الاثنين، 21 ديسمبر 2009

TUNISNEWS

9 ème année, N° 3499 du 21 .12 . 2009

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادق شورو

وللصحافيين توفيق بن بريك وزهير مخلوف

ولضحايا قانون الإرهاب


 

السبيل اونلاين :لطفي الداسي يحال على سجن المرناقية والنظر في قضيتة نهاية ديسمبر

السبيل أونلاين:التصريح بالحكم في قضية طلبة منوبة..والأحكام قاسية جدا

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:علي الرواحي في يومه الثاني عشر من الإضراب عن الطعام

 حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

السبيل أونلاين:الناشط الحقوقي لسعد الجوهري مختفي ويخشى على نفسه من القتل

جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بجندوبـة: بـــــيــــــان إعــــلامــــــــــــــي

كلمة:عمال بلدية القصر، اضراب في الافق واستقالات جماعية من اتحاد الشغل

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع قليبية قربة على من ينصبّ اللوم؟

حوار مع الصحافي زياد الهاني عضو المكتب الشرعي بعد انقلاب 15 اوت الماضي

يو بي أي:نقابة الصحافيين التونسيين تدعو إلى الكف عن انتهاك القانون وkأخلاقيات المهنة

المرصد التونسي:توضيح من المعلم محمد الصالح حاجبي

محمد الحمروني :دعوات لفتح حوار جدي بين السلطة والإسلاميين في تونس الأخضر الوسلاتي:صمود الأسبوعي:أنفلونزا الخنازير3 آلاف إصابة مؤكدة… 75 مقيمًا بالمستشفيات بينهم 25 في الإنعاش

قدس برس:تونس: ارتفاع متزايد في الإصابات بأنفلوانزا الخنازير وتسجيل 14 حالة وفاة

أخبار تونس:إطلاق برامج الشراكة عبر الحدود التونسية الايطالية

الأسبوعي:الجديد في أكبر قضية تهريب الآثار في تونس تحويلات مالية ضخمة من الخارج كشفت المستور

روسيا اليوم:وفاة اكبر ممثلة للجالية الروسية عمرا في تونس

بسام بونني:رسالة بورقيبة لابنه من القدس عام 1946

الشيخ الهادي بريك: عندما يتحرر الشيخ الغامدي من القيود.

د. فهمي هويدي:ضميرهم الذى مات

عبد الحليم قنديل:معنى عودة كفاية

ياسر الزعاترة:الرد على الجدار الفولاذي والحصار السياسي

صالح النعامي:هكذا يمول أوباما الإرهاب اليهودي

المصريون:أنباء عن انتخاب بديع مرشدا للإخوان

القدس العربي:الهلباوي يقترح هنية للمنصب انتخابات مكتب الارشاد تفجّر خلافات ‘الاخوان’ وتنذر بانشقاقات


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جانفي2009
فيفري2009    
أفريل 2009     
جوان2009  https://www.tunisnews.net/20juillet09a.htm      جويلية 2009  https://www.tunisnews.net/23Out09a.htm   أوت/سبتمبر2009    
أكتوبر 2009


لطفي الداسي يحال على سجن المرناقية والنظر في قضيتة نهاية ديسمبر


السبيل اونلاين – تونس – خاص   قالت مصادر خاصة أنه تمّ اليوم الإثنين 21 ديسمبر 2009 ، إحالة السجين السياسي السابق والناشط الحقوقي لطفي الداسي أصيل مدينة الرديف بالحوض المنجمي، إلى سجن المرناقية بضواحي العاصمة تونس بتهمة جمع وتوزيع أموال بدون رخصة ، وكان الداسي ساهم في توزيع معونات على أهالي الحوض المنجمي .   ووقع تعيين جلسة للنظر في قضيته يوم 31 ديسمبر 2009 .   بالتعاون مع الناشط الحقوقي – ابراهيم نوّار – سويسرا    (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 21 ديسمبر 2009)


التصريح بالحكم في قضية الطلبة المعتقلين..والأحكام قاسية جدا

السبيل أونلاين – تونس – عاجل   صدرت اليوم الإثنين 21 ديسمبر 2009 ، أحكام قاسية جدا بحق طلبة كلية منوبة وتراوحت بين السنة وثلاث سنوات ، حسب مصادرنا الطلابية .   وكانت الأحكام التى لم تكتمل بعد على النحو التالي : – ضمير بن علية : عامين وشهرين . – طارق الزحزاح : عامين . – نبيل البلطي : عام . – رفيق الزغيدي : عام .   وما تزال بقية قضايا الطلبة المعتقلين لم تصدر فيها الأحكام بعد . هذا وسيمثل ناجح الصغروني كاتب عام المكتب الفديرالي بكلية التصرف صفاقس وأيوب عمارة يوم 28/12/2009 لاستئناف أحكام غيابية صدرت ضدهما بعد رفض مطلب الإعتراض . (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 21 ديسمبر 2009 )


الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 21 ديسمبر 2009

علي الرواحي في يومه الثاني عشر من الإضراب عن الطعام،


بعد أن أخفقت محاولات السجين السياسي علي الرواحي للوصول إلى عائلته عبر قوارب الموت، يضطر هذه الأيام إلى أن يستقل قوارب الجوع ، وبعد 12 يوماً من الإضراب عن الطعام إحتجاجاً على التجاهل و اللامبالاة التي يواجه به طلبه لجواز سفر للإلتحاق بعائلته المقيمة بالخارج، يتأكد يوما بعد يوم أن تونس تكاد تتوج عاصمة عالمية لإضرابات الجوع و يعيد المتابعون لقضايا حقوق الإنسان في تونس ، في كل مرة ، اكتشاف الحدود القصوى التي تستجيب عندها السلطات المسؤولة لمثل تلك الطلبات ، وكان علي الرواحي أعلن إضراباً عن الطعام منذ يوم 10 ديسمبر 2009، إحتجاجاً على إمتناع السلطات الأمنية عن تمكينه من جواز سفر، وهو الإضراب الثاني الذي يخوضه لنفس الغرض بعد 6 سنوات من تاريخ الأول.  ويذكر أن السجين السياسي علي الرواحي من مواليد 1952.12.21 بمدينة بنزرت ، أقام منذ طفولته سنة 1962 مع عائلته بفرنسا حيث درس وأشتغل وأدار بعض الأعمال، قضى بين  ماي 1994 و 03 جوان 2003 ، تسعة أعوام سجناً وستة أشهر و 17 يوماً، متنقلاً بين السجون التونسية ، خاض خلالها عدة إضرابات عن الطعام من أجل تحسين ظروف السجن،  وعند إطلاق سراحه كان عليه أن يقضي خمس- سنوات مراقبة إدارية، حيث كان يتوجب عليه الحضور يومياً لدى مركز بوقطفة للأمن ببنزرت قصد الإمضاء على سجلات الحضور، كما كان عليه أن يُعلم مركز الأمن أنه يقيم عند عمه وبين أبناء عمه بمدينة بنزرت، إلا أن تضيقات أعوان الأمن وملاحقتهم لتنقلاته وترهيبهم لمن يخالطه من معارفه وبعض أصدقائه ، فرض عليه في حينها عزلة إجتماعية قاسية، ولم يمض على سراحه إلا بضعة أشهر حتى عمد أعوان أمن بنزرت إلى تلفيق تهمة مخالفته لتراتيب المراقبة الإدارية  رغم أنه كان يلتزم بالإمضاء الدوري و  تم إيقافه بمحل سكنى عمه حيث كان أعلمهم أنه يقيم هناك منذ سراحه من السجن، فقد أمضى 15 يوماً موقوفاً بالسجن المدني ببنزرت، لأن الهدف من وراء تلفيق التهمة كان الرغبة في كسر معنوياته وإرهاب من حوله ، ولم يخل » سبيله إلا بعد أن أصدرت محكمة ناحية بنزرت حكماً بعدم سماع الدعوى في حقه. و حين تزايدت التضييقات،أعلن في 29 نوفمبر 2003 دخوله في إضراب عن الطعام من أجل الحصول على جواز سفر يمكنه من الإلتحاق بعائلته بمدينة ليون بفرنسا، ولم يتوقف عنه إلا بعد 29 يوماً من بدايته ، وبعد مساندة واسعة من قبل منظمات و شخصيات حقوقية تونسية ودولية، و حين لجأ للإشتغال بالفلاحة لدى أحد أصدقائه بجهة باجو من ولاية بنزرت طارده أعوان الحرس الوطني ومنعوا عنه الشغل والإقامة هناك رغم أنه لم يقدم على ذلك إلا بعد موافقة منطقة أمن بنزرت ، بل عمد أعوان الحرس الوطني إلى تهديد صديقه الذي آواه وشغله ، بالزج به في السجن بتهمة « إيواء إرهابي..» إن هو شغله عنده أو إستقبله بمحل سكناه بباجو. أخفق علي الرواحي في محاولتين لإجتياز الحدود التونسية قصد الإلتحاق بعائلته ، وبين هذين المحاولتين كانت والدته المسنة المقيمة بفرنسا قد فارقت الحياة دون أن يلتقي بها منذ 20 عاماً ، وفي إحدى تلك المحاولتين جاوز علي الرواحي الحدود التونسية الجزائرية لكنه لم يلبث أن وقع في قبضة الأمن الجزائري الذي أحاله على القضاء الجزائري بتهمة إجتياز الحدود ليحكم عليه بـ5 سنوات سجن خُفظت لاحقاً إلى ثلاثة سنوات ، قضاها في إحدى سجون الجزائر،وسُلم على إثرها إلى السلطات الأمنية التونسية التي حكمت عليه بغرامة 4.د.ت و800 مليم….!!  ،  وتذكر الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن علي الرواحي يبلغ 57 سنة من العمر، وهو بدون وضعية إجتماعية سوية، بدون زواج، محروما من الشغل، بدون وثائق للهوية الشخصية ولا  جواز سفر ، يعيش على الكفاف ، ويقيم وحيداً في غرفة مساحتها 3 أمتار على 2 متر، وهي حالة نموذجية تكاد تلخص معاناة شريحة عريضة من السجناء السياسيين المسرحين، و إذ تعبر الجمعية عن مساندتها للمطلب المشروع للسيد علي الرواحي وتدعو السلطات المسؤولة للتدخل فوراً لتمكينه من جواز سفره ، وحقه المشروع في التنقل ، فإنها تذكر أن مئات من السجناء السياسيين المسرحين ، محرومون من جوازات سفرهم بدون أي مبرر وأن عشرات منهم رفعوا قضايا ضد وزارة الداخلية لإجبارها على تمكينهم  من جوازات سفرهم، فأنصفتهم المحكمة الإدارية لكن دون أن تجد تلك الأحكام طريقها نحو التنفيذ. لجنة متابعة السجناء السياسيين المسرحين


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس، في 04 محرم 1431 الموافق لـ 21 ديسمبر 2009

أخبار الحريات في تونس


1)إيداع السجين السياسي السابق السيد لطفي الداسي بسجن المرناقية وتعيين جلسة للمحاكمة: تمّ اليوم الإثنين 21 ديسمبر 2009  إحالة السجين السياسي السابق والناشط الحقوقي لطفي الداسي أصيل مدينة الرديف بولاية قفصة إلى سجن المرناقية بتهمة جمع وتوزيع أموال بدون رخصة. كما تم تعيين جلسة المحاكمة ليوم 31 ديسمبر 2009 . 2)صدور أحكام قاسية ضد الطلبة المعتقلين: أصدرت المحكمة الابتدائية بمنوبة اليوم الاثنين 21 ديسمبر 2009 أحكاما قاسية جدا ضد طلبة كلية منوبة المعتقلين إثر اعتصام نفذوه احتجاجا على حرمان زملائهم من حقهم في المبيت. وقد تراوحت هذه الأحكام بين السنة وثلاث سنوات. وكانت بعض هذه الأحكام كما يلي: الطالب زهير الزويدي : 3 سنوات الطالب ضمير بن علية : عامين وشهرين . الطالب طارق الزحزاح : عامين . الطالب نبيل البلطي : عام . الطالب رفيق الزغيدي : عام . 3)صدور الأحكام في قضية أمير المرابط ومن معه: أصدرت الدائرة الجناحية السادسة  بالمحكمة الابتدائية بتونس برئاسة القاضي فوزي الجبالي اليوم الاثنين 21 ديسمبر 2009 أحكامها في القضية عدد 30355 التي أحيل فيها كل من سالم زيد وتيسير فروجة ومروان الناصف وأمير المرابط بالسجن مدة 3 أشهر مع إسعافهم بتأجيل التنفيذ من أجل تهمة عقد اجتماع بدون رخصة. 4)حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو عيدا آخر وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


البوليس إقتحم بيته خلال الأيام الماضية  الناشط الحقوقي لسعد الجوهري مختفي ويخشى على نفسه من القتل

 


السبيل أونلاين – تونس – خاص   قالت مصادر خاصة أن الناشط الحقوقي ، شقيق الشهيد سحنون الجوهري ، السجين السياسي السابق لسعد الجوهري يعيش في حالة إختفاء خوفا على نفسه من القتل ، وذلك بعد التهديدات بالقتل التى وجها له البوليس خلال الأيام الماضية وفي مناسبات متكررة سابقة ، على خلفية مطالبته بالتحقيق في إستشهاد شقيقه سحنون والقصاص من قتلته ، وكذلك لإهتمامه بعائلات المساجين السياسيين السابقين .   ويرفض الجوهري الإستجابة للضغوط التى يمارسه بحقه جهاز البوليس السياسي ، بهدف التخلي عن نشاطه الحقوقي .   وكانت قوات البوليس قد إقتحمت بيت لسعد الجوهري خلال الأيام الماضية بعد أن خلعت الباب ، وصادرت حاملة مفاتيح ، وهاتفي إبنته تسنيم وإبنه حسّان . هذا ويشكو لسعد الجوهري من أمراض متعددة منها القلب وآلام المعدة والسكري ، وهو يعاني من شلل جراء التعذيب الذى تعرض له بعد إعتقاله أوائل تسعينات القرن الماضي ، ويستعين في تنقلاتة بعكاز.   بالتعاون مع الناشط الحقوقي – ابراهيم نوّار – سويسرا   ————  

لمحة عن الشهيد سحنون الجوهري :

  الشهيد سحنون الجوهري 26 جانفي 1995 ، هاجر إلى فرنسا صيف 1981 إثر أول حملة اعتقالات ضد قيادات حركة الإتجاه الإسلامي وانخراط في “منظمة العفو الدولية” فرع فرنسا سنة 1982، وتزوج في مهجره في نفس العام ، والتحق بجامعة السربون ونال شهادة الدراسات المعمقة سنة 1984 . وعاد إلى تونس سنة 1984 ، وإنخرط بالرابطة التونسية لحقوق الإنسان- فرع السيجومي إلى حدود 1985 ثم التحق بالهيئة المديرة في السنة المذكورة . تخرج سعنون الجوهري أول الأمر من مدرسة ترشيح المعلمين بالمرسى سنة 1971 و اجتياز امتحان البكالوريا الجزائرية و حصل عليها في جوان 1974 ، وانتسب إلى الكلية الزيتونية للشريعة و أصول الدين سنة 1975 و واصل الاشتغال في نفس الوقت بالتعليم في مدرسة خزندار الابتدائية بضاحية باردو القريبة من تونس العاصمة بعدما باشر التدريس قبل ذلك بمدرسة ابتدائية تتبع مدينة المرناقية غرب العاصمة و نال إجازة الكلية الزيتونية سنة 1979 ، انتقل مدرسا إلى المعهد الثانوي بباجة 1984 . وعرف الشهيد سحنون الجوهري بركن « السواك الحار » في جريدة الفجر المحظورة في تونس والمتوقفة عن الصدور . أعتقل سحنون الجوهري في 23 مارس 1991 ، وتوفي داخل السجن في العاصمة التونسية في سنة 1995 في ظروف ما زالت غامضة .   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 21 ديسمبر 2009)  


جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بجندوبـة
 بـــــيـــــــــــــان إعـــــــــــلامــــــــــــــي  

قررت إدارة المعهد القطاعي للتكوين المهني الفلاحي في تربية البقر بمعتمدية تيبار ولاية باجة رفت الآنسة مروى الرزقي عضوة الشباب الديمقراطي التقدمي ومرشحة الحزب للانتخابات التشريعية في دائرة جندوبة (أكتوبر 2009) وإحالة ملفها على وكالة الإرشاد والتكوين الفلاحي بالإدارة العامة لوزارة الفلاحة بتونس للنظر في أربع تهم وجهت لها، من بينها تهمة عدم احترامها مواقيت رجوع الحافلة التي نقلت عددا من تلاميذ المعهد لحضور حفل افتتاح مرشح الحزب الحاكم  لحملته الانتخابية يوم 11 أكتوبر  2009. وتم ذلك في غياب تام لحضورها أو حضور والدها مجلس التربية  وحرمانهما من الحق في الدفاع. وكانت عضوة الحزب قد ضاقت ذرعا من الإهانات والاستفزازات  والاعتداءات التي طالتها من عدد من زملائها وبعض عناصر الطاقم الإداري خاصة بعد أن علموا بترشحها في قائمة معارضة فضلا على ما لحقها من اعتداء بالعنف اللفظي والمادي من قبل احد زملائها عندما حاولت منعه من دخول مبيت الفتيات ليلا وهو في حالة سكر. إن جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي بجندوبـة. تدين بشدة قرار رفت مروى الرزقي عضوة الحزب الديمقراطي التقدمي وتعتبر قراري الرفت والإحالة  قرارين باطلين وغير قانونيين خاصة وأن إدارة  المعهد لم  تحترم حقها وحق والدها أو من ينوبهما في حضور مجلس التربية المنعقد يوم 14/12/2009 . تستنكر توظيف القانون المدرسي لمعاقبة من اختار أن يكون معارضا وتعتبر أن عقوبة مروى كيدية ذات خلفية سياسية فضلا على أنها شكل من أشكال التشفي وعقاب لها لعدم حضور حفل انطلاق حملة مرشح الحزب الحاكم. تطالب إدارة المعهد بإرجاعها فورا إلى مقاعد الدراسة وتمكينها من مواصلة دراستها وإلغاء العقوبة التي لحقتها. تعبر عن استعدادها لخوض سلسلة من التحركات النضالية من أجل عودة عضوة الحزب إلى دراستها وتهيب بأصحاب الضمائر الحية لمساندتها والوقوف إلى جانبها وكل من تطاله عقوبات من أجل نشاطه المدني المعارض. الكاتب العام المولدي الزوابي  


عمال بلدية القصر، اضراب في الافق واستقالات جماعية من اتحاد الشغل

 


حرر من قبل التحرير في الأحد, 20. ديسمبر 2009 يشن عمال بلدية القصر من ولاية قفصة يومي 28و29من الشهر الجاري اضرابا عن العمل من اجل تسوية وضعياتهم المهنية المتعلقة بالترسيم والتغطية الاجتماعية وذلك حسب البرقية الصادرة عن الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة. من جهة أخرى فقد سحب قرابة الثلاثين عاملا من عمال البلدية عضويتهم من الاتحاد العام التونسي للشغل. وقد فسرت بعض المصادر هذا الاجراء بغياب الوعي النقابي لدى منخرطي نقابة بلدية القصر، خاصة وانها حديثة العهد في حين يرى آخرون ان الإنسحابات جاءت على خلفية تلاعب قام به رئيس البلدية وأعوانه، حيث غالطوا العمال وأمضوهم على وثيقة دون أن يطلعوهم على محتواها، تبين بعد ذلك انها انسلاخ من الاتحاد العام التونسي للشغل.  ومن المنتظر حسب بعض المصادر النقابية في اتحاد الشغل بقفصة ان يلتقي يوم الاثنين السيد عمارة العباسي الكاتب العام للاتحاد بوالي الجهة لاحاطته علما بالسلوك الذي يتبعه رئيس البلدية من اجل الوصول الى حل نقابة بلدية القصر بعد أن يتقلص عدد المنخرطين الى اقل من خمسين منخرطا. وفي موضوع آخر له علاقة ببلدية القصر فإن سكان بعض الأحياء يطالبون بإنشاء بلدية أخرى بسبب التوسع العمراني الذي تشهده بلدية القصر وعجزها عن توفير الخدمات اليومية لأغلب الاحياء، مثل حي لالة وحي عمر بن سليمان اللذان بلغ عدد سكانهما ما يقارب عشرة الاف ساكن.  

(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 20 ديسمبر 2009)

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان فرع قليبية قربة على من ينصبّ اللوم؟


اللائم، المُليم، معروف بدفاعه عن الحق والحرية والعدل، ويعمل لأن تكون بلاده في أفضل حال، وأرفع مكانة، وأبهى حُلّة ، وأنها لن تكون كذلك إلاّ بعزة أبنائها وقوتهم وما يتنعّمون فيها من خير ورفاه. أما الملام فهو المنحرف عن القانون، والمتلا عب به، يسمعه الناس يتكلم عن الحقوق والديمقراطية، والسيادة الشعبية، فيتملكه الإعجاب وتبهره حلاوة اللسان، ،لكن، عندما يرى أفعاله وتصرفاته يجد أنه مثل هؤلاء الذين يشيرون بأضواء سياراتهم، للدوران نحو اليسار ويدورون نحو اليمين ، ولا يراعون بين أقوالهم وأفعالهم شيئا من عقل أو منطق أو حشمة، وكأنهم يتكلمون ويتصرفون مع القاصرين، الصُّمّ والمغـفلين. فهل يُلام الطلبة( وهم الذين يُفتَرَض أنهم، في محا ضنهم ورياضهم ومدارسهم ومعاهدهم وكلياتهم) وقد تربَّوا على الإنسانية والتعقل والتسامح والحرية والديمقراطية(التي ترتكز على احترام الرأي المخالف، واحترام الأقليات وما يؤمنون به من عقائد ومذاهب)؟ أم يُلام مَن حرّضهم على إرهاب زملائهم وتعنيفهم ، وتحريكهم لنشر الفرقة بينهم، وضرب كل تمشٍ ديمقراطي وتعايش سلمي بين جميع التيارات؟ولماذا؟ لأن الطلبة الذين وقع عليهم الاعتداء كانوا فكروز بطريقة لا تُعجب هؤلاء المحرِّضين على التفرقة؟ أم أن اللوم ينصبّ ، أساسا، على من جُعِل لنشر الأمن وحماية المواطن ، ويتلقون رواتبهم من ميزانية الشعب ، لكنه رضي أن يتفرج على عمليات العنف والإرهاب التي ينعرض لها الطلبة دون أن يتحرك لحمايتهم، ومنع الأذى عنهم كما تتطلب منهم وظيفتهم؟. ولكي لا نبقى في غموض العموميات، نعرض حالة الطالب: باسم بن عبيد، الذي تعرض ، كما يقول، إلى الضرب من قِبَل مجموعة من طلبة التجمع( تحت قيادة صاحب الكنية » رامبو »)، أمام كلية  » العلوم الاقتصادية والتصرف » بنابل، يوم 15/ ديسمبر2009، أمام الشرطة بمختلف أشكالهم وملابسهم وألوانهم . والسبب في هذا الاعتداء الضغط على الطالب باسم بن عبيد ليسحب ترشحه للمجلس العلمي للكلية. وليست الأمر(الجريمة) وقف عند هذا الحد، بل تعداه ليصل إلى السيد معتمد حمام الغزاز ورئيس مركز الحرس الوطني بها، حيث استغل كل واحد منهما مركزه ووظيفته الرسمية للضغط على عائلة الطالب باسم بن عبيد، الذي ظن، غلطا ووهما، أن القانون يسمح له بالترشح للمجلس العلي للكلية، ولم يكن يعرض أن الحق، هذا، ما هو إلاّ مجرد شعار مستعمل  » للاستهلاك الخارجي » والدعائي، وأن هذا الطالب، الذي كان يرى أنه بترشحه للمجلس العلمي، سيخدم إخوانه وبلاده، قد أجرم، كثيرا، عندما أراد أن يخرج الشعار من غمده الحريري ويُشمّمه حرارة الواقع وروعة الحياة ألم يكن لهؤلاء  » الرسمين » أن يتساءلوا: » ما دخلُ العائلة في اختيارات ابنها الراشد؟ ثم ليجعلوا أنفسهم مقياسا، فماذا يكون رأيهم لو أن إبنا من أبنائهم اختار لنفسه خيارا غير موافق لخياراتهم؟ أم ما يكون حراما على أبناء الشعب هو حلال على أبنائهم؟ لكنه منطق القوة يتحرك عند مَن يفقد قوة المنطق. لكن… هل تعرفون معنى للقول : » التونسي للتونسي رحمة »؟إذن، فلتسمحوا لنا بأن نقول: إن الذين أصدروا  » تعليماتهم » الآمرة بتعنيف الطلبة وإرهابهم. ومن تفرج على ممارسات الإرهابيين، من شرطة ومسئولين أمنيين وغيرهم مُدانون وملامون، إن لم نقل أكثر، ولا نقول لأن العصا بأيديهم وأن ظهورنا، الضعيفة، وغير المسنودة ، لا تتحمل قسوة العصا بأيدٍ قاسية لا تعرف رحمة ولا إنسانية ولا حقا ولا حرية، فهل ، علينا جميعا، ومهما كانت مواقعنا، إلاّ أن نرفض العنف والإرهاب مهما كان مأتاه ومصدره. كما أننا نقول إلى السيد معتمد حمام الغزاز، والسيد رئيس مركز الحرس الوطني بها عليكما أن تراجعا تسمية كل واحد ووظيفته الأساسية الرسمية وتتأكدا من الجهة التي تأخذان منها رواتبكما، لكن بالتأكيد أنها ليست التجمع الدستوري، وعاش مَن عرف قدره، وجلس دونه. وفي الأخير نورد هذا الخبر غير العاجل للسيدين معتمد حمام الغزاز ورئيس الحرس بها وأعرافهما:  » طلب أحد الولاة من الخليفة عمر ابن عبد العزيز أن يبعث له بأموال ليبني سورا للمدينة، فرد عليه الخليفة قائلا: » سَوِّرْها بالعدل ، ونقِّـها من الظلم » وتلك هي المهمة الأساسية لكل حاكم يريد الخير والتقدم والمناعة لشعبه . ومن كانت بيته من زجاج فلا يرم الناس بالحجر، ومن العار والغباء وفساد التربية أن يفقد الطلبة وعيهم ويقبلوا بأن يكونوا لعبة قذرة بأياد عابثة للإضرار بإخوانهم والاعتداء على حقوقهم وحرياتهم. المجد لكل المناضلين في سبيل الحرية وحقوق الإنسان. والموت لأعداء الحرية، وأنصار الظلام قليبية في 21/12/2009 رئيس الفرع عبد القادر الدردوري — المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux  

حوار مع الصحافي زياد الهاني عضو المكتب الشرعي بعد انقلاب 15 اوت الماضي


حوار مع الصحافي زياد الهاني عضو المكتب الشرعي للنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين حول وضعية النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين بعد انقلاب 15 اوت الماضي حملات الشتم والتخوين وهتك الأعراض التي يتعرض لها المعارضون التونسيون داخل وخارج الوطن الرقابة المسلطة على المدونات والانترنات في تونس لمشاهدة الحوار http://www.wat.tv/video/liberte-presse-expression-20t65_1mb72_.html زياد الهاني

نقابة الصحافيين التونسيين تدعو إلى الكف عن انتهاك القانون وkأخلاقيات المهنة


تونس, تونس, 21 كانون الأول-ديسمبر (UPI) — دعت لجنة أخلاقيات المهنة التابعة للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين إلى الكف عن انتهاك القانون وأخلاقيات المهنة الذي تمارسه بعض الصحف الأسبوعية والمواقع الألكترونية التونسية. ولاحظت اللجنة في بيان حمل توقيع رئيسها كمال بن يونس، وتلقت يونايتد برس إنترناشونال اليوم الإثنين نسخة منه، أن بعض « الأسبوعيات والمواقع الألكترونية التونسية تعاقبت خلال الأسابيع الماضية على نشر وبث كتابات تضمنت إنتهاكات خطيرة لقانون الصحافة ولقوانين البلاد، ولميثاق شرف المهنة الصحافية ». وأشارت إلى أن تلك الإنتهاكات « شملت إعتداءات على حرمات عدد من الإعلاميين والكتاب التونسيين وشخصيات وطنية، يحق للجميع نقدها بجرأة ووضوح وصراحة، ولكن من دون التورط في السب والشتم وتوجيه إتهامات أخلاقية خطيرة جدا لها ». ويعتبر هذا الموقف الأول من نوعه الذي يصدر عن النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين إزاء مثل تلك الكتابات التي انتشرت أخيرا بشكل لافت، وقد مست من قريب العديد من الناشطين الحقوقيين، ما دفع عدد من الإعلاميين إلى شن هجوم لاذع على الصحف التي تنشر مثل تلك الكتابات. وكان عدد من الناشطين الحقوقيين والصحافيين المعارضين التونسيين، قد اشتكوا في وقت سابق مما وصفوه بـ »حملات التشويه التي تشنها الصحف المأجورة ضدّ المعارضين »، وطالبوا في نداء وقع عليه نحو 100 إعلامي وسياسي وحقوقي وسينمائي بالكف عن مثل هذه الممارسات. Copyright 2009 by United Press International. All rights reserved. Story ID: 20091221-080656-1194 Published: Dec 21, 2009 at 03:25pm  


 سيدي بوزيد في 20 ديسمبر 2009-12-20 توضيح من المعلم محمد الصالح حاجبي

 


انّي المسمى اعلاه اعلاه معلم تطبيق بمدرسة 7 نوفمبر الابتدائية بسيدي بوزيد الغربية ، وبعد اطلاعي على جملة من اليبانات التي تطرقت الى حادثة الاعتداءالذي طالني صحبة ابني يوم 3-12-2009 حيث اجبرت على الاقامة بالمستشفى لاجراء عملية جراحية بسبب كسر بانفي .اشهد اني اتصلت بالأخ الازهر غربي عشية يوم الحادثة بصفته الكاتب العام للنقابة الاساسية للتعليم الاساسي بسيدي بوزيد الغربية رفقة الزميل توفيق خصخوصي الذي دلني على منزله اين شرحت له ملابسات الاعتداء الشنيع فطلب مني كتابة تقرير في الغرض ووعدني بأن نلتقي يوم الغد 4-12-2009 بمقر الادارة الجهوية على الساعة العاشرة صباحا . وللأسف حضرت في الموعد حيث تغيب الاخ الازهر ولم يحضر وفي نفس اليوم عند العشية زارني بمنزلي وتزامن وجوده مع حضور والد المحامي المعتدي فاعتذر عن البقاء وانصرف بتعلة ان الموقف يحرجه امام عائلة المحامي – وفي مساء نفس اليوم اي4-12-2009 يبلغني الاخ مصباح دالي عضو النقابة الاساسية بسيدي بوزيد الغربية ليحذرني من مغبة التتبعات الادارية التي قد تصل الى طرد ابني من المعهد في صورة عدم اجراء مصالحة مع المحامي وهو ما اعتبرته تهديدا صريحا لي ولابني ….. وفي مناسبة اخرى زارني الاخ الازهر رفقة توفيق خصخوصي لمحاولة اقناعي بفكرة التصالح مع المحامي تجنبا لكل التشنجات التي قد تحصل بين العائلات…لذلك اعتقد انه صار لزاما عليّ ان اؤكد ان ما يشاع بان اعضاء النقابة الجهوية للتعليم الاساسي قد تدخلوا من اجل اجراء مصالحة بيني وبين المعتدي » المحامي » هو محض افتراء ولا اساس له من الصحة . لذلك انفي هذا الخبر نفيا قاطعا . وللتوضيح أؤكد كذلك ان وجود افراد من النقابيين صحبة الاخ الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد مساء يوم 12-12-2009 في منزلي كان لمجرد الاطمئنان على صحتي لا غير ولا علاقة لهم بالوفد الذي زارني يومها من اجل الصلح . بل على عكس ما يروج له البعض فقد نصحني اعضاء النقابة الجهوية بالتمسك بتتبع المعتدي احتراما لنضالات المعلمين وتقديرا لمشاعرهم واقتناعا بعدالة القضية وعدم الرضوخ للضغوطات المسلطة عليّ وعلى عائلتي بما فبها تدخلات المحامين هيكلا وافرادا ومؤكدين وقوفهم الى جانبي الى ان ياخذ القانون مجراه الطبيعي علما وان النقابة الجهوية للتعليم الاساسي هي التي قدمت شكواي الى السيد وكيل الجمهورية بعيد خروجي من المستشفى . وبهذه المناسبة لابد لي ان احيي كافة المعلمين والمعلمات على مساندتهم لي ووقوفهم الى جانب الحق والعدل . كما لا يفوتني ان احيي الهياكل النقابية وكل الشرفاء والاحرار الذين تبنوا وضعيتي وتابعوها بالجدية المطلوبة. هذا وأؤكد مطمئنا كل الزملاء انني متمسك بتتبع الجاني اعتارا مني ان هذا الاعتداء يتجاوز شخصي ليطال كافة المربين . وقد اضطررت لكتابة هذا التوضيح درءا لكل الشائعات التي يروجها البعض سامحهم الله. والله على ما اقول شهيد . الامضاء محمد الصالح حاجبي معلم تطبيق اول بمدرسة 7 نوفمبر1987 بسيدي بوزيدالمرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux

لحل المشاكل العالقة منذ 2005 دعوات لفتح حوار جدي بين السلطة والإسلاميين في تونس

 


تونس- محمد الحمروني  عادت قضية حركة النهضة الإسلامية المحظورة لتتصدر اهتمامات الشارع التونسي مؤخرا، وخاصة بعد الإعلان الذي أطلقته عدة جهات تونسية ومن خلال بعض التسريبات أن السلطة عازمة على حل جملة من القضايا العالقة التي ساهمت في تأزيم الوضع السياسي في البلاد في الفترة الماضية. وجاء كشف قيادة الرابطة التونسية لدفاع عن حقوق الإنسان عن مبادرة السلطة بالبحث عن حل لمشكلتها العالقة منذ سنة 2005، ليؤكد وفق بعض القراءات، صدق التسريبات التي تحدثت عن عزم السلطة المبادرة بحلحلة بعض الملفات التي وصفت بالمستعصية. وبغض النظر عن الدوافع التي أجبرت الحكومة التونسية على ملامسة هذه الملفات التي ظلت إلى وقت قريب شديدة التصلب في التعاطي معها، وخاصة ما قيل عن ضغوط للاتحاد الأوروبي على تونس من أجل تنقية المناخ السياسي قبل البدء في المحادثات البينية حول وضع الشريك المتقدم، أو ارتباط دعاوى الحوار هذه بما تردد أيضا عن محاولة السلطة تخفيف الضغط المسلط عليها، وهو الضغط الذي تصاعد بشكل لافت بعد الانتخابات الأخيرة، فإن الثابت وفق عدد من المراقبين هنا في تونس هو أن الساحة السياسية باتت في حاجة أكيدة لحوار جاد بين مختلف الفرقاء يضع حدا للتشنج الذي ساد الحياة السياسية ويجد مخرجا للملفات المستعصية وعلى رأسها مشكلة حركة النهضة. وعكست بعض المقالات التي نشرت مؤخرا في تونس هذه الحاجة للحوار خاصة بين السلطة والإسلاميين، ومن ذلك المقال الذي نشرته صحيفة الموقف التونسية المعارضة والذي جاء تحت عنوان « إلى متى ترفض السلطة الحوار مع الإسلاميين؟ ». وبعد أن استعرض المقال تجارب الحوار التي خاضتها البلدان المجاورة لتونس مثل ليبيا والجزائر وموريتانيا، رغم ما تميزت به تجارب بعض هذه البلدان مع الحركة الإسلامية من عنف، استغرب صاحب المقال إصرار الطرف الحكومي وإعراضه « عن التحاور مع أي كان.. وعدم إقراره بوجود حركة إسلامية ولا بحركة ديمقراطية ولا بمجتمع مدني ». ونتيجة لهذا الانغلاق المطلق أصبحت تونس في مؤخرة الترتيب المغاربي بمقاييس التنمية السياسية، كما ورد في المقال. وفي تصريحات خاصة بالعرب أكد وليد البناني القيادي في النهضة « أن النظام التونسي منغلق ومتصلب ولا يرغب في إجراء الإصلاحات الجادة، وفيما يبدو من سياساته القمعية مع معارضيه بكل أطيافهم، فهو ليس معني بفتح مثل الحوارات التي تجري حوله في بلدان الجوار، مما يفوّت على بلادنا وقتا وفرصا ثمينة تزيد في احتقان الأجواء وتؤبد الأزمة السياسية وتهدد البلاد بمستقبل مجهول ». وأضاف البناني « المؤشرات الحالية من التضييق على الإخوة المسرحين الذي ما زال متواصلا إضافة إلى تواصل سجن رئيس الحركة الأسبق الدكتور صادق شورو هو والمئات من شباب الصحوة، وكذا التضييق على الصحافيين والنقابيين والطلبة وناشطي حقوق الإنسان كل هذه مؤشرات على أن النظام لم يغيّر من سياسة الهروب إلى الأمام ». واعتبر الكاتب والمفكر التونسي البحري العرفاوي من جانبه أن الحوار الذي أطلقته بعض البلدان المغاربية مع الإسلاميين يكشف « عن تحول عميق في العقل السياسي المغاربي سواء لدى السلطة أو لدى معارضيها من الإسلاميين خصوصا، معتبرا أن هذا الحوار ليس شغلا من مشاغل السياسيين أو موضوعا للتناول الصحفي فقط إنما هو سؤال وطني ومعرفي واجتماعي وأخلاقي.. ». وأكد العرفاوي في تصريحات خاصة بالعرب « أن حالة الاستنفار الأمني وحالة الاصطفاف السياسي والحشد الإعلامي والتجفيف العقدي وحالة المد والجزر بين الداخل والخارج -مذ حوالي عقدين من الزمن- إنما محورها « الرقم الإسلامي » الذي ظل عصيا عن الاندثار وظل يتبدّى كظاهرة موجوعة تقيم الحجة على خُصومها وتستجمعُ ضمائر عربية وأعجمية وتتوالد من « أوجاعها » استتباعات ظاهرة وخفية لا ينكرها سياسي ولا مثقف.. » واستغرب المفكر التونسي من طرح السؤال حول مدى إمكانية الحوار بين أبناء الوطن الواحد؟ معتبرا أن التحاور بين شركاء الجغرافيا والتاريخ والثروة وماء السماء والأرض وغبار الصحاري، كما قال، هو الأصل وليس الاستثناء. غير أن حتمية الحوار التي يتحدث عنها المفكر التونسي العرفاوي يقابلها تصلب النظام كما قال البناني الذي أكد في تصريحاته للعرب على أن حركة النهضة « عبرت منذ سنوات عن استعدادها للحوار مع السلطة ومع بقية الأطراف الوطنية الأخرى ضمن حوار وطني يؤسس لمرحلة جديدة لا ظلم فيها ولا استبداد، تكرس حقوق المواطنة الفعلية لكل التونسيين ليكون لهم جميعا شرف خدمة تونس الحبيبة ». غير أن السلطة قابلت مبادرات الحوار هذه بالإعراض وذلك على الرغم مما ورد مؤخرا في خطاب رئيس الدولة السيد زين العابدين بن علي في حفل أدائه اليمين الدستورية والذي ورد فيه « أن قلوبنا مفتوحة وأيادينا ممدودة لكل التونسيين والتونسيات دون إقصاء أو استثناء لأحد ». والسؤال الذي ينتظر الإجابة هو: متى يوضع خطاب الرئيس موضع التنفيذ؟ (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 21 ديسمبر 2009)


صمود 

سبّحْ فسجنك ساقط متهدّم حمدلْ فقيدك مُكْسَر ومُحطّم كبّرْ فنصرك زاحف متقدّم الحرّ أنت وغيرك المتقيّد يا أيّها المسجون في ركن بها يتعبّد النّار أنت بظلمة تتوقّد أنت العزيز وغيرك في المذلّة يرقد جلّادنا في ذلّه يتنعّم بسياطه وحماته يتكلّم لكنّه يتلعثم وكلامه مثل الرّياح تهبّ حينا تسكن جلّادنا متجبّر ويعيث في أرض المحبّة يظلم في شعبنا أجلافه تتحكّم هذي الخراف بخيرها يتنعّم سقط السّلاح كثرت مقالات الإنبطاح لم يبق غيرك صابرا لم يبق غيرك صامدا متمسّكا بعهوده لا ينحني للرّيح والأهواء لشماتة الأعداء لمقالة الضّعفاء للسّاقطين على الطّريق بلا عناء اللّيل ليل والنّهار نهار والأرض ارض والسّماء سماء والغدر غدر والوفاء وفاء ستظلّ كالزّيتونة الخضراء في أرضها متجذّرهْ ستظلّ مثل النّخل في الصّحراء بشموخها جبل تعالى كبرياء أنت الحقيقة والبقيّة كذبة وهراء ستظلّ نجما ساطعا في حلكة الظّلماء يا هدير البجر زمجرْ في الفضاء علّمتنا كيف الجنون بعض المواقف تستحقّ هوى الجنون صدّيق أنت بسجنه اصمدْ صمودك دافع لصمودنا اصبر فصبرك صبرنا لا تستمعْ بمقالة السّفهاء وعواذل قد أنهكتهم محنة وبلاء فالنّصر آت لا مراء   الأخضر الوسلاتي باريس


أنفلونزا الخنازير 3 آلاف إصابة مؤكدة… 75 مقيمًا بالمستشفيات بينهم 25 في الإنعاش

 


تونس ـ الأسبوعي أفادت مصادر صحية أن عدد الإصابات المؤكدة مخبريًا بواسطة التحاليل بفيروس أنفلونزا الخنازير ناهز 3 آلاف حالة مع موفى الأسبوع المنقضي، مما يعني الانتشار الواسع للفيروس بين المجموعات والذي سيتسع خلال الفترة المقبلة مع تواصل نزول درجات الحرارة وتتالي موجات البرد. وبالإضافة إلى تسجيل 14 حالة وفاة بأنفلونزا الخنازير آخرها للحامل الثالثة بإحدى المصحات الخاصة بالعاصمة، فإن عدد المقيمين بمختلف المستشفيات وصل إلى 75 شخصًا بينهم 25 مصابًا في أقسام الإنعاش من ضمنهم ثلاث حوامل بنابل وسوسة والقصرين، يخضعن للمراقبة المستمرة. وترجح المصادر ذاتها ارتفاع عدد الوفيات في حال لم يسارع من يطلق عليهم ذوي الاخطار (حوامل وأطفال ومرضعات وأصحاب الأمراض المزمنة…) بالتلقيح خاصة أنه على خلاف «القريب الموسمية» لوحظ أن الوفيات بأنفلونزا الخنازير، سجلت أغلبها بين صغار السن. هذا وتتواصل عمليات مراقبة الحجيج بعد حلولهم بتونس وعودتهم إلى أهاليهم، ومكــّن ذلك من اكتشاف حالتين في القيروان لشخصين عادا من الحج ظهرت عليهما أعراض الإصابة بأنفلونزا 1N1A/ H بعد 3 أيام من الإقامة بين أهلهما.. وتمكنت أيضًا فرق المراقبة المتواجدة بالمطار من اكتشاف 3 إصابات في صفوف حجيج جزائريين قدموا من البقاع المقدسة إلى تونس قبل التحول إلى بلادهم. واختتمت عمليات المراقبة الصحية بمطار تونس قرطاج الخاصة بالعائدين من الحج يوم أمس الأحد، ليصبح بذلك العدد الجملي للحجيج الذين خضعوا للتحاليل السريعة والمتابعة الطبية 1300 حاج تمكنوا من أداء الفريضة بطرقهم الخاصة وذلك بعد قرار تعليق الحج في تونس لهذا العام… وللتذكير فقد أشرف على عمليات المراقبة المذكورة بالمطار فريق يتكون من 10 أطباء و10 إطارات شبه طبية. أسامة بن علي (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 21 ديسمبر 2009)


تونس: ارتفاع متزايد في الإصابات بأنفلوانزا الخنازير وتسجيل 14 حالة وفاة  

تونس – خدمة قدس برس ارتفع عدد الوفيات بسبب « انفلوانزا الخنازير » إلى 14 حالة، بينما أكدت مصادر صحية أن عدد الإصابات المؤكدة مخبريًا بفيروس « 1N1A/ H » تجاوز ثلاثة آلاف حالة مع نهاية الأسبوع الماضي،. وقد عبرت المصادر عن مخاوف من سرعة انتشار الفيروس مع انخفاض درجات الحرارة في البلاد. وذكرت صحيفة « الصباح » التونسية في عددهها اليوم الاثنين (21/12) أنه إضافة إلى تسجيل 14 حالة وفاة بأنفلونزا الخنازير، آخرها لإحدى النساء الحوامل بإحدى المصحات الخاصة بالعاصمة، فإن عدد المقيمين بمختلف المستشفيات وصل إلى 75 شخصًا بينهم 25 مصابًا في أقسام الإنعاش، بينهم ثلاث نساء حوامل، يخضعن للمراقبة المستمرة. وترجح المصادر ذاتها ارتفاع عدد الوفيات في حال لم يسارع من يطلق عليهم ذوي الأخطار (حوامل وأطفال ومرضعات وأصحاب الأمراض المزمنة…) بالتلقيح، خاصة أنه على خلاف « الانفلوانزا الموسمية »، لوحظ أن الوفيات بأنفلونزا الخنازير، سجلت أغلبها بين صغار السن.  (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 21 ديسمبر 2009)  


إطلاق برامج الشراكة عبر الحدود التونسية الايطالية


أخبار تونس- يشكل تاريخ غرة فيفرى 2010 آخر أجل لقبول طلبات تمويل المشاريع المشتركة التي يمكن إنجازها في إطار الشراكة بين السلطات العمومية المحلية في كل من تونس وصقلية/ايطاليا. وتندرج هذه المبادرة في إطار برنامج التعاون الثنائي عبر الحدود التونسية الايطالية وهي تهم ولايات تونس ونابل وبن عروس واريانة ومنوبة وبنزرت وباجة وجندوبة ومقاطعات اغريدجانتو وتراباني وكلتانيستا ورغوز وسيراكوزا بصقلية. ويسعى هذا البرنامج الذى يمتد تنفيذه من 2007 الى 2013 في إطار الآلية الأوروبية للجوار والشراكة الى إرساء تنمية مشتركة بين الضفتين الشمالية والجنوبية للمتوسط. وأكدت السيدة كريمة غريبي المديرة العامة لوحدة التصرف حسب الأهداف لبرامج التعاون عبر الحدود بوزارة التنمية والتعاون الدولي خلال الورشة التي انتظمت يوم الاثنين بتونس لإطلاق برامج ومنتديات الشراكة في اطار برنامج التعاون الثنائي عبر الحدود التونسية الايطالية ان الاتحاد الاوروبي خصص نحو 25 مليون اورو لتنفيذ هذه المشاريع. وأضافت أن الاعتمادات التي افردت لمشاريع التنمية والاندماج الجهوى والنهوض بالتنمية المستديمة تتراوح بين 500 و800 الف اورو فيما تتراوح الاعتمادات التي خصصت للمشاريع التي تتعلق بمجال التعاون الثقافي والعلمي ودعم النسيج الجمعياتي بين 300 و800 ألف أورو. واكد السيد عبد الحميد التريكي كاتب الدولة المكلف بالتعاون الدولي والاستثمار الخارجي من جهته ان هذا البرنامج موجه اساسا للسلطات العمومية المحلية والجمعيات غير الحكومية والجامعات ومراكز البحث ومختلف الفاعلين على المستويين الجهوي والمحلي مما يوفر فرصة اكبر لتقريب هذه المشاريع من السكان بالجهات. وبين أن التنمية الجهوية تحتل مكانة محورية ضمن سياسة التنمية التي تنتهجها تونس وهو ما يتجلى بوضوح من خلال دعم المخططات التنفيذية للبعد الجهوي للتنمية وكذلك من خلال البرنامج الرئاسي 2009-2014 الذي أفردها بالنقطة 22 “رؤية متجددة للتنمية الجهوية”. وأفاد انه قد تم إحداث وحدة صلب وزارة التنمية والتعاون الدولي تعنى ببرامج التعاون عبر الحدود تسهر على تقديم الدعم الضرورى لحاملي المشاريع التونسيين وتوفير المعلومات والخبرة اللازمة لإيجاد شركاء لهم. ودعا كاتب الدولة الاطراف المعنية ببرنامج الشراكة الثنائية عبر الحدود من الولايات التونسية ومن صقلية الى العمل على تقديم مشاريع فعلية لا سيما بعد استكمال تونس للإطار الهيكلي الخاص بانطلاق هذا البرنامج من خلال التوقيع على اتفاقية تمويل مع الاتحاد الاوروبي بداية شهر ديسمبر الجاري. وأكد السيد بيترو بيناسي سفير ايطاليا بتونس ان آلية الجوار والشراكة التي اقرها الاتحاد الاوروبي تستأثر بنحو 21 بالمائة من العنوان الرابع من ميزانية الاتحاد (أي ما يشكل 12 مليار اورو) موضحا ان ثلثي هذا المبلغ سيوجه لفائدة الشركاء المتوسطيين. وللتذكير فان ايطاليا تعتبر الشريك التجاري الأوروبي الثاني لتونس بمبادلات تصل قيمتها الى 10 مليارات دينار أى ما يشكل خمس المبادلات التجارية للبلاد وهي ثاني مصدر لتدفق الاستثمارات الاجنبية المباشرة فيما تنشط اكثر من 700 مؤسسة ذات رأس مال ايطالي او مختلط بتونس. (المصدر:أخبار تونس ( تونس ) بتاريخ 21 ديسمبر  2009)  

الجديد في أكبر قضية تهريب الآثار في تونس تحويلات مالية ضخمة من الخارج كشفت المستور

.. وهذه حقيقة ابن الوزير السابق حجز 7500 قطعة أثرية وأعمال تفتيش بالقيروان والقصرين والجنوب رجل أعمال من الجنوب وديواني ضمن الـمتهمين إنابات عدلية لاسترجاع القطع المهرّبة  


تونس ـ الأسبوعي: علمت الأسبوعي أن قاضي التحقيق المتعهّد بقضية الشبكة الدولية المتخصصة في سرقة وتهريب الآثار التونسية أصدر بطاقات إيداع في السجن ضدّ مورّطين آخرين في القضية من بينهم نجل وزير سابق في حكومة ما قبل التغيير، وقد تبيّن من خلال التحريات أن نجل الوزير السابق تورّط سابقا منذ أكثر من 3 سنوات في قضية مماثلة من أجل مسك وحيازة قطع أثرية والمتاجرة فيها. من هو ويليان توماس؟ ويبدو أن قائمة المورّطين في هذه القضية تتزايد يوما بعد يوم حيث تمّ الكشف عن اتصالات جرت بين البريطاني williams thomas veres، (الذي يدير محلاّت لبيع القطع الأثرية والمخطوطات واللوحات القديمة التي تعود إلى عهود غابرة من الزمن وتنتمي إلى حضارات إسلامية وإغريقية وبابلية وقرطاجية وفارسية) وأشخاص تونسيين مقيمين في تونس. وتبيّن من خلال هذه الاتصالات أن من التونسيين الذين جرت بينهم وبين البريطاني ويليام توماس اتصالات على مدى أربعة أشهر رجل أعمال متخصّص في التوريد والتصدير بإحدى مناطق الجنوب وله سوابق قضائية في التعامل مع محترفين دوليين متخصّصين في سرقة ونهب القطع الأثرية النادرة وكذلك أحد العاملين في الديوانة وآخر صاحب محلّ لبيع الصناعات التقليدية بإحدى الضواحي الشمالية وله سوابق في سجلّه العدلي حيث كان تورّط في قضايا سرقة ونهب آثار مع نجل الوزير السّابق. كما كشفت الفرقة المركزية للحرس وفرقة الشرطة المختصّة في مجال الآثار عن تورّط شخص مقيم في تونس من أصل إيطالي يتاجر في التحف والقطع الأثرية القديمة النادرة  في جهة الحمّامات ولا يخلو سجلّه العدلي من قضايا سابقة في سرقة الآثار وتهريبها إلى الخارج. مخطوطات تختفي من المتحف وكشفت التحريات التي أجريت خلال الأشهر القليلة الماضية عن تحرّكات غير عادية لشخصية فرنسية تتردّد كثيرا على تونس وينشط هذا الفرنسي في مجال المتاجرة في التحف الأثرية القديمة ذات القيمة المالية العالية وأجرى عند حلوله بتونس اتصالات مكثّفة مع بعض المورّطين في قضية التهريب. وعلمنا من جهة أخرى أن قاضي التحقيق أصدر خلال الأيام القليلة الماضية بطاقات جلب دولية إلى منظمة الشرطة الدولية للبحث عن خمسة مشبوهين إيطاليين ثبت تورّطهم في القضية وهم بحالة فرار كما أصدر إنابات قضائية لحجز واسترجاع عدد كبير من القطع الأثرية التي سرقت من بعض المتاحف الوطنية والمخازن المخصصة لحفظ الآثار والمخطوطات القرآنية النادرة التي سرقت من متحف رقادة بالقيروان بعضها مكتوب على ورق البردي والبعض الآخر على الجلد أو ما يعرف بالرقّ. وتعود هذه المخطوطات النفيسة إلى العهود الإسلامية الأولى ومن بينها مخطوط قديم جدّا يعود إلى القرن الثالث للهجرة ويحمل آيات قرآنية إلى جانب مخطوطات أخرى في شكل رسائل ونصوص تعود إلى العصر الأغلبي الأوّل والثاني ولا يعرف زمن اختفائها. وعلمنا من مصادر بجهة القيروان أن المحكمة الابتدائية بالجهة تعهّدت منذ أشهر بالنظر في بلاغات قدّمت من إدارة متحف رقادة حول سرقة المخطوطات الأثرية وتجري الأبحاث حثيثة للبحث عن الجناة. الكشف عن عصابة لإيطاليين كما علمنا أن مساعي قاضي التحقيق المتعهّد بالقضية في مستوى الشرطة الدولية (الأنتربول) أفضت إلى نتائج على غاية من الأهمية من شأنها أن تساعد في تفكيك المزيد من رموز هذه القضية، فقد كشفت الشرطة الدولية  في إيطاليا عن هويات الأشخاص الإيطاليين الذين كانت لهم اتصالات ولقاءات مع التونسيين المورّطين في القضية وأكدت سجلاتهم العدلية عن تورّطهم ضمن عصابة دولية متخصصة في سرقة القطع الأثرية النادرة واللوحات الأصلية القديمة. كما ثبت مثول هؤلاء الإيطاليين أمام المحاكم الإيطالية في قضيتين تعرف إحداهما بقضية قـيلاس AFFAIRE GUILASS والأخرى بقضية ديـدالو AFFAIRE DIDALO وقضّى المحكوم عليهم عقوبة السجن لأكثر من خمس سنوات في سجن «بالرمو» أمّا البريطاني «ويليام توماس» فتربطه برجل الأعمال التونسي علاقات تجارية في مجال سرقة قطع الآثار والمخطوطات التي نهبت من المواقع الأثرية التونسية ولم يتمّ التوصّل إلى من كان يقف وراءها. ويعرف عن ويليام توماس زياراته الكثيرة إلى مصر وبعض البلدان العربية في الشرق الأوسط التي تعجّ أراضيها بالكنوز الأثرية، وقيل الكثير عن محتويات قاعات البيع والعرض التي يملكها في ألمانيا وبريطانيا بأنها شبيهة بمغارات على بابا فهو يشتري من لصوص الآثار القطع الأثرية المنهوبة والمهرّبة بأثمان زهيدة ويبيعها لزبائنه الأثرياء من العرب والروّس والأوروبيين والأمريكان بأثمان خيالية. هكذا كشفت أولى الخيوط وللتذكير فإن أطوار هذه القضية إلى حوالي شهر فيفري من العام الجاري حيث دلّت بعض التقارير الأمنية إلى وجود تحرّكات غير عادية لتونسيين وأجانب في بعض العواصم الأوروبية وتحويلات مالية ضخمة من الخارج نحو بنوك تونسية غالبا ما يقع تبييضها بعد ذلك. وباشر قاضي التحقيق، بمساعدة أعوان الفرقة المركزية للأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالعوينة، أعمال تفتيش، شملت عدّة ولايات من الجمهورية وخصوصا القيروان والقصرين وبنزرت والجنوب التي توجد بها مواقع أثرية هامة وأفضت أبحاثه إلى حجز أكثر 7500 قطعة أثرية إلى حدّ الآن ترجع إلى العهود الرومانية والبيزنطية والإسلامية من ضمنها قطع نادرة في شكل تماثيل لآلهة الرومان وجرار وأوان خزفية وحليّ من الذهب ولوحات تحمل كتابات رومانية ولاتينية وشواهد قبور من الكلس المحفور. (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 21 ديسمبر 2009)

وفاة اكبر ممثلة للجالية الروسية عمرا في تونس

 


فارقت الحياة يوم 21 ديسمبر/كانون الاول في تونس عن عمر يناهز 97 عاما اناستاسيا شيرينسكاياـ مانشتين التي تعتبر اكبر ممثلة للجالية الروسية عمرا في الخارج ، وذلك في بيتها في مدينة بنزرت التونسية على ساحل البحر الابيض المتوسط. كانت شيرينسكايا معروفة في تونس بنشاطها المتفاني الرامي الى المحافظة على ذكرى صفحات تاريخ روسيا المأساوية. وبفضل جهودها  انشئت  في تونس كنيستان روسيتان ، وبفضلها ايضاً يجري احياء  ذكرى البحارة الروس الذين وجدوا انفسهم بمشيئة القدر على الارض التونسية بعد ثورة اكتوبر عام 1917  و الحرب الاهلية.  وكانت شيرينسكايا على مدى سنوات حياتها الطويلة ترفض الحصول على اية جنسية اجنبية ، الا انها  استعادت في عام 1997 الجنسية الروسية المنشودة التي فقدتها اسرتها بعد مهاجرة روسيا اثر ثورة اكتوبر البلشفية. ومنحت  الحكومة الروسية اناستاسيا شيرينسكايا  عام 2003 وسام الصداقة. ولدت اناستاسيا شيرينسكايا في روسيا عام 1912. وفي العام 1920 وعندما اكملت اناستاسيا سنتها  الثامنة  انتقلت اسرتها مع فلول الاسطول الروسي القيصري الى تونس. كان والدها الكسندر مانشتين قائدا للمدمرة « جاركي » التي وصلت ضمن 33 سفينة حربية روسية الى الشواطئ الافريقية ، وكان على متنها حوالي 6 الاف من ضباط الاسطول والبحارة مع اعضاء اسرهم. وتوزعت  افواج المغتربين هذه فيما بعد  في بلدان العالم المختلفة ، الا ان اناستاسيا بقيت في بنزرت حيث  عملت في تدريس مادة  الرياضيات في المدرسة المحلية ببنزرت .
 
(المصدر: موقع روسيا اليوم الإلكتروني بتاريخ 21 ديسمبر 2009)


رسالة بورقيبة لابنه من القدس عام 1946

 


ابني العزيز، أكتب إليك هذه الأسطر من القدس بعد أن زرت مطوّلا قبّة الصخرة، وكنيسة القيامة، ومسجد عمر، والمسجد الأقصى، وكلّ مدينة القدس التي كانت أولى قبلة المسلمين. لكن، ماذا بقي من الحاضرة القديمة لأهمّ ديانتين في الشرق، مدينة موسى ويسوع المسيح وتيتوس وعمر وبودوان وصلاح الدين؟ القليل! لقد نشأت فجأة مدينة جديدة عصرية انقليزية – يهودية وبالكاد عربية، وتطوّرت وها هي بصدد خنق القدس القديمة الغابرة، التي حُشرت وراء أسوارها القديمة، وحكمت عليها السنّة الكبيرة للتطوّر بالموت البطيء والمحتوم. إنّي أنوي اليوم زيارة بيت لحم مهد المسيح، ومن هناك سأسير إلى يافا وتل أبيب الحاضرة الجديدة للصهيونية. وفي المساء ذاته، سأدخل عكّا من حيفا ودائما برفقة قريبنا سي أحمد بورقيبة الذي لا يضاهي فضله إلاّ صبره. حضرت البارحة رفع الأنقاض من فندق الملك داوود الذي دمّر الإرهابيون اليهود جناحا منه. إنّه الصراع بين عالميْن أو على وجه التدقيق المخاض العسير لعالم جديد. إنّي أنوي مواصلة رحلتي غدا إلى دمشق أين يحضّر الأصدقاء وبعض الرفاق منهم سي يوسف الرويسي حفل استقبال كبير لي وجولة في أهمّ مدن سوريا، ويتطلّب هذا الأمر عشرة أيّام آخذ إثرها أسبوعين من الراحة على جبال لبنان. سأعود إلى القاهرة في الأيّام الأولى لسبتمبر كي أضع اللمسات الأخيرة لرحلتي الكبرى إلى لندن ونيويورك والتي تتطلّب تحديدا شهرا أو شهرا ونصف على الأكثر. هذه هي برامجي، والتي تبقى مجرّد برامج يتوقّف تجسيمها بديهيا على عدّة عوامل. إنّي أنوي زيارة العراق في الخريف القادم ومنه إلى تركيا لدراسة الثورة الكمالية الكبيرة على عين المكان وبموضوعية قدر الممكن، و(التي كان) تأثيرها واضحا في كلّ الشرق الأوسط بينما غير معروفة كثيرا في المغرب. كم وددت لو كنت معي كي تتمكّن من الاتّصال بالواقع، وتثري بالتالي التعليم الكُتُبي الذي تلقّيته على مقاعد المدرسة وتكمّله وتصحّحه. لكن، إنّي واثق من أنّ هذا سيأتي إن عاجلا أو آجلا. تجد طيّ هذا بعض المناظر لأهمّ الآثار التاريخية للقدس كما مقتطعا صغيرا من اليومية « فلسطين »، لأنّ السياسة لا تفقد أبدا حقوقها معي. أجبني (على عنوان) القاهرة 10 شارع ضريح سعد، والرفاق يقومون بالمتابعة. قبّل والدتك وقل لها بأنّنا سنذهب معا إلى القدس متى سمحت الظروف بذلك، أين يمكنها زيارة المقادس المختلفة للمسيحية قبل أن تحوّلها الحضارة الحديثة إلى آثار عادية لزمن ولّى. اسْع إذن كي تحضّر بجدّية امتحان أكتوبر وستُوفّق. مَنعتُ أن تُرسل إليّ كلّ الرسائل السياسية وذلك حتّى يبقى ذهني خاليا. المناخ هنا رائع وهو ما أفتقده في القاهرة. قبّل الإخوة، الأخوات، وبنات وأبناء إخوتي وأخواتي. والدك الذي يفكّر فيك دائما. الإمضاء: بورقيبة ».

 
عن بسام بونني


عندما يتحرر الشيخ الغامدي من القيود.

هذه قراءة جزئية في تصريحات الشيخ الدكتور أحمد الغامدي رئيس هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة لصحيفة عكاظ بتاريخ 9 ديسمبر الجاري ( تشرين الأول ) 2009 ..   خلاصة التصريحات.   إباحة الإختلاط بين الذكور والإناث والمصافحة والإرداف على الدابة والنظر في كنف محكمات الإسلام الثابتة من مثل : تقوى الله سبحانه والغض من البصر وتجنب مقدمات الفاحشة والبعد عن الفتنة وغير ذلك..   الملاحظة الأولى.   التحرر من قيود التراث المبتدعة.   هناك مسلمة ثابتة من مسلمات الفقه عن الله وعن رسوله عليه الصلاة والسلام مؤداها أن الحلال والحرام من إختصاصات الله سبحانه وتعالى وحده إلا أن يصدر عن نبيه محمد عليه الصلاة والسلام ما سماه الفقهاء قطعي الورود قطعي الدلالة إتصالا بالكتاب العزيز بيانا عاما ( تفسيرا ) أو تقييدا لمطلق أو تخصيصا لعام أو تفصيلا لمجمل أو إستقلالا بالتشريع عند من يقولون بذلك. تلك مسلمة من يغفل عنها يضل نفسه ويضل الناس بقدر تلك الغفلة. مشكلة الناس مع تلك المسلمة ليست مشكلة نظرية ولكنها مشكلة عملية. مشكلة عملية لها أسس منها : الوقوع تحت سلطان التراث في حقبة من حقباته أو الوقوع تحت سلطان جهبذ من جهابذة الفقه يقلده تقليد الببغاوات في إصابته وخطئه أو الوقوع تحت سلطان الواقع الحاضر لمخالفته كثيرا أو قليلا للنموذج الذي بناه المرء في ذهنه عن الحياة الإسلامية أو الوقوع تحت سلطان مدرسة فقهية أو فكرية أو كلامية قديمة أو حديثة يئد فيها المرء شخصيته بالكامل حتى يضحى لها عبدا مطيعا أو الوقوع تحت سلطان الجهل الفاضح سيما بالأصول والقواعد والمحكمات من النصوص والمقاصد وأسس الفهم والتنزيل ومعالجة ميزان الإستصلاح جلبا للمصالح ودرء للمفاسد فيما يكون ذاك حقله أو الوقوع تحت سلطان الهوى والعياذ بالله.. معنى ذلك أن واجبك ليس إحسان الفقه فحسب ولكنه يتعدى إلى إحسان التنزيل..   من الحكم التي أجراها سبحانه على لسان الشيخ الدكتور أحمد الغامدي قوله أن البدعة هي الإفتئات على الله ورسوله عليه الصلاة والسلام وهو مفهوم آخر للبدعة المنكورة في الدين سكت عنه الناس بسبب ما شغلهم من مواجهة البدعة بمفهوم الزيادة والنقصان في المسلكيات العملية والحقيقة أن الشيخ الدكتور أصاب كبد الحقيقة وله في القرآن الكريم عشرات الشواهد التي عد فيها الكتاب العزيز القول على الله ورسوله عليه الصلاة والسلام بغير علم ظنا أو خرصا أو هوى كذبا ممقوتا قال فيه مرات كثيرة ( ومن أظلم ) أي أن ذلك أظلم الظلم حتى عده العلماء صنو الشرك الذي هو الظلم الأكبر وبذلك غدا القول على الله بغير حق هو أظلم الظلم يترجم أحيانا شركا في القلب أو شركا في الجارحة أو كذبا أو تحليلا لحرام أو تحريما لحلال أو غير ذلك.. الحاصل من ذلك إذن أن البدعة في الدين ليست بدعة عملية فحسب بل هي بدعة قولية أو نظرية يزاد فيها أو ينقص من الدين أي صحيحه وصريحه معا أما حقل الظنيات هنا أو هناك فأمره الإجتهاد والتجديد بما يتسع لمعالجات الأمة عبر الزمان والمكان بما يتاح لها..   ومما قاله كذلك الشيخ الدكتور أحمد الغامدي أن المسكوت عنه مباح وهو الأمر الذي أثبته القرآن و السنة في مواضع كثيرة ولكن جار عليه بعضهم في القديم والحديث بإسم سد الذريعة أو صد الفتنة أو غير ذلك مما يتوهم فحولوه أو بعضه إلى مكروه أو حرام بالمرة.. تلك هي البدعة الممقوتة في الدين.. ذلك هو الكذب على الإسلام الذي صرح الكتاب العزيز بإكماله في بداية سورة المائدة وهي من آخر ما نزال..   مؤدى تلك المسلمة أن كل بشر فوق الأرض بل كذلك تحتها يؤخذ منه ويرد بمثل قالة الإمام مالك عليه الرحمة والرضوان إلا صاحب الرساله الأكرم عليه الصلاة والسلام ولكن العبرة حقا هي بحمل النفس رغم كل القيود ماضيها وحاضرها وظاهرها وباطنها على العض على ذلك بالنواجد ـ نواجد العقل والقلب الذي نسب إليه سبحانه العقل في كتابه العزيز ـ أما تأكيد ذلك قولا أو الحث عليه ثم مخالفته عند أول إمتحان أي عندما يتعرض المرء إلى نسبته من عائلة أو مدرسة أو بيئته أو عصبته.. فهو الذي سماه عليه الصلاة والسلام عدم الإنتفاع من القرآن الكريم في قوله للصحابي السائل ( إن كنت لأراك من أفقه أهل المدينة .. هاهي اليهود والنصارى لا ينتفعون من ذلك بشيء )..   الملاحظة الثانية.   التحرر من قيود البيئة.   قد يتحرر المرء من بيئة الجغرافية والتاريخية ولكنه لا يتحرر من بيئته الفكرية والثقافية عندما تحكم عليه سيطرتها. وليس الإمعية التي نهى عنها عليه الصلاة والسلام في حديثه الصحيح خاصة بالإمعية التي تفضي إلى الفساد والإفساد بل هي عامة لتشمل الإمعية الفكرية والثقافية والفقهية التي تبسط سلطان المجتمع أو قياداته الفقهية على المرء فتجعل منه رقما من أرقام القطيع المسوق إلى نمط واحد في التفكير والسلوك لا ينقده ولا يعرضه للمقارنة. النهي عن الإمعية إنما يقصد منها عليه الصلاة والسلام تحرر الشخصية الإسلامية من سلطان الناس وعرض تلك الشخصية على الإسلام وحده أي على الناطقين الوحيدين بإسمه : الكتاب والسنة.   مما فتح به الله على قلب الشيخ الدكتور أحمد الغامدي قوله أن سد الذريعة المزعوم عند الغالين المحرفين لو كان يصل إلى حد مراجعة الكتاب والسنة لعمل به صاحب الرسالة الأكرم عليه الصلاة والسلام.. إنما تكون حدود الذريعة عندما تسد مراعية بالكلية لعدم إختراع محرم جديد ( وقد فصل لكم ما حرم عليكم ) ولا حتى تكريهه لا تنزيها ولا تحريما كما حاول بعض المتمحلين أن يتمحلوا.. كما يجب مراعاة التيسير على الناس عندما يدركون أن التيسير ليس هو التسيب من التكاليف الإسلامية القطعية الثابتة ورودا ودلالة وهي كفيلة بقيام الحياة إذا نزلت وليس عليها من زيادة لمستزيد وإلا لما إكتمل الدين.. فمن أراد أن يعسر فليعسر على نفسه ليتحمل وزر نفسه يوم القيامة ولا يتحمل أوزار من عسر عليهم بإسم الله أو إسم رسوله عليه الصلاة والسلام..   حتى إنه مما قاله المحققون هنا أن المكروه ( والمكروه في الحقيقة إختراع فقهي تراثي لم يكن عند الصحابة ولا تجد له أثرا لا في الكتاب ولا في السنة ).. يوضع لأول حاجة طارئة والحاجة كما هو معلوم أدنى من الضرورة إذ الحاجة مصلحة شرعية ثابتة ( بعد الضروريات الكلية التي لا قيام للحياة دونها وهي منزلة وسطى بينها وبين التحسينيات التي بها تتجمل الحياة وتتخلص من قبحها وسوئها ).. وضع الحاجة للمكروه هو بالضبط معنى عدم وجود المكروه في الحياة الإسلامية الأولى ولكن تعرض التدوين الفقهي ـ بعكس ما هو مأمول ـ إلى وضع كثير من الآصار والأغلال بسبب سيادة سلطان الحياة الإسلامية بصفة عامة بعد حلول الكارثة الأولى التي حذر منها عليه الصلاة والسلام أيما تحذير أي إنتقاض عروة الإسلام الأولى أي عروة الحكم والسياسة وصلاح السلطان وهو ما أسميه لنفسي : الإنقلاب العربي الأول ضد إرث صاحب الرسالة محمد عليه الصلاة والسلام وهو الإنقلاب الذي أثمر سلسلة من الإنقلابات الفكرية والعملية في الحياة الإسلامية التالية حتى أيامنا هذه بمثل تصدع جذر من جذور شجرة سامقة عالية شاهقة يثمر ذلك بالضرورة تصدعات أخرى جانبية في بعض الجذور أو الجذوع أو الأغصان إلخ..   البيئة المقصودة التي تحرر منها الشيخ الدكتور أحمد الغامدي هي بيئة شبه الجزيرة العربية التي إنبنى نظامها المعاصر على وفاق وهابي عائلي ( المصلح المعروف محمد إبن عبد الوهاب عليه رحمة الله سبحانه من جانب وعائلة آل سعود من جانب آخر).. ثم ما طرأ من تحديات على تلك الدولة من مثل منافسة القيادة الدينية التي رمز إليها الأزهر الشريف على إمتداد قرون طويلة من جانب فضلا عن المذهب الأباضي ( بعضهم ينسبونه إلى الخوراج وأهله ينفون عنه ذلك ) المتاخم جغرافيا لشبه الجزيرة العربية وما إقتضى من ذلك مضارعة المدرسة الأشعرية كلاما بالأساس وإنعكاسات ذلك على الفقه أصولا وفروعا وقواعد ولك أن تقول كذلك مقاصد بالرغم من تضييق الأخذ بالمقاصد في شبه الجزيرة العربية إلى حد الإلغاء ومن جانب آخر إزداد الطين بلة لما ظهر المذهب الشيعي لأول مرة في صورة دولة متاخمة قوية مسلحة إثناعشرية غير عربية تقوم على تصدير التشيع المسيس أو السياسة المتشيعة..   الملاحظة الثالثة.   التحرر من قيود الواقع.   ربما لا إخالني مغاليا إذا قلت بأن كثيرا من المغالين اليوم إنما يتبعون مناهج الغلو تفكيرا ومسلكا رد فعل على إباحية الحياة الواقعية في جوانب كثيرة حيث وقعوا تحت سلطان الواقع السائد شأنهم في ذلك شأن المتسيبين المتحللين ولكن في إتجاه مخالف. أولئك جاروا على أصولهم وبمثلهم جار هؤلاء على حياتهم الحاضرة أو بالتعبير القرآني البليغ مبنى ومعنى : نصب اولئك الميزان بعد إلغاء كفة الكتاب فيه بينما نصب هؤلاء الميزان بعد إلغاء كفة الحكمة والعدل والوسطية فيه.. لو كان الكتاب وحده يكفي لإقامة القسط بين الناس مقصود الإسلام الأعظم لما نزل معه الميزان ولو كان الميزان وحده يكفي لذلك لما نزل معه الكتاب.. ولكم صدق القائل : كل جور في هذا الإتجاه أو ذاك إنما يطيح بالحقيقة وتضيع فيه قيم الحق والعدل والكرامة والوسطية وينخرم الميزان فلا يقوم توحيد ولا يقوم قسط وتظل الحياة عرجاء شوهاء حولاء عوراء..   لقد كان الدكتور الشيخ أحمد الغامدي دقيقا ومعتدلا جدا عندما عرض أفكاره وذلك بسبب جمعه بين محكمات الوحي من قرآن وسنة إلتزم فيها إما متفقا عليه ( البخاري ومسلم ) أو صحيحا عند البخاري أو صحيحا عند مسلم أو صحيحا عند غيرهما وربما على شرطهما حتى لو لم يخرجاه.. أي : إلتزم بعد محكمات الكتاب الذي يأمرنا بإتباعها وعدم إتباع المتشابهات في أوائل سورة آل عمران .. إلتزام صحيح الحديث من رؤوسه التي قررها المحققون أي : متفق عليه بشروطهما ثم ما أخرجه البخاري ثم ما أخرجه مسلم ثم ما أخرجه غيرهما على شرطهما.. أما الإحتطاب في أدغال الضعيف بله الموضوع سيما عندما يتصل الأمر بالتكليفات الشرعية العملية وخاصة عندما يتصل الأمر فيها بالتحريم أو التكريه فيما يكون تقييدا لحرية الإنسان دون إذن من صاحب الشرع .. الإحتطاب في تلك الأدغال إذا صدر عنه التكليف بالترك هو ذاته القول على الله بغير علم وهو الكذب على صاحب الرسالة الأكرم عليه الصلاة والسلام وهو الذنب الأعظم الذي يوازي الشرك .. هو شرك العقل موازيا لشرك القلب أو شرك الجارحة.. كان الشيخ الدكتور الغامدي شديد الإعتدال عندما جمع بين تلك المحكمات من الوحي الكريم وبين الذرائع التي سدها الشرع ذاته غير محتاج لساد من دونه ومنها : الغض من البصر وليس غض البصر كما يحلو للغلاة المحرفين أن يقولوا دون علم.. وغير ذلك مما ذكر آنفا..   كان يمكن للشيخ الدكتور الغامدي ألا يقفل عقله فيبسط سلطان الواقع عليه جبروته فإما أن ينقاد لمن يتبع المتشابهات بدل المحكمات يستوي في ذلك أن يكون من أهل الزيغ ( هوى القلوب ) أو أهل التأويل في غير حقول التأويل أو بغير أدوات التأويل المقبولة.. وإما أن ينقاد لمن يحمله رفض الواقع المعيش على المبالغة في سد الذريعة والمغالاة في التكريه والتحريم ظنا منه أن ذلك أدعى إلى الإلتزام بالإسلام كأن الإسلام تصور عقدي وعملي مجرد لم ينحت لنفسه منهجا لحسن فقه ذلك وحسن تنزيله وحسن الموازنة في حالات التعارض الظاهري أو حالات الإشتباك بين مقتضيات الواقع والمحكمات القطعية مما يتطلب فقها في التنزيل يطلب التأجيل أو الإستثناء أو التجزئة أو أي عملية أخرى يتطلبها خلو الحكم من محله كما قال بحق الشيخ المدني عليه رحمة الله سبحانه إستخلاصا من الفقه المقاصدي العمري .. ذلك العملاق الذي لا بد لكل مغال محرف أن يكرهه سرا أو يرتاب في أمره حتى لو كان ذلك العملاق بفتحه وعقله غير قابل للكره علنا.. وكيف يكره علنا من إذا سلك طريقا سلك الشيطان آخر هيبة منه..   خلاصات مركزة. 1 ــ تبين لي فيما صرح به الشيخ الدكتور الغامدي سيما بعد أوبة صادقة صحيحة من عالم سعودي آخر كان ذات يوم يحمل لواء السلفية بما حمله على إجراء مناظرات معروفة دونت في كتاب مع المرحوم الشيخ الغزالي ( هو الشيخ الدكتور العودة ).. تبين لي أن الذي يحول دون فيء أهل الغلو تفكير أو سلوكا ( المهم هنا هم أهل التفكير والرأي لأنهم هم الذين يجهزون الأغذية الذهنية لأتباعهم الذين يستهلكونها كما يستهلكون اللمجة الخفيفة يسيرة الهضم ).. تبين لي أن الذي يحول دون ذلك هو الإعراض عن طلب العلم من مظانه الأولى أي الكتاب والسنة بمنهج رسمه الكتاب والسنة ذاتهما وليس هنا محل التفصيل لذلك .. تبين لي أن من يتجرد لطلب الحق مما إختلف فيه المؤمنون بالتعبير القرآني بإخلاص قياما لله مثنى وفرادى .. يهده الله لذلك بإذنه سبحانه.. أما من يتسربل بالإمعية في إتجاهها الداخلي المستور بأردية التدين فإنه يظل ذنبا في شبابه فإذا إكتهل وشاخ عسر عليه خلق التواضع وأوقعه الشيطان في مرادي العجب والقول على الله بغير علم والعياذ بالله.. تلك هي السيرورة لمن لم يتدارك نفسه بنفسه قبل أن يشيخ بدنه أو يهرم عقله.. تبين لي أن القضية عندما نقول عنها أنها خلافية إنما نقول ذلك من باب الإبتعاد عن مرامي السهام سيما عندما تتبرج السلفية بجيش عرمرم من الأدعياء الذين لا يكاد الواحد منهم يغذوك بفقه قال فيه سيد الفقهاء ( إنما الفقه رخصة من فقيه أما التشدد فيحسنه كل أحد ).. أو ( ليس العاقل من يعرف الخير من الشر ولكن العاقل من يعرف خير الخيرين وشر الشرين )..   تبين لي إذن بإختصار شديد هنا أن طلب العلم من مظانه وبمنهجه وخلقه يفضي بالضرورة بإذنه سبحانه إلى الحق أو الصواب أي بحسب القضية المطروحة أما إرسال قطعي الدلالة والورود منا إلى حقل المختلف فيه رعاية لعواطف أو لوحدة أمة أو بعدا عن هرج السهام المسمومة للأقلام الجدباء.. كل ذلك لا يغني من الحق شيئا.. ليكن القطعي قطعيا والظني ظنيا وليرض الذي يرضى وليغضب الذي يغضب ورضى الله سبحانه أولى بالتقديم.. ألا فليحذر الفقهاء الراسخون أن يستدرجهم الواقع المتشابك المعقد فيرضوا للحق الناصع الباهر بالدنية نأيا بأنفسهم عن تلك السهام..   2 ــ كما تبين لي أن أكثر تلك الأقوال التي تعج بها ألسنة وأقلام بعض أولئك إنما هي فتاوى سواء كانت في القديم أو الحديث وليس من شأن الفتاوى كما قال بحق منذ أيام قليلة جدا أحد الفقهاء المعاصرين تطييرها على الأثير ليسمع بها من لا تنطبق عليه شروطها لا من قريب ولا من بعيد.. إنما شأن الفتوى أن تكون مقصورة على صاحبها فردا أو جماعة وحالتها في الزمان والمكان وغير ذلك من موجباتها وموجبات تغيرها سواء بسواء.. أما عدم التمييز بين الحكم وبين الفتوى بمعناها الإصطلاحي الحادث طبعا أما بمعناها الإسلامي فهي الحكم ذاته.. عدم التمييز بين ذلك هو عين الجهل وعين الحمق هو إرسالها في الأثير لتقع في محل غير محلها وتكون من ذا المصيبة.. وإن تعجب بحق فعجبك الأكبر هو لحي يأخذ دينه عن ميت لم يتوفر فيه شرط واحد من شروط العصمة ولا عصمة لمخلوق طرا أبدا مطلقا بعد موت صاحب الرسالة الأكرم عليه الصلاة والسلام.. وإن تعجب بحق فعجبك الأكبر هو ممن لا يميز بين حافظ وعالم وفقيه أو بين فقيه مجتهد مرجح وفقيه مجتهد مقصور على مذهب أو مدرسة أصولية وفقيه مجتهد مطلق.. وإن تعجب فعجبك الأكبر هو ممن لا يميز بين خطيب وداعية وواعظ وكاتب وعالم وفقيه ومفت.. بكلمة واحدة : إن تعجب فعجبك الأكبر ممن يعالج التدين فقها معالجة جامعة بالجملة والفقه يتأبى عن الجملة ويطلب التفصيل والتمييز والتقسيم والتوزيع لأنه يتعامل مع الحوادث والناس والحوادث تتغير والناس يختلفون ولذلك شرع القياس ولكن القياس أصل من الأصول قيامه على العلة المباشرة فإذا بعدت كانت مقصدا وكان القياس مرسلا.. ولكم صدق الفقهاء في قولهم : مذهب المقلد مذهب مفتيه.. أما المجتهد بكل أنواع الإجتهاد ولو ترجيحا بين الأدلة فمذهبه الدليل وليس سوى الدليل فإن أفتى فمذهبه حال المستفتي بما هو أدنى إلى الصلاح وأنأى عن الفساد..   تبين لي هنا بإختصار شديد أن أكثرهم يعمد إلى فتوى سيما من القديم بملابساته المعروفة ( إنقلاب الحكم ضد إرث صاحب الرسالة عليه الصلاة والسلام في المادة السياسية + سيادة التقليد وغلق باب الإجتهاد والتحشية ) فيسوقها إلى الناس اليوم في الأثير وما في حكمه مساق الحكم الشرعي الثابت القطعي فيضل ويضل ويضيق على الناس ويعيق حركتهم بإسم الله والدين وأي جريمة أكبر من الدين من هذه!!!   3 قيود من تحرر منها نهل من السلفية الإسلامية الأصولية القحة.   1 ــ قيد التقليد الإنبهاري لغيرك في السلف كان أم في الخلف ولا ينفي ذلك الإستئناس إذ الحكمة ضالة المؤمن ولا كتاب بلا ميزان ولا ميزان بلا كتاب.   2 ــ قيد السلطان الإجتماعي العام سيما لمن يعد منتسبا لتيار ما أو عائلة ما أو مدرسة ما ويشتد الأمر إذا كان مقلدا في الدين لم يرتق حتى لدرجة الترجيح الأدنى أو إحسان الفقه عن الله وعن رسوله عليه الصلاة والسلام أو أي خطاب سيما العربي منه. لم نحت حبر الأمة إذن لنفسه منهجا في الفهم مغايرا لمنهج إبن عمر ولم نحت إبن عوف لنفسه إذن منهجا في الدنيا مغايرا لمنهج أبي ذر ولم إشترط علي لنفسه إذن منهجا في الحكم والسياسة مغايرا لمنهج الشيخين بمناسبة إختياره أميرا للمؤمنين بخلاف عثمان عليهم الرضوان جميعا.. بل لم كان مالك والشافعي وأحمد والنعمان وكان غيرهم ممن إندرس.. بل لم كانت أشعرية وماتدرية ومعتزلة وخوارج ومدارس أخرى كثيرة..   3 ــ قيد الواقع السائد وهو قيد في إتجاهين : إتجاه يغويه ذلك الواقع السائد فيذوب فيه بمثل ما فعل العالمانيون سيما من العرب وإتجاه يرفضه بعضلات جسمه لا برشد عقله فيتألب عليه بما يحمله على قول غير الحق فيه ويظل يرسم لنفسه صورة للحياة الإسلامية المثالية لم تتوفر حتى للنبي الأكرم محمد عليه الصلاة والسلام الذي راعى عرفه وبيئته ومحيطه فيما يقتضي ذلك من مناهج الدعوة والحركة والإصلاح والتغيير تخفيفا على مسلم جديد أو تيسيرا على صاحب حاجة أو إستصحابا لحال قديم يرجى إستصلاحه بالتدرج مع مرور الأيام إلخ..   كن سلفيا أو لا تكن سلفيا فذاك شأنك وحقك ولكن الجور على محكمات الكتاب العزيز والقطعي من الوحي بصورة عامة بتظنينها ( جعلها ظنية ) أو بتثبيت ظنياته ورفع درجاتها إلى حدود القطعية وإلغاء مساحات الإختلاف الذي إبتلانا به صاحب الشريعة ترقية لمؤهلاتنا العقلية والخلقية معا.. كل ذلك يكر على السلفية الإسلامية الأصولية القحة : سلفية الخلافة الراشدة وأنعم بها من سلفية جمعت بين الأصالة والمعاصرة ولك في تطبيقات الفاروق وعثمان وعلي عليهم الرضوان جميعا خير عبرة تنطق بأن السلفية الإسلامية الأصولية القحة  هي : إتباع في الدين وإبتداع في الدنيا ولكن على أساس أن الحياة بهدي الإسلام : دين ودنيا..   تعلم قبل أن تتكلم .. إسجن نفسك في سجون العلم طويلا وإصبر على إختلاف الفقه طويلا.. إكسب من العلم ما تحتاج إليه في حياتك ليكون علمك نافعا لك وللناس من حولك.. تعلم من خير سلفية أوصاك رسولك عليه الصلاة والسلام بإتباعها : الخلافة الراشدة. إعلم أن السلفية لا تخاصم الإجتهاد من أهله في محله ولا التجديد.. إعلم أن من تقلده إجتهد لزمانه ومكانه ثم أفضى إلى ربه ولو قام لكان له قول آخر. لا تقدم على محكمات الكتاب شيئا ثم على صحيح الحديث شيئا.. إن أعوزك ذلك أن تلفى فيه ضالتك فإلتزم منهج الإجتهاد الأقوم.. إذا كنت مقلدا فكن المقلد الذكي النابه وإذا رجحت فأبصر المشهد من كل زواياه.. لا تقم الكتاب دون ميزان ولا تنصب الميزان دون كتاب.. إلزم هذا الثلاثي تهتد : الوحي + الشورى + حاجات الواقع.   والله أعلم.   الهادي بريك ـ ألمانيا    


ضميرهم الذى مات


د. فهمي هويدي طوال الشهر الماضي ظلت الصحف الغربية تتابع قصة الناشطة الصحراوية أميناتو «أمينة» حيدر، التي كانت مضربة عن الطعام في جزر الكناري، وكانت السيدة أمينة (42 سنة) قد عادت من الولايات المتحدة الأمريكية في منتصف نوفمبر الماضي، بعدما تسلمت هناك جائزة للدفاع عن حقوق الإنسان. وفي مطار الرباط رفضت الاعتراف بجنسيتها المغربية وجواز سفرها، معبرة بذلك عن تضامنها مع جبهة «البوليساريو» الداعية إلى الانفصال عن المغرب وإقامة الجمهورية الصحراوية، في المنطقة بين المغرب والجزائر. رفضت سلطات مطار الرباط إدخالها وقامت بترحيلها إلى جزر الكناري. وهناك أضربت عن الطعام احتجاجا على منعها من الدخول إلى المغرب والوصول إلى بلدتها «العيون» أكبر المدن الصحراوية. ذاع الخبر في الصحافة الغربية، التي ظلت تتابع حالتها الصحية خصوصا بعد تدهورها ونقلها إلى أحد المستشفيات لعلاجها. وبين الحين والآخر كانت الصحف تنقل تصريحات لمتحدثة باسمها «ايدي ايسكوبار» حول حقها في العودة إلى المنطقة الصحراوية، التي نشأت فيها. إضافة إلى تصريحات الأطباء، الذين ظلوا يتابعون حالتها الصحية. من تلك التقارير عرفنا أن عمرها ٤٢ سنة، ولديها ولدان أكبرهما اسمه محمد وعمره 13 سنة، وأن شقيقتها ليلى حيدر وصلت إلى جزر الكناري لتكون إلى جوارها. وأن لجنة لدعم حقها في العودة إلى بيتها شكلت في إسبانيا. وهذه اللجنة ما برحت تزود وسائل الإعلام الإسباني بتطور حالتها، من خلال متحدث باسمها هو فرناندو بيرايشا.. ومن هذه التقارير عرفنا أنها بعد منتصف ليلة الأربعاء الماضي أصيبت بغثيان وإعياء شديدين، وأنها نقلت إلى قسم العناية المركزة في المستشفى، وأن الأطباء أعطوها مهدئات لتخفيف الأوجاع الشديدة التي عانت منها. هذه المتابعة الدقيقة لأوضاعها الصحية ظلت تتم بصورة شبه يومية على نحو شغل الرأي العام الغربي بقضيتها. وفي الوقت ذاته كانت بعض العواصم الغربية تجري اتصالاتها مع الحكومة المغربية للسماح للسيدة أمينة بالعودة إلى بيتها وأسرتها في مدينة العيون. بوجه أخص فإن فرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة ظلت مشغولة بالموضوع، كما أجرت السيدة هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الإسباني ميجيل موراتينوس اتصالات أخرى مع الرباط. في الوقت ذاته فإن مسؤولي الاتحاد الأوروبي والأمين العام للأمم المتحدة كانوا يتابعون ملف العودة المأمولة. هذه الجهود الإعلامية والدبلوماسية تكللت بالنجاح أخيرا. فأعلن قصر الإليزيه مساء الأربعاء الماضي (16/11) بيانا قال فيه إن الرئيس الفرنسي طلب شخصيا من السلطات المغربية في 15 من الشهر الحإلى تسليم السيدة حيدر جواز سفر لدى عودتها إلى «الأراضي المغربية». وأضاف البيان أن العاهل المغربي أبلغ الرئيس الفرنسي بعد يومين من استقباله لوزير الخارجية المغربي قبول الدولة المغربية لطلبه ــ وأسدل الستار على القصة حين عادت السيدة أمينة إلى «العيون» على متن طائرة طبية خاصة قادمة من جزر الكناري، حيث لقيت استقبالا حافلا لدى عودتها إلى أسرتها ومدينتها الصحراوية. لا يستطيع المرء أن يخفي دهشته وشعوره بالغبن والاشمئزاز حين يقع على شواهد ذلك الاهتمام الكبير من جانب صحافة الغرب وساسته بإعادة السيدة الصحراوية إلى بيتها ومدينتها، ثم يقلب الصفحات في الجرائد ذاتها لتقع عيناه على صور الفلسطينيين في القدس وهم يطردون من بيوتهم بالقوة لكي يستولي عليها المستوطنون. ومنهم من هدمت بيوتهم فافترشوا الأرصفة وراحت نساؤهم يصرخن أمام المصورين. ذلك بخلاف الألوف الذين هدمت بيوتهم في العدوان على غزة وأصبحوا بلا مأوى منذ بداية العام. حين تجري المقارنة بين لا مبالاة الدول الغربية بطرد الفلسطينيين من بيوتهم أو هدم تلك البيوت فوق رؤوس أصحابها، وبين الضجة التي حدثت لإعادة الناشطة الصحراوية إلى بيتها، فلا يسعنا إلا أن نقول بأن الضمير الغربي مات في الدوائر السياسية الغربية إزاء الموضوع الفلسطيني، وأخشى أن يكون الضمير العربي ماضيا في ذات الاتجاه. (المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية –  الأردن) الصادرة يوم 21 ديسمبر 2009)  


معنى عودة كفاية


عبد الحليم قنديل جاءت مظاهرة كفاية الأخيرة على موعدها بالضبط، في 12/12/2009، وأمام دار القضاء العالي عند محطة مترو جمال عبد الناصر، وعند التقاء شارع رمسيس بشارع 26 تموز/يوليو القاهري الشهير، وفي ذات المكان والزمان الذي أطلقت فيه صرختها الأولى في 12/12/2004 . لم تكن كفاية تحتفل ـ في مظاهرتها فائقة النجاح ـ بعيدها الخامس فقط، بل كانت تجدد مواعيدها مع الشعب المصري، وتقوم ثانية كالعنقاء من رماد السنين، وتفتتح حملة ضغط سلمي جديدة واعية بأهدافها وخططها، وتبشر المصريين الصابرين بفجر جديد تلوح شموسه على مرمى البصر . بدت عودة ‘كفاية’ الجسورة مفاجئة لكثيرين، مفاجئة لعائلة التمديد والتوريث، ومفاجئة لجهاز القمع ولصحافته الأمنية، والتي رددت طويلا كذبة ‘كفاية ماتت’، وانساق وراءها عدد من ضعاف النفوس والضمائر والعقول، وحتى من المحللين والمراقبين ذوي الشأن، فلم يفهم هؤلاء جميعا مغزى ما جرى، لم يفهم هؤلاء دورة حياة كفاية، ومن المد إلى الجزر فالمد مجددا، فقد تصور هؤلاء أن كفاية ماتت، وربما لأنهم أرادوا لها أن تموت، وبضمير التمني، أو بشهوات التشفي، بينما الحقيقة أبسط من ذلك بكثير، فكفاية التي عادت إلى الشارع هي ذاتها كفاية الأولى، وبوجوه جديدة عفية، وبشباب يصنع ألقها الباهر، وبهوية أكثر تطورا وخلاقية، وبانتقال من دور نداء الضمير إلى دور المحفز الجوهري الفعال في بناء حركة تغيير اجتماعية وسياسية واسعة . مع ظهور كفاية الأول، وقد كان لي شرف أن كنت أول متحدث رسمي باسمها، كانت الصيحة داوية، والإلهام سيد الروح، وكسر حواجز الخوف هو البرنامج العملي، كانت كفاية تعرف ما تكره يقينا، فهي ضد التمديد لمبارك الأب، وضد التوريث لمبارك الابن، وكانت تعرف ما تريد على وجه العموم لا التفصيل، كانت تريد التغيير بإجمال، وتريد مجتمع العدل والحرية بالأماني، وكانت خطتها العفوية المباشرة ناطقة، كانت تريد تغيير المزاج السائد وقتها، والذي انتهى إلى حبس السياسة في الغرف المغلقة، وحجزها عن فضاء الشارع، وحول مقار الأحزاب الباردة إلى ما يشبه مكاتب المحامين، وحجز القادة عن التفاعل المباشر مع الناس، ومثل ظهور كفاية انشقاقا عن الركود المسيطر في أوساط المعارضة، وفي ظروف معاكسة أحيانا، وظروف مواتية في أحيان أكثر، كانت المجازفة تؤتي أكلها، كان المشهد المصري يتغير على السطح، وكان لبعض قادة كفاية الأوائل حضور مؤثر مميز في منابر الإعلام المسموح بها، فقد كنت ـ على سبيل المثال ـ رئيسا لتحرير جريدة ‘العربي’ وقتها، وكنت أنشر إعــــلانات عن مظاهرات كفاية بالألوان على الصفحة الأولى، وأسهم ذلك ـ مع غيره من مؤثرات السياسة ـ في صناعة ألق مطرد لكفاية في الشارع، وفي تواتر مظاهراتها واحتجاجاتها العفوية، والتي صاغت الأسطورة الحية، وعلى مدى عام كفاية الأول (ايلول/سبتمبر 2004 ـ ايلول/سبتمبر 2005 )، كانت كفاية أشبه بفراشة تصنع الــــنور، ولا تكــــتفي بالانجـــذاب إليه، كانت تصنع إلهامها، وتحطم قيودا ثقيلة، وتدفقت الصور المثيرة الموحية، وفي ملابسات لحظة تنصيب مبارك على كرسي الاغتصاب الخامس للرئاسة، تحولت وقفات كفاية الاحتجاجية إلى مظاهرات متحركة في الشارع، والتحقت بمئات كفاية آلاف من المواطنين، وفي مشهد تتويج، تحركت المظاهرات من ميدان طلعت حرب في وسط القاهرة إلى شارع عبد الخالق ثروت أمام نقابة الصحافيين، وبدت أكبر مظاهرات كفاية ـ في 10 ايلول/سبتمبر 2005 ـ كأنها طلقة الروح الأخيرة، بدا الاعتقاد مغريا بالتصديق، وبدلالة شهور ركود طويلة أعقبتها، فقد بدا تكوين كفاية النخبوي محبطا من استيلاء مبارك الخامس على الرئاسة، ثم عاد ألق عابر لكفاية في مظاهرات واعتصامات كفاية تضامنا مع انتفاضة القضاة في ايار/مايو 2006، ثم كان أن انتقلت الكاميرا عن ‘كفاية’ السياسية إلى ‘كفاية اجتماعية’ بدت عارمة، وفي موجة إضرابات واعتصامات للعمال وفئات الطبقة الوسطى، بدأت مع إضراب عمال المحلة الكبرى في كانون الاول/ديسمبر 2006، وبلغت إلى الآن ما يزيد عن خمسة آلاف إضراب واعتصام ووقفة احتجاجية . كان التحول الذي جرى مفهوما، فقد أعطت كفاية من زيت مصباحها نورا ومددا لحيوية القلق المصري، كسرت الحواجز والمحرمات والتعسفات، وجعلت التظاهر والإضراب والاعتصام رياضة شعبية لمئات الآلاف ـ بل الملايين ـ من المصريين، وجعلت نقد الرئيس حقا شائعا للمثقــــفين المصريين المــــعارضين، وبالمـــجان كالماء والهواء، فيما زادت قبضــة الأمن المفزوع، وامتلأت الميادين بسواد خوذات العسكر الأمني، وبعربات الأمن المركزي التي تشبه التوابيت والسجون المتحركة، ولم تتوقف نواة كفاية الصلبة عن العمل بروح التحدي، وإن صادفت نتائج أقل بريقا . وكان على كفاية أن تراجع أوراقها، وأن تصوغ خيارها، أن تموت كذكر النحل، والذي يلقح الملكة فيموت، أو أن تبدأ دورة حياة جديدة، ودارت مناقشات داخلية معمقة بإشراف الراحل العظيم د . عبد الوهاب المسيري المنسق العام لحركة كفاية، وانتهت إلى صياغة دور جديد، ينتقل بها من مجرد كونها نداء للتغيير، ويتقدم إلى دور لكفاية يجعلها عنصرا محفزا لبناء حركة تغيير، ويمزج طلائع الغضب الاجتماعي بطلائع الغضب السياسي، ويبني ‘ائتلاف التغيير’ كإطار جامع لجماعات وشخوص المعارضة الجديدة، وعلى أساس بيان تأسيسي يمزج المطالب الاجتماعية والوطنية بالمطالب السياسية المباشرة، كانت الفكرة بناء ‘كفاية ثانية’، وبسيناريو يصوغ هدفا مفصلا لحركة التغيير، ويحدد واجبات ومهام فترة انتقال لمدة سنتين تعقب الإنهاء السلمي لحكم العائلة، وضعت ‘كفاية’ المسودة الأولى لبيان ‘ائتلاف التغيير’ في اذار/مارس 2008، ثم كان حضور ‘كفاية’ المفاجئ مع انتفاضة مدينة المحلة الكبرى فى 6 نيسان/أبريل 2008، والتي صاحبتها اعتقالات لسبعين قياديا كفائيا ظلوا لشهور في الأسر، وما بين ‘سجن المرج ‘ على أطراف القاهرة، وسجن ‘برج العرب’ غرب الإسكندرية، بدا أن جيلا جديدا من الكفائيين يتخلق، وأن أفواجا من شباب ‘الفيس بوك’ تزحف، وتضيف طاقتها البكر إلى أشواق التغيير على طريقة كفاية، وأعطت هذه التطورات زخما لعودة الروح، ونجحت ‘كفاية’ في قطع الشوط التأسيسي لبناء ‘ائتلاف المصريين من أجل التغيير’، وجرى إطلاق دفعته الأولى في 4 نيسان/أبريل 2009، وبالقرب من الذكرى الأولى لانتفاضة المحلة، جرى إطلاق الدعوة، وبتوقيع مئات الشخصيات من قادة المعارضة السياسية والاجتماعية الجديدة، ثم أكملت كفاية تصورها الخلاق، وطرحت خطة ‘الرئيس البديل’، وبحيث تتوزع خطواتها على مدى عشرين شهرا، تبدأ في كانون الثاني/يناير 2010، وتنتهي في ايلول/سبتمبر 2011، وهو موعد تقرير مصير الرئاسة في مصر، وبهدف جوهري هو تنحية حكم مبارك بحملة مقاومة مدنية، وفتح الطريق لحكم انتقالي بديل وردت تفاصيله في البيان التأسيسي لائتلاف التغيير . هذا بعض ما جرى، ودون تفاصيل لايتسع لها المقام، وهو يفسر معنى عودة كفاية المتألقة إلى الشارع، وينزع عنها طابع المفاجأة، فكفاية تعود هذه المرة في صورة أكثر تطورا ونضجا، تعود كما كانت في سيرتها الأولى، كارهة للتمديد والتوريث، ولجريمة تحويل مصر العظيمة إلى عزبة للعائلة ومماليكها ومليارديرات النهب الحرام، لكنها اليوم ـ فوق ماتكره ـ تعرف ما تريد بالضبط وبالتفصيل، وتفتتح حملة ضغط سلمى حلت مواعيدها، وبسيناريو بالغ الوضوح والدقة، يمزج إلالهام بفتح سبل العمل المباشر، وتغتني بشباب لم يكن لها على مدى سنوات، وبصلات أعمق نسجتها مع الحركة الاجتماعية، وفي أجواء قلق مصري غير مسبوق، وعلى مفارق طرق حاسمة، تقتحم المستحيل مجددا، وتثبت أن مصر قادرة على العصيان .. والتغيير .  
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 21 ديسمبر 2009)

الرد على الجدار الفولاذي والحصار السياسي


ياسر الزعاترة ثمة تأكيدات كثيرة آخذة في التواتر بشأن بناء الجدار الفولاذي على طول محور صلاح الدين الذي تمر من خلاله مسارات التهريب نحو القطاع، بدأت بنائب وزيرة الخارجية الأمريكية جيفري فيلتمان الذي حاول تبرئة مصر من التبعية للقرار الأمريكي معتبراً أن قرار بناء الجدار كان مصرياً بحت. لكن كارين أبو زيد، المفوضة العامة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) كانت أكثر وضوحاً في تأكيد الخبر، مضيفة أن الجدار (عمقه 18 متراً) صنع في الولايات المتحدة من الفولاذ القوي، فيما اختبرت قدرته على مقاومة القنابل، وأنه أكثر متانة من خط بارليف الذي بني على الضفة الشرقية لقناة السويس قبل حرب أكتوبر ـ تشرين الأول 1973. أما موقع ديبكا المحسوب على الاستخبارات الإسرائيلية، فقد أشار إلى دور الفرنسيين الذين يظهرون منذ فوز ساركوزي حميمية استثنائية في علاقتهم بالدولة العبرية، حيث كشف قيام رئيس الاستخبارات العسكرية الفرنسية الجنرال « بنواه بوغي » بزيارة تفقدية للضباط الفرنسيين الذين يشاركون الضباط الأمريكيين والمصريين الإشراف على إقامة الجدار. تزامن ذلك كله مع الزيارة التي قام بها مدير جهاز المخابرات المصرية إلى الدولة العبرية، والتي جاءت عقب تصريحات نارية سبقت الإشارة إليها للرجل ضد حركة حماس تحمّلها مسؤولية تعطيل المصالحة، وتهدد قيادتها بشكل غير مباشر من مغبة تحدي الإرادة المصرية. بدورها، كشفت إحدى الصحف القومية المصرية (الجمهورية)، عن النوايا الكامنة خلف إقامة الجدار ممثلة في الضغط على حركة حماس، مبررة إقامته بالحفاظ على المصالح المصرية، وبكونه « حقاً سيادياً »، فضلاً عن توضيحات أخرى تتعلق بطبيعته حيث قالت إن الحائط سيكون قوياً لا تسقطه الجرافات أو الجرارات، كما وقع مطلع العام الماضي. ربما كان من الصعب على مصر، وكذلك حال الدولة العبرية أن تصلا بالوضع في القطاع حد التجويع الكامل، فالأولى ليس من السهل عليها مقاومة الضغط الداخلي والعربي والإسلامي، فيما لا يمكن للثانية تجاهل حقيقة أنها لا تزال في العرف الدولي دولة محتلة ومسؤولة عن حياة المدنيين الواقعين تحت الاحتلال، وإن بشكل غير مباشر في ضوء الوضع الذي أفرزه اتفاق أوسلو، ومن بعده الانسحاب أحادي الجانب من القطاع. لكن التصعيد الجديد يعكس حالة الضيق التي يعيشها الاحتلال من صمود القطاع وبقاء حركة حماس شوكة في خاصرته في ظل حديث متزايد عن تطور في التسليح، كما يعكس ضيق الطرف الرسمي المصري من صمود « الإمارة الإسلامية » أو الظلامية بتعبير الرئيس الفلسطيني، ومن وجود طرف سياسي فلسطيني يجرؤ على قول لا للأوامر المصرية. الأكيد بالطبع أن للجدار أبعاداً أخرى ذات علاقة بقصة التهريب التي تصاعد الحديث عنها بعد نهاية الحرب على القطاع، وصارت قضية دولية تُجند لها سائر الإمكانات، ويبدو أن الأمريكيين قد زادوا ضغوطهم على مصر من أجل إنجاز الجدار لمنع التهريب، الأمر الذي لم يعد بوسعها مقاومته في ظل انشغال قيادتها بملف التوريث وحاجة الطرفين المتنافسين إلى إثبات أحقيتهما بالدعم عبر الاستجابة للمطالب الأمريكية، فكيف إذا توفرت ضغوط أوروبية في ذات الاتجاه أيضاً؟، وإذا كانت حماس في وضع لا يسمح لها بالدخول في معركة معلنة مع مصر، وبالطبع لأنها المنفذ الوحيد للقطاع على العالم الخارجي، فإن المضي في بناء الجدار سيجعل الوضع أكثر صعوبة، لا سيما إذا تم فرض المزيد من القيود على معبر رفح. من هنا، فإن الرد على ذلك لا بد أن يأتي من جهة الشارع المصري وقواه الحية التي ينبغي أن يكون لها رأيها فيما يجري، فضلاً عن القوى الحية في الشارع العربي، فيما يبدو أن على المجاهدين في القطاع أن يفكروا في طريقة لمنع استمرار بناء الجدار، ولو بالقوة. هذا الذي يجري عار على مرتكبيه وعلى العالم العربي وقواه الحية، وإذا كنا قد تجاوزنا حكاية الوسيط النزيه التي قبلتها الشقيقة الكبرى، فإن من العبث السكوت على مشاركتها في الحصار على هذا النحو الرهيب، حتى لو جرى تمرير ذلك تحت يافطات بائسة من لون الحرص على الوحدة الوطنية والمصالحة التي لا تعني سوى التوحد على برنامج رفض المقاومة وتكريس سلطة الأمن والمعونات التي صنعها أوسلو، وجاء أعداء ياسر عرفات رحمه الله ليستعيدوا رحلة الوفاء لالتزاماتها بصرف النظر عن ممارسات العدو ومواقفه. (المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية –  الأردن) الصادرة يوم 20 ديسمبر 2009)  


هكذا يمول أوباما الإرهاب اليهودي


صالح النعامي في الوقت الذي يدعي الرئيس الأمريكي باراك أوباما معارضته وتحفظه على مواصلة إسرائيل الاستيطان في الضفة الغربية والقدس المحتلة، فإنه تبين أن الولايات المتحدة لا تساعد على مواصلة الاستيطان وتعاظم مشروعه فحسب، بل إنها تقدم الدعم للتنظيمات اليمينية المتطرفة التي تتولى الإشراف على المشاريع الاستيطانية، وتسمح بتمويل المؤسسات التعليمية الدينية التي يدعو الحاخامات المشرفون عليها بشكل صريح إلى قتل الأطفال الفلسطينيين الرضع. الكاتب والمعلق الإسرائيلي عكيفا إلدار كتب مقالاً في صحيفة « هآرتس » أوضح بالأرقام مدى مساهمة الولايات المتحدة في تمويل أنشطة التنظيمات الإرهابية اليهودية التي تدعو إلى قتل الفلسطينيين. واعتبر إلدار أنه لا يوجد سبب للاندهاش من صمت إدارة أوباما إزاء خطة نتنياهو لضم عدد كبير من المستوطنات لخارطة مناطق الأفضلية الوطنية التي أقرتها الحكومة الإسرائيلية مؤخراً، والتي تعني إضافة موازنات كبيرة لهذه المستوطنات، مشيراً إلى أن الإدارة لم تسارع لاعتبار هذا القرار خرقا لإعلان نتنياهو القاضي بتجميد الاستيطان لمدة عشرة أشهر. وتساءل إلدار قائلاً : »هل يستطيع الرئيس أوباما الاعتراض على النظام التعليمي المعمول به في مستوطنات مثل: يتسهار القريبة من نابلس، والتي تتواجد فيها مدرسة « يوسف حي » الدينية التي « أفتى » مديرها الحاخام إسحاق شابيرا بقتل الأطفال الفلسطينيين الرضع « بسبب خطرهم المستقبلي، حيث إن هؤلاء الأطفال سيتحولون إلى أشرار مثل آبائهم في حال كبروا في العمر ». لقد كشف النقاب في السابع عشر من نوفمبر الماضي أنه في عامي 2006 و2007 قامت شعبة المؤسسات التوراتية في وزارة التعليم بتحويل أكثر من مليون شيكل (300 ألف دولار) لهذه المدرسة تحديداً، في حين قامت وزارة الشؤون الاجتماعية بتحويل مبلغ 150 ألف شيكل. لكن التقرير الذي قدمته المدرسة لمسجل الجمعيات في وزارة الداخلية الصهيونية يدلل على أن الجمهور الأمريكي يشارك في تعاظم هذه المدرسة. ويدلل التقرير على أنه خلال عامي 2007 و2008 قدم صندوق أمريكي حوالي 103 آلاف شيكل لهذه المدرسة. وحسب المحقق الأمريكي فيليف فايس فإن السلطات الأمريكية أعفت الصندوق من دفع ضرائب على اعتبار أنه يقدم مساعداته لجمعية خيرية. وقد قام هذه الصندوق خلال عام 2006 فقط بتحويل مبلغ 8 مليون دولار لمؤسسات ومنظمات دينية ولإقامة كنس ومدارس دينية ولمتطلبات أمنية عاجلة في إسرائيل، مع العلم أن مقر هذا الصندوق في « منهاتن » في الولايات المتحدة. والمفارقة أن الذي يدير هذا الصندوق هو جاي ماركوس وهو مستوطن يقطن في مستوطنة « أوفرات » القريبة من بيت لحم، بينما ترأس أمه هداس مجلس إدارة الصندوق، في حين يحتل والده آرثور منصب نائب رئيس مجلس الإدارة، وكلاهما يقطنان في نيويورك. وقد كشف ديفيد إيغنشيوس كاتب أحد الأعمدة في الـ »واشنطن بوست » مؤخراً أنه حسب كشوف مصلحة الضرائب الأمريكية فقد قامت جمعيات وصناديق تعمل في الولايات المتحدة خلال الفترة الممتدة بين عامي 2004 و2007 بتحويل 33.4 مليون دولار لمؤسسات في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، ويتم إعفاء الذين يشاركون في تحويل هذه الأموال من دفع الضرائب. وعندما يقوم البيت الأبيض بشجب عملية حرق المسجد في قريبة « ياسوف » القريبة من نابلس، فإنه يتوجب على أحد الصحافيين أن يسأل الناطق باسم البيت الأبيض لماذا يتم السماح لمواطنين أمريكيين بالتبرع للمدرسة التي تدعو لقتل الرضع الفلسطينيين. لقد قامت بعض منظمات حقوق الإنسان ونشطاء سلام يهود بجمع معلومات حول أنشطة الصناديق التي تجمع التبرعات وتحولها للمستوطنات والمنظمات اليمينية المتطرفة في إسرائيل، وهي تتساءل لماذا لا تتحرك الإدارة الأمريكية لإغلاق هذه المؤسسات في حين تقوم الإدارة بإغلاق المؤسسات التي تتهم بتقديم الدعم لحركة حماس؟. كيف يستقيم أن تندد الإدارة الأمريكية بالاستيطان في القدس ومشاريع التهويد في الوقت الذي تعفي فيه المواطنين والمؤسسات الأمريكية التي تقدم الدعم المالي للجمعيات اليهودية التي تشرف بشكل أساسي على عمليات الاستيطان والتهويد في القدس مثل جمعية « عطيرات كوهنيم » و « إليعاد » اللتين تسعيان بشكل خاص إلى السماح بتسلل أنصار اليمين المتطرف للإقامة في قلب الأحياء الفلسطينية من القدس. (المصدر: صحيفة « السبيل » (يومية –  الأردن) الصادرة يوم 20 ديسمبر 2009)  


أنباء عن انتخاب بديع مرشدا للإخوان

 


في محاولة لرأب الصدع واحتواء انشقاق محتمل على خلفية الجدل الذي صاحب انتخابات مرشد جديد ومكتب الإرشاد لجماعة « الإخوان المسلمين » التي جرت يوم السبت، والتي كشفت مؤشراتها نتائجها عن تراجع الإصلاحيين أمام جناح المحافظين، بادر الدكتور محمود عزت الأمين العام للجماعة والدكتور محمد مرسي رئيس القسم السياسي بها- المحسوبان على جناح المحافظين- بزيارة الدكتور محمد حبيب النائب الأول للمرشد- المحسوب على جناح الإصلاحيين- في منزله بمنطقة المنيل. وجاءت الزيارة بهدف استرضائه بعد أن غادر مقر مكتب الإرشاد يوم السبت أثناء الانتخابات اعتراضا على الإجراءات التي تمت بخصوصها والتي يرى ومعه عدد من المنتمين للجناح الإصلاحي أنها تخالف اللائحة، وعلى إثر ذلك اعتكف في منزله وقاطع مكتب الإرشاد وتغيب عن مكتبه احتجاجا، وهو ما أثار مخاوف من احتمالات وقوع أزمة تهدد الجماعة بتكرار انشقاق مجموعة « الوسط » بقيادة المهندس أبو العلا ماضي، وهز كيان أكبر وأهم جماعة دينية وسياسية بالعالم لها وجود في أكثر من 80 دولة. وأسفرت الزيارة التي قام بها عزت ومرسي وعدد من نواب « الإخوان » بمجلس الشعب عن تليين موقف حبيب تجاه المنتمين لجناح المحافظين، مع تردد أنباء عن أن أقطاب المحافظين والإصلاحيين يمكن أن يتوصلا في أية لحظة إلى تسوية ترضي الجميع يتخلى بموجبها الصقور عن بعض المواقع لحساب الإصلاحيين لترضيتهم، وعلى وجه الخصوص للدكتور محمد حبيب والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وظهرت بوادر هذا التقارب بين الطرفين بأن قرر حبيب التراجع عن الظهور على شاشة قناة « الجزيرة » في برنامج على فضائية « الجزيرة » ظهر الأحد. يأتي هذا فيما تأكد بالفعل أن حبيب وأبو الفتوح والدكتور محمود غزلان والمهندس سعد الحسيني لم يحققوا نسبة النصف زائد واحد في انتخابات مكتب الإرشاد وأنهم سيخوضون انتخابات الإعادة التي لم تحدد الجماعة موعدها، وإن كان محتملا إجراؤها في غضون أيام. إلى ذلك، تداولت الأوساط الإخوانية أنباء عن أن الدكتور محمد بديع الأستاذ بكلية الطب البيطري وعضو مكتب الإرشاد- والمحسوب على تيار المحافظين- قد تم اختياره فعلا خلفا للمرشد الحالي محمد مهدي عاكف في الانتخابات التي جرت يوم الخميس الماضي، وأن خبر اختياره تم التكتم عليه إلى حين الإعلان النهائي عن نتائج الانتخابات في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وينتظر أن يباشر بديع مهام المنصب اعتبارا من 13 يناير القادم، علما بأنه كان زميلا للدكتور محمود عزت أبرز صقور المحافظين بالسجن خلال فترة الاعتقال في قضية القطبيين. وكان الدكتور محمود عزت ظهر على قناة « الجزيرة » مساء الأربعاء حيث أعلن عزم الجماعة القيام بها قبل يوم 13 يناير، وكشفت مصادر إخوانية أن الانتخابات الخاصة بمكتب الإرشاد والمرشد كانت قد بدأت قبل ظهوره، ليس هذا فقط بل أن الانتخابات كانت شبه منتهية قبل يوم السبت، وأن ما حدث في هذا اليوم فقط كان فرز أصوات الناخبين الذين صوتوا من أعضاء مجلس الشورى العام.
(المصدر: صحيفة « المصريون » (يومية – مصر) الصادرة يوم 21 ديسمبر 2009)  

وسط تشكيك بشرعيتها.. وتوقعات باختيار بديع مرشدا.. والهلباوي يقترح هنية للمنصب انتخابات مكتب الارشاد تفجّر خلافات ‘الاخوان’ وتنذر بانشقاقات


21/12/2009 لندن ‘القدس العربي’ من خالد الشامي: بدت جماعة الاخوان المسلمين في مصر امس غارقة في خلافات واسعة تنذر بحدوث انشقاقات غير مسبوقة في اقدم الحركات الاسلامية واكبرها حول العالم. ولم ينتظر الدكتور محمد حبيب النائب الاول للمرشد العام للجماعة الاعلان الرسمي عن نتائج انتخابات اعضاء مكتب الارشاد التي جرت قبل يومين، وسارع بالتشكيك في شرعيتها، معتبرا ‘انها غلبت فريقا على اخر’، بينما تحفظ مقربون من المرشد العام محمد مهدي عاكف على الادلاء بتصريحات خشية تفاقم الخلافات. ومن المقرر ان ينتخب اعضاء مكتب الارشاد الجديد خليفة للمرشد الحالي الذي تنتهي ولايته الشهر المقبل، الا ان الخلاف حول شرعية المكتب قد يلقي بظلاله على شرعية المرشد الجديد، والذي ترجح تكهنات ان يكون الدكتور محمد بديع وهو عالم متخصص في الباثولوجيا (دراسة الامراض) وعمل استاذا بكلية الطب البيطري في محافظة بني سويف. واستطاع جناح محافظ بزعامة الدكتور محمود عزت امين الجماعة فرض ارادته بالتعجيل باجراء الانتخابات، متغلبا على فريق يقوده الدكتور حبيب النائب الاول الذي كان يدعو لاجراء الانتخابات في موعدها في شهر حزيران (يونيو) المقبل، وهو ما كان سيمنحه السيطرة على تنظيمها، عندما يصبح القائد الفعلي للجماعة بعد انتهاء ولاية المرشد. واقترح الدكتور كمال الهلباوي القيادي السابق في الجماعة ان يتم اختيار اسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في غزة، مرشدا للاخوان دعما للقضية الفلسطينية وقطاع غزة. وقال لـ’القدس العربي’: ‘ان الاخوان في مأزق، والجميع يحاول الخروج منه لكنهم ينظرون للداخل فقط، واعتقد انه من الافضل في ظل هذه الظروف ان يبقى المرشد الحالي عاما اضافيا، وان تتم الانتخابات بشكل طبيعي وفي موعدها الطبيعي’. واشار الى ان التعجيل باجراء الانتخابات اثناء ولاية المرشد يشير الى اجراء ترتيبات معينة، والمفروض ان النائب الاول هو الذي يتولى اجراء الانتخابات بعد خلو المنصب كما حدث مع المرشد الحالي نفسه. وحسب تسريبات فإن انتخابات تكميلية ستجرى بعد فشل عدد من المرشحين في الحصول على الاغلبية المطلقة من اصوات اعضاء مجلس الشورى البالغ عددهم 115 عضوا، اي النصف زائد واحد، وهو ما يعني تأخر اعلان الفائز بمنصب المرشد. وحسب لوائح الجماعة فان مجلس الشورى العالمي للجماعة يجب ان يقر اسم المرشد العام قبل اعلانه رسميا. واستبعد مصدر في قيادة الجماعة اختيار الدكتور محمود عزت لخلافة عاكف، مشيرا الى انه يفضل ان يعين المرشد على ان يكون مرشدا.وقال ‘المشكلة ان المنصب هذه المرة ينتقل الى جيل جديد لاول مرة، اذ ان عاكف كان اخر المرشدين الكبار، وكل من بعده يرون انفسهم اندادا وكل منهم يريد ان يحمل الجماعة في اتجاه مختلف’. واضاف ‘انها المرة الاولى التي يجري فيها اختيار المرشد وسط كل هذا الترقب من وسائل الاعلام، وكذلك من شباب الاخوان الذين اصبحوا يملكون قوة ضغط منظمة وخاصة على الانترنت’. وتشير انتقادات النائب الاول للجماعة الى انه يتوقع خسارة جناحه في الانتخابات ما يضعف فرصه في الحصول على المنصب، وهو ما يثير مخاوف من حدوث انقسام عميق في صفوف الجماعة. وكانت ازمة نشبت داخل مكتب الارشاد بعد رفض جماعي لرغبة المرشد لتصعيد الدكتور عصام العريان لعضويته، بدعوى مخالفة ذلك للوائح. وتسود حالة من الفوضى كواليس قيادة ‘الاخوان’ بعد ان وصل الصراع الى مستوى غير مسبوق، ما يثير اسئلة حول مدى امكانية نجاح الجماعة في التأثير على استحقاقات مهمة تنتظر مصر العام المقبل، مثل انتخابات مجلسي الشورى والشعب في ظل تكهنات باتخاذ خطوات جديدية على طريق ما يعرف بمشروع ‘التوريث’. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  21 ديسمبر 2009)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

11 mai 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1452 du 11.05.2004  archives : www.tunisnews.net جـمعـية الصحافيين التونـسيين: واقع الحرّيات الصّحفيّة فـي تونس

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.