الاثنين، 16 فبراير 2009

 

TUNISNEWS

8 ème année, N 3191 du 16 .02 .2009

 archives : www.tunisnews.net


هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات:بيان

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:التحقيق مع لطفي العمدوني بسبب مطالبته  بإطلاق سراح المساجين الفلسطينيين

اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي:إعــــلام

الحزب الديمقراطي التقدمي : بيان

اللجنة الوطنيّة لمساندة رشيد عبداوي – بيان تأسيسي

السبيل أونلاين:شاب يتعرض لمضايقات بسبب مشاركته في مباراة مع شباب متدين

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قابس: بيـــــان

محمد عبّو : حول حجز عدد من صحيفة الطريق الجديد

كلمة:أحزاب « الموالاة » تتلهف للحصول على تمويل جديد

مدونة المناضل عدنان الحاجي: رسالة مفتوحة إلى المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل

كلمة:مساجين الحوض المنجي في حالة صحيّة صعبة

كلمة:وزارة الثقافة تتعامل مع « النقد » بإلغاء مهرجان الموسيقى التونسيّة

كلمة:80 بالمائة من شباب تونس غير مُسيّس…و السبب معروف

فائزة عبدالله: هل نحن في دولة القانون والمؤسسات , فعلا ؟؟

  سامي بن غربية:إسترتيجيات القمع و المقاومة على الشبكة التونسية (إعادة نشر لعرض الرابط )

كلمة: حي عمر بن سليمان بالقصر : الفقر و البطالة

عبدالحميد العدّاسي :الكبش الصغير أو الردّ على الدكتور المرزوقي

جيلاني العبدلي : تونس: وطن وبوليس ورشوة في منطقة الأمن بباجة (2)

كلمة:اتصالات تونس: مضاعفة لسرعة الخدمة وتمييز بين الحرفاء

كلمة:تونس والاتحاد الأوروبي: الشراكة المميّزة « فعل » لا « ورقة عمل »

رويترز: بن علي يطالب بمضاعفة الجهود لتجاوز صعوبات العمل المغاربي

الصباح الأسبوعي:على اعتبارها عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2009عرض فرجوي كبير في القيروان

الصباح الأسبوعي:من قانون «الباربول» الى إمتحان «الكاتريام»

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ :غزة فصل جديد من حرب التحرير الوطنية في فلسطين

جلال ورغي:الحركات الإسلامية في المغرب العربي بين مواجهة السلطة والتعايش معها

سويس انفو: السيد ياسـين: « الحركات الإسلامية تشكل أهم عائق للديمقراطية في العالم العربي »

إسلام أون لاين :رضوان المصمودي: إقامة المشروع الديمقراطي مسئولية الإسلاميين

الجزيرة.نت :الليبيون يترقبون صدور أول دستور لبلادهم في عهد القذافي

 الجزيرة.نت:كاتب أميركي: فلسطينيو 48 معضلة إسرائيل الوجودية 

رويترز:العاهل السعودي ينحي رجلي دين لتسريع الإصلاح


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


 
هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات
بيان
 
عقدت « هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات » اجتماعها الدوري و نظرت بهذه المناسبة في مستجدات الوضع العام بالبلاد. و توقفت بالخصوص عند مظاهر اشتداد القمع السياسي و الاجتماعي أشهرا قبل موعد الانتخابات الرئاسية و التشريعية و هو ما يدلّ على أن السلطة تعمل بكل الوسائل على تكميم المعارضة و ضرب كافة أشكال الاحتجاج الاجتماعي و السياسي لتجعل من تلك الانتخابات مناسبة لتكريس الرئاسة مدى الحياة و تجديد « الديكور الديمقراطي ». و في هذا الإطار:   1- أدانت « هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات » الأحكام الجائرة الصادرة يوم 4 فيفري عن محكمة الاستئناف بقفصة ضدّ رموز الحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي إثر محاكمة لم تحترم فيها مرّة أخرى حقوق الدفاع و استعمل فيها القضاء أداة لتصفية حركة اجتماعيّة ذات طابع شعبي، طالب فيها المواطنون و المواطنات بصورة سلميّة بحقهم في الشغل و الكرامة و التنمية المتوازنة و العادلة في كافة الجهات. و عبّرت الهيئة عن تضامنها المطلق مع المعتقلين في هذه القضيّة و في غيرها من قضايا الحوض المنجمي و ضمّت صوتها إلى صوت كلّ الأحرار في تونس و في الخارج للمطالبة بإطلاق سراحهم و وقف التتبعات ضد الملاحقين في الداخل و الخارج و فتح تحقيق جدي و مستقل في ما لحق المعتقلين من تعذيب و الأهالي من اعتداءات و تنكيل وإطلاق نار على المتظاهرين العزل و ما نجم عنه من قتل و جرح في صفوفهم و نهب ممتلكاتهم و محاسبة المسؤولين عن كلّ ذلك أمرا و تنفيذا و احترام استقلالية القضاء و الكف عن توظيفه.   2- كما ندّدت بما تتعرّض له حريّة الإعلام و الصحافة من انتهاك منهجي و هو ما برز في الآونة الأخيرة من خلال جملة من الأحداث تتمثل في ما يلي: –   إغلاق مقرّ « إذاعة كلمة » بالعاصمة و مصادرة كافة التجهيزات الموجودة به و رفع قضية ضد السيدة سهام بن سدرين رئبسة التحرير بكلمة بدعوى مخالفتها للقانون بالإضافة إلى الاعتداء على العاملات و العاملين بالإذاعة و ممارسة شتى الضغوط عليهم و منع البعض منهم من حريّة التنقل و إخضاعه للتفتيش المهين (زكية الضيفاوي – فاتن حمدي). –   تكثيف الضغط على فريق قناة « الحوار التونسي » (إيقاف، استنطاق، تهديد، حجز معدات…) من أجل وضع حدّ لنشاطه الإعلامي بعد أن تعرّض أعضاؤه أكثر من مرّة في السابق للاعتداء و مصادرة التجهيزات أثناء قيامهم بعملهم الصحفي. –   حجز العدد 113 من صحيفة الطريق الجديد و استمرار التتبعات القضائية ضدّ جريدة « الموقف » (6 قضايا ضدّ مدير الجريدة و رئيس تحريرها) و صحيفة « مواطنون » (قضيتان ضدّ مدير الصحيفة و بعض المتعاونين معها) بهدف إسكات صوتيهما و رفض استلام ملف إصدار صحيفة « الناصرية » من مديرها الأستاذ خالد الكريشي. و بناء على كلّ ذلك، دعت « هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات » كلّ القوى الديمقراطية إلى التنسيق من أجل مواجهة هذه الهجمة الشرسة على حرية الإعلام و الصحافة.   3-واستنكرت « الهيئة » التصعيد الخطير للاعتداءات على الناشطين و الناشطات في المجال السياسي و المدني مشيرة بالخصوص إلى ما تعرض له مدير « إذاعة كلمة » السيد عمر المستيري من تهديد بسكين أمام مقر الإذاعة و ما تعرضت له المحاميتان الأستاذتان إيمان الطريقي و نجاة العبيدي من تهديد بموسى إثر خروجهما من مكتب الأستاذ محمّد النوري و ما تعرضت له المناضلة غزالة المحمدي بقفصة من اعتداء بالعنف الشديد يومين بعد سماعها من طرف وكيل الجمهورية بناء على شكاية تقدمت بها ضد رئيس منطقة الشرطة بقفصة الذي كان اعتدى عليها شخصيا محدثا لها أضرار بدنيّة و ما تعرض له أيضا الناشط الحقوقي زهير مخلوف من ضرب لدى محاولته الالتحاق بمقر إذاعة كلمة.   4- كما ندّدت « الهيئة » بالحملة القمعية التي تستهدف مناضلات و مناضلي الاتحاد العام لطلبة تونس و قياديّيه: تلفيق قضية حق عام ضدّ أمينه العام و إصدار حكم غيابي ضده بسبعة أشهر سجنا، إحالة مجموعة من مناضليه بسوسة على المحكمة و تعيين الجلسة لغرة مارس المقبل، إحالة العديد من المناضلين في جهات مختلفة على مجالس التأديب، استمرار اعتقال عدد من المناضلين بمختلف السجون التونسيّة، حرمان العشرات من نشطاء الحركة الطلابية من مواصلة دراستهم…إلخ. و عبّرت عن تضامنها مع ضحايا هذه الحملة و عن مساندتها لمجموعة المناضلين المضربين عن الطعام بمقر الاتحاد العام لطلبة تونس و لمطالبهم المشروعة.   5- واستنكرت « الهيئة » أيضا الحملة الإعلاميّة التي تشنها بعض الصحف المأجورة و المدعومة من السلطة على العديد من رموز الأحزاب السياسية و الجمعيات و الهيئات الحقوقية للنيل من أعراضهم و تشويههم و الافتراء عليهم دون أن يحرّك القضاء ساكنا رغم الشكاوى العديدة التي رفعها المتضرّرون من هذه الحملات الخسيسية.   6- وأدانت الهيئة مواصلة السلطة استعمال الجباية أداة للضغط و تصفية الحساب مع المعارضين و أشارت بالخصوص إلى ما يتعرض له في هذا المجال الأستاذ عبد الوهاب معطر و السيد عمر المستيري من ضغط و تتبعات للتنكيل بهما.   7- وندّدت الهيئة بإمعان السلطة في المماطلة في تعيين جلسة الاستئناف بالنسبة للأستاذ الصادق شورو الرئيس السابث لحركة النهضة الذي أعيد إلى السجن بتهمة ملفقة بعد أقل من شهر من مغادرته له. و جدّدت مطالبتها بإطلاق سراحه دون قيد أو شرط.   8- وفي الختام أشادت الهيئة بالمقاومة التي تبديها كافة فصائل الحركة الديمقراطية و الاجتماعية للقمع و الاستبداد رغم اشتداده و حيّت في هذا الإطار بالخصوص الروح المعنوية العالية التي أظهرها رموز الحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي أثناء محاكمتهم التي حوّلوها إلى محاكمة للاستبداد و الاستغلال و الفساد. كما حيّت صمود عائلاتهم التي واجهت الأحكام القاسية و الجائرة الصادرة ضدّهم بالهتافات و الزغاريد.     هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات 16 فيفري 2009


أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 21 صفر 1430 الموافق ل 16 فيفري 2009

أخبار الحريات في تونس

1)    اعتقال مجموعة جديدة من الشبان المتدينين: اعتقل أعوان البوليس السياسي يوم الجمعة 13/02/2009 مجموعة جديدة من الشبان المتدينين يفوق عددهم العشرين شابا بجهة ديبوسفيل بتونس العاصمة و اقتادوهم إلى جهة مجهولة و لا تزال عائلاتهم تجهل مكان اعتقالهم. و قد علمت حرية و إنصاف بأن أعوان البوليس السياسي هددوا عائلة أحد الشبان الفارين باعتقال أفراد العائلة في صورة عدم تسليم المطلوب نفسه لمنطقة الشرطة. 2)    اعتقال الشابين عماد الدين الحرباوي و وجدي الأكحل: اعتقل أعوان البوليس السياسي بمدينة المنستير يوم الثلاثاء 3 فيفري 2009 كلا من الشاب علاء الدين الحرباوي ( بائع خضر ) و الشاب وجدي الأكحل طالب سنة رابعة بالمدرسة الوطنية للمهندسين بالمنستير ENIM و تم اقتيادهما إلى جهة مجهولة ، علما بأن والدة الشاب علاء الدين الحرباوي قد شلت بمجرد سماع اعتقال ابنها. 3)    مضايقة عائلة سيف الدين البيري: تتعرض عائلة سيف الدين البيري بمدينة نابل هذه الأيام إلى مضايقات عديدة من قبل أعوان البوليس السياسي فقد تم اليوم الاثنين 16 فيفري 2009 حجز بطاقتي تعريف والده و شقيقه السيدين فوزي البيري و محمود البيري بسبب عدم امتثال الشاب سيف الدين البيري للاستدعاءات الشفوية المتكررة التي وجهت إليه للحضور بمنطقة الشرطة.و عندما حضر الشاب سيف الدين اليوم  لدى أعوان البوليس السياسي أعلموه بضرورة حضوره في الغد فاشترط الاستظهار باستدعاء رسمي فأعلمه أحد الأعوان بأن حضوره يدخل في إطار المراقبة العادية و لا يحتاج إلى استدعاء. 4)    منع الكتب الثقافية و الأدبية عن السجين رشيد العبداوي: رفضت إدارة سجن قفصة يوم الجمعة 13 فيفري 2009 إدخال الكتب الثقافية و الأدبية التي طلبها السجين السياسي السيد رشيد العبداوي من عائلته علما بأن السيد رشيد العبداوي الذي صدر ضده حكم بالسجن مدة أربع سنوات في المحاكمة الأخيرة لمناضلي الحوض المنجمي هو عضو بالحزب الديمقراطي التقدمي كان يعمل مراسلا لجريدة الموقف. 5)    إيقافات و مضايقات إثر اجتماع المكتب الوطني للشباب بقفصة: –         على إثر انعقاد المكتب الوطني لشباب الحزب الديمقراطي التقدمي يوم الأحد 15 فيفري 2009 بمدينة قفصة تم إيقاف الشاب أيهم الفولي ( تلميذ بالسنة الرابعة ثانوي ) ثم أطلق سراحه بعد تهديده من مغبة مواصلة نشاطه السياسي. –         كما اعترض أعوان فرقة الإرشاد بقفصة السيد معز الجماعي عضو منظمة حرية و إنصاف و الآنسة غزالة المحمدي و حاولوا افتكاك الحقيبة التي تحتوي الكاميرا و لكن لم يتمكنوا من ذلك ، و في المحطة استطاع معز الجماعي الصعود إلى الحافلة فيما تعرض فرحات حمودي و غزالة المحمدي و حبيب المستيري و فاتن خليفة إلى الاعتداء بالعنف اللفظي و احتجاز بطاقات تعريفهم ، و بعد ألفي متر تقريبا أوقف أعوان البوليس السياسي الحافلة و أنزلوا السيد معز الجماعي و أدخلوه إلى ثكنة وحدات التدخل التابعة للحرس أين أخضعوه إلى تفتيش دقيق و حجزوا جميع الوثائق الخاصة بالمكتب الوطني للشباب و هي وثائق حزبية داخلية تخص الاجتماع و أمروا سائق الحافلة بالانتظار ، و بعد تفتيشه أطلقوا سراحه و أعلموه بأنه شخص غير مرغوب فيه في مدينة قفصة و أمروه بعدم العودة في المستقبل. و حرية و إنصاف تندد بهذه الاعتداءات و المضايقات التي طالت نشاطا حزبيا مرخصا فيه و أعضاء ينتمون لحزب معترف به و تطالب بوضع حد لهذه الاعتداءات و المضايقات المخالفة للقانون.      6)    احتجاز الناشط الحقوقي السيد لطفي العمدوني أربع ساعات بمنطقة القرجاني: تعرض الناشط الحقوقي السيد لطفي العمدوني اليوم الاثنين 16 فيفري 2009 إلى الاحتجاز طيلة أربع ساعات بمنطقة الشرطة بالقرجاني بسبب ورود اسمه و صفته النهضوية بعريضة تطالب محمود عباس بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المعتقلين بسجون السلطة برام الله . عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

 » لا للقمع الجبائي ضد الأستاذ عبد الوهاب معطر  »  » الحرية لجميع المساجين السياسيين  »    « الحرية للدكتور الصادق شورو » الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 16 فيفري 2009

التحقيق مع لطفي العمدوني بسبب مطالبته ..  بإطلاق سراح المساجين الفلسطينيين   ..!!

 

 تتواصل ،دون هوادة ، سياسة الهرسلة اليومية بحق النشطاء الحقوقيين في ما يُعتقد أن غايتها إشغالهم عن رصد الإنتهاكات اليومية والتنديد بالمحاكمات السياسية الظالمة، فلا يكاد يمر يوم دون أن تمتد يد البوليس السياسي باعتداء أو اختطاف أو تلفيق قضية.. وآخر ما تفتقت عنه أذهان الساهرين على الأمن  مساءلة عضو الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين،السيد لطفي العمدوني،عن ظروف إمضائه على رسالة مفتوحة تطالب محمود عباس بالإفراج عن المساجين السياسيين بسجون رام الله  ..!! وقد أكد العمدوني أنه تعرّض للإختطاف على أيدي مجموعة من أعوان البوليس السياسي بالزي المدني قاموا بنقله إلى منطقة الامن بالقرجاني أين تعرّض للإعتداء بالعنف اللفظي ووقع التطاول على مقام الجلالة و تهديده بالتعنيف الجسدي لإجباره على الكشف عمن كان وراء مبادرة الرسالة المفتوحة التي ورد فيها اسمه منسوبا له الإنتماء لحركة النهضة، كما طلب منه سحب اسمه من الرسالة المفتوحة إن كان لا يتبنى الصفة المنسوبة له أو التشكي عدليا بمن كان وراء ذلك وإزاء رفضه القطعي تم تهديده بالتتبع العدلي ..بتهمة الإنتماء لجمعية غير مرخص فيها .. وإذ تجدد الجمعية تنديدها بالعربدة المتواصلة لأعوان البوليس السياسي المتفلتين من عقال القانون و المتمردين على رقابة القضاء  فإنها تطالب جميع مكونات المجتمع المدني إلى اليقظة المتواصلة في ظل تصاعد حملات مضايقة النشطاء الحقوقيين و تلفيق القضايا لهم في ما أصبح يعرف بـ » القصف « الأمني المكثف المقصود به ضمان » استتباب الأمن « قبل الإستحقاقات الإنتخابية والرئاسية. عن الجمعية لجنة متابعة أوضاع المساجين المسرحين  

اللجنة الوطنية لمساندة اهالي الحوض المنجمي 16 فيفري 2009 إعــــلام

 
منع ، أمس 15 فيفري ،2009الأستاذان شكري بلعيد وكريم قطيب من التنقل إلى حفوز – ولاية القيروان – أين كان من المقرر أن يقدم الأستاذ بلعيد ،عضو اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي وعضو هيئة الدفاع ،  مداخلة حول  ظروف محاكمة قيادة الحركة الاحتجاجية بالرديف، وذلك بالاتحاد المحلي بحفوز . ورغم تدخلات العميد بشير الصيد لدى السلطات الأمنية، وكذلك تدخل الأستاذ العياشي الهمامي الذي أتى متضامنا، فانه لم يسمح للأستاذين قطيب وبلعيد بالتنقل وبقيا إلى حدود الساعة ال11 صباحا بمركز الأمن برادس. اللجنة الوطنية التي تشكر الاتحادات الجهوية للشغل بالعديد من مناطق البلاد ومنها الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان وكذلك الاتحادات المحلية بالجهة ، لاهتمامهم بقضية الحوض ألمنجمي وتنظيم العديد من اللقاءات للتعريف بعدالتها ،فإنها تعبر عن استنكارها حرمان العديد من المحامين النشطين من الحق في التنقل- للتذكير فقد منع منذ أسبوعين العميد عبد الستار بن موسى من الالتحاق بالاتحاد الجهوي بالقيروان- كما تؤكد اللجنة أن هذا الأسلوب  الأمني المخالف لكل القوانين لن يزيد العلاقة بين السلطة ومختلف مكونات المجتمع المدني إلا تصدعا و تعقيدا.

عن اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض ألمنجمي مسعود الرمضاني وعبد الرحمان الهذيلي


الحزب الديمقراطي التقدمي  10 نهج آف نوهال تونس   بيان

 
عقد المكتب الوطني للشباب الديمقراطي التقدمي   إجتماعه الدوري بمدينة قفصة يوم الأحد 15 فيفري بحضور ممثلي المكاتب الجهوية  وخصّص قسما هاما من أشغاله لمحاكمة الحوض المنجمي وللمظلمة التي طالت المناضل الشبابي  رشيد عبداوي مراسل جريدة الموقف وعضو جامعة الحزب بقفصة وإذ يجدد المكتب الوطني للشياب رفضه لهذا الحكم الجائر الذي قضي بسجن رشيد عبداوي أربعة سنوات كاملة عقابا له علي الدور الذي إظطلع به طيلة أيام الاحتجاج الشعبي كإعلامي ومراسل صحفي نقل للرأي الوطني جزءا من معاناة أهالي الرديف  و الحوض المنجمي  عموما  فإنه   يطالب الحكومة بإطلاق سراحه فورا ووضع حد لهذه المظلمة التي وظف فيها القضاء للتشفي منه ومن كل رموز حركة الاحتجاج السلمي التي شهدتها الجهة  كما قرر المكتب الوطني للشباب الديمقراطي التقدمي وضع خطة نضالية لمساندة رشيد عبداوي وللمطالبة بإطلاق سراحه و يدعو في هذا السياق كل القوي الطلابية و النقابية و السياسية والحقوقية الوطنية  لتصعيد ضغطها علي الحكومة من أجل الحرية لكل سجناء الحوض المنجمي    قفصة في 15فيفري 2008 عضو المكتب السياسي المكلف بالشباب ماهر حنين

 


الشباب الديمقراطي التقدّمي اللجنة الوطنيّة لمسندة المناضل رشيد عبداوي تونس في 14/02/2009 بيان تأسيسي
 
إنّ أعضاء الشباب الديمقراطي التقدّمي الموقّعين على هذا البيان : *وبعد اطلاعهم على الأحكام الجائرة و القاسية التي ثبّتت ضدّ رموز الحركة الاجتماعية السلمية في قفصة. *وبعد تثبيت الحكم القاسي على الرفيق المناضل عضو مكتب شباب قفصة للحزب الديمقراطي التقدّمي رشيد عبداوي و إيداعه السجن ضلما و زورا. *وبعد اطلاعهم على الخروقات الجمّة التي شابت كافة مراحل هذه المحاكمة – المهزلة. *ومناصرة لحقّ الرفيق رشيد عبداوي وبقية المناضلين المسجونين في الحرية و البراءة من جرائم لم يرتكبوها . *ومساندة للرفيق رشيد عبداوي وإكبارا لروحه النضالية العالية وتفانيه في خدمة القضايا العادلة. لكل هذه الاعتبارات ، قرروا تكوين « اللجنة الوطنية لمساندة رشيد عبداوي « من أجل: 1/الالتزام المطلق بالدفاع عنه وبقية رفاقه المعتقلين إلى غاية الإفراج عنهم وإعادة الاعتبار لهم . 2/إطلاق حملة وطنية لحمل الحكومة على غلق هذا الملف والإقلاع عن التعاطي الأمني مع القضايا الاجتماعية العادلة. 3/الاستعداد لبذل كافة الجهود بالوسائل القانونية المشروعة وفي كلّ الفضاءات المتاحة ، من اجل دفع السلطات إلى التعجيل بإطلاق سراح المعتقلين وعلى رأسهم الرفيق المناضل رشيد عبداوي 4/ وضع حد للتعاطي الأمني/القضائي مع قضية الحوض المنجمي و فتح حوار وطني حقيقي حول ملفات التشغيل و التنمية و التوازن الجهوي. منسّق اللجنة: نزار بن حسن أعضاء: شاهين السافي معزّ الجماعي صابر السحباني غزالة المحمدي وسام الصغيّر إسماعيل دبارة محمود الغزلاني عن اللجنة منسّقها العام نزار بن حسن

 


في اطار الحرب على التدين في تونس شاب يتعرض لمضايقات بسبب مشاركته في مباراة مع شباب متدين

 

السبيل أونلاين – خاص – تونس حظر اليوم الإثنين (16،02،2009) أعوان تابعين لمركز الشرطة بمدينة نابل الى بيت الشاب سيف الدين الديري لإصطحابه للمركز المذكور ، غير أنه لم يكن بالمنزل ، فطلبوا من والده ابلاغ ابنه أن يراجع المركز ، فدعاهم الى الإستظهار بإستدعاء رسمي لذلك ، فما كان منهم الا أن أخذوه للمركز ، وقاموا بالتحقيق معه حول امتناع ابنه سيف عن الحضور لديهم في كل مرّة يطلبون منه ذلك ، وقالوا بأن هذه أوامر من وزارة الداخلية لا تحتاج الى استدعاء رسمي للإستجابة لها . ولما علم سيف الدين الديري بما حدث مع والده حضر لمركز الشرطة بنابل ، فطلبوا منه العودة إليهم يوم غد الثللاثاء 17 فيفري 2009 رفقة والده ، للقيام ببطاقة ارشادات . وقد غادرا المركز على أن يعودا غدا   ونشير الى أن الشاب سيف الدين الديري سبق أن أوقف الصائفة الماضية أثناء مشاركته في مباراة لكرة القدم بنابل مع بعض الشباب المتدين ، ومنذ ذلك التاريخ وهو يتعرض الى « هرسلة » متواصلة من قبل البوليس الذى لم يتقوقف عن مضايقة أهله مما سبب حالات هلع لدى الكثير من أفراد أسرتة وخاصة شقيقته وأمه وجدته لأبيه .   فمتى تكف السلطات الأمنية التونسية عن مضايقاتها للشباب المتدين وذويهم ، وتتوقف عن التردد على المنازل دون احترام حتى مجرد الإجراءات الشكلية في الإستظهار بإستدعاء ؟   من زهير مخلوف – تونس   (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 16 فيفري 2009 )  


الحزب الديمقراطي التقدمي جامعة قابس قابس في 16-02-2009 بيـــــان  
تواصل السلطة حملتها الدؤوبة على خنق الأصوات الحرة و اجتثاث كل عمل يحاول الخروج بمجتمعنا من النموذج القروسطي الذي تسعى جاهدة لتأبيده. فقد اقدمت مساء هذا اليوم على حجب مدونتي المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية، كاشفة بذلك عن عدائها البدائي لكل صوت موضوعي يمكن أن يذكرها بوجوب التقيد بالقوانين التي سنتها بكل ادراك و المواثيق و المعاهدات الدولية التي امضت عليها دون اكره، وهو جوهر عمل المرصد إن جامعة قابس للحزب الديمقراطي التقدمي التي تدين دون تحفظ كل مس للحق في الاعلام و التي تخوض نضالا يوميا من أجل ممارسة هذا الحق تعبر لمناضلي المرصد عن دعمها لعملهم و تجدد تأكيدها على حق كل منظمات المجتمع المدني في العمل الحر لبناء تونس القرن الواحد والعشرين الكاتب العام عبدالوهاب عمري

 


حول حجز عدد من صحيفة الطريق الجديد

 
محمد عبّو حسب خبر لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، صدر تطبيقا للفصلين 63 و73 من مجلة الصحافة قرار في حجز العدد 113 من صحيفة الطريق الجديد الصادر بتاريخ 31 جانفي 2009. وحسب نفس الوكالة فإنّ مصدرا مأذونا قد أفاد أنّ الصحيفة قد أقدمت على مخالفة مقتضيات الفصل 63 من مجلة الصحافة الذي يحجّر نشر الأعمال المتعلقة بالإجراءات الجزائية. ويتعلق الأمر في الواقع بنشر ما ورد في محاضر استنطاق السيد بشير العبيدي في قضية قيادات الحركة الاجتماعية الاحتجاجية بالحوض المنجمي التي صدر فيها حكم عن الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقفصة وهو الحكم الواقع استئنافه ولا تزال ساعتها القضيّة منشورة لدى محكمة الاستئناف. ويثير قرار وزير الداخلية بحجز الصحيفة مسألتين تتعلّق الأولى بنطاق تطبيق الفصل 63 من مجلة الصحافة والثانية بصلاحية الحجز المخوّلة لوزير الداخلية. 1- نطاق تطبيق الفصل 63 من مجلة الصحافة يعاقب الفصل 63 من مجلة الصحافة بخطية من 120 دينارا إلى 1200 دينارا نشر قرارات دائرة الاتهام وغيرها من الأعمال المتعلقة بالإجراءات الجزائية قبل تلاوتها في جلسة عمومية. ويهدف المشرّع من خلال هذا النصّ لحماية حسن سير العدالة وسرّية التحقيق. هذا المبدأ الذي اقرّ لتوفير سلامة البحث في القضيّة وحتّى لا يطّلع شركاء ذي الشبهة على مجرى التحقيق بدرجتيه فيعرقلون البحث عن الحقيقة ويحولون دون الوصول إليهم أو يتحصّنون بالفرار أو يطمسون أدلّة الجريمة أو يؤثّرون في الشهود. كما يهدف لحماية السلط العدلية من تأثير الجمهور على تعاملها مع القضيّة. ويهدف تجريم النشر بصفة ثانوية لحماية قرينة براءة ذي الشبهة في مرحلة البحث والتحقيق حتى لا ينظر إليه الجمهور كمذنب في حين أنّ إدانته لم تثبت بعد، كما أنّ من آثار منع النشر حماية شرف واعتبار المشبوه فيه[1]. ويتعلق المنع بقرارات الاتهام أي القرارات الصادرة مبدئيا عن النيابة العمومية والتي تتخذ شكل فتح بحث تحقيقي أو إحالة مباشرة أو إحالة توّا, ويمكن أن يضاف غليها بالنظر لإطلاق العبارة قرارات الإحالة الصادرة عن قاضي التحقيق أو عن دائرة الاتهام. وبالإضافة لذلك يمنع نشر الأعمال المتعلقة بالإجراءات الجزائية كاستنطاق ذي الشبهة من طرف قاضي التحقيق أو سماع الشهود أو إجراء الاختبارات أو التفتيش أو الحجز. وما هو سرّي بإرادة المشرّع هو إجراء التحقيق لا القضيّة التي تمّ الإجراء بمناسبتها[2]. ويتوقف منع النشر بمجرّد تلاوة قرار الاتهام في جلسة علنيّة أي مبدئيّا تلاوة قرار دائرة الاتهام من طرف المحكمة وهو الإجراء الوجوبي في الجنايات ويمكن أن يضاف لذلك في المادة الجناحية وفي المخالفات إعلام المحكمة للمظنون فيه بما ينسب إليه ودعوته للجواب، فبمجرّد إتمام هذه الشكلية يعود للصحفي حقّه المبدئي في الوصول للمعلومة ونشرها وللجمهور حقّه في مراقبة أعمال القضاء سيما وأنّ الأحكام تصدر طبقا للفصل 64 من الدستور باسم الشعب الذي يحقّ لأفراده علاوة على ذلك حضور المحاكمة. وتجدر الإشارة إلى أنّه على الصعيد الدولي فإنّ الصحافة التونسية لا تكترث في الواقع بمبدأ سرية التحقيق، وتدّعمت أعراف صحفية تتعلّق بنشر بعض الأخبار عن بعض الجنايات بالاستناد إلى مصادر أمنيّة[3]. 2 – صلاحية الحجز المخوّلة لوزير الداخلية تنصّ الفقرة الأولى من الفصل 73 من مجلة الصحافة على أنّه يمكن لوزير الداخلية بعد استشارة الوزير المكلف بالإعلام وبصرف النظر عن العقوبات المقررة في النصوص الجاري بها العمل أن يصدر إذنا بحجز كل عدد من دورية يكون نشره من شأنه تعكير صفو الأمن العام. ويمكن أن يصدر القرار المذكور في صورة ارتكاب جريمة كنشر الأخبار الزائفة أو حتى في صورة عدم وجود أي مخالفة للقانون الجزائي كما حصل من حجز لعدد من جريدة « ليبيراسيون » الفرنسية سنة 2006 لإعادة نشرها لكاريكاتور مسيء للرسول حيث أصدر وزير الداخلية قرارا بحجز العدد دون إشارة لأيّ مخالفة للقانون الجنائي. فالمعيار في الحجز الإداري هو إمكانية الإخلال بالأمن العام كإمكانية تسبب الخبر في خروج مظاهرات أو أحداث عنف أو تعطيل سير المؤسسات. وهو ما يستوجب تقدير مدى احتمال حدوث مثل هذه النتيجة بتحليل الخبر والوضع الأمنيّ والاجتماعي والسياسي في تاريخ النشر. ويمكن القول انطلاقا مما سبق بسطه أنّ الإشارة لجريمة الفصل 63 من مجلة الصحافة كمبرّر لقرار حجز عدد من جريدة الطريق الجديد لم يكن في طريقه لأنّ مبرّر الحجر الإداري ليس في ارتكاب جريمة كما أنّ المحضر المنشور لم يعد محميّا بالسرّية لوقوع تلاوة قرار دائرة الاتهام في جلسة علنية في الطور الابتدائي. كما انّه يصعب تصوّر أنّ اطلاع الجمهور على محضر استنطاق في القضيّة المذكورة سواء كان النشر هنا مجرّما أم لا، أن يؤدّي إلى تعكير صفو الأمن العام، وإن كان يمكنه تعكير مزاج البعض وإثارة الضحك الهستيري لدى البعض الآخر، إذ أنّه يذكّرهم بمعضلة أناس خرجوا يؤطّرون حركة احتجاجية تطالب بالخبز والشغل، تحاورهم الدولة عندما يروق لها ذلك وتتهمهم بكونهم عصابة مفسدين عندما تقرر الاستغناء عن الحوار لإحلال سياسة القبضة الحديدية لحلّ مشكلة اجتماعية شديدة العمق تستوجب القيام بإصلاحات جذرية بقدر ما تستوجب تلطيف الأجواء بالمنطقة، كما أنّ خبر حجز صحيفة لنشرها لإجراء جزائي يكون له وقع أكبر بكثير من نشر هذا الإجراء.       [1]  I . Lolies : La protection pénale de la vie privée, presses universitaires d’Aix. Marseille 1999, p 260  [2]   A. Chavane, R.Draga : Traité du droit de la presse , librairies techniques, Paris 1969, pp 86,87 [3]  محمد حمدان : مدخل إلى قانون الإعلام والاتصال في تونس، منشورات معهد الصحافة وعلوم الإخبار، تونس 1996. ص 376 (المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 15 فيفري 2009)


أحزاب « الموالاة » تتلهف للحصول على تمويل جديد

 

 
نشرة وائل لندلسي
لم تكتف أحزاب الموالاة التي تنسب نفسها للمعارضة بالتمويل الطائل الذي تتلقاه سنويّا من المال العام، بل تقدّمت باقتراحات وملاحظات تهدف إلى « دعم منظماتها الشبابية ماديّا ». و طالب عدد من « النواب » بضرورة مزيد دعم المنظمات الشبابية التابعة للأحزاب السياسية (الممثلة في البرلمان) حتى « تتمكّن من القيام بالأعمال و الأنشطة المخصصة لها ». جاء ذلك خلال الجلسة الحوارية لمجلس النواب الأسبوع الماضي وتعلّقت بـ »الإحاطة بالشباب وعلاقته بالثقافة الرياضية ». ولم يبد وزير الشباب والرياضة التونسي اعتراضا على لهفة تلك الأحزاب على المال العام ، إذ اعتبر الموضوع و الاقتراحات المقدّمة » من أولويات الوزارة كون هذه الأحزاب تقوم بدور تأطيريّ هام للشباب و لكونها من الهياكل التي أمضت على ما يسمى الميثاق الشبابيّ وهو مستعدّ لتقديم الدعم الماديّ و المعنويّ لها ». (المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 16 فيفري 2009)  


رسالة مفتوحة إلى المكتب التنفيذي للإتحاد العام التونسي للشغل

 

 

تحية بيروقراطية وبعد: ترددت كثيرا في توجيه هذه الرسالة إلى بعض أعضاء المكتب التنفيذي لاتحاد العام التونسي للشغل. وذلك للاعتبارات التالية: أولا لأنها لن تقرأ من قبل متقبليها فهي لا تحمل لهم مصلحة مالية أو نعيقا يضاف إلى نعيقهم. ثانيا لأن محتواها لن يؤثر في نفوسهم فهم جبلوا على الخوف والمؤامرات والتخفي. ثالثا لأن هؤلاء الأعضاء ليسوا من أصحاب الضمائر الحية التي يمكن في لحظة من اللحظات أن يأخذوا طريقهم إلى الصواب والرشد. فهم لا ينتصحون لأنهم أعداء الديمقراطية. دفعني إلى كتابتها غيرتي على هذه المنظمة العتيدة، وإيماني الراسخ بأنها مازالت ترتكز على ثلة من المناضلين الصادقين، أبوا أن يحتموا بمظلة البيروقراطية النقابية وصرخوا عاليا لا للتوريث، لا لبيع مصالح الشغالين، لا للتطبيع مع الأعراف، لا للمزايدة بعرق العمال والشغالين بالفكر والساعد. فكانت هذه المسألة من حيث المبدإ مساهمة بسيطة لإثراء النقاش حول مآسي هذه المنظمة. ويطيب لي هنا أن أذكركم بحديث جرى في قديم الزمان بين أحد المقربين إلى (أكسرس) ملك فارس الأعظم وبين رجلين من لاسيدونيا. « أخذ إكسرس وهو يعد جيشه الضخم لغزو اليونان ويبعث رسله إلى المدن اليونانية يطلبون إليها الماء والتراب. (وهو تعبير كان يستخدمه الفرس إشارة إلى أنهم يأمرون المدن بالاستسلام) إلا أثينا واسبرطا فقد تجنب أن يرسل إليهما أحدا. ذلك أن الإسبرطيين والآثينين قد سبق لهم أن أمسكوا بسفراء أبيه (داريوس) فزجوا ببعضهم في الحفر والبعض الأخر في الآبار قائلين خذوا من الماء والتراب (ما تريدون). كانوا قوما لا يطيقون ولو كلمة تمس حريتهم. غير أن الإسبرطيين بعد أن صنعوا هذا الصنيع أدركوا هذا أنهم قد جنوا على أنفسهم. فقرروا أن يرسلوا إلى إكسرس مواطنين من بينهم ليمثلا بين يديه وليصنع يهما ما يشاء انتقاما لمن قتل من رسل أبيه. فتطوع رجلان ليدفعا هذا الثمن، الأول اسمه (سبيرثيوس) والثاني اسمه (بولس) وبينما هما في الطريق صادفا قصرا يملكه رجل فارسي اسمه (هندران) كان الملك قد عينه واليا على جميع المدن الواقعة على الساحل. فرحّب بهما وأطعمهما بغير حساب. ثم سألهما لم يرفضان إلى هذا الحد صداقة الملك قال: «أنظرا إليّ أيها الإسبرطيان واتخذا مني مثلا تعلمان منه كيف يعرف الملك تشريف من استحق وتذكرا أنكما لو صرتما بين أتباعه لرأيتما من صنيعه ما رأيت. وأنكما لو دنوتما له بالطاعة وعرف أمركما لما خرج كلاكما عن أن يكون أميرا لمدينة من مدن اليونان.» فأجابه محدثاه: «لهذا يا هندران أمر لا تملك فيه إسداء النصح إلينا لأنك جربت النعمة التي تعدنا بها ولكنك لا تعلم شيئا عن نعمتنا، لقد ذقت حظوة الملك وأما الحرية فلست تعرف مذاقها ولا مدى عذوبتها، ولو فعلت لنصحتنا بالدفاع عنها لا بالرمح والدرع بل بالأسنان والأظافر. » هذه الإجابة هي وحدها الصدق وما لا يرقى إليه شك أن ثلاثتهم تحدثوا وفقا لنشأتهم فما كان للفارسي أن يستشعر الأسف على الحرية وهو لم ينلها قط ولا الإسبرطي أن يحتمل التبعية المطلقة بعد أن ذاق الحرية. »[1] وبعد سرد هذه القصة أردت أن أذكركم بأن الحياة تطول أم تقصر فتلك أمور نسبية، لكن المهم هو ما يتركه الإنسان من أثر. وأثر سيوفكم وسياطكم منقوشة على صدور المناضلين الأشاوس من تجريد وتوقيف عن العمل النقابي ومضايقة كل نفس ديمقراطي. فصرت يا هندران تونس ككلب مسعور تنهش كل من يعترض طريقك من أجل ماذا؟ من أجل المال والسلطة. فشيوخ هذا المكتب لو جربوا الحرية والإنعتاق ومارسوا الديمقراطية لكان من الهين عليهم تقبل مقررات مؤتمر المنستير والسعي إلى تدعيم استقلالية المنظمة والدفاع عن مصالح الشغيلة. وما تنعمون به أنتم وحاشيتكم هو عرق الشغالين ودماء الكادحين، ولولا تواطؤ شق من النقابيين (باستثناء قلة مشهود لها بالنضال ونظافة اليد) لما نعمتم بما أنتم فيه من قوة وتسلّط واستعباد للناس. فأنّى لكم بالعيون التي تتبصصون بها على المناضلين الشرفاء إن لم يقرضكم الخائبون إياها؟ وكيف لكم بالأكف التي بها تصفعون كل نفس ديمقراطي إن لم تستمدوها من الجبناء؟ وأنّى لكم بالأقدام التي داست كل من جرّد وأحيل على لجنة النظام إن لم تكن من أقدام زبانيّة الاستعباد؟ وأتوجه إلى كل من ساهم في حبك المؤامرات، وكل من شارك حتى بالصمت في ما يحدث للمناضلين. أنكم أكثرتم وبالغتم في الطاعة العمياء، وأصبحتم تتزلفون إلى الطاغية وتستجدون حظوته. وتنفقون من أموالكم وتهدرون طاقاتكم وتعذبون أنفسكم تحقيقا لمراميه. فهل أنتم راضون بما تقومون به لتقوية سلطانهم. هل في الدنيا شيئ أقسى احتمالا لا أقول على رجل ذي قلب ولا على إنسان حسن المولد وإنما على كائن يمتلك قدرا محدودا من الفهم العام أو له وجه إنسان لا أكثر. (أي وضع أشد قرفا وتعاسة من حياة على هذا النحو، تستمدون راحتكم وحريتكم من عرق الكادحين وهمومهم.) لقد آن الأوان يا هندران تونس أن ترحل قبل أن يستفحل فيك داء الكلب وتذكر دائما إن المناصب لا تدوم لأحد وإن كنت تنكر فأين السحباني. واعلموا جيدا يا من تنعمون بفتات الشق المتنفذ من المكتب التنفيذي إن أردتم الخلاص والعودة إلى صفوف الشغيلة وتنظيف عقولكم من أوهام السلطان والكراسي،لا أسألكم مصادمتهم بل الامتناع عن مساندتهم. امتنعوا عن مساندتهم تروهم كتمثال هائل سحبت قاعدته فهوى على الأرض بقوة وزنه وحدها وانكسر… فقط امتنعوا عن مساندتهم… أتوجه إليكم يا مشايخ الاتحاد بهذه الرسالة لأذكركم بما اقترفت أياديكم في حق المنظمة وفي حق المناضلين. فمنذ التحركات التي خاضها التعليم الأساسي سعى المكتب التنفيذي إلى حرمان هياكله النقابية من هيئات إدارية يتدارس فيها قضاياه، ويتخذ الخطوات المناسبة لاسترداد حقوق القطاع، لا المطالبة بما هو جديد. لقد تم حرمان الآلاف من المعلمين من حقهم في المشاركة في حركة نقل نزيهة، بسبب تعنت الوزارة وتعمدها تغيير مقاييسها، لمعاقبة المدرسين فلم يحرك المكتب التنفيذي ساكنا، بل تحرك لإحالة بعض أعضاء النقابة العامة ونقابيين من التعليم الأساسي ومن وقف في صفه على لجنة النظام. وهرولتم نحو فرض الوصاية على النقابة العامة والممثلين الشرعيين للقطاع وأمضيتم اتفاقية أوت 2007 المخزية. كذلك ترى أعضاء المكتب التنفيذي يغمسون رؤوسهم في الرمال كالنعام تجاه قضية الأساتذة المطرودين عمدا على خلفية نشاطهم النقابي فامضوا في إضرابهم عن الطعام ما يناهز 40 يوما فركبتم تعلة الوزارة في عدم التفاوض تحت التهديد. وفكوا إضرابهم وما جنوا سوى وعودكم الكاذبة. سكتتم عما يحدث في الحوض المنجمي ووقفتم من هذه الأحداث موقفا باهتا منذ اليوم الأول وحاولتم وبكل السبل الضغط على مناضلي الجهة من النقابيين لثنيهم عن المشاركة في الأحداث كما تبرأتم من الاعتصامات وإضرابات الجوع التي نظمت في مقرات الاتحاد بل بالعكس سارعتم إلى إصدار منشور يمنع مثل هذه الأشكال النضالية داخل المقرات ومعاقبة كل من يتبناها، وبذلك أعطيتم الضوء الأخضر للسلطة لقمع انتفاضة الدفاع عن الحق في العيش والحق في الشغل والحق في التنمية. فكل هذه الفضائح، والقائمة تطول وهي لا تخفى على أحد، تدين سلوككم فأنتم أعداء هذا الشعب وتتمعشون من وضعية العمال المزرية وتتاجرون بمصالحهم. إلى متى وأنتم تهوون بسياطكم على ظهور المناضلين، وإلى متى تبقى رؤوسكم مغروسة في الرمال لا ترفعونها إلاّ زمن العقاب والزجر، وأنتم تتشدقون دوما بالاستقلالية والديمقراطية تلوكونها زمن الركود والسلم وتتخلون عنها زمن المطالب وتردي الأوضاع فتكشرون عن أنيابكم وتختلقون القوانين للعقاب وتتفننون في فبركة القضايا وتلفيق التهم وحبك المؤامرات. ارحلوا قبل أن تدوسكم أقدام الشغيلة. واعلموا جيدا أن التاريخ لا يرحم، أنت يا هندران إن مصاحبتك للملك لن تدوم وإن دامت فإنها لن تنفعك.  
نقابي قذفه رحم الشّغيلة مدونة المناضل عدنان الحاجي هوامش : [1] القصة مأخوذة من كتاب « مقالة في العبودية المختارة » لـ: آتين دي لابويسيه المصدر : مـدونة  » المناضل النقابي عدنان الحاجي «  الرابط : http://www.elaphblog.com/hajji2008   المصدر : إعادة نشر منتدى  » الديمقراطية النقابية و السياسية «  الرابط  :http://fr.groups.yahoo.com/group/democratie_s_p


مساجين الحوض المنجي في حالة صحيّة صعبة

 

نشرة وائل لندلسي  كشفت اللجنة الوطنيّة لمساندة أهالي الحوض المنجمي عن معاناة عدد من المسجونين في قفصة. وأشارت اللجنة إلى أنّ عدد من المعتقلين يعانون من « ظروف سجنية قاسية وان حالتهم الصحية صعبة وإنهم لم يتمكنوا من علاج ما أصابهم من أمراض ». و تتمثّل معاناة المساجين – حسب اللجنة – في النوم أرضا بلا سرير و الإقامة المكتظّة (93 سجينا في غرفة لا تتسع إلا لأربعين شخص)، في حين يشكو البعض الآخر من الأمراض و أغلبها من مخلفات الاعتداءات أثناء الإيقاف. ودعت اللجنة إلى « تدخّل عاجل من قبل وزارة العدل وحقوق الإنسان ، المدعوة لتطبيق قوانين البلاد والمواثيق الدولية في علاقة بظروف السجن ، وذلك بتوفير ظروف إقامة عادية للسجناء وتمتيعهم بحقهم في العلاج » و اعتبرت أنّ « الحل الأسلم لكل هذه التعقيدات يكمن في إطلاق سراح كل مساجين الحوض ألمنجمي وفتح صفحة جديدة في التعامل مع قيادات هذه الحركة ، صفحة جديدة قوامها الحوار الذي يفضي لحل كل مشاكل الجهة ». (المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 16 فيفري 2009)  


وزارة الثقافة تتعامل مع « النقد » بإلغاء مهرجان الموسيقى التونسيّة

 

 
نشرة في الحدث السياسي,   لم تجد وزارة الثقافة والمحافظة على التراث في تونس من طريقة تتعامل بها مع ارتفاع حدّة الانتقادات التي توجّه لها بين الفينة و الأخرى بسوء إدارة مهرجان الموسيقى التونسية، أفضل من إلغائه تجنّب الانتقادات و السّجالات والأقاويل. وأعلنت الوزارة إلغاء الدورة الجديدة من مهرجان الموسيقى التونسية التي كان من المفروض أن تنظّم خلال شهر مارس القادم. يشار إلى أنّ هذا المهرجان السنويّ غالبا ما يثير جدلا في أوساط الفنانين والصحفيين و النقاد بسبب الإدارة السيئة للوزارة و التي تؤدي إلى فشل دوراته باستمرار وعدم رضاء الجمهور عليه.  هذا ونفى مسؤولون بوزارة الثقافة التونسية نيتها إلغاء المهرجان بصفة نهائية بعد رواج أخبار تشير إلى ذلك ، مؤكّدين أنّ الإلغاء سيقتصر على الدورة الحالية فقط . (المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 16 فيفري 2009)


80 بالمائة من شباب تونس غير مُسيّس…و السبب معروف

 

نشرة في اجتماعيّة,   بدأت السلطات في الإفراج عن بعض المعطيات والأرقام التي شهدها « الحوار مع الشباب » في العام الماضي. وذكرت بعض المصادر أنّ 80 بالمائة من شباب تونس غير مسيّس في حين ينتمي 20 بالمائة الآخرون إلى الأحزاب السياسية. و على الرغم من انتهاء الحوار وتوقيع ما يسمى بالميثاق الشبابيّ ، إلا أنّ الحكومة ترفض إلى حدّ اللحظة معالجة الأسباب الحقيقيّة لعزوف الشباب التونسيّ عن الاهتمام بالشأن العام و أهم تلك الأسباب مرابطة أعوان الأمن بالزيّ المدني أمام مقرات الأحزاب و الجمعيات و المنظمات المستقلّة ، للتثبت من هويات الشباب الراغب في ممارسة نشاط مدني سلميّ وإثنائه عن ذلك . علاوة على تجريم العمل السياسي وجعله رديفا للسجن والاعتقالات و التنكيل ،وعدم فتح الفضاءات العمومية أمام الشباب غير المنتمي للحزب الحاكم و إغلاق كل المنابر المستقلة وغير المستقلة أمام حقه في التعبير و إبداء الرأي بحريّة. (المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 16 فيفري 2009)  

هل نحن في دولة القانون والمؤسسات , فعلا ؟؟ 
 
فائزة عبدالله  /   تونس في كل دساتير الدنيا , وطبقا لفصولها وأحكامها , يكون هناك دائما حيّز وحق لكل مواطن أوجماعة للمساهمة في بناء المجتمعات التي تضمهم والدفع بحركة نموها , وذلك تأكيدا على دور المواطنة , وتمسّكا بشروطها , واستجابة لاستحقاقات الناس في كل مجتمع بعينه . ومن هذا المنطلق , وفي النظم « الذكية  » يسعى أصحاب السلطة والقرار دائما إلى ترك مساحة للفعل النضالي والسياسي المعارض , وهذه المساحة قد تأخذ أشكالا وعناوينا وآليات مختلفة , فمنها ماهوسياسي ومنها ماهو ثقافي فكري ومنها ماهو اقتصادي ومنها ماهو إعلامي …الخ إلا أنها في الأخير تصب كلها في صالح حركة المجتمع وتضخ في شرايينه القدرة على النموّ والاطراد والتقدم , وعلى هذا الأساس نمت وتقدت « دول » و »أقطار » عديدة كانت تصنّف بكونها  » بلدان عالم ثالث  » وحقّقت نقلة نوعيّة جعلت بعضها يتبوّأ مكانة مرموقة ومحترمة بين مصّاف الدول التي تصنف نفسها  » بعالم أول .. وثاني  » , ولنا في تجربة ماليزيا أكبر دليل على ذلك . وسوف لن أتحدث في هذاالمجال عن سيرة ومآثرذلك الرجل العظيم – مهاتير محمد – الذي قاد بلاده في ظرف عشريّة واحدة مرتقيا بها من بلد فقير تابع إلى دولة عصرية مصنعة ومحققة لاكتفائها الذاتي اقتصاديا وغذائيا عدى عن كونها أصبحت من أكثر البلدان الآسويّة ذات المنسوب التنموي العالي . وهو ما لم يحدث في كل  » الدول العربية  » مجتمعة , عفوا.. مجزّئة . حدث , ويحدث هذا في ماليزيا وغيرها , إلا في الوطن العربي ..تجوب البلاد طولا وعرضا فلاتجد أمامك وخلفك وعلى يمينك وعلى يسارك غير قائمات المنع والإقصاء وتضييق الخناق على كل نفس حر من شأنه   ان يحدث حركة تغيير حقيقي في المجتمع , تضيف وتثري وتحافظ في نفس الوقت على خصائص ومقومات الانتماء إلى امتنا . وليس أدل على ذلك ماحصل منذ أيام قليلة وتحديدا هنا في القطر- تونس – حيث رفضت السلطات الرسمية قبول مطلب إنشاء جريدة « الناصرية  » الذي تقدمت به مجموعة من المناضلين من أبناء التيار القومي الناصري الذي له امتداده التاريخي والنضالي المشرف والمضيء  منذ الارهاصات الأولى التى خاضتها حركة التحرر من الاستعمار المباشر في القطر والى آخر التحركات  التي شهدها الشارع مؤخرا من خلال رفضه القاطع للعدوان الصهيوني الغاشم على شعبنا العربي في فلسطين عموما وفي غزة على وجه الخصوص فقد اثبت الإحداث مرة أخرى وبما لا يدع مجالا للشك , أن هذا التيار كان وسيبقى طرفا أصيلا في معادلة تحرير أمته وتحررها من التجزئة والهيمنة والتبعية , و رقما عصياّ على كل محاولات التدجين والتشويه والاحتواء , ولئن كانت السلطة قد تمرست ومنذ عقود طويلة على قمع هذه الحركة وترويع أبنائها وترهيبهم حينا , وترغيبهم أحيانا أخرى بإنشائها بعض  » الأجهزة المشبوهة « حتى تكون حديقة خلفية لها , ومصائد للطامعين وأصحاب النفس القصير, فانه بات عليها أن تدرك اليوم وأكثر من أي وقت مضى أن إمعانها في مصادرة حق هذا الطرف الأصيل والفاعل , في امتلاك وسائط ومنبرا  » قانونيا » يعبر من خلالها عن أرائه وخياراته ويساهم عبرها في الدفع بحركة المجتمع نحو الأفضل إنما هي بذلك تسقط عن نفسها ورقة التوت وتكشف عن عدم مصداقية ماتتغنى به من « احترام لحقوق الإنسان والجماعات وحقهم في الرأي والتعبير والممارسة السياسية في ظل دولة القانون والمؤسسات ؟؟ ». اما الناصريين .. وكما قال عنهم الدكتور والمفكر الكبير- عصت سيف الدولة – في رده على سؤال طرحه عليه الصحفي – سليمان الحكيم – في حديث نشر له في مجلة المنابر حول طبيعة القوى المؤهلة لإحداث التغيير في الساحة العربية – قائلا : إنها القوى الناصرية ولاجدال في ذلك . نعم ..أي حل غير ناصري لمانحن فيه سيكون امتدادا لما نحن فيه , ولايعتبر حلا على الإطلاق , أما الحل الحقيقي فهو الحل النقيض , والحل النقيض هو الناصرية . النقيض للاستهلاك هو الإنتاج وهذا هو الناصرية , والنقيض للإقليمية هو القومية وهذه هي الناصرية , فالنقيض للتبعية هو التنمية وهذه هي الناصرية , والنقيض للاستسلام والتسوية مع العدو هو الصراع هذه هي الناصرية وهي  الحل . وماعلى الناصريين إلا أن يدركوا حقيقة دورهم ويعملوا من اجله .. واعتقد أنهم ليسوا بحاجة أن يستمدوا شرعية وجودهم من احد . فليكن الرفض حجة عليهم ودافعا لنا نحو مزيد من التمسّك بحقنا في التواجد والنضال حتى تحقيق غاياتنا النبيلة
 


إسترتيجيات القمع و المقاومة على الشبكة التونسية Nawaat

 
أنشر هنا تسجيلا مصورا للكلمة التي ألقيتها خلال المنتدى العربي الثالث للصحافة الحرة، الذي انعقد في العاصمة اللبنانية بيروت بين 12 و13 ديسمبر/كانون الأول 2008. الجلسة التي خصصت لمناقشة موضوع المعالم المتغيرة للتدوين العربي، ضمت كل من المدونة المصرية و نورة يونس، و المدونة السودانية كيزي شوكت، صاحبة مدونة “لا قبيلة لي“، و المدون السوري محمد عبد الله، صاحب مدونة “رايح ومش راجع“. و قد تحدثت في مداخلتي عن إستراتيجيات القمع التي تتبعها السلطة التونسية من أجل فرض قيود على حرية التعبير على الشبكة و الإستراتيجيات المضادة التي يتوخاها المدونون و النشطاء الرقميون التونسيون لممارسة حقهم في الوصول إلى المعلومة و إيصالها و التنديد بسياسة الحجب و الرقابة. و إثر الكلمة، إتهمني أحد “الصحفيين” التونسيين، الذين بعثهم النظام التونسي للتشويش على أعمال المنتدى، بكوني “ذيلا” من أذيال حركة النهظة الإسلامية، و بأن النشاط الألكتروني التونسي يمثل نموذجا من نماذج إستعمال القاعدة و المجموعات الإرهابية لتكنولوجيات الإتصال الحديثة. أكثر ما أغضبهم هو عندما عرضت شريط تتبع طائرة الرئاسة التونسية و استعمالها المشبوه الذي فضحه صديقي صدربعل و كذا شريط استعمال خدمة جوجل أرث لعرض أشرطة الفيديو الحقوقية التي حاصر بها نشطاء موقع نواة قصر الرئاسة بقرطاج. و كنت قد نشرت أيضا شريطا يعرض تصرفات هؤلاء “الصحفيين” التونسيين إثر مداخلة نزيهة رجيبة و مداخلة سهام بن سدرين خلال اجتماع مجموعة آيفكس لمراقبة أوضاع حرية التعبير بتونس. و كانت السلطات التونسية قد منعت الأستاذ محمد عبو و الصحفي لطفي الحيدوري من السفر إلى بيروت و حضور المنتدى.  

الرابط:
سامي بن غربية


حي عمر بن سليمان بالقصر : الفقر و البطالة

 
 
نشرة الهادي الرداوي  تمثل ولاية قفصة احدى الجهات ذات الكثافة السكانية بالبلاد ومع التزايد السكاني المطرد وتوسع المراكز الحضارية شأنها شأن بقية أنحاء البلاد تولدت مشاكل اجتماعية واقتصادية تبرز واضحة في عدة أحياء ومنها حي عمر بن سليمان بالقصر المعروف عنه انه نقطة تجمع لسكان الارياف النازحين من المعتمديات المجاورة بحثا عن ظروف عيش أفظل الا أنهم اكتشفوا ان الامر سواء في ريف قفصة او احيائها ولمزيد تسليط الضوء تحولنا على عين المكان والتقينا أحد سكان الحي (المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 16 فيفري 2009)  

الكبش الصغير أو الردّ على الدكتور المرزوقي

 
كتبه عبدالحميد العدّاسي وقعت عيناي – وأنا أتصفّح تونس نيوز الصادرة يوم 15 فيفري / فبراير 2009 – على نصّ كتبه الدكتور المنصف المرزوقي، أحد الوجوه التونسية البارزة في السوح العلمية والحقوقية والسياسية، وقد تناول القضيّة التي ملأت الدنيا صخبا ولغطا لتغطّي على أهمّ القضايا الحَريّة بالاهتمام وفي مقدّمتها غزّة وما يُحاك لأهلها الصامدين من دسائس مجرمة ومنها كذلك ما يدبّر بليل في أفغانستان وباكستان والعراق وفي البحار المتاخمة لبلاد المسلمين وقد اجتهد النّاس لخنق القرصنة والإرهاب كي يهنأ المتحضّرون بأكل لحومنا مشوية على الفسفور الأبيض مفرومة بالقنابل الذكيّة التي لا تحتاج في توجيهها حتّى إلى طيّارين صيّادين…  عرض الدكتور في مقدّمة مقاله وجهات النّظر المناصرة لعدم شرعيّة وأخلاقية اعتقال البشير ثمّ ختم المقال بالحديث العام الخاضع لصيغة الجمع فردّد شعارات غير ذات معنى، ليظهر نفسه في جوهر المقال من أنصار إحالة البشير على تلك المحكمة، محكمة الجنايات الدولية، معلّلا مناصرته تلك بـ » أنّ كل هذه التهم والشكوك في المحكمة الجنائية الدولية في محلّها تماما »!… فلعلّه عايش لمدّة طويلة أهل السودان وأهل دارفور على وجه الخصوص، أو لعلّه خبر المدّعي العام ووقف على صدقه ونزاهته وعدم انحيازه، أو لعلّ الكثير من التونسيين الذين تواجدوا بالسودان (وكنت لمدّة طويلة أعيش بالسودان) وفّروا له المعلومات الشارحة والبراهين القاطعة حتّى بات على هذه الثقة التامّة من صحّة الشكوك وذلك رغم تزاحم الحقائق المناديّة بخوائها! وممّا دفعني إلى الكتابة ومعارضة الدكتور فيما ذهب إليه – وأنا أحد الذين يعلّقون عليه بعض الآمال – هو تسخير الأوضاع المعيشة لقبول ظلم الظلمة وتشريعات الفاسدين، فرغم قناعة الدكتور بعدم تأثير هذه المحاكم وهذه الهيئات والتشريعات على الكبار الفاسدين ورغم تأكّده من وجود الكيل بمكيالين فإنّه لا يرى بأسا من استعمالها (المحاكم) ضدّ الصغار لإرهاب من تبقّى منهم دون النّظر إلى غيرهم، بل يرى ذلك كسبا للمناضلين الحقوقيين، وكأنّ القضيّة قد انحصرت في التشفّي من الرّؤساء العرب المسلمين الصغار الدكتاتوريين من طرف من يرميهم في الحفر أو من يسجنهم ثمّ يقتلهم بعقدة الانتصار على المسلمين!… وإنّي والله – رغم معارضتي الواضحة للكثير من حكّام العرب وفي مقدّمتهم حكّام تونس وكرهي الشديد لسلوكهم وسِيَرهم وأسفي القاتل على عدم التزامهم بتعاليم دينهم – لأحسب أنّ جرم غيرهم من الصهاينة والفاتحين والمتحضّرين في حقّنا نحن المسلمين يغطّي على جرائمهم فيحجبها… وإنّي لأحسب أنّ البشير ليس من الحكّام المجرمين في العالم العربي والإسلامي بل هو من أحسنهم إن لم يكن أحسنهم (كما سبق أن شهدت)… فالقضيّة إذن ليست فتح طريق أو إحداث فجوة فيها ولا هي تحقيق خطوة على مضمار المقاومة، بل القضيّة – حسب رأيي – تبدأ بالتعرّف على الخطأ والصواب وبفقه القضايا المثارة وبكشف الحقّ والباطل فيها وباكتشاف المقاصد من العمل وبفرض الأولويات وعدم إخضاعها لمنطق الكبير والصغير أو السهل والصعب، فإنّ الذي يقنع بالصغير لن يفرغ من مشاغب الصغار وإنّ الذي يتناول السهل ويتعوّد عليه لن يحدّث نفسه بكبائر الأمور… وعجبي كيف يركن الدكتور المرزوقي لهذا المنطق، وهو يرى محاكمنا في تونس لا تسلّط إلاّ على « الصغار » غير مكترثة بعربدة « الكبار » في البلاد ولا بفسادهم وإفسادهم؟!…  كنت أحسب أنّ غزّة ستساعدنا على على اختيار الموطإ الذي نقف عليه… وكنت أحسب أنّ أيادي السودان البيضاء برئاسة البشير على الكثير من التونسيين الضعفاء (وبعضهم من المرازيق)، الذين هجّرهم النّظام التونسي الديمقراطي الذي ليست له قضايا أمام المحاكم الدوليّة رغم صنائعه في قفصة وغيرها من البلاد، ستساعد على السعي لمعرفة الحقائق قبل الاندفاع وراء التأييد المتسرّع لتحكيم المجرمين في المسلمين!… يقول الدكتور في نهاية مقاله: « لنقبل إذن كعرب وأفارقة ومسلمين بالتضحية بهذا الكبش الصغير وهو رسالة مضمونة الوصول لمجانين خطرين وبلا ضمير قد يكفوا عنا شرهم على الأقل خوفا من إكمال بقية حياتهم وراء القضبان في دولة ترضى باستقبالهم على نفقتها المدة المحددة من قضاة لاهاي يحكمون بنفس الصرامة ضدّ « الكبار » و » الصغار »،  وأقول: لنبدأ بالكبار فإنّ العدالة إذا اقتصّت من « الكبير » ردعت الصغير وأصلحته، ويوم تفرغ العدالة من الكبار وتمدّ يدها للصغار فلتبدأ بالمجرمين الحقيقيين وإن حُرِمَت بلدانهم الثروات الطبيعيّة؛ فإنّ دارفور ترقد على مخزون هائل قد لا يصل إليه الفاتحون ومحاكمُهم إلاّ بوضع الصفّادات في أيدي البشير الجعلي السوداني العربي المسلم الشهم!…

تونس: وطن وبوليس ورشوة

في منطقة الأمن بباجة (2)

 
 بقلم: جيلاني العبدلي   خلال السنة الدراسية 1980- 1981 شهدت المعاهد الثانوية بمدينة باجة إضرابا تلمذيا  توقفت على إثره الدراسة وقد كنت من نشطائه. كان تدخل البوليس لفض الاحتجاجات عنيفا، حتى أنّ التلاميذ شُرّدوا وتحصنوا بالمرتفعات المحاذية للمدينة إلى حين انسحاب قوات الأمن المرابطة حول المعاهد. ولما كنت بصدد عبور وسط المدينة، متوجها إلى منزل أحد أقاربي حوالي الساعة الحادية عشرة، استوقفني في نهج باب الجنائز زميلان، وجعلنا نخوض في أمر الإضراب، وبمجرد انصرافهما، أمسك بي عونا أمن بالزي المدني، وعززهما آخران، وأحكم أحدهما قبضته في حزامي الخلفي،  وحولوا وجهتي إلى سيارة مدنية رابضة على مقربة من ضريح الولي الصالح سيدي بوتفاحة، وزجوا بي داخلها، وتنافسوا في رفسي، وشنفوا أذنيّ بألفاظ سوقية تهتز لها الجبال، وهم يتوعدونني قائلين:  » اليوم……أمك…… يا ولد… »، ثم انطلقوا بي إلى مقر فرقة الأبحاث بمنطقة الأمن الوطني. حين وصلنا، دفعوا بي أمامهم في اتجاه المدخل الرئيسي وهم يعنفونني، ويربكونني، منهم من يلطمني من الخلف، ومنهم من يلكمني بأم يده بين كتفيّ، ومنهم من يركلني بحذائه الناعم قائلا: « امش، لا تلتفت يا ابن… ». أدخلني عونان لطيفان إلى غرفة الإيقاف، وأفرغا في جسمي النحيل غضبهما، وتركاني  طريحا على الأرضية الملوثة، ثم أغلقا الباب خلفهما، وغادرا. هي نفس الغرفة التي سبق أن حُبست فيها، مازالت غرفة لائقة ببني البشر كسابق عهدي بها، مازالت محافظة على طابعها المقرف، وروائحها الكريهة، وضوئها الخافت، وفراغها القاتل. مكثت هناك مطرقا تارة، محملقا في الفراغ أخرى، وأنا أسترجع ما عشته فيها من ذكريات سيئة، وأتصفح ما انطبع في ذاكرتي من صور قاتمة. مكثت على تلك الحالة زمنا طويلا جاوز الساعة الثانية بعد الظهر، دون أن يُفتح باب غرفتي، فسبحت في خيالات مخيفة أيما سباحة، وتهاوت أمامي كوابيس مرعبة، من وحي ما يُشاع  من أهوال دهاليز التعذيب وفنون الحطّ من الكرامة الإنسانية.  وبينما أنا على تلك الحالة من العطش والجوع والإنهاك والتداعي والوساوس والمخاوف، دخل عليّ عونان، وجعلا يسألانني: ما أسماء من كانوا يحرضّون على الإضرابات؟، ومن كانوا يقفون معي في نهج باب الجنائز؟، وأين كنتُ أتّجه في تلك اللحظة؟. ولما كانت إجاباتي عامة وغير دقيقة، انقضّا عليّ تعنيفا على كامل أنحاء الجسد وأشبعاني إذلالا بغريب الألفاظ وفاحش الأقوال، ثم انصرفا وهما يتوعدانني بمشوار مشؤوم لم أعرفه في حياتي وأغلقا خلفهما باب غرفتي، وظللت دامع العينين، مكروبا، مرتبكا.  هكذا شب في نفسي إحساس بالقهر، وأخذ يكبر في داخلي ويرسم في ذهني صورة شيطانية لعون الأمن في وطني. حتى عجلة الزمان خُيّل إليّ أنّ البوليس يحكم دورتها، فالدقائق كانت تمر كأنها أيام، والساعات كانت تمر كأنها أعوام.     في حدود الساعة الخامسة، فتح أحد الأعوان الباب بعنف وخاطبني بخشونة واقتضاب قائلا: « تعال معي » فانتابتني رجفة ومشيت خلفه متهالكا، وإذا بي في مكتب رئيس الفرقة حمادي بالعربي الذي بدا هادئا على غير فظاظته وطالبني بالجلوس فجلست.  قال: « في السنة الفارطة، حين عرضت عليك المساعدة لأجنّبك أناسا في قلوبهم مرض لم تكن عند حسن الظن وها أنت تقع في حبالهم من جديد وتشاركهم بث الاضطرابات وتهديد الأمن »، ولما هممت بمقاطعته لأدفع عنّي تهمته التي تضمنها كلامه لم يتح لي الفرصة واسترسل يقول:  » حين تخبرنا بأسماء الأشخاص الذين يهددون الأمن والمصلحة العامة لا تكون قد أتيت عملا قبيحا فالمثل يقول: ليس الأولى أن تبكي أمي أنا بل الأولى أن تبكي أمهات الآخرين، هذه حكمة الأجداد وليس كلاما من عندي، أنت طائش لا تحسن التقدير والتدبير، والمحترفون حين يفعلون فعلتهم يفرّون من الوهلة الأولى ويقع أمثالك في الفخ، فلماذا لا تحمي نفسك من هؤلاء الأشرار حتى لا تجني جريرة أعمالهم، بإمكانك ذلك، الأمر بسيط، تخبرنا بأسمائهم، ولا تخش في الأمر شيئا، لن نصرح لأحد بما تخبرنا به، هذا سر نحفظه لك، نعدك بذلك، وإذا خشيت أن يرصد البعض ترددك علينا، أعطيتك رقم هاتفي وليكن التواصل معك عن بعد، الأمر في غاية البساطة وأنا أريد حمايتك، وإذا احتجت مساعدة ساعدتك، أما إذا كنت دون المستوى ووقعت مرة أخرى في قبضة أعواننا سأكون عندها مضطرا لتطبيق القانون ولن ينفعك الندم، أنا أخاطبك في محل والدك وهذه فرصتك الأخيرة، خذ، هذا رقم هاتفي، اتصل بي إذا فضّلت عدم القدوم إلى هنا، يكفي أن تحدد أسماء المشاغبين وفصولهم، ونحن نأخذ الإجراءات اللازمة، ونؤمّن لكم السير الطبيعي للدراسة، وفي ذلك مصلحة الجميع بما في ذلك مصلحتك، أتمم دراستك وأثلج صدري والديك، ثم اختر بعد ذلك الطريق الذي تراه مناسبا. كنت مطرقا أمامه وهو يحشو رأسي بخطاب طويل فهمت غايته من مقدمته ، غايته أن أكون مخبرا للبوليس، أحصي أنفاس نشطاء زملائي من التلاميذ، وأبلّغ غنهم في الحال قبل فوات الأوان، هذا بالضبط هو المطلوب.  تسلّمت جذاذة خُطّ عليها رقم الهاتف، ودسستها في جيبي، وانصرفت، وقد بدا رئيس الفرقة مرتاحا لتأثير مواعظه في نفسي ولما لاحظه عليّ من علامات التجاوب. غادرت، وأنا أستمد قدرتي على الحركة من سعادتي الغامرة بحدث خروجي من المحنة بأخفّ الأضرار.   – يتبع جيلاني العبدلي: كاتب صحفي ناشط حقوقي وسياسي Blog : http://joujou314.frblog.net Email : joujoutar@gmail.com
 


اتصالات تونس: مضاعفة لسرعة الخدمة وتمييز بين الحرفاء
 
صابر التونسي زفت اتصالات تونس لحرفائها بشرى مفادها أنها ستضاعف من سرعة إبحارهم على « النت » دون أن ترفع في الثمن. ولكن الأكيد أن الحرفاء لن يتمتعوا بهذا العرض دون تمييز. ذلك أن اتصالات تونس قد دأبت عن قطع الخدمة على الصحفيين المستقلين والمعارضين والحقوقيين دون سبب ورغم التزامهم بالدفع في الآجال المحددة، مع العلم أن قطع الخدمة يحصل عادة من اتصالات تونس وليس من المزود وهو ما حصل مع السيدة أم زياد رئيسة تحرير كلمة بسبب لقاء جمعها مع زملائها على « النت »، ولا ندري إلى متى يستمر التمييز بين المواطنين على خلفيةِ توجهاتِهِم السياسية أو أنشطتهم العامة! مسعود الرمضاني يشكو من حصار أمنيّ مضيق! أصدر السيد مسعود الرمضاني رئيس فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالقيروان، و منسق اللجنة الوطنية لمساندة أهالي الحوض المنجمي بيانا للرأي العام الوطني، ذكرفيه أن حصارا أمنيّا مفروضا عليه ويلاحقه في كل مكان، في حياته الخاصة والعامة. وذلك على خلفية نشاطه الحقوقي ومساندته لقضية أبناء الحوض المنجمي. (المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 15 فيفري 2009)


 
تونس والاتحاد الأوروبي: الشراكة المميّزة « فعل » لا « ورقة عمل »
 
لطفي حيدوري نشرت يومية الصباح التونسية منذ أيّام خبرا مفاده أنّ دوائر حكومية منكبّة على إعداد مذكرة للاتحاد الأوروبي تتضمن إجابات على الشروط التي طرحها الجانب الأوروبي لتمكين تونس من منزلة « الشريك المميّز ». وانّ هذه الشروط تشمل إصلاحات اقتصادية وقانونية وقضائية إلى جانب مسائل سياسيّة وإعلامية. سارعت وزارة الخارجية بالردّ على هذا الخبر مؤكّدة أنّ الحصول على مرتبة « الشريك المميّز » لا يخضع لأحكام أو شروط مسبقة وأنّ الحركية القائمة تتعلق « بالتنسيق والتشاور مع مختلف الأطراف التونسية المعنية بتطوير العلاقات مع الاتحاد الأوروبي، قصد صياغة ورقة عمل تؤسس لمرحلة جديدة في هذه العلاقات المتميزة، في إطار الاحترام المتبادل ». الردّ الرسمي حاول أن يستبعد وجود أية عراقيل أمام حصول تونس على تلك الصفة وتحدّث أيضا عن « تمش إصلاحي في جميع المجالات » يلاقي استحسانا لدى الدول الأوروبية. لكنّ ما يعتبره الطرف التونسي إنجازات كافية لتطوير علاقته بأوروبا لم يؤهّلها للحصول على هذه المرتبة التي أسندت إلى المغرب الأقصى منذ 2007، رغم أنّ تونس كانت أول بلد يوقّع اتفاقية الشراكة مع أوروبا سنة 1995، فالأمر يتعلّق دون شكّ بتحفّظات على أداء الجانب التونسي وبمدى احترامه لتعهّداته. فقد أنشأ الاتحاد الأوروبي مكانة « الشريك المميّز » على أن تكون آلية تحفيز عوض آليات العقاب المعمول بها دوليا. وهذا ما يفسّر عدم تأثّر العلاقات الأوروبية التونسية بما يجري في الساحة التونسية من انتهاكات صارخة عاينتها كثير من الأطراف الأوروبية وشكّلت بالأساس خرقا للبند الثاني من الشراكة المتعلق باحترام حقوق الإنسان وتعزيز الديمقراطية. لم يصدر أي لوم رسمي لتونس بل رأينا أحيانا تشجيعا لنهجها، أمّا درجة التقدّم فإنّها تقاس بغيرها من دول المنطقة، وهذا ما سمح للمغرب بالحصول على صفة استثنائية عندما حاولت التقدم بالإصلاحات بشكل متكامل. ولذلك كانت ألية التحفيز هذه لتمييز الشركاء، وهو ما يفسّر عدم حصول تونس عليها لأنّه لن يكون لها معنى إذا حصل عليها الجميع، وحديث الخارجية التونسية عن « إعداد ورقة عمل » لا معنى له لأنّ المطلوب هو العمل. لم تفلح إذن تصنيفات دافوس وعشرات شهادات الثناء وأكثرها اقتصادية، من هيئات وشخصيات عربية ودولية كان آخرها تصنيف تونس الأولى عربيا في مستوى العيش الجيّد فضلا عن المقالات المدفوعة الأجر في صحف ووكالات عربية. وذلك كلّه رصيد معنويّ تواجه به الحكومة التونسية الرأي العام الداخلي. لا تزال هناك تحفظات على أداء تونس وهي سياسية بالأساس تتعلق بحقوق الإنسان وبناء دولة القانون واستقلالية القضاء، ومن المثير للسخرية في هذا الوقت بالذات الحديث عن إعداد ورقة عمل من اجل مكانة « مميّزة » بعد أن شهد الرأي العام الدولي قبل المحلّي بما حصل من تدهور خطير في تونس خلال بداية العام الجاري من قمع للتظاهر السلمي واعتداءات على صحافيين ومدافعين عن حقوق الإنسان ومصادرة صحف وغلق مكتب إذاعة مستقلّة وصدور أحكام مشدّدة على نقابيين قاموا بتأطير احتجاجات سلمية… فبالرغم ممّا تتيحه درجة التميّز من آفاق مهمّة كحضور اجتماعات الاتحاد الأوروبي وأسبقية التمويل وصفة المراقب يبدو أنّ السلطة التونسية مطمئنّة لوضعها الحالي خاصّة مع إمكانية « الامتياز » في علاقات أحادية مع دول أوروبية أساسا الجنوبية منها تغني عن تكاليف الشروط الحقوقية. (المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 15 فيفري 2009)


بن علي يطالب بمضاعفة الجهود لتجاوز صعوبات العمل المغاربي

 

 
تونس (رويترز) – طالب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي يوم الاثنين قادة اتحاد المغرب العربي الذي يضم 5 بلدان بمضاعفة الجهود من اجل تجاوز الصعوبات لتفعيل العمل المغاربي المشترك ضمن الاتحاد المتعطل بسبب خلافات بين بعض اعضائه. وقال بن علي في رسائل وجهها الى القادة المغاربة في الذكرى 20 لقيام الاتحاد « ان الايمان بالمشروع المغاربي والتمسك بالاتحاد كخيار استراتيجي لا محيد عنه يمليان على قادة المنطقة مضاعفة الجهود من أجل تجاوز الصعوبات ورفع التحديات ». ولم يعقد اتحاد المغرب العربي الذي أنشئ عام 1989 ويضم نحو 80 مليون نسمة منتمية الى خمسة بلدان هي المغرب وتونس والجزائر وليبيا وموريتانيا سوى قمة واحدة عام 1994 بالعاصمة التونسية. ولايزال العمل المغاربي معطلا بسبب خلافات سياسية بين عدد من اعضائه ابرزها الخلاف السياسي بين الجزائر والمغرب الذي يرجع أساسا الى النزاع بين المغرب وجبهة البوليساريو حول مسألة الصحراء الغربية. واضاف الرئيس التونسي انه حريص على مواصلة العمل المشترك من أجل دعم بناء الصرح المغاربي ومزيد تفعيل مؤسساته وهياكله بما يؤسس لمرحلة جديدة لتجسيد هذا المشروع الحضاري الذي يثل مطحا تاريخيا واطارا أمثلا للتعاون. وظلت التبادل التجاري مثلا ضعيفا بين بلدان الاتحاد اذ لم تتجاوز نسبته 4 بالمئة من جملة التبادل التجاري مع الخارج المقدر بنحو 137 مليار دولار. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 16 فيفري 2009)

على اعتبارها عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2009

عرض فرجوي كبير في القيروان

 
القيروان عاصمة الثقافة الإسلامية لسنة 2009 عنوان لم يتأسس من فراغ… محطة تاريخية وحضارية وإنسانية هامة تلك التي تستعد لها منذ فترة تلك المدينة العريقة المؤسسة منذ سنة 50 للهجرة الموافق لـ670م، هذه الأرض الطيبة وقع إدراجها ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي وعلى أديمها أقام عقبة بن نافع ذلك الجامع الأعظم. القيروان كانت وما تزال منارة تعليمية هامة إلى جانب جامع القرويين بفاس والجامع الأزهر بالقاهرة ومنها ظهر أعلام على غرار: أسد بن الفرات، أحمد بن الجزار، الحسن بن رشيق، علي الحصري وبعدهم الشاذلي عطاء الله ومحمد الحليوي والقائمة تطول ومعين العلوم في القيروان لا ينضب.  تستعد القيروان هذه الأيام برعاية من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث لتتسربل بأحلى حلّة ولتكون في الموعد مع الابداع والامتاع والمؤانسة، ضربة الانطلاق ستعطى يوم 8 مارس القادم بموكب في صحن الجامع بحضور شخصيات سياسية وثقافية مرموقة ثم سيكون اللقاء الثقافي الكبير يوم 10 مارس بعرض مشهدي احتفالي ضخم يدوم ساعة من الزمن يجمع بين نفاذ الصورة، وسحر الإضاءة وعذوبة الصوت «القيروان الخالدة» عرض فرجوي وصف بالملحمي يؤلف بين النص والموسيقى والإبهار سيحتضنه جدار كبير هناك في القيروان، وسيتابعه من خلال خيمة عملاقة تجهّز للغرض قرابة 500 مشاهد، هذا إضافة إلى شاشات أخرى عملاقة ستنقل هذا العمل إلى أكبر عدد من المتيّمين بحب القيروان هذا العمل صاغه الأستاذ علي اللواتي ونسج منظومته الموسيقية مراد الصقلي أما الإخراج فهو لإلياس بكار. ولأن تونس تبقى دائما أرض اللقاء بين مختلف الثقافات فإن هذا الإنجاز الفني سيكون في ذات الآن بثلاث لغات: العربية والفرنسية والانقليزية. وفي هذا الإطار تحرص كل الأطراف الساهرة على إنجاح هذه التظاهرة على تهيئة ساحات أولاد فرحان وعقبة وباب الجلادين لتكون منارات تحيط بالجوهر باللب بالقيروان التي تنبعث من بين منازلها وأرباضها رسالة التسامح والتثاقف والسلم من أرض ابن شرف ستقدم بلادنا صورة الإسلام الحضاري الذي يؤمن بالاختلاف في واقع التماهي. القيروان ستفتح ذراعيها لاستقبال ضيوفها وهي جاهزة كأحسن ما يكون لتحتضن الندوات والمطارحات الفكرية. نبيل الباسطي (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 16 فيفري 2009)


من قانون «الباربول» الى إمتحان «الكاتريام»
 
حافظ الغريبي قرار إلغاء امتحان نهاية السنة لتلاميذ السنة الرابعة أساسي الذي أعلن عنه وزير التربية والتكوين مؤخرا أعاد بيّ الذاكرة الى جلسة برلمانية عقدت منذ سنوات قليلة.. جلسة برلمانية تخللها عرض مشروع لم نعتد سماعه.. فلا هو بمشروع قانون ولا هو اتفاقية… لقد كان مشروع إلغاء قانون.. نعم إلغاء قانون.. قانون لم تتجاوزه الاحداث لقدم تشريعه بل تجاوزته الأحداث لأنه لم يجعل على مقاسها ومقاس التطور المنتظر. فقانون فرض آداء على هوائيات إلتقاط برامج القنوات التلفزية عبر الاقمار الصناعية.. الذي اعتبره جلّ التونسيين بل قل 99,99% منهم غير عادل واحتجوا في صمت لوضعه… ولد «حيّا ميّتا» ورغم المجهودات التي بذلت لإنعاشه من لدن مصالح المراقبة البلدية المعزّزة بكل أنماط المراقبة الخفيّة فإنها لم تقدر على ذلك فظلّ يحتضر الى حين إقرار البرلمان الموت الرحيم له.. مجهودات لو بذلتها المراقبة البلدية لمنع البناء الفوضوي لمكّنت خزينة الدولة من ربح مئات الملايين من الدنانير التي انفقت وستنفق لتهذيب ما أفسده إهمالهم وأشياء أخرى لا يسمح المجال بذكرها. إمتحان الكاتريام بدوره تم إقراره رغم احتجاج رجال التعليم والأولياء وقد تعلل الوزير السابق وكبار موظفي الوزارة بأنه ليس من المعقول أن يظل التلميذ دون اختبار حقيقي لمستواه الى حين ارتقائه للمرحلة الثانية من التعليم الأساسي.. مؤكدين أن هذا الامتحان هو تقييم وليس انتقاء.. اليوم غادر الوزير القربي الوزارة وظلّ كبار موظفيها في مواقعهم.. فماذا تغيّر يا ترى؟ هل خلـص الـوزير بـن سالم -برغم الأشهر القليلة التي قضاها- أن لا جدوى من هذا الامتحان أو تراه تسرّع في اتخاذ القرار.. أم ترى مسؤولو الوزارة أقرّوا بفشل التجربة أو لنقل بانعدام جدوى هذا الامتحان التقييمي بعد تقييمه كما تردد رسميا فاقترحوا على الوزير إلغاءه.. ثم لماذا يترك هذا القرار مؤجلا للسنة المقبلة؟ فهل معنى ذلك أن قرار الإلغاء هو بمثابة الشجرة التي تحجب الغابة وأننا سنشهد تعديلا في نظام المقاربة بالكفايات؟ مهما يكن الامر فإنّ قرار فرض امتحان الكاتريام وقانون الاداء على الباربول وغيرهما من القرارات والقوانين التي لاقت نفس المصير أو مصيرا مشابها على غرار قانون منع التدخين الذي ظلّ حبرا على ورق تقيم الدليل أن من واجب كل من يقرر التروّي أكثر ما يمكن.. لأنه الأسوأ من فرض قرار أو سنّ قانون غير قابليْن للتطبيق أو غير شعبييْن… هو إلغاء هذا القرار أو ذاك القانون.. لأن الإلغاء يقيم الدليل على أن المسؤول أخطأ مرتين.. أخطأ عندما سنّ وعلّل بما لا مجال فيه للدحض.. وأخطأ عندما ألغى ما قرره بحجة أن التقييم أثبت عكس ذلك.. فمن ترى يصدّقه في مرّة قادمة؟ (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس) الصادرة يوم 16 فيفري 2009)


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ  غزة فصل جديد من حرب التحرير الوطنية في فلسطين
 
حقيقة الكيان الصهيوني: منذ أن انتصب الكيان الصهيوني في فلسطين وهو يعمل جاهدا على الاستحواذ على مزيد من الأرض وتفريغها من أصحابها الشرعيين بترهيبهم وتهجيرهم وتقتيلهم إن لزم الأمر في حملات إجرامية متواصلة لتحقيق أهداف المشروع الصهيوني الذي انطلق منذ أكثر من قرن من الزمان وتجسد كيانا غاصبا في فلسطين منذ أكثر من ستة عقود. ويقوم هذا الكيان على جملة من المنطلقات العنصرية والتي تدّعي أن فلسطين هي « أرض الميعاد » ليهود العالم وأن هذه الأرض يجب أن تطهّر من « الأغيار » حتى وإن كانوا أصحابها منذ آلاف السنين، وبموجب خرافات عقائدية تصعّد لمستوى العقائد الإيمانية الجازمة تتحوّل عملية تفريغ فلسطين من سكانها الأصليين وبقطع النظر عن ديانتهم الإسلامية أو المسيحية إلى واجب مقدّس، وبات افتكاك مزيد من الأرض وبشكل متواصل من خلال حملات الاستيطان حاجة ضرورية وحيوية للعقيدة الصهيونية التي تعمل على نقل يهود العالم إلى أرض فلسطين وتمكينهم من كل التسهيلات والتشجيعات للإقامة الدائمة بها على حساب طرد أهلها وأصحابها وفق قانون العودة الصهيوني الشهير الذي يعلن حق أي يهودي في أية قارة كان في دخول فلسطين وامتلاك أرضها حال وصوله إليها. ولكن كيف يمكن تحقيق ذلك؟ إن ذلك لا يمكن أن يتحقق إلا بتنظيم حملات الهجرة الصهيونية من مختلف بقاع الأرض لمعتنقي الديانة اليهودية سواء أكانوا أوروبيين أو أمريكيين أو أفارقة أو أسيويين من مختلف القوميات والأعراق التي تعمّر الكرة الأرضية وقد انطلقت حملات الهجرة هذه من القرن التاسع عشر ومازالت مستمرة دون انقطاع، لتنقل أعداد اليهود في فلسطين التاريخية من بضعة آلاف في بداية القرن الماضي إلى أكثر من ستة ملايين حاليا[1]. ولكن فلسطين ليست أرضا بلا شعب لشعب بلا ارض مثلما تزعم الدعاية الصهيونية، لذلك لابد من إخلائها من سكانها الشرعيين ليتيسر انتصاب المستوطنين الصهاينة بها، ولم تكن الإغراءات المادية وعملية التفويت العادي في الأرض كافية، لذلك كان لزاما فرض ذلك بقوة القهر وهكذا ارتبط تاريخ إنشاء الكيان الصهيوني بتاريخ المذابح الدموية التي ارتكبتها عصابات التأسيس للكيان مثل « الهاجاناه » و »ارجون » و »شتيرن » وغيرها والتي امتد عملها منذ بدايات الاستيلاء القسري إلى سنة النكبة 1948 وتواصلت تلك المهمة باعتبارها الدور الأساسي للكيان المعلن والذي دخل في سلسلة من الحروب لم تنته منذ النكبة إلى الآن، أي منذ 1948 إلى 2009 مرورا بـ56 و67 و73 و82 و2006 وهي المحطات الكبيرة ضمن مسار من الحرب المتواصلة أشعلت المنطقة من فلسطين إلى الأردن وسوريا ولبنان ومصر وامتد شرارها إلى أبعد من ذلك ليطال تونس في المغرب العربي والعراق في المشرق مرات عديدة. وكانت حصيلة كل ذلك سلسلة من الجرائم المروّعة مازال ذكرها يتردد من دير ياسين إلى كفر قاسم وجنين وغزّة في فلسطين إلى صبرا و شتيلة و قانا بلبنان و بحر البقر في مصر وحمام الشط في تونس. ·المشروع الصهيوني: مشروع استعماري امبريالي: لقد ارتبط المشروع الصهيوني منذ انطلاقه بالمشاريع الاستعمارية الامبريالية في الوطن العربي، فقد كان مشروعا استعماريا استيطانيا انطلق تحت رعاية الامبريالية البريطانية التي أصدرت حكومتها وعد بلفور المشؤوم في 2 نوفمبر 1917 والذي تعهد بمساعدة الحركة الصهيونية على إقامة « وطن قومي » لليهود في فلسطين، واستمرت بريطانيا ساعية بكل الطرق لتحقيق ذلك وتثبيته. وتظافرت تلك الجهود مع جهود الامبريالية الأمريكية والفرنسية وأصبح المشروع الصهيوني مشروعا مندمجا اندماجا عضويا بأهداف الامبريالية العالمية في المنطقة التي كانت رازحة تحت الاستعمار المباشر الانجلوفرنسي، ثم تحت مساعي الهيمنة الاستعمارية الجديدة، التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، لقد كانت الأهداف الامبريالية واضحة في المنطقة فهي أهم منطقة منتجة للنفط في العالم وتزخر بالثروات الطبيعية على اختلاف أصنافها، وتمثل السيطرة عليها أحد مفاتيح السيطرة على الاقتصاد العالمي، كما أن الموقع الاستراتيجي للمنطقة دفع القوى الاستعمارية للهيمنة عليها فهي تقع في ملتقى القارات القديمة الثلاث (أوروبا/آسيا/وإفريقيا) وتربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وتطل على المحيطات الكبرى وتتحكم في مضايق التواصل معها من جبل طارق إلى خليج عدن ومضيق هومز. وفي مواجهة الأطماع الاستعمارية تتوق جماهير هذه المنطقة العربية إلى التحرر من الهيمنة الاستعمارية وتتطلع إلى التحكم في ثرواتها ومقدراتها، وتسعى إلى تحقيق وحدتها القومية وتقدمها الاجتماعي والحضاري. وهكذا نشب في المنطقة صراع استراتيجي بين مشروعين كبيرين مشروع التحرر الوطني العربي ومشروع الهيمنة الامبريالية المتحالف عضويا مع المشروع الصهيوني. وقد تمّ توظيف الجرائم النازية ضد اليهود خلال الحرب الامبريالية الثانية لتسريع انجاز المشروع الصهيوني، وحشد التعاطف معه باعتباره تعويضا لليهود عما لحقهم من مآسي، وهكذا أصبح المشروع الصهيوني الامبريالي في فلسطين أبشع مظلمة إنسانية تعرّض لها شعب في التاريخ، إذ أن شعب فلسطين قد تعرّض ويتعرض للقتل والتشريد منذ عقود للتكفير عن جريمة ارتكبها الامبرياليون النازيون في أوروبا، جريمة استعملت ذريعة لتغطية مخططات الامبريالية التي تقلب الحقائق وتشوه التاريخ وتوظف الأديان والأساطير والخرافات لتنفيذ مشاريعها المبنية على النهب والاستغلال والهادفة للسيطرة على جماهير المنطقة والتحكم في ثرواتها ومقدراتها. ·الجماهير تقاوم الاحتلال الصهيوني والهيمنة الامبريالية: لقد واجهت الجماهير في فلسطين المشروع الصهيوني بمقاومة صامدة على امتداد عقود امتدت من بداية القرن الماضي ومازالت متواصلة رغم مرورها بفترات تأجج وفترات خفوت لكنها لم تنقطع حتى في أحلك الفترات، وقد ارتبطت بعموم نضال جماهير الأمة العربية المضطهدة من أجل تحررها وبناء وحدتها وتقدمها وقد أدى ذلك إلى سلسلة من الحروب والانكسارات واستطاعت الامبريالية والصهيونية خلالها احتلال كامل أرض فلسطين التاريخية خلال حرب 1967 وأجزاء من مصر وسوريا والأردن وفرض توقيع معاهدات الاستسلام على النظام المصري في كامب ديفد وعلى النظام الأردني في وادي عربة. ولكن المشروع الصهيوني الراغب في توسيع الاستيطان لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى، والذي لا يمكنه أن يتوقف عن قضم مزيد من الأرض لا يمكن أن يوفّق إلى أي صيفة من التعايش السلمي مع شعوب المنطقة بل إن نهاية ديناميكية الاستيطان الاستعماري لديه يعني نهايته الحتمية لذلك لم تكن اتفاقيات الاستسلام المتتالية من كامب ديفد إلى أوسلو التي قبلت فيها القيادة الفلسطينية بالتخلي عن الكفاح المسلح لاسترداد الحق الفلسطيني، واعترفت بالكيان الصهيوني وطمعت في الحصول على كيان فلسطيني ولو على جزء يسير من فلسطين لم تكن مجدية في تحقيق أي مكسب، وتتالت التنازلات الفلسطينية والعربية لتقبل بالأرض مقابل السلام ولترضى بخارطة الطريق الأمريكية الداعية لإقامة كيان فلسطيني هزيل إلى جانب كيان صهيوني مهيمن لكن حتى ذلك لم يكن مقبولا من قبل الصهاينة لأن مشروعهم في الحقيقة يقتضي إزالة شعب من أرضه والتوسع الاستيطاني على حسابه باستمرار. كما أن المقاومة الوطنية ذات العمق الشعبي في فلسطين ولبنان خاصة قد تواصلت واستعصت على محاولات الإخضاع فقد أجبرت المقاومة الوطنية الشعبية الاحتلال الصهيوني على الاندحار في جنوب لبنان وألحقت به هزيمة حقيقية في حرب تموز/جويلية الشهيرة سنة 2006 وتطورت المواجهات المسلحة ذات العمق الشعبي بعد الانتفاضات الثلاث الشهيرة في الأراضي الفلسطينية وبعد الصمود أمام الاجتياح في جنين رغم الجرائم الصهيونية البشعة، وكانت حرب الـ22 يوما الأخيرة في غزة تتويجا لمسار جديد من المقاومة المسلحة ذات العمق الشعبي وبداية لظهور مؤشرات إيجابية عديدة على المستوى الفلسطيني والعربي والأممي. ·الحرب على غزة نهاية مرحلة وبداية أخرى: لم تكن الحرب على غزة عملا مفاجئا بل كانت نتيجة حتمية لما بات يصطدم به المشروع الصهيوني من أفق مسدود، فإزاء تواصل المقاومة في قطاع غزة والتي تباشرها فصائل عديدة من داخل منظمة التحرير[2] مثل الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية وفتح، وفصائل من خارجها مثل حماس والجهاد وفي ظل قطيعة حاصلة في القطاع مع خط التفريط الذي يقوده عباس من رام الله وفي ظل تباين مع خط التفريط والمهادنة الذي مثله محور الاستسلام المصري السعودي، وفي ظل تأزم النظام الامبريالي العالمي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، هذا التأزم الناتج عن تصاعد فشل سياسات الاحتلال في العراق وأفغانستان، و التغيير الذي بدأ يظهر في موازين القوى العالمية بعد حرب القوقاز بين روسيا وجورجيا، وبداية تصدع النظام العالمي أحادي القطب بزعامة أمريكا وفي ظل أزمة مالية عالمية عاصفة أشّرت على تصاعد مصاعب النظام الرأسمالي المعولم، في ظل كل هذه الظروف انطلقت جريمة العدوان على غزة بعد فترة من الحصار طالت الطاقة والغذاء وفشلت في إخضاع إرادة المقاومة. لقد شن الكيان الصهيوني حربه في ظل مزايدات انتخابية بين أحزابه الصهيونية وأدعى ثالوث الإجرام (أولمرت/باراك/ليفني) أنهم سينهون إطلاق الصواريخ من غزة على جنوب فلسطين المحتلة وسيخضعون القطاع لاحتلالهم مجددا ويقضون على كل نفس مقاوم كما ساندهم المتواطئون العرب من الأنظمة العميلة وعطلوا عقد أي اجتماع حاسم لإدانة العدوان واتخاذ اجراءات رادعة ضده عربيا أو دوليا، وواجهوا بالقمع مظاهرات التنديد بجرائم الصهيونية كما تمتع العدوان على غزة بغطاء امبريالي أمريكي أوروبي ظهر جليّا قبل الحرب وخلالها وبعدها، ظهر في مداولات مجلس الأمن حول قرار وقف إطلاق النار، وخلال قمة شرم الشيخ, لقد قرر الكيان الصهيوني شنّ العدوان بدعم أمريكيّ لا مشروط تجسّد في المظلة السياسية، والإمداد بالمعدّات والذخائر خلال الحرب وبعدها، ومثّل إسناد الاتحاد الأوروبي للكيان صفة « الشريك المفضّل » سندا آخر، وكان التواطؤ المصريّ واضحا خاصة بعد أن أعلنت وزيرة خارجية العدو عن انطلاقه ضمنيّا خلال ندوتها الصحفية الشهيرة في القاهرة و ظهر عجز المنظمات الدولية، وكيلها بمكيالين وتهاوت ادعاءات المؤسسات الدولية المناهضة لجرائم الحرب ضد الإنسانية، وافتضح انحيازها الأعمى للصهاينة الذين ارتكبوا من المجازر في ثلاثة أسابيع ما يندى له جبين الإنسانية. فكان استشهاد أكثر من 1300 مواطن المئات منهم من الأطفال والنساء والمسنين، ومن طواقم الإسعاف وسقوط الآلاف من الجرحى والمشوهين بأسلحة حارقة ومسرطنة محرّمة دوليا من صنع أمريكي في الغالب، بعضها يتم تجربته لأول مرة في ميادين الحروب، أو ليست الحرب هي خير وسيلة لتجاوز أزمات النظام الامبريالي؟ ! وهذا درس قديم نراه يتكرر مرة أخرى ولكن هذه الحرب لم تكن كسابقاتها. لقد صمدت المقاومة رغم الجرائم البشعة ضد المدنيين وتمكنت من تكبيد المعتدين خسائر هامة في الأرواح والمعدات وواصلت التحدي المعنوي بإطلاق الصواريخ حتى بعد إعلان العدو لإيقاف إطلاق النار من جانب واحد. وعجز العدو عن تحقيق أهدافه المعلنة واضطر للانسحاب المتسرّع وأعلن اتفاقا مع إدارة بوش عشية رحيلها لضمان عدم إدخال السلاح بآلية دولية تشارك فيها مصر والاتحاد الأوروبي، ولكن النظام المصري الذي كان يترنح تحت وقع الاحتجاج الشعبي سارع للتفصي من ذلك الاتفاق، وسارع معه محور الاستسلام بكامله إلى تدارك ما فاته محاولا الحد من الخسائر بإعلان إمكانية مراجعة سياسة اليد الممدودة رغم حدود خياراته وهو الذي رهن إرادته لإرادة الامبرياليين والصهاينة وتصدي للجماهير قامعا مانعا. وهكذا وقفت المنطقة والعالم على مشارف واقع جديد يمكن أن نوجز أهم ملامحه في الآتي: 1.إن المشروع الصهيوني قد بلغ سقفه التاريخي وبات عاجزا عن التقدم مهما بلغت قسوة جرائمه ولعل ذلك هو السبب في تصاعد تلك الجرائم التي لن تكون الأخيرة و ليس من المستبعد أن تتحول إلى كوارث قد تحل بالمنطقة والعالم جراء لجوئه لأسلحة الدمار الشامل في لحظات يأس واردة لاحقا. والحديث عن مأزق المشروع الصهيوني هو موضوع مصارحات باتت ترد على لسان كبار مجرميه مثل أولمارت الذي دعا للتخلي عن حلم إسرائيل الكبرى وقبول الأمر الواقع والتركيز على يهودية الكيان في حدود معلومة محددة لا غير. 2.إن المقاومة الوطنية في فلسطين والمستندة إلى عمقها الشعبي والمراوحة بين الأشكال المسلحة وخاصة في صيغها المبتكرة والمتلائمة مع الظروف الخصوصية لكل ساحة ومختلف أوجه صيغ المقاومة الأخرى هي الرد الموضوعي الواقعي على المشروع الصهيوني الذي لا إمكانية للتصالح معه بل لا حياة ولا سلام في المنطقة إلا بالتخلص منه. 3.إنّ حل الدولتين هو حل غير قابل للتطبيق ففضلا عن كونه حلاّ ظالما فهو أمر مستحيل نظرا للطبيعة الاستعمارية والعدوانية للكيان الصهيوني وللحركة الصهيونية العالمية القائمة على العنصرية وسياسة التطهير العرقي. إن أي حل لا يضمن إعادة الحقوق إلى أصحابها الشرعيين وعودة اللاجئين، وطرد الغاصبين وبناء دولة ديمقراطية علمانية واحدة على كامل فلسطين لن يكتب له النجاح والبقاء. 4.إن تحرير فلسطين هو عنصر محوري في حركة التحرر العربية الشاملة وهو عنصر متداخل مع مهام النضال الديمقراطي في كل قطر فالحركة الشعبية العارمة التي عمت كل مدن وأرياف الوطن العربي والتي واجهت الأنظمة الدكتاتورية المتخلفة، وطالبت بالحق في التعبير والتظاهر للاحتجاج على جرائم الصهيونية وللتنديد بالهيمنة الامبريالية، وامتدت إلى تعرية أنظمة التخلف والقمع والعمالة هي خير دليل على تلاحم النضال الوطني والنضال الديمقراطي في الوطن العربي. وقد رأيناها تدفع بطاقات جديدة من صميم الطبقات الشعبية صاحبة المصلحة الحقيقية في التحرر والديمقراطية والتقدم وهي بذلك تفتح أبواب الأمل على مصراعيه نحو التغيرات الإيجابية في واقعنا. 5.إن حرب الأسابيع الثلاثة على غزة قد أفرزت واقعا جديدا على الصعيد العالمي، فقد هبت الجماهير في أغلب عواصم العالم من آسيا إلى أوروبا وأمريكا شمالها وجنوبها منددة بجرائم الصهاينة قاتلي الأطفال، وفضحت صورة الكيان الصهيوني المجرم وأبرزت الدور الإيجابي والفعّال للقوى اليسارية والتقدمية في مناهضة العدوان وحلفائه وبدا أن البشرية التقدمية وكل أنصار العدل والحرية في العالم يصطفون معا ضد قوى الظلم والاستغلال والتخلف التي تشعل الحروب العدوانية وتفتعل الصراعات للتغطية على أهدافها الحقيقية في النهب والهيمنة. لقد أعادت أحداث الأسابيع الثلاثة الاعتبار للتضامن الأممي فخرجت الجماهير من نيويورك إلى استراليا ومن النرويج إلى جنوب إفريقيا منتصرة للحق ومنددة بجرائم الحرب الصهيونية مطالبة بمحاكمة المجرمين ومطالبة بعالم خال من الظلم والهيمنة ذلك هو العالم الذي ستنحت ملامحه جماهير سائر الأمم والشعوب والذي يهتدي بقيم مناهضة الاستغلال والاضطهاد والانتصار للعدل والحرية ولحركة تحرر الشعوب والأمم المضطهدة وفي المركز منها حركة التحرر العربية وحركة التحرر في فلسطين الصامدة المنتصرة. تونس في 19/01/2009 حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ [1]  انظر : أبو عرفة عبد الرحمان: الاستيطان التطبيق العملي للصهيونية.دار الجليل للنشر ط2 عمان 1986 ص/ص 41/51 -كيالي عبد الوهاب : تاريخ فلسطين الحديث : ط3 بيروت 1973 ص/ص 414/415 -وكذاك المحجوبي علي : جذور الاستعمار الصهيوني لفلسطين: دار سيراس للنشر تونس 1990 [2]  هذا الصرح النضالي الذي يتعرض الآن لموجات من التشكيك والتآمر بهدف إلغائه.
 


الحركات الإسلامية في المغرب العربي بين مواجهة السلطة والتعايش معها
 
جلال ورغي
عرفت منطقة المغرب العربي اهتماما دوليا وإعلاميا متزايدا في السنوات الأخيرة. وقد لا نبالغ إذا قلنا إن هذا الاهتمام والمتابعة لهذه المنطقة كان ذو أبعاد أمنية بالدرجة الأولى بفعل نشاط ما يعرف بالجماعات الإسلامية المسلحة، والتي يمكن اختزالها أخيرا في ما يعرف بـ »تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي »، الذي أعلن عن نفسه منذ حوالي عامين، واستقطب الأضواء بسبب تصاعد نشاطاته المسلحة، التي غطت كل المنطقة، وتميزت في بعض الأحيان بدموية غير مسبوقة. في خضم هذا التركيز الإعلامي على هذا البعد من المشهد العام في الساحة المغاربية، توارى وتضاءل حضور الحركات الإسلامية الرئيسية في المنطقة مؤقتا، على الأقل تحت ضربات الاجهزة الأمنية الموجعة، رغم أنها كانت المظهر الرئيسي للساحة السياسية والثقافية في هذا المشهد، لا سيما وأنها مثلت لفترة لا بأس بها اللاعب الأساسي إلى جانب الأنظمة في تشكيل ورسم معالم الحراك السياسي والثقافي وحتى الاجتماعي هناك. تراجع التيار الإسلامي الرئيسي إعادة رسم العلاقة مع النظام تراجع التيار الإسلامي الرئيسي وقد لا نبالغ إذا قلنا بأن الحركات الإسلامية الرئيسية في المنطقة قد تراجعت إلى حد بعيد في مركز الاهتمام الإعلامي والسياسي، لأسباب كثيرة لعلنا نعرض إليها في سياق تسليط الضوء على هذه الحركات والبحث في ما تواجهه من تحديات.  » مثلت الحركات الإسلامية لفترة لا بأس بها اللاعب الأساسي إلى جانب الأنظمة في تشكيل ورسم معالم الحراك السياسي والثقافي وحتى الاجتماعي في الساحة المغاربية  » وقد لا نجانب الصواب إذا قلنا أنه وخلال النصف الأول من تسعينيات القرن الماضي تعرضت مجمل الحركات الإسلامية الأساسية في المنطقة إلى حملات أمنية من قبل أنظمة بلدانها، انتهت بإيداع آلاف من أعضائها السجن، وتحجيم فعلها السياسي وحضورها الإعلامي إلى مستوى غير مسبوق، جعل البعض منها في حالة شبه غياب كامل عن المشهد العام في البلاد. تونس ومن بين تلك التحركات التي تعرضت لحملة أتت على القطاع الأوسع من مؤسساتها وإطاراتها تفكيكا، وعلى قياداتها وأعضائها اعتقالا هي حركة النهضة التونسية، فمن لم تصل إليه أجهزة الأمن غادر البلاد في هجرة جماعية، في أضخم هجرة سياسية في تاريخ البلاد الحديث، وبهذا انتهت النهضة كيانا موزعا بين المعتقلات في الداخل، والمنافي في الخارج. الجزائر وتزامنا مع هذا المشهد على الساحة التونسية تقريبا انطلقت في الجارة الغربية، الجزائر، عملية انتخابات حققت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ -كبرى التنظيمات الإسلامية في الجزائر- فوزا ساحقا قادها إلى الحظر القانوني بدلا من أن يقودها إلى السلطة، وتعرضت بدورها إلى حملة اعتقالات واسعة لقياداتها وإطاراتها، دمرت هيئة أركان الجيش الجزائري من خلالها بنيتها التنظيمية في محاولة لشطبها تماما من الخارطة السياسية في البلاد، ودفعت باتجاه تحقيق هذا الهدف بالعمليات الأمنية والعسكرية إلى حدودها القصوى أدت بالبلاد إلى حرب شبه أهلية، تجاوز عدد ضحاياها من القتلى أكثر من 200 ألف جزائري، إضافة إلى عشرات الآلاف من المتضررين. ورغم نجاح هذه العملية القاسية في شطب الجبهة الإسلامية للإنقاذ من المشهد السياسي والإعلامي في البلاد، على الأقل إلى حد الآن، فما زالت تتمتع بحضور مختزن في أعماق المجتمع الجزائري. واستثنت الحملة الأمنية مبدئيا تنظيمين إسلاميين آخرين، اختار أحدهما وهو التنظيم الإخواني الذي ينشط تحت اسم حركة مجتمع السلم « حمس » الالتحاق بما يعرف بجبهة الدفاع عن الدولة ومؤسساتها في وجه « المشككين والمتمردين »، في حين فضل الآخر وهو تنظيم حركة النهضة البقاء خارج لعبة الدوائر الرسمية، لتنجح أجهزة السلطة على ما يبدو في اختراقه، ومن ثم شق صفوفه مرتين على التوالي، مرة بعد أخرى. المغرب أما في الساحة المغربية فقد كان المشهد السياسي أقل حدة في المقاربة الأمنية في التعاطي مع الإسلاميين، إلا أن ذلك لم يمنع من محاولة تحجيم قوتهم، وفرض الإقامة الجبرية على زعيم جماعة العدل والإحسان الشيخ عبد السلام ياسين، وشن حملة اعتقالات طالت مئات الكوادر في الجماعة، لا سيما في التيار الطلابي الذي كان الأقوى على الساحة الجامعية. وتزامن ذلك مع بروز اتجاه لتشجيع تيارات أقل تحديا للنظام من العدل والإحسان، على غرار الحركات الصوفية أو تلك التي تعبر عن ولائها للتاج والملك. ليبيا لم يكن مصير جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا مختلفا عن نظرائها من الحركات الإسلامية في المغرب العربي، فقد جرت حملة اعتقالات واسعة في صفوف الجماعة، أنهت بشكل كامل أي حضور رموزهم على الساحة، ودفعت بمن تبقى منهم إلى التواري تحت الأرض، أو مغادرة البلاد بحثا عن ملاذ آمن من بطش حملات قادتها من طرف عناصر اللجان الثورية الأمنية. موريتانيا إذا تجاوزنا التغييرات الأخيرة في موريتانيا وعدنا للوراء قليلا، فقد شنت قوات أمنها هي الأخرى في وسط التسعينات حملة أمنية طالت القيادات الإسلامية البارزة في البلاد، شملت ممن شملت الداعية المعروف ولد الددو، ومحمد جميل منصور الذي يتزعم حاليا « حزب التواصل الديمقراطي »، وقد اتهمهم نظام ولد الطايع حينها بتكوين عصابة مفسدين والتخطيط لتغيير هيئة الدولة عبر أعمال مسلحة وتخريبية، وما لبثت السلطات أن تراجعت عنها لاحقا، لتطلق سراحهم بعد تعهدهم بالتوبة عن أفعال، أكدوا وأصروا على أنهم لم يرتكبوها أصلا. سياسة التحجيم فبحسب ما يظهر من هذا المشهد أن الأنظمة المغاربية على الرغم مما يبدو من اختلافات بينها، فإنها اختارت التعامل مع الحركة الإسلامية في إطار المربع الأمني، وخيار التحجيم وتقليم الأظافر. وهي سياسة إذا ما نظر إليها في العلاقة بالحفاظ على المعادلات القائمة، وتحصين مصالح النخب الحاكمة، تبدو سياسة ناجحة في الظاهر وحققت أهدافها مؤقتا على الأقل. فهذه الحركات التي تمثل في مجملها تحديا جديا للأنظمة تم تحجيمها مؤقتا، وباتت مشلولة ومنشغلة بتضميد جراحها أساسا، وغير قادرة على الفعل أو الاستئناف الطبيعي لدورها لحد الآن، وترافق ذلك مع ضرب هذه الحركات، عملية تفكيك لكل مقومات الصمود والدفاع في جدار المجتمع المدني والأهلي، وبسطت السلطة عبر آليات الدولة الحديثة سيطرتها الكاملة على الفضاء العام، بل وحتى الخاص. إعادة رسم العلاقة مع النظام وعلى الرغم من وجود بعض المحاولات المتواضعة في إعادة رسم علاقة مختلفة مع الأنظمة الرسمية، إلا أنها ظلت محاولات غير جريئة بما فيه الكفاية، وقوبلت أيضا بموقف رسمي من النخب الحاكمة يطبعه الرفض والتجاهل، وطغى عليه الحذر والتحفظ المستمرين. إما بسبب الخوف من استعادة هذه الحركات لدورها النشط في تأطير فئات وقطاعات كبيرة من المجتمع، وهو ما يهدد معادلات السلطة، ويهدد مصالح تلك النخب الحاكمة، أو بسبب وجود تحفظ أيديولوجي، في ظل وجود بعض النخب اليسارية المتطرفة في مؤسسات الدولة تحرص دوما على قطع الطريق أمام أي فرص للتصالح أو الوفاق بين الحكم والمعارضين الإسلاميين. وقد تبنت السلطة بدلا من سياسة الاحتواء، ومنذ حوالي عقدين سياسة تقوم على الرفض الكامل للاعتراف بالإسلاميين، أو التعامل معهم، منتهجة سياسة « اللاتسامح » (Zero Tolerence) مع أي محاولة منهم لاستئناف نشاطاتهم، حتى تلك الأنشطة التي تبدو ضمن العمل الخيري. خطاب النهضة  » تبنت السلطة بدلا من سياسة الاحتواء، ومنذ حوالي عقدين سياسة تقوم على الرفض الكامل للاعتراف بالإسلاميين، أو التعامل معهم، منتهجة سياسة « اللاتسامح » مع أي محاولة منهم لاستئناف نشاطاتهم، حتى تلك الأنشطة التي تبدو ضمن العمل الخيري  » فالمتابع لخطاب حركة النهضة التونسية في السنوات الأخيرة يلاحظ أنها عموما، تبدي حرصا على طي صفحة التوتر التي تطبع علاقتها بالنظام، مؤكدة في خطاباها السياسي على الدعوة للمصالحة والحوار، بيد أن ذلك لم يكن في عمومه ليغير من المعادلة السياسية التي تقوم عليها قاعدة الحكم في تونس، والتي تحولت فيها مقولة مواجهة « الأصولية الدينية » إلى أساس من أسس الحكم، في ظل استنفار نظام ابن علي لكل إمكانيات الدولة في مواجهة النهضة وسائر القوى السياسية الجادة. وهو موقف يذكّر به أقطاب السلطة في تونس بمن فيهم رئيس البلاد في كل مناسبة وخطاب، حيث يعتبرون الانغلاق السياسي الداخلي والانفتاح على الخارج مع ليبرالية اقتصادية وحرب على « الأصولية » هي فلسفتهم للحكم، ويروج لها كنموذج مطلوب تبنيه عربيا. ولا نبالغ في هذا الصدد إذا قلنا أن هذا « الأنموذج التونسي » على ما فيه من خلل وما رافقه من أزمات سياسية واجتماعية مزمنة مازالت تعاني منها تونس إلى يومنا هذا، فقد أغرى بعض النخب الحاكمة في دول الجوار وحاز على إعجابها، لاسيما الجزائر التي عبر رئيسها عبد العزيز بوتفليقة عن إعجابه بهذا « الأنموذج »، وكذلك النظام الليبي النظام الليبي وبدرجة أقل النظام الموريتاني، مستلهما بعض ملامح هذا « المثال » ليس فقط في العلاقة بالداخل وإنما أيضا في العلاقة بالخارج. خطاب إسلاميي الجزائر بالنسبة للجزائر، رغم مضي حوالي عقدين على الأزمة السياسية التي دخلت فيها البلاد بعد إلغاء الانتخابات العامة التي فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ في العام 1991، إلا أن العلاقة بين نخبة الحكم والإسلاميين تكاد تراوح مكانها، وهي تقوم في جوهرها على النفي والاستبعاد الكامل من المنتظم السياسي. حمس والتكيف مع السلطة فقد حظرت السلطات الجبهة الإسلامية للإنقاذ كبرى التنظيمات الإسلامية بأي شكل من الأشكال، ورفضت عودتها حتى في إطار حزبي يقوده زعماء تاريخيون، على غرار حزب الوفاء الذي رفضت السلطة ترخصيه، وحفظت طلبه في الدرج. ونجح الحكم في الجزائر أيضا في احتواء تيار الإخوان في البلاد والممثل في حركة مجتمع السلم « حمس ». هذا الاحتواء فرضته من جهة مقتضيات احتواء الإسلام السياسي المتصاعد في الجزائر بعد شطب الجبهة الإسلامية، وسهلته المواقف التي اتخذتها « حمس » منذ حظر « الجبهة »، انحياز « حمس » لموقف الدولة والعسكر في الإجراءات التي اتخذت لطي صفحة جبهة الإنقاذ، أو لحماستها لإضفاء شرعية على المؤسسات التي أقامها عسكريو الجزائر ممثلين في هيئة الأركان التي تحولت إلى المسير الحقيقي لشؤون البلاد. وقد برر زعيم الحركة الراحل الشيخ محفوظ نحناح سياسة التكيف هذه بمقتضيات وإكراهات الواقع، ورفع صوته عاليا في دعوة التيار الإسلامي الجزائري إلى الوقوف مع الدولة ودحر كل من يحاول تفكيكها، حتى ولو كان يرفع رايات الإسلام. وبعد رحيل الشيخ نحناح ترك خلفه حركة نجح بعض قادتها في تقلد وزارات، وإن كانت هامشية ،إلا أنها اعتبرت مكسبا مهما في نظر « حمس » وكانت بمثابة ثمن لمواقف – غير شعبية- كلفت الحركة الكثير من سمعتها، في الساحة الإسلامية داخليا وخارجيا. حافظت « حمس » التي تفتخر اليوم بأنها من الحركات الإسلامية القليلة في المغرب العربي على رصيدها التنظيمي وحتى الشعبي ولكن بشكل محدود، تحولت معه اليوم إلى جزء من منظومة الحكم، ليس فقط بقرارات واختيارات من إرادتها، وإنما أيضا بما هو جزء من مقتضيات حفظ الكيان وعدم الاستهداف. فهذه « الحركة الإخوانية »، التي يشغل رئيسها ومسؤولها الأول « أبو جرة سلطاني » وزارة بدون حقيبة منذ العام 2005، على الرغم من حرصها على حماية مشروعها وبرنامجا الحزبي، إلا أن توزير زعيمها حرمها من أي « موقع » تتمايز به عن النظام الرسمي. وقد عبر سلطاني نفسه في أكثر من مرة وبسبب مقتضيات موقعه ووضع حركته في المشهد السياسي بالبلاد، بأنه لم يعد في موقع المعارضة لأنه ليس هناك ما يعارضه، فهذا وضع جعل حركة مجتمع السلم غير قادرة اليوم على تحديد موقعها من المشهد السياسي، وهو ما بدأ يثير قلقا داخليا متصاعدا قد يأتي على رصيد هذه الحركة. وسلطاني من جهته يقول دفاعا عن موقفه وتبديدا لحيرة كوادر وأنصار حركته، إن « حمس » هي « موجودة في الحكم ولكنها ليست موجودة في السلطة »، وهذا توضيح قد لا يقنع الكثير من أنصاره، الذين لم يعودوا يلمسون أي خطاب معارض في حركتهم، ولكنهم في نفس الوقت، لا يجدون أنفسهم في الحكم. وخلاصة مشهد « حمس » أنها بدت اليوم مقيدة بمجموعة من المواقف والسياسات، فرضتها عليها اختياراتها في التكيف والتعايش مع وضع جزائري معقد، صناع القرار فيه ممثلين أساسا في « هيئة الأركان » ويمسكون الأوضاع بقبضة من حديد، ويختارون نخبة الحكم بدقة، ولا يسمحون بالمناورة السياسية أو توسيع هوامش الكسب السياسي لمن قبلوا بلعبتهم، وقبِلوا أن يختاروا السلامة ويتكيفوا مع الإطار السياسي المرسوم والمحدد بدقة وصرامة العسكر. انشقاقات وخطاب ممزق  » يمكن القول إن حركة « حمس » ثم « الإصلاح والنهضة » تلخصان تجربة الزعيم الإسلامي الشيخ عبد الله جاب الله الذي كان قد اختار طريقا مغايرا لحركة « مجتمع السلم » واحتفظ لنفسه بمسافة بعيدة عن نخبة الحكم في البلاد  » أما الحركة « الإخوانية الطابع » الثانية وهي حركة الإصلاح والنهضة فقد اختارت سبيلا مختلفا، ويمكن القول إن حركة « حمس » ثم « الإصلاح والنهضة » تلخصان تجربة الزعيم الإسلامي الشيخ عبد الله جاب الله الذي كان قد اختار طريقا مغايرا لحركة « مجتمع السلم » واحتفظ لنفسه بمسافة بعيدة عن نخبة الحكم في البلاد. وقد دفع الشيخ جاب الله ضريبة هذا الموقف مرتين، مرة عندما أقصي من حركة النهضة التي أسسها وقادها على مدى أعوام، ومرة أخرى عندما أسس حركة الإصلاح الوطني التي دفعت ضريبة استمرارها في المعارضة لنخبة الحكم. فبعد أن حققت حركة النهضة في الانتخابات التشريعية لعام 2004 المرتبة الثانية، بأكثر من 40 مقعد، بادرت النخبة الحاكمة في البلاد إلى العمل على تحجيمها، فدفعت باتجاه تفجير صراع داخلها، يمكن القول أنه أنهاها وأنهى معها تجربة تيار إسلامي كان يريد أن يكون لاعبا مستقلا عن دائرة صناع القرار في البلاد. وفعلا فقد انتهت حركة الإصلاح الوطني بقيادتها الجديدة التي زكاها وزير الداخلية والرجل القوي في الحكم « يزيد زرهوني » بعد أن أصبحت خارج الترتيب في الانتخابات التشريعية في نهاية 2007، إثر فوزها بمقعد واحد وحيد. وعلق حينها الشيخ جاب الله على من أطاحوا به من داخل حزبه وتسلموا قيادة الإصلاح الوطني بالقول، « لقد دفنتهم الانتخابات ». ولم يكن وضع النهضة بأحسن حال من وضع الإصلاح، فبعد أن ظل عدد برلمانييها لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة، فقد زاد من تكبيلها والتحكم بها إيقاع خطابها في شباك مهادنة السلطة، عبر تعيين أمينها العام الأسبق حبيب آدمي سفيرا في السعودية، وتعيين عبد الوهاب دربال الذي يعد أحد قيادييها أيضا سفيرا للجامعة العربية لدى الاتحاد الأوروبي. وحاول زعيمها الجديد فاتح الربيعي تفعيل حركته والتعبير عن مواقف ناقدة للوضع السياسي في البلاد بداية العام 2008، إلا أن الرموز القديمة داخل حزبه ذكّروه بـ »المكاسب » التي حققتها النهضة في مسيرتها، لاسيما في العلاقة بحكومات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة. أخوان ليبيا وإعادة التكيف أما بشأن التيار الإسلامي في ليبيا متمثلا بجماعة الإخوان المسلمين، فرغم قدم حضور هذه الجماعة في الساحة السياسية بالبلاد، إلا أنها ظلت في غالب مراحل الدولة الحديثة الليبية على هامش الفضاء السياسي. فالنظام الليبي القائم على الأيديولوجية الثورية و »النظام الجماهيري » يمنع بالكامل الأحزاب والتنظيمات السياسية، ويعتبرها ضربا من المحاكاة للديمقراطية الغربية، ومتناقضة مع مقولات الكتاب الأخضر التي تقول بضرورة انصهار كل القوى والطاقات في منظومة واحدة لتحقيق أهداف وقيم الثورة. وهي في الحقيقة نظرية تتقاطع في نهاية الأمر مع كل النظريات التي سادت في حقبة الستينات من القرن الماضي في دول ما بعد الاستقلال، والتي اعتبرت فيها نظرية « الحزب الواحد » الطليعي أساسا لنهوض ومناعة البلاد. ولئن تبنت ليبيا النظام الجماهيري، فإن كل دول الجوار لم تكن بدعا فقد تبنت هي الأخرى ما يعرف بالحزب الواحد، على غرار الحزب الاشتراكي الدستوري في تونس، وحزب جبهة التحرير الوطني في الجزائر. وبالعودة لليبيا فبعد حملات الاعتقال لقيادة جماعة الإخوان وكوادرها منذ العام 1996، وإطلاق حملة إعلامية لتشويه صورة الجماعة واعتبارها مخربة ومتآمرة على « الثورة » ومبادئها، قرر النظام الليبي في العام 2006 الإفراج عن جميع معتقلي الجماعة وإعادتهم إلى وظائفهم، بل وحتى تقاضيهم رواتبهم بأثر رجعي. بيد أن هذا الإفراج كان يحمل في طياته أيضا فرض شروط قاسية على قيادة الجماعة وكوادرها المفرج عنهم، بأن يتعهدوا بعدم مزاولة أي نشاط حزبي، وأن يلتزموا بالامتناع عن أي محاولة لاستئناف نشاط الجماعة داخل البلاد. وكل ما سمح لهم به هو العمل كأفراد ضمن ما يتيحه النظام السياسي القائم من عمل غير حزبي، وكانت الشروط واضحة في أن النشاط تحت يافطة جماعة الإخوان خط أحمر، ليس لهم تجاوزه. وفعلا يبدو أن قيادة الجماعة في الداخل اختارت مبدئيا القبول والتكيف مع مقتضيات الحرية الشخصية والمدنية التي يسمح بها النظام، واختارت جميع قيادات الداخل الصمت، تاركة لما تبقى من الجماعة في الخارج تقدير حدود النشاط والحركة، وهو مجال يبدو ضيقا ومنحسرا في ظل انفتاح النظام الليبي على الخارج، خاصة وأن الدول المتطلعة للطاقة والاستثمار في ليبيا تخاف من أن تضحي بمصالحها إن هي احتضنت نشاطات هنا أو هناك لبعض الجهات الليبية المعارضة. ويبدو أن الجماعة على الرغم من غيابها الإعلامي والسياسي اختارت المراهنة على ما تتيحه « الإصلاحات الجريئة » التي يبشر بها نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام القذافي. الحركة في موريتانيا وليد جديد بالنسبة لوضع الحركة الإسلامية في موريتانيا فقد حصلت مع مجيء الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله إلى سدة الحكم، على الترخيص تحت اسم « تواصل » بقيادة الزعيم الشاب محمد جميل ولد منصور، والأخير شاب نشأ وترعرع في « المدرسة الإخوانية »، كما إنه من المتأثرين بقوة بالزعيم الإسلامي السوداني الدكتور حسن الترابي والزعيم الإسلامي التونسي الشيخ راشد الغنوشي. ومع الانقلاب الأخير في موريتانيا فإن علاقة الإسلاميين مع الحكام الجدد من العسكر سيئة جدا، كما أن وضعهم في حقيقة الأمر لا يزال هشا. ولا نكون مبالغين إذا قنا إن أحد أبرز السيناريوهات التي ينفتح عليها مصير التيار الإسلامي المرخص له حاليا، عملية حل الحزب وتفكيك التنظيم. ولا يعوز النظام الموريتاني الجديد إدراك بأنه يكفيه فقط ركوب موجة الحرب على الإرهاب والتطرف، ومحاربة الأصولية، حتى ينال الدعم الخارجي، لأنها ذريعة كافية للتخلص من الإسلاميين وإقصائهم من المشهد السياسي في البلاد. وهي موجة ركبتها من قبلهم أنظمة الجوار وكانت مثمرة. ولا يخفى أن ارتفاع صوت الإسلاميين في العامين الأخيرين في بلاد شنقيط، في ظل تدافع أكثر من جهة للسيطرة على السلطة، قد مكنهم من تحقيق بعض المكاسب، بيد أن حسم المعركة على السلطة قد يكون بداية لتحديات قد لا تكون بالسهلة على هذا التيار الوليد ذي الجذور الممتدة طويلا، وإن كان محدودا تنظيميا وشعبيا، في بلد لا تزال فيه معادلة القبيلة تلقي بظلالها وتحجب ما دونها من عوامل ومفاعيل سياسية أخرى. إسلاميو المغرب « الحالة الاستثناء » أما في المغرب الأقصى، فرغم اندراج وضع الإسلاميين هناك في نفس سياق الحالة المغاربية عامة، فإن ثمة ما يمكن أن نطلق عليه على سبيل التجاوز « الحالة الاستثنائية »، وهي تتعلق بحزب العدالة والتنمية. ولعله من المفيد أن نسجل في المغرب وجود تيارين إسلاميين يمكن إدراجهما ضمن تيار الحركة الإسلامية الرئيسي في المغرب العربي، ويتعلق الأمر هنا، بجماعة العدل والإحسان التي يقودها الزعيم الصوفي الشيخ عبد السلام ياسين، وحزب « العدالة والتنمية » الذي يقوده اليوم عبد الإله بنكيران، المرتبط بـ « حركة التوحيد والإصلاح ». العدل والإحسان وخطاب سلبي  » يجمع المراقبون على أن العدل والإحسان من أكثر التنظيمات شعبية في المغرب، وإن لم تختبر شعبيتها بحكم رفضها المشاركة السياسية، ولكنها تبقى « قوة سلبية » في العلاقة بعملية التغيير السياسي في المغرب  » تعتبر جماعة العدل والإحسان اليوم التيار الإسلامي الرئيسي في المغرب على المستوى الشعبي. وهي جماعة ذات خلفية ثقافية وفكرية فريدة في المنطقة، بسبب بعدها الصوفي إلى حد كبير، بيد أنها جماعة تشتغل بالهم السياسي كأي حزب مغربي آخر، خاصة بما يتعلق الأوضاع العامة في البلاد. وللعدل والإحسان مواقف من مجمل القضايا، فهي ترفض المشاركة في النظام السياسي المغربي، وتطعن في مصداقيته، تعتبر المشاركة في العملية السياسية بمعادلاتها وشروطها القائمة لا يغير من واقع البلاد شيئا، وهي بالتالي ترفض التعاطي مع النظام السياسي في مجمله. غير أن هذا الموقف من النظام السياسي لا يعني تبني الجماعة لخيار المواجهة أو الصدام مع الدولة، بل يسجل للجماعة تجنبها لأي احتكاك ورفضها لأي محاولات لاستدراجها للصدام مع الدولة، بل ترفض بشدة استعمال العنف والقوة كمنهج للتغيير، وتعتمد بدلا من ذلك منهج تربية الأفراد. وعلى الرغم ما يعرف عن الشباب من حماسة للمشاركة السياسية عندما تتاح له الشرعية القانونية، إلا أن الكثير من الشباب المغربي يفضل « العدل والإحسان » على الأحزاب والتنظيمات السياسية الأخرى. ويجمع المراقبون على أن العدل والإحسان من أكثر التنظيمات شعبية في المغرب، وإن لم تختبر شعبيتها بحكم رفضها المشاركة السياسية، ولكنها تبقى « قوة سلبية » في العلاقة بعملية التغيير السياسي في المغرب رغم شعبيتها ورغم « الطهورية السياسية » التي تمتاز بها بحكم عدم تلوثها بالواقع العام في البلاد. وكذلك تظل هي قوة مثيرة لكثير من « القلق الداخلي »، في ظل استقرار قواعد اللعبة السياسية، وقبول كل الأطراف السياسية الأخرى بهذه القواعد، يمينها ويسارها إلا هي، إذ تضع الجماعة بموقفها « الزاهد » في العملية السياسية، الآلاف من أنصارها – كقوة للتغيير والحراك السياسي- في وضع « سلبي »، فلا هم قوة فاعلة ضمن العملية السياسية ولا هم خارجها. ومن جهة أخرى لأن التحاق الشباب بالتنظيمات يقوم في العادة على خلفية التطلع إلى التغيير وإحداث التحولات الاجتماعية والسياسية التي ترتقي بأوضاع أولئك الشباب، فإن عدم توفره في حالة الجماعة، فإنه قد يغري الكثير من أنصارها بأن يولّوا وجوههم شطر التيار الإسلامي الذي اختار المشاركة في العملية السياسية، ألا وهو « حزب العدالة والتنمية ». فهكذا بالرغم من كل ما تحظى به « العدل والإحسان » من شعبية ومواقف ناقدة بقوة للنظام السياسي، تظل قوة كامنة ومحاصرة، كما أن تفعيل الدولة لأدواتها وأجهزتها الحديثة في التحكم والسيطرة قد حرم ويحرم هذه الجماعة من الكثير من المكاسب. كما أن ارتياب السلطة من مثل هذه الجماعة، وما يستتبعه ذلك من ملاحقات أمنية مستمرة، ومراقبة دائمة سيقطع بالضرورة الطريق على الجماعة من أن تنمو بشكل طبيعي، وسيحرمها ويقلص من قدرتها على التمدد الأفقي والعمودي، كما أن « إستراتجية المتاركة الأحادية » قد تحرم الجماعة من فرص الاحتكاك بالواقع وبالتالي المراجعة والتطوير المستمرين. وفعلا تواجه « العدل والإحسان » اليوم تحديات في علاقتها بنفسها تنظيما وخطابا وفي علاقتها بالخارج تواصلا واحتكاكا، ما قد يقوض الكثير من مكاسبها التي تحققت في حقبات تاريخية ماضية كان يتفهم فيها منطقها التنظيمي، وخطابها « الصوفي » المطل على السياسة باحتشام. العدالة والتنمية وخطاب تركي أما حزب العدالة والتنمية، فيسجل له رغم حداثة تجربته ما حققه من حضور « مدروس ومحسوب ومسموح به » على الساحة المغربية. فقد نجح هذا الحزب في أن يجد له مكانا في النظام السياسي المغربي، الذي كان محسوبا تاريخيا على « المخزن » واليسار، وتمكن الحزب من انتزاع مقاعد في البرلمان، وأخرى في المجالس المحلية على مستوى المحافظات والبلديات. وتقبل هذا الحزب بقواعد اللعبة السياسية في المغرب بحماس، وأكد تكيفه الكامل مع النظام السياسي في البلاد، والذي يعتبر فيه الملك رأس الدولة وصاحب القرار والسلطة وفق ما ينص عليه دستور البلاد. ولعل وعي الحزب بحدود المجال المتاح له التحرك فيه جعله حزبا حذرا غير مغامر، لا يقدم حتى على اكتساح ما هو مسموح به في اللعبة السياسية، ويمارس « رقابة-ذاتية » (Self-censured )، لاسيما وهو محل مراقبة من قبل خصومه خصوصا النخبة اليسارية، التي تحتمي هي نفسها بسبب ضعفها وشيخوختها بـ »المخزن » في مواجهة ما تسمية الزحف الأصولي. ولعل تأكيد حزب العدالة والتنمية على أن الملك هو الضمانة الأساسية للنظام السياسي وأساس الشرعية فيه، قد حول هذا الخطاب مع الوقت إلى عائق أمام فرص دعم مسار الإصلاح السياسي في البلاد. وجاء تقدم « العدالة والتنمية » كجزء من إستراتجية النظام المغربي لتأهيل وإدماج التيار الإسلامي- لما يمثله من تحد جدي للسلطة- ضمن الفضاء السياسي، ووجد النظام في حزب « العدالة والتنمية » الحماسة للاندراج بقوة ضمن هذه الخطوة بوعي وبدون وعي، في حين يعتقد « العدالة والتنمية » أن مضيه ضمن هذه الإستراتجية سيجعله شبيها بنظيره حزب العدالة والتنمية التركي.  » الحركات الإسلامية في المغرب العربي تواجه تحديات كبيرة في العلاقة بذاتها من حيث تجديد رؤاها وخطاباتها وحتى أهدافها، أو في علاقاتها بالأنظمة في المنطقة، والتي تدور كلها في إطار معادلة الصدام الكامل أو التكيف الشامل  » وقد أظهر العدالة والتنمية المغربي الحماسة للتمثل بتجربة « حزب العدالة والتنمية التركي » وفي هذا تجاهل من الحزب لطبيعة النظام السياسي في كلا البلدين حيث أن النظام المغربي تكاد لا تذكر فيه سلطات البرلمان، وجميع السلطات مركزة أساسا بين يدي الملك، في حين يتوفر النظام السياسي التركي على مقدار كبير من الديمقراطية نتيجة عقود من الإصلاحات السياسية منذ العام 1947. وقد نجح « العدالة والتنمية » التركي في تجسيد إصلاحاته وسياساته على أكثر من صعيد، فنهض بالخدمات في البلديات والمحافظات التي فاز فيها في الانتخابات، ونهض باقتصاد البلاد فقلص من عجزها التجاري بأكثر من مائة في المائة، وخفض من التضخم بأكثر من 400%، وقضى على كثير من مظاهر الفساد والبيروقراطية، إلى جانب إصلاحات دستورية ضخمة في العلاقة بالنظام السياسي وحقوق الإنسان. وانعكس نجاحه في الشعبية التي حظي بها فارتفعت نسبة الأصوات التي حصل عليها من حوالي 30% عام 2002 إلى حوالي 45% عام 2007. أما « العدالة والتنمية » المغربي، فقد عجز عن إنجاز إصلاحاته حتى على المستويات المحلية في البلديات والمحافظات، فهو يتحرك ضمن نظام سياسي واقتصادي واجتماعي لا يخوله فرص الحركة باتجاه تنفيذ برامجه الإصلاحية، أو النهوض حتى بالقطاعات الخدمية، فهو في وضع يجعله جزء من الرسمية الحكومية، دون أن يمنحه أي سلطات حقيقية للفعل والإنجاز. وهكذا فإن الحركات الإسلامية في المغرب العربي تواجه تحديات كبيرة في العلاقة بذاتها من حيث تجديد رؤاها وخطاباتها وحتى أهدافها، أو في علاقاتها بالأنظمة في المنطقة، والتي تدور كلها في إطار معادلة الصدام الكامل أو التكيف الشامل. كما تبدو هذه الحركات على رغم ما يحسب لها من نقاط لصالحها ومن ذلك دفاعها عن هوية المنطقة وانتمائها العربي الإسلامي، إلا أنها مع ذلك بقيت معزولة عن بعضها البعض في مشهد غير طبيعي البتة في وقت جعلت هذه الحركات من « الوحدة الإسلامية » أهم شعاراتها، في حين أنها في الواقع تتصرف وفق مقتضيات الدولة القطرية والهموم المحلية، هذا في وقت تتطلع فيه شعوب المنطقة إلى أشكال من الوحدة المغاربية فشلت دول المنطقة في تجسيدها، رغم ما فيها من إمكانيات هائلة للنجاح. فالمنطقة إذا ما اعتبرت مصر جزء منها، يبلغ عدد سكانها حوالي 170 مليون نسمة، ومساحتها الجغرافية أكثر من 7 مليون كلم مربع، في جغرافية مفتوحة على قارات ثلاث، إفريقيا وآسيا وأوروبا، وثروات طبيعية وبشرية متكاملة وهائلة. _______________ باحث في شؤون المغرب العربي  


 السيد ياسـين: « الحركات الإسلامية تشكل أهم عائق للديمقراطية في العالم العربي »

أجرى الحوار في بيروت صلاح الدين الجورشي

 
يُـعتبر السيد ياسّين من المثقفين المصريين والعرب القلائل، الذين يجتهِـدون لتقديم مادّة ثقافية عميقة، ولا تخلو في الغالب من مُـواكَـبةٍ لمُـختلف تطوّرات المعرفة الجارية في العالم، كما أنه معروف من خلال مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية برصْـده للمتغيرات في المنطقة ومحاولاته لاستشراف المستقبل. يعتقد السيد ياسّين بأن الأنظمة السياسية العربية تتّـجه نحو الدّخول في مرحلة انتقالية، ستكون « مدنية » بالضرورة. ويؤسِّـس توقّـعه هذا على القول، بأن المرحلة السابقة شهِـدت ثلاثة أنماطٍ من الشرعية السياسية. أولا: الشرعية الثورية، وأبرز نموذج لها ثورة 23 يوليو 1952 بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر. وحسب اعتقاد سيد ياسّيـن، سيكون الرئيس المصري الحالي حسني مبارك، آخر ممثِّـل لهذه الشرعية، ليس في مصر، فقط ولكن في العالم العربي أيضا. ثانيا: الشرعية النضالية، وأهمّ من مثَّـلها هو الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة، الذي أسّس أحقيته بالسلطة على قيادة النِّـضال الوطني ضدّ المُـستعمِـر، ورأى في نفسه وحِـزبه الطّـرف الأكثر أهلية لبناء الدولة. ويعتقد يسِّـن بأن الرئيس بن علي سيكون آخر من يُـمثل هذا النّـمط من الشرعية، باعتباره الامتداد للمرحلة البورقيبية، كما أنه لا يستبعِـد أن تكون الدّورة الرئاسية القادمة للرئيس بن علي، هي آخر دورة له. ثالثا: الشرعية التقليدية، وهي الشرعية التي تضُـم الأنظمة المَـلَـكية، التي يُـديرها ملِـك أو أمير أو ولِـي عهد أو تلك الأنظمة، التي اعتمدت على آلية التّـوريث في عملية انتقال السلطة، مثلما حدث في سوريا، رغم الطّـابع الجمهوري للنظام. شرعيات انتهت.. وأخرى تتبلور بعد استعراضه لهذه الأنماط الثلاثة من الشرعيات، يؤكِّـد السيد ياسِّـين لسويس أنفو، أنها جميعا قد استنفَـدت أغراضها، وبالتالي، فإن الذي سيأتي بعد الرئيس مبارك، مهما كانت صِـفته، سيتخلّـى بالضّـرورة عن الشرعية الثَّـورية، وسيكون رئيسا مدنيا، وبذلك، تدخُـل مصر في مرحلة انتقالية من الشرعية الثِّـورية إلى الشرعية الدستورية. وقد يحصُـل صِـراع سِـلمي بين قوى متعدِّدة حول طبيعة هذا الانتقال، ودفعه في اتِّـجاه التفاعل مع الإصلاحات التي تُـطالب بها الأحزاب والحركات الاجتماعية. كما ستحدُث – حسب رأيه – حركِـية واسعة داخل أوساط المجتمع المدني المصري وستدور أيضا معركة قويّـة حول مسألة التمويل وبين الذين يقبلون التّـمويل الخارجي، حتى لو كان أمريكيا، وبين من يُـصرّون على الاعتماد على التّـمويل الوطني لتحقيق برامج مؤسساتهم. أما بالنسبة للشرعية النِّـضالية، التي تمثلها تونس، فإن ياسِّـين يتوقّـع أن تشهد المرحلة القادمة اتِّـجاها يعكِـس ازديادا في مُـطالبة المجتمع والنُّـخبة في تونس، بتعدُّدية حقيقية وباحترام أكثر لحقوق الإنسان والتزاماً أشدّ بالديمقراطية، وهو ما سيفتَـح المجال بقوّة أمام التوجّـه نحو ترسيخ أسُـس دستورية أكثر صلابةً لانتقال السلطة وبناء شرعية مغايِـرة للشرعية النضالية، خاصة وأن يسِّـن يتوقّـع بأن الدّورة الرِّئاسية القادمة للرئيس بن علي، ستكون الأخيرة. أخيرا، وبالنسبة للشّـرعية التقليدية، فهو يتوقّـع أن تطوّرها بطيئا، نظرا لاستنادها على آلية الشورى وعلى مجالس شورى معينة، وبالتالي، فإن نموَّها الديمقراطي سيتطلَّـب وقتا طويلا. « أكبر معوق للديمقراطية » كان من الطبيعي أن نُـثير في الحِـوار مع السيد ياسِّـين مِـلفّ الحركات الإسلامية، التي أسقطها في تحليله واستقرائه لمستقبل المنطقة العربية. فهذه الحركات تشهَـد حركيَّـة غير مسبوقة وتتراكم المؤشرات التي تدُل على أن هذه التشكيلات والأحزاب ستكون حاضِـرة بقوة في المرحلة القادمة. ففي أية خانة يضعها وعلى أية شرعية ستؤسّـس دورها المستقبلي؟ بدون ترّدد، اعتبر سيد ياسِّـين أن الحركات الإسلامية تشكِّـل أكبر مُـعوّق للديمقراطية في العالم العربي على وجه الإطلاق. وبالرغم من الفروق القائمة بينها، فهي – من وجهة نظره – لا تُـنتج سوى وعي زائف ورُؤية مغلقة للعالم، كما أنها غير قادرة على استيعاب النظام الدولي الحديث. وضرب مثالا بحركة حماس، التي أساءت – حسب قوله – إدارة الصِّـراع، فحصلت النّـكبة الشديدة التي حصلت في غزّة، وأضاف أننا توهَّـما خطأً بأن حركة حماس، التي فازت في انتخابات ديمقراطية، بأنها ستنتقِـل من الأيديولوجيا إلى السياسة، لكنها استمرّت في التّـعامل بعد انتصارها مع القوى والأحداث والعالم، بنفس المنهج الذي مارسته إيران وطبّـقه حزب الله، لإعادة نفس التّـجربة، وبالتالي، انتهت إلى نفس المأزق. « إنها حركات لا تُـحسن قراءة الوضع الدولي ولا تفهم خصائِـص النظام العالمي، وليس لها استراتيجية سياسية حقيقة ». وعندما أعدنا الإشارة إلى ما تتمتّـع به هذه الحركات من حيوية سياسية قد ترشحها لمواقع متقدّمة في أكثر من بلد في حالة إجراء انتخابات نزيهة وديمقراطية، مثلما حصل في فلسطين، أكّـد ياسِّـين أن « هذه الحركات لن تكون في موقِـع الأغلبية وأن قوى اجتماعية عديدة ستتصدّى لها، وذلك، بسبب مواقفها الرِّجعية واندِفاعها في اتِّـجاه مُـضادٍّ للتاريخ ». وضرب مثالا بحركة الإخوان المسلمين في مصر، حين اعترضت في مشروع وثيقة برنامجها السياسي، التي تم توزيعها للاستشارة قبل فترة على تولِّـي غير المسلمين رئاسة الدولة، واقترحت إنشاء مجلس للفُـقهاء، تُـعرض عليه قرارات رئيس الدولة التي يصدرها خارج الدورات النيّـابية، لمعرفة مدى تطابُـقها مع الشريعة الإسلامية، وهو ما أكّـد برأيه أن « هدفهم السياسي هو إقامة دولة دينية في مصر، ولهذا، أقول بأن مشروعهم لن يمُـر، لا في مصر ولا في بقية الدول العربية ». معوقات رئـيسية في العالم العربي المحور الثالث الذي تطرق إليه الحوار مع سيد ياسِّيـن، يتعلّـق بالبُـعد الثقافي. فبعد التعرف على وِجهة نظره بالنِّـسبة لمستقبل الأوضاع السياسية في العالم العربي، كيف ينظُـر للتحوّلات الثقافية الجارية في المنطقة؟ اعتبر المثقف المصري في إجابته، أن هناك تطوّر حصَـل في غاية الأهمية، ويتمثّـل في دخول العالم العربي عصْـر مُـجتمع المعلومات، لكنه يستدرِك قائلا بأن ذلك لا يعني أن العرب قد انخرطوا فِـعلا في الدورة العالمية وأصبحوا جزءً من اقتصاد المعرفة، إذ لم يُـدرك الكثير منهم أنّ عصْـر المعلومات يقوم على أسُـس جوهرية ثلاثة، أولا: ضرورة تبنِّـي الديمقراطية بكلّ أبعادِها، من حرية للتعبير والحقّ في التنظيم وتحقيق التّـداول السِّـلمي على السلطة.. ثانيا: الشفافية. ثالثا: حرية تداوُل المعلومات، حيث يصبح من حقّ كل مُـواطن الحصول على المعلومات مجّـانا وفي أيّ وقت. هذه الشروط، إن تم تنزيلها على الواقع العربي، سيتأكّـد لدينا بأنه لم يتأسّـس بعدُ في هذه المنطقة مُـجتمع معلومات بالمعنى الحقيقي للكلِـمة، وذلك لوجود عددٍ من المعيقات الرئيسية. من هذه المعيقات « الفجوة الرقمية العميقة، التي تُـعاني منها مختلف دُول المنطقة وحِـرص غربي شديد على احتِـكار المعرفة، أما على المستوى الثقافي، نسجِّـل سيادة التفكير الخُـرافي، بسبب سيادة ثقافة دِينية مُـنحرفة، وتلعب حوالي 20 فضائية عربية دورا خطيرا في نشر وعي دِيني زائِـف، بهدف إشغال المسلمين عن الاهتمام بمشكلاتِـهم الحقيقية، وهو ما يصُـبّ في صالح المُـسيطرين على أنظمة الحُـكم والمتخمين في جزء هامّ من رأس المال العربي ». هناك أيضا « الافتقار للروح العِـلمية. فعدد الكُـتب المؤلّـفة أو المترجمة للعربية، لا تقاس مقارنة بالكُـتب الدِّينية، التي تروِّج لثقافة مغشوشة » إضافة إلى « السلبية، التي عليها المثقفون العرب، الذين يعانون من جُـمود ثقافي مُـخيف، ممّـا جعلهم يستمرّون في إعادة إنتاج خِـطابات قديمة، رغم الثورات المعرفِـية، التي حصلت في العالم ». يُضاف إلى ما سبق « نشوء أجيال جديدة لا تقرَأ، وهي إذ اكتَـسبت معرفةً جيدةً بتكنولوجيا المعلومات، إلا أنها لا تعرِف شيئا عن تاريخ بُـلدانها وتجهل الثقافة المُـعاصِـرة. وبما أن هذا الجيل هو الذي سيحكُـم فيما بعد، فإن مخاطِـر حقيقية ستُـهدِّد مُـستقبل العرب » . أخيرا هناك « زحفٌ لأنماطٍ من التفكير والعادات والقِـيم الواردة من الخارج، ولَّـدت حالة انغماس عديد الدُّول النّفطية في سياسة استهلاكية غير عَـقلانية، وإقبال غريب على الاستثمار في المجال العقاري بالمليارات، لبناء أكبر بُـرج في العالم وأضخم فندق… إلخ، لكن الموضوعية تستوجِـب في هذا السِّـياق، التَّـنويه بمشاريع هامّـة في المجال الثقافي، مثل مؤسسة راشد بن مكتوم، التي خُـصّـصت لها ميزانية تُـقدَّر بعشر مليون دولار للتّـرجمة، وكذلك مدينة العلوم بالمملكة العربية السعودية »، على حد تعبيره. (المصدر: موقع سويس انفو (سويسرا) بتاريخ 14 فيفري 2009)


إسلام أون لاين تحاور مدير مركز دراسة الإسلام والديمقراطية رضوان المصمودي: إقامة المشروع الديمقراطي مسئولية الإسلاميين

 
حمدي عبد العزيز  
دعا الدكتور رضوان المصمودي مدير مركز دراسة الإسلام والديمقراطية إلى أن تتبنى الحركات الإسلامية المشروع الديمقراطي بدلا من مشروع (التربية الدينية)، على اعتبار أن التحديات المفروضة التي يواجهها العالم العربي في الوقت الراهن مثل: الاستبداد، والفساد، والفقر، والبطالة… إلخ، تتطلب بلورة اجتهادات تجمع بين تعاليم الدين الحنيف، وبين حكمة وتجارب الحضارات الأخرى. وأكد أن كل الأيديولوجيات طبقت وفشلت في العالم العربي، والأمل الآن في الحركات الإسلامية من أجل تحقيق النهضة ومواجهة التحديات المفروضة على شعوبنا، وهو ما يتطلب منها تطوير فكرها، وتبني الديمقراطية كمشروع مستقبلي. وقال إن أمريكا مجتمع متدين ومتنوع جدا يضم نحو 300 مليون شخص من كل أنحاء العالم، مما يعني وجود تعددية في الرؤية تجاه الحركات الإسلامية، وقبولا عاما لها، لكن المشكلة تكمن في أن تلك الحركات ليس لديها برنامج ديمقراطي مقنع للعلمانيين ولشعوبها أولا، ثم الشعوب الغربية والمجتمع الأمريكي ثانيا. وحول مركز دراسة الإسلام والديمقراطية، وأهدافه وأنشطته، وشبكة الديمقراطيين في العالم العربي، والتي تضم علمانيين وإسلاميين في عضويتها، وكذلك الرؤية الأمريكية تجاه الحركات الإسلامية، ودور الحركات الإسلامية في إقامة النموذج الديمقراطي، كان لموقع الحركات الإسلامية معه هذا الحوار: تدريب على الإسلام والديمقراطية ** نود في البداية تعريفا بكم وبمركز دراسة الإسلام والديمقراطية في واشنطن؟ – رضوان المصمودي، حاصل على دكتوراه في الهندسة الإلكترونية من معهد ماساتشوستس، وناشط مدني من أصل تونسي، وأقيم بالولايات المتحدة الأمريكية منذ حوالي 27 عاما، ترأست مركز دراسة الإسلام والديمقراطية منذ تأسيسه في مارس عام 1999م، على يد مجموعة متنوعة من الأكاديميين، والمهنيين، والنشطاء –من المسلمين وغير المسلمين- الذين اتفقوا على أهمية الحاجة لدراسة ونشر المعلومات الموثقة عن هذه القضية. والمركز لا يتبنى أي اختيار أيديولوجي، وليس له أجندة خاصة غير السعي لإنتاج ونشر المعرفة حول الإسلام والديمقراطية، وأعضاؤه متفقون على أن هذا الموضوع أُسيء فهمه على نحو واسع في الغرب وفي العالم الإسلامي، وأن هذه الحقيقة قد سببت فتنة وخلافات بين المسلمين، ولا تزال تتسبب في إعاقة المحاولات في الحوار الثقافي اليوم. كما يسعى لتحسين الصورة السائدة في المجتمع الأمريكي، وفهم المنظور الإسلامي نحو الحرية الفردية والحقوق المدنية، والتعددية، بإنتاج الأبحاث والدراسات التي تتصدى للصور السلبية عن الإسلام. ** نظمتم في البحرين ورشة حول الإسلام والديمقراطية (21 – 24 يناير 2009) وقد تدرب فيها ناشطون سعوديون وبحرينيون.. نود إلقاء الضوء عليها، خصوصا أنها تمثل واحدة من أهم أنشطتكم؟ – تتناول ورشة الإسلام والديمقراطية أفكارا وتدريبات واردة في كتاب « الإسلام والديمقراطية » الذي يجمع بين الإسلام والديمقراطية بأسلوب سهل، بعيدا عن أسلوب المحاضرات، وإنما تدريبات تساعد على الحوار والمشاركة والإنصات والقبول للرأي الآخر. وقد شارك في تأليف الكتاب ثمانية باحثين ومفكرين عرب من المغرب والجزائر ومصر والأردن، ويحتوي على فصول مخصصة للتعريف بالديمقراطية، وأسلوب إدارة الدولة، والفساد وإساءة استخدام السلطة، والانتخابات، والمشاركة السياسية للمواطنين، وقد لاقى كتاب التدريب قبولا جيدا في كل الدول العربية؛ حيث تم تدريب أكثر من 3000 شخص ومدرب، في جميع الدول العربية ماعدا سوريا وليبيا. شبكة للعلمانيين والإسلاميين ** أطلق المركز منذ بضعة أعوام شبكة الديمقراطيين التي تضم إسلاميين وعلمانيين.. نود إلقاء الضوء على هذا المشروع؟ – تأسست شبكة الديمقراطيين عام 2005 كأحد مشروعات المركز ولكنها تحولت الآن لمنظمة مستقلة، وهدفنا من تأسيسها تحقيق هدفين: الأول: جمع النشطاء الديمقراطيين –الإسلاميين والعلمانيين– للالتقاء والتآزر والتضامن في حال التعرض لمضايقات أمنية. الثاني: التقريب بين الطرفين، على اعتبار أن أحد أسباب تأخر الديمقراطية في العالم العربي يتمثل في الصراع والخصومة الحادة بينهما. ** هل يعني تحول الشبكة إلى منظمة مستقلة أنها نجحت في تحقيق تلك الأهداف؟ – لا شك أنها نجحت بطريقة لافتة في بداياتها؛ نظرا لأنها مثلت فرصة لتبادل وجهات النظر حول رؤى كل طرف للطرف الآخر حول الديمقراطية، وتجاوزهما الخوف المبني على الجهل برؤية هذا الآخر، لكن هناك عامل هام أدى إلى إضعاف هذا التواصل والتفاهم بينهما، وهو أن هناك أطرافا معينة تلعب على تعميق الخصومة، وإفساد العلاقة؛ لكي يبقى الاستبداد. ** ولكن ألا تتفقون معي أن هناك عاملا آخر لا يقل أهمية فيما يتعلق بإجهاض أهداف شبكة الديمقراطيين، وهو عدم التحمس الأمريكي لنموذج ديمقراطي يشمل الحركات الإسلامية؟ – لا أعتقد ذلك، برغم تراجع الدعم الأمريكي للمشروع؛ لأن النجاح مرتبط في الأساس بتحمس طرفي العلاقة داخل الشبكة؛ لإيجاد طرق للدفع بالديمقراطية وترسيخها في المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية، وإطلاق فروع وأنشطة دورية، وهذا كله بحاجة إلى دعم مالي لا نجده في ظل الأزمة المالية العالمية؛ مما يفرض على الطرفين -خصوصا الحركات الإسلامية- الاستثمار في العمل الديمقراطي. ** نعود إلى الحديث عن مركز دراسة الإسلام والديمقراطية: هل يركز على دراسة مواقف ورؤى الإسلاميين، أم يهتم أكثر بالرؤى الأمريكية تجاه الحركات الإسلامية؟ – إننا نفتح المجال لكل وجهات النظر حول الحركات الإسلامية ورؤاها ومواقفها، وكذلك حول الرؤى والاتجاهات الأمريكية من الحركات الإسلامية، ونهدف من ذلك إلى إقناع الأمريكيين بأن من مصلحة الجميع تحقيق الديمقراطية في العالم العربي ليس عن طريق الفرض وإنما بنشر ثقافتها داخل المجتمع المدني، كما نسعى إلى التأكيد على حقيقة أنه من المستحيل إقامة نموذج ديمقراطي بدون الإسلاميين، وأن الحركات الإسلامية تثبت دائما أنها تتطور فكريا وديمقراطيا. الرؤية الأمريكية للظاهرة الإسلامية ** ننتقل الآن للحديث عن الرؤية الأمريكية فيما يتعلق بالحركات الإسلامية.. هل هذه الرؤية نمطية أم نجد بداخلها فروقات فيما يتعلق بالنظر للظاهرة الإسلامية؟ – أمريكا مجتمع متنوع جدا فهي نحو 300 مليون شخص من كل أنحاء العالم، مما يعني أن لهم خلفيات متنوعة، وفيما يخص الرؤية تجاه الظاهرة الإسلامية نجد أن هناك اتجاهات ثلاثة: الأول: الواقعيون: وهم فريق لا يريد الديمقراطية أو تعزيز حقوق الإنسان في العالم العربي، وإنما يهمه بالأساس المصالح الأمريكية. الثاني: يدافع عن الديمقراطية بشراسة وقناعة، معتبرا أن تحقيق المصالح الديمقراطية يرتبط بالدفاع عن القيم الديمقراطية، ويسعى إلى تحقيق الديمقراطية حتى لو أسفرت الانتخابات عن وصول الإسلاميين للسلطة. الثالث: وهم تيار من الفريق الثاني قام بمراجعة نفسه بعد فوز الإخوان المسلمين في مصر وفلسطين عامي 2005 و2006، ويرفض مشاركة الإسلاميين في العملية الديمقراطية، متعللا بأنه متخوف من أن وصولهم السلطة سيعود بنا إلى الاستبداد. ** إذن من الواضح أن هناك تخوفات كبيرة تؤدي إلى عدم الحسم فيما يتعلق بالديمقراطية وموقع الإسلاميين في عملية الدمقرطة؟ – هناك قناعة لدى الرأي العام الأمريكي بأن غياب الديمقراطية في العالم العربي يسبب مشكلات عالمية كالتطرف والإرهاب، وأن الاستبداد يؤدي بدوره إلى الفساد والبطالة وانتهاك حقوق الإنسان، وهي بدورها بيئة صالحة لظواهر مثل الإرهاب والهجرة. ويدعم الرأي العام دمقرطة العالم العربي، لكنه يجد نفسه في حيرة من أمره عندما يفاجأ بموقف واحد من الأنظمة والحركات الإسلامية والنخب المثقفة برفض النموذج الديمقراطي من الخارج، ثم جاء غزو العراق وتداعياته الكارثية لتعطي له حجة جديدة بأن الدكتاتورية ربما تكون أفضل في تحقيق الاستقرار والمصالح الأمريكية!. مهام مطلوبة من الإسلاميين ** هل يمكننا الادعاء بأن الاتجاه الفكري والشعبي السائد مقتنع باستبعاد الإسلاميين من العمل الديمقراطي؟ ربما!. لكن ينبغي أن نلتفت إلى حقيقة مهمة وهي أن المجتمع الأمريكي -وعلى عكس المجتمع الأوروبي- هو مجتمع متدين بطبعه، مما يعني أنه يتفهم دور الدين وتأثيره على القيم المجتمعية وعلى السياسة أيضا، وبالتالي فإنه يتقبل وجود حركات دينية. لكن المشكلة –بنظري– أن تجارب الحركات الإسلامية في إيران والسودان وأفغانستان ليست مطمئنة بالنسبة إلى الشعب الأمريكي، وتزيد هواجسه تجاه مواقفها من الديمقراطية وحقوق الإنسان، وفي المقابل نجد أنه يدعم التجربة التركية، ويؤيد دمج تركيا في الاتحاد الأوربي؛ نظرا لأن الإسلاميين الأتراك قدموا نموذجا متطورا للإسلام الديمقراطي. ما أود أن أقوله في هذا السياق، إن الحركات الإسلامية ليس لديها برنامج مقنع للعلمانيين وشعوبهم أولا، ثم الشعوب الغربية والمجتمع الأمريكي ثانيا، فهؤلاء غير متأكدين ماذا سيفعل الإخوان المسلمين مثلا في اليوم التالي في حال وصولهم الحكم. ** هذا يقودنا إلى دور المواطنين العرب والمسلمين في الولايات المتحدة: هل يمكن القول بأن هناك نطاقا إسلاميا ديمقراطيا يتشكل في القارة الأمريكية الشمالية؟ – هناك عاملان يمثلان فرصة كبيرة للإسلام والمسلمين في المجتمع الأمريكي: أولهما: أن المسلمين الأمريكيين من مناطق مختلفة من العالم، وهو ما يتيح الاستفادة من خبرات متنوعة، ويجذر في الوقت نفسه لفكرة التعددية والتسامح. وثانيهما: أن أغلبهم على درجة عالية من التعليم والثقافة، بعكس المسلمين الأوروبيين، وهو ما يعني وجود إمكانية كبيرة لتطوير نموذج إسلامي جديد يحقق لهم التأثير المطلوب، ويخدم قضايا أمتهم. ** السؤال التالي عن أيهما أولى بالدمقرطة: الأنظمة السياسية أم الحركات الإسلامية؟ – نحن من جهتنا نعمل على دمقرطة المجتمعات؛ لأنه بدون قيم ديمقراطية في الفضاء الفكري والمدني لن تتعزز عملية الدمقرطة، أما بخصوص الحركات الإسلامية فإنها تعد القوة الصاعدة المؤثرة، ولكي تساعد شعوبها على إقامة نموذج ديمقراطي لا بد أن يكون موقفها واضحا حتى يمكنها حشد أعضائها وشعبها من أجل تحقيقه. الحاجة لمشروع ديمقراطي **هل هذا يعني أنكم تعلقون مسئولية إقامة النموذج الديمقراطي في رقبة الإسلاميين؟ -بكل تأكيد.. إن كل الأيديولوجيات الأخرى طُبقت وفشلت في العالم العربي، والأمل الآن في الحركات الإسلامية من أجل تحقيق النهضة، وهو ما يتطلب منها مواجهة تحدٍّ كبير جدا يتمثل في تطوير فكرها، ضمن الإطار القمعي الذي تعيش فيه. إن المطلوب من تلك الحركات أن تجمع بين تعاليم الدين الحنيف وبين تجارب الحضارات الأخرى؛ بهدف بلورة اجتهادات تجمع بين الإسلام والديمقراطية وحقوق الإنسان، وهذا الأمر يستدعي أن تنتقل من مشروع الحفاظ على الهوية الثقافية الإسلامية إلى تبني المشروع الديمقراطي، إلى جانب بلورة اجتهادات في قضايا حيوية مثل الفقر والفساد. أقول ذلك لأن مشروع التربية الدينية كان يناسب الستينيات والسبعينيات، حينما كانت الهوية الإسلامية في خطر، وكانت المساجد فارغة إلا من الشيوخ، أما الآن فالوضع مختلف تماما، وهناك تحديات أخرى واجتهادات جديدة مطلوبة لمواجهتها. ** نأتي للسؤال الأخير الذي يتعلق بنظرة الحركات الإسلامية إلى الولايات المتحدة، وهل يمكن تغييرها مع وصول باراك حسين أوباما للحكم؟ – أعتقد أن الخطأ الإستراتيجي للحركات الإسلامية التي تسعى لإقامة الديمقراطية أن تعادي الولايات المتحدة، صحيح أن لنا خلافات كبيرة مع السياسة الأمريكية، ولكن لا تعالج الأمور بالعداء، وإنما بالحوار والبحث عن طرق ذكية لفهم المسببات، وتغيير السياسات الأمريكية، ولعله من الممكن أن يكون وصول رئيس أمريكي جديد تجري فيه دماء مسلمة للحكم بمثابة دافع لتغيير النظرة والسياسة من جانب الحركات الإسلامية تجاه الولايات المتحدة الأمريكية، وإيجاد قنوات حوار بدلا من القطيعة والتعصب الذي يضر بمصلحة الطرفين. صحفي وباحث سياسي (إسلام أون لاين4 فبراير 2009)


الليبيون يترقبون صدور أول دستور لبلادهم في عهد القذافي

 

 
خالد المهير – طرابلس بعد مرور أربعين عاما على قيام ثورة الفاتح من سبتمبر عام 1969 يترقب الليبيون صدور أول دستور للبلاد في عهد الرئيس معمر القذافي الذي سبق أن ألغى أول دستور صدر في ليبيا عام 1951 تزامنا مع استقلال البلاد وأوقف العمل به بمجرد وصوله إلى الحكم. ووفقا للتصريحات الرسمية الصادرة قبل أيام من المنتظر صدور دستور ليبيا نهاية فبراير/ شباط الحالي. ومع التكتم الرسمي حول ملامح الدستور المرتقب ينبه المهتمون بالشأن الليبي أن الدستور المرتقب يتطلب ضمانات قانونية وشرعية لضمان عدم انتهاكه تحت أي ظرف، إلى جانب طرح عدة تساؤلات حول توقيت صدوره. وقال المحلل السياسي زاهي المغيربي إن طرح الدستور جاء تتويجا للتفاعلات في الأعوام الماضية سواء كانت اقتصادية أم سياسية أم اجتماعية. تحديد ويضيف المغيربي أن الدستور انعكاس لتوافر القناعة حيث المؤسسات السياسية والإدارية كانت قد تعرضت إلى حالة من عدم الاستقرار وعدم الوضوح في كثير من اختصاصات المؤسسات السياسية، إلى جانب غياب وثيقة واحدة تحدد العلاقات بين المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية لضمان الحد الأدنى من الاستقرار المؤسسي، إضافة إلى احتوائها على مجموعة من البنود التي توضح حقوق المواطنة التي تعزز من المشاركة السياسية دون خوف. ويقول المغيربي أستاذ العلوم السياسية في جامعة قاريونس بمدينة بنغازي إنه من مصلحة الجميع وجود وثيقة دستورية، ويعد ذلك استجابة لتطلعات واحتياجات المواطن الليبي قبل أن يكون استجابة لأي ضغوط خارجية، مؤكدا أن هذا يضمن شرعية الدستور. مؤسسات  
ويدعو المغيربي إلى تفعيل المؤسسات التي يمكن للمواطن من خلالها كشف الانتهاكات وأبرزها مؤسسات المجتمع المدني الحرة والمستقلة، ولقضاء مستقل، ومحاكم نزيهة لها سلطة الفصل بين سلطات الدولة، لضمان وضع جملة من القواعد والشروط تقف حائلا أمام انتهاك الدستور. أما الكاتب السياسي فتحي البعجة فيحدد ثلاثة أطراف « تحركها مصالح مختلفة ترغب حاليا في إصدار دستور لليبيا ». ويقول إن الطرف الأول خارجي يتضمن أفرادا وقوى وشركات وحكومات لها مصالح اقتصادية ذات علاقة مباشرة بتفاعلات السوق والاستثمارات عموما، وهذا الطرف يرغب في الحصول على ضمانات قانونية وشرعية تحمي مصالحه من التقلبات المزاجية، وممارسات المصادرة والتأميم والامتناع عن دفع المستحقات المالية من جهات رسمية وغير رسمية. أما الطرف الثاني، حسب البعجة، فهو محلي يمتلك قوة المال والجاه والمكانة والنفوذ السياسي، ويرغب في صدور دستور للبلاد رغم معاداته للفكرة في السابق لضمان البقاء والاستمرار في الهيمنة والسيطرة، ولكن بشكل « شرعي وقانوني مزعوم، حسب تعبيره. ويؤكد  البعجة أن هذا الطرف « الإقصائي » رغم التحجج « بحماية الثورة » يعمل على إيجاد وثيقة دستورية « مدونة » أو مجموعة وثائق يتم تجميعها دستورا « غير مدون » دورها الأساسي الحفاظ على الوضع الراهن من خلال صياغة قانونية مفصلة على قياس مصالحه ». والطرف الأخير من وجهة نظر البعجة الذي يواجه عدة تهم سياسية أمام نيابتي الصحافة وأمن الدولة يتمثل في جموع الشارع الليبي بألوانه وأطيافه ونخبه المختلفة، الذي يعد الدستور مطلبا وطنيا يؤمن له حياة كريمة وحرة وآمنة يختفي فيها الخوف والإكراه والعنف والاضطراب. من جهته يؤكد الناشط السياسي سجين الرأي سابقا إدريس ابن الطيب أهمية الدستور في المجتمع الليبي نظرا لغابة القوانين المتضاربة، التي تتناقض في أحيان كثيرة مع الحقوق الأساسية للإنسان سواء ما يتعلق منها بحرية الرأي والتعبير أو ما يتعلق بأمن الدولة. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – القاهرة) نقلا عن صحيفة الواشنطن بوست بتاريخ 16 فيفري 2009)


كاتب أميركي: فلسطينيو 48 معضلة إسرائيل الوجودية

  

 
كتب رئيس تحرير مجلة نيوزويك فريد زكريا مقالا يقول فيه إنه في الوقت الذي يركز فيه المعلقون بعد الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة على عملية السلام وحل الدولتين، فإن ثمة مسألة أكثر عمقا باتت تتنامى في العمق الإسرائيلي. ووصف زكريا الانتخابات الإسرائيلية في مقاله الذي جاء تحت عنوان « معضلة إسرائيل الوجودية » ونشرته صحيفة واشنطن بوست، بأنها تاريخية لأنها شهدت انهيارا لحزب العمل الذي يزعم أنه مؤسس البلاد وقدم معظم رؤساء الحكومات بدءا من ديفد بن غوريون حتى إسحاق رابين. وتابع أن قضية فلسطينيو 48 يطرحها في إسرائيل من وصفه الكاتب بأكبر منتصر في الانتخابات وهو أفيغدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا الذي فاز بـ15 مقعدا. وسواء دخل ليبرمان الحكومة أم لا، يستطرد الكاتب، فإن هذا الرجل وقضاياه انتقلت إلى المسرح السياسي، فعلاوة على تنديده بمسلحي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله في لبنان، يعتبر الأقلية العربية في إسرائيل هدفه الأول وتهديدا لإسرائيل أسوأ من حماس. وبعد أن سرد الكاتب بعض ما يعانيه الفلسطينيون في إسرائيل من عنصرية في مختلف المجالات، أشار إلى تنامي العداوة بين الطرفين، وانحسار نسبة تصويت العرب للأحزاب الإسرائيلية الأساسية خير شاهد على ذلك. وبالنسبة لإسرائيل، يقول الكاتب، أصبح التعاطي مع العلاقة بالأقلية العربية أكثر أهمية من التعامل مع حزب الله والرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، مضيفا أن على إسرائيل أن تقرر كيف ستتعامل معهم. واختتم زكريا بالقول إن مسألة الفلسطينيين في إسرائيل تشكل دوامة خطيرة لها، وكلما تداعت الثقة بين الطرفين، كلما تضعضع ولاء الفلسطينيين لها، وقال إن الانتخابات جلبت هذه القضية إلى الواجهة وإن حلها سيحدد مستقبل إسرائيل كبلد وكدولة يهودية وكبلد ديمقراطي. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – القاهرة) نقلا عن صحيفة الواشنطن بوست  بتاريخ 16 فيفري 2009)


العاهل السعودي ينحي رجلي دين لتسريع الإصلاح
 
الرياض (رويترز) – يشير استبعاد الملك عبد الله عاهل السعودية لاثنين من رجال الدين المتشددين في اطار تعديل وزاري واسع النطاق الى سعيه للاسراع بخطى الاصلاح التي تتقدم ببطء شديد في المملكة وقص اجنحة المؤسسة الدينية القوية. وفي خروج عن التقاليد السعودية عينت امراة نائبه لوزير التعليم في التعديلات التي اعلنت يوم السبت الماضي في أول تعديلات وزارية واسعة النطاق منذ تولي الملك سدة الحكم عام 2005 . وأعاد العاهل السعودي تشكيل هيئة كبار العلماء التي تضم 21 عضوا وهز بذلك احتكار مدرسة متشددة تنتمي للفكر الوهابي وضم اعضاء من مدارس سنية اكثر اعتدالا ولكنه لم يضم اي اعضاء ينتمون للاقلية الشيعية. وقال مصطفي العاني من مركز الخليج للابحاث ومقره دبي ان الهدف واضح جدا وهو الحد من نفوذ المؤسسة الدينية في النظامين القضائي والتعليمي. وتابع ان في ذلك تنفيذ لرؤية الاصلاح التي لا يمكن ان تتحقق في وجود الحرس القديم بصفة خاصة في المؤسسات الدينية. وكان من مظاهر التطوير السابقة ان شكل العاهل السعودي هيئة البيعة لاختيار ولي العهد وبدأ حوارا بين الاديان مع زعماء مسيحيين ويهود. وعرقلت النخبة الدينية جهود الاصلاح القضائي والتعليمي في المملكة وهي حيوية لمواكبة التطور ومكافحة التطرف الاسلامي. وأقال العاهل السعودي (84 عاما) الشيخ ابراهيم الغيث رئيس هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وعين بدلا منه الشيخ عبد العزيز بن حمين الحمين الذي تعهد بقدر اكبر من التسامح. كما أقال الشيخ صالح اللحيدان رئيس المجلس الاعلى للقضاء الذي صدم عددا كبيرا من السعوديين في سبتمبر ايلول بفتواه التي تهدر من حيث المبدأ دم مسؤولين بقنوات تلفزيونية فضائية لبثهم مواد  » اباحية » وبوصفهم مفسدين. وقال فهد الشافعي المحلل السياسي السعودي ان الهيئة القضائية بدأت تحرج الحكومة بصفة عامة في العالم الخارجي وانه كان من الصعب التعامل مع الامر نظرا لتشابك الدين والسياسية. وفي الشهر الماضي سلطت الاضواء على السعودية في اجتماع مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان وطالبت الدول الغربية الرياض بوقف عقوبات الجلد وبتر الاطراف والسماح بحرية العقيدة والغاء نظام ولاية الرجل على المرأة. وقال دبلوماسي غربي « تضييق الخناق على السعوديين في جنيف دق جرس انذار للمؤسسة بشأن حجم المشاكل التي يمكن ان تواجهها حين تدرس ادارة (الرئيس الامريكي باراك) أوباما عن قرب كيفية التعامل مع السعودية. » غير ان توقيت خطوة العاهل السعودي في منتصف الفترة بين الحج في ديسمبر كانون الثاني وعطلة الصيف لمؤسسات الدولة التي تستمر ثلاثة اشهر يبدو متصلا بوتيرة العمل في السعودية اكثر منه بتولي الرئيس الامريكي منصبه. واشاد اصلاحيون سعوديون بالتغييرات التي شملت ترقية بعض المسؤولين الاصغر سنا نسبيا ووصفوها بانها مؤشر على الجدية تأخر كثيرا. وقال جمال خاشقجي رئيس تحرير صحيفة الوطن ان رجال الملك امسكوا بزمام الاصلاح وان عددا كبيرا منهم وضع الخطوط العريضة له في السنوات الخمس الماضية. واضاف ان الملك عبد الله يضع بصمته على التعليم والقضاء بتغييرات ستحدد منجزاته مستبعدا احتمال حدوث رد فعل غاضب من رجال الدين المتشددين. وتابع ان هناك مبالغة في تقدير قوة رجال الدين المتشددين وانهم لا يملكون حلا لمشاكل العصر الحديث مضيفا ان الاقتصاد هو مايهم الناس. وشملت التغييرات تغيير رئيس مؤسسة النقد العربي السعودي ( البنك المركزي) بينما احتفظ وزيرا النفط والمالية بمنصبيهما. ومن التحديات الرئيسية التي تواجه المملكة توفير فرص عمل ومساكن واتاحة فرص لعدد متزايد من مواطنيها من الشبان الذين لا يساعدهم كثيرا نظام التعليم الحالي. وقال دبلوماسي غربي « ما تم حتى الان من حيث بناء جامعات جديدة لا يحل مشكلة عدم ملائمة المناهج لاحتياجات سوق العمل الى حد كبير. لم نطلع بعد على مسودة الاصلاح المزمع للتعليم. » وعين العاهل السعودي أيضا نورة الفايز نائبة لوزير التربية والتعليم. وهذا أعلى منصب تحتله امرأة في المملكة. وتولي منصب الوزير الامير فيصل بن عبد الله وهو نائب سابق لرئيس المخابرات المركزية. ويرى المحلل السعودي خالد الدخيل انه ليس لديه خبرة في مجال التعليم وربما يحتاجون شخصا قويا مثله للتعامل مع المؤسسة الدينية. وكان الملك عبد الله الحاكم الفعلي قبل وفاة سلفة المريض في عام 2005 وقد تحرك بحذر في الفترة السابقة رغم ما اشتهر عنه بانه صاحب عقلية اصلاحية. ورغم قلة القيود الدستورية لسلطات الملك فان عليه ان يضع في الاعتبار رغبات الاسرة الحاكمة كبيرة العدد والمؤسسة الدينية فضلا عن الرأي العام. وقال العاني ان الملك سيطبق المزيد من الاصلاحات بشكل تدريجي بعد ان وطد اسس حكمه وانه لا توجد معارضة داخل الاسرة الحاكمة. وأضاف ان من اقيلوا من السلطة فقدوا مصداقيتهم بالفعل. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 16 فيفري 2009)

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.