الاثنين، 2 فبراير 2009

 

 

 

TUNISNEWS

8 ème année, N° 3177 du 02.02.2009

 archives : www.tunisnews.net


حــرية و إنـصاف : أخبار الحريات في تونس

كلمة:شكاية ضد وزير الداخلية من أجل الاعتداء على أمن الدولة الداخلي

الحزب الديمقراطي التقدمي :رسالة إلى الأخ أحمد إبراهيم السكرتير الأول لحركة التجديد

 pdpانفو : القضاء ينظر في الإعتداء على « غزالة محمدي »

pdpانفو : الأمن التونسي يقمع مسيرة تلمذيه

حــرية و إنـصاف:وردت علينا رسالة من تلميذة تقطن بهنشيرالفجوج معتمدية فرنانة ولاية جندوبة هذا نصها

السبيل أونلاين : وفاة التلميذ طه نصيرة اثر طعنة واحتجاجات على تقصير الإدارة

 pdpانفو: بن قردان : السلطة تتكتم على حقيقة المياه الملوثة

مغاربية:مسؤولون تونسيون يصادرون جريدة معارضة

الصحبي صمارة:استقالة

كلمة:صدور قرار بالرائد الرسمي لمنفعة ابن شقيق الرئيس بن علي

السبيل أونلاين:احتجاجات على مصادرة أراضي’أولاد شريّط’بمنطقة قصر قفصة

كلمة:قفصة : اعتصام مزارعين أمام معتمدية قصر قفصة

كلمة:ضغوطات أمنية من أجل إلغاء حفل غنائي ملتزم

الصباح الأسبوعي:حسب وسائل الاعلام الايطالية : ترحيل 500 حارق إلى تونس قبل موفى مارس

رويترز: البحر يلفظ ست جثث يُرجح انها لمهاجرين تونسيين غير شرعيين

رويترز:تونس تقيم إحتفالات ضخمة في مئوية ميلاد شاعرها الشابي

ا ف ب:القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية ابرز الانشطة الثقافية في تونس في 2009

الصباح الأسبوعي : كشف: الدولة تحصي أملاكها

الصباح الأسبوعي :أخبار القضاء: بوابة العدل وحقوق الإنسان

الصباح الأسبوعي: الحقّ في الولادة بلا عاهة

رويترز: تونس تقيم إحتفالات ضخمة في مئوية ميلاد شاعرها الشابي

الدستور: الباسطي : تونس لن تغيب عن احتفالية «القدس عاصمة للثقافة العربية 2009»

الشرق:بحري العرفاوي : هذا دمي

أبوجعفرالعويني:من ينكر محرقة اليهود فهو كافر؟…

طارق الكحلاوي:ملامح متغيرات دولية في سياق تداعيات الحرب على غزة

ياسر الزعاترة : شكراً لمن ذكّرهم بمنظمة التحرير!!

عبد الباري عطوان:التهريب سيستمر لنبل أهدافه

عبد الحليم قنديل:تهدئة مثقوبة ومصالحة معلقة

إسلام أونلاين :غزة وخطاب الملحمية القرآنية لبني إسرائيل

إسلام أونلاين: »عالم جديد » يتشكل مع أردوغان وشافيز والزيدي!

إسلام أونلاين:هاآرتس: إسرائيل تتحرك سرًّا لتصفية أردوغان سياسيًّا


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 07 صفر 1430 الموافق ل 02 فيفري 2009

أخبار الحريات في تونس

1)    منع السيد عمر المستيري من السفر: تم يوم أمس الأحد غرة فيفري 2009 منع السيد عمر المستيري مدير إذاعة كلمة من السفر إلى الخارج على إثر مصادرة كل معدات البث من مقر الإذاعة المذكورة الكائن بالطابق الأول من العمارة الواقعة بنهج أبو ظبي عدد 4 بتونس العاصمة. 2)    مضايقة عثمان الرزقي من جديد: تم اليوم الاثنين 02/02/2009 استدعاء الشاب عثمان الرزقي من طرف رئيس مركز واد سوحيل المدعو محمد نزار رحومة الذي استجوبه ثم أطلق سراحه بعد أن أمضى على أقواله وقد سبق لهذا الشاب أن استجوب في العديد من المناسبات من قبل البوليس السياسي كان آخرها منذ يومين من طرف فرقة الإرشاد بنابل.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


شكاية ضد وزير الداخلية من أجل الاعتداء على أمن الدولة الداخلي

  طالب أربعة محامين عرضوا شكوى على وكيل الجمهورية بمحكمة تونس بفتح تحقيق ضد وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم وأعوانه من أجل ارتكاب جرائم الاعتداء على الحرية الذاتية والشتم والاعتداء على الأخلاق الحميدة والضرب والتهديد بسلاح والاعتداء على أمن الدولة الداخلي. ونقل المحامون وقائع الجرائم المرتكبة في حق كل من عمر المستيري وزهير مخلوف وسليم بوخذير من محاصرة محل سكنى وقطع طريق والتلفظ بعبارات تمسّ بالأخلاق الحميدة والاعتداء بالضرب المثبت بصور مرفقة والفيديو الذي عرضته قناة الجزيرة مساء يوم 29 جانفي وتظهر فيه ملامح الأعوان المعتدين، إضافة إلى تعرض أحد المنوّبين إلى التهديد بخنجر من قبل أحد الأعوان.  واعتبر المحامون محمد عبّو وراضية النصراوي وعبد الوهاب معطر وسمير ديلو في نصّ دعواهم أن وزير الداخلية لم يتدخّل لإيقاف اعتداء أعوانه على المواطنين رغم إرسال برقية له لإعلامه بالأمر ورغم نشر الخبر في وسائل الإعلام، بما يدعو للاعتقاد أنّه المحرّض على ارتكاب جملة الأفعال المذكورة بوصفه رئيس الإدارة التي ينتمي إليها المعتدون. يشار إلى أنّ الشكاية التي أودعها المحامون المذكورون بوكالة الجمهورية يوم الجمعة 30 جانفي لم يتم تسجيلها إلى حد الآن بدفاتر المحكمة.
(المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 2 فيفري 2009)  

 
الحزب الديمقراطي التقدمي 10 نهج آف نوهال – تونس    تونس في 1 فيفري 2009

الأخ أحمد إبراهيم السكرتير الأول لحركة التجديد

 

 
الأخ الكريم  علمت و الإخوة في الحزب الديمقراطي التقدمي بالإجراء التعسفي الذي طال العدد الأخير من جريدة الطريق الجديد. و هو إجراء يأتي في وقت يؤكد فيه الجميع مدى حاجة  تونس الماسة إلى إطلاق الحريات و فسح المجال أمام حرية التعبير  و إني إذ أدين كل تضييق على الحريات مهما كان نوعه فإني أعبر لكم و من خلالكم لأسرة تحرير الطريق الجديد و لكل مناضلي حركة التجديد عن تضامن الحزب الديمقراطي التقدمي و مطالبتنا برفع كل أشكال التضييق على الطريق الجديد حتى تقوم بدورها في خدمة قضايا الديمقراطية و حرية الإعلام.   مع أخلص تحياتي  مية الجريبي الأمينة العامة
 


خاص pdpانفو  القضاء ينظر في الإعتداء على « غزالة محمدي »

 
نظرت المحكمة الإبتدائية بقفصة في قضية الإعتداء بالعنف الشديد على عضو الحزب الديمقراطي التقدمي « غزالة محمدي » . و كان المحامي « رضا الرداوي » قد تقدم قبل أسابيع نيابة عن « المحمدي » بدعوى لدى القضاء ضد رئيس منطقة الشرطة « فاكر فيالة » إتهمه فيها بتعمد الإعتداء على منوبته بالعنف المادي نتج عنه أضرار بدنية فادحة و تضمن ملف الدعوى شهادة طبية لمدة 30 يوما مسلمة من طبيب الصحة العمومية تثبت فظاعة الإعتداء. و ذكرت « المحمدي » في تصريح لموقع الحزب أنها حضرت يوم السبت في مكتب وكيل الجمهورية بعد استدعائها رسميا و تمسكت بما ورد في نص الدعوى . و أضافت أنها سجلت هذه الخطوة بإرتياح متمنية الإسراع في إتخاذ الإجراءات اللازمة لمعاقبة المعتدي عليها و أن لا يكون مصير قضيتها شبيه لعدة قضايا رفعها سابقا نشطاء حقوقيين ضد نفس المسؤول الأمني و لم يصدر حكما فيها .   معز الجماعي (المصدر (موقع الحزب الديمقراطي التقدمي)


خاص pdpانفو  الأمن التونسي يقمع مسيرة تلمذيه

 
منعت قوات الأمن بولاية قفصة صباح اليوم  أكثر من ألف تلميذ حاولوا الخروج في مسيرة سلمية احتجاجا على مقتل زميلهم « طه خلايفية » الذي قتل يوم السبت داخل ساحة المعهد الثانوي بقفصة على يد شاب عاطل عن العمل . و أفاد شهود عيان أن عناصر الشرطة حاصرت المعهد مانعة أي تحرك خارجه و هو ما أجبر التلاميذ على مقاطعة الدروس و الإعتصام . و من جهتهم نفذ أساتذة نفس المعهد إضراب عن العمل كامل يوم الإثنين تنديدا بما وصفوه بتزوير الحقائق في محضر البحث الذي نص على  أن « طه »  قتل خارج المعهد على عكس ما أدلى به زملائه الذين أكدوا للأمن أن الجاني قام بإقتحام المعهد و طعن التلميذ بسكين حاد على مستوى القلب .   معز الجماعي
(المصدر (موقع الحزب الديمقراطي التقدمي)) www.pdpinfo.org  


أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 07 صفر 1430 الموافق ل 02 فيفري 2009

وردت علينا رسالة من تلميذة تقطن بهنشيرالفجوج

معتمدية فرنانة ولاية جندوبة هذا نصها:

هنشير الفجوج: في 01 فيفري 2009 إن إلقاء الضوء على أماكن مظلمة من بلادنا هو ما يجب القيام به في أيامنا هذه عوضا عن الهاء الناس بأخبار وصور النزل والمنتجعات وإخفاء الأوضاع المتردية ببريق المدن الكبيرة وعماراتها العالية .ولهذا ان كان لنا أن نذكر بعض هذه الحقائق المطمورة في أطلال الزمان وفي عصر كهذا يسابق الريح بتطوراته وإنجازاته ،يجب ذكر منطقة أطلق عليها هنشير الفجوج بمعتمدية فرنانة الموجودة في ولاية جندوبة…في هذه المنطقة يعاني الأطفال معاناة كبيرة للوصول إلى المدارس فالمدرسة الابتدائية تبعد ما يقارب الخمسة كلم ولا يكفي طول الطريق طول الدهر وثقل أكتافهم بمحافظ محشوة بأنواع وأصناف من الأدوات ،بل يمتلأ هذا الطريق بالحفر و بالطين والمياه نظرا لأنه غير معبد وأن هذه المنطقة جبلية وعرة وتكثر فيها الأمطار فيصعب في الشتاء الوصول إلى المدارس بل قل يتعذر في العديد من الأحيان…فبينما تزيد المناطق الساحلية تطورا تزيد مناطقنا نحن تعبا وشقاء. أما تلامذة التعليم الثانوي فليسوا بأحسن حال بل قل أسوأ…فهم يدرسون في معهد 7نوفمبر وهو يبعد أكثر من سبعة كلم عن الهنشير على طريق عين دراهم والطريق جبلي وعر وغير معبد كله حفر وتلال وهضاب فكل تلميذ وتلميذة يصارعون يوميا ظروفا طبيعية قاسية…أنا أريد أن أتوقف لكن لا يمكنني ذلك قبل أن أكمل نقل هذه المآسي التي توجع القلب وتدمي الأعين.فسكان الدوار يعانون من الخصاصة ومن غياب الحد الأدنى من وسائل المدنية بل يفتقد بعضهم حتى الى الكهرباء فترى ليلا التلامذة مكدسون حول شمعة يراجعون دروسهم وفي الصباح عليهم أن يغادروا المنزل قبل الساعة السابعة حتى يتمكنوا من الوصول إلى المدارس على الساعة الثامنة…وكما قلت الطرق وعرة ومحفرة والنقل الريفي عليه أن ينزل السكان بعيدا عن الدوار حوالي الكيلومترين لتبدأ معاناة الشيب والأطفال مع الطريق الوعر المليء طينا ومياها..وانزلاقات.. فدعوة مني ومن شباب الجهة وجميع سكانها إلى السادة المسؤولين أن يرحموا ضعفنا وأن يدمجونا كغيرنا من الجهات في مخططات التنمية فتونس بلد الجميع وعلى الجميع أن ينعموا بخيراتها… والسلام   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  


وفاة التلميذ طه نصيرة اثر طعنة واحتجاجات على تقصير الإدارة

 

السبيل أونلاين – خاص – تونس تعرض التلميذ « طه نصيرة » المرسّم بالسنة السادسة آدام بالمعهد التقني بقفصة ، إلى الطعن بسكين يوم السبت 31 جانفي 2009 ،على الساعة العاشرة صباحا ، أردته قتيلا على الفور . فقد دخل المعهد صبيحة الحادثة أحد الغرباء وقام بطعن طه نصيرة في بهو ساحة المعهد ، وقد تمكن زملاء الضحية من الإمساك بالجاني ، واتصلوا بالإسعاف الذى نقله الى المستشفى الجهوي بقفصة ، واللافت أن مدير المعهد لم يكن موجودا أثناء ارتكاب الجريمة واسعاف المغدور ، الذى دفن يوم أمس الأحد 01 فيفري 2009 .   واليوم الإثنين 02.02.2009 قام تلاميذ المعهد التقني بقفصة والذى يبلغ عددهم 2500 تلميذا ، بإعتصام داخل باحة المعهد واضربوا عن الدراسة احتجاجا على الجريمة وتقصير ادارة المعهد في حماية التلاميذ واسعاف الضحية ، وقاموا بمسيرة داخل المعهد رفعوا فيها شعار « بالروح بالدم نفديك يا طه » ، ولمّا حاولوا الخروج للشارع منعتهم قوات البوليس من ذلك بكل شدّة . من زهير مخلوف – تونس   (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 02 فيفري 2009 )  


خاص pdpانفو بن قردان : السلطة تتكتم على حقيقة المياه الملوثة
 
صدر عن السلط المحلية بمدينة بن قردان بلاغ حذرت فيه أهالي المنطقة من استعمال مياه الأمطار ، و جاء البلاغ خوفا من إنتشار مرض الكبد في صفوف المواطنين بعد الملاحظة أن الأمطار الغزيرة التي هطلت على الجهة خلال الأخيرة كانت بلون غريب شبيه للون مادة « القطران » . و أفادت مصادر مطلعة أن المعهد الوطني لمقاومة التلوث بجرسيس أكد بعد تحليله للمياه المذكورة أنها خالية من التلوث و حذر من إمكانية تعرضها لإشعاعات الكيمائية مما إستدعى إرسال عينة منها إلى مراكز البحوث في مدينة صفاقس . و رغم مرور أكثر من أسبوعين لازالت السلطة تتكتم عن نتائج البحث و لم يصدر عنها أي بلاغ توضيحي في الموضوع . علما أن 80 بالمائة من  أهالي « بن قردان » يعتمدون على إستعمال مياه الأمطار في طبخ الطعام و الشرب نظرا لإرتفاع نسبة الملوحة في مياه الحنفيات إلى درجة 4.5 بالمائة.   معز الجماعي
(المصدر (موقع الحزب الديمقراطي التقدمي)) www.pdpinfo.org  
 

مغاربية 2009-02-01

مسؤولون تونسيون يصادرون جريدة معارضة

 
صادرت السلطات التونسية نسخة 31 يناير من مطبوعة الطريق الجديد، وهي أسبوعية الحركة القانونية المعارضة التجديد، بزعم خرقها لقانون الصحافة حسب ما نقلته وكالة الأنباء التونسية الجمعة 30 يناير. وكانت الجريدة تخطط لنشر حكم محكمة خاص ببشير لعبيدي قائد الحركة الاشتراكية في قفصة حسب ما نقلته فرانس بريس. وحوكم أزيد من 30 نقابي الشهر الماضي بأحكام سجن طويلة لقيادة احتجاجات يونيو 2008 الدامية ضد البطالة في مدينة رديف المنجمية الجنوبية.
 
(المصدر:موقع مغاربية الإلكتروني بتاريخ 1 فيفري 2009 )  


تونس في 2 فيفري 2009 استقالة
 
أعلن أنا الصحفي الصحبي صمارة، عضو المكتب الوطني للشباب الاشتراكي الديمقراطي المنظمة الشبابية للتكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحرّيات ومسؤول العلاقات الخارجية بها وكاتب عام لهيئتها التأسيسيّة سابقا، عن استقالتي من الحزب والمنظّمة الشبابية متمنّيا التوفيق لجميع الرفاق سواء في المنظّمة أو الحزب.


صدور قرار بالرائد الرسمي لمنفعة ابن شقيق الرئيس بن علي

 

صدر أمر عدد 3351 لسنة 2008 مؤرخ في 27 أكنوبر ومنشور بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية عدد 88 لسنة 2008 قاضيا برفع الترتيب عن العقار موضوع الرسم عدد 45655 الكائن بسيدي بوسعيد. وهو ما يعني أنّ العقار المذكور لم يعد مصنّفا كمنطقة أثرية بما يرخص لصاحبه التصرف فيه. العقار المذكور هو على ملك السيد قيس بن الحبيب بن الحاج حمدة بن علي أي ابن شقيق السيد رئيس الدولة ويمسح أكثر من 6 آلاف متر مربّع. وعادة ما يتخلّى أصحاب العقارات المصنّفة ضمن الخارطة الأثرية عنها لفائدة الدولة ولكن بمقابل زهيد، وفي واقعة الحال تخلّت الدولة عن العقار المذكور بتوقيع بسيط. يذكر أنّ والد السيد قيس بن علي المشهور باسم منصف كان قد هلك قتيلا في ظروف غامضة بشقته في تونس أشهرا قليلة بعد الحكم بإدانته في فرنسا من أجل الاتجار في المخدرات أوائل التسعينات.
(المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 2 فيفري 2009)


احتجاجات على مصادرة أراضي’أولاد شريّط’بمنطقة قصر قفصة

 

السبيل أونلاين – خاص – تونس
قام اليوم الإثنين 02 فيفري 2009 ، على الساعة الواحدة والنصف بعد الزوال ، أكثر من مئة مواطنا (من عرش أولاد شريّط) من منطقة قصر قفصة بإعتصام أمام وداخل مبنى المعتمدية احتجاجا على مصادرة أراضيهم وتسجيلها صلب أملاك الدولة . وتعود أطوار القضية الى أربعة سنوات خلت عند قيام المحكمة العقارية بتسجيل أرض اشتراكية تابعة لـ « اولاد شريّط » مساحتها 2685 هكتار ، حيث قاموا بالإعتراض على هذا التسجيل لدى المحكمة ، ولكن بدون جدوى ، وقد منعوا هذه الأيام من حراثة الأرض من قبل أعوان الحرس بالجهة والمعتمد ورئيس المحكمة العقارية ، وعلى اثر ذلك تجمّع كل « عرش أولاد شريّط » داخل مبنى المعتمدية وخارجه للمطالبة بإستعادة أرضهم الا أن قوات البوليس ومعتمد الجهة طالبهم بتشكيل لجنة للتفاوض معها ، فقرروا انهاء الإعتصام على أمل الشروع في المفاوضات خلال الأيام المقبلة . وشير الى أن منطقة قفصة تشهد اشكالات في موضوع التسجيل العقاري للأراضي منها « سهل السقي » على الحدود الشرقية لمنطقة القطار والمظيلة ، وايضا « ارض أولاد عبد الكريم » و »ارض اولاد شريّط » ، وهي بؤر قابلة للإنفجار الإجتماعي ، وننبه الى أن هذه الإشكالات يمكن أن تتفاقم اذا لم تسارع الجهات صاحبة الشأن الى معالجتها . من زهير مخلوف – تونس   المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 02 فيفري 2009
 


قفصة : اعتصام مزارعين أمام معتمدية قصر قفصة

 

قام حاولي 70 مزارعا من منطقة أولاد شريط (غرب قفصة) باعتصام كامل يوم الاثنين أمام مقر معتمدية قصر قفصة احتجاجا على قيام مصالح وزارة الفلاحة بالتصدي لهم ومنعهم من زراعة أرض اشتراكية كائنة بطريق صفاقس كلم 13. ويقول هؤلاء المزارعون أنّهم توارثوا فلاحة هذه الأرض عن أجدادهم باعتبارها أرض اشتراكية، لكنّ مصالح الملكية العقارية سجّلتها خطأ منذ عام ونصف تقريبا ملكا للدولة ووعدتهم بإصلاح الخطأ، غير أنّهم فوجئوا بأعوان وزارة الفلاحة يتصدّون لهم عند شروعهم في حرث الأرض بعد الأمطار الأخيرة. وطالب المحتجّون من أولاد شريط الذين تلاسنوا مع مسؤولي معتمدية القصر بإقالة المتسببين في الخطأ الذي فجّر الأزمة.  تلاميذ المعهد الفني بقفصة يقاطعون الدروس بعد مقتل زميلهم لم يلتحق تلاميذ المعهد الفني بقفصة بفصول الدراسة صباح الاثنين تعبيرا منهم عن تذمّرهم من الظروف التي أدّت إلى مقتل زميلهم طه خلايفية طعنا صباح السبت 31 جانفي في ساحة المعهد، وقد حاولت الحشود التلمذية مغادرة المعهد لكنّ قوات الأمن منعتهم من وصول الشارع وأرغمتهم على البقاء في ساحة المعهد الفنّي.
 
(المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 2 فيفري 2009)


ضغوطات أمنية من أجل إلغاء حفل غنائي ملتزم

 

 أقامت فرقة الكرامة الملتزمة يوم السبت 31 جانفي حفلا غنائيا بأحد نزل الحمامات على هامش ملتقى المحامين العرب المنعقد بالمكان، وكانت المصالح الأمنية قد هرعت إلى النزل والاتصال بإدارته حال وصول عناصر المجموعة الغنائية للضغط على مدير النزل الذي تراجع عن موافقته أمام المحامين متعللا بجهله بطبيعة هذه الفرقة الموسيقية التي لا تتماشى مع الفضاء السياحي. وبعد نقاش طويل كان البوليس السياسي طرفا فيه، أبطل المحامون الدعاوى نظرا لتواجد بضعة أنفار من السياح الأجانب مقابل مئات المحامين الحاضرين في الملتقى.
 
(المصدر: مجلة « كلمة » (اليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 2 فيفري 2009)

 


حسب وسائل الاعلام الايطالية ترحيل 500 حارق إلى تونس قبل موفى مارس
 
تونس ـ الأسبوعي: قالت وسائل الإعلام الإيطالية أن اتفاقا مبدئيا حصل بين تونس وإيطاليا ينص على ترحيل نحو 500 مهاجر غير شرعي تونسي من إيطاليا في غضون شهرين اي قبل موفى مارس من مجموع حوالي 1200 تونسي يقيمون بطرق غير شرعية بجزيرة لمبدوزا بأقصى الجنوب الإيطالي او داخل معتقلاتها وحسب ذات المصدر فإن لقاء جمع خلال الأسبوع الفارط وزير الداخلية التونسي السيد رفيق الحاج قاسم بنظيره الإيطالي روبارتو ماروني بتونس العاصمة وتطرّق الى السبل الكفيلة بترحيل نحو 1200 مهاجر غير شرعي تونسي موجودين في إيطاليا وقد تم الاتفاق المبدئي على ترحيل 500 «حارق» خلال الشهرين القادمين كما تم خلال اللقاء أيضا النظر في التعاون القائم بين الجانبين في مجال الهجرة وذلك في اطار مواصلة التنسيق والتعاون بهذا الخصوص على اساس الالتزامات القائمة بين البلدين ومن اجل تعزيز اوجه الشراكة بين تونس وايطاليا على صعيد التنمية المتضامنة. وكثفت تونس مجهوداتها في مكافحة الهجرة غير الشرعية انطلاقا من سواحلها وشددت المراقبة على الشواطىء التي اعتاد المنظمون تجميع الحالمين بأوروبا بالقرب منها قبل تهريبهم نحو إيطاليا وهو ما مكن من تقليص عمليات الإبحار خلسة انطلاقا من سواحلنا ودفع بالراغبين في «الحرقان» الى العبور نحو ليبيا ومنها الإبحار خلسة الى إيطاليا. وتأتي التحركات الإيطالية الأخيرة اثر التمرّد الذي قام به ما بين 1300 الى 1700 مهاجر غير شرعي داخل معتقل لمبدوزا بينهم عشرات التونسيين نهاية الأسبوع قبل الفارط وهروبهم الجماعي نحو وسط المدينة بعد نجاحهم في اختراق الحواجز الأمنية وذلك للتنديد والاحتجاج على ظروف اعتقالهم السيئة. صابر المكشر (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 2 فيفري 2009)

البحر يلفظ ست جثث يُرجح انها لمهاجرين تونسيين غير شرعيين
 
تونس (رويترز) – قالت مصادر أمنية يوم الاثنين انه تم انتشال جثث لستة أشخاص لفظها البحر قبالة سواحل نابل شرقي العاصمة تونس يرجح انها لمهاجرين أعلن عن فقدانهم منذ نحو أسبوعين بعد ان أبحروا خلسة باتجاه جزيرة لامبيدوسا الايطالية. وأضافت المصادر انه تم انتشال الجثث من شاطيء سيدي الرايس الواقع بين مدينتي سليمان وقربص دون أن تحدد هوية الجثث. لكن صحفا محلية رجحت أن تكون جثثا لمهاجرين تونسيين فقدوا منذ أسبوعين خلال عملية إبحار خلسة باتجاه جزيرة ايطالية. وكانت مصادر تونسية أشارت في العشرين من الشهر الماضي الى فقدان 30 مهاجرا ونجاة خمسة آخرين بعد أن أبحروا من شاطيء المرسى بالضاحية الشمالية للعاصمة باتجاه ايطاليا. وكثفت تونس من إجراءاتها للحد من تدفق المهاجرين الى اوروبا انطلاقا من شواطئها. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 2 فيفري 2009)


تونس تقيم إحتفالات ضخمة في مئوية ميلاد شاعرها الشابي

 
تونس (رويترز) – قال مسؤولون في تونس يوم الاثنين ان وزارة الثقافة تستعد لإقامة مهرجانات ضخمة في الذكرى المئة لميلاد شاعر تونس الراحل أبو القاسم الشابي. وأضافوا ان الاحتفالات ستنطلق في 24 من الشهر الحالي والذي يوافق تاريخ ميلاد الشابي وستستمر نحو ثمانية أشهر لتختتم في التاسع من اكتوبر تشرين الاول تاريخ وفاته. والشابي الذي ولد في 24 فبراير شباط 1909 وتوفي في التاسع من اكتوبر تشرين الاول عام 1934 من رواد الشعر الحديث وشعر المقاومة في فترة الاحتلال الفرنسي لتونس. واشتهر الشابي الذي يلقب بشاعر تونس الخالد بعديد من القصائد أهمها (أغاني الحياة) و(الى طغاة العالم) و(إرادة الحياة) التي قال فيها البيت الشهير « اذا الشعب يوما أرد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ». وقال عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة التونسي « الوزارة اعدت برنامجا ثريا في مستوى هذا النجم الثاقب. » وأضاف ان البرنامج يشتمل على عروض فنية ومعارض تشكيلية ووثائقية وأمسيات شعرية بمشاركة شعراء من تونس وعدة بلدان عربية. وسيتم على امتداد المهرجان عرض الانتاجات السمعية والبصرية التي أعدت حوله من سينما وأغان اضافة الى حفلات فنية ومفاجأت أخرى. وقد لحنت للشابي قصائد غناها العديد من الفنانين مثل عليا وامينة فاخت ولطيفة. وقال الباسطي « الاحتفاء بمئوية الشابي هو احتفاء بالشعر التونسي في ماضيه وحاضره وهو ليس تحنطيا للرموز بقدر ما هو تخليد لها لتدرك الأجيال المتعاقبة ان تاريخنا زاخر بالعطاء والمبدعين في شتى المجالات. » (المصدر: وكالة رويتز للأنباء بتاريخ 02 فيفري 2009)

 


القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية ابرز

الانشطة الثقافية في تونس في 2009

 

تونس (ا ف ب) – تنظم وزارة الثقافة والمحافظة على التراث في تونس سلسلة من النشاطات الثقافية طيلة العام 2009 من ابرزها تظاهرة « القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية » التي تنطلق في اذار/مارس المقبل. في المقابل قررت الوزارة عدم تنظيم الدورة الجديدة لمهرجان الموسيقى التونسية هذا العام على خلفية تعرضه لانتقادات واسعة. واوضح وزير الثقافة التونسي عبد الرؤوف الباسطي خلال مؤتمر صحافي « ان مهرجان الموسيقى بات في حاجة ملحة الى مراجعة تتم على نار هادئة بهدف اتخاذ الاجراءات الضرورية للارتقاء به حتى يستانف نشاطه العام 2010 على اسس متينة » نافيا ان تكون هنالك « نية الغائه لانه مكسب ثقافي ». ويعتبر المهرجان من اهم التظاهرات الفنية في تونس. حيث ساهم في دعم الاغنية التونسية خاصة في فترة الثمانينات غير انه فقد بريقه وتعرض لانتقادات واسعة خلال السنوات الاخيرة. وذكر الباسطي ان « تظاهرات ثقافية ستؤثث المشهد الثقافي على امتداد السنة الحالية من اهمها تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية ». وكانت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) اختارت مدينة القيروان (160 كيلومتر جنوب شرقي تونس) عاصمة للثقافة الاسلامية العام 2009 وذلك بعد ان كانت احتفت العام الماضي بمدينة الاسكندرية المصرية. وعزت المنظمة هذا الاختيار الى « كون القيروان في طليعة الحواضر العربية الإسلامية في شمال أفريقيا ذات التاريخ المجيد والعطاء الغزير المتميز في خدمة الثقافة العربية الإسلامية خصوصا في حقول الفقه الإسلامي وفي مجالات اللغة والأدب والشعر والتاريخ ». واشار الباسطي الى ان وزارة الثقافة التونسية خصصت نحو مليون ونصف مليون دولار لتمويل انشطة في كافة الميادين من ادب وموسيقى وفن تشكيلي وعروض مسرحية وسينمائية وملتقيات. وقال الباسطي ان دولا عربية واسلامية واجنبية ستشارك في الاحتفالات لا سيماالدول الاعضاء في الايسيسكو والمنظمة الدولية للفرنكفونية. وتنطلق التظاهرة في العاشر من اذار/مارس المقبل بعرض فرجوي ضخم بعنوان « القيروان الخالدة » من انجاز الموسيقار التونسي مراد الصقلي. وفي البرنامج ندوات فكرية تهتم « بحوارات الحضارات والتنوع الثقافي » و « حضور الاسلام والحضارة العربية في شمال المتوسط » ومعارض حول « التراث المعماري القيرواني » و « اعلام القيروان » وعروض مسرحية وسينمائية وامسيات شعرية. ويعتبر انشاء مدينة القيروان التي تعرف ايضا باسم عاصمة الاغالبة العام 50 هجري الموافق 670 ميلادي بداية تاريخ الحضارة العربية الاسلامية في المغرب العربي. وتشتهر القيروان بمعالمها التاريخية على غرار جامع عقبة ابن نافع ومتحف رقادة الاسلامي الذي كشفت بعض الصحف المحلية عن تعرضه الى عملية سرقة مخطوط اثري نادر. ويتمثل المخطوط في رقاع من الخط الكوفي يتخذ شكل مجلد مكون من 20 صفحة لا يقل عمره عن الف سنة. واكد وزير الثقافة بان « الموضوع محل بحث » وان « عملية اعادة جرد لرصيد المخطوطات وحصره تتم بشكل دوري للتاكد من عدم وجود مفقودات ». ومن ابرز الفعاليات الثقافية التي تشهدها تونس في عام 2009 كذلك الاحتفاء بمئوية المسرح التونسي ومئوية الشاعر التونسي الكبير ابو القاسم الشابي. وتنطلق الاحتفالية بمئوية الشابي في 24 شباط/فيفري الحالي تاريخ ميلاده على ان تختتم في التاسع من تشرين الاول/اكتوبر ذكرى وفاته. وتتضمن الاحتفالية معارض وثائقية وامسيات شعرية يحييها شعراء من تونس والعالم العربي. ولد ابو القاسم الشابي في 1909 وتوفي في 1934 وانتج اشعاره التي خلدته في اقل من عشر سنوات وبينها بالخصوص قصيدته الذائعة الصيت ارادة الحياة.  
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 2 فيفري 2009)

 

كشف: الدولة تحصي أملاكها

** أكثر من 25 ألف سيارة و13209 مبنى إداري و10656 مسكنا ذات الصبغة إدارية 828 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية بقيت منها 500 ألف بعد التفويت 101 مقبرة و3165 مسجدا و17 كنيسة وبيعة

 
تونس- الأسبوعي: قامت مصالح وزارة أملاك الدولة مؤخّرا بإعادة إحصاء لأملاك الدولة التونسية من عقّارات وأملاك منقولة وسيارات إدارية وأملاك خاصّة وبنايات للمرافق العمومية وغيرها من الأملاك التي تقع تحت تصرّف الدولة، وقد حرصت مصالح الوزارة على أن تشمل عملية الجرد كل الأملاك التابعة للدولة بالاعتماد على عدّة مصادر وخاصّة منها البيانات التي ترد من المصالح المتصرّفة في هذه الأملاك بجميع الوزارات. 25 ألف سيّارة وساعدت منظومة «منقولات» الخاصة بالتصرّف في المواد المنقولة بكل الوزارات على الحصول على الجرد السنوي لهذه الأملاك بصفة آلية وهي معتمدة من المصالح المركزية والإدارات الجهوية التابعة لكل الوزارات باستثناء وزارة تكنولوجيات الاتصال. وتوصّلت مصالح وزارة أملاك الدولة إلى جرد 25395 سيارة إدارية موزّعة على مختلف الوزارات والمصالح الإدارية العمومية وذلك اعتمادا على منظومة إعلامية لإصدار بطاقات ترقيم السيارات والمعدات المقتناة من طرف كل الوزارات. وقد مكّنت هذه المنظومة من ضبط أملاك الدولة من السيارات وأفضت عملية الجرد هذه بعد طرح السيارات والشاحنات التي لم تكن في حالة جولان تبعا للتفويت فيها أو تجميدها أو تحطيمها أو إحالتها على عدم الاستعمال. الأملاك العقارية الخاصة أمّا الأملاك العقارية الخاصّة فتهمّ بالأساس المباني والمساكن والأراضي البيضاء، ويقع التنسيق لجرد هذه الأملاك مع المصالح المتصرفة فيها بجميع الوزارات والإدارات الجهوية لأملاك الدولة والشؤون العقارية. وتم إعداد بنوك معلوماتية حول هذه الأملاك لتيسير عملية التحيين ومكّنت هذه العملية إلى موفّى السنة الماضية من تعداد 13209 مبان إدارية و10656مسكنا إداريا و 617أرضا بيضاء. أمّا بالنسبة للأملاك العقارية العمومية فتتم عملية ضبطها بالتنسيق مع الوزارات المتصرّفة فيها، وقد أفضت عملية الجرد إلى ضبط 7521 معلما دينيا موزعة حسب الصنف كما يلي: * جوامع: 3165 * مساجد: 1564 * زوايا: 2162 * أضرحة: 409 * مدارس قرآنية وكتاتيب: 103 * مقابر: 101 * كنائس وبيعات: 17 ملك الدولة العام كما شملت عملية ضبط ملك الدولة العام * الملك العمومي للسكك الحديدية حيث تمّ تعداد 26 خطا حديديا يمتد على مسافة 2325 كلم. * المعالم الأثرية والممتلكات الثقافية بولايات تونس الكبرى وبنزرت ونابل: إذ أمكن ضبط 861 معلما موزعا حسب الصنف كالتالي: ـ 543 معلما دينيا ـ 300 معلم مدني ـ 18 معلما عسكريا الأراضي الدولية الفلاحية تبلغ المساحة الجملية للأراضي الدولية الفلاحية الراجعة لملك الدولة الخاص 828 ألف هك موزعة على صنفين: الصنف الأول ويعم 328 ألف هك وقع النظر في التفويت فيها للخواص ولبعض المؤسسات العمومية وشبه العمومية خاصة على أساس القانون عدد 25 لسنة 1970 المؤرّخ في 19 ماي 1970 المتعلق بضبط كيفية التفويت في أراض دولية ذات صبغة فلاحية. حيث تمّ في الغرض إبرام 29452  عقد بيع لفائدة منتفعين بالإسناد في مساحة جملية تبلغ 46 ص 31 آر 260728 هك و 84127أصل زيتون و1106 نخيل و 2132أشجار مثمرة، أما بقية المساحة فهي في تصرف الخواص إمّا اعتمادا على شهائد الإسناد المسلمة من الهياكل الراجعة بالنظر لوزارة الفلاحة سابقا أو عقود تسويغ مع الوعد بالبيع بالنسبة للتقاسيم الريفية القديمة طبقا للأمرين المؤرخين في 18 جوان 1918 و9 سبتمبر .1948 أما الصنف الثاني فيشمل المساحة المتبقّية والبالغة 500 ألف هك والتي لم يقع التفويت فيها تنقسم إلى أراض لم تشملها الخطة الوطنية لإعادة هيكلة الأراضي الدولية الفلاحية تبلغ مساحتها 200798 هك تحت تصّرف ديوان الأراضي الدولية والوحدات التعاضدية للإنتاج الفلاحي وهياكل عمومية أخرى (ديوان تربية الماشية، هياكل البحث العلمي والتعليم الفلاحي إلخ..) في حين يضم القسم الثاني أراض مهيكلة تبلغ مساحتها 299202 هك تحت تصرّف شركات الإحياء والتنمية الفلاحية والفنيين الفلاحيين والفلاحين الشبان والمتعاضدين والعملة القدامى إلى جانب قطع مشتتة مسوغة للخواص وغابات وأراض متمثلة في تعويضات ومتفرقات. الأراضي الاشتراكية تقع جل الأراضي الاشتراكية بوسط وجنوب البلاد وهي تمسح جمليا حوالي 3 ملايين هكتار نصفها تقريبا صالحا للحراثة والزراعة يتم إسناده على وجه الملكية الخاصة وبقية المساحة تمثل المراعي الاشتراكية التي يتم تحديدها وإخضاعها لنظام الغابات. وقد شملت التصفية إلى أشهر قليلة مضت تحديد 600 ألف هك تقريبا (42,24%) من المراعي الاشتراكية وإخضاعها إلى نظام الغابات.. وكذلك إسناد 1.411.769 هك (89,37%) من الأراضي الاشتراكية الزراعية. وتتميّز المساحات الاشتراكية المتبقية بدون تصفية بكثرة النزاعات وتشعبها إضافة إلى أنها متغيّرة وقابلة للزيادة نتيجة سحب النظام الأساسي للأراضي الاشتراكية على الأراضي اللامتناهية الشياع تطبيقا للفصل 3 من النظام الأساسي للأراضي الاشتراكية من جهة وإعادة تصنيف المراعي الاشتراكية من جهة أخرى. أراضي الأوقاف من جهة أخرى تبلغ المساحة الجملية لأراضي الأوقاف الخاضعة لنظام الإنزال بدون إشهار حوالي 785409 هك شملت التصفية منها حوالي 751122 هك (95,63%) وبقيت بدون تصفية 34287 هك تقريبا (4,37%) موزعة على ولايات صفاقس (20949 هك) وقابس (5839 هك) وسيدي بوزيد (7499) هك. (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 2 فيفري 2009)

أخبار القضاء بوابة العدل وحقوق الإنسان
 
أعلن وزير العدل وحقوق الإنسان السيد البشير التكاري في الكلمة التي ألقاها بمناسبة افتتاح محاضرات التمرين عشية الجمعة الماضي عن بدء العمل ببوابـة العدل وحقوق الإنسان E-Justice  على شبكة الانترنت خلال شهر مارس المقبل لتكون آليّة عصريّة تمكّن المحامي أينما كان وانطلاقا من مكتبه من الحصول على العديد من الخدمات القضائية ومتابعة مختلف أطوار قضاياه المنشورة لدى محكمة التعقيب ومحاكم الاستئناف والمحاكم الابتدائية والمحكمة العقارية. كما ستسمح البوابة لكل محام بالإطّلاع على قضاياه لمدّة خمس سنوات مضت بهدف تيسير عمل المحامين وتمكين المتقاضين من متابعة قضاياهم والحصول على المعلومة القانونية والقضائية بأيسر السبل وفي أقصر وقت، وضمانا لنجاعة هذه الخدمات اتخذت كلّ الإجراءات التقنية لضمان السريّة التامّة للمعطيات المتعلقة بالقضايا وتفادي أيّ اختراق للبوّابة ومختلف منظوماتها وحصر النفاذ إلى المعلومة للمحامي المعني دون غيره. كما سيكون بإمكان المحامي الإطّلاع على فقه القضاء التونسي منذ سنة 1959 تاريخ صدور أول نشرية لمحكمة التعقيب إلى جانب أحدث قرارات فقه القضاء دون انتظار صدورها بالنشرية والإطّلاع أيضا على رصيد هام من التشريع التونسي وجميع الاتفاقيات القضائية المبرمة بين تونس وسائر البلدان والحصول حينيا على مجموعة من الشهادات العدلية إلكترونيّا. غزّة وضجيج المحامين تميّز حفل الافتتاح الرسمي لمحاضرات التمرين الذي نظّمته الهيئة الوطنية للمحامين في قصر العدالة بتونس ببعض الفوضى والضوضاء التي أحدثتها مجموعة من المحامين المتمرّنين التي ما تزال أصوات المدافع الإسرائيلية التي وجّهت نيرانها إلى الشعب الفلسطيني في غزّة  تصّم آذانها.. هؤلاء رفعوا الأعلام الفلسطينية عاليا وتجمّعوا في الخلف دون أدنى احترام لرؤساء الاتحادات الدولية والعربية والعمداء والشخصيات الحاضرة في الحفل وهو ما حدا ببعض شيوخ المحاماة الذين كانوا متواجدين، للتعليق على هذا المشهد بالقول أنّ هذه الفوضى مردّها حالة التسيّب التي أصبحت تسود قطاع المحاماة بعد دخول هياكله في خلافات وصراعات هامشية. بـــيان يتحرّك عدد كبير من المحامين المتمرّنين هذه الأيام للمطالبة بتحسين أوضاعهم المادية منها والمعرفية، ووزّعوا بيانا توجّهوا به إلى عميد المحامين ووزير العدل وحقوق الإنسان طالبوا فيه بمنع توزيع منح التسخير من قبل الدوائر الجنائية وإيجاد آلية قانونية تسمح بالتوزيع العادل لهذه المنح والترفيع في قيمتها وإعفاء المحامي المتمرّن من الأداءات الجبائية والعمل على تسوية الوضعيات العالقة والشائكة في هذا الشّأن. بين الفرع والهيئة غريب ما أقدم عليه رئيس فرع تونس للمحامين حين نظّم حفلا تضامنيّا لفائدة الشعب الفلسطيني بدار المحامي في نفس التوقيت الذي انتظم فيه حفل محاضرات التمرين بقصر العدالة، وأصرّ الفرع على دعوة الضيوف العرب لحضور هذا الحفل التضامني.. البعض علّق أن مرجع ذلك توتر الأجواء بين رئيس الفرع وعميد المحامين. مجلس للقضاة قرّر المكتب التنفيذي لجمعية القضاة التونسيين عقد أول مجلس وطني له بعد المؤتمر الأخير في ديسمبر الماضي يوم الأحد 22 فيفري المقبل، وستكون المفاجأة هذه المرّة أن المجلس الوطني سيغادر العاصمة نحو مدينة الكاف، وسيخصّص للنظر في نشاط المكتب التنفيذي ومتابعة توصيات المؤتمر الثاني عشر وتقييم ظروف العمل بالمحاكم. (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 2 فيفري 2009)

الحقّ في الولادة بلا عاهة
 
في الحديث الذي أجراه تلفزيون البي بي سي مع وزير العدل وحقوق الانسان التونسي السيد البشير التكاري والذي أجاب خلاله بدون أدنى حرج وبإقناع عن كل الاسئلة «المحرجة» المطروحة تمنى عدد ممن شاهدوا اللقاء أن يمتنع الوزير عن الردّ على سبب رفض القانون التونسي تعدد الزوجات. هذه الأمنية لم يكن مرجعها حرج ولا شكّ في قدرة الوزير على الاقناع بل كان دافعها أقوى وأمتن من ذلك فالتونسي وبعد أن تربّى على امتداد نصف قرن على مبادىء المساواة بين الجنسين أضحى يعتبر ما جاء في مجلة الاحوال الشخصية من المسلّمات التي لم يعد يحلّ فيها النقاش ولا الجدل.. فلقد ولّى عهد الابقاء على نصف المجتمع متخلّفا جاهلا أو منقوص الحقوق مثقلا بالواجبات. أسوق هذه المقدّمة بكل فخر واعتزاز لما حققته لنا مجلة الاحوال الشخصية من عدالة ومساواة ما انفكت تتدعّم الى حدّ بدأت فيه الكفّة تميل نحو جنس الأنثى حسب اعتقاد البعض.. ورغم ما تحقق من ضمان لحقوق الزوجين والأطفال ماديا ومعنويا فإنه لم يتم التفكير بشكل أعمق في ضمان بناء أسرة سليمة سعيدة.. في ضمان نشء سليم معافى من كل العاهات والأمراض.. والدليل أنّ ما بين ثلث وربع أطفال القمر في العالم (أولائك الذين لا يمكنهم التعّرض لاشعة الشمس) يوجد في تونس.. والسبب هو زواج الأقارب.. زواج الأقارب هذا كان وراء اصابة الأطفال بإعاقات بدنية وذهنية والإصابة بعدد من الأمراض الوراثية التي أضحت ظاهرة مقلقة في بلادنا.. ورغم أن لنا أقساما مختصة في الابحاث الجينية يشهد لها بالكفاءة دوليا فإنّ الاقبال على إجراء فحوص معمّقة قبل وبعد الزواج لا يزال محتشما جدا.. ربّما لغياب التشريع الرادع. إن هؤلاء الأطفال الذين لا ذنب لهم في هذه الحياة غير أنهم كانوا ثمرة زيجة غير متوافقة جينيا وقوانين غائبة او غير مفعّلة بالقدر الكافي يشعرون في وعيهم أو لاوعيهم أنّ دولتهم لم تعمل بكّل ما أوتيت من امكانيات وصلاحيات للحول دون أن يكونوا على الحال التي هم عليها.. فالمطلوب إذا اليوم وبأسرع وقت ممكن تعميق النظر في كل السبل الممكنة لوضع حدّ لهذه الاخلالات والنواقص بما يضمن لبلدنا نسلا سليما معافى من كل العاهات.. واعتقادي أنّ بلدا مثل تونس جاوزت قوانينها الاسرية ما تمنحه البلدان المتقدّمة من ضمانات يعسر عليها ضمان حق من لا مسؤولية له فيما يولد به من أن يولد بلا عاهة كان بالامكان تفاديها. حافظ الغريبي (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 2 فيفري 2009)
 

 الباسطي : تونس لن تغيب عن احتفالية «القدس عاصمة للثقافة العربية 2009»
 
تونس – الدستور – غادة الحوراني ذكر وزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسي عبدالرؤوف الباسطي ، أن تونس ستشارك في احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية 2009 ببرنامج ثقافي ثري ، وبيّن انه سيتم إعداد برنامج تفصيلي في هذا الصدد. وفي ندوة صحفية عقدها أمس الأول بمقر الوكالة التونسية للاتصال الخارجي قال « إن وزارة الثقافة التونسية ستشارك في فعاليات القدس عاصمة للثقافة العربية سواء في القدس ، أو في المدن الفلسطينية الأخرى ، بالإضافة إلى إقامة فعاليات في تونس تحت شعار القدس عاصمة للثقافة العربية « 2009 ، مضيفا انه لا يمكن أن تغيب تونس عن مثل هذا الحدث. من جهة أخرى أعلن « الباسطي » عن انه سيتم انطلاق الاحتفالات الرسمية بالقيروان عاصمة الثقافة الإسلامية 2009 يوم 10 آذار الذي يتزامن مع الاحتفالات بيوم المولد النبوي الشريف ، حيث يعرف عن القيروان المشهدية الاحتفالية بهذا اليوم ، وأشار الوزير إلى انه سيتم في غضون الأسبوع القادم الإعلان عن البرنامج ألاحتفائي بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية هذه السنة ، مبينا أنه ستشارك عديد من الدول العربية والإسلامية في التظاهرات الثقافية في البلاد. واعتبر أن الاحتفالات بالقيروان تسعى إلى التعريف بهذه المدينة التي كان لها تأثيرها ولا زال على الثقافة الإسلامية ، مؤكدا أن القيروان تنوع فيها التاريخ الحضاري ورجال الفكر والعلامة ، وتسعى تونس من خلال التظاهرات والندوات الاحتفالات المبرمجة إلى إبراز مساهمة القيروان في التاريخ البشري. هذا وقد سلط « الباسطي » الأضواء على النشاطات الثقافية التي ستنظم في تونس خلال عام 2009 ، ومن بينها الاحتفال بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية عام 2009 ، ومئوية كل من الشاعر الكبير أبو القاسم الشابي والمسرح التونسي ، إضافة إلى المهرجانات التونسية على غرار مهرجان قرطاج والحمامات ، والاستشارة الوطنية حول الكتاب والمقالة ، والجهود المبذولة في مجال العناية بالتراث التونسي ، ومشروع تأهيل محتف باردو. واصفا هذه السنة بسنة الاحتفاءات الثقافية.    (المصدر: جريدة الدستور ( يومية – الأردن )  بتاريخ 02 فيفري 2009)

 هذا دمي شعر: بحري العرفاوي
 
الإهداء: إلى الشهيد « سعيد صيام »  يا قاتلي هذا دمي ودماءُ أهْليَّ غضبْ جسدي إناءُ طينةٍ والرّوحُ بركانُ لهبْ هذا دمي مُتأججٌ نارًا يخرّ لها الخشبْ يا قاتلي لا تطمئنْ هذي دمائي فارْتعبْ سأجيئكَ في غضبةٍ من حيثما لم تحتسبْ وأدكّ صرْحَ وهْمِكَ وأهزّ أركانَ الكذبْ لا لستَ أنتَ دولةً إني الكتابة والكُتبْ إني الذي لا ينتهي ولأنتَ أوْهنُ من عُلَبْ! يا قاتلي الموْتُ فلسفة انبعاثٍ فارْتقبْ دم الشهيد دولة بلْ أمّة في كل جُرْح تنتصبْ ودُمُوعنَا مَدَدٌ لثوْرتنا الأبية تقتربْ هذا دمي هذا دمي يا قاتلي إني الشهادة فاحْتجبْ  شاعر تونسي 
 
(المصدر: جريدة الشرق ( يومية – قطر )  بتاريخ 02 فيفري 2009)
 

من ينكر محرقة اليهود فهو كافر؟…
 
مقولة غبية تريد استغفال النّصارى , ولا أظنّ العرب منهم يصدّقون أو يبتلعون هذا الطّعم الزّقّوم لنفترض جدلا أنّ اليهود تعرّضوا لمحرقة من النّوع المزعوم,فكم من شخص قضى نحبه بتلك الصّورة؟ أمّا الجثامين العارية والمكدّسة التي عُرضت على الشّاشات ما يزيد عن نصف قرن, فالملاحظ اللبيب لا يفوته أن يميّز بين الحقيقة والدّعاية المغرضة,فوباء الكوليرا حصد الملايين من البشر في كلّ أصقاع المعمورة,ومنهم أفرادا من عائلتي ولم نطالب الغزاة (الحلفاء والمحور)بالتعويض, وكانت بلاد العرب ومنها تونس,مسرحا لإجرام هؤلاء الذين غرسوا السرطان الغاصب بقلب الوطن, العربي أرض الرباط ومسرى رسولنا الكريم ,إنّ الصهاينة المتمكنين من رقاب (الڤويم) Goimلهم خبرة في مجال التزوير والتدليس,وخاصة في نبش القبور واستعمال الجثامين لتحريك شعورالمغفّلين,وذلك مارأيناه برومانيا شاوشسكو لتبريرإعدامه وزوجته ديسمبر89 وما جرى بالعراق ليس ببعيد لتبريراغتيال صدّام ونحره يوم النحّر والعيد الأكبر أمّا كلام الفاتكان و الأب فيديركو لومباردي ليس مستغربا, , لدى العقلاء,لأنّ من يعتقد بربوبيّة اليسوع فهو يعتقد بأنّ اليهود أهل الرّبّ ولا يجوز تجريمهم, نسوا أنّ اليهود فضّلوا صلب المسيح, على حدّ مجرم منهم, وأنّ أجداد الرّوم هم قضواعلى اليهود وفرّقوا شملهم ويتحمّل اليوم جرمهم شعب فلسطين والعرب والمسلمون ,إنّ المحرقة التي تعرّض لها شعب فلسطين هي التي لايحقّ لأحد في العالم إنكارها,وهو يراها صباح مساء على شاشة الجزيرة,نسأل الله أن يجزي أهلها والعاملين فيها خير الجزاء,اوّلهم الشيخ حمد بن خليفة وحرمه المصون موزة, كما لايفوتني أن أحييّ الرئيس رجب طيّب أردوڤان على وقفته الإسلامية المحمودة التي تذكّرنا بعرّوج وخير الدّين بربروس في تونس والجزائر ضدّ الغزو الصليبي الأسباني, ثمّ سنان باشا والدولة العثمانية,إنّ عداوة الصليبيين لا تزال حيّة وقد عبّر عنها بوش المعتوه المجرم,وأكّدها أكثر من مرّة رغم نصيحة العملاء والوكلاء أتباع الماسونية الجاثمين على صدورنا,نحن في تونس ضمن دول المواجهة رغم أنوفنا,وغزة حمّام الشّطّ والإغتيالات التي تلته تشهد بذاك,أمّا نظام البارك فحدّث ولا حرج ,والشعوب العربية قادرة على فعل الكثير إن امتلكت الإرادة وخلص الإيمان بالقضيّة ولكن؟….
أسود علينا أمام الغرب أوعال***ضباع تسوس اللأُسدَ رئبال وأكتفي بهذا القدر و إن شئت***لألّفت كتابا إذا سمح المجال
أبوجعفرالعويني 02/02/09

 

ملامح متغيرات دولية في سياق تداعيات الحرب على غزة
 
طارق الكحلاوي إضافة إلى التداعيات المباشرة على الصراع العربي الإسرائيلي للحرب على غزة، بدأت تبرز ملامح متغيرات دولية بطيئة لكنها عميقة تتعلق بتوازن القوى في المشهد العالمي خاصة ضمن مفاصل مؤثرة. يمكن الاقتصار الآن على ثلاثة متغيرات، أولها وأبرزها يتعلق بالتوازن الإقليمي وبالتحديد بالدور التركي، الأمر الذي يحتاج توصيفا دقيقا بدون إفراط أو تفريط. لم يعد من المستطاع تجنب جاذبية صورة النموذج التركي، خاصة أنها جاذبية مختلفة عما يبرز في بقية نماذج المنطقة. لنضع جانباً النموذج المصري الراهن الذي لم يعد يستطيع أن يرى المفارقة المتمثلة في المساهمة في منع نصاب قمة عربية حول غزة تحت شعار «الدفاع عن العمل العربي المشترك». هل يمكن ألا نرى العلاقة بين مسارات تهيئة انتقال السلطة في مصر ومحدودية خيارات القيادة المصرية في خصوص نظرتها لغزة وعجزها عن صياغة رؤية جزء من «الأمن القومي» المصري أياً كان تعريفه؟  كما أن النموذج الإيراني نموذج إشكالي في مستويات مختلفة، من الصحيح أن الإيرانيين حققوا نقاطا عديدة في السنوات الثماني الماضية، إذ إن ارتداد موجات «تصدير الثورة» خاصة بعد الانتكاسة على جبهة الحرب العراقية الإيرانية أدى إلى مراجعة عامة تتعلق بتعريف النظام لنفسه جعلته أكثر واقعية ومن ثم أكثر تأثيراً، ومن هذه الزاوية كسب الإيرانيون ثمن مسايرتهم الميدانية للحروب الأميركية على العراق وأفغانستان بالشكل الذي وفر لهم القدرة على ملء الفراغات عبر تبني استراتيجية طائفية في أحيان كثيرة عوض الاستراتيجية «الثورية» السابقة.  غير أن كل المكاسب الإيرانية هشة ما دامت محاصرة دوليا بفعل موقف الاستقطاب السياسي الذي وضع النظام الإيراني نفسه فيه، كما أنها هشة، وهو الأهم من ذلك، لأنها تستند إلى داخل إيراني يعاني اقتصاديا وفي سياق اهتراء لشرعيته الثورية، فرغم محاولة تجديد النظام نفسه عبر العمليتين الانتخابيتين النيابية والرئاسية فإن الدور الحاسم في انتقاء المرشحين من قبل مؤسسات غير منتخبة أدى إلى إحباط حقيقي، يضاف إلى ذلك أن الموقع غير المنتخب للمرشد والمؤسسات الأمنية المرتبط به تجعل التمثيل الشعبي وقدرة النظام على توفير دعم حقيقي وحيوي لنفسه محدودة، وهنا تحديدا تبرز أهمية النموذج التركي.  ليست التصريحات والإشارات والحوادث التي سجلتها رموز الحكومة التركية في سياق الحرب على غزة، خاصة عبر مؤسسة رئاسة الوزراء بما في ذلك حادثة دافوس، تعبيراً عن انقلاب تركي يجعل تركيا في نفس الموقع الإيراني. يجب أن يكون ذلك واضحا خاصة إزاء التقديرات المتفائلة بشكل مفرط لدى البعض، لكنها تؤشر على تغير حقيقي.  يجب أن نتذكر هنا أن تركيا حتى سنين قريبة كانت تراقب عن بعد المشهد العربي. الصمت التركي يلقى تفسيره ضمن التموقع الاستراتيجي العام طويل الأمد الذي يضع تركيا ضمن سياق دول الناتو.  ليس هناك حلف تركي أميركي فحسب بل أيضا تركي إسرائيلي، طالما تجسد عبر التعاون العسكري الوثيق بين الطرفين. لا يبدو أن الحرب على غزة وردود الفعل التركية الإعلامية تؤشر على نهاية هذه العلاقة، غير أنها تؤشر على نهاية مرحلة الصمت الطويلة والانحياز الآلي للطرف الإسرائيلي وقت الأزمة.  وفي هذا السياق لا ترسل الحكومة التركية («الإسلامية» تقريباً) بمؤشرات على خلفيتها «العثمانية» بشكل مخطط بالضرورة بقدر ما هي بصدد اكتشاف التماهي بين الانخراط المنحاز عاطفياً للجيران المسلمين و «الشرعية» التاريخية العثمانية التي يمكن أن تسند هذا الانخراط. لكن من الواضح أن ما يجعل الموقف التركي المتوازن ذا ثقل لافت هو أنه صادر بالتحديد عن دولة لعبت دورا تاريخيا في التوازن الدولي الراهن وبالتحديد في صف «الرابحين». صفعة «الصديق» تحدث صوتاً أرفع من صفعة «العدو»، غير أن أهم ما يميز ثقل الموقف التركي هو الشرعية الديمقراطية غير القابلة للجدال والاعتراف الدولي الداعم للمؤسسة الحاكمة التركية ضمن المعايير الغربية السائدة تحديداً، فالانحياز التركي الشعبي العفوي للمقاومة الفلسطينية في سياق مجتمع ديمقراطي ومفتوح يخلق صورة أكثر تأثيرا مما هي صورة التظاهرات الإيرانية. «حماس» والمقاومة الفلسطينية تفهم خصوصية الموقع التركي وتأثيره الخاص ولهذا تتعلق به كلما سنحت الفرصة مما يشير بالمناسبة إلى خطل الطرح المصري القائل بارتهان «حماس» ضمن الخيارات الإيرانية، إذ إن تركيا تشوش الصور الساذجة وذات البعد الواحد لصراع بين «المعتدلين» و»المتطرفين» في المنطقة، وهو في ذاته فشل آخر لهدف آخر كان يراد من الحرب على غزة تحقيقه، وهو دعم فكرة الصراع بين هذين المعسكرين ومن ثم التموقع الإسرائيلي ضمن «المعتدلين».  تركيا الديمقراطية والعضو في حلف الناتو حتى لو لم تتبنَّ الشعاراتية الإيرانية وخياراتها تقدم صورة منافسة للصورة الإسرائيلية للمنطقة.  ثاني المتغيرات ليس جديدا تماما، وإنما استعادة لزخم توقف مع هجمات 11 سبتمبر. حتى ذلك التاريخ وخلال بضعة أشهر حققت القيادة الفلسطينية الوطنية متحصنة بإجماع غير مسبوق خلال «انتفاضة الأقصى» توازنا جديدا في الرأي العام الدولي من خلال انحياز الحركة الحقوقية العالمية للطرف الفلسطيني. اخترق الطرح الفلسطيني مواقع غربية عديدة أكاديمية وحتى أممية مما أدى إلى تزايد الضغط الدولي على القيادات الإسرائيلية. الزخم الذي تعيشه الآن الحركة الحقوقية الفلسطينية المتفاعلة مع شبكات حقوقية عربية ودولية في ملاحقتها لجرائم الحرب الإسرائيلية في إطار الحرب على غزة تستعيد أخيرا بعض ذلك الزخم، حتى لو رفضت «محكمة الجنايات الدولية» (تحت داعي «عدم وجود دولة في غزة») تبني قضيتها، فإن حملة واسعة لسلسلة من القضايا في عواصم أوروبية مختلفة (أولها في مدريد) سيسجل أجواء حانقة على إمكانات استمرار الاستراتيجية الإسرائيلية التي تعاقب المدنيين الفلسطينيين (قتلا أو حصارا) بهدف ضرب الأساس الشعبي للمقاومة الفلسطينية. فالحرب الآن، بعكس حروب سابقة كانت فيها جريمة المجازر الجماعية الهادفة للترويع والإقرار بالهزيمة تتم تحت ظلام التعتيم والسرية، تتم الآن تحت الأضواء وعلى الهواء. مشاهدة الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية وهي تعمل يجعلها في النهاية غير قادرة على الاستمرار. كلما كانت العملية العسكرية أطول كانت غير ممكنة. ثالث المتغيرات يحتاج مقالاً خاصاً لأهميته الفائقة. يتعلق ذلك بأجواء النقاش الأميركي للصراع العربي الإسرائيلي، ولا أتحدث هنا عن خطاب الإدارة الجديدة، بل عن الخطاب الإعلامي العام سواء المنابر السائدة أو المنابر الأخرى التي لا تقل تأثيراً. أكتفي الآن بالإشارة إلى حلقة برنامج «60 دقيقة» الأحد الماضي في قناة «سي. بي. أس» (و هو البرنامج الإخباري الأكثر مشاهدة أميركياً) بوصفها عنوان الوضع الجديد. إذ قدر لنا أخيرا أن نستمع في شبكة إعلامية رئيسة أميركية وبدون تردد إلى إدانة كاملة لجميع مظاهر الاحتلال الإسرائيلي بوصفه «نظام أبارتايد مقدر له الفشل ».    أستاذ «تاريخ الشرق الأوسط» في جامعة روتغرز   tkahlaoui@gmail.com http://www.alarab.com.qa/details.php?docId=71169&issueNo=406&secId=15
 


شكراً لمن ذكّرهم بمنظمة التحرير!!

 

ياسر الزعاترة أياً يكن الموقف مما قاله رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بخصوص تشكيل مرجعية جديدة للشعب الفلسطيني فإن الرجل يستحق الشكر على تذكيره كل هؤلاء المتقاعدين والموظفين بمنظمة التحرير التي لم يعد يذكرها أحد منذ سنوات طويلة: تحديداً منذ أن تحولت إلى دكان ملحقة بسلطة أوسلو، تستدعى فقط عند الحاجة، كما حصل إثر انتخابات 2006 يوم اكتشف القوم أن أعضاء المجلس التشريعي هم أعضاء في المجلس الوطني الفلسطيني، وبالطبع حتى يقال إن حماس، وإن كانت أغلبية في هذا الأخير، فإنها أقلية في المجلس الذي يمثل عموم الشعب الفلسطيني (لا يعرف أحد عدد أعضائه الحاليين)، وكما حصل قبل أسابيع عندما جيء بهم كي ينصّبوا محمود عباس رئيساً لدولة فلسطين قبل انتهاء ولايته القانونية، أما الذين اجتمعوا في عمان فقد فعلوا ذلك للرد على مشعل، لكنهم لم يجتمعوا لإدانة العدوان على غزة. لو فازت فتح في انتخابات 2006 لدخلت منظمة التحرير مجاهل النسيان، ولتأكد أن سلطة أوسلو هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ولربما تذكروها فقط يوم توقيع الاتفاق النهائي مع الإسرائيليين، وبالطبع حتى يقال إن الشعب الفلسطيني هو الذي وقع الاتفاق، لا سيما أنه اتفاق يُجمع كل العقلاء على تنازله عن حق العودة للاجئين الذي يشكلون أكثر من ثلثي الشعب الفلسطيني، بعضهم في الأراضي المحتلة عام 67، وأكثرهم خارج فلسطين برمتها. لندع حكاية الموتى والأحياء وفقدان النصاب في اللجنة التنفيذية للمنظمة، فتلك حكايات يمكن تخريجها بهذه الطريقة أو تلك، ولندع كذلك حكاية أمين السر وما يفعله باللجنة من وراء ظهر من تبقى من أعضائها، لندع ذلك كله ونتساءل عن أهمية هذه المرجعية في حياة الشعب الفلسطيني اليوم. إن طرح هذه القضية، قضية المرجعية صار ضرورة لأن كل ما يقال عن الوحدة والانقسام إنما يتعلق بالسلطة الفلسطينية، وليس بالشعب الفلسطيني، إذ المطلوب هو مصالحة تفضي إلى انتخابات تعيد القيادة لحركة فتح حتى تذهب إلى المفاوضات دون عوائق. والواقع أننا إزاء سلطة مصممة لخدمة الاحتلال، وديمقراطيتها كذلك، وإلا فلتخبرنا قيادتها عن مصير تلك الديمقراطية لو فازت حماس من جديد، أم أنهم متأكدون من قدرتهم بالتزوير وغير التزوير، وفي ظل مقاطعة حركة الجهاد والحصار المرير والضربات الرهيبة التي تعرضت لها حماس في الضفة: متأكدون من أنهم سيكسبون الانتخابات في ظل قانون القائمة النسبية من دون نسبة حسم. إذا كان بوسع فتح ومن يدور في فلكها من الفصائل التي تتلقى مصروفها من حكومة سلام فياض، إذا كان بوسعها الحصول على نصف أصوات الناس في الضفة الغربية وقطاع غزة، فإن الموقف لن يكون كذلك لو استفتي كل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج. وإذا كان هؤلاء يعتبرون منظمة التحرير هي المرجعية، فهل يقبلون بانتخابات شاملة في الداخل والخارج لاختيار مجلسها الوطني، نتحداهم أن يقولوا نعم ويشرعوا في ترتيب الأوراق لتحقيق هذا الغرض، (وقعوا على إعلان القاهرة 2005 ثم تجاهلوه)، ولا قيمة هنا للقول إن ذلك غير ممكن، فقد استفتي العراقيون في كل مكان في العالم، مع أن تعذر الانتخابات لا يلغي وسائل أخرى ذات صفة معقولة لاختيار ممثلي الشعب الفلسطيني الحقيقيين. من المؤكد أن حماس ليست معنية بإنشاء مرجعية جديدة تبحث عن الاعتراف الدولي، فتدفع ثمنه كما دفعت المنظمة من قبل تنازلاً عن 78 في المئة من فلسطين، ولكنها معنية بمرجعية للمقاومة من القوى التي تؤمن بها، لاسيما تلك الموجودة خارج أطر المنظمة. لو كان بالإمكان إنشاء مرجعية أخرى يمكنها استعادة حركة فتح من الذين سرقوها، لطالبنا بذلك، لكنه متعذر في ظل تحول أكثر قيادات الحركة وكوادرها إلى موظفين في السلطة، ولذلك يفضل أن يكون الشعار هو لا للسلطة كممثل للفلسطينيين، ونعم لمرجعية لقوى المقاومة ليست بديلاً لأحد، وهو ما أراده مشعل وأكدت عليه الجهاد. أما منظمة التحرير فستبقى عاجزة عن تمثيل الجميع في ظل غياب قوىً يجمع المنصفون على تمثيلها لأكثر من نصف الفلسطينيين. نقول ذلك لأن حماس التي حصلت على 45 في المئة من أصوات القائمة النسبية في الضفة والقطاع، يمكنها الحصول على أكثر من 75 في المئة من أصوات الشتات. من أراد الوحدة فليتحدث عن إعادة تشكيل المنظمة وفق أسس ديمقراطية كي تكون مرجعية حقيقية للشعب في الداخل والخارج. (المصدر: صحيفة « الدستور » (يومية – الأردن) الصادرة يوم 2 فيفري  2009)
 

التهريب سيستمر لنبل أهدافه

 

 
عبد الباري عطوان تصاعدت حدة التهديدات الاسرائيلية مجدداً ضد قطاع غزة بسبب سقوط ثلاثة صواريخ على منطقة النقب جنوب فلسطين، فقد هدد ايهود باراك وزير الدفاع بالرد، بينما توعدت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية زعيمة حزب ‘كاديما’ بالتعامل بطريقة اقوى وأكثر شراسة. من الواضح ان حكام اسرائيل، الذين يتمتعون بدعم شعبي كبير لأي عدوان يشنونه على ابناء القطاع، لم يشبعوا من اللحم الفلسطيني، وسفك دماء 1350 شهيداً بينهم خمسمائة طفل على الاقل، لم يشف غليلهم، ولم يرو ظمأهم، وما زالوا يتطلعون الى المزيد، ويعدّون العدة لذلك. فالمجرم يظل يحوم حول مسرح الجريمة، فما ادراك اذا كان من النوع الذي يرتكب جرائم حرب ضد الانسانية. المثلث الاسرائيلي الحاكم، اولمرت، ليفني، باراك، يتصرف بطريقة مجنونة، بعد ان فقد صوابه تماماً، إثر فشله في تحقيق اهدافه في منع اطلاق الصواريخ، وتركيع ابناء القطاع، وتحقيق مكاسب انتخابية، ولهذا فمن غير المستبعد ان يترجم جنونه في مجازر جديدة في القطاع، مستفيداً من خيبة أمل معظم حكومات دول الاعتدال العربية في انهاء المقاومة وفصائلها، وازالة ما تشكله من احراجات من حيث كشفها تواطؤ هذه الحكومات، بل ومشاركتها، بطريقة أو بأخرى، في العدوان الأخير. الرأي العام العالمي، والعربي منه على وجه الخصوص، بات على اطّلاع واسع على حجم الجرائم الاسرائيلية في القطاع، بعد ان دخلت طواقم الصحافيين اليه بعد ثلاثة اسابيع من المنع، فحتى حديقة الحيوانات في غزة، على بؤسها، وعجز أصحابها عن العثور على الطعام لأنفسهم، ناهيك عن اطعام اسودها وثعالبها، لم تسلم من الصواريخ الاسرائيلية، وشاهدنا بالصوت والصورة حجم الرعب الذي اصابها من جراء هذه الصواريخ وهدير الطائرات، فلجأت الى المراحيض طالبة الأمان، فلا يوجد في قانون الغاب، على شراسته، مثل تلك القسوة التي مارسها الاسرائيليون الذين ينتمون الى البشرية، ويقولون انهم رسل الحضارة والديمقراطية وحقوق الانسان في المنطقة. على أي حال، العدوان ما زال مستمراً على قطاع غزة، فالحصار ما زال خانقاً، وجميع المواد الأساسية ممنوعة، والمعابر مغلقة، خاصة معبر رفح الخاضع لاشراف السلطات المصرية، التي تدعي كذباً انه مفتوح امام البشر والمساعدات. السلطات الاسرائيلية سمحت بادخال عشرات الأطنان من مختلف انواع الفواكه المنتجة في مستوطناتها، لإغراق الاسواق، بهدف ايصال رسالة مضللة الى الصحافيين الاجانب مفادها ان كل شيء متوفر بما في ذلك الفاكهة، ولكنها ما زالت تمنع الوقود، وترفض دخول كيس واحد من الاسمنت، او لوح من الزجاج، لأنها تريد استخدام ورقة اعادة الاعمار، بتحريض من سلطة رام الله، وحكومة مصر، كورقة ابتزاز. فالجهة التي يجب ان تشرف على اعادة الاعمار هي تلك المرتبطة بالفاسدين من ابناء المسؤولين الفلسطينيين والمصريين فقط، اما الشرفاء الأمناء اصحاب الأيادي النظيفة، والتضحيات الاعجازية في الدفاع عن هذه الأمة وكرامتها فلا مكان لهم. احد الأئمة في مساجد قطاع غزة تضرّع الى الله في خطبته يوم الجمعة الماضي بأن لا تهطل الامطار رأفة بالمحاصرين المجوّعين الذين تدمرت منازلهم وأصبح خمسون ألفاً منهم على الاقل، معظمهم من الأطفال والرضع، يعيشون في العراء تحت السماء والطارق، رغم حاجة القطاع وابنائه، وما تبقى من مزارعيه الذين لم يحرق الفسفور الابيض مزارعهم، ويسمم ارضهم، الى كل قطرة ماء. عدم السماح بدخول الاسمنت والزجاج، يعني ان لا يتم اصلاح زجاج او حيطان اي بيت مهدم ولو جزئياً، حتى يموت الأطفال من شدة البرد، بعد ان كتبت لهم الحياة، ولو مؤقتاً، مع بدء وقف اطلاق النار، فشتاء غزة قارس، بل ان شتاء هذا العام أشد قساوة من اي اعوام مضت. أنفاق غزة، شريان الحياة الوحيد، لتهريب بعض السلع الضرورية، لم تعد تعمل، فقد تآمر العالم بأسره من اجل نسفها وتعطيلها، فلم تكتف السلطات الاسرائيلية بارسال الطائرات عبر الاجواء المصرية لقصفها وتدميرها، بل هرعت الى الولايات المتحدة لتوقيع اتفاقات امنية تجيز مراقبة وتفتيش اي سفن في عرض البحر من قبل الاساطيل الامريكية تحت ذريعة منع وصول اسلحة الى فصائل المقاومة، وفرضت بمقتضاها على الحكومة المصرية تركيب كاميرات، واستخدام احدث المعدات، وارسال بعثات امنية الى الحدود الامريكية ـ المكسيكية لتعلم كيفية العثور على الانفاق وتدميرها. الخبرات الامريكية لم تنجح في القضاء على ظاهرة التهريب، سواء للبشر او البضائع، عبر الحدود المكسيكية، ولا نعتقد ان نظيرتها المصرية مهما تبحرت في هذا العلم، سيكون حظها افضل، لسبب بسيط وهو ان التهريب عبر الحدود المصرية هو مسألة وطنية لها علاقة مباشرة بالعقيدة والاخلاق، وليس بهدف المال او البحث عن لقمة عيش في الجانب الآخر من الحدود، مثلما هو حال المهربين المكسيكيين. الأسلحة ستصل الى المحاصرين، وكذلك العرائس، ورجال المقاومة، والخبرات العربية والاسلامية في كيفية هزيمة المعدات الامريكية الحديثة، وعلى الحكومتين المصرية والاسرائيلية اللتين تنسقان جهودهما في هذا الصدد ان تتذكرا جيداً ان الكثير من الضباط ورجال الأمن المصريين المرابطين على الحدود هم من ابناء ابطال العبور الذين حققوا نصراً مشرفاً في حرب اكتوبر عام 1973، واشقاء او ابناء عم ضحايا مدرسة بحر البقر، وهؤلاء لا يمكن ان يخونوا ضميرهم الوطني، وعقيدتهم السمحاء. نعترف بأن اهل القطاع دفعوا ثمناً غالياً لصمودهم الشجاع في مواجهة العدوان الاسرائيلي الوحشي، من دمائهم ولقمة عيشهم، او ما تبقى منها، ومن حقهم ان يلتقطوا انفاسهم، ويضمدوا جراح اطفالهم، ويدفنوا شهداءهم، ولكن كيف يتأتى لهم ذلك وهم يواجهون عدواً متغطرساً يتصرف وكأنه فوق كل القـــــوانين والشرائع، ويجد الحماية من دولة عظمى تدعي انها زعيمة العالم الحر، والقيّمة على قيم العدالة وحقوق الانسان؟ ويظل السؤال الذي يطرح نفسه بقوة،هو عما يمكن ان يفعل مثلث اولمرت ـ باراك ـ ليفني اكثر مما فعلوه في حرب الثلاثة اسابيع الأخيرة، هل سيلقون بما في ترسانتهم من قنابل نووية فوق رؤوس اهل القطاع؟ لقد جربوا مختلف انواع الطائرات والصواريخ، والقنابل الفوسفورية، وقصفوا من البر والبحر والجو دون رحمة، تنفيذاً لتعليمات حاخامهم العسكري الذي من المفترض ان يكون داعية سلام ورسول محبة ورأفة، ومع ذلك لم يرفع واحد من ابناء القطاع راية الاستسلام، بل شاهدنا الشهداء والجرحى يسقطون وهم يرددون الشهادتين ويرفعون علامة النصر. هل هناك صمود اكثر من هذا؟ (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 فيفري  2009)  

تهدئة مثقوبة ومصالحة معلقة

 

 
عبد الحليم قنديل طبيعي أن تعكس نتائج الحرب نفسها في استثمارات السياسة . وقد خرجت حماس من حرب غزة منتصرة، حتى وإن كانت الحرب لم تكتمل، وتوقفت عند خط المنتصف، انتصرت حماس، ليس فقط لأنها خرجت من جحيم النيران، وهي تحتفظ بغالب قوتها العسكرية سليمة، بل لأنها أرغمت قوات الجيش الإسرائيلي على الانسحاب إلى خارج حدود غزة، فوق أن الدمار الأخلاقي لصورة إسرائيل ـ غير الأخلاقية أصلا ـ يضيف لأخلاقية حماس وقوتها المعنوية، ويعيد لصورتها تألقها كحركة تحرير وطني ذات شعبية ظاهرة، فقد أصبحت هي الفصيل الفلسطيني الرئيسي المعمد بعذابات النار . وربما يصح فهم غالب التحركات الدولية والإقليمية المحمومة بعد الحرب، وبخاصة النشاط الأمريكي والأوروبي ودول عرب الاعتدال أو ‘الاعتلال ‘، ربما يصح فهم هذه التحركات على أنها محاولة لتعويض إسرائيل سياسيا بعد أن فشلت عسكريا، واعتماد صيغ حصار جماعي لحماس مقابل فك حصار غزة جزئيا، وجعل هدف تدمير حماس مقابلا لإعمار غزة، ومقايضة الإنساني بالسياسي في القصة الفلسطينية كلها، وتصوير الفلسطينيين كأنهم جماعة بشرية سيئة الحظ، وأن رفع ‘إرهاب’ حماس عنها ربما يفك النحس، ويجعل الفلسطينيين جماعة وديعة تحترف مد الأيدي لا رفع السلاح، وبصورة تضمن حراسة أمن إسرائيل، وحمل سلطة عباس على (أوناش) الإعمار، وبعد أن فشلت خطة إعادتها لغزة فوق الدبابات الإسرائيلية . وتبدو حركة حماس السياسية واعية لما يجري كله، فهي لا تبدو متعجلة في التوصل إلى تهدئة مستديمة مع إسرائيل، ولا في المصالحة مع عباس، ومع ترك ملف إعمار غزة معلقا إلى حين التوصل إلى صيغة لا تنتقص من نفوذ حماس السياسي، ولا تجور على حق المقاومة بالسلاح مع توافر ضروراته . في ملف التهدئة في ملف التهدئة، تدرك حماس عواقب التهدئات التي كانت طرفا فيها، فالتهدئة تتيح أجواء أفضل لحماس في دعم قوتها العسكرية، لكنها لم تضف لحماس جاذبية سياسية مغرية، لم تضمن فك الحصار، ولا الفتح الدائم للمعابر، ولا التحسن المطرد في مستوى ونوعية حياة الفلسطينيين في غزة، وفي سنوات الحصار بدت مفارقة الضفة وغزة ظاهرة، فنوعية الحياة صارت أفضل وأكثر استقرارا في الضفة رغم بقاءها تحت الاحتلال الإسرائيلي المباشر، وكان ذلك مقصودا لحمل الفلسطينيين أكثر على ترك خيار المقاومة، وبضخ المعونات للضفة مقابل حرمان غزة، ورغم أن غزة تبدو أحوج للعون بكثافتها السكانية المرعبة، وبضيق مواردها، فوق أعباء الحصار الثقيل، وربما كانت الحرب التي كانت سببا في معاناة إضافية لغزة جاوزت حد المأساة، ربما كانت الحرب هي المفتاح لفك حصارها وضوائقها المعيشية، وبشرط أن تحسن حماس استثمار نتائج الحرب، وأن تحاذر في عقد اتفاقات تهدئة قد لا تكفل الفك الدائم للحصار، وتبدو حماس ـ في تحركها السياسي ـ كأنها تحاول الاحتفاظ بقدر من التوازن الحرج، الاحتفاظ بخيار المقاومة مفتوحا، والتقليل إلى أدنى حد من آثار الحصار والدمار في الوقت نفسه، وهو ما يعنى أنه لا فرصة لتهدئة كاملة ولا لفك حصار شامل في وقت قريب، فالتهدئة الكاملة قد تضعف صورة حماس، وإن لم تضعف تكوينها الذاتي، وقد تضيف لظنون خصومها بأنها تحاول الاستئثار بغزة، وبناء دولتها الخاصة هناك، واختصار قضية الشعب الفلسطيني في غزة وحدها، وتكريس الانفصال السياسي عن الضفة، ثم أن التهدئة الكاملة لا تبدو مريحة لإسرائيل أيضا، خاصة مع صعود اليمين الأكثر تشددا في الانتخابات الإسرائيلية الوشيكة، ورغبة إسرائيل في الانتقام مجددا من حماس، والمحصلة أن نتائج المفاوضات والوساطات الجارية قد تصل إلى منطقة وسطى، قد تصل إلى نوع من ‘التهدئة المثقوبة’، والتي تحفظ لكل طرف حق الرد المسلح على أي خروقات لوقف إطلاق نار يبدو هشا، وقد شهدت الأيام الماضية غارات واشتباكات متقطعة، وهو ما يرجع استمراره حتى لو جرى إعلان التوصل لتهدئة، وسواء جرى الاتفاق على تهدئة لعام كما ترغب حماس، أو لعام ونصف كما تريد إسرائيل، أي أننا قد نكون بصدد مزيج من الهدوء والتوتر قابل للسيطرة عليه إلى حين، ودون حصانة كاملة مانعة من الانزلاق لحافة الخطر مجددا، والعودة إلى ملاعب النار المفتوحة . في ملف المصالحة وفي ملف المصالحة، لا تبدو حماس راغبة في العودة إلى مواضعات ما قبل الحرب، فقد أضافت الحرب رصيدا عربيا وفلسطينيا هائلا لحماس، أضافت لها رصيدا شعبيا يصعب أن تفرط فيه، وأن تعود إلى صيغ جرى تجريبها من قبل، وفشلت جميعا، فالطرف المصري الوسيط لا يبدو محايدا بين حماس وعباس، فوق أن شرعية ‘حماس’ الانتخابية تبدو ممتدة في الزمن، بينما انقضت مدة شرعية عباس، وهو ما يجعل العودة لصيغ اتفاقات سابقة غير مرغوب فيها، فوق أن هذه الاتفاقات لم تصمد في التطبيق، فلم تعد صيغة اتفاق مكة ولا اتفاقات القاهرة صالحة، ويصعب تصور أن تترك حماس ـ كما فعلت من قبل ـ ملف المفاوضات لجماعة عباس، فهي ـ أي حماس ـ تبدو أقرب لقاعدة أن الذي قاوم هو الأحق بالتفاوض، كما يصعب تصور أن تقبل بتشكيل حكومة ـ أيا كان اسمها ـ لا يكون نفوذها فيها هو الأرجح، فقد فازت حماس في الانتخابات من قبل، وفازت في الحرب من بعد، ولديها أوراقها المؤثرة من نوع احتجاز شليط، بينما تبدو يد عباس فارغة، فوق أن حماس كسبت لنفسها عطفا إقليميا أكبر بإدخال تركيا في مفاوضات الظل، وبعلاقتها الوثيقة مع إيران التي بدأت إدارة أوباما الأمريكية حوارا معها، وهو ما يجعلها أقل ميلا لتعجل المصالحة مع عباس، وتميل أكثر إلى وضع شروط تعجيز لعباس، ومن نوع التأكيد على أولوية خيار المقاومة، ووقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وهو ما يعني ـ في المحصلة ـ أن المصالحة تبدو معلقة أو مؤجلة، فعوائد ابتعاد حماس عن عباس تبدو أكبر من فوائد المصالحة معه، ويبدو الوضع كله مرشحا لانفجار بأصوات تعلو على ضجيج الحوار . بالجملة وبالجملة، لا تبدو الفرص ناضجة لاتفاق يدوم، فالإدارة الأمريكية الجديدة تجرب حظها، وبعثت جورج ميتشيل ـ مبعوثها الخاص ـ لجولة استطلاع، وإقتراح حلول، ولاتبدو التوقعات كبيرة، فواشنطن تحرص على إدارة الأزمة، وليس طرح حلول لها قد تصطدم برغبات إسرائيل، وواشنطن تحرص على تبريد مؤقت لدواعي الاشتعال في المنطقة، وبعد أن ثبت لها عجز معسكرها العربي، وعجز الجيش الإسرائيلي أيضا، وانتهاء التحالف النظامي العربي مع إسرائيل إلى هزيمتين ثقيلتين، الأولى في حرب لبنان صيف 2006، والثانية في حرب ما قبل تنصيب أوباما في غزة، وكلها ظروف قد تضيف لقوة حماس السياسية، وتجعلها أميل لطلب السلامة في التمهل، والابتعاد عن ندامة التعجل. كاتب مصري (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 فيفري  2009)  

غزة وخطاب الملحمية القرآنية لبني إسرائيل
 
محمد طاهر علواني    كان اليهود يتوقعون أن يسيطروا على العالم كثيرا ما كان يسألني بعض البسطاء الأذكياء: لماذا أكثر القرآن الكريم من ذكر تفاصيل تتعلق بشعب بني إسرائيل؟ حتى إن أحدهم قال لي مرة: إنني ألاحظ أن القرآن الكريم لكثرة ما ذكره عن بني إسرائيل كأنهم الموضوع الأكثر أهمية منا.. فما ذكر عنا يكاد يكون أقل مما ذكر عنهم. وفي الخطاب القرآني نجد أن الله سبحانه وتعالى أكثر من ذكر إبليس في مقابلة آدم والحالة العائلية؛ لأن التقابل كان بين الظاهرة الآدمية والظاهرة الشيطانية، وأكثر من ذكر بني إسرائيل في مقابلة الأمة المسلمة؛ لأنهم الظاهرة المقابلة لهذه الأمة الموازية للظاهرة الشيطانية. إن عظمة القرآن المجيد التي تبهر باحثا مثلي لا تبدو فقط في أوجه إعجازه، ولا فيما يتيحه « الخطاب القرآني » لمتدبره من طاقات وقدرات على التفسير والتأويل للقضايا التي ألِف الناس وصفها « بالقضايا الدينية » و »الغيبية ». بل هي تظهر عندي فيما ينطوي عليه خطابه المكنون من طاقات متنوعة، بعض تلك الطاقات القدرة التي يمنحها خطابه من يحسن « التدبر » في آياته، فكلماته الثابتة التي « لا مبدل لها »، والتي تمت « صدقا وعدلا » تقدم للإنسان أنواعا متعددة لا تحصى من « أشكال الفهم والوعي، وتستجيب لتحديات الأزمنة والأمكنة، في ظل مختلف السقوف العقلية والحضارية والثقافية. تساؤلات قرآنية إن القرآن المجيد ينفذ إلى صميم أوضاعنا الراهنة « بمنهجه ومعناه » الذي كان قبل مكنونا، ونستطيع بتدبر القرآن المجيد تدبرا سليما أن ننفذ إليه، ونثيره بمساءلات ملحة، ونستنطقه ليجيب بكشف شيء من مكنونه يكون مناسبا لأوضاعنا الراهنة. وتساؤلاتنا: ما موقعنا نحن العرب (والمسلمون من ورائنا) في الحركة والتاريخ اليوم؟ وما موقعنا في الماضي وفي الحاضر؟ وما موقعنا في المستقبل؟ وما موقعنا في عالمنا الخاص وفي العالم الذي نشارك الآخرين فيه؟ وفي الكون؟ ما موقف العربي من نفسه، ومن صراعه ضد إسرائيل، ومن تطورات هذا الصراع في الحاضر والمستقبل؟ لماذا اختارت قيادات الصهيونية وحلفاؤها الأوروبيون فلسطين وطنا قوميا لليهود، لا أوغندا ولا غيرها من بقاع الأرض؟ ومن المهم أيضا ألا يتوهم أحد أننا بصدد تأويل نصوص القرآن تأويلا عصريا مفتعلا؛ لنسقط ذلك التأويل على أحداث اليوم، فليس من مقصودنا ولا نقره فضلا عن أن نتبناه. قصة أمتين الأمتان العربية بعمقها وامتدادها الإسلامي، والإسرائيلية بعمقها ونفوذها العالمي صارتا مرة أخرى في مواجهة مغايرة لسائر المواجهات التاريخية، وذلك لدفع العرب والمسلمين بالتحدي الإسرائيلي إلى أحضان الآيات التي انسلخوا منها من جديد: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } (الأعراف : 175 – 176). وليخرج العرب والمسلمون من بطن الحوت الذي صاروا فيه بعد أن هجروا قرآنهم، وتخلوا عن رسالة ربهم، وتجاهلوا ملة أبيهم، وتخلوا عن التأسي بنبيهم. {وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ * فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ * فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ * فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء وَهُوَ سَقِيمٌ * وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ * وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِئَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ * فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ} (الصافات : 139 – 148). وقد نهى نبينا – عليه وعلى يونس الصلاة والسلام – أن يكون مثله: {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ * لَوْلَا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاء وَهُوَ مَذْمُومٌ * فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ } (القلم : 48 – 50). في عمق التاريخ وبجوار قراءتنا للنص القرآني نقترب من مفردات التاريخ، لا سيما عندما قرر اليهود التجمع في الحجاز، في المدينة المنورة بصفة خاصة التي كانت تعرف بـ »يثرب » ومكة المكرمة والقرى الواقعة بينهما، كان ذلك قبل سبعة قرون من بعثة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – يعني بعد الهدم الثاني للهيكل الذي حدث سنة (75 قبل الميلاد)، وذلك لوجود بشائر بقرب ظهور النبي الخاتم في التوراة. والبشائر حددت مكان ظهوره، ومهجره، وأنه من ذرية إبراهيم، فكانوا يطمعون أن يكون منهم، و »فقههم البقري » و »حملهم الحماري للتوراة » جعلهم يرجحون أن هذا النبي الخاتم يمكن أن يكون منهم لو سكنوا أماكن ظهوره ومهجره، والتي هي جزء من « منطقة التجوال الإبراهيمي ». فاستوطنوا الحجاز، وصاروا يستفتحون على الذين كفروا والمشركين العرب، ويهددونهم بأنهم ينتظرون النبي الخاتم ليقودهم – كما قادهم موسى – ويحررهم، ويجعل منهم أسيادا لسائر الشعوب الأخرى، وكانت طائفة منهم قد سبقت إلى اليمن واستوطنتها، وتهود بتأثيرهم بعض العناصر المحلية ليتسع نفوذهم، ويكثر عددهم. مذبحة ضد النصارى وقد استطاعوا أن يحولوا دون انتشار النصرانية في اليمن والجزيرة، وكانوا وراء إبادة من تنصروا في قصة « أصحاب الأخدود » التي سجلها القرآن الكريم في سورة « البروج » {َالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ * وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ * قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ} (البروج : 1 – 5)، واتل السورة كاملة وتأمل فيها، والذين أفلتوا من تلك المحرقة استقروا في نجران وما حولها، وصاروا يعرفون بـ »نصارى نجران ». كان اليهود في شبه الجزيرة العربية ذوي وجود منتشر وفاعل في التجارة والزراعة والربا وصناعة الأسلحة، وقد امتزجوا مع القبائل العربية، وتحالفوا مع الكثير منها، وأصهروا إليها، وحمل مواليدهم أسماء عربية، ولولا تجمعاتهم التي كانوا يحرصون على الانحياز إليها « الجيتو » والتميز فيها لانصهروا في البيئة العربية، لكنهم فضلوا المحافظة على تجمعاتهم الخاصة فعاشوا بين العرب متصلين ومنفصلين في الوقت ذاته، وفي العقود القليلة التي سبقت بعثة رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – كان نفوذهم ظاهرا، وكانوا يمثلون إضافة إلى ما ذكرنا مستشارين لزعماء القبائل، وممولين لبعضهم وباعة سلاح في الحروب بين القبائل. على مشارف البعثة كان العالم عندما أظل زمان بعثة النبي الخاتم – صلى الله عليه وآله وسلم – تتقاسمه قوتان عظميان، فارس وكانت على المجوسية، والروم وكانوا على النصرانية. والعرب على أطراف شبه الجزيرة العربية وبعض أقطارها الداخلية منقسمون، فالمناذرة منهم تحت سلطان فارس، متعاونين معها، يعملون للتاج الكسروي. والغساسنة منهم يعملون للروم تحت سلطان العرش القيصري. وكان اليهود يتوقعون أن يسيطروا على ذلك العالم، وينهوا سلطان قوتيه العظيمتين إذا ما جاء « المشايا » والنبي الخاتم منهم، وهو الذي أسقطوا عليه صفات « المشايا » المنتظر. ولما جاء النبي المنتظر، النبي الخاتم والأخير من ولد إسماعيل لا من ولد إسحاق أو يعقوب – كما كانوا يتمنون – قامت قيامتهم، وتغير كل شيء فيهم، وتنكروا لبشائر أنبيائهم التي وصفت لهم رسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – وصفا دقيقا حتى صاروا « يعرفونه كما يعرفون أبناءهم »، فكابروا واستكبروا ولجوا في طغيانهم وكبريائهم، ولم يكفهم رفض الإيمان به وعدم تصديقه، بل قرروا محاربته، والانضمام إلى صفوف المشركين في محاربته. لأن توقعهم كان قد ارتبط بتجربتهم، فكانوا يتوقعون أن ما يأتي به الرسول الخاتم لا ينبغي أن يخرج قيد شعرة عن اليهودية وتعاليمها. التجربة اليهودية الإيمانية والتجربة اليهودية تجربة إيمانية حسية، وعلاقتها بالغيب الإلهي علاقة مباشرة ومحسوسة؛ فموسى يوحي الله تعالى إليه بكلام مسموع، أي صوت مسموع، ويخاطب من شجرة ملتهبة يراها ويسمع الصوت، وترافقه المعجزات الحسية في صالح قومه وفي التعامل معهم من شق البحر، إلى تشقق الصخر بضربه بعصاه ليتفجر منه الماء، وتظليلهم بالغمام لحمايتهم من حرارة الشمس، وإنزال المن والسلوى عليهم طعاما جاهزا، إلى منحهم الأرض المقدسة موطنا لهم بديلا عن مصر التي استعبدوا واستذلوا فيها. وحصر الخطاب الإلهي فيهم، وكذلك تسليط آيات حسية على أعدائهم من الطوفان و « الجراد والقمل والدم والضفادع والقحط آيات حسية مفصلات »، وتأتي التوراة بعهد وقانون ووصايا عشر، وتكون الحاكمية المطلقة على هذا الشعب لله، فلا اجتهاد ولا تصرف بشري ولا استخلاف، بل كلما مات نبي أو قتل خلفه نبي آخر لينقل تعليمات الله المباشرة إلى شعب إسرائيل، وينقل طلبات الشعب إليه جل شأنه، فهي منظومة حسية تهيمن عليها « الإرادة الإلهية » بشكل ظاهر. نسخ الخطاب الحصري لليهود والشريعة التي شرعت لهم شريعة إصر وأغلال حسية غليظة في مقابل معجزات حسية خارقة أحاطت بحياتهم كلها، وتجربة إيمانية حسية كذلك، « فالحس أمر أساسي لهذا الشعب »، ولذلك وصفهم السيد المسيح – عليه السلام – « بغلاظ الأكباد »، أما الرسالة المحمدية فقد نسخت « المنظومة الحسية »، وأبطلت بذلك « التجربة الحسية اليهودية »، وقدمت البدائل الملائمة عنها. نسخ الخطاب القومي الحصري الخاص ببني إسرائيل بخطاب عالمي:  {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِـي وَيُمِيتُ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } (الأعراف : 158). ونسخت الحاكمية الإلهية بحاكمية الاستخلاف القائمة على « حاكمية الكتاب » بقراءة وفهم وتدبر بشريين، ونسخت « شريعة الإصر والأغلال بشريعة التخفيف والرحمة، وحلت الأرض المحرمة محل الأرض المقدسة في احتضان الرسالة الخاتمة، وانطلاقها منها. وبنو إسرائيل الذين تكونوا في مصر الفرعونية، وبعث فيهم رسول الله موسى –عليه السلام – لينقذهم من ذل العبودية، وليجاوز بهم البحر بمعجزة خارقة، ويقودهم للاستقرار في الأرض المقدسة فيقيموا « النموذج الذي يبرز الفروق الهائلة بين العبودية للعبيد، والعبودية لله تعالى »، أصيبت تجربتهم بإخفاقات هائلة انتهت بالفشل التام، واستبدلت بهم أمتنا التي أورثت الكتاب {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ } (فاطر : 32)، ومرت هذه الأمة بأدوار وأطوار اتفقت في بعض الأحيان مع بعض أطوار « التجربة الإسرائيلية »، واختلفت في أحيان أخرى، ولكنها انتهت إلى حالة التشرذم والتفسخ الحالية. نصوص وتاريخ في الحالة الراهنة يشبه العرب إلى حد كبير آخر خلفاء بني العباس الذي بلغ تهديد التتار للأمة المسلمة في عهده غايته، وكلما أبلغوه باحتلال التتار لإقليم من أقاليم الدولة قال: « بغداد تكفيني ولا يستكثرونها علي إن أنا تركت لهم الأطراف »، وظل في ذلك الخيال المريض؛ لأنه لم يكن يعرف عدوه على حقيقته حتى دخل التتار بغداد ودخلوا قصره، ثم قتلوا أبناءه وحريمه أمام ناظريه ثم سملوا عينيه، واستولوا على ذهبه ونفائسه وتركوه يموت صبرا ». إن إسرائيل قد تآمرت على فلسطين طويلا إلى أن تسلمتها من يد الاحتلال البريطاني، على طريقة « وهب من لا يملك لمن لا يستحق »، وظنت أنها قد تخلصت من ورثة شعب « الجبارين – الكنعانيين »، وأرادت أن تقضي بعدهم على الشعبين المصري والعراقي، فمصر أرض عبوديتهم وذلهم، أخرجوا منها بإرادة إلهية منحتهم كثيرا من الخوارق لتحميهم من فرعون وجنده. والعراق موطن سبيهم وبلد « نبوخذ نصر »، وهذا الذي نقوله ليس تحليلا أو خيالا، فاقرأ معي هذه النصوص من توراتهم لتدرك أهمية وخطورة ما نقول.. في سفر أشعياء الإصحاح التاسع عشر: « … هو ذا الرب راكب على سحابة سريعة، وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه، ويذوب قلب مصر داخلها. وأهيج مصريين على مصريين فيحاربون كل واحد أخاه، وكل واحد صاحبه، مدينة مدينة، ومملكة مملكة، وتهراق روح مصر داخلها وأفني مشورتها، فيسألون الأوثان والعازفين وأصحاب التوابع والعرافين، وأغلق على المصريين في يد مولى قاس فيسلط عليهم ملك عزيز يقول السيد رب الجنود، وتنشف المياه من البحر، ويجف النهر وييبس، وتنتن الأنهار وتضعف، وتجف سواقي مصر، ويتلف القصب والأسل والرياض على النيل على حافة النيل يئنون، وكل الذين يلقون شصا (حديدة السنارة) في النيل ينوحون، ويخزى الذين يعملون الكتان الممشط، والذين يحيكون الأنسجة البيضاء، وتكون عمدها مسحوقة وكل العاملين بالأجرة مكتئبي النفس… »، في ذلك اليوم تكون مصر كالنساء فترتعد وترجف من هزة يدرب الجنود التي يهزها عليها. وفي الإصحاح الثالث عشر من سفر أشعياء نبوءة باجتماع الجيوش على بابل.. نبوءة بخراب بابل خرابا تاما.. « وبابل عنوان للعراق في أسفارهم ». « … كل من وجد يُطحن، وكل من انحاش يسقط بالسيف، وتحطم أطفالهم أمام عيونهم، وتنهب بيوتهم، وتفضح نساؤهم بأيد شبان لا يرحمون ثمرة البطن، ولا تشفق عيونهم على الأولاد ». وفي الإصحاح الرابع عشر من السفر نفسه في بابل وأهلها أيضا (العراق): « … هيئوا لبنيه قتلا بإثم آبائهم، فلا يقوموا، ولا يرثوا الأرض، ولا يملئوا وجه العالم مدنا، فأقوم عليهم بقول رب الجنود وأقطع من بابل اسما وبقية ونسلا وذرية يقول الرب، وأجعلها ميراثا للقنفذ وآجام مياه وأكنسها بمكنسة الهلاك يقول رب الجنود ». وأما عن فلسطين فتقول التوراة في الإصحاح (29) من سفر أشعياء: « لا تفرحي يا جميع فلسطين.. اصرخي أيتها المدينة فقد ذاب جميعك يا فلسطين؛ لأنه من الشمال يأتي دخان وليس شاذا في جيوشه ». وفي الإصحاح السابع عشر من سفر أشعياء، نبوءة على دمشق / وحي من وجهة دمشق: « … هو ذا دمشق تزال من بين المدن وتكون رجمة ردم ». وفعلا تمكنوا من القضاء على العراق، ونهبوا تاريخه ومتاحفه وذاكرته التاريخية ولم يشفوا غليلهم منه، وهم بذلك يرون أنهم يحققون بما يصنعون من تدمير نبوءات توراتية.  أما مصر فليكن تآمرهم عليها مباركا، فينبغي أن يكون التدمير تدريجيا بنشر الأمراض، وتلويث البيئة، والأسمدة المسرطنة، ففي الماضي حين كان موسى وهارون يجاهدان لإخراجهم من مصر أرسل على المصريين أنواعا من العذاب: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ فَاسْتَكْبَرُواْ وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ } (الأعراف:133). وقد استغرب العالم قسوة يهود على أعدائهم في مجازر دير ياسين وجنين وكفر قاسم وقبيه وصبرا وشاتيلا وبحر البقر، ومعاملاتهم لأسرى حرب (1967 م)، لكن علم النفس يؤكد أن المرضى الذين يعانون من عقدة الاضطهاد يحبون عند تمكنهم أن يتقمصوا أدوار جلاديهم، فيفتكون بأعدائهم بما هو أشد قسوة من قسوة جلاديهم عليهم، لكن جلاديهم أمثال هتلر لم يسوغوا قسوتهم على يهود بمسوغات دينية. أما هم فقد استندوا إلى أسفار التوراة، خاصة السفر المضاف من قبل عزرا، ففي سفر التثنية/ الإصحاح 20/ العبادة 10 وما بعدها: « حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها إلى الصلح، فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك، وإن لم تسالمك، بل عملت معك حربا فحاصرها، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة، كل غنيمتها، فتغنمها لنفسك وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك. هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من صدق الأمم هنا.. وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما، بل تحرمها تحريما الحثيين والأموريين والكنعانيين والقرزيين والحويين واليبوسيين كما أمرك الرب إلهك لكي لا يعلموكم أن تعلموا أن حسب جميع أرجاسهم التي عملوا لآلهتهم فتخطئوا إلى الرب إلهكم ». انكماش عن تدبر القرآن وقد انكمش دور القرآن في حياتنا انكماشا شديدا، كما انكمش دور التوراة في حياة بني إسرائيل، بحيث وصفهم الله تعالى بقوله: {مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } (الجمعة:5). وحينما تحمل الأمم – التي تصطفى إلهيا لتلقي كتبه ورسالاته – كتبها ورسالات ربها بتلك الطريقة تكون مثل ذلك الذي أمر الله رسوله – صلى الله عليه وآله وسلم – أن يضربه للبشرية مثلا يتلوه كتاب الله عليهم: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ * وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَـكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث ذَّلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ * سَاء مَثَلاً الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَأَنفُسَهُمْ كَانُواْ يَظْلِمُونَ } (الأعراف:175-177). لكن حكمة الله ورحمته بعدم إخضاع هذه الأمة « لسنة الاستبدال »، بل إخضاعها « لسنة البعث والتجديد » بحفظ القرآن وبقائه فيها، أبقت في داخل أمتنا وضمن خصائصها إمكانيات « الانبعاث والتجدد » مرة أخرى ضمن آفاق جديدة، وطاقات متجددة؛ وذلك بناء على « ختم النبوة » بمحمد – صلى الله عليه وآله وسلم – الذي يقتضي أن تتواصل رسالته ولا تنقطع؛ لأنها خاتمة الرسالات؛ ولأنها عالمية؛ ولأن حفظ القرآن وعصمته، وحفظه من أن يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه، يقتضي إطلاقيته في الزمان والمكان وعمومه وشموله. فمقومات الوجود والبقاء والتجدد ستبقى متوافرة في هذه الأمة إلى يوم الدين، فالعربي والمسلم سائران رغما عن سائر الظروف المحيطة بهما نحو عمليات تحول خطيرة تأخذ بأيديهما نحو « فهم منهجي للقرآن المجيد » بدأت إرهاصاته. والذي ينبه القرآن الكريم إليه أن التجمع اليهودي في أرض فلسطين وإقامة « دولة يهود » فيها، فيه فعل إلهي يتجاوز ما ذكروا، ثم جهد بشري مؤيد بحركة تاريخ قائمة على « سنة التداول » بين الأمتين الإسلامية (العربية) و »الصهيونية اليهودية » في هذه المنطقة. التنادي لأول الحشر إن تنادي اليهود منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى ما يقرب من نهاية النصف الأول من القرن العشرين وإعلان « الدولة العبرية » يمكن أن تلحظ في ذلك كله الأبعاد الثلاثة التالية: فعل الغيب في الواقع، ثم فعل الإنسان ثم استجابة الواقع أو اللحظة التاريخية بقوله تعالى: {وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً } (الإسراء:104). وحين نربط بين آيات سورة الحشر وآيات سورة الإسراء تتضح الصورة الكاملة لحركة التاريخ بهذا الشعب: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ * وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ } (الحشر:2-3). وآيات سورة الإسراء التي لابد من تدبرها، وهي قوله تعالى: { وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً * فَإِذَا جَاء وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَا أُوْلِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً * ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً * إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لِأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً * عَسَى رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً * إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً} (الإسراء: 4-9). دون تجاوز لآيات سورة البقرة من (39-141) وسورة الأعراف وسورة الشعراء والقصص والجمعة، حين نقرأ ذلك كله تبرز حالة التقابل بيننا وبينهم. التقابل بين أمتين هذا التقابل بين الأمتين العربية المسلمة، واليهودية الصهيونية في هذه المنطقة بالذات منطقة « التجوال الإبراهيمي » التي هي منطقة الوسط من العالم الذي ضم ما بين المحيطين الأطلسي غربا والهادي شرقا، يدل على أن الله – جل شأنه – ما خلق السموات والأرض إلا بالحق وأجل مسمى، وهذا الحق لا يبرز في إطار غيب محض، بل لا بد من تدافع بشري يتمكن الإنسان به من أداء دوره الاستخلافي، فكانت دورات المراحل الدينية في التاريخ الإنساني كما ذكرها القرآن الكريم بدأت بدورة عائلية قامت على آدم وزوجه وبنيه، والتدافع كان بين هذه الأسرة والشيطان وجها لوجه. ثم دورة قامت على « ذرية من حمل الله مع نوح » انبثقت عنها دورة قومية أو قبلية كان التدافع فيها بين بني إسرائيل وفرعون وقومه انتهت بانتصار بني إسرائيل، فقد استقر أبناء يعقوب في مصر من عهد يوسف – عليه السلام – ولم يكن ذلك مصادفة، فقد كانت بداية ذلك بخارق للعادة قام على إنقاذ الصبي يوسف من الجب، وبيعه إلى عزيز مصر لا إلى غيره بتدبير إلهي، وتبنيه له. وكانت نهاية وجودهم بقيادة موسى الذي نجا من قانون تقتيل بني إسرائيل الذكور بأمر فرعون، ولكن التدبير الإلهي حفظ موسى ونقله من اليم الذي ألقي فيه إلى قصر فرعون وحجر زوجه ليعيش معززا مكرما كأمير من أمراء الأسرة الحاكمة، ثم جرى به التقدير والتدبير الإلهي ليصبح رسولا نبيا، وقائدا قوميا ينقذ قومه من بني إسرائيل من العبودية لفرعون بحماية إلهية تنقذه بشق البحر من فرعون وجنوده، وتغرق فرعون وجنده. ثم يدخلون الأرض المقدسة، ثم ينتصرون على جالوت وجنوده برمية من داود لجالوت، ثم يُسبون وينفون إلى بابل ثم يعودون بعد (75) عاما، ثم يتسلط عليهم الرومان ويهدمون الهيكل قبل ميلاد المسيح بـ(75) عاما، ثم ينتهون إلى الحجاز وشبه الجزيرة العربية ويستوطنون ما حول المدينة ويقيمون مستوطناتهم في الطريق ما بين مكة والمدينة مرورا بخيبر قبل بعثة محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – الذي كانوا يطمعون أن يكون منهم من ذرية إسحاق ويعقوب.  فلما كان من بني إسماعيل فقد ملأ الحسد والحقد والغضب قلوبهم على الله تعالى، ثم على رسوله الكريم الذي كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، فتنكروا له، وأنكروا ما جاء به، وظاهروا المشركين عليه، ولم تتوقف مؤامراتهم ضده، إلى أن أمره الله تعالى بنفيهم بعيدا عن المدينة وما حولها، فتم نفيهم خارج الحجاز لأول الحشر بتدبير وتقدير إلهي. وحافظوا خلال ثلاثة عشر قرنا على خصائصهم التكوينية التي خرجوا بها من مصر قبل آلاف السنين مع تفرقهم في سائر أقطار الأرض، وحُفظوا رغم الشتات وتسلط كثير من شعوب الأرض عليهم، ليستمروا إلى أجل هم بالغوه، إن بعض ما سلط عليهم كان كافيا لإضاعة شعوب، وإفناء أمم وتغيير هويات.  لكن الله أبقاهم رغم ذلك ليضعهم في مواجهة أمة حافظ الله على وجودها كذلك رغم كل محاولات القضاء عليهم، فالغزوات الصليبية والحروب والاجتياحات المغولية، ثم الحروب الصليبية الاستعمارية الحديثة، كل ذلك لم ينه وجود العرب والمسلمين؛ ليضع الله الأمتين وجها لوجه من جديد، أمتين متناقضتين ومتماثلتين: أمة حملت التوراة فلم تحملها إلا بطريقة حمارية، وأمة حملت القرآن، فحملته كما ينبغي في بادئ الأمر، ثم تغير حالها، فلم تعد تحمله إلا بذات الطريقة. أمة مُدْخلة وأمة مخرجة أمة حملت رسالة خاصة لتدخل الأرض المقدسة، وتقيم فيها النموذج الإلهي المطلوب ففشلت، وأمة أخرجت للناس من الحرم لتحمل للبشرية رسالة عالمية خاتمة ملائمة لسائر شعوب الأرض، قادرة على إدخال شعوب العالم كلها في السلم كافة، فلم تفعل وارتدت إلى العصبيات القبلية والإقليمية، وأمة ألفت الغرور والاستعلاء، وأكل الربا، والمغالطة في التسوية بين الحلال والحرام أحيانا والحق والباطل  { إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا } (البقرة:275). يقتلون الأنبياء والذين يأمرون بالقسط من الناس، يحرفون كلمات الله عن مواضعها إذا خالفت أهواءهم، أمة لا ترى أحدا من البشر غيرها أهلا لأي خير يتنزل عليهم  { لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ } (آل عمران:75) كذبة ملتوون منافقون غشاشون حقاد يجسدون كل أبعاد الشر والباطل في أساليبهم، يرون الأرض كلها والناس كافة مجرد وسائل وأدوات لهم أن يعتصروها ويأخذوا أي شيء مفيد ليختصوا به، فهم أبناء الله وأحباؤه. يرون الحرب والقتل والتدمير كفارة لهم عن خطاياهم، وأما الآخرون فلهم أن يبيدوهم إن شاءوا ليكونوا وقود النار وفداء لهم، ولا يمكن لنسقهم وصفاتهم أن تتقبل أفكار السلام إلا إذا كان استسلاما تاما لسلطانهم، فعلاقتهم مع الآخرين أيا كانوا هي علاقة نفي ونبذ وتضاد؛ ولذلك كانت مقومات وجودهم تقوم على أفكار الصراع ومبادئه ومنهجيته. وقد صادفت فترة قيام دولتهم في فلسطين فترة سيادة « منهجية الصراع والتنابذ والاستعلاء عالميا »، وهي المنهجية التي تقوم عليها الحضارة الغربية المعاصرة؛ ولذلك فإن إسرائيل قد استطاعت توظيف سيادة « منهجية الصراع » – التي هي منهجيتها التي تلتقي بها مع الغرب – فجعلتها جسرا لإقامة أقوى العلاقات مع العالم الغربي خاصة أمريكا وأوروبا، وبذلك أصبحت « أكثر نفيرا » وقادرة على التحرك في وسط عالم يفهمها ويتجاوب معها أكثر مما يفهم الأمة المقابلة لها التي تشكلت برسالة قامت دعائمها على قواعد « التوحيد والسلام والأمن والحق والهدى »، فأعطتها قدرات الانفتاح على العالم كله، والرغبة الحقيقية في عالم يسوده السلام؛ لأن الإسلام وإن كان غائبا عن حياة الكثيرين منا غرس فينا اليقين بأنه لن يؤتي ثماره ولن تورق أشجاره إلا في عالم يسوده الأمن والسلام والحرية. استحالة التعايش بين نسقين نقيضين والتوحيد الذي هو جوهر الإيمان ثمرته الأولى أن لا يتخذ البشر بعضهم بعضا أربابا من دون الله، وأن لا يستعلي بعضهم على بعض؛ ولذلك فإن من المستحيل أن يتعايش هذان النسقان المتناقضان المتنافيان في بقعة واحدة من الأرض وبينهما كل هذا التناقض. إن الذين يحاولون فهم « الوجود الإسرائيلي » من منطلقات وضعية بيننا هم أحوج ما يكونون إلى دراسة تاريخ الأمتين دراسة دقيقة، والوقوف عند محطات التناوب في تاريخنا وتاريخ بني إسرائيل، والتصديق على ذلك بالتأريخ القرآني للأمتين ليكونوا قادرين على التحليل الدقيق للمواقف. فالمعركة طويلة بيننا وبينهم حتى تصل إلى نهايتها، ونهايتها أن تكون الأرض المقدسة التي جيء ببني إسرائيل إليها لفيفا مقبرة كبرى لهم، يتوقف تاريخهم على شواهد قبورها إن حظيت تلك القبور بالشواهد، وتنتهي بأن تستأنف أمتنا علاقتها بالقرآن، وتحمله إلى العالم من جديد بعد طول توقف وانقطاع، وتسترد مع الخيرية الوسطية والشهادة؛ لينتهي ذلك الصراع الدائم الذي مثَّل ولا يزال يمثل جوهر علاقة الأمتين باعتبارهما نقيضتين. ستستمر « الدولة العبرية اليهودية » سائرة بمنهجية الصراع مستظهرة بقدراتها الاستنفارية وأموال الربا ووسائل الدس والتآمر، تؤججها نزعات الاستعلاء والاستكبار، والأجزاء المتفرقة المتشرذمة من الأمة الإسلامية تدفعها آمال السلام وتجنب الصدام حتى تكتشف الحقيقة، وتعي ذاتها، وتستيقظ من أحلامها على حقيقة دورها وحقيقة عدوها. إن المعارك المنتظرة بين العرب واليهود أكثر بكثير من المعارك التي مرت، ولعل أعنفها ستكون على « محور ما بين دمشق والمدينة المنورة التي إليها يأرز الإيمان »، والجسد العربي سوف يستمر في المرحلة الراهنة بالتمزق؛ لأن هذا التمزق لم يصل غايته بعد، وهي الغاية التي تحاول إسرائيل إيصال العرب إليها موظفة كل ما أحدثته عمليات التحديث القسرية التي فرضتها الأنظمة الدكتاتورية بالقوة، وفرضت معها « منطق الصراع ». و »المنهجية الصراعية » التي استوردتها من الحضارة الغربية، وهي المنهجية الصراعية » التي علمت العرب والمسلمين أفكار التصنيف التي أسقطها العربي المسلم على انقساماته التاريخية المذهبية والطائفية وانقساماته المعاصرة الحزبية، والحركية؛ ولذلك لم يعد إنساننا اليوم قادرا على أن يرى أرضية مشتركة بينه وبين أخيه، وإن رآها على المستوى النظري فإنه لا يجد في نفسه الدافع الكافي الذي يحركه للوقوف عليها إلى جانب من يدعي أنه أخوه. القرآن مخرجا إن الله بالغ أمره، والمخرج من هذه الدوامة لن يكون سوى القرآن المجيد، فهو الذي سيقود العربي والمسلم في هذه المعركة الشرسة الطويلة المفروضة عليه حتى يكتشف أن كل ما كان يمني نفسه به من عيش مرفه آمن مسالم في ظل ما استورده أو فرض عليه من حضارة الصراع لم يكن إلا سرابا خادعا، وأن عليه أن يكابد ويكد ويجتهد ليكتشف من داخل البنية القرآنية « المنهج البديل » لنفسه وللعالم على مستوى التحديات المعاصرة؛ ليتحقق السلم؛ ولتشرع أبوابه بمنهج القرآن لا بسواه: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ} (الرعد:14). إن حملة القرآن الذين سينقشع عنهم غبار المعارك ضد العالمية الوضعية « عالمية العجل الذهبي الذي له خوار » سوف لن تبحث عن معاني القرآن في كتب المفسرين والمئولين فتضيع بين تفسير آثاري، وتفسير إشاري، وثالث باطني ورابع بياني، بل سيتجهون إلى مكنون القرآن ذاته، بحثا عن « المنهج القرآني البديل » في بناء الأمم وإقامة الحضارات وكيفية « الجمع بين القراءتين » لمعرفة الخطوط المميزة بين فعل الغيب وفعل الإنسان واستجابة الطبيعة المسخرة وكيفية الإمساك بنواصي السنن والقوانين التي تقود عمليات التسخير وتحددها.  سيوجد آنذاك العلماء الذين لا يقتصرون على علم سطحي ظاهري  {يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ } (الروم:7)، فيملؤهم ذلك العلم الظاهري غرورا واستعلاء واستكبارا في الأرض ومكر السيئ؛ ليرفع أحدهم عقيرته بقوله: { إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي} (القصص:78)، بل ذلك العلم الذي كلما ازداد العالم فيه رسوخا ازداد لله خشية: { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء} (فاطر:28). مكنونات المنهج علم قرآني سوف يضيق الشقة بين مكنونات المنهج القرآني وعقلية الإنسان المعاصر الذي يعيش واقعا له مكوناته وشروطه الاجتماعية والفكرية والحضارية والثقافية، وسوف يرتقي ذلك النوع من العلم بالإنسان ليجعل منه كائنا كونيا؛ فقد كان الإنسان ذرة في هذا الكون الفسيح  {هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئاً مَّذْكُوراً * إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً } (الإنسان:1-2)، {وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً } (نوح:14)، {وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً } (نوح:17)، {خَلَقَ الْإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ } (الرحمن:14) فهو ابن الكون، تخلق أولا في رحم « البيئة الكونية »، ثم انتقل إلى أرحام الأمهات، وبالتالي فإنه مؤهل بنشأته تلك للالتزام « بالمنهج الكوني القرآني » وبذلك سوف يصل بالتدبر والتفكر الدائمين إلى مستوى الحكمة  { وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً } (البقرة:269). إن ما نقوله لن يعجب الوضعيين؛ لأنهم سيرون فيه اقتحاما دينيا أو غيبيا لاهوتيا لتخصصات كانوا يرونها مغلقة على « العلموية الوضعية المجردة ». وفي الوقت نفسه قد لا يريح أولئك الذين اتخذوا من الإسلام إطارا أيديولوجيا لتجمعات أقاموها لتكون أوعية ضيقة خاصة تستوعب الإسلام بطريقتها ومنهجيتها، وتطرحه بالشكل الذي تريد. فتكون هي المهيمنة عليه لا هو، وكل ما نتمناه للفريقين هو ما تمناه رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم – لقومه: « رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون »، سائلين العلي القدير أن يعلموا قبل فوات الأوان. مفكر وباحث إسلامي
(المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ  1 فيفري  2009)  


« عالم جديد » يتشكل مع أردوغان وشافيز والزيدي!

 

خالد البرديسي   فنزويلا تطرد سفير إسرائيل احتجاجا على محرقة غزة.. أردوغان ينتفض ضد بيريز وينسحب غاضبا من منتدى دافوس الاقتصادي.. الزيدي يلقي « بفردتي » حذائه في وجه بوش.. سلسلة من المواقف الرافضة لمجازر الاحتلال الإسرائيلي وللاحتلال الأمريكي بالمنطقة، وقعت خلال الشهرين الماضيين، وقوبلت باحتفاء شعبي عربي وإسلامي كبير، واعتبرها مفكرون عرب مؤشرات –حتى وإن كان بعضها ذا دلالات رمزية أو معنوية- على كسب قضايا الأمة « زخما إيجابيا » خاصة القضية الفلسطينية التي اكتسبت نوعا من « الانتصار السياسي الملموس »، وكذلك على تشكل « عالم جديد » يرفض الغطرسة والهيمنة والتجبر. ورأى هؤلاء في هذه المواقف « بوادر لعالم جديد يتشكل.. تجتمع فيه قوى إقليمية صاعدة مثل تركيا وفنزويلا على رفض الغطرسة الأمريكية والإسرائيلية، وهو ما من شأنه تشجيع الدول العربية على اتخاذ مواقف مماثلة ». طالع أيضاً: استقبال شعبي حاشد لأردوغان « المنتصر » بإستانبول الزيدي.. « بطل العرب » يثأر لصدام! ففي 29 يناير المنصرم، انتفض رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في جلسته حين صفق الحضور بمنتدى دافوس الاقتصادي لكلمة الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز، التي برر فيها العدوان الإسرائيلي قائلا: « عار عليكم أن تصفقوا على عملية أسفرت عن سقوط آلاف الأطفال والنساء على يد الجيش الإسرائيلي في غزة ». ووجه حديثه لبيريز: « عندما يتعلق الأمر بالقتل فأنتم أدرى الناس به »، قبل أن ينسحب من الجلسة اعتراضا على منعه من إكمال مداخلته، فيرتبك بيريز ويصفق الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وعدد من الحضور بحرارة مؤيدين موقف أردوغان. أما الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز فاستبق قراره بطرد السفير الإسرائيلي من بلاده الشهر الماضي ردا على محرقة غزة التي خلفت 1412 شهيدا و5450 جريحا نصفهم من النساء والأطفال، بقوله: « كم هو جبان الجيش الإسرائيلي، فهو يهاجم أناسا وهم نيام وأبرياء ».  وأضاف « ينبغي جر الرئيس الإسرائيلي إلى محكمة دولية ومعه الرئيس الأمريكي (السابق جورج بوش)، لو كان لهذا العالم ضمير حي، ولذا فإننا قد قررنا أن السفير الإسرائيلي شخص غير مرغوب بوجوده على الأراضي الفنزويلية ». وفي سياق متصل سبق العدوان الإسرائيلي الذي استمر 22 يوما متواصلة على قطاع غزة حدث ثالث بارز ضد رمز احتلالي آخر في المنطقة العربية، إذ ألقى الصحفي العراقي منتظر الزيدي حذاءه في وجه بوش أثناء مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في ديسمبر 2008، تعبيرا عن حنقه على إدارة بوش التي قادت احتلال العراق عام 2003، متسببة في زعزعة استقراره، وملقية به في هوة من العنف الطائفي. « ظاهرة جديدة » عبد الإله بن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي علق على هذه المواقف بقوله « إن الدعم الذي لاحظناه أثناء العدوان على غزة وبعده للقضية الفلسطينية، سواء من تشافيز أو أردوغان، أو الاحتجاجات التي عمت أرجاء العالم، لا يمكن إدراجه في إطار الانتصارات المعنوية بقدر ما هي مؤشرات على أن أطرافا داخل الأمة الإسلامية مثل تركيا، وأطرافا في الفضاء العالمي بدأت تبدي زخما إيجابيا حول قضية فلسطين كانت تحتاجه منذ عقود ». وأضاف بن كيران أن: « أردوغان على سبيل المثال، وهو يقود دولة حليفة للولايات المتحدة، ولها مصالح مع إسرائيل، ويطرق باب أوروبا للانضمام للاتحاد الأوروبي، أجبره الصلف والعدوانية الإسرائيلية والتواطؤ الأمريكي ضد الشعب الفلسطيني على أن يصرخ انتصارا لغزة.. هذا مشهد جديد على الساحة الدولية يجب التوقف أمامه ». وأكد أن « السياسات الإسرائيلية ستدفع العديد من الدول التي تربطها مصالح مع الولايات المتحدة وإسرائيل للتخلي عن صبرها نتيجة تجاهل الحقوق الفلسطينية والعربية عامة، وهذا سيساعد العديد من الدول العربية لأن تبدي ممانعة أكثر للسياسات الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة حتى من داخل ما يسمى بمحور الاعتدال العربي ». وأشار الأمين العام لحزب العدالة والتنمية المغربي إلى « أننا أمام ظاهرة جديدة، وهي تحرك الحكام لنصرة فلسطين، رغم الضغوطات الكبيرة التي يتعرضون لها من قبل الولايات المتحدة وبعض الأطراف الأوروبية، لكنني أقول إنه بعد مواقف أردوغان وتشافيز لم يعد بمقدور الأمة بشعوبها وحكامها أن تصمت عن الجرائم التي كان يتم تمريرها بحق شعوبنا في الماضي ». « عالم جديد » متفقا مع بن كيران رأى الدكتور إبراهيم بيومي غانم رئيس قسم الرأي العام بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية في مصر، أن انسحاب أردوغان من دافوس « نقطة تحول فاصلة في تاريخ العلاقات الدولية ». وأوضح بقوله: « لقد هدم أردوغان الصورة الذهنية لإسرائيل التي لا تُقهر سياسيا بعد أن رفض قبول الإهانة، بل وكال الصاع صاعين ». وتابع: « إن المتأمل لمواقف أردوغان ومن قبله تشافيز من القضية الفلسطينية يرى أن هناك عالما جديدا يتشكل على أساس وجود وجهات نظر متعددة، تسهم فيه قوى إقليمية كبرى صاعدة مثل تركيا وفنزويلا والهند، تجتمع على موقف موحد في رفض الغطرسة الغربية والصهيونية ». وشدد على أن هذه الملامح التي تتشكل « تفرض على كل القوى والأنظمة العربية أن تعيد حساباتها برؤية إستراتيجية مختلفة عما درجت عليه سابقا؛ لأنه بالفعل عصر الانتصارات المتوالية عسكريا وسياسيا لإسرائيل قد ولّى ». رد الجميل لتركيا في السياق ذاته رأى المفكر القومي العربي خير الدين حسيب رئيس مركز دراسات الوحدة العربية في لبنان أن « هذه المواقف النبيلة أعطت للقضية الفلسطينية حضورا على المستوى الإعلامي العالمي كانت تفتقده منذ سنوات، لقد أعادوا تركيز الأضواء على القضية وعدالتها بعد أن كاد العالم ينساها ». وأكد أن « بلدانا مثل تركيا وفنزويلا تنتصر للشعب الفلسطيني، وتغامر بعلاقات ومصالح مع الولايات المتحدة والغرب، وهذا أمر يدعو الأطراف العربية لأن تكون أكثر شجاعة، خاصة أن دولة مثل تركيا تحديدا ستتعرض جراء موقفها الداعم بلا أدنى خوف ولا مواربة للقضية الفلسطينية، لضغوطات اقتصادية وسياسية كبيرة، وهنا يجيء دور العرب لرد الجميل ». وأوضح حسيب بقوله: « أدعو الدول العربية مجتمعة لأن تزيد من حجم تبادلها التجاري مع تركيا، وأن تفتح أسواقها لمنتجاتها، وأن تقدم التسهيلات لمستثمريها، وأن يستثمر رجال الأعمال العرب في تركيا ». محرر بنطاق الأخبار والتحليلات في شبكة إسلام أون لاين.نت.
(المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ  1 فيفري  2009)  


هاآرتس: إسرائيل تتحرك سرًّا لتصفية أردوغان سياسيًّا

 

أحمد البهنسي   أردوغان يغادر القاعة وبيريز جالسا تحريض الجيش التركي، أحد قلاع العلمانية، ضد نهج أردوغان.. تخويف العواصم الأوروبية من هذا النهج؛ بما يهدد فرص انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي.. العمل على إقناع الولايات المتحدة بالاعتراف بارتكاب الأتراك « إبادة جماعية » بحق الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى… تلك أبرز الملفات التي بدأت إسرائيل ومنظمات يهودية في الخارج العمل عليها سرا بغية تصفية رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سياسيا، عقب الملاسنة الكلامية بينه وبين الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بحسب ما كشفته صحيفة « هاآرتس » الإسرائيلية اليوم الأحد. وأوضحت الصحيفة أن وزارة الخارجية الإسرائيلية تلقت تقارير سرية من سفاراتها بالعواصم الأوروبية تفيد بأنها ستعمل على الترويج لحالة من الاستياء في الدول الأوروبية من نهج أردوغان المعادي لإسرائيل، مؤكدة أن ذلك من شأنه التأثير على طموحات تركيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ونقلت عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي لم تسمه أن السفارة الإسرائيلية في أنقرة أيضا بدأت  التحرك ضد أردوغان داخل أروقة وزارة الخارجية التركية؛ بغية إقناع المسئولين الأتراك بأن ما حدث في المنتدى الاقتصادي العالمي « دافوس » من شأنه أن يصعد التوتر في العلاقات التركية – الإسرائيلية بدلا من تهدئتها، وذلك بعد أن سادت حالة من خيبة الأمل داخل الوزارة التركية مما قام به رئيس الوزراء، وفقا للصحيفة. ووجه أردوغان انتقادات لاذعة لبيريز بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة، ثم غادر قاعة منتدى دافوس؛ احتجاجا على عدم منحه الوقت لاستكمال مداخلته. وأضافت « هاآرتس » أن دبلوماسيين إسرائيليين في كل أنحاء العالم، إضافة إلى قيادات يهودية أوروبية، عقدت لقاءات مع دبلوماسيين أتراك، في محاولة للضغط على أردوغان كي يتراجع عن انتقاداته اللاذعة لإسرائيل. وزعمت أن سفير إسرائيل في إحدى العواصم الأوربية بعث ببرقية سرية إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية قال فيها إنه التقى نظيره التركي، الذي أبلغه بأنهم معنيون بإنهاء هذه الأزمة بالضغط على أردوغان. كما نسبت الصحيفة إلى ما قالت إنه مصدر رفيع بالسفارة الإسرائيلية في أنقرة أن الجيش التركي، أحد قلاع العلمانية الأتاتوركية، تسوده حالة من التذمر من نهج أردوغان تجاه إسرائيل، وأن قيادات عسكرية تركية بعثت برسائل سرية إلى القيادة السياسية تحذر من تدمير العلاقات الإستراتيجية مع إسرائيل. ملفا الأرمن والأكراد بموازاة تلك التحركات الدبلوماسية، بعثت منظمات يهودية في الولايات المتحدة رسائل حادة إلى أردوغان تحذره فيها من أن سياساته تجاه إسرائيل غير مقبولة. ونقلت « هاآرتس » عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي أن هذه المنظمات هددت أردوغان بالعمل لدى الإدارة الأمريكية كي تعترف واشنطن بتعرض الأرمن للإبادة الجماعية على يد الجيش التركي. أما الكاتب الإسرائيلي داني راشف فاعتبر في مقال له على موقع « أوميديا » الإخباري الإسرائيلي أمس أن « الرد المناسب على ما قام به أردوغان ضد الرئيس بيريز في دافوس، هو فضحه أمام العالم بالتركيز على ما يقوم به الجيش التركي ضد المتمردين الأكراد جنوبي البلد، حيث يستخدم جميع أنواع الأسلحة ضد المتمردين ودون هوادة ». ورأى راشف أن ما قام به أردوغان « يدلل على انتهاجه خطا عربيا وإسلاميا متشددا تجاه إسرائيل، بمحاولاته المستمرة اتخاذ أي مؤتمر أو تجمع دولي مناسبة لمهاجمة السياسات الإسرائيلية ». وشنت إسرائيل حربا على غزة يوم 27-12-2008، دامت 22 يوما، وأسقطت 1412 شهيداً و5450 جريحا نصفهم من النساء والأطفال. وانتقد أردوغان إسرائيل بشدة، معتبرا أن هذه الحرب تمثل « صفعة » لما كانت تبذله تركيا من وساطة في مفاوضات السلام غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل. وتقيم أنقرة علاقات دبلوماسية مع تل أبيب منذ عام 1949، حيث استبقت تركيا الكثير من دول العالم في الاعتراف بإسرائيل بعد عام واحد فقط من إعلان تأسيسها على أراضٍ فلسطينية محتلة.  
(المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ  1 فيفري  2009)

أعداد أخرى مُتاحة

22 juin 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1494 du 22.06.2004  archives : www.tunisnews.net الاتحاد الديمقراطي العربي في فرنسا: بيان استنكار نقابة

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.