TUNISNEWS
9ème année, N°3590 du 22.03.2010
archives : www.tunisnews.net
الحرية لسجين
العشريتين الدكتور الصادقشورو
وللصحافي توفيق بن بريك
ولضحايا قانون الإرهاب
السبيل أونلاين :فيديو:زهير مخلوف..القمع في تونس شمل الجميع والطرف الإسلامي أكثر المتضررين
إضراب جوع احتجاجي تضامنا مع أهالي الحوض المنجمي يوم الثلاثاء 23 مارس: بـــــــــــــــــــلا غ
هند الهاروني:تشديد الحصار المفروض على عبد الكريم الهاروني
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:ندوة صحفية في مقر الجمعية ..بمناسبة صدور تقرير المراقبة الإدارية.. !
البديـل عاجل :أخبـار والدة حسن بنعبدالله تناشد الرأي العام
السبيل أونلاين :فيديو:تونس..الشعبة الدستورية بالعوينة تستولي على أملاك الدولة
اشرف النغموشي :ملاحظات حول نضالات النقابة الاساسية للتعليم الثانوي بجندوبة
مراد رقية:تجاوزات بلدية المنستير،حان موعد البديل فلتستعد القائمة المستقلة”قائمة الشهيد تريمش”
سمير ساسي:لماذا يستعدي البعض الدولة ضد مواطنيها
العربي القاسمي :خاطرة : أيّها الشّامخ في برج البلاء(شورو)
جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي:تعزيـــــة
إيهاب الشاوش :قناة دينية تونسية، لما لا؟
كونا:رئيس الوزراء البرتغالي يصل الى تونس في زيارة رسمية
w m c :الأمن التونسي يحبط محاولات للهجرة غير الشرعية باتجاه إيطاليا
الأسبوعي: 20 ألف مريض نفسي خطير يأمر القضاء بايوائهم مستشهى الرازي سنويا
عصام عبد العزيز: الإخوان والسلفيون… الإجهاض التبادلي… حتى متى؟
ياسر الزعاترة:وزير أوقاف السلطة إذ يدعو المسلمين لزيارة القدس
د. فهمي هويدي:رائحة كريهة في فضائنا
د. أحمد نوفل:فن الاستبداد العربي 1/2
(Pourafficher lescaractèresarabes suivre ladémarchesuivan : Affichage / Codage /ArabeWindows)To read arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)
منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
فيفري 2010
فيديو:زهير مخلوف..القمع في تونس شمل الجميع والطرف الإسلامي أكثر المتضررين
السبيل أونلاين – تونس – خاص لمشاهدة مداخلة الناشط الحقوقي والإعلامي زهير مخلوف – الرابط على اليوتوب: http://www.youtube.com/watch?v=ditYgD9z02g أكّد المناضل الحقوقي مراسل السبيل أونلاين في تونس زهير مخلوف خلال ندوة إنعقدت يوم الخميس 18 أفريل 2009 تحت عنوان « الإسلاميون و 17 سنة من السجن » ، أن حجم القمع الذي عرفته تونس في ظل حكم النظام الحالي ، كان واسعا ولم يستثني أي مكوّن من مختلف مكونات أطياف المجتمع المدني التونسي و »لم يرقُب في أي طرف يمينيا أو يساريا أو قوميا إلا ولا ذمة فكانت المأساة وطنية حقيقية » . و قال مخلوف في مداخلته التى ننشر تسجيل فيديو عنها « أن الطرف الإسلامي هو أكثر الأطراف تضررا حيث ناله النصيب الأوفر من القمع » . وأشار الناشط الحقوقي ، إلى أن النظام التونسي أمضى منذ سنة 1966 على المواثيق الدولية التى تكفل الحقوق السياسية والمدنية ، كما أمضى سنة 1988 على معاهدة مناهضة التعذيب ، وهو يمضي على كل المواثيق في إشارة منه إلا أنه » نظام ديمقراطي » ، ولكنه في الوقت نفسه يقوم بخرق كل تلك التعهدات وبشكل واسع النطاق . وأعلن مخلوف في الندوة أنه قام بتوثيق أسماء الأشخاص الذين قتلوا تحت التعذيب – رغم شح المعلومات خاصة خلال فترة التسعينات – وعدد (إلى حدّ تاريخ الندوة) على الحضور بعض الأسماء منهم : عبد الرؤوف العريبي ، فتحي الخياري ، فيصل بركات ، رشيد الشماخي ، عامر دقاش ، عبد العزيز المحواشي ، كمال المطماطي ، فتحي الوحيشي ، لطفي قلاع ، المولدي بن عمر ، ونور الدين العلايمي ، وغيرهم . وإستهجن مخلوف مرور هذه الجرائم في صمت ، وتغطية بعض الأطراف الدولية على جرائم التعذيب التى وقعت في تونس خاصة وأن السلطات التونسية أمضت على المعاهدة الدولية المناهضة للتعذيب . وإعتبر أن ما يتعرض له اليوم « سجناء السلفية » والشباب المتدين من قمع هو مسؤولية حقيقية أمام المجتمع المدني التونسي عليه النهوض بها من أجل الحفاظ على أرواح أصحاب الرأي . وأعلن مخلوف أنه حاول القيام بجرد للسجناء السياسيين الذي توفوا بالإهمال الصحي سواء داخل السجون التونسية أو خارجها وهو يمتلك قائمة بأسماء الضحايا …كامل التفاصيل في تسجيل الفيديو . ( المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 22 مارس 2010 )
إضراب جوع احتجاجي تضامنا مع أهالي الحوض المنجمي يوم الثلاثاء 23 مارس
بـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــلا غ
أمام إمعان السّلطة في معالجتها الأمنيّة القهريّة لمجمل مشاكل الجهة. أمام الإبقاء على سجن السيد حسن بن عبد الله والبعض من شباب المظيلة. وأمام عودة الإيقافات والمحاكمات الجائرة ضدّ طالبي الحقوق. وأمام إمكانيّة الزجّ بالصحفي الفاهم بوكدّوس في غياهب السجون لمجرّد القيام بتغطية أحداث المناجم لفائدة قناة الحوار التونسي. وأمام استمرار حرمان السيد عدنان الحاجي ورفاقه من حقهم المشروع في مزاولة مهنهم دون أن ننسى المظلمة المسلّطة على الناشطة غزالة المحمدي. وأمام صمت السّلطة بل حمايتها لمرتكبي جرائم القتل والتعذيب . أمام هذا وغيره فإنّنا نعلن عن: -دخولنا في إضراب جوع احتجاجي طيلة يوم الثلاثاء 23 مارس الجاري. -استعدادنا اللامشروط للدفاع عن أهالينا ووقوفنا معهم في قضاياهم العادلة. -تحميلنا السّلطة المسؤوليّة الكاملة في تقهقر الأوضاع وإمكانيّة انفجارها في الأيّام والأسابيع القادمة. كما أننا ندعو كافّة قوى المجتمع المدني أحزابا وجمعيات ونقابات وأفرادا إلى تكثيف مجهوداتهم وتنويعها من أجل: *إطلاق سراح كافّة مساجين الحوض المنجمي وإيقاف التتبعات ضدّ كلّ الملاحقين قضائيّا سواء في تونس أو خارجها. *استصدار عفو يُعيد كافّة الحقوق المدنيّة والسياسيّة لكلّ من أحيلوا في ملفّ الحوض المنجمي. *محاسبة ممارسي القتل والتّعذيب والعنف والتّنكيل. *حقّ الجهة في مشاريع تنمويّة تحدّ من آفة البطالة وتضمن الحدّ الأدنى من الكرامة الإنسانيّة. الإمضاءات الأوليّة: -فاتن خليفة -غزالة محمدي -سامي عمروسيّة -فتحي تيتاي -زكيّة عمروسيّة -زينب قلنزة رؤوف مزيودي -منجي صالح -رشيد عبداوي -خلدون علوي -عفاف بالناصر -عمار عمروسية –رشاد محمدي -محمد سليماني قفصة في 23 مارس 2010
تشديد الحصار المفروض على عبد الكريم الهاروني
هند الهاروني- تونس الهاتف : 216.71.971.180 بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد صادق الوعد الأمين تونس في الإثنين 22 مارس 2010 – 6 ربيع الثاني 1431 في إطار تشديد الملاحقة الأمنية اللصيقة على أخي عبد الكريم الهاروني، وقعت إضافة دراجة نارية على متنها عونان بالزي المدني إلى السبع سيارات التي تداولت إلى حد الآن على متابعته أمام مقر عمله ب »ضفاف البحيرة « و عند قدومه إلى بيتنا و أينما توجه.
الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس aispp.free@ gmail.com تونس في 22 مارس 2010
ندوة صحفية في مقر الجمعية .. بمناسبة صدور تقرير المراقبة الإدارية.. !
(
http://moraqba.wordpress.com)
عقدت الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين ندوة صحفية بمقر الجمعية قدمت خلاله عرضا حول تقرير المراقبة الإدارية الذي أصدرته اليوم الإثنين 22 مارس 2010 ، و قد هرعت قوات البوليس السياسي لمحاصرة مقر الجمعية و منعت بعض المراسلين من دخوله كما قام بعض الأعوان بملاحقة كل من السادة لطفي حجي مراسل » الجزيرة » و لطفي الحيدوري مراسل » قدس برس » و إسماعيل دبارة الصحفي بجريدة » الموقف » ، و نوافيكم في بيان لاحق بتقرير حول مجريات الندوة الصحفية ، مع التنويه إلى أنه يمكن الإطلاع على تقرير الجمعية تحت عنوان : » مواطنون ..تحت الحصار .. ! المراقبة الإدارية في تونس » على الرابط :http://moraqba.wordpress.com و يمكن تحميله على الرابط :http://moraqba.files.wordpress.com/2010/03/rapport-aispp-mars-2010.pdf و يتألف التقرير من 289 صفحة منها 120صفحة من الوثائق و الصور ينشر بعضها لأول مرة تشرح معاناة المساجين السياسيين المسرحين جراء المراقبة الإدارية في أكثر صورها تعسفا و خرقا للقانون و تعديا على أبسط حقوق الإنسان ، مما جعل المراقبة الإدارية تتحول من عقوبة تكميلية صادرة عن السلطة القضائية إلى وسيلة في يد البوليس السياسي لتأبيد العقوبة على المساجين السياسيين المسرحين و عائلاتهم . عن الهيئـــــة المديـــرة الكاتب العام الأستاذ سميــر بن عمــــر
أخبـار والدة حسن بنعبدالله تناشد الرأي العام
وجّهت والدة المناضل المنجمي حسن بنعبدالله نداء للرأي العام الوطني والدولي للوقوف الى جانبها في محنتها وهي ترى ابنها وسندها الوحيد يقبع في السجن لتصدر المحكة الابتدائية بقفصة حكما نافذا بسجنه لمدّة 4 سنوات وشهر، لا لشيء سوى أنّه اعتصم في الاتحاد المحلي للشغل بالرديف ابّان انتفاضة الحوض المنجمي للمطالبة بحقّه في الشغل الكريم والقار، وقد ناشدت الجميع من أحزاب ومنظمات وشخصيات حقوقية وسياسية ونقابية ومحامين أن ترفع أصواتها من أجل الإفراج عن إبنها الذي باعت من أجله النفيس والغالي من أجل أن يتحصّل على شهادة جامعية تكون له سبيلا نحو مواقع الشغل والعمل وليس نحو السجون وخلف القضبان الحديدية ليحرم من أبسط حقوقه في الحرية والعيش الكريم. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 22 مارس 2010)
فيديو:تونس..الشعبة الدستورية بالعوينة تستولي على أملاك الدولة
السبيل أونلاين – تونس – خاص يمكن مشاهدة الفيديو من خلال رابط الفايسبوك مع الإشارة إلى تعذر رفعه على اليوتوب لأسباب خارجة عن نطاقنا : http://www.facebook.com/video/video.php?v=1149570158638&ref=mf في ظل التداخل العجيب الذي تنفى السلطات حصوله بين الدولة والحزب الحاكم « التجمع الدستوري الديمقراطي » ، رصدت عدسة السبيل أونلاين إستيلاء شعبة الحزب الحاكم بمنطقة العوينة بالعاصمة على مقر كنيسة قديمة . وفي الوقت الذي تمنع فيه أطياف المجتمع المدني التونسي من إستغلال المقرات العامة وتمنع الأحزاب السياسية من عقد إجتماعاتها في الفضاءات العمومية يفاجئنا الحزب الحاكم بإستغلال كل مقدرات الدولة وممتلكاتها في أنشطته الحزبية . وفي خرق واضح للقانون نجده يستولي على ممتلكات الدولة ويتصرف فيها بما ينافي قوانين البلاد ودستورها . من مراسلنا في تونس – زهير مخلوف ( المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 21 مارس 2010 )
ملاحظات حول نضالات النقابة الاساسية للتعليم الثانوي بجندوبة :
حالة اولى : النقابة الاساسية للتعليم الثانوي بجندوبة تتضامن مع المعتدين على الاساتذة تعرضت استاذة تعمل في المعهد الثانوي بجندوبة – شارع البيئة الى اعتداء بالعنف اللفظي من طرف تلميذ وصل في تطاوله على الاستاذة الى حد سب الجلالة امامها وامام التلاميذ وقد قامت الاستاذة برفع تقرير الى المدير لاحالة التلميذ على مجلس التربية ولتدعيم موقفها اتصلت الاستاذة بالكاتب العام للنقابة الاساسية واحاطته علما بالوضعية ورفعت له تقريرا خاصة وان التلميذ هو ابن القيم العام بالمعهد المذكور. وفعلا تمت احالة التلميذ على مجلس التربية وحصل على رفت بثلاثة ايام فقط والسبب هو ان الكاتب العام للنقابة الاساسية للتعليم الثانوي اتفق مع نقابة التاطير والارشاد التربوي على حل الاشكالية دون عقوبات كبيرة على التلميذ نظرا لحساسية موقع والده ولو كان ذلك على حساب الاستاذة وكرامة المربين. وهكذا تحولت النقابة من الدفاع عن الاساتذة وكرامتهم الى الدفاع عن مصالح التلاميذ واخطائهم وقد خلف هذا الامر استياءا كبيرا في صفوف الاساتذة بجهة جندوبة بل ان بعض الاساتذة عبر عن خبيبة امله من هذه النقابة الى تهاونت في الدفاع عن كرامة الاساتذة رغم كثرة ضجيجها و صخبها وهناك العشرات من الهفوات الاخرى ساقوم بنشرها تباعا للراي العام حتى يعرف حقيقة هؤلاء النقابيين ؟ اشرف النغموشي نقابي قاعدي
تجاوزات بلدية المنستير،حان موعد البديل فلتستعد القائمة المستقلة”قائمة الشهيد تريمش”
مراد رقية
البلدية : تواصل تذمّر المواطنين و المتساكنين من أداء البلدية حيث تصاعدت الشكاوي من كلّ حدب و صوب و أمعن رئيس البلدية و بقية المسؤولين فيها في الهروب من مواجهة المواطنين و المشاكل التي يطرحونها متعلّلين باجتماعات فعلية أو وهميّة وهو ما حدا بسكان المدينة إلى المطالبة بكل الوسائل القانونية و الإعلامية إلى رفع الغطاء عن الفساد الذي ينخر المدينة و محاسبة المسؤولين عنه و فتح الأبواب المغلقة و من المهم القول بأنه لا يمكن أن يتصدّى للعمل البلدي إلا من كان مقتنعا حتى النخاع بحبّ مدينته و استعداده الدائم لخدمة متساكنيها بكل تفاني و إخلاص من دون أن يبغي من وراء ذلك جزاء و لا شكورا و يكون كذلك عارفا بمشاكلها الحقيقية و إمكانيات حلّها أما من يتمّ إسقاطهم من فوق وهم أجهل ما يكونون بأهمية و قيمة العمل البلدي في تيسير معيشة المتساكنين فإن القانون الذي يحكمهم هو الولاء قبل الكفاءة و لا يأتون إلا للتمعّش و خدمة مصالحهم الخاصّة و مصالح أقربائهم و عشيرتهم و في ذلك خيانة و أي خيانة للمدينة و أهلها و إزاء ما تعانيه المدينة و أهلها من أداء البلدية تطرح عدة أسئلة لم تجد إلى حد الآن أجوبة عنها : – لماذا ميزانية البلدية هزيلة و لا تتجاوز 7 مليارات ؟ – أين تذهب موارد كراء العقارات المملوكة للبلدية في الحي السادس و في الأحياء الأخرى … لماذا لا يقع إطلاع المواطنين و سكان المدينة – وفي إطار الشفافية – على تفاصيل ذلك – أين الأداءات الموظفة على النزل التي يبلغ عددها 47 ؟ – أين مختلف الرسوم ؟ – التعويض على الأراضي- إن تم ذلك وهوغيرحاصل في أغلب الأحيان- يتم بثمن بخس و يتعلّل المجلس البلدي بقلة الإمكانيات وعدم وجود الأراضي للقيام بالتعويض في حين أنه يقوم بتسليم العديد منها إلى المتنفذين وأصحاب الجاه – القرار البلدي : كيف يتم اتخاذه و تنفيذه و ما هي الآليات ؟ – هل يتم اعتماد الإجراءات القانونية العادية أم تتم العديد من التجاوزات بسبب جهل بعض المواطنين للقوانين ؟ – من يقف وراء السماح للبناء الفوضوي في » غرس اللّوزة » ؟ أين المراقبة البلدية ؟ – العديد من الباعثين العقاريين يتجاوزون المتساكنين و يعتدون على حقوقهم و على القانون و مع ذلك تلتزم البلدية الصمت المطبق إن لم يكن هناك تواطؤ من بعض المتنفّذين لماذا لا تقوم البلدية بالبحث عن تطوير علاقتها مع محيطها القريب و البعيد و البحث عن توأمات و شراكات مع مدن عربية و أوروبية و في جنوب شرق آسيا تعود بالنفع على المتساكنين و يعتبر هذا الأمر طبيعي جدا في البلدان الأخرى و لكن يشترط في ذلك العمل الدؤوب و تقوية شبكة العلاقات خاصة و أن المنستير يزورها سنويا آلاف الشخصيات الإدارية و العلمية و السياسية الأجنبية و لكن تهاون القائمين على البلدية و عدم حرصهم يفوّت العديد من الفرص الذهبية و من غرائب الأمور – و يمكن اعتبارها حتى من الفضائح – أن أكبر مؤسستين ذات طابع خدماتي في المدينة ليس لهما موقع إلكتروني على شبكة الإنترنت و يتعلق الأمر بالبلدية و المستشفى الجامعي فطومة بورقيبة في حين أن بلديتي المكنين و قصر هلال لهما موقعان إلكترونيان منذ زمان …. فهل أن وراء ذلك قرار سياسي أم إداري أم الإثنين معا ؟ – موقع معمل النسيج تحوّل إلى منطقة سكنية من خلال تشييد عمارات جديدة فهل أن المدينة في حاجة إلى مواطن شغل أم إلى مساكن إضافية ؟
لماذا يستعدي البعض الدولة ضد مواطنيها
سمير ساسي باحث جامعي في قضايا المواطنة الإخوة العاملين في موقع تونسينيوز تحية طيبة في البداية لا يملك المتابع المنصف إلا أن يجدد لكم التحية والتقدير للجهد الذي تبذلونه من اجل إحاطة الرأي العام بكل جديد وفتح مجالات التعبير لمختلف الحساسيات الفكرية حتى التي تختلفون معها انتم في أسرة التحرير وهي تجربة عدمناها في بلدنا العزيز منذ احتجاب جريدة الرأي. غير أن هذا الإعجاب لا يمنعني من إبداء ملاحظة احسب أنها تصب في خانة بذل النصيحة لتطوير وتدعيم الجهد الذي تقومون به ، وملاحظتي تتعلق بإعادة نشر بعض المقالات دون ان يكون هناك داع ضروري يستوجب هذه الإعادة خاصة إذا لم يكن الفرق الزمني بين تواريخ النشر كبيرا مثلما حصل بالنسبة لمقال المدعو منير سويسي حول عودة الحجاب في تونس والذي نشرتموه يوم 11 مارس الجاري و أعدتم نشره يوم 21 من نفس الشهر ولا أظن مطلعا نزيها للمقال سيسير برقيات المناشدة من اجل إعادة نشر مقال أقل ما يقال فيه انه مستوى راق من الوشاية الأمنية و تحريض السلطة على مواطنيها خدمة لإغراض بعض الجهات التي لم تتطور ولم تقدر على الخروج من ثقافة الإقصاء الى ثقافة المواطنة رغم ما تدعيه هذه الجهات من نخبوية ثقافية وحضور معرفي يكاد يحولهم إلى آلهة معرفة تحتكر سلطة القول والتفكير والحضور والمناصب والمواقع والأموال لتبذلها جاهدة من أجل القضاء على كل مختلف لا يسبح بحمد معرفتها الخواء، معرفة إذا ارتقت قارنت بين « على شورب » وابن تيمية. وبالعودة إلى المقال المذكور وحتى لا أتهم بإلقاء الكلام جزافا دون حجة أوجه السؤال إلى صاحب المقال ما الذي يبرر تحقيقه في الموضوع لفائدة وكالة أنباء محترمة كوكالة الأنباء الألمانية ، هل لمس في الواقع التونسي أحداثا دامية حول الحجاب تدفعه إلى احتلال صدارة الاهتمام وتفرض على الصحفي المفترض ان لا يفوت السبق ويغطي الأحداث؟ هذا أولا ثانيا لست من الذين ينكرون وجود حالة من التحفز ضد الحجاب داخل السلطة ولكن في الوقت نفسه لا أنكر وجود نوع من التغاضي والصمت تجاه مرتديات الحجاب لا يخرقه إلا بعض المتنطعين من هنا وهناك، الملكيين أكثر من الملك والخائفين على مواقعهم الاجتماعية والساعين دوما الى خلق فزاعة يتوهمون ان خلقها قد يضمن لهم عدم انكشاف الفراغ الذي يحيون فيه ، وأقصد بالمتنطعين كل سياسي او صحفي أو مدع للمعرفة والتفكير أو إداري أو حاجب يجعل مبلغ جهده النبش في قمامة القوانين والأوامر والمنشورات التي أصدرتها السلطة وظل تطبيقها يتراوح بين التشدد والتراخي دون ان يصل إلى درجة الحسم في محاولة لتذكير السلطة بان هناك قضايا أهم من قضايا التنمية والبطالة ولتكريس التعدد والاختلاف و بان عرشها مهدد من بعض مواطنيها وعليها أن تعد لهم ما استطاعت من قوة ومن رباط « أحمرة الثقافة » الذين لا يجدون ما ينتجون فيتقيؤون دعوات ظاهرها البحث والتحقيق وباطنها الوشاية. لست هنا لأبرئ السلطة فليست هذه مهمتي أولا ولان فعلها هو وحده الكفيل بتحديد الموقف تجاهها ولأنها لا تعدم مسؤولية في هذا المقام حتى و إن كانت جزئية إذ تركت المجال مفتوحا لأمثال هؤلاء للاستعراض تنطعهم والهاء الناس بما لا يعني من خلال عدم الحسم في تجاوز ما سمي بمشكلة الحجاب خاصة ان المحكمة الإدارية قد هيأت المناخ لرفع الحرج – إن كان هناك حرج_ لتجاوز هذه الفزاعة الوهمية . وحتى لا أطيل في هذه المقدمات الضرورية أعود إلى المقال المملوء مغالطات و أخطاء لا يرتكبها إلا الجاهلون في العلم وهي إما ان تكون مغالطات تهدف إلى تمرير الوشاية المقصودة من المقال او أخطاء ناتجة عن جهل نجد ذلك في فقرة الجذور التاريخية لحظر الحجاب في تونس كالحديث عن ارتداء نساء الاتجاه الإسلامي » للحجاب الإيراني الأسود وإطلاق الرجال للحيّ الطويلة على الطريقة الأفغانية » على حد تعبير صاحب المقال وهو تعبير يفسر بوضوح انه لم يعايش تلك الفترة وأملي عليه ما كتب او انه عاشها صغيرا لا يفقه للمسالة معنى فلم تشهد تونس خلال تلك الفترة هذا المظهر الكاريكاتوري الجامع بين متناقضين لباس إيراني اسود ولحى أفغانية حتى وان وجد البعض ممن أطال لحيته او لبست خمارا اسودا فلم يكن أمرا خاصا بالاتجاه الإسلامي وليست النهضة كما سماه صاحب المقال لان النهضة في تلك الفترة لم توجد بعد وبالتالي يبطل ما استخلصه المدعو السويسي من ان هذه النمطية المزعومة من اللباس هي التي سهّلت على « بورقيبة محاصرة إسلاميي حركة النهضة الذين كانت نساؤهم يرتدين الحجاب الأسود ». المغالطة الثانية تتعلق بهذا الباحث الاجتماعي الذي استدعاه للإدلاء برأيه في الموضوع وأطلق عليه اسم نادر حسن وهو لا يخرج عن احد الاحتمالين اما انه باحث مازال في بداية مشواره البحثي لان اسمه غير متداول وغير معروف في الأوساط الجامعية أو الإعلامية او انه اسم مستعار لشخص معروف يستحي أن يدلي برأيه المختص في ظاهرة اجتماعية وهذا يتناقض مع جرأة الباحثين والمثقفين ويثير التساؤل عن الغاية من وراء ذلك، وقد حمل هذا الرأي بدوره أخطاء كبيرة فكيف يسمح باحث موضوعي بان يطلق أحكاما أخلاقية على تيار سياسي معين « المنبوذين » وكيف لم ينتبه هذا الباحث إلى ان الحجاب لم يظهر في التسعينات وانه لم يكن حكرا على نساء الإسلاميين وانه ليس هناك في تونس من ترتدي الحجاب وهي تتقلد مسؤولية حساسة في الدولة مثل القاضيات كما أشار هذا الباحث إلا ان يكون قصده هو أيضا تضخيم الفزاعة أو الوشاية بشخص ما وهو ما يتنافى مع أخلاقيات البحث العلمي وموضوعيته. الطابع الكيدي للمقال لا يتوقف عند هذا الحد بل بلغ شواطئ الاصطياف ليبرر صيحة الفزع التي جاء بها من عند بعض الأصوات ولم ينتبه إلى أنها تتناقض منهجيا مع ما ذكره في بداية المقال والذي ارجع ظهور الحجاب فيه الى الثمانينات ثم إلى التسعينات ليطلع علينا صالح الزغيدي من بين الأموات « … فلا والدتي ولا عمّتي ولا خالتي، وكلّهنّ متوفيات، وكلهنّ أّمّيات ومن قرية صغيرة، عرفن الحجاب… وهو أمر لم نكن نعرفه قبل 10 أو 15 عام في تونس « . في المقال أيضا أشياء كثيرة اخرى تفضح طابعه الكيدي ولكن في ما ذكرنا مندوحة عما لم نذكر فمتى يستشعر من ينسب نفسه إلى الإعلام أو الثقافة او الفكر مسؤولية هذا المنزع الاقصائي الذي يحاول ان يستعدي أجهزة الدولة ضد مختلفين معه لم يقدر ان يطور نسق تفكيره للتعايش معهم؟
خاطرة : أيّها الشّامخ في برج البلاء
###### شورو######
أيّها الشّامخ في برج البلاء يا خيوط الشّمس يا نبع الضّياء أيها السّاري إلى وجداننا أيّها السّابح في بحر الوفاء أيّها السّاخر من أوجاعه ومن القيد وكيد الجبناء أيّها المارد في أغلاله ضجر القيد ولم تعط الولاء أيّها الضّاحك في وجه البلاء أيّها الصّابر في محرابه صبر أيّوب وصبر الأتقياء أيّها القابض في قبضته محنة حرّى وجمرا وبلاء ترفض الدّنيا تراك إنّها تخشى العماء إنّما الله يراك ويرى السّر وأخفى ويرى كيد العداء ###### المساجين والمسرّحين ###### أيّها الباقون في أرض الآباء يا جذور الأرض يا عنواننا يا شهود الحقّ معراج السّماء أيّها السّجد في جوف الظّلام أيّها الشّاكون من جوْر و داءْ أيّها الكدّح والنّاس نيّام يا منارات الهداية ومتاريس الإباء ترفض الدّنيا تراكم إنّها تخشى العماء إنّما الله يراكم ويرى السّر وأخفى ويرى كيد العداء ###### الشّهداء ###### أيّها النّامون في جوف الثّرى كالبذور … تخرق الأرض صعودا للسّماء كلّما هبّت سموم عاتية أو رياح صرصر نضحت في وجهها من دمكم فغدا الخوف أمانا وغدا اللّيل ضياء وغدا الإحجام عزما وغدا اليأس رجاء وغدا الوهن وثوبا وغدا الكَلّ مضاء وغدا القبح جمالا وغدا القحط رخاء وغدا البعد وصالا وغدا الغدر وفاء ونما الزّرع وهاج رغم مكر وعداء ترفض الدّنيا تراكم إنّها تخشى العماء إنّما الله يراكم ويرى السّر وأخفى ويرى كيد العداء ###### المهجّرون ###### أيّها الماضون في أرض الشّتاة أنتمُ غيث السّماء ساقه الله إلى حيث يشاء ربت الأرض وآتت أكلها ترفض الدّنيا تراكم إنّها تخشى العماء إنّما الله يراكم ويرى السّر وأخفى ويرى كيد العداء فاصبروا واستبشروا لكم العقبى كعقبى الأنبياء العربي القاسمي
نوشاتيل / سويسرا في 13 مارس 2010
إنا لله وإنا إليه راجعون تعزيـــــة
تتقدم جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي بأحر التعازي إلى المناضل الحقوقي والسجين السياسي السابق السيد رفيق بن قارة إثر وفاة والدته السيدة ناجية الطرابلسي وتطلب من الله عزّ وجل أن يتغمدها برحمته الواسعة ويغفر لها ذنوبها ويرزق أهلها وذويها جميل الصبر. للتعزية الرجاء الاتصال برقم السيد بن قارة 96736045.
قناة دينية تونسية، لما لا؟
إيهاب الشاوش قناة دينية تونسية، لما لا؟ فتونس رائدة التحديث الديني في العالم العربي، جديرة بأن تكون لها قناة دينية تنويرية، تقتدي بها كل الدول العربية، و خاصة في صراعها ضد الإرهاب و التطرف. فقبل أيام سمعت قصة، أكدت قناعاتي بأن الإسلام في تونس و المغرب العربي ليس نفسه اسلام المشرق و آسيا و دول البلقان… و ان بعث قناة دينية تونسية، أصبح أمرا ملحا، أكثر من أي وقت مضى. القصة، تقول، ان امرأة مشرقية، تقيم في اندونيسيا، رفضت ان تطلع ابنتها على كتاب يستعمله الطفل للتلوين. الكتاب هو من مجموعة كتب أخرى، ارسلته تونسية كهدية الى صديقتها الجزائرية المقيمة في اندونيسيا. الجزائرية بدورها قدمته للمشرقية، حتى تستفيد منه ابنتها، لكن هذه الأخيرة و بعد الإطلاع عليه، رفضت تقديمه لإبنتها، لأن به رسم (خنزير)… لست متفقها في الدين، و أعرف ان الله حرم أكل لحم الخنزير على المسلمين، لكنه حلله للديانة المسيحية وربما بعض الديانات الأخرى. و أعرف ايضا ان الخنزير مخلوق من مخلوقات الله، مثله مقل بقية المخلوقات، حتى و ان كانت من بين تلك الغريبة التي يتم إكتشافها من حين لآخر في جزر نائية. و أعرف ايضا انه حينما كشف العلماء عن إمكانية وجود حياة في كوكب آخر، انتفضت الكنيسة و المراجع الدينية مجتمعة، للإتفاق على انه مهما يكن، فإن الله هو خالق الكون…الأرض و غيرها. فكيف يمكن لمن لا يعترف ب »تلوين خنزير »، الذي هو مخلوق من مخلوقات الله، ان يؤمن بالآخر و ديانته و معتقداته. وفي حوار، لصحيفة « الأفق » التونسية الناطقة باسم الحزب الإجتماعي التحرري، ذي التوجه الليبرالي، دعا الناشط للائكي صالح الزغيدي، السلطات بتونس الى التفكير في « بعث قناة، او تبث برامج »للرد على ما وصفه بالقنوات »الردئية »، وهو يقصد القنوات الدينية السلفية التي احتلت الفضاء العربي، و أثثت تلفزاته بجيش من « الدعاة » الحاملين لخطاب يصفه الإعلامي التونسي خميس الخياط في كتابه « تسريب الرمل، الخطاب السلفي في الفضائيات العربية » ب » الخطاب الرجعي و الأصولي البدائي »… المبادرة التونسية كانت، ببعث اذاعة دينية من طرف رجل الأعمال التونسي محمد صخر الماطري التي تحولت في وقت وجيز الى ظاهرة اجتماعية أسرت قلوب التونسيين، و احتلت المراتب الأولى في نسب الإستماع. ثم بث التلفزيون التونسي الرسمي حصص دينية من انتاج الإذاعة نفسها، فسر فيها الشيخ المشفر بعض الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية و الوقائع التاريخية، بطريقة مبسطة و « مرحة »، ت بعيدا عن الخطاب « البكائي »، « العدمي »، المخيف الذي يظهر به بعض الدعاة السلفيين في القنوات الدينية. اما الشيخ المشفر، فيرتدي كل يوم طرز من الجبة التونسية، و الابتسامة لا تغيب عن محياه، كما لا ينفك عن استعمال الأمثلة الشعبية التونسية،للتفسير، و بذلك نجح البرنامج و أصبح محطة قارة للتونسيين في شهر رمضان الكريم. الآن و بعد انتشار الفضائيات و امام الخطر الداهم للقنوات السلفية، لا بد من قناة دينية تنويرية لكبح جماح الدعاة السلفيين، ووقف بث سمومهم بين الشباب التونسي و العربي عامة. لما لا قناة دينية تونسية، تقدم الإسلام التونسي التنويري الذي كما كتبت الدكتورة منجية السوايحي أستاذة جامعة الزيتونة، يؤمن « بحق الاختلاف » و الحرية الدينية و بمكانة الفرد في الإسلام » و التعايش و التسامح، و باختصار « دين عبارة عن جسر بين الحضارات و الثقافات، دين تأسس على مبادئ كونية صالحة لكل زمان و مكان كمبدإ الحرية و التعاون… و التي تعيش على تثبيت أركان مجتمع التوازن والاعتدال و التضامن، الرافض للتطرف، المنفتح على محيطه و المتأصل في جذوره » لما لا قناة دينية تونسية، سواء بمساهمة حكومية او خاصة او شبه خاصة، تفتح أبوابها لاجتهادات المحدثين و المختصين في الإسلام و الحضارة و التاريخ الإسلامي كمنجية السوايحي و اقبال الغربي و سلوى الشرفي و كمال عمران و غيرهم كثر… لما لا قناة دينية تونسية، تقدم الى جانب السيرة النوبية و تعليم تلاوة القرآن و الإعجاز العلمي للقرآن، أفلام وثائقية حول جامع الزيتونة و دخول الإسلام الى المغرب العربي، و تعرف بالمصلحين التونسيين و الحركات الإسلامية و المتصوفة و المعمار الإسلامي، لمل لا قناة دينية تونسية، تبث الأفلام الدينية او التي تتعرض لا للدين الإسلامي فقط و انما لجميع الديانات السماوية، مثل فيلم الرسالة للعقاد و المصير ليوسف شاهين. لما لا قناة دينية تونسية، تقدم برنامجا باللغات الأجنبية للتعريف بالديني الإسلامي و الحضارة العربية الإسلامية و تلاوة القرآن باللغات الأجنبية حتى يستفيد منها التونسيون من المهاجرين من الجيل الثاني و الثالث و العالم الغربي. لما لا قناة دينية تونسية، تخصص حصة أسبوعية للتعريف بالديانات الأخرى، و بجميع الأنبياء، و تبث فيها ريبورتاجات حول احتفالات كل الديانات بتونس. و أخير لما لا قناة دينية تونسية، تستضيف خبراء ورجال دين من ديانات و طوائف مختلفة دون إقصاء. هذه القناة ستكون رائدة في العالم العربي و الإسلامي و ستعكس دون شك، ما وصفته الدكتورة منجية السوايحي ب »الإسلام الذي يدعو إلى تكتل المجموعة البشرية لمجابهة كل ما يعرقل مسار العالم نحو تحقيق تلك المبادئ، إسلام يفتح في وجه التحديات المعاصرة معتمدا على قراءات جديدة و متطورة و متنوّرة ». مثل هذه القناة، لا بد قبل انطلاقها، ان تستشير أهل الإختصاص، حتى لا تقع فريسة الأخطاء التي تراكمها القنوات الخاصة التونسية الراكضة وراء الربح المادي دون أي وازع أخلاقي او اجتماعي. والمجلس الأعلى للإتصال بما يحتويه من كفاءات و خبرات، قادر على قول الكلمة الفصل مثلما فعل مع قناتي اهم فريقين كرويين تونسيتين عندما قرر تأجل انطلاقها قبل إبداء رأيه فيها. (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 22 مارس 2010)
رئيس الوزراء البرتغالي يصل الى تونس في زيارة رسمية الشؤون السياسية
تونس – 22 – 3 (كونا) — وصل الى هنا اليوم رئيس الوزراء البرتغالي خوسيه سقراطس في زيارة رسمية تستغرق يومين على رأس وفد يضم وزراء الشؤون الخارجية والاقتصاد والبحث العلمي. وقال المسؤول البرتغالي في تصريح صحافي عقب وصوله الى مطار قرطاج الدولي ان الزيارة الى تونس تندرج في اطار تعزيز العلاقات السياسية الممتازة القائمة بين البلدين الصديقين. واضاف سقراطس ان الزيارة تأتي لدعم التعاون الثنائي بين تونس والبرتغال لاسيما في المجال الاقتصادي. ومن المقرر ان يترأس سقراطس ونظيره التونسي محمد الغنوشي الاجتماع الثاني رفيع المستوى (التونسي البرتغالي) الذي سيعقد غدا لبحث فرص دفع التعاون الاقتصادي. ويشمل الاجتماع المقبل توقيع جملة من اتفاقيات التعاون بين تونس والبرتغال في مجالات الاستثمار والتجارة والسياحة والتعليم العالي. وكان المسؤول البرتغالي قد قدم من الجزائر بعد ان تضمنت زيارته عقد مباحثات رسمية مع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة شملت سبل التعاون بين البلدين. (المصدر: وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بتاريخ 22 مارس 2010)
الأمن التونسي يحبط محاولات للهجرة غير الشرعية باتجاه إيطاليا
تمكّنت وحدات من حرس السواحل التونسية من اٍحباط ثلاث محاولات للهجرة غير الشرعية بإتجاه السواحل الجنوبية لإيطاليا انطلاقا من الشواطئ التونسية، ومن اعتقال 35 شابا. وذكرت صحيفة « الأسبوعي » (يوم الإثنين) أن عملية إحباط هذه المحاولات تمت قبالة شواطء بلدة « الهوارية » من ولاية نابل، الواقعة على بعد 67 كيلومترا شمال شرق تونس العاصمة. وأشارت نقلا عن مصادر أمنية لم تذكرها بالإسم، إلى أنه تمّ أيضا خلال هذه العملية حجز ثلاثة زوارق كان المهاجرون غير الشرعيين يعتزمون استخدامها في رحلتهم باٍتجاه جزيرة « بانتلاريا » الإيطالية. وأضافت أنه تمّ خلال هذه العملية أيضا اعتقال 15 شابا من الحالمين بالهجرة إلى الضّفة الشمالية للمتوسط، ومبالغ مالية هامة، إلى جانب كمية من المحروقات. وأشارت من جهة أخرى إلى أن السلطات الأمنية التونسية تمكنت أيضا من اعتقال 20 شابا تونسيا كانوا بصدد الإستعداد لتنظيم رحلة بحرية غير شرعية بإتجاه السواحل الإيطالية انطالاقا شواطئ محافظة »المهدية » الواقعة على بعد 205 كيلومترات. يذكر أن محاولات الهجرة السريّة باتجاه الشواطئ الإيطالية، انطلاقا من السواحل التونسية التي يتجاوز طولها 1300 كيلومتر، سجّلت خلال الأشهر الماضية تراجعا ملحوظا بعد إحكام السلطات التونسية من إجراءاتها الأمنية، وإقرار قانون صارم لردع من ينظم أو يشارك في محاولات للهجرة غير الشرعية. المصدر:ar.webmanagercenter.com
بعضهم ارتكب جرائم قتل وتعنيف لأقرب الناس
20 ألف مريض نفسي خطير يأمر القضاء بايوائهم مستشهى الرازي سنويا
في لحظة فقد فيها كل الإدراك والسيطرة الحسيّة لانفعالاته لم يتوان التلميذ المجتهد عن تسديد ضربة قاتلة بيد «المهراس» لوالدته رغم تعلّقه الشديد بها ليرديها قتيلة تتخبط في دمائها النازفة… وقف أمام حاكم التحقيق مذهولا، غير مستوعب لما يحصل… لتثبت الاختبارات النفسية التي خضع لها فيما بعد اعتلاله النفسي وإصابته بحالة فصام مرضي تجعله في حلّ من أي مسؤولية جزائية أو مدنية… هادي، أحب زوجته إلى حد الوله ولم يدّخر جهدا في توفير كل مستلزمات الزواج لتكتمل سعادته بإنجاب طفله الأوّل إلا أن الغيرة المرضية عرفت طريقها إلى نفسه فبات يضمر الشك المريب في سلوكيات زوجته…شك دمّر أعصابه وجعله يهمل نفسه وعمله ويعيش فقط لغاية ضبطها في أحضان عشيقها الذي اخترعه فكرة وسعى لإثباته واقعا ولتكون النتيجة طعنة نجلاء بسكين المطبخ في قلبها وتيتيم الطفل ويعلن الطب الشرعي أن المرض النفسي أتلف مدارك الهادي ولا مفر من إيوائه الإجباري بالمستشفى… مريض آخر اعتزل العالم لمدّة 15 سنة وعودته للمجتمع كانت من خلال تعنيفه الشديد لوالده وكاد يزهق روحه لتجد العائلة أنه لا مفرّ من ايوائه بالمستشفى توقّيا من خطورته على من حوله… ما تقدم هو بعض الحالات الشاذّة اجتماعيا والمتكررة بين الفينة والأخرى في أروقة المحاكم ليكون الجاني فيها مريضا نفسيا بملامح مجرم محنّك… والعقاب يكون إنزاله القسري بقسم الطب النفسي الشرعي « بمستشفى الرازي» الذي يأوي حاليا 60 حالة مرضية ممن ارتكبوا جرائم مختلفة برّأهم غياب المسؤولية الجزائية قانونا ولكن جعل منهم نزلاء دائمين مسجّلين في خانة «خطر»…و«الضحية» كل من تضعه الصدفة على مرمى من المريض لحظة فقدانه لمداركه… ولكن ما الذي أوصلهم الى هذه الحالة؟ وكيف يمكن أن نتعرف على المريض النفسي الذي قد يشكّل خطرا محدقا بنا؟ فصام… برانويا… إدمان كان لنا لقاء في مستشفى الرازي مع الدكتورة ألفة الدخلاوي (مساعد استشفائي جامعي في الطب النفسي) التي أفادتنا أن المرضى النفسيين الذين تكتسي حالتهم خطورة فيتحوّلون إلى خطر محدق قد يهدّد من حولهم مضيفة «بداية لا بد أن نؤكد أن المريض النفسي هو مريض بالدرجة الأولى وبالتالي فهو ليس مجرما أو قاتلا وحتى وإن اتسمت أفعاله بالعدوانية الشديدة التي قد تسفر عن أضرار قد تلحق الغير فان ذلك يكون تحت تأثير المرض وبدافع منه… أما تشخيصيا فان الحالات النفسية المرضية التي تتسم بالخطورة هي حالة الفصام الذي هو من الأمراض النفسية المستعصية حيث يفقد فيها المريض السيطرة على قواه النفسية ويتخيّل أشياء غير حقيقية ويكون تحت تأثير ما يسمّى «بالهلاوس» السمعية التي تكون في شكل أصوات تسبب ضغوطا على المريض وتجعله أحيانا يستجيب لهذه «الهلاوس» التي قد تدفعه لاتخاذ مواقف عدائية من بعض الأشخاص…وهو ما يولّد اضطرابا أساسيا في العلاقات مع الواقع وانفصاما عنه إلى جانب الاضطرابات الوجدانية والسلوكية والعقلية… إلى جانب الفصام نجد «البرانويا» أو الهذيان الزوري وهو من الأمراض النفسية الشائعة التي تجعل المريض عرضة لانفعالات شتّى تقطع غالبا مع الواقع وتشكل التباسا في الحقائق ولعل أبرزها هذيان الغيرة حيث يشكك الزوج بدون سبب واضح في سلوك زوجته ويعتقد تحت وطأة الشكوك المسيطرة عليه أنها تخونه فيراقبها ويقوم بكل ما يلزم لإثبات ما يمكن أن يتهمها به وقد يصل به الأمر إلى أن يعمد لتعنيفها أو حتّى قتلها… كما أن الاكتئاب الحاد والمزمن قد يشكل خطرا على المريض نفسه أو حتّى المحيطين به إذ يعمد المصاب به إلى الانتحار وقبل أن يقتل نفسه قد يقتل أبناءه لأنه يعتقد أن لا أحد من بعده قد يوفر لهم العناية والرعاية اللازمة، كما يشكل الإدمان أحد الدوافع التي ينتج عنها ردود أفعال عدوانية وعنيفة تلحق الضرر بالآخرين خاصة عندما تكون الحالة تحت تأثير المخدّر وفاقدة للوعي ولحظة الاحتياج هي لحظة مفتوحة على أكثر احتمالات خطورة للنفس وللاخر… هذه بعض العينات التي تشكل خطورة على نفسها وعلى من حولها وكلها حالات مرضية تتطلب تكاثف الجهود الطبية والعائلية للإحاطة بها… ولو أن العائلة قد تتصرّف بأنانية تجاه الشخص الذي يلحق الأذى بأحد أفرادها والذي يكون بدوره فردا منها ولا تتفهّم دوافعه المرضية فترفضه عقابا له عمّا اقترفه دون قصد أو إضمار… أعراض المرض وملامح المرضى تبقى مسألة الأعراض المرضية للحالات النفسية إحدى المعضلات التي يحاول الطب الإلمام بها حتى يقع التنبؤ المبكر بالمرض ومحاولة تفادي الأسوأ…وفي هذا الصدد تفيد الدكتورة ألفة الدخلاوي أنّ من أعراض مرض الفصام الإضطراب في التفكير حيث يفقد المريض بوصلة الترابط الواضح والمنطقي مع الواقع كما أنه قد يحمل قبل العلاج معتقدات غريبة ومتنوّعة ومنها مثلا ادعاؤه «أنه نبي أو ولي صالح أو أنه المهدي المنتظر»…إلى جانب خلل في تكييف مشاعره مع الواقع بحيث ينعزل عن الآخرين وتكون انفعالاته الشعورية غير متناسبة مع الوضعيات العاطفية الواقعية فينفجر ضحكا عند مواقف محزنة مثلا… مع ضعف واضح في الإدراك وهنا يسمع المريض أصواتا ويرى أشياء غير موجودة في الواقع. ونلاحظ كذلك تباينا واضحا في السلوك اذ يتخذ المريض أوضاعا غريبة في النوم أو الجلوس ويقوم بسلوكيات مبهمة لا يمكن تفسيرها إضافة إلى الاضطراب الواضح في بناء الجملة الكلامية ومدلولات الألفاظ… أما أعراض الهذيان أو (البرانويا) فهي تتشابه إلى حد ما مع أعراض الفصام وتقوم بالأساس على تلازم العظمة والاضطهاد أي إنه مستهدف لأنه إنسان مهم أو يعرف حقائق تضرّ بالآخرين…أما الاكتئاب فأعراضه تبدو شديدة الوضوح اذ يفقد فيها المريض الرغبة في كل شيء ويصاب بحالة من الحزن الشديد تدفعه للعزلة وحتى إلى إهمال نفسه وعدم العناية بنظافته الشخصية… كما أن مرضي «ثنائي القطب» التي تراوح فيه حالة المريض بين الابتهاج الشديد والكآبة غير المبررة فله تقريبا نفس الأعراض…في حين أن مرض الإدمان أعراضه تبدو مكشوفة أكثر بحيث يكون المريض وكأنه غائب عن الوعي تحت تأثير المخدّر أما عند الاحتياج فانه يكون شديد الهيجان وتكون تصرّفاته عدوانية وعنيفة تجاه نفسه وتجاه من حوله… وإجمالا ليس هناك ملامح وجه محددة للمرضى الا أن هناك أمراض تصيب الرجال أكثر من النساء مثل مرض «البر انويا» أو الهذيان الزوري في حين أن النساء يكن عرضة أكثر لمرض الهيستريا كما أن مستشفى الرازي يأوي حالات فصام سريرية للرجال أكثر من النساء…وبالنسبة إلى الأعمار فان مرض الفصام من الأمراض التي تبدأ أعراضها في الظهور مبكرا ومنذ سن المراهقة في حين أنه من النادر أن يصاب شخص بالهذيان قبل الأربعين…كما أن الاكتئاب و«الثنائي القطب» يبدأ حتى قبل العشرين… الفحص النفسي قبل الزواج… رغم أن خطورة المرض النفسي تختلف من شخص إلى آخر فان مراحل العلاج بدورها تتوقف على مدى تفهّم المحيطين إلى أعراض المرض النفسي؟ ففي حين تعمد العائلة إلى تجاهل الأعراض الآنفة الذكر بدعوى التكتم على ما قد يشكل نقيصة تلحق أحد الأفراد فان ذلك يزيد في خطر هذا الفرد ونلاحظ واقعيا أن التجاهل المتعمّد للمحيط الاجتماعي للحالة يسفر غالبا عن جرائم فظيعة. فأحد الوافدين الجدد على الرازي ظلّ يعاني العزلة لمدّة 15 سنة ويتصرّف بغرابة والعائلة تلاحظ ذلك بدون أن تحرّك ساكنا إلى أن قام بتعنيف والده وكاد يزهق روحه…وكان مصيره طب القسم النفسي الشرعي الذي يضم حاليا أكثر من 60 حالة مسجّلة «خطر» جلبت قسرا من أروقة المحاكم بعد تورّطهم في جرائم مختلفة… ويستقبل مستشفى الرازي أكثر من 110 ألف حالة مرضية في السنة منها 72 بالمائة حالات تتطلّب عناية مكثفة نظرا لاتسامها بالخطورة و26 بالمائة تتطلّب ايواء وجوبيا بقرار من وكيل الجمهورية أو بمقتضى حكم قضائي أو عن طريق الشرطة أي حوالي 20 ألف حالة لأنها تشكّل تهديدا للغير. ولعل الخطورة تحتد أكثر عندما يتحصّن الأهل بالصمت إزاء السلوكيات الغريبة لأحد الأفراد كما أن الإطار الطبي والشبه الطبي بالمستشفى المذكور ليس بمنأى عن خطورة المرضى فهم عرضة للعديد من الحوادث كالضرب المبرح من المرضى ليصل الأمر أحيانا إلى التعنيف الشديد الذي قد يسفر عن أضرار جسدية لا يستهان بها إضافة للاهانات اليومية وهو ما دفع إلى محاولة تهرّب الإطار الطبي والشبه الطبي من العمل في هذا المستشفى. كما أن تأمين الأضرار الناتجة عن العناية بهؤلاء المرضى الذين يشكلون خطورة بات مطروحا… إن المرض النفسي كغيره من الأمراض يستوجب الوقاية وبالتالي لم لا يقع التفكير في الفحص النفسي قبل الزواج لما له من أثر في اكتشاف الاضطرابات النفسية والسلوكية وعلاجها بشكل سريع لتوفير مناخ نفسي آمن بين أفراد الأسرة والمجتمع.
منية العرفاوي
(المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 22 مارس 2010)
الإخوان والسلفيون… الإجهاض التبادلي… حتى متى؟
عصام عبد العزيز في زيارتي لمعرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام توقفت في الجناح الخاص بمجلة البيان وكما هي عادته أهداني أخي الكريم الأستاذ عادل حزين نسخة من التقريرالارتيادي « الاستراتيجي » الذي تصدره مجلة « البيان » وهو من الإصدارات الهامة التي لا غنى لأي باحث مهتم بالشأن العربي والإسلامي عن اقتنائها لتناوله العديد من القضايا الأساسية التي تواجه الأمة بالرصد والبحث والتحليل مشخصاُ للعلة وأصل الداء واصفاً الناجع من الدواء وفق متطلبات الحاضر وآفاق المستقبل… في هذا السياق صدر الإصدار السابع من هذا التقرير هذا العام بعنوان « الأمة في مواجهة مشاريع التفتيت » ليعكس واقع الأمة العربية والإسلامية وما يحاك لها من مخططات وما يستهدفها من استراتيجيات تفتيتية ذي أبعاد فكرية وسياسية واقتصادية واجتماعية ودينية وعرقية حاضراً ومستقبلاً. ومن هذا المنطلق تأتي أهمية الدراسة التي قام بها الباحث السياسي والعالم الشرعي الأستاذ أحمد فهمي والتي جاءت تحت عنوان « العلاقة بين الإخوان والسلفيين… أسباب التباعد واحتمالات التقارب » والذي يناقش فيها بعداً مهماً من أبعاد « تفتيت » الأمة… ومما يزيد من أهمية ومصداقية هذه الدراسة أن الباحث جمع بين صفتين هامتين الأولى: المعايشة والملاحظة بشكل مباشر فهو من أبناء الحركة الإسلامية، والثانية: التخصص العلمي في الظاهرة أو القضية التي تناولها. يرى الباحث أن التعدد داخل بنية الحركة الإسلامية تضمن جوانب إيجابية وأخرى سلبية وأنه يجب التعامل معه كحقيقة واقعة نقر بها ولا نرفضها مع وجوب العمل على تلافي آثارها السلبية وفي مقدمتها العداء والخصومة بين فصائل العمل الإسلامي … ولما كان الإخوان والسلفيون يمثلون غالب مكونات الحركة الإسلامية فإن مناقشة أوجه وجذور الخلاف الفكري والممارساتي بين الفصيلين الرئيسين لتعظيم مساحة المشترك بينهما والتقليل من آثار التباين… يُعد أمراً مهماً لتوحيد جهودهما لصالح الإسلام والمسلمين…. لأن التنافس والخصومة بين التيارين الكبيرين قد أفقدهما الجانب الأكبر من جهدهما وقوتهما التي هي قوة للأمة… الأمر الذي سّهل على خصومهما إخضاعهما لسياسة « الإجهاض التبادلي » بكفاءة وفاعلية عبر تسكين أحد التيارين تفرغاً لمواجهة الآخر أو من خلال دفع أحدهما للمشاركة في حصار الطرف الآخر وإجهاض قوته. بدأت الدراسة بمناقشة وتحليل العلاقة بين الإخوان والسلفيين من خلال محورين هما: أسباب التباعد، واحتمالات التقارب وصولاً إلى تنقية التعدد من آثاره السلبية… وطبيعي أننا هنا لن نستعرض كل ما جاء في الدراسة إلا بالقدر الذي يخدم احتمالات التقارب والتعاون في إيجاز غير مُخل… أولاً : أهم أسباب التباعد بين الفريقين كما تشير الدراسة: 1- المآخذ الشرعية للسلفيين على الإخوان قائمة طويلة منها قلة الاعتناء بالعلوم الشرعية، وترك الدعوة إلى نبذ الشرك ومظاهره في المجتمع، ضعف الولاء والبراء، الاستهانة بالسنن، التميع في الفتوى… ويختلف السلفيون فيما بينهم حول طرق التعبيرعن هذه المآخذ… منهم من يعلنها عداوة وخصومة بلا هوادة، ومنهم من يعرضها في سياقها العلمي العام، ومنهم من يتجنب الحديث عنها في الملأ ووسائل الإعلام. 2- تفسير الواقع ومنهج التعامل معه: حيث يعد تشخيص الواقع وتحديد مواطن الخلل وكيفية معالجتها من أبرز مواطن الخلاف بين الفريقين… فالسلفيون ينظرون إلى المجتمع بعين الباحث عن الانحرافات لتقويمها مباشرة وخاصة الانحرافات العقدية، أما الإخوان فينظرون إلى المجتمع بعين الباحث عن أدوات ووسائل السيطرة والتحكم في إدارة هذا المجتمع بهدف إصلاحه… وكنتيجة مباشرة لهذين النهجين فإن السلفيين يرتفع عندهم الخطاب النقدي الوعظي للمجتمع، بينما يؤثر الإخوان الخطاب التصالحي الاحتوائي الذي يميل إلى غض الطرف عن كثير من الانحرافات.. فالزمن جزء من العلاج… لكن ما يقلل من تأثير هذا العامل نسبياً في اتساع الهوة بين الفريقين هو الاختلاف الداخلي بين السلفيين أنفسهم حول هذه المسألة تحديداً وهي تفسير الواقع والتعامل معه… مثال ذلك المشاركة في الانتخابات النيابية يعدها بعض السلفيين مخالفة عقدية تصل في بعض ممارساتها إلى حد الإشراك بالله بينما ينظر إليها بعضهم بوصفها وسيلة دعوية للإصلاح والتغيير كما حدث في الكويت والبحرين والجزائر… ثانياً : سيناريوهات التقارب بين الإخوان والسلفيين يعرض الباحث عدداً من السيناريوهات لعل أهمها وأكثرها واقعية هي: أولاً: سيناريو التحالف جزئياً أوبصورة دائمة ويتطلب من كل تيار تقديم بعض التنازلات من أجل التوافق على تحقيق هدف مرحلي مشترك كالدخول في الانتخابات البرلمانية والنقابية أوتكوين حزب سياسي…والعقبات في طريق هذا السيناريو ليس من العسير تجاوزها… وأظن أنه يمكن استغلال الانتخابات القادمة في مصر في تطبيق هذا السيناريو بتشجيع الإخوان لبعض السلفيين على دخول الانتخابات البرلمانية القادمة ودعهم فيها مقابل دعم السلفيين للإخوان في الانتخابات. ثانياً: سيناريو الشراكة يتم التوافق على تنفيذ أو تأسيس مشاريع مشتركة تخدم أجندة الطرفين كتأسيس مؤسسة إعلامية أو خيرية أو دعوية أواجتماعية… ولا يشترط أن تنطلق هذه المشروعات من اتفاق رسمي بين التيارين ولكن يكفي أن يحصل الأتباع على الضوء الأخضر وعادة ما تكون المبادرات الفردية لتحقيق تقارب جماعي أكثر فاعلية وتأثيراً… وما أحوج المجتمعات لمثل هذه المشاريع خاصة في مصر التي تخدم أبناء المجتمع بعيداً الحزبية. ثالثا: سيناريو التأييد تتقلص العلاقة في هذه الحالة لتصل إلى مستوى الاكتفاء بالتأييد والنصرة في مواطن البلاء والشدة كتقديم الدعم المادي أو المعنوي لبلوغ مستويات أعلى من التقارب وإزالة الحواجز النفسية وبواعث التعصب. رابعاً: سيناريو كف الأذى وهو الحد الأدنى من التقارب والمستوى المطلوب من المسلم العادي… الأمر الذي يتطلب توقف كافة الحملات الدعائية والإعلامية المهاجمة للتيار الآخر. متطلبات النجاح يُعد التفاهم والتقارب والتعاون بين الفريقين على المستوى العربي والإسلامي عامة والمصري بصفة خاصة فريضة شرعية وضرورة بشرية..!! الأمر الذي يتطلب ما يلي: أولاً : دراسة تجارب التيارات الإسلامية التي أشار إليها الباحث في دراسته في بعض دول الخليج ومصر والجزائر والمغرب باعتبارها نموذجاً راقياً في التعامل مع الجماعات المخالفة لها في الرأي والاجتهاد بعيداً عن التعصب ونجحت في تحقيق مستويات مقبولة وليست منشودة من تخفيف حدة التأزم البيني بين أبناء الأمة الواحدة، ومن ثم فإن النماذج قابلة للاقتداء بها وتحتاج إلى تفعيل تجاربها على كافة المستويات لتجميع جهود الأمة ومواجهة مشاريع ومخاطرالتفتيت… ثانياً: أهمية تشجيع ثقافة الحوار بين أبناء الفريقين ففي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنْ الدُّلْجَةِ)، ووضع آليات كما أوصى الباحث لحل الخلافات الميدانية وتأسيس لجان متخصصة لمتابعتها وحل الإشكالات الناجمة عنها بصورة فورية جماعية أو فردية حسب متطلبات الواقع مع الاتفاق على مرجعية تحكيم للفصل في النزاعات المشتركة تضم علماء ودعاة من الطرفين مشهود لهم بالاعتدال وعدم التعصب. ثانياً: جمهرة الأمة وتوحيد جهود أبناءها في مجابهة أعداء الأمة بصفة عامة والحركة الإسلامية ومشروعها الحضاري بصفة خاصة… وأولهم: هوالتحالف الأمريكي الصهيوني وسعيه للهيمنة على المنطقة… بتذويب الهوية والوطنية والقومية وفي الوقت نفسه إبراز منطق الأقليات الإثنية والدينية… الأمرالذي يهدد وحدة الأمة وتماسكها… والأمثلة على ذلك كثيرة فهي واقع معاش في العراق وأفغانستان والصومال والسودان… والثاني: هوالأنظمة السياسية الحاكمة الفاسدة التابعة لهذا التحالف والتي أهلكت الحرث والنسل فلا أبقت لنا دنيا ولا أبقت لنا ديناً… أما الثالث: فهم الليبراليون الجُدد والتيارالعلماني المتطرف الداعي والحارس الأمين لأجندة هذا التحالف الفكرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية… ويجري التمهيد له على قدم وساق لكي يمسك بمقاليد السلطة والثروة في الكثير من بلدان المنطقة خلفاً لتلك الأنظمة التي انتهت صلاحياتها قاطعاً بذلك الطريق أمام سيطرة القوى الوطنية والإسلامية على السلطة في تلك البلاد. كلمة أخيرة : قد ينال حزب أو فريق شرعية التمثيل نيابة عن طائفة أو تيار ما في مرحلة ما.. لكن الشرعية التمثيلية لا تكفي لديمومة البقاء في هذا الدور إذ أنها بحاجة إلى أن تتعزز بنوع آخر من الشرعية هو”شرعية الانجاز“، المستمدة من قدرة هذا الحزب أو ذاك الفريق على إنجاز وتحقيق طموحات وأهداف التيار الذي يمثله على أرض الواقع … وبناء على”شرعية الانجاز“ يمكن أن تتعزز شرعية التمثيل ومن ثم ديمومتها، أما إذا أخفق هذا الفريق في تحقيق الإنجاز فلا يوجد بديل آخر سوى الاستبدال… قال تعالي: (وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) ويالها من عقوبة مؤلمة أن تُستبدل وأنت حي، فهي أشد مرارة بكثير من أن تستبدل بموت أو هلاك!! … هل وصلت الرسالة … أم أنني أخاطب نائماً يسمع أحلامه ولا يسمعني؟ (المصدر: صحيفة « المصريون » (يومية – مصر) الصادرة يوم 23 مارس2010)
وزير أوقاف السلطة إذ يدعو المسلمين لزيارة القدس
ياسر الزعاترة طالب محمود الهباش وزير الأوقاف الفلسطيني في حكومة السلطة، العرب والمسلمين بزيارة القدس والصلاة في المسجد الأقصى، وقال في خطبة الجمعة بمسجد التشريفات في مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله إن « شد الرحال للمسجد الأقصى أهم بكثير من شد الرحال للحرم المكي والمسجد النبوي ». وطالب الهباش العرب والمسلمين بعدم الالتفات إلى القائلين بأن زيارة القدس وهي تحت الاحتلال الإسرائيلي تطبيع مع « إسرائيل »، معتبراً أن « زيارة السجين ليست تطبيعاً مع السجان ». هذا ما تفتق عنه ذهن السيد الوزير في سياق نصرة المسجد الأقصى والمقدسات، ولم يقل لنا كيف ستساهم زيارة العرب والمسلمين في منع الاستيطان والتهويد الجاري على قدم وساق في القدس، وهل سيقوم الزوار بمطاردة الجنود والمستوطنين في أزقة القدس، وماذا سيحدث لو تورط بعضهم في ذلك؟، لم يقل لنا السيد الوزير كيف سيحصل العرب والمسلمين على تأشيرة الدخول إلى الأراضي المحتلة (يستدعي ذلك فتح قنصليات في كل العواصم)، بينما يتحرك هو شخصياً ببطاقة « في آي بي » منحته إياها سلطات الاحتلال، ولا نعرف إن كانت البطاقة تشمل دخول القدس أم أن أمراً كهذا يتطلب ترتيبات أخرى؟. لا يختلف كلام الوزير عن دعاية الجهات التي تنظم رحلات السياحة إلى القدس، والتي تشمل كما هو معروف بضع ساعات في القدس، فيما يكون الباقي فيما تبقى من مدن الأراضي المحتلة عام 48، إذ تتحدث تلك الدعاية عن زيارة مدينة القدس والمسجد الأقصى، وقد تزيد على ذلك مقولات حول دعم المقدسيين وصمودهم في مواجهة آلة التهويد الإسرائيلية. لكن الموقف لا يبدو كذلك عندما يؤخذ بمنظار المصالح والمفاسد، ونتذكر هنا وصف رب العزة سبحانه وتعالى للخمر والميسر (القمار)، حيث قال إن « فيهما إثم كبير ومنافع للناس »، لكنه عقب بالقول إن « إثمهما أكبر من نفعهما »، وهنا تكمن علة الحرمة. لا خلاف على أن ثمة أبعاد إيجابية للزيارة، لكن الأكيد أن الجوانب السلبية لا زالت تتفوق، ولو كان الموقف غير ذلك لما كان للمحتلين أن يتساهلوا فيها على هذا النحو، فضلاً عن تشجيعها بكل الوسائل كما يحدث الآن (رحلات السياحة إلى الدولة العبرية من أرخص الرحلات في العالم). إن التعامل مع وجود الاحتلال في القدس وفي غيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة على أنه أمر طبيعي، تماماً كما يفعل أكثر الأوروبيين والأجانب الذي يأتون للسياحة، لا يمكن أن يكون صائبً، والأصل أن علاقة العربي والمسلم مع هذا المحتل هي علاقة عداء لا ينبغي أن تطبّع وتغدو عادية بأي حال من الأحوال. ولا ننسى ما تعنيه التأشيرة من سفارة العدو من اعتراف ضمني بدولته وسيادتها. لقد تعب الصهاينة وما زالوا متعبين من طوق العداء الذي يحيط بهم في العالم العربي وامتداداته الإسلامية التي تشمل مليار ونصف المليار من البشر، وحين يطالب البعض بالشروع في تفكيك هذا الطوق وجعل وجود الغزاة ودولتهم أمراً طبيعياً، فإن ذلك ينطوي على مخاطر كبيرة. دعك من حقيقة أن الزيارة التي يدعو إليها الوزير هي لون من ألوان الدعم الاقتصادي لدولة الاحتلال، وليس للمقدسيين كما يشاع (حصتهم هامشية في واقع الحال)، لأن الأصل بالنسبة لنا كعرب ومسلمين هو أن فلسطين محتلة من قبل غزاة أجانب لا علاقة معهم سوى علاقة الحرب والعداء هذا هو منطق الرفض، ولا مجال لمقارنة الواقعين تحت الاحتلال ممن يضطرون للتعامل معه بهذا القدر أو ذاك، بأولئك القادمين من الخارج، ممن لا ينبغي أن تكون لهم أدنى صلة مع المحتلين ودولتهم بأي حال، سواء في الداخل أو الخارج، بما في ذلك المؤتمرات والمباريات وسواها من النشاطات. خلاصة القول هي أن دوائر المقاومة والممانعة في الأمة، من رموز وهيئات وجمعيات ونقابات وأحزاب قد أجمعت على هذا المنطق، وعلى من يخرج عليه أن يتحمل وزر ما يفعل أمام الله والتاريخ وأمام جماهير الأمة. ونذكّر السيد الوزير ومن يتبنون رأيه مرة أخرى بحقيقة أنه لو رأى المحتلون أن تلك الزيارات تعطل مخططاتهم في الاستيطان والتهويد لما سمحوا بها. أرأيت ما يفعلونه بالشيخ رائد صلاح وأنصاره؟.
(المصدر: صحيفة « الدستور(يومية -الأردن) الصادرة يوم 22 مارس 2010)
رائحة كريهة في فضائنا
د. فهمي هويدي
أشم رائحة كريهة وغير زكية في الفضاء الإعلامي العربي، مصدرها ضيف جديد قدم إلى الساحة هو روبرت ميردوخ، اللاعب الكبير والخطير في حلبة الإعلام العالمي بمختلف فنونه. فقبل أيام أعلن الرجل أنه اختار أبوظبي لكي تكون مقرا لنشاط إمبراطوريته الإعلامية في الشرق الأوسط، وأنه سينقل إليها بعض قنواته الفضائية التي تتمركز في هونج كونج. وقد صدر عنه ذلك الإعلان بعد أن أبرم عقدا مع الأمير الوليد بن طلال، استحوذ بمقتضاه على نحو 10٪ من رأسمال شركة روتانا الإعلامية، التي تعد واحدة من أهم ممولي ومنتجي الأعمال الفنية في العالم العربي. (تملك ست قنوات تليفزيونية ولديها فرع لإنتاج الأفلام)، وقد دفع مقابل ذلك 70 مليون دولار، مع حقه في مضاعفة حصته خلال السنة ونصف السنة المقبلة. ميردوخ (79 عاما) بدأ مسيرته في الصحف المحلية والتليفزيونات التي تصدر في بلده الأصلي (أستراليا)، ثم ما لبث أن تمدد إلى بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث بسط سيطرته على صناعة الأفلام والإعلام الفضائي وحتى شبكات الإنترنت، يكفي أن تعلم أنه يسيطر الآن على 40٪ من الصحف البريطانية، في مقدمتها صحيفتا «التايمز» و»الصن»، إلى جانب سيطرته شبه الكاملة على التجارة التليفزيونية البريطانية. وقد تمددت مجموعته الكبرى «نيوز كوربوريشن» في الولايات المتحدة، حيث سيطرت على عدة صحف في مقدمتها «نيويورك بوست»، إضافة إلى قنوات التليفزيون التي على رأسها «فوكس نيوز» التي تعد أبرز أبواق المحافظين الجدد، والأقوى مناصرة لإسرائيل والأشد تأييدا لمخططات الهيمنة الأمريكية في المنطقة، ومعروف دورها في تأليب الرأي العام العالمي ضد العراق، وتوفير أرضية شعبية متعاطفة مع غزوه وإسقاط نظامه. يوم 23 فبراير الماضي أصدرت «روتانا» بيانا أعلنت فيه الاتفاق الذي تم مع ميردوخ ومجموعته العالمية «نيوز كورب»، وعقد الأمير الوليد بن طلال مؤتمرا صحفيا في الرياض قال فيه إن الاتفاق لا يعد نقلة نوعية لروتانا وحدها وإنما للعالم العربي كله. وذكر أنه يأمل في أن تساعد العلاقة بين «روتانا» و»نيوز جروب» في تعديل صورة مجموعة ميردوخ التي تعد معادية للعرب. واعتبر أن قناة فوكس ليست المحطة الأمريكية الوحيدة المعادية للعرب، لأن ذلك العداء يعد حالة عامة في الولايات المتحدة، ثم أضاف قائلا: «سنقوم بما في وسعنا بغية تصحيح لهجتها»(!). نقل ميردوخ لبعض أنشطته إلى أبوظبي، ودخوله شريكا في روتانا ليس بريئا تماما. صحيح أن العالم العربي يشكل سوقا جيدة للأفلام والمسلسلات والمنوعات التي تستهوي الشباب وتقوم مجموعة نيوز جروب بإنتاجها أو توزيعها، إلا أننا ينبغي ألا نتجاهل أنه واجه ضغوطا وقيودا في هونج كونج من قبل الجهات التشريعية الصينية التي دأبت على انتقاد ما تبثه قنواته من مواد هناك، الأمر الذي اضطره إلى الرضوخ في بعض الأحيان، ودفعه بعد ذلك إلى الاتجاه إلى العالم العربي الذي وجده مفتوحا وأكثر «تسامحا» من الصين. من الأنباء التي تسلط الضوء على أنشطة السيد ميردوخ أنه اشترى مؤخرا محطة تليفزيونية خاصة في تركيا (تي. جي. آر. تي)، ويسعى الآن إلى شراء صحيفة «تركيا» ووكالة «إخلاص» للأنباء التي يمكلها رجل الأعمال التركي أنور أوران. وهو يهدف من وراء ذلك إلى محاولة التصدي للشعور المعادي لإسرائيل الذي يتنامى في تركيا. يوضح صورته أكثر أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في المنطقة التي استثمر فيها الرجل بعض ماله من خلال إحدى شركات التكنولوجيا الرقمية والاتصالات، ويكمل الصورة ملاحظة أن أقرب أصدقائه هو رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، كما ذكرت صحيفة «لوموند» مؤخرا. وهى خلفية تدعونا إلى إثارة العديد من الأسئلة حول دوره مع «روتانا» في المرحلة المقبلة، كما أنها توضح لنا مصدر الرائحة الكريهة التي لاحت في الفضاء العربي. (المصدر: صحيفة « الدستور(يومية -الأردن) الصادرة يوم 22 مارس 2010)
د. أحمد نوفل هذا عنوان مقال كتبه « لاري دايموند » ونشرته مجلة « وجهات نظر » العدد 134 شهر مارس 2010. ونشر أساساً في مجلة « الديموقراطية Democracy » عدد يناير 2010. ووجدت المقال نفيساً فأحببت أن أشرككم في الخير، وألخص لكم أهم ما جاء في هذا المقال.. الذي ترجمته للمجلة: جيهان شعبان. يتحدث الكاتب في بداية المقال عن « الموجة الثالثة » للديموقراطية، وهي التي بدأت سنة 1974، يقول: « خلال الموجة الثالثة للتحول الديموقراطي كفّت الديموقراطية عن أن تكون ظاهرة غربية، وأصبح لها توجه عالمي لم يكن في العالم مع بداية الموجة سوى 40 دولة جلها في الغرب. وفي سنة 90 صدرت مجلة الديموقراطية، وكانت هناك 76 دولة، حوالي نصفها من الدول المستقلة. وفي سنة 95 أصبح عدد الدول 117 أي ثلاثة أخماس الدول. في هذا الوقت وجدت كتلة حرجة لتحفيز الديموقراطية في كل منطقة رئيسية في العالم، فيما عدا واحدة هي منطقة الشرق الأوسط (في الهوامش في نهاية المقال عدّد الكاتب الدول العربية واحدة واحدة ليشرح مفهوم الشرق الأوسط. أقول: وتعليل هذا يسير جداً، لأن الديموقراطية على كل علاتها تظل أخف وطأة من الدكتاتورية، والغرب لا يريد لنا أن تخف عنا الوطأة، بل يريد لنا أن تثقل هذه الوطأة. ثم إن الديموقراطية تعني مراقبة الحكومات والغرب لا يريد، ثم ثالثاً إن في الديموقراطية محاسبة والغرب لا يريد، ورابعاً أن في الديموقراطية انتخاب المسؤولين والغرب لا يريد. ولا أكمل، لذا فكل دعاوى الديموقراطية تهريج وكذب وتزوير وضحك على الذقون، ويتركون أحياناً هامشاً من النقد يتولونه هم ليقولوا انظروا كيف ينقد الشعب حكوماته ونسكت، كما صنع السادات معارضة يقودها عديله: محمود أبو وافية. ودقي يا مزيكة الديموقراطية في عرس الديموقراطية العربي!) نعود إلى المقال الذي عاد وأكد أن كل واحدة من العوالم الثقافية الكبرى أصبحت المضيف لحضور ديموقراطي قوي باستثناء واحد، هو الوطن العربي (ويعود الكاتب ليعدّد 22 دولة عربية..) ثم قال: إن استمرار غياب نظام ديموقراطي في العالم العربي يعد أمراً غريباً، واستثناء رئيساً للعولمة الديموقراطية. ثم سأل: لماذا لا توجد ديموقراطية في العالم العربي؟ واستثنى لبنان، ثم أجاب الافتراض الأكثر شيوعاً هو أن ذلك له علاقة بالدين أو الثقافة، ثم ينفي هذا الافتراض ويقول: لا الثقافة ولا الدين يقدمان تفسيراً مقنعاً للعجز الديموقراطي العربي. (أقول تعليقاً: لا حظ حجم الإساءة إلى هذا الدين العظيم حين يعطي الواقع العربي للعالم انطباعاً أن تخلفنا واستبدادنا وضعف اقتصادنا إنما مرده إلى الدين الإسلامي أو لكوننا عرباً. وهذا فن الغرب. يصطاد عصفورين بحجر واحد، يشوه الإسلام والعرب بالأنظمة التي فرضها. ويحمي دولته في المنطقة وعندما يرى حراكاً باتجاه التغيير فإنه كالشيطان يتبرأ من عملائه ويظهر بمظهر الحريص على الشعب وحريته، ويفرض من جديد نظاماً تابعاً له، ألا ترى إلى زرداري بعد مشرف؟!) نعود إلى الكاتب الذي ينقل عن الكاتبين: ستيبان وروبرتسون في تفسيرهما لوجود الفجوة الديموقراطية في العالم العربي، إذ يقولان إنها « عربية » أكثر من كونها « مسلمة ». ثم ينقل عن « فريدوم هاوس » عما إذا كانت الأنظمة تلبي الحد الأدنى من الديموقراطية الانتخابية (يقول شارحاً: انتخابات حرة ونزيهة تحدد من سيكون في الحكم) يقول: إنه لا توجد أي دولة عربية توفر هذه المتطلبات. (طبعاً هذه شهادة لا يقدح فيها لأنها ليست من مواطن عربي وإلا كسر دماغه وكذبه سدنة الردود الجاهزة المعلبة وأقلام التدخل السريع كما يسميها بعض الكتاب!) ويواصل دياموند نقله عن فريديدوم هاوس وأنه في نهاية 2008 فإن الدول العربية حصلت على متوسط نقاط: 53‚5 من 7 (يعلق الكاتب: أسوأ درجة ممكنة في حين حصلت 11 من الدول غير العربية على 4، ولم تحصل دولة عربية على هذه الدرجة) يقول الكاتب: هذا عن الدين، فماذا عن الثقافة؟ وينقل عن مؤرخ بريطاني هو إيلي كيدوري » (أظن أنه يهودي عراقي أي أصله وهذا ظن مني!) يقول المؤرخ في دراسة له سنة 92 محاولاً أن يرد هذا الأمر إلى الثقافة المستمدة من الإسلام وعبارته: « لا شيء في تقاليد العالم العربي السياسية المستمدة من التقاليد السياسية للإسلام، ما يجعل تنظيم أفكار بشأن الحكومة الدستورية التمثيلية أمراً مألوفاً أو حتى واضحاً.. » ويرد عليه دياموند بأن عدداً من بلدان آسيا وإفريقيا ترسخت فيها الأفكار الديموقراطية الحديثة دون أن يكون لها سابقة في مسألة الديموقراطية ولم يحدث ذلك أبداً في العالم العربي؟ ويقول رداً على كيدوري سوى ما قال: إذا كانت المشكلة هي أن الدول العربية اعتادت على الاستبداد، فلماذا يشكل ذلك عقبة في العالم العربي فقط، في حين أنه لم يمنع (أي هذا الاعتياد) لم يمنع التحول الديموقراطي في مساحات واسعة من بقية أنحاء العالم التي لم تعرف في السابق سوى الهيمنة السلطوية أيضاً؟ ثم يذكر مصر وتونس نصاً ويقول عنهما: مع أنهما أكثر بلدان المنطقة تجانساً (يعني من حيث الأعراق والأديان)، ولكنهما الأكثر استبدادية. (يا ليت الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم في البلدين يرد على هذا المروج الغربي الإنجليزي الذي يتهم بلدين عريقين في الديموقراطية بالأكثر استبدادية، أيه رأيكم يا إخوانا؟) ثم يفترض الكاتب افتراضاً ثالثاً ثم يفنده، في تفسير ظاهرة غياب الديموقراطية عن العالم العربي.. هذا الافتراض هو: ربما يتلخص الأمر ببساطة في أن الشعوب العربية لا تريد الديموقراطية الانتخابية، كما تثمنه وتريده الشعوب في مناطق أخرى من العالم. ويرد فيقول: إذا قبلنا ذلك فكيف نأخذ في الحسبان النسبة الساحقة من الرأي العام العربي (ما يزيد على 80% كما يقول) في الجزائر والأردن والكويت والمغرب والسلطة والعراق، هذه النسبة الساحقة التي توافق على أنه على الرغم من عيوبها، فإن الديموقراطية تظل هي أفضل نظام للحكم (أقول: استثن الإسلام بالطبع، لأنه ليس مطروحاً كبديل حتى في الدول التي تزعم أنها تطبق –بالقاف- الإسلام!!)، وإن وجود نظام ديموقراطي في بلدنا سيكون أمراً جيداً. ثم يقول الكاتب إن المتدينين والأقل تديناً يرون هذا الرأي، لذا « يصعب أن نستنتج أن العرب لا يهتمون بالديموقراطية »، ثم يفسر ما يجري في مصر مثلاً من عدم الإقبال بأنه لا تأثير يذكر للانتخابات. يقول: في مثل هذا الحال فإنه من غير المستغرب أن يصاب معظم الناس بالإحباط ولا يقبلوا على التصويت. ثم يعتمد على دراسة لأماني جمال ومارك تسلر عن الديموقراطية ويقول نقلاً عنها: « إنه لا السياسة الدينية ولا التدين الشخصي يشكلان عقبة رئيسية أمام التحول الديموقراطي »، ولكن الكاتب ينقل عن الباحثين السابقين أن بعض الديموقراطيين العلمانيين العرب يتخيل أو يتخوف (أن يأتي بدل أنظمة الاستبداد) نظام تسيطر عليه جماعة الإخوان المسلمين المصرية أو بعض القوى الإسلامية الأخرى المتشددة والمعادية للديموقراطية، مما يعني مزيداً من الهيمنة المشؤومة. (والحق أن هذا من العلمانيين رفض للإسلام لا للجماعات، وإلا فإن الجماهير ستنبذ الجماعات إن استبدت، فالجماهير « قرفانة » من الاستبداد وإن لبس ثوباً إسلامياً!) إن هؤلاء يخشون اختطاف الثورة الانتخابية الديموقراطية (ولا يخشون أن الواقع مختطف للهيمنة الإسرا-أمريكية! وعجبي! طبعاً مع الفارق أن ذاك اختطاف متوقع، والجاري اختطاف واقع. وفارق أهم أن أمريكا تستطيع أن تسقط أي نظام يختطف الثورة بالحصار وسحب الشرعية والعقوبات ومئة طريقة أخرى!) وحتى لا نطيل عليكم نكمل الحديث معكم في حلقة مقبلة.
(المصدر: صحيفة « الدستور(يومية -الأردن) الصادرة يوم 22 مارس 2010)