الاثنين، 22 أكتوبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2709 du 22.10.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


المجلس الوطني للحريات بتونس: المحامي محمد عبّو يمنع من السفر للمرة الثانية الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بعد السجن المضيق..الزنزانة المتنقلة ..! حرّية و إنصاف: بيان لجنة القيروان و المنستير للدفاع عن المجتمع المدني: بيــــــان مكتب الحـزب الديمـقراطي التقـدّمي بالخـارج: بيـــــان الحقائق:  المحامي محمد عبو مرة أخرى يمنع من السفر أ ف ب :اتحاد حقوق الانسان يدعو الرئيس التونسي للانفتاح

صــابر: أحداث مباراة بنزرت بين الإفريقي والبنزرتي .. رواية شاهد عيـان

توفيق العياشي: طالب تونسي يتهم عناصرمن الشرطة السياسية بالاعتداء عليه بالفاحشة

معاوي: مجموعة من المرتزقة تغزو كلية العلوم…!!!

معز الجماعي: السلطة تواصل سياسة الزيادة في الأسعار

د. خــالد الطــراولي:   المعــارضة ورهانات المستقبل موقفنــا من التغييـر

الهادي بريك: إلى كلمة سواء بين الإسلاميين والعلمانيين في تونس.الحلقة 6 – 8

علي شرطاني: شكر واعتذار ودعاء

محمد العروسي الهاني: الرسالة المفتوحة لسيادة رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى العشرين : 8 مقترحات جديدة

 نقابي: تواصل الأزمة النقابية…

صحيفة « الحياة »: مراكز لتسويق سلع أجنبية … ملجأ تونسيين هرباً من البطالة

صحيفة « الحياة »:منافسة فرنسية – عربية لشراء أسهم في أكبر شركة تونسية للتأمين

رويترز: تونسي يعتصم امام سفارة سويسرا منذ 311 يوما لفصله من العمل

 « الصباح الأسبوعي »: مؤسف: بعد 311 يوما اعتصام أمام السفارة السويسرية بتونس…

« الصباح الأسبوعي »:عين على الشاشة سويعة سبور.. وكشف المستور

 « الصباح الأسبوعي »:بعد الأمطار الغزيرة المتكرّرة.. هل لا حلّ غير بعث وزارة للأمطار؟

« الصباح الأسبوعي »:مصافحة مع صاحب دكتوراه حول التوسع الحضري بأريانة الشمالية

صحيفة « الدستور » :«على الارض السلام» مجموعة مشتركة بين الأمريكيّ فيليب هاكت والتّونسيّ يوسف رزوقة

إسلام أونلاين.نت :ساركوزي في المغرب لإطلاق « المتوسطي » رسميا

رويترز:بفضل قانون توراتي يوفر الفلسطينيون الطعام الحلال لليهود

توفيق المديني: رؤية « إسرائيل « للدولة الفلسطينية

زهير الخويلدي: بؤس الفكر العربي وحتمية الاستئناف الحضاري

 

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 المأساة الوطنية لضحايا عشريتي القمع تتفاقم يوما بعد يوم …

عشرات الآلاف من التونسيين والتونسيات من الرجال والنساء والأطفال… يستصرخون الضمائر الحية. فهل من مجيب؟؟  

وصلتنا الرسالة التالية من جمعية « تكـافل للإغاثة والتضامن بباريس » www.takaful.fr  بســــم الله الرحمــــن الرحيــــــــم

نداء عاجل إلى كل ضمير حـيّ (*)

  

إخوتنا في الدين والعقيدة في كل بقاع الأرض،

إلى كل ضمير حي فيه قدر من الإنسانية،

 إننا في أرض الزيتونة والقيروان،  ازداد علينا الكرب و البلاء و ضاقت علينا ذات اليد وضاقت علينا الدنيا بما رحبت، معاناة إخوانكم كبرت و عظمت و لم يبق لنا بصيص أمل إلا في الله ثم فيكم لنشكوَ مآسينا.

إخوتنا الكرام، إن إخوتكم بعد خروجهم من السجن وجدوا أنفسهم في سجن كبير. اصطدموا بواقع لم يكن في خلدهم حتى في المنام. وجدوا أنفسهم بعد طول مدة السجن أمام تحديات مادية ومعنوية تجاوزت حسبانهم خاصة على المستوى العائلي. طرقوا كل الأبواب للارتزاق، يبحثون عن عمل بدون أن يسأل أحدهم عن الراتب، فهو راض مسبقا بأي عمل مهما كان الراتب. القليل منهم كفّى حاله، والكثير منهم تحت عتبة الفقر، وهم الذين وعدوا أسَرَهم بالرفاهة واليسر، ورسموا لهم في ذاكرتهم صورا وردية وحالة من العيش الرغيد.  فقد تقدمت سن أبنائهم وتضاعفت حاجياتهم و كثرت مطالبهم.

 تبخرت كل الأحلام و الآمال، شحّ العمل، تنكّر الأهل و العشيرة و تمردت بعض العائلات (الزوجة و الأبناء) على الأخ الغلبان التائه الحيران، فهناك من هجر البيت و هناك من هجرته زوجته. و الله إن هناك إخوة كالذين قال الله فيهم « لا يسألون النّاس إلحافا » نحن نشعر و نحس بهم، و هناك من حبسته عفّته في البيت فيتحاشى أن يتقابل مع إخوته حتى لا يظنوا فيه الظنون. و هناك و الله من يستخير الله قبل أن يتقدم إلى إخوته قائلا لهم :أطعموني إني جائع، والمَشاهد كثيرة و القصص مثيرة لو نحكي عنها.

إخوتنا الكرام، إن من مخلّفات هذه الأزمة الطويلة وضعيات تعيسة كثيرة،  والإخوة المسرّحين بعد أكثر من 14 سنة سجنا وضعياتهم تزداد سوءا: تأخر في الزواج حيث وصل بعضهم إلى الخمسينات من عمره ومازال أعزبا، إضافة إلى تفشي الأمراض لدى أغلبهم، مثل أمراض المعدة، وأمراض المفاصل، وغسل الكلي وحالات فشل تام، وظاهرة العجز الجنسي، وحالات سرطان بعضها ميئوس منه و حالات وفيات. والإشكال أن أغلب الإخوة المسرّحين ليس لهم بطاقات علاج. ومن بينهم عدد كبير من العاطلين عن العمل أو العاجزين عن العمل بسبب المرض.

ولم يختصر الأمر على الكبار، فالصغار من أبناء المساجين حدّث و لا حرج أيضا. فعدد منهم يعاني من الأمراض النفسية نتيجة الضغوطات المستمرة بدون توقف والتي ظهرت أعراضها الآن بشكل مخيف، وهناك حالات كثيرة تتطلب الرعاية والمتابعة الدائمة و كما تعلمون فهي مكلّفة.

 هذا غيض من فيض،  ونكتفي بهذا القدر المر.

إخواني الكرام »ارحموا عزيز قوم ذل » مقولة تتطلب منكم التوقف عندها و التمعن في كل حرف فيها

 ومن كل دلالاتها. و نحن على يقين أنه لا يرضيكم أن تسمعوا المزيد لأنه يدمي القلوب، و اللبيب من الإشارة يفهم.

أملنا في الله كبير و في سخائكم في مثل هذه الحالات التي تظهر فيها الرجال.

إننا ندعو لكم بالستر و العافية و لا نتمنى أن تشاككم شوكة تؤذيكم. إننا لا نريد أن نرهق كاهلكم بمعاناتنا ولكن اشتدت المعاناة وعظمت. التجأنا إليكم بعد الله فأغيثونا. التجأنا إليكم نشكو مآسينا، نطلب العون والدعم و السند حفاظا على كرامة إخوانكم و على علو همتهم و حفاظا على مشاعرهم.. فبجهدكم المبارك والسخي تستطيعوا أن تمنعوا اليأس في نفوس إخوة لكم ذنبهم أنهم قالوا إننا نريد الإسلام حلا لبلدنا.

 

أملنا في الله قريب أن يجمع شمل إخواننا على نهج الله و على محبة الله ولله رب العالمين عليها نحيى وعليها نموت و بها نلقى الله.  » من فرّج عن مؤمن كربة فرّج الله عليه كربة من كرب يوم القيامة » حديث

 

كان الله في عونكم جميعا، و هو خير حافظ و هو أرحم الراحمين.

 و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.                          

  

* رسالة وصلت أخيرا من  تونس إلى جمعية تكـــــافل للإغاثة و التضامن بباريس، و نحن نبلّغها كما هي إلى الرأي العام للتحسيس بما آلت إليه أوضاع الكثيرين من أبناء تونس ماديا و اجتماعيا و نفسيا بسبب سياسات القمع و التجويع و المحاصرة التي شملتهم طوال العقدين الماضيين.

و بحكم اتساع دائرة المتضررين و المحتاجين و المعدمين، فإننا في جمعية تكـــــافل نهيب بأهل الخير في كل مكان أن يهبّوا معنا لنجدة إخوانهم و لإعانتهم على حفظ دينهم و أعراضهم و حمايتهم من الجوع و الخصاصة و الحرمان، فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.

قال تعالى ( و ما أنفقتم من شئ فهو يخلفه و هو خير الرازقين ) سورة سبأ 39

و قال تعالى ( من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة و الله يقبض و يبسط و إليه ترجعون ) سورة البقرة

وجزاكم الله خيرا

  

* من أجل المساهمة والدعم المادي، الرجاء الاتصال بالجمعية القانونية في باريس تكــــافل بإحدى الطرق التالية:

·       تسليم المساهمات مباشرة لمن تعرفهم من مسؤولي  الجمعية

·       إرسال صك بريدي أو حوالة بريدية لفائدة  TAKAFUL  على العنوان التالي:

TAKAFUL – 16 Cité Verte

 94370 Susy en Brie

    FRANCE

 

·                   تحويل  مباشر على الحساب الخاص للجمعية  التالي:

·                   La banque postale

30041  00001  5173100R020 42  

   France

 

رقم الحساب الدولي

 Iban

FR54  30041 1000  0151  7310  0R02 042

 

·                   أو عبر شبكة الإنترنت  www.takaful.fr

·                   أو عبر البريد الالكتروني

Email : contact@takaful.fr    


 

المجلس الوطني للحريات بتونس
تونس في 22 أكتوبر  2007  

المحامي محمد عبّو يمنع من السفر للمرة الثانية

 

 
منعت شرطة الحدود بمطار تونس قرطاج الدولي اليوم 22 أكتوبر2007 المحامي محمد عبّو من السفر خارج البلاد باتجاه القاهرة بدعوة من الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، وبتفويض من المجلس الوطني للحريات لحضور محاكمة الصحفي « ابراهيم عيسى » رئيس تحرير جريدة « الدستور » المصرية يوم  24 أكتوبر 2007. وأعلمت الشرطة محمد عبّو بأنّ السراح الشرطي الذي غادر بموجبه السجن يوم 24 جويلية المنقضي لا يخوّل له السفر خارج البلاد. وهو تبرير غير قانوني لأنّ وثيقة السراح الشرطي التي حصل عليها الأستاذ عبّو يوم إطلاق سراحه لا تتضمّن في بنودها الحجر على السفر. وهذه هي المرة الثانية التي يمنع فيها الأستاذ عبّو من مغادرة البلاد فقد سبق ذلك يوم 24 أوت2007 حين كان متوجها إلى لندن بدعوة من قناة الجزيرة الفضائية. كما وقع في وقت سابق الاستيلاء على رصيد محوّل لزوجته السيّدة سامية عبّو وذلك بتواطؤ من مصالح البريد. وكان مبلغ ذلك الرصيد لتغطية تكلفة سفر محمد عبّو وزوجته وأبنائهما بدعوة من منظمة الخط الأمامي.   والمجلس الوطني للحريات: – يدين هذا الإجراء التعسفي المسلّط على المحامي محمد عبّو بهدف تعطيل نشاطه الحقوقي وممارسة حقّه في التعبير. – يطالب برفع الحظر غير القانوني على حق الأستاذ محمد عبّو في السفر والكف عن المضايقات الأمنيّة التي يتعرض لها منذ خروجه من السجن.   عن المجلس الناطقة الرسمية سهام بن سدرين

 

 


 

 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “ “  الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail : aispptunisie@yahoo.fr تونس  في 22 أكتوبر 2007

بعد السجن المضيق..الزنزانة المتنقلة ..!

 

 
يتابع السجين السياسي السابق السيد أحمد البوعزيزي حصص المعالجة من مرض سرطان الأمعاء الغليضة ، الذي تسرب ليصيب الكبد ويزيد في تدهور حالته الصحية ، و إذ عاين وفد الجمعية الذي زاره اليوم  تواصل معاناته في صمت وصبر، و عزة نفس تمنعه من طلب المساعدة رغم ظروفه الصعبة ، فإن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين : –           تذكر بأن السيد أحمد البوعزيزي ، الذي  أطلق سراحه في 01 ديسمبر 2006 بعد أن قضى بالسجن ستة عشر سنة يجد  نفسه اليوم  في مواجهة  مصاريف باهضة للعلاج بدون تغطية اجتماعية لاسيما وأن كلفة حصة المعالجة الواحدة تبلغ ألفي دينار تونسي . –                     تحمّل السلطة مسؤولية تردي صحة عدد من السجناء السياسيين خلال فترة سجنهم الطويلة ، في ظروف من الإهمال الصحي و سوء المعاملة  ،وفي سجون لا تتوفر على أدنى الشروط الصحية، – تطالب السلطات المختصة أن تتدخل لمعالجة الأضرار الصحية  التي لحقت السجناء السياسيين وكانت في عدد من الحالات سبباً مباشراً لحصول الوفاة. – تهيب بكل الجمعيات الحقوقية الوطنية و الدولية المستقلة وكل  ذوي الضمائر الحية أن يتدخلوا لإنقاذ حياة أحمد البوعزيزي .                                                          – عن الجمعية الكاتب العام   : سمير ديلو 

 


 

 

 “ أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “ “  الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail : aispptunisie@yahoo.fr بلاغ
 
بمناسبة الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان 10 ديسمبر 2007 تعلن الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين عن تنظيم مسابقة مفتوحة لأبناء المساجين السياسيين و أبناء المهجّرين موضوعها : ** الحرية بعيون أبنائنا ** ….. – توجه المساهمات ( رسم ، قصة ، خواطر، إبداعات فنية … ) إما مباشرة لأعضاء الهيئة المديرة أو لمقرالجمعية 43  نهج الجزيرة تونس ، أو بالبريد (aispptunisie@yahoo.fr ) الإلكتروني: – آخر أجل لتلقي الترشيحات هو يوم 28 نوفمبر 2007 . – ترصد جوائز للمساهمات الثلاث الأولى . –        عن الجمعية الرئيــــــس الأستاذة سعيدة العكرمي  

“  أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “  الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail : aispptunisie@yahoo.fr بلاغ
بمناسبة الذكرى السنوية للإعلان العالمي لحقوق الإنسان 10 ديسمبر 2007 تسند الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بالشراكة مع   Verite-Acion المنظمة السويسرية:  جائزة العميد المرحوم محمد شقرون لحقوق الإنسان ، و حرصا على تشريك نشطاء المجتمع المدني و الجمعيات الحقوقية المستقلة فإن الجمعية تدعو كل من يرغب في اقتراح شخصية يأنس فيها مواصفات النضالية و الإستقلالية و المصداقية ، أن يتقدم باقتراحه إلى لجنة الجائزة ، بمقرالجمعية 43 نهج الجزيرة تونس ، أو بالبريد الإلكتروني آخر أجل لتلقي الترشيحات هو يوم 28 نوفمبر 2007 . –        عن الجمعية –        الرئيـــس :  الأستاذة سعيدة العكرمي


حرّية و إنصاف 33 نهج المختار عطية تونس 1001 الهاتف/الفاكس : 71.340.860 Email :liberté_équité@yahoo.fr *** تونس في 22 أكتوبر 2007  بيان  
 
منعت اليوم الاثنين 22/10/2007 إدارة سجن المرناقية السيدة فطيمة بوراوي للأسبوع الثاني على التوالي من زيارة ابنها سجين الرأي السيد وليد العيوني بتعلة أنه يخضع لعقوبة بالسجن المضيق كما أخبرها أعوان سجن المرناقية أنها لا تستطيع غدا الثلاثاء زيارة ابنها الآخر سجين الرأي السيد خالد العيوني لأنها تمت نقلته إلى سجن الهوارب سيء الصيت. و تعتبر السيدة فطيمة بوراوي أن هذه الاجراءات التعسفية المسلطة على ولديها و على عائلتها تهدف فقط إلى مزيد التضييق والتنكيل و التشفي . علما بأنها تقطن بمدينة قليبية بولاية نابل و لا تسطيع التنقل بين سجني الهوارب و المرناقية و قد تقدمت بشكوى إلى الادارة العامة للسجون و حرية و إنصاف : 1) تعتبر أن تصرفات إدارة سجن المرناقية مخالفة للقانون و أن التمادي في التنكيل بهذين       السجينين و غيرهما يعتبر جريمة يعاقب عليها مقترفوها . 2) و تطالب بفتح تحقيق حول هذه الانتهاكات الصارخة التي ما فتئت تتكرر في هذا السجن. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري


 
لجنة القيروان للدفاع عن المجتمع المدني لجنة المنستير للدفاع عن المجتمع المدني بيــــــان
مرت سنتان على الانقلاب الذي استهدف جمعية القضاة الشرعية ونقلة جل أعضاء مكتبها الوطني تعسفا وذلك دون مراعاة وضعهم العائلي والاجتماعي والمهني ودون استشارتهم مما يثبت أن النقل وقعت عقابا على مواقفهم المتمسكة بهياكلهم الشرعية. وللتذكير فان المكتب الشرعي للقضاة أنتخب  ديمقراطيا في المؤتمر العاشر للجمعية المنعقد بتاريخ 12 ديسمبر 2004 بحضور أكثر من ثلثي القضاة و طالب بإجراءات جريئة من شانها تدعيم استقلالية القضاء حتى يقوم بمهامه بكل حرية ودون ضغوطات من السلطة التنفيذية . إلى ذلك فان المواقف التي اتخذها المكتب دفاعا عن حرمة المؤسسة القضائية ورفضه الاعتداءات على المحامين  داخل قصر العدالة سارعت في نسق الانقلاب عليه. ورغم المحاولات العديدة لحملها على التراجع واحترام إرادة القضاة ، فان السلطة تمادت في الانتقام من هياكل الجمعية حيث رفضت مطالبهم في النقلة رغم الحالات الإنسانية الملحة  وجمدت ترقيات بعضهم ،وكثفت من مضايقتهم عبر إخضاع العديد منهم للاستجوابات وحجزت على مرتب البعض الأخر ، إلى جانب التضييقات العديدة التي يخضعون لها في المحاكم، كل هذا عقابا  على تمسكهم بجمعيتهم واحترامهم لسلطات قرار مؤتمرهم ورفضهم التنصيب والانقلاب. إن لجنتي القيروان والمنستير للمجتمع المدني: – يحييان القاضيات والقضاة الصامدين دفاعا عن هياكلهم الشرعية ودفاعا عن استقلالية القضاء. –  ينددان بالتمشي الذي يرمي من وراء ضرب جمعية القضاة الشرعية إلى تدجين القضاء وجعله أداة طيعة لدى السلطة التنفيذية . – يعتبران أن ما طال القضاة هو جزء من استهداف كل مكونات المجتمع المدني من أحزاب ومنظمات وهيئات مستقلة. – يدعوان كل القوى الديمقراطية والتقدمية لمؤازرة جمعية القضاة الشرعية والضغط من اجل حمل السلطة على احترام الجمعية واستقلاليتها والتراجع عن الانتقام من أعضائها، كما يؤكدان أن استقلال القضاء الذي تناضل من اجله الجمعية هو مطلب أساسي لكل المناضلين الحقوقيين والسياسيين في بلادنا. لجنة القيروان للدفاع عن المجتمع المدني لجنة المنستير للدفاع عن المجتمع المدني

مكتــب الحـــزب الديمـــــقراطي التقـــدّمي بالخـــــارج

 

بيــــــــــان

 

     أخيرًا تراجعت السلطة التونسية عن قرارها إخراج الحزب الديمقراطي التقدّمي من مقرّه المركزي بالعاصمة، اذ بادر مالك المقرّ يوم السبت 20 أكتوبر، إثر اتصال من رئاسة الدولة أعلنت عنه جريدة الشروق القريبة من الحكومة، الى تجديد عقد الكراء بعد تعديله.  وكما كان منتظرًا أعلن كلّ من السيّدة ميّة الجريبي، الأمينة العامّة للحزب الديمقراطي التقدّمي، والأستاذ أحمد نجيب الشابّي، مؤسّس الحزب والمدير المسؤول عن جريدة الموقف، وقفهما لإضراب الجوع الذي خاضاه طيلة شهر كامل، دفاعًا عن حقّ الحزب في الحفاظ على مقرّاته بالعاصمة والجهات ودفاعًا عن حقّ كلّ مكوّنات المعارضة والمجتمع المدني المستقلّيْن في حرّية النشاط السياسي والأهلي.

 

وبمناسبة هذا الإنتصار السياسي، الذي يبقى رغم نسبيّته إنجازًا هامًا للحركة الديمقراطية التونسية، يهمّ اعضاء مكتب الحزب الديمقراطي التقدّمي بالخارج التعبير عمّا يلي:

 

         شكرهم الحارّ لكلّ المناضلين والمناضلات التونسيين داخل الوطن وخارجه الذين وقفوا الى جانب الحزب الديمقراطي التقدّمي في « معركة المقرّات » وخاضوها معه دفاعًا عن كلّ أطياف المعارضة التونسية  والمجتمع المدني المستقلّ.

         الشكر الحارّ لكلّ الشرفاء والأحرار في الوطن العربي ومختلف دول العالم (وبالأخصّ في فرنسا وكندا) الذين ساندوا مرّة اخرى النخبة التونسية المناضلة في كفاحها من أجل حقّ الشعب التونسي في الحرّية والديمقراطية.

         تجديد تحيّة التقدير والإكبار للأخوين الجريبي والشابّي لروح التضحية العالية التي أظهراها طيلة إضراب الجوع ولنضالهما المشرّف لنا جميعًا منذ سنوات طويلة، في سبيل رفع الإستبداد عن تونس ودفاعًا عن قضايا شعبنا الوطنية والقومية.

         تحيّة التقدير والإكبار الى كافّة مناضلات ومناضلي الحزب الديمقراطي التقدّمي بكلّ جهات البلاد وفي مختلف مواقع المسؤوليّة لصمودهم البطولي في وجه ضروب العسف والتضييق التي ما فتؤوا يواجهونها، وعلى رأسهم المناضل الشابّ الرفيق محمّد ياسين الجلاصي، الذي نعد عائلته ورفاقه في الشباب الديمقراطي التقدّمي ببذل كلّ الجهود لوقف إعتقاله الظالم.

 

 

اليكم جميعًا، نجدّد عهدنا مواصلة النضال في مختلف أماكن تواجدنا وبكلّ الوسائل المتاحة كي نحمل الى العالم الصورة المشرّفة التي تليق ببلادنا العزيزة وبأبنائها وبناتها الأحرار، وحتّى  يبقى الحزب الديمقراطي التقدّمي منارة الشرف والكفاح من أجل تونس الحرّية والعدل والكرامة الوطنية.

 

 

 

أعضاء هيئة مكتب الحزب الديمقراطي التقدّمي بالخارج

 

الاسم و اللقب

المسؤولية

بلد الإقامة

العنوان الإلكتروني

جمال جاني

ناطق رسمي بكندا

أوتاوا-كندا

jameljani@hotmail.com

فراس جبلون

ناطق رسمي بإنكلترا

لندن-إنكلترا

firas.jabloun@yahoo.com

إياد الدهماني

ناطق رسمي بفرنسا

باريس-فرنسا

iyed.dahmani@gmail.com

عادل العيّادي

ناطق رسمي بالسويد

ستوكهولم-السويد

ayadiadel@gmail.com

غسّان بن خليفة

كاتب عام المكتب

مونتريال- كندا

ghassenbenkhlifa@yahoo.fr

هارون بوعزّي

مسؤول عن العلاقات مع الأحزاب والمنظمات بكندا

مونتريال- كندا

harounb@gmail.com

منير ضيف

المسؤول المالي للمكتب

مونتريال- كندا

mounirenergie@yahoo.fr

فرج بريك

مسؤول عن منتديات موقع الحزبPDPinfo.org

مونتريال- كندا

fraj.brik@gmail.com

محمد علي سعيدان

مسؤول عن  موقع الحزبPDPinfo.org

كِباك- كندا

masaidane@gmail.com

 


 

عاجل / المحامي محمد عبو مرة أخرى يمنع من السفر

باريس / الحقائق / الطاهر العبيدي علمت الحقائق من مصادرها المؤكدة داخل تونس، أن الأستاذ محمد عبو منع اليوم 22  تشرين 2007 من مغادرة مطار تونس قرطاج الدولي، لتلبية دعوة وجّهت له من طرف الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان بمصر، ممثلا عن المجلس الوطني للحريات بتونس، لمواكبة جلسة محاكمة الصحفي إبراهيم عيسى » رئيس تحرير جريدة « الدستور » المصرية، التي ستعقد يوم 24 تشرين 2007 بتهمة الثلب ونشر أخبار زائفة، وتجدر الإشارة أن المحامي محمد عبو كان قد حوكم من أجل مقال رأي بثلاث سنوات، ونتيجة لحملات إعلامية وحقوقية مكثفة، أطلق سراحه يوم 24 تموز 2007 بعد أن أمضى سنتين ونصف بسجن مدينة الكاف بالشمال الغربي، وللعلم أن محمد عبو كان قد منع مرة أولى من مغادرة تونس حين أراد السفر إلى لندن للمشاركة في برنامج استضافته له قناة الجزيرة، وقد برّرت شرطة المطار هذا المنع بأن السراح الشرطي، لا يسمح له بمغادرة البلاد، في حين أن وثيقة إطلاق السراح لا تشير  إلى الحجر عن السفر، كما أكد لنا بعض زملائه المطلعين قانونينا على حيثيات القضية…هذا وقد سبق أن ذكرت السيدة سامية عبو في مناسبة سابقة تعرّضها للاستيلاء على مبلغ 3 الاف يورو بإيعاز من مصالح البريد، كما تؤكد ويِؤكد زوجها والعديد من الحقوقيين،   كانت قد أرسلت للعائلة من منظمة الخط الأمامي، تكاليف سفر الاسرة، لفرنسا مدة أسبوع لاحتفال بخروج الأستاذ محمد عبو من السجن…  

 


 

اتحاد حقوق الانسان يدعو الرئيس التونسي للانفتاح

 

باريس – أ. ف. ب – دعا الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الانسان السبت الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الى الانفتاح وذلك بعد اضراب عن الطعام قام به معارضان تونسيان لمدة ثلاثين يوما. واوقف المعارضان التونسيان ميه الجريبي الامينة العام للحزب التقدمي الديموقراطي التونسي ومحمد نجيب الشابي، مؤسس الحزب ومدير صحيفته « الموقف »، اضرابا عن الطعام التزما به طيلة شهر تعبيرا عن احتجاجهما على قرار قضائي باخلاء مقر الحزب والذي يقولان انه صدر بايعاز من السلطات. وقالت رئيسة الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الانسان سهير بلحسن لوكالة فرانس برس ان « منطق العقل ساد اخيرا من قبل السلطات التي لم تشأ بالتأكيد تعكير جو الاحتفالات بمناسبة الذكرى العشرين لتاريخ السابع من تشرين الثاني/نوفمبر (تاريخ تسلم بن علي السلطة) ». واضافت « يجب ان تضاف الحكمة الى رغبة في الانفتاح اكثر وضوحا وان يرفع الحصار الذي تضربه قوات الامن التونسية على مقر الرابطة التونسية لحقوق الانسان التي ما زلت نائبة رئيسها والتي هي عضو في الاتحاد الدولي لرابطات حقوق الانسان، وان تتمكن من عقد مؤتمرها ». واشادت بالمعارضين اللذين انهيا اضرابهما عن الطعام ووصفتهما بانهما « شخصيتان شجاعتان ». وكان المعارضان باشرا اضرابا عن الطعام في العشرين من ايلول/سبتمبر الماضي. والهدف من هذا الاضراب التعبير عن رفض اجراء قضائي بطرد الحزب التقدمي الديموقراطي من مقره بناء على طلب من المالك، لانه حسب قولهما مناورة سياسية الهدف منها القضاء « على آخر مربع للحريات » في تونس. الا ان السلطات التونسية تعتبر ان الحزب « يستغل لغايات سياسية نزاعا مدنيا حول عقار » وان الاضراب عن الطعام « غير مبرر ».   (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ الأحد 21 أكتوبر 2007)

 


 

بسم الله الرحمن الرحيم

أحداث مباراة بنزرت بين الإفريقي والبنزرتي .. رواية شاهد عيـان

 

 
مشهد من المواجهات التى حصلت في ملعب بنزرت تونس الجريحة – خاص – تشير وقائع الأحداث التى جدت في بنزرت على إثر مباراة النادي البنزرتي والنادي الإفريقي يوم السبت 15.09.2007 إلى غير الرواية التى أوردتها الصحف التونسية والتى أرجعت سبب إندلاع الأحداث إلى تحقيق الإفريقي للهدف الثاني في أواخر عمر المباراة والذى أثار جماهير البنزرتي , وهي الرواية التى لم يصادق عليها بعض من حضر الأحداث فقد أورد شاهد عيان حضر المباراة أن سبب إندلاع المواجهات هو إقدام البوليس على إنزال طفل صغير من المدارج وضربه بطريقة وحشية على مرأي من أشقائه الذين أثارهم المشهد فإندفعوا إلى أعوان البوليس المتواجدين أمامهم وإنهالوا عليهم بالضرب وإلتحق بهم أبناء حيّهم لمناصرتهم  فتحول المشهد إلى إشتباك دامي , وبعد ذلك تطورت المواجهات التى أفرغت شحنات الغضب العارم الذى يكنه الناس تجاه رجال البوليس , وقد وقعت إصابات في صفوف أحباء الفريقين وأعوان البوليس جراء هذه المواجهات إضافة إلى الأضرار المادية التى حصلت لملعب بنزرت وبعض الممتلكات الخاصة يذكر أنه وقع إيقاف عشرات الشبان على خلفية هذه الأحداث وتقديمهم للمحاكمة في أحد المحاكم الإبتدائية للعاصمة التونسية بدلا من مدينة بنزرت مسرح المواجهات الدامي صــابر : سويســرا


 

معاوي: مجموعة من المرتزقة تغزو كلية العلوم…!!!

 
معاوي.ن. – منزل تميم   صدر مقال بعدد من المواقع بامضاء بدر السلام الطرابلسي بعنوان « مجموعة من المرتزقة تغزو كلية العلوم »قدّم فيه صاحبه قراءة عن أحداث العنف التي جدت بكلية العلوم وكانت روايته منسجمة مع رواية مجموعة الكتلة في بيانها الذي تم توزيعه في تونس العاصمة على بعض الشخصيات من الوجوه النقابية والسياسية والذي قوبل في مختلف الاوساط المناضلة باستياء تام لما ورد فيه من مغالطات ووشايات كاذبة الغاية منها محاولة اقحام السلطة في الصراع الدائر بين مختلف الاطراف المناضلة من جهة وبين مجموعة محمد الكيلاني من جهة ثانية.   ونظرا لما ورد في المقال من عنف لفظي واضح وتهجم مفضوح على تيار النقابيين الراديكاليين و من افتراء وتزوير للوقائع يهمني باعتباري مناضلا من نفس الجهة التي ينتمي اليها صاحب المقال « بدرالسلام الطرابلسي »الذي درس معي طيلة المرحلة الثانوية ان اكشف جملة الحقائق التالية:   لقد كان معروفا على هذا الطالب منذ تجربته التلمذية علاقته المشبوهة مع ادارة المعهد ووشاياته المتكررة بزملائه بمن فيهم زميلنا حمزة الذي انقطع عن الدراسة في السنة السادسة بسبب مضايقات بوليسية له ولعائلته بتعلة انه موضب على الصلاة وهو يعمل الان في محطة تزويد الوقود بمنزل تميم رغم تفوقه في الدراسة.   لقد حاول هذا الطالب منذ السنة الاولى التسلل للمجموعات السياسية بمعهد الصحافة فكانت له بداية محتشمة مع النقابيين الراديكاليين الذين ابعدوه لعلاقاته المشبوهة مع طالبة دستورية ليلتحق فيما بعد باتحاد الشباب الشيوعي التونسي وهاهو اليوم يروج لرواية مناقضة ومواقف مجموعته ليعلن انحيازه لمجموعة الكتلة، التي تم طردها من حزبه، في محاولة لتسريب دسائس قد تفجر وحدة اللجنة الوطنية الطلابية للاشراف على الانتخابات والتي توحدت داخلها اغلبية الاطراف النقابية والسياسية في الجامعة على قاعدة مواجهة كل محاولات الانقلاب وفرض الديمقراطية النقابية وتحكيم صندوق الاقتراع ليكون الفيصل لحسم كل خلاف.   ان مواقف الاطراف السياسية وبيان اللجنة الوطنية يمثلان ردا على افتراءات الكيلاني وجماعته وكشفا لحقيقة صاحب المقال الذي اصبح يبرر ما كتب بانحيازه الجهوي لمحمد الكيلاني ليخفي ارتباطه الحزبي بطلبة التجمع الذين لا مصلحة لهم في نجاح المؤتمر الموحد ولا في خروج الاتحاد من حالة الوهن والتشتت.   اثمن الموقف الرصين للنقابيين الراديكاليين في معهد الصحافة الذي تجاهل ما كتبه بدرالسلام وأنبّه مناضلي اتحاد الشباب من حقيقة هذا الطالب واستعدادي لكشف ادلة تفضح ماضيه وانتهازيته.   ان ما سبق لا يمنع من التعبير عن استيائي من منطق القوة الذي لئن وجد مبرراته في احداث كلية العلوم الاخيرة فانه يفتقد لاية حجة في مناسبات عديدة سابقة اختارت هاته المجموعة تصفية حساباتها مع خصومها باعتماد القوة والبطش بكل غطرسة ووحشية تذكرنا بسلوكات حركة النهضة في السابق وبالاقتتال الفلسطيني الفلسطيني او بين السنة والشيعة في العراق والغريب ان اسم النقابيين الراديكاليين اصبح مقترنا بالعنف والقوة،اقول هذا الكلام بالرغم من احترامي وتعاطفي مع هذه التجربة الواعدة وذلك من موقع غيرتي على جل اطراف اليسار.   اعرض عنواني الالكتروني لكل من يريد تفاصيل عما نسبته لبدر السلام من اتهامات ليتاكد كل صاحب مصلحة ان ما يقودني هو مصلحة الحركة الطلابية وليس مجرد خلافات شخصية مع شخص امقت انتهازيته واشك في مبدئيته.   (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 22 أكتوبر 2007)


طالب تونسي يتهم عناصرمن الشرطة السياسية بالاعتداء عليه بالفاحشة

 
توفيق العياشي*/ تونس:
اتهم أحد طلبة جامعة منوبة للآداب والعلوم الإنسانية عناصر من الشرطة السياسية التابعين لمنطقة الأمن » بوادي الليل » بمفاحشته في مناسبتين متتاليتين بعد أن عمدوا إلى تخديره في مكان قريب من الجامعة حيث كان يعمل حارسا ليليا بعد أوقات الدراسة. وأكد الطالب هشام عمارة صماري( سنة رابعة عربية 27 سنة قاطن بمنطقة العمران بالعاصمة) في تصريح سوف يبث قريبا على قناة الحوار التونسي الفضائية أنه على يقين بأن عناصر من الشرطة السياسية المكلفين بمراقبة التحركات الطلابية في جامعة منوبة يقفون وراء عملية الاعتداء عليه بالفاحشة في مناسبين متتاليتين بعد أن عمدوا إلى تخديره ، بسبب رفضه أن يقوم بدور الرقيب ( قواد ) وينقل لهم تقارير عن تحركات نقابة الطلبة بالجامعة. وذكر الطالب هشام صماري أنه يتعرض إلى ضغوط كبيرة منذ سنة1998 من طرف » أعوان من الداخلية بالزى المدني » يعمدون إلى الاعتداء عليه بالعنف والترهيب في مناسبات عديدة وفي أمكنة مختلفة قصد تجنيده إلى دور مخبر تابع لهم، وأمام رفضه لهذه المهمة انتهت هذه المضايقات إلى الاعتداء عليه جنسيا مرتين ليلة الرابع والخامس من سبتمبر2007 . أما تفاصيل الرواية كما وردت على لسان الطالب فتعود فصولها إلى سنة 1998 عندما كان يشارك في التحركات التلمذية بالمعهد الثانوي الذي كان يدرس فيه فكان يتعرض صحبة زملائه إلى » الاعتقال والتعذيب » في مناسبات عديدة على يد أعوان الشرطة السياسية ومن بينهم المدعو » نور الدين صماري » . وبعد أن أتم مرحلة الدراسة الثانوية التحق بجامعة منوبة للآداب والعلوم الإنسانية ، وبحكم اهتمامه بالشأن النقابي والسياسي منذ مرحلته الثانوية أصبح يتقرب من نشطاء الاتحاد العام لطلبة تونس بالجامعة ويشاركهم بعض الأنشطة ، وفي مقابل ذلك كانت أعين أعوان الشرطة السياسية المكلفين بمراقبة النشطاء النقابيين والسياسين تترصده داخل الجامعة وخارجها لتنطلق رحلة المضايقات والترهيب … روى الطالب هشام صماري أنه كان يتعرض إلى الإيقاف في عديد المناسبات من طرف أعوان أمن بالزى المدني ، فيعمدوا إلى إهانته والتنكيل به ، كأن يقع شتمه وسبه بأقذع النعوت بغير سبب وتصادر بطاقة هويتة لمدة ساعات قبل أن يعيده أحد الأعوان له ، وكانت هذه الاعتداءات المتكررة تحدث أمام مقر الجامعة وفي أماكن مختلفة من العاصمة . واستمر حملة » ترويعه وتحطيم نفسية » فترة طويلة قبل أن يعرض عليه أعوان الشرطة السياسية التابعين إلى منطقة « وادي الليل » القريبة من الجامعة صراحة بأن يكون مخبرا لهم يمثل العين والأذن التي تتقصى لهم أخبار نشطاء الاتحاد العام لطلبة تونس وينقل لهم تقارير دورية عن التحركات الطلابية، وعند إصراره على رفض هذه المهمة ذكر الطالب هشام أن حملة الترهيب والترويع من طرف عناصر الشرطة السياسية قد تطورت . ففي صبيحة يوم 5 ديسمبر2006 قام ثلاثة أعوان من فرقة الإرشاد السياسي التابعين إلى منطقة الأمن بوادي الليل باختطافه من أمام مقر جامعة منوبة والانزواء به في أحد الساحات المجاورة حيث عنفوه « بوحشية » وشتموه بأقذع الشتائم والسباب دون ذكر أي سبب يبرر صنيعهم، ثم تتالت بعد ذلك الاعتداءات والاستفزازات التي هدفت حسب تصريح الطالب هشام صماري إلى كسر إرادته ودفعه إلى القبول بخطة المخبر( القواد). وأمام هذه الضغوط وحملات الترويع المنظمة التي تعرض لها ، اثر هشام الابتعاد على النشاط النقابي وقطع علاقاته بنشطاء اتحاد الطلبة ، وأمام تردي وضعه الاجتماعي وعجز عائلته على توفير مصاريف الدراسة أضطر للعمل كحارس ليلي بالمسرح التابع لمركز التنشيط الشبابي والثقافي بجامعة منوبة ، وفي هذا السياق يذكر هشام أنه وأثناء القيام بدور الحراسة الليلي كان يتردد عليه بعض الأعوان التابعين لمنطقة الأمن بواد الليل مستمرين في حملة » الهرسلة » والتخويف من أجل تجنيده لخطة المخبر وكان من بين الأعوان الذين ترددوا عليه عون اسمه حافظ واخر اسمه منير والثالث اسمه عماد.. وفي ليلة الاعتداء الموافقة ليوم 4 سبتمبر 2007 روى هشام أنه تناول وجبة العشاء كعادته والمتمثلة في الخبز والسمك المصبر ثم احتسى قدحا من الشاي ، وفي حدود الساعة العاشرة ليلا أحس بتثاقل وبألم في الرأس ورغبة ملحة في النوم، ثم استسلم إلى شبه إغماء استفاق منه في اليوم التالي على ألم حاد في » الموضع » وآثار اغتصاب واضحة المعالم. انتقل هشام إلى المستشفى المحلي بمنطقة العمران بالعاصمة ففحصه الطبيب وأكد له انه تعرض بالفعل إلى عملية مفاحشة ، إلا أنه رفض أن يسلم له شهادة طبية تثبت ذلك مؤكدا أنه تلقى تعليمات أمنية واضحة بأن يمتنع على تسليمه حتى وصفة الدواء . عاد إلى مقر عمله ليلا واستلم كعادته دورية الحراسة إلا أنه وفي تمام الساعة الحادية عشر والنصف ليلا عاودته الحالة ذاتها من التثاقل والإغماء ليستفيق في صباح اليوم الموالى على ألام متجددة وتأكد أنه تعرض إلى المفاحشة من جديد . عندها انتقل فورا إلى مستشفى الرابطة بالعاصمة والتقى الطبيبة المداومة التي أعلمته دون أن تسأله على علته أن هناك لجنة طبية ستقوم بفحصة ، ليعلم بعد ذلك الطالب هشام بحضور أعوام أمن بالزي المدني في المستشفى أمروا الإطار الطبي بأن لا يمكنه من أي وثيقة تثبت تعرضه للاعتداء بالفاحشة. اثر ذالك انتقل هشام إلى طبيب خاص وتحصل على شهادة طبية تثبت تعرضه للاعتداء الجنسي ، ثم توجه إلى منطقة الأمن بمنوبة ليقدم شكاية في الغرض إلا أنه فوجىء بالمعاملة السيئة من طرف أعوان المنطقة الذين رفضوا تقبل الشكاية لأنها ليست من اختصاص دائرتهم الترابية وأمروه بالتوجه إلى منطقة الأمن بوادي الليل. في منطقة الأمن بوادي الليل أكد هشام الصماري انه وقف على حقيقة مفادها أن من قام بالاعتداء عليه ومفاحشته هم أعوان الإرشاد السياسي التابعين لتلك المنطقة فقد تم استقباله حسب روايته بطريقة تثير الريبة وتثبت أن أعوان الأمن بالمنطقة على بينة مسبقة بما حصل له لأنهم طلبوا منه هازئين أن يروي لهم الحكاية منذ البداية وأمعنوا في إهانته وإذلاله متهمين إياه بالشذوذ الجنسي ، وقد شارك في إهانته رئيس المنطقة بنفسه حسب تصريحه . ثم أضاف هشام انه لم يجد بدا بعد كل ذلك من الاتصال بالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التي وعدت بتبني قضيته ومتابعتها…   


السلطة تواصل سياسة الزيادة في الأسعار

 
بعد الزيادة في أسعار المواد الإستهلاكية و المحروقات أقدمت السلطة على الزيادة في تسعيرة الكهرباء دون إعلام مسبق للمواطنين عبر وسائل الإعلام الرسمية. يتلقى المواطن كل 4 أشهر فاتورة كهرباء تتضمن معلوم الإضاءة و معلوم لفائدة الإذاعة و التلفزة و أدءات على القيمة المضافة حسب القرار عدد 9895 المؤرخ في 27-04-2007 متمثلة كالآتي: -10 بالمائة على مبالغ إستهلاك الكهرباء بالنسبة للإستعمال المنزلي. -18 بالمائة على مبالغ إستهلاك الكهرباء بالنسبة للإستعمال الغير المنزلي. -18 بالمائة إستهلاك الغاز بالنسبة لكل الإستعمالات. -18 بالمائة على المعاليم و الخدمات. فاتورة معقدة لا يفهم أرقامها إلا السلطة ،يشترط دفع معلومها قبل أسبوعين من تاريخ تسلمها مما يثقل كاهل المواطن في ظل تفاقم الأزمة الإجتماعية بالبلاد. تتمثل نسبة الزيادة في تسعيرة الكهرباء من خلال المقارنة بين آخر فاتورة إستهلاكية و الفاتورات الإستهلاكية السابقة ،حيث نلاحط تحديد معلوم الكيلواتر الواحد ب121 مليم عوضا عن 117 مليم و ذلك بإضافة 4 مليمات في سعر الكيلواتر . تواصل السلطة الزيادة في الأسعار و ترفض الزيادة في الأجور مع صمت رهيب لأعضاء مجلس النواب المنصبين الذين ينبون الشعب بصفة إفتراضية. معز الجماعي
 

رسالـة اللقــاء رقم 25

المعــارضة ورهانات المستقبل موقفنــا من التغييـر

 
د. خــالد الطــراولي ktraouli@yahoo.fr مسلسل جميل ما نفكت حلقاته تتدافع بسرعة هذه الأيام جعلت البعض يحلم بعهد جديد آخر يخلف العهد الجديد « القديم » وتسارعت ماكينة الآمال المعلقة وأوراق المراهنة ودخل المشهد السياسي من جديد في حالة انتظار دائم… فبعد انطلاقة إذاعة القرآن وصدور الحكم القضائي بعدم دستورية المنشور 108، ومع حلّ قضية الحزب التقدمي وانتهاء حالة الإضراب، بدا المشهد السياسي وكأنه يتدافع بسرعة ممنهجة للخروج من عنق الزجاجة نحو حالة جديدة ما نفك البعض يكيل المدائح والأذكار لها، ويحلم في وضح النهار بأن تونس الغد بعد احتفال عشرينية التحول لن تكون تونس ما قبله! المشهد السياسي لا يخلو من تقلبات وهي حقيقة لا يمكن إنكارها ولكن ما لا يمكن الحسم فيه نهاية هو اعتبارأن هذه الإرهاصات تشكل بداية تغيير فعلي هيكلي ينطلق من توجه مبدئي للسلطة نحو حالة انفتاح حقيقية للمشهد السياسي المحتقن، أم أنها تبقى مجرد طلاء وإرهاصات مغشوشة وتلفيق وترقيع ومواصلة لنفس الخط.. وتسمع جعجعة ولا ترى طحينا؟ لعل خطابي سوف يبقى دائما لا يستند إلى منهجية التآمر والركون إلى الأسهل في تحميل الآخر كل المساوئ والمصائب وأن عناصر الحل والعقد، والسلب والإيجاب، والخطأ والصواب لا تحملهما كليا ضفة دون ضفة، وأن جواب التغيير ونجاحه يحملها الجميع ولكن بدرجات متفاوتة ولا شك، وهذه المنهجية تدعوننا إلى عدم الركون إلى السلب والمراهنة على الفعل وعدم تصغير أوراقنا أو تقزيم أدوارنا. إن منهجية الانتظار والتشويق وربط المواقف والممارسات والتغييرات بحلول الأعياد الوطنية يعتبر أسلوبا ناجعا للسلطة التي أبدعت ولا شك،­ (حتى وإن كان على حساب آهات وأنين وترقب أليم)، حتى انك لو اطلعت على بعض المواقع التونسية المعارضة، وعلى بعض كتابات المعارضين لوجدت هذا النضال المناسباتي يهيمن ويفرض أجندته بدخول جوقة كاملة للتحضير لهذا الانتظار، مما جعل السلطة تمسك بكل الخيوط وتسحب عن المعارضة أي فعل خارج إطار ردات الفعل. وقد تعرضت في كتابات سابقة لهذه المنهجية الخاطئة في العمل المعارض المناسباتي ونضال المحطات. فقبل الاحتفال بخمسينية عيد الجمهورية راهن البعض على تغيير منهجي في تعامل السلطة مع أطراف المجتمع المدني وكانت الإجابة يتيمة ولم تلبّي كل التطلعات وانحسر التغيير في خروج بعض سجناء الرأي من أقبية الظلام [وإن كان ينتظرهم ظلام سجن أكبر] ولم يتغير المشهد وتمططت حالة الانتظار وأصبح بعض المعارضين يراهنون على ذكرى جديدة والبحث والتنقيب عن محطة وطنية أخرى علها تكون المفصل في عملية التغيير. كان جواب السلطة زيادة الانغلاق وجاءت محاصرة مقرات الحزب التقدمي مخيبة للآمال لتزيد المشهد تشويشا وإرهاقا. نفس الأجواء بدأت تطل علينا من جديد ولكن بأكثر حماس ويقين فالأمر أكثر جللا وتعبيرا من استقلال وجمهورية وغيرها، ونحن ندعو مجددا إلى التريث وعدم التعجل في المراهنة على المجهول وعلى سيل من الأماني والأحلام ، ولكن أيضا عدم رفع سقوف التعويل والمطالب، والحكم المسبق بالتشائم والسلب، ورمي الرضيع وماء الرضيع! القصر ليس وحدة متجانسة لا نشك اليوم أن القصر لا يحمل وحدة قرار ولكن يستند إلى مصالح كتل ومجموعات، ويرتكز على مراكز نفوذ وقوى، يتراوح بين معتدلين ومتشددين، بين حمائم وصقور، بين من يريد الانفتاح حقيقة نحو المجتمع المدني وإجراء مصالحة تاريخية ولو مقتضبة وعلى مراحل وبشروط مع كل أطراف المشهد، وهم كثير رغم التعتيم الذي ينالهم. وبين من يريد مواصلة سياسة الانغلاق وإظهار العصا لمن عصا، ورفض كل مصالحة من شأنها تغيير المواقع والمصالح وتهدد البعض بالخسارة أو دفع الثمن باهظا. إن غياب تجانس الضفة المقابلة حقيقة لا يجب طمسها وتجاوزها، و لا البناء على وحدة مزعومة في الآراء والمقاربات، هذه الوحدة المزعومة التي تخدم ولا شك بعض أطراف هذه الضفة في التغني بوجود هذا الانسجام والوفاق المغشوش، غير أن هذه الوحدة المزعومة تبنتها بعض منابت المعارضة وجعلتها بقعة سواد مهيمنة لا تجد فيها بذرة من ضياء، فرأت أن السلطة واحدة والاستبداد ينظّر له الجميع ويطبقه الكل بكامل وعي وتوحد، وأن الكرامة والوطنية والإنسانية لا يوجد لها مكان في هذه الضفة!! مــا العمــل ؟ المطلوب من المعارضة اليوم أن تكون عنصرا فاعلا،  مبدئيا وبراغماتيا على السواء وعلى أكثر من باب : * عليها أن تخرج من بوتقة الدفاع عن حقوقها الذاتية وإلى الالتصاق بهموم الجماهير وتبني سخطهم وآلامهم والدفاع الكامل في مستوى الرموز والقادة عن مطالبهم، مثلما وقع أخيرا لاسترجاع المقر المركزي للتقدمي، وكما قلت سابقا إننا في انتظار اليوم الذي تدخل فيه قيادات ورموز المعارضة في إضرابات جوع أو مقاومة سلمية متقدمة من أجل رفت أساتذة أو تعطيل مؤسسة، أو طرد عمال، أو استحواذ على مشروع، أو اعتداء على أفراد، أو من أجل هؤلاء الأحياء الأموات الذي خرجوا من السجن الصغير إلى سجن بلا سجان ولا قضبان. * عدم رفع السقوف التعجيزية في المطالب والقبول بسنة التدرج، فكل صغير سوف يكبر وكل قليل سوف يكثر، وتثمين ما يجب تثمينه والتعويل عليه إذا كان مرتبطا بمنهجية هيكلية للتغيير وليست طفرات وقفزات وطلاء ينتهي بانتهاء العرس وتفرق المدعوين.  وتفهم ما يصعب إنجازه مرحليا، دون التخاذل عن مبدئية الحرية والتعددية ورفض الإقصاء. * عدم الخلط في التحليل وفهم الواقع المتحرك والمتشعب للمشهد السياسي وبناء قراءة إيجابية له تبني على التمييز داخل السلطة بين « مراكز ديمقراطية » يجب دعمها وتفهم أدواتها ومنهجيتها ومدة تنزيلها لمقارباتها، وبين « مراكز إقصائية » يجب فضحها والعمل على تمييزها عن الآخرين  لست من المراهنين على السواد، ومع الذين يفضلون الرفض المبدئي لكل عنصر تغيير حتى وإن كان مبدئيا وهيكليا حتى أصبحت قضية التغيير عند البعض قضية شخصية بين معارض وحاكم لا تنتهي إلا بانتهاء أحدهما. إن شخصنة الصراع هي أول سلبية تقع فيها المعارضة وتنبئ عن نرجسية وهيمنة الأنا على حساب مشروع جماعي ومتدرج وبراغماتي للتغيير. وهو تقوقع داخل إطار من التزمت السياسي والتطرف في المواقف شعاره لا أريكم إلا ما أرى والعمل بتشاؤم مفرط، مع مراهنة كاملة على المجهول، وانتظار الأسوأ. « اللقــاء » والمصالحة ومنهجية التغيير بين الرفض المبدئي لكل إرهاص مبدئي وهيكلي للتغيير، وبين الارتماء في الأحضان دون وعي، ودخول معاقل التطبيل والديكور الحزين، خيّرنا طريقا ثالثا في العلاقة مع المشهد السياسي يستند على المصالحة.  فالمصالحة التي اعتمدناها في كتاباتنا السياسية والفكرية وتبناها اللقاء الإصلاحي الديمقراطي الذي ننتمي إليه، تُعتَبَرُ  مبدأ ومنهجية تدافع وتفكير، وخيارا استراتيجيا وليس تكتيكيا في الحراك السياسي. وهي مصالحة تراهن على فريق دون فريق، وعلى جماعة دون جماعة، وعلى أفكار ومواقف دون غيرها، لا تنظر بنظارات سوداء لا تميز بين الظلمة والبياض، تراهن على الهيكلي والدائم، وعلى الوضوح الذي لا يخفي تلاعبا أو مكيافيلية سياسية، وإننا لازلنا نؤمن بأن الضفة المقابلة تحمل الشيء الكثير من الوطنية والكرامة والانسانية والأفراد الوطنيين والغيورين على كل فعل خير وموقف وطني. وعلى هؤلاء يجب المراهنة، ولهؤلاء تجب المساندة والتدعيم، ومع هؤلاء يجب تقاسم مشوار سياسي ديمقراطي واعد لا يقصي ولا يهمش. 22 / 10 / 2007 المصدر : موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net

إلى كلمة سواء بين الإسلاميين والعلمانيين في تونس.

الحلقة السادسة: لسنا بدعا من الناس.

 
الهادي بريك ـ ألمانيا.   بهذه الحلقة السادسة أقصر الحديث في موضوع الهوية الذي إكتشف شركاء الوطن من الشيوعيين أننا فيه في تناقض.   إستنساخ التجارب وإستيراد الأنماط طريق مسدود :   يرى الشيوعيون في بيانهم بأننا أعجز من أن ننقل تجربة أردوغان إلى تونس أو أن ننتقل إليها بسبب قطبية تفكيرنا الإخواني وتحجرنا العقدي وفرض قيود على النزعة التحررية فينا.   من علامات نجاح تجربة أردوغان أنه أضحى محل تنازع بين الإسلاميين والعلمانيين كل يزعم به وصلا ولا ندري لمن يقر لهم بذاك.   ولكن المؤكد أن إستنساخ التجارب ونقل الأنماط وإستيرادها معلبة صنيعة شيوعية عربية قحة بإمتياز وذلك هو مفتاح فشل التجارب الشيوعية العربية قبل حركة قوربتشوف وبعدها سواء بسواء ولم تكن حركة البروسترويكا والقلاسنوست قبل زهاء عقدين إلا حاجة حاولت إنقاذ الشيوعية من ورطتها ولم تكن تدري أنها كانت ضربة شبه قاضية لها في مهدها بخلاف ما حلم به ماركس الذي تنبأ بأن المملكة المتحدة ستكون أول حقل تكتسحه الشيوعية.   لم يعد خافيا اليوم بأن سر فشل إستنساخ التجارب الغربية بوجهيها الليبرالي الرأسمالي والإشتراكي الشيوعي على وطننا العربي الإسلامي هو عدم ملاءمة تلك التجارب لهويتنا الإسلامية التي حددها القرآن الكريم وطبقتها السنة النبوية والخلافة الراشدة ثم ظلت تحافظ على حد أدنى من ملامحها العامة برغم ما أصابها في أثناء تلك التجربة الطويلة من هنات هنا وهناك ولكن حفظ الذكر الذي وعد به سبحانه في القرآن الكريم ( سورة الحجر ) يقتضي بالضرورة حفظ الهوية العامة الأصلية للأمة التي أخرجت للناس خير أمة.   لا يريد شركاء الوطن من الشيوعيين والعلمانيين واليساريين عامة إستيعاب ذلك الدرس الكبير فلما إنبلج زمن دورة حضارية إسلامية جديدة قبيل عقود قليلة ماضية بلغ ذعرهم أقصى حده فراح بعضهم يدعو إلى المراجعة حتى إنسلخوا من مجرد التسمي بالشيوعية التي إكتشفوا أنها كانت وزرا ثقيلا وحملا باهظا لا يتحمله الوطن العربي والإسلامي في حين راح بعضهم الآخر يحفر له رسالة جديدة هي العمل على تجفيف منابع الحركة الإسلامية المعاصرة وتجلى ذلك بشكل واضح مفضوح فيما أقدم عليه شقي الأشقياء محمد الشرفي في تونس متسلقا جدران قصر الحكم في ثوبه الجديد برفقة عدد كبير من الشيوعيين الذين توزعوا على أجهزة الإعلام والتربية والتعليم يتبادلون الأدوار مع السلطة الحاكمة هناك : هذه تئد الحركة الإسلامية بالعصا وأولئك بتجفيف منابع التدين التي تغذي الحركة الإسلامية.   وبعد عقدين كاملين من الحرب الشرسة ضد هوية تونس لم يفلح التحالف الحكومي الشيوعي العلماني في القضاء على الصحوة الإسلامية الصاعدة بل حدث ما لم يكن في حسبان أحد حتى من أكثر أبناء الصحوة الأولى نفسها إذ ظهرت صحوة أشد إمتدادا وتوسعا بل أشد راديكالية ضد ذلك التحالف .. في هذا الوقت بالذات كان لا بد للشيوعيين من مطلب جديد يتناسب مع المرحلة مع عدو الأمس فكانت المطالبة بالتحول إلى حزب سياسي معاصر أو إلى جمعية دينية أو إلى محاكاة تجربة أردوغان.   ورغم رفضنا لمبدإ إستنساخ التجارب ونقل الأنماط جاهزة معلبة كما يستورد شركاء الوطن من الشيوعيين أفكار ماركس وتطبيقات لينين وستالين وأنور خوجة وغيرهم .. فإن الإفادة من التجربة التركية الحديثة ممكنة ولكن شروطها في تونس منتفية بالتمام والكمال من جانب السلطة التي يجب أن تكون في مستوى ديمقراطية السلطة التركية حتى يمكن الإفادة من تلك التجربة وهو أمر غير مأمول حصوله في تونس وذاك هو الشرط الأول لو كان شركاء الوطن صادقين في نصيحتهم أي أن عليهم أن يطالبوا السلطة هناك بإفساح حد أدنى من الحريات الديمقراطية لينفسح للحركة مجال للإفادة من تجربة أردوغان.   ولكنها المماحكة العجيبة إذ سينقلب الشيوعيون في تونس ضد تجربة أردوغان في أول مناسبة ينتصر فيها لحرية المرأة هناك في ملبسها وإلتحاقها بالجامعة والوظيفة والسياسة وهي حرة ترتدي ما تشاء.   لو لم يكن في تاريخ العلمانية العربية المعاصرة من عار سوى عار حرمان المرأة من حريتها في ملبسها وبدنها تستره أم تكشفه .. لكانت جديرة ببطن الأرض لا بظهرها. أي معنى للعلمانية التي تريدون رهن الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان بها إذا كنتم لا تكافحون من أجل حرية إمرأة إختارها الشعب التركي لبرلمانه في إنتخابات ديقمراطية قبل سنوات أي ( قاوقجي )؟   إنتسابكم للعلمانية أيها الشيوعيون في تونس إنتساب زور وكذب وبهتان حتى لو بقيت العلمانية على ما عليه في نشأتها الأولى في أروبا فكيف إذا تعربت العلمانية على أيديكم في بلد عربي إسلامي دان بالإسلام أربعة عشر قرنا كاملة؟   أي معنى لرهن الحريات بالعلمانية وحفر أخدود غائر بين الإسلام والحرية والمرأة لا حق لها في بدنها وعملها وفكرها؟   ماذا كان موقفكم يوم داست دبابات العسكر في الجزائر صناديق الإقتراع؟ ألم يكن يسوؤكم في كل مرة يفوز فيها الإسلاميون من فلسطين إلى مصر ومن المغرب الأقصى إلى كل مكان؟ أتريدون أن تكون الديمقراطية جلبابا فضفاضا تلبسونه متى تريدون وتنزعونه متى تريدون وتلبسونه من تريدون وتنزعونه عمن تريدون؟   هويتنا عقيدة توجه الحياة كلها على أساس الثبات والتطور معا :   ربما يكون مفيدا الرجوع إلى هذا الموضوع في وصفة نهائية بليغة جامعة مانعة وذلك لئلا يظن بعض الناس أن الهوية عندنا حدودها الدين والعبادة أما في المال والسياسة والعلاقات الخارجية فهي متحررة بتعبير الشيوعيين أي متحررة من الدين.   هويتنا إذن جامعة شاملة ولكن لها مستويان إثنان : مستوى ثابت لا يتغير ولا يتطور ومنه مناطق كثيرة من أحكام الأسرة نكاحا وطلاقا وبنوة وميزانية وأحكام الجنايات وغير ذلك وليس الغرض هنا إحصاء ذلك المستوى الثابت ولكن المقصود هو أن المستوى المتطور المتغير مما يسمى في الفقه سياسة شرعية يظل محكوما هو الآخر بأمرين كبيرين : أولهما أنه ليس حرا من الدين بل هو موصول به وصلا محكما ولكنه وصل عبر آلة الإجتهاد والتجديد تطويرا وتحسينا ومن ذلك مثلا نظام الحكم في الإسلام والنظام المالي والعلاقات الخارجية وغير ذلك مما لا يحصى هنا. لا يتم ذلك الوصل عادة بالآية والحديث إلا قليلا جدا وإذا تم بذلك فهي آية أو حديث عام يفهم منه لأول وهلة أنه مقصد عام أو جزئي أو مبدأ كلي أو أصل حاكم وهو ما يتيح فرصة إجتهاد وتجديد وحرية رأي وإختلاف وتعدد لا نظير لها في أي دين سماوي أو منهاج بشري وسل التاريخ ينبئك وسل التراث يعلمك. ثاني الأمرين اللذين يحكمان المستوى المتطور من هويتنا الموصولة أبدا بالعقيدة الثابتة التي لا تتغير هو : مراعاة الزمان والمكان والحال والعرف والضرورات والحاجات وغير ذلك مما يلقي على الأمة مسؤولية الإجتهاد المزدوج : إجتهاد في الدين وإجتهاد في الدنيا وكلاهما يتم عبر الشورى والحرية وهو ما يعبر عنه بالإجماع ولا عبرة بعد ذلك بشكل التشاور ولا شكل ممارسة تلك الحرية ولا طبيعة ذلك الإجماع كلما كان أصلان مرعيان رعاية كبيرة : أصل ثبات الثابت في هويتنا فلا إجتهاد فيه لأنه لا يؤثر فيه التطور بسبب عدم تطور أمرين كبيرين هما : الفطرة البشرية والسنن الكونية والإجتماعية. وأصل توفر الحرية الفكرية بما يتيح الإجتهاد والتجديد دون حجر من أحد إنما ما تتواضع عليه الأمة في عرفها وحياتها هو السائد حتى يأتي ما يغيره.   مقتضى ذلك هو أن هويتنا أصلها عقدي ثقافي بالمعنى الفلسفي ولكن أثرها يكون سياسيا وإجتماعيا وإقتصاديا وغير ذلك مما لا يأتي تحت حصر. الهوية هي بمثابت اللون العام الذي يلون الحياة بلون العقيدة ولكن لون العقيدة تلفاه أحيانا باهرا فيما هو ثابت قطعي ولكن تلفاه في أحيان أخرى خافتا باهتا بسبب أن المتطور المتغير من الحياة البشرية لا تصلها العقيدة إلا بالأصل العام والمقصد الكلي والمبدإ الحاكم من جهة وبحرية الإجتهاد من جهة أخرى.   في ذلك الأمر المتطور المتغير نلتقي مع غيرنا في المطالب الإنسانية العظمى من مثل الحرية والكرامة والعدل والقوة والوحدة والتنوع وذلك دليل على إنسانية الشريعة الإسلامية رحمة للعالمين وعلى تساوي الناس فيها في العزائم الكبرى وهو ما يرد فيه الأمر لنا بالتعاون على الخير والبر وإرساء كلمة سواء مع المخالفين لتعمير الدنيا.   الهوية إذن ثابتة راسخة واضحة جلية لا لبس فيها ولكن التقصير منا في التدقيق :   ينقصنا التدقيق في مواطن كثيرة من هويتنا أي في تفاصيلها وجزئياتها لا في كلياتها وعزائمها وهو أمر يجعلنا نقول بإطمئنان كبير بأن : هويتنا صحيحة ولكنها تتطلب تدقيقا ملاحقة للتطور وإفادة من الفكر الإنساني المعاصر إسلاميا كان أو غير إسلامي.   لنضرب على ذلك أمثلة : مثال المرأة ـ هل تتحمل مسؤولية رئاسة الدولة؟ أمر مختلف فيها بسبب قياس بعضهم ذلك على الخلافة العظمى وعدم قياس بعضهم الآخر ذلك عليه بل على ولاية جزئية. وأمر الولاية العظمى نفسه مختلف فيه. ولكن المهم أننا لم نجتهد لنختار موقفا واضحا يلزمنا.   مثال آخر : هل تسمح دولة إسلامية بنشوء حزب مبناه الإلحاد بانيا تصوره على ذلك بمحض إرادته؟ ذلك أنه لا حاجة يلبيها الإلحاد في مجتمع إسلامي. تراوحت إجتهاد المسلمين في ذلك بين الإجازة والمنع ولكننا لم نختر موقفا صريحا صحيحا يلزمنا.   مثال آخر : ماهو موقفنا من القضية الإقتصادية في مسألة حرية السوق خاصة على مستوى دولي بما يعرض السوق المحلية إلى منافسة غير متكافئة وما مدى تدخل الدولة للحماية وما مدى تحصين المجتمع لينوء بذلك الحمل لوحده وغير ذلك؟ إجتهادات من هنا وهناك ولكن ليس لنا موقف صحيح صريح واضح يلزمنا.   أمثلة لا تنتهي في الشأن العام سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا وخارجيا وهي من صلب الهوية الإسلامية ولكن من صلب تفاصيلها لا من صلب كلياتها ولا يعني ذلك أن التفاصيل هنا هامشية بل هي مسكن الشيطان كما يقول بعضهم أي أن تحريرها تحريرا صحيحا صريحا يراعي المقصد الكلي والحاجة الملحة هو الأوفق بمن يتصدى للشأن العام للناس في الدولة والمجتمع.   هو نقص فادح عندنا دون أدنى ريب ولكنه نقص نشترك فيه مع كل الفصائل الإسلامية وغير الإسلامية في تونس وخارجها وربما لا تكون بمنأى عن ذلك سوى الحكومات العادلة والظالمة على حد سواء بسبب أنها في موقع الميدان تزاول وتمارس مع ما تملكه من مراكز دراسات وحاجة فعلية علمية إلى تحرير قول بقطع النظر عن عدله أو ظلمه.   لكن ذلك النقص إنما تلقى تبعته دوما على الحركة الإسلامية وليس على الحركة العلمانية وهو خير وليس شرا بسبب ما يوحي ذلك بأن الحركة الإسلامية هي المرشحة للحكم في العقود المقبلة إن شاء الله وليس الحركة العلمانية التي تتلفها الشيخوخة عاما بعد عام حتى لا يبقى منها سوى ما يسدد قانون التعدد أما الإستبداد بمواطن التوجيه والقيادة فأثر بعد عين.   هو نقص يجب أن تتحمل الحركة الإسلامية فيه مسؤوليتها كاملة سواء طالتها الملاحقات التي يريد بعض منا حبس ذلك النقص كله عليها وهو غير صحيح في المطلق أو قابل للتنسيب ولكنه بالتأكيد ليس نقصا يخصم الهوية في أصولها ومقاصدها وثوابتها ومبادئها وكلياتها إذ تظل بذلك النقص كما بعدمه صحيحة ولكن ليس دقيقة.   بطلت إذن دعوى التناقض في الهوية وصحت دعوى التنازع ولكن كيف :   سبق أن أكدت أن تنازعا ما صحيح موافقة لما ذكر بيان الشيوعيين ولكن لم أتعرض لتفصيل ذلك.   معاني التنازع الصحيحة هي :   1 ـ تنازع بين مستويات الهوية ولكننا نسميه تكاملا وليس تنازعا أي أن ما أكد عليه بيان الشيوعيين من كونه تنازعا بين الجمود والتحرر هو تكامل بين الجمود والتحرر إذ تكون مناطق الثبات في هويتنا جامدة لا تتطور ولكنها تتحرك وليس الجمود دوما عيبا ومثلبة فالجمود فيما لا بد فيه من الجمود محمدة ولولا ذلك الجمود لتلاشت الهوية في منابتها العقدية العظمى وحدثت الإمعية وتفسخ الشخصية وإنحلال الرابطة كما تكون مناطق التطور والتغير والتبدل في هويتنا متحررة ولكنها ليس متحررة من الدين وعقيدته ولكنها متحررة من ورود نص قطعي ثابت فيها يوجهها كما يوجه النص أمر العبادة مثلا ولكنها ليست متحررة من العقيدة والهوية إذ هي بها موصولة عبر المقصد والكلية والمبدإ والخلق وغير ذلك مما وقع تبيينه آنفا. هو إذن تكامل بين مستويي الهوية ثابتها ومتطورها وليس تنازعا مدمرا إلا في عقول الشيوعيين. ذلك التكامل لا بد منه للحياة في كل كائن حي فإذا إنتفى التكامل في أي كائن حي بين منطقة ثابتة وأخرى متغيرة فإن الموت هو أول طارق وقادم.   2 ـ تنازع في منهج التعبير عن الهوية والمقصود به إختيار أحد منهجين تراثيين معروفين جدا وهما منهج أهل الكلام من مثل الأشاعرة أو منهج أهل الأثر أو الفقه من مثل السلفية أو ما إنتظمت فيه الأمة فيما عرف بالمذاهب المتعبد بها وهي ثمانية معروفة فيها الظاهرية ومعتدلي الشيعة والأباضية فضلا عن المذاهب المعروفة لكل من هب ودب من الناس. هما منهجان مقبولان في الأمة والحقيقة أن حركتنا غلب عليها المزاوجة بين المنهجين على نحو أن يكون المنهج الكلامي عادة أو في الأعم الأغلب هو الأشد بروزا صياغة وأن يكون المنهج السلفي الأثري الفقهي في الأعم الأغلب هو الأشد بروزا سلوكا وعملا ولكن المؤكد أن المنهجين كلاما وأثرا مضبوطان بمنهج في الفهم والتنزيل يجمع بين النص وبين مقصده ثم بينهما وبين محل التنزيل وذلك هو ترجمة الوسطية المعتدلة المتوازنة ولمن شاء تفصيلا في ذلك مرجعه إلى الرؤية الفكرية والمنهج الأصولي وبقية وثائق الحركة أو رصد حركتها العامة على مدى أربعة عقود تقريبا ولن يخرج بنتيجة مخالفة لذلك في الأعم الأغلب. هو تنازع إذن مبعث حياة وحركة وحرية وإجتهاد وتجديد وليس تنازعا مدمرا أحادي الجانب يحجر على هذا المنهج أو ذاك حقه في التعبير عن نفسه صياغة أو سلوكا.   3 ـ تنازع بيننا فيما لا يحصى من القضايا التفصيلية القديمة والمستحدثة فكريا وسياسيا ومرده إنبناء الحركة من أول يوم فيها على مساحات واسعة من الحرية الفكرية والسلوكية في الآن ذاته. إذا كان ذلك هو المقصود من التنازع سيء الأثر الذي ينعي به علينا الشيوعيون فإننا نعلمهم أنه تنازع محمود مغروز في طبيعة البشر منذ خلق الله سبحانه عبده آدم عليه السلام لذلك كان موسى أدنى إلى الغضب وكان أخوه هارون أدنى إلى الحلم عليهما السلام وكان أبوبكر أدنى إلى الحلم وكان عمر أدنى إلى الشدة والقوة عليهما الرضوان وتجلى ذلك في مواطن كثيرة أشهرها التعامل مع أسرى بدر وكان المناضل عبد الله الزواري أدنى إلى إستيفاء الحق كاملا وكان المناضل علي العريض أدنى إلى إستيفائه عبر أقساط. ذلك أمر عام في كل الناس وفي كل كيان وفي كل جيل وفي كل عصر وفي كل مصر أبدا لأنه قانون وليس له أثر التنازعات الإيديولوجية المدمرة بسبب أنها محصنة بهوية ثابتة راسخة لا خلاف عليها وفي داخلها ما لا يحصى من مناطق التطور والتغير التي يملؤها كل واحد منا بما تيسر له من بيئته وتجربته وطريقة تفكيره.   أليس فيكم أنتم وفي غيركم شيء من ذلك؟ لم تنازع حمه الهمامي إذن مع الكيلاني؟   إذا كان ذلك مما يسركم فهو عندنا أيضا مما يسرنا ولكن مبعث السرور مختلف بيننا : هو عندكم سرور بقرب تصدع صفنا وأحلام اليقظة دافئة جميلة وهو عندنا سرور بإلتزامنا بقانون التنوع وسنة التعدد ودرب الحرية التي لا نوفق إليها ولا نسدد إذا لم تكن في مسالكنا كافية ولا ندعي ذلك أبدا بل هي معركة داخلية فينا شأننا في ذلك شأن كل كيان يعافس الواقع فيختلف فيه تقويما وإصلاحا.   الخلاصات هي إذن :   1 ـ هويتنا صحيحة تجمع بين الثبات والتطور ولكنها تحتاج إلى تدقيقات كبيرة وسريعة ملحة. 2 ـ لسنا بدعا من الناس لنطرد التدافع من داخلنا بل هو شرط قوة وبقاء كلما كان تحت سقف واحد. 3 ـ ملخص هويتنا هي أننا حركة إسلامية سياسية ديمقراطية جامعة. 4 ـ مسألة مراجعة هويتنا في جامعيتها لتنحصر في حزب سياسي معاصر مسألة جديرة بالنظر ولكن يجب أن يكون ذلك النظر داخليا أولا ومستوفيا لزمانه وشروطه وحواراته ومشاوراته وملما بمصالحه ومفاسده ومعلوما هل هو إختياري أم إضطراري وليس كالأيام الحبلى تنبئك بذلك. 5 ـ كلما كانت بلادنا من أسوإ الأمثلة طرا مطلقا في الحريات الشخصية والعامة فإن كل وطني صادق لا يسعه سوى أن يضع عنوان برنامجه النضالي : الحرية أولا لكل الناس ولا شيء قبل ذلك ولا معه حتى إشعار آخر أما دون ذلك فهو الشغب ليحال دون الحركة الإسلامية وحقها في الوجود. 6 ـ إذا لم يكن للحركة الإسلامية في تونس شرف أول من نادى بالديمقراطية فإن الشيوعيين لم يحصل لهم هم أيضا ذلك الشرف ولكن حصل لبعض الليبراليين ممن أنشقوا على بورقيبة وإذا كان التفكير الإسلامي المعاصر يتفاعل يوما بعد يوم مع الديمقراطية لحسن إستيعابها فكرا وسلوكا فإن الفكر الشيوعي لم يكن أسبق بذلك التفاعل ولا أشد ترحيبا به وإذا كنا في الأمر سواء فكفى مزايدة علينا. 7 ـ كلما كانت رؤيتنا تقوم على جماع الإسلام للحياة كلها دون فصل له عن السياسة والدولة والإقتصاد وكانت رؤيتكم تقوم على علمانية أو مادية أو لائكية مخففة أو مغلظة وفي كل الأحوال لا سلطان للدين فيها بأي معنى من معاني السلطان ولو مقصدا ومبدأ وكلية وإجتهادا على السياسة والدولة والإقتصاد .. فلا يناسبنا معكم سوى التعايش على كلمة سواء عنوانها : الوطن للجميع وصناديق الإقتراع فيصل بيننا حكما عادلا مقبولا.   (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 22 أكتوبر 2007)

إلى كلمة سواء بين الإسلاميين والعلمانيين في تونس.

الحلقة السابعة: كلمات في العلاقة مع السلطة.

 
الهادي بريك ـ ألمانيا.   لئن إحتل الحديث عن هويتنا تفنيدا لتخرصات الشيوعيين ست حلقات كاملة فإن ذلك يعني أن الهوية هي مبنى كل سلوك ومبعث كل عمل فهي القاعدة الفكرية التي نصدر عنها وفي الوقت ذاته هي الجامع الذي يؤوي حركتنا ولكن حديثنا اليوم عن علاقتنا مع السلطة وغدا إن شاء الله تعالى عن علاقتنا مع المعارضة ليس بخارج عن أم الهوية بل هو زرع منها وثمرة لها وهو حديث عن هويتنا السياسية أو إن شئت قلت على وجه الدقة حديث عن هويتنا في وجهها السياسي.   تناول بيان الشيوعيين محل التعقيب في هذه الحلقات المتتابعة علاقة الحركة بالسلطة فقال بأن الحركة يشقها تياران في شأن المصالحة واحد إصلاحي يتقارب مع السلطة لحل مشكلة المساجين وهو تيار لا ينظر بعين الرضى إلى التقارب من لدن الحركة مع اليسار وأن الحركة حريصة على الظهور بمظهر المعتدل وتيار آخر متشدد ثم ينتهي الشيوعيون إلى تحديد رأيهم في الموضوع ليقولوا بأن المصالحة مع بن علي وهم لأنه تصالح مع الإستبداد ولا معنى للشروط الموضوعة من لدن الحركة في قضية المصالحة مع بن علي لأن السلطة لئن تراجعت اليوم تحت الضغط فإنها تشحذ أسلحة الهجوم لغد في أول فرصة سانحة ولذا يكون النضال ضد الإستبداد هو المخرج بدل اللهث وراء مصالحة موهومة.   دعني أبسط رأيي في المسألة برمتها لعله يتفاعل مع ما طرح من لدن الشيوعيين أو مع غيرهم :   1 ـ الدولة في مشروعنا الإسلامي غاية ووسيلة في الآن ذاته. ليست أصلا عقديا كما هو الحال عند الشيعة فيما عرف بالإمامة ولكنها أصل عملي ثابت قار وهي من هذا الجانب من الفهم وسيلة لإحقاق الحق لأصحابه إنتصافا من مغتصبيه مالا وعرضا ونفسا وفرصة وقولا وعملا أي وسيلة لتحقيق مقاصد الإسلام العظمى من مثل الحرية والكرامة والخلافة والعمارة والعبادة والعدل والوحدة والتعدد والقوة والشهادة على الناس والعلم تحدونا في ذلك أدلة لا حصر لها ولكن تعجبني كلمة قالها أحدهم سابقا لخصت القضية في كلمات جمعت بين سلامة المبنى وغزارة المعنى  » إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن « . لا يهم القائل كلما لم تكن حديثا نبويا كريما ولا آية قرآنية من باب أولى وأحرى.   الدولة في مشروعنا الإسلامي هي المعول عليه في إنشاء الميزان الذي أنزله الله سبحانه جنبا إلى جنب مع كل نبي ورسول عليهم السلام جميعا كما ورد في سورة الحديد وهي المعول عليها لإحداث التوازن المطلوب تكاملا وتبادل أدوار بين الكتاب وبين الميزان وهما جميعا منزلان من السماء تنزيلا بصحيح وصريح منطوق ومفهوم آية الحديد والشورى والرحمان.   وهي بهذا المعنى الثاني غاية من غاياتنا وهدف من أهدافنا فضلا عن كونها كما ورد آنفا وسيلة من وسائل تحقيق مقاصد الإسلام العظمى آنفة الذكر.   2 ـ المجتمع في مشروعنا الإسلامي هو أيضا صنو الدولة في ذلك التصور فهو غاية ووسيلة في الآن ذاته. المجتمع غاية لأنه هو محل تحقيق تلك المقاصد العظمى والمصالح الكبرى وحقلها النابض بقانون التدافع وهو وسيلة لأنه هو المعول عليه في بناء الدولة وتسديد أركانها وتسخيرها لخدمته ورعاية مقدساته وحماية تخومه المادية والمعنوية. المجتمع هو الإسلام متحركا عاملا والدولة هي الخادم الحارس الراعي لذلك المجتمع وبذلك يكون الميزان المنزل من السماء إلى جانب القرآن الكريم حافظا لقيم الوسطية والتوازن والإعتدال في كل حركة وسكنة وعمل وقول.   وبذلك يرتسم منهجنا في الإصلاح والتغيير أي : لا لتأسيس دولة بمعزل عن المجتمع أي في غفلة منه بإنقلاب عسكري مثلا ولا لترك مجتمع يغرق في مشاكله وديونه من كل نوع وجنس بمعزل عن المساهمة في إصلاح الدولة بقدر المستطاع وفق القوانين الإجتماعية المعروفة.   3 ـ المشكلة مع سلطة بن علي هي مشكلة بين المجتمع وبين الدولة أو بين السلطة على الأقل وليست هي مشكلة بينه وبين المعارضة ولا بينه وبين حركة النهضة. ذلك هو التوصيف الدقيق الصحيح وكل تعيير خارج ذلك هو تعيير جزئي قاصر لا ينظر بعينين سويتين. إذا إنخرطت حركة النهضة أو غيرها من المعارضات أو النخب في كل حقل نشاط في حركة إحتجاج أو إصلاح أو تغيير أو مواجهة إزاء السلطة فليس ذلك يعني أن المشكلة تهمها لوحدها أو أن أنها وصية على البلاد أو أنها تحتكر الكفاح ضد الإستبداد. بل إن ما تعمل عليه حركة النهضة وغيرها من فعاليات الإصلاح في البلاد كلها هو تعبئة كل الناس بقدر الإمكان من أجل الإنخراط في الإصلاح والتغيير بما يناسب كل واحد منهم. فإذا إختلفت منطلقات الإصلاح فكريا أو مصلحيا فإن سقف التعاون أوسع من أن يضيق عن كل منخرط سيما أن الظلم السياسي الذي يسير المظالم الأخرى ويقودها محل إجماع من لدن الجميع تقريبا.   4 ـ إنخراطنا في تلك المشكلة مع سلطة بن علي ليس على خلفية التكفير أو التبديع والتفسيق ولكن على خلفية الدفاع عن مصالح المواطن ثقافيا وسياسيا وإجتماعيا وماليا وقوميا ليستعيد المجتمع دوره في الرقابة على الدولة وتسخيرها لخدمته بدل أن يكون المجتمع في خدمة الدولة ويكون الشرطي في حي من الأحياء إلها يخاف من بطشه وتقدم له القرابين نشدانا لرضاه. إنخراطنا في الإصلاح ليس على أساس أننا هيئة دينية أو لجنة فتوى ولكن على أساس أننا حركة إسلامية سياسية ديمقراطية جامعة لا تقدر أن الفتوى وحدها أو إصدار الحكم الشرعي وحده على عظم قيمة كل ذلك يساهم في حل مشكلة معقدة متشابكة الأطراف قديمة المنشأ. ومثل ذلك يساق في خصوص تعاوننا مع الشيوعيين والعلمانيين مالم يكونوا إستئصاليين لحقنا أو لحق غيرنا في الوجود والتعبير إذ لا ننظر إلى دين شريكنا في المعارضة ولكن ننظر إلى موقفه من أم رسالتنا في الوجود : الحرية التي هي الطريق المعبد للإسلام وهي بابه الرحب الواسع.   5 ـ ذلك لا ينفي أن سلطة بن علي إرتكبت في مسيرتها التي تحتفل بعد أيام قليلة بإكتمال عشريتين جرما فادحا جدا في حق الإسلام وحق الأمة وحق تونس كلها أي إعتماد خطة تجفيف المنابع رسميا وسيلة لإستئصال حركة النهضة من شافتها وحصدا لكل أثر لها وكان يسع السلطة أن تشن على الحركة حربا ضروسا بالوسائل الأمنية القمعية وقد فعلت ذلك وزيادة ولكن ذلك يبقى حتى مع عدم القبول به ومشروعيته عملا سياسيا في دائرة صراع بين حركة سياسية وبين سلطة ودولة أما العدوان على أقدس مقدسات البلاد والأمة أي الإسلام العظيم بتوخي خطة حكومية لتجفيف منابع الإسلام في أبرز مظاهره وأظهر رموزه من مثل المساجد والعبادات وحق المرأة في تغطية شعر رأسها والدوس على المصحف الشريف وغير ذلك مما لا يأتي تحت حصر … فإن ذلك أمر لا يغتفر أبدا أبدا أبدا وهو جرم خرجت به الدولة في عهد بن علي عن معايير التقويم فما ينبغي لعاقل يحترم نفسه بعد وعيه بتلك الخطة الآثمة وآثارها المدمرة إجتماعيا وماليا وأخلاقيا وأسريا أن ينسب لتلك الدولة حبة خردل من إيجابية لأن الجريمة مسقطة تخرج صاحبها عن حلبة التنافس ولم تعد بذلك السلطة محل تقويم وتعيير.   6 ـ ولكن ذلك بدوره لا ينفي أن نتعامل مع تلك السلطة تعاملا سياسيا بوصفها كائنا واقعا ماثلا والتعامل مع الواقع من علامات العقل وأمارات الفعل.   7 ـ للمصالحة عندنا مناشئ عتيقة وقديمة معروفة فليست هي بدعة إبتدعناها اليوم. علمنا القرآن الكريم أن  » الصلح خير  » دوما من حيث الأصل أما المواجهة فهي الإستثناء دوما كما علمتنا السيرة النبوية ذلك وليس هنا محل بسط ذلك ولا لشيء منه. كما نشأت حركتنا دعوية سلمية قبل تحولها إلى حزب سياسي ضمن حركة إسلامية جامعة عام 1981 وبعد ذلك ولا ينفي ذلك أنها أوشكت أن تنجر إلى المواجهة المدمرة لولا أن أصوات العقل فيها تغلبت قبل حصول المكروه وكان ذلك في مناسبتين مشهورتين. ولكن كل ذلك لا يخرج عن مبدإ الإستثناء الذي أغلق بسرعة ورجع الدر إلى معدنه كما يقال. ولكن بعض الخصوم والمنافسين يعمدون إلى النفخ في بعض تلك الإستثناءات أو في صورة هذا الزعيم أو ذاك ليصدروا وجها للحركة كريها عنوانه الأساس : العنف والإرهاب والتطرف مسايرة لحرب دولية ضد الإسلام بدأت عام 1995 بمناسبة حرب البلقان لطرد المسلمين هناك بعد إنحلال الإتحاد السيوفيتي ووضع أمريكا يدها على المنطقة وهي إلى اليوم مستمرة كأشد ما تكون.   8 ـ موقفنا من السلطة هو واحد دوما لا يتغير من حيث معياره الحاكم : نقترب منها كلما إقتربت من الحرية لنا ولغيرنا ونبتعد عنها بقدر إبتعادها عن الحرية لنا ولغيرنا. نصدر عن تقويم فكري في ذلك مفاده أن الإسلام إنما ينداح وينتصر بدعوته لا بسكونه وأن الدعوة الإسلامية شاملة جامعة لا يحصرها حقل نشاط واحد وأن الحرية لكل أحد وفي كل زمان ومكان وحال وعرف هي الباب الأوسع لتلك الدعوة في كل حقولها وأن الحرية هي حامي الإسلام فهو يتقدم بها ويتأخر بدونها والحديث عن الإسلام حضارة وتدينا طبعا وليس على الإسلام تنزيلا من السماء فهو خالد لا يضره ضار. كما نصدر عن تقويم فكري في ذلك مفاده أن الدولة العصرية التي أممت المجتمعات بعد تذرير بنياتها الإجتماعية القديمة إستخدمت نفوذها السياسي والمالي والأمني لتعبيد الناس لها تعبيدا يبث الذل والذعر ليتوقف النماء ويسود الفقر ويستكبر البطش وهو موطئ قدم خصب جدا لتفكك داخلي رهيب من جهة ولعولمة متوحشة قذرة تحل محل الإحتلال العسكري القديم في ثوب حضاري مدني مزيف من جهة أخرى.   9 ـ حتى نتعرف أكثر على وجه من وجوه هويتنا في هذا الصدد بهذه المناسبة : هويتنا السياسية هنا في العلاقة مع سلطة بن علي تتحدد وفق المصلحة في ميزان يجمعها مع المفسدة كما يجمع مفردات المصلحة بعضها لبعض ومفردات المفسدة بعضها لبعض ليتسنى الترجيح بين كل ذلك بالشورى والتقدير. السذج من الناس يظنون ذلك تخليا عن الثوابت والمبادئ وقبولا بالدنية في الدين حتى ليكاد يرانا الرائي بدون هوية محددة أو بهوية لا ريح لها ولا طعم ولا لون ولكنه في الحقيقة لون في هذا الوجه السياسي تحديدا خافت باهت لأن المصلحة غالبة هنا بسبب إنتفاء ورود النص الجازم كما هو الحال في العبادة أو في المحرمات القطعية مثلا أو غير ذلك من أنظمة الأسرة أو المواريث.   10 ـ إيثارنا للمصالحة على المواجهة بعد أبعاده الدينية والذاتية آنفة الذكر يحفظ مصالح أخرى كثيرة منها : حفظ ما بقي من الوحدة الوطنية التونسية أن تتلاشى تحت مطارق المواجهات المدمرة بين السلطة وبين منافسيها الذين يستخدمون سلاح القوة المادية في ظروف غير متوازنة ولا متكافئة دوليا وعربيا ومحليا فالوحدة عندنا مقصد قاصد أصيل لا نحيد عنه أبدا ولا يضيرنا أن الشيوعيين إعتبروا أن مؤتمرنا الثامن قدم مصلحة الوحدة الداخلية للحركة على مصالح أخرى فوحدتنا هي من وحدة المعارضة ووحدة المعارضة هي من وحدة المجتمع ووحدة المجتمع هي من وحدة البلاد ووحدة الأمة أما الثورات الهوجاء التي تقسمها حركة من حركات ماركس وسكنة من سكنات لينين فهي شرف نؤثر به شركاء الوطن من الشيوعيين ويكفينا من ذلك أننا إصلاحيون متدرجون وسطيون.   11 ـ النضال ضد الإسبتداد كما سماه الشيوعيون وهي تسمية صحيحة أمر لا يزايد علينا فيه إذ لا يستوي عشر معشار ما قدمناه من تضحيات على مدى أزيد من ربع قرن كامل مع ما قدمه الشيوعيون كما وكيفا بكل فصائلهم وملاحمهم ولسنا نستكثر بذلك خيرا من الناس ولكن بمناسبة إنتصاب الشيوعيين لنا معلمين في ذلك يجب قول ذلك وهم يدركون ذلك. أما كون النضال ضد الإستبداد أولى من اللهث وراء مصالحة موهومة بسبب طبيعة سلطة بن علي فأمر يحتاج إلى بيان. بداية لا يصح أن يوضع الأمران موضع التقابل فإما نضال ضد إستبداد دولة بن علي أو نشدان للمصالحة معها بسبب أن المناضل ضد الإستبداد يكافح اليوم ويصالح غدا ويهادن هنا ويواجه هناك ويتحالف مع ذاك ويحارب ذلك وفي كل ذلك هو مناضل ضد الإستبداد والدنيا ألوان مختلفة وليست لونا واحدا يا شركاء الوطن العزيز. ولكن المعيار الحاكم كما ورد آنفا من إنشاء مواجهة أو مصالحة هو دوما واحد لا يتغير وهو : الحرية ومدى القرب منها والبعد عنها. إذا تراجعت سلطة بن علي لصالح الحريات شخصية كانت أو عامة نتراجع إليها بقدر تراجعها وليس في ذلك مظنة ذلة بل هو التقدير الصحيح المراعي لمصلحة البلاد ومصلحة الدعوة الإسلامية وإذا تمادت في الحرب على الحريات تراجعنا عنها بقدر ذلك وليس أكثر من ذلك دون إخسار ولا طغيان لأن التوازن خلق نتعاون على التحلي به ما إستطعنا ولسنا دوما نصيبه ولسنا دوما نجانبه. ليس لنا عدو أبدي لا ترتفع عداوته وليس لنا صديق أبدي لا تنقضي صداقته إلا صداقة القيم العظمى وعداوة الجرائم الكبرى.   12 ـ عملنا للمصالحة ليس لهثا كما تدعون بل هو تثبيت لمبدإ الصلح القرآني ووفاء لطبيعة حركتنا الإصلاحية الجامعة وعاقبة  » اللهث  » وراء المصالحة دوما محمودة. وما البديل إذن؟ نلهث وراء المواجهة التي تضررت منها البلاد أيما ضرر بالرغم من أن مسؤولية حركتنا فيها لا تقاس بمسؤولية السلطة أولا لأنها هي التي أنشأتها إنشاء ومسؤولية المعارضة ( أي بعض أطرافها ) ثانيا لأنها هي التي زكتها ولو بالصمت أو بالتحالف معها ضدنا دون تبين بعدما وعدت بالجنة ولكن سرعان ما إلتهمتها النار ومحمد مواعدة خير مثال حي لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد. أم أن البديل هو أن ندع السياسة والتغيير والإصلاح ونعتكف في كهوف النسيان وندع ما لقيصر لقيصر وما لله لله ونحن نشهد أن كل شيء هو لله وحده سبحانه. عملنا للمصالحة في عهد بن علي ليس وهما محققا ولكنه في الآن ذاته ليس رهنا محققا فإذا إختلفنا في ذلك ونحن فيه مختلفون فإن ما يجمعنا رغم كل ذلك هو التعاون على المصالحة لأنها طريقنا الأوحد دوما لا نسل سيفا ما حيينا إلا ضد عدو غاصب للبلاد.  » لهثنا  » وراء المصالحة لا نندم عليه سواء أثمر مصالحة قريبة عاجلة أو مصالحة بعيدة آجلة ولكنه في كل الحالات ليس لهثا ولكنه عمل واع جاد مسؤول يستوي في ذلك من يطالب بالتفاوض المباشر وهي مرحلة متقدمة جدا لا يراها بعضنا مستحيلة ولا يخذله الآخر أن يعمل لها كما يستوي في ذلك من يقدم الإنفتاح السياسي المتدرج ومن يحرص على خطاب وسلوك يتصفان بالمعارضة الوطنية الجادة المعتدلة دون تشخيص ولا تنازل عن الثوابت المثبتة من مثل الصفة الإسلامية والصفة السياسية والصفة الديمقراطية ولكن كل ذلك الحراك الداخلي له سقف محدد معلوم معروف مضبوط وكل ذلك يسعنا دينا ومصلحة وضمن كل ذلك تعتلج أفكار المصالحة فينا بسبب الحرية والرغبة في وحدة الصف.   وأخيرا وليس آخرا فإن علاقتنا بالسلطة ( أي سلطة ) لا توظف أبدا كما هو عندكم معاشر الشيوعيين وإن ينس المرء من تاريخ تونس الحديث فلن ينسى تسلقكم جدران قصر بن علي تسلق الجراد عاثر الحظ ليتمكن من منافذ التأثير والتوجيه والقيادة في التعليم والتربية والإعلام ليجهز بعصا الدولة وبإسمها على خصم الأمس ذات المنافسة الشديدة التي هزمتكم شر هزيمة في منابر الفكر وساحات الثقافة والجماهير في الجامعات والمعاهد والإنتخابات أي الحركة الإسلامية. تتحدثون عن الديمقراطية وتحول الحركة الإسلامية إلى حزب سياسي وعن الهوية وعن موقفنا من السلطة ومن المعارضة في مواضع التشكيك والإرتياب متجاهلين أن أزلامكم الخبيثة هي التي تحالفت مع سلطة بن علي لإستئصالنا إستئصالا بقوة العصا سجنا وتشريدا وتجفيف منابع لا بقوة الحجة.   اليوم تبين لكم أن سلطة بن علي ماردة على الحرية وأن المصالحة معها وهم في وهم. من كان يستخدم إذن جناحها الدافئ لينتقم من الحركة الإسلامية قبل عقدين كاملين؟ إذا لم تكونوا أنتم مثال الإنتهازية السياسية الساخرة فمن يكون إذن؟   وإلى حلقة تالية أستودعكم من لا تضيع ودائعه.   (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 22 أكتوبر 2007)

إلى كلمة سواء بين الإسلاميين والعلمانيين في تونس.

الحلقة الثامنة الأخيرة: هيئة 18 أكتوبر شركة أوصد بابها الشيوعيون.

 
الهادي بريك ـ ألمانيا.   أورد بيان الشيوعيين في النقطة الثالثة الأخيرة ردا على بيان المؤتمر الثامن لحركة النهضة بأن تيارين يشقان الحركة في خصوص النظر إلى هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات وقد بدا ذلك على حد قولهم مباشرة بعد صدور أول بيان مشترك لتلك الهيئة بمناسبة يوم المرأة في العام المنصرم وما تلا ذلك من ردود أفعال وسجالات فكرية معروفة معللين ذلك بأن الحركة تقبل المشاركة على أساس سياسي حقوقي نضالي لا على أساس ثقافي فكري لأن ذلك بزعمهم يحرجنا لما فيه من إفصاح عن مواقفنا حيال المرأة والتشريع الجنائي وغير ذلك ويعتبرون أن من شروط تواصل تلك الهيئة هو التوافق من لدن الإسلاميين والعلمانيين على حد أدنى من الهوية مشتركة بينهم أي هوية ديمقراطية دنيا وأن خطاب الإسلاميين الذي بزعمهم يفر من الجدال حول الهوية بصفتها خصوصية يخفي وراءه إستبدادا ينفي كل لقاء مشترك.   أبجديات في منهج الحياة لا بد منها قبل التيه في التفاصيل المفرقة :   1 ـ هل نحن الآن في وارد تثبيت الإختلاف الثقافي الجذري مع العلمانيين عامة ومع الشيوعيين خاصة؟ أليس ذلك أمرا محل علم ومعرفة من كل إنسان فوق هذه الأرض؟ لا يكون الشيوعي إسلاميا حتى يؤمن بما نؤمن به من طبيعة جامعة شاملة للإسلام منظما لعلاقة الإنسان مع نفسه ومع ربه ومع الإنسان من حوله في دنيا الثقافة والفكر والعبادة والعقيدة والخلق والسياسة والمال ولا يكون الإسلامي شيوعيا أو علمانيا حتى يحصر الإسلام في الدين أي علاقة بين العبد وربه أو بين الإنسان ونفسه لا ينظم علاقات الحكم و السياسة والمال والإختلاف والتعايش والحرب والسلم والقضاء والإدارة والعلاقة مع الآخر مسالما ومحاربا ومهادنا ومصادقا وحليفا وعدوا. نحن إذن مختلفون ثقافيا بالمعنى الفلسفي للكلمة إختلافا جذريا لا إلتقاء فيه على معاقد الهوية العظمى ولكن ذلك لا يمنعنا من الإشتراك والتعاون فيما ينصلح به حال الإنسان في بلادنا من حريات سياسية وعدل إقتصادي ووحدة إجتماعية ومقاومة للتطبيع الصهيوني وغير ذلك مما تلتقي فيه مصالح الدين ومقاصد الإسلام عندنا مع غايات وأهداف العلمانيين والشيوعيين. هل في هذا الكلام طلاسم متأبية عن الفهم؟ وهل هذا بدع لم تعرف الدنيا من قبل ولا حاضرا له مثيلا؟   2 ـ إنما قامت هيئة 18 أكتوبر في تونس بعد تقويم مشترك من الفصائل المشاركة فيها مفاده أن الدولة في تونس ماضية في إستبدادها ضد مطلب الحريات العام مستفيدة من أمرين كبيرين : أولهما إنشقاق صف المعارضة بين علماني وإسلامي بل بين علماني وعلماني وبين إسلامي وإسلامي وثانيهما توفر بيئة عربية ودولية مناسبة تدعم بوجه من الوجوه لجوء السلطة في تونس إلى تضييق الخناق على الحريات خدمة للمصالح الغربية والأمريكية والصهيونية. قامت تلك الهيئة بمشاركة كل أولئك على أساس مطالب ثلاث قبلها الجميع وتحمس لها الجميع وكانت نقطة مضيئة على درب التعاون المشترك من لدن بعض المعارضات الكبرى الرئيسة في البلاد أمارة عود إلى رشد التوحد بعد غي التفرق. أم تلك المطالب الثلاث التي كانت قطب الرحى في ذلك العمل المشترك هي : الحرية ولا شيء غير الحرية. حرية السجين وحرية القلم واللسان إعلاما وحرية التنظم والتحزب. الحرية هي قطب الرحى في ذلك الحلف التاريخي الكبير الذي كان يمكن له أن يكون نقطة ضوء باهرة في التاريخ التونسي الحديث.   3 ـ إذا كان ذلك كذلك أي أننا مختلفون إختلافا ثقافيا عميقا لا يسده سوى أوبة بعضنا إلى بعض بتشيعنا إلى الشيوعية أو إلى العلمانية أو بإختياركم للإسلام بجماعه وشموله منهج حياة ونظام معاملة وأننا إنما إلتقينا حول العام المشترك الذي يستهدفنا جميعا لا يفرق بيننا أي تفعيل الحرية لدك الإستبداد وعيا بإختلافاتنا الثقافية وخطر السلطة بخياراتها السياسية الماحقة لكرامة الإنسان .. إذا كان كل ذلك كذلك فما معنى إنحراف الهيئة ( 18 أكتوبر ) فجأة وبدون سابق إتفاقات ولا سابق تحذيرات ولا حتى إرهاصات لتكون هيئة دراسية بحثية فيما هو مختلف فيه وهو إختلاف معلوم معروف منذ عقود وقرون وحصلت لنا فيه إشتباكات في الجامعة وخارج الجامعة؟   4 ـ هل يمكن أن ينهض منكم واحد ليقنعنا بأن ذلك الإنحراف المفاجئ من لدنكم إلتفافا على رسالة الهيئة هو كما زعمتم لتوفير هوية ديمقراطية دنيا نلتقي عليها؟ الهوية الدنيا نحن مختلفون عليها إختلافا ثقافيا معروفا كان سببا في الماضي في تفرق صفنا معارضة ونخبة بما أفاد السلطة الحاكمة عقودا طويلة أما الديمقراطية فليست دينا يتقمصه هذا وينزعه عن ذاك ولكنها منهج في تصريف الخلافات وتطويق التدافعات الفطرية والإجتماعية لخدمة السلام والأمن والتعاون وعيا بالإختلاف إذ يكون العلماني أشد الناس إستبدادا وهو في قمة وفائه لعلمانيته كما يكون أشد الناس ديمقراطية وهو في قمة وفائه لعلمانيته وكذلك يكون الإسلامي أشد الناس إستبدادا وهو في قمة وفائه لإسلامه ويكون أشد الناس ديمقراطية وهو في قمة وفائه لإسلامه وكل ذلك يقع منهم بحسب زعمهم لأن العلمانية مبناها الحرية الدينية كما نشأت في الغرب والإسلام كذلك مبناه الحرية الدينية كما نشأ في الشرق ثم إنداح. الديمقراطية إذن أمر محايد لا تلبس به العلمانية ولا الإسلام ومن تبنى منهما ذلك فهو أوفى لمنشئه.   5 ـ أليس يصلح بنا الإلتقاء على الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان مقاومة للظلم والإستبداد حتى مع إختلافنا الثقافي العميق؟ أليس ذلك هو عين الرشد منا ومنكم؟ إذا توحدنا ثقافيا حول الكليات والجزئيات فما هو الداعي لإنشاء ذلك الحلف ضمن تلك الهيئة؟ فلنكن حركة واحدة أو تيارا واحدا وتظل إختلافاتنا تحسم كما تحسم كل إختلافات حركة واحدة أو حزب واحد داخل مؤسساته.   6 ـ إنما المقصود منكم منطوقا ومفهوما هو أن ثقافتنا في كلياتها وجزئياتها ليست ثقافة ديمقراطية وبذا يكون العمل معكم ضمن تلك الهيئة أو أي هيئة أخرى عملا لا طائل منه لأنه تحالف ديمقراطي من جانب إستبدادي من جانب آخر. أي أنكم تعتبرون أن الإسلام إستبدادي خصيم للديمقراطية وهي علة عملكم من أجل تفجير تلك الهيئة الوليدة. ها نحن نتجادل معكم حول هويتنا كلية كلية وجزئية جزئية غير خائفين على بضاعتنا أن تهزمها المجادلات التي عودتنا بالنصر دوما ولم تدخل ثقافتنا حلبة حوار إلا خرجت منه منتصرة وأنتم أول من يدرك ذلك. ها نحن نفعل ذلك معكم ومع غيركم فهل نجمد عمل الهيئة حتى تستبين نتائج تلك الحوارات ثم نؤسس عليها مبنى جديدا لعمل مشترك جديد؟ أم نطلب من السلطة فترة راحة ووقتا مستقطعا أو قيلولة قصيرة حتى نحسم أمرنا في كليات وجزئيات الهوية بيننا وبينكم ثم ننظر من هو الديمقراطي ومن هو غير الديمقراطي ثقافيا؟   7 ـ هل يرتاب عاقل في أن عملكم ذاك بتحويل تلك الهيئة الناشئة إلى مكتب دراسات بين حليفين سياسيين معارضين مختلفين أشد الإختلاف ثقافيا .. إنما هو حيلة ذكية وحمقاء في الآن ذاته لتفجير العمل الحقوقي السياسي المشترك ودك أوصال 18 أكتوبر وإيصاد بابها وتسليمه إلى الشيطان ليعمره كما عمره على إمتداد عقد كامل ونصف قبل نشوء تلك الهيئة وهو شيطان تمادي السلطة في ضربها لكل المكونات لا ترعى في واحد منهم إلا ولا ذمة لا تميز بين إسلامي وعلماني إلا بما يكون قرب خطر أحدهما منها أحدق وأدنى.   8 ـ لم أقدمتم على ذلك؟ لأن طبعكم الإستبدادي غلب عليكم والطبع يغلب التطبع كما قيل. ولأن حساباتكم الداخلية أفضت إلى أن تحالفكم مع السلطة باهض ولكنه مع الإسلاميين حتى لو كانوا معتدلين مشهودا لهم بذلك عربيا ودوليا أبهض. وتقديم الباهض على الأبهض فعل عقلي مفهوم. ولأن مخاوفكم من آثار الصحوة الإسلامية الثانية الجديدة التي لم يكن يرقبها أحد لا منا ولا منكم جاوزت حدود الخوف إلى الهلع والذعر إذ يمكن للحركة أن تفيد من تلك الصحوة أكثر من إفادتكم أنتم بسبب الإشتراك الثقافي وطبيعة الإعتدال الذي يباشر تلك الصحوة بعد إشتداد عودها وتوفر رشدها. ولأن عداوتكم للإسلام التي إنبنى عليها مشروعكم الثقافي الفلسفي الأول لم تسعفكم للثبات على بعض المراجعات الهزيلة التي أجريتموها على منطلقاتكم. إضافة إلى هلعكم من الإسلام دينا وحضارة فإن إنتصار الإسلاميين في فلسطين ومصر والمغرب وموريطانيا وفي كل مكان كانت فيه صناديق الإقتراع سيدا أو شبه سيد .. كل ذلك جعلكم تراجعون حساباتكم بعد تورطكم في التحالف مع الإسلاميين في قضية الحرية التي قدرتم أن ربحهم منها أكثر من ربحكم منها فلم تجدوا حيلة تفجرون بها تلك الهيئة الوليدة سوى تحويلها إلى مكتب دراسات أما النضال على درب الحرية فله أهله الذين تعرفونهم جيدا وله تكاليفه التي تعرفونها جيدا وله حلفاؤه الذين تعرفونهم جيدا وذلك ظنكم بالحرية أنها تتجزأ وبالديمقراطية أنها دثار زور وبحقوق الإنسان أنها خاضعة للمكاييل الغربية .. ظنكم ذاك بتلك القيم الإنسانية العظمى هو الذي أرداكم فأصبحتم خاسرين.   9 ـ ليشهد التاريخ إذن على أن الحركة الإسلامية كانت دوما سباقة إلى كل عمل معارض مشترك دون نظر إلى دين المعارض وثقافته الفكرية كلما كان حليفا ضد الإستبداد الذي يلتهم كل نفس حر وليشهد التاريخ أيضا على أن الشيوعيين أصلا أو المتعلمنين من بعد ذلك إختيارا أو إضطرارا كانوا دوما سباقين إلى دك كل فرصة عمل معارض مشترك مع الإسلاميين بدوافع حزبية ضيقة وبواعث لا صلة لها البتة بالديمقراطية أو الديمقراطية التي يتغنون بها إنما هي قطعة رداء شفاف جدا لا تستر عورة ولا تغني ولا تسمن من جوع يلبسونها متى أرادوا ستر عورة وينزعونها متى أرادوا كشفها ويكيلون بها بذلك بألف ألف مكيال شأنهم في ذلك شأن أبائهم الغربيين الذين خرجوا ثقافيا من عباءتهم يمكن أن يختلفوا على كل شيء إلا على الإسلام ودعوته وصحوته فإنهم يتحدون بسرعة البرق.   10 ـ لتكن إذن هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات مكتب دراسات أو مركز بحوث متمحض لإنجاز الدراسات والبحوث وإدراة الحوارات والجدالات والنقاشات بين الفرقاء الثقافيين المختلفين سيما بين طائفة العلمانيين وطائفة الإسلاميين ولتصدر الكتب والمراجع ولتبسط نتائجها على الناس المهتمين ولتنشئ حركة ثقافية حية في البلاد ولا مانع من ذلك أبدا البتة بل هو مطلوب مفيد ناجع ولكن خوفي أن ذلك نفسه لن يستمر طويلا حتى لو لم ينبس ببنت شفة واحدة فيما يتعلق بقضايا الحرية والإستبداد ولم يسجل حراكا واحدا متعلقا بالسلطة أوالمعارضة لأنه سيمثر لو إستمر نتيجة باهرة عنوانها أن الثقافة الإسلامية ثقافة عادلة في كل مفاصلها كليات وجزئيات وهي ثقافة تنضح حرية وكرامة وعقلانية من أعلاها إلى أسفلها وهي نتيجة يعمل الشيوعيون والعلمانيون على سترها سترا شنيعا بكل الوسائل والطرق.   11 ـ ولكن التاريخ سيسجل بحروف من نور بأن هيئة جامعة ولدت يوما في تونس لتكون كلمة سواء بين العلمانيين والإسلاميين دكا لصروح الطغيان والإستبداد الحكومي المنظم المدعوم غربيا فما لبثت أن تحولت بضغط من الشيوعيين إلى مكتب دراسات سرعان ما تخنقه هو أيضا تمحلاتهم وإرتباكاتهم ثم وئدت تلك الهيئة من لدنهم والسبب هو : عدم إلتقائنا مع الإسلاميين على هوية ديمقراطية دنيا وكأن مطالب الحرية للسجين السياسي القابع منذ عقدين تقريبا وللإعلام المحبوس حتى إلكترونيا ولحق التنظم والتحزب والتجمع .. كأن كل ذلك ليس هوية ديمقراطية دنيا صالحة للإشتراك.   سيكتب التاريخ أن هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات كانت شركة صالحة لبناء لبنة بعد لبنة على درب التحرر من ظلم السلطان لعل بلادنا تنعم بعشر معشار حبة خردل من حرية فتنمو في كل صعيد وكل إتجاه ولكن الشيوعيين أوصدوا باب تلك الشركة.   ولكن ليس لنا سوى أن نقول كما قال الشاعر قديما إذا ما عدتم يوما تبحثون عن شريك وطني :   دار لقمان على حالها … والقيد باق والطواشي صبيح.   دار لقمان هي كل هيئة ذات عمل سياسي حقوقي نضالي معارض مشترك وهي على حالها تؤوي إليها كل وطني يستعين بوطني لدفع الظلم بقدر المستطاع.   هي على حالها مادام القيد باقيا. وإن ذهب صبيح جاء صبيح.   ولتكن الكلمة السواء خير جامع يلم شتات المقهورين فالمصيبة تجمع المصابين.   وإلى حديث جديد في موضوع جديد أستودعكم من لا تضيع ودائعه.   (المصدر: موقع الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 22 أكتوبر 2007)


شكر واعتذار ودعاء

أن يكون الأمر الواجب متخلفا خير من أن لا يكون.

فلئن كان متخلفا عن الأوان نظرا للظروف الصعبة الخاصة التي حالت دون المتابعة الدائمة والمسترسلة للأحداث والعلاقات الإعلامية والسياسية والفكرية الثقافية المختلفة فإنه وبتوفر ظروف أفضل من فضل الله لا يفوتني أن أتقدم عبر الصحيفة الإلكترونية « تونس نيوز »المباركة إلى كل الأخوة وإلى كل الأحرار بالداخل وفي بقاع مختلف من العالم بالشكر على صيغ وتعبيرات المعايدة المختلفة التي وردت علي سواء عبر الهاتف أو عبر عنواني الإلكتروني والصادرة عن الأخوة محمد شمام وأحمد قعلول وحسين الجندوبي والأستاذ نورالدين البحيري ومحسن الجندوبي والأخ المجاهد المرابط لسعد الجوهري وغيرهم بمناسبة عيد الفطر المبارك لهذا العام وأعتذر لهم على عدم المبادرة « وخيركم من بدأ صاحبه بالسلام »كما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وعلى عدم الرد على ذلك بالمثل أو بما هو أفضل منه في الوقت المناسب وأقول لهم بوركتم وبارك الله فيكم وسدد خطاكم وأثابكم وغفر الله لكم وأسأله أن يجمع بيننا في عالم الشهادة في بلدنا لحبيب تونس العروبة والإسلام والحضارة والتقدم  أرض الرباط والمرابطين كما أسأله أن يجمع بيننا في فسيح جنانه ونيل رضوانه بعد أن ينزع ما في قلوبنا من غل إخوانا على سرر متقابلين.

                        ــــــــــــــــــــ

تفــــاصيـل الحـــــــــادثة

أما بخصوص انشغال بعض الأخوة جازاهم الله خيرا بالإعتداء علي بالضرب والعنف اللفظي من قبل أجهزة نظام 7 نوفمبر الرهيب القمعية ليلة 17 رمضان 1428 أمام مقر التجمع الديمقراطي التقدمي بمدينة قفصة وطلب تفاصيل ذلك فقد كنت قد وصغت ذلك في إبانه في بيان حالت الظروف الخاصة دون أن يجد طريقه إلى النشر ووضعه بين يدي الرأي العام في ذلك الوقت وأصبح من الواجب ومن الضروري القيام بذلك اليوم وبناء على طلب الأخوة المهتمين بالأمر والمعنيين وهو البيان الذي جاء بعد التقدم لقيادة الجهة للحزب الديمقراطي التقدمي ببيان مساندة ودعم باسم حركة النهضة والذي على إثره كان الإعتداء علي من طرف البوليس السياسي بقيادة وإشراف المدعو بلقاسم الرابحي رئيس فرقة الإستعلامات (الفرقة المختصة) بقفصة.

وبهذه المناسبة وبناء على طلب التفاصيل وتوضيح الصورة والموقف وإن كان الأمر متأخرا فإني أضع بين يدي القارئ نص البيانين:    

بيان دعم ومساندة

 

يشرف على الهيمنة على الحياة السياسية في تونس حزب يسمي نفسه « الحزب الدستوري الديمقراطي »من ثقافته في الخطاب والممارسة معاداة الأحزاب السياسية والمنظمات والجمعيات والتنظيمات الوطنية الديمقراطية العلمانية منها والإسلامية ومصادرة الحريات واحتكار العنف ودوام التضييق على كل مكونات المجتمع المدني.

– وإذا كان ضحاياه كثيرين، وتاريخه تاريخ محاكمات سياسية وقضايا الخلاف في الرأي.

– وإذا كان قد خسر معركة الإستئصال مع حركة النهضة ومعركة التهميش والإقصاء مع حزب العمال الشيوعي التونسي غير المعترف بهما فهاهو يتجه اليوم إلى إدارة المعركة مع الحزب الديمقراطي التقدمي المعترف به هذه المرة :

– لأنه في ما نعلم وفي هو عليه اليوم من خيارات وتوجهات وما يرفعه من شعارات حزب معارض مقابل أحزاب المعاضدة والمساندة والموالاة.

– ولأنه مستميت في التأسيس للديمقراطية والدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان والمواطن.

– ولأنه يؤسس لثقافة التعايش السياسي على قاعدة احترام الخلاف في الرأي وحرية التعبير.

– ولأنه يعمل على الجمع بين التونسيين وعدم التفريق على أي أساس.

– ولأنه من الأحزاب الرئيسية المهيكلة والمعترف بها قانونيا في قيادة المعارضة السياسية في مواجهة الإستبداد.

– ولأن مقراته مفتوحة لإيواء كل المعارضين السياسيين والحقوقيين وملاذا للمظلومين والمضطهدين من كل فئات المجتمع.

– ولأنه جعل من صحيفته « الموقف » منبرا حرا مفتوحا لكل الأقلام الحرة والجادة المهتمة بالشأن العام والمعبرة عن مشاغل ومشاكل واهتمامات مختلف فئات الشعب.

فسوف لن تكون المعركة الأخيرة التي يخسرها الحزب الحاكم بإذن الله.

ولأن الحزب الديمقراطي التقدمي كذلك، فإنه لا يمكن أن يكون بمنأى عن المضايقة والإضطهاد والمحاصرة والمصادرة من طرف نظام 7 نوفمبر الإستبدادي المعادي للديمقراطية والحرية والهوية وحقوق الإنسان .

ولذلك فليس غريبا أن يلتجئ لكل الأساليب الخسيسة المتخلفة في المصادرة وخنق الأصوات الحرة وإنهاء التوجهات والمسارات والمحاولات الجادة للخروج بالبلاد من حالة الإختناق والإنسداد والفساد السياسي والمالي والإنحلال الإخلاقي والإنحراف الثقافي التي انتهى بها إليها.

وما المحاولات المتكررة لاستهداف سلطة 7 نوفمبر للحزب الديمقراطي التقدمي كما استهدفت العديد من منظمات المجتمع المدني، وما محاولة افتكاك مقره المركزي منه هذه المرة بعد نزع العديد من مقراته الفرعية بأساليب متخلفة وبحشر سلطة القضاء فيها كما سبق أن حشرتها من قبل في قضايا أخرى سابقة لن تكون هي الأخيرة، إلا أكبر دليل على طبيعته القمعية الإستبدادية.

ولذلك فإننا في حركة النهضة بقفصة:

– لا يمكن إلا أن نكون سندا للحزب في معركته من أجل البقاء ومن أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ومن أجل الوطن والشعب، وللسيدة مية الجريبي الأمينة العامة للحزب والأستاذ أحمد نجيب الشابي مدير صحيفة « الموقف » في إضراب الجوع المفتوح الذي دخلا فيه منذ يوم 20 / 09 / 2007 بالمقر المركزي للحزب.

– ندعوا كل الأحرار لتقديم كل أنواع المساندة والدعم للحزب ولقيادته ولمساندة إعلامه الحر والمستقل والوقوف معه في وجه هذه الهجمة الشرسة عليه من قبل النظام « القمعقراطي »في تونس لإلحاقه بالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وبجمعية القضاة وبجمعية المحامين الشبان وبجمعية الصحافيين الأحرار وبحزب تونس الخضراء وبالمجلس الوطني للحريات وصحيفة « كلمة » وغير ذلك من المنظمات الوطنية والمنابر الإعلامية المستقلة.

– نحمل النظام السياسي مسؤولية ما يمكن أن يلحق قيادة الحزب وإدارة صحيفته « الموقف » وسائر منابره الإعلامية من أضرار وما يمكن أن يهدد سلامتها الجسدية والنفسية والعقلية والمادية  والمعنوية عامة.

– كما نحملها المسؤولية الكاملة في ما يمكن أن تنتهي إليه تداعيات الإستمرار في الإجراءات الإدارية والقضائية الظالمة لحرمان الحزب من مقره الرئيسي ومن باقي مقراته في مختلف الجهات ومن تعطيل صدور صحيفته التي هي اليوم صحيفة كل الأحرار وكل التونسيين الجادين.

– كما ندعوا القيادة السياسية بالبلاد لإنهاء مثل هذا السلوك ومثل هذه الممارسات غير الحضارية التي لا تليق بشعبنا ولا ببلادنا في مستهل الألفية الثالثة في التعامل مع المعارضة السياسية الجادة والمسؤولة ومع كل مكونات المجتمع المدني.

                                                                                  قفصة في:22 /09 /2007 .

                                                                                            علي شرطاني

 

 

 

 

بــسم اللـــــــه الرحمـــــان الرحيـــــــم

هــذا بيــان للنــاس

في إطار الحملة الأمنية المتواصلة بالبلاد منذ سنة 1990 والتي كانت السلطة ومازالت تشنها على مكونات المجتمع المدني من جمعيات وأحزاب وحركات وشخصيات وطنية سياسية وحقوقية وإعلامية مستقلة في شهر رمضان المعظم لهذه السنة وإلحاق بها أضرارا مادية ومعنوية، نفسية وجسدية، بينما كنت متوجها إلى مقر الحزب الديمقراطي التقدمي بمدينة قفصة لأداء واجب المساندة والدعم له ولقيادته ولإعلامه في المظلمة المسلطة عليه لافتكاك مقراته الجهوية ومقره المركزي بالعاصمة حيث إدارة صحيفة الموقف الناطقة باسمه  وحيث تعتصم السيدة مية الجريبي الأمينة العامة للحزب والأستاذ أحمد نجيب الشابي مدير الصحيفة، وقد دخلا في إضراب عن الطعام احتجاجا على ذلك، ودفاعا عن حقهم القانوني في المحافظة على مقر حزبهم وإدارة صحيفتهم، منذ يوم 20 سبتمبر 2007 ،حتى اعترض سبيلي مجموعة كبيرة من عناصر البوليس السياسي ودعوني إلى عدم العودة إلى سلوك هذا الطريق مستقبلا ليلا أو نهارا وأعادوني على أعقابي. وفي ليلة 17 رمضان 1428 الموافق لـيوم 28 سبتمبر 2007 وحال وصولي، وبينما كنت أهم بوضع دراجتي النارية أمام مقر الحزب، حتى أسرع عدد كبير من نفس العناصر التي منعتني من الوصول ليلة 15 رمضان الموافق لـيوم 26 سبتمبر، ولم تكن المعاملة هذه المرة كسابقتها، ولكنهم انهالوا علي ضربا وسبا وشتما بكل وخشية وغل وحقد، وأجبروني على المغادرة تحت فرط استعمال العنف المادي واللفظي.

وبحلولي بعد لحظات بمقهى النورس القريب من مكان الإعتداء علي انتهت الترتيبات الأمنية السريعة والميدانية إلى تكليف عنصرين منهم بمتابعتي ومراقبتي عن قرب حتى غادرت وسط المدينة إلى مدينة القصر القريبة حيث إقامتي، وهما يقتفيان أثري على متن سيارة مدنية إلى هناك.وقد تبين أنهم كانوا يستهدفونني شخصيا بالمنع استهدافا خاصا، بعدما تناء إلى علمي بعد ذلك، أنه لم يتم منع أحد غيري من الوصول إلى المكان المذكور للمشاركة في الإجتماع المقرر لتلك الليلة لتدارس الوضع والبحث في ما يلزم لمجابهة المظلمة.

– لذلك وبعد رفضي للطريقة الهمجية التي عوملت بها،  وإدانتي للعنف الذي كنت عرضة له، والذي مارسته ضدي وتمارسه ضد غيري العصابات الأمنية، والتمسك بحقي في التنقل بحرية بالمدينة كما في البلاد، وبكل ما يمنحني القانون من حقوق.

– فإني أطلب من أصحاب المسؤوليات على حماية الأفرد والممتلكات والمكاسب ومن أصحاب النفوذ، إلزام الجهات والعناصر الأمنية الراجعة لها بالنظر باحترام الذوات البشرية وحقوق الناس وبما يلزمهم به القانون.

– أدعوا إلى إنهاء مسلسل عنف السلطة ضد مدنييها وضد نشطاء حقوق الإنسان والمعارضة السياسية السلمية.

– كما استنكر وأنبه إلى خطورة هذا التمييز في المعاملة على أي أساس كان بين مواطني الشعب الواحد في الوطن الواحد.

– ومن موقع المنخرط في الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أدعوا فرعها بقفصة إلى إصدار موقف من الإعتداء بالعنف اللفظي والبدني على أحد منخرطيه وتمييزه بالمنع مما لايمنع منه غيره ومما لا يمنعه منه القانون، وباستهدافه استهدافا خاصا بذلك.

– وأخيرا وفي إطار التمييز في المعاملة ووضوح خطة الإستهداف الخاص لشخصي بدون سبب وفي غير وجود لأي مخالفة للقانون من طرف أعوان البوليس السياسي أحمل السيد وزير الداخلية المسؤولية الكاملة في ما يمكن أن يمثل خطرا على حياتي أو تهديدا لها يمكن أن تكون الجهات الأمنية الراجعة إليه بالنظر من ورائه.

                                                                                    قفصة في:01 اكتوبر 2007

                                                                                              علي شرطاني         

 

 

بسم الله الرحمان الرحيم                                                                تونس في 2007/10/22 والصلاة والسلام على أفضل المرسلين                                                  بقلم محمد العروسي الهاني الرسالة رقم 317                                                                                                                                              على موقع تونس نيوز                                        شعارنا الصدق والوضوح الجزء الرابع الجملة 63 مقترحا وهو عمر الرسول صلى الله عليه وسلم

 

الرسالة المفتوحة لسيادة رئيس الجمهورية بمناسبة الذكرى العشرين : 8 مقترحات جديدة

 
أواصل على بركة الله وعونه تقديم بقية المقترحات إلى صانع التحول عسى أن تحظى بالعناية والرعاية والاهتمام بمناسبة الإحتفال بالذكرى العشرين لبيان السابع من نوفمبر 1987 وقد نشرت 3 رسائل على امتداد أيام 17 – 18 – 20 واكتوبر 2007 واليوم أتقدم سيادة الرئيس المحترم، بحملة جديدة من المقترحات والخواطر والأراء 56 مزيد تطبيق الاتفاقيات المبرمة بين الأشقاء في اتحاد المغرب العربي عام 1989بمناسبة ميلاد الاتحاد المغاربي منها اتفاقية التعاون بالمثل في خصوص تبادل الخبرات والتعليم ومعادلة الشهائد العلمية وعمل المحامين في كل بلدان المغرب العربي والاعتراف بالشهائد العلمية والمهنية منها شهادة الكفاءة المهنية لمهنة المحامات وقد حصل أن تخرج عدد هام من التونسيين في مهنة المحامات وعندما عاد والي تونس وجد صعوبة في مباشرة المهنة ولم يقع الاعتراف بشهادة الكفاءة المهنية الصادرة من المغرب أو الجزائر وهيئة المحامين رفضت هذه الشهائد وبعض الطلبة لجؤوا للقضاء التونسي وأحدهم ينتظر خمسة أعوام النتيجة والمطلب محبوس بهيئة المحامين وفي مناسبة منذ أشهر حمل معه نجليه وذهب إلى مقر جمعية المحامين وقد وجد لافتة مكتوب عليها شعار التضامن مع اخواننا في العراق ودفع الحصار عن الشعب العراقي قال هذا الطالب بصوت مؤثر ارفعوا الحصار عنا وعلى أبنائنا وبعدها طالبوا بهذا الحق العربي وبدون تعليق..57- التقسيم الترابي : ضرورة مراجعة التقسيم الترابي هناك جهات ومناطق ترابية عمادات ومعتمديات من المنطق ظمها إلى المعتمديات المجاورة أو الولايات المجاورة مثل عمادة الحجارة والبطاطحة وعمادة اولاد عمر وأولاد  تومي والرواضي من المفروض هذه العمادات أن تكون تابعة لمعتمدية الجم ولاية المهدية أقرب وفي صورة إحداث ولاية الجم المنتظرة يمكن ظم جهات عديدة إلى الجم من باب العدل السياسي – 58 – استرداد الحقوق المدنية : من الضروري وبصفة اَلية استرداد الحقوق بعد إنتهاء المدة المنصوص عليها في القانون خمسة أعوام بالنسبة للأحكام المتعلقة بالسجن و 3 أعوام المتعلقة بالخطايا دون طلب أو تأجيل أو استثناء وبدون تعليق59 – – أثمان الشاحنات والمعدات الفلاحية  – مزيد العمل على احترام اتفاقيات المنظمة العالمية للتجارة القات حيث أنه مع حلول عام 2008 ينتعي الأداء الموظف من طرف الديوانة على السيارات والشاحنات والجرارات لكن كل عام يحل وإلا والأسعار ترتفع فمن هو المستفيد يا ترى المواطن المستهلك المسكين أم صاحب المشروع التجاري – ارتفاع مادة البنزين 3 مرات سنويا – 60- كلنا يعلم مدى تعاون الشقيقة الجزائر والشقيقة ليبيا مع بلادنا وحسن الجوار والتعاون المثمر والمساعدة لنا في مدنا بالغاز من الجزائر مجانا حسب الإتفاقية وكذلك المساعدة في أسعار معقولة مع القائد معمر القذافي دعما لجهود تونس أيام الشدائد والمحن للشقيقة ليبيا وقد زودنا بكمية بأسعار معقولة لماذا هذه الأسعار المرتفعة والغاز المجاني من الجزائر ولم نخفّظ في ثمنه لشعبنا التونسي الكريم – دعم الفلاحة ومزيد الإنتاج للمحافظة على القدرة الشرائية – 61- نلاحظ أن ارتفاع الأسعار سنويا في ازدياد مهول والطاقة الشرائية تدهورت للغاية وأن التضخم المالي أصبح ملحوظ ونعطي مثال بموسم العودة المدرسية وحلول شهر الصيام رمضان المعظم كان لهما أكبر الأثر على جيب المواطن المسكين صاحب الدخل المتواضع وقد اقترحت في رسالة مفتوحة يوم غرة اكتوبر الجاري اسناد مرتب شهر من أموال المجموعة لأصحاب الدخل الضعيف ونصف مرتب لأصحاب الدخل المتوسط بمناسبة مرور 50 سنة على الاستقلال و 20 عاما على التحول كهدية لشعبنا الوفي – 62- وضع حد لأرباح الوكالة العقارية للسكن : لا يخفى أن ارتفاع أسعار الأراضي الصالحة للسكنى قد تضاعف 20 مرة على عام 1984 حيث كان ثمن المتر الواحد 7 دنانير بحمام الشط وأصبح اليوم 155 دينار أو أكثر إن وجد هناك وأصبحت الوكالة ذات صبغة تجارية منذ أعوام بينما بعث عام 1973 كانت ذات صبغة اجتماعية للحد من تلاعب الخواص وتحقيق التوازن أين هذه الغايات السامية يا ترى فهل من حل عاجل – الخدمات الصحية أصبحت تجارية -63- ضرورة إعطاء أولوية للمجال الصحي وجعل الخدمات الصحية بمقابل معقول سواء في المستشفيات الحكومية أو المصحات التي تغلبت عليها الصبغة التجارية المشطة وعندما عالج الصحفي القدير البشير رجب هذا الملف الخطير ذات مرة أمطروه بالاتهامات وكأنه لوبي في المجال الصحي أين مفهومنا لصحة الإنسان في عهد الإستقلال. هذه مقترحاتنا عسى أن تجد ابن الحلال لإبلاغها لسيادتكم في الذكرى العشرين. قال الله تعالى : يا أيها الذين اَمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا » صدق الله العظيم. محمد العروسي الهاني هـ :22 022 354


 

تونس في 19 أكتوبر 2007

                                                                                                                    

تواصل الأزمة النقابية…

 

* في حالة لم تمتثل البيروقراطية النقابية إلى إرادة القاعدة و تسحب عقوباتها اللاشرعية و تلبي مطالب النقابيين الديمقراطيين فالتتحمل المسؤولية التاريخية في تفتيت الإتحاد العام التونسي للشغل

* أدعو النقابيين الديمقراطيين المجمدين و المرشحين للتجميد إلى سحب ثقتهم و وضع علي رمضان و زمرته خارج الشرعية و رفض تطبيق قراراته الفاشية

* ليكن رد الإطارات النقابية المنتخبة على الأرض إقصاء كل الهياكل القطاعية و الجهوية الممثلة للمركزية النقابية، و التي تقدم على تطبيق قراراتها اللاشرعية، من فضاء مؤسساتها و التحضير العملي، في حالة محاولة البيروقراطية وضعها خارج إطار القانون بالتواطئ مع السلطة، للتشكل كنقابات مستقلة و إرسال نسخة من قوانينها الأساسية إلى السلطات المعنية (كما ينص على ذلك القانون التونسي) كخطوة أولى نحو تكوين كونفيديرالية جديدة تسحب البساط من تحت أقدام البيروقراطية و تعيد سلطة القرار إلى العمال و الموظفين مع مواصلة النضال من داخل الإتحاد لإعادة تصحيح مساره.

 

بقلم : قبايلي . ن: نقابي

 

     من جديد أقدم، أيام 8 و9 أكتوبر 2007 ، خائن الطبقة العاملة و ربيب السلطة  علي رمضان  المعروف تحت كنية السيستاني، و المعروف بالمراوغة و الدهاء  و الذي لبس سابقا مسوح التقوى و الفضيلة إلى حد إقناع أحد رموز النهضة (علي العريض) بإصدار بيان يشيد فيه بفضائله و لبس مسوح النزاهة و الثورية إلى حد إقناع النقابيين بحمله على الأعناق لإرجاعه إلى حظيرة الإتحاد خلال مؤتمر جربة بعد أن طرد منه، على إصدار قرارات تجميد جديدة أو إيقاف عن النشاط النقابي تخص، في هذه المرة، جهات القصرين و قفصة و بالذات الرفاق محمد الرضى البرهومي المنتخب و المتحصل على ثقة القواعد النقابية مرتين بصفته عضو النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بالقصرين و عضو النقابة الأساسية للتعليم الأساسي بسبيطلة ونوفل معيوفة الكاتب العام للفرع الجامعي أو النقابة الجهوية للكيمياء و النفط بقفصة.

   هذا و قد علمنا من مصادر موثوق بها، بأنه بعد إحالة الكاتب العام للنقابة الجهوية للمياه بتونس (عزالدين دبيب) على لجنة النظام الوطنية على خلفية ملف ملفق من طرف مرتزقة علي رمضان (نورالدين الطبوبي و مراد ساسي) و رغم انقلاب شهود الإدعاء و إدلاءهم بشهادتهم لصالح النقابي المذكور فإن قرارا بتجميده قد اتخذ بعد و لا ينتظر إلا الظرف السانح لإصداره رسميا. و يفسر العارفون بكواليس بطحاء محمد علي هذا التردد بخوف السيستاني من رد فعل الإتحاد الجهوي للشغل بتونس الذي يشهد مكتبه التنفيذي غليانا بعد أن وصل عدد الإطارات النقابية المجمدة التابعة له إلى 8 و من أن ينتشر التمرد إلى اتحادات جهوية أخرى (مثل القصرين و قفصة بعد أريانة) إذا ما أقدم أكبر اتحاد جهوي بالإتحاد على رفض تطبيق قرارات قسم النظام الداخلي.

   و إذ يثبت هذا التعنت الذي يبديه المكلف بقسم النظام الداخلي، صاحب الصيت السيئ المكنى بالسيستاني، و إصراره على تنفيذ التعليمات التي تلقاها من السلطة بتصفية النقابيين الديمقراطيين حتى يحصل على صك الإعتراف به كولي لعرش عبد السلام جراد، فإنه يؤكد أيضا أفول نجم عبد السلام جراد الذي يجد نفسه مجرورا جرا إلى ساحة معركة لا يعرف خباياها إلا ربيب السلطة السيستاني.

   المعركة القادمة التي يتداخل فيها السياسي مع النقابي معركة شرسة بالسلاح الأبيض و على جبهتين (جبهة داخلية و جبهة خارجية) يتواجه في الأولى  » جماعة التوريث » بدعم رمزي من السلطة مع جبهة عريضة، بدأت تظهر ملامحها، من النقابيين اليساريين و النقابيين الديمقراطيين لفرض السيطرة الكاملة على الإتحاد و هي المعركة التي ستحدد مآل قرارات مؤتمري جربة و المنستير و مسألة الوراثة داخل الإتحاد و تحدد هل سيحافظ الإتحاد على استقلاليته و يرفض أن تصدر له السلطة ما تسببت فيه خياراتها من أزمة اقتصادية خانقة تروم تحميل نتائجها للطبقة العاملة أم سينزلق  و يقحم نفسه في الحقل السياسي (بالمعنى السياسوي للكلمة) ليبايع إعادة ترشيح ممثل الحزب الحاكم لدورة ثانية و يتخلى عن ما تبقى من حقوق العمال مقابل وهم وقوف السلطة إلى جانب جماعة التوريث، أما في المعركة الثانية فكل الدلائل تشير إلى استعداد السلطة لشن هجوم استئصالي على الإتحاد مهما كان المنتصر و المسيطر عليه و ذلك لاستفحال أزمتها و استحالة تعايشها حتى مع حد أدنى من الحركية المطلبية قد تنبع من اتحاد طيع و مدجن و لضغط دوائر المال العالمية لضرب ما تبقى من مجلة الشغل و من حماية اجتماعية للعمال داخل البلاد حتى يرتع رأس المال كما يشاء.

    إن اختيار علي رمضان خيانة العمال و الموظفين و الإستقواء بدوائر النفوذ داخل قصر قرطاج يفرض على النقابيين خوض غمار معركة لم يختاروها خاصة أمام أفول نجم الأمين العام و تحوله إلى دمية بيد السيستاني و اكتفاء قدماء المكتب التنفيذي بالتململ و تخييب الأعضاء الجدد لآمال النقابيين لترددهم في كبح جماح ذلك الطامح إلى العرش و لو على أنقاض ما بناه الحامي و التليلي.

    هذا و تشير مصادرنا إلى مداولات كثيفة بين مكونات اليسار النقابي و الديمقراطي تحضيرا لخوض جملة من التحركات التصاعدية لسحب الثقة من البيروقراطية النقابية و إحكام الخناق عليها و محاصرتها داخل معقلها بساحة محمد علي و دور الاتحادات الجهوية الموالية لها. كما تشير نفس المصادر إلى اتصالات كثيفة مع نقابات (خاصة من التعليم) ذات تجربة في التصدي للبيروقراطية بالجزائر و المغرب و إلى تلقي التيار النقابي الديمقراطي ليد العون من مناضلين ديمقراطيين بالمهجر مكنته من الحصول على العناوين الإليكترونية لأغلب النقابات الأوروبية مما سيساعده على تقديم مذكرات تفصيلية لهذه المنظمات النقابية تفضح ما آلت أوضاع العمال و الموظفين في ظل القيادة الحالية للإتحاد و تفريطها في مكاسبهم و مركزتها للنفوذ و تحويلها الإتحاد العام التونسي للشغل إلى منظمة كليانية تتلاعب بالانتخابات، تصادر صلاحيات الهياكل النقابية القطاعية المنتخبة و ترفض الرضوخ إلى المساءلة و المحاسبة من طرفها و تجردها بجرة قلم عند تمسكها بممارسة صلاحياتها و تتعدى على قرارات المؤتمرات الوطنية و ترهن استقلالية الإتحاد بإقحام نفسها في الصراع على السلطة و تزكية إعادة ترشيح ممثل الحزب الحاكم لنفسه مرة أخرى و تتشدق رغم ذلك بشعارات الديمقراطية الجوفاء في المحافل الدولية. هذا و قد علمنا بأن مسودة لبرنامج عمل مشترك بين مكونات اليسار النقابي و الديمقراطي بصدد التحضير.

  و مع بوادر تكون هذه الجبهة العريضة للتصدي من مكونات اليسار النقابي و الديمقراطي و رفع سقف مطالبها يظهر و أن الأزمة النقابية بدأت تدخل منعرج اللاعودة و باتت المواجهة حتمية. و في حالة عدم امتثال البيروقراطية النقابية إلى إرادة القاعدة بسحبها لعقوباتها اللاشرعية و تلبية مطالب التيارات النقابية اليسارية و الديمقراطية فإنها ستتحمل المسؤولية التاريخية في تفتيت الإتحاد العام التونسي للشغل.

 أما شخصيا و كمساهمة مني في دعم برنامج العمل المبني على المطالب و أشكال التحرك المذكورين أعلاه فإنني :

1)  أدعو النقابيين الديمقراطيين المجمدين و المرشحين للتجميد إلى سحب ثقتهم من البيروقراطية النقابية و وضع علي رمضان و زمرته خارج الشرعية و رفض تطبيق قراراته الفاشية،

2)  أناشد الإطارات النقابية المنتخبة إلى أن يكون ردها على أرض المعركة هو إقصاء كل الهياكل القطاعية و الجهوية الممثلة للمركزية النقابية، التي تقدم على تطبيق القرارات اللاشرعية لقسم النظام الداخلي، من فضاء مؤسساتها و التحضير العملي للتكون كنقابات مستقلة و إرسال نسخة من قوانينها الأساسية إلى السلطات المعنية (كما تنص على ذلك القوانين التونسية ) كخطوة أولى نحو تكوين كنفيديرالية جديدة تسحب البساط من تحت أقدام البيروقراطية و تعيد سلطة القرار إلى العمال و الموظفين

إذا ما أصرت المركزية النقابية على وضعهم خارج إطار القانونية مع مواصلة النضال من داخل الإتحاد لإعادة تصحيح مساره.

 

                                      لتسقط البيروقراطية و الخونة و المرتزقة و الدجالين!!

                            البيروقراطية تحفر قبرها فلنساعدها على ذلك لتحرير العمال و الموظفين من قبضتها!!

 

 

                                                                                        قبايلي . ن: نقابي

 

(المصدر نشرية  » الديمقراطية النقابية و السياسية » عدد 15 ليوم 20 أكتوبر 2007 )

الرابط : / http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p

   


 

 

مراكز لتسويق سلع أجنبية … ملجأ تونسيين هرباً من البطالة

 
تونس – سلام كيالي       العشرات منها موزعة في أنحاء تونـس، ولكل بـضاعتها التي تسوق لها في أنـحاء العـالم. هي شـركات تـسوق بعض المنتجات الأوروبية لكن ليس في تونس.   هذه المراكز وجهة الكثير من الشباب، والميزة الأساسية التي يجب أن يتمتع بها المتقدم لهذه الوظيفة هي إتقانه للغة البلد التي يجب أن تسوق فيه البضاعة، والأوفر حظاً من يتقن أكثر من لغة أجنبية.   ونجحت هذه الشركات في امتصاص الكثير من الشباب بتوفير فرص عمل لهم. ولو أنها على حد قول البعض خفيفة، استطاعت أن تستوعب مئات الخريجين الجدد الذين استعصت عليهم فرصة عمل أفضل.   مريم (24 سنة) خريجة معهد الإحصاء والتصرف، تعمل في مثل هذه الشركات منذ أن تخرجت، فهي لم تتمكن من إيجاد فرصة عمل جيدة، إما لسوء طالعها كما تقول، أو لأن حالتها كحالة الآلاف غيرها. المهم بالنسبة اليها أنها تستطيع تأمين نفسها ولو بمبلغ بسيط في نهاية الشهر، قد يزيد أو ينقص بحسب جهدها في العمل.   ما يقارب 200 دولار هي كل ما تحصل عليه. لكن هذا المبلغ ليس بثابت، فهي ستحصل على نسبة كمكافأة مقابل أي موعد مع زبون يمكن أن تعقده من خلال مكالماتها المتتالية في اليوم، والشاطر من يزيد..   موضوع عقد لقـاء مـع أحد الزبـائن كما تقول مريم مرهـون بأمور عدة، كشخصية الموظف وقدرته على الكلام والمحاورة والجدال، وإتقانه للغة وهو عامل مهم وأساسي ليتمكن من إجراء الحوار مع الزبون، جدية الزبون أيضاً في شراء البـضاعة لها دور أيضاً في العملية.   الأهم من هذا وذاك هو نوعية البضاعة، فهناك بضاعة تسوق بسرعة ومطلوبة في مختلف البلدان كخدمات الاتصالات والالكترونيات، وهناك ما هو يقل الطلب عليه، وهكذا.   تجربة مريم في العمل في مثل هذه الشركات لم تتوقف عند شركة واحدة، فهي تنقلت من شركة تبيع خدمات الاتصالات وتسوق لها إلى شركة تسوق الحواسيب إلى أخرى تسوق العطورات ومستحضرات التجميل، وهي في جميعها لم تستطع البقاء مدة طويلة، إما لصعوبة المواصلات إلى مقر العمل، أو لصعوبة التسويق لإحدى السلع، وبالتالي مكافآت أقل.   هذه هي الفرص المتوافرة بكثرة للخريجين في هذه الأيام، تقول مضيفة انها سهلة، «فإتقان اللغة، بخاصة الفرنسية متيسر عند الجميع، خصوصاً من خلال مناهج التعليم».   ووجدت مريم فرصاً أخرى، كالعمل سكرتيرة، لكنها لم تجدها فكرة عملية، «والتواجد في مثل هذه الشركات التسويقية فكرة أفضل، فهي مليئة بالشباب من العمر نفسه والهموم نفسها، بخاصة مع تشابه التجربة».   ربما ليـس من المستـغـرب أن تعمل مريم في هذا المجال، الذي يتقاطع مع شهادتها الجامعية، لكن أن تعمل خريجة معهد لتصميم الأزياء فيه، فأمر يثير الاستغراب.   أميرة (26 سنة) تخرجت من معهد خاص لتصميم الأزياء منذ عام تقريباً، ولم تجد للآن فرصة عمل تعبر فيها عن مواهبها، فمع أنها نجحت في مقابلتي عمل لمعامل للألبسة الجاهزة، إلا أنها لم تستطع الالتزام مع أحدها، مرة لأن المصنع للملابس الرجالية التي لم تعتد تصميمها، ومرة ثانية لبعد المسافة، إذ كان يجب أن تذهب إلى منطقة الحمامات التي يتطلب الذهاب اليها من العاصمة ساعة.   أميرة كانت في عملها تسوق خدمات إحدى شركات التأمين في سويسرا، وعند الاتصال مع أحد الزبائن يجب أن يقتنع تماماً بأن مركز الاتصال موجود فعلياً في سويسرا، لأجل الصدقية، وبالتالي فإن أي موعد مع أحد الزبائن، يتولاه موظف من الشركة صاحبة السلعة المسوقة.   ولم تستطع أميرة الاستمرار في العمل، لأنها لم تتحمل الجلوس ساعات على كرسي أمام شاشة الكومبيوتر، لإجراء الاتصالات، استمرت شهرين فقط.   وليس انعدام فرص أفضل السبب الوحيد للتوجه الى شركات التسويق. صابرين (27 سنـة) خريجة معهد السياحة، لم تكلف نفسها عناء البحث عن فرصة، لأنها تعلم أن شركات التسويق تريدها لأنها تتقن الفرنسية والانكليزية والايطالية، وهذا ما رفعها في عملها وبسرعة من موظفة تعمل على عقد اللقاءت، الى مسـؤولة عن مراقبة الاتصالات الصادرة عن الموظفين في الشركة.   صابرين لا تستمر في عملها في كل مرة أكثر من شهر، فهدفها من العمل ليس الحصول على المال، بل كسر حالة الروتين التي تمر فيها بين الفينة والأخرى.   (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 أكتوبر 2007)

منافسة فرنسية – عربية لشراء أسهم في أكبر شركة تونسية للتأمين

 
تونس – سميرة الصدفي       تتنافس شركات مغربية وفرنســـية وعربية على شراء 35 في المـــئة من أسهم «الشركة التونســية للتأمين وإعادة التأمين»، وهي أكبر شركة تأمين في البلد، في إطـــار استكمال خطة التخصيص التي باشرت الحكومة التونسية تنفيذها اعتباراً من عام 1986.   وترتبط خطوة تحرير قطاع الخدمات باتفاق الشراكة الذي توصلت اليه تونس مع الاتحاد الأوروبي في عام 1995، يقضي بإنشاء منطقة للتبادل الحر بحلول عام 2012.   ويشكل تحرير الخدمات المرحلة الثانية من الاتفاق، بعد تحرير تبادل المنتوجات الصناعية في المرحلة الأولى.   وأفيد أن ثلاث مجموعات فرنسية هي «غروباما» و «ماسيف» و «أكسا» ومجموعة «وطنية» المغربية و»المجموعة الخليجية للتأمين» (المتفرعة من مجموعة «كيبكو» الكويتية) اضافة الى مجموعتي «اللبنانية العربية للتأمين» و«ناسكو كاراوغلان للتأمين» اللبنانيتين تتنافس على شراء الحصة المعروضة للتخصيص من أسهم المجموعة التونسية، التي تسيطر على 32 في المئة من سوق التأمين المحلية.   حصيلة خطة التخصيص   وأظهرت إحصاءات أعدتها وزارة التنـمية الإقتصادية التونسية أن إيرادات خطة التخصيص، التي شملت أكثر من 205 مؤسسات ومنشآت عمومية، درّت أكثر من 2.6 بليون دينار (بليوني دولار).   وخضعت 100 منـشـأة عمومية للتخصيص الكامل، وشملت عمليات التخصيص الجزئية 39 منشأة فقط وصفيّت 40 أخرى لضعـــف الأمل في إنقاذها وإصلاح أوضــاعها. وفُتح رأس مال 11 مؤســسة لمساهمات القطاع الخاص، في إطار منــاقصات عمومية، وأعيدت هيكلة 6 مؤســـسات أخـــرى وتنــازلت الدولة عن 5 مؤسسات عمومية خاسرة.   ولا تزال هناك مؤسسات تونسية كبيرة معروضة للتخصيص، في مقدّمها مصانع «الشركة الوطنية لدواليب السيارات» (ستيب) التي دمّرتها نشاطات التجارة الموازية وورشات «الشركة الوطنية لتجميع السيارات» (ستيا) و «الشركة الوطنية لتوزيع مشتقات النفط» (عجيل) التي تستأثر بـ47 في المئة من السوق المحلية لتوزيع المحروقات، وتملك 188 محطة خدمات تشمل كل المحافظات، وتخطط الحكومة للتخلي عن 35 في المئة من رأس مالها في الفترة المقبلة.   (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 أكتوبر 2007)


تونسي يعتصم امام سفارة سويسرا منذ 311 يوما لفصله من العمل

 
تونس (رويترز) – واصل تونسي اعتصاما يقوم به أمام مقر سفارة سويسرا بتونس منذ 311 يوما احتجاجا على قرار بفصله من العمل في السفارة رغم قسوة الاحوال الجوية. وقالت صحيفة الاسبوعي يوم الاثنين ان مراد النفاتي ما زال معتصما امام السفارة السويسرية بتونس احتجاجا على فصله بطريقة تعسفية من عمله في السفارة. وتحدى النفاتي قسوة الحر والبرد التي مرت عليه منذ اكثر من عشرة اشهر حين فصل من عمله بسبب « رفضه ترجمة مقال صحفي يسيء الى بلاده مقتبس من صحيفة معارضة » على حد تعبيره. وقال النفاتي انه « مصمم على نيل حقوقه حتى لو كان الثمن حياته وضياع مستقبل زوجته وابنائه ». وقالت الصحيفة ان السفير السويسري بتونس أمر بمصادرة معلقاته الاحتجاجية التي تلخص مطالبه. وقال النفاتي انه لن يغير اسلوبه الاحتجاجي حتى لو نزل السفير الف مرة وصادر معلقاته.   (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 22 أكتوبر 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

مؤسف: بعد 311 يوما اعتصام أمام السفارة السويسرية بتونس…

آخر التطورات في قضية التونسي المضرب عن الطعام تقول ** القنصل السويسري يعتدي على مراد النفاتي بالعنف! ** السفير ينزل بنفسه ليصادر المعلقات والسائق يهدّد ويتوعد…!

 
تمضي اليوم على التونسي أحمد مراد النفاتي 311 يوما من الاعتصام أمام السفارة السويسرية بتونس احتجاجا على ما تعرض له عندما فصل عن عمله بالسفارة تعسفا ولم يجد في هذه السفارة من يصغي اليه ويعيد اليه اعتباره  وحقوقه التي أكد لنا في آخر حديث معه أنه مصمم على نيلها حتى لو كان الثمن حياته وضياع مستقبل زوجته وأبنائه.   ومتابعة منا لهذه القضية التي باتت أكثر تعقيدا من قضية الشرق الأوسط رغم أن حلها ممكن علمنا أن بعض التطورات قد حصلت سببها  تشنج البعض من أعضاء السفارة ولجوئهم لأساليب غير حضارية لمنع المواطن التونسي مراد النفاتي من مواصلة الاعتصام.  

 القنصل يضرب ويجرح!!  

وعوض البحث عن حل جذري ينهي المشكل من أساسه يبدو أن القنصل فقد أعصابه يوم 16 أكتوبر على حد ما ذكره مراد الذي اتصل بنا ليروي لنا أن القنصل  جاءه عند الساعة العاشرة و20 دقيقة صباحا واعتدى عليه بالعنف محدثا له خدوشا طولها 4 صنتمترات. وقد جدت الواقعة أمام الخاص والعام حسب تصريح محدثنا ودونت الجهات المختصة ملاحظاتها فيها. وتم نقل  مراد النفاتي الى مستشفى المنجي سليم حيث عاين حالته أستاذ مختص في الجراحة العامة ومنحه شهادة طبية أولية وراحة مدتها أربعة أيام.   السفير ينزل والسائق يهدد   وأضاف مراد النفاتي إنه وضع معلقاته الخاصة التي تلخص مطالبه وتعبر عن احتجاجه في أماكنها العادية امام السفارة.. وعلى الساعة السادسة و10 دقائق من مساء يوم الخميس 18 أكتوبر نزل السفير بنفسه من مكتبه وقام بمصادرتها وطلب من العون المكلف بحماية العمارة التي بها السفارة إما حجز المعلقات وإما توفير الأمن والحماية للسفارة من «خطر المعتصم» الذي ظل يطالب بحقوقه طيلة 311 يوما بطريقة أكثر من سلمية.   وقد أكد لنا مراد النفاتي أنه وضع يديه وراء ظهره عندما اعتدى عليه القنصل في إشارة الى أنه يطالب بحقه بطرق حضارية رغم الاعتداء وليبرهن للجميع أن الضرب بعيد عن الحضارة. وقال مراد أيضا إنه وضع نسخا من المعلقات وإن السفير صادرها من جديد وأكد أن ذلك لن يثنيه عن وضع لافتات أخرى حتى لو نزل السفير ألف مرة في اليوم. وأصرّ مراد النفاتي في حديثه معنا على اتهام السائق بأنه هدده وتوعده بالشر متلفظا بكلام بذيء سمعه كل الحاضرين.    شكوى وقضية    بعد الاعتداء الذي تعرض له تحول مراد النفاتي الى مركز الأمن الوطني بضفاف البحيرة وسجل شكوى ضد القنصل والسائق. وعلى الفور تحول الى المستشفى مصحوبا بتسخير طبي لتبيان الاضرار قصد مواصلة البحث وأكد مراد أنه يحتمي بالقضاء لانصافه.   السفارة على الخط    هذا واتصلنا ظهر الجمعة ثم يوم السبت لمعرفة رأي السفير أو القنصل في هذه القضية عموما وفي هذه الحادثة خصوصا فلم نتمكن من ذلك لأن السفارة  كانت مغلقة ..وقد وضع رقم هاتفي خاص على ذمة رعايا السفارة فاتصلنا به عارضين على الطرف المقابل ما جاء في شكوى مراد، هذا الطرف وباتصاله بمسؤولي  السفارة أفادنا أنهم  ليسوا على استعداد للحديث في الموضوع الا مطلع الاسبوع القادم رغم إشعارنا إياهم أننا  سننشر الموضوع نظرا لصبغته الاستعجالية.    جمال المالكي   (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 22 أكتوبر 2007)


عين على الشاشة سويعة سبور.. وكشف المستور
 
مرة أخرى يضرب سويعة سبور البرنامج الرياضي على قناة حنبعل موعدا مع تعرية الحقائق وكشف المستور أو المسكوت عنه، وأقصد بذلك الحالة المزرية للملعب الأولمبي بالمنزه خلال الأمطار الأخيرة التي اجتاحت العاصمة وغيرها من المدن التونسية ولم تسلم منها الملاعب الرياضية.   وكما كشفت هذه الأمطار عن قصورنا واهمالنا لقنوات تصريف المياه كشفت كذلك عن قصور القائمين على أمور المنشآت الرياضية واهمالهم في الاعتناء بهذه المنشآت وخصوصا الملعب الأولمبي بالمنزه الذي لم يتعد عمره بضع عشرات السنين واحتضن عديد التظاهرات الدولية للألعاب الافريقية والعاب البحر المتوسط وكأس العالم للأصاغر وكأس افريقيا في ما مضى، لقد شاهدنا بأم أعيننا وبدون أن تحتاج هذه الصور المعبرة إلى تعليق كيف أنّ أسطحه «تقطر» على المتفرجين وكيف اجتاحت المياه منصة الصحافيين والمقصورات والمنصة الشرفية شاهدنا عشرات المعدات الاعلامية والكهربائية والتلفزية تسبح في بحيرات من المياه.. شاهدنا مياه المزاريب وقد تسللت إلى الغرف والمكاتب ومع المدارج لتصبح شلالات لا تضاهيها الا شلالات «نياغارا» شاهدنا زملاءنا الصحفيين والمحلقين يعملون في ظروف مزرية وشاهدنا زميلنا المنجي النصري المعروف بنكته وهو يصف الملعب الاولمبي بــ«المسبح الاولمبي» وهو الذي اضطر إلى التعليق على المباراة واقفا على كرسي شاهدناهم وقد تحولوا بقدرة قادر إلى راقصي باليه أو بهلوانات يقفزون من هنا إلى هناك هروبا من المياه التي اجتاحتهم واجتاحت الاتهم ومعداتهم مع ما يمثله ذلك من خطر على سلامتهم الشخصية عند التقاء الماء بالكهرباء.   (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 22 أكتوبر 2007)  


بعد الأمطار الغزيرة المتكرّرة.. هل لا حلّ غير بعث وزارة للأمطار؟
 
أمطار ثاني أيام العيد لم تمر مرور الكرام بل حملت سيولها أبرياء سُرقت منهم الفرحة عن حين غرة وحوّلتهم الى جثث مشوّهة غارقة في الوحل.. وكما حملت سيولها الأبرياء حملت إلينا تساؤلات عدة عن فاعلية الانذار وجدوى التحرّكات ونتائج التساهل والاستهتار وانتهاك حرمة المحيط.   البداية كانت بالإنذار الذي قال عنه جماعة الرصد الجوي أنه كان سابقا لأنهمار المطر ـ والا لا يكون للانذار معنى ـ لكن ما معنى إنذار لا يفسح المجال للتوقي والتحرّك.. لماذا لم تقرأ مصالح الرصد الجوي حسابا لانعراج السحب فجأة من فوق البحر المتوسط الى اليابسة؟ وكيف لا يمكن أن تقرأ تجهيزات الديوان ـ إن وجدت تجهيزات قادرة على ذلك ـ حسابا لهذا التحوّل؟   قد لا يليق المقال لسرد ما يلي لكن اعتقادي أنها أفضل ما يعبّر عنه الوضع.. انها نكتة تونسية مفادها ان معاقا كان يسير بواسطة كرسيه المتحرّك وعندما بلغ تقاطع السكة علقت عجلة الكرسيّ بالسكة المحفورة ولم تنفع محاولات المعاق لاخراجها من تلك الحفرة ـ والتي نعرف مثيلاتها في سككنا ـ صرخ المسكين طالبا النجدة وقد تراىء له القطار قادما من بعيد فلم يسمعه أحد.. أعاد الصراخ فلم يسمعه أحد وعندما إقترب القطار الى مستوى لم يعد فيه الانقاذ ممكنا ردّ على ندائه أحد المارة من بعيد سائلا إياه ماذا يريد؟.. وكانت الاجابة واضحة بعد أن أيقن المسكين ان الانقاذ مستحيل «اسمع اللطخة».   صراخ المسكين تشابه مع حلول المطر الذي لم يتفطن له أحد إذ أن النشرات السابقة للانذار تحدّثت عن أمطار عادية لذلك كان إنذار مصالح الرصد الجوي التي تفطنت متأخرة بمثابة «اسمعوا اللطخة» «اللطخة» التي أودت بحياة 16 بريئا وأشاعت الحزن في كل ربوع البلاد فالتونسيون لم يتعوّدوا حصول مثل هذه المآسي فما بالك إذا حلّت أيام العيد؟   أما التحرّكات التي استجابت لانذار صدر متأخرا لم تكن بالجدوى المطلوبة ميدانيا خصوصا وقد تزامن الأمر مع عطلة العيد كما لم تكن كذلك على مستوى وسائل الاعلام.. هذه الوسائل التي رفعّت نسق ردّ فعلها في الأيام التي تلت الى حدّ بلغ حدود الفوضى من ذلك ان الاذاعة الوطنية تجندت ظهر الثلاثاء المنقضي للإنذار بنزول أمطار غزيرة على قليبية وتركت الخط مفتوحا مع مهندسي الرصد الجوي فتسمّر الناس أمام المذياع لانتظار التطورات فجاء الخبر بعد ساعة على يد نفس المهندس ليقول أنه تم تسجيل أمطار بجربة.. نعم بجربة في الوقت التي كانت فيه القلوب تدّق لقليبية أعلمنا المهندس بأن 13 مليمترا نزلت في جربة فأين هي الأمطار الغزيرة ولماذا هذه الفوضى في الاعلام؟   نأتي الان الى الوضع ميدانيا فالأمطار المتهاطلة على سبالة بن عمّار لم تكن بالقدر الذي تهاطلت فيه على جهة حلق الوادي ورغم ذلك لم تسجّل تلك الجهة ضحايا ولا أضرارا بالقدر الذي سجلّت به في منطقة سبّالة بن عمار.. صحيح أن المنطقة تقع بين فكيّ كمّاشة حيث تحيط بها الجبال من كل جهة بما يسرّع من تدفق السيول.. وصحيح أن المائدة المائية قريبة جدا من سطح الأرض لكن غير صحيح أن الجهات المعنيّة تعهّدت المجاري الطبيعية واحترمت مسارها.. اذ بأم عيني رأيت المجاري يكسوها العشب والقصب الشيء الذي جعل منسوب المياه يخرج عن رافدي الواد ويقوى تدفقه ويحدث ما حدث.. وهنا أحمّل المسؤولية كاملة لمن كلّف بتعهّد المجاري بالصيانة.   تحميل المسؤولية يتجاوز هذه النقطة بالذات ليشمل مكاتب المصادقة على عديد مشاريع البنية التحتية والتي أثبتت الامطار الاخيرة أنها لم تكن منجزة وفق المواصفات إذ كيف نفسرّ اقتلاع جزء من المعبّد لينفتح مباشرة على بالوعة امتصت إطارا في منطقة راقية من العاصمة.. وكيف تفسرّ تلك الحالة التي أضحت عليها طرقاتنا وبعض بناءاتنا.. إنه الغش والاستهتار عمّا بشكل فاضح.   بعض الوزارات معنيّة بما سبق إذ كيف تسمح وزارة التجهيز بانجاز طريق تحدّ من انسياب المياه بشكل واضح دون التفكير في وضع ممرّات مائية للغرض.. وكيف تسمح وزارة النقل بوضع سكة المترو عند نفس مستوى الطريق لتغمرها المياه عند كل نزول للمطر فيتعطّل النقل العمومي وهو المفروض أن يكون المنقذ في مثل هذه الحالات.. وهل يحدث هذا في بلدان تنهمر فيها الأمطار بتدفق وبمنسوب يفوق عشرات المرات ما يسجّل في بلادنا؟.   إعتقادي انه بعد أن أصبحت الحال على ما هي عليه وبعد أن أصبحنا نشاهد الجهات المسؤولة تتقاذف الكرة كلاّ في ملعب الآخر تجنبا لتحمّل المسؤولية… ان لا حلّ غير بعث وزارة للأمطار وكفى.   حافظ الغريبي   (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 22 أكتوبر 2007)

مصافحة مع صاحب دكتوراه حول التوسع الحضري بأريانة الشمالية

الأمطار الأخيرة ليست استثنائية ودراسات أكاديمية ورسمية نبّهت بحدوث فيضانات بمنطقة سبّالة بن عمّار وبشمال العاصمة

 
حاوره: الحبيب وذان   ** أكثر من 76% من البنايات المتواجدة في منطقة أريانة الشمالية غير قانونية   ** أريانة الشمالية مهددة بالفيضـانات من ثلاث واجهات والتقصير البشري هو السبب   ** قرب الطبقة الجوفية المائية لسبالة بن عمار من السّطح زاد الوضع تعقيدا   ** مناخنا المتوسطي لا يسمح لمصالح الرصد الجوي بالتنبؤ بأحوال الطقس لأكثـر من3 أيام   بعد أقل من ثلاثة أسابيع تتكرر الفيضانات في العاصمة وبعض الضواحي لكن هذه المرة وبعد المخلفات الكارثية والخسائر في الأرواح والمعدات والبنية التحتية والفلاحة أصبح من الواجب دق ناقوس الخطر وفي مصافحة هذا العدد نستضيف الدكتور فوزي الزارعي الباحث في الجغرافيا الحضرية والمسائل المرتبطة بالتهيئة العمرانية وهو أستاذ جامعي بكلية العلوم الانسانية والاجتماعية بتونس مثلت منطقة أريانة الشمالية موضوع أطروحته في الدكتوراه وهو المتخصص في الجغرافيا الحضرية فكان لنا معه الحوار التالي:     × أولا هل يمكن اعتبار الامطار الاخيرة وما خلفته من خسائر في الارواح والبنية التحتية أمطارا استثنائية؟   – من خلال  متابعتي لما يبث ويذاع وينشر في مختلف وسائل الاعلام لاحظت أن كلمة «استثنائية» مثلت «شماعة» «مسحت» فيها المسؤوليات البشرية في المخلفات الكارثية لهذه الامطار التي لا يمكن اعتبارها بأي حال من الاحوال استثنائية. والاستثناء الوحيد فيها هو مخلفاتها الكارثية والخسائر البشرية الفادحة.   فالظواهر الطبيعية الاستثنائية هي تلك التي تحدث كل مائة أو خمسين عاما وفي أقصى الحالات كل ثلاثين أو عشرين عاما لاكل ثلاث سنوات أو أربع سنوات كما أن كلمة استثنائية لا تنطبق تماما على مناخنا المتوسطي الذي يتميز عن غيره من المناخات بالتقلبات والتغيرات المتواصلة فمثلا: سجلنا عام 92 أمطارا فيضانية كانت لها نتائج سلبية على المحيط والبنية التحتية والمساكن في مناطق عديد من تونس الكبرى وكانت منطقة سبالة بن عمار احداها لكن لم تسجل فيها اضرار بشرية تذكر رغم أن الكميات المسجلة حينها فاقت ما سجلناه في الأمطار الاخيرة. وسجلنا كذلك عام 2003  أمطارا طوفانية فاقت 139 مم في منطقة تونس الكبرى والضواحي  الشمالية لكن لم نسجل فداحة الاضرار الكارثية الاخيرة.   × قبل أن نغوص أكثر في الحديث بخصوص مناخ بلادنا المتوسطي الذي وصفتموه بالمتقلب  وسريع التغير هل يمكن في رأيكم التنبؤ بالتقلبات المناخية وما يمكن أن يستجد من تغيرات في بلادنا قبل فترة من وقوعها؟   – مناخنا المتوسطي  سريع التقلب والتغير لهذا لا يمكن لمصالح الرصد الجوي التنبؤ بالتقلبات المناخية لأكثر من 3 أيام وتظل هذه التنبؤات نسبية ولا أدل  على ذلك من التنبؤات الجوية ليوم السبت 13 أكتوبر 2007 حيث توقع  معهد الرصد الجوي نزول بعض الامطار خلال الصباح بالشمال وبالمناطق الساحلية الشرقية وتوقع أن تكون درجات الحرارة بين 22 و 26 درجة بالشمال والمرتفعات..لكن العكس هو الذي حدث لتعوض كلمة بعض الامطار بامطار طوفانية خلفت نتائج كارثية.   × اذا وبوضوح أكثر هل إن المسؤولية في هذه المخلفات الكارثية مسؤولية الطبيعة أم أن للانسان نصيب فيها؟   – أولا لا يمكنني تحديد مسؤوليات الاطراف المتدخلة في هذه النتائج الكارثية لأمطار لا يمكن اعتبارها في كل الاحوال إستثنائية لكن ما يمكن تأكيده أن الطبيعة لا تظلم أحدا وهي فعلت ما فعلت بعد التدخلات البشرية التي لم تحترمها فقد تم تغيير مسار مجاري المياه بطرق تعسفية وقطعت مساراتها الطبيعية وردمت مجار أخرى واستغل  عدد منها في بناء المساكن واقامة المشاريع  الاقتصادية رغم أن منطقة سبالة بن عمار ومناطق أخرى  عديدة من منطقة أريانة الشمالية مناطق  فلاحية يحجر البناء فيها.   ثانيا: من الواضح أن مشاريع البنية التحتية  بالمنطقة تشوبها بعض النقائص خصوصا في ما يتعلق بدراسات الحماية من الفيضانات.   × ألم ترد أي معطيات تنبىء بالفيضانات في هذه المنطقة رغم تعدد الدراسات التي عادة ما تسبق تركيز المشاريع الكبرى في المنطقة؟   – بلى .. فإن دراسات أكاديمية عديدة تنبأت بامكانية تسجيل فيضانات في هذه المنطقة بالذات ومناطق أخرى بالجهة الشمالية لاقليم تونس الكبرى وبخصوص سبالة بن عمار فإن دراسات سابقة لوزارة التجهيز والإسكان نفسها تنبأت بحدوث فيضانات.    × تضاربت وجهات النظر في تفسير أسباب كارثة سبالة بن عمار حيث حملت وجهات النظر التي بثتها وسائل الاعلام الرسمية المسؤولية كاملة للطبيعة عندما اعتبرت ان الامطار استثنائية وكان للقضاء والقدر الدور الابرز في مخلفاتها. فكيف تفسرون هذه الكارثة من وجهة نظركم؟   – ثمة مجاري مياه صغيرة تنطلق من سفوح الجبال مثل جبل النحلي وجبل عمار تم اغلاقها أو تحويل وجهتها وتضييقها وهو ما يرجح ارتفاع نسبة حدوث الكوارث خصوصا في  ظل ما تخلفه هذه العمليات من ارتفاع  لمنسوب المياه على سطح الارض. هذا اضافة الى الطبيعة الجغرافية للمنطقة فهي امتداد  لسهول منبسطة تنعدم فيها الانحدارات وإن وجدت في بعض المناطق فهي ضعيفة جدا. كما أن الطبقة المائية قريبة جدا من سطح الأرض حيث لا يتجاوز عمقها المترين  ويرجع ذلك الى أن هذه الطبقة  تتغذى  من سبخة أريانة ومناطق رواد ومازاد الطين بلة أن هذه المنطقة هي منطقة فلاحية بالاساس تراجعت فيها الاراضي الفلاحية نتيجة ظهور المشاريع ذات الصبغة الحضرية بما دعم تواجد المناطق السكنية التي من المنتظر أن ترتفع أكثر في السنوات القادمة نتيجة الاقبال الكبير للشركات العقارية على الاستثمار في قطاع البناء فيها اذ اصبحت مصدرا للثراء السريع قلت أن المنطقة فلاحية بالاساس ظهرت فيها الاحياء السكنية غير المجهزة بقنوات تصريف المياه المستعملة حيث يعمد السكان  الى حفر آبار مغطاة  يتم فيها تجميع المياه المستعملة بما يرفع في نسب تلويث الطبقة المائية وارتفاع منسوبها لتصل في بعض المناطق  هناك الى اقل من مترين على سطح الارض وهو ما ينذر بفيضانات اذا نزلت كميات الامطار فالارض اصبحت غير قادرة على امتصاص المياه اذ تلتقى مياه الامطار بالطبقة المائية وبذلك تصبح المنطقة مهددة بالفيضانات من ثلاث واجهات.   – سيول  المياه من سفوح المرتفعات   – فيضان المائدة الجوفية   – سبخة أريانة والبحر   اضافة الى المستنقعات والمياه الراكدة التي سدت مجاريها الطبيعية وهو ما خلف هذه النتائج الكارثية في المنطقة وقد يكون لانسياب المياه الوافدة من المرتفعات عقب الامطار الاخيرة وما جرفته في طريقها  من أغصان الاشجار والبناتات والتربة واصطدامها بالطريق السيارة تونس  بنزرت والدروع الحمائية لبعض المنشآت في المنطقة الدور الابرز في انفلات الموجات العاتية التي وصفها شهود عيان بالمرتفعة وأكد بعضهم أن ارتفاعها  فاق المترين أو الثلاثة عندما  كانت تتدفق في اتجاه  موقع الكارثة ولا مجال في هذه الوضعية أن نحمل الطبيعة كامل المسؤولية لأن الانسان هو المتسبب الرئيسي  فيها بتقليله من الدراسات والاجراءات الحمائية.   × هل يعني هذا أن المنطقة التي تحيط بها الجبال من جهة والسبخة من جهة ثانية مهددة بالكوارث؟    – طبعا وبالتأكيد  بعد التدخل غير الحكيم للانسان فيها بما يخل بتوازن المنظومة الطبيعية بعد انشاء الطرقات والاحياء السكنية التي يتم انجازها في غياب استشارة المختصين والخبراء في العلوم الانسانية والجغرافيا الحضرية لان هؤلاء لديهم  نظرة شمولية للمسائل المرتبطة بالتهيئة العمرانية والمحيط تكمّل  الجانب التقني الذي يؤمنه المهندسون والأكيد ان هذا هو جانب من الحل لكن الحل  الاهم في رأيي هو التفكير في الوسائل والمنشآت الحمائية وتركيزها في المناطق الاكثر  عرضة للفيضانات قبل أصدار أذون وتراخيص  البناء والاستثمار فيها.   × ما هي  النقاط السوداء في اقليم تونس الكبرى ومنطقة أريانة الشمالية على وجه الخصوص؟   – منطقة رواد  وجعفر والنخيلات وحي الورود وسيدي ثابت وسكرة وبعض المناطق  من ولاية منوبة على غرار واد الليل هي المناطق المهددة بالفيضانات واذا سجلت نتائج كارثية أخرى (لا سمح الله وأن شاء الله (هذا حدالباس) فهذه هي المناطق الاكثر عرضة للكوارث.. وقرار منع البناء في منطقة سبالة بن عمار قرار وجيه ولا بد أن يتم  اصدار قرارات أخرى لمنع البناء في المناطق المذكورة وهي نقاط سوداء مهددة بالفيضانات والانزلاقات الارضية نتيجة قرب المائدة الجوفية من سطح الأرض وخصوصا في منطقة أريانة الشمالية واغلب هذه المناطق لم يتم الى الآن المصادقة على أمثلة التهيئة العمرانية فيها بصفة نهائية لكن الغريب أنها أصبحت آهلة بالسكان واغلب المساكن  فيها غير قانونية.   × أحياء عديدة في سكرة اعتبرتها  من النقاط  السوداء لكنها الآن مناطق سكنية شاسعة فهل من تفسير؟   – مثال التهيئة لسنة 1981 اعتبر منطقة سكرة منطقة فلاحية لا يمكن البناء فيها  الا بمقدار مسكن في كل  4 هكتارات ولم يكن مسموحا بالبناء الا في منطقة دار فضال بينما يحجر البناء في منطقة سيدي فرج وسيدي صالح وشطرانة 1 وشطرانة 2 لاسباب  طبيعية. فالمنطقة الشمالية لتونس الكبرى على غرار سكرة ورواد وبرج الطويل وسبالة بن عمار والحسيان وغيرها من المناطق  من الناحية الطبيعية ارضها هشة لانها قريبة من سبخة أريانة وشاطئ رواد والمائدة  المائية فيها قريبة من سطح الارض بمعدل 2 متر والمساكن الموجودة في هذه المنطقة تراخيص البناء فيها غير قانونية والملاحظ الآن أن اغلب المناطق  السكنية المحدثة لم يسبق احداثها إقرار مشاريع البنية التحتية والتهيئة اللازمة لحماية الارواح البشرية وممتلكات المواطنين ولابد من توفرها على الميدان قبل اصدار الاذن بالبناء والاستثمار في هذه المناطق. فالمنطقة  مهددة بالفيضانات من ثلاث واجهات واعوذ لاذكر  ان سيول المياه من سفوح  المرتفعات وفيضان المائدة الجوفية والسبخة والبحر ابرز روافد اطلاق  صيحات الفزع منذ الآن بفيضانات قد تكون عنيفة. فالمنطقة تغرق في المياه كلما تتهاطل  كميات من الامطار حتى إن كانت في اغلبها  محدودة والمياه تدخل المنازل وتعطل حركة مرورالسيارات  والمترجلين  في اغلب الاحيان. وهي نواقيس انذار لابد ان تعمل  الجهات ذات الصلة على تركيز المنشئات  الحمائية بها. فمثلا طريق رواد أقام حاجزا بين المجرى السطحي للماء والسبخة مما سبب ركود  المياه. وحتى نكون   واقعيين أكثر فإن القناة المفتوحة بالضفة الجنوبية لسبخة أريانة والطريق الذي مدته الشركة الوطنية للكهرباء والغاز لم يتم فيها احترام مجاري المياه وارتفاع الطريق ساهم في ركود المياه مما سبب خسائر مادية فادحة في المناطق  الفلاحية بسيدي فرج وشطرانة وسكرة وخصوصا في مزارع الاشجار المثمرة والقوارص.   × هل هذا يؤكد مرة اخرى أن أراضي منطقة أريانة الشمالية غير صالحة للبناء؟   – بالارقام أكثر من 76% من البنايات الموجودة في منطقة أريانة الشمالية غير قانونية اذ انها لا تستجيب لتوجهات أمثلة التهيئة العمرانية أو مبنية في مناطق مهددة بالفيضانات أو أنها  اغتصبت الاراضي الفلاحية التي يحجر فيها البناء مثل مدينة سكرة وسيدي فرج وعديد المناطق الاخرى.   ×  هل من حلول لهذه المعضلة لحماية أرواح وممتلكات الناس في هذه المناطق؟   – الحل يكمن في ضرورة تفعيل قانون حماية الاراضي الفلاحية لسنة 1983  القاضي بمنع البناء في المناطق الفلاحية ومقاومة البناء غير القانوني او ما يطلق عليه عادة البناء «الفوضوي» في مناطق  برج الطويل ورواد وسبالة بن عمار.. والبناء فيها  يجب أن يخضع الى دراسات معمقة. ولعل الحل الامثل  بعد تفاقم  ظهور الاحياء والمناطق  السكنية في هذه المناطق  هو الانطلاق فورا في تشييد المشاريع الكبرى  لحماية المدن والاحياء السكنية تحسبا لامطار فيضانية قادمة خصوصا ونحن مقدمون على فصل الشتاء الذي ترتفع فيه عادة درجات الرطوبة بما يقوي احتمال  حدوث فيضانات كارثية.   × نهاية اللقاء.. بماذا  تختم؟    – لاحظت مثل العديد من أهل الذكر ان دراسات مشاريع  البنية التحتية  في كل المجالات واقامة المباني والاحياء السكنية والتجارية والاقتصادية في بلادنا  تغيب فيها أراء وتوجيهات الخبراء والباحثين في العلوم الانسانية. وما أدعو اليه كافة المصالح ذات الصلة هو استشارة هؤلاء الخبراء لما لهم من نظرة شمولية قد تسهم بالقليل  ان لم يكن بالكثير من الحد من تفاقم التأثيرات السلبية للدراسات التقنية البحتة في اقامة هذه المشاريع واسمحوا لي ان أرفع تعازي الحارة الى أهالي  ضحايا الفيضانات الكارثية في سبالة بن عمار وضحايا  الامطار الاخيرة في بقية مناطق البلاد.   (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 22 أكتوبر 2007)

«على الارض السلام»

مجموعة مشتركة بين الأمريكيّ فيليب هاكت والتّونسيّ يوسف رزوقة
 
عمان – الدستور- عندما يلتقي شاعران ، أحدهما من شمال إفريقيا ، من تونس تحديدا والآخر من الغرب ، من سان فرانسيسكو ، فإنّ هواجسهما ستلتقي بالتّأكيد حول راهن « القرية الكونيّة » وما يطرأ عليها من متغيّرات أو أحداث تتفنّن في حبكها ثنائيّة الدّراما والدّمار وهما من ثمّ منذوران لكتابة شيء أو شعر يؤرّخ للمرحلة ، في محاولة لفتح نافذة على الأفق البعيد وهذا ما حدث مع التونسيّ يوسف رزوقة والأمريكي فيليب هاكت عندما التقيا ، في صيف 1988 بالأردن وكتبا معا قصيدة « على الأرض السّلام » ، ثمّ افترقا كي يلتقيا من جديد ، بعد 18سنة ، في مجموعة شعريّة ، مشتركة صدرت مؤخّرا ، تحمل عنوان القصيدة نفسها حيث آثر كلاهما أن يقول همّه على نحو ما.   يقول هاكت في مقطعه النّواة: إلى حدود اللّيلة الأخيرة حتّى في روما ، باردا كان الطّقس وهي كعادتها واعدة ، كانت تتلمّس الأشياء بشفافيّة باذخة تتلمّس يدها الضّوء فتومض خارج العتمة ، يلتقط الخيط نظيره التّونسيّ رزوقة في مقطع جوابيّ ، في ذات السّياق: ثمّ إنّ اللّغم في القلب وحول القلب نارترتمي في صمتها حدّ الكلام ولنا الآن صديقي أن نقول الماء أو أن نتمنّى الماء لكنّ السّماء… ولنا أن نصرخ الآن معا ، حدّ الجنون.   و(على الأرض السّلام) صدر عن سوتيبا واحتلّ كلّ واحد من الشّاعرين حيّزا مستقلاّ ضمّ قصائده الّتي تجانست مضامينها ، إلى حدّ ما ، مع تيمة السّلام. في الحيّز الأوّل ، نقرأ كلمة أولى يقدّم فيها جاك هيرشمان الشاعر فيليب هاكت تليها قصيدة مهداة له « على الهامش » بإمضاء جاك ميشيلين لنقتحم بعد ذلك عالمه الشعريّ ، عبر 15 قصيدة مختارة.   وفي الحيز الّثاني ، نقرأ ، إلى جانب كلمة أولى بإمضاء كمال الّرياحي ، كلمات أخرى حول الشاعر يوسف رزوقة لكلّ من إلياس لحّود ، محمّد بن رجب ، حاتم النّقاطي وخديجة الغرسلّي لنقتحم عالمه الشعريّ من خلال 18 قصيدة ترجمتها إلى الانجليزيّة خولة كريش.   (المصدر: صحيفة « الدستور » (يومية – الأردن) الصادرة يوم 22 أكتوبر 2007)
 

 

ساركوزي في المغرب لإطلاق « المتوسطي » رسميا

 
أحمد حموش- لخلافة عبدلاوي   الرباط – اتفاقيات تعاون اقتصادية ونووية وقضائية.. مشروع « الاتحاد المتوسطي ».. مشروع القطار السريع « تي جي في ».. تلك هي أبرز الملفات التي يحملها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في جعبته خلال زيارته الرسمية الأولى للمغرب بعد انتخابه رئيسًا والتي ستبدأ الإثنين 22-10-2007 وتستمر لثلاثة أيام.   وتكتسب الزيارة أهمية خاصة بحسب محللين، حيث قرر ساركوزي الإعلان عن مشروعه المتوسطي رسميًّا من المغرب في خطوة ينظر لها كتعويض عن عدم وضع المغرب في صدارة جدول أول جولة خارجة له عقب انتخابه، على خلاف ما درج عليه الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك.   وكان ساركوزي قد أعلن عن فكرة المشروع خلال زيارته للمغرب في مارس 2005 عندما كان رئيسًا لحزب « الاتحاد من أجل حركة شعبية » الفرنسي، حيث شدد في محاضرة له بمدرسة  المحمدية للمهندسين(جوار العاصمة) على ضرورة إقامة « سوق متوسطية مشتركة لتقوية علاقات أوروبا ببلدان المتوسط ».   ركائز الاتحاد   ويقوم مشروع الاتحاد المتوسطي على 6 ركائز أساسية تتلخص في تشجيع التنمية الاقتصادية في منطقة البحر المتوسط، ورسم معالم فضاء الأمن المتوسطي، والدفع بالتنمية الاجتماعية، وحماية البيئة، والتنمية المستديمة (إيكوميد)، وحوار الثقافات (ميدياميد).   وذهبت بعض التحليلات إلى أن ساركوزي يهدف من وراء المشروع إلى تطويق التيار الإسلامي الجهادي في الدول العربية المتوسطية من خلال التعاون الأمني.   وعن مدى ما تم التوصل إليه في المشروع المتوسطي، قال المتحدث باسم الإليزيه، دافيد مارتينو اليوم الأحد: « إن الأمر لا يتعلق بمشروع جاهز غير قابل للنقاش باعتبار أن الفكرة تتجلى في تمرير هذا المشروع، وتمكين بلدان المتوسط من المساهمة فيه بغية الدفع بعملية التفكير فيه ».   وفي معرض تعليقه على ذلك، يرى الدكتور مصطفى الحمداوي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة الرباط أن ساركوزي يأمل في أن تتسرع المحادثات بين مختلف الأطراف المعنية بالموضوع؛ حتى تستغل فرنسا فترة رئاستها للاتحاد الأوروبي خلال الأشهر الستة الأولى من العام المقبل لمحاولة إقناع شركائها بالفكرة.   ولفت الخبير المغربي في تصريح لـ »إسلام أون لاين.نت » إلى أن باريس أبقت الباب مفتوحًا لمناقشة المشروع وإدخال تعديلات عليه؛ لتشجيع بلدان المتوسط على تبنيه.   وبحسب تقارير إعلامية، فإن فرنسا تستعد لتنظيم قمة تضم رؤساء الدول والحكومات المرتقب تأييدها للمشروع في غضون الشهور المقبلة. وفيما لم تبدِ الجزائر وتونس ترحيبًا صريحًا بفكرة المشروع، أعلن المغرب موافقته عليها من حيث الفكرة والمبادئ التي تحكمها.   ويأمل الإليزيه في حالة نجاح المشروع، أن يحافظ لقاء القمة على انعقادها الدوري مرة كل سنتين؛ من أجل تحديد التوجهات الإستراتيجية وإعطاء الانطلاقة لمشاريع التعاون ومراقبة سير أشغالها.   كما يتوقع أن تتم دعوة أطراف من خارج الاتحاد من أجل تتبع هذه المشاريع مثل جامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي.   عراقيل أمام المتوسطي   ويرى الحمداوي أن هناك عراقيل عديدة تعترض طموح ساركوزي في إنجاز مشروعه، منها اعتراض بعض الدول الأوروبية وخاصة ألمانيا على المشروع.   وترى ألمانيا في الاتحاد المتوسطي تهديدًا لمسار برشلونة للتعاون الأورومتوسطي، كما هو تهديد للعلاقة القائمة حاليًّا بين الطرفين على ضفتي المتوسط. ويضاف إلى ذلك – بحسب الحمداوي- عجز فرنسا عن تمويل المشروع وحدها بعيدًا عن الاتحاد الأوروبي.   ويتوقع الخبير المغربي أن تكون إسرائيل عضوًا فعالاً في المشروع إذا ما خرج إلى حيز الوجود؛ وهو ما قد يؤجج الحملات الإعلامية والاحتجاجية التي ستقودها هيئات المجتمع المدني في الدول العربية الرافضة للتطبيع مع إسرائيل، غير أن مراقبين قللوا من تأثير ذلك على مسار المشاركة فى الاتحاد المتوسطي بسبب إسرائيل، حيث تشارك الدولة العبرية بالفعل في عملية برشلونة التي تجمع كافة الدول العربية في جنوب المتوسط.   الهجرة والنووي   وفيما يتعلق بالتعاون الثنائي بين فرنسا والمغرب، من المقرر أن يتم توقيع اتفاقية تمنح فرنسا حق إنشاء خط للسكة الحديدية يخصص لقطار السرعة الكبيرة (تي جي في) بين طنجة (شمال) ومراكش (جنوب) يبلغ طوله 525 كم. وذلك في خطوة مغربية لتعويض صفقة طائرات « رافال » الفرنسية التي رفضتها الرباط، مفضلة عليها العرض الأمريكي الخاص بطائرات « الإف 16 » لملاءمته اقتصاديًّا.   وستطرق المحادثات أيضًا إلى قضية الهجرة والتي يوليها ساركوزي وفريقه اهتمامًا كبيرًا، حيث يقارب عدد المهاجرين المغاربة بفرنسا المليون شخص، ويحتلون المرتبة الثالثة بعد الجزائريين والبرتغاليين.   ويسعى المغرب بالإضافة إلى ذلك لتوقيع اتفاق نووي مع باريس، يخصص بالدرجة الأولى لتوليد الكهرباء وتحلية ماء البحر، غير أن المباحثات بهذا الشأن لا تزال في بداياتها بحسب مراقبين.   وتؤكد إحصائيات المكتب المغربي للمبادلات التجارية، أن رقم المعاملات التجارية بين البلدين بلغت مستوى 70 مليار درهم عام 2006، (ما يعادل 9 مليارات دولار أمريكي).   وسيرافق ساركوزي وفد رسمي رفيع المستوى يضم 70 شخصية من رجال السياسة والاقتصاد، لكن على المستوى الشخصي فسيأتي ساركوزي بدون « قرينة » بعد طلاقه وزوجته سيسيليا، وأكدت صحيفة « لوبوان » الفرنسية في عددها السبت أن غياب سيسيليا لن يصنع مشكلة في بروتوكول الزيارة، على الرغم من أن الجاري به العمل في مثل هذه المناسبات هو حضور زوجة الرئيس جميع أنشطة حفل اللقاء.   ونشرت الصحف الفرنسية خلال اليومين الماضيين، أن وزيرة العدل « رشيدة داتي » -الصديقة المقربة من سيسيليا- ستحضر في مراسم الزيارة، وستحظى بتوقيع أول اتفاقية مع بلدها الأصلي المغرب؛ إذ قرر البلدان توقيع اتفاقيتين للتعاون القضائي، ينص الأول على ضرورة تحديث الإطار القضائي الذي يرعى التعاون بين البلدين منذ 1957، في حين يعتبر الاتفاق الثاني نصًّا ملحقًا باتفاق العام 1981 حول تبادل السجناء بين البلدين.   (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 21 أكتوبر 2007)

بفضل قانون توراتي يوفر الفلسطينيون الطعام الحلال لليهود
 
القدس (رويترز) – يجبر قانون زراعي توراتي يفرض على اليهود ترك أرضهم بلا زراعة عاما كل سبع سنوات الصهاينة الأكثر تشددا في اسرائيل على اللجوء الى المزارعين الفلسطينيين لتوفير احتياجاتهم من الطعام الذي تحلله الشريعة اليهودية. ووفقا للشريعة اليهودية يجب على المزارعين اليهود ان « يريحوا » أرض اسرائيل ويتركوها بلا زرع كل سبع سنوات مرة وهو ما يعني الا يزرعوا المحاصيل ولا بساتين الفاكهة وان يتركوا الارض بورا. في السنوات الماضية كان المزارعون اليهود يتحايلون على القانون بأن « يبيعوا أرضهم الى الاغيار » بشكل رمزي لمدة عام.  لكن في العام الحالي يريد يهود متشددون سد هذه الثغرة وتحولوا الى المزارعين الفلسطينيين لمدهم بالخضر والطعام الذي تحلله الشريعة اليهودية ولم يمسسه اي دنس في مفارقة صارخة في منطقة يتمحور الصراع فيها حول الارض. توجهت مجموعة من اليهود المتشددين الملتحين وهم يرتدون أوشحة الصلاة التقليدية الى مزارع الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة ليختاروا أفضل محصول مكتنز من الطماطم (البندورة) وأكثره صلابة ليعودوا به الى أهلهم. وضعوا على كل صندوق ختما أسود باللغة العبرية يعلن ان هذا « طعام حلال ». وقال الحاخام شنير ريفاتش رئيس المجموعة التي ترعاها الحكومة وتشرف على تطبيق القانون التوراتي « الرب يريد ان يذكرنا ويقول لنا تذكروا اني مالك هذه الارض. مرة كل سبع سنوات دعوا قانون الطبيعة يسري وضعوا ثقتكم في. » بدأ العام الذي يحل كل سبع سنوات بلا زرع او كلأ عام « الشميتا » الشهر الماضي مع بدء السنة اليهودية وقالت وزارة الصناعة والتجارة الاسرائيلية ان واردات اسرائيل من المنتجات الفلسطينية زادت بشكل كبير منذ ذلك الحين كانت السلطات الدينية الاسرائيلية تسمح في سنوات « الشميتا » السابقة بالبيع الرمزي للارض الى الاغيار في اطار ما يعرف باسم « هيتير ميتشرا. » وقال ريفاتش « أجاز الهيتير ميتشرا حاخامون قالوا.. ماذا سيحدث للمزارع اذا رحلوا؟ خسائر. العدو سيأخذ الارض. » لكن يريد حاخامون متشددون العام الحالي تطبيق تفسير متشدد للقانون الزراعي التوراتي ومنع الالتفاف من حوله. ومن اساليب الالتفاف على هذا القانون لجأ بعض المزارعين اليهود الى نظام المدرجات لزرع المحاصيل على مدرجات مرتفعة يقيمونها فوق الارض وبهذا يلتزمون حرفيا بعدم زراعة الارض نفسها وتصلح هذه المدرجات لزراعة معظم أنواع الخضر التي تزرع في اسرائيل. كما لجأ البعض الى تغطية حقولهم بصوبات زراعية طوال العام وبهذا لا تصبح أرضهم في الهواء الطلق ومن ثم لا يسري عليها القانون. وخولت الهيئة العليا للحاخامين المجالس الدينية المحلية سلطة اتخاذ القرار بشأن كيفية تطبيق احكام الشميتا ويتمسك عدد من اليهود المتشددين بتفسير حرفي للقانون التوراتي مما أجبر المزارعين العلمانيين على الانصياع. واضطر المزارع درور ميموني الذي كان يلجأ مثل كثير من الاسرائيليين الى « بيع أرضه للاغيار » خلال سنوات الشميتا السابقة لان يقلص انتاجه لان محصوله لا يعتبر « كوشير » او حلالا طبقا للتفسير المتشدد للشريعة اليهودية. وقال ميموني « قللنا الانتاج الى أدنى كمية ممكنة لان مبيعاتنا ليست مثل السنوات الاخرى. » ويتأثر بعام « الشميتا » حتى الاسرائيليون غير المتدينين لان المتاجر التي تبيع منتجات لا تجيزها السلطات الدينية مهددة بأن تخسر نشاطها. وقالت كيرين كاسيت صاحبة متجر في مدينة تل ابيب وهي معقل العلمانيين في اسرائيل وكانت سلعها لا تحمل ختم « الطعام الحلال » طبقا للشريعة اليهودية « عدد كبير من الزبائن المعتادين لا يظهرون بسبب الشميتا. » وصرح بائع في سوق بتل ابيب عرف نفسه باسم سامي فقط بأن نقص السلع التي تحمل ختم « الطعام الحلال » رفع الاسعار. وقال ان اليهود المتشددين ملتزمون « بالشميتا ويشترون من العرب هذا دينهم. والان ارتفعت الاسعار بصورة كبيرة. » وتناقش المحكمة الاسرائيلية العليا مدى شرعية عملية بيع الارض للاغيار « هيتير ميتشرا » وشكل بعض الحاخامين جماعات تقدم بدائل للحظر الديني يلتف حول التطبيق المتشدد له يسمح للمزارعين اليهود بالاستفادة من الثغرات. في مدينة الخليل بالضفة الغربية المحتلة وقف التاجر الفلسطيني غالب ابو سنينة الى جوار أقفاص الخضر والفاكهة بينما كان اعضاء يهود من لجنة الشميتا المسؤولة عن تطبيق القانون التوراتي تختار ما ستشتريه. كان للقانون التوراتي تأثير على الاقتصاد الفلسطيني بزيادة الطلب على المنتجات الفلسطينية.    وقال ابو سنينة « ارتفعت اسعار الخضر.. خاصة الطماطم لان الاسرائيليين يشترون مئات الاطنان من المزارعين الفلسطينيين. »    من اري رابينوفيتش   (المصدر: موقع سويس إنفو (سويسرا) بتاريخ 22 أكتوبر 2007 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

رؤية « إسرائيل « للدولة الفلسطينية

توفيق المديني توحي تطورات الأوضاع على صعيد القضية الفلسطينية أن لقاء أنابوليس قرب واشنطن المزمع عقده في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، سوف يكون عاصفاً، لأن موضوع مفاوضاته تصب حول مدى إمكان إنشاء دولة فلسطينية قابلة للحياة، أم لا.فهل يتوقع أن يعبد لقاء أنابوليس، الطريق إلى قيام دولة فلسطينية ذات سيادة؟ غداة توقيع اتفاق أوسلو ظن البعض أن أقصى طموح للفلسطينيين في سباق الروابط مع “إسرائيل”، أن ينشأ نظام حكم فلسطيني تابع بالإكراه للدولة الصهيونية. وأن كل ما يقصده الطرف “الإسرائيلي” هو إخلاء بعض المناطق الفلسطينية المحتلة، كي يديرها هذا النظام بالوكالة، فيما تبقى “إسرائيل” الطرف المهيمن الذي يقرر كل خطوة ثالثة، ولم يكن هذا الظن بعيداً عما جرى عملياً. ففي 23 سبتمبر/ أيلول ،1948 أشار موسى شرتوك (شاريت) وزير الخارجية “الإسرائيلية” أمام مجلس الدولة المؤقت، إلى أنه وزملاءه في الخارجية “يفضلون من حيث المبدأ قيام حكومة فلسطينية في الجزء العربي من فلسطين على الاندماج في الأردن”. فمثل هذه الحكومة ستكون معتمدة على “إسرائيل”، وسوف تصون وحدة عرب فلسطين كما ستكون حافظاً ضد أي اختراق عربي. أما الالتحاق بالأردن فإنه ينطوي على مخاطر الاندماج العراقي  الأردني، بما ينشئ جاراً قوياً ل”إسرائيل”. وعلى الرغم من مرور ستين سنة على هذا العرض، الذي لم يتم تطبيقه، فإنه لم يعدل كثيراً من مضمونه صهيونياً. فالدولة الفلسطينية هي في أحسن الفروض والعروض “الإسرائيلية” سوف تكون  أو يجب أن تكون منزوعة السلاح وبلا جيش، لديها فقط قوة شرطة لحفظ الأمن، كما لا يمكنها الاتفاق على إجراء مقاطعة اقتصادية أو عقد اتفاق يتعارض مع أمن “إسرائيل”. إن الوقائع الاستيطانية “الإسرائيلية” على الأرض بلغت حداً يجعل قيام “دولة فلسطينية قابلة للحياة” حسب التعبير الذي أطلقته الدبلوماسية الأمريكية منذ سنوات مهمة مستحيلة. فالاستيطان بات يشكل عقبة بنيوية ل”إسرائيل” في أية تسوية. ففي اكتوبر/ تشرين الأول ،2006 كلّف رئيس جمهورية فرنسا آنذاك جاك شيراك، ريجيس دوبريه ب”القيام بتحقيقٍ ميدانيّ حول وضع مختلف الجماعات الإثنية – الدينية في الشرق الأوسط”، وأوصاه “ بألاّ يستثني أحداً، ويتقرّب من قطاعات الرأي العام كافة”. وفي نهاية الجزء المتعلق بالصراع “الإسرائيلي”- الفلسطيني من تقريره، وجّه الكاتب للسلطات الفرنسية، في 15 يناير/ كانون الثاني ،2007 هذه المذكّرة حول فلسطين وحول المخاطر المُترتّبة على الأكاذيب المُصطَنَعة السارية في لغّةٍ خشبيّةٍ دولية. ويقول ريجيس دوبريه في هذا الجزء من التقرير الذي نشرته صحيفة “لوموند ديبلوماتيك” في عددها لشهر أغسطس/ آب 2007: أنه من سنة 1994 إلى سنة ،2000 تضاعف في الواقع عدد المستوطنين اليهود في الأراضي الفلسطينية. فمنذ معاهدة أوسلو (1993)، بلغ عدد “الإسرائيليين” الذين استقرّوا في الضفة الغربية ما يعادل أعدادهم في ال25 سنة السابقة… إذا كان انسحاب 8 آلاف مستوطنٍ من غزة الذي تبعه في الأشهر التالية استقرار 20 ألف مستوطن في أماكن أخرى دون ضجة إعلامية، فإنّ غزّة ليست جزءاً من الميراث الصهيوني المقدّس، في حين أن “يهودا والسامرة” بحسب التعبير اليهودي هما العمود الفقري لهذا الإرث. ولم يخفِ رئيس الوزراء الصهيوني السابق آرييل شارون قط أن هذا الانسحاب من الهامش يحصل مقابل تعزيز الوجود “الإسرائيلي” خلف الخط الأخضر (438 ألف مستوطن حتى يومنا الحالي، من بينهم 910.192 في القدس الشرقية وحدها. يتضح لنا على أساس معطيات الاستيطان في الضفة الغربية والقدس، وبعد أن أصبحت اتفاقات أوسلو وما تبعها من مبادرات وخطط ومشاريع للجنة الرباعية وغيرها، حبرًا على ورق، وعلى الفلسطينيين التفاوض من نقطة الصفر، بل إن مضمونها يُطبّق بالمقلوب إذا جاز التعبير، وبعد عودة الاحتلال العسكري إلى المنطقتين ألف و باء، في إبريل/ نيسان ،2002 فإن قيام دولة فلسطينية أمر غير ممكن. لقد أعلنت “إسرائيل” سلفاً أنها لن توافق على وضع وثيقة محددة ترسم أطر المفاوضات التفصيلية حول ما يسمى ب “الحل النهائي”، بل ذهبت إلى تأكيد ثوابتها العدوانية المتمثلة وازدياد نصائحها للعرب، لجهة “أن يتحلوا بالواقعية (…) وعدم انتظار تحقيق الكثير من الإنجازات أو التوصل إلى اتفاق على القضايا الخلافية الرئيسية، وألا يكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم”. في مثل هذه الظروف، يبدو اللجوء التوافقي ولكن “الترنيمي” إلى عقد المؤتمر الدولي (إشارات واعدة ونوافذ للفرص) لحل الصراع “الإسرائيلي” الفلسطيني، وإقامة الدولة الفلسطينية، نوعاً من الخداع والغش الدوليين. وهذه هي المشكلة الأعمق التي تواجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لا صراعه مع “حماس”. فالمطلوب من أبومازن أن يقبل بما يتناسب مع أوراقه المعدومة وقوته غير الموجودة، وأن أي سلام لا يمكن تحقيقه مع تهديد “حماس” لسلطته ولمفردات السلام في المجتمع الصهيوني. إن “إسرائيل” سوف تربط موافقتها على نشوء دولة فلسطينية بالتزام فلسطيني موثق بإنهاء الصراع، بما يقتضى الاعتراف ل”إسرائيل” بحقوق  سوف تعينها في المفاوضات  وبشكل مطلق في فلسطين التاريخية، وبما ينهى أي مطالب سابقة أو لاحقة للفلسطينيين تجاه “إسرائيل”، مثل تطبيق القرار رقم 181 الخاص بتقسيم فلسطين (1947)، والقرار 194 لعام 1948 الخاص بعودة اللاجئين أو العودة لخطوط الهدنة لعام ،1949 وسوف تراقب “إسرائيل” مدى التزام النظام الفلسطيني بعدم التحريض ضد “إسرائيل” بأي معنى من المعاني. إن هذا المنظور الأخير يعني من خلال قراءة تاريخ الصراع العربي  الصهيوني في مراحله المختلفة، أن يصل إلى نتيجة مفادها: أن استمرار المفهوم “الإسرائيلي” للدولة الفلسطينية، بصفتها ضعيفة ومفككة وتابعة ل”إسرائيل” لا يمكن أن يستمر طويلاً، كما أن بقاء الوضع في الضفة الغربية وغزة على صيغة الحكم الذاتي كخيار نهائي مرفوض فلسطينياً، أما الدولة المستقلة وذات سيادة فهي هدف الفلسطينيين المرغوب، أما على الجانب الصهيوني، فإن الحكم الذاتي هو الهدف المرغوب، والدولة الفلسطينية المستقلة فهي خيار”إسرائيلي” غير محسوم.
 
(المصدر: صحيفة الخليج رأي ودراسات بتاريخ 22 أكتوبر 2007
 

بؤس الفكر العربي وحتمية الاستئناف الحضاري

 
زهير الخويلدي « ثمة شيء في الحاضر على غير ما يرام وهذا ليس كما يجب أن يكون » جاك دريدا   أطياف ماركس بقي العالم العربي الإسلامي إلى حد الآن عالما تحكمه رؤية قروسطية متخلفة تتخللها نظرة ماورائية سحرية أسطورية إلى الوجود ومازال المرء ينتمي إلى ما قبل الأزمنة الحديثة يعيش وفق المعايير القديمة ويتصرف بطريقة لا تبعد كثيرا عن ردود أفعال السوائم، كما ظل الفكر جالسا على افتراضات صورية مستخدما حيل لغوية عقيمة وخائضا في مهاترات سفسطائية ونقاشات بيزنطية تحاصره الغيبيات من كل جهة وتهزه المغالطات من الداخل وتسيطر عليه النزعات الدغمائية والكليانية.الفلسفة نفسها التي دشنها الكندي وهذبها الفارابي وابن سينا وطورها ابن رشد وابن خلدون تبدو اليوم بائسة مهجرة إلى غير ديارها غريبة عن أهلها وهذا لا يعود إلى الموقع الذي تحتله بل إلى الوظيفة التي حادت عنها وكذلك يرجع إلى الدور الذي يؤديه السفسطائيون الجدد والمجادلون المتزلفون،فهم إن وجودوا يعيشون في حالة استقالة تامة وغياب فضيعة يجهلون ما يدور خارج قصورهم المعرفية ومفاهيمهم المجردة من استعباد للإنسان واستغلال للطبيعة وتهديد للبيئة ولقيمة الحياة على الأرض ولا يكترثون بصعوبة الحياة اليومية واستفحال الأمراض والبطالة والأمية وسطوة الدعاية والإشهار على العقل والذوق وتنامي مشاعر القلق والضياع،إنهم لم يخرجوا من نظامهم الشمسي ولم يتنحوا عن برجهم العاجي ولم يعزفوا عن وظائف التبرير والتسويغ ليكونوا مرآة عاكسة لمشاكل عصرهم شاهدين عليه وشهداء من أجل إنارة حقيقته. عندئذ هناك تباعد فظيع بين ما يعلنه الفكر العربي اليوم من وصفات وما يعد به من مشاريع وبين ما يحدث في الواقع المعاش ويصير على الناس من نوائب الدهر وفواجع الزمان وما تظهر من تحديات. إن الثقافة برمتها وليس فقط الفكر متخاذلة ومهزومة والحضارة العالمية بأسرها مخترقة وملوثة بجرعات مسمومة فهجرة الأدمغة إلى الخارج وتخلف البحث العلمي وقلة استثمار الدول العربية في هذا المجال في مقابل الاعتمادات الكبيرة لقطاع الرياضة والفن والسياحة وتناقص عدد العلماء العرب الموسمين والحائزين على شهائد تقدير عالمية فكيف نفسر الغياب الكبير للعلماء العرب والمسلمين عن جوائز عالمية مثل جائزة نوبل؟  ربما سبب هذا الغياب هو العامل الخارجي وتنامي النزعة العنصرية والتمييز والتمركز على الذات التي تعاني منها الثقافة الغربية ولكن التطرق إلى العامل الداخلي مهم في تفسير هذا العجز ذلك أن التجديد صار عند العرب عبورا نحو الوقوع بين براثن التقليد والإصلاح أصبح مطية من أجل التخريب والتفويت ولفظة الثورة اكتفت أن تكون مؤنث ثور هائج ولم تحمل إلينا سوى الانقلابات العسكرية والمشانق والتصفيات ولم تكن مطية نحو بناء المشروع الحضاري المنتظر أو نقطة الوصل مع المستقبل والآخر العالمي. إن هذه الفوضى المعاشة والعزوف عن الابتكار وعدم الاكتراث بقدرات الطاقات الشابة في ميدان التصنيع التكنولوجي والإفادة من علوم الحيل الميكانيكية والالكترونية يعبر عن إضاعة ربان السفينة لمقود القيادة وانفلات الحبل الرابط بين جميع الفئات والمكونات وفقدان الملة البوصلة عندما أصبحت محتارة في أمرها هل تعمل على تحضير الأرواح للحساب في الآخرة أم تعمل على استخدام الأجساد لصنع الحياة على الأرض؟ اللافت للنظر أن العالم كما ينظر إليه معاصروه لم يعد متساوقا ولا يحكمه منطق ولا يمكن اختزاله في قانون وذلك نتيجة عودة اللامعقول وانفلات المكبوت من الرقابة وتنامي العنف وتصاعد وتيرة النزاعات والصدامات وعولمة الحرب والقمع والاحتكار والاستغلال. وما يجدر ملاحظته أن هناك تناقض بين حقيقة الفكر الذي يزعم أنه امتص جميع أشكال اللامعقول عن طريق التنوير والتحضر والتثقف الذي مارسه تجاه ذاته وحالة  الفكر في هذا الموقع الذي يتميز ببؤس مادي جماعي على صعيد الطبقات الرثة وبؤس روحي على صعيد الأفراد الذين أصبحوا مجرد هياكل عظمية منفصلة عن ذواتها تنعم بالسعادة الوهمية والمتعة المادية ولا تعي التعاسة الحقيقية والخواء الروحي،فكيف نستطيع إعادة المصالحة بين عالم الحقيقة وعالم الحياة؟ في الواقع تمثل الحياة لحظة الوصال بين الفكر والفرد وتمثل الحقيقة برزخ الالتقاء بين الفلسفة والواقع إذ لولا الفلسفة لما وجدت حقيقة لهذا العالم ولولا الواقع لفقدت الحقيقة الفلسفية كل مضمونها وكانت مجرد لغو وثرثرة لا فائدة منها.إن التفلسف الذي نبحث عنه في عصر العولمة هو خلق طريقة جديدة في التفكير والحياة وإيجاد نظرية عامة في الإبداع والتطور لكن قبل ذلك ألا يجدر بنا أن نعرف كيف يتطور الفكر الفلسفي وينتقل من وضع متأخر إلى حال متقدم؟ إن فهم حقيقة تشكل الأفكار وهرمها يتم عبر الكشف عن آيات التجدد والتطور التي يعرفها هذا المجال المميز بالنسبة للإنسان وكذلك عن طريق تحديد الأشكال التي تختلف بها المنظومات والأنساق عن بعضها البعض وتتميز ومن المعلوم بالنسبة لأصحاب الفطر الفائقة أن الفكر هو الذي يصنع نفسه من خلال الإنسان وليس الإنسان هو الذي يصنع الفكر لأن الوجود المطلق يقول ذاته من خلال الفكر وما الأفكار المتعاقبة سوى مقولات الوجود المتعددة وتاريخ الفكر بماهو تاريخ الوجود ليس من صنع الفلاسفة بل من صنع الوجود نفسه،لكن إذا كانت الفلسفة بنية أساسية للوجود وكان الفكر مجهول الاسم لا كاتب له فكيف نميز بين ماهو حقيقي وماهو زائف وبين ماهو قديم وماهو جديد فيهما؟ مهمة الفكر هي قول حقيقة الوجود بالمرور من تصور ماهو كائن إلى النفاذ إلى ماوراء الأشياء من أجل اكتشاف المعنى الأولي ومعانقة المطلق والكلي لأن الأفكار الفلسفية تتجلى فيها أجل طاقات الشعوب وأثمنها وأخفاها كما يقول ماركس ولأن من يدير العالم هو هذه الأفكار المحمولة على أجنحة الحمام ومن يثير العاصفة هو الكلمات التي لا صوت لها كما يقول نيتشه. من هذا المنطلق يقوم تاريخ الفكر على صراع من أجل الهيمنة بين الأنساق في مستوى الفكرة والمفهوم والمنهج والنظرية أين يحاول كل نسق جديد أن ينقص أو يلغي جاهزية الأنساق القديمة في التأويل وقدراتها على إحداث التغيير.أما الفكر في حضارة اقرأ فهي يعاني من الرفض والإقصاء من طرف سلطة الرأي العام التي تعتبره غامضا وصعبا ويؤدي إلى الجنون وكذلك يعاني هذا الفكر من تحدي ومزاحمة السلطة الدينية التي لا يتردد معظم فقهائها في اتهامه بالتسبب في الانحلال وتكاثر موجة الإلحاد ومن جهة ثالثة يتعرض إلى توظيف السلطة السياسية التي تستغله في الصراع الاجتماعي من أجل تحويله إلى إيديولوجيا سلطوية تفرض سياسة الأمر الواقع وتكرس قيم السلم والأمن والنظام على حساب قيم الحرية والحق والعدل ولنا في ما يحدث لفكر ابن رشد وابن خلدون وجلال الدين الرومي من توظيف من طرف الأنظمة الحاكمة وبتوجيه من عرابي العولمة لمحاربة دعوات التطرف والإيديولوجيات التكفيرية خير أمثلة على هذا الاستخدام العنيف بل ربما يؤدي مثل هذا التوظيف السلطوي إلى تشويه لهذه الفلسفات وتحريف لمعانيها ومفاهيمها وأفكارها والابتعاد عن روح الأفكار الثورية القادرة على إحداث القطائع المعرفية والوجودية . إن الفكر في الحضارة التي تخصنا إذا ما أراد أن ينهض من جديد وأن يكون له دور مستقبلي فانه مطالب بأن يحطم كل العقبات المنتصبة أمامه وأن يفكك حصون السلطة التي تحاصره وذلك بالتحالف مع الناس والتغلغل في الجماهير والتعبير عن حاجياتهم ومشاكلهم حتى يتكون رأي عام معه وليس ضده ولن يكون له ذلك إلا بالالتزام والوفاء للحقيقة،علاوة على ذلك فإن الفكر العربي ملزم بنقد الدين وعقلنة المجال الإيماني والعمل على تأويل رموزه ومجازه ومتشابهه بترجمتها في لغة مفهومة وينبغي كذلك أن يبذل جهده من أجل إعادة المصالحة بين الإنسان والمقدس لأن الحياة دون غائية ودون مقاصد هي حياة غير جديرة بأن تعاش، أما الشرط الثالث فهو الابتعاد عن إيديولوجيا السلطة والاحتراس من النزعات الشمولية والأفكار المحافظة والاصطفاف في خندق المعارضة والمجتمع المدني والتعبير عن طموح الطبقة الناشئة في التغيير والعمل على ترجمة أحلامها بحياة أفضل في نظريات علمية تكون سلاحها الفكري من أجل الثورة،وهذه الشروط لن يستوفيها الفكر العربي إلا بالانخراط في تجربة تفكير فلسفي جذرية تقلب الأحوال رأسا على عقب ولن يوفيها حق قدرها إلا إذا أنشئ النظرية وتوصل إلى الفكرة وخط المنهج الملائم وأبدع المفاهيم المناسبة لطرح مشاكله الأساسية وهنا قد يدرك الجميع أن ساعة التفلسف قد حانت،فما الجدوى من قدوم الفيلسوف في الوقت الراهن في حضارة اقرأ؟  رب وضع في حاجة إلى مفكرين حقيقيين ينيرون المسالك المنطمسة وينطقون الألسن الخرسة ويخرجون الحشود من المتاهات المندرسة يكونون قادرين على تحقيق مناط هذه المهمة من الدعاة الجدد وفقهاء التقليد وكهنة السوق ومحترفي حمل الحقائب السياسية، رب زمن بانت فيه البشرى بقدوم المتفلسف المنادي بأن ساعة التفلسف قد حانت وتحولت إلى مطلب مقضي وأفصح فيه الصبح عن أنواره وعن انبحاس عقلانية نقدية من وراء ظهر العولمة الاختراقية التنميطية.هاهي الملة تتعرض للنكبة تلو النكبة وهاهي العواصف تهب دون توقف وهاهي طبول الحرب تقرع بين الفينة والأخرى وهاهو الموت يزف مجانا وبغتة لكل انسي وهاهي الكرامة تمتهن والحرية تصادر ونظام الرق يعود منمقا، أليست مثل هذه الوضعية هي الشرط التوليدي للقول البرهاني،أليست هذه الحالة هي الحالة الضرورية لكي يولد الفيلسوف في حضارة اقرأ؟ ألم يعثر القوم بعد على الكبريت الأحمر والحلقة المفقودة بعد أن ملوا عناء البحث؟ كل الظروف توفرت وكل الشروط انعقدت وكل المناهج اتبعت وكل الطرق سلكت فلما لا يظهر الشيخ الحكيم مطلا برأسه من عمق كهفه هابط من قمة جبله؟ ماذا بقي غير وجه الحق ملقى على حافة الطريق وما على محب الحكمة إلا التقاطه؟  إن جميع المشاريع جربت وجميع الشعارات استهلكت وكل المشاعل رفعت وهاهنا انطرحت  وذهبت ذهاب الزبد في البحر والصوت في الريح ، أليس ما بقي منها ومكث في الأرض هو ما ينفع الناس ويطيح بقصر الشر الجذري؟ كثيرة هي الاحراجات التي اشتدت والمضيقات التي احتدت والصعوبات التي شخصت والإشكاليات التي أثيرت والأسئلة التي طرحت طرحا دقيق والأجوبة التي اجترت والآن نحن في انتظار القطرة التي تفيض خمرة الإبداع في العقول والقشة التي تقسم ظهر العجز والتواكل وتزلزل مائدة البغض وتحرق أشواك اللسان وتداهم روح الخذلان. لقد تغيرت الأوضاع منذ ردهة من الزمان ومرت الأزمنة فذهبنا يمنة ويسرة وسرنا في منتصف الطريق ولم يشفع لنا تساهلنا ولا تشددنا واستشرقنا واستغربنا وتحالفنا مع الجنوب وهاجرنا إلى الشمال ولم نتقدم قيد أنملة إلى الأمام ولم نبرح مكان تخلفنا، نظرنا إلى صورتنا عبر مرآة الآخر وعزفنا عن النظر إليه عبر مرآتنا وصدقنا مناهجه الموضوعية وحاولنا التجرد من انطباعاتنا الشخصية فابتلعتنا المقاربات الذاتية وعصفت بنا رياح المقاربات الصورية الباردة وقمنا بالإحصاء تلو الإحصاء وزدنا تمركزا على أنفسنا وضياعا في العالم، أليست هذه هي علامات إطلالة فلاسفة آخرين أو نوع جديد من الكتاب لهم أذواق وتصرفات مختلفة عن عمال حقيقة هذا الزمان؟ عندئذ يبدو أن الوقت قد حان بالنسبة لكل شخص كي ينقطع عن اهتمام بمزاياه الخاصة ورغباته الضيقة وكي يمسك نفسه عن استشارة تفاهته وفراغه ويمنح نفسه للجميع ويهتم بشؤون غيره، ويبدو كذلك أن الميقات قد جاء بالنسبة لكل شعب لكي يكف عن التذبذب بين الخوف والرجاء والتردد بين الأمل واليأس والتأرجح بين النهوض والتقهقر ويحسم أمره دون رجعة ويقرر مصيره بنفسه، لقد هل الزمان الذي يهب فيه ذوي الخصال النبيلة لكي ينصروا قيم الحق والخير والجمال ويركزوا إراداتهم على القضايا العادلة ويتنازلوا عن تفاهات الحياة وحقارتها ويرتفعوا فوق هذه الظروف البائسة والمشاعر الأنانية ويطلبوا الكلي المشترك والصالح العام والحياة في مؤسسات عادلة مع الآخرين ومن أجلهم كما يقول بول ريكور. أما أن يشعر الجميع بأن السماء ملبدة بالغيوم وأن الهواء خانق وأن الوضع لا يطاق وأن الجدار آهل للسقوط وأن العلاقات في المجتمع هي أوهن من بيوت العنكبوت ومع ذلك يلتزمون حالة السكون ويعتنقون عقيدة ضبط النفس والصمت ويكتفون بالأمل في حصول الكارثة وانهيار البنيان فإن ذلك قد يعرضهم إلى مهالك هذا الانهيار ومخاطر حدوث الانفجار,على هذا النحو فإن تخيل أزمنة أفضل وأكثر سدادا صار شعورا حيا في النفوس وان اللهفة على ظروف أكثر صفاء أصبحت تدغدغ كل وجدان وان الشوق إلى الارتفاع عن بؤس الواقع أضحى أكثر الانفعالات توزيعا بين الناس، وعندما نصل إلى الاقتناع الهادئ بضرورة حدوث شيء ما جديد في الفضاء العمومي الذي يخصنا فانه ينبغي على كل فرد ألا يخشى مصارحة نفسه والتحدث إلى غيره بهذه الحقيقة الدامغة التي لا مجمجة فيها وما ينقصه هو التسلح بالجرأة والجسارة والشجاعة لينجز ما طلبه ضميره منه وكل تأجيل أو تعطيل أو التفاف أو تراخي فإنها أمور لن تزيده إلا إصرارا فيأكل الشوق إلى التغيير قلوب الحشود على نحو أكثر وتستبد بهم الرغبة في رؤية ماهو أفضل . لقد حصل إجماع اليوم بأن نسيج الواقع آيل للتمزق وساد قلق بخصوص تفككه بسرعة ولا أمل في إيقاف هذا التدحرج إلا بإصلاح نمط التفكير الذي لدينا وإطلاق حركة السؤال الفلسفي من عقالها والعدالة هي المعيار الوحيد الذي يسهل علينا البت في هذا المطلب والشجاعة هي القوة الوحيدة القادرة على إزالة هذا التردد. إنها الفلسفة تعانقنا وتريد أن تبدأ خدماتها لواقعنا،فهل نحن على هذا القدر من الجحود ونكران الجميل بحيث ندير لها ظهورنا ونعاندها وندينها ونعزف عن استقبالها واستئناف مقالها؟ماذا ينقص هؤلاء القوم حتى لا يشرعوا في التفلسف؟ لقد جاء في المأثور: »لا يقوم الإنسان باكتشافات جديدة إلا تحت تأثير سلطان الحاجة والضرورة » والمقصود بهذا القول هو أن بؤس الموقع لا يتطلب التأمل والتأويل بقدر ما يتطلب الفعل والتغيير وما قيمة الفيلسوف إن لم يؤهل حياته لهاته الرسالة، فمن له الجرأة في عصر الشمولية الشبحية في الداخل والعولمة الاختراقية من الخارج أن يعيد للسؤال الفلسفي جرأته على النقد والقطع؟ وكيف نقدر على جعل الفلسفة في حضارة اقرأ تعود على بدء؟ لا ينبغي أن يجمع الفكر غدنا بين هرمينوطيقا الذات وابستيمولوجيا التفسير وايكولوجيا العقل واتيقا الفعل انتشالا للمعنى من اللامعنى وإنقاذا للقيمة من كل توظيف براغماتي؟ هل يكفي إنتاج فكر مستقبلي في ثوب العقلانية النقدية لكي ننجز الاستئناف الحضاري؟ + كاتب فلسفي                                       نشر في إيلاف بتاريخ 22 /10/ 2007

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.