وهمية لن تقف حائلا أمام  الإنتصار للقضية المركزية الأولى للعرب والمسلمين . إلى مدينة سيدي بوزيد (250 كلم وسط العاصمة التونسية ) وصلنا صباحا ،توجهنا مباشرة لمنزل الشهيد كمال السعودي البدري الذي أستشهد في 27 جانفي 1996 عن سن 21 سنة ،كان المنزل الذي يبعد 20 كلم عن مدينة سيدي بوزيد مكتضا بالأهالي تتقدمهم عائلة الشهيد متقبلة التهاني والتبريكات في إستشهاد إبنها البار وبعد ساعات قليلة حلت سيارة الإسعاف  حاملة حثمان الشهيد الملفوف بعلم تونس فإستقبلتها الجموع بالتكبير والزغاريد والهتافات والشعارات : يا كمال يا شهيد ،على دربك لن نحيد ، لا إلاه إلا الله والشهيد حبيب الله  فلسطين عربية لا حلول إستسلامية »الله أكبر ،الله أكبر ،الله أكبر …. فرحة الدموع بمآقي الأهالي إشتدت على إثروضع علم فلسطين التي أستشهد من أجلها الشهيد على الجثمان،رغم رفض ممثل السلطة ذلك ؟؟؟؟؟وبعد قراء الفاتحة على روحه الطاهرة وكلمة شقيق الشهيد وضع الجثمان ملفوفا بعلم تونس وفلسطين في سيارة الإسعاف في إتجاه المقبرة بوسط مدينة سيدي بوزيد وسط التكبيرات والهتافات والشعارات وإنطلقت سيارة الإسعاف في الإتجاه المقبرة بسرعة جنونية (140 كلم في الساعة ) والحال كان من المفروض أن تسير بسرعة منخفضة تليق بالجنازات ،تعجيل بالدفن وتسريع غير مقبول يوحي برغبة جامحة في طي هذا الملف وأمنية في النسيان سريعا وهروبا من الأسئلة التي سيطرحها الشهداء عليهم: 1/لماذا هذه المعاملة من السلط الرسمية؟ والحال أننا لم نلق ربنا في حفلة ستار أكاديمي ولم نكن ضحايا فرحة شباب تونس أو ضحايا مباراة كرة قدم بل قدمنا أرواحنا ودماءنا فداء قضية؟؟. عادلة . 2/ ؟لماذا تم إستدعاء مجرم الحرب الصهيوني شارون سنة 2005 لحضور قمة المعلومات ولماذا سجنتم المحامي محمد عبو سنتين وأربعة أشهر بسبب كتبته مقالا ضد التطبيع مع العدو الصهيوني؟. 3/ لماذا قبلتم بأن تطأ أقدام المجرم سلفان شالوم أرض تونس العربية؟ في نوفمبر 2005 وتسمحوا له بالتجوال في مدينة قابس مسقط رأس أخي الشهيد فيصل حشايشي وروحه الطاهرة ترفرف هناك. . 4/ ولماذا إعتقلتم الطالب القومي محمد حرزالله في أفريل 1996 على إثر تنديده بفتح مكتب إتصال صهيوني بتونس؟. 5/ولماذا حكمتم على المناضل القومي أحمد الكحلاوي ثلاث سنوات ونصف سجنا قضى منها سنتين على خلفية توزيعه لبيان في مارس  يندد فيه بالمجازر الصهيونية في حق شعبنا العربي بفلسطين ويفضح فيه مؤامرة التطبيع مع العدو الصهيوني؟ 1996 6/ ولماذا تزجون بمئات الشباب التونسي بالسجون لا لشئ إلا أنه رغب في الإلتحاق بالمقاومة العربية في العراق وفلسطين؟؟. ولماذا؟ ولماذا؟ولماذا؟ولماذا؟ وعند مدخل مدينة سيدي بوزيد رواغ سائق سيارة الإسعاف محاولا الوصول إلى المقبرة متبعا  أقصر الطرق بسرعة جنونية على الطريق الهوليودية  فتم صده من قبل الآهالي وإنزال الجثمان من سيارة الإسعاف وحمله على الأكتاف سائرين به وسط المدينة ،،حاملين أعلام فلسطين وصور الشهيد وصور الزعيم جمال عبد الناصر،مرددين التكبيرات والشعارات::صامدين ،صامدين في العراق وفلسطين..ياأم الشهيد لاتهتمي دم الشهيد هو دمي ، فلسطين عربية لا حلول إستسلامية، عبد الناصر يا جمال على دربك في النضال،جهاد،جهاد ،نصر وإستشهاد. وبالرغم من منع  الزغاريد والشعارات قوات الأمن واصلت الحشود رجالا نساءا ،كبارا وصغارا  تقدمها بإتجاه المقبرة سيرا على الأقدام وسط تحرشات البوليس بالمشيعين إلى تم مواراة جثمانه الطاهر . صورة جنازة الشهيد كمال بدري السابق بيانها تكررت يوم 27 جويلية 2008 مع بعض الإختلافات الطفيفة في مدينة قابس(400 كلم جنوب العاصمة التونسية) أثناء تشييع الشهيد فيصل الحشايشي وفي صفاقس(300 كلم جنوب العاصمة التونسية) أثناء تشييع الشهيدين رياض بن جماعة وبليغ اللجمي (والتي تمت على الساعة الرابعة زوالا وعاينتها بعيني )وفي  مدينة مدنين(520 جنوب العاصمة التونسية) أثناء تشييع الشهيدين سامي الحاج علي وميلود نومة ،فهل تخجل حكومتنا من الشهداء؟     وماهو مصير الشهداء مقداد خليفي وعمر مقدمي وخالد الوسلاتي وصلاح الدين الماجري؟ ،أسئلة حارقة تنتظر من يجيب عنها…. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ هوامش متفرقة: * بعد أن أنهى شقيق الشهيد كمال بدري كلمته التأبينية بالمنزل أهدى المحامي الناصري المعروف بسيدي بوزيد الأستاذ خالد عواينية لعائلة الشهيد  صورة كبيرة منسوجة  للزعيم جمال عبد الناصر موضوعة بإطار كتب بأعلاه شعارحرية إشتركية وحدة وبأسفله الوحدويون الناصريون بتونس وذلك رمزا ليوم الشهادة من أجل فلسطين مهنئا بإسم الوحدويين الناصريين بتونس عائلة الشهيد بشهادة إبنهم البار في سبيل فلسطين والتي أكدت أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.. *أثناء خروج جنازة الشهيد بليغ اللجمي من منزله بصفاقس حاول أعوان الأمن إفتكاك أعلام فلسطين من بعض المشيعين إلا أن محاولتهم باءت بالفشل أمام إصرار الجموع على حمل الأعلام الفلسطينية وفاءا لشهداء تونس من أجل فلسطين. * في خطوة غير معلومة تولى معتمد الشؤون الدينية بقابس تأبين الشهيد فيصل الحشايشي بالمقبرة أبرز فيها أن تونس تفتخر بهؤلاء الشهداء ؟؟؟؟؟؟،البعض علق بأن المعتمد  ظن نفسه بلبنان … * طالب بعض الحضور بجنازتي سيدي بوزيد وصفاقس  بضرورة إعتبار يوم 27 جويلية من كل سنة يوما لشهداء تونس من أجل فلسطين والإحتفال به تكريما لشهدائنا الأبطال. *  تولى عون أمن أثناء تشييع جنازة الشهيد كمال البدري إفتكاك صورة الزعيم جمال عبد الناصر من أحد الشبان ورميها أرضا بعد تمزيقها ،أحدهم علق على ذلك وحمد الله أنه لم تتم محاكمة الشاب كما فعل النظام البورقيبي  في  الخمسينات والستينات من القرن الماضي …أيامها كان يحاكم المواطنون على خلفية حملهم أو تعليق صورة جمال عبد الناصر على الجدران. ———————- لمزيد الإطلاع و مشاهدة صور الجنازة قريبا يرجى زيارة مدونتي على العنوان التالي : http://naceur1952.maktoobblog.com/

بسم الله الرحمان الرحيم رسالة إلى السيد وزير التربية والتكوين

وبعد : فاني السجين السياسي السابق محمود البلطي وقع انتدابي لتدريس مادة الرياضيات بالمعهد الثانوي ببوسالم بالنسبة للسنة الدراسية 1984-1985 في ماي 1987 وقع اقافي ومحاكمتي في قضايا الاتجاه الاسلامي  فوقع عزلي من التدريس ودخلت السجن مرة أخرى سنة 1990 لأخرج منه سنة 2006 حاملا جسما نخرته عديد الامراض المزمنة وغيرها .اردت التسجيل مع زوجتي في المنام با اعتبارها موصفة و حتى أتمتع بالتغطية الاجتماعية فطلبوا مني مجموعة وثائق منها الوثيقة التي تهم وزارتكم وهي 1-قرار في الشطب 2-قائمة في المحجوزات 3-قائمة في الخدمات اتصلت بالمندوبية الجهورية للتعليم بجندوبة فقالوا لي ان المندوبية أحدثت سنة 1990 وما عليك الا الاتصال بباحة  اتصلت بباحة مرة يقولون لي ان الارشيف ضاع ومرة يقولون ان البحث صعب ألاما تعطينا قرار الانتداب وبقيت اتابع التسويف ارجع الأسبوع المقبل فالأسبوع الذي يليه  وألان مر على مطالبتي بهذه الوثيقة أكثر من شهرين منذ 24 ماي راجع مكتب الضبط . لماذا خدمة إدارية بسيطة مثل هذه الوثيقة تعترضها كل هذه التعقيدات . الأعوان الذين يشتغلون في المندوبية أهي مهمتهم قضاء شؤون المواطنين أم اختراع أسباب واهية من اجل تعطيلهم وإضاعة أوقاتهم ان مثل هذه التعقيدات الغير المبررة هي التي تحسس الشخص    بالشعور بالإقصاء والتمييز سيادة الوزير أناشدكم بالتدخل لتسليمي الوثائق المذكورة أعلاه وشكرا محمود البلطي    
بوسالم في 28-7-2008

نظام بن علي ينكل من جديد بأهالي الرديف

 

 
انتقاما من أهالي الرديف إثر المسيرة التي نظموها صباح اليوم للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين، عمدت السلطات إلى إعادة انتشار عدد كبير من القوات الأمنية مدججين بمختلف الآليات (كاسحات طرق وغيرها). وتؤكد المعلومات الواردة علينا من هناك أنّ الأوضاع سيئة جدّا حيث عمدت قوات البوليس إلى محاصرة المدينة وقامت بمداهمات همجية للمنازل مروّعة الأهالي، كما استعملت الغاز المسيل للدموع على نطاق واسع. كما عمدت إلى إيقافات عديدة، تقدّر بأكثر من 15 موقوفا حسب ما تلقيناه من أخبار، ويوجد من بين الموقوفين: 1. عبد العزيز أحمدي، أستاذ 2. سالم بوصلاحي، أستاذ 3. معمّر عمايدي، معلم 4. فوزي بوصلاحي، عامل منجمي 5. كمال خلايفي، أستاذ وأمام هذا التردي الخطير للأوضاع، أطلق أهالي الرديف نداء إلى الرأي العام للوقوف إلى جانبهم في وجه القمع المسلّط عليهم. كما علمنا أيضا أن المناضلة الحقوقية والسياسية زكية الضيفاوي (التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات) قد تعرضت اليوم للإيقاف بمدينة الرديف إثر تنقلها هناك لزيارة ومساندة عائلات موقوفي الحوض المنجمي. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة  موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 27 جويلية2008)


تونس: المؤتمر الخامس للحزب الحاكم ينعقد الاربعاء

     

وكالة الأنباء الكويتية – كونا   تونس: تنطلق في تونس الاربعاء المقبل اعمال المؤتمر الخامس للتجمع الدستوري الديمقراطي (الحزب الحاكم) بالتركيز على قضايا الشباب وطموحاتهم. وتتواصل اعمال المؤتمر الذي جاء هذا العام تحت شعار (مؤتمر التحدي) بين 30 يوليو و2 اغسطس المقبل. ومن المرتقب ان يشهد المؤتمر مشاركة شبابية بعد ان أكد الخطاب السياسي في اكثر من مناسبة ضرورة اسهام الشباب في دفع مسيرة التنمية. وسيكون المؤتمر الخامس مناسبة لاطلاق صيغة اولية لميثاق شبابي وصياغة استراتيجيات متناسقة وبرامج عملية تترجم تطلعات الشباب بما يتيح الفرص لابراز طاقاتهم ومواهبهم للمساهمة في رفع تحديات التنمية. ومن المقرر ان يسجل مؤتمر التحدي حضور 92 حزبا سياسيا ومنظمة دولية واكثر من 170 شخصية قيادية علاوة على صحافيين ووسائل اعلام من 22 بلدا. وينظم على هامش اعمال المؤتمر ثلاثة لقاءات صحافية حول مسار الاصلاح السياسي في تونس والتغيير والمقاربة التنموية في تونس والتغيير ومبادرة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي بانشاء صندوق عالمي للتضامن الى جانب اقامة معرض لمسيرة الحزب وتوجهات مؤتمراته الاربعة السابقة. وتشير الاحصاءات الى أن منتسبي الحزب بلغ عددهم في عام 2008 مليونين و196 الفا و323 شخصا. وكان الأمين العام للتجمع الدستوري الديمقراطي الهادي مهني قد اوضح في مؤتمر صحافي يوم امس ان التحدى يعني للتجمع « تطوير اساليب العمل والخطاب ودعم القدرات الفكرية والمرجعية على التواصل والاستقطاب والتعبئة والتحرك الميداني باعتباره الحزب المعبر عن ارادة الاغلبية ». وقال أن نسبة التجديد في انتخابات اللجان المركزية قد بلغت 83 بالمائة مع تسجيل نسبة حضور للمراة تصل الى 9ر37 بالمائة ونسبة 1ر76 بالمائة بالنسبة لحملة الشهادات العليا وحضور 57 بالمائة دون سن ال50.   (المصدر: وكالة الأنباء الكويتية بتاريخ 27 جويلية 2008 )  

 احتياطيات تونس من النقد الأجنبي 8.89 مليار دولار

 

تونس (رويترز)- أظهرت بيانات رسمية يوم الاثنين أن احتياطيات تونس من النقد الأجنبي ارتفعت بنسبة 16.5 في المئة الى ما يعادل 10.4 مليار دينار (8.89 مليار دولار) في 24 يوليو تموز الجاري مقارنة بما كانت عليه قبل عام.   وأوضحت أرقام البنك المركزي أن الارتفاع يرجع الى نمو بنسبة 7.5 في المئة في إيرادات السياحة وزيادة بنسبة 10.6 في المئة في تحويلات التونسيين من الخارج.   إلا أن غطاء الواردات انكمش إذ أصبحت الاحتياطيات تغطي واردات 136 يوما بدلا من 145 يوما في السنة السابقة بسبب الارتفاع الكبير لاسعار السلع في الأسواق العالمية.   (المصدر: وكالة  رويتزللأنباء بتاريخ 28 جويلية 2008 )


في الحدّ من معدّلات العود للإجرام

 

 
في نفس هذا الركن كنت دعوت أكثر من مرّة الى إيلاء البحوث الاجتماعية والنفسية أهمية والى الاستثمار فيها لان الاستثمار فيها هو إستثمار في رأس المال البشري الذي يعتبر ثروة تونس الوحيدة..  ودعوتي هذه تنّم عن اقتناع يشاطرني فيه الرأي العديد من الناس من أن مجتمعنا يعيش تحوّلات جذرية عميقة ولابد من سبر أغواره وتشخيص حاله ومعرفة مآله. ولهذه التحوّلات مظاهر عدة بعضها إيجابي اذا ما تعلّق بارتفاع درجة الوعي العام بالحقوق ـ أكثر من الواجبات – وبعضها الآخر سلبي لعلّ أسوأه تعدد الجرائم البسيطة منها والمعّقدة والخطيرة ..ولئن تساعد الدراسات الاكاديمية والميدانية على معرفة كيف يفكّر الفرد منّا ولماذا يذنب فإنه بالتوازي مع ذلك لابد أن تبادر المؤسسات القضائية والعقابية بتطوير قوانينها، وأساليب تنفيذها ولعلّ من أهم هاته الاساليب الاستفادة من التطوّر التكنولوجي كما استفادت من التطوّر العلمي بالاعتماد على تقنيات الكشف الجيني.   ومن أحدث التقنيات التي أثبتت جدواها في الدول المتّقدمة اعتماد المراقبة الالكترونية للمساجين بعد تجنيبهم البقاء في السجن وإحكام متابعتهم بفضل السوار الالكتروني أينما حلّوا.. وقد كشفت هذه التقنية عن امكانية التخفيض في كلفة إدارة المؤسسات العقابية وعن تجنيب السجين النقيّ السوابق الاختلاط بالمجرمين بما يعنيه من تكوين مجاني في شتى فنون الاجرام ومنحه الفرصة لمواصلة نشاطه الاقتصادي  مع التقيّد بمواعيد  لسجن نفسه بنفسه داخل منزله.   ولعلّ أفضل نعمة يمكن أن يمنحها  لنا السوار الالكتروني اذا ما تقرر اعتماده  ببلادنا هو امكانية مراقبة  تحرّكات قدامى المساجين ممن انتهجوا نهج الاجرام واختاروه رغم تكرار زياراتهم للسجن.. فبفضل هذا السوار يمكن الكشف عن عديد الجرائم كلّما كان حامل السوار طرفا فيها اذ يكفي مراجعة المسح الموقعي لحاملي الأساور لمعرفة من وجد بموقع الجريمة ساعة حصولها  فيكشف عن السارق أو قاطع الطريق أو المعتدي أو المغتصب… في وقت قياسي.   ويكفي السجين السابق الشعور بأنه دائم المراقبة ليلتزم بالسلوك القويم وينخرط في العمل الايجابي الذي يفترض ان تساعده في أدائه مكوّنات المجتمع المدني  التي من مهامها  الاساسية الحفاظ على المجتمع وتماسكه.. واعتقادنا انه آن الآوان كي تنكّب الجهات المعنية على دراسة هذا الملف وايلائه العناية اللازمة والبحث  في السبل المثلى لتمويله في إطار علاقات التعاون التي تربط بلادنا بالدول الصديقة وباتحادات الدول والمنظمات الأممية.. وما نأمله هو أن نعجّل بتجربة هذه التقنية.. ولو في نطاق محدود.. بعد تعديل النصوص القانونية طبعا للوقوف على مدى جدواها.. والمؤكد أن معدّلات تراجع العود للاجرام ستتحسن.   حافظ الغريبي   (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 28 جويلية 2008)  


سؤال: بعد نجاح التجربة في عديد الدول المتقّدمة الصباح الأسبوعي: هل بالإمكان تسريح البعض من السجناء والمحكوم عليهم في تونس ومراقبتهم إلكترونيا؟

«السّوار الالكتروني» يسمح بتخفيض الاكتظاظ في السجون ويساعد المحكوم عليهم على «عدم العود» في فرنسا يتكلّف السجين على الدولة بـ 60 أورو في اليوم بينما تتكلّف مراقبته الكترونيا 20 أورو فقط «حبس محلي» قد يساعد الكثير على الاندماج مجددا في المجتمع والابتعاد عن مخالفة القانون  

 
انطلقت بعض البلدان الغربية في تطبيق تجربة جديدة على بعض أنواع السجناء أو المحكوم عليهم (ونستعمل هذه العبارة للتفريق بين الذين يقضون عقوبة السجن فعلا والذين تصدر ضدهم أحكام مؤجلة أو يتمتعون بالسراح الشرطي أو يخضعون الى الايقاف التحفظي..)  هذه التجربة هي المراقبة الالكترونية الدقيقة لكافة حركات المعني بالامر وسكناته لمدة معينة. وهي تمكّن جهاز المراقبة (إدارة السجون) من السهر على التطبيق الحرفي لاحكام القضاء وتساهم في تخفيف الاكتظاظ عن السجون وتقليص النفقات التي تخصصها الدولة للمساجين.. اضافة الى بعض الجوانب الاخرى التي سنكتشفها في هذا التحقيق     دراسات وتطبيق   بدأت تجربة المراقبة الالكترونية في الولايات المتحدة الامريكية وفي كندا. ومنذ سنة 1989 شرعت بريطانيا وبلاد الغال في تطبيق التجربة ثم تلتهما السويد سنة 1994 فهولندا سنة 1995 وبلجيكا سنة 1998 ثم فرنسا سنة .2000 ولم تطبّق البلدان المذكورة هذه التجربة بصفة اعتباطية بل كان ذلك بعد دراسات وأبحاث معمّقة قام بها مختصون في القضاء والقانون وعلم النفس وعلم الاجتماع وغيرهم.   من القار الى الجوال   على غرار التحول التكنولوجي الذي حصل في مجال الهاتف (من القار الى الجوال) طورت البلدان المذكورة اساليب المراقبة الالكترونية التي كانت توضع في منزل المعني بها (أي قارة) فأصبحت تنتقل معه حيثما ذهب دون أن يؤدي ذلك الى أي نوع من الخلل في دقة المراقبة.   ما هي المراقبة الالكترونية؟   يخضع الشخص المراقب الكترونيا الى عدة اجراءات ومراحل تبدأ بتثبيت سوار الكتروني Bracelet electronique حول كعب رجله. بعد ذلك يقع تثبيت جهاز بث صغير بحجم الهاتف الجوال على مستوى حزام المعني بالامر وبفضل نظام المراقبة بواسطة الاقمار الصناعية تتمكن إدارة السجن من تحديد دقيق للمكان الذي يوجد فيه الشخص المراقب وبالتالي متابعة كافة خطواته وتحركاته. فعندما يقترب الشخص المراقب على سبيل المثال من مكان ممنوع عليه الدخول اليه (بموجب حكم قضائي) على غرار منزل ضحيته أو أقارب الضحية أو مدرسة.. يتلقى على الفور إرسالية قصيرة S.M.S على الجهاز المثبت بحزامه تحذره من عواقب ما قد يحدث عن هذه المخالفة. أما في منزله فيقع تثبيت جهاز آخر للالتقاط (Recepteur) يأخذ مشغل المراقبة من الجهاز الحزامي بمجرد دخول الشخص المعني الى منزله. وهذا الجهاز يمّكن جهة المراقبة من التأكد من أن الشخص المراقب موجود  في منزله خلال الاوقات الاجبارية التي حددها له القاضي قبل اخضاعه للمراقبة.   من يثبّت الاجهزة؟   مبدئيا إدارة السجون هي التي تتولى هذه المهمة. لكن في البعض من البلدان التي تطبّق هذه التجربة لا يوجد عدد كاف من الفنيين الملمين بهذه التقنيات. لذلك لجأ البعض الى شركات خاصة تقوم بتركيب اجهزة المراقبة وصيانتها لضمان حسن عملها عسى أن تقوم بمهمتها الاصلية وهي مراقبة الشخص المعني بالامر 24 ساعة على 24 و7 ايام على 7 . وبمجرد انتهاء مدة المراقبة تعاد هذه الاجهزة الى إدارة السجون.   ماذا يحدث في هذه الحالات؟   السؤال الذي يفرض نفسه الآن هو: هل يحاول الشخص المراقب الكترونيا الهروب أو التخلص من اجهزة المراقبة أو عدم التقيد بالتعليمات الصادرة في الحكم؟ نعم قد يحدث هذا (حدث في فرنسا على سبيل المثال في  20 مناسبة من جملة حوالي 3500 شخص خضعوا الى المراقبة) لكن الاجهزة الالكترونية المتطّورة الموضوعة على ذمة مركز المراقبة تسمح بتسجيل كل المخالفات فورا وتحذير صاحبها اولا ثم اعلام السلطة القضائية التي تأذن فورا بتحرك الشرطة وذلك حسب خطورة المخالفة ويمكن للسلطة القضائية أن تتخذ اجراءات اخرى ضد الشخص المراقب بعد نهاية فترة المراقبة.   من هم الاشخاص المعنيون؟   في بداية  التجربة أقرت السلط القضائية في البلدان المذكورة أن يتمتع بالمراقبة الالكترونية كل شخص (يطلب ذلك طبعا أو بقرار قضائي) يرتكب جنحة تستوجب عقوبة سالبة للحرية لا تتجاوز سنة أو كل مرتكب جناية ولم يبق له أكثر من سنة في السجن. أما الآن فقد شملت هذه التجربة محكوما عليهم «خطرين» تتجاوز احكامهم  7 سنوات وذلك بعد أن أثبتت الدراسات أن المراقبة الالكترونية تساعدهم على الاندماج مجددا في المجتمع وتمنعهم من العودة الى ارتكاب الجنح أو الجنايات. كما يتمتع بهذا الاجراء الاشخاص الذين يسمح لهم القضاء بالسراح الشرطي أو بالمراقبة الادارية او الاقامة الجبرية. وفي فرنسا على سبيل المثال لا تطبق المراقبة الالكترونية المتحركة الا على الاشخاص المحكوم عليهم باكثر من سبع سنوات والمتمتعين بالسراح الشرطي أو بالنسبة الى المحكوم عليهم باكثر من عشر سنوات موجبة للمتابعة الاجتماعية والقضائية.   ما هي المدة ومن يقرّرها؟   تدوم مدة المراقبة الالكترونية المتحركة سنتين قابلتين للتجديد مرة واحدة بالنسبة الى الجنح وسنتين قابلتين للتجديد  مرتين بالنسبة الى الجنايات. ولا يمكن منح هذا «الامتياز» الا بعد اجراء اختبار يمكّن المختصين من قياس درجة خطورة الشخص ومعرفة مدى قابليته للتوبة أو للعودة. اما من يقرر هذا الاجراء  فهو قاضي تنفيذ  العقوبات بعد إعداد ملف كامل للغرض. وبعد القرار يكّلف هذا القاضي إدارة السجون بتنفيذه.   حبس منزلي يمنع الحبس!   بنت البلدان التي تطبق المراقبة الالكترونية فلسفتها على عدة معطيات أهمها  أن المراقبة هي في حد ذاتها حبس رغم انه في المنزل وأن بعض من زلت بهم القدم قادرون على التوبة والاندماج مجددا في مجتمعهم دون التعرض الى «العائق الاكبر» وهو السوابق العدلية. كما أن المراقبة الالكترونية تمّكن بعض المحكوم عليهم من الاستمرار في عملهم  وعدم الانقطاع عن عائلاتهم.   ومن جهة أخرى تكون المراقبة الالكترونية المتحركة اداة إضافية من أدوات التحقيق. فإذا اقترف احد المراقبين جريمة في مكان ما فإنها ستسجل عليه ويكون ذلك دليلا ضده لدى قلم التحقيق.   أسباب أخرى هامة   واضافة الى هذه المعطيات هناك سبب آخر هام جدا جعل هذه البلدان تلجأ الى هذه «العقوبة البديلة» ان صحّ التعبير. فالسجون في هذه البلدان ما فتئت تشهد اكتظاظا رهيبا بسبب ارتفاع نسبة الجريمة. والسجين الفرنسي الواحد على سبيل المثال، يكلف الدولة 60 أورو في اليوم والدولة لا تضمن بل ربما لا تأمل في توبته بعد قضاء مدة العقاب. اما بطريقة المراقبة  الالكترونية فإن التكلفة تنزل الى النصف (30 أورو) حسب وزارة العدل الفرنسية بينما  يقول خبراء فرنسيون انها لا تتجاوز ثلث تكلفة السجن. كما أن هذه العقوبة ستخفف الضغط كذلك عن مراكز الاحتفاظ. فعندما يرتكب شخص ما جنحة أو جناية يمكن للقضاء ألا يصدر بطاقة ايداع بالسجن ضده في انتظار محاكمته وقد تكون مدة الانتظار أطول من الحكم. وفي هذه الحالة يأمر القضاء بوضع الشخص تحت المراقبة الالكترونية الى حين مثوله أمام العدالة.   تحقيق: جمال المالكي (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 28 جويلية 2008)

الأستاذ محمّد بن صميدة:

«عقوبة السجن في بعض القضايا لا معنى لها والافضل إعتماد السوار الإلكتروني» «هذه الوسيلة ستخفّف الأعباء عن الدولة والقضاء والمجتمع وتطبيقها اليوم صار ضروريا»

 

 
موضوع السوار الالكتروني تحدثنا فيه مع الاستاذ المحامي محمّد بن صميدة فأبدى رأيه في المسألة بالقول : يوجد لدى القضاة اليوم سلّم عقوبات يتراوح بين الاعدام والمؤبد والخطية والعمل لفائدة المجموعة الوطنية.. الى غير ذلك.  لكن التوجهات الجديدة للمشرّع التونسي بدأت تنزع نحو الابتعاد عن تسليط العقوبات السالبة للحرية في القضايا التي لا تمثّل خطرا على المجتمع (الصلح بالوساطة في المادة الجزائية أو العمل لفائدة المصلحة العامة..) وقد أدخلت تنقيحات عديدة على بعض القوانين على غرار الايقاف التحفظي. ويضيف: «وانطلاقا من المبدإ القانوني الذي يقول إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته ومن فلسفة العقاب التي أصبحت لا تهدف الى التشّفي أو العقاب في حد ذاته وإنما الى الاصلاح تصبح بعض الاجراءات والتدابير الجديدة ذات تأثير إيجابي على الدولة وعلى القضاء وعلى المتهم نفسه ومنها على سبيل المثال هذا الذي يمكن أن نسميه السوار الالكتروني أو المراقبة الالكترونية. وفي الاطار ذاته يمكن أن أعطي بعض الامثلة. فقاضي التحقيق يمكن أن يطلق سراح أحد المتهمين في انتظار المثول أمام المحكمة وأن يمنعه من الظهور في أماكن معينّة تفاديا لكل ما يمكن أن يؤثر على سير التحقيق أو ضمانا لسلامة المتهم أو سلامة أطراف أخرى. هنا يطرح السؤال: كيف يمكن لقاضي التحقيق أن يراقب هذا المتهم؟ هل يضع على ذمته عون أمن يتبعه كظّله ويحرص على تطبيق قرار قاضي التحقيق؟ من جهة أخرى هناك بعض الجرائم يقع إكمال مدة العقاب فيها بما يعبّر عنه العقوبات التكميلية (المراقبة الادارية..منع الاقامة في مكان أو أماكن معيّنة) في هذه الحالة يجب على المحكوم عليه أن يمضي يوميا على دفتر خاص بمركز الشرطة مع كل ما يترتب عن ذلك من تقييد للحرية وترسيخ نظرة المجتمع لذلك  الشخص (الخوف منه أو تجنبه أو نعته بأنه مجرم أو غير ذلك) فهل أن مجرد الامضاء بمركز الأمن كاف لنقول إن ذلك الشخص مراقب؟ هنا أعود الى مسألة السوار الالكتروني الذي يمكّن الاجهزة المعنية بالامر من مراقبة الشخص (المتهم أو المحكوم عليه) مراقبة دقيقة وإعطائه فرصة أن يبقى أمر مراقبته سريا وغير معلن للعموم. كما يسمح هذا الجهاز لكل متهم بمواصلة حياته المهنية والاجتماعية دون أن يتعرض لما يتعرض له عادة صاحب السوابق العدلية حتى لو كان بريئا (قضى مدة معينة في الايقاف).   لا معنى للسجن في هذه الحالات   يواصل الاستاذ بن صميدة حديثه قائلا: نتصور الآن صاحب مؤسسة تشّغل عشرات العائلات، ولسبب من الاسباب أصدر صكوكا بلا رصيد وبمقتضى القانون يدخل السجن. فمن المستفيد من سجنه؟ لا أحد.. لا الدولة ولا المستفيد من الصكوك ولا تلك العائلات التي قد يضيع مصدر رزقها بسجن صاحب العمل. نتصور كذلك شخصا إنفصل عن زوجته ثم عجز عن دفع النفقة لها. فهل سيستفيد احد، بمن فيهم الزوجة المطلقة، من سجنه؟ وفي مثل هاتين الحالتين، وغيرهما طبعا، أليس من الافضل أن نعطي الفرصة لتسوية الوضعيات بدل السجن؟ فعندما  نضع أحدا في السجن نمنعه من الانتاج الذي يسمح لــه بتسويــة وضعيته والاتعاظ بأخطائه. أفليس الافضل في هذه الحالات إبقاء هؤلاء بحالة سراح مع وضع سوار إلكتروني لمراقبتهم طوال الفترة التي يلتزمون فيها بالتسوية؟»   الاطفال والاصلاحية والعائلة   السوار الإكتروني قد لا يعني الكبار فقط وإنما  الصغار أيضا. وفي هذا الاطار يقول الاستاذ بن صميدة: يتوجه المشرّع التونسي الى عدم عزل الطفل الجانح عن محيطه العائلي. ومهما كانت الوسائل متوفرة في الاصلاحية فإنها لا تعوض العائلة. وعلى هذا الاساس أتصور أن السوار الالكتروني سيحل الكثير من مشاكل الاطفال الجانحين. فالمراقبة تمكّن الاجهزة المعنية من تحديد الاماكن التي يرتادها الطفل. فاذا اقترب من مكان مشبوه مثلا يقع التدخل قبل أن يرتكب الطفل حماقة اخرى بسبب بعض «الخلط الفاسدة» وبهذه الطريقة نحمي الطفل ونراقبه وهو وسط عائلته ومدرسته والنوادي التي يمكن أن يرتادها  مع غرس شعور لديه بأنه مراقب طوال الوقت فيكون ذلك سببا في تعديل سلوكه نحو الأحسن».   فائدة للجميع   ويختم الاستاذ بالقول: الدولة تتكفل بالانفاق على المساجين والموقوفين في كل ما يتعلق بأكلهم ونقلهم  وعلاجهم وغير ذلك.. والكثير من هؤلاء يمكن تجنيبهم دخول المحاكم أو السجون أصلا. ولو طبقنا تجربة السوار الالكتروني فإن الكثير من النفقات ستتقلّص والكثير من «أتعاب» المحاكم ستنقص والكثير من مشاكل السجون أو مراكز الايقاف ستزول.. وفي هذا طبعا فائدة للجميع رغم أنه لا يمكن الحكم على تجربة لا نعرفها.. لكن نجاحها في بلدان أخرى لا أعتقد أنه جاء من عدم».    (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 28 جويلية 2008)


 
تونس: »اغلال الكترونية »..اقتراح خطير للغاية في حال تطبيقه المحامي محمد صميدة يدعو إلى اعتماد الإجراء
 
السبيل أونلاين – متابعات نشرت صحيفة الصباح شبه المستقلة التى تصدر في تونس الإثنين 28 جويلية 2008 , موضوعا حول « المراقبة الإلكترونية » للسجناء عن طريق « سوار الكتروني » يوضع في رجل السجين يرافقه في تنقلاته , وقالت الصحيفة أن هذا الإجراء يمكن أن يخفف من إكتظاظ السجون ويخفف من النفقات التى تدفعها الدولة للسجون . واستعرضت الصحيفة تجربة المراقبة الإلكترونية للسجناء في بعض الدول الغربية في تقرير , وقالت بأن كلفة المراقبة الإلكترونية في فرنسا تساوي 20 أورو بينما ترتفع الكلفة حين يكون الشخص سجينا إلى 60 أورو , وقد استخدمت بعض البلدان الغربية تطبيق تجربة جديدة على بعض أنواع السجناء أو المحكوم عليهم . وتقضى « المراقبة الالكترونية » بأن يخضع الشخص المراقب الكترونيا الى عدة اجراءات ومراحل تبدأ بتثبيت سوار الكتروني ( Bracelet electronique) حول كعب رجله. بعد ذلك يقع تثبيت جهاز بث صغير بحجم الهاتف الجوال على مستوى حزام المعني بالامر وبفضل نظام المراقبة بواسطة الاقمار الصناعية تتمكن إدارة السجن من تحديد دقيق للمكان الذي يوجد فيه الشخص المراقب وبالتالي متابعة كافة خطواته وتحركاته. فعندما يقترب الشخص المراقب على سبيل المثال من مكان ممنوع عليه الدخول اليه (بموجب حكم قضائي) على غرار منزل ضحيته أو أقارب الضحية أو مدرسة.. يتلقى على الفور إرسالية قصيرة S.M.S على الجهاز المثبت بحزامه تحذره من عواقب ما قد يحدث عن هذه المخالفة. أما في منزله فيقع تثبيت جهاز آخر للالتقاط (Recepteur) يأخذ مشغل المراقبة من الجهاز الحزامي بمجرد دخول الشخص المعني الى منزله. وهذا الجهاز يمّكن جهة المراقبة من التأكد من أن الشخص المراقب موجود في منزله خلال الاوقات الاجبارية التي حددها له القاضي قبل اخضاعه للمراقبة. وتجربة المراقبة الالكترونية الدقيقة لكافة حركات المعني بالامر وسكناته لمدة معينة , تمكّن جهاز المراقبة وهي إدارة السجون بحسب الصحيفة , من السهر على التطبيق الحرفي لاحكام القضاء وتساهم في تخفيف الاكتظاظ عن السجون وتقليص النفقات التي تخصصها الدولة للمساجين اضافة الى بعض الجوانب الاخرى . وقد بدأت تجربة المراقبة الالكترونية في الولايات المتحدة الامريكية وفي كندا. فمنذ سنة 1989 شرعت بريطانيا وبلاد الغال في تطبيق التجربة ثم تلتهما السويد سنة 1994 فهولندا سنة 1995 وبلجيكا سنة 1998 ثم فرنسا سنة .2000 و تطبّق البلدان المذكورة هذه التجربة بعد دراسات وأبحاث معمّقة قام بها مختصون في القضاء والقانون وعلم النفس وعلم الاجتماع وغيرهم. وعلى غرار التحول التكنولوجي الذي حصل في مجال الهاتف (من القار الى الجوال) طورت البلدان المذكورة اساليب المراقبة الالكترونية التي كانت توضع في منزل المعني بها (أي قارة) فأصبحت تنتقل معه حيثما ذهب دون أن يؤدي ذلك الى أي نوع من الخلل في دقة المراقبة. ومن حيث المبدأ فإن إدارة السجون هي التي تتولى هذه المهمة. لكن في البعض من البلدان التي تطبّق هذه التجربة لا يوجد عدد كاف من الفنيين الملمين بهذه التقنيات. لذلك لجأ البعض الى شركات خاصة تقوم بتركيب اجهزة المراقبة وصيانتها لضمان حسن عملها عسى أن تقوم بمهمتها الاصلية وهي مراقبة الشخص المعني بالامر 24 ساعة على 24 و7 ايام على 7 . وبمجرد انتهاء مدة المراقبة تعاد هذه الاجهزة الى إدارة السجون وبشان امكانية هروب الشخص المراقب الكترونيا أو التخلص من اجهزة المراقبة أو عدم التقيد بالتعليمات الصادرة في الحكم , فتقول الصحيفة بأن ذلك حدث في فرنسا مثلا في20 مناسبة من جملة حوالي 3500 شخص خضعوا الى المراقبة, لكن الاجهزة الالكترونية المتطّورة الموضوعة على ذمة مركز المراقبة تسمح بتسجيل كل المخالفات فورا وتحذير صاحبها اولا ثم اعلام السلطة القضائية التي تأذن فورا بتحرك الشرطة وذلك حسب خطورة المخالفة ويمكن للسلطة القضائية أن تتخذ اجراءات اخرى ضد الشخص المراقب بعد نهاية فترة المراقبة. أما المعنيون بالمراقبة الإلكترونية , فقد أقرت السلط القضائية في البلدان المذكورة في بداية تجاربها أن يتمتع بالمراقبة الالكترونية كل شخص (يطلب ذلك طبعا أو بقرار قضائي) يرتكب جنحة تستوجب عقوبة سالبة للحرية لا تتجاوز سنة أو كل مرتكب جناية ولم يبق له أكثر من سنة في السجن. أما الآن فقد شملت هذه التجربة محكوما عليهم «خطرين» تتجاوز احكامهم 7 سنوات وذلك بعد أن أثبتت الدراسات أن « المراقبة الالكترونية » تساعدهم على الاندماج مجددا في المجتمع وتمنعهم من العودة الى ارتكاب الجنح أو الجنايات. كما يتمتع بهذا الاجراء الاشخاص الذين يسمح لهم القضاء بالسراح الشرطي أو بالمراقبة الادارية او الاقامة الجبرية. وفي فرنسا على سبيل المثال لا تطبق المراقبة الالكترونية المتحركة الا على الاشخاص المحكوم عليهم باكثر من سبع سنوات والمتمتعين بالسراح الشرطي أو بالنسبة الى المحكوم عليهم باكثر من عشر سنوات موجبة للمتابعة الاجتماعية والقضائية. وحول من يقرر مدة المراقة والجهة التى تقررها , فيقول التحقيق « تدوم مدة المراقبة الالكترونية المتحركة سنتين قابلتين للتجديد مرة واحدة بالنسبة الى الجنح وسنتين قابلتين للتجديد مرتين بالنسبة الى الجنايات. ولا يمكن منح هذا «الامتياز» الا بعد اجراء اختبار يمكّن المختصين من قياس درجة خطورة الشخص ومعرفة مدى قابليته للتوبة أو للعودة. اما من يقرر هذا الاجراء فهو قاضي تنفيذ العقوبات بعد إعداد ملف كامل للغرض. وبعد القرار يكّلف هذا القاضي إدارة السجون بتنفيذه » . وقد بنت البلدان التي تطبق المراقبة الالكترونية فلسفتها على عدة معطيات أهمها أن المراقبة هي في حد ذاتها حبس رغم انه في المنزل وأن بعض من زلت بهم القدم قادرون على التوبة والاندماج مجددا في مجتمعهم دون التعرض الى «العائق الاكبر» وهو السوابق العدلية. كما أن المراقبة الالكترونية تمّكن بعض المحكوم عليهم من الاستمرار في عملهم وعدم الانقطاع عن عائلاتهم. ومن جهة أخرى تكون المراقبة الالكترونية المتحركة اداة إضافية من أدوات التحقيق. فإذا اقترف احد المراقبين جريمة في مكان ما فإنها ستسجل عليه ويكون ذلك دليلا ضده لدى قلم التحقيق. واضافة الى هذه المعطيات هناك سبب آخر هام جدا جعل هذه البلدان تلجأ الى « المراقبة الإلكترونية » وهي أن السجون في هذه البلدان ما فتئت تشهد اكتظاظا رهيبا بسبب ارتفاع نسبة الجريمة. والسجين الفرنسي الواحد ، يكلف الدولة 60 أورو في اليوم والدولة لا تضمن بل ربما لا تأمل في توبته بعد قضاء مدة العقاب. اما بطريقة المراقبة الالكترونية فإن التكلفة تنزل الى النصف (30 أورو) حسب وزارة العدل الفرنسية بينما يقول خبراء فرنسيون انها لا تتجاوز ثلث تكلفة السجن. كما أن هذه العقوبة ستخفف الضغط كذلك عن مراكز الاحتفاظ. فعندما يرتكب شخص ما جنحة أو جناية يمكن للقضاء ألا يصدر بطاقة ايداع بالسجن ضده في انتظار محاكمته وقد تكون مدة الانتظار أطول من الحكم. وفي هذه الحالة يأمر القضاء بوضع الشخص تحت المراقبة الالكترونية الى حين مثوله أمام العدالة. ويدعو المحامي محمد بن صميدة عبر الصحيفة الى إعتماد « السوار الإلكتروني » لأنه يرى أن عقوبة السجن في بعض القضايا لا معنى لها , والافضل هي المراقبة الإلكترونية التى ستخفّف الأعباء عن الدولة والقضاء والمجتمع وتطبيقها اليوم صار ضروريا , ويوجد في القضاة سلّم عقوبات يتراوح بين الاعدام والمؤبد والخطية والعمل لفائدة المجموعة الوطنية الى غير ذلك . ويضيف صميدة , لكن التوجهات الجديدة للمشرّع التونسي بدأت تنزع نحو الابتعاد عن تسليط العقوبات السالبة للحرية في القضايا التي لا تمثّل خطرا على المجتمع (الصلح بالوساطة في المادة الجزائية أو العمل لفائدة المصلحة العامة..) وقد أدخلت تنقيحات عديدة على بعض القوانين على غرار الايقاف التحفظي , وانطلاقا من المبدإ القانوني الذي يقول إن المتهم بريء حتى تثبت إدانته ومن فلسفة العقاب التي أصبحت لا تهدف الى التشّفي أو العقاب في حد ذاته وإنما الى الاصلاح تصبح بعض الاجراءات والتدابير الجديدة ذات تأثير إيجابي على الدولة وعلى القضاء وعلى المتهم نفسه ومنها على سبيل المثال هذا الذي يمكن أن نسميه « السوار الالكتروني » أو « المراقبة الالكترونية”. وفي الاطار ذاته يمكن أن أعطي بعض الامثلة. فقاضي التحقيق يمكن أن يطلق سراح أحد المتهمين في انتظار المثول أمام المحكمة وأن يمنعه من الظهور في أماكن معينّة تفاديا لكل ما يمكن أن يؤثر على سير التحقيق أو ضمانا لسلامة المتهم أو سلامة أطراف أخرى. هنا يطرح السؤال: كيف يمكن لقاضي التحقيق أن يراقب هذا المتهم؟ هل يضع على ذمته عون أمن يتبعه كظّله ويحرص على تطبيق قرار قاضي التحقيق؟ من جهة أخرى هناك بعض الجرائم يقع إكمال مدة العقاب فيها بما يعبّر عنه العقوبات التكميلية (المراقبة الادارية..منع الاقامة في مكان أو أماكن معيّنة) في هذه الحالة يجب على المحكوم عليه أن يمضي يوميا على دفتر خاص بمركز الشرطة مع كل ما يترتب عن ذلك من تقييد للحرية وترسيخ نظرة المجتمع لذلك الشخص (الخوف منه أو تجنبه أو نعته بأنه مجرم أو غير ذلك) فهل أن مجرد الامضاء بمركز الأمن كاف لنقول إن ذلك الشخص مراقب؟ يتساءل المحامي . ويجيب : هنا أعود الى مسألة « السوار الالكتروني »الذي يمكّن الاجهزة المعنية بالامر من مراقبة الشخص (المتهم أو المحكوم عليه) مراقبة دقيقة وإعطائه فرصة أن يبقى أمر مراقبته سريا وغير معلن للعموم. كما يسمح هذا الجهاز لكل متهم بمواصلة حياته المهنية والاجتماعية دون أن يتعرض لما يتعرض له عادة صاحب السوابق العدلية حتى لو كان بريئا (قضى مدة معينة في الايقاف). ويضيف المحامي صميدة : نتصور الآن صاحب مؤسسة تشّغل عشرات العائلات، ولسبب من الاسباب أصدر صكوكا بلا رصيد وبمقتضى القانون يدخل السجن. فمن المستفيد من سجنه؟ لا أحد.. لا الدولة ولا المستفيد من الصكوك ولا تلك العائلات التي قد يضيع مصدر رزقها بسجن صاحب العمل. نتصور كذلك شخصا إنفصل عن زوجته ثم عجز عن دفع النفقة لها. فهل سيستفيد احد، بمن فيهم الزوجة المطلقة، من سجنه؟ وفي مثل هاتين الحالتين، وغيرهما طبعا، أليس من الافضل أن نعطي الفرصة لتسوية الوضعيات بدل السجن؟ فعندما نضع أحدا في السجن نمنعه من الانتاج الذي يسمح لــه بتسويــة وضعيته والاتعاظ بأخطائه , ويتسائل بقوله : أفليس الافضل في هذه الحالات إبقاء هؤلاء بحالة سراح مع وضع سوار إلكتروني لمراقبتهم طوال الفترة التي يلتزمون فيها بالتسوية؟ و »السوار الإكتروني  » بحسب صميدة قد لا يعني الكبار فقط وإنما الصغار أيضا , فالمشرّع التونسي يتوجه الى عدم عزل الطفل الجانح عن محيطه العائلي. ومهما كانت الوسائل متوفرة في الاصلاحية فإنها لا تعوض العائلة. وعلى هذا الاساس يتصور أن السوار الالكتروني سيحل الكثير من مشاكل الاطفال الجانحين. فالمراقبة تمكّن الاجهزة المعنية من تحديد الاماكن التي يرتادها الطفل. فاذا اقترب من مكان مشبوه مثلا يقع التدخل قبل أن يرتكب الطفل حماقة اخرى بسبب بعض «الخلط الفاسدة» وبهذه الطريقة نحمي الطفل ونراقبه وهو وسط عائلته ومدرسته والنوادي التي يمكن أن يرتادها مع غرس شعور لديه بأنه مراقب طوال الوقت فيكون ذلك سببا في تعديل سلوكه نحو الأحسن». ويرى المحامي محمد بن صميدة أن « المراقبة الإلكترونية » تحقق فائدة للمجتمع والدولة معا , فالدولة تتكفل بالانفاق على المساجين والموقوفين في كل ما يتعلق بأكلهم ونقلهم وعلاجهم وغير ذلك.. والكثير من هؤلاء يمكن تجنيبهم دخول المحاكم أو السجون أصلا. ويضيف , ولو طبق اجراء « السوار الالكتروني » فإن الكثير من النفقات ستتقلّص والكثير من «أتعاب» المحاكم ستنقص والكثير من مشاكل السجون أو مراكز الايقاف ستزول.. وفي هذا طبعا فائدة للجميع رغم أنه لا يمكن الحكم على تجربة لا نعرفها.. لكن نجاحها في بلدان أخرى لا أعتقد أنه جاء من عدم.   نعتقد ان هذا الإقتراح « خطير للغاية » خاصة وأن إلتزام السلطات في تونس بمقتضياته في حال إقراره مشكوك فيه ومن المرجح بقوة أن تتوسع الجهات الأمنية والقضائية في هذا الإجراء , خاصة تجاه القضايا السياسية في ظل الصلاحيات الواسعة التى تتمتع بها وزارة الداخلية التونسية وغياب قضاء مستقل , ويمكن أن نتصور مثلا حال السجناء السياسيين كيف ستتحول حياتهم بعد أن يعتمد البوليس في ملاحقتهم « سوارا الكترونيا » يحصى عليهم كل تحركاتهم وعلاقاتهم , وكيف سيكون الوضع حين يتوسع اجراء المراقبة الإلكترونية ليشمل الآلاف !!!؟؟؟ ان التجربة الحاصلة في تعامل اصحاب الشأن في تونس مع دستور البلاد وقوانينها المكتوبة والتى تفيد بأنهم أبعد ما يكونون عن الإلتزام بها والعمل بمقتضياتها , يجعلنا نبدى توجسا بالغا تجاه هذا الإقتراح الذى سيعمق أزمة غياب الحريات ويكرس القبضة الأمنية والدولة البوليسية في البلاد , والأولى بدل البحث عن مزيد إحكام القبضة على المجتمع , هو إطلاق الحريات والحد من صلاحيات الجهات الأمنية وارساء دولة القانون وتحقيق العدالة بين الناس .  (المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 28 جويلية 2008)  
 

فاجعة بحرية أخرى قبالة سواحل الشـابة وفاة «حارقيْن» جوعا وعطشا، فقدان 6 آخرين و3 نجوا بأعجوبة بعد 11 يوما من مصارعة الأمواج

«الحارقون» أبحروا من سواحل الوطن القبلي وتعّطب زورقهم على مشارف جزيرة بانتلاريا الايطالي ماذا قال أحد الناجين عن 11 يوما من الصراع مع البحر؟ أحد الضحيّتين دفن يوم عيد ميلاده الـ25  

 
 تونس – الاسبوعي- القسم القضائي: المكان غابة الدويرة بالأحواز الشمالية الشرقية لمدينة الشابة من ولاية المهدية المطلّة على البحر الابيض المتوسط ..الزمان الثالثة من بعد زوال أحد أيام الاسبوع الفارط..  بعض المصطافين تفطنوا لوجود زورق تتقاذفه الأمواج على بعد عشرات الأمتار من اليابسة وعلى متنه خمسة أشخاص بينهم ثلاثة في حالة صحّية حرجة والآخران جثتان. سارع أعوان الحماية المدنية بالتوجه الى المكان والتحق بهم أعوان الحرس البحري والوطني والاسعاف ونقل الاحياء الثلاثة على جناح السرعة الى المستشفى الجامعي الطاهر صفر بالمهدية حيث احتفظ باثنين منهم تحت العناية المركزة فيما تلقى ثالثهم الاسعافات اللازمة ليحال لاحقا على فرقة الابحاث والتفتيش بالمنطقة الجهوية للحرس الوطني بالمهدية قصد سماع أقواله قبل أن يحال على أنظار السلط القضائية بالمهدية والتي بعد مواصلة التحقيقات أطلقت سراحه.     الزورق على كف البحر   وقد أفاد الشاب المذكور أثناء التحري معه أنه شارك رفقة عشرة أشخاص آخرين في عملية إبحار خلسة انطلاقا من سواحل الوطن القبلي باتجاه جزيرة  بانتلاريا الايطالية غير أنهم فوجئوا بتعطب الزورق بعد إصابة محرّكه بخلل فني لم يقدروا على إصلاحه على بعد أميال قليلة من وجهتهم وصار الزورق على كفّ البحر تتقاذفه الامواج يمينا وشمالا وعجز الجميع عن إيجاد حلّ وأصبح مصيرهم غامضا ومجهولا وأضاف المشارك المذكور في «الحرقة» أن عدة سيناريوهات تبادرت الى أذهانهم حينها خاصة أن الجوع والعطش أخذا منهم مأخذهما بما أنهم لم يتزودوا لا بالماء ولا بالمواد الغذائية بعد أن طمأنهم «الرايس» (أصيل الوطن القبلي) بقرب المسافة وسرعة الوصول.   3 ارتموا في الماء   وكشفت المعطيات التي تحصلنا عليها من مصادر مختلفة أن ثلاثة من المشاركين في عملية الابحار خلسة قرروا الارتماء في الماء بعد يومين من العطب وأفاد الناجي الذي كان أول من أدلى بأقواله من بين الناجين في هذه الفاجعة البحرية الجديدة أنّ رفاقه الثلاثة ظنوا أن اليابسة قريبة بعد أن رأوا الاضواء فارتموا في الماء وظلّوا يسبحون دون أن يعلموا شيئا  عن مصيرهم.   وفاة اثنين   وأضاف أن اثنين آخرين شاهدا بعد خمسة أيام من العطب مركبا فارتميا في الماء قصد الالتحاق به ولا يعرف ان كانا نجحا  في استمالة طاقمه أولا كما أكد عدم معرفته بمصيرهما وكذلك مصير مشارك آخر ارتمى في الماء بعد ثمانية أيام من حادثة العطب وأشار الشخص ذاته الى أن خمسة فقط من بين المشاركين في «الحرقة» ظلوا جاثمين في مكانهم ..ينتظرون مصيرهم بأمل وألم.. «الجوع نال منا والعطش كذلك.. لم نجد شيئا نأكله فمات أحمد العكروتي وأحمد بنور جوعا وعطشا وتدهورت الحالة الصحية للبقية حتى وجدنا أنفسنا في المستشفى». يتابع أحد الناجين -«كانت غلطة أن شاركنا في هذه الحرقة.. شفنا الموت بعينينا».   11 يوما من الجوع والعطش   وفي ذات السياق أثبتت التحريات المجراة في الحادثة أن المجموعة المتكونة من 11 شخصا (أحدهم  من الوطن القبلي وهو الرايس) انطلقت يوم 9 جويلية الجاري من أحد شواطئ ولاية نابل وتحديدا بين منزل تميم وقليبية باتجاه جزيرة بانتلاريا ولكن الرحلة غير الشرعية توقفت على بعد أميال قليلة من الجزيرة الايطالية بسبب خلل في المحرك يرجح أنه ناجم عن نفاد البنزين وبعد 11 يوما بالتمام والكمال أرسى الزورق بشاطئ الدويرة بالشابة  وعلى متنه ميتين وثلاثة أحياء.   في بيت الضحية أحمد العكروتي   ولمتابعة ملابسات وتطورات الفاجعة ميدانيا زارت «الاسبوعي» عائلات عدد من المشاركين في العملية وكانت البداية من منزل عائلة الضحية أحمد سمير العكروتي (من مواليد 22 جويلية 1987) الذي دفن يوم الثلاثاء 22 جويلية الجاري أي أنّ أهله واروه الثرى يوم ذكرى ميلاده الخامسة والعشرين ففي منزل والديه كانت جحافل المعّزين تتدفق.. وكان الألم يسيطر على الجميع والحيرة تعصف بالكل..«لماذا حرق أحمد سمير؟» هذا السؤال الذي طرحه الجميع ولم يعثروا له عن إجابة فالشاب كان يعمل في محل لتركيب بلور السيارات والوضعية الاجتماعية لعائلته مستورة ولكنه غامر فلقي حتفه.   وقد أفادنا أقارب أحمد سمير أنه أخفى عنهم أمر «الحرقة» وأعلمهم في المقابل بأن «عرفه» سلّمه مبلغا ماليا قدره 500 دينار لإجراء التمارين والاختبارات اللازمة للحصول على رخصة سياقة وبذلك فإنه سيتوجه برفقته الى مدينة صفاقس حيث سيقضي يومين أو ثلاثة ولكن.. طال انتظار العائلة وترددت أخبار عن وصول «حراقة» من الحي الى إيطاليا دون أن يعلم أفرادها ان كان أحمد سمير من بين هؤلاء  أولا الى أن جاءهم خبر وفاته  بعد 11 يوما من الغياب.   في بيت الضحية أحمد بنّور   وجهتنا الثانية كانت بيت عائلة الضحية أحمد بن مفتاح بنور (من مواليد 7 ديسمبر 1984) الذي دفن مساء يوم الثلاثاء بمسقط رأسه .. هناك تحدث الينا شقيقه فقال: «لسنا ندري من غرّر به فهو يملك محلين تجاريين بالحي ووضعيته المادية ممتازة وعائلتنا  بصفة عامة تعيش «مستورة» وفي آخر يوم له معنا سلّم لوالدتي مبلغ 150 دينارا ولوالدي 30 دينارا وأعلمهما بأنه سيتوجه رفقة صديق له الى مدينة جندوبة لحضور حفل زفاف أحد أصدقائه وأنه سيعود بعد ثلاثة أيام ولكنه لم يعد وظل هاتفه مغلقا الى حين إبلاغ عائلته بوفاته أثناء «حرقة» الى إيطاليا.   تحسن حالة الناجيَيْن   الى جانب الناجي الذي تم سماع أقواله علمنا من مصادر عائلية أن لطفي بن عبد الحميد النموشي (من مواليد ديسمبر  1963 متزوج وله طفلان) ومحرز بن يونس المدفعي (من مواليد 17 جانفي 1985) أنقذا من موت محقق بسبب الجوع والعطش وتطورت حالتهما الصحية نحو الافضل. كما أفادنا أقاربهما بأن الاول يملك محلا لاصلاح بلور السيارات أما الثاني فيعمل بمحل لبيع الدجاج وقد غادرا منزليهما دون إشعار أي  من أقاربهما عن وجهتهما.   مصير غامض للمفقودين؟   كما توجهنا الى منازل عدد من المفقودين وقد أفادنا أقاربهم بأنهم  لم يعلموا بمشاركة ابنائهم في هذه الرحلة السرية. اذ أعلمنا السيد حبيب الفقراوي والد المفقود أسامة والذي كان في حالة نفسية متدهورة للغاية أنّ إبنه كان يعمل في الخطوط الجوية التونسية وأن حالته المادية مستورة وأضاف أن فلذة كبده غرّر به إذ لم يسبق أن طرح مسألة «الحرقان» وفي آخر يوم له ترك جهاز هاتفه المحمول في البيت وغادر دون أن يرجع الى اليوم لتظل عائلته  تتمزق من شدة الألم.   ذات الألم والحزن مازال يخيّم على عائلة المرواني التي فقدت الى حد كتابة هذه الاسطر ابنها سليم (من مواليد 1987) ولا تعلم إن كتبت له النجاة أو لا في غياب اليقين والمعلومة الدقيقة. وقد أفادنا  شقيقه بأن سليم أعلم والديه بأنه سيتوجه الى طبربة لحضور حفل زفاف صديقه طيلة ثلاثة أيام وعندما  اتصلت به ليلا لم أسمع أية نغمات أو موسيقى فاستفسرته ولكنه أعلمني بأنه بعيد- حينها – نسبيا عن العرس بصدد الحديث مع صديق له وزوجته وعندما حاولت الاتصال به مجددا فوجئت بهاتفه مغلقا» – يتابع الأخ – «كان سليم يعمل بمحل لتركيب بلور السيارات ومستقر اجتماعيا ولكن «أولاد الحلال» غسلوا مخّه وغرّروا به». كما تحولنا لاحقا الى منزلي المفقودين زياد الجلاصي (في العقد الثالث من عمره) وكريم الماجري (حوالي 22 سنة) ولكن أقاربهما  رفضوا الحديث  عن الحادثة غير أن بعض الاجوار أعلمونا بأنهما  توجها الى الوطن القبلي بمعية مجموعة أخرى من الشبان في شاحنة ولم يتسن لنا التأكد من صحّة هذه المعلومة.من جانب آخر علمنا أن المفقودين الستة ارتدوا جميعا «ملابس النجاة» (سوفتاج) قبل الارتماء في البحر ولا يعرف مصيرهم فهل نجحوا في الوصول الى الاراضي الايطالية أم…؟    صابر المكشر   أيمن. م    قائمة المـشاركين   الاسم واللقب   أحمد سمير العكروتي   أحمد بن مفتاح بنّور   سليم بن أحمد المرواني   أسامة بن حبيب الفقراوي   زياد الجلاصي   العربي الباجي   كريم الماجري   الحبيب  (الرايس)   لسعد (لقبه مجهول)   لطفي بن عبد الحميد  النموشي   محرز بن يونس المدفعي    (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 28 جويلية 2008)

 مسؤولية المعارضة الدكاكينية

في تردي الأوضاع التونسية

*اللائكية قبل الحرية والكرامة والديمقراطية*  

 
ان المتابع لسيل مقالات المعارضين التونسيين هذه الأيام عبر مختلف البوابات الالكترونية الملتزمة يلاحظ بسهولة تفوق الجانب التنظيري والتوصيفي والشعاراتي ممثلا في اصدار اللوائح والبيانات والتعقيبات والاعتذارات وخاصة استغلال الأحداث الأخيرة لمنطقة الحوض المنجمي للحصول على شرعية مفقودة،أو لتبرير تقصير أكيد؟؟؟ وقد أفرزت هذه المعاينة وجود انفصام كامل بين مناضلي المجتمع المدني الذين يتعرضون يوميا للانتهاكات وللاهانات والملاحقات باعتبار وجودهم في الصف الأمامي فيعايشون المحنة على المباشر فتصدر البيانات والبلاغات وعرائض التنديد والمساندة لدعمهم معنويا في محنتهم المتراوحة بين السجن والاقامة الجبرية والملاحقة والمراقبة اللصيقة وسحب الحقوق المدنية مما جعل هؤلاء المناضلين برغم ارتباطاتهم بمختلف الحساسيات السياسية يعتبرون الممارسين الحقيقيين للعمل السياسي الميداني الحقيقي الذي يدفعون ثمنه من حريتهم ومن راحة عائلاتهم ومن انسداد فرص العيش وكسب الرزق أمامهم؟؟؟ أما المعارضة المتقمصة لدور المعارضة سواء منها الحاصلة على تراخيص ولزمات سمحت لها بدخول مجلس النواب وبالحصول على حصتها من التجمع الدستوري لا من الناخبين فهي ملتزمة بالتهدئة على حد قول الأمين العام لحركة التجديد ونبذ التسرع والانتظارية أي بالحد الأدنى المتاح أو المرخص من الأداء التمثيلي وليس السياسي اكتفاء باصدار الجرائد ذات الألوان الزرقاء والخضراء،والبيانات الطنانة والرنانة،وخاصة باستغلال الأحداث القائمة  بحثا عن شرعية غائبة وتغطية لعورة ثابتة ،أما المعارضة القائمة خارج مجلس النواب المرخص وغير المرخص لها فهي تسير على خطى المعارضة المتقمصة اكتفاءا بحضور الاجتماعات أو »اللمّات » السياسية لمحدودية قواعدها وتشرذمها وخصوصا خشيتها من عواقب عدم الترخيص لها وتداعياته القانونية والأمنية؟؟؟ وبرغم أن هذه المرحلة التي نعيشها الآن تمثل منعرجا حاسما وحقيقيا يستوجب توحيد الجهود والصفوف في انتظار حلول الاستحقاقات الانتخابية القادمة،أو حتى لمواكبة الأحداث القائمة داخل البلاد،تجميع الجهود وصهر الامكانيات وانشاء تعاضدية خدمات تضم كل هذه الدكاكين على اختلاف ألوانها وشعاراتها وقلة أنصارها ووهج قيادييها الفاتحين لحسابهم الخاص،واطلاق تجمع للقوى الوطنية السياسية والمجتمعية والنقابية،أو جبهة للعمل الديمقراطي،هذا بطبيعة الحال اذا قبل أصحاب الشأن وملتزمو هذه الدكاكين المستفيدين منها ظهورا على المنابر والمحطات واستضافة هنا وهناك،الحريصين مثل بعض الفنانين على أدائهم المميز وأذواقهم الخاصة أكثر من خدمة البلاد وخدمة المواطن الذي ضاع وتاه ولم يعرف سبيله في هذا الزحام من الدكاكين الكثيرة العدد،المعدومة أو القليلة الـتأثير على الساحة الوطنية؟؟؟ فطالما أن هذه المحنة لا تفرق بين المواطنين باعتبار مواقعهم ومواقفهم السياسية فالمطلوب الارتقاء بعمل الحركات والتنظيمات ولا أقول أحزاب الى مستوى أكثر فاعلية وتنظيمية نضالية فتنتقل من العمل الدكاكيني الاعلامي المركز على البيانات الالكترونية والأحاديث الصحافية،فينزلوا الى الميدان،كما المطلوب أيضا من بعض رموز المعارضة الذين اختاروا المنفى الطوعي أن يعودوا الى موطنهم،وأن يتحملوا مسؤوليتهم كاملة،ونصيبهم من العمل السياسي الميداني الحقيقي ،وبالسعي الى توحيد الجهود مع باقي القوى في صلب تكتل للقوى السياسية التونسية؟؟؟ وطالما أن البعض من زعماء المنفى قد رفعوا شعار العصيان المدني قياسا على ماحدث أخيرا في مصر العربية،فهم لا يعلمون في واقع الحال حقيقة الأوضاع في الداخل التونسي الذي يعاني حاليا نتيجة استقالة وغياب المعارضة على الميدان،وحتى في بعض الشرائح النخبوية مثل قطاع المدرسين الجامعيين من تفشي ظاهرة الاستقالة والانهزامية والقبول بالأمر الواقع الرديء.أما عامة التونسيين فان نصيبا وافرا منهم أصبح يتوزع بين أغلبية صامتة يتنازعها الخوف والرغبة في الوصول الى لقمة العيش بأقل الخسائر والتكاليف الممكنة،وبين أقلية نفعية طفيلية تراكم الأموال بالوسائل كلها مبررة اللصوصية والانهزامية،معتبرة الأوضاع القائمة التي هي في صالحها وتتمنى دوامها بأنها قضاء وقدر؟؟؟؟

 

حازت جائزة أفضل إنتاج إعلامي حول المرأة العربية آمال موسي.. شاعرة تحتفي بأنوثتها وتسعي للوصول لذاتها * الإعلام ساهم بإظهار الإبداع الأنثوي.. لكنه غيّر صورتها في الإعلان

تونس-الراية-إشراف بن مراد: عبر لغة موحية توهجاً تشد قارئها إلي ما بعد القراءة، وكأن النص يتحول هنا لعبة في التبادل والتوالي والانكفاء إلي اللانهائي الذي لا حدود لوصوله ووصاله، ولا قبض علي لحظته، إنها كتابة في الحضور الباهي للجسد غير الناضب وكتابة في المرآة السحرية التي تمنح الجسد فيزياء متعالية ‘.هكذا قرأ علي حسن فواز نصها الشعري، إنها الشاعرة آمال موسي المحتفية دوما بأنوثتها التواقة إلي ولوج مساحات أكبر من الحرية والحب. وقد صدر لآمال موسي ثلاث مجموعات شعرية هي: ‘أنثي الماء ، ‘خجل الياقوت’، ‘يؤنّثني مرّتين’، وقد ترجمت أغلب أعمالها إلي عدة لغات مثل الإيطالية، الإنجليزية والأسبانية والفرنسية والبولندية والتشيكية. ولآمال موسي حضور بارز في عدة ملتقيات إذ تلقت دعوتين للمشاركة في مؤتمرات اليونسكو في الجزائر سنة 1999. أما المشاركة الثانية فقد كانت في عمان الأردنية مايو 2002 وقدمت الشاعرة آمال موسي بحثا حول التربية علي الشعر الحديث في التعليم الثانوي في تونس.ويذكر أيضا أنّها باحثة في مجال علم الاجتماع. الراية: التقت الشاعرة والباحثة آمال موسي فكان هذا الحوار: إلي أي درجة أنت تنحازين إلي مزاجك الأنثوي عند الكتابة؟ – انحاز إلي مزاجي الأنثوي إلي درجة عالية جدا باعتبار أنّ ما يهم في العملية الفنية هو تسجيل النبرة الخاصة فكلما توفرت النبرة في القصيدة أو في النص السردي بشكل عام كلما كان المبدع أكثر صدقا. وبالتالي أكثر التصاقا بذاته. ومن ثمة يمكن القول إننا أمام تجربة تحمل إضافة معينة علي اعتبار أنّها تقدم الصوت الخاص لصاحبها ونبرته وتجربته. خاصة أن الشعر هو أقرب ما يمكن إلي زخم الداخل.وبالتالي، أحاول أن أكتب هذا الداخل الإنساني والانطلاق مما هو خاص وشخصي للوصول إلي ما هو ذاتي علي اعتبار أنّ المسافة بين ما هو شخصي وما هو ذاتي هي مسافة طويلة يدركها أهل الفنّ جيدا. فالذاتي هو ما يجمع كل الذوات بينما ما هو شخصي هو ما يهمّ الشخص فقط. ومن الشعارات المتداولة أن المحلية هي طريق للعالمية و أنا أقول إنّ ما هو شخصي هو طريق إلي الذاتية في الفنّ و الشعر. الراية : بما أنك تتحدثين عن العالمية، فهل ترجمة أعمالك إلي عدة لغات هو طريق إلي العالمية؟ -قد يكون ذلك، ولكني أنظر إلي المسألة من جهة أخري يعني بكل موضوعية وبتوخي القراءة الواقعية للأشياء أقول إنّ الترجمة ليست اليوم فقط وإنما أيضا في الأمس تعد مسألة مهمة جدا علي اعتبار أنها محاولة للاتصال بالآخر. فأن يتصفح قصيدتي ويفك شفراتها قاريء من ثقافة ومن لغة أخري أظن أنها مسألة مغرية وتثير الفضول. هذا إضافة إلي معطي آخر اعتبره أكثر أهمية وهو أنّ دخول النص الأدبي إلي لغة أخري هو امتحان للنّص في حدّ ذاته علي اعتبار أنّه يمكننا من أن نعرف إلي أي حدّ هذا النص قادر علي اقتحام لغات أخري.. دون أن ننسي أنّ كل لغة تساوي زمنيا عمرا كاملا بالنسبة إلي النص. والنص الذي يستطيع أن يدخل في أكثر ما يمكن من اللغات هو في نهاية الأمر نص حصد عدة حيوات وليست لديه حياة واحدة. فكلما مرت القصيدة ونجحت في السفر إلي لغة أخري والإقامة فيها بشئ لائق تشعر فيه بالراحة والاسترخاء فهذا دليل علي أنّ النص الذي يكتب ليس لصيقا بأشخاص معينيين وبثقافة معينة بقدر ما يحاول أن يرتمي في أحضان الثقافة العالمية والإنسان الكوني بشكل عام. وأنت الحائزة علي جائزة أفضل إنتاج إعلامي حول المرأة العربية، كيف ترين الصور التي يقدمها الإعلام عن المرأة؟ -هناك نوعان من الصور:صور مشرقة وهي صور مجّسدة بمعني أنّه علي مستوي الصحافة المكتوبة والوسائل السمعية البصرية لا ننسي أنّ أكثر من النصف من العاملين في المجال الإعلامي بشكل عام هم من النساء والفتيات، وبالتالي بامكاننا أن نتحسس إضافة المرأة في هذا المجال وهي إضافة تذكر فتشكر. فهناك العديد من الأفلام والأصوات التي أضافت إلي المشهد الإعلامي. كما أنّه من خلال الإعلام نتعرف علي كفاءات أخري ذات علاقة بحقول معرفية أخري، أعتقد أنّ الإعلام ساهم في إظهار الكفاءات النسائية في جميع حقول المعرفة والثقافة. طبعا في مقابل ذلك وخاصة في ما يتعلق بالاعلان هناك تضييق للخناق علي المرأة ومحاولة حسرها في صورة أقرب ما يكون إلي المنتوج الاستهلاكي. وهنا، أعتقد أنّ نظرة موضوعية بالنسبة إلي مجال الإشهار ننتهي من خلالها إلي القول إنّه حتي الرجل في الإشهار بات سلعة لا أكثر ولا أقل. وهو ما لاحظناه في المجلات الاعلانية وأيضا في الفقرات الإعلانية. تري الكثيرات من الباحثات أننا مازلنا نعيش في مجتمع ذكوري.ما رأيك؟ -بالنسبة إلي المجتمع التونسي لقد تجاوزنا مسألة العيش في مجتمع ذكوري .و لكن رغم ذلك لا تزال هناك بعض قيم المجتمع الذكوري متواصلة.وأظن أنّ تواصلها هو مسألة عادية ومنطقية لأنّ تحديث النظام القيمي والمنظومة القيمية الرمزية الثقافية للمجتمعات مسألة ليست سهلة بل تحتاج إلي زمن طويل وإلي وقت أطول كي تتجذّر لأنّ المسألة ذات علاقة بالوعي وباللاوعي وبأنماط السلوك… وكل هذا يحتاج إلي زمن كي تتغلغل كل تلك الممارسات والقيم الجديدة مع العلم أنّ المجتمع التونسي يعتبر أفضل حالا من المجتمعات الأخري باعتبار انه قد خاض مغامرة التحديث مبكرا وذلك مباشرة بعد الاستقلال.. ولا ننسي أنّ مظاهر التحديث في تونس كانت عميقة وذات علاقة بالبنية الهيكلية للمجتمع التونسي ككل من خلال إلغاء الأحباس،وإلغاء التعليم الزيتوني وتعويضه بتعليم عصري علاوة علي إلغاء المحاكم الشرعية وتعويضها بقضاء مدني وإصدار مجلة الأحوال الشخصية التي تعتبر ثورة حقيقية بالنسبة إلي القانون التونسي لأنها تحمل قوانين مهمة لكل الأسرة التونسية وليست إلي المرأة فحسب. ورغم أنّ مشروع التحديث في تونس انطلق منذ أكثر من نصف قرن إلاّ أنّ بعض مظاهر القيم الذكورية مازالت متواصلة في السلوك وفي عقلية الأفراد. وهي مسألة عادية جدا لان نصف قرن بالنسبة إلي تطوير الذهنية لا يعتبر بالزمن الطويل والكافي. أنت من أب تونسي وأم جزائرية وجدة مغربية. إلي أي درجة يؤثر هذا الانتماء المغاربي في ذات آمال موسي وشخصيتها الإبداعية؟ -إلي جانب انتمائي إلي تونس البلد الأصلي والأساسي بالنسبة إليّ. فإنّ انتماء بعض أفراد العائلة إلي المغرب له إضافة خاصة حتي علي مستوي التنوع الداخلي والإحساس بهذا الانتماء المتعدد جغرافيا وإن كان قريبا.فالإنسان في نهاية الأمر له عدة انتماءات وهي التي تحدد أفكاره ومواقفه، فأنا تونسية مغاربية عربية كونية.. وأظن أن هذا له مؤثرات في علاقتي بالمكان وببعض الأشياء .لكني أري أنّ علاقتي بالزمن أكثر قوة وعمق من علاقتي بالمكان ربما هذا يعود إلي الشساعة الجغرافية التي انتمي إليها. ونحن نتحدث عن المكان هل تختلف التجربة الإبداعية النسائية بين المغرب والمشرق؟ -أعتقد أنه ليس هناك اختلاف كبير بالمعني المقصود. فالشاعرات والمبدعات اليوم في المشرق والمغرب يكتبن قصيدة ونصا روائيا حديثين بمعني أنّ الحداثة كمنظور نقدي فني هي التي تجمعهم وليست الجغرافيا. وأظن أنّ هناك قربا فنيا كبيرا، ففقط الأصوات مختلفة لأنّ كل صوت يحاول أن يعبر عن علاقته بذاته والآخر، بالوجود من خلال نفس القارب الفني وهو الآليات والأدوات الجمالية الحديثة. قلت إنّك نرجسية داخل القصيدة. هل يعني ذلك وجود مفارقة بين آمال موسي داخل القصيدة وخارجها؟ – لا يعني ذلك ولكن أعتقد أنّ الذات الشعرية تختلف عن ذات الشاعر الأصلية باعتبار أنّ الذات الشعرية تحاول أن تكون مركز العالم الشعري .وعادة الذوات الشعرية التي تبحث أن تكون بطلة داخل النص الشعري هي ليست كذلك في الواقع لأنّ علاقتنا بالقصيدة وبالفن عموما هي علاقة بديل وتعويض. إلي أي درجة يساعد شكل القصيدة الشاعر علي بلوغ غايته خاصة أنّك مقبلة علي قصيدة النثر؟ -أولا قصيدة النثر هي أكثر القصائد حرية فهي قصيدة متمردة لا تعترف بالوزن. لكن في المقابل هذه القصيدة تمكنت من أن تقيم لنفسها نظاما جماليا فنيا إذ لديها أدواتها الفنية القائمة علي الرمز لأنّ معطي السرد لديه مكانة متميزة في قصيدة النثر.إضافة إلي الخط الدرامي والقفلة القوية التي تلفت الانتباه وكيفية صنع الدهشة في قصيدة النثر..لأجل ذلك أعتقد أنّ قصيدة النثر تحتاج إلي مهارة أكبر من الأشكال الفنية الأخري ثم لا ننسي أنّ هناك علاقة بين الشكل الفني والمضمون. وبالتالي أنا أري أن قصيدة النثر كشكل فني هي قصيدة تركز علي ما هو حميمي، علي التفاصيل، علي تلك الأشياء التي لا أقول أهملتها القصيدة العمودية أو قصيدة التفعيلة ولكن تركتها في المقام الثاني. (المصدر: صحيفة ‘الراية’ (يومية – قطر) بتاريخ 27 جويلية 2008)

الأستاذ فتحي المولدي يكشف أوراق «بالمكشوف» في حوار لـ: «الاسبوعي»
حاوره: الصحبي بكار
معز بن غربية ظن أنّي «خنته» مع عادل بوهلال وبرهان بسيّس وضعني في ورطة..؟! بـ«المكشوف».. عذاب أليم وقناة حنبعل أضرّت بمكتبي الخاص انتظروني على قناة «نسمة T.V» وهذا ما أنصح به الفريق الجديد لـ «بالمكشوف».. الأستاذ رؤوف شيخ روحه.. أخجلني من نفسي هل الجامعة أقوى من البنك المركزي أو وزارة التجارة حتى يستقيل الطاهر صيود..؟! من أداب الحوار أن يقع تقديم الضيف.. لكن ما العمل وضيف اليوم فرض علينا مخالفة القاعدة؟.. لسبب بسيط وهو أن الرجل أكبر من كل تقديم.. فالرجل منذ ميلاد قناة حنبعل وانطلاق برنامج «بالمكشوف»، جاء لنا بخطاب جديد شعاره الجرأة والصراحة.  مما جعل الأستاذ فتحي المولدي يكون «معبود» الجماهير الرياضية من بنزرت الى تطاوين.. ولا تظن أن الحب الخرافي الذي طال أحد النجوم السابقة لعائلة «بالمكشوف» ناتج عن زرقة عيون الرجل او اصفرار شعره. بل لأن الأستاذ كان طيلة ثلاث سنوات بمثابة الطبيب الكاشف لعيوب كرتنا.. والجراح الماهر الذّي يسعى للعلاج بعيدا عن «الرعواني» و«البعلي».. لهذا وغيره استضفنا فتحي المولدي الذي ودع قناة حنبعل ليتحدث عن سرّ خروجه من قناة سكرة وعلاقته بمالك القناة «العربي نصرة» وصديق الأمس «معز بن غربية وعن وجهته القادمة وعدّة أسرار أخرى نترك لكم فرصة اكتشافها في هذا الحوار  لـ «الاسبوعي» أستاذ فتحي المولدي يودّع قناة حنبعل بصفة رسمية، فهل حصل الطلاق بالتراضي أم وقع ابعادك رغم أنفك؟ نعم لقد وقع الطلاق بيني وقناة حنبعل بصفة رسمية، وبطريقة حضارية. ولعشاق الإشاعات أقول إنه لم يقع إبعادي او طردي.. بل الطـلاق كان بالـتراضي في لقــاء ودّي وحميــمي مـؤثر جمعـني بالسـيد العـربي نصـرة الـذي ألـحّ علـي تواجـدي في التشـكيلة الجـديـدة لـ «بالمكشوف».. لكني اعتذرت له بكل لطف فكانت الكلمة الأخيرة لمالك القناة الذي قال لي أبواب القناة ستبقى مفتوحة أمامك.. وبإمكانك العودة متى تشاء.. ودعني بهذه المناسبة أقول أنه رغم الطلاق بالتراضي بيني وقناة حنبعل فإني لن أنسى هذه القناة التي أصبح حبها يسري في عروقي. معذرة أستاذ، هناك من قال عكس كلامك، يعني أن السيد العربي نصرة هو الذي أصر على ابعادك؟ … لا هذا مستحيل.. و«موش.. صحيح».. والدّليل أنه في الجلسة التي جمعتني بالسيد العربي نصرة يوم السبت 14 جوان 2008 والتي دامت أكثر من ثلاث ساعات، شكرني على ما قدّمته للقناة طيلة ثلاث سنوات في برنامج «بالمكشوف» وألح وأصر على بقائي لكنه حين تأكد ان قرار انسحابي جدّي ولا رجعة فيه اقترح علي العودة متى أشاء وبدون استئذان كما طلب مني إعداد برنامج خاص بي وذلك ثقة من الرجل في شخصي المتواضع ولإيمانه كذلك أن علاقة فتحي المولدي متينة جدا بقناة حنبعل. رغم محاولات السيد العربي نصرة لإثنائك عن قرارك والبقاء في التشكيلة الجديدة لـ «بالمكشوف» ألا تعتبر إصرارك على الرحيل، دلال مفرط منك؟ دون فلسفة وبلا مراوغات أصارحك القول، ان «الكيف.. طار» من قناة حنبعل منذ تصريح السيد العربي نصرة يوم الاربعاء 27 فيفري 2008… وهو تصريح مسّني في الصميم وجعلني أواصل التجربة في «بالمكشوف» عن مضض.. بل قل احتراما لجمهور قناة حنبعل وزملائي في «بالمكشوف» وبنهاية آخر حصّة كان لابد من تجسيد قرار الرحيل على أرض الواقع وهذا ما حصل لأسباب مبدئية لا علاقة لها بالدلال الذي تحدثت عنه. أستاذ رغم كل ما أشرت له لا تنكر أن قناة حنبعل حققت لك شهرة واسعة عادت بالخير الوفير على مكتبك الخاص؟ «يغضب».. لا بل قل قناة حنبعل عادت بالوبال على مكتبي الخاص.. صدقني طيلة ثلاث سنوات لم أقبل قضية رياضية باستثناء قضية جمعية حي التضامن ونبت فيها الفريق المذكور مجانا وبإمكانكم التثبت في الأمر من السيد «يوسف قويدرش رئيس جمعية حي التضامن. في كلمة مكتبي الخاص تضرر من عملي في قناة حنبعل وليس العكس. أتريد القول أنك صاحب الفضل على قناة حنبعل؟ أنا لم أقل ذلك لكن يكفيني فخرا أني طيلة ثلاث سنوات في «بالمكشوف» وأنا الإبن المدلل للسيد العربي نصرة رغم أني الوحيد الذي اعمل معه بلا عقود وهو الذي لم يضع أمامي يوما خطوطا حمراء. أستاذ لم تجبني عن سؤالي؟ بصدق كلانا كان في مستوى ثقة الآخر. أستاذ فتحي المولدي، هل خسرت أصدقاءك بسبب «بالمكشوف»؟ «يصمت طويلا».. ثم يجيب: «الضغوطات كانت كبيرة والتدخلات والإحراج قبل كل حصة من «بالمكشوف» كان أكبر ومن شخصيات في أعلى مستوى، كل منهم يغني على ليلاه ويدافع على فريقه ودعني أقول حتى على جهته.. لكن في الأخير وعند البث المباشر لا أفكر في إرضاء هؤلاء بقدر ما أسعى لإرضاء ضميري» وإجابة عن سؤالك أقول وبكل فخر أني خسرت بعض الأصدقاء وربحت مصداقيتي.. أهم استنتاج خرجت به من ثلاث سنوات في «بالمكشوف»؟ أهم استنتاج هو أن التونسي يرفض النقد لإصلاح نقائصه وعيوبه ويعشق لحد الهيام «التبندير» والشكر والمديح حتى ولو كان غارقا في الأوحال..!! حضورك في «بلاتو» حصة «الرابعة» مع الزميل عادل بوهلال.. أغضب صديقك معز بن غربية، فأين الحقيقة من الخيال؟ نعم وللأسف صديقي و«شقيقي» معز بن غربية ظن في البداية أني «خنته» مع عادل بوهلال وغضب مني وحسب الأمر انقلابا على شخصه. والحال أني حضرت في «بلاتو» «الرابعة» لأجل صديقي برهان بسيّس الذي أصر على حضوري بجانبه ولأني كذلك مقتنع بقيمة الضيوف الذين أثثوا تلك الحصة الشهيرة. نفهم أن صديقك وضعك في ورطة مع معز بن غربية من دون أن يشعر؟ عندما أخذت بخاطر صديقي برهان بسيس لم أفكر في مثل هذه الأشياء.. لكن بنهاية الحصة المذكورة أصبح ذلك ورطة فعلا مع معز الذي تجمعني به صداقة متينة وعشرة ثلاث سنوات. وهل مازال معز غاضبا منك؟ لا.. لا.. أبدا معز بن غربية هو شقيقي الصغير وعلاقتنا متينة لا تتأثر بمثل تلك الأشياء والدليل على صفاء علاقتنا أن معز يهاتفني بصفة يومية. إذن سنشاهدك بجانبه في «بلاطو» قناة «نسمة TV»؟ ومن قال أن معز سيكون في «نسمة TV»؟ أنا الذي أسأل يا أستاذ؟ «يضحك طويلا».. ويضيف: «الصحبي.. أنا.. نحترمك برشة.. وما أنجمّش.. انخبي عليك».. لذلك سأجيبك باختصار وصراحة، نعم انتظروني مع معز بن غربية في «نسمة TV». استاذ لو تتفضل بمدّنا بـ «سكوب» حول البرنامج الرياضي الجديد على قناة «نسمة TV»؟ والله الوحيد الذي يعرف الجواب هو معز بن غربيّة. وشخصيا متأكد إن تم الإتفاق النهائي أن السادة المشاهدين.. سيشاهدون «شيء كبير».. ولن أضيف أكثر. قرأنا خبرا مفاده أنك ومعز بن غربية تقابلتما مع سامي الفهري للإتفاق حول برنامج إجتماعي تبثه قناة تونس 7 فإلى أين وصلت المفاوضات؟ شخصيا لا أعرف سامي الفهري ولم أتقابل معه بتاتا لا في مكتبه ولا في مكان آخر لو توضح أكثر؟ هذا الخبر.. هو «كذبة الشهر» بالنسبة لي شخصيا..! استاذ لماذا لم تشارك في حصة «الرابعة» الخاصة بحقوق البث التلفزي؟ لان الحصة المذكورة كانت تتكون تقريبا من التشكيلة الجديدة لـ: «بالمكشوف» ولا يجوز لي أخلاقيا أن أشاركهم الحصة وأنا الذي اتخذت قرار الإنسحاب من «بالمكشوف». هل صحيح أن معز بن غربية هو الذي حرضك على عدم الإنضمام لفريق عادل بوهلال؟ وهل أنا قاصر حتى يحرضني معز بن غربية لكي لا أعمل مع عادل بوهلال؟ شخصيا لو أردت الإنضمام للتشكيلة الجديدة.. «حتى لو كان.. يقوم.. والدي من القبر.. ويقلّي. ما تمشيش.. راني.. مشيت مع عادل بوهلال» ومعز بن غربية أرقى مستوى من هذه الإشاعات يقال ان معز بن غربية يغار من عادل بوهلال، فما هوّ ردّك؟ رجاء.. اتركوا الرجلين يعملان.. ولا فائدة من زرع الفتنة بينهما عن طريق الإشاعات أستاذ. هذا ما يتردد في الشارع الرياضي؟ وأنا أجبت الذين أطلقوا هذه الشائعات ما رأيك في ما يقال بأن سامي العكريمي شمت في فتحي المولدي بعد خروجه من قناة حنبعل؟ ولماذا الشماتة؟ لأن الأخبار المتأتية من قناة سكرة، تقول أنك سبب ابعاد سامي العكريمي من «بالمكشوف» في الموسم الفارط؟ أولا سامي العكريمي أبعد من قبل كامل فريق «بالمكشوف» وليس من طرف فتحي المولدي فقط. وثانيا أستبعد شماتة سامي في شخصي لأنه أول من هاتفني ليهنئني بنجاح ابنتي. لكن إذا كانت له نوايا أخرى وخفية تجاهي فهذا لن يقلقني. ماذا بقي عالقا بذهنك طيلة ثلاث سنوات في قناة حنبعل؟ لن أنسى حلقة «بالمكشوف» يوم 17 اكتوبر 2007 حين تحدثت عن الفيضانات وتضامنت مع العائلات التونسية المنكوبة وقتها تعرّض صاحب القناة السيد العربي نصرة الى ضغوطات كبيرة جعلته يتخذ قرار تحويل حصة «بالمكشوف» من المباشر الى المسجل لكني قلت له لا.. فإما أن يتواصل البرنامج بصفة مباشرة او أنسحب فأخذ سي العربي بخاطري وواصلنا البث المباشر لآخر الموسم. ولماذا لا تريد العمل في «بالمكشوف» بطريقة غير مباشرة؟ .. لأن ذلك يعني تقزيمنا وعدم الثقة فينا..! بماذا تنصح الفريق الجديد لـ: «بالمكشوف»؟ أقول لهم اعملوا على اراحة ضمائركم قبل الاشخاص. استاذ، كيف تفاعلت مع استقالة السيد الطاهر صيود؟ «وجعتني.. برشة».. لأن سي الطاهر رجل من الوزن الثقيل ونجح في كل المسؤوليات التي تقلدها. ولا أخال رجلا سياسيا نجح كوزير للتجارة وكمحافظ للبنك المركزي وكسفير عاجزا على النجاح في جامعة الكرة اللهم الا إذا كانت الجامعة كلّها «خور في خور»..؟ «ماتر».. شكرا على رحابة صدرك وتفضل بالإمضاء على خاتمة هذا الحوار؟ شكرا لجريدة «الاسبوعي» على إتاحة هذه الفرصة ودعني أقول بالمناسبة لمدير عام دار الصباح الاستاذ رؤوف شيخ روحه أنت رجل كألف ولن أنسى دعمكم وثقتكم في شخصي المتواضع وهذا ما جعلني أخجل من نفسي لأنكم طيلة 6 سنوات منحتموني «كارط بلونش» وأخيرا أقول لمن سيقرأ هذا الحوار الجريء ان يبتعد عن التأويلات.. وثقوا أن فتحي المولدي سيبقى دائما صريحا وصادقا و«يلعب.. ع المكشوف»

ازمة المثقف الليبرالي العربي

 قراءة في مقالة الأستاذة رجاء بن سلامة حول

ميراث المرأة و رد الأستاذ أبويعرب المرزوقي
 
بسام خلف
في ساعة متأخرة من الليل…. في مدينة عربية…. الشوارع خالية من كل حركة…. سيارة فخمة  تمر أمام الإشارة الضوئية الحمراء… يخفف السائق من السرعة… يلتفت يمينا و يسارا… ثم يواصل السير مع أن الإشارة لا تزال حمراء. سائق السيارة, مفكر, فيلسوف يدرس علم المنطق في الجامعة. تسأله لماذا لم يتوقف عند الإشارة الحمراء. يجيبك, الشوارع خالية, التفت يمينا و يسارا و عندما تيقنت أن لا خطر مررت. تقول… معقول. نفس المفكر الفيلسوف, في سيارته عائدا إلى المنزل. الطريق مكتظ بالسيارات. لا أحد يحترم الإشارات الضوئية, منبهات الصوت تتعالى من كل جانب, تتوقف حركة المرور. تقول…غير معقول نفس المشهد في عاصمة غربية. السائق هذه المرة ليس بمفكر فيلسوف بل عامل بسيط لا يفوق مستواه الشهادة الابتدائية. لكنه على عكس الأستاذ الجامعي العربي, يقف صاحبنا عند الإشارة الحمراء لدقائق طويلة مع أن الشوارع خالية من كل حركة. تقول ما هذه البلادة و الغباء…. غير معقول نفس العامل, في سيارته عائدا إلى المنزل. الطريق مكتظ بالسيارات. لكن كلها تسير بانتظام, لا تسمع منبهات صوتية و لا تتوقف حركة المرور. تقول … رائع….معقول في الحالة الأولى آل المعقول إلى لا معقول. و في الحالة الثانية آل اللا معقول إلى معقول. يتكرر هذا المشهد يوميا و في كل المجالات, و في كل مرة نقول غير معقول.. لا يعقل. مع أن ما يقع هو عين العقل. ينطلق الفكر الغربي من الواقع, فيلاحظ أن التساهل مع القانون حتى و إن كان ذلك لا يسبب أية مضرة ( عدم احترام الإشارة الضوئية ليلا) يؤدي إلى عدم احترامه من طرف الجميع حتى و إن كان يسبب ضررا. هذا ما أقرته التجربة. فتعامل السياسي بصرامة مع من لا يحترم القانون و نشر المثقف هذه القاعدة. يجرد الفكر العربي المسألة من واقعيتها, يعالجها فكريا  لينتهي إلى نتيجة, إلى رأي ممكن. يعتمده على أنه واقع لا محالة. ( الممكن واقع لا محالة قال الشيخ محمد عبده). ثم بعودته إلى الواقع يجده لا يتطابق مع الفكر. مفارقة. لا يفهم. فيتيه في البحث عن الأسباب و المسببات. هذا هو درس عبد الله العروي في الجزء الأول من كتابه مفهوم العقل. مفارقة الشيخ محمد عبده و مصلحي النهضة تكمن في أنهم اعتمدوا عقل الاسم. لا عقل الفعل. وكما هو معلوم بنيت الحداثة الغربية على العقلانية. و العقل لا يكون عقلانية إلا إذا انطلق من الواقع و سخر لمنطقه, منطق القول و الفكر. مقالة الأستاذة رجاء بن سلامة « للذكر مثل حظ الأنثيين » و رد الأستاذ أبو يعرب المرزوقي(1) إن حظ المرأة في الميراث, الذي هو نصف حظ الرجل, يجعل من قسمة الميراث كما تعيشها المرأة لحظة غريبة تتكثف فيها معاني الوجود و النصيب بحيث يمكن أن تهمس البنت الشرعية أو كل من يرث نصف حصة إخوته : » أنا أساوي حصتي, حصتي نصف حصة لأنني نصف بشر ». و كلما خرجت أصوات تنادي بالمساواة في الميراث تواجهها معارضة عنيفة متنامية. و الحال أن المرأة اليوم أصبحت منتجة أو متاح لها لأن تكون منتجة, وأصبحت تنفق على نفسها و تساهم في الإنفاق على الأسرة. و لم تعد المرأة ملكا للرجل, بل أصبحت عمليا شريكة للرجل و قرينة له, حتى و إن كانت لا تعمل خارج البيت, حتى و إن كانت غير مجبرة في القوانين الحالية على الإنفاق على الأسرة. كما لاحظت الأستاذة أن حصة المرأة في الميراث عندنا تعادل حصة ابن الزنا في فرنسا قبل أن يتم تعديل القانون الفرنسي سنة 2000. و هذه الترجمة من شأنها أن تكشف أيضا عن العنف البارد الصامت المنجر عن التمييز عندما يكون مؤسسسيا, ، وعندما يستند إلى تنظيمات اجتماعيّة ضاربة في القدم، فيكون بديهيّا مسلّما به، ويكون التّشكيك فيه كالتّشكيك في قرص الشّمس الطّالع في وضح النّهار. هجنة المرأة تبدو لنا أكبر من هجنة ولد الزّنا، بما أنّها ليست ناجمة عن ملابسات حياة الأب، بل هي نتاج مباشر لكينونة المرأة باعتبارها امرأة. ثم تمر الأستاذة إلى عرض الجذور التاريخية و الدينية لهذا الوضع و ذلك بعرض آية الميراث في القران و موقف الفقهاء و الفلاسفة ( الواحدي, إخوان الصفاء) لتنتهي إلى العصر كان الأفضليّة لا عصر المساواة، وكان أقصى ما يمكن أن يؤنسن به نظام الأفضليّة هو حماية المفضول من إفراط الأفضل في العسف أي إنصاف المفضول لإدامة نظام الأفضليّة. كان لا بدّ من وضع حدّ لهذه المطالبة بالمساواة في عصر لم يكن فيه للمساواة بين الذّكر والأنثى وبين الأحرار والعبيد، والمسلمين وغير المسلمين مكان. بناءا على هذا الطرح تستنج الأستاذة أن أفضليّة الرّجال على النّساء كانت قرارا إلهيّا ومبدأ تشريعيّا بديهيّا في عصر الرّقّ والقوامة. كما أن جرح التّفضيل الإلهيّ يفغر فاه مع ولادة كلّ طفلة في عالم الإسلام. ثم تمر الأستاذة إلى محاولات التغيير التي شهدتها تونس منذ الطاهر الحداد, مرورا ببورقيبة وصولا إلى مثقّفين بارزين أمثال العفيف الأخضر ومحمّد الشّرفيّ، ولطيفة الأخضر، وإضافة إلى ألف مواطن أمضوا عريضة في الموضوع، هي بعض فعاليّات المجتمع المدنيّ، مثل الجمعيّتان المحرّرتان للتّقرير المذكور آنفا والرّابطة التّونسيّة لحقوق الإنسان، وفرع منظّمة العفو الدّوليّة بتونس. تحوّل النّداء الفرديّ إذن إلى مطالبة جماعيّة وسياسيّة، وهو ما ينفي عن هذا المطلب طابع الحلم الفرديّ أو الفكرة النّخبويّة، ويتطلّب تدخّلا من المشرّع التّونسيّ واستجابة لصوت العدالة والعقل. لقد حاولت الأستاذة معالجة قضية ميراث المرأة انطلاقا مما تشعر به من ظلم إزاء هذا النظام (الواقع) ثم قارنت هذا الوضع مع واقع أخر و هو ابن الزنا في التشريع الفرنسي (ترجمة). مرت بعد ذلك إلى توضيح الجذور التاريخية و الدينية لهذا الوضع, لتستنتج التفضيل الالاهي للرجل و دونية المرأة. لتنهي مقالتها بإبراز محاولات التغيير و النداء به. يبدأ الأستاذ أبو يعرب المرزوقي رده على الأستاذة بتهجمه على المدرسة الحداثية التي تنتمي إليها و بعض وجوهها البارزين. ثم يمر إلى مناقشة الموضوع. 1/فهم معنى المنزلة الوجودية يشرح الأستاذ أن المنزلة الوجودية لا تحدد بالملكية فلا تزداد كثافة وجوده بازدياد ثروته. و حتى و إن قبلنا عقلا بهذا التقويم فيكون على أساس القدرة في تحصيل الملك و لا التملك نفسه. كما أن هذه المنزلة تصبح منزلة مستعارة ممن يهبه إياها خلال وهبه ما يورثه إياه و هذا بحد ذاته نفي لمفهوم التصور الذي يفاد بالمنزلة الوجودية. ثم يعلل تساوي المنزلة الوجودية بين المرأة و الرجل في التشريع الإسلامي بما أعطاهما من مساواة في حرية التصرف في الملكية مهما كان مقدارها. ينهي الأستاذ هذه المسألة بطرح علاقة الواجب مع الواقع: فالكلام على المنزلة الوجودية لا معنى له عند من لا يميز بين الواجب والواقع إذ هو عندئذ يجعل الواقع مثالا ويستعمله في وظيفة الواجب: ذلك أن الباحثة هي التي فسرت قواعد الإرث بالمنزلة الوجودية ولم تفسر المنزلة الوجودية بقواعد الإرث إلا عكسا غير واع لما انطلقت منه أعني من قيس المنزلة الوجودية بالثروة الاقتصادية. كما هو واضح, طرح الأستاذ هذه المسألة من منطلق فكري بحت. فحتى عندما تكلم عن الواجب و الواقع, بقي حبيس النصوص (نص قواعد الإرث و نصوص المنزلة الوجودية). فهو بكل بساطة تعالى على الواقع. الواقع الذي انطلقت منه الأستاذة حين قالت  » تهمس البنت الشرعية أو كل من يرث نصف حصة إخوته : » أنا أساوي حصتي, حصتي نصف حصة لأنني نصف بشر ». و من هنا بقيت الأسئلة الجوهرية دون إجابة. لماذا تحس المرأة بدونية منزلتها الوجودية ؟ ما الذي أد إلى التناقض بين ما تقول به النصوص ( لا فرق بين المنزلة الوجودية بين الرجل و المرأة كما يقول الأستاذ) و إحساس المرأة بعكس ذلك ؟ 2/ فهم النص الشرعي يقرأ الأستاذ نص المواريث على أنه حد من حرية المالك في التصرف في ممتلكاته وذلك بتقييد حريته في الوصية. ثم يمر إلى شرح الغاية من عدم المساواة بين المرأة و الرجل في الميراث. التي يحددها في مسألتين. الأولى اقتصادية. حيث أن الغناء المادي للمرأة يشجع على الزواج المصلحي و بالتالي الزواج الداخلي الذي يؤدي إلى تراكم الثروات و مجتمع الشركات العامة التي تجعل الناس أرقاما فاقدين للذوق. و الثانية بيولوجية حيث التزاوج الخارجي الذي يمكن من تحقيق شروط الصحة العضوية. هذه هي مقاصد الشرائع في حياة العمران و لكن لا تنتبه النخب العجلى إلى هذه البعائد يقول الأستاذ. فمنهم من يرى البعائد ويسميهم اليونان حكماء. ومنهم من لا يرى أبعد من ذبابة أنفه ويسميهم العرب سفهاء. فما أشقى المرأة التي يختارها المغازلون لمالها ! ولعل الباحثة بمقتضى الجنس والخبرة أدرى مني بالمفاضلة بين المرأة تُختار حبا لذاتها وجمالها أو تُصطاد طمعا في ما عندها ومالها ! كما يقوم الأستاذ بمقارنة سريعة مع نظام الإرث الفرنسي الذي يجعل للجماعة الحق الأول فيه بتوسط الضريبة على نقل الملكية و هو ما لا يقره الشرع الإسلامي. كما كان الأمر في المسألة الأولى, عالج الأستاذ هذه المسألة كذلك من منطلق فكري بحت. و بما أن القضية ملتصقة بالواقع على عكس المسألة الأولى فكان طرح الأستاذ هزيلا و يدعوا إلى السخرية في بعض الأحيان. يجعل الأستاذ من ثروة المرأة عائقا لتقدم المجتمع و خطرا على توازنه. و بالتالي يجب الحد منها بسلبها حق المساواة في الميراث. يقول الأستاذ أن هذا الحد يمنع من انتشار الشركات الضخمة. فهل بحث الأستاذ نسبة مساهمة نظام الإرث الذي يساوي بين المرأة و الرجل في نمو الشركات العالمية الضخمة ؟ و هل بحث الأستاذ في تفاقم الزيجات الداخلية في هذا النظام ؟ لم ينتبه الأستاذ إلى عمق و فلسفة التكافل الاجتماعي في القانون الفرنسي الذي يجعل للجماعة نصيبا في الميراث عن طريق الضريبة على نقل الملكية. و لو تنبه لذلك لقال لنا أن الإسلام أول من دعا إلى هذا بتحريضه على التصدق على الفقراء الذين يحظرون القسمة. يقول الأستاذ أن الهدف الأساسي من اللا مساواة هو تجنب الزواج الداخلي, لسبب اقتصادي و كذلك لما يسبب ذلك من أمراض (أصبح الأستاذ ممن يعتقدون بالإعجاز العلمي). و لكنه تناسى أن الزواج الداخلي كان شبه محرما في الجاهلية و قد أباحه الإسلام بالنص القرآني و شجع عليه بالسنة, حيث تزوج الرسول ابنة عمته زينب بنت جحش( هشام جعيط-السيرة النبوية). و ما يجب تسجيله و التأكيد عليه في هذه المسألة هو أن الأستاذ يقارن بين نظام اقتصادي قائم و واقع (الشركات الضخمة, ضريبة على نقل الملكية) و بين فكر إسلامي ستكون نتائجه اقتصاد عادل. من لم ينتبه إلى هذه المغالطة يعني مقارنة واقع مع فكر يستحيل عليه محاورة الأستاذ دون تجريد الواقع من واقعيته ليصبح فكرا مقابل فكر. و هكذا تعالج المسائل الواقعية بفكر كلامي. سؤال بديهي لم يطرحه الأستاذ. لماذا لم ينتج هذا الفكر الإسلامي على مدى أربعة عشر قرن واقعيا ما يعتبرها الأستاذ غاياته و من أجلها يدافع عليه ؟ بعد هذا لا أرى فائدة في الإطالة و تبيين أن ما تبقى في مقالة الأستاذ (ثلاثة مسائل أخرى) يدخل تحت هذه الذهنية. ألاحظ فقط أنه بعد ما قدمته يتضح لنا لماذا يعتبر الأستاذ أبو يعرب المرزوقي أن علوم العربية هي أسمى علوم الأمة. فهي أدوات عقل الاسم بامتياز. عالجت الأستاذة رجاء بن سلامة قضية من صلب الواقع بعقلانية. و العقلانية تعني أنها انطلقت من الواقع و سخرت لمنطقه منطق الفكر و القول. فكان رد الأستاذ أبو يعرب المرزوقي بذهنية الفيلسوف-الكلامي (مفهوم العقل-عبد الله العروي). و ذلك بتجريد المقالة من واقعيتها لتصبح فكرا فيسهل عليه مهاجمتها بفكره الإسلامي. نفس اللعبة و نفس الذهنية حالت و تحول دون أن نهتدي إلى أنه يجب أن نحترم الإشارة الضوئية حتى و إن كان ليلا و الشوارع فارغة تماما من السيارات. و دون أن نهتدي إلى أن المساواة في الميراث هي خطوة من الخطوات التي تساهم في صيانة كرامة المرأة و بالتالي في تحررها. هذا ما لم يهتدي إليه المثقف التقدمي, فدخل بدون وعي     http://bassemkhlaf.space-blogs.com/

 
 

ارتفاع هجرة العقول العربية إلى الخارج               كشف تقرير للجامعة العربية عن زيادة هجرة العقول العربية إلى الخارج.

 
وأرجع التقرير العربي الأول حول العمل والبطالة ارتفاع معدل الهجرة إلى تزايد القيود المفروضة على حرية ممارسة البحث العلمي والفكري الحر في أغلب الدول العربية، ما يترتب عليه شعور متزايد بالاغتراب للكفاءات العلمية والفكرية العربية داخل أوطانها وترقبها فرص الهجرة إلى الخارج. وأوضح التقرير أن نحو 50% من الأطباء العرب، و23% من المهندسين و15% من العلماء يهاجرون إلى الولايات المتحدة وكندا سنويا وأن 54% من الطلاب العرب الذين يدرسون في الخارج  لا يعودون إلى بلادهم.  ويهاجر نحو 20% من خريجي الجامعات العربية إلى الخارج بسبب القيود المفروضة على حرية البحث العلمي والتفكير الحر. ويستقر 75% من المهاجرين العرب من ذوي الشهادات العليا في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا. ويشير التقرير إلى أن 34% من الأطباء في بريطانيا هم من العرب. كما ذكر التقرير أن قيمة تحويلات العاملين تصل إلى نحو 25 مليار دولار سنويا، بينما قد ترتفع إلى أربعين مليار دولار إذا أضيفت إليها الأموال المنقولة عبر القنوات غير الرسمية. وتتصدر تحويلات اللبنانيين قائمة تحويلات العرب تليها  تحويلات العمالة المغربية ومن ثم المصرية. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 27 جويلية 2008 نقلا عن وكالة يو بي آي)  

  

الأمين العام الجديد لـ «العدالة والتنمية»: الملك يجب أن يسود ويحكم
 
الرباط – العرب  أكد عبد الإله بنكيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي، أن حزبه يريد أن يظل الملك يسود ويحكم في المغرب، مضيفاً أن حزبه يرفض انتزاع صلاحيات الملك وليس مستعدا لذلك على الإطلاق. وقال بنكيران في حوار مع وكالة الأنباء الموريتانية المستقلة «الأخبار» على هامش مشاركته في مؤتمر حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية «تواصل» حول مسألة أن الملك يسود ولا يحكم «هذا ليس واردا ويتناقض مع طرحنا في الحزب، ونحن نرى أن الملك يجب أن يفوض الصلاحيات بسبب أنه مهما كانت كفاءاته لا يستطيع أن يسير كل شؤون البلاد، فهذا صعب جدا ومرهق، ثانيا لا نريد أن يكون مسؤولا عن الإخفاقات التي سيتعرض لها العمل السياسي والتي هي ضرورية وطبيعية، لأن ذلك يتعارض مع دوره الاعتباري والرمزي، وبالتالي فإن تصورنا للملك هو أن هناك ملفات لا ينبغي أن يتنازل عنها». وحول وزارات السيادة (وزارات سيادية يعين فيها الملك بعض المقربين منه) أوضح بنكيران «نحن إذن لا نريد خروج هذه الملفات من يد الملك وإذا خرجت من يده قد تواجه شططا وإخفاقا، وبالتالي فإن هناك أيضا ملفات أخرى يجب أن يتم تفويضها وأن يكون لديها وزراء مسؤولون أمام البرلمان، أما أن يكون لدينا ملك يسود ولا يحكم، فذلك ما لا ينسجم مع رؤيتنا وتوجهنا السياسي، كما أننا لسنا جاهزين لذلك». وأوضح بنكيران أن لدى حزبه قناعة بأن الشعوب المغاربية هي شعب واحد لكن لها أنظمة مختلفة، وقال «نحن كحزب سياسي في المعارضة نظن أنه يجب أن نسعى إلى إزالة كافة أسباب النزاع، وإذا قدر الله أن أصبحنا في موقع القرار سنتصرف بما يتطلبه الحنو على هذه الشعوب سواء كانت في الجزائر أو في ليبيا أو تونس أو موريتانيا أو المغرب، وأقل شيء في هذا الباب أن نعمل كمن هم في الضفة الأخرى الذين نقول إنهم كفار»، مضيفا «لقد فتحوا الحدود فيما بينهم، واستطاعوا أن يغيروا كثيرا من العوائق التي تقف في سبيل الاندماج، وتسيير شؤون الأمة بهدف خدمتها وليس التسلط عليها، فأظن والله أعلم أن هذه الأمور تمثل ضوابط رؤيتنا العامة بإذن الله». ونفى بنكيران أن تكون الديمقراطية في المغرب عرفت أي تراجع، موضحا «أن هناك إخفاقات في بعض الأحيان من خلال تصرف الدولة بعقلية الماضي»، مؤكدا «أن الشعب المغربي أصبح شعبا متطورا ولا يمكن أن يقبل الرجوع إلى الوراء، لكن الثقافة القديمة لا تزال موجودة ورجالها يدافعون عن أنفسهم، وهذا صراع تدافعي لابد منه فالناس لا يحبون التخلي عن مواقعهم وعن الامتيازات التي حصلوا عليها بحق مشروع أو بغير حق». وبخصوص «حركة لكل الديمقراطيين» التي يتزعمها فؤاد عالي الهمة المقرب من العاهل المغربي أوضح بنكيران: إن الهمة قام بالكثير من الأشياء السلبية وخروجه لم يكن مرتبا وإن كان خروجا حقيقيا حسب رأيي، ولا أؤمن بأن الأمر سيناريو، وبالتالي هو يستفيد من أنه درس مع الملك وأنه كان صديقا له، وأنه كان في الحكومة لمدة كبيرة، وبالتالي لا يخيفنا أن ينزل فؤاد عالي الهمة إلى ساحة العمل السياسي، وبالمناسبة فإن توجهه السياسي يبنيه على أمور أولها معاداة التيار الإسلامي، لكن ما نخافه نحن هو أن تدخل وزارة الداخلية في مساندة لهذه الحركة في الانتخابات القادمة، وساعتها ستكون الساحة السياسة في حالة سيئة وسيكون هناك تراجع ديمقراطي بشكل عام. وأقر بنكيران بوجود خلافات داخل العدالة والتنمية قائلا «الخلافات موجودة والانشقاقات نسأل الله تعالى أن لا تقع وإذا وقعت من جهة أخطأت أو ظلمت فنحن لا نبالي، وعندي تقدير بأن الأخوان يختلفون ولا يفترقون». (المصدر: صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) بتاريخ 28 جويلية 2008)  

أوبزرفر: ديمقراطية تركيا تحاول إثارة الخوف من الإسلاميين

                   

قالت صحيفة أوبزرفر البريطانية إن على تركيا أن تتعلم كيف توفق بين هويتها الإسلامية ونظام حكمها الديمقراطي، لأن إخفاقها في ذلك سيصب في مصلحة ‘المتشددين’ في أرجاء العالم ممن يحاولون إظهار أن الإسلام والديمقراطية لا يلتقيان أبدا. وأشارت الصحيفة –في افتتاحيتها اليوم تعليقا على الحكم المقرر صدوره غدا من المحكمة الدستورية في تركيا في قضية حزب العدالة والتنمية الحاكم– إلى أن الصراع الدائر هناك هو في واقع الأمر بين حزب يمثل جماهير عريضة من الناخبين في تركيا سئمت من حكومات نخب غريبة الأطوار (تخللتها فترات حكم عسكري مباشر) وقوى أخرى هي ذاتها التي ترفض الإقرار بفقدان احتكارها القديم للسلطة. وتصف الصحيفة حزب العدالة والتنمية بأنه تنظيم إسلامي معتدل منذ توليه السلطة شهدت البلاد نموا واستقرارا اقتصاديا نادرا، ونجح رئيس وزرائه رجب طيب أردوغان حيث فشلت الحكومات السابقة حين بدأ التفاوض من أجل انضمام بلاده للاتحاد الأوروبي. لكن الصحيفة تستدرك بالقول إن إلغاء أردوغان لقرار حظر ارتداء النساء للحجاب أثار عليه الأعداء, الذين يرون في حزبه حصان طروادة لتمرير مزيد من الأفكار ‘المتطرفة’ التي ستقضي على الدولة التركية الحديثة حسب رأيهم. وتخلص الصحيفة إلى القول إنه مع الإقرار بأن أردوغان ليس براء من اللوم, فإن على العلمانيين تقديم الحجج التي تبرر وجوب منحهم الثقة مجددا بدلا من اللجوء إلى الدستور للقضاء على حكومة منتخبة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 27 جويلية 2008 نقلا عن صحيفة ‘الأوبزرفر’ البريطانية) 

 

 

Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.