الاثنين، 20 أكتوبر 2008

Home – Accuei

TUNISNEWS

8 ème année,N° 3072 du 20.10.2008

 archives : www.tunisnews.net 


زهير مخلوف : إطلاق سراح شبان سُليمان الثلاثة بعد خرق قانون الاحتفاظ

معز الجماعي : سجين سياسي سابق يتهم السلطة بالإنتقام منه

زهير مخلوف : بعد ما استنفد كل الإجراءات القانونية : محمد العكروت يهدّد بالدخول في إضراب عن الطعام

حــرية و إنـصاف : أخبار الحريات في تونس

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين : ختم المرافعات في قضية القنبلة الهيدروجينية .. !

زهير مخلوف : مضايقات بالجملة

إسماعيل دبارة : تونس: تواصُل محاكمات شباب بتهم الإرهاب

العرب : تونس: 13 مواطناً معتقلون بالعراق بينهم بطل الجمهورية في الملاكمة

حــرية و إنـصاف : مدير يعتدي لفظيا على تلميذة محجبة

لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس : المدير صالح الجملي يتمادى في حربه المفتوحة على المحجبات

الشّبـاب الدّيمقراطي التقدّمي : المكتب الجهوي للشّباب الدّيمقراطي التقدّمي ببنزرت : بيـــان

زهير مخلوف : منع لبس الفولارة التونسية : سياسة هرمّية ممنهجة أم تجاوزات أفقيّة بالجملة

الحوار.نت : كلمة حرّة : تونس : دولة وحزب في حالة ذعر شديد

اللقــاء الإصــلاحي الديمقراطــي : بيــــان حول الأزمة العالمية وتأثيراتها على الواقع التونسي

لجنة حماية الصحافيين بنيويورك : تونس أكثر الدول العربية سجنا للصحفيين

تامر أبو العينين : ندوة حقوقية للتضامن مع ضحايا الرديف تنتقد النظام التونسي

pdinfo : أسبوع التضامن مع أهالي الحوض المنجمي

آفاق : معارض تونسي يطرح فرضية الترشح إلى الانتخابات الرئاسية القادمة 

الجزيرة. نت  :  مرشح معارض ثان لمنافسة الرئيس التونسي بانتخابات 2009

نسيج : حزب الاتحاد المعارض يرشح الأينوبلي لانتخابات الرئاسة في تون

وات : رئيس الدولة يستقبل الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي

عدنان الحسناوى : بلاغ صحفي:تقديم شكاية ضد رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية

أبوجعفرلعويني : محاكمات مستمرة

 النفطي الدرجيني  : الرديف 2008

مراد رقية : جامعة التجمع الدستوري بقصرهلال مغتصبة متميزة للفضاءات الثقافية-الجمعياتية؟؟؟

 الساخر : حوار مع السيد محمد بن عامر مدير الوكالة التونسية للانترنت

طلبة تونس:عندما كان سمير العبيدي طالبا بكلية الحقوق بتونس و يشعل النار في جريدة  » الصباح  » :

اخبار تونس : البيان الختامي لقمة الكيباك يجسم مقترحات الرئيس زين العابدين بن على

اخبار تونس : المصادقة على قرار يتعلق بحقوق الطفل تقدمت به تونس

واس : أجانب يعتنقون الإسلام فى تونس

الشروق : الاستعجالي حق مكتسب ولا علاقة له بفرضية الاختيار

الصباح الأسبوعي : سلوكـات لا تشـرّف مهاجرينا

الحوار نت : قناة تونس 7 : العناوين أكبر من المضامين و الغناء الطرقي غير الإنشاد

السبيل أونلاين : الخطاب السياسي والديني في تونس من خلال التجربة البورقيبية (8)

محمود عوض : حماقة العيش في غيبوبة الدين والاستهلاك

توفيق المديني : الأزمة المالية تعبد طريق أوباما للبيت الأبيض

جميل مطر  : المحافظون الجدد: النّهاية أم ولادة جديدة؟

الحياة : المغرب يتهم الجزائر بـ«إعاقة الحل» في الصحراء

الموقف : جدران برلين … المغاربية

الجزيرة.نت : أوروبا تحاور عسكر موريتانيا والرئيس المخلوع يلتقي حقوقيين

رشيد خشانة  : بعد الإخفاق في العثور على مقر لها في المغرب العربي : قوات « أفريكوم » بدأت العمل رسميا من شتوتغارت


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17- بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11- كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14- محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6-منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8-عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1-الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلو


العنوان الوقتي لموقع مجلة ‘كلمة

www.kalimatunisie.blogspot.com


 

إطلاق سراح شبان سُليمان الثلاثة بعد خرق قانون الاحتفاظ

وقع إطلاق سراح كل من صحبي الشرابي والهادي الخياري ووجدي البرهومي أصيلي مدينة سليمان وذلك يوم الجمعة18-10-2008 وتجدر الإشارة أن الشبان الثلاثة تم اعتقالهم الثلاثاء 7-10-2008 دون أن يقع إعلام أهاليهم أو احترام المدد القانونية للاحتفاظ
الناشط الحقوقي 
 زهير مخلوف  

سجين سياسي سابق يتهم السلطة بالإنتقام منه

علم موقع الحزب الديمقراطي التقدمي أن السجين السياسي السابق السيد « محمد العكروت » قرر الدخول يوم الجمعة القادم في إضراب مفتوح عن الطعام . و في تصريح للموقع ذكر « العكروت » أنه إلتجأ إلى هذه الخطوة للفت نظر أعلى هرم السلطة بعد تعمد الإدارة العامة للحدود و الأجانب رفض تمكينه من جواز سفر دون توضيح الأسباب رغم تقدمه بالوثائق المطلوبة منذ أكثر من سنة و نصف ووصف تلك الإجراءات بالتعسفية و الانتقامية على حد تعبيره. و أضاف أنه يتعرض منذ فترة إلى عدة مضايقات أمنية وصلت إلى حد إستهدافه في مورد رزقه ، و أكد أن منطقة الأمن بقابس أصبحت تستعمل أعوان التراتيب البلدية كأداة للإنتقام منه بوضع شروط تعجيزية لصده عن مواصلة عمله كتاجر متجول أهمها مطالبته بمبالغ مالية غير معقولة مقابل إنتصابه في الأسواق الأسبوعية. معز الجماعي (المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ    20 أكتوبر 2008)  

بعد ما استنفد كل الإجراءات القانونية محمد العكروت يهدّد بالدخول في إضراب عن الطعام

قّرّر محمد العكروت السجين السياسي السابق الذي قضّى15 سنة سجنا وحُرم من كل حقوقه المدنية والسياسية والاجتماعية منها تمكينه من جواز سفره ومن الحرية في كسب قوت يومه، الدخول في إضراب عن الطعام احتجاجا على حرمانه من أبسط الحقوق -جواز السفر – ومن مضايقته المتواصلة في كسب رزقه    
الناشط الحقوقي 
 زهير مخلوف 

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني : liberte.equite@gmail.com     تونس في 20 شوال 1429 الموافق ل 20 أكتوبر 2008  

أخبار الحريات في تونس

1)    اعتقال خمسة شبان بنابل إثر خروجهم من مسجد المدينة: اعتقل أعوان البوليس السياسي يوم الجمعة 10/10/2008 بمدينة نابل الشبان محمد علي الأسود و مروان الهرمة و سلامة الهرمة و سفيان غليون و محمد أمين غليون عند خروجهم من مسجد المدينة إثر أداء الصلاة ، و اقتادوهم إلى منطقة الشرطة أين تم استجوابهم عن أدائهم لصلاة الصبح و مدى التزامهم بها و عن طريقة صلاتهم بالقبض أم بالسدل. و قد اعتدى أعوان البوليس السياسي في البداية على سفيان غليون بالضرب عندما احتج على الكلام البذيء كما بادر الأعوان عند وصولهم للمنطقة بلكم سلامة الهرمة بسلسلة من اللكمات و اعتدوا كذلك على مروان الهرمة بضربه على عنقه.  
2) اقتحام منزل شقيقة الناشط الحقوقي السيد المبروك: قام اليوم الاثنين 20/10/2008 أعوان البوليس السياسي بنابل باقتحام منزل شقيقة الناشط الحقوقي السيد المبروك عضو منظمة حرية و إنصاف و تسببوا في ترويع العائلة بدون مبرر ، ظنا منهم أن البيت ما زال على ملك السجين السياسي السابق السيد الفهري الطرابلسي الذي يتعرض هذه الأيام للمضايقة ، و بعد التأكد من الأمر استجوبوا شقيقة السيد المبروك عن تاريخ شراء المنزل و عن عدم إبلاغ السلطات عن ذلك.  
3)    مضايقة حافظ بوعوينة و أمل عكاشة: يتعرض بعض المساجين السياسيين السابقين هذه الأيام إلى المضايقة و الهرسلة اليومية من قبل أعوان البوليس السياسي ، فقد تعرض السيد أمل عكاشة إلى المضايقة من قبل العون رفيق ، كما تمت هرسلة السيد حافظ بوعوينة الذي يعمل بالتجارة حين حضر بعض الأعوان إلى الدكان الذي يشتغل به و استجوبوه أمام الناس. عن المكتب التنفيذي للمنظمة        الرئيس   الأستاذ محمد النوري

الحرية لجميع السجناء السياسيين » الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 20 أكتوبر 2008

كشف الحساب..لقضاء .. » يكافح الإرهاب « : ختم المرافعات في قضية القنبلة الهيدروجينية .. !

*  نظرت  الدائرة الجنائية 12  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  رضا الدرويش  اليوم الاثنين 20 أكتوبر 2008  في  القضية عدد 11945 التي يحال فيها كل من : العيدي بن على بن غرس الله بن سعيد ( مولود فى 1/12/1976 ) – خير الدين بن مسعود بن سالم العجيمى ( مولود فى 5/07/1979 ) – عبد الحميد بن عبد الله بن سالم العجيمى ( مولود فى 1/09/1976 ) – فريد بن المنصف بن حسين الناجح ( مولود فى 2/06/1978 ) – خالد بن عمر بن ابراهيم الماضي ( مولود فى 1/06/1977 ) – مبروك بن مصطفى بن مبروك لنور ( مولود فى 13/09/1985 ) – الجمعى بن عبد الحفيظ بن ابراهيم  بو زيان ( مولود فى 3/12/1978 ) – انور بن عبد الله بن احمد الفرجانى ( مولود فى 13/08/1985 ) – صلاح بن الكامل بن صالح العلوى ( مولود فى 2/07/1984 ) – محمد بن الكامل بن صالح العلوى ( مولود فى 27/02/1987 ) – محمد بن بلقاسم بن لعجال الخرفانى ( مولود فى 9/06/1983 ) – ايمن بن جمعة بن على الصويدي ( مولود فى 26/05/1985 ) – عمر بن على بن عمر بن لطيف ( مولود فى 26/01/1986 ) ، و المحالين من أجل تهم الانضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه  و توفير أسلحة و ذخيرة و غيرها من المواد و المعدات  و التجهيزات لفائدة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية و الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و إلى الانضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و استعمال تراب الجمهورية لانتداب أشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل تراب الجمهورية و التبرع مع العلم بأن الغرض منها تمويل أشخاص و تنظيمات و أنشطة لها علاقة بالجرائم الإرهابية  و استعمال اسم و رمز للتعريف بتنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية وبنشاطه، و بعد النداء على القضية قامت المحكمة باستنطاق المتهمين الذين نفوا التهم الموجهة إليهم  و أكدوا أن الاعترافات المضمنة بمحاضر باحث البداية انتزعت منهم تحت التعذيب كما تمسكوا بأن  السيد حاكم التحقيق لم ينبه عليهم بأنهم يمكنهم ألا يجيبوا إلا بحضور محام  ، بعد ذلك أحيلت الكلمة الى هيئة الدفاع المتكونة من الأساتذة البشير الصيد – كمال الدراويل – عبد الفتاح مورو – وداد البدوي – عبد الرؤوف العيادي – سمير بن عمر – محمد الفاضل السايحي – شكري بلعيد – سعيدة العكرمي – ليلى بن محمود و بوبكر بن علي ، و بعد ختم المرافعات حجزت القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم اثر الجلسة .     و من الجدير بالذكر أن المتهمين المحالين في هذه القضية هم أصيلو منطقتي قبلي و قفصة ، و تنسب لهم الأبحاث أنهم قاموا بتكوين خلية لارتكاب اعتداءات تستهدف نظام الحكم كما تنسب إلى بعضهم أنهم سعوا لصنع قنبلة هيدروجينية لاستعمالها في الاعتداءات المزعومة !!!!!!!! .  و كان الحكم الابتدائي قد قضى بسجن المتهمين الموقوفين  مدة تتراوح  بين خمسة  و تسعة أعوام    . *كما نظرت  الدائرة الجنائية 12  بمحكمة الإستئناف بتونس برئاسة القاضي  رضا الدرويش  اليوم الاثنين 20 أكتوبر 2008  في  القضية عدد 11936 التي يحال فيها كل من : عاطف بن عبد العزيز بن محمد الذوادي( مولود فى 25/06/1982 )- خالد بن الحبيب بن الشاذلى الورغى ( مولود فى 17/02/1986 ) – علي بن بشير بن على اليرمانى ( مولود فى 14/03/1978 ) – عبد القادر بن العايش بن الطيب السعيدانى ( مولود فى 21/01/1971 ) – ايمن بن بشير بن بلقاسم الخترشي ( مولود فى 11/05/1986 ) – نبيل بن محمد بن حمدة المقدم ( مولود فى 17/11/1981 ) – عصام بن محمد بن عبد الله ذوادى ( مولود فى 15/10/1978 ) – انيس بن يوسف بن موسي الكيلانى ( مولود فى 4/04/1977 ) – هشام بن الامين بن رابح النفزى ( مولود فى 21/05/1980 ) – ياسين بن الشاذلى بن عانم الغانمى ( مولود فى 21/11/1980 ) – عبد الحكيم بن على بن الطيب المشرقي ( مولود فى 22/06/1977 ) – عصام بن عزالدين بن الظريف الحناشى ( مولود فى21/04/1986 ) – رمزى بن صالح بن يوسف الحكيرى ( مولود فى 9/06/1981 ) – على بن عمر بن احمد الكوكى ( مولود فى 3/10/1986 ) ، و المحالين من أجل تهم الانضمام داخل تراب الجمهورية إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و إعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية  .  و قد قررت  المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 30 أكتوبر 2008 استجابة لطلب هيئة الدفاع المتكونة من  الأساتذة عبد الفتاح مورو و سمير بن عمر و علي الطياشي و عبد العزيز يمن و توفيق ضو .  و تجدر الإشارة  إلى أن الحكم الابتدائي قضى بسجن المتهمين  مدة تتراوح  بين ثلاثة و خمسة أعوام    .                                        عن الجمعية لجنة متابعة المحاكمات السياسية  

مضايقات بالجملة
2)تمت يوم أمس وهذا اليوم 20-10-2008مضايقة المساجين السياسيين من طرف فرقة الإرشاد السياسي بمدينة نابل بإشراف رفيق بن جدو وهم _السيد محمد الحوات الذي تم استدعاءه إلى مركز الأمن وخضع إلى استجواب شفاهي. _السيد مراد بحرون:في مكان عمله(محل  بيع ملابس) _السيد بلال الرايس:في مقر سكناه. _السيد فهري الطرابلسي:في مقر سكناه. _السيد حافظ بوعوينة:في مقر عمله. _السيد أمل عكاشة:في مقر سكناه. والغريب أن هؤلاء قد غادروا السجن منذ سنة 1992 كما تم يوم 7 و8 أكتوبر2008 بتونس العاصمة  مضايقة السجينين السياسييبن حبيب السعيدي  وكريم المثلوثي وذلك بزيارتهما لمنزليهما وذلك قي ساعة متأخرة من الليل كما يواصل البوليس السياسي لليوم الثالث على التوالي المراقبة اللصيقة للسجين السياسي والقيادي السابق بحركة النهضة السيد علي العريض وذلك خرقا لكل القوانين    
الناشط الحقوقي
زهير مخلوف  

تونس: تواصُل محاكمات شباب بتهم الإرهاب

إسماعيل دبارة من تونس – تواصلت في تونس محاكمة العشرات من الشباب المحسوب على التيّار السلفي بتهم تتعلّق بالإرهاب. ونظرت الدائرة الجنائية 13 بمحكمة الاستئناف بتونس العاصمة اليوم في القضية عدد 11941 التي يحال فيها الشاب مراد الخميري بتهمة ‘الانضمام إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه’ ، وطالب محامي الدفاع الأستاذ سمير بن عمر بـ’تبرئة منوبه لتجرد التهمة و انعدام أركانها القانونية’ ، إلا أنّ القاضي الطاهر اليفرني  قرّر حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم. و تأتي محاكمة الشاب الخميري بعد أن نسبت إليه الأبحاث الأمنية تورّطه في إسناد شبكة تعمل على مساعدة الشبان التونسيين على الالتحاق بالمسلحين في العراق ، و كان الحكم الابتدائي قضى بسجنه مدة عامين اثنين. كما نظرت ذات المحكمة في القضية عدد 11945 التي يحال فيها مجموعة من الطلبة و هم  كما جاء في بيان للجنة المحاكمات التابعة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين، محمد أنيس الشايب والحبيب الحفصي و وديع مشري و حسام بوحرب وعصام بن حسن . ووجهت إلى هؤلاء الطلبة تهم ‘الانضمام إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و الدعوة إلى ارتكاب جرائم إرهابية و استعمال تراب الجمهورية لانتداب أشخاص بقصد ارتكاب أعمال إرهابية و اجتياز الحدود خلسة و توفير أسلحة و ذخيرة و غيرها من المواد و المعدات لفائدة تنظيم له علاقة بالجرائم الإرهابية و إعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم إرهابي و المساعدة على إيوائهم و إخفائهم وضمان فرارهم و عدم إشعار السلط بما أمكن لهم الإطلاع عليه من أفعال و ما بلغ إليهم من معلومات و إرشادات حول ارتكاب تلك الجرائم’. وقرّرت المحكمة تأخير القضية لجلسة يوم 25 أكتوبر/ تشرين الأول المقبلة كاستجابة لطلب هيئة الدفاع. وكان حكم ابتدائي قضى بإدانة المتهمين وسجنهم مدة تتراوح بين ثلاثة أشهر و أربعة أعوام. وفي  القضية عدد 11946 مثل كلّ من رمزي أم هاني و ماهر أم هاني و محمد علي أم هاني و طارق عبيدي بتهم ‘الانضمام إلى وفاق اتخذ من الإرهاب وسيلة لتحقيق أغراضه و التبرع بأموال لفائدة تنظيم إرهابي وعدم إشعار السلط بما أمكن لهم الإطلاع عليه من أفعال و ما بلغ إليهم من معلومات و إرشادات حول ارتكاب جرائم إرهابية’. ومن المنتظر أن يعلن الحكم النهائي في جلسة يوم 25 أكتوبر المقبلة، بعد أن قضى حكم ابتدائي بإدانتهم و سجنهم مدة تتراوح  بين ستة أشهر و عامين اثنين. أما في  القضية عدد 11944 فأحيل  12 شابا بتهم شبيهة للقضايا السابقة ،إلا أنّ محامو الدفاع طالبوا بتأجيل القضيّة إلى يوم 29 من الشهر الجاري. و مثل المتّهم سامي الصيد أمام الدائرة الجنائية بالمحكمة العسكرية الدائمة بتونس في خمس قضايا مرسّمة تحت الأعداد 57199- 57200-57201-57202-57203 من أجل تهمة ‘الانضمام زمن السلم إلى منظمة إرهابية تعمل بالخارج ‘.  قررت المحكمة تأخير القضية ليوم  17/11/2008  استجابة لطلب محامي الدفاع سمير بن عمر. وسلّمت السلطات الايطالية سامي الصيد إلى تونس العام الماضي رغم صدور حكم من المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان يمنع ترحيله من ايطاليا إلى تونس ، و تمّ إيقافه بعد أن صدرت ضده أحكام غيابية تقضي بسجنه مدة 115 سنة. كما مثل العشرات من الشباب الآخرين في عدد من دوائر المحكمة الابتدائية و محكمة الاستئناف بتونس بتهم متعلقة بالإرهاب. و تجدر الإشارة على أنّ أغلب المتهمين يحاكمون بموجب قانون 10 ديسمبر 2003 لـ’مساندة المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب و غسيل الأموال’.  (المصدر: موقع ‘إيلاف’ (بريطانيا) بتاريخ 20 أكتوبر 2008)


تونس: 13 مواطناً معتقلون بالعراق بينهم بطل الجمهورية في الملاكمة

تونس – محمد الحمروني  أعلنت مصادر حقوقية تونسية عن وجود 13 موقوفا تونسيا بأحد مخيمات الاعتقال ببغداد. وقال نفس المصدر في نشرة إعلامية حصلت «العرب» على نسخة منها إن سلطات الاحتلال الأميركية بالعراق أوقفت التونسيين الـ 13: «إثر حملات تمشيط قامت بها ضد كل من لا يحمل الجنسية العراقية». مؤكدة أن التونسيين اعتقلوا «بأنحاء متعددة من العراق»، وأن من بينهم الشاب طارق الحرزي بطل تونس في الملاكمة وهو الآن تحت إشراف وحراسة الأميركيين بالمجموعة رقم 5 في مخيم الاعتقال ببغداد. وفي تصريح لـ «العرب» أكد الناشط الحقوقي زهير مخلوف أن الحرزي تعرض للتعذيب من طرف المخابرات العراقية لمدة تفوق ثلاثة أشهر بأشكال رهيبة ومتنوعة، وأن الصليب الأحمر تمكن من زيارته وإعلام عائلته بوضعه في السجن. وكان الحرزي ومجموعة من التونسيين انتقلوا من تونس إلى سوريا في أغسطس سنة 2004 وتحولوا بعدها إلى العراق. وفي نوفمبر من نفس السنة أصيب الحرزي في قصف أميركي على العراق وبُـترت رجله اليمنى. واعتقل بسجن أبو غريب لمدة سنة كاملة قبل أن يطلق سراحه سنة 2005. وفي تونس عمدت السلطات التونسية إلى سجن إخوته علي وإبراهيم الحرزي لمدة عامين ونصف وقضت بسجنه غيابيا بـ 24 سنة. يذكر أن الحرزي حائز على بطولة تونس أكابر في الملاكمة صنف فوق الخفيف وهو ملاكم مرموق مثّل تونس في الكثير من المناسبات. وفي آخر تطورات عملية إيقافه علمت «العرب» أن السلطات الأميركية بالعراق تستعد لتسليمه لتونس وهو ما أثار مخاوف المنظمات الحقوقية من إمكانية تعرضه للتعذيب وسوء المعاملة. (المصدر: صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 20 أكتوبر 2008)


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني : liberte.equite@gmail.com    تونس في 15 شوال 1429 الموافق ل 15 أكتوبر 2008  
 

مدير يعتدي لفظيا على تلميذة محجبة

اعتدى اليوم 20/10/2008 المدعو صالح الجملي مدير المعهد الثانوي بنابل لفظيا على المحجبة خولة التبان بالتفوه تجاهها بالكلام البذيء من مثل  » ما هذا الخمج الذي تضعينه على راسك  » كما هددها بان يعتدي عليها بالضرب بقوله لها  » تو نجي نغفصك  ». و حرية و إنصاف 1) تستنكر ما تتعرض له التلميذات المحجبات من اعتداءات و مضايقات يومية من قبل مدراء و مسؤولين لا علاقة لهم بالتربية و التعليم. 2) تندد بالممارسات اللاقانونية للمدعو صالح الجملي و تطالب بإيقافه فورا عن العمل و تقديمه للمحاكمة. 3) تطالب برد الاعتبار للتلميذة خولة التبان.  عن المكتب التنفيذي للمنظمة           الرئيس        محمد النوري

بسم الله الرحمان الرحيم لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس تونس في20.10.2008  

المدير صالح الجملي يتمادى في حربه المفتوحة على المحجبات

قام صالح الجملي مدير المعهد الثانوي محمود المسعدي بنابل ، الذى يناصب المحجبات العداء الشديد ، صباح اليوم الإثنين 20 أكتوبر 2008 ، بإعتراض مجموعة من الفتيات المحجبات أمام الباب الخارجي للمعهد ، وتهجم عليهن بكلام سوقي رشح من معدنه الذى يقطر كرها على الحجاب والمحجبات ، وسامهم نعوتا ساقطة ، ثم خص التلميذة خولة تبان بوابل من الكلام الفاحش الذى نستحى عن ذكره ، ثم صرخ في وجهها مهددا إياها بالرفس ، واصافا حجابها بأقذع النعوت ، وإدعى بأنها ستتسبب في طرد حارس المعهد حين يسمح لها بالدخول . ورفض سيء الذكر للفتيات المحجبات دخول المعهد وطردهن ، ولم يتمكنّ من العودة إلى فصولهن إلا رفقة أولياءهن . ولجنة الدفاع عن المحجبات بتونس , تعبّرعن سخطها الشديد لسلوك الموتور طالح الجملي ، وتدين بشدة وزارة التربية والتعليم لعدم إقالته كما كان يُفترض بها أن تفعل , وتعتبر التجاوزات الخطيرة التى يقترفها بحق الفتيات المحجبات تتم بمباركة السلطات التونسية الرسمية ، وهي من تتحمل كل النتائج عن سلوكاته المشينة ، وتطالب المدير المذكور بالإعذار للفتيات المحجبات الذى تطاولن عليهن ، ووقف تجاوزاته فورا . تدعو أولياء أمور الفتيات المحجبات إلى مقاضاة المدير صالح الجملي ، والإحتجاج عليه بشدة في المعهد الذى يتولى الإشراف عليه ، ورفع شكاوي وعرائض إلى كل المستويات الإدارية والسياسية في البلاد ، والمطالبة بإقالته من مهامه بعد أن أقر بسلوكه أنه غير مؤهل لسلك التعليم . تدعو الهيئات والشخصيات المهتمة بحقوق الإنسان داخل تونس وخارجها ، إلى التحرك العاجل من أجل وقف تجاوزات مديرالمعهد الثانوي محمود المسعدي بنابل ، وكل الذين تعدوا على حقوق الفتيات المحجبات ، وتناشد علماء الأمة في العالمين العربي والإسلامي ، إلى تنسيق المواقف ومراسلة السلطات الرسمية في تونس عبر مكاتيب رسمية لمطالبتها بوقف حربها المحمومة على المرأة المحجبة .  
عن لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس البريد : protecthijeb@yahoo.fr  

الشّبـاب الدّيمقراطي التقدّمي     حرية, هويّة, عدالة اجتماعيّة. المكتب الجهوي للشّباب الدّيمقراطي التقدّمي ببنزرت 40 .. نهج بلجيكيا بنزرت في 17 أكتوبر 2008  
 
بيـــان  
أقدم أعوان الحراسة بالمعهد العالي للدّراسات التّكنولوجيّة ببنزرت (الحي الجامعي منزل عبد الرّحمان) بمعيّة مدير المؤسّسة عزّ الدّين بن بريّك طيلة الأيّـــام الماضية على منع عدد هام من الطّـــالبات الدّخـول إلـى المعهد و مباشرة الدّروس على خلفيّة ارتدائهنّ للحجاب. و إنّ مكتبنا الجهوي للشّباب الدّيمقراطي التقدّمي ببنزرت إذ يعبّر عن مساندته للطّــالبات فإنّه يؤكّد على: 1/- دعمنا اللاّمشروط للطّــالبات و التّنديد بخطورة هذه الممـارسة الّتي تمثّل ضربـا لحقّ التّعليم و حريّة اللّباس. 2/- نطالب بالكف الفوري عن هذه الممارسات اللاّقانونيّة. 3/- نطالب برفع التّضييقات على المحجّبات و تمكينهنّ من حقوقهنّ المشروعة. عن منسّق المكتب  نزار بن حسن  

منع لبس الفولارة التونسية سياسة هرمّية ممنهجة أم تجاوزات أفقيّة بالجملة
كعادته في منع الفتيات المرتديات للفولارة التونسية  عمد اليوم الاثنين 20-10-2008 المدعو  صالح الجملي مدير المعهد الثانوي*محمود ألمسعدي* بنابل إلى اعتراض مجموعة من المحجبات أمام الباب الخارجي للمعهد ومنعهم من الدخول. وتوجه إلى التلميذة خولة تبّان ونعت الفولارة التي تضعها فوق رأسها بالقاذورات وهدّدهم  بطرد الحارس الذي مكنهم من الدخول للمعهد – حسب زعمه- في الأيام الفارطة  وهكذا تنكشف  السياسة الممنهجة للسلطة في منع لبس الفولارة التونسية وذلك بإطلاق  يد هذا المدير لحرمان الطالبات من مزاولة تعليمهن ومنعهن من الدخول للمعهد باللباس المحترم الذي يرتدون .وإلا ماذا  يعني قيام هذا المدير- وبدون رادع- من القيام بمثل هذه التجاوزات لأكثر من 46 مرة في مدة سنتين ؟ لولا الضوء الأخضر الممنوح لهذا المدير ولكل المديرين؟؟          الناشط الحقوقي
         زهير مخلوف


كلمة حرّة تونس : دولة وحزب في حالة ذعر شديد

كتب السيد رشيد خشانة ـ الإعلامي التونسي المعروف ـ ما يلي الأسبوع المنصرم :  » التجمع الدستوري الديمقراطي ـ وهو الحزب الحاكم في تونس ـ في حملة عامة في طول البلاد وعرضها بمناسبة إفتتاح السنة الدراسية والجامعية يدير أعضاء مكتبه السياسي ـ أعلى سلطة قيادية في ذلك الحزب الذي يرأسه رئيس الدولة نفسه ـ إجتماعات وخطابات يهاجمون فيها الحجاب ـ المقصود هو الخمار الذي ترتديه الفتاة التونسية ـ على إعتبار أنه علامة إنتماء للنهضة « . ورد ذلك في بعض المواقع منها : إسلام أون لاين. كما ذكر السيد خشانة :  » قال السيد عبد الوهاب عبد الله وزير الخارجية بأن الحجاب شعار سياسي تستخدمه مجموعة صغيرة تختبئ وراء الدين لتحقيق أهداف سياسية أما السيد أحمد عياض الودرني مدير مكتب رئيس الدولة فإنه قال : الحجاب يرمز إلى إنتماء سياسي مستتر بالدين والتطرف في حين شارك السيد الهادي مهني الأمين العام للحزب ـ أعلى سلطة فيه بعد الرئاسة ـ في تلك الحملة بقوله : الحجاب دخيل على الثقافة الوطنية وتهديد لمكاسب الحركة الإصلاحية « . أما السيد كمال عمران ـ المثقف المعروف ومدير إذاعة الزيتونة الإسلامية ـ فإنه ـ بحسب تقرير السيد خشانه ـ ساهم في الحملة التي تديرها الدولة بحزبها الحاكم بمقال في جريدة الحرية لسان الحزب الحاكم حيث قال فيه : لا بد من التمييز بين لباس ظاهره دين وباطنه سياسة ولا بد من لباس تونسي تنسجم فيه روح التدين بمقومات الأصالة « . لماذا العودة إلى موضوع حرمان المرأة التونسية من حقها في الإلتزام بدينها؟ 1 ــ لأن حربا مسعورة ـ كما نقل السيد خشانة الإعلامي المقيم في تونس ـ تتجند لها الدولة بمؤسساتها وهياكلها بل بحزبها الحاكم محتكرا الحياة السياسية والعامة في البلاد منذ إستقلال البلاد قبل زهاء نصف قرن كامل .. حرب مسعورة تجند لها وزراء السيادة فيها وأعضاء المكتب السياسي ـ أعلى هيئة قيادية في الحزب الحاكم ـ لجولة جديدة ضد حرية المرأة التونسية وحقها في الإلتزام بدينها من خلال الإلتزام بأمر صحيح صريح في شريعتها أي قطعة قماش تضعه على رأسها. أليس ذلك مبررا كافيا للعودة إلى هذا الموضوع؟ 2 ــ لأن تلك الحرب أصبحت حربا موسمية تقليدية مثلها مثل مواسم جني الزيتون وحصاد الحبوب والزورع : بين يدي كل عودة مدرسية وجامعية جديدة تتجدد تلك الحرب المسعورة ضد الطالبات والتلميذات وفي عامين على التوالي تتزامن تلك الحرب الموسمية مع مواسم العبادة أي شهر رمضان المعظم وعيد الفطر الكريم وهي المواسم التي تحظى بالحرمة حتى في بلاد غير إسلامية. أليس ذلك مبررا كافيا للعودة إلى هذا الموضوع؟ 3 ــ لأن تلك الحرب الموسمية المسعورة تحل هذا العام بين يدي ما يسميه بعض الإعلاميين والساسة سنة سياسية جديدة في تونس بل هي سنة سياسية جديدة تشهد في نصفها الثاني موعدا جديدا لإنتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة. إذا كان العدوان على هوية البلاد بذلك الإسفاف المعروف الذي يتجند له أعلى رجالات الحزب والدولة بأكثر مما يتجندون لطرد شبح البطالة والفقر وإمتهان كرامة الإنسان وغزوات العولمة المتأمركة .. فأي أفق من الحريات ينتظر هذه السنة السياسية الجديدة أو محطتها الإنتخابية؟ أنى لأمرأة محرومة من أبسط حقوقها الطبيعية قبل حتى أن يقررها دين أو يشهد لها عقل أو ينظمها دستور .. أنى لها أن تشارك في تلك السنة السياسية الجديدة أو محطتها الأخيرة؟ أليس ذلك مبررا كافيا للعودة إلى هذا الموضوع؟ 4 ــ لأن تلك الحرب الموسمية المسعورة تأتي بين يدي الذكرى الواحدة والعشرين لإنتصاب الدولة الجديدة بعد الإنقلاب ضد بورقيبة عام 1987. ألم تكن تلك الفترة الطويلة كافية لتلك الدولة الناشئة للتخلص من هذا الذعر الشديد الذي يقض مضاجعها في أعلى مستوى؟ ألم يتوصل الحزب الحاكم بميليشياته المزروعة فوق أرض جدباء جفتها غيوث السماء وآلته الحديدية الرهيبة التي تنشر الهلع بين الناس في جنح الظلام كما يحكى عن ستالين قديما .. ألم يتوصل بعد تلك الفترة الطويلة إلى حسم قضية هذه الخرقة التي أصبحت في عيون الدولة وحزبها الحاكم بمثل منديل أحمر يلوح به في وجه ثور هائج؟ أليس ذلك مبررا كافيا للعودة إلى هذا الموضوع؟ 5 ــ لأن تلك الحرب الموسمية المسعورة وما تخلفه في النفوس من هلع وخوف من المستقبل أكرهت بعض المعارضين والمثقفين على العودة إلى الربق الآسر الذي فروا منه بين يدي سنوات الجمر الحامية الطويلة حتى أنزل أحدهم رئيس الدولة بأرفع مما أنزل فيه الشيعة ـ أي غلاتهم ـ أئمتهم المعصومين في نظرهم وذلك عندما سئل عن كلمة يوجهها لرئيس الدولة فقال : رئيس الدولة أكبر من أن أوجه إليه كلمة!!! كبرت كلمة تخرج من أفواههم فها هو النبي الأكرم المعصوم بنص السماء من رفع ذكره ويصلي عليه الله والملائكة حامل لواء الحمد في الآخرة وصاحب الشفاعة العظمى في المحكمة العليا الأخيرة والرضي بالكوثر .. هاهو محمد عليه الصلاة والسلام ـ وهو من هو ـ توجه إليه كلمات في موقع الإناخة ببدر فيستجيب وكلمات أخرى في مصير أسرى بدر فيستجيب حتى يلقى العتاب من ربه الأكرم سبحانه وتعترض عليه نساؤه بسبب شظافة عيش وتعترض عليه الأخريان بسبب ريح من فمه الطاهر غيرة بين الضرائر فيستجيب ويحرم على نفسه الحلال الطيب الزلال من العسل إرضاء لهما وغير ذلك مما لا يحصى من الحوادث ولعل أقصاها قالة الفاروق عليه الرضوان يوم الحديبية والجأش فيه على مرمى زفرة واحدة من الإنفجار : أنعطى الدنية في ديننا… من لحرائر تونس إذن بعد تدشين بعضنا لموسم الأوبة إلى بيت الطاعة الذي تسيل منه مع مطلع كل صبح ومغرب كل شفق دماء جديدة لقتيل جديد إما من سجن الرديف المفتوح أو من السجون التي تستضيف أزيد من خمسة آلاف من شباب تونس على خلفية الإرهاب وهم منه براء بل هم ضحاياه  فضلا عن مساجين النهضة القابعين في غياهب تلك السجون على إمتداد عقدين كاملين بالكاد؟  أليس ذلك مبررا كافيا للعودة إلى الموضوع؟   أجل. وألف ألف أجل. إذا تجندت خفافيش الدجى في تونس لمحادة الله ورسوله في ثابت قطعي صحيح صريح من الإسلام ـ مركز نواة هويتنا ـ .. وإذا نظمت لهم المهرجانات الخطابية سحتا فوق سحت للتهجم على شريعة الإسلام وشعيرة  الإسلام .. وإذا وجدت المرأة التونسية نفسها يتيمة تواجه دولة وحزبا في موضوع خرقة قماش فوق رأسها في زمن معركة الحرية بعد سنوات جمر حامية أكرهت من أكرهت على الهرولة في آخر أمتار السباق إلى بيت الطاعة ظاهره التسامح وباطنه الحقد السفيه .. إذا كان كل ذلك كذلك فإن الحوار.نت لن يتخلى عن رسالته ـ بإذنه سبحانه ـ ورسالته هي : بيان الحقيقة من الدجل في قضية حرية شخصية عظيمة هي قضية : حرية المرأة في بدنها وهي حرية ضمنها الشارع العظيم والفطر السليمة والعقول الحصيفة والمواثيق الدولية المعاصرة .. هي رسالة لن نتخلى عنها ما بقيت فينا عين تطرف أو فؤاد ينبض حتى نلقى الله على ذلك ثابتين راسخين بفضله وحده سبحانه غير مبدلين ولا مغيرين أو تنفرد سالفة قلم ولن تنفرد منا سالفة قلم قال فيه خالقه سبحانه :  » ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله « . أنعطى الدنية في ديننا بإسم موازين القوى السياسية أو بإسم الأهواء والإجتهادات؟ هذا ما نؤمن به وندعو إليه : إذا إتصل الأمر بالسياسة بسبب أنها إجتهاد بشري يصيب فيه من يصيب ويخطئ فيه من يخطى فإن رداءنا السابغ هو : نتعاون فيما إتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما إختلفنا فيه أو يحاور بعضنا بعضا فيه .. أما إذا إتصل الأمر بقطعيات الإسلام وثوابته وشرائعه وشعائره محل إجماع الأمة قاطبة على مدى أربعة عشر قرنا كاملة بمناطق قوتها وضعفها .. إذا إتصل الأمر بشيء من ذلك ولو كان متعلقا بالمظهر من مثل واجب ستر المرأة لشعر رأسها مختارة حرة مريدة لا إكراه عليها من أحد أبدا .. إذا إتصل الأمر بشيء من ذلك فإننا لا نراعي في ذلك حبة خردل إرتهانات السياسة وموازين قواها ولا مقايضات الإقتصاد وسيلان أمواله .. ليس لدعوتنا هذه علاقة لا بحزب يبغي مصالحة ولا بفريق ينشد مغالبة. هذا ما تعلمناه من الدين الحنيف : تواصيا بالحق وتواصيا بالمرحمة وتواصيا بالصبر ونجدة للملهوف ونصرة للمظلوم فإن أصبنا من ذلك في هذه خيرا فهو خير وإن أصابنا فيها شر فهو خير مضاعف. خلق الإسلام الكريم يمنعنا من الهرولة إلى أحضان الظلم حتى لو كان الظالم خليفة راشدا أو مهديا منتظرا أو إماما معصوما بحسب رؤية الشيعة ولكننا لا نؤمن بالعصمة لأحد بعد موت محمد عليه الصلاة والسلام .. خلق الإسلام العظيم علمنا أنه يمكن مهادنة الظالم والدخول معه في صفقات سياسية فيها الربح والخسارة على قاعدة المصالح والمفاسد ولكنه يمنعنا أن نزكي فعله الشائن حربا لا هوادة فيها على الإسلام في أظهر شعائره كما هو الحال في خمار المسلمة. بكلمة واحدة : الصدع بكلمة الحق في القطعيات الراسخات من الدين لا ترتهن عندنا أبدا لمصالح السياسة ولا توضع عندنا على ميزان المصالح والمفاسد أما الإجتهادات فلا بد لها من ذلك. خطاب بائس تعيس لا يتعظ أهله من دروس التاريخ أبدا. ذلك هو خطاب أعضاء الديوان السياسي للحزب الحاكم في تونس من مثل ما أورد السيد خشانة بما يذكرنا بمقالة العرب الصحيحة : ما أشبه الليلة بالبارحة! كتب محمد الصياح عضد بورقيبة الأكبر في العهد البورقيبي في الصحافة التونسية في أواخر سبعينيات القرن الميلادي المنصرم مقالا يعطي إشارة الإنطلاق للحرب ضد الحركة الإسلامية بعنوان : تونس بخير لولا الفئات الضالة .. اليوم وبعد مرور ثلاثة عقود كاملة لم تتوقف فيها آلة الحرب لا ضد الحركة الإسلامية ولا ضد الصحوة الإسلامية ولا حتى ضد الإسلام في أظهر شعائره المعلومة من الدين بالضرورة .. بعد مضي تلك الحقبة الطويلة الكفيلة بالقضاء على الفئات الضالة سجنا ونفيا وحشرا في مستنقعات البطالة المفروضة والذلة .. بعد كل ذلك يطلع علينا في تونس من منافذ السلطان غير البعيدة عن منفى محمد الصياح في العاصمة التونسية .. من يسمعنا الخطاب ذاته ولك أن تراجع مقالة السيد خشانة كلها في إسلام أون لاين وغيرها لتصاب بالدهشة أو بالغثيان .. حركة النهضة ـ إذن ـ هي أكبر حزب في العالم الإسلامي. تلك هي الخلاصة الساخرة التي رسمها السيد خشانة في مقالته تلك حيث قال : إذا صح ذلك ـ أي إذا صح كلام عبد الوهاب عبد الله وزير الخارجية وعياض الودرني مدير مكتب بن علي والهادي مهني الأمين العام للحزب وغيرهم ممن شارك في الحملة الوطنية الموسمية بمناسبة العودة الجامعية والمدرسية ضد خمار المرأة ـ إذا صح ذلك كما قال السيد خشانة فإن النهضة هي أكبر حزب في العالم الإسلامي إذ أن ـ والكلام لا يزال للسيد خشانة ـ نسبة المختمرات هي 30 بالمائة من التونسيات وعددهن الجملي 5 ملايين سيدة. أرأيت كيف يورط الحزب الحاكم نفسه من خلال حماقة رجاله الذين لم يعظهم التاريخ قيد أنملة! موقف مشرف لكثير من القوى العالمانية في تونس. قال السيد خشانة : اللافت أن أكثر المدافعين عن الحجاب في تونس بمناسبة هذه الهجمة هي القوى العالمانية والجمعيات الأهلية التي رفضت تدخل الدولة في الحياة الخاصة للمواطنين ومنها الحزب الشيوعي وغيره .. موقف عالماني مشرف يعطي أملا جديدا في تحالف جديد بين الإسلاميين والعالمانيين على قاعدة وحدة معركة الحريات الخاصة والعامة أما الإختلافات الثقافية فهي أولا سنة في الكون وفي الخلق وهي ثانيا يمكن تطويق إفرازاتها التي قد تكون سيئة بالحوار وبالمواثيق على قاعدة الحرية الشخصية من جانب وأولوية هوية البلاد عروبة ودينا من جانب آخر والمهم أنه إذا توفر حد أدنى من الحرية فإن بقية الإختلافات ليست بدعا بين الناس بل هي مخ قانون الإبتلاء والحكمة من الخلق كونيا وخلقيا وبشريا  » ولذلك خلقهم  » سبحانه. عزلة حادة تنتظر تلك الدولة وذلك الحزب. ذلك ما أكده السيد خشانة عند قوله : رأى مراقبون أن الحملة ـ أي ضد الحجاب ـ أخفقت وأن السلطة في تونس خسرت عددا كبيرا من الأنصار ـ أي من العالمانيين ـ الذين يشتركون معه في رفض الخمار ثقافيا ولكن يختلفون معه في إعتماد السياسة الأمنية وسيلة كما تفعل الدولة وحزبها الحاكم.  
(المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 20 أكتوبر 2008 )
 


بسم الله الرحمان الرحيم اللقــاء الإصــلاحي الديمقراطــي www.liqaa.net

بيــــان حول الأزمة العالمية وتأثيراتها على الواقع التونسي
 
تعيش القرية الكونية هذه الأيام إحدى فتراتها الصعبة والجوهرية بما برز للعيان مدى عمق الأزمة وخطورتها حيث عصفت ولا تزال بمؤسسات عريقة، وأطاحت بمشاريع ضخمة، وهزت قناعات وأسس كانت تبدو صلبة، وزعزعت استقرار وحكومات متينة، ودفعت بلادا بأسرها إلى إعلان الإفلاس. وليست تونس بمنأى عن هذه الأزمة الخانقة نظرا لتواصلها الطبيعي اقتصادا واجتماعا وثقافة مع من حولها، ولارتباط اقتصادها بالعالم من خلال أواصر العولمة واتفاقات الشراكة، ولتوجهات سلطاتها القائمة وحكوماتها المتتالية نحو لبرلة متعاظمة لاقتصادها. وأمام هذا التشابك والتداخل العميق لاقتصادها فإن من غير المعقول ولا المقبول قبول منطق استبعاد التأثيرات المستقبلية لهذه الأزمة على الاقتصاد التونسي ولا التهوين من إنعكاساتها على المقدرة الشرائية للمواطنين و على موارد رزقهم. في هذه اللحظة الحساسة ومن منطلق الغيرة على الوطن والمساهمة في تجاوز هذه الأزمة الخطيرة، وبما يسمح به دوره الوطني رغم الإقصاء والتهميش، يدعو اللقاء الإصلاحي الديمقراطي إلى ما يلي : * تشديد التنبه للإسقاطات المستقبلية للأزمة وانعكاساتها على الواقع التونسي، وليس غمس الرأس في التراب أو التهوين من شأنها بعازل عن تأثيراتها، فإنما هو عامل الوقت الذي لن يلغي أحدا، فليست تونس جزيرة نائية في بحر الظلمات. * التهيؤ لهذه التأثيرات عبر الشفافية الكاملة في التعرض للأزمة ودلالاتها وانعكاساتها، حتى يكون المواطن مستعدا لكل طارئ ومواكبا لكل تطوراتها ومفاجآتها. * تكاتف الجهود معارضة وحكومة من أجل التوحد تجاه هذه الأزمة الخطيرة على استقرار الشعوب وأمنها، ولا يكون ذلك ممكنا إلا بإعلان مصالحة فورية ووئام بين الجميع يستند إلى مراجعة العلاقة بين السلطة والمعارضة في اتجاه مشهد سياسي لا يقصي ولا يهمش أحد. وفي هذا السياق يذكّر اللقاء الإصلاحي الديمقراطي أصحاب القرار في تونس أنه لا يزال ينتظر تمكينه من التأشيرة للعمل القانوني حسب ما يسمح به دستور البلاد. * انتهاز هذه الأزمة لمعالجة جوهر الحالة الاقتصادية التونسية في مستوى توزيع الثروة والاعتناء بالطبقة الفقيرة، والتنبه لانحسار الطبقة الوسطى، حيث يبدو أن استفحال الأزمة من شأنه تفاقم أزمة ارتفاع الأسعار وحالة البطالة والاحتياج في البلاد. * الاستعداد لحالة الانكماش العالمي والذي من شأنه تأثيره المباشر على الاقتصاد التونسي خاصة في مستويين : مستوى القطاع السياحي وارتباطه المباشر بمداخيل وثروة السائح الأجنبي، والتي انتابها كثير من الشروخ والاهتزاز نتيجة الأزمة، وفي مستوى الاستثمار الخارجي الذي سينكمش لا محالة في ظل تزعزع جانب الثقة في النظام الاقتصادي العالمي، وتفاقم حالات الذعر والخوف والتمترس داخل حدوده القومية. * إعادة الاعتبار للدولة وتدخلها في الاقتصاد، ومراجعة حازمة لمبدأ الخوصصة وبرامجها واتفاقياتها، حيث تبين للجميع هشاشة الطرح الليبرالي في هذا المجال ومثاليته المغشوشة، وانعكاسات هذا التوجه الخطير على عدالة التوزيع وصلابة المنشأة الإنتاجية وسلامتها في المساهمة في ازدهار البلاد. * زيادة المراقبة الفعلية للبنك المركزي تجاه الجهاز المصرفي عموما، واحترام استقلاليته كاملة، والتركيز على استبعاد أي تأثير خارجي على مواقفه وقراراته. * اعتماد المصرفية الإسلامية كنموذج سليم في التعامل البنكي، والسعي لتوسعة نطاقها عبر التمكين لبنوك جديدة تحمل هذه الصفة، ومساعدة البنوك القائمة على فتح نوافذ خاصة تتعامل حسب مقتضيات الشريعة الإسلامية. وفي الختام لا يسع اللقاء اًلإصلاحي الديمقراطي إلا التذكير مجددا بأن المعالجات الظرفية لا يمكن أن تبني استقرارا وسلاما، وأن الأزمة التي تعيشها تونس هي أكبر من الشأن الاقتصادي، ولا بد من معالجة هيكلية للمشهد العام، ترتكز أساسا على مبدأ الكرامة وحقوق فعلية للمواطنة، ومن بينها التقاسم العادل لثروة البلاد وحرية التعبير وحرية التشكل السياسي، في ظل ثابت عام : تونس للجميع دون وصاية أو إقصاء.  
عن اللقاء الإصلاحي الديمقراطي
       د.خــالد الطــراولي  بــاريس في 20 أكتوبر 2008 / 20 شوال 1429

لجنة حماية الصحافيين بنيويورك

تونس أكثر الدول العربية سجنا للصحفيين
سمير ساسي أصدرت لجنة حماية الصحافيين ومقرها نيويورك تقريرا هاما يوم 23 سبتمبر الماضي حول واقع حرية الإعلام في العالم. وجاء في القسم المخصص لتونس بقلم منسق اللجنة جويل كمبانا الذي زار تونس في وقت سابق من هذا العام أن الإجراءات القاسية والعديدة التي تستخدمها الحكومة التونسية لخنق وسائل الإعلام المعارضة تجلت بعض مظاهرها في اعتقال الصحفي سليم بوخذير سنة 2007  ومن قبله المحامي محمد عبو سنة 2005 بسبب مقالات تنتقد كبار المسؤولين في السلطة . واعتبر كمبانا في التقرير المذكور الأمر بمثابة مفارقة فبينما تحاول  تونس تحصين نفسها من النقد الدولي بحسب تعبيره فإن « الصحافة المطبوعة  مصابة بالشلل جراء الرقابة الذاتية. أما الأصوات القليلة التي تظهر على شبكة الإنترنت والمنشورات الأجنبية والصحف الأسبوعية محدودة الانتشار التابعة للمعارضة، فعادة ما تتعرض للمضايقات والتهميش من قبل السلطات … »  ومضى التقرير يستعرض سلسلة القيود على التغطية الصحفية التي يتضمنها قانون الصحافة التونسي كنشر ما تعتبره الحكومة ‘أخبارا كاذبة’ أو تكديرا للنظام العام أو إساءة إلى مسؤولي الدولة الكبار .  وقال كمبانا إن تحقيقا أجرته لجنة حماية الصحفيين أثبت « استخدام هذه القوانين لملاحقة الصحفيين منذ سنوات عديدة غير أن السلطات تفضّل استخدام أساليب غير ظاهرة للسيطرة على الأصوات الناقدة ». ومن الأساليب التي عددها التقرير في هذا الإطار سيطرة الحكومة على عمليات تسجيل الصحافة المطبوعة وترخيص وسائل البث، ورفض السماح بتأسيس وسائل إعلام ناقدة و مصادرة الصحف الجريئة و حجب المواقع الإخبارية الناقدة على شبكة الإنترنت، مثل المواقع التابعة لجماعات حقوق الإنسان الدولية، وموقع نشر أفلام الفيديو الشهير ‘يوتيوب’ والتحكم في توزيع التمويل الحكومي والإعلانات من القطاع العام وهو ما عده كمبانا سلاحا اقتصاديا بيد السلطة ضد وسائل الإعلام. واستعرض التقرير مايتعرض له الصحفيون المستقلون خاصة الناشطون منهم في مجال حقوق الإنسان من قطع خطوط الهاتف وتلقي التهديدات المجهولة والخضوع لمراقبة الشرطة، والحرمان من السفر خارج البلاد، وتقييد حركة تنقلهم داخل البلاد، وهي إجراءات  تصل حد السجن والاعتداءات العنيفة بحسب التقرير الذي استشهد بما حصل للصحفي كريستوف بولتانسكي من صحيفة ‘ليبراسيون’ اليومية الفرنسية سنة 2005 قبل بضعة أيام من انعقاد اجتماع قمة حول المعلومات والإنترنت برعاية الأمم المتحدة من اعتداء  بالغاز المسيل للدموع والضرب و الطعن بسكين على يد أربعة رجال مجهولي الهوية في احد أحياء  العاصمة  المعروف بشدة الحراسة  فيه . وعاد التقرير بهذه الممارسات إلى سنة 2000  حين أصيب الصحفي رياض بن فضل بجراح نتيجة إطلاق النار عليه قرب منزله في قرطاج بسبب مقال نشره في صحيفة ‘لوموند’ . وصنف التقرير تونس والمغرب ضمن أكثر الدول العربية سجنا للصحفيين منذ سنة 2002  منبها إلى  الحيل التي تلجأ إليها السلطة للتهرب  من المساءلة الدولية، بإصدار اتهامات لا علاقة لها بالصحافة  مثل  تهم تعاطي المخدرات التي وجهت إلى الممثل الكوميدي الهادي أولاد باب الله  في فيفري الماضي .  ونسب التقرير إلى ما سماه أحد مدرسي تخصص الصحافة المخضرمين الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، أن « ‘هناك الكثير من الضغوط الخفية وغير المباشرة، فليس هناك أوامر رسمية بإغلاق الصحف وسجن الصحفيين، ولكن المرء يتساءل أين هي الصحافة المستقلة؟’ ووصف كمبانا  إستراتيجية الحكومة التونسية على صعيد العلاقات العامة  دوليا بالجريئة بما أنها « توفر رحلات مدفوعة التكاليف لصحفيين من دول عربية لتغطية النشاطات الرسمية. وفي هذا الإطار استند تقرير لجنة حماية الصحفيين  على ما أوردته  الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان من أن بعض الصحف المصرية تلقت سنة 2007 دفعات مالية لنشر تقارير صحفية تمتدح السلطة التونسية و »إصلاحاتها الديمقراطية » ، إصلاحات قال التقرير إنها مخالفة للحقيقة خاصة أن كبار المسؤولين تجاهلوا طلبات عديدة من لجنة حماية الصحفيين للالتقاء معهم في تونس خلال شهري جوان وجويلية 2008 لمناقشة الإساءات لحرية الصحافة. وانتقد  التقرير  المواقف الرسمية للولايات المتحدة وأوروبا، وبخاصة فرنسا،  تجاه سجل تونس في مجال حقوق الإنسان والحريات الصحفية معتبرا أن ما يسمى بالحرب على الإرهاب وفرت للنظام التونسي فرصة ليقدم نفسه على أساس انه سد أمام »المتطرفين الإسلاميين » في شمال إفريقيا، وهو ما جعله يتمتع بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة وأوروبا أضعفت  حسب التقرير الانتقادات الموجهة إليه. بل  إن  « أعضاء الكونغرس عادة ما يلتزمون الصمت إزاء السجل الضعيف لتونس في مجال حقوق الإنسان والحريات الصحفية، ويسمحون للصحافة التونسية التي تسيطر عليها الحكومة باستغلال زياراتهم إلى تونس لغرض الدعاية للحكومة ». وذكّر التقرير بحملة غلق صحف المعارضة والصحف المستقلة  على امتداد العشريتين الأخيرتين مثل مجلة ‘المغرب’، و ‘البديل’ والصحيفة الإسلامية الأسبوعية ‘الفجر’، و ‘الرأي’  التي أجبرت على الإغلاق تحت ضغط الحكومة بعد أسابيع قليلة من « التغيير ». كما أن  جميع وسائل الإعلام تخضع لضغوط حكومية كبيرة بشأن الموضوعات التي تغطيها « لذلك فان  الصفحات الداخلية للصحف تركز بشدة على الأخبار الاجتماعية والرياضة أما النقد القليل فعادة ما يكون عاما ويتجنب ذكر المسؤولين بالاسم، أو توجيه اللوم إلى السياسات الحكومية » كما قال التقرير الذي عاب على الوكالة الوطنية للذبذبات عدم الإفصاح عن المعايير التي تعتمدها الوكالة لمنح تراخيص البث الإذاعي والتلفزي. ومن الوسائل المعتمدة لمعاقبة الصحف الجريئة بحسب التقرير  تعرض منسق لجنة حماية الصحفيين إلى مسألة  توزيع الإشهار التي تتولاها وكالة الاتصال الخارجي التي وصفها بأنها « تعمل على نحو غامض إذ أنها لا تفصح عن الخطوط الإرشادية التي تتبعها في توزيع الإعلانات ». وباستثناء صحيفتي ‘الموقف’ و’مواطنون’ فإن بقية الصحف تعتمد على التمويل الحكومي إذ تتلقى ما يقارب 90,000 دينار تونسي (ما يعادل 75,000 دولار أمريكي) سنويا، كما تتلقى إعلانات مربحة من الوكالات الحكومية والمؤسسات العامة، ونتيجة لذلك فهي مهادنة سياسيا كما ورد في التقرير. وختم التقرير ملاحظاته بالقول إن ما يتعرض له صحفيون مثل لطفي حجي مراسل قناة « الجزيرة »  وسليم بوخذير وسهام بنسدرين ورشيد خشانة… « يوضح عزم الحكومة على السيطرة على الأخبار وإخماد حرية التعبير. وحتى يتغير هذا الوضع، وحتى يطلب الحلفاء الدوليون لتونس منها إحداث تغيير، فإن الفرصة أمام الحرية السياسية ستظل مقيدة بشدة ». (المصدر: صحيفة الموقف لسان حال الحزب اليمقراطي التقدمي( أسبوعية معارضة – تونس) العدد467   بتاريخ  10 أكتوبر 2008)  

ندوة حقوقية للتضامن مع ضحايا الرديف تنتقد النظام التونسي
تامر أبو العينين-جنيف حذرت اللجنة العربية لحقوق الإنسان الحكومة التونسية من مواصلة ما سمته تجاهلها ملف حرية الرأي التي وصفتها بالمقموعة في تونس، وعدم كشف حقائق وملابسات أحداث مدينة الرديف في محافظة قفصة المعروفة باسم « الحوض المنجمي » جنوبي غربي البلاد في مطلع هذا العام. جاءت تلك التحذيرات في ندوة عقدتها اللجنة أمس بجنيف لمساندة ضحايا الحوض المنجمي شارك فيها إعلاميون ونشطاء من المجتمع المدني التونسي، وشهدت إقبالا واسعا من الإعلام الدولي بنادي الصحافة السويسري بجنيف.   احتجاج لا شغب وقال منسق الندوة هاني عبد الوهاب للجزيرة نت إن تكاثر عمليات قمع السلطات التونسية لحركات الاحتجاج الاجتماعي في منطقة « الحوض المنجمي » مؤشر خطير، ولاسيما مع اقتراب موعد محاكمة 38 ناشطا ساهموا في الكشف عن ما حدث فيما يعرف بـ »أحداث الرديف ». وقال إن على الدولة أن تشكر نشطاء المجتمع المدني لكشفهم تلك الحقائق التي كانت غائبة -حسب قوله- والتي لولاها لما اتخذت الرئاسة قرارات مهمة مثل تغيير المدير العام لشركة الفوسفات ووالي المنطقة ولما التزمت بتنميتها. ورفض عبد الوهاب توصيف الحكومة التونسية للموقف بأنها تعاملت مع « أحداث شغب »، مؤكداً أنها كانت « سخطا شعبيا واحتجاجا سلميا على الأوضاع المعيشية السيئة، في منطقة هي رابع منتج للفوسفات في العالم ». وأشار إلى أن السلطات التونسية حظرت على الصحافيين الدخول إلى المنطقة أو الحديث عن ما حدث هناك، كما قامت باعتقال نقابيين وتوجيه تهم غير صحيحة لهم، عل حد قوله. واعتبر عبد الوهاب أن التحركات الشعبية في المنطقة كانت لأسباب منطقية، مستدلاً على ذلك بتصريحات للرئيس التونسي زين الدين بن علي أثناء خطاب ألقاه في 16 يوليو/تموز الماضي قال فيه إنه « يتفهم تحركات الشبان ومظاهراتهم في تلك المنطقة » ما يدل على أن لتلك التحركات مبرراتها، حسب رأيه. وأوضح أن علاج هذا الوضع يكون في إتاحة الحرية الإعلامية لتغطية الموقف وتقديم الواقع، والسماح للكوادر النقابية المتمرسة بممارسة دورها وتحويل هذا الغضب الشعبي إلى مطالب معقولة يمكن التفاوض بشأنها، والتفاعل بينه وبين القوى السياسية على اختلاف أطيافها ولا سيما تلك الوثيقة الصلة بالقيادة السياسية في البلاد. مأزق حقيقي من ناحيته قال رئيس تحرير صحيفة الموقف التونسية المستقلة رشيد خشانة للجزيرة نت إن تونس تمر بمأزق حقيقي بسبب رفض النظام السياسي ظهور أي وجهة نظر معارضة في وسائل الإعلام، رغم تفاقم العديد من المشكلات وضرورة مساهمة كافة تيارات المجتمع في البحث عن حلول لها.   واعتبر خشانة أنه نتيجة لذلك فقد غابت التعددية والمصداقية عن مؤسسات الدولة، التي –حسب قوله- لم يتم انتخابها بشكل حر ولا يمكن للمواطن أن يبدي برأيه في أدائها أو مصيرها. وأوضح أن الإشادة بأداء الحكومة التونسية من دول مثل فرنسا أو غيرها « يجب ألا يعمم كموقف أوروبي » إذ تحرص دول المتوسط الأوروبية على مصالحها الاقتصادية، في حين أن موقف الاتحاد الأوروبي واضح من ملف الحريات في تونس ». من جهة أخرى اتهم رئيس تحرير صحيفة لا برس اليومية القومية الناطقة بالفرنسية مولدي مبارك نشطاء المجتمع المدني والندوة بالمتاجرة بحقوق الإنسان، مؤكداً أن حرية الصحافة « متوفرة في تونس بدليل وجود ثلاث صحف مستقلة ليس عليها إقبال، وأن النجاح الاقتصادي الذي تشهده البلاد لا يمكن أن يحدث في أجواء قمع وكبت ». المصدر:الجزيرة (المصدر: موقع الجزيرة نت (الدوحة – قطر) بتاريخ  20 أكتوبر 2008)

أسبوع التضامن مع أهالي الحوض المنجمي
تحت شعار « أسبوع التضامن مع أهالي الحوض المنجمي » ، قرر الحزب الديمقراطي التقدمي تخصيص كل نشاطات جامعاته في الجهات خلال 3 أيام الأخيرة من هذا الأسبوع إلى مساندة أهالي الحوض المنجمي . و ستمثل هذه المبادرة نقلة نوعية لطرق التضامن مع أهالي الحوض و ذلك بعدم إكتفاء مناضلي الحزب بتظيم الإعتصامات أو الندوات…و القيام بخطوات متقدمة تمس مباشرة أهالي الحوض المتضررين من فشل السياسية الإجتماعية للسلطة . و في نفس الإطار إتخذ الحزب جملة من القرارات ستنفذ خلال التظاهرة ، أهمها إلتزام مناضلي الحزب في الجهات بتبني عدد من سجناء التحركات السلمية للحوض المنجمي ماديا و معنويا…و تجدر الإشارة أن الديمقراطي التقدمي خصص جزءا كبيرا من صحيفته و موقعه الإلكتروني للتعريف بمعاناة أهالي الحوض ، و فضح تعمد لجوء السلطة للحل الأمني في معالجة القضية عوضا عن إتخاذ قرارات عملية تساهم في إنعاش الحركة التجارية و الإقتصادية في المدن المتضررة ( الرديف،المتلوي،أم العرايس…). معز الجماعي (المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ    20 أكتوبر 2008)  

معارض تونسي يطرح فرضية الترشح إلى الانتخابات الرئاسية القادمة
 
تونس- آفاق – سفيان الشورابي طرح الأمين الأول لحركة التجديد المعارضة أحمد إبراهيم فرضية الترشح إلى الانتخابات الرئاسية التي من المنتظر أن تنعقد خريف 2009، وأعرب في حوار أجرته معه إحدى الصحف الأسبوعية أن « مبدأ الترشح مفروغ منه وقد قلت مرارا أنني أعتبر نفسي مترشحا بالقوة للرئاسية ». وقال إبراهيم إن « تنقيح القانون الدستوري المتعلق بحق الترشح إلى الرئاسية قد صودق عليه طبقا للمشروع المعد من السلطة رغم اعتراضنا عليه ورفضنا لما فيه من إقصاء وتضييق »، إلا أن الملف الانتخابي، حسب رأيه، لا يجوز اختزاله في مسألة حق الترشح لرئاسة الجمهورية، رغم أهمية – بل مركزية – هذه النقطة. ونبّه إبراهيم إلى ضرورة تناول المسألة تناولا شاملا يطرح حق الترشح للرئاسية كجزء من كل وإلى توفير ظروف توحد كل القوى الديمقراطية في المعركة من أجل هذا الإصلاح الشامل وهو ما يعني- على الأقل في مرحلة أولى- تجنب منزلق إخضاع هذه المعركة المشتركة إلى الأجندة الخاصة لهذا الطرف أو ذاك أو لهذه الشخصية أو تلك. وحول تحفظات عديد المراقبين بخصوص المجلة الانتخابية التي تعيق انجاز انتخابات شفافة وحرة في تونس، أجاب أحمد إبراهيم أنه يعتقد أن المنظومة الانتخابية الحالية ليست قدرا محتوما وأنه بالإمكان إحداث شروخ في هذا الجدار الذي يحول اليوم دون ممارسة التونسيين والتونسيات لحقهم في المواطنة وحقهم في الاختيار الحر لمن يمثلهم، ولذلك فهو يعتبر أن التحويرات الجوهرية الواجب إدخالها على هذه المنظومة الانتخابية لا تزال في طليعة المطالب إلى جانب المطالبة برفع التضييقات على نشاط الأحزاب وفتح قنوات الإعلام والاتصال أمامها دون انتظار الدقائق المعدودة المتاحة فيما يسمى بالحملة الانتخابية. وأعلن اعتزامه على خوض معركة التغيير الديمقراطي باستغلال كل إمكانيات التحرك مهما بدا هامشها ضيقا في الوقت، وفتح آفاق نضالية أمام الشباب والنخب لكي تكون الانتخابات الرئاسية والتشريعية القادمة فرصة حقيقية للنضال من أجل الإصلاح السياسي ومن أجل الانتقال من الانغلاق وتخلف المشهد السياسي إلى الديمقراطية. وفي إشارة منه إلى التحالفات المرتقبة التي يعتزم حزبه نسجها مع بقية القوى السياسية التونسية، أكّد إبراهيم « أن الحركة الديمقراطية لا ينبغي أن ينظر إليها كمجرد تجميع لكل من يقول « لا » لنمط الحكم القائم، بقطع النظر عن المشروع الذي يحمله أو التحالفات التي هو ملتزم بها ». وهو ما يعني ضمنيا رفضه القطعي لأي شكل من أشكال العمل المشترك مع التيارات الإسلامية المعارضة. ودعا في المقابل إلى التشاور الواسع مع مكونات « المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم » (تجمع لفصائل سياسية يسارية) ومع أنصار الحرية والاستنارة والمواطنة بوجه عام سواء كانوا أحزابا أو مكونات مجتمع مدني أو شخصيات مستقلة وذلك ليس فقط لمزيد بلورة الأرضية الوطنية الديمقراطية المشتركة فعلا بل أيضا للتوافق حول التوقيت الملائم للإعلان عن الترشح. يُشار إلى إن الحكومة التونسية سنّت في وقت سابق قانونا استثنائيا خاصا بالانتخابات الرئاسية المقبلة يتيح لرؤساء أحزاب المعارضة المعترف بها تقديم ترشحاتهم من دون اشتراط تزكية 30 نائبا برلمانيا أو رئيس بلدية مثلما يفرضه القانون الانتخابي الجاري العمل به، وهو ما تعجز جميع أحزاب المعارضة على الإيفاء به. وكان كل من رئيس الدولة زين العابدين بن علي والأمين العام لحزب الوحدة الشعبية الموالي للسلطة محمد بوشيحة، أعلنا رسميا ترشحهما لتلك الانتخابات، في حين ينتظر الملاحظون مبادرة الأمين الأول لحركة التجديد القيام بذلك، بينما فضّل الحزب الديمقراطي التقدمي التمسك بمرشحه أحمد نجيب الشابي الذي لا يشغل منصب رئاسة حزبه وهو ما لا يسمح له بخوض الانتخابات الرئاسية (المصدر: موقع آفاق  بتاريخ  20 أكتوبر 2008 ) http://www.hichem.biz/prx/index.php?q=aHR0cDovL3d3dy5hYWZhcS5vcmcvbmV3cy5hc3B4P2lkX25ld3M9NzIzMg%3D%3D  

مرشح معارض ثان لمنافسة الرئيس التونسي بانتخابات 2009
أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي التونسي المعارض أن مكتبه السياسي اقترح ترشيح أمينه العام أحمد الإينوبلي لخوض سباق الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني 2009. وأوضح في بيان حمل توقيع عضو مكتبه السياسي المكلف بالإعلام عبد الكريم عمر، أن هذا الاقتراح سيعرض على اجتماع المجلس الوطني للحزب المقرر عقده في منتصف الشهر المقبل لاتخاذ القرار النهائي. ويعتقد على نطاق واسع أن المجلس الوطني سيوافق على تزكية الإينوبلي مرشحا للانتخابات. وبهذا الاقتراح يكون الإينوبلي المعارض التونسي الثاني الذي يعلن ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، على اعتبار أن المعارض محمد بوشيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية هو أول من أعلن ترشحه لخوض هذه الانتخابات في الأول من سبتمبر/أيلول الماضي. القومية العربية وتولى أحمد الإينوبلي الأمانة العامة لحزبه الذي يرفع لواء القومية العربية، خلال شهر أغسطس/آب من العام 2003، وذلك بعد دخول مؤسسه وأمينة العام السابق عبد الرحمن التليلي السجن عقب إدانته بتهم تتعلق بفساد إداري ومالي. وتأسس حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي في الثالث والعشرين من نوفمبر/تشرين الثاني من العام 1988، أي بعد نحو عام من وصول الرئيس زين العابدين بن علي إلى السلطة، ليحصل بعد ثلاثة أيام فقط من تأسيسه على ترخيص قانوني. وشارك الحزب منذ العام 1989، في كل الانتخابات التي أجريت في تونس، كما خاض أيضا تجربة الانتخابات الرئاسية، حيث خاض أمينه العام في ذلك الوقت عبد الرحمن التليلي السباق الرئاسي في عام 1999، وحصل على 0.23% فقط من أصوات الناخبين. وفي العام 2004 تغيب الحزب عن الانتخابات الرئاسية، ولكنه شارك في الانتخابات التشريعية، حيث حصل على سبعة مقاعد في مجلس النواب (البرلمان). رفض الشابي يذكر أن السلطات التونسية رفضت ترشيح أحمد نجيب الشابي الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدمي ومدير صحيفة الموقف التابعة للحزب، مبررة ذلك بعدم استيفائه لشروط الترشح. وكان البرلمان التونسي صدّق على قانون جديد لتوسيع قاعدة المشاركة في الاستحقاق الرئاسي المقبل، يتيح بشكل استثنائي إمكانية الترشح لانتخابات 2009 للمسؤول الأول عن كل حزب سياسي، شرط أن يكون منتخبا لتلك المسؤولية وأن يكون يوم تقديم ترشحه مباشراً لها منذ مدة لا تقل عن سنتين متتاليتين. وتوجد في تونس خمسة أحزاب معارضة ممثلة في البرلمان بـ37 نائبا، بالإضافة إلى ثلاثة أحزاب غير ممثلة هي الحزب الديمقراطي التقدمي والتكتل من أجل العمل والحريات، وحزب الخضر للتقدم. (المصدر: موقع الجزيرة نت (الدوحة – قطر) بتاريخ  20 أكتوبر 2008)
 

حزب الاتحاد المعارض يرشح الأينوبلي لانتخابات الرئاسة في تونس
تونس / بناء على التعديلات الدستورية التي أقرتها تونس لضمان مبدأ التعددية وتوسيع المشاركة في إدارة مؤسسات الجمهورية، أعلن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي المعارض، ترشيح أمنيه العام أحمد الأينوبلي، لخوض معركة الانتخابات الرئاسية المقرر أن تجري العام المقبل. وبهذا يكون الأينوبلى المعارض التونسي الثاني الذي تنطبق عليه الشروط القانونية بموجب التعديل الدستوري الاستثنائي، بعد المعارض التونسي محمد أبو شيحة الأمين العام لحزب الوحدة الشعبية. وقال المكتب السياسي لحزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي، إنه « تم اقتراح ترشيح أحمد الأينوبلي، الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي للانتخابات الرئاسية سنة 2009 « . وأضاف أن هذا الاقتراح سيعرض على اجتماع المجلس الوطني للحزب، المقرر عقده في الـ 15 من نوفمبر المقبل لاتخاذ القرار النهائي. ويعتقد على نطاق واسع أن المجلس الوطني سيوافق على تزكية الأينوبلي مرشحا للانتخابات التي ستجري في نوفمبر 2009 . وكان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قد أعلن في وقت سابق أنه بإمكان كل الأمناء العامين للأحزاب المعارضة والمنتخبين منذ مدة لا تقل عن عامين الترشح للاستحقاق الرئاسي المقبل. وأعلن بن علي بالفعل ترشحه للمنافسة على منصب رئيس الدولة والذي يشغله منذ 1987م خلفا للرئيس السابق الحبيب بورقيبة. وقال بيان الاتحاد الوحدوي، الذي يشغل سبعة مقاعد في البرلمان من بين 189 مقعدا، إنه يعتزم المشاركة في الانتخابات البرلمانية في كل المحافظات. والوحدوي أحد ثمانية أحزاب معارضة صغيرة في تونس وقد شارك في كل الانتخابات البرلمانية التي جرت في تونس منذ 1989م، وشارك عام 1999م بمرشح في الانتخابات الرئاسية وحصل على نسبة لم تتعد واحدا بالمئة من أصوات الناخبين آنذاك. ولحد الآن، فإن ثلاثة مرشحين يقفون على خط واحد قبل عام من بدء السباق إلى الرئاسة، فيما يعد انضمام المرشح الثاني في الانتخابات الرئاسية القادمة، تأكد رسميا لدى الدوائر السياسية في تونس، على نفاذ التعديلات الدستورية التي أقرتها تونس لضمان مبدأ التعددية وتوسيع المشاركة في إدارة مؤسسات الجمهورية. وكذلك بالمشاركة في الانتخابات التشريعية التي تجرى بالتوازي مع الانتخابات الرئاسية. ويشارك الرئيس الحالي زين العابدين بن علي، الترشح لولاية جديدة، في الانتخابات الرئاسية المقبلة. وقال بن على أمام المؤتمر السنوي لحزبه التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم « أقول لكم بكل فخر، إنني دائما على العهد معكم، وأجيبكم بكل اعتزاز، نعم لأن أكون مرشحكم للانتخابات الرئاسية لسنة 2009 ». وحدد بن على في أجندته الانتخابية القادمة أولويات بتشجيع نمو أقوى وتعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية متعددة الأحزاب ودور المرأة في المجتمع والسياسة. وستكون انتخابات 2009 ثالث تجربة تعددية بعد انتخابات عامي 1999 و2004، كما يتوقع أن تشهد تلك الانتخابات رقما قياسيا في عدد المقترعين وذلك بعد أن تمت المصادقة برلمانيا على خفض السن القانوني للاقتراع من 20 إلى 18 سنة، لتحفيز المشاركة السياسية بين الشباب، وبالتالي يصبح من حق ما يزيد عن نصف مليون شاب الإدلاء بأصواتهم خلال الانتخابات الرئاسية والتشريعية لسنة 2009. (المصدر: موقع نسيج الاخبارية بتاريخ  20 أكتوبر 2008)  

رئيس الدولة يستقبل الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي
قرطاج 20 أكتوبر 2008 (وات) أكد الرئيس زين العابدين بن علي لدى استقباله يوم الاثنين السيد أحمد الاينوبلي الامين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي دعمه للأحزاب السياسية للقيام بدورها على أحسن وجه وللمساهمة في تطوير الحياة السياسية. جاء ذلك في تصريح السيد أحمد الاينوبلي الذى عبر عن تشرفه بلقاء رئيس الجمهورية في اطار ما أرساه سيادة الرئيس من سنة للتواصل مع المنتظم السياسي والاجتماعي. وأضاف أنه أطلع رئيس الدولة على مدى تطور حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوى مضيفا قوله ‘ ان اللقاء كان مناسبة للتطرق الى الشأن السياسي العام وان رئيس الدولة أكد حرصه على تطوير الواقع السياسي وتكريس الخيار الديمقراطي منهجا وأسلوبا’. (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 20 أكتوبر 2008)  

بلاغ صحفي
 
تونس في20/10/2008  الموضوع   تقديم شكاية إلى جناب السيد و كيل الجمهورية بتونس ضد المدعو محمود احمدي نجاد, و مهنته رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية.  بعد ما جاء في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 23 سبتمبر 2008 الذي اتسم بالتحريض علي الكراهية. و لان في الخطاب من الأقوال هي من الأعمال الإرهابية وفقا للقانون التونسي. و لان انخراط تونس في الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب و بناء السلام العالمي. و حل القضية الفلسطينية في إطار القرارات الدولية يكون بلا معنى بدون التزام الحكومة بعدم التعاون مع الذين يدعمون الإرهاب أو يقومون بالتحريض على القيا م بالأعمال الإرهابية أو الجرائم ضد الإنسانية وان كانوا من الأجانب. لذا و على ضوء ما ذكر تقدمت بشكوى يوم الاثنين 20|10|2008 إلى جناب السيد و كيل الجمهورية بتونس ضد المدعو محمود احمدي نجاد مطالبا بالتتبع العدلي ضده و كلفت محاميا بالنيابة عني في الطور الحالي للقضية.  عدنان الحسناوى تونسي مواطن من العالم كاتب و ناشط في العديد من المنظمات غير الحكومية الدولية والتي تعمل مع الأمم المتحدة من اجل السلام و الحد  من انتشار السلاح غير التقليدي و مكافحة الإرهاب, و من اجل القضاء على الفقر و الأمراض الخطيرة و من اجل حقوق الإنسان و الديمقراطية و مكافحة الفساد و الرشوة, و من اجل التنمية الشاملة للبشرية و في أي جزء من العالم. ————————————————————————————————- الأدلة والأسس القانونيّة للعريضة التي قدّمت إلى جناب السيد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس ضدّ المدعو محمود أحمدي نجاد، ومهنته رئيس الجمهوريّة الإيرانيّة الإسلاميّة   جاء في خطابه أمام الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة بتاريخ 23 سبتمبر 2008, و بشكل خاصّ ما يلي: قال « في فلسطين لا تزال 60 عاما من المذابح والاجتياح متواصلة من قبل بعض القوى الصهيونية الإجرامية المحتلة ». وأضاف إن « الصهاينة أسسوا كيانهم على الكذب والخديعة والإجرام ».وقال «أنهم يسيطرون على المراكز المالية والاقتصادية وعلى مراكز صنع القرار السياسي في بعض دول أوروبا وفي الولايات المتحدة» نجاد بأقواله هذه، والتي تقوم على التعصّب الدّيني وتكشف للعيان خفايا الكراهيّة والتطرّف لشخصيته.صوّر لنا فيها نفسه على أنّه « الذكيّ » الذي اكتشف « غباء » الغرب والعالم ؟ ! في حين أنّ كلّنا نعلم أنّ إيمان الغرب: بقيم حقوق الإنسان، وعدم التمييز بين المواطنين على أساس انتماءهم الدّيني أو أيّ شكل آخر للتّمييز، وبأنّ الطريق الوحيد أمام الجميع وبالتّساوي في الرّقي الاجتماعي وللوصول إلى المناصب السياسيّة العامّة فقط يكون بالعمل وبأصوات الناخبين، وليس بالمولد، وأيضا ليس بالانقلابات أو أعمال التخريب والإرهاب، وفي ظلّ هذا الإطار عمل أبناء الديانة اليهوديّة على تحصيل العلم والمال فحققوا لهم هذه الوضعيّة. أقول هذا الإيمان الصّادق كان الدّافع للعقلاء من الغرب لهزيمة ألمانيا الأوروبيّة المسيحيّة حين انحدرت للتعصّب العرقي والقومي. هذا الإيمان بالإنسان وبحقّ الاختلاف والتعدّدية والتنوّع الاثني والدّيني هو الذي دفع بالغرب بقيادة أمريكا للدفاع على المسلمين في يوغسلافيا ومحاكمة مجرمي الحرب وعلى رأسهم الرئيس السابق.  نجاد بهذه الأفعال يقوم بتكرار الأساليب القديمة للتحريض على الإبادة الجماعيّة. وما قاله هو إحياء لما روّج له أعداء الساميّة. ولمقولات كاذبة كتبت بقصد التحريض على الكراهيّة ولتبرير الاضطهاد وجاءت في « بروتوكولات حكماء صهيون » الكتاب الذي يتحدّث عن مخطّط لليهود لحكم العالم، ومن ثمّ يدعو للعمل على إبادتهم. ويرجّح علماء التاريخ أنه من تأليف متفي فسيليفنش غولوفنسكي  Matvei Vasilyevich Golovinski  Матвей Васильевич Головинский وهو ضابط الاستخبارات والمسؤول في جهاز أوخرانا، والذي كان يعمل على اضطهاد الحركة الشيوعيّة في زمن الثورة البلشفيّة وتحت حكم القيصر، بالتّرويج على أنّ قادة الثورة هم اليهود أو من عملاءهم. وعرف عنه من خلال وثائق أرشيف البوليس الفرنسي أنّه هو الذي قام أيضا عبر عناصر الاختراق من البوليس القيصري للمعارضة بأعمال تخريبيّة في باريس لتوريط اللاجئين الروس الهاربين إلى فرنسا من الاضطهاد. كما استخدم هذا الكتاب من طرف أجهزة الدعاية للنازيّة في الحرب العالميّة الثانية ولتبرير جرائم هتلر. كما استعمل هذا الكتاب من طرف أعوان الناصريّة في عهد الجمهوريّة العربيّة المتّحدة وتحت قيادة البكباشي (رتبة عسكرية) جمال عبد الناصر. ثمّ من طرف الحركات السلفيّة الجهاديّة للدعاية والتّحريض على الإرهاب في إطار التعبئة النفسيّة والعقائديّة لخوض حرب العصابات وخاصّة بعد هزيمة 1967، وفي إطار العمل ضدّ دولة إسرائيل والدّول العربيّة المعتدلة. وقد كان هذا الكتاب من أهمّ المراجع في نصوص الأعمال التحريضيّة لتنظيم القاعدة الإرهابي. لما كان له من تأثير في تكوين أيمن الظواهري الإرهابي والرجل الثاني في التنظيم المذكور. ومن الناحية القانونية ما قاله نجاد يجوز معاملته على أساس الجريمة المتّصفة بالإرهابيّة على معنى الفصل السادس من قانون عدد 75 لسنة 2003 والمؤرخ في 10 ديسمبر 2003 والمتعلّق بدعم المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال. وأيضا ولأنّ نجاد في خطابه استعمل أسماء وكلمات ورموز ملتصقة بالجريمة الإرهابيّة على معنى الفصل 12 من القانون المذكور. ونحن بصدد تناول هذا الموضوع نذكر بروح الاعتدال والتسامح والالتزام بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى احترام أهل الكتاب وللحريات الدينيّة وهذا الصدق في الإيمان بربّ العالمين وفي العمل به، كان ولا يزال لدى أغلب التونسيين. ففي حين تورطت حكومة فيشي في فرنسا وتحت الاحتلال النازي في اضطهاد اليهود، رفض التونسي المنصف باي وتونس حين ذاك كانت تحت الحماية الفرنسية والاحتلال الألماني التوقيع على  مشروع أمر يتعلق بإجبار يهود تونس بحمل النجمة الصفراء في فيفري 1943 , و كذلك رفض ختم مشروع أمر يتعلق بجبر اليهود بتونس على الأشغال الشاقة بتاريخ 10/أفريل /1943¸ و أيضا القانون المتعلق بمنع اليهود من ممارسة التجارة و الإنخراط في المنظمات الإقتصادية في ماي 1943 .    من حقّنا، لا بل من الواجب علينا نقد انتهاك الحكومة الإسرائيليّة لحقوق الإنسان في الأرض المحتلّة، وأيضا مساعدة السلطة الفلسطينيّة في النضال لإقامة الدولة الفلسطينية وإرساء السلام الدائم مع الدولة الإسرائيليّة. أقول هذا النضال يجب أن يكون سليما لأنّ الحقّ في المقاومة المسلّحة المشروعة انتهى بقيام السلطة الفلسطينيّة للحكم الذاتي أولا واعتراف المجموعة الدوليّة بها بعد توقيع روسيا وأمريكا كشهود على اتفاق غزّة أريحا أولا. ومنذ ذلك التاريخ تحوّلت القضيّة الفلسطينيّة من صراع “وجود“ كما روّج لذلك بعض من العرب المتطرّفين إلى نزاع حدود (مساحة الأرض، ووضعيّة القدس الشرقيّة)، و حقوق (عودة اللاجئين). الأمر الذي لا يبرّر وبأي شكل من الأشكال الانزلاق في اتّخاذ هذا النزاع حول الحدود والحقوق إلى تعلّة لقتل الأبرياء والعمل على زعزعة استقرار، لا بل محاولة يائسة بهدف إزالة دولة إسرائيل من الوجود. عبر استخدام الحركات الإرهابيّة و خاصة “حماس“ ,والعمل على امتلاك السلاح النووي. و خير ما أختم به، وبعد أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أنّ محمد عبده ورسوله. قوله تعالى جلّ جلاله في كتابه: القرآن العظيم من سورة المائدة:   {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَءاتَاكُمْ مَا لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنَ الْعَالَمِينَ(20)يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ(21)قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ(22)قَالَ رَجُلانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ(23)قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ(24)قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلا نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ(25)قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ(26)} و انتهت بذلك مدّة العقاب للإسرائيليين، وعادوا من الباب أي الشرعيّة أي الأمم المتحدة التي أصدرت قرار التقسيم، وانتصروا على القوم الجبارين في حدود ما كتب الله لهم، ولإسرائيل بحدود قرار التقسيم شعب يدافع عنها، وربّ سخّر لها أمريكا لحمايتها.  والنصر للحريّة والسلام، والهزيمة للإرهاب وللاستبداد.                  عدنان  الحسناوى
 

محاكمات مستمرة
كتبه :أبوجعفرلعويني تتالت المحاكمات في السنوات الأخيرة بتونس,إذ سُنّ قانون مكافحة الإرهاب نحلة للنّظم الإستبدادية, وشجّعها  الغرب لملاحقة كلّ ملتزم بدينه , والإرهاب هنا يُراد به الإسلام بعد تراجع( ج. وولكر بوش) عن تصريحه الأوّل, بالحرب الصليبية على الإسلام,وقد نصحه الوكلاء بالتراجع, حتّى لا يتّهموا بالولاء للغرب الصليبي الماسوني,وهكذا تسنّى لهم منع النّصرة لشعب العراق واخوتهم في الصومال وأفغانستان , الذين غزاهم الغرب في عقر دارهم واستفرد بهم,ثمّ استعمل لضرب كلّ معارض ولو كان شيوعيّا أو غير ذلك, ممّن رفض الظّلم والإستبداد,وكما يقول اخوتنا في مصر’ياما في الحبس من مظاليم’أمّا العدالة بتونسنا الحبيبة ,فهي في تعميم قانون ديسمبر 2003 السيّئ الصّيت,والمحاكمات المنجرّة عنه.  
 
محاكم مستمرة محاكم بالبلاد فيها نشاط***  تتالت الأخبار بالإفتراضي شباب تونس ماذا دهـاه***   تُهم تُجرّ بثوبها الفضفاض فتنة كالليل البهيم حلّت***    و شعبنا عنها  غير راضي هل الرّجوع إلى الدّين جرم ,وارتياد المساجد يا قاضي كارتياد الحانات يجلب الهمّ والفساد كلاّ, وذا اعتراضي كفاكم جنوحا إلى الطّغيان وانتهاك المحارم والأعراض  زال عهد بوش وحافظوه**  وحكم الله باقي و ماضي*  تهابون الطّاغوت و تسندوه وما الجزاء غير اللّواظي* كفاكم بني الخضراء زيغا**   محاكم مستمرّة باكتضاض ألم تستوفوا ما حمّلوكم ظلما*   واستوت تلكمُ الأغراض لاتذلّوا شبابنا إنّ شعبا يُذلّ شبابه يخبونشاطه الفيّاض شعب تونس لايرضى سوى دينَ السّلام وطيّبَ الألفاظ
ماضي*:الله يُمضي حكمه إذ ‘يقول للشّئ كن فيكون’
اللّواظي*: جمع لظى (فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّىٰ (14) س الليل)  
 

الرديف 2008
سأحكي كلاما عن بلدي بلدي يا صاح سجنا … أكبر من كل بيوت القرية … يحكمه سجانا أعتى سجان من كل جبال القرية يرقب أسوار البلد جند أشرس من كل كلاب القرية يا أحرار العالم في إحدى ليالي الصيف غزا البوليس القرية ضربوا العُجّزَ والأطفال والنسوة سرقوا الدّور … نهبوا الأسواق والأرزاق أخذوا ما أعتقه الفقر والإملاق ناحت امرأة مازالت لوعتها تربك غور الصدر هذا أمر دبر في ساعة نحس ما أكثرها وحدها المآقي مدمعة محمرة … إنا نتنفّس غازا فتاكا وشرور … انتشر البوليس حول الدور وأمام الجدران المنخفظه والقناصة فوق السطوح عمت صباحا يا وطني … بدأ الطلق رصاص يمخر عب الريح صاحت أرملة أخرى: يا ويلي ؟؟ هذا قتيلي الثاني ابتلع الداموس في عهد أغبر زوجي دبّ الرعب … ارتجف الرمل … عمّ السفك … انخلع خصر الرديف … نطّ الحتف … صاحت سائلة فوق رصيف مهجور دماء حائرة شهيدا آخر ما عاد يطلب عملا … ما عاد ينزف أحزانا ودموع فزع الصبية … هتف شيخ وهن من وعث الداموس أسلحة الغدر … هذا يومي هذا صدري أريد الجنة … أريد الجنة أدلهم الليل … اقتحم البوليس الأكواخ والغرف المهترئه … حلّ العيث … تفشى الحقد … وأعتقل الفتيه … والعمال وأهل الفكر والصنّاع مائه مائتان ثلاثة ضجّ السجن بالأبطال فتر السوط والسجان وجس القصر والسلطان نطق السفه بالأحكام … سنة … سنتان أربع … خمس سنوات آه … من يطلب شغلا في بلدي يدفن في أقبية النسيان …
                                           » النفطي الدرجيني  »  

جامعة التجمع الدستوري بقصرهلال مغتصبة متميزة للفضاءات الثقافية-الجمعياتية؟؟؟
مراد رقية لقد تناولت في مناسبة سابقة كيف أن المعضلة الأولى التي تشكو منها الحياة الجمعياتية المستقلة عموما،والحياة الثقافية خصوصا هي انعدام الفضاءات الممكن توظيفا وتأهيلها للعمل الثقافي غير المطوّع لخدمة أهداف جامعة التجمع الدستوري بقصرهلال ضامنة الجمود والرداءة والتخلف الثقافي بامتياز بدعم السلط الجهوية والوطنية المباركة لتوجهاتها السديدة في رسم معالم ثقافة  القرن الواحد والعشرين؟؟؟ ولعل العامل الأساسي وراء تراجع الحياة الجمعياتية الحرة وكذلك الحياة الثقافية الراقية برغم أنها المدينة الزاخرة بالطاقات الثقافية المختلفة،وهي المنارة المتميزة للعمل الثقافي كما تشير الى ذلك الدراسات التاريخية المنجزة عن تاريخ قصرهلال مثل كتاب »قصرهلال » المنجز من قبل بلدية قصرهلال في احدى الدورات السابقة،وكذلك دراسة الأستاذ الحبيب ابراهم »قصرهلال من النشأة الى الاستقلال »،العامل الأساسي في ذلك هو استيلاء التجمع الدستوري الديمقراطي دون وجه حق على المركب الذي يحمل اليوم تسمية »دار التجمع الدستوري الديمقراطي » على اعتبار أن وزارة الثقافة وحماية التراث هي المستثمر الأساسي ولعلها الوحيد في بناء هذا المركب المغتصب اليوم من جامعة التجمع والمحرّم بسلطة الأمر الواقع على النشاط الجمعياتي والثقافي المستقل في ماعدا نشاط « الشعبة الثقافية المنبثقة عن انقلاب 17 ماي2008 التجمعي والمنضوية تحت لواء جامعة التجمع بقصرهلال؟؟؟ » وقد مدّت جامعة التجمع في الفترة الأخيرة اغتصابها للفضاءات الى غاية دار المؤتمر أو »دار أحمد عيّاد » المستولى عليها من المعهد الأعلى لتاريخ الحركة الوطنية المتقاعس عن مهامه والتي حولتها الجامعة الى « فضاء تجمعي للأفراح وتلميع صورة الجامعة » وفضاء تنشيطي تمن به على مريديها وأتباعها دون مقابل.وبرغم توفر امكانية اقامة ندوات فكرية غير تجمعية،وكذلك حفلات موسيقية من طراز راق كتلك التي تخطط لاعدادها مشكورة »أكاديمية الموسيقى بقصرهلال » التي يتولى التدريس فيها أساتذة ينتسبون للمعهد العالي للموسيقى بسوسة،هذه الأكاديمية التي أشرفت على اعداد براعم ومواهب موسيقية متميزة لكنها تفتقر الى الفضاءات الملائمة مما جعلها تفكر حتى بالهجرة بنشاطها الى مدينة5 سبتمبر التي وعدتها هياكلها الثقافية بتوفير فضاءاتها دون مقابل يذكر؟؟؟ ان فضاء دار التجمع وفضاء دار المؤتمر هي فضاءات عمومية ملك لأهالي قصرهلال بأجمعهم وليست ملكا للتجمعيين وحدهم،فطالما أن جامعة التجمع تحتكر استعمال هذه الفضاءات وتؤجرها للمعارض وللمناسبات المختلفة دون أن تخضع للمحاسبة،فالمطلوب هو أن ترفع هذه الجامعة يدها عن  امتياز استغلالها مع العلم بتحويل مركب دار الثقافة والتجمع الى دار تجمع فقط من قبل كاتب عام أراد التقرب لادارة التجمع والحصول على مباركتها فتكرّم بما هو ليس ملكا له بل هو ملك للمجموعة المحلية بأكملها ،فكل من دار التجمع والثقافة السابقة،وكذلك دار المؤتمر تبرع بهما هلاليان رغبة في خدمة مصالحهما الخاصة دون التفكير في مصالح المجموعة المحلية؟؟؟فنحن نطالب ادارة التجمع أو أمانتها العامة بضرورة تصويب هذه الوضعية الشاذة الناتجة عن سوء استعمال الكتاب العامين لجامعة التجمع الدستوري الديمقراطي بقصرهلال لنفوذهم،وبأن يقع التنويه بأن هذه الأملاك أو هذه الفضاءات  هي فضاءات أهلية وليست تجمعية خصوصا وأن جامعة التجمع بقصرهلال أصبحت مسؤولة بامتياز عن حالة التصحر والعوز الثقافي الذي تعيشه مدينة قصرهلال لحرمانها من فضاءاتها المستولى عليها من التجمع دون وجه حق وهو الرافع لشعار « الجميع لتونس وتونس للجميع »؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟  

حوار* مع السيد محمد بن عامر مدير الوكالة التونسية للانترنت
البارح بعد ما كتبت تدوينة صغيرة على الفساد في البلاد و دعيت الحقوقيين باش يرفعوا قضية بكل المتورطين في الرشوة و السرقة و بعد ما نشرتها بسويعة كلمت اصدقائي باش يطلعوا عليها و يعطوني رايهم و تعليقاتهم قالولي راهي مدونتك مسكرة و ما انجموش ندخلولها كان بالبروكسي و ه الامر المشين في الحقيقة غششني برشا و بما اني مواطن صالح ما مشيتش نكتب في بيانات التنديد بالحكومة و الوزراء بل مشيت لدليل الهاتف و طلبت البرطابل متع سي محمد بن عامر المسؤول الاول على الانترنت في بلادنا الى نحبوها و نغيرو عليها، طلبتو باش نستفسر من الحكاية. الحاصيلو ما انطولش عليكم بمجرد ما رن التليفون متاعو و عرف الموضوع قالي علق انت مواطن مزمر هاني تو نطلبك انا من تليفون الخدمة و كيما تعرفو الكل تليفون الخدمة رزق البيليك ما فيها باس يطلبني منو. و كي طلبني دار بيناتنا ه الحوار هاني باش ننقلهولكم بكل امانة. – الساخر: يا سي محمد سامحني راني منيش فاهم علاش حجبتولي المدونة متاعي ياخي انا اش قلت فيها ماهو حديث متع الناس الكل و انا حبيت انبلغ ما نسمع فيه للمسؤولين الكبار و ربما رئيس الدولة بيدو يقراه و ياخذ فيه قرارات باهية. انا ما كتبتش على الارهاب و الا دعيت للمظاهرات ضد الفساد و المفسدين. سي محمد: صدقني يا خويا الساخر الوكالة متاعنا ما عندها حتى دخل احنا ما انسنصرو كان مواقع السكس لانها تتنافى مع اخلاقنا الاسلامية اما حكاية المدونات و المواقع الاخرى المحجوبة راهو موش منا احنا. – الساخر: زعمة تكونش من الكونكسيون ضعيفة و برا و كان تظهر من الكونكسيون قولولنا خلينا بكلنا نبدل التدفق العالي متع 2 ميقا و الخليف على الله. – سي محمد: لا يا الساخر موش مشكل كونكسيون احنا بلادنا لو قارنها بالجيران متقدمين برشا و قاعدين نطوروا في خدمات الانترنت و قريبا باش يولي كل بيت فيه انترنت. – الساخر: تو بربي يا سي محمد انا اشنوة دخلي انتم قاعدين تخدموا و الا راقدين و اش نعملو بالانترنت في كل بيت و المدونات الى تقول في الحقيقة مسكرينهم  ياخي تحبوا تاخذوا الفلوس و برا هذا راهو عيب و ما يجيش كي ما تحبوش التوانسا يبحروا في الانترنت علاش تعملو في الاشهار النهار الكل و علاش تونس تحتضن في قمة المعلومات و علاش تنخرطوا في العولمة. – سي محمد: بالله خويا الساخر ما تتغششش هاني باش انفهمك في القصة الكل و خليه الكلام بيناتنا. – الساخر: اتهنا سرك في بير – سي محمد: احنا في الوكالة مسؤولين على نشر الثقافة الرقمية و موش من صالحنا حجب المواقع و المدونات بالعكس يا الساخر انا و الله ما نرقد اليل الاما نقرا تونس نيوز و موقع النهضة و جريدة البوكت و متع نجيب الشابي و مجلة كلمة قبل ما يسنصروها وبيديت نعمل في كيف على التدوينات متعك و راني انا بيدي كيف التوانسا الكل كي يقصوا عليا ندبر بروكسي ندخل بيه و ديما ماشيا. – الساخر: تو انت اثبتلي انك متعاطف مع قضيتي اما ما قتليش اشكون يسنصر في المدونات راني باش نعمل كي زياد الهاني و هاك المحامي الكريشي و نرفع قضية و ما نحبش نحرجك انت نحب نعرف منهو بالضبط القاعد يحجب في المدونات. – سي ع محمد: يا ساخر احمد ربي انت حجبولك مدونتك امالا اش تقول على المدونات الى مسحوها مرا وحدة مسكينة ام زياد و الله كاني ماتلها ولدها يبعد عليه الشر كي قصولهم كلمة و المدونة متع الفوراتي و خالد الكريشي و غيرهم بالمئات ، انا نحبك تقتنع انو احنا خاطين اما هاني باش انقلك سر اخر و احفظوا – الساخر: اتهنا سي محمد – سي محمد: عامين التالي جابو لوجيسيال من اسرائيل مهمتو مراقبة المدونات و حجبها و أي مدونة ما تعجبش سياسة الدولة يقع حجبها او محوها . – الساخر: تو  انت سي محمد ديما تتحدث على المجهول اشكون بالضبط هاذا الى قاعد يحجب. – سي محمد: خلينا بربي خويا الساخر انا راني صباب ماء على اليدين ما تقولش محمد بن عامر تحل في الحديث هذي راهي اسرار كبيرة متع امن الدولة اخطاني خويا خليني ناكل خبزة مع من كلا انا منيش مستعد نتشرد. – الساخر: يا خي انا اش قلت باهي موش مشكل ما تقليش اشكون هاني عرفت تو اما موش لو كان اللوجيسيال الى دفعوا فيه رزة فلوس مشاو عملو بيها مشاريع خليها العباد تخدم خير خايفين من الكلام يا رسول الله. انا هاني ماشي نشكي للرئيس بيدو انتوما ماعادش توكلو الخبز ما بيدكم شي و سامحني خويا محمد على الازعاج انا راني منرفز برشا على المدونة متاعي و بارك الله فيك انت كي سمعتني و طلبتني من عندك. – سي محمد: لا موش مشكل سي الساخر انت باين فيك انسان متربي و احنا ديما في خدمة المواطن اطلبني في أي وقت نجاوب خويا.  علقت التليفون و انا محتار و حاير في امر البشرية كيفاش سيبوا مشاكل البلاد و يتبعوا فينا على جرد مدونة. و لنا عودة * الحوار مع مدير الوكالة افتراضي     نقلا عن مدونة الساخر http://tounes2008.blogspot.com
 

عندما كان سمير العبيدي طالبا بكلية الحقوق بتونس و يشعل النار في جريدة  » الصباح  » :

 
خلال السنة الجامعية 1983 – 1984 كان سمير العبيدي – الوزير الحالي للشباب و الرياضة – يدرس بكلية الحقوق و الإقتصاد بالمركب الجامعي بتونس و قد عرف عنه بأنه أحد قيادات التيار اليساري و بالتحديد  » الوطد  » في حين كان البعض الآخر يرى فيه مجرد ( …. ) و يعللون هذا الأمر بالصعود الكبير الذي عرفه في المسؤوليات السياسية في ظرف وجيز … فمن عضو في المجلس الإقتصادي و الإجتماعي … إلى سفير في سويسرا … إلى وزير للشباب و الرياضة …. و خلال السنة الجامعية المذكورة حدثت صراعات و مناوشات كثيرة بين اليسار و التيار الإسلامي الممثل في  » الإتجاه الإسلامي  » … و لكن الذي يهمنا هنا – و في إطار إبراز  » تفتح سمير العبيدي و رسوخ قناعاته الحوارية و تفتحه على الرأي الآخر  » إقدامه في إحدى التحركات بكلية الحقوق بتونس – شأنه في ذلك شأن جميع أنصاره و رفاقه – برفع نسخة من جريدة  » الصباح  » و إيقاد النار فيها للتنديد بالجريدة المذكورة و تعبيرا عن احتجاجه – و رفاقه – على وجود الهاشمي الحامدي – و كان آنذاك أحد قياديي الإتجاه الإسلامي – كمحرر بالجريدة المذكورة  هكذا كان حوار سمير العبيدي مع زملائه الشباب : بدأه بــ  » حرقان الصحف  » و ربما سيواصله بــ  » حرقان الأشخاص  » و إزاحتهم من طريقه وهو على رأس وزارة الشباب و الرياضة …. المهم أن التاريخ يسجل و لا ينسى …..
(المصدر: موقع طلبة تونس بتاريخ 19 أكتوبر  2008)
 
  ملاحظة هامة:
لقد نسب هذا المقال في نشرة أمس إلى السيد خالد بن احمد والصحيح أن هذا المقال يعود إلى موقع طلبة تونس فوجب التصحيح والإعتذار

البيان الختامي لقمة الكيباك يجسم مقترحات الرئيس زين العابدين بن على

أقرت قمة ملوك ورؤساء دول وحكومات البلدان المشتركة في استعمال اللغة الفرنسية المنعقدة من 17 الى 19 أكتوبر بالكيباك في كندا المقترحات والتصورات العملية التي تضمنها خطاب الرئيس زين العابدين بن على الى القمة . ويأتي إدراج قرار بالبيان الختامي يتعلق بحقوق الطفل في تواصل مع المقاربة الحضارية ذات الأبعاد الإنسانية التي اعتمدتها تونس في الإحاطة بالفئات الاجتماعية ذات الاحتياجات الخصوصية على غرار الطفولة حيث أعرب سيادة الرئيس في خطابه الى القمة عن الارتياح لاهتمام البلدان المستعملة للفرنسية بدعم جهود تونس الهادفة الى تكريس حقوق الطفل ومقومات رفاهه في الفضاء الفرنكوفوني . وقد أكدت قمة الكيباك في هذا المجال ضرورة تعزيز الأنشطة التحسيسية والتربوية الهادفة الى مزيد النهوض بحقوق الطفل الكونية الشاملة والمتكاملة وغير القابلة للتجزئة وفق مقاربة تأخذ في الاعتبار مبادئ عدم التمييز وتراعي المصلحة العليا للطفل وحقه في العيش والنمو . كما تأتي في ذات السياق دعوة قمة البلدان الفرنكفونية الى القيام بمبادرات عملية للمساهمة في الصندوق العالمي للتضامن الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع بناء على مقترح للرئيس زين العابدين بن على . وقد عبر رئيس الدولة في خطابه الى قمة الكيباك عن الارتياح لكون المجموعة الدولية أدركت اليوم التلازم المشترك بين السلم والاستقرار والتنمية والحاجة الملحة الى العمل سويا من اجل القضاء على الأسباب العميقة للإرهاب والعنف في العالم وهى الفقر والحيف والإقصاء مؤكدا أهمية التحرك من اجل أن يتم اتخاذ الإجراءات الضرورية لانطلاق عمل الصندوق العالمي للتضامن . وتواصلا مع هذه التصورات العملية التي تقدم بها رئيس الجمهورية الى ملوك ورؤساء دول وحكومات البلدان المشتركة في استعمال اللغة الفرنسية تضمن البيان الختامي أيضا تأكيدا على تجسيم التوصيات الصادرة عن ملتقى تونس الدولي في جوان 2008 حول تكنولوجيات الإعلام والاتصال في خدمة التربية بهدف إدماج هذه التكنولوجيات في مسارات التعليم والتكوين بما يكفل تثمين الموارد البشرية وتعزيز أسس مجتمع المعرفة . وقد بين سيادة الرئيس في خطابه أن الوزراء المسؤولين عن قطاعات التربية وتكنولوجيات الاتصال الممثلين لخمسين دولة في الفضاء الفرنكوفوني تمكنوا خلال ملتقى تونس الدولي من تقييم حصيلة الجهود الفرنكفونية في هذا المجال وفتح آفاق جديدة للتعاون في الميدان . وسواء تعلق الأمر بهذه المقترحات أو بما تضمنه خطاب قمة الكيباك أيضا من تصور متكامل لعالم يسوده الاستقرار وتحتكم فيه الإنسانية الى القيم المشتركة القائمة والتسامح والانفتاح والتضامن والحوار فان خطاب الرئيس زين العابدين بن على يكتسب قيمة مرجعية كبيرة من كونه أكد مجددا صواب مقاربة تونس لحقوق الإنسان التي تقوم على تحقيق التنمية الشاملة والدائمة كأساس لتثبيت كرامة الإنسان . (المصدر: موقع اخبار تونس بتاريخ 19 أكتوبر 2008 )
 


 
المصادقة على قرار يتعلق بحقوق الطفل تقدمت به تونس
صادقت قمة ملوك ورؤساء دول وحكومات البلدان المستعملة للغة الفرنسية الملتئمة بالكيباك كندا من 17 الى 19 أكتوبر الجاري في بيانها النهائي على قرار يتعلق بحقوق الطفل تقدمت به تونس . ويبرز هذا القرار بالخصوص ضرورة تعزيز الأنشطة التحسيسية والتربوية الهادفة الى مزيد النهوض بحقوق الطفل الكونية الشاملة والمتكاملة وغير القابلة للتجزئة وفق مقاربة تأخذ في الاعتبار مبادئ عدم التمييز وتراعي مصالح الطفل العليا وحقه في العيش والنماء . كما دعت قمة الكيباك الى القيام بتحركات ملموسة بهدف المساهمة في الصندوق العالمي للتضامن الذي أقرت إحداثه منظمة الأمم المتحدة بمبادرة من الرئيس زين العابدين بن علي من اجل تحقيق أهداف الألفية للتنمية . وأكدت القمة من جهة أخرى ضرورة تجسيم توصيات الملتقى الدولي حول « تكنولوجيات الإعلام والاتصال في خدمة التربية » الذي نظمته تونس في جوان 2008 بالاشتراك مع المنظمة الدولية الفرنكوفونية من اجل إدماج تكنولوجيات الاتصال في التعليم والتكوين بطريقة تتيح مزيد تثمين الموارد البشرية وتعزيز أركان مجتمع المعرفة.  
(المصدر: موقع اخبار تونس بتاريخ 19 أكتوبر 2008 )
 

 

أجانب يعتنقون الإسلام فى تونس

                           

تونس – واس – اعتنق 229 شخصا أجنبيا فى تونس الدين الاسلامى خلال الاشهر الثلاثة الاخيرة ليصل عددهم منذ بداية العام الحالى الى 445 شخصا . ووفق إحصاءات أوردتها صحيفة /الاعلان/ التونسية فان ما يزيد عن ثلاثة الاف أجنبى أعتنقوا الاسلام فى تونس خلال الفترة الممتدة من 2000 الى 2007م . وافادت بان الطلبات الواردة على دار الافتاء التونسية وسفارات تونس في الخارج من طرف الاجانب للحصول على الشهادة الموثقة لدخول الاسلام يومية وكثيرة وشهدت زيادة ملحوظة في فترة الصيف المنصرم وشهر رمضان المبارك مشيرة الى ان تلك الطلبات تاتي من جميع الشرائح والفئات . (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس – رسمية) بتاريخ 20 أكتوبر 2008)  

 
المواطنون و «الحرمان» من خدمات الاستعجالي المجانية في منظومتي «طبيب العائلة» و «استرجاع المصاريف»:
الاستعجالي حق مكتسب ولا علاقة له بفرضية الاختيار
* تونس ـ «الشروق»: نقاط استفهام عدة مازالت عالقة بشأن التمتع بخدمات الاستعجالي في منظومتي «طبيب العائلة» و «استرجاع المصاريف» بعد أن تبيّن أن المنخرطين في كلا المنظومتين لا يحق لهم التمتع بخدماته، نظرا لارتباط المنظومة الأولى بطبيب العائلة الذي يقع اختياره مسبقا، وارتباط المنظومة الثانية بقائمة الأطباء المتعاقدين مع الـ «كنام»، في حين يتمتع المنخرطون في منظومة «العلاج العمومي» بكامل الخدمات داخل المؤسسات العمومية بما في ذلك أقسام الاستعجالي. الحرمان من خدمات الاستعجالي (مجانية 90) لم يقع عرضه على المواطن حين تم التفكير ودراسة وتطبيق الـ «كنام» على أرض الواقع، ولم تقدم له تفسيرات واضحة بجوانب كل منظومة وامتيازاتها، مما جعل من هذه المعلومة وكأنها انتهاك لحق مشروع يمتلكه المواطن التونسي، لا يحق فيه لأي منظومة تخضع إليها أن تحرمه منها لتبقى حقا خارجا عن إطار فرضية الاختيار، في الوقت الذي تشير فيه الاحصائيات الرسمية إلى معدل 3 ملايين و800 ألف تونسي يتمتعون بخدماته سنويا من مختلف الأعمار خاصة في حالات الأمراض الاستعجالية والحوادث المنزلية وحوادث الطرقات. السؤال طرحته «الشروق» على المواطن التونسي فجاءت الاجابات في حد ذاتها تساؤلات تصب في واد واحد، أن الاستعجالي حق شأنه شأن حق الانتخاب والمواطنة غير قابل للتفاوض أو النقاش. «.. لا.. لا لم أفهم ما القصد أنا موظف وزوجتي أستاذة ولنا طفل مازال يحبو في خطواته الأولى وانخرطنا في منظومة «طبيب العائلة» وحددنا هوية الطبيب المتعاقد هو الآخر مع الـ»كنام»، وقبلنا بدفع فارق السعر بين الدواء الأصلي وجنيسه، لكن هذا ليس معناه أننا سنضحي بالاستعجالي!!». هكذا تحدث السيد لطفي موظف بالقطاع الخاص بلغة هي أقرب إلى الاستغراب من التساؤل مضيفا: «الاستعجالي وخدماته نحتاجه كما الماء والكهرباء لأنه من الضروريات الحياتية وليس من الكماليات، حيث ترتفع حرارة جسم طفلي الوحيد، لا ألجأ إلا إلى الاستعجالي بقسم الأطفال، قد نشتكي من الخدمات ونحتج على الفريق العامل بما في ذلك الطبيب وننتقد طوابير الانتظار، لكن هذا ليس معناه أننا قد نحرم منه، أو أنه بامكاننا الاستغناء عنه، حتى لو أنني لم أذهب إليه منذ سنوات للمعالجة. * لا فرق بين غني وفقير نفس الموقف اتخذه السيد ماهر وهو ممرض والذي أشار إلى نقطة اعتبرها مهمة جدا وهي أن مفهوم الاستعجالي في حد ذاته بالنسبة إلى المواطن يعني الكثير وليس أمرا مرتبطا بالمادة فلا فرق بين غني وفقير فالاستعجالي هو الاستعجالي إذ يقول: «هذا الأمر مرتبط بمنظومة الصحة ككل إذ لم تصل بعد المؤسسات الصحية الخاصة إلى مرحلة تقديم خدمات استعجالي تضاهي في جودتها ما يقدمه الاستعجالي العمومي سواء على مستوى التجهيزات المكلفة ماديا أو بخصوص الاطار الطبي المختص». مضيفا: «لا أعتقد بحكم مهنتي كممرض في قسم استعجالي أن مليونيرا يتعرض لحادث مرور خطير سيعرض على المسعفين نقله إلى مصحة خاصة بل ستكون الوجهة مباشرة ودون تردد إلى أقرب استعجالي بمستشفى عمومي حيث تتوفر كل الاختصاصات: الأشعة وغرف العمليات وقوارير الدم والتجهيزات الطبية ذات التكلفة المادية الباهظة جدا والتي لا تتوفر في المصحات الخاصة مهما كان رأس مالها، لكن الدولة توفرها في المقابل، هذا دون نسيان موروثنا الثقافي والفكري في هذا المجال والذي يجعل من الاستعجالي حقا لكل فرد في المجتمع كحقه في الجنسية. * لا للتفاوض السيدة نزيهة بن حمادي اختصاصها شؤون المنزل والاعتناء بأطفالها الثلاثة ردت على السؤال بابتسامة وتهكم واعتبرته استهزاءا لا علاقة له بالواقع: «ماذا يعني اختار زوجي منظومة استرجاع المصاريف وحياتنا المادية مستقرة والحمد للّه ونعالج أطفالنا لدى أطباء خواص لكن لا سبيل إلى الاستغناء عن خدمات الاستعجالي في حال حدوث حادث منزلي أو بالطريق». * عودة إلى النظام العمومي نفس الموقف اتخذه السيد محمد الشايبي ويعمل بقطاع الصحة، والذي كان مشوشا بكومة الأوراق التي كان يحملها بيديه باحثا عن حلّ لادراج اسم زوجته وأطفاله ببطاقة علاجه التي اختار منها «استرجاع المصاريف»: «الاستعجالي كما الخبز مستهلك من كل الفئات الاجتماعية وليس معناه أنك موظف بالقطاع الصحي ستحصل على العلاج المجاني كاملا بقسم الاستعجالي وحين أحصل على وثيقة بها اسم زوجتي وأطفالي سأعود إلى النظام العمومي ـ من أجل خدمات الاستعجالي المجانية. أما السيد عماد الطرابلسي وهو تاجر فأشار إلى أنه لم يدرج اسمه ضمن أي من القوائم الثلاث: «أتمتع بالعلاج لدى الخواص، سبحان اللّه لكل مريض راحة نفسية مع الطبيب الذي يريده ويختاره، فلماذا تجبرني إذا على الذهاب إلى طبيب ثان، بقيت بمنظومة العلاج العمومي لأنه لا سبيل للاستغناء عن خدمات الاستعجالي خاصة في الحوادث الفجئية، وإجمالا لقد فقد المواطن الثقة في هذه المنظومة، فهي «كل يوم بطلعة». أما السيد رياض الملوكي وهو موظف والذي وجدناه تائها بين مكاتب الـ»كنام» بشارع جون جوراس وتعاونية عمله لاستخراج وثائق لاسترجاع ثمن نظارات طبية لأبنائه الأربعة: «تصوروا دفعت حوالي 800 دينار مقابل النظارات ولا يمكنني أن أسترجع إلا 200 دينار، أي 50 دينارا عن النظارات الواحدة، هذا دون معلوم الطبيب الذي لم أحصل على ثمنه بعد ودون اعتبار مشكلة الاستعجالي بمرتب واحد وعدد من الأطفال وأم في الكفالة يبقى الاستعجالي حقا لا خيار للتنازل عنه، أدفع جزءا من المصاريف ولا أدفع ثمنا كاملا. * منعوني من المستشفى فغيرت المنظومة «لقد منعوني من العلاج في المستشفى وقيل لي سامحني ـ لذلك عدت من جديد إلى منظومة العلاج بالمستشفى بعد أن كنت في منظومة استرجاع المصاريف». هكذا تحدث السيد «خميس خريف» موظف بديوان الحبوب. مضيفا: «لم تعد تهم المواطن تلك الجزئيات والتفاصيل الصغيرة المهم هو أن أتمكن من الحصول على العلاج كالعادة بقسم الاستعجالي وهذا ما يهم المواطن فعلا، فالشهرية بالكاد توصلنا إلى نهاية الشهر فما بالك إذا أضفنا إليها معلوم العلاج والعاجل منه بالأخص، واكتشفت في النهاية أن ما يهمني هو العلاج العمومي دون غيره. * حالة استعجالي بين المستشفى والمصحة السيد عبد الرزاق حواص ـ كان بدوره متحمسا للموضوع وواثقا من أن مفهوم الاستعجالي سيبقى على حاله أي يقدم خدماته بنفس الطريقة التي كان عليها قبل دخول منظومة الـ»كنام» حيز التنفيذ مضيفا: «تصوروا أن زميلي في العمل نقل والده في حالة استعجالية إلى المستشفى اثر اصابته بجلطة في القلب لكنهم رفضوا قبوله لأنه خاضع لمنظومة استرجاع المصاريف، فنقله من جديد إلى مصحة خاصة، فالعاملون أنفسهم بالمستشفى لم يفهموا بعد كل منظومة وكيفية التعامل معها، تصوروا حالة مثل هذه كادت أن تنتهي بالمريض إلى الاصابة بشلل أو الموت. لذا لا خيار عن الاستعجالي وليجدوا له حلا ليكون ملاذ جميع المواطنين بلا استثناء. * ابقاء الأمر على حاله السيد عبد الستار الصادق متقاعد وجدناه ينتظر دوره في طوابير الانتظار بمكتب الـ»كنام» تحدث عن وجهة نظره بالقول: حياتي كلها قضيتها بين أقسام المستشفى وتعودت عليها، لذلك لا يمكنني الاستغناء عنها أو تعويضها بنظام ثان قد استرجع ثمن العلاج فيه بعد أشهر والحال أني متقاعد ولي أسرة في الكفالة، أفضل الحلول هي ابقاء الأمر على حاله. * ملف الاستعجالي تحت الدرس بين تساؤلات المواطنين وحيرتهم في مجرد التفكير أنه من المحتمل عدم قبولهم بقسم الاستعجالي ذات يوم أو إجبارهم على دفع معلوم علاج كامل به، علمت «الشروق» من مصادر مطلعة ان الأطراف المعنية هي الآن بصدد درس ملف الاستعجالي بالنسبة إلى كل المنظومات بعد اثارة هذا الأمر من طرف نقابة أطباء الممارسة الحرّة. ·         سميرة الخياري كشو (المصدر:  جريدة الشروق (يومية – تونس) بتاريخ 19 أكتوبر 2008 )  

سلوكـات لا تشـرّف مهاجرينا
الفعل الذي أتاه بعض المهاجرين وردّده آخرون كالببغاءات لا يشرّف تونس البتة ولا يجعلنا نفتخر بآن لنا مهاجرين كمثل هؤلاء ولو أنّ بعضهم يحمل الجنسية الفرنسية وولد على التراب الفرنسي. فالتصفير والصراخ أثناء انشاد النشيد الوطني الفرنسي وبصوت مطربة تونسية الأصل فرنسية المنشإ منعدمة الامكانيات عاشت في الملجإ جانبا من طفولتها ومراهقتها لظروفها العائلية يعتبر بمثابة الصفعة لبلد أعطى المثل في الديمواقراطية وفي المساواة بين البشر والدليل أن لام أولمياء أضحت مطربة مشهورة وأسطوانتها ضمن صدارة سباقات الاغاني. أفهكذا يجزى هذا البلد الذي آواهم وعلّمهم ومنحهم كل فرص النجاح والدليل ان الفريق الوطني الفرنسي لكرة القدم يضمّ سواده الأعظم لاعبين من غير أصول فرنسية. ان ما يؤسف له هو أن هذه المناسبة للتقارب ولمّ الشمل حول مقابلة رياضية شرطها الأول توفرّ الروح الرياضية قدّمت ذريعة مجانية لننعت بالتطرف والتعصّب وكره الآخر وعلى أننا أنانيون رغم ما نحظى به من حقوق، هكذا تصوّرنا الفرنسيون دون تمييز بين تونسي مقيم في فرنسا وآخر غير مقيم بها أو حتى حامل للجنسية الفرنسية.. فلماذا نلبس هذه الجبّة وقد منحتكم بلادنا آلاف الشاشيات لإبراز روح الاصالة والتسامح فينا.. لماذا يجعلون الشعب الفرنسي ينبذنا ورئيسه يحتّج على سلوكياتنا؟ صحيح أن ما آتاه البعض لم يكن بدعة وقد سبق وعاشته مقابلات مماثلة مع الفريق المغربي والجزائري عندما ألتقيا نظيرهما الفرنسي في «ستاد دوفرانس» لكن هذا لا يبرر في شيء هذا الفعل الدنيء  «فللفرنسيين نقول ان ما آتاه هؤلاء هو ما يأتونه عندما يحلون ضيوفا على أهلهم صيفا من تهور على الطرقات.. وفي الشوارع والتجمعات  وإننا كتونسيين من هؤلاء براء. حافظ (المصدر: صحيفة ‘الصباح الأسبوعي’ (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 20 أكتوبر 2008)  
 

قناة تونس 7 : العناوين أكبر من المضامين و الغناء الطرقي غير الإنشاد
الحوار نت  *  خاص شاهدنا على قناة تونس 7 مؤخرا برنامجا في عدة حلقات سلط الضوء على الإنشاد الديني أو هكذا قدم له المنشط وليد التليلي… وقبل أن نتدرج مع هذا البرنامج وماهيته علينا أن نشيد بالخطوة في حدّ ذاتها، هذه التي وإن أتت متأخرة لا نملك إلاّ أن نتجاوب معها ونثمنها، ليس لأنها حققت المطلوب بل لأنها خرجت من ركام الهرج والمرج، خرجت من لدن تلفزة لم نتعود منها إلاّ على الكليبات الصاخبة الماجنة وكثير من الحصص الموغلة في الابتذال وحفلات هي عبارة عن ركام من الآلات الموسيقية غير المتجانسة ومشاهد لشباب بتقليعات غربية مقززة … خليط من الإناث والذكور شبه مخمورين بهرتهم وسلبت عقولهم الأضواء بألوانها الزائفة والمتنوعة، مهمتها الكبرى تغذية الركح « والمطربين  » والجماهير المتداعية على المنصة بجرعات من الهيجان وإسهامات أخرى جد محترفة في عالم تخصيب الغرائز …  الكل استبشر بهذا البرنامج وتوقع له النجاح وتقديم الإضافة لقناتنا الفقيرة… لقد نجح البرنامج على عدة مستويات لعل أبرزها الحلة الجميلة التي خرج بها إضافة إلى اللإختيار الموفق للأماكن مع الإضاءة المتوازنة والمتآلفة مع المحيط والديكورات المتناسقة، أما المنشط فقد أظهر تلقائية وبساطة لم تغفل عنها التفاصيل.. لهذا يمكننا القول أنّ التنفيذ كان موفقا جدا… وأمّا الحديث عن المحتوى والفكرة ككل فقد كان من الممكن لهذا البرنامج أن يبرز طاقات كبيرة وخامات إنشادية عرفتها البلاد من قبل ولو أنها لم تأخذ منحى الإنشاد المتعارف عليه اليوم غير أنها أبدعت في الكلمة واللحن والأداء… أصوات جذابة وإيقاعات تنتمي فعلا إلى عالم الطرب فلن تستنكف الآذان حتى تلك التي بها صمم أن تتمتع بكلمات مثل  
« سدي يما بيديكي الملاح نجمه حمره  وهليل ذباح***  أنا وليدك تحتهم مرتاح هم الغيمه وسعوا المراح***  سدي يما ورصي على الخلاله لا تخلي فله للبداله***  ياما ركبوا الشمس والعداله شرقي وغربي ناصبين دلاله *** نادي يما للصبايا الكل يغزلولي خيوط من غزل*** بالمسيره إيد وحده الكل يخف الكيل يتوزع الحمل »…
 هذه وغيرها كثير كلمات ترتقي بالذوق وتبني وتدفع إلى الخير تصدم الظلم وتمد جسور الأمل. لكن البرنامج لم ينفض الغبار عن الإنشاد الديني بشكل جلي أو حتى نسبي لا ولم يرفع الحظر ولو تدريجيا عن الأغنية الملتزمة الهادفة بل لعله في مجمل حيّزه الزمني جانب الإنشاد إلى المديح الصوفي ومنه إلى الطرقي حيث استنفذ « أولياء الله الصالحين » والتبرك بهم تبركا مال إلى الغلو وأطنب في إعطاء من لا يملك إلى من لا يستحق. ولما كنا نعاني تخمة الغناء الماجن ونفتقر إلى ومضة خير تحملها أنشودة حلوة الكلمات عذبة المعاني سليمة البناء فقد استبشرنا بهذه الومضة التي وان أخرجتنا من دائرة المشاهد الفاضحة فانها لم تتكمن من الحرص على سلامة المضمون اذ كان الكثير من كلماتها لا يليق أن يوجه إلى العباد إنما هو من خصائص رب العباد. على كل حال مهما يكن وحتى وإن كان البرنامج الذي قدمه المنشط وليد التليلي ما هو إلاّ نسخة معدلة من برنامجه مدن النجوم ورغم أنّ هذا المنشط كان يمكنه تقديم الأجود والأحسن وأن يذهب أبعد من هذا بحكم منصبه « رئيس القسم الثقافي في الإذاعة والتلفزة التونسية » إلاّ أننا نعتبرها نافذة فتحت.. ونقول لعلها طليعة برامج جادة وبنّاءة.  
(المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 20 أكتوبر 2008 )

بسم الله الرحمان الرحيم السبيل أونلاين – في المسألة الحضارية – الحلقة السادسة

الخطاب السياسي والديني في تونس من خلال التجربة البورقيبية (8)
تأطير ورشة حضاريات : هذه هي الحلقة السادسة في محور »المسألة الحضارية »، وقد خصصناها لرسالة أعدت لنيل رسالة الماجستير بكلية التاريخ بالجامعة اللبنانية في التسعينات من القرن الماضي بعنوان (الخطاب السياسي والديني في تونس من خلال واقع التجربة البورقيبية 1956-1987) للتونسي صلاح القطايفي . عثرنا على هذه الرسالة المغمورة والمغمور صاحبها، رغم أهمية موضوعها. وقد وجدناها رسالة بذل فيها صاحبها جهدا واضحا في تناول موضوع مهم يتعلق بالواقع التونسي ، خاصة في هذه المرحلة الحرجة الذي تمر بها البلاد وتمر بها الحركة الإسلامية بتونس. إن موضوع الرسالة تتطرق ضرورة إلى موضوعات الدين والدولة والعلمانية والسياسة والحركة الإسلامية، وإلى جذور وجودها في الواقع التونسي الحديث. ونحن في هذه المرحلة الحضارية الدقيقة التي يمر بها بلدنا أحوج ما نكون إلى وقفات من هذا القبيل، وإلى رجوع إلى الجذور وإلى الأصول، وإلى مقارنة ما أصبح عليه الواقع بكل ذلك… سنقدم هذه الرسالة – التي يتجاوز حجمها 100 صفحة – على أجزاء ، أحيانا مع تخفيفٍ واختصار من تعقيدات الأكادميين وأهل الإختصاص، وأحيانا أخرى مع تخفيفِ أو إسقاط بعض الفقرات التي قد ترهق أو لا تهم المتابع غير المختص ، وكل ذلك مع ما يقتضيه أحيانا من تصرف خفيف في الصياغة للربط والوصل. يقدم صاحب البحث رسالته بقسم منهجي، وقد قدمناه في الجزأين الأول والثاني ، ثم بمدخل نظري جعلناه قسمين، وقد قدمنا الأول منهما في الجزء الثالث من هذه السلسلة، وقد تناول تطور العلاقة بين الديني والسياسي، منذ تبوئ الإسلام هذه البلاد إلى بداية عهد الاستقلال ، وهيمنة الدولة الحديثة على المؤسسات الدينية، وبروز الصراع بين مشروعين حضاريين؛ و قدمنا الثاني منهما في الجزء الرابع من هذه السلسلة وذلك في العنصرين التاليين: الدولة الحديثة، الاجتهاد وتأويل المراجع الدينية / الإسلام الاحتجاجي ووظيفة الاستثمار المزدوج للدين والسياسة . بهذا نكون قد أنهينا تناول المقدمات لنبدأ تناول الفصل الأول من جملة فصول البحث الخمسة، وهو فصل بعنوان « التراكمات التاريخية – الاجتماعية ووظيفة الخطاب النهضوي الإصلاحي « ، ويشمل قسمين، الأول منهما يتناول « الضوابط النظرية وآليات التفكير »، وقد تناولناه في الجزء الخامس من هذه السلسلة ؛ والثاني منهما – الذي خصصنا له الجزء السادس – يتطرق إلى السياسي والديني مكانة ووظيفة . وأما الفصل الثاني، فهو بعنوان (قراءة تأليفية لأنماط الخطاب الإصلاحي والتحديثي في تونس)، وقد بدأنا تناوله من الجزء السابع الذي دار حول (الخطاب الديني: الحدود والتناقضات)، وسيدور هذا الجزء الثامن حول (الغرب، بين المقول العلماني والكتابة السلفية )  
الغرب، بين المقول العلماني والكتابة السلفية كانت استفاقة المجتمعات العربية الإسلامية في مرحلة تاريخية معقدة وجدت في الغرب حالة من الانبهار والخوف. الانبهار بقيم التمدّن والعمران، ومبدأ الثورات الاجتماعية التي حرّرت الإرادة وشكّلت المجتمع والفرد، «ففي باريس انبعث أعظم تحوّل داخلي في تاريخكم زعزع أركان العلم وتولدت عنه الثورات المتعاقبة، وفي باريس تم الإعلان عن حقوق الإنسان، وبالأمس القريب كانت باريس هي التي انتظمت فيها المقاومة أثناء الحرب العالمية الثانية بدافع الشرف والكرامة.. ولهذا أتوجه قبل كل شيء بالتحية إلى ماضي باريس والى روح ثورة المجتمع البلدي بباريس عام 1870، والى ذكرى أطفال باريس الأشاوس والى مهد الإعلان عن حقوق الإنسان”(1). هكذا عبّر أحد الوطنيين عن انشداد قلبه وفكره إلى العاصمة الفرنسية باريس. أما الخوف.. كحالة دائمة تسكن تجاويف الذاكرة، تؤكد الغرب كحركة للهيمنة والاستعمار اقتلعت الأهالي من تربتهم الثقافية-الاجتماعية لتحولهم إلى شعوب تفتقد معنى الوجود التاريخي، يقول بورقيبة «ولئن كنت في عهد مضى خصماً عنيداً في خصومته صادقاً في سلوكه إزاء وجه من وجوه فرنسا، فلم يكن ذلك إلا سعياً للتعاون مع وجهها الآخر وجه فرنسا كما ولا تزال موطن الإعلان عن حقوق الإنسان»(2). في هذه التعبيرا يكمن الموقف البورقيبي من الغرب، وتنطوي صفحات التاريخ القاسي وعنف الاستعمار كمؤسسة سببت أوسع الآلام، وأغزر الدموع. ونحن في هذا الزمن التاريخي، ومع نفس العلاقة مع « الآخر » نكون ضمن حاضر متداخل، تمتزج بداخله قيم العقل والمعرفة مع سلطان الهيمنة، وسياسات الضم والالحاق مع مفهوم العدل، وإرادة الشعوب مع الاستغلال السياسي المجحف «وما الفرنسيون اليوم إلا أحفاد أولئك الذين أعلنوا عن مبادئ حقوق الإنسان والمواطن،وساعدوا محمد علي على القيام بتطوير المسلمين في الميدان الثقافي ومدّ يد المساعدة إليهم للقيام بعمل مشترك في سبيل التقارب بين البشر»(3). غير أن السلفي يستدرك ليستمر في القول «إنه الاستعمار السياسي البشع الذي يسعى إلى قلب أسس الدولة التونسية والى تحويل التراب التونسي إلى أرض فرنسية»(4). لم ينهض الغرب إلا بعد سلسلة من الثورات الاجتماعية، وولادة تاريخية صعبة ومعقّدة، قلبت منطق الأشياء، وحدّدت وظيفة العاملين داخل الدولة. وصلاحيات الدين، لتنتقل بعدها من مشيئة الحكم الالهي المطلق إلى دولة العقل والعدل والحرية. لم نعد أمام فكرة الإسلام الأوسع من الحضارة، وتلك الدعوة الدائمة والمفتوحة، لقد اجتاحت الحضارة أنوية الفكر وتلك المرجعيات النظرية للسلفي، وتحوّلت إلى فضاء عام لا يمثل الدين غير عنصر يشتغل لفائدتها، على السلفية الجديدة أن تطوّع النص وتوظفه لخدمة المجتمع، يتخذ الثعالبي مقاصد التشريع وأحكام النزول للتدليل على «ضرورة ربط التشريع بالمصلحة ذلك أن مصالح الناس هي المحركة للتشريع»(5). يبرز مفهوم المنفعة/الخدمة ويتوضّح كقيمة سادت بدايات هذا القرن، وترافقت مع قيام دولة التنظيمات. تخترق آليات التفكير ومفاهيم العلمانية منظومة السلفي ومؤسساته ولكن من دون وعي وإدراك، إذ تجاوز الواقع حركة الفكر والمعرفة التي ظلت تلاحق الحدث من غير أن تعيشه، وربما كان ذلك أحد المفاهيم الغائبة عن التفكير البورقيبي «إن كثيراً من الناس لم يتصوّروا بعد أن العقل يجب أن يتسلّط على جميع الأمور ما دام هو المحرّك الذي يسيّر الأشياء ولا يجب أن يخرج شيء عن مدركات العقل»(6). « يكون العقل هنا معادلاً للاجتهاد، ويبقى الفكر العاجز مرادفاً للتقليد والاجترار، وحقيقة المجتمعات الإسلامية قد جعلها الله في آن واحدة دائمة متحوّلة.. ولا سبيل لأن يبقى الإسلام قوياً حياً ولا تبقى أمة إسلامية قوية إذا نحن جهلنا هذا الأصل الأساسي»(7). داخل هذه المفارقات يستمر الدين في خصائصه الوظائفية، يستثمره السلفي والعلماني على حدّ سواء. يوظفه الأول ليجعل منه مجالاً لكل الظواهر، في حين ينظر اليه الثاني كمكوّن من مكوّنات الحضارة العالمية. تتمزّق سلفية الثعالبي بين كونية الدين وشمولية الحضارة، في حين يقحِم بورقيبة الإسلام داخل منطقة للعقل ليجعل منه عنصراً يعيش على هامش العلم وجوانب الحضارة. هذه التحوّلات الصعبة، والانتقال السريع لأنماط العيش والتفكير، وإن انتشرت وسادت إلا أنها بقيت في حدود جغريفية الغرب ومراكزه الجغرافية. هذه الحقيقة أدركها كل من الثعالبي وبورقيبة، فمفاهيم العدل، ومضامين حقوق الانسان، وعنصريْ الحضارة والرفاه الاجتماعي لم تتحقق وتتجسّد خارج التربة الغربية التي أنشأتها، بل إن السياسي المهيمن كثيراً ما يتدخل تحت غطاء التمدّن والتحضّر ليمارس الاستبداد والسلب في مناطق مستعمراته. الأمر الذي ضاعف حدّة المفارقة، وصعوبة تحقيق مخرج لمعادلة صعبة ومأساوية. إلا أن هذه المفارقة الملتبسة لا تجد نفس التعبير ولا وحدة المعايشة في قراءات الثعالبي وبورقيبة، يعود الأول لفهم طبيعة المفارقة في توتّرات المؤسسة الغربية العادلة، والتي انبنت أساساً على أنقاض مرحلة الاستغلال والنهب. فالغرب إن كان واحة للحرية والمدنية فهو مقبرة لآمال الآخرين وتطلعاتهم، هذه الرؤية حكمت التفكير السلفي، وصاغت أحادية الفكر والمعرفة لديه، لتُبقي الغرب نموذجاً للاستعمار والصليبية، يوفّر أرضية تحتل فيها الاعتبارات الدينية الخالصة موقع الفكر والمواجهة «إنه صراع حتى الموت وحرب صليبية ضدّ مجتمعنا»(8). هذا الاحتماء بالدين والاتكاء عليه حجب علاقة السياسي، هذه الرؤية لا معنى لها داخل المنظومة الفكرية البورقيبية، فالغرب، الحاضر لايمكن أن تقرأ فيه دلالات الصليبية وتمظهراته، بل يقع الاختيار الأفضل في استيعابه كنمط للانتاج، ونظرة للاجتماع والسياسة يفتقدها المجتمع التونسي، وهي قادرة على إخراجه من وحل التخلف والركود، وإلحاقه بمجتمعات التحضّر والتمدّن. كذلك لا يمكن النظر إلى الغرب، مجرد وحدة صمّاء ترفض التحطيم أو تحتمل قراءة واحدة، وإن كانت مظاهر السلبية، وذاكرة الاستعمار تحتل مدارك الوعي، فإن الوجه الآخر الأكثر عقلانية يكمن في تقبّل التكوينات الحديثة وكونية الحضارة. في لغة خطابية تحاول غرس الاطمئنان، ونفي الممانعة يتوجّه بورقيبة بالنصيحة والقول: «لا تنفروا من التكافل ولا تظن أنه يمسّ سيادتنا لأنه يستحيل اليوم أن تعيش أمة في معزل عن العالم، ومتى مكّننا هذا التكافل من إعداد نشء صالح بكليات أوروبا وغيرها يمكن الأمة من القوة اللازمة، فلا مناص منه بل هو من الأمور الحتمية والسير في منهاج تقوية الأمة التونسية بسلاح العلم والاختراع من أوكد الواجبات وبدونه نفقِد ما حصلنا عليه»(9). يبدو الاستمرار خارج النسق الأوروبي وحاضره عملاً غير تاريخي، كما أن التشبث بالحاضر التونسي، لا يكون شيئاً آخر غير ماضٍ تعوزه عناصر الحضارة ومكوّناتها الأساسية، كالعقل، ونظم الدستور، والقانون، «كان الوجه الأكثر إغراء لأوروبا المعاصرة بالنسبة للمسلمين العلمانيين عصريتها، تركّز جوهر هذه الطبيعة في عنصرين: العلم والحكم الدستوري»(10)، وكثيراً ما يحيل العلم إلى بينة العقل وقدرة الابتكار لخلق علاقة ذهنية بين الواقع والموروث. هذا الإلغاء والنفي لحاضر المجتمع التونسي سيأخذ دلالاته مع امتلاك القرار الوطني، ليترافق معه ويكون أحدث تعبيراته الأساسية، وسوف يعمل التوجّه البورقيبي على صياغة ذلك المشروع السياسي والحضاري مع إقامة دولة الاستقلال وتأكيد بناء الدولة الجديدة والمجتمع الحديث. ومع ان الجهد النظري كان ثرياً والاحساس السياسي قائماً فإن التجربة كانت قد عرفت التردد والارتباك. تستمر إرادة التوجه المطلق بالذات نحو الغرب عملاً يستحيل الاطمئنان اليه عند الثعالبي، ليكن المنهج التدبيري الأكثر حضوراً للتوفيق بين مدنية الإسلام ومدنية الغرب «إن المسلم يقضي اليوم حياته الاقتصادية بفكرتين: الفكرة العصرية وهي فكرة النشاط في العمل والفكرة الدينية وهي الهيبة من صبغ العمل بالصبغة الاقتصادية العصرية، فلو أمكن الملاءمة بين الثقافة الإسلامية والمدنية الحاضرة في الأعمال الحالية لعاشت مؤسسات الشرقيين»(11). يدرك الثعالبي أن حاضر المجتمعات الإسلامية لم يكن إلا واقعاً تشده ذاكرة الإسلام الثقافي، غير أن « التوفيقية » التي يذهب اليها تجعل منها مذهباً قاصراً لبلوغ مرحلة « الملاءمة » أو انجازها، فالمقاربة لا يمكن أن تصحَّ إلاّ إذا كانت تحمل بين عناصرها أو مستوياتها الدنيا شيئاً من الالتقاء والتشابه، وتمتلك من الاختلاف والتمايز ما يشكل حدّها الأدنى، وإلاّ تحوّل الفعل الاصلاحي إلى حالة من المعرفة الطوباوية أو التفكير المجرّد. لقد حكمت الفكرة الدينية، واقع الثقافة والسياسة، ونالت كثيراً من العلاقات، وتشكيلات المعرفة، أما وقد مسّت التحوّلات الجديدة خلايا المجتمع وأنسجته، وتحوّل الدين إلى شعور يقبع داخل الخيال الباطني « للأمة » في زمن انخرط فيه الفكر والمؤسسة داخل حركة للتحديث بدت معها النهضة العربية «نوعاً جديداً من الإدراك فجلبت معها مفاهيم للتراث التقليدي ومحاولات للتكيف مع المعطيات الجديدة. وكانت هذه اليقظة في حالات عدّة، تجربة قاسية إذ أدّت على الصعيد الاجتماعي، إلى تحوّلات وتغيّرات مزّقت التماسك الاجتماعي، وعكست على الصعيد النفسي تزايداً في الوعي الذاتي وفي الإحساس بالاغتراب»(12). إلا أن مسألة التقدم الحضاري قد عكست حالة من الشك عايشت الفكر السلفي وربما كانت أحد توتّراته ومآزقه الحقيقية، جاء في قول الثعالبي «نُريد أن نهدم من حول آداب الغرب هذه القداسة التي شادتها الدعاية الكاذبة حتى نراها على حقيقتها تفسد الجسد العاري وتستبيح من الفكر ما لا يستباح عندنا وتصور من العقائد الهدامة ما لا حاجة لنا به»(13). يبدو التقدّم بعيداً عن الشمولية يحمل تعريفات محدّدة، تنفي صفة القداسة كعنصر وهمي وخادع في بناء حضارة الغرب. مدنيّته، عمرانه، ومعرفته، تفتقد مشروعية الأخلاق والدين، تستنهض تلك القراءة الكوارثية لأزمة المسيحية الغربية ومجتمعاتها، ومعها لا تنجو الثقافة السياسية السلفية من ضوابط أخلاقية، عند رصدها لمفهوم العلاقة مع « الآخر »/الغرب في تقاسيم وجهه القاسي. هذا الفهم لا يلقى نفس الاستجابة والاستيعاب داخل الفكر البورقيبي، حيث طبيعة الاستعمار وأنظمته لا تأخذ بنظرة ترى فيه خطر الحداثة، أو تمزيق الدين والأخلاق، فلم تكن المدنية الغربية ومن ورائها أوروبا إلا وعياً متدفقاً قد أثار حالة الشعور بالذات داخل مجتمع غارق في تخلّفه وضياعه «إن الدروس التي تلقيناها من فرنسا هي التي أيقضتنا وبعثت فينا روح الكفاح»(14). وكثيراً ما كان وعي الذات مرتبطاً بوعي « الآخر »، ومأساوية الأنا لا تدرك إلا من خلال « الآخر » أيضاً. فالغرب ليس بشيطان، ولا هو مرض أو كفر، وإن كان رمزاً للاستعمار والإذلال، فهو حالة تاريخية لن تكون غير حدث طارئ، وسيرة عابرة لا تقع في الدين وشروحاته. لقد بات من المستحيل على إي أمة أن تعيش حياتها خارج نسق الحضارة وعالميتها، بل أكثر من ذلك تعدّت صفة التقدّم والعلم لتكون عنصراً للاندماج السياسي القومي، وكأن الخطاب البورقيبي أراد أن ينحُت حركة تحديثية لا تتماشى فقط مع قيم الغرب ومفاهيمه، بل تتعدّى ذلك إلى التاريخ المحلي لتحريك نهضته ووحدته من الداخل «أخذت القبائل في أوروبا تتكتّل حول الملوك الذين استعانوا بالقوة والحيلة والمناورات على تركيز نفوذهم فظهرت الأمة الفرنسية.. وتوالت الأطوار على امتداد السنين جيلا بعد جيل إلى أن أمسك ديغول بالحكم ثم ذهب ثم عاد والأمة الفرنسية باقية وكيانها ثابت لم يضعفه شيئ ولا أثّرت فيه الوحدة الاوروبية أو الأطلسية أو غيرهما»(15). لم تكن فرنسا فقط المرجع والقياس، بل تجاوزت كل الفضاءات لتكون عنصر انصهار وطني وأساس قومي أفرز تركيبات اجتماعية وسياسية حديثة وخلق حالة وعي متقدّمة تجاوزت مراحل التشكيلات القديمة، كما ألغت بعض مظاهرها. هذا الإشكال المعرفي وطبيعة الاستجابة « للآخر » يبدو داخل المنظومة السلفية كثير الانجذاب إلى وحدة الدين، يقول الثعالبي: «الرسالة المحمدية هي كل شيئ ينبغي أن يكون لمؤسسة عالمية متكاملة البناء قويمية الذات، بارزة النعوت فهي عقيدة وإيمان وعبادة وخلق وأدب وسلوك وشريعة ونظام وأمة ودولة وحضارة وتمدّن»(16). تتكثّف المفاهيم وتتراكم المصطلحات دون أي تحديد للمعنى والدلالة، لتأتي الصياغة متحرّكة، متناقضة، ويكون البناء النظري مهتزاً، هذا التناقض لا يرتقي إلى نفي وحدة المنهج التدبيري، الملائم بين مكوّنات الذات وعناصر الآخر، _«إذا أردنا أن نُعيد الشرق إلى منزلته الأولى من التقدّم وجب علينا أن تقتبس من الغرب كل جديد تجمّل به ولننبذ كل قديم رث بال عفاه الدهر وقتلته العصور، فإن الحياة كون خاضع لناموس التغيير والتجدد، ولا يخلق بهما أبداً الرفو والترقيع وكفانا أن نحتفظ من ماضينا بالدين والأخلاق وما عداها فإلى البوار والدمار»(17). يدرك الثعالبي فقدان المجتمعات الإسلامية لروح الإبداع والتجديد كعناصر تدفع بالتاريخ وتحرّكه، فيحاول تحقيق مظاهر الجدّة بشطب ذلك الليل الطويل حيث تقيم المجتمعات في استرخاء عميق ومطلق لكل ما هو قديم وموروث. في هذه الرؤية تتوحّد آراء الثعالبي مع أفكار بورقيبة، إذ يبدو «طريق التحرر ما زال طويلاً.. وإننا نحتاج إلى التعاون مع الشعوب التي سبقتنا في العلم والقوة والمدنية، ولو كانت تلك التي كانت مستعمِرة لنا»(18). فالعلماني وهو في نسج علاقته مع الغرب تختفي لديه مظاهر الغربة المعرفية الصارخة، على نقيض ما تجسّد في كتابات السلفي ومواقفه، أو حتى بنيته المعرفية. فلم يكن الأمر يحتاج كثيراً إلى التردّد، بل إنه يحمل في تكويناته جوانب من الإيجاب والإفادة «نحن أول من يعترف بحسنات الحضور الفرنسي، ألست أنا أحد أبنائكم الروحانيين، ألم أتكوّن معكم جنباً إلى جنب»(19). هكذا خاطب بورقيبة الغرب، وهكذا أراد تأسيس تجربة تونسية تتمثّل واقع التجربة الفرنسية، وتستمر على إيقاعها. لن يأخذ مفهوم الحداثة المتداول نفس المعنى والتعير في كتابات كل من الثعالبي وبورقيبة، ويستعمل كل منهما على إكساء عناصر الحداثة بفكر ومضمون يكون غطاءً يبيح مشروعية الاقتباس والاستعارة. يقول عبدالعزيز الثعالبي «القرآن يوصي بالتسامح إلى أقصى حدّ ممكن في الأمور الدينية، كما يوصي بحرية الفكر واحترام جميع الآراء ويستنكر أي اعتداء على المعتقدات سواء منها الفردية أو الجماعية»(20). والظاهر أن فكرة التسامح قد عبّرت عن نفسها في سياق مرحلة تاريخية محدّدة، حاول الفكر الاصلاحي من خلالها إقحام معنى الدين في معركة التحديث، ومشاريع النهضة، داخل مجتمعات أخذت تشق لنفسها علاقات جديدة تصيغها علاقة الإنسان مع الإنسان، بدلاً عن تلك العلاقات التقليدية التي انبنت عليها أساساً الحضارة الإسلامية كفكرة ودعاية تشد الفرد إلى الخالق. وحتى يتمكن المسلم بعد آلاف السنين من الجمود ، استساغة هذا النوع الجديد من الخطاب، كان لا بدّ من توظيف مفهوم التسامح الديني، ومن ورائه مبدأ التسامح الايديولوجي والفكري، لتيسير عملية الانخراط في عالمية الحضارة وكونيّتها. وربمّا في هذا الجانب مثّل البناء النظري للسلفية آلة لصناعة التبرير ومهمّة لتوظيف المفاهيم واستعارتها، تدفع النفس والكيان لتُقبل على مبدأ التعامل الحضاري. أما العلماني فلا يرى مفهوم التسامح من واقع ايديولوجي يسمح بإكساء المظهر صفة الشرعية والتقنين، بل هو يعيش من داخل العلاقة ذاتها، وبوحي من تعبيراتها. فالحضارة عنده قبل انتسابها لهذا الطرف أو لذلك المركز، تبقى دائماً حضارة « العقل » و »العلم »، والعقل هنا يقع في قُبالة الدين وبموازاة منه. يتحوّل التسامح عند العلماني إلى موقف معرفي يبدو فيه أكثر وعياً (21)، ومفهوم الشرعية الوحيد لديه يكمن في كونية الحضارة وعالميتها ومدى ارتباطها بالعقل والعلم، «العلم الآن ضرورة من ضرورات البقاء والحياة، ولكي ينجو الإنسان من المحق لا بدّ من التسلّح بالعلم»(22)، في سياق هذا الخطاب البورقيبي ندرك حجم العلاقة التي تشدّ العلماني إلى الغرب. على العكس ما يطالعنا به الإصلاحي السلفي والديني، إذ يتم الاعتراف بهذه العلاقة والقبول بها في مستوى المؤسسة، والخدمة الاجتماعية، ولكنه يرفضها عند ما تحاول أن تشكِّل مرجعية نظرية قد تنسج هياكل المجتمع ومواقفه. بين المقول العلماني والكتابة السلفية تنهض اختلافات هيكلية لتستقر في وحدة المنهج. لم يحقق الثعالبي خروجاً عن دائرة أوساطه الدينية في علاقته، أو حواره مع الغرب، فخلف قيم العلم، والعدل، والدستور يستمر الغرب وجهاً للصليبية والاستعمار، بل يشارف أحياناً ليكون فكرة أساسية تتوزع كل المواقف والاتجاهات. بينما كانت فكرة الدين هامشية عند بورقيبة وعلاقته مع الغرب، ليظل الأخير نمطاً للاجتماع والسياسة، ونموذجاً معرفياً متعالياً، يتجاوز أوروبا إلى التخوم المحيطة، فالعلم لم يعد عنصراً يميِّز الانسان الفرنسي، بل هو سيل جارف على التونسي أن يعقلن عناصره. ولن ينتهي التمايز والاختلاف بين هذه الايديولوجيات السياسية المتنافسة إلا بتغليب إحداها على الأخرى. في توجهات هذه القراءة التاريخية كنا نحاور طبقات النصوص والكتابات لاستكشاف مشاريعها الاجتماعية والسياسية بعد تحطيم بنيتها المعرفية ووحدتها اللغوية. فاللغة لا يمكن أن تكون خارج الذات، وليست مجرّد أداة للتواصل والتخاطب قابلة للاشتغال بمعزل عن فضاء ثقافي يشدّها، ويعمل على ارهاص فكرتها. فالتوتر والتناقض إن كان من سمات الفكر والمعرفة، فإن السياق اللغوي في مشروع الاصلاحية السلفية وكذلك العلمانية قد حاولت توظيف دلالات النص من قرآن وحديث، من أجل توطينها أو تبيئتها داخل منظومة من الأفكار والمفاهيم الحديثة، تفتقد لأية علاقة مع مؤسسات المجتمع المحلي، وحتى تراثه اللغوي العربي الاسلامي. وكأن عبد العزيز الثعالبي قد صَاغَ كتابه « روح التحرر في القرآن » ليعكس وجهاً من وجوه أزمة استعمال مفاهيم اللغة وتوظيفاتها، فالروح لم تكن هنا غير الجوهري الثابت والأبدي أي « الروح الاسلامية » وإن أشار التحرر إلى تعامل الثعالبي مع النص، أو تحرر النص من داخله، فإنه بالنهاية يشير لفظ « التحرر » إلى ضرورة انفلات النص من أسر الجمود والتكرار في واقع اجتماعي- تاريخي يفترض إعادة التأويل والاجتهاد، وإحياء تلك المناظرات الدينية القديمة. والواقع أن حاضر المجتمعات العربية الإسلامية، والمملكة التونسية جزء من مداراتها، لم تكن إلا ماضياً قياساً مع الحاضر الأوروبي، لذلك كانت المفاهيم العربية « الاصلاحية » ملتبسة في سياقٍ استبطن من فكر الآخر، فجاءت غريبة عن فضائها التاريخي والاجتماعي. لم تكن تعني الحرية ولا التحرر في المنظومة السلفية حرية الانتماء والاختلاف، أو تعدد الأصوات من داخل الدين وخارجه بقدر ما كانت تعني حرية التأويل والاجتهاد. ولم تُفهم الديمقراطية كتقاليد اجتماعية وتربية سياسية تقام على أساس التمايز في الرأي، وحرية المواقف، والاعتراف بالخطأ الممكن للذات، وصواب رأي الأخر وصحته، وإنما كانت تعني اختلاف الأصوات وتعدّدها ولكن من داخل الدين وسيطرته. لقد كانت الهوة عميقة والإحساس بالابتعاد الحضاري، وفقدان التاريخ يسمحان بتفسير ذلك التأزم والتمزّق، «حضارة الأقطار الإسلامية هي على غاية من التخلف، وهذا أمر يتجاوز الواقع – من سوء الحظ – إذ هو من الحقائق البديهية المسلّم بها. ولكن ينبغي منذ الآن التمييز بين التقدّم الحضاري والواقع الحضاري في مختلف الأقطار الاسلامية»(23). لقد وعى الثعالبي خصوصية الحاضر الأوروبي كتقدّم حضاري، يقابله تراجع واقع المجتمعات الاسلامية. في حين نظر إلى « الواقع الحضاري » عبر تجسيدات المجتمع التونسي في تلك المرحلة إذ يبدو «على غاية من التخلّف، من انخرام التنظيم الإداري والاستغلال الاستعماري إلى انتشار الفوضى الاجتماعية والحالات المرضيّة»(24). وحينما اتفق بورقيبة مع الثعالبي حول حقيقة الغرب المتقدِّم وطبيعة المجتمع التونسي المتخلِّف، فإنهما اختلفا حول ماهيةالغرب ومشروعه الحضاري، وموقعه داخل المنظومة الفكرية لحركة الإصلاح والتحديث. فالغرب لم يكن مرجعاً أساسياً ونقطة مركزية داخل الجهاز المفاهيمي البورقيبي، بل هو سيل جارف وواقع تاريخي يطرق الأبواب بشدّة، ويتعالى بذاته عن غيره من الحضارات ليفرض قيمه، ونسقه الخاص. فالحاضر الأوروبي يُعدِم ما سواه، وما تبقى يدخل في صيغ الماضي وأحكامه «إن البلاد التونسية رغم قربها من أوروبا تعيش حياة بدائية متأخرة بألف سنة عن المدنية الأوروبية»(25). هكذا يكون التأخّر الذاتي مرتبطاً بكثافة حضور الآخر والنظر في تحولاته واهتماماته. ولا شك أن اللغة تعيش التطوّر والحركة الدائمة، وبتعبيرات المفهوم والمصطلح بداخل التواريخ قد يختلفان، ولا يتخذان نفس الوظيفة والدلالة، حتى أنهما يمثِّلان مؤسسات ثقافية لغوية تتوزّع بين عناصر غارقة في التقليدية، وأخرى مأخوذة بوهج العصرانية. فتتخذ الأمة عند الثعالبي اهتمامات اسلامية متضخمة، في حين كانت عند بورقيبة فهم على أساس « الأمة التونسية » كتأسيس للكيان والوجود. ظلت اللغة كمؤسسة ثقافية تحمل مفاهيم محدّدة يمارس من داخلها الاصلاحي السلفي والعلماني وظيفته، فقد كانت الفصاحة عند التيار الاسلامي نوعاً من الخطابة المرتبطة بفكرة العالم القديم المغرق في نموذجيته، مقابل الحاضر الجديد المرفوض. هذه « القيمة الخطابية » تتجاوز كونها أسلوباً للبلاغة والتعبير لتكون عملاً واعياً يركِّز الذات، فالاصلاحية تحوِّل اللغة إلى واحدة من جيوب « المقاومة » في وجه التسرّب الغربي، وفضاء يحقق انصهار الذات مع الموروث ليكون نظام العلاقة كالتالي: لغة = إرث + ذات. بينما يشيد العلماني لغة خاصة به وفهم جديد يخرج عن أنساق المتعارف، هذه اللغة ستكون بعيدة عن قيم الموروث والتراث لتأسيس خصوصية الذات والأمة المائلة عن المجتمعات الإسلامية بشكل تكون فيه نظام العلاقة كالتالي: لغة = الحاضر + الذات. من أجل ذلك شدّد الثعالبي على التضحية بكل ما تحمله الذات من خصوصيات تتجاوز سقف الثقافة العربية الإسلامية، في حين تبلور لدى بورقيبة فهم خاص ومعاكس ينحرف عن الاعتقاد السائد بالثقافة العربية الإسلامية، ويميل إلى توطين الخصوصية والذات في وجه العالمية الاسلامية. هذا التناقض لا ينتهي في حدود الخصوصية والعالمية أو بين هوية محلية وأخرى عربية اسلامية، بل يتجاوز ذلك إلى جملة من العلاقات المتوترة ذات الفهم المتخارج نسعى إلى تتبّعها ضمن محاور تالية. ——————————– فهرس : 1.بورقيبة، الحبيب: خطاب، باريس 30 جوان 1972. 2.بورقيبة، الحبيب: خطب، الجزء 28، ص142. 3.الثعالبي، عبدالعزيز: روح التحرر في القرآن، ص41. 4.الثعالبي، عبدالعزيز: تونس الشهيدة، دار الغرب الإسلامي، ص165. 5.الثعالبي، عبدالعزيز: روح التحرر في القرآن، ص…. 6.بورقيبة، الحبيب: خطب، الجزء 11، ص288. 7.بورقيبة، الحبيب: خطب، الجزء 11، ص77. 8.الثعالبي، عبدالعزيز: تونس الشهيدة، دار الغرب الإسلامي، ص165. 9.بورقيبة، الحبيب: خطب، الجزء 2، ص81. 10.شرابي، هشام: « المثقفون العرب والغرب »، مرجع سابق، ص103. 11.الجندي، أنور: « عبد العزيز الثعالبي، رائد الحرية والنهضة الاسلامية »، دار الغرب الاسلامي، بيروت 1984، ص86. 12.شرابي، هشام: « المثقفون العرب والغرب »، مرجع سابق، ص13. 13.الجندي، أنور: « عبد العزيز الثعالبي، رائد الحرية والنهضة الاسلامية »، دار الغرب الاسلامي، بيروت 1984، ص 56. 14.بورقيبة، الحبيب: خطب، الجزء 2، ص28. 15.بورقيبة، الحبيب: خطب، الجزء 17، ص 142-143. 16.الثعالبي، عبدالعزيز: معجز محمد رسول الله، مرجع سابق، ص5. 17.الجندي، أنور: « عبد العزيز الثعالبي، رائد الحرية والنهضة الاسلامية »، مرجع سابق، ص64. 18.بورقيبة، الحبيب: خطب، الجزء 9، ص77. 19.بورقيبة، الحبيب: تصريحات وأحاديث صحفية، نشريات وزارة الإعلام (1952-1955)، المطبعة الرسمية، تونس 1982، ص19. 20.الثعالبي، عبدالعزيز: روح التحرر في القرآن، مرجع سابق، ص98. 21.الوعي في مفهومنا لا يجسّد الإيجابية ولا السلبية بقدر ما قصدنا منه مستويات وضوح الفكرة في خيال صاحبها، وقدرة بنائها الداخلي على التماسك والانسجام. فالسلفي يمارس موقفاً معرفياً يبرر الحداثة دون وعي وإدراك حقيقي لوظيفته، بينما يُدرك العلماني جيداً أنه يمارس عملية تبرير وتنظيف واعية ومدركة تضفي غطاء المشروعية على تلك التطورات المتلاحقة والمفروضة 22.بورقيبة، الحبيب: خطب، الجزء 28، ص346 23.الثعالبي، عبدالعزيز: روح التحرر في القرآن، مرجع سابق، ص15. 24.الثعالبي، عبدالعزيز: تونس الشهيدة، مرجع سابق، ص220. 25.بورقيبة، الحبيب: خطب، الجزء 2، ص292.  
وإلى الجزء الموالي إن شاء الله  
(المصدر : السبيل أونلاين ،بتاريخ  16 أكتوبر 2008 )  

حماقة العيش في غيبوبة الدين والاستهلاك
محمود عوض 
     قبل أيام قليلة ركزت جريدة بريطانية عنوانها الرئيسي في الصفحة الأولى لتجعله رقما واحدا بدلا من كلمات عدة. الرقم هو 2 وعلى يمينه 12 صفرا. المعنى أن تكلفة خطط الإنقاذ التي وضعتها دول العالم حتى الآن للفكاك من براثن الأزمة المالية الحالية وصلت تكاليفها إلى تريليوني جنيه استرليني أو ما يزيد على 3.4 تريليون دولار. المشكلة الأولى في هذا الرقم هي ضخامته. لكن المشكلة الأهم هي أنه ليس – بعد – الرقم النهائي. فأسوأ ما كشفت عنه الأزمة الحالية هو أن كبار السياسيين المنتخبين من شعوبهم لا يعرفون الحجم الحقيقي لتورط مصارفهم ومؤسساتهم المالية. مستشارة ألمانيا انغيلا مركل رفضت مثلا في البداية أن تكون لبلدها علاقة بالأزمة استنادا إلى أن الأزمة سببها أميركا، وبالتالي فمسؤولية الخروج منها تقع على أميركا. الرئيس الفرنسي ساركوزي جلجل صوته في البداية بأنه لن يسمح لما جرى في أميركا بأن يتكرر في فرنسا. كلاهما أخطأ وكلاهما أفاق يوما بعد يوم على حقيقة أن الفيروس الأميركي تغلغل أيضا في المؤسسات المالية الوطنية بعيدا تماما عن أي رصد أو رقابة. مؤسسات الاستثمار من النروج وأيسلندا، بل حتى البنوك السويسرية المعروفة بالدقة والصرامة في إجراءاتها، انزلقت إلى فخ الأدوات المالية الملتوية المستجدة التي استخدمتها بنوك الاستثمار وشركات الرهن العقاري الأميركية وتبين في لحظة الحقيقة أن أرباحها الأعلى لم تكن سوى هدايا مسمومة. وبينما السياسيون على مستوى ساركوزي ومركل أصبحوا آخر من يعرف – وهذا هو الزلزال الحقيقي – فإن الإعصار المالي الأميركي كان لائحا في الأفق مبكرا لكل من يريد أن يفهم ويرى. لنأخذ فقط جورج سوروس وهو المضارب الأميركي الشهير والسمسار المالي. فقبل شهور قليلة أصدر كتابا عن الأسواق المالية وما ستعنيه أزمة الإئتمان في 2008. وبعد أن سجل ملاحظاته عن الأمراض التي كشف عنها النظام المالي الأميركي منذ صيف 2007 على الأقل، طالب بمزيد من القيود والضوابط بما في ذلك ضمانات حقيقية للأموال التي يتم إقراضها. في الخلاصة كتب سوروس قائلا: «إن تلك الفترة من التاريخ التي بشرت بها الانتخابات التي جاءت بمارغريت ثاتشر إلى السلطة في بريطانيا سنة 1979 وبرونالد ريغان في الولايات المتحدة سنة 1980 شارفت على النهاية، وهكذا أزعم أنها تعني نهاية فترة طويلة من الاستقرار النسبي سياسيا وماليا، القائم على أساس أن الولايات المتحدة هي القوة المسيطرة والدولار الأميركي باعتباره عملة الاحتياط الدولية الرئيسية». التنبؤات بنهاية الهيمنة الأميركية تحديدا على اقتصاد العالم متقطعة منذ 1971 حين أوقف الرئيس الأميركي ريتشارد نيكسون ارتباط الدولار الأميركي بالذهب. وبينما ثبت في أزمات عدة سابقة أن تلك التنبؤات غير صحيحة أو على الاقل سابقة لأوانها، فإن ارتجاجات الأزمة الحالية فاجأت العالم وحوّلت أزمة داخلية أميركية إلى زلزال أخذ اقتصاد دول العالم على غرّة نحو منزلق غير مسبوق بل وربما غير مفهوم، بما جعل أندرو سيمز مدير السياسة في المؤسسة الاقتصادية الجديدة في لندن يقول :»إن هذا الإعصار المالي الأخير هو بالنسبة الى الرأسمالية المالية معادل لما مثّلته سنة 1989 بالنسبة الى الشيوعية السوفياتية». لم تكن سياسات مارغريت ثاتشر ورونالد ريغان تتبلور فقط في اطلاق الرأسمالية المتوحشة من عقالها وإنما أيضا في تصدير تلك السياسات إلى دول العالم بالإلحاح أو بالضغط مباشرة أو باستخدام صندوق النقد الدولي والبنك الدولي (وتاليا منظمة التجارة العالمية). لكن الحرية الأكبر للمضاربات المالية الأميركية في الأسواق الدولية بدأت فقط بعد تفكك الاتحاد السوفياتي وانفراد أميركا بعرش القوة عالميا. كانت المفارقة الكبيرة هنا هي أن أميركا كانت قد خرجت من الحرب العالمية الثانية دائنة لمعسكر الحلفاء جميعا. ومع نهاية الحرب الباردة تحقق لأميركا ما تجاوز حتى أحلامها. في حينه علق الراحل جورج كينان، وهو الديبلوماسي الأميركي البارز صاحب سياسة الاحتواء ضد الاتحاد السوفياتي، بقوله إن تفكك الاتحاد السوفياتي كان بمثابة لعبة قمار اشترت فيها أميركا ورقة يانصيب بدولار ليفاجئها الحظ بمليون دولار. لكن الجانب الآخر من الحقيقة هو أن أميركا الفائزة تلك خرجت من الحرب الباردة وهي أكبر دولة مدينة في التاريخ. بعدها تابع العالم خروج سلالة جديدة من المضاربين الأميركيين في أسواق المال كانوا سابقا ممنوعين في أميركا ذاتها، لكنهم استجابوا لدقات خشبات المسرح، سواء بحد ذاتهم أو كممثلين لنوع جديد من الصناديق المالية اسمه «صناديق التحوط» بعيداً تماما عن أي رقابة أو ضوابط من البنك المركزي الأميركي وبسياسة مقصودة عمدا. هكذا فوجئت بريطانيا مثلا، المنضمة في حينه إلى نظام جديد للنقد الأوروبي، بمراهنات كاسحة في أيلول (سبتمبر) 1992 لإرغامها على تخفيض قيمة عملتها. مراهنات عجز بنك انكلترا المركزي بكل قدرته عن الصمود أمامها، فانتهت المواجهة بانسحاب بريطانيا من النظام الوليد للنقد الأوروبي وعادت أكثر ارتباطا بالدولار الأميركي وأكثر اعتمادا على علاقتها الخاصة بأميركا ابتعادا عن المشروع الأوروبي. بعدها خرج جون ميجر رئيس وزراء بريطانيا ليشكو علنا في نيسان (أبريل) 1995 قائلا إنه: «لا يجوز ترك العمليات في أسواق المال تتم بسرعة وبحجم كبير حيث لم تعد تخضع لرقابة الحكومات والمؤسسات الدولية». في حينه أيضا قال لامبرتو ديني رئيس وزراء إيطاليا إنه «يجب منع الأسواق من تقويض السياسات الاقتصادية لدولة بكاملها». أما الرئيس الفرنسي جاك شيراك وقتها فقد وصف أولئك المضاربين الجدد في أسواق المال بأنهم «وباء الإيدز في الاقتصاد العالمي». كان جورج سوروس المضارب الأميركي هو أبرز المضاربين ضد الجنيه الاسترليني في 1992 وتبيّن تاليا أن أرباحه من العملية تجاوزت بليون دولار. وكان هو أيضا في مقدمة المضاربين على عملات دول جنوب شرقي آسيا في أزمة 1997 التي أسفرت عن انهيار عملات تلك الدول بالتتابع بما أتاح لصندوق النقد الدولي فرض الوصاية عليها جميعا – باستثناء ماليزيا – وهو ما كان مستهدفا من البداية. الآن في أزمة 2008 لا نرى جورج سوروس سوى معلقا على الأحداث مع آخرين. لكننا نجد بين المعلقين الحقيقيين جون غراي في لندن مثلا، الذي استخلص النتائج في جريدة «الأوبزرفر» قائلا: «إننا نعيش الآن منعطفا تاريخيا بمفهوم الجغرافيا السياسية. منعطف يتبدل فيه توازن القوى على وجه كوكبنا بلا رجعة، فعصر الهيمنة الأميركية الذي بدأ مع الحرب العالمية الثانية ولّى». فالدين القومي الأميركي الذي كان ثلاثة تريليونات دولار في 1990 زاد الآن إلى 10.2 تريليون دولار. السبب الرئيسي في ذلك، من منظور فريد زكريا مثلا، هو أنه اعتبارا من ثمانينات القرن الماضي بدأ الأميركيون يستهلكون أكثر مما ينتجون. هم كمواطنين يعوضون الفارق بين الإثنين من خلال الاقتراض من البنوك وشركات الرهن العقاري لشراء المنازل مثلا عن غير قدرة، ثم يقترضون من جديد لتسديد القرض القديم حتى من خلال بطاقات الائتمان المتاحة التي يتم تسهيل حصولهم عليها بلا ضمانات مرة بعد مرة. وحسب فريد زكريا أيضا فإن كل عائلة أميركية تحوز 13 بطاقة ائتمان في المتوسط. أما أميركا كدولة فهي تعوّض الفارق بين إنتاجها واستهلاكها من خلال الاقتراض من الدول الأخرى. الصين مثلا بلغت مستحقاتها على أميركا في شهر تموز (يوليو) الماضي أكثر من 578 بليون دولار من خلال حيازتها سندات مستحقة على الخزانة الأميركية. الصين سعيدة لأنها تنتج بأكثر مما تستهلك، وأميركا سعيدة لأنها تستهلك بأكثر مما تنتج، ربما في انتظار حل سحري يحقق لها مخرجا تفاجئ به مواطنيها والعالم. المأساة أنه تحت عناوين مراوغة مثل «العولمة» و «الانفتاح على العالم» و «حرية رأس المال» جرى استدراج دولنا النامية إلى الفخ القاتل نفسه. في دولة نامية ومدينة كمصر مثلا نجد على مدار الساعة تشبهاً بالنموذج الأميركي نفسه: استهلك بأكثر مما تنتج.. اقترض بأكثر من قدرتك على السداد.. امتلك فيللا فسيحة بحديقة تجاور ملعبا للغولف.. اذهب بمدخراتك القليلة إلى البورصة فتحصل على مكاسب مضمونة.. اخرج إلى المعاش المبكر فتستمتع بوقتك بينما مصنعك يباع إلى الخواجات وأرباح المصنع تحول إلى الخارج من الآن فصاعدا. وفي ما بين كل جملة وجملة لم يعد مهماً أن ديون مصر الخارجية ارتفعت إلى 34 بليون دولار. الآن نتابع أميركا وهي في حالة تلبّس تؤكد لنا من جديد حماقة العيش في غيبوبة الاستهلاك وأهمية العودة إلى البديهيات. أولها حقيقة: أن ننتج أولا وثانيا وثالثا، وبعدها فقط نستهلك مما ننتجه.  
* كاتب مصري  (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) بتاريخ 19 أكتوبر 2008)  

الأزمة المالية تعبد طريق أوباما للبيت الأبيض

توفيق المديني في تاريخها المعاصر شهدت الولايات المتحدة الأميركية أزمتين كبيرتين من طبيعة بنيوية وكونية، الأولى تعود إلى أزمة 24 أكتوبر1929، ومردها انهيار سوق الأسهم، والثانية هي الأزمة المالية التي يعيشها العالم بأجمعه الآن، والتي انفجرت في شهر سبتمبر الماضي، جراء تداعيات أزمة الرهون العقارية التي تدحرجت ككرة الثلج منذ العام الماضي. لقد ترافقت في ظل أزمة الرأسمالية العالمية 1929، صعود الفاشية في إيطاليا، والنازية في ألمانيا، وسيطرة البنية الشمولية الستالينية للحكم في الاتحاد السوفييتي سابقاً، بوصفها إجابات تاريخية مختلفة في إطار شمولي، لتلك الأزمة. أما في الولايات المتحدة الأميركية، فقد أدت الأزمة العامة للرأسمالية في الأعوام من 1929 – 1933، إلى إشعال جميع تناقضات الاقتصاد الرأسمالي العالمي، وإلى زيادة الحماية الجمركية انطلاقاً من سياسة الاكتفاء الذاتي، لذا، وجدت أزمة الرأسمالية ضرورة القيام بإصلاحات اقتصادية تسهم في حل العديد من المشكلات الملحة، كما ازداد الاقتناع بضرورة تدخل دولة الاحتكارات في تنظيم الاقتصاد، والتي هي عبارة عن تطبيق مبادئ «الاقتصاد المبرمج» بهدف تحقيق الاستقرار في التوازن الاقتصادي. وهذا الوضع جعل الدولة القومية تتدخل بشكل قوي في عملية تجديد رأس المال، كما تميزت بتمركز شديد في الاقتصاد، وهذا شأن الدولة الفاشية في ايطاليا. إنه تضخيم العنصر القومي في الاقتصاد. و تميزت دولة الاحتكارات الرأسمالية بتوجيه الاقتصاد لمصلحة الاحتكارات، وبخلق توازن جديد بين رأس المال الثابت ورأس المال المتغير، وبإجراء بعض الإصلاحات الاقتصادية على غرار «النزعة الأميركانية» و«الفوردية» في الولايات المتحدة، «بموجب الطرح الجديد» للرئيس فرانكلين روزفلت، الذي انتهج مسارا مختلفا عن سلفه الرئيس هربرت هوفر الذي اتخذ إجراءات رسمية خاطئة، قادت إلى تفاقم البطالة في عهده، وإغلاق المصانع، وإلى استمرار الانهيارات الاقتصادية حتى ربيع 1932، فعاقبه الناخبون بانتخاب روزفلت. هذا الأخير، أقدم على سن قانون التأمين الاجتماعي، وحظر استغلال العمال، وتطورت في عهده النزعة «الأميركانية» و«الفوردية»، باعتبارهما يمثلان اتجاهاً عقلانياً في تنظيم علاقة العمال بالمصنع، وضبط مجمل حياة العمال، وعملهم الانتاجي بما يتوافق مع متطلبات المؤسسة الصناعية الرأسمالية. ولأن سيادة هذه العمليات التاريخية، أي «النزعة الأميركانية» و«النزعة الفوردية» باعتبارهما محصلتين لضرورة داخلية هي «ضرورة التوصل إلى تنظيم اقتصاد مبرمج»، في أكثر القطاعات تقدماً من الإنتاج الرأسمالي، تمثل النقطة الأخيرة في إجابة الرأسمالية عن الأزمة، من أجل درء اتجاه معدل الربح نحو الانخفاض، وهذا ما جعل النزعة الأميركانية تنتشر عالمياً. إن النزعة «الأميركانية» و«الفوردية»، التي خلقتها دولة الاحتكارات الرأسمالية في تطورها الأبعد، والتي قدر لها أن تفرض نفسها على الساحة الأوروبية بعد الحرب العالمية الثانية، ولاسيما مع بروز المصالحات بين البورجوازية والاشتراكية الديمقراطية، التي أرست في أوروبا الرفاهية، كانت الجواب الحقيقي لأزمة 1929، إذ لعب الديمقراطيون دوراً اساسا بقيادة روزفلت في إرساء النظام الرأسمالي العالمي الذي يعيش أطواره الأخيرة بعد الأزمة المالية العالمية الأخيرة. التطرق إلى هذه الإجابة التاريخية عن أزمة 1929، تقودنا إلى تبيان كيف أن الأزمة المالية الحالية لعبت دورا رئيسا لتعبيد طريق أوباما للفوز في الانتخابات الرئاسية المقبلة. ولذلك لم يكن من المستغرب أن يقول مستشار بارز في حملة جون ماكين لصحيفة «النيويورك تايمس»: نحن نتطلع إلى قلب الصفحة عن هذه الأزمة المالية والعودة إلى مناقشة سجل أوباما الليبرالي، والمفرط بليبراليته، وكيف أن انتخابه سيكون مجازفة كبيرة للأميركيين». فالأزمة المالية العالمية، وتخبط ماكين، إضافة إلى التغييرات الديموغرافية في بعض الولايات المحورية، ونجاح حملة أوباما بتسجيل عدد كبير من الناخبين الديمقراطيين الجدد، وتعبئة الناخبين الشباب والجدد والأقليات، وتحديدا الأميركيين من أصل أفريقي، كلها عوامل توفر لأوباما أكثر من طريق للحصول على أكثرية أصوات المجمع الانتخابي، على حد قول الخبير في الشؤون الانتخابية كريس لاباتينا. فبعد ثلاث مناظرات تلفزيونية كرست تقدم المرشح الديمقراطي باراك أوباما، يسعى هذا الأخير قبل أسبوعين من موعد الانتخابات الرئاسية إلى نقل المعركة داخل الولايات المؤيدة تقليديا للجمهوريين، مثل فرجينيا، وميسوري، وكارولينا الشمالية، إذ تضم هذه الولايات الثلاث ما مجموعه 39 من الناخبين الكبار، علما أن الرقم السحري للفوز في انتخابات 4 نوفمبر المقبل، هو الحصول على 270 صوتا في المجمع الانتخابي. فقد جاء في استطلاع وتحليل وكالة «الأسوشيتد برس» أن أوباما حاصل على نحو مؤكد، أو شبه مؤكد، على تأييد 264 من الناخبين الكبار، أي أنه ينقصه ستة. بينما ليس لماكين سوى 185. وتلعب أجهزة الإعلام الأميركية، ولاسيما الصحف الشهيرة مثل نيويورك تايمز والواشنطن بوست، دورا مؤيدا لأوباما. فقد كتبت «الواشنطن بوست» في افتتاحيتها: إن دعمها لأوباما «واضح ولا لبس فيه»، وأشادت« بذكاء باراك السياسي ومهارته» وقالت إن «الخيار صار سهلاً نوعاً ما، نظراً إلى الحملة المخيبة التي قام بها ماكين، وخصوصاً اختياره اللامسؤول لمنصب نائبه شخصاً غير مؤهل لأن يكون رئيسا»، في إشارة إلى حاكمة ولاية ألاسكا سارة بايلن، بينما «يمكن أن يصير أوباما رئيساً عظيماً»، وهو «رجل يتسم بهدوء العقل وإدراك دقيق لقضايا معقدة وبمهارات واضحة في المصالحة وبناء اتفاق جماعي في الرأي». لا شك أن فوز أوباما في الانتخابات الرئاسية المقبلة، سيجعله في مواجهة تحديات كبيرة، لعل أبرزها في السياسة الخارجية. فأوباما يقول إنه سيسحب الجنود الأميركيين من العراق في أسرع وقت ممكن عمليا. وسيزيد من حجم الجيش، ويرسل المزيد من الجنود إلى أفغانستان لمواصلة مكافحة الإرهاب. وسيغلق معتقل غوانتنامو. لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل سيضع وصول أوباما حداً للقطبية الأحادية التي تميزت بها السياسة الخارجية الأميركية منذ نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفييتي السابق؟ ففي ظل الإخفاق الكبير لسياسة المحافظين الجدد، على جميع المستويات، بات العالم يتطلع إلى قيادة أميركية جديدة تؤمن فعليا ببناء نظام دولي متعدد الأقطاب يكون قادرا على إيجاد حلول عقلانية وواقعية للتحديات التي تواجه عالمنا المعاصر. أما التحدي الثاني الذي سيواجه أوباما، فهو الأزمة الاقتصادية وتداعياتها العالمية. صحيح أن أوباما يدعو إلى توفير رعاية صحية شبه عالمية للأميركيين، وسيزيد الضرائب على الأغنياء و الشركات، وسيخفضها على الجزء الأكبر من الطبقة الوسطى، وسيقدم الكثير من الهبات، لكن هذا غير كاف، إذا لم يقدم أوباما إجابة تاريخية لأزمة الرأسمالية العالمية، ولاسيما تجسيد القطيعة الإيديولوجية والاقتصادية مع الليبرالية الجديدة المتوحشة، وإحلال قيم الحرية الحقيقية والعدالة والتنمية المستدامة، وإخضاع المؤسسات المالية والبنوك، والمصارف، لرقابة قانونية ومالية واجتماعية صارمة تتولاها مؤسسات محاسبة وتدقيق مسؤولة أمام سلطة قضائية تعمل لتدعيم سلطة القانون.  
كاتب من تونس (المصدر: صحيفة أوان (يومية كويتية) بتاريخ 20 أكتوبر 2008)  

المحافظون الجدد: النّهاية أم ولادة جديدة؟
جميل مطر    
مع كل يوم يمرّ منذ اندلاع الأزمة الاقتصادية العالمية، أو على الأقل منذ الاعتراف باندلاعها، واقتناعي يزداد بأن القادم من التطورات سيكون أشد إثارة من كل ما حدث حتى ساعة كتابة هذه السطور. يكفي أننا، في أقل من شهر، انتقلنا من الحديث عن أزمة مالية إلى الحديث عن أزمة اقتصادية، والآن نتحدث، ويتحدثون في أميركا وخارجها، عن أزمة سياسية لا شك قادمة أو لعلها ناشبة بالفعل. كنت أستمع إلى وليام كريستول، الزعيم الروحي والقائد الأول لتيار المحافظين الجدد. وبداية أعترف أن الرجل في هذه المقابلة أذهلني أكثر مما أذهلتني من قبل كتاباته وأفكاره، وبخاصة تلك التي تتعلق بنا كعرب أو مسلمين أو غير منتمين أساساً إلى الجماعة «الحضارية» المنبثقة عن التراث اليهودي. سئل عما إذا كانت حركة المحافظين الجدد وأفكارها أصيبت بهزائم كثيرة خلال العهد الذي كان فيه نعْم الراعي والمخلص والتابع الأمين. وعندما أجاب بعد تردد رفض الاعتراف بأن عهد الرئيس بوش تسبب في مشكلات معقدة أضرت بأميركا وسمعتها، وأساءت بصفة خاصة إلى سمعة حركة المحافظين الجدد، سواء في قيادة البنتاغون وإداراته أو في قطاعات الاقتصاد والسياسة الخارجية. يقول كريستول، ويتبعه آخرون في الحركة، إن المحافظين الجدد غير نادمين على دورهم في دفع الرئيس بوش للتدخل العسكري في أفغانستان وغزو العراق وما زالوا يلحّون من أجل حرب ضد إيران. فالحروب، حسب رأيه، يجب أن تبقى خياراً جاهزاً باعتبارها أهم أدوات تنفيذ السياسة الخارجية الأميركية. وفي رأي كريستول أن الديموقراطيين سوف يشكلون لسنوات مقبلة الأغلبية في السلطة التشريعية، وأن الرئيس القادم لأميركا قد يكون ديموقراطياً، ومع ذلك فهو مطمئن إلى أن القافلة تسير ولن تتوقف. وضرب مثلاً بل أمثلة ليؤكد تفاؤله بأن اليمين الأميركي المعلن والمستتر على حد سواء منتصر على رغم الأزمة الراهنة. ألم يكن الرئيس كلينتون، وهو من الحزب الديموقراطي، هو الذي أصدر قانوناً عام 1999، أي في آخر سنوات ولايته، أطلق به عقال البنوك وشركات الائتمان وحرّرها من قيود كثيرة يقال الآن إنها وغيرها كانت أهم أسباب سقوط سوق الائتمان؟ من ناحية أخرى، ألم يتراجع باراك أوباما عن مواقفه بالنسبة الى الحرب في العراق وشؤون دولية أخرى، وتراجعت معه الأقلام الليبرالية التي أشعلت نيران غضب الشعب الأميركي ضد هذه الحرب؟ ولم تفاجئني كلمات كريستول التي اختارها بعناية ليؤكد أن رضى الشعب الأميركي مسألة غير مهمة. وتذكرت في تلك اللحظة كلمات مشابهة نطق بها منذ أيام قليلة ريتشارد تشيني نائب رئيس الجمهورية وأحد قادة تيار المحافظين الجدد، في تعليق له على موقف الناخب الأميركي من الحرب ضد العراق. كما لم تفاجئني عبارات استخدمها وليام كريستول تعليقاً على أن أوباما، وكذلك ماكين، يلجآن إلى أساليب «شعبوية» لكسب أنصار لهما في صفوف الشعب. قال ما معناه إن المحافظين الجدد ليسوا ضد «الشعبوية»، «فالشعبوية في حد ذاتها لا يجوز رفضها، إذ قد تكون ضرورية لتحقيق أهداف معينة. المهم كيف تستخدمها وفي أي اتجاه ولمصلحة من». ومن يقرأ روبرت كاغان، أحد كبار منظري التيار ومفكريه، يكاد يصل إلى النتيجة التي توقعها منذ سنوات كاتب هذه السطور من خلال متابعة ما يكتبه قادة هذا التيار وما يفعلون. كاغان، مع كثيرين غيره، يصرّ على أن أميركا جاهزة لحرب باردة جديدة على مستوى العالم، ومستعدة لمواجهة دولية لعلها الأخطر بالمقارنة بالمواجهات السابقة التي خاضتها خلال القرن العشرين. يطرح كاغان فكرة إلغاء الأمم المتحدة كمنظمة دولية لم تعد تفي بحاجات «الدول الديموقراطية» ولا تحقق للولايات المتحدة الأميركية مصالحها. لقد قامت الأمم المتحدة تجسيداً لرؤية أميركية تهدف إلى تحقيق عدد من مصالح وأهداف الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية، ولما تغيرت المصالح والأهداف، وتغيرت كذلك طبيعة المنظمة الدولية وعضويتها وأساليب عملها، أصبح واجباً التفكير في تنظيم جديد يخدم أهداف ومصالح جديدة. واقترح كاغان حلفاً من الدول الديموقراطية ينشئ منظومة جديدة مثلما فعل الحلف الذي هزم دول المحور في الحرب العالمية الثانية. ويشترط كاغان أن تكون الصين وروسيا خارج هذه المنظومة قياسا بما فعلته الدول المنتصرة حين استبعدت الدول المنهزمة من عضوية مجلس الأمن. بمعنى آخر يقترح حرباً ضد دولتين من الدول العظمى لثقته في أنهما في النهاية لن تعتنقا الديموقراطية، وبالتالي ستتخذان موقف العداء للدول الغربية. على الطرف الآخر من الأطلسي، تعلو أصوات قادة في أوروبا يطالبون بنظام اقتصادي عالمي جديد. يعترفون بأن النظام الذي وضعت أسسه بريطانيا والولايات المتحدة، انحرف عن مبادئه وقواعده عندما هيمن ميلتون فريدمان وتلاميذه ونظرياته على السياسات الاقتصادية الدولية، وتولت حكومات الولايات المتحدة فرض هذه السياسات على العالم وأجبرت معظم الدول على تبنيها من خلال القيود والشروط الصارمة التي فرضتها منظمة التجارة العالمية. والآن، وبعد سقوط هذه السياسات، عادت دول الغرب تطالب بضبط السوق وتنظيم علاقات الائتمان والاستثمار واستعادة سيطرة «الدولة» على المصارف وسوق الائتمان. بمعنى آخر، تمرّدت الأغلبية الساحقة من دول العالم على سيطرة المحافظين الجدد على الاقتصاد العالمي وقررت، وإن بحياء حتى الآن، تحرير اقتصاداتها من «استبداد» فوضى الأسواق. أمام هذا الوضع، لن يقف المحافظون الجدد متفرجين على رغم أن الأيام الراهنة قد تكون أسوأ ما مرّ بهم من أيام. فأميركا البيضاء في ظل قيادتهم، لم تفلح في حماية حدودها الجغرافية من غزو المهاجرين مـن أصول لاتينية، ولم تنجح في منع صعود أميركي أسود الى مستوى الترشيح لمنصب رئيس الجمهورية، وفشلت في تحسين أحوال الطبقة الوسطى عماد النظام الجمهوري، ولم تحقق نصراً حربياً حاسماً في أي مواجهة عسكرية، ولم تصحح عجزاً في الميزانية أو عجزاً في الميزان التجاري، ولم تحافظ على قيمة الدولار، ولم تضع نظاماً متقدماً للرعاية الاجتماعية والصحية، وقبل هذا وذاك، لم تكسب شعبية لأميركا في أي مكان في العالم بل ربما خسرت شعبية كانت لها في أوروبا الغربية. تبدو هذه المحصلة للتسلل المنتظم للمحافظين الجدد على امتداد ثلاثة عقود دافعاً كافياً يحفزهم لتصفية حركتهم والتخلي عن أفكارهم بعد أن امتد الفشل أخيراً ليشمل ما سعوا لتحقيقه على صعيد الاقتصاد منذ عقد السبعينيات ثم بتركيز أشد في عهد ريغان والعهود التالية. يحكي لنا التاريخ عن تجارب لتيارات تماثل تيار المحافظين الجدد انتهزت فرصاً مماثلة للأزمة الراهنة، كما في فترات أعقبت وقوع هزائم عظمى وفورات من غضب الشعوب وصعود ميول «شعبوية» أو غوغائية. قامت بالاستيلاء على مفاتيح السلطة وتخلصت من معارضيها وأثارت مشاعر قومية متطرفة وأشعلت حرائق هائلة. وأظن أن قادة المحافظين الجدد كغيرهم من قادة التيارات المماثلة لن يتركوا هذه الفرصة تمرّ، على رغم مسؤوليتهم عن الأزمة، أو على الأقل لن ينسحبوا بسلام ولن يعترفوا بالفشل. أتصور أن بعض مفكريهم سوف يستخدم تعبير «النكسة» في وصف السقوط وبعضهم سيوافق على إجراءات «تصحيحية»، ولكن الأكثرية بينهم سوف تصرّ، وهي تصرّ بالفعل، على أنها توافق على هذه الإجراءات ولكن بأسف شديد. وهو التعبير الذي استخدمه الرئيس بوش في أحد مؤتمراته الصحفية الأخيرة. معتذراً عن خطته لوقف التدهور المالي. هذه الأكثرية هي التي تشن هذه الأيام حملة إعلامية في أميركا وخارجها دفاعاً عن سياسات أميركا الاقتصادية والاقتصاد العالمي عموماً وتتهم فيها «خصوم» أميركا وكارهيها باغتنام فرصة الأزمة لتقويض مكانة أميركا في العالم، وبالتهويل في تصوير أبعاد الأزمة أو بالرغبة في العودة إلى سياسات ليبرالية أو اشتراكية. نخطئ إن تعجلنا في الحكم على ان تيار المحافظين الجدد ربما وصل إلى نقطة النهاية وأخذ يستعد للاستسلام، فالحرب التي شنها تحت عنوان مكافحة الإرهاب ما زالت مشتعلة، وأفكاره ما زالت تقود الإستراتيجية العسكرية الأميركية، وقوانينه المعادية للحريات والحقوق ما زالت مشرعة وجاهزة للاستعمال، وأتباعه في أجهزة الحكم وإدارات الدولة ما زالوا في أماكنهم. لم تحن بعد نهاية المحافظين الجدد، وقد تكون نهايتهم بعيدة.  
* كاتب مصري
 (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) بتاريخ 20 أكتوبر 2008)  

المغرب يتهم الجزائر بـ«إعاقة الحل» في الصحراء
الرباط – محمد الأشهب    
رفض المغرب أي توجه يروم العودة إلى نقطة الصفر في تعاطي المجتمع الدولي مع نزاع الصحراء. وقال رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي عقب اجتماعه مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على هامش القمة الفرنكفونية الثانية عشرة التي استضافتها كيبيك، إن المفاوضات «يجب أن تتمحور حول اقتراح الحكم الذاتي». واتهم الجزائر التي قال إنها «طرف في النزاع» بـ «إعاقة جهود الحل السياسي النهائي الذي يجب أن يكون موضع وفاق» بين الأطراف كافة، مؤكداً أن بلاده «ترفض العودة إلى نقطة الصفر». وكان وزير الخارجية المغربي الطيب الفاسي الفهري اجتمع إلى مساعد الأمين العام للأمم المتحدة في الشؤون السياسية لين باسكوي الذي زار الرباط في إطار جولة استكشافية عرضت آخر تطورات ملف الصحراء، في ضوء تعيين الموفد الدولي الجديد الديبلوماسي الأميركي كريستوفر روس. وتلقى باسكوي تأكيدات من الرباط لناحية التزام دعم خطة المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، من منطلق عدم تأثر أجندتها بتغير الموفد الدولي السابق بيتر فان فالسوم الذي كان صرح بأن استقلال إقليم الصحراء «ليس خياراً واقعياً». وجدد المغرب التزامه التعاون مع أي موفد دولي يختاره الأمين العام للأمم المتحدة. وكانت جولة خامسة مرتقبة من مفاوضات مانهاست تعثرت بسبب استقالة فان فالسوم، فيما يسود اعتقاد بأن تحريك مسلسل المفاوضات لن يبدأ في أمد قريب، أقله في انتظار تسلم الموفد الجديد الملف وإجرائه مشاورات مع الأطراف المعنية. إلى ذلك، أعلن رئيس الوزراء الموريتاني السابق زين ولد زيدان أن تسوية نزاع الصحراء باتت ضرورية، مشيراً إلى أن النزاع أصبح يشكل عائقاً حقيقياً أمام الاندماج المغاربي. ودعا إلى تسريع حل الخلافات بين المغرب والجزائر في هذا الصدد، خصوصاً أن سكان البلدين يشكلون 70 في المئة من مجموع سكان المنطقة المغاربية. وتساءل: «كيف يمكن لبلادنا أن تحقق التنمية والاندماج في محيطها الاقليمي في وقت يوجد جاراها المغرب والجزائر في حال جفاء ونزاع دائمين».  
 (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) بتاريخ 20 أكتوبر 2008)  

 
جدران برلين … المغاربية
أظهرت دراسة اقتصادية حديثة أن استمرار غلق الحدود الجزائرية – المغربية يحرم المغاربة من عائدات سنوية تُراوح بين مليونين وثلاثة ملايين دولار. وتُعزى هذه الخسارة لمنع ما بين مليونين وثلاثة ملايين سائح جزائري من تمضية إجازاتهم في المغرب. وقد استبدل الجزائريون المغرب بتونس التي وصل إليها هذا العام أكثر من 1.4 مليون سائح جزائري. ولم يترك التشدد الأوروبي في منح التأشيرات مجالا للمغاربيين سوى قضاء إجازاتهم في البلدان المجاورة إذا ما رغبوا فس مغادرة موطنهم في الصيف. وتُعزز الإحصاءات الجديدة ما ذهب إليه خبراء اقتصاديون درسوا الإنعكاسات الإقتصادية لتأخير التكامل المغاربي، إذ قدروا الخسارة بما لا يقل عن نقطتين من نسبة النمو السنوي لكل بلد مغاربي. وهذا يؤدي إلى تعطيل التنمية في كل بلد  وتعميق أزمة البطالة ومنع تبلور تجمع إقليمي قادر على إيجاد سوق قوامها أكثر من ثمانين مليون مستهلك. ويكفي أن نشير في هذا الصدد إلى بعض الإستنتاجات التي تضمنتها الدراسة الجديدة والتي أثبتت أن غلق الحدود الجزائرية المغربية  حال دون إيجاد ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة الحجم كانت تستطيع تأمين ثلاثين ألف موطن شغل  في منطقة وجدة المغربية فقط. ما أبعدنا عن قرار إيجاد  بطاقة هوية مغاربية يستطيع مواطنو البلدان المنطقة التنقل بواسطتها بين البلدان الخمسة. حتى المشاريع الإقتصادية الإقليمية التي فرضتها العلاقات مع أوروبا مثل أنبوبي الغاز الجزائريين نحو اسبانيا والعابرين للأراضي المغربية لم يُولدا مسارا تكامليا بين البلدين. لا بل تتجه الجزائر إلى مد أنبوب جديد سيخترق المتوسط هذه المرة ولن يعبر من المغرب. في المقابل يتعمق سباق التسلح بين البلدان المغاربية على نحو يتجاوز بكثير الحاجات الدفاعية لكل بلد، مُسببا إرهاقا شديدا للموازنات وإرباكا لمشاريع التنمية. وعندما اتخذ مجلس الرئاسة المغاربي قرار إيجاد بطاقة الهوية المغاربية في مطلع التسعينات قيل إنه الخطوة الأولى في بناء مغرب عربي بلا حدود داخلية أسوة بالإتحاد الأوروبي. لكن قبل أن يجف حبر القرار تخاصم الزعماء وما لبثوا أن أقفلوا الحدود وطووا ملف الوحدة المغاربية. ليس خفيا أن أصل الخلافات المغاربية يكمن في قضية الصحراء التي تعقدت وتعفنت مُشعلة حربا ديبلوماسية طويلة الأمد بين المغرب والجزائر. ويتلخص الخلاف في الخيار بين انفصال الصحراء عن المغرب أو منح سكانها حكما ذاتيا واسعا في إطار السيادة المغربية. ومن المهم التوقف هنا عند التصريح الأخير لموفد الأمم المتحدة الخاص إلى الصحراء الهولندي بيتر فان فالسوم (قبل استقالته) الذي أكد أن استقلال الإقليم الصحراوي عن المغرب أصبح خطة غير واقعية. ويعكس هذا التصريح الإستخلاص الذي وصل إليه غالبية المتعاطين مع الملف لقناعتهم بأن دولة صحراوية هزيلة ستكون غير قادرة على الحياة بمفردها. وبعدما بات مؤكدا اليوم أن الإستفتاء على الإستقلال الذي تطالب به جبهة البوليساريو لن يتم فإن الوقت حان لإنهاء النزاع بالوسائل السياسية كي يخرج الإتحاد المغاربي من غرفة العناية المركزة. واستطرادا يمكن القول أن لا مستقبل للإتحاد من أجل المتوسط من دون مغرب عربي، ولا مغرب عربيا من دون مصالحة كاملة بين الجزائر والمغرب. فمنطقة المغرب العربي هي من المناطق القليلة في العالم التي تقوم فيها حدود عازلة بين بلدين جارين كان يتدفق أكثر من مليون مواطن عبر حدودهما المشتركة في الماضي. وعلى رغم مرور نصف قرن على مؤتمر طنجة الذي أرسى معالم قوة اقليمية متجانسة، نلحظ أن الأوضاع اليوم تدهورت، لا بل انهارت حتى غدا كل بلد يُصنفُ الآخر على أنه عدُوه الأول. وفي تلك المساحة الزمنية نفسها قطعت أوروبا أشواطا ضخمة بالإنتقال من جماعة الصلب والفولاذ المُؤلفة من ستة أعضاء فقط إلى الإتحاد الأوروبي  بأعضائه السبعة والعشرين. وإذا كانت الوحدة الأوروبية قامت بفضل المصالحة الألمانية الفرنسية التي تكرست في قمة المستشار كونراد أديناور والجنرال شارل ديغول، فإن المغرب العربي لن ينهض من الرماد من دون تطبيع كامل للعلاقات الجزائرية المغربية. فالجزائر والمغرب هما قاطرة البناء المغاربي، بحكم حجمهما السكاني والإقتصادي، مثلما شكلت فرنسا وألمانيا قاطرة البناء الأوروبي. ومن المفارقات اللافتة أن الحدود الجزائرية المغربية لم تُفتح طيلة نصف القرن الذي مضى سوى أربعة عشر سنة فقط. مع نهاية الحرب الباردة كان يُفترض أن توضع الملفات العالقة على مائدة البحث، وينشأ نوع جديد من العلاقات الإقليمية. لكن جدار برلين انهار في أوروبا فيما ظلت جدران برلين المغاربية شاهقة حتى لما اجتازها الأمريكيون لإقامة شراكة عسكرية مع الجزائر، وقفز عليها فلاديمير بوتين ليذهب إلى المغرب مُوقعا صفقات تاريخية. بصيص الأمل الوحيد في إنعاش الإتحاد المغاربي سيأتي بدفع من الخارج هذه المرة نتيجة اعتماد أوروبا مشروع الإتحاد من أجل المتوسط، فبروكسيل بدت أحرص على التكامل الإقتصادي المغاربي من العواصم المعنية نفسها. لكن أليس مُستغربا أن يبحث الأوروبيون عن وسيلة لإدماج اسرائيل في المنطقة من خلال « الإتحاد من أجل المتوسط » وكسر الحواجز بينها وبين العرب، ولا يُفكر أكبر بلدين مغاربيين في قطع أي خطوة لفتح الحدود بينهما ؟ رشيد خشانة ( المصدر: صحيفة الموقف لسان حال الحزب اليمقراطي التقدمي( أسبوعية معارضة – تونس)  بتاريخ 20 أكتوبر 2008)  

أوروبا تحاور عسكر موريتانيا والرئيس المخلوع يلتقي حقوقيين
تنطلق بفرنسا اليوم مشاورات بين الاتحاد الأوروبي والحكومة التي عينها الجيش بموريتانيا، وذلك للبحث في سبل استعادة النظام الدستوري عقب انقلاب أغسطس/آب الماضي. ويقود الوفد الموريتاني -في المشاورات التي تجرى في مقر البنك الدولي بباريس- رئيس الوزراء مولاي ولد محمد الأغظف إلى جانب وفد حكومي وبرلماني مؤيد للانقلاب، فيما يشارك عن الجانب الفرنسي وزير الدولة لشؤون التعاون والفرانكفونية الفرنسي آلان جويناديه، أما وفد الاتحاد الأوروبي فيرأسه ممثل المفوضية الأوروبية لشؤون التنمية لوي ميشال. ويأتي لقاء باريس بعد أسبوعين من انتهاء مهلة للاتحاد الأفريقي هدد فيها بفرض عقوبات صارمة على العسكر ما لم يتخلوا عن السلطة، كما يأتي بعد أيام من فرض الولايات المتحدة قيودا على سفر بعض أعضاء المجلس العسكري الحاكم وحكومته. وذكرت وكالة رويترز للأنباء أن الاتحاد الأوروبي يعتزم الضغط على الحكومة العسكرية في موريتانيا للعودة إلى الحكم الدستوري والإفراج عن الرئيس المخلوع سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله.   وقالت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي في بيان إن الاتحاد قد يفرض عقوبات ما لم يتحقق تقدم في المحادثات، وأضاف البيان « إذا لم يسفر الحوار عن حل مقبول فسيتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات مناسبة ». ودعت أحزاب الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية في موريتانيا -المعارضة للانقلاب- الأحد الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ موقف متشدد وصارم في تلك المشاورات. وطالبت الجبهة المكونة من خمسة أحزاب الاتحاد الأوروبي بالضغط على المجلس العسكري الحاكم في موريتانيا من أجل إعادة الرئيس المخلوع إلى السلطة. وقالت الجبهة « إن من واجب الاتحاد الأوروبي معارضة هذا الاعتداء الصارخ على الديمقراطية » في إشارة إلى الانقلاب الذي قاده الجنرال محمد ولد عبد العزيز وأطاح فيه بأول رئيس مدني منتخب لموريتانيا. كما أعلنت الجبهة الوطنية للدفاع عن الديمقراطية رفضها المطلق للأيام الوطنية للتشاور التي دعا إليها المجلس العسكري الحاكم للخروج من الأزمة السياسية في البلاد. لقاء الرئيس المخلوع ومن جهة أخرى، أفاد مراسل الجزيرة في نواكشوط بأن حقوقيين موريتانيين التقوا الرئيس المخلوع سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله في معتقله بالعاصمة نواكشوط وعرضوا عليه مبادرة لحل الأزمة السياسية الحالية. واشترط ولد الشيخ عبد الله لتجاوبه مع المبادرة منحه الفرصة لشرح موقفه من الأزمة والتنسيق مع الأحزاب والهيئات والنقابات التي تناصره، قائلا إنه ليس في وضع يسمح له بإعطاء رأيه. ويتكون الوفد الذي التقى الرئيس المخلوع من حقوقيين بارزين هم رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان محمد سعيد ولد همدي وسيدي أحمد ولد حبت واعلي ولد علاف والشيخ سعد بوه كامرا. وتهدف الزيارة -بحسب منظميها- للوقوف على صحة الرئيس، وإطلاعه على التحركات السياسية الجارية لإخراج البلاد من الأزمة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر)بتاريخ 20 أكتوبر 2008)  

 
بعد الإخفاق في العثور على مقر لها في المغرب العربي قوات « أفريكوم » بدأت العمل رسميا من شتوتغارت
بعد محاولات عديدة باء جميعها بالفشل لتركيز مقر القيادة الإفريقية للقوات الأمريكية في بلد مغاربي، انطلق العمل من المقر الحالي في شتوتغارت بألمانيا بوصفه المقر الدائم حسبما جاء في موقع « افريكوم » على شبكة الإنترنت. ومقر القيادة الخاصة بأفريقيا الذي يرأسه الجنرال وليم وارد، هو إحدى القيادات الست التي تتألف منها القيادة العامة للجيوش الأميركية. وأتت هذه الإنطلاقة في أعقاب تحضيرات استمرت نحو 18 شهرا. وبرهن إخفاق المساعي الأمريكية لدى الدول المغاربية، على حرج الدول المعنية من استضافة قيادة تثير من المشاكل وردود الفعل أكثر مما تجلب من الفوائد، خصوصا في ظل رئيس أمريكي منتهية ولايته. ويعزو السفير أحمد ونيس التحفظات التي أبدتها البلدان الإفريقية على استضافة مقر « أفريكوم » إلى الحرص على تفادي التورط مع أمريكا لأنه يجلب نقمة « القاعدة » عليها. واستبعد أن تكون البلدان المغاربية اعتذرت عن احتضان « أفريكوم » مراعاة لفرنسا ذات النفوذ الإقتصادي والعسكري القوي في المنطقة. واللافت أن الزعيم الأفريقي الوحيد الذي رحب باستضافة مقر قيادة « أفريكوم » في بلده هو رئيس ليبيريا إلين جونستون سيرليف، لكن الأمريكيين هم الذين تحفظوا هذه المرة ربما لبعد البلد عن مركز الدائرة التي تهمهم. غير أن تحاشي استضافة مقر القيادة أو استقبال قواعد أمريكية في المنطقة لا يعني رفض الإنسجام مع الإستراتيجية الأمريكية، بل يدل على انخراط في الخطط والبرامج من دون « ابتلاع » الهياكل المُحرجة. ويتجلى ذلك الإنخراط في المشاركة الدورية والمنتظمة للبلدان المغاربية (بما فيها تونس) في المناورات العسكرية التي تُجريها سنويا القوات الأمريكية في البلدان المُطلة على الصحراء الكبرى حيث مسرح عمليات « القاعدة ». ويمكن إرجاع الإنخراط في المعادلة الأمنية والعسكرية الأمريكية إلى ندوة « الشراكة العابرة للصحراء من أجل مكافحة الإرهاب » (Trans-Sahara Counter Terrorism Partnership/ TSCTP)  التي استضافها السينغال في 7 فيفري 2006 بمشاركة رؤساء أركان كل من المغرب والجزائر وتونس وموريتانيا (ليبيا غير مشاركة) والنيجر ومالي والتشاد والسينغال ونيجيريا، بإشراف الجنرال وارد الذي كان مايزال آنذاك مساعدا لقائد القوات الأمريكية في أوروبا. وتتمثل المهمة المركزية لـ »افريكوم » التي رُصدت لها موازنة سنوية تُراوح بين 80 و90 مليون دولار، في « ضرب قدرة المتطرفين المسلحين على قتل المدنيين الأبرياء أو إصابتهم بجروح » طبقا للطرح الأمريكي. وفي هذا السياق أوضح وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس أن « افريكوم » ستمكن الولايات المتحدة من أن تكون لها نظرة أكثر فعالية وتماسكا في أفريقيا على أنقاض الرؤية الحالية التي هي من مخلفات الحرب الباردة ». تداعيات 11 سبتمبر على هذا الأساس سيُعهد لـ »افريكوم » بتطوير التعاون العسكري مع البلدان الأفريقية التسعة و »كذلك قيادة عمليات حربية عند الإقتضاء ». ويُقدم رئيس قيادة « افريكوم » تقاريره مباشرة إلى رئيس الدولة الأمريكية أسوة برؤساء القيادات الإقليمية الخمس الأخرى في العالم. وتشكل « افريكوم » إحدى تداعيات تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001 التي قررت الإدارة الأمريكية في أعقابها شن حرب وقائية على الإرهاب على بعد آلاف الكيلومترات عن أراضيها. ومن هذا المنظور أجريت المناورات المشتركة الأولى التي شاركت فيها قوات من البلدان المغاربية ودول الساحل والصحراء بقيادة أمريكية في جوان 2005 تحت اسم « فلينتلوك ». أما مساعدة وزير الدفاع الأمريكي تيريزا والن فاعتبرت في مقال منشور على موقع القيادة الأفريقية أن « أفريكوم » ستكون الجزء الأكثر بروزا على السطح من التحركات الأمريكية لتعزيز العلاقات في الساحة الأفريقية. وعبرت والن في ردها على التعاليق التي انتقدت عسكرة السياسة الخارجية الأمريكية أو أبدت شكوكا في دواعي إنشاء القيادة الجديدة، عن يقينها بأن « افريكوم »  « ستصبح أمرا أليفا في المشهد الأفريقي ». وتأتي فرنسا في مقدمة الذين يشعرون بالضيق من التمدد العسكري الأمريكي في شمال أفريقيا على رغم التوجه الأطلسي لرئيسها الحالي. ولعل هذا ما يجعل المنافسة بين الأمريكيين والفرنسيين في هذه المرحلة الجديدة تكتسي أبعادا مختلفة عن الماضي بالنظر للإنسجام بين ساركوزي والولايات المتحدة والذي كرس عودة الشراكة الأطلسية بين فرنسا وغريمتها السابقة الولايات المتحدة. مطامع اقتصادية لكن طالما أن المسؤولين الأمريكيين يُقرون دائما بأن سياساتهم تخضع لمنطق المصالح ولا شيء سوى المصالح، ينبغي البحث عن المنافع التي تكمن وراء إنشاء القيادة العسكرية الخاصة بأفريقيا. وأول ما يتبادر إلى الذهن هو المطامع النفطية إذ أن 15 بالمائة من واردات الولايات المتحدة من النفط تأتي من القارة الأفريقية ويُرجح الخبراء أن يرتفع الإعتماد على النفط الأفريقي إلى 25 بالمائة في العقد المقبل. وعلى هذا الأساس يربط باحثون كُثر، بمن فيهم شخصيات أمريكية، بين « أفريكوم » وإرادة التحكم في إمدادات الطاقة المعروفة في القارة. ويعتبر مارك فنشر عضو الندوة الأمريكية للمحامين السود أن القيادة العسكرية الخاصة بأفريقيا « ليست سوى أداة لضمان نفاذ الصناعة النفطية الأمريكية إلى احتياطات الطاقة الواسعة في القارة. وإذا ما حاول أحد التدخل في الأمر نخشى أن تُلصق به تهمة الإرهاب ويصبح هدفا لهجمات عسكرية ». ويُحيلنا هذا التحليل إلى الإطار الشامل الذي تتحرك ضمنه السياسة الأمريكية في القارة، فالحرب الوقائية التي تخوضها الولايات المتحدة ضد ما بات يُعرف بـ »القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » ترمي للحيلولة دون حصولها على ملاجئ آمنة في بلدان الساحل أو انتشارها شرقا نحو منطقة القرن الأفريقي. وواضح أن القيادة العسكرية الأمريكية تشعر بالقلق من الوضع في شرق أفريقيا لكونها ترى فيها قاعدة خلفية لتنظيم « القاعدة » وجسرا نحو أفغانستان عبر الصومال. وهذا ما حملها على اتخاذ جيبوتي قاعدة عسكرية يتمركز فيها 1800 عنصر من المارينز بالإضافة لتمركز مجموعة من القطع البحرية والجوية الأمريكية حول حاملة الطائرات دوايت أيزنهاور في سواحل الصومال المجاورة لجيبوتي.  غير أن الجنرال وارد أكد لدى سماعه أمام أعضاء لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ الأمريكي في مثل هذا الشهر من العام الماضي أن دور « أفريكوم » سيقتصر على حماية الحدود وضمان الأمن البحري (أمن السفن) وتنفيذ عمليات في إطار مكافحة الإرهاب.  ونحى جانبا أي إمكانية لإقحام الولايات المتحدة في عمليات ترمي لحماية مصادر الطاقة في القارة. كما أن برامج « أفريكوم » باتت خاضعة لمراقبة الأجهزة الأمريكية المكلفة بالتعاون من أجل التنمية ربما لنزع الطابع العسكري عنها. ويستدل الأمريكيون على ذلك بتعيين مساعدين للجنرال وارد الأول عسكري هو الأدميرال المساعد روبرت موللر Robert T. Moeller  المكلف بالعمليات، والثانية هي السيدة ماري كارلين ياتز Mary Carlin Yates الديبلوماسية في الجهاز الخارجي الذي يسهر على المساعدة التنموية. وإليها أحيلت مهمة التوفيق بين المساعدات العسكرية وتلك ذات الطابع المدني البحت بحكم خبرتها السابقة في كل من وزارة الخارجية ومؤسسة المساعدة من أجل التنمية. ولعل هذه التجربة الجديدة في « أفريكوم » هي المرة الأولى التي يخضع فيها نشاط عسكري أمريكي لرقابة المدنيين وتوجيهاتهم. لكن على رغم محاولات الطمأنة الأمريكية، التي تسعى لإشعار الحكومات الأفريقية المُهددة بعمليات « القاعدة » (الحقيقية حينا والمُتخيلة في غالب الأحيان) بأن حليفا قويا يقف إلى جانبها، أتت النتائج على عكس الآمال المُعلنة إذ تكثفت عمليات الجماعات المسلحة في موريتانيا والجزائر، واتخذت منحى تصاعديا في النيجر ومالي وتشاد، مما يوحي بأن جلاء القوات الأمريكية عن المنطقة ربما سيكون أفضل من وجودها. رشيد خشانة ( المصدر: صحيفة الموقف لسان حال الحزب اليمقراطي التقدمي( أسبوعية معارضة – تونس)  بتاريخ 20 أكتوبر 2008)

 

\Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.