الاثنين، 21 أغسطس 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2282 du 21.08.2006

 archives : www.tunisnews.net


النهار: وفد المنظمات العربية لحقوق الانسان استطلع ميدانياً واستقصى الحقائق توثيق شهادات تمهيداً لرفعها أمام محاكم اوروبية ذات صلاحية محمد العروسي الهاني: بصراحةأنّ موقع الأنترنات تونس نيوز هام و حرية الرأي و التعبير و الكتابة في الصحافة  و الأنترنات لا تخيف أحد الصباح«الاسبوعي»: تحقيق : إضافة للمخاطر الصحية الآجلة: عدوى السلّ تتسرّب عبر الشيشة الحياة: الجزائر تعلن استسلام 300 مسلح بموجب تدابير «السلم والمصالحة» الجزيرة: سيف الإسلام ينتقد الفوضى بليبيا ويطالب بدستور دائم العربية.نت: نجل القذافي ينتقد »القطط السمان » ويعتبر حرية الصحافة معدومة في ليبيا محمد عبد المجيد: نشرة الأخبار يقرأها عليكم حمار د. أحمد القديدي: من أي رحم يولد؟ د خالد شوكات: بين عروبة سعد وعروبة بشار صافي ناز كاظم: والله يا أنكل بوش: إنك رأس الفاشيست د. فيصل القاسم: ثقافة الهزيمة إلى مزبلة التاريخ همام سرحان: « حرية الإعلام العربي.. وهم كبير »


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 لمشاهدة الشريط الإستثنائي الذي أعدته « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين »  

حول المأساة الفظيعة للمساجين السياسيين وعائلاتهم في تونس، إضغط على الوصلة التالية:

 


 

 
 
 
قناة الديمقراطية – المنتدى الديمقرطي : ندوة حول مستقبل الديمقراطية في الشرق الأوسط بمشاركة: د. عبد الحسين شعبان – كاتب وباحث عراقي د. عبدالرحمن جميل – خبير في العلاقات الدولية مرسل الكسيبي – مدير تحرير الوسط التونسية ابوبكر الصغير – رئيس تحرير مجلة « الملاحظ » التونسية
 

المصدر: صحيفة الوسط التونسية:   http://www.tunisalwasat.com

 

تاريخ بث الندوة 21 أوت 2006

 
 

وفد المنظمات العربية لحقوق الانسان استطلع ميدانياً واستقصى الحقائق

توثيق شهادات تمهيداً لرفعها أمام محاكم اوروبية ذات صلاحية

« تقصي الحقائق فى لبنان » مهمة انهتها بعثة المنظمات العربية لحقوق الانسان بعدما عاينت على مدى اربعة ايام الوقائع الميدانية، ووثقت مشاهداتها بالصوت والصورة، وخلصت الى انه « لم يعد هناك مجال للشك » بارتكاب الجيش الاسرائيلي جرائم حرب حسب اتفاقيات جنيف والبروتوكولين الملحقين والقانون الإنساني الدولي. الأمر الذي يوجب، بحسب البعثة، المساءلة القانونية ومعاقبة المسؤولين عن تلك الجرائم امام المحاكم الجنائية. وكانت البعثة قد ضمت في عدادها الدكتورة فيوليت داغر « رئيسة اللجنة العربية لحقوق الانسان » ، الصحافية سهام بن سدرين « المتحدثة باسم المجلس الوطني للحريات » في تونس والدكتور ايمن عياد منسق البرامج في « جمعية المساعدة القانونية لحقوق الانسان » مصر. ور وصولهم، شرع اعضاء البعثة في مهمة تقصي الحقائق لمعاينة جرائم الحرب، فزاروا الضاحية الجنوبية في بيروت التي سويت معظم مبانيها بالارض. وتمكنوا من توثيق مجزرة منطقة الشياح ومعاينة الاماكن التي تجمع فيها النازحون في المحال التجارية والمدارس والحدائق واماكن اخرى وتوثيق شهادات حية لهؤلاء النازحين. اطلعوا على سير العمل في بعض المستشفيات العامة والخاصة والميدانية وقابلوا عددا من الجرحى المصابين بهدف توثيق شهاداتهم. كما اجروا اتصالات ومقابلات مع ممثلين من المجتمع المدني والجمعيات الأهلية التي تجندت في عمليات الإغاثة والاعلاميين. المصدر صحيفة النهار اللبنانية بتاريخ 20 أوت 2006

 
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين تونس في 19/08/2006 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل دستوري كاتب عام جمعية الوفاء  رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا

بصراحةأنّ موقع الأنترنات تونس نيوز هام و حرية الرأي و التعبير و الكتابة في الصحافة  و الأنترنات لا تخيف أحد و ضرورية في هذه المرحلة الحاسمة الدقيقة

أنّ العالم تطور و أصبح قرية و أن التكنولوجيا إكتسحت العالم و أن المحطات الفضائية و مواقع الأنترنات أصبحت منتشرة بفضل التقدم العلمي و التكنولوجيا و الطرق السيارة و أن ما يحدث في أمريكا أو الصين و الهند ربع ساعة يصل إلى العالم باكمله و يسمع القاصي و الداني بما حدث هنا و هناك و لا أحد يخشى من المعلومة و لا أحد يخاف من الراي الحر و ما يجري في العالم أصبح محل متابعة كل الشعوب في العالم بأسره شرقه و غربه  حتى فضيحة التحرش الجنسي في إسرائيل حاليا و قضية التصنت على المكالمات الهاتفية من طرف الرئيس بوش شخصيا و قضية التعذيب بسجن أبو غريب و إختطاف رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور  عزيز دويك … و المشادة الكلامية مع الشرطة و المحكمة الإسرائيلية كل هذه الأحداث اصبحت محل إهتمام العالم بأسره في أقل من ربع ساعة

الإعلام الحر يكشف التجاوزات

إن الإعلام الحر و مواقع الأنترنات في العالم مثل موقع تونس نيوز هي ضرورة ملحة في الوقت الحاضر و لها فوائد جمّة للشعوب و ما تخفيه الصحف المحلية و العربية حاليا يكشفه الإعلام الحرّ في قنوات الجزيرة و العربية و المنار و غيرها و جريدة الشرق العربي و موقع تونس نيوز و غيرها من المواقع الحرّة  لكشف الحقيقة و فضح التجاوزات و التعذيب و غيره و لولا الإعلام الحر و مواقع الأنترنات و الشرفاء الأفاضل ما كنا نسمع بفضيحة بوش الأخيرة و لا بفضيحة أعضاء في حكومة إسرائيل و غيرها

اقلام الشرفاء سيسجلها التاريخ بأحرف ذهبية و التاريخ لا يرحم.

إنّ ما ينشر في مواقع الانترنات و خاصة موقع تونس نيوز مفيد للغاية و ضروري لاصلاح المجتمع و لفت النظر للسلبي للعمل على تداركه و الإبتعاد عنه. و أعتقد أنّ الذي يذكر النقاط السلبية و التجاوزات أو يلفت النظر لمواطن الضعف أو يكشف الأخطاء أو يدلي برأي حر من أجل الإصلاح و التصحيح و التوضيح و الإفادة لا يعتبر خصما و لا مخالفا و لا ينعت  أنه  مش متاعنا … مش منا …
بل العكس هو المواطن الصالح الذي يعول عليه لأنه يقول الحقيقة و لو كانت مرة كما يقولون و الحق مرّ يا عمر

الخطر يكمن في المنافق الذي يرى  كل شىء جميل في الظاهر و يمدح في النهار و ينتقد بالليل

و يصفق في الإجتماعات و يهمس و يقدح في الخلوات و السهرات الخاصة و في المقاهي سرا و يقول كلام كله إنتقادا لاذعا أمام أصدقائه و في السفر إلى الخارج إذا أيهما أفضل الذي يكتب في الأنترنات و خاصة موقع تونس نيوز و يذكر إسمه و صفته و تاريخه أم الذي يتكلم بوجهين في النهار و في الليل… الجواب الأول أفضل و اسلم و أكثر وطنية و صدق سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه حينما قال بارك الله في من أهداني عيوبي و قال قولة مشهورة إذا كنت على صواب فأعينوني و إذا أخطات فقاوموني و انصحوني … تلك هي أخلاق المصلحين الأوائل من السلف الصالح و صحابة الرسول الاكرم صلى الله عليه و سلم الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم.

ما ذنب موقع الانترنات تونس نيوز عندما يغلق أو يراقب بإستمرار .

مع الاسف الشديد حاولت قبل سنة المشاركة بمقالاتي في موقع تونس نيوز فوجدته مغلقا و كل مكان عمومي للانترنات يقول إليك مغلق و بعد فتح الله علينا و سهل أعمالنا ووجدنا مخرجا لكن بعد 3 اشهر كنت أتردد على  مركز معروف في العاصمة و ذات يوم قالو لي الموقع أغلق فجأة و فعلا ذهبت إلى مركز قريبا منه فوجدته مفتوحا و أخذت مقالي و من يومها فهمت أن هناك التابعة … و التابعة و التابعة و بعد 9 أشهر كاملة جاء و لاحق مقالاتي تشويش آخر و أغلق الموقع .. لأني كتب يوم 15/08/2006 وأشرت في كلمة ذكية بعد أن حاولت فتح موقع المنار و العربية قناتا الرأي الحر فوجدتهما مغلقتان.
و قلت كلمة ربي يستر و ربي يستر و ربي يستر موقع تونس نيوز و فعلا يوم 17/08/2006 طمس الموقع و لم استطع الدخول إليه لمطالعة مقالاتي الثلاثة أيام 16/17/18 أوت 2006 تلك هي ضريبة حرية الراي

قال الله تعالى : و لنصبرن على ما آذيتمونا و على الله فليتوكل المتوكلون  صدق الله العظيم

إنّ  مقالاتي كلها صريحة نظيفة صادقة وواضحة لا فيها تحامل و لا أحقاد و لا تهجما على أحد حتى ان بعضهم من الذين يكتبون في الأنترنات أشار في مناسبة لصديقي و قال له صاحبك

لا يهاجم و مهمته الدفاع دوما

قال له صديقي نعم و صاحبي صاحب مبادىء و أخلاق عالية نعم إنه صريح و لا يخاف و لا يخشى في الحق لومة لائم و منذ أن عرفته عام 1974 في النضال الوطني عرفته مناضلا صريحا يقول كلمته في الأجتماعات بصراحة حتى أنّ البعض من الذين يحضرون الإجتماعات يخافون عليه من شدة صراحته و تدخلاته القوية للمسؤولين و الذي لا يعرفه يقول هذا أكبر معارض و لكنه في الحقيقة أكبر مناضل يقول كلمة الحق و يخرج المسؤولين و يصدع بالراي الحر و لا يخشى أحد في الحق و تربى على تلك الثوابت البورقيبية…

التي لا يحملها الإنتهازيون و لا أصحاب المطامع و تدبير الراس …

و لا يتذوقها أصحاب المنافع الشخصية و لكن الوطنيين الاحرار يتذوقونها لأنها صادرة من الاعماق و من أصالة الروح الوطنية و من ثوابت حزبنا العتيد:
و في الختام نقول لهؤلاء أنّ التاريخ لا يرحم و أن مقالاتي التي بلغت 109 منذ يوم 25/07/2005 سوف تنشر في كتاب للتاريخ بعد إتمام المقال 110 بحول الله يوم 22/08/2006 و بعدها أركن لمدة 10 أيام للراحة ثم أعود إلى موقع الأنترنات إذا كان في العمر عشية أو ساعة واحدة … و البقاء لله .. و المجد للشرفاء.. و الخلود للرجال الأوفياء… و الكرامة لأصحاب الثوابت و القيم اما انصاف الرجال فالتاريخ لهم بالمرصاد و قل إعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنين صدق الله العظيم
ملاحظة هامة :
إنّ يوم 22/08/1990 لن أنساه و المظلمة لن تمحى و الذاكرة تتذكر بمرارة الحادثة

خاتمة مقالي و مسك الختام قوله تعالى : إنك ميت و إنهم ميتون ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون صدق الله العظيم

محمد العروسي الهاني مناضل دستوري كاتب عام جمعية الوفاء رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا

 

تحقيق : إضافة للمخاطر الصحية الآجلة:

عدوى السلّ تتسرّب عبر الشيشة

الكشف عن بعض «معمّري الشيشة» مصابين بالسلّ وحالات مرضية أخرى سوف لن نتطرق في هذا التحقيق إلى مضار الشيشة في معناها المطلق بقدر تركيزنا على فئة معينة متضررة بشكل مباشر من هذه «الآفة» ونقصد الكادحين «القهواجية» الذين يشتغلون ليلا نهارا يصولون ويجولون بين الطاولات يحملون في أيديهم كانون الولعة ويمسكون باليد الاخرى جباد الشيشة يشعلون.. يخزنون.. يستنشقون.. فيحترقون.. ويحترق معهم عمر كامل. فهل يعي «القهواجية» مضار الشيشة وماذا يقولون عن مهنة «تعمير الشيش» وماهو رأي الاطباء في هذه المهنة وانعكاساتها الصحية والنفسية؟ كل تلك الاسئلة وغيرها حلمناها إلى هؤلاء فكانت الإجابات كما يلي: مهنة المخاطر   قد يحلو لبعضهم الاشتغال بها لأنهم يدخنون مجانا وقد يبدؤون العمل بها فيدخلون مرحلة الادمان.. بعضهم يقول وكان غضا بدأ عمله من أشهر في كل ليلة «أعود إلى بيتي أترنح وكأني سكران وما أنا بسكران ولكن كثرة تدخين الشيشة تمنحني هذه اللذة التي أعرف مضارها لكن ما العمل».   المهنة تعمير الشيشة بالمقاهي وهي ظاهرة ملفتة للنظر لكثرة الشيشة بالمقاهي والمهمة تنظيف الشيشة وتعميرها وإشعالها «بالجبد» المستمر الذي «يجبد» معه ما شاء الله من الغاز الكربوني المتأتي من الفحم إلى حين تأثير النار على المعسل.. ثم تراه يدور بكانون خاص يحمل الولعة لمن يريد نارا.. ومن يطفىء النار التي بداخله؟.   .. هكذا على امتداد ساعات الليل والنهار من الفجر إلى فجر الغد تعمل هذه الفئة التي تتهددها المخاطر وتهدد الناس بعديد المخاطر.   150 شيشة في اليوم الواحد   فتحي يبلغ من العمر 34 سنة ويعمل «صانعا» في أحد المقاهي بالعاصمة منذ 10 سنوات وقد اختــار هــذه المهنــة بمحض إرادته وحين سألناه عن عدد «الشيش» التي يقوم بتعميرها في اليوم الواحد أكد لنا بأن عددها بلغ في عديد المرات ما يناهــز الـ150 شيشــة وإن بـــدت عليه علامات التعب والارهاق إلا أنه يرفض أن يغير هذه المهنة مع العلم أنه لا يدخن أو «يشيش» خارج إطار العمل..   وعن علاقته بالزبائن يقول محدثي «احترام متبادل يسود علاقتي برواد المقهى وهناك من الناس من يطلبون أن «أعمر» لهم بنفسي الشيشية بعناية أكبر.. أما حسام ورغم صغر سنه – إذ لم يتجاوز الـ21 سنة وله أقدمية في العمل في هذا المجال تعود إلى 5 سنوات – فإنه يرى أن هذه المهنة متعبة للغاية ولا شيء يضمن له سلامة صحته زد على ذلك الضمانات الاجتماعية الاساسية… لكن «الخبزة مرة» كما جاء على لسانه ويشير محدثي أنه يقوم بتحضير ما بين 30 إلى 35 شيشة في اليوم الواحد ورغم وعيه بخطورة الشيشة على الصحة إلا أنه مجبر على امتهان هذه المهنة لاسباب مادية بحتة.   أمراض صدرية   حالة عدنان تختلف عن حسام وفيصل وفتحي فقد أثرت الشيشة كثيرا على صحته ولزم المستشفي لأشهر لعلاج مرض صدري أصيب به خاصة أنه يعمل قهواجي منذ 8 سنوات وبعد أن تعافى قام بفتح مقهى على حسابه الخاص ورجع إلى عادته القديمة و«ما باليد حيلة» كما يقول حيث أنه يضطر في كثير من الأحيان لمساعدة صناعه عندما يبلغ الاقبال على الشيشة ذروته ورغم وعيه بالخطر المحدق به من كل جانب إلا أنه ترك أمره للقدر..   أما لزهر الذي وصلت خبرته في هذا المجال الـ22 سنة فقد اعترف لنا أن هذا العمل «سقوط صافي» وقد أجرى عمليتين جراحيتين على رجليه نتيجة وقوفه لساعات لخدمة الزبائن أما فيما يخص حالة جهازه التنفسي فيقول محدثي «أحس أحيانا بسعال وضيق تنفس لكنه ليس بالامر الخطير والأعمار بيد الله في نهاية الامر» ويشير محدثي أن هناك كثيرا من اصدقائه غيروا هذه المهنة بعدما أصيبوا بأمراض رئوية كالفدة والتهاب الرئة وضيق التنفس.   أنا وزوجتي والشخير   حالة محمد بن حمزة مضحكة ومبكية في الآن نفسه فهو يعمل بأحد المقاهي منذ 19 سنة ومتزوج وأب لثلاثة أطفال لذلك فهو مجبر على امتهان هذا العمل لكسب المال وتأمين حياة أفضل لصغاره والطريف في الامر أنه صار يشخر في الليل بشكل مستمر الامر الذي أزعج زوجته التي طلبت منه أن يقوم بزيارة طبيب وقد أخبرنا محمد أنه بلغ به الامر إلى حد تعمير 140 شيشة يوميا خاصة في شهر رمضان وحين يعود إلى المنزل يحس بدوار وفدة كبيرة ورغم محاولته تغيير المهنة حيث عمل كحارس ليلي في ثلاث مناسبات غير أنه عاد مجددا لمهنته القديمة ويقول محدثي بنبرة حزينة «نحن صناع المقاهي لا نملك ضمانا اجتماعيا أو ضمانا على حياتنا رغم تعرضنا بشكل مباشر للأخطار والامراض بسبب دخان السجائر والشيشة والاعراف يرفضون توفير أي ضمان الامر الذي يجعلنا مهدددين في أي لحظة للطرد وللمــرض، فهل من مساعدة»…؟؟   —————————————– رأي الطبّ   «القهواجيّة» وراء نقل السلّ وانتشاره    انتقلنا في إطار تحقيقنا إلى مستشفى عبد الرحمان مامي للامراض الصدرية بأريانة أين التقينا هناك ببعض الاطباء وقد أكد لنا الدكتور اسكندر بن يحمد أنه باشر حالتين «لصناع» مقاه قدما للعلاج من ضيق التنفس والحرارة وتبين بعد اجراء التحاليل أنهما يعانون من مرض «السل» عافانا وعفاكم الله الاول كان يعمل في أحد المقاهي بحي النصر أصيل ولاية الكاف وعمره 33 سنة وقد جاء يشتكي من حرارة وبعض الآلام وظل لمدة أسبوعين في المستشفى وبعد تلقيه العلاج اللازم تعافى وعاد إلى منزله أما الثاني فهو يعمل أيضا «صانع قهواجي» في مقهى بالعاصمة وأبلغنا أنه يقوم بتعمير الشيشة بشكل يومي للزبائن الامر الذي أثار خوفنا لأنه قد يكون نقل العدوى إلى العديد من الاشخاص على اعتبار أن مرض السل هو من الامراض الجرثومية ومن السهل انتقال العدوى عن طريــق التنفــس خاصــة أن المصاب يقوم بجذب الدخان والنفخ ولمس الشيشة بفمه قبل أن يقدمها للزبائن.   .. وإن استطعنا في مرحلة ثانية السيطرة على المرض بعد أن اكتشفنا أن اصدقاءه الذين يقطنون معه في نفس المنزل أصيبوا إلا أننا نجهل عدد الاشخاص الذين انتقل إليهم المرض ومن موقعي كطبيب أوجه نداء عاجلا لاصحاب المقاهي كي يقوموا بفحص طبي دوري «للقهواجي» وآخر قبل مباشرته للعمل للتأكد من عدم حمله للجرثومة وفي الواقع أن السل في بلادنا منتشر بشكل كبير ففي ولاية أريانة مثلا بلغ عدد المرضى بهذا الداء من سنة 2003 إلى 2005 – 100 حالة.   لماذا لا يصنف مرض السل ضمن لائحة الامراض المهنية..؟!   كما كشف لنا الأستاذ علي بن خذر رئيس قسم الامراض الصدرية بمستشفى عبد الرحمان مامي أن مضار الشيشة وعلى عكس ما يعتقد البعض تفوق بكثير مضار التدخين لأنها تحتوي على غاز «أوكسيد الكربون» الذي يصيب مباشرة الجهاز الدماغي قبل الجهاز التنفسي والرئتين فضلا عن تسببها في التعفنات الجرثومية التي تفتك بالرئتين وتشكل أرضية ملائمة لظهور بعض الامراض كالفدة وضيق التنفس وخاصة «السل» ويرى محدثي أن من الاسباب التي ساهمت في انتشار مرض السل في صفوف هذه الفئة هو عدم تنظيف ماعون الشيشة بشكل جيد والاكتفاء بغسلها بالماء وإضافة قطرات من الجافال مما يضعف نسبة الكلور في الغسيل مع غياب طريقة صحية ومعقمة للغسل، ويقول الاستاذ نملك الأرقام والاحصائيات التي تمثل دليلا طبيا قويا يؤكد تورط «القهواجية» في نقل عدوى «السل» أو مساهمة هذه المهنة بشكل مباشر في ظهور هذا المرض في حين نقر هنا من خلال معاينتنا لحالات عديدة من هذه الفئة أنهم أكثر الاشخاص الناقلين لعدوى المرض، والمشكل يكمن في أن الامراض المتأتية من تدخين الشيشة يتطلب ظهورها أعواما وأعواما تصل إلى 15 سنة للتأكد من أن ادمانها يؤدي إلى أمراض مزمنة. لكن مرض «السل» هو المرض الوحيد الذي تظهر أعراضه على مدى قصير وعلميا وللاسف لا نستطيع أن ننصف هذه الفئة من الطبقة الشغيلة ونصنف هذا المرض كمرض مهني لأنه لا يوجد ربط علمي بين العمل في المقاهي ومرض السل بالتالي لا يمكن تصنيفه ضمن لائحة الامراض المهنية لأن الامراض المهنية ذات شروط تتم عن طريق التحقيق الطبي أي إظهار أن هذه المهنة تؤدي بشكل مباشر إلى ذلك المرض ومن هنا نطرح السؤال لماذا لا يقوم معهد الصحة والسلامة المهنية بدراسة حول هذا الموضوع عساه ينصف هذه الفئة من العمال الموجودين في دائرة الخطر؟   آمال الهلالي (المصدر: جريدة الصباح«الاسبوعي» التونسية الصادرة يوم21  أوت 2006  )


الجزائر تعلن استسلام 300 مسلح بموجب تدابير «السلم والمصالحة»

الجزائر – محمد مقدم   
 
  الحياة     – 21/08/06//
أعلن وزير الداخلية الجزائري يزيد زرهوني أن بين 250 و300 عنصر من الجماعات الإسلامية المسلحة، سلموا أنفسهم إلى السلطات للإفادة من تدابير «ميثاق السلم والمصالحة الوطنية» الذي يقر عفو جزئي أو كلي عن غالبية الإسلاميين المسلحين. واعتبر أن القانون حقق «نتائج إيجابية»، مشيراً إلى أن تخلي المسلحين عن النشاط الإرهابي «ساهم في انحسار المخاطر، وتراجع تهديدات هذه الجماعات».
وقال زرهوني خلال مشاركته في نشاط رسمي شرق العاصمة، إن العمل بأحكام «ميثاق السلم والمصالحة» سينتهي في 31 آب (أغسطس) المقبل. لكنه لم يستبعد أن يمدد الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة أجل العفو الذي يقره القانون، استناداً إلى تفويض تضمنه الميثاق الذي نال تزكية الشعب الجزائري في الاستفتاء الذي جرى نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي.
وكانت أحزاب التحالف الرئاسي التي تدعم الرئيس الجزائري، دعت الأربعاء الماضي إلى عدم تمديد مهلة السلم والمصالحة، معتبرة أن «الفترة التي منحت لعناصر الجماعات الإسلامية المسلحة كانت كافية». وأقر بوتفليقة في 28شباط (فبراير) الماضي أحكام تنفيذ الميثاق الذي يستثني ثلاث فئات من عناصر الجماعات، وهم المتورطون في المذابح الجماعية أو انتهاك الحرمات أو وضع المتفجرات في الأماكن العامة. غير أن زرهوني اعتبر أن «الحديث عن التمديد موضوع آخر، لأننا ما زلنا نطبق الميثاق. وما يمكننا قوله هو أن الخطوة حققت نتائج إيجابية، لأن بين 250 و300 عنصر سلموا أنفسهم مع أسلحتهم». (المصدر: صحيفة  الحياة  الصادرة يوم21 أوت 2006)

 


 

سيف الإسلام ينتقد الفوضى بليبيا ويطالب بدستور دائم

انتقد سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي معمر القذافي بشدة النظام القائم في ليبيا ورأى أن « حالة الفوضى » السائدة عائدة إلى « غياب الدستور والقوانين ».
وقال سيف الإسلام الذي يترأس مؤسسة القذافي للتنمية خلال لقائه مجموعة من الشبان الليبيين في مدينة سرت التي تبعد 500 كيلومتر شرق العاصمة طرابلس، مساء أمس « النظام الديمقراطي الذي نحلم به نحن في ليبيا غير موجود وتم الالتفاف عليه وهذا باعتراف الجميع حتى أمين مؤتمر الشعب العام » مشيرا إلى رئيس البرلمان الليبي. ونفى سيف الإسلام -وهو أحد أبرز الداعين إلى الإصلاح الاقتصادي والسياسي والانفتاح على الغرب- وجود سلطة شعبية في ليبيا، وأضاف « وإلا كيف تزور قرارات باسم الشعب ويسجن الناس ونبهدلهم باسم الشعب ثم نأتي ونضحك على أنفسنا ونقول إننا نعيش في الفردوس ».
وتابع « أي فردوس ونحن لا توجد لدينا بنية تحتية والشركات العامة يديرها مدراء عامون يتصرفون كأنها شركاتهم الخاصة ».
مافيا ليبية
واعتبر أن المستفيد من واقع الحال هم مجموعة من الموظفين بالدولة وبعض « القطط السمان في تزواج غير شرعي لخلق مافيا ليبية »، مؤكدا أن هذه « التداعيات السلبية » في ليبيا ترجع لغياب الدستور والقوانين والمرجعية الثابتة وعدم وجود خطط مستقبلية للنظم الإدارية، على حد قوله.
لكن سيف الإسلام رفض أن ينتهي الوضع الراهن بالبلاد للعودة للملكية، مطالبا بإعادة تأسيس دستور ثابت لمائة سنة قادمة.
ودعا الشباب إلى التسريع في الشروع ببرنامج عمل من أجل تنويع الاقتصاد الليبي، بالمضي في عملية خصخصة القطاع العام بما فيها البنوك وفتح الأبواب أمام البنوك الأجنبية للدخول للبلاد ابتداء من العام القادم وخصخصة قطاع الاتصالات وتعزيز إنتاجية قطاع الطاقة.
وشدد على أهمية دور الشباب في بناء ما سماه ليبيا الغد، ودافع عن الإصلاحات الاقتصادية، منتقدا الذين عارضوا صدور تشريع جديد ينظم عمل الشركات الأجنبية في ليبيا خاصة في قطاع النفط، واعتبروا ذلك مؤامرة تخريبية على حد قوله، وأضاف « ها هو نتيجة الإصلاحات الجارية سيصل إنتاج البلاد خلال الأشهر القليلة القادمة إلى مليوني برميل يوميا ».
إلا انه أكد أن بعض الحقول النفطية المهمة وصناعة البتروكيمياويات لن يسمح للأجانب بتملكها.
كما انتقد ابن الزعيم الليبي الحريات في البلاد، مؤكدا أن حرية الصحافة معدومة في ليبيا « ولا توجد فيها صحافة أصلا »، مؤكدا أن الصحافة لا تعني شيئا عندما يسيطر عليها أربعة صحف « باهتة وركيكة ويكتب بها عدد محدود من الأشخاص ».
وتحدث عن الصعوبات التي واجهها في سعيه لإدخال بعض الإصلاحات، وقال « عندما دعوت إلى أن يسمح للطوارق والأمازيغ في ليبيا بتسمية أبنائهم بأسمائهم الخاصة بهم اصطدمت بمن يقول ممنوع وهذا المشروع إمبريالي أميركي، ومن صنع المخابرات الأميركية وعندما قررنا إطلاق سراح المساجين الذين كانت تعج بهم ليبيا اعتبروا ذلك تخريبا للبلاد ». المصدر:وكالات (المصدر: الجزيرة بتاريخ 21 أوت 2006)  

سيف الإسلام قال إن الجماهيرية ليست هي الفردوس

نجل القذافي ينتقد »القطط السمان » ويعتبر حرية الصحافة معدومة في ليبيا

سرت -وكالات
انتقد سيف الإسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي مساء الاحد 20-8-2006 طريقة ادارة السياسة الداخلية في بلاده، متهما من أسماهم  » القطط السمان والتكنوقراط » بالتصرف وفق أهوائهم وبدون مراعاة ظروف الليبيين.
وتطرق رئيس مؤسسة القذافي للتنمية سيف الإسلام القذافي، خلال لقائه حشداً من الشباب الليبي نقله التلفزيون الليبي عبر الهواء مباشرة,إلى ما انجزته عملية الإصلاح التي شرعت فيها البلاد على مدى السنوات الماضية.
وقال « عندما قررنا إلغاء الضرائب الجمركية اعتبروا ذلك بيعا لسيادة ليبيا، وعندما قررنا إطلاق سراح المساجين من السجون التي كانت تعج بها ليبيا اعتبروا ذلك تخريبا للبلاد ». وتابع سيف الإسلام القول « لقد اعتبروا  صدور تشريع جديد ينظم عملية عمل الشركات الأجنبية في ليبيا بطريقة شفافة بأنه مؤامرة ».
وأكد أن حرية الصحافة في ليبيا « معدومة ولا توجد فيها صحافة أصلا »، مشيرا إلى أن « الصحافة في ليبيا لا تعني شيئا عندما يسيطر عليها ويكتب فيها عدد محدود من الأشخاص ».
وتساءل هل توجد سلطة شعبية فعلا في ليبيا، معتبرا « أن النظام الديمقراطي الذي نحلم به نحن في ليبيا غير موجود وتم الالتفاف عليه وحتى باعتراف مسؤولي مؤتمر الشعب العام (البرلمان) ». وقال « نحن نضحك على أنفسنا عندما نقول أن ليبيا هي النعيم الأرضي أو الفردوس »، متسائلا « أي فردوس ونحن لا توجد عندنا بنية تحتية ».
ونبه نجل القذافي إلى خطورة الممارسات التي تجري في بلاده باسم الشعب، وقال « الشركات العامة يديرها مدراء عامون ويتصرفون فيها مثل شركاتهم الخاصة..نحبس في الناس ونبهدلهم..نزور في القرارات والتوصيات كلها باسم الشعب ».
وقال ان « المستفيد من ذلك هم مجموعة الموظفين بالدولة وبعض القطط السمان والتزاوج غير المقدس بينهم وبين التكنوقراط »، مشيرا إلى انه هناك تنسيق بينهم وأصبحت هناك ما يسمى بـ »المافيا الليبية ». وعزا ذلك الى « غياب دستور وقوانين ومرجعية ثابتة وعدم وجود خطط مستقبلية للنظم الإدارية « .
وشدد على أهمية دور الشباب الليبي في بناء « ليبيا الغد »، وأشاد بدورهم في رفع الحظر الذي فرض لسنوات طويلة على بلادهم. وقال « عندما كان علينا الحظر كانت ليبيا قبلة للمحتالين والنصابين يبتزونه,إلا أن الشباب هم الذين عملوا على معالجة ذلك ورفع الحصار ».
ويعتمد النظام السياسي الليبي الذي أسس في عام 1977 على الفلسفة السياسية الواردة في الكتاب الاخضر لمعمر القذافي والذي يضم نظريات اجتماعية واسلامية. ويعارض الكتاب الاخضر كلا من الشيوعية والديمقراطية الليبرالية الغربية ويصف اقامة احزاب سياسية بأنها « خيانة » وانتخاب برلمان على انه »شعوذة. »وفي العام الماضي حث القذافي الذي وصل الى السلطة في انقلاب عسكري أبيض عام 1969 الليبيين على السماح »بتفتح الحريات » ولكنه لم يشر الى الاحزاب السياسية.
(المصدر:العربية.نت بتاريخ21 أوت 2006)

نشرة الأخبار يقرأها عليكم حمار

أوسلو في 21 يوليو 2006
هل فكرتَ مرةً في أنْ تغلق عينيك وأنت تشاهد نشرة الأخبار الصباحية أو المسائية، ثم تتخيل حماراً وسيما وأنيقا وخارجا لتوّه من غرفة الماكيير ليقرأ عليك حزمة من الأخبار غير المفهومة والتي تسبق كلا منها علامةُ تعجب وتنتهي باستفهام وتتجمع في لغز لا تقترب منه كل الفضائيات مجتمعة ومنفردة  ولو كانت مُشَفَرّة لتمنعك من مشاهدة كأس العالم إن كان جيبك مثقوبا ولا يسمح باشتراكك وزيادة رأسمال الرأسماليين؟
إنْ لم تغلق عينيك فدعنا نغلقها نيابة عنك ونترك لك الحق في اختيار الحمار الذي تريد لتسمع منه أخبار العالم الثالث والحر والأخير، وستجد بعد يوم واحد أن البلاهة هي العدو الأول أو الصديق الحميم للسادة المشاهدين  والسيدات طبعا رغم ذكائهن في اختيار برنامج طبق اليوم
الخبر الأول كان عن انفجار سيارة مفخخة بالقرب من بغداد، ثم يُحصي لك صاحبنا عدد القتلى والجرحى، ويضيف إليها شفرات خاصة بالطائفة أو المذهب أو العقيدة أو الأيديولوجية التي ينتمي إليها رأسمال الفضائية.
ليس لديك وقت لطرح أي سؤال قبل الخبر التالي، ولن تعرف شيئا عن تحقيقات الشرطة، وعن صاحب السيارة وعائلته وقبيلته وهل كان بداخلها أم فجّرها عن بُعد!!
قطعاً لن تسأل عن أجهزة الاستخبارات الأمريكية التي تلتقط راداراتها تحركات نملة أو موقع ذبابة أو همسات بين شخصين في شارع جانبي بالقرب من النجف أو بعقوبة أو الموصل، فعشرات السيارات المفخخة التي تقودها أشباح وتنفجر في أطفال ونساء ومُسنّين وأسواق ومساجد وكنائس وشيعة وسُنّة وتركمان وأكراد لا تستطيع فضائية أن تجعلها قضية حوار جدّي، فالمطلوب أن يصاب المشاهد العربي بالجنون قبل النوم وبعد الاستيقاظ وعند مشاهدة نشرات الأخبار.
تعبث أصابعك بالروموت كونترول لتقف برهة أمام الفضائية المصرية، فتجد أمامك مذيعة بينها وبين اللغة العربية خصومة شديدة، ولسانها يقذف في أذنيك حروفَها كأنه يبعثرها أو يُهشّمها، فتسمعها وهي تستضيف مسؤولا كبيرا يمتدح القلب الكبير والرحيم الذي سمح للطفلة آلاء باعادة امتحان التعبير( مع سجن إبراهيم عيسى و واستمرار أيمن نور ومئات من الذين كتبوا موضوعات تختلف عما كتبته اليد الضعيفة للتلميذة آلاء ) .
ليس لديك وقت قبل إذاعة الخبر الذي يليه لتطرح سؤالا تتحدى الجن والإنس أن يجيبوا عليه، وهو لماذا يُبدي الوزير في أي بلد عربي قدْراً من الحماقة عندما يتحدث عن الزعيم؟
لمذا يتمتع المسؤول الكبير بنعمة البلاهة لدى حديثه عن توجيهات مولانا زعيم الدولة؟
تسرع إلى روموتك ليُحيلك إلى الفضائية الليبية فتكتشف أن كل الحمقى الذين قابلتهم في حياتك كانوا نُسخا من آينشتاين مقارنة بمذيعي الفضائية الخضراء.
تحاول أن تفهم بداية ونهاية أيّ خبر عن العقيد والكتاب الأخضر والنهر الاصطناعي العظيم والوحدة الأفريقية وزيارة ملك سوازيلاند وقرارات اللجان الشعبية والمياه الاقليمية في خليج سرت والتعويضات الجديدة لضحايا أنكر القائد مسؤوليته عن أرواحهم، ثم فجأة تشاهد مظاهرة تأييد للقرارات التاريخية التي أصدرها العقيد رغم أن المتظاهرين لم يسمعوا بها أو عنها.
تشك في قواك العقلية فلا تجد مَفَرّا من القناة الفضائية التونسية، لتتوقف أمام ندوة عن حقوق الإنسان في تونس بن علي، وهي مقامة على مبعدة كيلومترات معدودة من مركز توقيف أمني يقبع بداخله مجموعة من أبناء البلد ويتعرضون لشتى صنوف التعذيب.
تشاهد أيضا الرئيس التونسي جالسا بتواضع جَمّ في مسجد ومستمعا لخطبة الجمعة التي كتبتها أجهزةُ الأمن للخطيب المسكين ، وتزداد تعبيراتُ وجه الرئيس تواضعا ومَسْكنة فتعرف بَعدها أن وجبة من المعتقلين الجدد على وشك حضور حفلة تكريم في أحد المعتقلات يمارس فيها ضباط الأمن كل أنواع السادية.
تقضي يومك كله باحثا عن حل لغز واحد في أخبار قنواتنا العربية فلا تعثر إلا على سلسلة من الأخبار الصالحة للمعاقين ذهنيا والمتخلفين عقليا والمصابين بنعمة البلادة الذين لا يرتفع ضغط الدم في شرايينهم.
تقرر بعدها التوقف عن متابعة نشرات الأخبار والتوجه ناحية برامج الحوارات فيصيبك وجوم لا تشفى منه إلا أن تُلقي بتلفازك إلى عُرْضِ الشارع. تشاهد برنامجا حواريا يقتلك فيه الاثنان معا، الضيفُ والمضيف.
تكتشف أن نشرات الأخبار أرحم على كوليسترولك  من برامج الحوارات ، فتعود إليها صاغرا، لتقع عيناك على وزير الداخلية الأردني يُقْسِم أمام مشاهديه أن حركة حماس متورطة في تهريب الأسلحة إلى الأردن وهي عبارة عن عدة بنادق وقنابل يدوية وعشرة خراطيش من الرصاص لقلب نظام الحكم الهاشمي، والحمد لله أن المخابرات الأردنية لم تقل بأن حماس تريد اختطاف رغد صدام حسين وتزويجها عنوة من أحد أعضاء الحكومة.
تتابع أخبارَ فلسطين التي تعرفها منذ صرختك الأولى بُعَيّد سقوطك من بطن أمك فتضرب كفا بكف، ولا تفهم مَنْ مع إسرائيل ومَنْ مع الشعب الفلسطيني، وهل رئيسُ الجمهورية ورئيس الوزراء من بلدين متصارعين؟
تستلقي على مقعدك وتقرر أخيرا  الانصات لصوت العقل، فالفضائية السورية ستعلن قريبا خبر الافراج عن كافة المعتقلين السوريين الذين قضى بعضهم عشرين عاما في زنزانات تحت الأرض لا يدخلها إلا ضباط الأمن والفئران، ويطول انتظارك فكل ما له علاقة بحقوق المواطن وكرامته وحريته مؤجل إلى اشعار آخر.
تستجمع خلاصة ما تابعته على الفضائيات العربية لتصل إلى نتيجة لا ترتاب فيها وإلا انفجرت شرايينك. مشاهدينا الكرام: نذيع عليكم نشرة الأخبار المحلية والعالمية كما وردتنا من مديرية الأمن تقرأها عليكم ابنة معالي الوزير السابق، ثم يعقبها برنامج يقدمه الابن الأصغر لأحد المتهمين الكبار في قضية بنك العقارات.
سنوافيكم بأخبار عقيلة زعيم الدولة والتي شهد نصف مليار شخص أنها تستحق التتويج أميرة للعمل الخيري.
مشاهدينا الكرام: قال رئيس مؤسسة غربية شهيرة بأن على العالم الحر وأوروبا وأمريكا أن يتعلموا من حكمة زعيمنا، وأن يحسدوا المواطن العربي على نعمة مشاهدته طلعته البهية.
تظن أخيرا أن مذيعي الفضائيات العربية يبتسمون في وجهك من داخل الشاشة الصغيرة. يُخرج أحدهم لسانه لك وينفجر في الضحك داخل الاستديو فقد ظنك حماراً. تستلقي على قفاك من الضحك أمام جهاز التلفزيون الذي اشتريته حديثا فقد ظننتَ المذيعَ حماراً. تأتيك ضحكة مرتفعة من قصر الزعيم فيفهم المذيع وتفهم أنت مغزاها، فقد ظنكما الزعيمُ حمارين!
تترك مقعدك المفضلَ ثم تتوجه لاحضار فنجان من القهوة المضبوطة. تنظر إلى المرآة فلا تفهم شيئا. تفكر في المذيع وزعيم بلدك ومدير الأمن العام ونشرات الأخبار فتعرف لحظتئذٍ مَنْ أنت!
محمد عبد المجيد رئيس تحرير مجلة طائر الشمال http://www.arabtimes.com/

 

 

من أي رحم يولد؟

 بقلم :د. أحمد القديدي  2006-08-21 00:06:49 UAE
 عبارة إعادة صياغة الشرق الأوسط نطق بها الرئيس بوش ووزيرته للخارجية قبل وبعد مذبحة قانا بنفس المعنى وكأن شيئاً لم يكن، بل وكأن العالم لم يتزحزح قيد أنملة عن هذا المخطط العجيب الذي اسمه الشرق الأوسط الجديد، في حين أن الصحافي القدير جون بيار كولمباني رئيس تحرير صحيفة «لوموند» وصف الاثنين الماضي هذا الحلم بأنه كابوس وبأنه ظاهرة مرض نفسي عضال لدى الإدارة الأميركية. وإذا ما صدقنا رايس فرضاً بأنها فعلاً كما تقول تريد حلاً لجذور الأزمة! فأين تقع هذه الجذور من منظورها؟ هل الجذور هي تواجد حزب الله في لبنان على حدود إسرائيل وتواجد حكومة حماس المنتخبة في فلسطين؟ أم جذور الأزمة منغرسة في التاريخ الحديث على مسافة ستين عاماً حينما تم ولأول مرة في التاريخ البشري إحلال شعب دخيل مكان شعب أصيل وتعويض أربعة ملايين فلسطيني عربي ما بين مسلم ومسيحي بأربعة ملايين من يهود الشتات من كل أصقاع الدنيا؟ هذه الفاجعة التي قال عنها المؤرخ الفرنسي روني كاليسكي في كتابه (العالم العربي)الصادر عام 1973 ليست لها في التاريخ سابقة وحتى لم يرتكبها لا جنكيز خان ولا هتلر! ان العلاج الجذري الذي تطالب به الإدارة الأميركية هو العلاج الخطأ، لأنه بكل بساطة يخلط خلطاً إجرامياً بين الأسباب والمسببات ولا يفرز بين الأسس والتداعيات. وفي هذا المسلسل الأميركي الجائر تجري المذابح المروعة التي لا تخدم مصالح الولايات المتحدة كما قال الثلاثاء الماضي زبيغنيو بريزنسكي الخبير الأميركي الشهير( في استجواب لصحيفة لو فيغارو الباريسية) لقد أدان المسؤول السابق عن الأمن القومي إدارة الرئيس بوش لأنها تتوغل في الطريق الخطأ وتهرب إلى الأمام مخلفة وراءها كوارث ليس من اليسير علاجها أو تصحيحها. فالرجل يقول ان واشنطن تراكم الزلات الخطيرة منذ احتلال العراق بدون خطة سياسية لما بعد الإطاحة بصدام حسين. وهي اليوم تطلق الذراع العسكرية العاتية الإسرائيلية ضد شعب لبنان من أجل الانتقام فقط لأن جيشاً نظامياً لا يمكن أن يهزم حرب عصابات شعبية كما هو الحال اليوم في لبنان مع حزب الله وفي فلسطين مع حماس، ثم إن إهمال التفاوض مع سوريا ومع إيران هو كذلك من باب العمى السياسي لأنهما حسب الجغرافيا والتاريخ شريكان أحببنا أم كرهنا. أما الشرق الأوسط الجديد الذي تريد رايس ولادته من رحم هذه المذابح فهو لا يوجد سوى في العقل الباطن للمحافظين الجدد الذين يهندسون مع الأسف السياسة الخارجية الأميركية الراهنة فقط بدافع القضاء على أي نفس رافض للظلم الإسرائيلي الساطع والداعي إلى استعادة الحق العربي لا من باب التطرف والمد الإسلامي كما يدعون بل من باب القانون الدولي الذي شرع المقاومة ضد الاحتلال وأعلن أن الأرض الفلسطينية أرض محتلة منذ حرب يونيو 1967. إن الشرق الأوسط الجديد هو الذي يستقر فيه السلام العادل بإنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للبقاء لا تلك الشراذم من الأرض المقطعة الأوصال بجدار العار والذي أعلنت محكمة العدل الدولية بأنه مخالف للشرعية الدولية. والشرق الأوسط الجديد هو الذي تحدد فيه إسرائيل حدودها الدولية المقبولة عربياً ودولياً لا مواصلة احتلال الأرض بخلفيات توراتية مدلسة وتحت ذرائع أمنية واهية. والشرق الأوسط الجديد هو الذي تنخرط فيه دول حق وعدل ومؤسسات دستورية لا ذلك الذي تتحول فيه الجمهوريات إلى جملكيات تقمع فيها الحريات وتفتح أبواب المجهول وهو ما يغذي عناصر العنف والإرهاب والفتنة. إن كل العناصر الاستراتيجية تؤكد أن العرب اليوم على أعتاب صفحة تاريخية جديدة وبالفعل على أعتاب شرق أوسط جديد بعد مجزرة قانا المروعة على نقيض وأنقاض الشرق الأوسط الذي تخطط له أميركا وبأن الشعب اليهودي هو كذلك أمام امتحان حضاري رهيب ونحن نقرأ هذه الأيام أدبيات مفكرين يهود أصبحوا يخشون بقوة زوال دولتهم لأنها بكل بساطة يستحيل عليها البقاء محاطة بثلاثمئة مليون عربي رافض للإذلال والجور وبمليار وثلث المليار مسلم لن يقبلوا بعد اليوم مهانة حضارية والطرد من دائرة التاريخ. ان للتاريخ البشري سنناً ونواميس لا تستطيع الإدارة الأميركية بالانحياز الأعمى للتطرف الصهيوني تغييرها، وهي سنن ونواميس ثابتة مهما تحولت العصور وتعاقبت القرون، وهي أن الأمم التي تمر بمحن قاسية وزلازل مدمرة وتواجه البأساء والضراء هي التي تحقق النصر المؤزر. وهذا النصر الذي يراه الله قريباً ونراه بعيداً هو الذي سيولد بالفعل من رحم شهداء قانا وأوجزه رب العالمين في الآية 214 من سورة البقرة: «أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب». صدق الله مولانا العظيم. alqadidi@hotmail.com المصدر صيفة البيان الإماراتية بتاريخ 21 أوت 2006

 

 

بين عروبة سعد وعروبة بشار

 
 د خالد شوكات GMT 16:15:00 2006 الإثنين 21 أغسطس

يطرب العرب إلى الكلام مثلما يطرب غيرهم من الشعوب إلى الموسيقى، قالت ذلك مرة عميدة المستشرقين الألمان الراحلة أنا ماري شمل رحمها الله، و أحسب أن الرؤساء العرب، خصوصا أولئك الذين زعموا لأنفسهم مرجعية قومية عربية، أفضل من وعى هذا الحديث وعمل به، كما أحسب أن الشعوب العربية ما تزال أحرص ما يكون في الحفاظ على هذه الخصلة الحميدة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فهي لا ترجو من زعمائها غير إعلان الشعارات العظيمة الدينية والقومية، أما الكوارث والمصائب والأزمات المستفحلة الناتجة عن السياسات الفاسدة والديكتاتورية فسيجد لها فقهاء السلطان في الحكم والمعارضة، ألف حجة وذريعة، فالنية أهم من النتيجة، والشعار أهم من الثمار، وما دامت الامبريالية الأمريكية والصهيونية تعلن أن بعض الحكام العرب أعداؤها الأبديون، فهم سيبقون بالضرورة الحكام الأبديون..
طيلة ثلاثة وثلاثين يوما من الحرب الاسرائيلية الوحشية على لبنان لم يتكلم بشار الأسد، وعندما تكلم بعد نهاية الحرب احتفل بانتصاره الذي لم يساهم في تحقيقه بشيء، وانتشى بفوزه في حرب لم يدفع إليها جنديا واحدا من جنوده، وتحدى العالم بمقاومة لم تجر على أرضه المحتلة منذ أربعة عقود، وخون رجالا و أقواما هم في الأصل من صنع الانتصار والفوز والتحدي، بالحكمة والصبر وسعة الأفق، وبالتعفف عن المزايدات وسوق الشعارات وخديعة الشعوب ببيعها الأوهام والمخدرات الدينية والسياسية والخطابية.
التيارات السياسية الكبرى في العالم العربي، وخصوصا الإسلامية والقومية منها، تثبت دائما أنها في طليعة الميسرين أمر الخديعة أو المتقبلين لها بسهولة، فالتنظيم الدولي للاخوان المسلمين على سبيل المثال، وهو الذي يضم حركات إسلامية كثيرة من المشرق إلى المغرب، أصبح بقدرة قادر متجاوزا لآثار تجربته الأليمة في حلب وحمص وحماة، حيث سقط ما يقارب المائة ألف من إخوان سوريا في مجازر جماعية نفذها آل الأسد، تماما كما التنظيمات القومية الناصرية التي ستسمو برؤيتها عن ماضي التنظيمات البعثية معها، وما انجر عنه من عمليات تصفية وتعذيب وسجن جماعية طالت الآلاف من رفاقهم في الشام وبلاد الرافدين، وليس المقابل إلا بضع كلمات مزايدة لا داعم لها على الأرض، غير فساد عائلة وتجبر طائفة ومصادرة حقوق شعب يئن تحت نير مستبد ظالم جاوز غيه المدى.
بشار الأسد ليس شاذا في عمله بقاعدة بيع الكلام لشعوب مولعة بالكلام، فقد سبقه إليها صدام حسين الذي ما يزال يصر على ممارسة العادة القبيحة ذاتها حتى وهو خلف القضبان، ففي أقل من طرفة عين، أضحى الرئيس مؤمنا وأصبحت العقيدة البعثية العلمانية عنده مع العقيدة الإسلامية جناحان لطائر الأمة، كما أعطيت الأوامر للأزلام ذاتهم الذين ذبحوا الصدر الأول والثاني ونكلوا بأعضاء الأحزاب الإسلامية الشيعية والسنية وبالأحزاب الناصرية واليسارية أيضا، لتنفيذ الحملات الإيمانية والروحانية، وعلى هذا النحو غفر لصدام حسين ما تقدم من ذنبه و ما تأخر، وعاد قائدا إسلاميا وقوميا عظيما، وأصبح أعداؤه من الإسلاميين والقوميين العراقيين عملاء للمحتل وأذنابا للأمريكيين والبريطانيين، لا لشيء إلا لأنهم فشلوا في المعركة الكلامية، والكلام سابق على الفعل عند العرب مثلما أسلفت الإشارة.
بشار الأسد بدا في خطابه الاحتفالي الأخير قائدا قوميا عربيا عظيما أيضا، على الرغم من أنه لم يخض معركة واحدة ضد العدو، إنما خاض طوال السنوات السبع الماضية من حكمه السعيد مئات المعارك الشرسة ضد أبناء شعبه ومثقفيه وسياسييه ، وضد أبناء شعب شقيق ومثقفيه وسياسييه، فالعظمة القومية عند العرب ليست حكما صالحا رشيدا يحارب الفساد والمفسدين، ولا انتخابات ديمقراطية تعددية حقيقية أو دولة مؤسسات شرعية وقوانين تقدس حقوق الإنسان والمواطنة، إنما هي خطاب رنان يخون العملاء والمأجورين من أتباع الامبريالية الأمريكية والصهيونية ويهدر دمهم على أيدي أجهزة المخابرات العتيدة.
الأسد الإبن يرى العروبة أيضا، أن يحارب اللبنانيون جميعا من أجل نظامه، وأن لا يرضى اللبنانيون بغير الدور المرصود لهم من خارجهم حتى بعد أن تمكنوا من تحرير جميع أرضهم، أما العروبة التي تجعل من مقاومة الجولان ضرورة فهي عروبة ضارة  قد تقود إلى إسقاط نظامه، والنظام أكثر قداسة عند بشار – ووالده من قبله- من مصالح سوريا والمصالح القومية العربية، فخوض معركة الجولان ربما أدت في بدايتها إلى إنهاء الحكم العلوي لكنها ستنتهي حتما بتحرير الأرض السورية تماما كما تحررت أرض الجنوب اللبنانية، فليس ثمة معركة تحرير أرض مغتصبة انتهت بخسارة طال الزمان أم قصر، وليس ثمة شعب في الدنيا مهما كان ضعيفا خسر معركة حرية دخلها بإرادة حرة.
عروبة بشار الأسد هي عروبة قطرية محضة، لا يختلف وضعها عن الوضع في أي دولة عربية أخرى لم يزعم نظامها مرجعية قومية، إن لم يقل أنها أكثر قطرية من أي حالة عربية أخرى، فلقد كانت العداوة الجارية بين النظامين البعثيين في سوريا والعراق ألد عداوة قامت بين دولتين عربيتين، تماما كما أن العداوة بين النظام السوري ومعظم الأنظمة العربية هي اليوم العنوان الأبرز في المشهد السياسي العربي.
سيادة لبنان ووحدته الوطنية ليستا ضمن وارد المصلحة القومية العربية لدى بشار الأسد، وللحفاظ على نظام طائفي فاسد في سوريا، لا ضير من تحطيم دولة شقيقة وإعادتها إلى فوضى الحرب الأهلية والمقامرة على مصيرها، فالأهم من لبنان ومن سوريا ومن كل العرب بقاء النظام العلوي سيدا على قصر المهاجرين، والأهم من الجولان وجنوب لبنان أن يظل الأسد رئيسا للأبد، فلقد كانت تركة الأب ثقيلة، ولم يكن التوريث كما بدا ضرورة قومية أو وطنية بقدر ما بدا ضرورة عائلية طائفية محضة.
بشار الأسد يطرح عروبة متهافتة بدل العمل على تجديدها، لكن أنى له تجديدها، فرئاسته كما أثبتت الأحداث كانت هروبا عائليا إلى الأمام، من أجل تأجيل عملية الإجابة عن الأسئلة الكبرى إلى ما لا نهاية، ومن أجل الحفاظ على المستور منذ قيام الحركة التصحيحية، والأهم من كل ذلك، حفاظ العائلة والعائلات المتصاهرة معها على امبراطوريات مالية ومصالح عظمى تناثرت في أصقاع العالم على حساب الشعب السوري المقهور والمفقر والمسجون.
بشار الأسد لا يستطيع الإجابة عن الأسئلة الصعبة من قبيل متى سيمارس الشعب السوري حقه في الحرية والتعددية والديمقراطية، ومتى سيكون من حقه فتح جبهة لتحرير أرضه المغتصبة في الجولان، ومتى سيكون بمقدور نوابه المنتخبين حقا أن يفتشوا في ملفات الفساد وتهريب مليارات الدولارات من المال العام والخاص إلى الخارج، ومتى سيحال المتورطون في جرائم التعذيب والاغتيال والاعتقال التعسفي على القضاء، ومتى سيخرج الحكم من دائرة الأب والإبن والحفيد..؟
لقد رغب الأسد الإبن في أن تطوي صفحة الأحداث اللبنانية المفتعلة، صفحة جرائم بشعة مورست في حق مجموعة من أهم الشخصيات اللبنانية في التاريخ المعاصر، في مقدمتهم باني لبنان الجديد الشهيد رفيق الحريري، وهو بدل أن يبتعد عن مسرح الجريمة ظل يراوح مكانه حولها متطلعا إلى عودة ظالمة إليها، عبر رفع شعارات قومية كبرى، ليس الهدف من ترديدها غير التضليل على جنايات كبرى والهروب من محاكمة كبرى..
عروبة بشار باختصار هي عروبة مضللة، ليس الهدف منها تحدي عدو خارجي ولا نصرة مقاومة محتل ولا الوقوف في وجه شرق أوسط جديد أو قديم، إنما هي عروبة كلمات فارغة تخدع عقول شعوب يائسة، وتهدف إلى الهروب من استحقاقات وطنية وقومية حقيقية كبرى، وتكرس منطق الخديعة الذي لم يمله العرب بعد، ويحول دون التأسيس لعروبة جديدة متجددة تتجاوز الزعامات والخطابة والشعارات، إلى الشعوب الحرة التي تعبر عن إرادتها من خلال صناديق الاقتراع الشفافة وممارسة الرقابة على حكامها بتنصيبهم وإقالتهم كما تشاء وبمحاسبتهم على الانجازات لا العبارات.
العروبة الجديدة المتجددة جاءت بعض معالمها الرئيسية في خطابات سعد الحريري ووليد بيك جنبلاط وفؤاد السنيورة وسواهم من رموز حركة 14 آذار، المتصدية لحملة الافتئات الأسدية على القوى الديمقراطية في لبنان، فهذه الخطابات أكدت جميعها على تمسك لبنان بعروبته، العروبة التي تجعل الشعوب العربية جميعا تقف على قدم المساواة، فليس ثمة مشروع قومي عربي يمكن أن يسوغ احتلال دولة عربية لدولة عربية أخرى، وإذلال شعب عربي لشعب عربي آخر، و لا ثمة مشروع قومي عربي يمكن أن ينجح إذا بني على ظلم وحيف واحتقار.
أما معلم العروبة الثاني بحسب الحركة الديمقراطية اللبنانية، فليس سوى الديمقراطية نفسها، فقد أثبتت الأنظمة الشمولية والديكتاتورية التي حكمت في العالم العربي تحت يافطة الشعارات القومية، أنها أكثر إساءة للعروبة من أي نظام آخر، حيث لا يمكن أن يتخيل أن نظاما يعذب ويسحل وينتهك حرمات مواطنيه بمستطاعه العمل على صيانة المصالح القومية، كما لا يمكن لنظام يقوم على التوريث والفساد العائلي وعلى مصادرة الحريات العامة والخاصة أن يزعم الدفاع عن الوطن والأمة والشرف القومي.
المعلم الثالث للعروبة وفقا لخطاب سعد ورفاقه في حركة الاستقلال اللبناني، النأي بالأمة عن المزايدات والشعارات والخطابات الجوفاء، والتركيز على العمل الجدي في ورشات الإعمار وإعادة البناء، والسعي إلى إقامة دولة لبنانية ديمقراطية جامعة لا الحفاظ على دويلات طوائف داخل الدولة، تعمل كل واحدة منها لحساب جهات أجنبية، لا تهمها مصلحة اللبنانيين بقدر ما تهمها مصالحها الذاتية، فمن حق اللبنانيين كما السوريين وسائر الشعوب العربية أن تتقاسم الغرم كما تقاسمت الغنم، وأن تتساوى في التضحيات والجبهات، فلبنان على سبيل المثال قد حرر أرضه بالمقاومة، وليس من العدل مطالبته بالمقاومة بالنيابة عن غيره، اللهم إلا إذا اتخذ العرب قرارا جماعيا بالمقاومة الجماعية، حينها فقط يمكن تحويل كافة الجبهات إلى جبهة واحدة.
خلاصة القول أن بشارا طرح مشروع عروبة متداعية تبعد العرب عن طرح سؤال الديمقراطية وتسوغ له أمر قيام اللبنانيين بالمقاومة بالنيابة عنه، لا لتحرير الأرض إنما للإفلات من العقوبة على جرائم بشعة قام زبانيته بتنفيذها، وتؤبده على حكم سوريا وتغطي على طبيعة حكمه الشمولي والديكتاتوري والطائفي، أما سعد فقد طرح مشروع عروبة متجددة ترتكز على ضرورة دمقرطة الكيانات العربية أولا قبل المرور إلى أي مرحلة وحدوية، وعلى أهمية أن تبنى العلاقات العربية- العربية على أساس المساواة والاحترام المتبادل، وعلى ضرورة محاسبة المجرمين والمفسدين في الأرض العربية مهما علا شأنهم حتى وإن كانوا رؤساء دول رعب وجمهوريات.
وبين العروبتين، سيظل العرب في تقديري أكثر عطفا على من يمنحهم الكلمات، لأنهم يعولون على أن يعوضهم الله سبحانه وتعالى في جنة الخلد عن الإنجازات..وهم لا يدرون – كما قال الكواكبي- أنهم بعقليتهم هذه قد يخسرون الدارين، الأولى والآخرة.
كاتب من تونس
(المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 21 أوت  2006)

الامة العربية تهزم الالة الصهيونية

 
على امتداد اكثر من شهر استطاعت المقاومة الاسلامية في لبنان التصدي لاكبر عملية عسكرية تقوم بها الحركة الصهيونية في تاريخها و تقلب فيها كل المعادلات و تفرض واقعا جديدا.
لقد خاض رجال حزب الله معركة تاريخية لبو فيها نداء سيد الشهداء ابي عبد الله الحسين رضوان الله تعالى عليه و ترجموه جهادا و شهادة ونصرا فكانت قرى الجنوب كربلاء و كانوا هم ابناء الحسين و اصحابه ووقف كل طغاة العالم و قوى الاستكبار و كل المتخاذلين  امام ملحمة تاريخية ومشهد عشق و صدق و بطولة و هم يسمعون اصوات هؤلاء الرجال تردد  هيهات منا الذلة.
سلام عليكم ايها الابطال تحية الى كل ام لبنانية و الى كل ام ترقب ابنها في ساحة المعركة و الى كل ام لم تنزوي في لباس الحداد لاستشهاد شبلها و الى كل ام قالت لابنهاالشهيد بيض الله وجهك يا بني كما بيضت وجهي عند فاطمة الزهراء شكرا لكل هؤلاء الامهات اللاتي انجبن و ربين رجالا يدافعون عن شرف الامة و يحفظون كرامتها ويصنعون مجدها لتعلم كل ام عربية و مسلمة ان امتنا في حاجة الى رجال مستعدون  للتضحيات الجسام و لتلبية نداء الشهادة و ان يكن كلهن زينبيات لنعيد لامتنا كرامتها و عزتها نريد منكن ان تصرخن بصوت عال و تقلن لصهيون اصنع ما شئت من دبابات الميركافا فسننجب من يسحقك بداخلها.
ابو حيدر تونس


 

اطفالهم يرضعون الحقد

هؤلاء اعداء البشرية، لا يرون اي حرج في نشر مثل تلك الصور التي يندي لها الجبين والتي تنم عن حقد وكراهية ورغبة ملحة في تدمير الآخر، هؤلاء الذين تاريخهم يحفل بالمجازر في فلسطين وتشريدهم لاكثر من 700.000 فلسطيني سنة 1948.

اما نحن اليوم فنُتهم بالارهاب وعلينا تغيير مناهج تعليمنا وحذف 11 آية من القرآن الكريم تدعو للدفاع عن النفس ورد العدوان! ان ثقافة الاستسلام، التي تروج لها بعض الانظمة العربية ستزيد من تعنت الاعداء الامريكان والصهاينة لمزيد من اغتصاب الاراضي العربية والمزيد من القتل وتدمير البني التحتية!
كل انسان علي وجه هذه الارض يرغب في السلام لكن هذا السلام يجب ان يكون قائما علي العدل لا علي القهر والظلم والاستخفاف بالآخر.
محمد فتحي السقا تونس (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 21 أوت 2006)

 

والله يا أنكل بوش: إنك رأس الفاشيست

 
صافي ناز كاظم
جورج دبليو بوش هو «خميرة العكننة»، ذلك الوصف الذي أطلقه أستاذنا في مادة «الجغرافيا السياسية» على هتلر ألمانيا، وقت أن كنت طالبة بقسم الصحافة جامعة القاهرة في خمسينيات القرن الماضي.
كان المقصود بـ«خميرة العكننة» النكدي الذي لا يفتأ يبحث عن وسيلة «ينكش» بها الهدوء العالمي. وهكذا كانت ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، وهكذا واصل هتلر دورها في الحرب العالمية الثانية، ولبست أوروبا السواد من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، جائعة، مكلومة، تبتلع غصصها، وهي تخطو فوق الجثث والدمار والخراب، ترفع ذراع المقاومة الشعبية، أمام التوحش والجبروت والغطرسة، يساندها التحالف الفوري الذي جمّع المختلفين في الأفكار والعقائد، ستالين مع تشرشل مع روزفلت، ليتحدوا حول مصلحة واحدة: القضاء على «النازي» و«الفاشيست». ولم تكن هناك صعوبة في تحديد «المعتدي»، ولم يكن هناك «التباس» في تعريف ملامح التوحش النازي والفاشيستي .
والذي يتأمل ملف «النازي» و«الفاشيست» لن يتردد في التعرف على وجه التشابه بين «أمريكا بوش»، ونازية ألمانيا وفاشستية إيطاليا، إبان إدارة هتلر وموسوليني، ولا أدري ما الذي يمنع دول العالم «الآن» من عقد تحالف ضد جنون ووحشية جورج دبليو بوش وأعوانه وحزبه؟ لماذا لا ترتفع أصوات تطالب بـ«أمم متحدة جديدة»، تتغير فيها الأسس التي بنيت عليها قواعد «الأمم المتحدة» التي شيع الناس جنازتها بعد أن توقف نبضها وماتت نخوتها؟ على الأمم الأعضاء في هذا «القبر «الكبير أن يقفوا في وحدة، كالبنيان المرصوص، يدافعون عن حقوقهم في مواجهة الأنانية والنرجسية والغطرسة الأمريكية، ويطالبون بإلغاء مبدأ «الفيتو»، لينعدل الميزان ويأخذ التصويت العالمي مصداقيته في التعبير غير المنحاز، حتى لا «تكبش «دولة «واحدة»، بالتهديد والضغط والمغالطات، مصالحها، ولو بسحق مصالح الإنسانية على مدار الكرة الأرضية. لماذا تظل «الأمم المتحدة» هي «الأمم المِتّاخدة» ـ أي المأخوذة ـ في فم الفك المفترس؟.
الجميع يردد بتسليم مهين: «تعلمون أن الولايات المتحدة هي المسيطرة على الأمم المتحدة وقراراتها». ـ بل وتتجرأ وزيرة خارجيتها وتعنف الأمين العام، كوفي أنان، لأنه تعاطف مع أطفال مذبحة قانا ـ لماذا لا يتكاتف الجميع، ليس من أجلنا نحن العرب، بل من أجل الكرة الأرضية وسلامتها، ليوقفوا «الفاشيست «و«النازي» جورج دبليو بوش عند حده، ويطالبوا بنزع أسلحته ومنع تصدير أفكاره العنصرية الحارقة، وشهوته في أغراق العالم بفوضاه، وقنابله العنقودية والانشطارية، وسائر أنواعها الإجرامية، إلى «صوت سيده»، إسرائيل، لتواصل، بأمره، قتل الأطفال وهدم الديار وخنق الشعر والأغنيات. ولماذا لا يرتفع صوت قوي لنزع سلاح إسرائيل عند كل حدودها المتاخمة للدول العربية المجاورة، تلك الحدود التي نص عليها قرار 242، الذي قبله عبد الناصر فكان التمهيد لاتفاقيات كامب ديفيد التي وقعها السادات، ويقول منطوقه «حدود آمنة معترف بها لإسرائيل»، وأعطوهم «الحدود الآمنة المعترف بها»، فأين حقنا نحن في أمان حدودنا، التي يُقتل عندها جنودنا ولا يجوز لنا، بأمر الفاشيستي بوش، أن نحرك ساكنا؟
(المصدر: صحيفة الشرق الصادرة يوم21 أوت 2006)

ثقافة الهزيمة إلى مزبلة التاريخ

 
– د. فيصل القاسم | تاريخ النشر:الأح ,20 أغسطس 2006 2:30 أ.م.    لا أعتقد أن هناك أمة عانت من ثقافة الهزيمة أكثر من الأمة العربية، فقد عمل أعداؤنا على مدى عقود على تكريس الشعور بالهزيمة لدينا، وقد ساعدهم في ذلك رهط من أبناء جلدتنا الذين ما فتئوا ينشرون اليأس والعجز والإحباط بين ظهرانينا بدعوى الواقعية وضرورة أن نعرف قدر أنفسنا، على اعتبار أنه ليس بالإمكان أكثر مما كان. ولا بد من الاعتراف بأن أولئك الأشرار قد نجحوا إلى حد كبير في حربهم النفسية الخطيرة ضد الشعب العربي من المحيط إلى الخليج، خاصة وأن الأخطر من الهزائم العسكرية التي مُنينا بها هو القبول بها والعيش معها كأمر واقع، فقد وصل الأمر بالكثير منا إلى حد الخوف حتى من استخدام كلمة مقاومة أو جهاد أو تصدٍ في الآونة الأخيرة، خشية أن نـُتهم بالإرهاب بحيث أصبحنا نخشى من الكلام فما بالك القتال. لقد انحدرت بنا ثقافة الهزيمة إلى ذلك الدرك الأسفل من الهوان والاستكانة. ويؤكد هذه الحقيقة كتاب شهير بعنوان « ثقافة الهزيمة » The Culture of Defeat، إذ يرى مؤلفه وولفغانغ شيفلبوش أن أهم شيء في فنون الحرب الحديثة ليس الانتصار على عدو ما، بل إبقاء ذلك العدو أسيراً لعار السقوط ولحظة الهزيمة والوقوع على الأرض لا يخرج منها أبداً ولا يخرج من عاره أو من هزيمته. بعبارة أخرى، فإن النصر الأعظم الذي تستطيع قوة من القوى أن تلحقه بأعدائها هو أن تظل تضغط عليها نفسياً باستمرار، وأن تذكرها طوال الوقت بهزيمتها وأن تستبقيها إلى الأبد أسيرة لثقافة الهزيمة. وقد درس المؤلف تجارب ألمانيا واليابان وبولندا وفرنسا، وأخذ حالة هذه البلدان وكيف واجهت الوضع الصعب، مع العلم أن ألمانيا استسلمت بلا قيد أو شرط وفتحت أبوابها للمنتصرين ليدخلوا ويفعلوا ما يشاؤون، وأن اليابان ركعت على ركبتيها أمام القنبلة النووية الأمريكية واستسلمت بالكامل. ولا ننسى أن فرنسا بجلالة قدرها هـُزمت واحتلت من قبل هتلر في سنة 1940وظل نصفها تحت حكم الألمان والنصف الآخر بقيت فيه حكومة عميلة. لكن الشعوب الأوروبية لم تسمح للهزيمة بأن تتحول إلى ثقافة عامة، كما فعل العرب. لقد فهم الألمان واليابانيون والفرنسيون تلك الحقيقة جيداً، كما يقول محمد حسنين هيكل، وواجهوها واجتثوها من جذورها. وقد لعب المثقفون الوطنيون وقتها دوراً كبيراً في إزالة آثار الهزيمة وتشجيع المقاومة وإعادة استنهاض الروح المعنوية للشعوب الفرنسية والألمانية واليابانية، بمعنى أن المثقف الحقيقي هو أول من يجب أن يتنبه إلى أن استبقاء شعبه أو أمته أسيرة لثقافة الهزيمة أمر في غاية الخطورة، فلا ديمقراطية ولا حرية ولا تنمية ولا شرعية ولا هوية ولا كرامة، طالما أن الأمة أسيرة لثقافة الهزيمة. فلا يمكن أن تصنع مستقبلاً وأنت أسير لحظة الانكسار. لكن بينما تصدى المثقفون والإعلاميون الغربيون لثقافة الهزيمة ووأدوها في مهدها، راح بعض مثقفينا يكرس الهزيمة ويجعلها ثقافة عامة مستدامة. وقد عاد ذلك الرهط الوضيع ليطل برأسه بقوة أثناء المواجهة الأخيرة بين رجال المقاومة الوطنية اللبنانية والدولة العبرية ليمارس لعبته القديمة، متعامياً عن النصر المؤزر الذي حققته المقاومة الوطنية اللبنانية، فامتلأت بعض المواقع الالكترونية والصحف العربية الصفراء والخضراء بالمقالات والتحليلات التحبيطية التي وجدت طريقها بسهولة فيما بعد إلى موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية الالكتروني. وكم كان التناغم واضحاً بين بعض المواقع والصحف العربية وبين المواقع الإسرائيلية الرسمية،على اعتبار أن بعض الصحف الإسرائيلية غير الرسمية كانت أكثر توازناً في تقييمها للمعركة وأكثر اعترافاً ببسالة المقاومين اللبنانيين من الطابور الإعلامي العربي الخامس. كيف لا وقد اعترف قائد لواء (جولاني) الذي يُعتبر صفوة الجيش الإسرائيلي بأنه كم تمنى لو كان المقاومون الذين واجههم في بنت جبيل وعيتا الشعب من لوائه لشدة بأسهم وعبقريتهم القتالية وصمودهم الرائع. لكن ذلك الاعتراف الإسرائيلي المر لا يعني من استمرأوا الهوان والذل وراهنوا على الهزيمة المستدامة من إعلاميينا ومثقفينا المزعومين. وعلى ما يبدو أن خبراء التحبيط والتيئيس العرب ما زالوا أسرى أدواتهم ونظرياتهم القديمة التي أكل عليها الدهر وشرب، فليس لديهم من أسطوانة يلعبونها كلما أرادوا النيل من حركات المقاومة وداعميها سوى أسطوانة أحمد سعيد المذيع الشهير في إذاعة (صوت العرب) أيام النكسة، على اعتبار أن العرب، برأيهم، ليسوا أكثر من ظاهرة صوتية تتغنى بالانتصارات الفارغة وتطلق العنتريات على الهواء وتـُمنى بالهزائم على الأرض. والمضحك في موقف التيئيسيين العرب أنهم كلما سمعوا عربياً يبشر بالنصر ويدعو إلى شحذ الهمم سخروا منه فجأة وذكروه بشكل أتوماتيكي بأحمد سعيد الذي صار ديدنهم الدائم، مع العلم أن وسائل إعلام المقاومة اللبنانية ممثلة بقناة المنار ابتعدت كلياً عن الخطاب الإعلامي التهييجي والتطبيلي « السعيدي » في تغطيتها للحرب الأخيرة مع الصهاينة. وقد لاحظنا أن خطابات السيد حسن نصر الله كانت متزنة وواقعية ورزينة إلى أبعد الحدود، فيما اتسمت التصريحات الإسرائيلية بنبرة عنترية مضحكة، بينما كان الجنود والضباط الإسرائيليون يتساقطون كالذباب أمام رجال المقاومة البواسل وبينما كا يشتكي سكان الملاجئ الإسرائيليون من أن صواريخ المقاومة جعلتهم « يعيشون كالكلاب في دهاليز مظلمة ». وقد رأينا أن معظم الجنود الإسرائيليين المصابين كانوا مستلقين على الحملات الطبية على بطونهم وليس على ظهورهم، مما يؤكد أنهم أصيبوا وهم هاربون من أرض القتال. وقد صلى الجنود بعد انتهاء المعركة بأن تكون حربهم الأخيرة مع المقاومة. لهذا كان حرياً بمروجي ثقافة الهزيمة العرب أن يشبهوا بيانات وسائل الإعلام الإسرائيلية بخطابات أحمد سعيد، إلا إذا اعتبروا الهمجية النازية التي مارستها الطائرات الإسرائيلية الجبانة بحق النساء والأطفال والشيوخ في لبنان انتصاراً عسكرياً. وهي بالتأكيد دليل يأس وعجز وهزيمة أكثر من أي شيء آخر. لقد وصف أحد المعلقين سلاح الجو الإسرائيلي بعد الحرب الأخيرة بأنه سلاح الجبناء. فما الفائدة إذا استطاعت طائرات هتلر في الحرب العالمية الثانية تسوية بعض الأحياء اللندنية بالأرض بينما بقي تشيرتشل ومونتغمري يقودان المعركة على الأرض ضد القوات النازية الفاشية ويدحرانها على أكثر من جبهة؟ لقد أظهرت الإحصائيات التي نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية نقلاً عن مصادر إسرائيلية أن القصف الإسرائيلي قتل ألفا وثلاثين لبنانياً، خمسة منهم فقط عسكريون والباقي مدنيون، بينما قتل حزب الله مائة وثلاثين إسرائيلياً (حسب البيانات الإسرائيلية) مائة منهم من خيرة الضباط والجنود، والباقي مدنيون. لاحظوا الفرق! من المنتصر الحقيقي بربكم، الذي يقصف المشافي والسيارات المدنية والطرق والجسور، أم الذي يسحق الجنود ويجعل دبابات الميركافا العتيدة أثراً بعد عين؟ ولو كنت مكان جوقة الانهزاميين العرب لخرست من الآن فصاعداً،لأن البطولات التي سطرها رجال المقاومة في لبنان أنهت ثقافة الهزيمة لدى العرب إلى غير رجعة كما يتبين من ردة فعل الشارع العربي من المحيط إلى الخليج. لقد تغير الشعور العام مائة وثمانين درجة لدى العامة والخاصة على حد سواء. والدليل على ذلك أن ألد أعداء حزب الله راح يبارك صمود المقاومة وانتصاراتها، على مبدأ أن الهزيمة يتيمة وأن للنصر مليون أب. لقد كان الشارع العربي هذه المرة حذراً جداً في التفاؤل، خاصة أنه تجرع في السابق مرارة الهزائم والتسرع في إعلان النصر. وقد تميزت ردود الفعل الشعبية بالتروي والانتظار على مدار الحرب، لكن الشارع بات متيقناً مائة في المائة الآن أن النصر قد تحقق، وأن الشعور بالهزيمة الذي صاحبنا منذ عقود قد تلاشى تماماً بعد أن تمكنت حركة مقاومة صغيرة جداً من أن تدحر رابع أقوى جيش في العالم وتجعل أحد كهنة السياسة الإسرائيلية شمعون بيريز يصف الحرب الأخيرة بأنها « حرب حياة أو موت ». صحيح أن الدولة العبرية لم تمت، لكنها برأي الشارع العربي والخبراء الاستراتيجيين فقدت هيبتها وتحطمت أسطورتها مهما دججوها بالعتاد والأسلحة الجهنمية. ألم تفقد إسرائيل وظيفتها الأساسية ككلب حراسة في المنطقة وأصبحت بحاجة حقيقية لمن يحرسها؟ ألا يشعر السواد الأعظم من العرب الآن أن النصر الكامل أصبح، قاب قوسين أو أدنى، في متناول اليد بالصواريخ فقط؟ ألا يشعر كل عربي من المحيط إلى الخليج بأنه مستعد لخوض المعركة ضد الأعداء بعد أن كان يلوذ بالخوف والصمت في السابق؟ لقد تخلص شارعنا من عقدة الذل والهزيمة، وهي، كما رأينا في كتاب (ثقافة الهزيمة) آنف الذكر أنها أخطر بكثير من الهزيمة ذاتها. ولا شك أن المثقفين العرب الحقيقيين سيستعيدون من الآن فصاعداً زمام المبادرة ولن يخشوا تسمية الأمور بمسمياتها الحقيقية بعدما كانوا يتجنبون عبارات التحدي والمقاومة في الماضي. ولعل النصر الأهم للمقاومة اللبنانية إذن ليس دفع نصف إسرائيل تحت الأرض كالفئران المذعورة ونقل المعركة لأول مرة في تاريخ الصراع إلى ساحة العدو الداخلية، بل تخليص الأمة من نير الهزيمة، بشرط أن نستغل ذلك النصر المعنوي العظيم للنهوض سياسياً واقتصادياً وعلمياً وتكنولوجياً واجتماعياً كما فعل الألمان واليابانيون من قبلنا، وأن نحمي النصر التاريخي بأسناننا كي لا يفرغه الحاقدون من مضمونه، وألا نقايضه بمكاسب وصفقات ومتاجرات سياسية رخيصة، كما فعل البعض بعد حرب تشرين المجيدة ليحولوها وبالاً على العرب. لا نريد النصر لمجرد النصر، فقد انتصر الجزائريون من قبل، لكنهم سلموا رقابهم بعد التحرير لمن أسماهم أحد المفكرين الجزائريين بـ »أبناء باريس »، أي أن المحتل عاد ليحكم من خلال عملائه الداخليين القدامى في الجزائر والكثير من الدول التي تحررت عسكرياً من ربقة الاحتلال الغربي. لهذا يجب أن يكون النصر هذه المرة أساساً لبناء الدولة الوطنية الديموقراطية الحديثة، لا دولة التجار والمرتزقة والمقاولين والوكلاء.
(المصدر: صحيفة الشرق الصادرة يوم20 أوت 2006)  


« حرية الإعلام العربي.. وهم كبير »

 

 
swissinfo  21 آب/أغسطس 2006 – آخر تحديث 11:00     يرى الإعلامي المصري حمدي قنديل أن الإنتشار الكبير والسريع للقنوات الفضائية العربية أمر جيد إلا أنه لا زال يحتاج إلى حرية حقيقية « الحرية كانت ولا تزال مفتاح تقدّم الإعلام ».. « الحرية في الإعلام الفضائي والإلكتروني فرضتها التكنولوجيا ».. « لا توجد قناة تلفزيونية مستقلّـة في الوطن العربي كله ». هكذا تكلم بصراحته « النارية » المعهودة الإعلامي المصري حمدي قنديل، « قلم الرصاص » الذي يمثل منذ فترة ظاهرة متفردة على الساحة الإعلامية العربية.  
رغم أن سن السبعين في قاموس الحياة العربية يُـمثل « التقاعد » و »الاستقالة » و »العكوف » عن حركة الحياة و »الجلوس » بانتظار ملك الموت، إلا أن الإعلامي المصري اللامع حمدي قنديل، صاحب الخبرة الإعلامية التي تعدّت الأربعين عاماً، يقدّم شهادة ميلاده مع كل حلقة جديدة يقدّمها على شاشات الفضائيات العربية. فالرجل يعشق العمل الإعلامي ويهوى السياسة ويتنفس معاركها. يقول الرجل عن نفسه: « عشت حياتي مضروبة في اثنين أو ثلاثة، مارستها طولاً وعرضاً وبكل ما فيها من أحداث ومواقف وأفكار ومآزق،… أشعر بأنني في منأى عن كابوس الزمن. فعمري مليء بالسفر والحركة والمغامرات الحياتية. فأنا لا أعيش الزمن البيولوجي العربي وحياتي ليس بها فواصل أو نقطة من أول السطر، وإنما أحيا بمقدار ما يستحق العمر من فرح ومُـتعة وعمل حتى النّـخاع والرّمق الأخير ». ويضيف قنديل : »لم يعد لدي أحلام سوى الاستمرار في رسالتي والصّـمود في وجه التحدّيات. فلم يعد يتبقى الكثير من العمر لكي أحلم، فأنا أعيش ما أستطيع عمله، وأنا متصالح مع ذاتي تماماً وغير مبال بأي شيء ». حياة حافلة يتحدث قنديل عن بداياته، فيقول: « لم يكن والدي مغرقاً في التدين، بل ظل لسنوات في شبابه يعزف على العود، وكان حريصاً على أن نقرأ كل يوم صحيفة المصري وأن نستمع لبعض برامج الراديو، فلم يكن يسمح لنا أن نفوت فرصة الاستماع إلى الحديث الإذاعي للكاتب الساخر فكري أباظة ». ويستطرد قائلا: « لقد تربيت وإخوتي الأربعة وسط عائلة تميّـزت بحسن الخلق، وكانت أمي سيدة مثلها مثل سيدات الطبقة المتوسطة، أكملت نصف تعليمها، وكانت شخصية نافذة وذات ذكاء حاد. تفرغت لإعداد بيت مريح للزوج والأولاد ». وقد عمل قنديل في مجالات كثيرة، في مصر وسوريا، كما عمل مستشاراً إعلامياً في عدد من الدول العربية، وقام بالتدريس في عدة جامعات عربية. ففي الفترة من 1969 – 1974، عمل باتحاد إذاعات الدول العربية التابع لجامعة الدول العربية، وفي أوائل التسعينات عمل مسؤولا إعلامياً عن مهرجان القاهرة السينمائي الذي كان يترأسه الكاتب الراحل سعد الدين وهبة. كما ذهب كمراسل حربي مع القوات المصرية إلى اليمن، ثم تبوأ منصب مدير إدارة التداول الحر للمعلومات وسياسات الاقتصاد بمنظمة اليونسكو عام 1977، ثم عمل مستشاراً إعلامياً لإحدى القنوات المغربية عام 1991، وعندما عاد إلى مصر بعد غياب طويل، مكث بها 6 سنوات في الفترة ما بين 1998 و2003، قدم خلاها برنامجه الشهير « رئيس التحرير »، الذي امتاز بالجرأة في الطرح، والتي انتقل بسببها إلى قناة دريم الفضائية، قبل أن يستقر به المقام في قناة دبي بدولة الإمارات، ليقدم بها برنامج « قلم رصاص ». آراء نارية وقد اشتهر قنديل بآرائه النارية، حيث كان يشكك في مدى مصداقية الأنظمة العربية، وقدرتها على تحدّي الواقع الأليم الذي وضعها فيه رؤساء حكومات الكيان الإسرائيلي المتعاقبون والسياسة الأمريكية، التي فضحت الديكتاتورية العربية أمام شعوبها بإصرارها على طرح مشروع الشرق الأوسط الكبير في أعقاب أحداث 11 سبتمبر 2001. ويرى قنديل أن « الحرية كانت ولا تزال مفتاح تقدّم الإعلام » وأن « الحرية الإعلامية في الوطن العربي وهْـم كبير » وأن الحرية في الإعلام الفضائي والإلكتروني فرضتها « التكنولوجيا »، ولم يصدر بها قرار سياسي أو سيادي، وحسب رأيه « لا توجد قناة تلفزيونية مستقلّـة في الوطن العربي كله »، مشيراً إلى أن لكل من القنوات الحكومية والقنوات الخاصة قيودها، بل إن « الخاصة يُـحاصرها قيدان لا قيد واحد، وهما: قيد رأس المال، وقيد الحكومات التي تُـهيمن من وراء الستار ». عندما كان يقدم برنامج « رئيس التحرير »، ونظراً لما تميز به من جرأة غير معتادة في الإعلام المصري المملوك للدولة، اعتقد الكثيرون أن قنديل قد أبرم اتفاقاً مع الحكومة يخرج بمقتضاه شحنة الغضب الشعبي الكامن في صورة كلمات ينتقد فيها الحكومة، وليظهر النظام في صورة « الديمقراطي »، الذي يسمح بانتقاده على شاشات التلفاز الرسمي. ويسجل شهادته عن الحرية الإعلامية في مصر فيقول: « لا أنكر أنه سمح لي بتجاوز خطوط لم يكن ممكنا تجاوزها في تلفزيون حكومي، لكن البرنامج كان يمرّ بعمليات معقّـدة حتى يصل إلى الجمهور بداية من قراءة « سكريبت » الحلقة، وحتى متابعة الشكل النهائي لإذاعتها بعد حذف بعض الأشياء أحياناً ». 250 فضائية عربية وفي تعليقه على أداء الفضائيات العربية، يقول قنديل: قناتي « الجزيرة »، و »أبو ظبي » الفضائيتين، ظهرتا خلال حرب أفغانستان وحرب العراق لأول مرة كمصدرتين للأخبار لا كمستوردتين لها، غير أن « غزو العراق وضع مصداقية الإعلام العربي، بل والوجود العربي ذاته، في حرج بالغ ». وفي محاضرة له بمنتدى شومان الثقافي بالأردن، تحت عنوان « إعلام في الفضاء »، قال حمدي قنديل: « إن الإعلام العربي عائما في الفضاء بعد أن غرق في الأغنيات، وأن الإعلام العربي يتحاشى الصّـدام مع أمريكا بشتى الطرق. فمن بين 250 قناة فضائية عربية، حسب معظم الإحصاءات، توجد فقط 13 قناة إخبارية، والبقية إما عامة أو ترفيهية (أغاني) في الغالب أو رياضية »؟! ويتعجّـب قنديل كثرة قنوات الأغاني والطرب، ويقول إنها « انتشرت كالوباء »، ويسجل دهشته من حجم الصناعة التي تقف خلفها، حيث تقدم لنا كل مدة قصيرة أعداداً هائلة من المطربين، يتم احتكارهم واستنزافهم في أقصر مدة ممكنة، ثم يتم حرقهم لكي يقدّموا وجوها جديدة ونجوماً أخرى! ويتوقع قنديل أن يتضاعف عدد القنوات الفضائية خلال السنوات العشر القادمة، خاصة مع « انتعاش اقتصاد دول البترول » و »ابتكار أجهزة إنتاج وبث واستقبال قليلة التكاليف » و »هبوط أسعار الاتصالات الفضائية » و »الاتجاه إلى إطلاق قنوات فضائية محلية تستهدف قُـطرا بعينه »، ومع « الاتجاه لمزيد من التخصص والانفتاح ». إيجابيات الفضائيات وعلى الرغم من قناعته بأن الإعلام الفضائي المفتوح له سلبيات كبيرة، يعتبر الإعلامي الكبير حمدي قنديل أن له الكثير من الإيجابيات التي لا تنكر. ويذكر منها على سبيل المثال، أنه « أتاح النقل المباشر للأخبار من بلد إلى آخر في نفس وقت وقوع الحدث » و »أدخل العرب – ولأول مرة – إلى حلبة المنافسة الإعلامية، التي أدّت إلى تجويد العمل التليفزيوني والارتقاء به ». ويضيف: « كما أنه ساعد في تحقيق نوع من التواصل بين أبناء الشعب العربي، عجزت النظم العربية عن تحقيقه على مدى 50 عاماّ، وخاطب الأقليات العربية المقيمة خارج الوطن العربي وربطها بأوطانها الأم، وأسهم في انفراج الحريات الإعلامية، فأصبح منبر الآراء المتباينة والبرلمان الحقيقي الذي تعبّـر فيه الشعوب العربية عن نفسها، والرقيب الأهم على انتخاباتها، بل وعلى حكوماتها. « الحرية هي وطني » ويعتبر قنديل أن « كل ما نراه من أبّـهة المدن الإعلامية والأضواء المبهرة والمباني العامرة والمعدّات الحديثة، والمليارات التي تستثمر في إنشاء القنوات، والتي تعدّت 20 مليار دولار، والحشد الإعلامي الكبير، والكمّ الرهيب من البرامج والشعارات الرنّـانة عن الريّـادة والتميز،….. كل هذا، واجهات منمقة ستظل قاصرة المضمون، ما دامت الحرية غائبة ». وعن حبّـه لبلده مصر، يقول قنديل: « انتمائي لوطني مصر لم يتزعزع ولم يصبه العطب، فهو الذي أعطاني الكثير في الماضي، لكنني أرثى لحاله وحال الناس الذين يفتقدون للجرأة المطلوبة. فالحرية هي وطني، وأي مكان يوفر هذا الشرط وكل المعطيات الآدمية، يستحق أن يكون بين ضلوعي، أما مصر، فسوف تبقى العاطفة التي لا يستطيع أن يُـساومني عليها أحد ». وعن دُبي، التي يعيش فيها، يقول قنديل: « بمرور الأيام، توطّـدت علاقتي بدُبي، كما أن نسيج البلد أفسَـح لي مكاناً مُـحترماً في تلافيفه، واحتَـواني في نبضاته، ويكفي أن برنامجي « قلم رصاص » في تليفزيون دُبي لا يطّـلع عليه أحد، إلا عند لحظة بثه فقط، ومن ثم، فقد قرّرت أن أقيم هنا مع زوجتي الفنانة نجلاء فتحي، على أن أزور مصر من حين لآخر. فأنا رَهن المكان الذي يقدِّر حريتي واستقلالي وكرامتي ». ومن أشدّ اللحظات التي يندم عليها قنديل في حياته المهنية، قيامه بإجراء أحاديث مع المُـعتقلين من الإخوان المسلمين في عهد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، فيقول عنها: « لقد كُـنت مدفوعاً برغبة السلطة في إجراء هذه الأحاديث ». ذكرياتي مع المرأة وعن ذكرياته مع المرأة، يقول قنديل: « كل ذكرياتي رائعة مع المرأة. فقد تزّوجت ثلاث مرات ولا أحاول تذكّـر النهايات المؤلمة في زيجاتي الأوليين لأني مازلت صديقاً لهما، ولكن في حدود أني رجل متزوج من ثالثة ». أما عن زواجه الثالث والأخير من الفنانة الكبيرة نجلاء فتحي، فيقول إنه : »جاء في عمر النُّـضج بعيداً عن المشاعر المُـلتهبة والعواطف المتسرّعة، لكن حبّي لها محترم وهادئ وراسخ »، ويصفها بقوله: « نجلاء امرأة جميلة مستوفية تماماً لشرط الأنوثة الذي لا غنى عنه للرجل ». وعما جذبه للزواج من الفنانة نجلاء، يقول قنديل: « ما جذبني إليها أنها جذّابة ومنطلقة وصريحة، وبها حيَـوية فائقة، ولا تعرف « الملاوعة »، إنها امرأة « دوغري »، عكس ما يتردّد عن الوسط الفني، وقد ملأت أيامي بالحيوية الفائقة وأعادت شحن بطارياتي، وتولّـت بجدارة عمليات التشحيم والتزييت في حياتي، إنها زوجة جميلة يعتمد عليها في الشدائد وحل المشاكل ». ونختتم برأيه في ثورة الإنترنت التي أفرزت الإعلام الإلكتروني، فيقول: « الإنترنت الآن هو الوسيلة الممكنة لإقامة حوار شِـبه ديمقراطي حقيقي بين الناس، إلا أن هذا لا يظهر بقوة الآن، لأن انتشار الإنترنت على الساحة العربية ما زال محدودا، وأتوقع أن هذه الوسيلة ستكون ثورة الاتصال السادسة ». همام سرحان – القاهرة (المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 21  أوت 2006)

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.