الاثنين، 27 نوفمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2380 du 27.11.2006

 archives : www.tunisnews.net


الرابطة  التونسية  للدفاع  عن حقوق الانسان- فرع  بنزرت:  بيــان

المجلس الوطني للحريات بتونس: إسناد جائزة الهاشمي العياري لحقوق الإنسان للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيّين

النقابات الأساسية للأجزاء الجامعية لجامعة منوبة : لائـــحة

عبد الحميد الصغير: اليوم العاشر من استئناف الاضراب عن الطعام

الأستاذ مصطفى صادق المنيف: الأستاذ محمد النوري يعلن عن ترشحه لعمادة المحامين في الانتخابات المقبلة

الخبر » الجزائرية:  بعد منعه من قبل الحكومة – المرأة التونسية تتمسك بالحجاب في الشارع

واس: انتخابات الرئاسة التونسية

  الموقف: تونس في إجتماعات الحلف الأطلسي

الموقف: بعد إنطلاق نشرة « الجزيرة » من الرباط الحكومة تختار عزل تونس عن المغرب العربي

الصباح: في الفاتح من جانفي القادم ميــــلاد أول فضـــائية ليبـــية خـــاصـة

الشروق الجزائرية:تحركات لضم التنظيمات الإرهابية المغاربية إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال

مرسل الكسيبي: تونس – وزير الدفاع ومسيرة نحو منصب رئيس الجمهورية

محمد القوماني: التداول و الإقتراح رهانا « الديمقراطي التقدّمي » في مؤتمره الرابع

الصباح: كيف حذف النوري بوزيد مشاهد أميمة بن حفصية من «آخر فيلم»؟

سليم بوخذير: بطل النوري بوزيد يحاكي شخصية عادل إمام في « الإرهابي »

رويترز: باحثون عرب وأجانب يحيون المئوية السادسة لرحيل ابن خلدون بالقاهرة

الزيتونة: السبيل القويم لاستئناف ما انقطع من أمر الدّين

عبد الحميد العداسي: الحــجّ

د. رجاء بن سلامة: الختان والحجاب

سالم بن حميدة: ردّ هادئ على تصريحات المرجع محمد حسين فضل الله

الإسلام اليوم: الشيخ سلمان فهد العودة منتقداً حملة الحكومة التونسية على الحجاب: هل أصبح التعري أصيلاً والعفاف دخيلاً؟!

د. أبو خولة: وهم الإسلاميين الديمقراطيين عند سعد الدين إبراهيم

محمد العروسي الهاني: رسالة تقدير و تنويه و إعجاب للشعب الموريتاني و الحكومة و مجلس الثورة المباركة الموريتانية بقيادة الرئيس محمد فال نصره الله

 


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


إلى الإخوة قراء تونس نيوز يسرنا إعلامكم

بفتح الموقع الرسمي للحزب الديمقراطي التقدمي

على العنوان التالي: www.pdp.org.tn الموقع الآخر للحزب pdpinfo.orgلا يمكن الدخول اليه من تونس إلا إذا أرادت الوكالة التونسية للانترنات ذلك، وهي تبدل رأيها أسبوعيا. د. أحمد بوعزي  


 الرابطة  التونسية  للدفاع  عن حقوق الانسان- فرع  بنزرت. 
75 شارع  فرحات  حشاد بنزرت 7001 الهاتف 72 435440   –    ltdh section de Bizerte           بنزرت في  25 نوفمبر 2006  بـيـان 
 في مدينة منزل بورقيبة ، يوم 20 نوفمبر الساعة العاشرة ليلا اقتحم  فريق من البوليس ،علي حين غرة،  منزل السيد محمد الناصري ، مهددين متوعدين أن (يقلبوا الدار على رأسه ) لأنه سمى أطفاله بأسماء لا يسمي بها إلا من كانت له نية مبيتة لممارسة الإرهاب وهى  :   قابيل  وعقبة  والحسـين  وحـسـان .
 وقد بثَ أعوان الأمن الرعب في عائلة الناصري وكافة الجيران بعد أن تمت محاصرة الشارع المؤدي إلى منزلها.  و كان المقصود من هذه المداهمة  والتفتيش  إيقاف  الابن السيد قابيل الناصري  السجين  السياسي السابق الذي  صدر ضده حكم  بثلاثة  أعوام سجن، بداية من 1 مارس 2003 ، وخمس سنوات مراقبة إدارية . و قد  ُأفرج  عنه بمقتضى سراح شرطي في 2 نوفمبر 2005  بعد أن قضى سنتين وثمانية أشهر سجنا.  وإثر الإفراج عنه تم إجباره على الحضور للتوقيع في مركز البوليس يوميا ، وعلى إعلام أعوان الأمن بكل تنقلاته ، دون  مراعاة أوقات عمله التي تتعارض مع شروط البوليس المجحفة فطلب من الإدارة أن  تراعي  له  ذلك . غير أن البوليس رفض له هذا الرجاء وهدده بإرجاعه إلى السجن إن لم ينفذ التعليمات ، وعندها أعلمهم قابيل بأنه مستعد لتنفيذ ما أقر القضاء في شأنه فقط ،مع التمسك برفضه الإجراءات البوليسية الخارجة عن القانون و التي  تهدف إلى إذلاله وتجويعه، معتبرا أن السجن أهون عليه من هذا « الإفراج  » المقيت . حينها أُلقي  عليه القبض من جديد بتهمة : « عدم الإنصياع للإجراءات القانونية » وبعد شهر من الإيقاف قضت المحكمة في حقه بعدم  سماع الدعوى .  لكن بعد مدة وجيزة القي عليه ألقبض مرة أخرى وُقدم إلى المحكمة بنفس التهمة السابقة ، فيقر  القضاء بعدم سماع الدعوى أيضا .  لكن البوليس لم يتوقف عن مضايقة قابيل ، رغم  قرارات القضاء بتبرئته ، و واصل مطاردته و ترويع عائلته .  ولم يجد والداه من مخرج سوى مناشدة المؤسسات الإنسانية و الحقوقية التدخل لإنقاذه وعائلته مما يسلط  عليهم من مظالم متلاحقة من البوليس.   إن فرع  بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان  : –  يندد بهذه الممارسات غير القانونية ويدعو السلط المعنية أن تتوقف عن تلك التصرفات الخطيرة وأن تحترم قرارات القضاء وما أقره في قضية قابيل الناصري المسجلة تحت عدد 5567 .                                                          عنهيئة الفرع الرئيس عــلـي بـن ســالـم  


المجلس الوطني للحريات بتونس تونس في 27 نوفمبر 2006

إسناد جائزة الهاشمي العياري لحقوق الإنسان للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيّين

 
ببالغ السرور يعلن المجلس الوطني للحريات بتونس أن لجنة جائزة الهاشمي العياري لحقوق الإنسان المجتمعة يوم 25 نوفمبر 2006 بحضور السادة الهاشمي جغام وعلي بن سالم ومصطفى بن جعفر والمختار العرباوي والعربي عبيد قد قرّرت إسناد الجائزة لسنة 2006 لــ: الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيّين وقد وقع اختيار الجمعية لما تميّزت به من مجهود ومثابرة في ميدان الدفاع عن حقوق المساجين السياسيّين ولكشفها للانتهاكات التي يتعرضون لها، داخل السجن وبعد مغادرتهم له، وتوثيقها بدقة. ويسند المجلس الوطني للحريات سنويّا جائزة الهاشمي العياري التقديرية لمن تميّز، شخصية كانت أو جمعية، في حقل الدفاع عن حقوق الإنسان في تونس. وتسلّم الجائزة للفائزين بها خلال الاحتفالات باليوم العالمي لحقوق الانسان في 10 ديسمبر من كلّ سنة. كما أسند المجلس « درع الشجاعة » لكلّ من المرحوم عادل العرفاوي و الأستاذ السجين محمد عبّو عن لجنة الجائزة الهاشمي جغام


الإتحاد العام التونسي للشغل 
منوبة في 20/11/2006 الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي النقابات الأساسية للأجزاء الجامعية لجامعة منوبة لائـــحة  

 
نحن الأساتذة المنتمين إلى كل الأجزاء الجامعية لجامعة منوبة والمجتمعين بدعوة من الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي في كلية الآداب والفنون والإنسانيات وتحت إشراف الأخ الكاتب العام للجامعة العامة وبعد الإعلام الضافي الذي قدمه الأخ سامي العوادي حول لقاء المكتب التنفيذي للجامعة مع السيد وزير التعليم العالي ومجمل النشاط الذي اضطلعت به الجامعة في الفترة الأخيرة وبعد التداول بخصوص الأوضاع المهنية بالقطاع وتدارس موقف الوزارة من التفاوض بشأنها. 1/ نجدد تحيتنا لقيادة الإتحاد العام لمساندتها لنضالات الجامعيين وندعوها إلى مزيد الوقوف مع هذه النضالات لما تعنيه من انتصار للشرعية وللقرار النقابي المستقل. 2/ نعبر عن ثقتنا في الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي هيكلا واحدا موحدا لكل الجامعيين بكل رتبهم وأسلاكهم. 3/ نأمل أن يكون لقاء المكتب التنفيذي للجامعة العامة مع السيد وزير التعليم العالي فاتحة مرحلة جديدة من التفاوض المكثف والجدي في مناخ من الثقة المتبادلة والشعور بالمسؤولية المشتركة حتى نواجه معا التحديات الكبيرة الماثلة أمام الجامعة العمومية التونسية . 4/ نخشى رغم ذلك أن يكون هذا اللقاء مجرد بروتوكول غير مثمر ونحذر من مغبة الاقتصار عليه وهو ما يعني غلق باب الحوار من جديد وتأبيد الأزمة. 5/ نعلن عن استعدادنا للدفاع عن مطالبنا المشروعة بكل جوانبها المادية والمعنوية. 6/ نفوض للمجلس القطاعي الذي سينعقد يوم السبت 25 نوفمبر 2006 اتخاذ الإجراءات الملائمة واقتراح أشكال التحرك المناسبة في صورة رفض الوزارة التفاوض مع ممثلينا الشرعيين . 7/ ندعو كافة الرفاق النقابيين في كلية الآداب والفنون والإنسانيات بمنوبة بما في رصيدهم من نضال نقابي زاخر ولما قدمته كليتهم ولا تزال من تضحيات للدفاع عن الشرعية أن يصونوا الوحدة النقابية التي عهدناها فيهم ونهيب بهم أن يرصوا صفوفهم ويوجهوا جهودهم في هذه المرحلة الصعبة لنصرة قضايا الجامعة والجامعيين.                                                          عاش الإتحاد العام التونسي للشغل                                                         حرا مستقلا ومناضلا                                                           عن الإجتماع النقابي                                                          الكاتب العام للنقابة                                                        الأساسية لكلية الآداب بمنوبة                                                          عبد السلام الككلي


 
بسم الله الرحمان الرحيم تونس 27نوفمبر 2006

اليوم العاشر من استئناف الاضراب عن الطعام

 

 
أواصل أنا الطالب بالمرحلة الثالثة عبد الحميد الصغير إضرابي عن الطعام لليوم العاشر على التوالي. ويأتي هذا الإضراب احتجاجا على المحاكمة الاستعجالية بسبب دفاعي عن زميلات المحجبات ادى منعهن من الدخول الى كلية العلوم بتونس فضلا عن حرمتني من جواز سفر وفي إطار سلسلة تحركاتي الاحتجاجية المرافقة لإضرابي عن الطعام توجهت اليوم ورغم حالة الإعياء الشديد وتلبية لطلب بعض الزملاء من الطلبة الى كلية العلوم بتونس حيث قمت برفع لافتة كتب عليها  » أريد جواز سفري يا سيادة وزير الداخلية ». كما بالاتصال بمجموعات من الطلبة الذين عبروا عن مساعدتهم لي ووقوفهم إلى جانبي في هذه المظلمة. ويهدف هذا التحرك إلى ضرب العزلة المفروضة علي وأعلن أني سأواصل اتصالي بمختلف مكونات المجتمع المدني والطلابي التونسي. وإذ أؤكد على إصراري على تحقيق مطلبي المشروع كلفني ذلك ما كلفني أعلن: –        عن تحميلي السلطة المسؤولية كاملة عن المضاعفات التي بدأت آثارها تبدو علي. –        أعيد الطلب من السلطة بالتعجيل من تمكيني من جواز سفري. –        أناشد كل القوى السياسية ومختلف مكونات المجتمع المدني الوقوف إلى جانبي لرفع هذه المظلمة. وأحيّي في الأخير كل الذين عبروا عن تضامنهم معي. والسلام عبد الحميد الصغير للتعبير عن تضامنكم مكان الاضراب: نهج سيدي سفيان وسط العاصمة , عمارة عدد: 25 الطابق الثالث شقة عدد 8 الهاتف : 0021697080718 absghaier@yahoo.fr


الأستاذ محمد النوري يعلن عن ترشحه لعمادة المحامين في الانتخابات المقبلة

 
أعلن الأستاذ محمد النوري في جمع من المحامين عن استجابته للطلب الملح من بعض زملائه للترشح لعمادة المحامين خلال الانتخابات المقبلة التي ستتم خلال شهر جوان 2007 . وقد عرف الأستاذ محمد النوري بتعلقه بمبادىء الحق و العدل و الاستقامة فكرا وممارسة منذ الفترة الطلابية إذ تحمل في الستينات من القرن الماضي مسؤوليات طلابية قيادية نقابية و سياسية في نطاق لجنة متساكني الحي الجامعي برأس الطابية وفي نطاق التنظيم الوطني للطلبة الاشتراكيين الدستوريين و في نطاق الهيئة الادارية للإتحاد العام لطلبة تونس. و بعد ذلك التحق بالجامعة حيث باشر التدريس بكلية الحقوق و العلوم الاقتصادية و السياسية بتونس قبل أن يتفرغ كليا لمهنة المحاماة. و في المحاماة تميزت مسيرته المهنية بالدفاع الثابت عن المحاماة كرسالة سامية يحتاج إليها كل مجتمع متحضر تعلقا بالقانون و بدولة المؤسسات التي لا قيمة للفرد فيها إلا بمقدار خدمته للمجموعة الوطنية و الصالح العام. و وفاء منه لهذا التوجه كان منذ انخراطه بمهنة المحاماة عضوا مؤسسا لجمعية المحامين الشبان حيث ناضل طيلة سنوات عديدة من أجل الدفاع عن المحاماة و المحامين مهما كانت مشاربهم الفكرية و توجهاتهم السياسية باعتبار المحاماة مدرسة للوطنية اضطلعت بدور فعال في نضالات شعبنا التونسي من أجل الحرية و الاستقلال و شاركت في ملاحم بناء الدولة العصرية. و قد بذل الأستاذ محمد النوري جهودا جمة في هذا الاتجاه ضمن الهيئة الوطنية للمحامين و كان دوما صوتا للاعتدال و التعقل و الكلمة الطيبة الجامعة التي توحد و لا تفرق و تدعو لتجاوز الخلافات مهما كانت بالحكمة و الرشاد. و قد أعلن الأستاذ محمد النوري أنه في صورة انتخابه عميدا للمحامين سيخصص كامل نشاطه للدفاع عن المهنة و إصلاحها و أنه في حالة فوزه في الانتخابات المقبلة و إيمانا منه بسنة التداول سوف يتخلى عن رئاسة الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين و يجمد نشاطه ضمن هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات ليتفرغ كليا لهذه المهمة السامية و التي أعلن من الآن أنه في صورة انتخابه فإنه لن يعيد ترشحه لمنصب العمادة مرة ثانية . و الأستاذ محمد النوري يطمح إلى أن يكون عميدا لجميع المحامين بحكم عدم انتمائه حاليا لأي حزب أو تيار سياسي و هو مؤهل بحكم تجربته  وشخصيته و مواقفه الثابتة للقيام بدور توفيقي متميز بين جميع التيارات و الاتجاهات بعيدا عن الصراعات التي قد تنأى بالمحامين و المحاماة عن مهمتهم الأصلية  المقدسة كدعامة أساسية من دعائم القضاء العادل و سيادة القانون.  الأستاذ مصطفى صادق المنيف

 

بعد منعه من قبل الحكومة المرأة التونسية تتمسك بالحجاب في الشارع

 
تونس: مبعوث الخبر/ م · فريد   تحت أعين تمثال فيلسوف التاريخ الإفريقي  »إبن خلدون » تنطلق الفتاة التونسية بلباسها الرياضي  »الجينز » الذي يطغى على هندامها، إذ وعكس ربما الشارع الجزائري الذي يتربع فيه الحجاب على عرش اللباس النسوي عندنا، فإن نظيره التونسي لا يحظى بذات المرتبة، باعتبار أن الفتاة التونسية متمسكة بمظهرها  »الرياضي »، لأن ارتداء الجينز لديهن يدخل في هذا السياق· وقد تتصادف وأنت تسير في شارع بورقيبة الرئيسي بكثرة إقبال الفتاة على الجينز حتى يخيل لك وكأنه إجماع معلن لهذه الشريحة أو موضة ركبتها صاحبات الكعب الطويل· كما هو معروف، ليست هذه المرة الأولى التي تطرح فيها قضية الحجاب بشكل ساخن، بل إن معارضة الحجاب، موقف رافق الدولة التونسية منذ استقلالها وتبنيها لنهج التحديث في كافة المجالات· وم شبحا يراود ضفتي البحر الأبيض المتوسط وتبقى المواقف متضاربة إزاء هذه الظاهرة وفي بعض الأحيان مرتبكة· وبالفعل هناك من يناهض الحجاب ويقاوم تفشيه وهناك من يدعو إلى ارتدائه علنا امتثالا لتعاليم الشريعة وهناك أيضا من يرفض مواجهة الحجاب باسم حرية المعتقد وحقوق الإنسان بدعوى أن ارتداء الحجاب مسالة خاصة تعود إلى الحريات الشخصية، أما على المستوى السياسي الرسمي، فإن المواقف تتلون حسب الظروف ومقتضيات الاستراتيجيات السياسية· ونذكر هنا على سبيل المثال كيف ساند الزعيم بورقيبة الحجاب في البداية حفاظا على الهوية الوطنية ثم عارضه لاحقا بحجة الوصول إلى المجتمع التحديثي الذي يصبو إليه·  وما يثير الانتباه هو أن الحجاب اليوم أصبح يمثل رهانا يحتاج إلى تفسير أمام التنميط الذي تفرضه العولمة في توحيدها للأسواق ومحاولة فرض نموذج وحيد للثقافة والاستهلاك· الأمر الذي أدى إلى تلاشي الخصوصيات الثقافية وزعزعة الفروق الجذرية بين الرجال والنساء·   جسد المرأة وسط  تلاشي الأيديولوجيات في هذا الإطار يبدو لنا أن جسد المرأة وما يحيط به من تصورات واستيهامات قد عاد يطفو إلى السطح في حقبة تلاشت فيها الاديولوجيات وتغلغلت فيها البراغماتية وقيم التبادل الحر· ولا يمكن فهم الجدل الدائر حول الحجاب سواء في تونس أو غيرها على اعتبار أنه لا يمكن اختزاله في رؤية أحادية كربطه بمسالة العقيدة أو رفضه باسم الحداثة· لقد بدت تونس وهي تستقبل أيام قرطاج السينمائية وكأنها أغلقت باب الجدل حول مسألة الحجاب، ولو إلى حين· فالقضية أقرها قانون 108، الصادر عام 1981 والذي يعتبر الحجاب زيا طائفيا، وليس فريضة دينية· ومن ثَم يحظر ارتداؤه في الجامعات ومعاهد التعليم الثانوية؛ لكن درجة الحزم في تطبيق هذا القانون تفاوتت من مرحلة لأخرى· وتعيد وزارتا التربية والتعليم المطالبة بتطبيقه نظرا لما تلحظه من ارتفاع نسبة المتحجبات؛ خاصة في المناسبات الدينية ومنها شهر رمضان المبارك· وهو ما أعيد إثارته منذ أسابيع·   أعدن استخراج (الحايك) التونسي  بدأت حيثيات الجدل الحالي منذ نحو ربع قرن، هو عمر قانون الأحوال الشخصية عام 1981؛ الذي اعتبر الحجاب  »زيا طائفيا »،  وحتى الآن يعتبر عدد من الساسة والليبراليين أن ارتداء النساء للحجاب مظهر طائفي مستورد من الشرق لا يعبر عن الثقافة التونسية، بل هو ظاهرة دخيلة على المجتمع التونسي، من شأنه أن يؤدي لتهديد الهوية الوطنية، وإن لم يرفض المستندون لهذا الرأي تغطية المرأة شعرها؛ ولكن على الطريقة التونسية، وفي هذا الشأن صرحت لنا (مفيدة· ح) طالبة في السنة أولى بجامعة اللغات الأجنبية تخصص لغة إنجليزية والتي بدت متمسكة بحجابها، وكانت من المدمنات على تتبع الأفلام العربية في المهرجان قائلة: » مع ظهور الحملة الرامية لمنعنا من ارتداء الحجاب عند مدخل الجامعة، هناك من زميلاتي من ذهبن للتفتيش في دولاب الأم والجدة، وأعدن استخراج (الحايك) التونسي الذي يشبه نظيره الجزائري المنقرض، وقمن بارتدائه دون مضايقة أحد· وهي طريقة اهتدت إليها الكثيرات مادام القانون لا يمنع ذلك·· » ويعتبر الرافضون للحجاب أنه يهدد الوضع المتميز للمرأة في تونس مقارنة بغيرها في العالم العربي والإسلامي؛ فقانون الأحوال الشخصية الصادر هناك يضمن المساواة التامة بين المرأة والرجل؛ وهو يمنع ـ على سبيل المثال ـ تعدد الزوجات، وينص على أن النساء مواطنات كاملات الحقوق مثل الرجال· كما يستند هذا التيار ـ ويضم النظام الحاكم ـ إلى أن الحجاب يعد شكلا من أشكال التمييز على أساس الجنس، حيث ذهبت سوسن ، معلمة في المادة الفرنسية بإحدى ثانويات العاصمة في تصريحها لنا ونحن نخوض معها موضوع الحجاب إلى القول:  »الحجاب يعبر عن عقلية تحتقر المرأة وتقلص دورها وهو حط من مكانتها، كما يجعل منه أداة استعباد لا علاقة لها بالحريات· فالحجاب دليل على إيديولوجيا مناهضة للحرية وبعيدة عن التفكير الحديث··· »·   تتنزه بحجابها في تونس بكل حرية وعكس الصورة التي حاولت بعض الفضائيات العربية رسمها عن الشارع التونسي، فإنه لم يلفظ المرأة المتحجبة، وقبل بحجابها ما لم تلج المؤسسات التعليمية والرسمية، إذ تصادفك بعض الفتيات المتحجبات وهن ماضيات في زحمة الشارع دون أي قيد· وقد استوقفنا إحداهن أمام محطة الميترو، فإذا بها جزائرية من باب الواد بالعاصمة أتت لقضاء فترة نقاهة رفقة والديها، سألناها: هل تعرضت لمضايقة ما وأنت تضعين قدميك على التراب التونسي؟ فأجابت بالنفي، لنردف سؤالنا: وهل تتنقلين بحرية مطلقة بحجابك؟ فقالت:  »نعم ، لم ألحظ أي شيء، ولم يعترضني أحد·· »·   خمار··· وعليه قبعة صيفية في اليوم الثالث من تواجدنا بتونس قررنا القيام بزيارة خاطفة إلى بلدة سيدي بوسعيد حتى نقف على الظاهرة بعيداعن العاصمة، واخترنا القطار كوسيلة نقل شعبية حتى نقترب من المجتمع أكثر، وقد جلسنا بعربة الدرجة الأولى، وبها إنزوت فتاة وهي تتصفح دروسها، كانت ترتدي خمارا وعليه قبعة صيفية، فالخريف لم يعادينا نحن فحسب، بل حتى الجيران أيضا، جلسنا بقربها وسألناها عن وجهتها فأجابت بأنها ماضية إلى حلق الواد، واختلسنا منها دردشة عن إحدى حلقات مسلسل الحجاب في تونس، فكان رأيها واضحا:  »الكل يجد طريقة أو صيغة للتحايل على القانون في المؤسسات التعليمية، وطريقتي هي هذه القبعة التي تقيني من لفح الشمس وصرامة القانون، فهي شيئان في واحد··  » ، وعن رأيها في منع السلطات ارتداء الحجاب قالت: » الحجاب والملبس بشكل عام حرية وحق من حقوق الإنسان كحرية العقيدة، بالإضافة إلى اعتباره التزاما دينيا وضابطا شرعيا في الدين الإسلامي الذي أمر النساء بالاحتشام وعدم التبرج، وطريقة تعامل السلطة مع هذه القضية تتناقض مع كافة مبادئ حقوق الإنسان، وتتعارض مع ثوابت الدين الإسلامي والهوية العربية الإسلامية لتونس· كما عبرت عن استغرابها من الصمت الذي تبديه العديد من المنظمات النسائية التي تنادي بحقوق المرأة ·· »· المؤكد أنّ معالجة الظاهرة من خلال مقاربات اقتصادية وثقافية وسوسيولوجية وغيرها، سيوضح الظاهرة ويجعلها قابلة للفهم علميا وموضوعيا، كما أن السجال حول الحجاب لن ينتهي خاصة وأنها قضية لم تعد تقتصر على تونس؛ ولكن دولا أخرى كمصر التي تفجرت فيها ذات القضية مؤخرا مع تصريح وزير الثقافة فاروق حسني، بالإضافة إلى دول غير عربية وغير إسلامية التي شهدت تزامنا مع هذا، سجالا حول نفس القضية.   (المصدر: صحيفة « الخبر » الجزائرية الصادرة يوم 27 نوفمبر 2006) الرابط:  http://elkhabar.com/dossiersp/lire.php?idc=46&ida=51871

 

انتخابات الرئاسة التونسية

 

 
تونس – 6 ذو القعدة 1427 هـ، الموافق 27 نوفمبر 2006 م واس طالبت مجموعة جديدة من أعضاء مجلس النواب التونسي رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي بالترشح للانتخابات الرئاسية القادمة التي تجري عام 2009 لمواصلة قيادة البلاد وتحقيق البرامج والخطط التنموية وطموحات الشعب. الملفت في هذه الدعوة ان النواب الذين تبنوها لا ينتمون في مجملهم الى حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم الذي يتزعمه الرئيس ابن علي بل وينتمي بعضهم الى احزاب تعتبر معارضة للحكومة ومستقلة. مطالبة النواب الرئيس بالترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة جاءت خلال مداولات مجلس النواب الذي يتـكون من 182 عضوا لمشروع الموازنة الجديدة للدولة لعام 2007 والاستماع الى رئيس الوزراء محمد الغنوشي الذي قدم بيان الحكومة حولها. وكانت اولى الدعوات الموجهة للرئيس ابن علي في هذا الشأن قد صدرت عن لجنة الشؤون السياسية في مجلس النواب التي تضم 28 عضوا . يذكر ان الدستور التونسي يمنح الرئيس ابن علي/ 70 عاما / حق الترشح لدورة جديدة عام 2009 حيث يضع الدستور سقفا عمريا للترشح للرئاسة حدده بـ 75 سنة . ويقضي الرئيس التونسي الذي تولى السلطة عام 1987 حاليا دورة رئاسية رابعة بدات عام 2004 وتستمر 5 سنوات.   (المصدر: وكالة الأنباء السعودية واس بتاريخ 27 نوفمبر 2006)


تونس في إجتماعات الحلف الأطلسي

رشيد خشانة  شارك وفد تونسي في اجتماعات عقدها رؤساء أركان جيوش الحلف الأطلسي مع وفود من اسرائيل وستة بلدان عربية هي المغرب والجزائر وتونس ومصر وموريتانيا والأردن في بروكسيل يوم 16 نوفمبر الجاري. وتنتمي البلدان السبعة إلى ما « عرف بالمبادرة المتوسطية لحلف شمال الأطلسي التي ترمي لتعزيزالعلاقات العسكرية بما في ذلك إجراء مناورات مشتركة دوريا. وكانت اجتماعات وزارية سابقة للحلف وضعت خطط عمل مستقبلية لتدريبات وبرامج مشتركة مع الدول الشريكة في جنوب المتوسط ، لكن الإعلام الرسمي لم يتحدث عنها ولم يتطرق للموضوع أصلا. وجاءت اللقاءات المشتركة بين القيادات العسكرية الأطلسية والمتوسطية على هامش اجتماعات عقدها رؤساء هيئات الأركان العامة لجيوش الدول الست والعشرين المنتمية لحلف شمال الأطلسي في مقر الحلف ببروكسيل استغرقت يومين في منتصف الشهرالجاري،في إطار الإعداد لقمة ريغا الأطلسية المقررة في عاصمة لاتفيا يوم 28 نوفمبر الجاري. والملاحظ أن حكومتنا التونسية حريصة دوما على احترام الأصول واستشارة الشعب وقواه الحية في مثل هذه القرارات الإستراتيجية ، ولذلك ملأ الجدل في شأن انضمامنا ل « المبادرة المتوسطية  » للحلف الأطلسي أعمدة الصحف وأمكن للرأي العام من خلال إعلامنا الشفاف معرفة خلفيات المبادرة وأهدافها وجرى نقاش ثري وحي حولها في مجلس النواب … وكم من قرار هام بل ومصيري من حجم الإنضمام لإطار »المبادرة المتوسطية » للحلف الأطلسي اطلع عليه الرأي العام مسبقا وأشبعا الإعلام عرضا وتحليلا وقتله البرلمان (بغرفتيه)مناقشة وتعديلا…   (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 382 بتاريخ 24 نوفمبر 2006)  

الصندوق الكويتي يوقع اتفاقية قرض مع تونس بقيمة ستة ملايين دينار

 

الكويت – 27 – 11 (كونا) — قال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية هنا اليوم انه وقع اتفاقية قرض مع الحكومة التونسية يقدم الصندوق بمقتضاها قرضا قدره ستة ملايين دينار كويتي للاسهام في تمويل مشروع انشاء وتجهيز معهدين عاليين للدراسات التكنولوجية في تونس .

ومثل الصندوق في التوقيع الذي تم في تونس اليوم مديره العام عبدالوهاب أحمد البدر فيما مثل تونس وزير التنمية والتعاون الدولي محمد الجويني .

وقال الصندوق في بيان صحافي وزع هنا ان المشروع يهدف الى انشاء وتجهيز معهد عالي للدراسات التكنولوجية في مدينتي مدنين وقليبية سعيا الى توفير الكوادر المتخصصة في كافة مجالات التكنولوجيا التي تتطلبها المؤسسات الصناعية والانتاجية والخدمية .

واضاف ان المشروع يشمل انشاء وتجهيز معهد عالي للدراسات التكنولوجية في المدينتين وتشمل أعمال المباني كافة الاقسام الخاصة بكل معهد والتي تتكون من قاعات للتدريس ومكتبات وورش للتدريب والمختبرات وحاضنات المشروعات .

وأوضح ان اعمال المشروع تشمل كذلك مباني الادارة والسكن الداخلي للطلاب والمطعم الملحق به الى جانب أعمال التجهيز توريد وتركيب كافة التجهيزات والمعدات العلمية والمعلوماتية لكل معهد وتوفير الاثاث اللازم لجميع المباني بالمعهدين المذكورين اضافة الى الدعم المؤسسي لوحدتي ادارة المشروع والخدمات الاستشارية اللازمة .

واشار الصندوق الى انه بتوقيع الاتفاقية يكون هذا القرض هو ال 30 الذي يقدمه لتونس بقيمه اجمالية تبلغ حوالي 136 مليون دينار كويتي (أي ما يعادل حوالي 454 مليون دولار أمريكي) لتمويل مشروعات من مختلف القطاعات .

 

(المصدر: وكالة الأنباء الكويتية كُـونـا بتاريخ 27 نوفمبر 2006)


 

 

استيراد سيارات جديدة تشتغل بالغاز

تونس – صالح عطية

 

قررت الحكومة التونسية استيراد سيارات جديدة تشتغل بالغاز بداية من السنة القادمة، ويأتي هذا القرار في سياق البحث عن مخارج لأزمة الطاقة وارتفاع أسعار المحروقات في العالم سيما خلال العام الجاري.

وعلمت «الشرق» أن لجانا عديدة تم تشكيلها، لتنفيذ هذا القرار والشروع في اعتماد الغاز الطبيعي المضغوط لتشغيـل العربات.

ويتوافر الغاز المضغوط حاليا في تونس، من خلال حقول الغاز ـ رغم محدوديتها ـ إلى جانب المردود الذي تحصل عليه البلاد، سواء من عبور أنبوب الغاز الجزائري من إيطاليا عبر تونس، أو من خلال الأنبوب الجديد الذي سيربط ليبيا بإيطاليا.

 

(المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 27 نوفمبر 2006)


  

 

تحركات لضم التنظيمات الإرهابية المغاربية إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال

صحيفة الشروق الجزائرية – غنية قمراوي (ghaniaguemraoui@ech-chorouk.com)

 

نشرت صحيفة « إيل بِريوديكو » الكتالونية الإسبانية خبرا مفاده أن الجماعة السلفية للدعوة والقتال تسعى حثيثة هذه الأيام لتطبيق خطة تهدف إلى دمج عدة مجموعات إرهابية في المغرب العربي، وأرجعت السبب في ذلك إلى أن الجماعة السلفية تكون قد تلقت أمرا من تنظيم القاعدة لتشكيل خلية « موحدة » تشمل أوربا وشمال إفريقيا.

وقالت الصحيفة الإسبانية التي نقلت عنها وكالات الأنباء الخبر أن التنظيم « المغاربي » سيشمل عناصر أساسية من جماعة الجهاد الإسلامية المغربية، عناصر متطرفة تونسية، وعناصر من الجماعة الإسلامية الليبية، الذين سينضمون جميعا تحت لواء الجماعة السلفية للدعوة والقتال.

كما تذكر الصحيفة أن الدوائر الإسبانية لمكافحة الإرهاب قد دخلت في حالة تأهب قصوى إزاء هذا الحدث، حيث يقول أحد الخبراء إن أعضاء من هذا التنظيم يجولون أرجاء أوروبا لربط الخلايا المغاربية المتعددة فيما بينها.

ولاحظ المحققون، حسب الصحيفة، سيلا من الاتصالات الكثيفة لتبادل الرسائل والأموال بين اسبانيا، ايطاليا (ميلانو بالتحديد)، هولندا، بلجيكا، فرنسا. وحسب المصدر ذاته، فإن هذا الاندماج يطلق على نفسه اسم « وحدة المغرب العربي« .

وبحسب « أل بريوديكو » فإن هناك 40 خلية في فرنسا لوحدها، التي ينتمي معظمها إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وقد أفصحت الشرطة المغربية عن المشروع في مناسبة سابقة، حيث عثرت في جويلية المنصرم أثناء عملية تفتيش، على مسودة لمشروع توحيد لعدة جماعات إرهابية « مغاربية ».

ويقال أن قائد عملية التوحيد هو أحد الأعضاء البارزين في الدعوة والقتال، ويتعلق بالجزائري خالد أبو بصير، وحسب الصحيفة، فإنه يمتلك ارتباطات بعدة بلدان أوربية مثل بلجيكا، هولندا، فرنسا، اسبانيا، بريطانيا، ألمانيا، مما سيسهل عملية الاندماج وتنظيم العمليات الإرهابية في البلدان المشمولة.

ويذكر أن أيمن الظواهري كان قد أعلن في رسالته في سبتمبر الماضي عن اندماج الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالقاعدة وعرَّف الوحدة بأنها قد نالت « مباركة » بن لادن.

 

(المصدر: صحيفة « الشروق » الجزائرية الصادرة يوم 20 نوفمبر 2006)


 

استقالة رئيس النادي الصفاقسي التونسي

 

أعلن صلاح الدين الزحاف رئيس النادي الرياضي الصفاقسي التونسي مساء اليوم الاحد استقالته من رئاسة النادي الذي أشرف على تسييره منذ يوليو/تموز .2002

وفي تصريحات بثتها إذاعة « موزاييك » التونسية الخاصة رفض الزحاف الكشف عن الاسباب الحقيقية التي دفعته إلى اتخاذ هذا القرار مشددا على أن استقالته لا علاقة لها بالنتائج السلبية الاخيرة للصفاقسي وأبرزها خسارته بطولة دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم الذي انتزعه منه الاهلي المصري في تونس.

وتأتي استقالة الزحاف بعد يوم واحد من تعادل الصفاقسي بدون أهداف مع « الملعب التونسي » في مباراة في إطار الجولة العاشرة من الدوري التونسي الممتاز لكرة القدم.

ويحتل الصفاقسي المركز الثالث في الدوري التونسي برصيد 17 نقطة.

يذكر أن الزحاف حصل مع الصفاقسي على ثلاثة ألقاب رياضية في تونس هي البطولة والكأس وكأس الرابطة إضافة إلى بطولة دوري أبطال العرب.

 

(المصدر: موقع كـووورة بتاريخ 26 نوفمبر 2006 نقلا عن وكالة  DPA الألمانية)

الرابط: http://www.kooora.com/default.aspx?showarticle=15512&obj=0


السيارات التي استخدمت في جريمة تفجيرات مدينة الصدر كانت قادمة من ايران عن طريق ميناء البصرة!

مصدر في وزارة الداخلية العراقية  أخبرني احد الاصدقاء ممن تربطني به علاقة قربى ويعمل في وزارة الداخلية، مديرية المتفجرات، انه وبعد فحص السيارات التي انفجرت في مدينة الصدر المنكوبة من رقم شاصي ومحرك، تبين ان هذه السيارات كانت من ضمن السيارات الـ 65 سياره التي عبرت من ايران الى ميناء اليصره وبشكل غير شرعي قبل عشرة ايام.   وكان قد تم اكتشاف هذه السيارات من قبل شرطة ميناء البصرة، إلا انه وبتدخل من (هادي العامري) أمين عام فيلق بدر جرى الإفراج عن هذه السيارات، وان السيارات التي انفجرت في مدينة الصدر كانت ضمن مجموعة هذه السيارات.   أرجو نشر الخبر وبشكل عاجل في وكالات الانباء والصحف حالا وبدون تأخير كي يفضح الله ايران وعملائها الصفويين والله مع الحق..  وجدير بالذكر أن القوات الأمريكية كانت قد دخلت مدينة الصدر بشكل مفاجيء ودون أية مسببات واضحة قبل يوم واحد من حدوث التفجيرات، وكأنها كانت عملية استطلاع لتحديد المواقع وترتيب خطة التفجير لليوم التالي، ثم قتلت عددا من ركاب سيارة في ظروف غامضة تماما.  كما وردنا الآن من أبناء مدينة الصدر أنهم شاهدوا طائرة هليكوبتر أمريكية تحلق فوق مكان وقوع الانفجارات قبلها بساعة تقريبا..   (المصدر: موقع « الرابطة العراقية » بتاريخ 25 نوفمبر 2006) الرابط: http://www.iraqirabita.org/?do=article&id=6204  


مسؤولو القناة في جولة للتعريف بالمنتج الجديد قريبا قناة دبي المغرب العربي

 
أعلن رسميا في دبي عن قرب بعث قناة «دبي المغرب العربي» التي ستخصص لـ 80 مليون ساكن ولـ 10 ملايين مغاربي يقيمون في اوروبا برمجة خاصة وحسب مصدر مسؤول بمجموعة دبي للاعلام فان بعث هذه القناة يهدف الى تطوير الاتصال بين شعوب المنطقة والاستجابة لمتطلبات المتفرج العربي.. من جهته قال مدير القناة «ان «البرمجة ستكون ثرية بالمسلسلات والبرامج المنوعاتية اضافة للانتاجات المغاربية» وينتظر ان يبدأ مسؤولو القناة جولة اعلامية في منطقة المغرب العربي خلال شهر ديسمبر القادم للتعريف بهذه القناة.. التي تعتبر الرابعة بعد قنوات MBC وLBC ونسمة التي تخصص برامجها لسكان المغرب العربي وجاليته المقيمة باوروبا.   (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 27 نوفمبر 2006)  


في الفاتح من جانفي القادم ميــــلاد أول فضـــائية ليبـــية خـــاصـة

تونس ـ الاسبوعي اعلنت ادارة قناة «الليبية الفضائية» انها ستبدأ بثها في اليوم الاول من العام القادم وفي ملف اعد للغرض ذكرت ان مشروع الفضائية انطلق من اذاعة آف آم تحت نفس الاسم قبل ان يتم اعداد مرحلة جديدة تم الاعداد اليها بدقة بالاعتماد على فريق عمل متخصص رسم اهدافا اساسية من ضمنها الوصول الى المتفرج وتلبية رغباته من خلال تنوع البرمجة وتميزها بالتأكيد على صدق المعلومة وبعد النظر. ومن المنتظر ان يمتد بث القناة 24 ساعة بلا توقف وتنقسم البرمجة الى:    ـ برامج سياسة: وهي  اضافة للاخبار التي ستعتمد بعدا جديدا في الطرح الاخباري «بعد الطبع» وهو عبارة عن قراءة ما بين  السطور لاهم المقالات والاخبار في الصحافة العربية والعالمية والمحلية والبرنامج الاسبوعي المباشر «الشارع يحكي» الذي يعكس نبض الشارع الليبي واهتمامه بقضاياه المتعددة في مواجهة بين المسؤول واراء الناس الجريئة والموضوعية والشفافة فضلا عن مساحة التعبير الحر. «حق الاختلاف» وهو برنامج يستضيف في كل حصة عددا من المحللين السياسيين لمناقشة قضايا الساعة.    ـ برامج منوعة: وابرزها منوعة في ضيافة سفير وهو لقاء اسبوعي يلتقي فيه مشاهدو القناة «الليبية الفضائية» باحد سفراء العالم المستقرين في الاراضي الليبية ليعكسوا الصورة الطبيعية والحقيقية للجماهيرية ويستعرضون الروابط التجارية والثقافية بين بلدانهم والجماهيرية وعلاقة دولهم ومواقفها من الجماهيرية.  كما تتأثث باقة المنوعات على «الليبية الفضائية» ببرنامج «انت الحكم» الذي يستعرض معوقات مسيرة ورسالة اهم المهن والحرف ولاسيما الحساسة منها وكذلك الظواهر الاجتماعية ومناقشتها مع الخبراء والمشرفين عليها ويشارك المشاهد بابداء الرأي عبر الارساليات القصيرة ـ SMS ـ  ومن المنوعات الشبابية نورد «مقهى الليبية» وهو برنامج حواري اسبوعي منوع على شكل مقهى يناقش فيه الشباب قضاياهم بحرية وشفافية.    ـ الدراما على «الليبية الفضائية» فيها تركيز كبير على انتاجات ليبية وابرزها السلسلة الكوميدية «م الاخير» والسلسلة الفكاهية «مستورة وسريب الكورة» اضافة الى حلقات نقدية منفصلة تنقد الواقع الاجتماعي تحت عنوان «عندكش عندي» و«ليبيات» ومن الدراما العربية نورد «طيور الشوك» و«باب الحارة» و«الوزير وسعاده حرمه»  وجميعها انتاجات سورية اضافة لمسلسل «ايام الولدنة» في عرض اول وحصري على القناة الليبية.   (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 27 نوفمبر 2006)


بعد إنطلاق نشرة « الجزيرة » من الرباط الحكومة تختار عزل تونس عن المغرب العربي

صالح البحري انطلق في السابع عشرمن الشهر الجاري بث نشرة « الجزيرة » من العاصمة المغربية الرباط في إطار سلسة من الإجراءات الجديدة اتخذتها إدارة الشبكة منها انطلاق بث القناة الدولية باللغة الانقليزية في الخامس عشرمن الشهرالجاري،وهي القناة التي اعتبرها احد المحللين من أهم المشاريع التي أنجزها العرب منذ الطفرة النفطية إلى اليوم ،لأنها ستتيح لهم مخاطبة العالم بلغة يفهمها بعد أن اكتفوا على امتداد عقود طويلة بمخاطبة أنفسهم . نشرة « الجزيرة  » من المغرب العربي أرادها المسؤولون عن القناة جسرا يربط بين المشرق والمغرب بعد أن أدركوا أن أخبار المغرب العربي محدودة في نشرات القناة مقارنة بما ينشر عن المشرق العربي. كما أرادوها فرصة لإبرازالمخزون السياسي و الفكري للنخبة المغاربية التي تشتكي دوما من التهميش المشرقي باعتبار أن التيار يسير دوما في اتجاه واحد من المشرق إلى المغرب . و قد بدأ ذلك المخزون يبرزعلى الرغم من أنه لم يمض على انطلاق النشرة سوى أسبوع ، فقد شاهدنا عديد السياسيين والنشطاء المدنيين على المباشرمن المغرب وموريتانيا وليبيا يحللون أحداث بلدانهم ، كذلك الأحداث في المشرق العربي، لان القائمين على النشرة اختاروا أن يكون المعلق من المغرب العربي حتى وإن كان الحدث مشرقيا. غير أن الحكومة التونسية اختارت مخالفة مواقف حكومات المنطقة بمواصلة منعها قناة « الجزيرة  » من العمل بتونس ، وخيرت أن تعزل نخبتها عن المشاهد العربي، فلا احد من السياسيين أو من ممثلي الجمعيات المستقلة يفتح أمامه الخط المباشرالذي تحتكره التلفزة التونسية للتعبيرعن أرائه وإبراز قدراته مع نظرائه من النخبة المغاربية . ولم يكن ذلك الاختيارغريبا عن الحكومة التي ارتات تغييب النخبة في الداخل وفرض حصار عليها وملاحقها في الخارج ، عدا بعض المتزلفين مدفوعي الأجر الذين تفتح لهم الحكومة استوديوهات التلفزة الوطنية وخطوط البث للبروز في عدد من القنوات بلغة خشبية لم تعد تقنع احدا بمن فيهم الذين يرددونها. و يؤشر تغييب النخبة على عمق المأزق الذي تعيشه الحكومة وضيق تصورها في هذا المجال والذي يتجلى في مستويين على الأقل : مستوى إعلامي بناء على تصورها انه بشراء ذمم بعض الإعلاميين من الداخل والخارج للترويج لسياستها وشن حملة على « الجزيرة » في صحف صفراء لا تأثيرلها، يمكنها أن تواجه قناة « الجزيرة » التي تحولت إلى شبكة يقرأ لها ألف حساب على المستوى العالمي وهو تصور خاطئ دون شك ، ومثلها كمثل من يريد مواجهة صواريخ عابرة للقارات بسيوف صدئة تجاوزها الزمن . والمستوى الثاني دبلوماسي حيث مارست الحكومة في المدة الأخيرة دبلوماسية التشنج والرد الآلي على كل من يتلفظ بكلمة مخالفة لرؤيتها فأغلقت السفارة التونسية في الدوحة وسحبت التمثيل الدبلوماسي من قطر لمجرد أن « الجزيرة » استضافت معارضا تونسيا أو خصصت برنامجا لتونس . نشرة « الجزيرة  » من المغرب العربي أرادها المسؤولون عن القناة جسرا يربط بين المشرق والمغرب بعد أن أدركوا أن أخبار المغرب العربي محدودة في نشرات القناة مقارنة بما ينشر عن المشرق العربي. كما أرادوها فرصة لإبرازالمخزون السياسي و الفكري للنخبة المغاربية التي تشتكي دوما من التهميش المشرقي باعتبار أن التيار يسير دوما في اتجاه واحد من المشرق إلى المغرب . و قد بدأ ذلك المخزون يبرزعلى الرغم من أنه لم يمض على انطلاق النشرة سوى أسبوع ، فقد شاهدنا عديد السياسيين والنشطاء المدنيين على المباشرمن المغرب وموريتانيا وليبيا يحللون أحداث بلدانهم ، كذلك الأحداث في المشرق العربي، لان القائمين على النشرة اختاروا أن يكون المعلق من المغرب العربي حتى وإن كان الحدث مشرقيا. غير أن الحكومة التونسية اختارت مخالفة مواقف حكومات المنطقة بمواصلة منعها قناة « الجزيرة  » من العمل بتونس ، وخيرت أن تعزل نخبتها عن المشاهد العربي، فلا احد من السياسيين أو من ممثلي الجمعيات المستقلة يفتح أمامه الخط المباشرالذي تحتكره التلفزة التونسية للتعبيرعن أرائه وإبراز قدراته مع نظرائه من النخبة المغاربية . ولم يكن ذلك الاختيارغريبا عن الحكومة التي ارتات تغييب النخبة في الداخل وفرض حصار عليها وملاحقها في الخارج ، عدا بعض المتزلفين مدفوعي الأجر الذين تفتح لهم الحكومة استوديوهات التلفزة الوطنية وخطوط البث للبروز في عدد من القنوات بلغة خشبية لم تعد تقنع احدا بمن فيهم الذين  (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 382 بتاريخ 24 نوفمبر 2006)


تونس : وزير الدفاع ومسيرة نحو منصب رئيس الجمهورية

 

 
مرسل الكسيبي *-الوسط التونسية قبل أكثر من عقد ونصف تقلب الزميل الاعلامي قصي صالح درويش بين الصحائف والوثائق مستقرئا تطورات الأوضاع التونسية في كتابه التاريخي « يحدث في تونس »,ففي أواخر أواسط الثمانينات وماسبق بأشهر تاريخ 7 نوفمبر 1987 , توقف مؤلف الكتاب المذكور عند مالات الوضع التونسي في ظل ماترشحت له الأوضاع العامة من احتقان عام بلغ بالدولة التونسية درجة متقدمة من الترهل المالي والأمني والسياسي,ليستخلص المؤلف في خواتيم الكتاب المذكور بأن البلاد باتت على وشك تحول سياسي سيكون رجله الأول الرئيس الحالي السيد زين العابدين بن علي. لم تكن الأمور ساعة تدوين مادة الكتاب تخرج عن اطار التوقع والاستقراء والدراسة المستقبلية,ولم تكن كتابات قصي صالح درويش يومها من قبيل التنجيم والكهانة التي يقوم بها أمثال العراف الشارني,والذي يبلغ ببعض رؤساء الدول وزعماء الشعوب أن يشدوا اليه الرحال من أجل معرفة طالع ومستقبل أيامهم…انها ببساطة فضولية رجال الاعلام مصحوبة بلباقة خبراء فنون السياسة,وتلك موهبة يلهمها الله أصحاب الحكمة , »ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا » قران كريم- اليوم تجدنا مضطرين الى العودة ورائيا الى اليات المراقبة والتحليل من أجل معرفة امكانيات الحدث السياسي المركزي في تونس,حيث تحتم علينا الظروف السياسية الحالية التعامل بموضوعية مع الأحداث دون تقزيم او تضخيم أو تصنع أو تجاهل,حيث أن مانقلته لنا بعض المصادر المعارضة أو بعض المصادر السياسية نقلا عن مصادر طبية عن المعالم الصحية لشخص رئيس الجمهورية,كل ذلك يدفعنا في حيادية الى محاولة التأمل في واحدة من أبرز السيناريوهات السياسية لانتقال السلطة في تونس. لايخفى على المراقبين للشأن التونسي أن الدوائر الداخلية والخارجية لن ترضى ببديل عن هرم السلطة يكون متسربا من خارج الدوائر التقليدية للحكم,حيث أن الانتقال السلس للسلطة سيكون بلاشك وبرغبة شخصية من الرئيس بن علي من داخل أجهزة الحكم الحالي والتجمع الدستوري الديمقراطي- أي الحزب الحاكم-,وهو مايتوافق بلا شك مع ارادة خارجية قوية ونافذة على المستوى الدولي ولاسيما المستوى القطري-بضم القاف-,حيث أن القطب الثلاثي ممثلا في الولايات المتحدة وفرنسا وايطاليا شرع منذ مدة في ترسيخ علاقاته الأمنية والعسكرية والسياسية مع واحد من أبرز المرشحين لمواصلة المشوار بعد الرئيس بن علي… 1-كمال مرجان من الديبلوماسية الأممية الى منصب وزارة الدفاع : بتاريخ 17 أغسطس 2005 أصدر الرئيس بن علي قرارا بتعيين السيد كمال مرجان وزيرا للدفاع بعد أن كانت الظروف ترشحه مع نهايات شهر مارس من سنة 2005 لمنصب المفوض السامي والأعلى لشؤون اللاجئين لدى الأمم المتحدة,حيث أن جملة من المؤهلات الديبلوماسية والقانونية والعلمية واللغوية كانت ستؤهله لتولي منصب لابد أن يحظى فيه بثقة السيد كوفي عنان والمجموعة الدولية. كان اسم السيد مرجان مطروحا يومها ضمن مجموعة من أبرز الشخصيات السياسية والديبلوماسية الأوربية ,حيث ان منها من تولى منصب الوزارة أو رئاستها أو حتى عضوية البرلمان الأوربي . كان مرشحون عن دول فرنسا والسويد والدنمارك والبرتغال وايطاليا وبلجيكا يقفون في منافسة ديبلوماسية شرسة أمام مرشح تونس,ولعل الوقوف على أسماء وصفات ودول المرشحين تكشف عن مؤهلات وزير الدفاع التونسي: – ايما بونينو (ايطاليا)، عضو في البرلمان الاوروبي وعضو في لجنتي الشؤون الخارجية والميزانية وكذلك في اللجنة الفرعية لحقوق الانسان. – هانس داهلغرين (السويد)، وزير الدولة للشؤون الخارجية. – انتونيو غوتيراس (البرتغال)، رئيس حكومة سابق. – سورين جنسين-بترسن (الدنمارك)، الممثل الخاص للامم المتحدة في كوسوفو. – برنار كوشنير (فرنسا)، وزير صحة سابق والممثل الاعلى السابق للامم المتحدة في كوسوفو. – مارك فيرويلغهين (بلجيكا)، وزير الاقتصاد والطاقة والتجارة الخارجية والسياسات العلمية. – كمال مرجان (تونس)، مساعد المفوض الاعلى للاجئين. كانت المؤشرات يومها ترجح الكفة لممثل تونس لدى منظمات الأمم المتحدة بجينيف ,حيث أكد السيد كوفي عنان في رسالة وجهها للدول الأعضاء حول تقديمها مرشحين للمنصب على : « أن يكون المُرشّح على اطلاع دقيق بقضايا اللاجئين، » وهي عبارة تصبّ لصالح مرجان، حسب رأي العديد من الدبلوماسيين في المقر الأوروبي للأمم المتحدة. هذا كما تعاقدت الدوائر الديبلوماسية على مجموعة من الشروط الأخرى التي يفترض توفرها في كافة المرشحين لهذا المنصب كأن يكون ملمّاً باللغة الإنجليزية، وعلى معرفة عالية بالفرنسية… وذا موهبة دبلوماسية في جمع المنح، وأن يكون مُدافعاً عن المبادئ الدولية في حماية اللاجئين وليس من الداعين لردّهم … كانت هذه بعض المؤهلات الهامة فيمن قرر لاحقا الرئيس بن علي تقليده واحدة من أهم وزارات السيادة في تونس ,ألا وهي وزارة الدفاع الوطني,والتي كان مسار السيد مرجان فيها حافلا بلقاءات ومباحثات مع ثلة من ابرز قادة جيوش ووزراء دفاع فرنسا وايطاليا والولايات المتحدة ووزراء الدفاع في مجموعة الخمسة لدول جنوب أوربا. 2-لقاءات استراتيجية هامة في ظرف لم يتجاوز السنة : في بداية شهر فيفري من سنة 2006 ,التقى وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد بنظيره التونسي السيد مرجان ,ليتبادلا الحديث في مجموعة من القضايا الهامة التي وصفها الأخير على طريقته الديبلوماسية بأنها كانت «محادثات ودية ومثمرة تعكس (عمق) علاقات الصداقة بين البلدين» غير أن موضوعات الحديث يمكن استشفافها من مضامين تقريرية لوكالة رويترز للأنباء والتي جاء فيها انذاك على لسان محللين أمنيين *1 :  ان » تونس، وكذلك المغرب والجزائر، تشعر بقلق من محاولات تنظيم اسامة بن لادن «بناء قاعدة تأييد في المنطقة لحملتها ضد الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى». وقالت مصادر استخبارات في المنطقة ان «القاعدة» قامت بتجنيد عشرات الشبان في شمال أفريقيا وساعدتهم على دخول العراق للانضمام الى المسلحين هناك وأن بعضهم قُتل في تفجيرات انتحارية. وقال مسؤول عسكري كبير يرافق رامسفيلد: «نحض تونس كما نفعل مع مصر على أن تتبنى تفكيراً مبدعاً واصلاحياً، وهذه قضية حساسة». وأضاف المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه «لديهم عناصر متشددة، عليهم أن يتعاملوا معها» ». وبعد ظرف زمني لم يتجاوز مرور الشهرين أنهى وزير الدفاع التونسي زيارة ذات شأن وبال الى الولايات المتحدة الأمريكية التقى على اثرها بكبار المسؤولين في البنتاغون ووزارة الخارجية الأمريكية,وقد لاح في أفق هذه الزيارة أن الوزير التونسي حمل تطمينا للدولة الأعظم حول افاق العلاقات الاقتصادية والقضائية والاعلامية التي تربط بين تونس وسوريا والعلاقات الثقافية والسياحية والتجارية بين تونس وايران ,هذا علاوة على مارشح من معلومات لوسائل الاعلام عن تداول الحديث رسميا في قضايا تتعلق بتطوير التنسيق العسكري والاستخباري بين تونس والولايات المتحدة. وبتاريخ 25 و26 جوان 2006,كانت الفرصة سانحة لوزير الدفاع التونسي بلقاء قائد القوات الجوية الأمريكية بأوربا ,الجنرال وليام هوبنيز والذي أجرى مباحثات مع نظيره التونسي ليقوم بعد ذلك وحسبما صرحت به السفارة الأمريكية بتونس بزيارة المنشآت العسكرية في قاعدة «سيدي أحمد».,هذا  وتطرقت المحادثات بحسب نفس المصدر للتعاون العسكري المشترك والمتعدد الأطراف، بما في ذلك إجراء مناورات وتبادل زيارات، وتنظيم دورات تدريبية للضباط التونسيين، وصيانة الطائرات الحربية الأميركية في الجيش التونسي، إضافة إلى «دورات تكوين وتدريب تكتيكية وعملياتية مهمة جداً للقوات التونسية». أما على المستوى الفرنسي,فان للوزير مرجان لقاء تاريخيا اخر جمعه بوزيرة الدفاع الفرنسية ميشال اليو ماري,والتي صرحت بأن زيارتها بتاريخ مطلع جوان 2006 لتونس,كانت مندرجة ضمن مناخات تعزيز التعاون العسكري في المتوسط  قصد مكافحة الارهاب والتهريب والهجرة غير المشروعة هذا علاوة على موضوعات اخرى نذكر بها حسبما تناقلتها بعض وكالات الأنباء العالمية : حيث قالت الوزيرة ان هذه المحادثات تناولت خصوصا « مكافحة الارهاب ». واشارت الى « الدور الاساسي » للمعلومات في هذا الشكل من الحرب الخفية « حيث لا وجود للحدود »،واكدت على الحاجة الى « تبادل اكبر » في هذا المجال. وقالت « في اطار +5+5+ تساهم المراقبة البحرية في ذلك »، معبرة عن املها في اجراء تدريبات جوية ايضا. واضافت ان « مكافحة الارهاب عمل عسكري وامني ايضا لكن فاعليتها تتطلب اجراءات اساسية للحد من المخاطر » وخصوصا الفقر في بعض مناطق العالم. وتابعت ان « تونس تلعب دورا رئيسيا » في مشروع اقامة مركز للدراسات الاستراتيجية في اطار الحوار « 5+5 » لضباط من الدول العشر، يمكن ان يفتح ابوابه في 2007. أما الطرف الايطالي فقد حضي هو الاخر باهتمامات الوزير والديبلوماسي التونسي السيد مرجان حيث اوردت صحيفة الوسط التونسية www.tunisalwasat.com  فيما نقلته يوم أمس الخميس 23 نوفمبر 2006 عن وكالة الأنباء الايطالية ,أن لقاء جمع  كلا من وزير دفاع تونس ورئيس أركان جيش البر الايطالي حيث  أعلن مصدر رسمي في تونس أن الفريق أول فيليبرتو تشيكي رئيس أركان جيش البر الإيطالي أجرى ظهر يوم  22 نوفمبر 06 محادثات مع نظيره التونسي كمال مرجان وذلك في إطار زيارة رسمية إلى تونس. وأضاف المصدر نفسه أن رئيس أركان جيش البر الإيطالي ومضيّفه التونسي استعرضا بعض جوانب التعاون الثنائي في المجال العسكري، وأن المحادثة تناولت « السبل الكفيلة بمزيد من النهوض بالتعاون بين القوتين المسلحتين، ولا سيما في مجالات التهيئة وتبادل التجارب، وبخاصة في عمليات حفظ السلام في العالم ». كانت هذه عموما لمحة عن حركية كبيرة قام بها أحد أبرز المرشحين لتولي مقاليد الهرم السياسي التونسي وذلك في ظرف وجيز لم يتعدى بعد السنة ونصف منذ تاريخ تعيينه على رأس ابرز وزارة سيادية في تونس بعد وزارة الداخلية-مع تقدير للاختلاف في أهمية الوزارتين على الصعيد السياسي الداخلي في تونس-. غير ان المراقب لمسيرة الرجل لابد أن يتساءل فعليا عن مواقف الوزير والديبلوماسي مرجان من القضايا الداخلية بعد أن حاولنا فيما مضى مراقبة مسيرة الرجل بين مهماته الأممية ومهامه على رأس وزارة الدفاع الوطني التونسية. 3-مواقفه من قضايا الحريات وحقوق الانسان في تونس: كل مايتوفر لدينا من معلومات عن الوزير الديبلوماسي في هذا الغرض هو موقف بارز وهام للغاية ,سجل له أيام قمة مجتمع المعلومات الأممية بتونس حيث لفت الأنظار بتصريحات جاء فيها على لسان المتحدث باسم الخارجية الهولندية مايلي : أقرّ السيد كمال مرجان بأنّ ردّ الفعل الأمني الذي تواجه به السلطات تحركات المجتمع المدني كان يغلب عليه التشنّج وأنّه يتفهّم الانتقادات الموجّهة لهذه السياسة. ولكنّه في نفس الوقت انتقد مواقف البلدان الغربية التي لا تعير اهتماما كبيرا حسب رأيه للتقدم الملحوظ في بلده. وأشار الوزير إلى أنّ تونس مثل البلدان الغربية كانت عرضة لما أسماه « اعتداءات إرهابيّة »، قال إنّ هدفها هو التراجع عن مكاسب البلاد التي تحققت منذ 50 سنة في المجالين الاقتصادي والاجتماعي مستشهدا في هذا السياق بحادثة تفجير كنيس الغريبة في جربة في أفريل 2002. وأضاف أنّ تجاوزات عناصر الأمن في بلاده ولئن كانت بالفعل غير مقبولة فإنّها مبرّرة، وذكّر بسنة 1991 ليقول إنّها شهدت أحداثا تتطلّب قبضة أمنية.2* وعند هذا القدر من المعطيات والمعلومات الهامة, أتوقف لأترك الجمهور والرأي العام في تونس متأملا  في شخصية يبدو أنها وبحسب كثير من التقديرات والمعلومات بدأت تشق طريقها وبتأييد داخلي رسمي  مقرون بحظوة وقبول من المجتمع الدولي نحو تولي مقاليد البلاد بعد مشوار حافل بالعطاء الديبلوماسي والسياسي وفي كنف حظوة يلقاها من لدن الرجل الأول للدولة التونسية. المصدر صحيفة الوسط التونسية بتاريخ 24 نوفمبر 2006 http://www.tunisalwasat.com *كاتب واعلامي تونسي ومدير صحيفة الوسط التونسية  

 

التداول و الإقتراح رهانا « الديمقراطي التقدّمي » في مؤتمره الرابع

محمد القوماني   تجري الاستعدادات حثيثة داخل الحزب الديمقراطي التقدمي من اجل عقد مؤتمره الوطني الرابع أيأم 22 و23 و 29 من الشهرالمقبل. وتتطلع قيادة الحزب وسائرمناضليه إلى أن يجعلوا من هذا الاستحقاق التنظيمي حدثا وطنيا يقدم الإضافة في الساحة السياسية. فماهي أهم رهانات هذا المؤتمرمن هذه الزاوية ؟ 1- التداول والتنافس أعلن الأمين العام الحالي للحزب الأستاذ أحمد نجيب الشابي منذ فترة طويلة قراره بعدم الترشرح لهذا المنصب في المؤتمر القادم. وكرر هذا القرار في مناسبات حزبية عديدة وفي وسائل الإعلام . ولايخفي الأمين العام أن الدافع لهذا القرار أخلاقي بالأساس. إذ يأتي في سن مازلت تؤهله للعطاء وفي سياق سيرعادي للحياة الحزبية وفي مرحلة مازال الحزب محتاجا له فيها بهذا الموقع ، وبذلك يعطي المثال في التداول على المسؤولية ويتناغم مع رفع الحزب لهذا المطلب في الحكم وفي المجتمع. اهتم الإعلام الداخلي والى حد ما الخارجي بهذا القرار وردد أسماء من المكتب آلسياسي قد تكون مرشحة لخلافة الأستاذ نجيب . ولأن التداول على أهميته لايكتسب دلالته ولايحقق هدفه إلا إذا اقترن بالمنافسة الديمقراطية، فان الانتظارات تشدّ داخل الحزب و خارجه إلى موعد المؤتمر الرابع لاختبار مدى جدية وقدرة هذه التجربة السياسية التي لم يمض على تأسيسها سوى خمس سنوات على تكريس التداول والتنافس ناهيك أن تقاليد المعارضة – فضلا عن السلطة – ضعيفة أو معدومة على هذا المستوى. وأن بعض التعليقات الصحفية شككت في اصل الموضوع وفي مدى جدية هذا التمشّي، وربما ذهبت التخمينات إلى إسقاط الأمثلة العربية السيئة والسيناريوهات الرديئة في التداول المزعوم والتنافس الديكوري والديمقراطية المغشوشة ، على مايتطلّع إليه الحزب الديمقراطي التقدمي. وأحسب أن هذا مما يضاعف آلرهان على هذا الصعيد في المؤتمرالقادم . 2- تعزيزالمصداقية بقوة الاقتراح استطاع الحزب الديمقراطي التقدمي خلال السنوات الأخيرة بفضل جرأته وحضوره اللافت ومواقفا المتميّزة في التفاعل مع أهمّ الأحداث الوطنية والقومية والدولية ، ومن خلال الدور الذي تلعبه جريدة الموقف ، أن يكتسب مصداقية عالية لدى النخب التونسية والجماهير الواسعة وأن يحظى بالاحترام والتقديرمن قبل المتابعين. غير أن هذه المصداقية التي كسبها الحزب رغم الحصارالإعلامي والمالي والمعاملة الاستثنائية التي تقابله بها السلطة ، تحتاج خلال الفترة القادمة إلى التعزيز، بتنمية قدرته على الاقتراح ، وذلك من خلال إنضاج رؤيته السياسية واهتمامه بقضايا الناس والإستجابة لتطلعاتهم وخروجه من مربع الاهتمام بالحريات والاحتجاج على الانتهاكات فقط ، إلى الانفتاح على مختلف قضايا المجتمع وفئاته. ولعل المؤتمر فرصة مناسبة لتقويم المسار و تعميق البرامج وبلورة المقترحات العملية التي يتقدم بها الديمقراطي التقدمي للتونسيين والتونسيات. 3- من التعدد إلى الانصهار تأسس الحزب الديمقراطي التقدمي سنة 2001 على تجربة سياسية طريفة في الساحة التونسية قوامها اجتماع أطراف سياسية وحساسيات فكرية من تجارب ومشارب مختلفة في حزب واحد، يحفظ للأفراد وحتى للمجموعات خلفياتهم الايديولوجبية المتعددة ويوحدهم على أساس البرنامج السياسي الذي يضع العمل على تحقيق الديمقراطية في أولوياته. راهن المؤسسون على نضجهم السياسي والاستفادة من التجارب السابقة وتعاهدوا على حفظ التنوع واحترام الرأي المخالف والتعايش البناء بين الأفكار المتباينة باعتبارها إثراء للحياة الحزبية طالما ظلّت الثقة متبادلة بين الأطراف وتم الاحتكام للآليات الديمقراطية المعتمدة في حسم الخلافات. كانت التجربة ثرية وموفّقة بعد خمس سنوات وإن اعترضتها بعض الصعوبات. نجح الحزب في تجنب أو معالجة بعض الأزمات الداخلية وحافظ على وحدته وتنوعه ووفر هامشا للتعبير الحر داخل هياكلا، تفتقده أحزاب أخرى، وبذلك نجحت التجربة و لم ينفجر « برميل البارود » كما توقعت بعض التنبؤات السوداوية. وأحسب انه بعد مرحلة التأسيس ومضي خمس سنوات على تجربة الديمقرآطي التقدمي دخل خلالها من دخل ، وخرج من خرج ، تظل أبواب الحزب مشرعة أمام العزائم الصادقة دون إقصاء. غير انه يكون من المفيد للحزب في المرحلة القادمة أن يتجاوز التركيز على التنوع والتعددية داخله إلى التركيزعلى حيوية الانصهار والوحدة الكفاحية . فالاختلاف اصل في الحياة ، والتنوع داخل الحزب السياسي صورة للتنوع داخل المجتمع ،ولاخلاف على ذلك ، إلا انه قد يصبح من المضر، ويكون مخالفا للواقع ، الاستمرار في التركيز على وجود تيارات ايديولوجية ومجموعات مختلفة داخل الديمقراطي التقدمي، وعدم تناول الاختلاف إلا من هذه الزاوية التي عفا عنها الزمن في ما اعتقد. فلم تعد التقسيمات التقليدية من يمين و يسار، أو إسلامي وعلماني، أو إصلاحي وثوري،أوقومي وقطري أو غيرها من مصطلحات مرحلة ما قبل نهاية الحرب الباردة ، تستوعب طبيعة التنوع والاختلاف داخل الحزب. وبينت تجربة السنوات الأخيرة أن الاختلافات داخل الحزب في تقدير المواقف السياسية لم تكن محكومة البتة بالانتماءات السابقة أو الخلفيات الأيديولوجية. و لذلك يكون من رهانات المؤتمر الرابع التطلع إلى مزيد الانصهار و التوحد حتى يصير الانتماء إلى الحزب الديمقراطي التقدمي بالنسبة لسائر المنخرطين ، مقد ما على غيره من الانتماءات القائمة أو المحتملة . لا فضل لأحدهم على الآخر في الترشح للمسؤوليات القيادية المختلفة وكسب ثقة المؤتمرين ، إلا بالكفاءة و الاقتدار و العمل والتضحية. ولا امتياز لأحدهم في التعبيرعن هوية الحزب إلا بقدر استيعابه للاتفاقات الحاصلة والالتزام بها والقدرة على تبليغها. تلك بعض الرهانات التي نقد ر أهميتها البالغة في مؤتمرنا القادم ، ولانعدها الوحيدة ، ونحسب أن النجاح في كسبها، كسب للحزب وللحركة السياسية و لبلادنا عموما.    (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 382 بتاريخ 24 نوفمبر 2006)  

 


استدعت صديقاتها للعرض ففوجئت كيف حذف النوري بوزيد مشاهد أميمة بن حفصية من «آخر فيلم»؟

كان لنا لقاء منذ مدة مع الممثلة نعيمة الجاني وفي سياق حديثنا معها سألناها عن آخر اخبار اميمة ابنتها فاجابتنا بكل حماس انها ستكون حاضرة في العمل الجديد للنوري بوزيد «آخر فيلم» واثناء عرض الشريط بحثنا عن صورة اميمة ولكننا لم نجدها. اميمة ذاتها كانت محتارة داخل القاعة وقد دعت الى حضور الشريط مجموعة من صديقاتها وكانت منتشية بدورها وهذا امر مشروع بالنسبة الى هذه الفتاة التي تتقد نشاطا وقد لمسنا ذلك في عديد الاعمال التي شاركت فيها على غرار «شوفلي حل» فأميمة لم تكن مسقطة ولا مفروضة في جملة الادوار التي لعبتها، ولم نرد احراجها حينها ولكننا بعد فترة اتصلنا بوالدتها لمعرفة موقفها حول عدم ظهور اميمة وقد كان التأثر باديا على نعيمة التي تحدثت بنبرة أحسسنا فيها بالمرارة «اجل لم تعرض المشاهد التي شاركت فيها  ابنتي والى الان لا ادري لماذا؟ لم اتصل بالنوري ولم اتحدث اليه في الموضوع كنت اتمنى ان يتصل بأميمة قبل العرض ويعلمها بذلك حتى لا تحبط.. كل ما بلغني ان النوري اثناء عملية المونتاج اضطر الى حذف بعض المشاهد فكان الاختيار على الفترات التي جسدتها اميمة..» ولمعرفة موقف الطرف الثاني هاتفنا النوري بوزيد فذكر «ان الامر عادي اذ قد يجد المخرج نفسه احيانا امام مادة غزيرة (Trop d’elements) فتضطره هذه الوضعية للحذف والتعديل وهذا امر يقع في كل الاعمال ومتعارف عليه عالميا، فالشريط طويل نوعا ما (ثلاث ساعات) وقد تبينت ان ذلك سيدخل الملل على المشاهد لذلك ضحيت بلقطات لا تخل بالسيرورة الحدثية ما يزعج وجب التخلي عنه ولم اكن اقصد اميمة مباشرة فليست هي المستهدفة.. وليست هذه المرة الوحيدة او الاخيرة التي تنفذ فيها مثل هذه «القصات» ففي شريط «عرائس الطين » كان اسم جلول الجلاصي موجودا في الجينيريك وقد شارك في العمل ولكن اثناء المونتاج اجبرت على حذفه اعرف ان اميمة تأثرت والله غالب المهم ان الشريط جميل جدا» في النهاية نقول لاميمة لا يجب ان يؤثر هذا الموقف فيك فانت مشروع ممثلة واعدة ونحن على يقين ان نعيمة الجاني بحنكتها وتجربتها الطويلة وتمرسها في الميدان ستعرف كيف تقنع اميمة وتعيد اليها ابتسامتها المعهودة.   نبيل الباسطي   (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 27 نوفمبر 2006)  


بطل النوري بوزيد يحاكي شخصية عادل إمام في « الإرهابي »

سليم بوخذير لم تنجح الدورة 21 من أيام قرطاج السينمائية التي إختتمت فعالياتها السبت الماضي،في أن تنجي المشرفين عليها من سيل من نقاط الإستفهام التي خلفتها بإلحاح أحداث عديدة شهدتها الدورة ،على غرار دورات سابقة .. واستأثرحفل إختتام الدورة الذي شهدته قاعة الكوليزي بنصيبب من هذه الأسئلة ، فقد آلت فيه أغلب الجوائز وأكبرها إلى مخرجين وممثلين تونسيين ،ممّا فتح مرة أخرى الباب واسعا أمام إنتقادات عديدة في الكواليس من النقاد عن سر هذه الصدفة العجيبة التي تجعل المهرجان من تنظيم تونسي ومآل أهم الجوائز تونسيا أيضا،وهو أمرفي الواقع حدث أيضا في دورات سابقة وكان يسعدنا لو أنه صار يحدث هكذا صدفة ومن فرط إبداع ممثلينا في الدورة ، إلاّ أننا مثلا لاحظنا خلال الدورة أشرطة عديدة تركت إنطباعات أفضل لدى النقاد من شريط « آخر فيلم » للنوري بوزيد،فما الذي منعها من التتويج إذن ؟ و هل يكفي منظّمو المهرجان المختص في سينما الجنوب أن تنمح جوائزه الأولى في أغلب الدورات إلى الأفلام التونسية ، ليجوز للمسؤولين على قطاع الثقافة في تونس أن يقولوا بعد ذلك ، إن بلادنا صارت متربّعة على عرش سينما الجنوب (أحبّ من أحب وكره من كره ) وعلى أي أساس يمكن لنا إقناع العالم بهذه الحقيقة غير الحقيقية ، فهل نسي هؤلاء أن السينما التونسية صار يشاراليها بالبنان في عديد المحافل بأنّها سينما بعيدة عن واقع المجتمع الذي تمثله ولم تكرس لجمهور السينما على مدى أكثر من عقد ونيف إلاّ أفلام حمّمات النساء ولم تصور التونسي إلا في صورة المكبوت جنسيا الذي لا همّ له إلا طرح إشكالات ما بين رجليه وهي صورة غير منصفة ولا علاقة لها بحقيقة التونسي وبشواغله كما نعلم .. وحتى لا نظلم شريط النوري البوزيد المتوّج نشير إلى أنه يحسب له أنه وعلى علاّت طابعه المباشر، طرح لأول مرة قضية البطالة في تونس والخصاصة آلإجتماعية كأسباب لإنحراف الشباب وهي قضايا صارت تعتبر من المحظورات فى أفلامنا ومسلسلاتنا التلفزيونية ، إلاّ أنّ ذلك لا يعفي الشريط من أنه جاء محاكيا لموضة صارت صاعدة في الفترة الماضية في ما يعرف لدى البعض بسينما الحكومات ، ونعني موضة أفلام « مقاومة الإرهاب » التي عرفت بميلها لتسويق الأجندات الحكومية في بعض الدول العربية في مسألة تعاطيها العنيف مع التيارالديني وتصويره دائما في صورة تيار إرهابي عنيف شاذ مريض وكأن هذه الأفلام جاءت لتبرر سياسة قمع الصنف المعتدل من أهل هذا التيار من قبل الحكومات ،بأن تقدمهم على أنهم ا إرهابيين ا بينما هي تقمعهم في أحيان كثيرة حتى إن كانوا معتدلين وأساسا لأنهم ينافسونها بقوة في مراكز الإقتراع . وفي هذا المضمارألا يجوزالقول إن شخصية البطل في شريط النوري بوزيد تحاكي من حيث تشعرأو لا تشعر شخصية الإرهابي المريض التي لعبها عادل إمام في شريط « الإرهابي » وهو شريط إتهمه النقاد بأنه شريط « غريب عن الفن » وخطابه أقرب إلى الخطاب الحكومي الرسمي الجاف منه إلى خطاب الفن .. ثم مادام بوزيد قد طرح علينا مسألة التدين والمتدينين ومسألة تسييس الدين في المجتمع التونسي، لماذا لم يلتقط لنا كل جوانب الصورة في تونس ؟ لماذا لم يمر ولو مرور الكرام على القمع الأمني الغليظ الذي تعاطت به السلطة مع هذا التيار رغم عدم تورطه فى العنف ؟ ألايبدو الشريط بهذه الحال مسقطا على واقع الظاهرة في تونس وليس خارجا منه (الواقع )أمينا في تناوله ؟ ومن جهة أخرى، لقد ذكرنا صعود بوزيد على ركح الكوليزي مساء السبت الماضي متوجا بالتانيت الذهبي ومعه بطل الشريط متوجا بجائزة أحسن ممثل ، بصعود سابق له في إحدى دورات الثمانينات عندما نال التانيت الذهبي عن شريط « ريح السد » ومعه أيضا بطل الشريط الذي وقعت مجازاته وقتها ، فكأن التاريخ يعيد نفسه، ولما كان التاريخ يعيد نفسه فهل يجوز لنا أن نفهم من المشرفين على الأيام السينمائية وعلى قطاع الثقافة ككل أنهم يفتتحون بتتويج شريط « آخرفيلم » في دورة هذا العام ، »عهدا » من الأشرطة التونسية التي تختصّ في نفس الموضوع و نعني أشرطة « مقاومة الإرهاب »، تماما مثلما إفتتح مسؤولون سابقون على قطاع الثقافة منذ أكثرمن 15عاما بتتويج « ريح السد » ، »عهدا » من الأفلام التونسية التي لم تختصّ لنا إلاّ في قضايا « الحمامات العربي  » و »الحوم العربي  » و الجنس وما تبعه فاتحين حنفية المال العام لتنهمر بلا هوادة لسنوات على ميزانيات هذه الأفلام ، وكان النوري بوزيد بمثابة « الأب الشرعي  » لتلك الموضة التي عادت بالسينما التونسية ألف خطوة إلى الوراء و جعلتها غريبة عنا،حتى لا نقول اكثر.. وفي ما عدا الشريط المتوج في حفل الإختتام ، ترك حفل الإفتتاح بدوره وراءه الكثير من الإنتقادات ، ففيما يفترض بمهرجان قرطاج السينمائي الذي فاق عمره 40 سنة واكتسب لنفسه هيبة وقدسية بين المهرجانات الدولية أن يحترم مشرفوه هذه الهيبة فلا يسمحون بحق إفتتاحه إلا لشريط كبير يكون خاصا بالمهرجان ، تعامل المشرفون مع المسألة ببساطة ولامبالاة بأن إختاروا للدورة شريطا شاهده أكثرمن 3ملايين مشاهد، فأين السبق ياسادة ؟ وهل قدم جيل الطاهر شريعة ما قدمه من تضحيات وجهود من أجل خير هذا العرس السينمائي الدولي حتيص يفتتح المهرجان في عهد إشرافكم عليه ، ب »فتات » المهرجانات السابقة وقاعات العرض الدولية الأخرى؟ وفي هذا المضمار أيضا ، لماذا مازال المهرجان يتكفل بمصاريف تنقل واقامات المشاركين حتى النكرات منهم من مالنا العام ؟ أليس أمر »إستجداء المشاركين للحضور و التكفل بنفقاتهم ، مسا بهيبة مهرجان يفترض أن له صيتا وقدسية ؟ هل يفعلها هذه ، مهرجان « كان » مثلا أوغيره ؟ وعلى ذكر الإفتتاح ، أي مقاييس إخترتموها للزج ببعض الأسماء في لجنة التحكيم ،فأي حكمة مثلا في حشر هند صبري في لجنة تحكيم أهم مهرجان سينمائي في الجنوب ؟ ماذا قدمت الشابة هند لتنال هذا الشرف ؟ أي تجربة عظيمة لها؟ من هي هند صبري غيرمجرد رقم من أرقام بورصة أفلام الموجة التجارية السخيفة في السينما المصرية والتي لا تحظى بإحترام نفس النقاد الذين شركتهم الدورة مع هند في لجنة التحكيم ؟ مرت الدورة 21 من المهرجان ،ولكن هل مرت بالمهرجان إلى الأمام أم إلى الوراء؟ فليسأل المشرفون أنفسهم هذا السؤال بجدية لوسمح لهم تواضعهم بهذا…   (المصدر: موقع pdpinfo.org  نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 382 بتاريخ 24 نوفمبر 2006)  

تونس، في 23 نوفمبر 2006   سيمينار الذاكرة الوطنية مع : الأستاذ محمد الهادي خليل, وزير التربية القومية السابق, حول ملف:

مقاربات شخصية لقضايا التربية والتعليم مع الوزراء وصناع القرار التربوي من 1968 إلى 1987

 

يوم السبت 09 ديسمبر 2006 على الساعة التاسعة صباحا   احتلت التربية والتعليم مكانة خاصة في بلادنا باعتبارها أحد الرهانات الحقيقية لبناء الإنسان, ولا يغيب عنا التجربة الهامة التي أرساها أحمد باشا باي تونس في منتصف القرن التاسع عشر, ثم تواصلت مع الوزير الأكبر خير الدين التونسي بإنشاء المعهد الصادقي على شاكلة معهد قلعة سراي النموذجي باستانبول. ولا ننسى في هذا الإطار المطالبات المتكررة للزيتونيين لإصلاح التعليم الزيتوني والذي توج بتجربة رائدة جدا, تمثلت في الشعبة العصرية الزيتونية الذي تم القضاء عليها بطريقة بائسة حقا, وقام المرحوم محمود المسعدي, وزير التربية يومئذ, بتبني رؤية تربوية, قطعت تماما مع التعليم الزيتوني التقليدي, وتبنت الدولة الناشئة منهجية تعليمية موحدة لكل التونسيين, أثارت ومازالت تثير الكثير من الإنتقادات الجوهرية إلى اليوم … وقد قمنا خلال السنوات الماضية بدعوة مسؤولين على قطاع التربية والتعليم أثناء العهد البورقيبي وبعده, لاستشراف تجربتهم في هذا المجال, وهما الأستاذان محمد مزالي والطيب التريكي وقد أدليا بمعلومات فاعلة في هذا الملف الحيوي. وأنه نظرا للتداعيات الإيجابية وكذا السلبية لملف التربية القومية في بلادنا, ندعو اليوم الأستاذ محمد الهادي خليل, للإدلاء بشهادته حول مقارباته ومناقشاته مع العديد من الوزراء والمسؤولين حول هذا الملف. والأستاذ محمد الهادي خليل من مواليد 1936 بقربة, وبعد حصوله على الإجازة في الرياضيات وتأمينه تدريس الرياضيات, عين مديرا جهويا للتعليم وانضم إلى الوزارة كمتفقد وكاهية مدير, ثم مديرا للتعليم الثانوي والامتحانات ورئيسا مديرا عاما لديوان التكوين المهني, ثم كاتب دولة مكلفا بالتعليم الابتدائي والثانوي, ثم وزيرا للتربية القومية, وفي أفريل 1989 إلى 1999, عضوا في مجلس النواب وترأس مهام رئيس لجنة التربية ثم نائبا لرئيس مجلس النواب وعضوا في اللجنة المركزية للحزب. ساهم الأستاذ خليل في إعداد عدة دراسات حول التعليم التقني والمهني بتونس والدول المتوسطية وشارك في إعداد مشروع إصلاح نظام تكوين إطارات الوظيفة العمومية كما ساهم في تنظيم وزارة التربية الموريتانية. وقد تحصل على الصنف الأول لوسام الجمهورية والاستحقاق التربوي. إن هاته المسيرة الطويلة الفاعلة والجوهرية, منحت الأستاذ محمد الهادي خليل, اختمارات عميقة حول ملف التربية القومية في بلادنا, ولا شك لدينا أننا نحتاج إلى مقارباته الموضوعية حول هذا الملف الشائك والذي أصبح هاجسا حقيقيا للمربين جميعا خلال العقود الثلاثة الماضية. والدعوة مفتوحة للجميع ابتداء من الساعة التاسعة صباحا في المقر الجديد بالمؤسسة المذكور أسفله.   الأستاذ عبد الجليل التميمي   مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات العنوان : المنطقة العمرانية الشمالية – عمارة الامتياز – 1003 تونس الهاتف : 0021671231444 / 0021671751164. – الفاكس 0021671236677  البريد الإلكتروني temimi.fond@gnet.tn   الموقع على الإنترنت( باللغة العربية) ; www.temimi.org (site en français) www.temimi.refer.org    


باحثون عرب وأجانب يحيون المئوية السادسة لرحيل ابن خلدون بالقاهرة

 

 
القاهرة (رويترز) – بمشاركة أكثر من 70 باحثا عربيا وأجنبيا تبدأ بالقاهرة الاسبوع القادم ندوة دولية في ذكرى مرور 600 عام على رحيل مؤسس علم الاجتماع عبد الرحمن بن خلدون. وقال المجلس الاعلى للثقافة بمصر يوم الاثنين في بيان ان الندوة التي ستبدأ السبت القادم تأتي في ختام « عام ابن خلدون » الذي شهد احتفال أكثر من دولة ارتبطت حياة ابن خلدون واسهاماته بها بمئويته السادسة. وتناقش الندوة على مدى ثلاثة أيام محاور منها (ابن خلدون الانسان والمثقف) و(مصادر ابن خلدون) و(الفكر التاريخي) و(علم العمران) و(ابن خلدون موضوعا للابداع) و(السياسة.. الدين-العصبية-الدولة) و(ماذا يبقى من ابن خلدون). ومن المشاركين في الندوة المغاربة علي أومليل وبنسالم حميش ومحمود عبدالغني ومحمد المصباحي والسوريان عزيز العظمة والطيب تيزيني واللبنانيون محمد دكروب وناصف نصار ورضوان السيد والجزائري عمار الطالبي والتونسيون فتحي المسكيني وأبو يعرب المرزوقي وصالح مصباح والروسي فصيح بدرخان ومن اسبانيا بيرخيليو مارتينيث ومن مصر محمود أمين العالم ومحمد دويدار وسعيد اسماعيل علي وحمد حافظ دياب وخالد فهمي. وتنقل ابن خلدون الذي ولد في تونس عام 1332 بين الاندلس وبلاد المغرب العربي وسوريا ومصر حيث توفي بالقاهرة عام 1406. ويصدر المجلس الاعلى للثقافة أعمالا عن ابن خلدون منها كتاب (كم تبعد القاهرة) الذي ترجمه الى العربية أستاذ التاريخ المصري قاسم عبده قاسم.   (المصدر: وكالة رويترز العربية بتاريخ 27 نوفمبر 2006(  


السبيل القويم لاستئناف ما انقطع من أمر الدّين

الكاتب: هشام البنزرتي افتعلت الحكومة في تونس مشكلة الحجاب، وأشغلت بها الرأي العام لصرفه عن أمور تريد انجازها وغايات تريد تحقيقها. وقد قامت الحكومة منذ فترة بالتصدي للباس المرأة المسلمة، فمنعته في المدارس والجامعات، وحالت دون مزاولة النساء لعملهن بالحجاب، بل وصل بها الأمر إلى منعهنّ من الخروج به إلى الشارع. أمام هذه التداعيات وما يحيق بأهلنا من سوء، وخوفا على الصحوة الإسلامية العارمة من الانتكاس والتقهقر، رأيت من الحريّ بنا ونحن أهل الحقّ، أن نرسم لأنفسنا منهاجا نتّبعه وطريقا بيّنا نسلكه، فلا يحقّ الحقّ إلا بوعي على المنهج والقصد. نعم، إنّ الطامعين والمغرضين يتربّصون بالصحوة الدوائر ويترصّدون كل فرصة ليمرّروا من خلالها مخطّطاتهم، وليحققوا من خلالها مصالحهم. ولكن يجب علينا نحن أيضا أن نستعدّ بما استيقنا أنه الحقّ من عند الله، وننطلق بعزيمة الرجال متمسكين بالمنهاج الثابت، وآخذين بأنجع الوسائل المباحة وأتقن الأساليب المكتسبة للنّهوض بواجب التغيير المنوط بنا.  من أجل هذا أحببت كتابة هذه الكلمات، وهي عبارة عن خطوط عريضة أبيّن فيها لنفسي وإخواني المنهاج الذي يغلب على ظني أنه السبيل القويم لاستئناف ما انقطع من أمر الدّين في بلد الزيتونة. وهي كالآتي: 1. اليقين بالله جلّت قدرته والتوكّل الكامل عليه سبحانه واستمداد العون منه، والثقة بأنّ النصر بيده وحده سبحانه، يهبه لمن يشاء من عباده متى استحقوا ذلك وكانوا أهلا للتمكين والاستخلاف. قال تعالى: {وَمَا جَعَلَهُ اللّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} سورة آل عمران. وقال: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} سورة الأنفال. وقال: {وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِن نَّبَإِ الْمُرْسَلِينَ} سورة الأنعام. فالنصر من لدنه سبحانه، وهو أمر غيبيّ قضاه علاّم الغيوب في كتابه، كائن متى شاء لا يتخلّف عن ساعته أبدا، ولا يجب أن يؤثر تأخره في العاملين له، بل عليهم دائما أن يجددوا العهد مع الله بأنّه لن تلين لهم قناة ولن يفتّ من عضدهم شيء حتى ينصرهم الله أو تنقطع سالفتهم، كما أشار إلى ذلك قدوتنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. 2. إنّ عملية تغيير المجتمعات وتحويلها من حال الانخفاض والركود إلى حال النهوض والحيوية أمر عظيم يستدعي جهودا كبيرة، وأعمالا مؤثّرة ملحوظة، وهو لا يتيسّر إلاّ بتضافر الجهود وعزيمة الرجال، ولا يمكن هذا إلا بالعمل الجماعي لا بالعمل الفردي. وقد أرشد الشارع إلى الجهة التي أنيطت بها مسؤولية التغيير ومدحها وخصّ المنتسبين إليها بالفلاح إذا دعوا إلى الخير وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر. قال الله تعالى: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} سورة آل عمران.  فالآية هنا بيّنت نوع الطلب الذي دعا إليه الشارع من وجوب وجود جماعة أو جماعات في الأمة قائمة على الإسلام وهو فرض كفائي لورود قرينة (ومنكم) الدالة للتبعيض وكلمة (أمّة) التي تعني جماعة من المسلمين وليس جماعة المسلمين. 3. الاعتصام بالكتاب والسنّة، والحذر من التفريط في الأحكام الشرعية التي أنزلها الله تعالى لنا شرعة ومنهاجا، ونظاما تقوم عليه حياتنا، وتستمد منه الجماعات والأفراد منهج العمل. قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً} وقال: {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} سورة الحشر. 4. ترك الخلافات الجانبية بين المسلمين فيما بينهم، وعدم انشغال المسلم بالمسلم أو الجماعة بالجماعة بل التركيز على القضية الأساسية والعدو الحقيقي. قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنْ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} سورة آل عمران. 5. إن فقه الأولويات مهم جدا حتى تستبين القضية الأساسية التي يجب على العاملين للتغيير تقديمها على غيرها. قال الله تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} سورة التوبة.  والجماعة مطالبة بتحديد قضيتها المصيرية وتجنيد الرأي العام لها وكسب المؤيدين حتى يعملوا من أجلها. والجماعة التي لا تحدد أولوياتها ولا تبين قضيتها الأساسية وتترك الناس وأتباعها في ضبابية جماعة يتهددها الفشل الذريع. 6. ترك الاستعانة بالأجنبي والاستقواء به لأنه لا يريد للأمة الخير ويريده لنفسه، وهو لا يسعى إلا إلى مصلحته، وكيف نرجو منه المساعدة والخير والمعونة على القصد النبيل الذي هو تحكيم شرع الله وقد حذرنا الله تعالى منه. قال الله تعالى: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ} سورة البقرة.  وهكذا نكون قد أتينا على أهمّ ما يجب على العاملين أن يأخذوه بعين الإعتبار وهم يغذّون السير في عملهم للنهوض بأمتهم والأخذ بيدها إلى بحر الأمان، والله معنا ولن يتركنا، وعليه فليتوكل المتوكّلون. {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ}.  والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين. 5 ذو القعدة 1427هـ   (المصدر: « رسائل القراء » بمجلة الزيتونة الالكترونية بتاريخ 26 نوفمبر 2006) الرابط: http://www.azeytouna.net/YourLetters/Van_de_lezers013.htm  

الحــجّ ( الحلقة الثانية )

 

نواصل على بركة الله نقل متعلّقات الحجّ (فرائض، سنن، مباحات، مكروهات، مبطلات..)، سائلا الله المشاركة في تيسير فهم أحد أركان الإسلام ( الحجّ ). وقد اكتفيت في القسم الأوّل بالحديث عن الإحرام، ثمّ ذكرت أدعية الحجّ وقد اخترتها من كتاب الأذكار للإمام النووي رحمه الله… وللتذكير فإنّي أعتمد في نقلي هذا، فقه السنّة للسيّد سابق، بداية المجتهد ونهاية المقتصد للإمام القاضي ابن رشد، غير أنّ ذلك لم  » يمنعني » من تقديم أو تأخير أو اختصار، بشكل قد يجعله مختلفا جزئيا عمّا يوجد مخطوطا بالمرجع المذكور، وقد كان دافعي في ذلك، التبسيط والتيسير مع مراعاة الدقّة في النقل. كما اعتمدت في ذكر الأحاديث أو في مراجعتها الموطّأ للإمام مالك بن أنس، صحيح البخاري للإمام أبي عبدالله البخاري رحمهم الله أجمعين.

 

·        التلبية:

ولفظ تلبية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:  » لبّيك اللهمّ لبّيك، لبّيك لا شريك لك لبّيك. إنّ الحمد والنعمة لك، والملك، لا شريك لك  » وهو أصحّ سندا، فقد ورد عن مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. وقد استحبّ العلماء الاقتصار على تلبية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. 

واستحبّ الجمهور رفع الصوت بها. وأجمع أهل العلم على أنّ تلبية المرأة هو أن تُسمع نفسها.

ولأن كان مالكٌ لا يرى التلبية من أركان الحجّ، فقد كان يرى على تاركها دمًا. وكان غيرُه يراها من أركانه.

ويبدأ المحرم بالتلبية من وقت الإحرام وإلى أن يرمي جمرة العقبة. وذلك حسب جمهور فقهاء الأمصار وأهل الحديث: أبو حنيفة والشافعي والثوري وأحمد وإسحاق وأبو ثور وداود وبن أبي ليلى وأبوعبيد والطبري والحسن بن يحيى. وأمّا مالك فقد روى عن جعفر بن محمّد، عن أبيه أنّ عليَّ بن أبي طالب كان يلبّي في الحجّ، حتّى إذا زاغت الشمسُ من يوم عرفة قطع التلبية. قال يحيى: قال مالكٌ: وذلك الأمر الذي لم يزل عليه أهل العلم ببلدنا ( المدينة ).

·        الطّواف بالبيت:  في الحديث المشهور، عن بن عباس موقوفا ومرفوعا:          «  الطواف بالبيت صلاة إلا أنّ الله أباح فيه الكلام، فمن نطق فلا ينطق إلا بخير  »  أخرجه أصحاب السنن وصححه بن خزيمة وابن حبان.

 

والجمهور على أنّ الطواف يبدأ من الحجر الأسود ( مستواه ) بتقبيله أو استلامه أو الإشارة إليه، يجعل المرء البيت عن يساره، فيطوف سبعة أشواط يرمل ( هرولة خفيفة) في الثلاثة الأوّل منها ثمّ يمشي في الأربعة، غير أنّه لا رَمَل للنّساء. ( فإن لم يتيسّر للرّجل الرّمل نتيجة الازدحام أو غيره طاف كيفما تيسّر). ويستلم الركن اليمانيّ، وهو الذي على قطر الحجر الأسود. وأجمعوا على أنّه لا رمَل على من أحرم بالحجّ من مكّة من غير أهلها، وهم المتمتّعون لأنّهم قد رملوا في حين دخولهم حين طافوا للقدوم. واتّفقوا على أنّ سنّة استلام الرّكنين الأسود واليماني للرّجال دون النّساء ( لاجتناب الزّحام )     

وأنواع الطواف ثلاثة:

 

v    طواف القدوم وطواف الوداع: أجمعوا أنّ طواف القدوم والوداع من سنّة الحاج إلاّ لخائف فوات الحجّّ، فإنّه يُجزئ عنه طواف الإفاضة.

 

v    طواف الإفاضة: وهو الطواف الواجب الذي يفوت الحجّ بفواته، فهو المعنيّ بقوله تعالى:  » ثمّ ليقضوا تفثهم وليوفُوا نُذزورَهم وليطّوّفوا بالبيت العتيق « . ويقع يوم أو أيّام النحر. وأجمعوا أنّه ليس للمعتمر إلاّ طواف القدوم ( للتذكير، فإنّ العمرة هي: إحرام – طواف – سعي بين الصفا والمروة – حلق أو تقصير ). وأجمعوا على أنّ من تمتّع بالعمرة إلى الحجّ: أنّ عليه طوافين: واحدا للعمرة لحلّه منها، وواحدا للحجّ يوم أو أيّام النحر. وأمّا المفرد للحجّ، فليس عليه إلاّ طواف واحد.                                                                                                                                                                  

واختلفوا في القارن، فكانوا على رأيين: – يُجزئ القارن طواف واحد وسعي واحد، ومالك والشافعي مع هذا القول، وهو مذهب عبدالله بن عمر وجابر رضي الله عنهم أجمعين. – يلزمه طوافان وسعيان، والثوري والأوزاعي وأبو حنيفة مع هذا القول.

 

وللطواف سنن أو فضائل أُشيرَ إلى أكثرها، أوردها ملخّصة، مرغِّبا في الاجتهاد في القيام بها سواء لم يوجب تركُها دما أم أوجب، وهي:

 

ü     استلام الركنين الأسود واليمانيّ.

ü     الرّمل ( وقد سبق بيانه )

ü     الاضطباع (وهو كما قال سيد سابق رحمه الله: جعل وسط الرّداء تحت الإبط الأيمن، وطرفيه على الكتف الأيسر ).

ü     صلام ركعتين ( يتحرّى الحاج إيقاعهما خلف المقام ) يقرأ في الأولى             بـــ » الكافرون « ، وفي الثانية بسورة الإخلاص. وليس هناك أوقات يُمنع فيها أداؤها.

ü     الشرب من ماء زمزم. قال صلّى الله عليه وسلّم:  » إنّها مباركة. إنّها طعام طعم وشفاء سقم  » وقال:  » ماء زمزم لما شرب له « . وقد أعجبني ما روي عن عبدالله بن المبارك:  » … وهذا أشربه لعطش يوم القيامة، ثمّ شرب « .  

·        السعي بين الصفا والمروة: ابن عمر وجابر وعائشة رضي الله عنهم أجمعين على أنّه ركن. ومالك والشافعي وأحمد وإسحاق، على أنّه واجب أي ركن من أركان الحجّ، يفوت الحجّ بفواته، ويكون على تاركه حجّ قابل. وقال الكوفيون: هو سنّة يُلزم تركه دما. وقال بعضهم: هو تطوّع ولا شيء على تاركه.

والسعي يكون بعد الطواف وليس قبله، ويكون سبعة أشواط يبدأ فيها الحاجّ بالصّفا ويختم بالمروة لقوله صلّى الله عليه وسلّم:  » نبدأ بما بدأ به الله، نبدأ بالصفا « . ويستحبّ فيه الرَّمَل بين الميلين ( وهما ببطن المسيل أو الوادي، وهما واضحان، فلا تخطئهما عين الحاج )، ومن اكتفى بسفح الصفا والمروة ولم يصعد عليهما أجزأه.

 

·        الخروج إلى عرفة:  من السنّة الخروج يوم التروية ( 8 ذو الحجّة ) إلى مِنى والمبيت بها ليلة عرفة. ويصلّي الحاجّ بمنى يوم التروية، الظهر والعصر والمغرب والعشاء. ولا يخرج منها حتّى تطلع شمس التاسع من ذي الحجّة، اقتداء بالرّسول صلّى الله عليه وسلّم. وأجمع العلماء على أنّ هذا الفعل ليس شرطا في صحّة الحجّ لمن ضاق عليه الوقت.

·        الوقوف بعرفة: أجمعوا على أنّه ركنٌ من أركان الحجّ بل هو ركن الحجّ الأعظم، وأنّ من فاته فعليه حجّ من قابل، والهدي في قول أكثرهم. ويكون الوقوف بعد الزّوال، أي بعد صلاة الظهر والعصر جمعا وقصرا ( فلا يكون قبل الزوال )، ويتواصل حتّى قبيل فجر يوم النحر، ويتحقّق ولو بدقائق معدودة:  » الحجّ عرفة، من جاء ليلة جَمْعٍ ( يعني ليلة مزدلفة ) قبل طلوع الفجر فقد أدرك ( الوقوف وبالتالي الحجّ ) « .

·        مزدلفة: أجمعوا على أنّ من بات بمزدلفة ليلة النحر ( ليلة العاشر من ذي الحجّة )، وجمع فيها بين المغرب والعشاء مع الإمام، ووقف بعد صلاة الصبح إلى الإسفار بعد الوقوف بعرفة، أنّ حجّه تامٌّ. وأنّ ذلك على الصفة التي فعلها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وفي الحديث المتّفق على صحّته:  » من أدرك معنا هذه الصلاة « ، يعني صلاة الصبح بـ » جَمْعٍ  » ( وهي مزدلفة )، وكان قد أتى قبل ذلك  » عرفات  » ليلا أو نهارا، فقد تمّ حجُّه، وقضى تفثه… 

في الحلقة القادمة، نواصل الحديث – بإذن الله – عمّا تبقى من متعلّقات فريضة الحجّ ثمّ نختم برؤوس أقلام تلخّص الملخّص، سائلين الله في ذلك التسديد والثبات، ثمّ منكم الدّعاء بحسن الخاتمة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…

 


الختان والحجاب(1)

 

د. رجاء بن سلامة

 

قبل أن أعود إلى توضيح العلاقة بين ختان البنات وحجاب النّساء، لما يتّسم به الموضوع من دقّة وغموض، سأعلّق على بعض آليّات الدّفاع التي يحتمي بها بعضهم أو يشهرونها كلّما تعلّق الأمر بهاتين الظّاهرتين، وهي آليّات تنبني في كثير من الأحيان على إنكار الواقع، أو على المبادرة إلى اتّهام الآخرين لتجنّب مساءلة الذّات، أو على تداخل المرجعيّات وعدم وضوحها :

 

1-قد تريد لخطابك أن يكون إنسانيّا كونيّا، وتحاول أن تتحدّث عن الأشكال المستمرّة والجديدة لاستعباد المرأة والإنسان في كلّ مكان من العالم، وخاصّة في البلدان العربيّة، فيحصرونك في المحلّيّة ويخرجون خطاب النّعرات الوطنيّة، ويقولون : وماذا عن تونس، وعن شواطئ العري في تونس؟ ويعتبر كلّ بلاده « أمّ الدّنيا »، ويدافع كلّ عن قبيلته وعرض قبيلته. وقد يقول لك أهل بلادك أيضا : لماذا تتحدّثين عن ختان البنات وهو لا يوجد عندنا؟ وكأنّ الفكر والالتزام يخضعان إلى نظام التّأشيرات وجوازات السّفر وأماكن الولادة.

 في هذه الرّدود شيء من ضيق الأفق، وعدم القدرة على الالتزام بقضيّة الإنسان عامّة سواء كان امرأة أو رجلا، وعدم القدرة على تجاوز الشّوفينيّة والنّرجسيّات الجماعيّة في عصر فلسفة حقوق الإنسان، وعصر تضامن المجتمعات المدنيّة من أجل دعم حقوق الإنسان في كلّ مكان.

فليترك كلّ منّا شيطان عصبيّته في جيبه، إذا أردنا أن نتحاور ونتجادل دون مصادرة للنّوايا ودون أفكار مسبقة عن المجتمعات.

 

2-إذا تحدّثت عن جريمة ختان البنات المتواصلة إلى اليوم بدون تدخّل ناجع للدّول لحماية الأطفال الإناث أخرج لك بعضهم فزّاعة التّمويل الأجنبيّ، وذكر بعض المشاريع المناهضة للختان وذات التّمويل الأجنبيّ، وكأنّ مسألة التّمويل أهمّ من تشويه الأجساد وقصف الأعمار، أو كأنّ هذا التّشويه أمر لا يوجد إلاّ في فلم أو في رواية، ولا تفوق نسبته 90 بالمائة في بعض البلدان العربيّة، ولا يؤدّي إلى حالات موت، ولا يؤدّي إلى معاناة دائمة لدى النّساء المختونات، وإن كانت هذه المعاناة صامتة لأنّها تتّصل بالجنس وبالمتعة في مجتمعات حريصة على تأمين المتعة للرّجال أوّلا وقبل كلّ شيء.

فخطاب المحافظة على الثّوابت حريص على عدم « تشويه صورة المسلمين » لدى الغرب، وكأنّ تحسين الصّورة أهمّ من تحسين الواقع البائس، وكأنّ الغرب عين جبّارة وكتلة واحدة ليس لها من همّ سوى الشّماتة في العرب والمسلمين.

 

3-إذا تحدّثت عن ختان البنات في كتب التّراث الإسلاميّ، أنكر البعض ذلك وتصايحوا قائلين إنّه عادة فرعونيّة.

ختان البنات ليس عادة فرعونيّة وكفى، وإلاّ ما كان متواصلا إلى اليوم. إنّ من أسباب عدم اضمحلاله إلى اليوم وجود خطاب إسلاميّ يبرّره، متمثّل في الأحاديث النّبويّة التي تحضّ عليه، وفي الفتاوى القديمة والمعاصرة ذاتها. فالختان قد يكون عادة ذات أصل فرعونيّ، منتشرة في وادي النّيل، وهو فعلا غير مذكور في القرآن، ولكنّه في بعض البلدان تمّ ويتمّ باسم الإسلام. ألم يُـفْت شيخ من شيوخ مؤسّسة دينيّة معروفة بأنّ « الختان » واجب لا يجوز لأي بشر أن يمنعه، وأن رأي الأطباء في هذه المسألة لا يعتمد عليه أو يؤخذ به، لأن الطب علم والعلم متطور، وأن من يمنع الختان كمن يمنع الأذان ويحق للوالي محاربته»؟ ألم يفت الشّعراوي بوجوبه؟ هل هؤلاء يمثّلون الفراعنة ودين الفراعة؟ ما عدد المفتين بعدم جوازه اليوم ومن ينصت إليهم، وهل اتّخذت الهيئات الإسلاميّة المعنيّة بالدّفاع عن المسلمين موقفا واضحا منه؟

 

4-إذا تحدّثت عن الأسطورة فقد يواجهونك بالتّاريخ، لينكروا وجود الأسطورة.

إذا ذكرت أسطورة تطليق هاجر وطردها، قالوا لك إنّ هذه من الإسرائيليّات المدسوسة التي لم تثبت تاريخيّا، وفاتهم أنّ الأسطورة لا تخضع إلى نظام الإثبات التّاريخيّ، بل تخضع إلى ما يسمّى في العلوم الإنسانيّة الحديثة بـ »النّجاعة الرّمزيّة ». لا شيء يثبت تاريخيّا الأساطير القديمة، ولكنّها كانت محلّ اعتقاد لدى الجميع أو لدى الأغلبيّة، ولذلك فقد كانت مؤثّرة ولا تزال. افتحوا كتب السّيرة النّبويّة وكتب التّفسير وكتب التّاريخ الإسلاميّ وكتب الأدب، قبل أن تبادر المؤسّسة الدّينيّة المشار إليها آنفا إلى « تطهيرها » اليائس ممّا تعدّه إسرائيليّات، فستجدون حديثا عن قصّة هاجر وغيرة سارّة منها وخروجها إلى الصّحراء صحبة طفلها إسماعيل. قد تكون هذه الأقاصيص من الإسرائيليّات، ولكن ألم يذكر القرآن نفسه قصّة سارّة وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق؟ ما الفاصل من وجهة النّظر هذه بين ما هو إسرائيليّات، وما هو توراتيّ وما هو قرآنيّ وما هو جهاز تأويليّ أحيط به طيلة عهود طويلة؟ المهمّ بالنّسبة إلينا، وبقطع النّظر عن التّحقيق الفيلولوجيّ والتّاريخيّ، وبقطع النّظر عن اختلاف الرّوايات، هو أنّ هذه الأساطير التّأسيسيّة آمن بها  المسلمون القدامى، في حين كبتها المسلمون المحدثون ولا يريدون أن يعرفوا عنها شيئا. وفزعهم وارتعاشهم عند ذكرها، وهجومهم الشّرس على من يذكرها ليس إلاّ علامة من علامات عنف المكبوت عندما يثار فلا يقابل بالتّذكّر المحمود المخلّص بل يقابل بالإنكار والجحود.

 

5-عندما تقدّم حججا على ارتباط حجاب النّساء بالنّظام الباطرياركيّ القائم على تبادل النّساء، وعلى مراقبة أجسادهنّ وتحرّكاتهنّ في الفضاء العموميّ، فهناك من يخرج لك حجّة ذات طبيعة ديموقراطيّة حديثة هي حرّيّة اللّباس، ولكنّهم قد يخرجون لك في الأثناء أو في أماكن أخرى حجّة مختلفة ذات طبيعة دينيّة، قائلين إنّ الحجاب فريضة وركن من أركان الإسلام.

وما أراه هو أنّ على مناصري الحجاب أن يختاروا بين الأمرين. فإمّا أن يكون الحجاب لباسا، مجرّد لباس، أو أن يكون فريضة. إمّا أن يخضع إلى منطق الحرّيّات الفرديّة الحديثة، وإمّا أن يخضع إلى منطق دينيّ. أمّا إذا كان الحجاب لباسا، فإنّ شأنه شأن اللّباس الخليع للنّساء والسّروال القصير للرّجال والجينز، ويمكن لأيّ دولة أن تمنعه في مؤسّساتها التّعليميّة والعموميّة، من باب الحرص على حياد الإدارة وهيبتها، أو من باب اشتراط المؤسّسات لبعض المعايير لدى مستخدميها كفرض ربطة العنق، أو فرض لباس الحفلات في بعض الملاهي، أو فرض لباس معيّن للتّلاميذ. وليكفّ أنصار الحجاب آنذاك عن لعب دور الضّحيّة، وليكتفوا بالدّفاع عن حقّ ارتداء الحجاب خارج مؤسّسات الدّولة وخارج المؤسّسات التي لا تريده.

 أمّا إذا كان الحجاب فريضة وركنا من أركان الإسلام، فهذه الحجّة تستوجب تكفير غير المحجّبات وغير القائلين بأنّ الحجاب فريضة، وهم كثيرون، ومنهم متفقّهون في الدّين ومصلحون دينيّون. فهل يتحمّل دعاة الحجاب-الفريضة عبء تكفيرهم لغير المحجّبات ولمن يقول بأنّ الحجاب ليس فريضة؟ ما حكم مبطلي الفرائض في الدّولة الإسلاميّة التي يعدون بها؟ كيف يمكن للفريضة أن تكون لباسا وشارة، وللرّكن أن يكون خاصّا بفئة من المسلمين؟  وإذا كانوا ينعتون أنفسهم بالدّيمقراطيّة، فهل يحقّ لهم التّهجّم على من لا يقول بأنّه ليس فريضة، وأن يتملّصوا من التّعدّديّة التي هي جوهر الدّيمقراطيّة؟ أليس من باب النّزاهة أن يتنصّلوا من الدّيمقراطيّة التي يدّعونها وأن يكشفوا لنا بوضوح طبيعة مشروعهم المجتمعيّ؟ أليس الدّفاع السّياسيّ عن الحجاب حجبا للقضايا السّياسيّة التي لا يجرؤ على طرقها حماة الإسلام هؤلاء؟ ألا يتّجر هؤلاء بأجساد النّساء على نحو خاصّ ليبنوا أمجادهم السّياسيّة وسط خصومات عجيبة تغيب فيها أحيانا القواعد الدّنيا لحرّيّة الفكر والتّعبير؟

لست من أنصار الحجاب لأسباب بيّنتها منذ سنين وسأعود إلى بيانها في علاقتها بالختان، ولكنّني، وهذا من باب التّوضيح أيضا، لست من أنصار انتزاع حجاب النّساء بالقوّة في الشّوارع، وأكتب أوّلا للنّساء عسى أن ينتزعن حجابهنّ بأنفسهنّ، بشوقهنّ التّلقائيّ إلى الحرّيّة لا بحدّ عصا الشّرطي.

 


 

ردّ هادئ على تصريحات المرجع محمد حسين فضل الله

بقلم: سالم بن حميدة (*)

 

نقلت بعض وسائل الإعلام اللبنانية عن الشيخ محمد حسين فضل الله تصريحات تتضمن من جملة ما تتضمنه دعوته للسلطات التونسية « للتراجع عن موقفها من الحجاب »· وكصحافي مهتم بالشأن الديني أرى من الضروري مناقشة القضايا والمسائل التي أثارها الشيخ محمد حسين فضل الله·

 

وأجدني بحاجة بهذا الخصوص لإبداء الملاحظات التالية:

 

 1 – يقول الشيخ فضل الله إنه يستند في كلامه الى « مصادر موثوقة »، لكنه من الواضح مع الأسف تأثره بالدعايات المضللة لبعض الأطراف التي تسعى لتزييف الحقائق، وتحريف الكلام عن مواضعه، إرضاء لانحيازها الإيديولوجي ولتوجهاتها السياسوية· ومن البديهي أنه لا يحق للمسلم أن يحكم بغير علم، فالظن في المنظور الشرعي لا يُغني عن الحق· وقد قال الله تعالى: ولا تقفُ ما ليس لك به علم، إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا (الإسراء 35)·

 

فالسلطات التونسية لم تصادم الحكم الشرعي، ولم تمنع غطاء الرأس غير الموظف لمآرب سياسوية، ولهذا، فالقول بأن ذلك صدر منها ليشكل دعوى باطلة افتعلها أتباع تيار متطرف يتستر بالإسلام والإسلام منهم براء· فكيف لنظام نابع من صميم شعبه العربي المسلم قيّضه الله ليسوس الناس بالحكمة أن يحجر لبس ما يجسد الآداب والفضائل الاسلامية بتقاليد أهل البلد· وهذه العبارة الأخيرة هي لشيخ المفسرين الشيخ الإمام محمد الطاهر بن عاشور – رحمه الله· لقد مُنعت فقط في تونس الرموز والمظاهر المستوردة والتي يراد من ورائها تقسيم أفراد المجتمع التونسي المسلم الى طوائف وملل· وقد قال بعض المنتسبين لهذا التيار المتطرف، المروجين لرؤاه الهدّامة التي تمهد للفتنة، والتي جُربت فلم تصحّ، إنها عنوان لهم يريدون من خلاله إثبات وجودهم المتميّز في الساحة السياسية والحياة الاجتماعية· هذا، طبعاً، الى جانب بعض الفرق التي بدأت تظهر كالفقاع نمطت دين الله، وكفّرت مُخالفيها حتى وصل بها الأمر الى تكوين خلايا حركية سقطت في متاهات العنف والإرهاب المفضيين الى الاقتتال· ولا نستثني من الطائفية تلك الجماعات التي تدّعي أنها صوفية النزعة،وثبت بما لا يدع مجالا للشك أنها غارقة في الشعوذة والدجل وسائر ما له صلة بالتفكير الخرافي الأسطوري، غرضها من ذلك جمع المال، وركوب عقائد الناس لبلوغ المرام البعيد البعد كله عن دين الله الحق· وقد اتخذت أيضاً من بعض الألبسة والمظاهر، وإطلاق اللحى على غير ما اعتدنا في تونس رمزاً لها، تقول إنه السنّة وما عداه كفر وزندقة! وهي، بذلك، لا تمتّ بصلة الى التصوّف الإيجابي الذي يُعد من إرثنا الروحي الذي نفخر به، ونعمل على إحيائه، ونعلي من شأنه، ونتخذ لرموزه المهرجانات الثقافية والأيام الدراسية· إنه من الحكمة وسدّ الذرائع وإقامة الصالح العام أن توقف السلطة النزيف، وتحول دون تحوّل المجتمع التونسي الى طوائف يكفّر بعضها البعض· والأخوة في لبنان يعرفون جيداً مخاطر الطائفية والتمزق، والتشرذم والصراع المقيت المؤدي الى الأحقاد والضغائن وبالتالي الى العنف والقتل· وهذا كله سبيل الفتنة المؤدية الى ذهاب الريح· وما يجري في بعض أقطارنا العربية والاسلامية شاهد على صواب تمشينا· والعلاّمة ابن خلدون سمّى كتابه الشهير في التاريخ « العبر »· إن الضمير الاسلامي لا يمكن بحال أن يستسيغ هذا، لأنه يرفض الهدم وقتل الناس بدون وجه حق بدعوى الجهاد· وهو يدعو الى البناء والتعمير تحقيقاً لخلافة الله في الأرض· والاستخلاف الذي وعد الله به عباده المخلصين لا يكون بالصراع والتطاحن إنما بالأمن، والاستقرار، والعمل الصالح·

 

 2 – يقول الشيخ محمد حسين فضل الله إنه يأسف للموقف الذي اتخذته السلطات في تونس، وإنه يرفض أي تبرير، وأي قول لها بأن الحجاب حال طائفية· وإن كان هذا رأيه فهو حر فيه لكنه من المؤسف حقاً أن يُرمى أصحاب الأمر فينا وكذلك علماء تونس الأفذاذ، الذين اختزلوا معارف إفريقية لقرون طويلة، بجهل الشريعة والتاريخ· فنحن نختزل في هذا البلد العريق مدرسة فقهية منقطعة النظير، لها مميزاتها المنهجية التي جعلتها قبلة لطلاب العلم، وهي ما زالت الى يوم الناس هذا مقصداً يؤمه طلبة العلم من أطراف العالم الاسلامي·

 

 

3 – تحدث الشيخ محمد حسين فضل الله عن « الحجاب » كمسألة شخصية تتصل بحرية الإنسان في ما يختاره في لباسه· ويقول: حتى العلمانية في جذورها الفكرية لا تضطهد الحريات الدينية· بل تقتصر على عدم اعتبار الدين قاعدة للحكم والقانون في الدولة· إن أهل الخبرة في هذا المجال يدركون تمام الادراك مفهوم الحرية الشخصية، وما يجب لها وما تقتضيه من عدم المساس بحق الجماعة وما يتوجب لها من منع كل ما من شأنه أن يكرّ عليها بالبطلان· وهنا نشير الى القاعدة المعروضة المتداولة بين العلماء: إذا كرّ الفرع على الأصل بالإبطال لا يلتفت إليه· إن الموازنة عملية مركزية مفصلية لا أعتقد أن الشيخ فضل الله بغافل عن أهميتها خاصة وقد نهل من العلوم الشرعية ما نهل· أما الحديث عن العلمانية فهو خروج عن الموضوع لأن المقام لا يقتضيه· كما أن الحرية لا تنفكّ عن المسؤولية، وينبغي في كل حال من الأحوال اجتناب إلصاق التهم جزافاً· فأهل تونس بساستها وعلمائها وسائر أفراد شعبها خُلص لتعاليم الاسلام، وقيمه السمحة، وعنايتهم بدينهم فائقة· ويكفي تتبع ما يقوم به الرئيس زين العابدين بن علي من مبادرات متكاملة ردّت الى الدين اعتباره، تنطق بذلك مختلف الأدلة والشواهد لا يجحدها إلا من يريد التغافل عن الواقع· ومن سديد نظر الرئيس بن علي تأكيده على ضرورة التصدي لكل خلص أو تجاوز· فقد دعا الى تربية الناشئة على تجنب مظاهر الخلاعة والتسيّب، وما يخدش الحياء والحشمة من خلال المناهج التربوية، وعلى محك الواقع في الحياة العامة، واتخذ في الغرض تشريعات وتراتيب يعرفها الخاص والعام· ومن الضيم تنزيل المواقف التونسية الأصيلة في إطار « الضغوط التي تمارس على المسلمين » أواتهام تونس بالسعي الى « أخذ شهادات حسن سلوك من الإدارات الغربية »، إذ يعرف الجميع من هم التبّع الحقيقيون ومن هم المتمسكون بهويتهم الحضارية·

 

ويكفي، هنا، أن أسوق ما قال الرئيس بن علي في آخر خطاب له، وهو الذي افتتحت به الندوة الدولية « البعد الحضاري في العلاقات الدولية للقرن الحادي والعشرين »: »وقد عملنا منذ السابع من نوفمبر على دعم مقومات حضارتنا، التي تجسّمها خياراتنا من أجل ضمان حرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية··· وتعزيز قدرة ناشئتنا على النيل من أحدث ما وصلت إليه البشرية من علوم ومعارف، كل ذلك في إطار الحفاظ على هويتنا الاسلامية التي نعتز بها ونحمي مقوماتها ونذود عنها »· إننا لم نخطئ حين لقبنا الرئيس بن علي بحامي حمى الدين· فقد قال في ذلكم الخطاب المرجع: « إن الحضارة والثقافة ومقوماتها ليست بضاعة تُباع وتشترى، فهي إرث عزيز على كل شعب ولا يقبل أي كان التخلي عنه مهما كان الثمن » نعم! مهما كان الثمن· وإن التونسي، مهما كان موقعه، لا يمكن أن يكون إمّعة، اللهم إذا باع ضميره، واستقوى بالأجنبي، وانخرط في الشبكة العالمية للمتطرفين المتسترين بالدين للوصول الي السلطة والتحالف مع من يريد بالأمة الشر المستطير دون مراعاة لأخلاقيات السياسة الحق· روحٌ كهذه تبقى كالنسر فوق القمة الشمّاء· فتونس التي حمل أهلها لواء الإسلام ورفعة شأنه مدة قرون كاملة، تعد اليوم، قيادة وشعباً، من أكثر البلدان الإسلامية تعلقاً بعقيدتها وإرثها وحضارتها· ولن يغيّر في هذا الواقع تشكيك المشككين ولا دعايات المضللين·

 

(*) صحافي تونسي

 

(المصدر: صحيفة اللواء اللبنانية الصادرة يوم 27 نوفمبر 2006)

الرابط: http://www.aliwaa.com/default.aspx?NewsID=28966

 


الشيخ سلمان فهد العودة منتقداً حملة الحكومة التونسية على الحجاب:

هل أصبح التعري أصيلاً والعفاف دخيلاً؟!

الرياض/الإسلام اليوم

 

عبر فضيلة الشيخ سلمان بن فهد العودة ـ المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم ـ عن استغرابه واستهجانه الشديد للحملة التي بدأتها السلطات التونسية ضد الفتيات والنساء المحجَّبات اللاتي يرتدِيْنَ الزِّيَّ الإسلاميَّ وبشكل خاص في المؤسسات التعليمية المختلفة من المدارس والجامعات، وملاحقتهن بالفصل والطرد والسجن أيضاً، وقال:  » كنا نسمع في الغرب مثلاً عن اضطهاد بعض المحجبات في فرنسا، وطرد بعض البنات من المدارس، وثارت زوبعة كبرى من أجل ذلك، ثم جرى حديث في بريطانيا من أحد الوزراء الذي انتقد النقاب وجوبه بردود فعل غاضبة، ولم يكن هذا غريباً، لكن الغريب جداً أن تجد هذه الممارسات العنصرية في بلاد إسلامية« .

 

وعلق الشيخ العودة على تصريحات من داخل الحكومة التونسية تصف الحجاب « بالزي الطائفي الدخيل » قائلاً: إذا كان الحجاب دخيلاً على المجتمعات الإسلامية، فهل يعني هذا أن التعري في آخر الليل أصبح شيئاً أصيلاً .. لقد أصبح ذلك التعري أمراً مشاهداً يعرفه الكثير من السواح، فتيات في سن المراهقة يقدمن البيرة والجعة وألوان المشروبات في عدد من هذه المواقع السياحية من أجل جذب السياح، وترويج ثقافة العري والتفسخ والانحلال« .

 

واستغرب الشيخ العودة من تجاهل وسائل الإعلام لهذه الممارسات الرسمية في بعض الدول العربية، التي تلاحق المحجبات في هجمة ظالمة تسعى إلى القضاء على معالم الدين، « ومع ذلك لم نر إلا صمتاً غريباً من وسائل الإعلام، وغياباً لمواقف العلماء« .

 

وأضاف العودة: « كيف يمكن أن تتحول مجتمعاتنا إلى مجتمعات نامية ومجتمعات راقية ومجتمعات تعيش وحدة وانسجاماً ، وبعض البلاد يصل فيها التطرف العلماني إلى حد ملاحقة المحجبات، والحديث العلني عن رفض مثل هذا الأسلوب، في مقابل تشجيع السفور، وتشجيع العري، وتشجيع العلاقات المحرمة« .

 

يُذكر أن مجموعة من المؤسسات الإسلامية والحقوقية في تونس قد انتقدت الحملة التونسية على الحجاب والمحجبات.

وقالت الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس ، في بيان حول قضية الحجاب « تتعرَّض المرأة التونسية منذ أسابيع طويلة إلى جولة جديدة قاسية من جولات العدوان على حقِّها الشرعي وحريتها الشخصية في لباسها الإسلامي » ، مؤكدةً أنَّ هذه الهجمة تَجيء ضمن سياق عام لسياسات النظام السياسي الحاكم في تونس ضد الحريات العامة .

وعدَّد البيان ممارسات الحكومة التونسية في هذا الصدد ، واستنكر عليها هجمتَها على كل ما يمتُّ لهوية المجتمع التونسي العربي الإسلامي بصلة ؛ مما يُكَرِّس قيم التغريب والتبعية في تونس

 

وأضاف البيان : « السلطة هي أسرع من يتنكَّر للباس التقليدي التونسي للنساء والرجال ، سواءً بسواء ؛ بسبب تنكرها لعادات الناس وتقاليدهم وثقافتهم ودينهم ، وذلك من خلال تشجيعها على كل مظاهر التغريب والتبعية في الأنماط المعيشية والمسالك الحياتية للناس ، ولم تدَّخر تلك السلطة جهدًا في الحرب ضد كل ما يرد التونسيين إلى هويَّتهم بذريعة مقاومة التخلُّف والانحطاط واللحاق بركب الأمم المتقدمة » .

كما أصدرت لجنة الدفاع عن حجاب المرأة في تونس بيانًا مماثلاً انتقدت فيه ممارسات الحكومة التونسية ضد الحجاب؛ حيث شنَّت السلطاتُ التونسية حملةً واسعةً ضد المحجبات طالت المعاهد الثانوية والجامعات والمؤسسات العامة والخاصة في أغلب المدن التونسية.

 

(المصدر: موقع « الإسلام اليوم » بتاريخ 8 نوفمبر 2006)

 


وهم الإسلاميين الديمقراطيين عند سعد الدين إبراهيم

د. أبو خولة

يعتبر د. سعد الدين إبراهيم اكبر داعية للديمقراطية في العالم العربي، كما يحظى باهتمام كبير لدى صناع القرار في واشنطن. و له من نقاط القوة ما يؤهله لان يلعب هذا الدور. فهو خريج جامعة أمريكية في علم الاجتماع  وأستاذ سابق لهذه المادة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة. كما له تاريخ حافل بالنضال منذ كان زعيما طلابيا في أمريكا. و لعب بعد ذلك دورا قياديا في المنظمة العربية لحقوق الإنسان. و مما زاد من مصداقيته، نجاحه في تأسيس و رئاسة مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية، و أقامته في القاهرة (لا المتاجرة بالشعارات عن بعد من إحدى العواصم الغربية)، و تحمله تبعات السجن دفاعا عن آرائه و مبادئه.

في الفترة الأخيرة،  بدا الدكتور يبشر بدور « ديمقراطي » للقوى الإسلامية الأصولية و محاولة إقناع الإدارة الأمريكية القبول بهذه القوى كشريك في العملية السياسية، حيث  عرض وساطته لعقد اجتماعات لزعماء الإخوان المصريين مع  الديبلوماسيين الأمريكيين في القاهرة، كما صرح هو شخصيا بذلك.

نشر د. سعد الدين إبراهيم مقالا هاما في هذا الموضوع  في صحيفة «الواشنطون بوست» بعنوان فرعي « نعم شرق أوسط جديد، ولكنه «غاضب وإسلامي وديمقراطي» ». في ما يلي فقرات من النسخة العربية للمقال (المنشور على موقع مركز ابن خلدون على الإنترنت)، و ردي عليها:

د. سعد الدين إبراهيم: « فهذه الحركات والجماعات والأحزاب أثبتت جدارتها اجتماعياً واقتصادياً، قبل أن يعلو صوتها سياسياً، ويشتد ساعدها عسكرياً، فالأبعاد الخدمية لها سبقت الجوانب النضالية أو رافقتها جنباً إلي جنب، وربما كان وسيظل هذا التكامل الإنساني ـ المجتمعي هو الذي جعل محاولات القضاء عليها غير مجدية بالمرة ».

الحقيقة أن لجوء المصريين للخدمات المجتمعية للإخوان ناتج عن فشل الدولة الذريع في هذا المجال بدليل أن الدولة الإسلامية ذات الإنجازات التنموية الأفضل   – ماليزيا- لم يجد فيها المواطن نفسه بحاجة إلى خدمات مثل هذه المجموعات. و مهما يكن من أمر فان النجاح في تقديم بعض الخدمات لا يعني القدرة على تسيير دولة بأكملها.  و خير دليلنا على هذا أن المرجعية الشيعية في إيران كانت هي الأخرى تدير شبكة متكاملة للخدمات الاجتماعية، مما مكنها من إسقاط نظام الشاه والانقضاض على الحكم. لكنها أفلست بعد ذلك إفلاسا تاما بدليل أن معدل دخل الفرد (بالقوة الشرائية للدولار الأمريكي) لا تتجاوز 6995 دولار في إيران وهو اقل بكثير من معدل 9512 بماليزيا التي لا تمتلك ثروات إيران النفطية، و اقل حتى من المعدل التونسي (7161 دولار)، حسب لتقرير التنمية البشرية للعام 2005.

ثم من قال إن من ينجح في توفير الخدمات الاجتماعية يؤتمن على الديمقراطية أيضا. ألم يوفر النظام النازي عند وصوله إلى الحكم في ألمانيا اكثر من 5 مليون موطن عمل و قضى عل البطالة قضاء تاما؟ هل يعتبر د. سعد الدين إبراهيم النظام النازي ديمقراطيا بناء على هذا الإنجاز؟

د. سعد الدين إبراهيم: « لذلك تجذرت هذه الحركات، والتي اتخذت من الإسلام مرجعية وشعاراً، وستظل موجودة وستنمو ـ سواء أحب ذلك جورج بوش أم كره ».

هذا أيضا كقول قائل عن النازية في ألمانيا في أواخر العشرينات – بداية الثلاثينات من القرن الماضي: « هذه الحركة التي اتخذت من النازية مرجعية وشعاراً، ستظل موجودة وستنمو ـ سواء أحب ذلك أعداؤها أو كرهوا ». ربما ما يتناساه د. إبراهيم هو أن جميع الحركات الإسلامية، من حركة النهضة التونسية إلى حركة الإخوان المسلمين الى حزب العدالة و التنمية المغربي، ساندت كلها و ما زالت حكم حسن الترابي الدموي في السودان و حكم ملالي طهران الشمولي الذي اعتبره راشد الغنوشي نموذجا لحكم الإسلام و عودة إلى الخلافة الراشدة، ربما لرجمه حتى الموت لما يزيد عن 1200 امرأة، خلال عشر سنوات فقط.

د. سعد الدين إبراهيم: « أما حزب الله ـ ذو المرجعية الإسلامية الشيعية ـ فقد صمد لربع قرن، أفني فيها خمسة رؤساء وزراء إسرائيليين (مناحم بيجن ـ اسحاق رابين ـ بيبي نيتانياهو ـ أيهود باراك ـ آريل شارون)، وها هو علي وشك إفناء سادسهم، أيهود أولمرت، كذلك أفني أربعة رؤساء أمريكيين، حاولوا جميعاً، سحقه بمفردهم أو بمساعدة إسرائيل ـ وهم رونالد ريجان، وجورج بوش (الأب)، وبيل كلينتون، وجورج بوش (الابن) ».

لتوضيح مصداقية هذه الحجة من وجهة نظر علم السياسة أسال د. إبراهيم هل « صمود » أنور خوجة في ألبانيا لاكثر من أربعة عقود و « صمود » نظام فيدال كاسترو في كوبا لنصف قرن  و « صمود » النظام الستاليني في كوريا الشمالية لاكثر من ذلك يمثل حجة على أن هذه الأنظمة ديمقراطية؟  و الحقيقة أن « الصمود » الذي يشير إليه الدكتور هنا ما كان ليتحقق لولا إرهاب هذه الأنظمة،  و لولا الإرهاب و ثقافة الطاعة العمياء لاهل البيت التي يسخرها حزب الله لصالحه، بالإضافة للأموال و الأسلحة الإيرانية التي تقدر بمئات الملايين من الدولارات سنويا، لرأينا داخل الطائفة الشيعية اللبنانية نفس التيارات المعارضة الموجودة داخل الطوائف المسيحية و السنية في هذا البلد. و الأغرب هنا أن يتجاهل الدكتور سعد الدين إبراهيم أن تسليم لبنان إلى الشيخ حسن نصر الله و مرجعيته الشيعية سوف يمثل طلقة الرحمة للبنان كما عهدتاه، أي واحة الحرية و الانفتاح و التقدم. 

د. سعد الدين إبراهيم: « أما مشكلة الفساد فقد تجاوزتها الحركات والأحزاب الإسلامية، رغم الزيادة المطردة في مواردها المالية، وذلك بفضل أسلوب الحياة البسيط والمتواضع للقيادات، لقد زار هذا الكاتب قيادات حزب الله وحماس والإخوان المسلمين وحزب العدالة والتنمية المغربي ـ سواء في مكاتبهم أو مساكنهم، خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وأشهد أن البساطة والتواضع هما السمتان المشتركتان بينهم جميعا ». 

يا دكتور هذا حكم أخلاقي لا قيمة له في علم السياسة. فالتقشف لحركة معارضة أو حتى بعد وصولها إلى الحكم لا يعني نجاحها الاقتصادي، ناهيك عن مصداقيتها في بناء الديمقراطية. قيادات الخمير الحمر في كمبوديا كانت أيضا معروفة بـ « أسلوب حياة بسيط » لكنها،  و ما أن وصلت إلى الحكم، حتى أقامت نظاما دمويا راح ضحيته حوالي 3 مليون مواطن بريء. و لنا أن نسال كيف يستطيع أستاذ علم الاجتماع السياسي أن يعتبر التقشف في حركة معارضة برهانا على براءتها من الفساد بعد وصولها إلى الحكم. ألم يسرق ملالي طهران خلال الحرب العراقية الإيرانية مجموع 70 مليار دولار كما أكد ذلك أول وزير اقتصاد في حكومة الخميني؟ أليست إيران اليوم من اكثر بلدان العالم فسادا، حيث جاءت في المرتبة 105 عالميا، مقارنة بالمرتبة 70 لمصر و 44 لماليزيا، حسب المؤشر الذي نشرته مؤخرا منظمة الشفافية الدولية؟ ألم يستولي أبناء حسن الترابي على الجزء الأكبر من ثروة السودان البائس؟

د. سعد الدين إبراهيم :  » تبقي المسألة الديمقراطية، وهنا تقاطع غريب بين ما يريده جورج بوش وما يمارسه معظم الإسلاميين بالفعل. فحزب الله، وحماس، والإخوان المسلمون، وحزبا العدالة والتنمية في تركيا والمغرب قد قبلوا ومارسوا الديمقراطية الانتخابية، بل وربما أجادوها أكثر مما كانت ترغب الولايات المتحدة. صحيح أنه ما تزال هناك شكوك مشروعة في مدي إيمان أو التزام الإسلاميين بقيم وممارسات الحرية… ».

هنا أيضا يبدو كلام الدكتور إنشائيا لا مصداقية سياسية له، بل هو اقرب إلى مغالطة مؤسفة. يمثل حزب العدالة و التنمية في تركيا حالة خاصة لانه عاجز عن ممارسة الدكتاتورية حتى لو أراد ذلك، نتيجة وجود مؤسسات علمانية متجذرة في المجتمع  تحضي برعاية المؤسسة العسكرية من خلال مجلس الأمن القومي. كل هذه العوامل جعلت الحكومة التركية لحزب العدالة و التنمية تقبل بإلغاء حكم الإعدام و منح المواطن التركي حرية المعتقد بما فيه حرية تبديل الدين، و كل هذا تماشيا مع متطلبات الاتحاد الأوروبي. أما الحركات الإسلامية في العالم العربي فمبرر وجودها ذاته يتمثل في التصدي للديمقراطية باعتبارها خروجا عن نظام الشورى، و معاداة حقوق المرأة على اعتبارها خروجا عن الشرع، و معارضة حقوق الإنسان المتعارف عليها في المواثيق الدولية على اعتبار أنها تعني القبول بحرية الضمير أي القبول بالإلحاد و الردة عن الإسلام، وهي تهمة تستحق من منظورهم تنفيذ حكم الإعدام في المتهم بها.

ألم يقرا د. سعد الدين إبراهيم ما كتبه راشد الغنوشي عن الديمقراطية باعتبارها « أم الشرور » عندما كتب بالحرف الواحد :  » إن الكثير من المظالم و الفواحش، مثل عدوان الشعوب على بعضها البعض بالاحتلال والاستغلال، وانتشار الفسق و الفساد و الرش و الغش و الضلال، تستمد شرعيتها من جهاز الديمقراطية. ألم تزل اعرق الديمقراطيات في بريطانيا و فرنسا تحتفظ لها بوزارات للمستعمرات… و تشرع للقمار و اللواط و الوأد المعاصر: الإجهاض و تحديد النسل » ( عن كتاب أزمة الديمقراطية في البلدان العربية، صفحة 42، دار الساقي 2004، و مقال العفيف الأخضر: الحداثة التونسية في عيدها الخمسين المنشور بايلاف)؟ الم يقرا د. إبراهيم ما كتبه الرجل الثاني في جبهة الإنقاذ الإسلامية علي بن حاج :  » إن الديمقراطية تقليد للكفار و محرمة شرعا » مستندا في ذلك إلى أقوال شيخ الا سلام ابن تيمية، في سلسلة مقالات له بعنوان :  » الدمغة القوية لتنفيذ عقيدة الديمقراطية » ؟ ألم يصرح هذه السنة مستشار الإخوان المسلمين في مصر لمجلة « روزل يوسف »: « اقبل أن يحكمني مسلم إندونيسي على أن يحكمني مصري قبطي »؟ أليس هذا إنكار واضح للمبدأ الأساسي للمواطنة في الديمقراطية التي تسوي بين المسلم و غير المسلم و الرجل و المرأة في حقوق المواطنة كما في واجباتها، يا دكتور سعد الدين إبراهيم؟ كيف توفق بين هذه التصريحات التي تتناقض مع أساس العمل الديمقراطي و أنت المناضل المدني الديمقراطي المعروف؟

د. سعد الدين إبراهيم:  » والشاهد أن أنصار بن لادن، والظواهري، والترابي هم في تناقص مستمر، بينما الأنصار والمعجبون بحزب الله وحماس والإخوان هم في تزايد مستمر، وهو ما يعني أن الشرق الأوسط الجديد الذي يساهم في تشييده إسلاميون، من تركيا شرقاً إلي المغرب غرباً، سيكون «ديمقراطياً» إن آجلاً أو عاجلا ».

 

هنا أيضا يبدو قول الدكتور كمن قال نهاية العشرينات من القرن الماضي :  » و الشاهد أن أنصار العنف المسلح في ألمانيا هم في تناقص مستمر، بينما الأنصار و المعجبون بالحزب النازي و بزعيمه ادولف هتلر هم في تزايد مستمر، وهو ما يعني أن ألمانيا الجديدة التي سيساهم في تشييدها الحزب النازي ستكون ديمقراطية إن آجلا أو عاجلا » !!!

 

لعل الخطا الفادح الذي ارتكبه د. سعد الدين إبراهيم يتمثل في انتقائه لبعض الحقائق و الفرضيات التي تبدوا حقيقة واقعة ثم البناء عليها للوصول إلى الاستنتاج الذي يود الوصول إليه للتدليل على ديمقراطية الإخوان المسلمين، الحركة الأصولية التي تتناقض مرجعيتها الفقهية، أي الحاكمية لله وحده تناقضا أساسيا مع الديمقراطية التي هي أساسا حكم الأغلبية. و هنا تكون اللخبطة الكبرى التي لا يمكن أن تؤدي إلا إلى نفس الكارثة التي وصلت إليها  كل الدول التي سقطت في مخالب الفاشية و النازية الأوروبية بالأمس و الفاشية الخضراء للانتهازيين الذين يتاجرون بالشعارات الدينية في العالم العربي و الإسلامي اليوم.

Abuk1010@hotmail.com

 

بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

   تونس في 25/11/2006 

 

 

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

كاتب عام جمعية الوفاء للمحافظة           على تراث الزعيم الحبيب بورقيبة

 

الرسالة رقم 174 على موقع الانترنات تونس نيوز

رسالة تقدير و تنويه و إعجاب للشعب الموريتاني و الحكومة و مجلس الثورة المباركة الموريتانية بقيادة الرئيس محمد فال نصره الله

تابعنا في تونس العربية المسلمة في قلب مغربنا العربي الكبير  العرس التقليدي العظيم و المهرجان الكبير للديمقراطية و تفعيلها على الساحة المغاربية و العربية و الأجواء الرائعة للحوار و النقاش و حملة العرس الموريتاني الرائع الذي اثلج فؤاد كل عربي من المحيط إلى الخليج و قد زاد إعجابنا بالشعب الموريتاني الذي خاض المعركة الإنتخابية الأخيرة بحماس و روح وطنية عالية و ديمقراطية راقية وبإرادة سياسية قوية و صدق العهد و الوعد و حقا أنجز حر ما وعد

أنجز الحر ما وعد به شعبه و حقق قائد البلاد و مهندس التغيير و بطل الديمقراطية الرئيس محمد فال ما صرح به في بداية عهد التحول و التغيير و هاهو الفارس البطل و أعضاده في مجلس الثورة و ما يسمى مجلس قادة العسكر يكون في الموعد و مع التاريخ و يأذن في الحين بإجراء

إنتخابات تشريعية و بلدية حره ديمقراطية نزيهة في موريتنيا يوم الاحد 19 نوفمبر 2006

كانت بشهادة كل الملاحظين داخل البلاد و خارجها إنتخابات ديمقراطية شفافة حقق فيها الشعب الموريتاني أهداف الديمقراطية و العرس الديمقراطي و حقق فيها إنتصار تاريخي و أصبح الشعب الموريتاني محل إعجاب العالم بأسره و متابعة و سائل الإعلام العربية و الإسلامية و الغرب و كل دول العالم  لأنّ تجربة الديمقراطية في العالم العربي و الإسلامي حديثة العهد و بعد الدرس الكبير الذي أعطته فلسطين في الإنتخابات التشريعية التي جرت في العام المنصرم و فازت فيه حركة حماس الإسلامية بشهادة الصديق و العدو و لكنّ العدو نكس على عاقبيه لأنّ له أهداف أخرى و تارة يمدح الديمقراطية و تارة يريدها مشروطة و حسب قياسه و بدلته المضبوطة و حسب مصالح حليفته إسرائيل الولد المدلل الذي يتصرف كما يشاء …نعود للعرس الديمقراطي الموريتاني البهيج الذي إحتل المرتبة الأولى من الشرق إلى الغرب و كان محل حديث الإعلام في كل مكان وقد وصف أحدهم بجريدة العرب العالمية يوم الخميس 23/11/2006 أن الإنتخابات الأخيرة بموريتانية هي بحق نقطة تحوّل و علامة بارزة في المغرب العربي و في المشرق العربي و أنّ الإرادة السياسية لحكومة الرئيس محمد و لد فال تعتبر حكومة نموذجية في الدول العربية فقد حقق هذا النظام العسكري الحديث ما كان يحلم به الشعب الموريتاني و بعد ان قام بتصحيح المسار و القضاء على مظاهر الفساد و التجاوزات و المحظوظية و المكاسب المادية و الحكم الإستبدادي طيلة أكثر من عقدين …

و أجمع الشعب الموريتاني على مظاهر الفساد في تلك الحقبة التاريخية جاء التصحيح و جاء التغيير و جاء التحوّل بسياسة الوضوح و الشفافية و الصراحة و التطهير و ارسى قواعد ديمقراطية و كانت الخطوة الأولى الإنتخابات التشريعية و البلدية بحرية كاملة وقد أفرزت الانتخابات الحرة مجموعة من المواطنين من مختلف الشرائح و التوجهات السياسية بما في ذلك ثلة من الإخوان المسلمين و أحزاب أخرى

لتأسيس لعهد جديد عهد الديمقراطية و العدالة الاجتماعية في ظرف دقيق و مازال الطموح أكبر وقد وعد الرئيس الجديد محمد ولد فال و هو بحق فال المغرب العربي و المشرق العربي

فال بإنجازاته و صدقه ..فال بإرادته و تصميمه.. فال بتواضعه و زهده ..فال بتصرفاته و تصريحاته.. فال بوضوحه و صراحته ..فال بعهده الديمقراطي الذي وعد به و انجزه بسرعة و في الخطوة الثانية وعد بإجراء إنتخابات سياسية في غضون شهر مارس 2007  إن شاء الله و اعرف أنّ الشعب الموريتاني يقول إن شاء الله و هو مؤمن و على 3 ملايين مسلم هناك مليون عالم و أديب و شاعر و إعلامي و مثقف .. قلت وعد الرئيس محمد فال بإجراء إنتخابات حرة ديمقراطية خلال شهر مارس 2007 إن شاء الله يتنافس عليها نخبة من الفرسان و السياسيين من الوجوه المدنية أي أنّ الرئيس محمد ولد فال  يريد أن تكون الرئاسة الجديدة من المدنيين و العسكر يعود إلى الثكنات ما اروع هذا الاتجاه و ما أروع هذا التوجه و ما أجمل هذا الأسلوب الرجل لا يريد الكرسي و لا يريد البهرجة و المسؤولية و لا قصور و لا مناصب و لا هيلمان و أبهات و طنبور و موسيقى و عساكر يمينا و شمالا لا الرجل يريد الإصلاح فقط … و أرساء الديمقراطية … و سوف يكتب الله له الجزاء الأوفر و الأجر الأكبر على حسن نواياه هذا الرجل الممتاز سوف يحقق حلم الشعوب العربية و يكون مشطرة و أنموذج للعرب و لا يرغب أن يكون قائدا طيلة 37 سنة مثل غيره جنوبا و الفاهم يفهم …؟

و اقول في الخاتمة صدقت رؤية الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله الذي راهن على استقلال موريتانيا عام 1960 و راهن على دعمها ووجد آنذاك معارضة و لكن صمّم على الإعتراف بموريتانية رغم الموقف التاريخي مع الشقيقة المغرب و هاهي موريتانيا تنجب رجلا غيّر وجه التاريخ و أعطى درسا للتاريخ و إستقلال موريتانيا عام 60 كان له هذه النتائج الباهرة في الديمقراطية قال الله تعالى و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون على المنكر أولائك هم المفلحون صدق الله العظيم

ملاحظة : تحية إعجاب و إكبار للشعب الموريتاني و قائده محمد ولد فال و هنيئا لإنتصار الديمقراطية في موريتانيا.

 

 

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

كاتب عام جمعية الوفاء

الجوال 22.022.354

 

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.