TUNISNEWS
7 ème année, N° 2184 du 15.05.2006
نقابة الصحفيين التونسيين: تقرير ماي 2006 – الصحافة التونسية انتهاكات مهنية وتجاوزات قانونية
الرّابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: بـيــان
الاتحاد العام التونسي للشغل الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس: بيـــان النقابة الأساسية لأساتذة التعليم العالي بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس: بيــان الصحفيـة شهـرزاد عكاشـة: بـلاغ للـرأي العام الوطني والعالمـي حزب الوحدة الشعبيّة : بـيـان اللجنة العربية لحقوق الإنسان: أجهزة أمن الدولة السورية تعتقل ميشيل كيلو رويترز: آلاف اليهود يحجون الى معبد جربة وسط دعوات لاحترام أكبر بين الاديان اللقاء الإصلاحي الديمقراطي: مصادرة كتاب الدكتور خالد الطراولي محمد الهادي بن مصطفى الزمزميالشيخ الحبيب اللوز من مقاول بناء الجدران إلى داعية لبناء الإنسان (الحلقة الثالثة والأخيرة) حبيب مباركى: شهادات ميلاد الاستبداد..على يدى النظام التونسى: مواقف من محنة الإسلاميين فى تونس صابر مرابط: السياسة بين الممارسة والفرجة محسن الجندوبي: غدا نلقى الأحبّةالحبيب أبو وليد المكني: تونس إلى جانب العراق… !؟ عضو في مجلس حقوق الإنسان’ نورالدين الخميري: بدون تعليـــقد . أحمد القديدي: افتتاحية الوسط : كوكبة الإعلام الحر الهادي بريك: في الذكرى الثامنة والخمسين لنكبة الامة في فلسطين: » نحو خارطة طريق إسلامية « حقائق: ماذا وراء الإقبال على كتب الأطفال والكتب الدينية ؟
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).
|
نقابة الصحفيين التونسيين
تقرير ماي 2006
الصحافة التونسية
انتهاكات مهنية وتجاوزات قانونية
الفهرس
توطئة ………………………………………………………………………………………2
1- الاتفاقية المشتركة للصحافة المكتوبة…………………………………………………..3
2- الأوضاع المهنية و المادية………………………………………………………………5
3- التعليمات والمنع………………………………………………………………………..16
4- التكوين والتدريب: آفاق مسدودة……………………………………………………….17
5- السرقات الصحفية…………………………………………………………………….19
6- أحداث وقع تغييبها في الصحافة……………………………………………………….20
7- صحفيون محرومون من الكتابة في الصحافة التونسية……………………………….23
8- شخصيات سياسية وحقوقية تقاطعها الصحافة………………………………………..25
9- ثلب الأشخاص وهتك أخلاقيات المهنة………………………………………………..26
توطئة
بصدور هذا التقرير تكون قد مرت سنتان على ميلاد نقابة الصحفيين التونسيين التي كان تأسيسها حلما راود العديد من الصحفيين المخلصين لمهنتهم، والنقابيين الغيورين على كافة القطاعات المهنية وفي مقدمتهم الشهيد فرحات حشاد الذي خرج ذات يوم في مظاهرة شعبية وهو يحمل لافتة كتب عليها « من أجل نقابة للصحفيين التونسيين ».
إن التعامل الذي اختارته السلطة مع نقابتنا مخالف للدستور و للنصوص القانونية وأشكال التعامل السياسي، بهدف وحيد هو القضاء على النقابة الفتية، فكانت الملاحقة الأمنية لمؤسسيها بوسائل مختلفة توجت بمنع المؤتمر الأول للنقابة في 7 سبتمبر 2005 دون تفسير أو تعليل قانوني.
ومنذ ذلك التاريخ تكثفت حملات المنع كان آخرها يوم 27 افريل 2006 حين عمدت قوات الأمن باللباس المدني إلى تطويق المقر المؤقت للنقابة بمكتب الأستاذ المحامي شوقي الطبيب و منعت اجتماعا للمكتب الموسع للنقابة.
إن الأسلوب الزجري الذي اعتمدته السلطات التونسية تجاه نقابة الصحفيين التونسيين لم يزد الصحفيين المؤمنين بهذا المشروع إلا إصرارا على المحافظة على نقابتهم قصد الدفاع عن حقوقهم الشرعية التي يضمنها لهم القانون المنظم للمهنة. ولم يزد نقابة الصحفيين التونسيين إلا تعاطفا وطنيا ودوليا من مئات الشخصيات والمنظمات المهنية التي عبرت عن تضامنها مع النقابة وكان في طليعتها وطنيا المنظمات المستقلة التي تتمسك بالاستقلالية والدفاع الفعلي عن حرية التعبير وخارجيا المنظمات المهنية والحقوقية مثل الاتحاد الدولي للصحفيين، ومنظمة « مراسلون بلا حدود » والكنفدرالية الدولية للنقابات الحرة (سيزل) والاتحاد الأوروبي الذي دعا الحكومة التونسية في شهر ديسمبر الماضي إلى السماح لنقابة الصحفيين التونسيين بعقد مؤتمرها الأول في إطار احترام تعهداتها مع الاتحاد، إذ ينص البند الثاني من اتفاق الشراكة الذي أبرمته تونس مع الاتحاد الأوربي على احترام حقوق الإنسان.
لقد اختارت النقابة منذ تأسيسها وكما تجلى ذلك في بياناتها طوال السنتين التمسك بالدستور والقانون اللذين يضمنان حرية العمل النقابي وهي سائرة على نفس الطريق باعتباره الوحيد الذي يضمن للصحفيين حقوقهم ويحدّ من تجاوزات أصحاب المؤسسات الإعلامية ومن صمت السلطة وخرقها المستمر للحق في الإعلام الحر.
********
لم تكن السنة المنقضية سهلة على العديد من الصحفيين التونسيين فقد تواصلت معاقبة الصحفيين من أجل آرائهم ومواقفهم ونشاطاتهم النقابية والحقوقية خارج إطار العمل.
و دفعت تلك الوضعية ثلاثة من زملائنا إلى خوض إضرابات عن الطعام في فترات مختلفة وهم :
– الزميل لطفي حجي الذي شن إضرابا عن الطعام لمدة اثنين و ثلاثين يوما بدءا من 18 أكتوبر الماضي احتجاجا على تعمد السلطات حرمانه من العمل كمراسل لقناة الجزيرة بتونس، علاوة على حرمانه من بطاقة الاعتماد وعلى المضايقة الأمنية التي تعرض لها اثر منع مؤتمر النقابة في شهر سبتمبر الماضي.
– الزميل سليم بوخذير الذي شن إضرابا عن الطعام لمدة 35 يوما بدءا من 5 افريل الماضي للمطالبة بحقه في العودة إلى عمله بجريدة « الشروق » الذي طُرد منه وكذلك لمطالبته بكف المضايقات عنه والتي تكثفت اثر كتابته مقالات على موقع العربية نت.
– الزميلة شهرزاد عكاشة التي شنت إضرابا عن الطعام لمدة 21 يوما للمطالبة بعودتها إلى عملها بجريدة « الشروق » بعد طردها. وكانت تعرضت قبل الطرد إلى مضايقات مهنية تمثلت بالخصوص في حرمانها من إمضاء مقالاتها.
كما تتواصل معاناة العديد من الزملاء الذين اطردوا من عملهم ورفعوا شكاوى ضد مؤسساتهم لكن لم ينصفهم القضاء إلى حد الآن ونذكر منهم هنده العرفاوي من « لابراس »، ومحمد بوسنينة من « الصحافة »، و دلندة الطويل وشيراز النفاتي من « دار الصباح » ، وبوبكر المباركي من مجلة « حقائق » .
كما تتواصل محنة الصحفي بجريدة « الفجر » عبد الله الزواري المحروم من الكتابة و المُبعد منذ أربع سنوات إلى أقصى الجنوب التونسي بعيدا عن زوجته و أبنائه المقيمين في تونس العاصمة.
********
تودّ نقابة الصحفيين التونسيين أن تتوجه بالشكر إلى جميع الزملاء الذين ساهموا في إعداد هذا التقرير، داعية بقية الزملاء إلى إبداء آرائهم حول ما ورد فيه ومدنا باقتراحاتهم ونعتذر عما ورد فيه من سهو أو تقصير.
1 / الاتفاقية المشتركة للصحافة المكتوبة
بالرغم من الملاحق التعديلية التي شملت الاتفاقية المشتركة للصحافة المكتوبة والتي بلغ عددها ثمانية إلى حدّ المفاوضات الاجتماعية الأخيرة التي جرت هذه السنة، فإنها – أي الاتفاقية – لا تزال تعاني من العديد من الثغرات سواء على المستوى الترتيبي أو على مستوى الأجور، ولم ترق إلى تطلعات الصحفيين التونسيين.
عقود العمل
ويعد الفصل السابع مكرر من الاتفاقية إحدى الهنات الأساسية طوال الحياة المهنية للصحفي، ويحدد الفصل المذكور نوعية عقد الشغل وقد أضيف بالملحق التعديلي عدد 5 المؤرخ في 24 جويلية 1996 ، وفرض من قبل السلطة الرسمية على كل الاتفاقيات المشتركة.
تنص الفقرة الرابعة من الفصل السابع مكرر على انه « يمكن إبرام عقد الشغل لمدة معينة في غير الحالات المذكورة في الفقرة السابقة بالاتفاق بين المؤجر والعامل على ألا تتجاوز مدة هذا العقد أربع سنوات بما في ذلك تجديداته، وكل انتداب للعامل يقع على أساس الاستخدام القار دون الخضوع لفترة تجربة »، واشتكى الصحفيون التونسيون من استغلال أصحاب المؤسسات الصحفية لفترة التجربة لتطبيق ما بات يعرف بسياسة العصا والجزرة، حيث يخضعون لمساومات وابتزازات عديدة قبل إجبارهم على عقد سنوي ينتهي مفعوله مع نهاية كل سنة.
و يتضارب محتوى الفصل السابع مكرر مع محتوى الفصل الثامن من الاتفاقية الذي ينص على أن فترة الاختبار يجب ألا تزيد عن ثلاثة أشهر قابلة للتجديد مرة واحدة بالنسبة إلى العمال أما بالنسبة للإطارات فان فترة التجربة مقدرة بسنة قابلة للتجديد مرة واحدة و هو الأمر المعمول به منذ عقود.
و لا يتماشى الفصل السابع مكرر مع الأنشطة الممارسة في القطاع مما جعله محل نقد في المفاوضات الاجتماعية الأخيرة ودفع ممثل وزارة الشؤون الاجتماعية إلى الإقرار بأن هذا الفصل يتجاوز صلاحيات جميع المفاوضين.
التصنيف المهني
و تحتاج الاتفاقية المشتركة في جوانبها الترتيبية إلى مزيد التوضيح حول الأصناف المهنية، فالمعروف أن وسائل الاتصال الحديثة غيرت الكثير من طبيعة الأنشطة الصحفية، سواء في العمل مع المواقع الالكترونية الجديدة ، أو في العلاقة بمصادر الخبر، أو في الاحتفاظ بالمعلومات وتوثيقها، ممّا يجعل القطاع بأكمله في حاجة ماسّة إلى إعادة تصنيف أنشطته، وهو ما لم تتطرق إليه الاتفاقية رغم التعديلات المتكررة.
الأجور
أما على مستوى الأجور فان الصحفيين لا يزالون في آخر السلم الوظيفي عندما نقارنهم مع قطاعات أخرى بالوظيفة النوعية مثل القضاة والأطباء والأساتذة الجامعيين، فأجور الصحفيين لا ترتقي إلى مستوى الوظائف المذكورة وغيرها، علاوة على أن ارتقاءهم يتم ببطء شديد.
ولم تستطع الاتفاقية المشتركة للصحافة المكتوبة بصيغتها الحالية، وطرق مفاوضاتها تجاوز الوضعية المتردية للصحفيين، فالصحفي المتحصل على الأستاذية والوافد لأول مرة على سوق الشغل لا يزيد مرتبه الشهري الخام عن 706 دينار تخصم منها 12 بالمائة للضرائب بحيث لا يتعدى مرتبه في مؤسسة تحترم الاتفاقية المشتركة 622 دينارا، وهو أجر ضعيف مقارنة بالطاقة الشرائية و المستوى المعيشي للصحفي. و مع ذلك فان أغلب المؤسسات الإعلامية لا تحترم الاتفاقية المشتركة مما يجعل الصحفي في وضعية أسوأ بكثير مما يفرضها القانون.
ظروف العمل
يضاف إلى تلك الثغرات في الاتفاقية المشتركة ظروف العمل المزرية في عدد من المؤسسات الإعلامية، على الرغم من وجود العديد من النصوص في الاتفاقية خصصت لهذه المسألة مثل الفصل 34 جديد الذي يتعرض لحفظ الصحة والسلامة و ينص على واجبات صاحب المؤسسة الصحفية تجاه القوى العاملة في صحيفته.
كذلك الأمر بالنسبة إلى الحق النقابي وحرية التعبير داخل المؤسسة الإعلامية فبالرغم من أن الاتفاقية تتضمن عديد الفصول التي تنص على الحق النقابي فان الواقع داخل المؤسسات الإعلامية أبعد ما يكون عن تلك النصوص، حيث ينظر إلى العمل النقابي داخل المؤسسة الصحفية والمطالبة باحترام القوانين والمعايير المهنية، على أساس انه تعكير للأجواء داخل المؤسسة ومس بمصالحه الحيوية ويتعرض كل من يطالب بذلك إلى عقوبات مختلفة تصل إلى الطرد، وذلك ما يفسر غياب التنظم النقابي داخل المؤسسات الإعلامية.
و لم تستطع الاتفاقية المشتركة الرقي إلى تطلعات أجيال من الصحفيين من أجل حرية التعبير وهو ما يمثل إحدى أضعف الحلقات فيها.
2 / الأوضاع المهنية و المادية
2 / 1 الصريح:
تمثل مؤسسة « دار الصريح » التي تصدر جريدتي « الصريح » اليومية و »أخبار الشباب » الأسبوعية مثالا صارخا على تردي أوضاع الصحفيين المادية والمهنية. واستطاعت هذه المؤسسة خلال عشر سنوات من تأسيسها أن تختزل في سلوكها إزاء العاملين بها كلّ أشكال الاستهانة والاستخفاف بقوانين الشغل والاتفاقيات المشتركة لمؤسسات الصحافة المكتوبة وبكرامة الصحفيين من خلال حرمانهم من أبسط الحقوق المادية والمعنوية وإجبارهم على العمل في ظروف مهنية غير ملائمة وبإمكانات ووسائل عمل تكاد تكون منعدمة. كما أن الظروف المادية والمهنية للصحفيين تسير من سيء إلى أسوأ.
ولعل أبرز ما تتسم به مؤسسة « الصريح » هو نقص عدد صحفييها قياسا بما تستوجبه ومقارنة بغيرها من الصحف اليومية أو الأسبوعية، إذ يعتمد طاقم التحرير في « الصريح » و »أخبار الشباب » على ثلاثة عشر صحافيا فقط ( بعد استثناء رئيس التحرير ونائبيه) اغلبهم من المتعاونين و ثلاثة منهم فقط من حاملي الأستاذية في الصحافة وعلوم الأخبار، بينما يتراوح البقية بين مجازين في اختصاصات أخرى، وطلبة مازالوا في طور الدراسة، وأصحاب مستوى تعليمي لا يتجاوز الخامسة ثانوي.
وينعكس نقص هذا العدد بالضرورة على الصحفي إذ يكون مطالبا من قبل صاحب المؤسسة بزيادة إنتاجه وتكثيف مساهماته لتغطية النقص وهو ما من شأنه أن ينعكس بدوره على جودة المادة الصحفية المنتجة، ويستنفد طاقة الصحفي.
وعلى سبيل المثال يتولى صحفي واحد تأمين مادة كل صفحات الشؤون الدولية
( مقابل 4 إلى 7 صحافيين في جرائد أخرى ). وتلقى مسؤولية تأمين كل صفحات القسم الوطني على صحفيين اثنين فقط. كما تجد صحافية واحدة نفسها مطالبة بإنتاج كامل تحقيقات الجريدة. أما الصفحات الرياضية فلا يعمل بها سوى ثلاثة صحفيين إضافة إلى رئيس القسم.
ومع أن هؤلاء الصحفيين مطالبون بمداومة الحضور وبتقديم إنتاج غزير فإن غالبيتهم لا يمكن اعتبارهم بأي حال من الأحوال صحفيين قارين. إذ أنهم لا يخضعون لأي صيغة انتداب واضحة ولا يتمتعون بأي ضمانات مهنية من أي نوع ولا يتم التصريح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. و من جملة 13 صحافيا لا تصرّح إدارة الجريدة سوى بأربعة منهم. مع وجوب التوضيح بأنها لا تسدد بانتظام المعاليم المستوجبة عليها لهذا الصندوق في شأن هؤلاء الأربعة بل تكتفي بخلاص ثلاثيات متباعدة وبنسبة ضعيفة للغاية لا تزيد أحيانا على ثلاثية واحدة من كل أربع ثلاثيات.
ويقول صحفيو الصريح انهم لم يحصلوا طوال مدة عملهم على شهادة خلاص قانونية ولم يتمتعوا ولو مرة واحدة بمنحة إنتاج ولا بمنحة الشهر الثالث عشر ولا بمنحة الصحافة ولا بمنحة تعويضية عن أيام العطل والأعياد التي يجبرون على العمل فيها أو عن إجازاتهم السنوية التي لا يتسنى لهم بقرار من المؤسسة أن يتمتعوا بكامل أيامها ولا بأي منحة خاصة من أي نوع، كما لم يتمتع أي منهم بالزيادة في الأجر التي أقرتها المفاوضات الاجتماعية في السنوات الأخيرة.
ويتم إجبار الصحفيين على الخضوع للأمر الواقع اعتمادا على حجة غير مقنعة تفيد بان المؤسسة ما انفكت تمر بصعوبات مالية. علما أن المؤسسة تمكنت من بناء مقر ضخم بضاحية رياض الأندلس، وشراء مطبعة عصرية ( مقرها بسيدي ثابت) وشراء أسطول ضخم من الشاحنات المخصصة للتوزيع كما جهزت قسمها الفني بأحدث ما في سوق النشر والطباعة من معدات عصرية. وهي مكاسب لم تتجاوز مدة تحقيقها عشر سنوات مما يدل على قيمة الأرباح الهائلة التي تجنيها المؤسسة من مبيعاتها ومن عائدات الإشهار العمومي.
ولا يستفيد صحفيو المؤسسة من المرابيح التي تجنيها بل عادة ما يحصل العكس فبعض الصحفيين لا تتجاوز أجورهم مائتي دينار (200د) وبلغت الأمور إلى حد أنهم لا يتسلمون أجورهم الزهيدة في مواعيدها الشهرية بل أحيانا بتأخير عشرة أيام مما يضعهم أمام متاعب وصعوبات نادرا ما تأبه لها الإدارة.
إدارة عائلية
يشتكي صحفيو الصريح من غياب مفهوم الإدارة فالتسيير يتم من قبل الأب المدير / المؤسس وأبنائه دون الاعتماد على هيكل إداري واضح المعالم. فبإستثناء مديرها المالي والتجاري ( وهو نجل صاحب المؤسسة) لا يعثر صحفيو الصريح على أي موظف أو عون يمكن التعامل معه في المسائل المتعلقة باستخراج الوثائق المهنية مثلا. ومن نتائج ذلك أن حصول الصحفي على شهادة عمل صار يشكل مهمة شاقة للغاية ومستحيلة أحيانا.
وكنتيجة لتهرب المؤسسة من كل واجباتها المادية إزاء الصحفيين وتمسكها المبدئي بانتهاك قوانين الشغل واستسهالها مخالفة النصوص المنظمة للعلاقة بين الصحفي والمؤسسة فإن الزملاء العاملين بها محرومون من كل فرص الارتقاء والتدرج في سلم المهنة، ومن أي إمكانية للتمتع بأي من صيغ القروض البنكية فضلا عن حرمانهم الدائم من الأجر الكامل الذي يتطابق مع مجهوداتهم.
ويعمل صحفيو الصريح في ظروف قاسية ومهينة أحيانا ويجبرون على إنتاج ما يتجاوز طاقة الفرد بإمكانات محدودة تغيب معها متطلبات العمل الصحفي العصري. وهم يلخصون معاناتهم على النحو التالي:
· بُعد مقر الجريدة عن مواقع الأحداث على نحو يكلّف الصحفيين أموالا باهظة للتنقل ترفض المؤسسة تعويضها.
· عدم توفر خطّ هاتفي قار للصحفيين لإجراء الاتصالات اللازمة التي يتطلبها عملهم، بما يضطرهم لاستعمال هواتفهم النقالة وتحمل كلفة إضافية.
· لا تتوفر بالمؤسسة حواسيب مرتبطة بشبكة الإنترنت باستثناء جهاز واحد يحتكره النائب الثاني لرئيس التحرير ( وهو النجل الثاني لصاحب المؤسسة) في مكتبه ولا يجوز لأي من الصحفيين استعماله لأي غرض كان.
· لا توفر »الصريح » الصحف والمجلات لصحفييها باعتبارها إحدى وسائل العمل مما يضطرهم إلى اقتناء مختلف العناوين الصحفية على حسابهم الخاص. وفي الوقت الذي لا توفر فيه المؤسسة أي نسخة من إصدارات الصحافة الوطنية والعربية والدولية للصحفيين فإنها تطالبهم بالإطلاع على ما يصدر في هذه الإصدارات والاستفادة منها.
غياب دور الصحفي
يعد غياب اجتماعات التحرير الحلقة الأضعف في مؤسسة « الصريح » إذ لم يحدث أبدا طوال عشر سنوات من عمر المؤسسة وأربع سنوات من عمر صحيفتها اليومية أن نظم مدير المؤسسة ورئيس تحريرها اجتماع تحرير واحد.
و يعكس هذا الاختيار نظرة عديمة التقدير لدور الصحافي داخل مؤسسته ولإسهامه المفترض في تحديد الخط التحريري للصحيفة فضلا عن دوره في التقويم والتصدي من الداخل لكل إخلال محتمل بضوابط المهنة الصحفية وأخلاقياتها.
و يشتكي الصحفيون بجريدة « الصريح » من تعدد المقالات والمواضيع التي يقتطعها مدير الجريدة من الصحف والمجلات العربية والعالمية وينتحلها للصحيفة بنشرها ضمن صفحاتها دون أي إشارة إلى المصدر. بل ويحدث في مرات متعددة أن يتمّ تصدير هذه المقالات المنتحلة بعبارات من قبيل: خاص- الصريح أو مكتب الصريح بالقاهرة، بما يمثل انتهاكا فاضحا لقواعد الأمانة الصحفية وإخلالا خطرا بأخلاقيات المهنة. ( انظر باب السرقات الصحفية في موقع آخر من هذا التقرير)
وفي ظل هذه الظروف المتردية يضطر عدد من الصحفيين إلى مغادرة المؤسسة بسبب امتناع صاحبها عن تمكينهم من مستحقاتهم المالية أو تأخرها. ويواجه الصحفيون الذين لجأوا إلى القضاء للمطالبة بمستحقاتهم صعوبات جمة في تنفيذ أحكام التعويض الصادرة لفائدتهم بسبب امتناع صاحب المؤسسة عن الامتثال لأحكام القضاء، و يقول الصحفيون الذين مروا بهذه التجربة إن الدوائر المختصّة بولاية أريانة لا تبدي حرصا على تنفيذ هذه الأحكام .
2 / 2 جريدة الحرية
سبق لنقابة الصحفيين التونسيين أن نبهت في التقرير الذي أصدرته العام الماضي إلى الوضع الخانق الذي تعيشه جريدة الحرية، و كان ذلك بالاعتماد على وثيقة موجهة إلى السلطة العليا تبين حجم المعاناة التي يعيشها الصحفيون في هذه المؤسسة .
الوثيقة التي وردت تحت عنوان « الصحفيون يستغيثون » طرحت عدة « مطالب مستعجلة » منها صرف المرتبات في موعدها وتمكين الموظفين من أدنى حقوقهم مثل منح الإنتاج والترقيات، ورغم طول المدة لم تستجب الإدارة إلى نداء الاستغاثة مما عمق القطيعة بين إدارة التحرير والصحفيين.
ويمكن تلخيص الصعوبات التي يعاني منها صحفيو « دار العمل » في النقاط التالية:
– التأخير المستمر في منح رواتب الصحفيين ويمكن أن يمتد التأخير أسبوعا كاملا.
– عدم تسوية وضعية التامين على المرض وخلف هذا التقصير مشاكل كبيرة لعائلات في اشد الحاجة إلى التغطية الاجتماعية.
– غياب مجالس التحرير فمنذ أفريل 2003 لم ينعقد أي اجتماع لأسرة التحرير مما أثر على روح المبادرة لدى الصحفيين وخلق جوّا من الإحباط والامتعاض.
· تهميشها العديد من الصحفيين من ذوي الاقدمية و الخبرة مقابل الاعتماد على مساهمات من خارج المؤسسة. وإذا كان الاعتماد على طاقات من خارج المؤسسة يهدف لإثراء المحتوى فإن تحويله إلى قاعدة على حساب الصحفيين القارين يعد شكلا من أشكال الإهانة لهم، إضافة إلى أن الاستعانة بمساهمين من خارج المؤسسة يجب أن يكون خاضعا لضوابط واضحة منها عدم توفر من يقوم بعمل تحتاجه المؤسسة من داخل أسرة التحرير.
و يتساءل صحفيو جريدة الحرية: إذا كانت إدارة المؤسسة ترفض تسوية الوضعيات المجمدة وصرف المنح المتخلدة بدعوى الصعوبات المادية فلماذا يتم انتداب مساهمين من خارج أسرة التحرير؟ ألم يكن من الأجدر الاعتماد على أبناء الدار ؟
· المنع و المراقبة: من المفارقات العجيبة في صحيفة الحرية وجود لافتة تحرم على الصحفيين استعمال الانترنت وهو ما يتناقض كليا مع الخطاب الذي يتردد باستمرار حول تمكين الصحفيين من وسائل الإعلام العصرية.
وهذه اللافتة ليست وحدها التي تفرض المراقبة بل يشتكي الصحفيون من وجود عون في بهو المؤسسة يسجل تحركات الصحفيين.
· سلخ المقالات بما يغيب أي نفوذ للصحفيين عليها، فهي تخضع للإضافة والحذف بما يشوهها عن النسخة الأصلية. وحسب صحفيين بالصحيفة فان الرقابة يمكن أن تطال تهاني أعياد الميلاد والتعازي.
· تجميد الترقيات في حق العديد من الصحفيين بما يتناقض مع الاتفاقية المشتركة و في المقابل تعطى صلاحيات واسعة لمدير الصحيفة الذي يقرر من يتمتع بهذا الحقّ بعيدا عن المعايير المهنية و القانونية. ومن التجاوزات المهنية تمتع ابن مدير الصحيفة وهو تلميذ بامتيازات داخل الجريدة ومنها إعداده لصفحة أسبوعية بالألوان. ويمكن الرجوع إلى عدد 6 ماي 2006 لمعاينة هذا التجاوز.
ويلخص صحفيو « الحرية » الناطقة بلسان « التجمع الدستوري الديمقراطي » الوضع في صحيفتهم بأنه يتسم بالخوف من المطالبة بالحقوق الأساسية لان الإدارة لا تتسامح أبدا مع كل من يعبر عن رأيه بكل حرية أو يحاول المطالبة بحقوقه.
2 / 3 الوضع في دار » لابراس »
يشتكي صحافيو دار لابراس من سياسة الكيل بمكيالين التي تقوم على تجميد البعض من الصحفيين وحرمان البعض الآخر من أبسط حقوقهم المادية والمعنوية مقابل إسناد ترقيات وامتيازات لعناصر أخرى غريبة عن الدار. و أوجدت هذه السياسة فوارق كبيرة بين الصحفيين من ذوي الكفاءة والأقدمية و بين من جاء إلى المؤسسة بقرار فوقي.
ورغم أن تحسين أوضاع عدد من الصحفيين يعتبر عملا محمودا فإنه يكون منقوصا ومشينا إذا كان على حساب آخرين،أو لأسباب غير مهنية.
و أثرت السياسة المتبعة في الصحيفة على الانتدابات والترقيات والمنح والامتيازات التي عادة ما تسند بطرق لا تتطابق مع القانون وتعتمد على مبدأ الولاء والقرارات الفردية.
وانعكس كل ذلك على مردود الصحفيين وتفجر الوضع في 22 جانفي 2006 اثر جلسة عامة للنقابة الأساسية لدار لابراس انعقدت بمقر الاتحاد العام التونسي للشغل وعبر الحاضرون فيها « عن امتعاضهم من سياسة المحاباة التي تعتمدها الدار وقدموا أمثلة ملموسة على الخروقات التي ارتكبتها الإدارة مؤكدين أن تلك الممارسة الخطرة تنعكس حتما على حرية التعبير ومطالبين بالكف عن تحويل المؤسسة إلى ما يشبه الضيعة الخاصة. »
و أجمع المشاركون على تضمين المطالب باللائحة المهنية الصادرة يوم 28 جانفي 2006. وأهم ما جاء فيها:
– العمل على فتح أبواب التكوين والرسكلة أمام الإطارات الصحفية سواء بالداخل أو الخارج وذلك بهدف الرفع من الكفاءات المتوفرة وإثراء تجربتها وإرساء مبدأ المساواة في الفرص والحظوظ.
– السعي إلى تمثيل أعوان المؤسسة بمجلس الإدارة واطلاع من ينوبهم على الإستراتيجية المستقبلية المزمع تطبيقها إلى جانب تفعيل دور لجنة المؤسسة في هذا الباب.
ورغم أن المجتمعين عبروا عن تمسكهم بالمناخ الاجتماعي السليم داخل المؤسسة وعن عزمهم مواصلة منهج الحوار ورغم أن اللائحة كانت ممضاة من الكاتب العام المساعد للاتحاد الجهوي للشغل بتونس فقد رفضت المديرة العامة لمؤسسة « لابريس » تعليقها على السبورة ليطلع عليها مختلف العاملين بالدار كما جرت العادة.
بل إن الإدارة ذهبت أبعد من ذلك إذ ضغطت على أعضاء النقابة بالمؤسسة للتراجع عما جاء فيها وحين تمسّك بعضهم بحقهم عمدت الإدارة إلى إرباكهم بالتدخل في الشؤون الداخلية للمكتب التنفيذي ونجحت في خلع الكاتب العام الزميل منجي السعيداني بل واصلت استهدافه بطريقة مفضوحة مرة بدعوى انتمائه لنقابة الصحفيين التونسيين ومرة لتحميله مسؤولية مقالين صدرا الأول بجريدة « الشعب » استنكر محاولة ضرب العمل النقابي بالدار والثاني صدر بالموقع الالكتروني « تونس نيوز » بدون إمضاء.
هذه التداعيات خلفت استياء داخل المؤسسة وزاد الطين بلّة » التأجيل المفاجئ » للاحتفال بسبعينية « لابراس » إلى أجل غير مسمى رغم الأموال الطائلة التي أنفقت بهذه المناسبة. ولم يتلق الموظفون والصحفيون إلا بلاغا غامضا قبل أيام قليلة من الاحتفال يشعرهم بأن الاحتفال « أرجئ إلى موعد لاحق ».( تم فيما بعد تنظيم الاحتفال فيما بعد يوم 5 ماي 2006 ).
ولعل استقالة المدير المالي والإداري للمؤسسة بعد 70 يوما فحسب من استلامه مهامه يؤكد هذه الفوضى العارمة التي وجد نفسه فيها مما جعله ينسحب مبررا ذلك باللخبطة الكبرى التي تعرفها مختلف ملفات المؤسسة.
2 / 4 جريدة الصحافة
كشفت آخر الإحصاءات التي أجرتها مؤسسة » سيغما براس » حول حجم مبيعات الصحف المكتوبة أن جريدة « الصحافة » الحكومية التابعة لدار لابرس تأتي في المرتبة الأخيرة بنسبة 0،1 في المائة.
و لا تعكس هذه المرتبة الإمكانيات المادية والبشرية التي تتوفر عليها الصحيفة فجريدة « الصحافة » هي الصحيفة العربية الوحيدة الناطقة باسم الحكومة وتشغل عددا كبيرا من الصحفيين وهي جزء من مؤسسة عريقة لا تعوزها الكفاءات ولا الإمكانيات المادية.
و يفسر الصحفيون الوضعية التي عليها الصحيفة رغم سعة الإمكانيات بالأسباب التالية:
· غياب اجتماعات التحرير: حاول مدير الصحيفة عقد اجتماعات للتحرير ضمت رؤساء الأقسام إلا أنها سرعان ما انقطعت ، و يقول الصحفيون إن السبب هو عدم قدرة الإدارة على الاستماع إلى نقد الصحفيين للأوضاع داخل المؤسسة كما ان غياب المديرة العامة عن تلك الاجتماعات حكم علها بالفشل وأكد قناعة الصحفيين بان الإدارة لا تريد أن تستمع إليهم، وهو ما أدى إلى تراكم المشاكل داخل المؤسسة. واضطر احد الزملاء عشية الاحتفال بعيد الصحافة الى رفع الشارة الحمراء
· ظروف العمل الصعبة التي يعيشها الصحفيون المتمثلة في الاكتظاظ، وضيق المكاتب، وعدم توفر الوسائل الإعلامية الحديثة.
· حرمان العديد من الصحفيين من الكتابة في الصحيفة دون أي سبب مهني، وهي الظاهرة التي تتكرر في جريدة لابريس أيضا.
· الانتقاء الشديد في اختيار المراسلين زاد في إفراغ الصحيفة من التنوع والالتصاق بمشاغل الناس، فقد دأبت الصحيفة على اختيار مراسليها من موظفي الولايات مما يجعلهم خاضعين إلى السلط الجهوية في ما يكتبونه.
· تعدد المقالات الجاهزة التي تكتب بقرار أو المنسوخة وهي تغيب دور الصحفي وتحرمه من إبداء رأيه في السياسة التحريرية للصحيفة.
· غياب مقالات الرأي عن جريدتي الصحافة و »لابراس » بدعوى أنهما صحيفتان حكوميتان.
· اعتماد الصحيفة رغم العدد الهائل من الصحفيين على الوكالات وعلى النقل من صحف أخرى عربية وغربية حتى بالنسبة إلى القضايا التي يبدو الصحفي التونسي أجدر بالكتابة فيها. ويقدم الصحفيون مثلا على ذلك ما حدث يوم 5 ماي 2006 عندما أقامت إدارة الصحيفة حفل استقبال بمناسبة الذكرى السبعين لتأسيسها، واعتمدت في تغطيتها على وكالة تونس إفريقيا للأنباء التي أخطأت حتى في ذكر الشركة المنظمة للحفل فأوردت « مؤسسة الطباعة و النشر و التوزيع » بدلا عن « الشركة الجديدة للطباعة والصحافة و النشر » و هي الشركة التي تصدر صحيفتي « الصحافة » و »لابراس » و يتكرر اسمها في « جنيريك » الصحيفتين.
2 / 5 جريدة الصباح
يشتكي صحافيو دار الصباح من خروق مادية ومهنية يحددون أهمها على النحو التالي:
· حرمانهم من منحة الإنتاج للسنة السادسة على التوالي بذريعة الصعوبات المالية التي تمرّ بها المؤسسة.
· توقف الترقيات لعدة سنوات دون أسباب قانونية .
· عدم ترسيم عدد من الصحفيين خصوصا من الصحف الأسبوعية التابعة لدار الصباح مع رفض الإدارة تمكينهم من عقود عمل واضحة.
وعلى خلاف ما عرفت به الصباح في السنوات الماضية من ترفع عن المقالات المشينة التي تثلب المعارضين والنشطاء الحقوقيين فانها حادت عن خطها في الأشهر الأخيرة وانخرطت في قافلة الثلب والقذف ضاربة عرض الحائط بجميع المبادئ الأخلاقية والمهنية، ورفضت – كما هو الحال في الصحف المشابهة – حق الرد الذي ترسله الشخصيات التي تتعرض إلى الثلب حتى وإن أرسل عن طريق عدل منفذ مثلما ينص على ذلك القانون.
2 / 6 الصحف الأسبوعية
يتشابه الوضع في أغلب الصحف الأسبوعية ونذكر منها بالخصوص الحدث والإعلان و أضواء و حقائق و أخبار الجمهورية.
و تتسم أوضاع الصحفيين في هذه الصحف بما يلي:
– ضآلة الأجور مقارنة بما تنص عليه القوانين المنظمة للمهنة، وتصل في بعض الحالات إلى مائتي دينار.
– الحرمان المتواصل من المنح و بالخصوص منحة الإنتاج ومنحة الشهر الثالث عشر.
– عدم التمتع بالعطل كاملة مثلما تنص عليه الاتفاقية المشتركة. وعلى سبيل المثال فإن صحيفة الإعلان خفضت الإجازة السنوية من شهر إلى خمسة عشر يوما.
– تردي ظروف ووسائل العمل حيث يحرم عدد من الصحفيين من استعمال الهاتف والإنترنت، كما ترفض إدارات هذه الصحف منحهم تعويضات عن مصاريف التنقل.
– « إغراق » الصحيفة بالمتعاونين على حساب الصحفيين القارين، و هو أسلوب متبع في السنوات الأخيرة لتوفير الأموال للصحيفة و لإجبار الجميع على القيام بأعمال تتنافى و أخلاقيات المهنة.
– تدني المقابل المالي للصحفيين المتعاونين الذين يمولون الصحف بكمّ هائل من المقالات.
– الاعتماد على مبدأ التعاقد مع طرد الصحفي بمجرد انتهاء العقد ويظل بعض الزملاء لمدد تتراوح بين سنتين وأربع سنوات دون ترسيم ولا ضمان اجتماعي.
– طغيان مواضيع وإعلانات الخرافة والشعوذة في عدد من تلك الصحف بدرجة تحطّ من قيمة الصحافة التونسية.
– اعتمادها على النقل والسرقة من صحف أجنبية ومواقع بشبكة الإنترنت مما يقلّص حظوظ الانتداب بالنسبة للصحفيين.
2 / 7 صحف المعارضة
تتعرض بعض صحف المعارضة للمحاصرة والتضييق وخاصة « الموقف » و »الطريق الجديد » حيث يحرم بعضها من الإشهار والإعلانات العمومية ودعم الورق و يمكن ان تتعرض للحجز المقنع بجمعها من الأكشاك كليا أو جزئيا. وقد تعرضت جريدة « الموقف » بالتزامن مع « اخبار الجمهورية » إلى السحب من الأكشاك يوم 20 جانفي 2006 دون أسباب معلنة. وتتسبب هذه الأوضاع في صعوبات مادية ومهنية جمة للزملاء العاملين بهذه الصحف.
من جهة أخرى يتواصل غياب عدد من صحف المعارضة البرلمانية رغم أنها تتقاضى منحا من الدولة وهي صحف الوطن والمستقبل والأفق.
القطاع السمعي البصري
لم يتغير وضع قطاع الإعلام السمعي البصري عما ذكرناه في تقريرنا الأول السنة الماضية إذ لا يزال الرأي العام ينتظر صدور كراس شروط ينظم القطاع ويفسح المجال أمام الخواص المستقلين عن الدولة للاستثمار فيه.
ونود أن نذكر أن العديد من الذين تقدموا بطلبات الترخيص لإذاعات خاصة لم يتلقوا ردّا من الإدارة إلى حد الآن رغم مرور أكثر من سنتين:
– إذاعة شراع للزميل رشيد خشانة
– إذاعة ثقافية للدكتور أحمد بوعزي
– إذاعة للسيد صالح الفورتي
قناة تونس 7
الفضائية التونسية هي القناة الوطنية الوحيدة في تونس ومع ذلك يلاحظ المراقبون غيابها عن أهم الأحداث الوطنية أو في أحسن الأحوال تتناولها من وجهة نظر واحدة ومنحازة لا تسمح للمواطن بالاطلاع على الحقائق وزادت هذه السياسة في نفور التونسيين والتجائهم إلى فضائيات أخرى للاطلاع على أخبار بلادهم.
– غياب برامج حوارية مستقلة تتناول المسائل بموضوعية مهنية ، و قد لاحظ المشاهدون خلال السنة المنقضية تكرر الملفات الموجهة ضد ممثلي جمعيات المجتمع المدني المستقلة اثر مشاركتهم في الاجتماعات التحضيرية للقمة العالمية لمجتمع المعلومات بجينيف،وكذلك الأمر بالنسبة إلى الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان حيث أعدت قناة 7 حوارا خاصا دون أن تستضيف ممثلين عن الهيئة المديرة للرابطة و هو ما يعد إخلالا مهنيا
– غياب التحقيقات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تمس مشاغل الناس واهتماماتهم كجزء أساسي من العمل الصحفي، و من دور المؤسسة الإعلامية الإخبارية. وحتى الحصة الوحيدة التي تخصص لذلك وهي برنامج المنظار تعاني من الرقابة الشديدة التي أفقدتها الكثير من جرأتها التي اتسمت بها في السابق و دفعت الصحفيين العاملين فيها إلى هجرتها.
– عدم اعتماد المشرفين على المؤسسة على الدراسات العلمية حول طلبات الجمهور التونسي ورغباته على الرغم من انه يمول التلفزة عبر الاداءات القارة التي يدفعها ضمن مبلغ استهلاك الكهرباء والغاز . ولئن استحدثت تلك الاداءات في فترة الأحادية التلفزية فهي اليوم تطرح أكثر من سؤال حول جدواها في ظل تعدد الفضائيات العربية والغربية وهجرة الجمهور قناة « تونس سبعة » عدا اهتمامه ببرامج المسابقات التي تشجع على الربح السهل والتواكل ،و الرياضة.
– يشتكي المنتجون الذين يتعاملون مع التلفزة من غياب لجان مختصة تتكفل بتقييم أداء الصحفيين و باختيار البرامج على أسس مهنية واضحة و يرون أن غيابها يجعل التقييمات ذاتية تفتح الباب للتجاوزات وإقصاء الكفاءات
– على الرغم من أن إدارة المؤسسة أقدمت في شهر ماي 2006 على ترسيم مجموعة من الزملاء بعد طول انتظار تواصل ست سنوات بالنسبة لبعضهم، فان قائمة طويلة أخرى من الصحفيين لا يزالوا ينتظرون تسوية وضعيتهم و منهم من يعيش وضعا ماديا مترديا لا يعكس حجم المرابيح الكبيرة التي تتحصل عليها التلفزة من الإشهار العمومي والخاص ومن مبالغ الضرائب التي يدفعها المواطنون. وقام عدد من الزملاء بتجمع أمام وزارة الاتصال وذلك بعد رفض رئيس المؤسسة استقبالهم صبيحة الإعلان عن تسوية أوضاع صحفيين آخرين.
إن استفحال الرقابة و سوء معاملة الصحفيين و تجميد البعض منهم بمؤسسة الإذاعة و التلفزة دفع العديد منهم إلى الهجرة و قائمة الصحفيين التونسيين بالفضائيات العربية أو الناطقة بالعربية تشهد على ذلك أما الصحفيون الذين بقوا بالمؤسسة فطموح الأغلبية منهم هو الالتحاق بزملائهم حسب ما تثبت الملفات الخاصة التي أودعوها بالفضائيات العربية.
قناة حنبعل
عمد مدير قناة حنبعل في الأشهر الأخيرة إلى طرد 11 فنيا وصحفيتين متخرجتين من معهد الصحافة وعلوم الأخبار. كما أقدم في خطوة مفاجئة على إيقاف العديد من البرامج دون استشارة معديها مما اثر على الصحفيين و المذيعين.
و يعاني العاملون في قناة حنبعل من ظروف مهنية لا يتوفر فيها الحد الأدنى من الشروط القانونية والإنسانية.
– العمل المستمر تحت تهديد الطرد الذي يقع بكلمة واحدة من مدير المؤسسة يأمر فيه الحراس بعدم السماح لأي كان بدخول المؤسسة، وهو ما جعل أجواء العمل مشحونة بالخوف و الرعب.
– التعامل مع اغلب العاملين بالقناة من صحافيين و فنيين وفق عقد التأهيل المهني تكتفي بمقتضاه القناة دفع 230 دينارا و تدفع الدولة 107 دينارا. علما وأن العديد من الذين مروا بالقناة لم يحصلوا على عقودهم التي تتعمد الإدارة إخفاءها وحجبها عن الصحفيين حتى لا تبقي أية حجة بأيديهم عند طردهم. كما أنهم لا يحصلون على شهادة الأجر.
– العمل لمدة لا تقل عن 13 ساعة بالنسبة لأغلب العاملين في القناة دون احتساب الساعات الإضافية.
يحصل ذلك في الوقت الذي تحصّل فيه صاحب القناة على دعم كبير من الدولة أشاد به على أعمدة الصحف و تم نشره في الرائد الرسمي.
3/ التعليمات والمنع
يقوم سلوك سلطة الإشراف على القطاع الإعلامي على إعطاء التعليمات إلى أصحاب المؤسسات الإعلامية حول المواضيع المحرمة والمواضيع التي يجب نشرها.
– كشفت صحيفة » الموقف » الأسبوعية المعارضة في عددها 352 عن وثيقة تثبت تعمد وزارة الاتصال إرسال تعليمات للصحف بنشر بيانات وأظهرت نسخة من فاكس يحمل توقيع المدير العام للإعلام وختم الوزارة.
وهذا ما يفسّر تشابه المواضيع في العديد من الصحف وخاصة المتعلقة بالتهجم على الأشخاص والمنظمات.
– إعطاء تعليمات إلى المؤسسات بتجنّب التطرق إلى جملة من الأحداث والأنشطة فتتولى الصحف الاستجابة وتغييبها ( أنظر قائمة الأحداث المغيبة ضمن هذا التقرير).
و تواصل الرقابة منع توزيع عدد من الصحف الأجنبية في تونس كما تقوم بحجب صحف أخرى من حين لآخر وخاصة صحيفتي « القدس العربي » و » لوموند ». وتتعرض بعض الصحف إلى التأخير في توزيعها بالأسواق مما يفقدها قيمتها الإخبارية.
ولم يتغير سلوك السلطة تجاه الانترنيت اثر القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي احتضنتها بلادنا في نوفمبر الماضي إذ يتواصل حجب عشرات مواقع الإنترنت وفي مقدمتها موقع الاتحاد الدولي للصحفيين.
ومن بين المواقع المحجوبة أيضا مواقع تونسية مثل « نواة » و »تونس نيوز » ومجلة « كلمة »ومجلة « الترناتيف سيتويان » ، و « حوار. نت » و « تونس ريفاي توا » وغيرها.، وأخرى إخبارية مثل موقع » العربية نت ». ومواقع عدد من المنظمات الوطنية والدولية مثل الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية والفدرالية الدولية لحقوق الإنسان والمنظمة العالمية لمناهضة التعذيب. كما يتم حجب مواقع الأحزاب السياسية بما فيها الأحزاب القانونية مثل موقع الحزب الديمقراطي التقدمي »ب د ب انفو » ونشرية « البوابة » للتكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات وأخرى إخبارية مثل موقع » العربية نت ».
و كذلك الأمر بالنسبة لعدد من المواقع الشخصية « بلوغ » التي تنشئها شخصيات وطنية و شباب تونسيون.
4 / التكوين والتدريب: آفاق مسدودة
مجالات التكوين والتدريب المتاحة للصحفيين التونسيين بعد التخرج محدودة جدا، فهي تكاد تقتصر على المركز الإفريقي لتدريب الصحفيين، بالإضافة لدورات الحصول على شهادة « الماستر » التي صارت تنظمها جامعة تونس وجامعة بافيا الإيطالية بداية من سنة 2003.
وبينما يملك الإعلاميون في البلدان المجاورة وخاصة الجزائر والمغرب خيارات كثيرة لمتابعة دورات تكوينية تساعدهم على تحسين مستواهم المهني والسيطرة على أحدث التقنيات الصحفية، يجد الإعلاميون التونسيون أنفسهم أمام قناة وحيدة هي « المركز الإفريقي » الذي يخضع لإشراف غير محايد ولا يعمل على إشراك كل المؤسسات الإعلامية في نشاطاته.
3 – 1 المركز الإفريقي لتدريب الصحفيين
أنشئ المركز في مطلع الثمانينات من القرن الماضي لكي يكون أداة لتعاون ثلاثي، أي أن يقدم التدريب للصحفيين الأفارقة بالاعتماد على التمويلات التي يتسنى الحصول عليها من الإتحاد الأوروبي والجهات المانحة الأخرى. إلا أن طريقة تسييره وقلة العناية التي توليها السلط العمومية لمسألة التدريب أدتا إلى فشله في استقطاب الإعلاميين التونسيين والأفارقة بالقدر الكافي. فالمدير الحالي الذي عُيَن بعد عزل المدير الأول للمركز في سنة 1983 مازال في موقعه إلى اليوم، أي لمدة ثلاثة وعشرين عاما متصلة، رغم أنه أعطى كل ما يمكن أن يقدمه للمركز. ويعتمد تسيير المركز على المبادرة الفردية إذ لا وجود مجلس علمي أو مجلس استشاري يضبط البرامج والشرائح المستهدفة من الإعلاميين ويراقب القرارات وسير العمل التدريبي في المركز. وعلى رغم وجود الكثير من الكفاءات التونسية في مجالي التدريب والرسكلة لا يلجأ المركز إلى خدماتهم إلا نادرا ويُحكَم الاعتبارات السياسية في تقريب البعض واستبعاد البعض الآخر.
و لذلك تحول المركز تدريجيا من مؤسسة وطنية منفتحة على العالم الإفريقي إلى مؤسسة تكاد تكون شخصية. وللمركز مصادر تمويل متعددة ومختلفة يمكن إيجازها في أربعة هي:
أولا ضريبة التكوين المهني التي يدفعها شهريا أرباب العمل في قطاع الإعلام والتي يُفترض أن تُوجه لتمويل برامج المركز.
ثانيا موارد التعاون الفني.
ثالثا الإعتمادات التي تخصصها البلدان الشريكة لتونس وكذلك المؤسسات الأجنبية الخاصة مثل مؤسستي فريدريش نيومان وفريدريش إيبرت، لتمويل برامج التكوين والتدريب. وأهم تلك المصادر برنامج الإتحاد الأوروبي لدعم الإعلام والذي رُصدت له موازنة تعادل 2.4 مليون يورو. لكن الجانب الأوروبي عهد للمركز الإفريقي لتدريب الصحافيين بمفرده بالتصرف في تلك الاعتمادات دون الاعتماد على أي جهة أخرى.
وأظهرت التجربة أن برنامج التكوين سار وفقا لاعتبارات غير موضوعية إذ أعطيت الأولوية للتعامل مع إدارات المؤسسات الإعلامية وتُرك المهنيون جانبا، كما لم تؤخذ في الاعتبار آراؤهم وحاجاتهم للتدريب قبل ضبط البرامج ولا بعد تنفيذها. وفي هذا السياق أقصي الصحفيون » المغضوب عليهم » من الاستفادة من البرنامج بأساليب مختلفة.
3 – 2 مجالات التدريب الأخرى
تُعتبر مجالات التدريب قليلة عدا المركز الإفريقي ومعهد الصحافة، ولعل من أهمها « المدرسة المتوسطية لعلوم وتقنيات الاتصال والإعلام » التي أقيمت في إطار شراكة بين جامعتي تونس و »بافيا » الإيطالية. وأقامت المدرسة ثلاث دورات إلى حد الآن بمتوسط ثلاثين مشاركا في كل دورة وتخرجت الأولى في سنة 2003 والثانية في سنة 2004 والثالثة في سنة 2005. ولا تقتصر المشاركة في دورات المدرسة على الصحفيين فقط إلا أن الإعلاميين كانوا يشكلون الأغلبية في الدورات الثلاث الأولى. ويقوم بالتكوين أساتذة إيطاليون بالتعاون مع مدرسين وخبراء تونسيين وتُلقى الدروس باللغة الإنكليزية أما فترة التدريب الثانية فتتم في مؤسسات إعلامية إيطالية.
وتتولى جامعة تونس اختيار المشاركين في الدورات الذين يتلقون تكوينا لمدة ستة أشهر في مدينة العلوم بتونس (المدرسة لا تملك مقرا خاصا بها) ثم يستكملونه في إيطاليا لمدة أربعة أشهر إضافية. ويحصل الفائزون في نهاية الدورة على شهادة « الماستر » في الإعلام والاتصال.
وكشفت تلك التجربة مثل سابقاتها عقبة كبيرة أمام عمل التدريب إذ أن أصحاب المؤسسات الإعلامية الخاصة لا يسمحون للصحافيين بالمشاركة في هذه القناة التدريبية ولا في القنوات الأخرى اعتقادا منهم أنها مضيعة للوقت ولا تعود على المؤسسة بأي ربح. ورغم ان كثيرا من هؤلاء يدفعون ضريبة التدريب المعروفة باسم « ضريبة التكوين المهني » فإنهم يفضلون التضحية بها وحرمان الصحافي من التدريب من باب « الحد من الخسائر ». ولا يبقى المجال متاحا سوى للعاملين في المؤسسات الإعلامية العمومية، وهنا أيضا تدخل في الاعتبار عناصر شخصية تجعل اختيار المرشحين للتدريب لا يخضع لمقاييس موضوعية ولا يتيح بالتالي للجميع فرضا متساوية للتدريب وتحسين المستوى المهني.
5 / السرقات الصحفية
استشرت ظاهرة سلخ المقالات من الصحف والمجلات العربية ونشرها على أنها من إنتاج الصحيفة مع ما يمثله ذلك من خروج على أعراف المهنة وانتهاك للقانون الذي يمنع إعادة نشر المقالات والمقابلات الصحفية من دون الإشارة إلى مصدرها. وظهرت هذه الممارسة بشكل خاص في الصفحات الفنية إذ دأبت صحف كثيرة مثل الإعلان والمصور والحدث والشروق والصريح وصباح الخير والأنوار والصباح الأسبوعي وأضواء على نقل حوارات مع ممثلات وممثلين ومطربات ومطربين وملحنين كما هي بلا تغيير ومن دون ذكر المطبوعة التي نشرت فيها أو تاريخها موحية بأنها حوارات خاصة بها.
واكتست هذه الممارسة طابعا أخطر مع تعمَد جريدة الصريح اليومية إعادة نشر مقالات سياسية لكتاب عرب مسروقة من كبريات الصحف العربية وأنها كُتبت خصيصا لها. وتكريسا لهذه الممارسة أصبحت تخصص صفحتين يوميا لتلك المقالات المنقولة من دون الإشارة إلى مصدرها أو طلب ترخيص من الصحف المعنية للموافقة على إعادة نشر مقالات كتابها.
ورغم أن مجلة الصحافة تمنع تلك السرقات بشكل صريح فإن وزارة الاتصال والمجلس الأعلى للاتصال لم يحركا ساكنا إزاء تلك السرقات الصحفية مما أدى إلى انتشار هذه الممارسات أكثر فأكثر إذ صارت تتكرر على مدى أيام السنة بشكل سافر، ولم تعد تُعتبر عملا مشينا يستوقف أهل الذكر ويثير اشمئزازهم ويتطلب تدخلهم. ويتطلب هذا المنعرج الخطر إيجاد الهياكل الملائمة لرصد تلك السرقات وتوثيقها والعمل على كشف مرتكبيها أمام الرأي العام، وصولا إلى القضاء على تلك الممارسة التي تضاءلت جدا في البلدان التي تزدهر فيها حرية الإعلام ويُفسح فيها مجال العمل لنقابات قوية.
ومن المفارقات أن بعض الصحف تلجأ لسرقة مقالات كتاب عرب بينما كثير من المثقفين التونسيين محرومون من الكتابة في صحافة بلادهم، (انظر القائمة التقريبية في موقع آخر من هذا التقرير). وتُحيلنا هذه المفارقة إلى محنة الحرية في البلاد ودورها في انحطاط الإعلام وتراجع الحياة الثقافية وغياب الحراك الفكري الذي عرفته في العقود السابقة.
حاولنا القيام بتجربة بسيطة بتتبع صحيفة لابراس في بعض أخبارها الرياضية فتبين لنا أنها تنسخ من مواقع على الإنترنت دون الإشارة إلى المصدر وخاصة موقع
www.tunisie-foot.com/fr
وهو ما دفع المسؤولين عن الموقع المذكور الى توجيه احتجاج رسمي إلى الصحيفة بتاريخ 10 افريل 2006 لكنهم لم يتلقوا أي رد إلى حد كتابة هذا التقرير.
كما قمنا بترصد الأخبار الرياضية على الموقع المذكور يوم 27 نوفمبر 2005 بخصوص اللاعبين التونسيين الذين ينشطون ضمن الفرق الأوروبية فكانت كل تلك الاخبار منقولة بالحرف الواحد في عدد صحيفة لابراس بتاريخ 1 ديسمبر 2005 ( انظر الاخبار بالتفصيل في النسخة الفرنسية من هذا التقرير).
6 / أحداث وقع تغييبها في الصحافة
شهدت سنة 2005 عدة أحداث اجتماعية ونقابية وسياسية لم تقع تغطيتها في وسائل الإعلام التونسية المرئية والمسموعة والمكتوبة مما جعل المواطن يلتجئ إلى الفضائيات الأجنبية أو مواقع الإنترنت للحصول على الخبر والاطلاع على مختلف وجهات النظر.
وبالإضافة إلى الحظر على عدة شخصيات تونسية وحتى أجنبية وعدم تغطية نشاط الأحزاب والجمعيات بشكل متساو فإن بعض وسائل الإعلام تضخم أحداثا بعينها أو تقلب الحقائق مكتفية بوجهة نظر واحدة أو بمقالات موجهة وهو ما يتنافى في كلتا الحالتين مع قواعد المهنة الصحفية.
و نستعرض في ما يلي مجموعة من أهم الأحداث كعينات معبرة لان القائمة طويلة:
دعوة ارييل شارون:
من الأحداث التي شغلت الرأي العام التونسي والعربي توجيه الدعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ارييل شارون لزيارة تونس للمشاركة في القمة العالمية لمجتمع المعلومات والتي أعقبتها عدة تحركات ومسيرات شعبية لم تشر إليها وسائل الإعلام المحلية.بما في ذلك الصحف الي تدعي القومية و تتمعش من المشاعر القومية للمواطنين التونسيين وفي مقابل التغييب اكتفت بعض المقالات والافتتاحيات بالدفاع عن الدعوة و تبرير موقف الحكومة .
و من الأحداث التي جرت على اثر دعوة شارون و لم تشر إليها الصحافة المحلية على أهميتها يمكن أن نذكر:
· اجتماعا حاشدا في مقر الحزب الديمقراطي التقدمي المعارض يوم 28 فيفري للمطالبة بإلغاء الزيارة.
· تفريق مظاهرة بالقوة بتونس العاصمة دعت إليها قوى سياسية ونقابية احتجاجا على دعوة شارون يوم الجمعة 5 مارس ورفعت فيها شعارات مثل « شعب تونس شعب حر يا شارون لن تمرّ ».
· منع مسيرة ضد دعوة شارون يوم 8 أفريل وانتشار قوات كبيرة من الأمن في جميع مداخل العاصمة.
· الإضراب العام الذي شنه المحامون في جميع محاكم الجمهورية يوم الأربعاء
9 مارس للمطالبة بالإفراج عن زميلهم الأستاذ محمد عبو الذي تمّ إيقافه ليلة الأحد 1 مارس 2005.
· ندوة نظمها أحد عشر حزبا من دول المغرب العربي بعنوان « مغرب عربي بلا سجناء سياسيين » يوم السبت 19 مارس 2005 ولم تظهر أي تغطية صحفية لهذه الندوة إلا في بعض الصحف الأجنبية ومواقع الإنترنت.
· وفاة الشاب زهير اليحياوي يوم الأحد 13 مارس 2005 عن سنّ تناهز 36 سنة. وكان اليحياوي مثل أمام المحكمة في 10 جويلية 2002 وحُكم عليه بسنتين سجنا لتنشيطه موقعا على شبكة الإنترنت ثم غادر السجن بموجب سراح شرطي في 18 نوفمبر 2003. ولم تظهر إلا جملة يتيمة في جريدة يومية حول وفاته رغم الاحتفاء به من قبل المنظمات الدولية باعتباره أول سجين انترنت في تونس وضحية لغياب حرية التعبير.
· مواقف الهيئة الوطنية للمحامين التي نددت بالاعتداء على المحامين يوم 16 مارس أثناء محاكمة محمد عبو والذي شمل عميدهم. و اللافت للانتباه أن عددا من الصحف لم تشر إلى موقف الهيئة وتحدثت عن محاولة بعض المحامين التهريج والتشويش وتعطيل عمل القضاء وهو ما يعتبر انحيازا إعلاميا وقلبا للحقائق. انحياز الصحف إلى الحزب الحاكم في التغطية الإعلامية للانتخابات البلدية التي شهدتها البلاد في أفريل 2005. وقد أبرزت تقارير دولية أعدتها منظمات مختصة أن الحزب الحاكم التجمع الدستوري الديمقراطي حظي بنسبة 95 في المائة من نسـبة التغـطية في وسـائل الإعلام المـختلفة. – تغييب مضامين التقارير التي تعدها منظمات حقوقية تونسية ودولية حول تونس مثل منظمة العفو الدولية و »هيومن رايتس ووتش » والمنظمات العربية العاملة في مجال الدفاع عن حرية الصحافة أو حقوق الإنسان إذ لا ينشر عنها حرف واحد.
وفي المقابل تتولى بعض الصحف مهاجمتها دون الإشارة إلى السبب أو إلى مضمون التقرير محل النقد.
· الإضراب الإداري لأساتذة التعليم العالي الذي انطلق يوم 2 ماي 2005، وهو يعتبر حدثا فريدا يسجل لأول مرة، وكذلك منع تجمع للأساتذة في 4 جوان أمام وزارة التعليم العالي الذي تم تفريقه بالقوة، لكن الصحف اليومية حفلت بالتهجم على نقابة التعليم العالي والتقليل من شأن تحركهم ونشر مقالات غير ممضاة تقدح في وطنيتهم.
( انظر جدول المقالات في مكان آخر من هذا التقرير).
· قامت بعض الصحف بتغطية المجلس الوطني لجمعية القضاة في 12 جوان 2005 بمدينة الحمامات على الرغم من عدم حضور أي صحافي على عين المكان. واللافت في التغطية التطابق التام بين جميع الصحف والتي نعتها المكتب المنتخب لجمعية القضاة بأنها تمثل قلبا للحقائق ففي حين سعى البعض إلى إفساد المجلس الوطني لأسباب معروفة ذكرت الصحف أنهم يريدون مؤتمرا استثنائيا وهو ما حصل بعد ذلك حيث أقصي المكتب التنفيذي الشرعي.
· منع مؤتمر نقابة الصحفيين التونسيين من الانعقاد يوم 7 سبتمبر. و مما تجدر الإشارة إليه في هذا الصدد أن الصحافة التونسية لم تنشر أخبار النقابة على امتداد سنتين من عمرها رغم ما أصدرته من بيانات وتقارير وما رافق ميلادها من ردود فعل ايجابية في الصحافة الدولية والمنظمات المهنية العالمية. ويمكن أن نستثني من هذا الحكم خبرا قصيرا صدر بصحيفة أخبار الجمهورية وما تنشره صحيفتا الموقف والطريق الجديد عن النقابة.
· إلغاء مؤتمر الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان الذي كان مقررا عقده يوم 9 سبتمبر 2005 . ومنذ ذلك التاريخ بدأت الصحف تنشر مقالات المخالفين للهيئة المديرة الحالية دون الإشارة إلى موقفها لإحداث التوازن الإعلامي المطلوب.
– الأحداث التي شهدتها البلاد أثناء انعقاد قمة مجتمع المعلومات من ذلك الإضراب عن الطعام الذي شنته ثماني شخصيات وطنية تمثل أحزابا وجمعيات في 18 أكتوبر 2005 للمطالبة بحرية التنظم وحرية الصحافة والإفراج عن المساجين السياسيين.
– منع منظمات غير حكومية تونسية ودولية من عقد قمة موازية لقمة المعلومات.
و قد رافق ذلك اعتداء على نشطاء حقوقيين وصحافيين أمام المعهد الثقافي الألماني المكان المفترض لانعقاد القمة الموازية.
– تعرض مبعوث صحيفة ليبراسيون الى اعتداء بالعنف الشديد ورغم خطورة تلك الحادثة لم يتم الاعلان عن نتاِئج التحقيق.
· إضراب الأساتذة والمعلمين عن العمل يوم 10 نوفمبر 2005 للتنديد بمشاركة الوفد الإسرائيلي في قمة مجتمع المعلومات.
كما شهدت البلاد عدة تحركات اجتماعية ونقابية تهم آلاف الشغالين منها إضراب في قطاع البريد والاتصالات في 4 جانفي 2006 ثم إضراب ثان في نهاية شهر جانفي، وإضراب التعليم الثانوي يوم 19 أفريل 2006 ولكن بعض الصحف قللت من شأن هذا الإضراب واتهمت نقابة التعليم الثانوي بالتشجيع على الفوضى والإهمال وعدم الوطنية.
كما زارت بعثة الصليب الأحمر الدولي 9 سجون تونسية بداية من جوان 2005 حتى جانفي 2006 ولكن الصحف الأجنبية ووكالات الأنباء الدولية هي وحدها التي تطرقت للموضوع، بالإضافة لصحيفة تونسية يتيمة (معارضة).
7 / صحفيون محرومون من الكتابة في الصحافة التونسية
تعددت في السنوات الأخيرة قرارات حرمان عدد من الصحفيين التونسيين من الكتابة في الصحافة التونسية،( نستثني من ذلك صحف المعارضة) وبدأت عملية المنع المنظم مطلع تسعينات القرن الماضي حين أعطت السلطات أوامرها إلى أصحاب عدد من المؤسسات الإعلامية بطرد صحفيين أنجزوا أعمالا صحفية لم ترض عنها السلطة بدعوى أنها تجاوزت الخطوط الحمراء التي رسمتها.
و منذ ذلك التاريخ توسعت القائمة وأصبح المنع يتم بصفة آلية كل من يتجرأ على الكتابةخارج الخط المرسوم، وبات هناك تطابق تام في وجهات النظر حول هذه المسألة بين الأعراف والسلطة بحيث لم تعد المؤسسات الإعلامية القائمة تتسع للصحفيين الذين يتمسكون بحرية الرأي والتعبير وأخلاقيات المهنة، ودفعت هذا الاسلوبي الردعي « الوقائي »عددا هاما من الصحفيين إلى التزام الصمت على كل التجاوزات المهنية التي تحدث في مؤسساتهم، من ذلك المقالات الاشهارية والتغافل عن الأحداث الهامة في البلاد وثلب وهتك أعراض الناس وبالخصوص النشطاء الحقوقيين والسياسيين.
كما ساهمت هذه الوضعية على امتداد سنوات في تراجع دور الصحفي داخل المؤسسة الإعلامية، ولم تنفع نداءات الصحفيين المستقلين والمنظمات المهنية الدولية لتغيير تلك الوضعية التي يعاني منها الصحفيون أنفسهم الذين أصبحوا مهددين بالطرد بمجرد الإصرار على موقف مهني. وقد يعتبر الصحفي نفسه محظوظا إذا وجد نفسه في وضعية المهمش الذي يتقاضى أجره دون أن تطالبه المؤسسة بالعمل المطلوب منه وذلك اتقاء لطلباته المتكررة وإصراره على حقوقه.
و يشتكي جميع الصحفيين التونسيين المباشرين للمهنة والمخلصين لها من خطورة تلك الوضعية عليهم باعتبارها تحد من قدراتهم المهنية وتحول دون إبراز كفاءاتهم، إلا أنهم أصبحوا غير قادرين على تغييرها نظرا لشدة العقاب الذي يمكن أن يسلط على كل من يطالب بذلك.
و تعد تلك الوضعية من اخطر المفارقات التي يعيشها الصحفي التونسي الممزق بين رغبته في تطوير القطاع وتحسين وضعه الذاتي واضطراره في الوقت نفسه إلى الصمت عما يحدث، مما حول ظاهرة المنع و الطرد إلى ظاهرة طبيعية لا يحرك لها الصحفيون ساكنا ما عدا الاحتجاجات التي تأتي من خارج المؤسسات الإعلامية.
و المؤسف أن عمليات الطرد تطال أيضا كفاءات عالية من الصحفيين التونسيين، فهي علاوة على كونها تحرم القراء والمشاهدين والمستمعين من الاطلاع على آرائهم و رؤاهم ، تحرم الصحفيين الجدد من التأطير اللازم الذي يمكن أن تقوم به تلك الأقلام التي أثبتت كفاءة مهنية أينما حلت. ونذكر من بين هؤلاء الزملاء:
عبد اللطيف الفراتي
صلاح الدين الجورشي
كمال العبيدي
لطفي حجي
عمر صحابو
محمد فوراتي
سليم بوخذير
عبد الوهاب الهاني
الطاهر العبيدي
نور الدين العويديدي
الهادي يحمد
شهرزاد عكاشة
عبد الله الزواري
هندة العرفاوي
توفيق بن بريك
سهام بن سدرين
نزيهة رجيبة (ام زياد)
لطفي الحيدوري
سامي نصر
سهير بلحسن
كمال الضيف
علي بوراوي
أحمد القديدي
كما تعرض خلال هذه السنة مجموعة من الزملاء إلى حملات ثلب منظمة نشرت بالخصوص في الحدث والشروق والصريح وهم محمد كريشان وأم زياد وسهام بن سدرين ولطفي حجي واحمد القديدي.
8 / شخصيات سياسية و حقوقية تقاطعها الصحافة
تضع الصحافة التونسية « لائحة سوداء » تشمل عددا من القياديين في أحزاب سياسية و جمعيات مدنية، لا تتعرض إلى نشاطاتهم ولا تسمح لهم بالتعبير عن آرائهم أو نشر صورهم. واللافت للانتباه أن القائمة تتسع من يوم إلى آخر، وقد اخترنا أسماء تمثل تلك الجمعيات والأحزاب بما يعني أن من ينتمي إليها يحرم أيضا من حقه في الإعلام، و إذا سهونا عن بعض الأسماء فليعذرنا أصحابها:
أحمد نجيب الشابي الأمين العام للحزب الديمقراطي التقدمي
حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي
راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة
مصطفى بن جعفر الأمين العام للتكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات
مختار الطريفي رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
محمد النوري رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
راضية النصراوي رئيسة الجمعية التونسية لمناهضة التعذيب
سهام بن سدرين الناطق الرسمي باسم المجلس الوطني للحريات
علي بن سالم رئيس ودادية قدماء المقاومين
جلول عزونة رئيس رابطة الكتاب الأحرار
محمد الطالبي مفكر و رئيس مرصد حرية الإبداع والنشر
محمد الشرفي وزير التربية السابق
المنصف المرزوقي رئيس المؤتمر من اجل الجمهورية
البشير الصيد عميد المحامين السابق
عبد الرزاق الهمامي رئيس حزب العمل الوطني الديمقراطي
محمد الكيلاني الشيوعيون الديمقراطيون
عبد القادر الزيتوني رئيس حزب تونس الخضراء
كمال الجندوبي لجنة احترام الحريات وحقوق الإنسان بتونس
خميس الشماري نائب رئيس رابطة حقوق الإنسان سابقا
عبد الرزاق الكيلاني عضو الهيئة الوطنية للمحامين
9 / ثلب الأشخاص وهتك أخلاقيات المهنة
اتسمت السنة المنقضية بكثرة المقالات التي تهاجم الشخصيات السياسية والمدنية
و تهتك أعراضها دون أن تفسح لها المجال لنشر حق الرد، وعادة ما يتسم تلك المقالات بلغة سوقية هابطة تحط من قيمة الصحافة التونسية في نظر الصحفيين وكذلك في نظر المراقبين الوطنيين والدوليين.
و لم تنفع نداءات الصحفيين المتكررة للتخلص من تلك المقالات التي عادة ما تكون جاهزة و تفرض على الصحف فرضا. كما لم تنفع معها الدعوات القضائية المتكررة التي رفعتها الشخصيات التي تعرضت للثلب.
وبما أن مقالات هذه السنة عديدة ووردت خاصة ب »الحدث » و »الصريح » و »الشروق » وتحتاج إلى تقرير لوحدها فقد اخترنا عينة فقط هي جريدة الشروق التي « تزعمت » الصحف التونسية وكادت تصبح الصحيفة اليومية المتخصصة في ذلك.
والعينات ناطقة بذاتها ولا تحتاج منا إلى تعليق كبير. ونود أن نذكر أيضا أن الجدول تضمن مداخلات أعضاء الديوان السياسي للحزب الحاكم في اجتماعات شعبية تعرضوا فيها إلى مواقف أحزاب معارضة و هيئات مدنية وشخصيات دون أن تفسح لها الصحف المذكورة حق إبداء آرائهم.
شهر ماي 2005
الملاحظات |
الكاتب |
العنوان |
الصفحة |
العدد |
التاريخ |
تهجّم على سهام بن سدرين
|
عبد الحميد الرياحي |
بالمناسبة: إن عادت الأفعى… عدنا إليها بالنعال. |
13 |
5332 |
8 |
شهر جوان 2005
الملاحظات |
الكاتب |
العنوان |
الصفحة |
العدد |
التاريخ |
هجوم على المعارضة بدعوى الإستقواء بالأجنبي |
تونسي |
بالمناسبة: وهم .. الأجنبي وهواية العقوق |
12 |
5353 |
2 |
التهجم على الأساتذة الجامعيين |
بدون إمضاء |
بالمناسبة: حول ما يسمّى بالإضراب الإداري والجامعي فنّ هدر تضحيات الأولياء |
13 |
5355 |
4 |
تهجّم على الأساتذة الجامعيين المضربين |
بدون إمضاء |
بالمناسبة: بدعة « الإضراب الإداري » تأشيرة لـ »تجاوز القانون واتّخاذ الطلبة رهائن »؟ |
15 |
5358 |
6 |
مصطفى التواتي نقابي جامعي |
أطلقوا سراح رهائنكم من الطلبة |
||||
تهجّم على قيادة الإتّحاد العام التونسي للشغل |
بدون إمضاء |
بالمناسبة: بعد قرار الهيئة الإداريّة لإتّحاد الشغل تناقضات بالجملة… وأخطاء بالتفصيل |
13 |
5362 |
12 |
شهر جويلية 2005
الملاحظات |
الكاتب |
العنوان |
الصفحة |
العدد |
التاريخ |
تهجّم على القيادة الشرعيّة لجمعية القضاة التونسيين |
سليم العجرودي |
الجلسة العامّة الخارقة للعادة لجمعية القضاة التونسيين: اتجاه نحو تصحيح المسار ومراجعة توجهات المكتب التنفيذي
|
15 |
5379 |
2 |
تهجّم على المعهد العربي لحقوق الإنسان |
بدون إمضاء |
حول البيان المنسوب للمعهد العربي لحقوق الإنسان |
13 |
5394 |
5 |
شهر سبتمبر 2005
الملاحظات |
الكاتب |
العنوان |
الصفحة |
العدد |
التاريخ |
وجهة نظر واحدة وتغييب للحقيقة. |
نجم الدين العكاري |
بمقتضى قرار استعجالي ـ تعليق انعقاد مؤتمر الرابطة وقضيّة ثانية في الأفق |
13 |
5436 |
7 |
اعتماد وجهة نظر واحدة في الخلاف القائم داخل جمعية القضاة |
حوار أجراه سليم العجرودي |
السيّد خالد عبّاس لـ »الشروق » حاولت رأب الصدع داخل جمعيّة القضاة ولكن! تسلّم اللجنة للمقرّ ضرورة حتّى تمارس عملها في ظلّ تقيّدها بالآجال |
16 |
5439 |
10 |
تهجّم على « إيلان فلوتار » عضو الوفد البرلماني الأوروبي لموقفها من قضيّة الرابطة |
سفيان الأسود |
مع الأحداث: لماذا نتسامح مع من يذنب في حقّنا؟ |
13 |
5455 |
29 |
تهجّم على مجلّة « روز اليوسف » ومحاولة تبرير دعوة شارون. |
م. ب. |
بالمناسبة: … وماذا عن « دبلوماسيّة الحرافيش؟ |
6 |
5456 |
30 |
شهر أكتوبر 2005
الملاحظات |
الكاتب |
العنوان |
الصفحة |
العدد |
التاريخ |
تهجّم على إضراب المعلّمين |
م. ب. |
بالمناسبة: استلهامًا من أسس وتقاليد العمل النقابي |
17 |
5466 |
7 |
تهجّم على المعارضين |
سفيان الأسود |
بالمناسبة: مناقشة هادئة… لخطاب متوتّر |
12 |
5479 |
27 |
تهجّم على المعارضة |
م. ب. ع. |
بالمناسبة: في المراهقة السياسيّة |
13 |
5482 |
30 |
شهر نوفمبر 2005
الملاحظات |
الكاتب |
العنوان |
الصفحة |
العدد |
التاريخ |
تهجّم على المعارضين للسياسة الرسميّة |
عبد الرؤوف المقدّمي |
بهدوء في الخطاب السياسي |
14 |
5483 |
1 |
تهجّم على إضراب 18 أكتوبر |
سفيان الأسود |
اضراب الجوع في عيون أحزاب المعارضة أسلوب غير مثمر وتصعيد في غير محلّه |
14 |
5484 |
2 |
تهجّم على المعارضة التي شاركت في الإضراب عن الطعام. |
بيان ممضى من قبل 19 شخصيّة |
شخصيات وطنيّة تدعو إلى إعادة إحلال الوفاق بعيدًا عن أيّ تداخل مع جهات أجنبيّة [ |
3 |
5492 |
13 |
شهر ديسمبر 2005
الملاحظات |
الكاتب |
العنوان |
الصفحة |
العدد |
التاريخ |
انحياز واضح للهيئة الجديدة مقابل تغييب الرأي المخالف. |
تغطية سليم العجرودي تصوير مقداد الشواشي |
المؤتمر الاستثنائي لجمعيّة القضاة حضور قياسي يحمل رسائل عديدة [ضمن مؤطر تركيبة الهيئة] |
13 |
5511 |
6 |
شهر جانفي 2006
الملاحظات |
الكاتب |
العنوان |
الصفحة |
العدد |
التاريخ |
تهجم على كاتب الدولة للأمن السابق |
م. ب. ع. |
بالمناسبة: أحمد بنّور… في سوق العمالة والجاسوسيّة يدور!! |
3 |
5544 |
15 |
تهجّم على نائلة شرشور |
بدون إمضاء |
في التعاسات العربيّة لامرأة انتهازيّةَ |
14 |
5549 |
21 |
|
مقال منسوب إلى وكالة « يو. بي. أي » |
فصول جديدة من علاقة أحمد بنّور بالموساد هكذا باع معاون « أبو إياد »… وكشف عن زيارة حبش السريّة إلى باريس |
12 |
5554 |
27 |
شهر فيفري 2006
الملاحظات |
الكاتب |
العنوان |
الصفحة |
العدد |
التاريخ |
1 ـ صورة لأحمد بنّور تحمل شرح: أحمد بنّور رأس المؤامرة. 2 ـ صورة سليم بقّة تحمل شرح: سليم بقّة في شاطئ إيلات مكافأة له من « الموساد » على خدماته لإسرائيل؟ |
بدون إمضاء |
صحيفة « الصباح » الفلسطينيّة تواصل كشف المستور ـ أحمد بالنّور سليم بقّة وصيدليّا في حمّام الأنف لجمع المعلومات لحساب الموساد الإسرائيلي ـ المخابرات الإسرائيلية زودته بجهاز إرسال في حجم علبة السجائر لـ »تأمين » وصول المعلومات. ـ قصّة الصيدلي اليهودي… وكيف هرب إلى باريس للتغطية على بنّور |
13 |
5563 |
7 |
|
بدون إمضاء |
صحيفة فلسطينيّة الموساد جنّد أحمد بنّور في قرقنة… والتعاون مازال قائمًا.. |
11 |
5575 |
21 |
شهر مارس 2006
الملاحظات |
الكاتب |
العنوان |
الصفحة |
العدد |
التاريخ |
تهجّم على بعض أحزاب المعارضة |
عبد الرؤوف المقدّمي |
هل انتهى دور الأحزاب؟ |
17 |
5584 |
3 |
نظرة متحاملة وإخفاء للحقائق |
علي القدري محام |
تداعيات انتخابات جمعيّة المحامين الشبّان من أجل الديمقراطيّة والحقيقة ومصلحة المحامين |
11 |
5590 |
10 |
الاكتفاء بوجهة نظر واحدة وتغييب رأي أصحاب القائمة المنافسة |
بدون إمضاء |
رئيس جمعيّة المحامين الشبّان للشروق: لهذه الأسباب تأجلت الجلسة العامّة… والهيئة المديرة ملزمة بموعد 11 مارس |
13 |
5590 |
10 |
|
تغطية سفيان الأسود |
بن ضياء في حوار ساخن: الإستقواء بالأجنبي مرفوض.. مرفوض.. |
11 |
5592 |
12 |
ـ انحياز واضح لوجهة النظر الرسمية |
محمّد اليزيدي |
انتخابات المحامين الشبّان مشاركة قياسيّة وفوز ساحق للتجمعيين |
18 |
||
|
بدون إمضاء |
وزير العدل وحقوق الإنسان: أقليّة فاشلة أساءها ما حققته تونس من نجاحات |
16 |
5594 |
15 |
|
بدون إمضاء |
السيّد رفيق الحاج قاسم: المتمسحون على عتبات السفارات الأجنبيّة مفلسون سياسيّا |
14 |
5595 |
16 |
وجهة نظراحادية |
محمّد اليزيدي |
رئيس جمعيّة المحامين الشبّان يوضّح: هذه حقيقة ما جرى في الانتخابات الأخيرة |
13 |
5596 |
17 |
|
بدون إمضاء |
عبد الله القلاّل: الاستقواء بالأجنبي مسّ من استقلال البلاد |
14 |
||
|
بدون إمضاء |
أحمد عياض الودرني في مدنين: نجاحات تونس لم ترق لبعض الحاسدين والمناوئين |
|||
|
بدون إمضاء |
المنذر الديماسي في القيروان: لا بدّ من التصدّي لمحاولات الإساءة لتونس وفاء لأرواح الشهداء. |
|||
|
بدون إمضاء |
الزواري في منبر حوار الفشل والإفلاس دفعا البعض للإستقواء بالأجنبي |
17 |
5597 |
18 |
التهجم على القيادة الرابطة دون إعطائها الفرصة للرد |
بدون إمضاء |
رابطيون ينددون بالرابطة |
11 |
5601 |
23 |
التهجم على قيادة الرابطة |
بدون إمضاء |
رؤساء فروع الرابطة: الهيئة المديرة خرقت القانون ولن نسحب القضيّة إلاّ بعد وصولها إلى الحلّ |
شهر أفريل 2006
الملاحظات |
الكاتب |
العنوان |
الصفحة |
العدد |
التاريخ |
تهجّم على احمد نجيب الشابي الأمين للحزب الديمقراطي التقدمي. |
بدون إمضاء |
أستاذ نجيب… إذا لم تستح فافعل ما شئت |
17 |
5609 |
01 |
الرّابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
توزر في: 17 أفريل 2006
بــــيــــان
إنّ فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان منشغل بوضعية الأستاذ منجي الدّكالي الباحث في قوانين الشغل والوظيفة العمومية والذي يتعرض لمضايقات مهنية عديدة وصلت حد سحب المسؤولية الجهوية منه إثر تعبيره عن رأيه في الندوة الجهوية « تونس الغد
في فكر مثقفيها » في 6 أكتوبر 2001 .
وقد علم الفرع أن الكتاب الجديد للأستاذ منجي الدّكالي « دليل الموظف للدّفاع عن حقوقه » لم يحصل على وصل الإيداع القانوني في الآجال المحددة رغم أنّ الكتاب المُودَع لم تَعْلَقْ به مخالفة للتشريع الجاري به العمل. بل إن الكتاب لا يحتوي على ما « من شأنه أن يُعكر صفو الأمن العام»، حسب الصيغة المستخدمة ـ بشأن مصنّفات أخرى ـ في مجلة الصحافة.( وهو ما عبّر عنه الأستاذ منجي الدّكالي ).
إنّ فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان يقف بكل قوّة ضد ما يتعرض له الأستاذ منجي الدّكالي من مضايقات ويدعو السلط المعنية إلى تمكينه من إصدار كتابه قبل التئام الدورة الجديدة لمعرض الكتاب الدولي صونا لحقه في التعبير والنشر
عن هيئة فرع توزر- نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
الرئيس
شكري الذويبي
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
الاتحاد العام التونسي للشغل
الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس
بيـــــــــــــــــــــــان
أصدرت الإدارة الجهوية للتعليم بصفاقس بتاريخ 28 أفريل 2006 مذكرة وجهتها إلى مديري المدارس الابتدائية و الإعدادية و المعاهد و مدارس المهن حول « لياقة الهندام والمظهر بالمؤسسات التربوية ».
وقد تضمّنت المذكرة ثلاث نقاط زجرية دعت النقطتان الثانية و الثالثة منها كافة مديري المؤسسات التربوية إلى إلزام إطار التدريس « بالتزام كتابيا » بعدم « ارتداء الأزياء ذات الإيحاءات و الدلالات الطائفية » و إلى رفع أمر من يخالف ذلك إلى الإدارة الجهوية للتعليم « لاتخاذ الإجراءات التأديبية في شأنهم ».
إنّ ما تضمنته مذكرة الإدارة الجهوية للتعليم استهداف للحريات العامة و الفردية و تدخّل مرفوض في الحريّة الشخصية للمدرّس. كما أنّ التهديد « باتخاذ الإجراءات التأديبية » ضدّ كلّ من يخالف المناشير الوزارية المشار إليها محاولة لإحباط عزم عموم مدرّسي التعليم الثانوي و التربية البدنية و معلمي التعليم الأساسي في الوقت الذي يستعدّون فيه للإضراب دفاعا عن مطالبهم المادية و المعنوية المشروعة.
و إزاء كلّ ما تقدم من النقابة الجهوية للتعليم الثانوي و النقابة الجهوية للتعليم الأساسي بصفاقس:
1– تدعوان كافة مدرسي التعليم الأساسي و الثانوي بصفاقس إلى رفض الالتزام كتابيا لدى أيّ جهة من الجهات الراجعة بالنظر إلى وزارة التربية و التكوين.
2- تحمّلان مديري المدارس الإعدادية و الابتدائية و المعاهد و مدارس المهن مسؤولية أي تجاوز يمسّ من كرامة المدرّس و يعتدي على أيّ حقّ من حقوقه.
3-تحملان الإدارة الجهوية للتعليم بصفاقس مسؤولية أيّ إجراء تأديبي تتخذه في استعدادها للدفاع عن كلّ الزملاء المدرّسين بكافة الوسائل المشروعة.
عن الاتحاد الجهوي بصفاقس عن النقابة الجهوية عن النقابة الجهوية
الكاتب العام للتعليم الثانوي – الكاتب العام للتعليم الأساسي– الكاتب العام
محمد شعبان عامر المنجة عبد الهادي بن جمع
الاتحاد العام التونسي للشغل
النقابة الأساسية لأساتذة التعليم العالي بالمدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس
صفاقس قي 11 ماي 2006
بيــــــــان
نحن الأساتذة و باحثي المدرسة الوطنية المهندسين بصفاقس المجتمعين بحضور أعضاء التنسيقية الجهوية يوم السبت 11 ماي 2006 بالمؤسسة لتدارس الوضع النقابي في القطاع وكذلك التطورات على المستوى الوطني و القومي نسجل ما يلي:
1-استغرابنا لاستمرار جمود الوضع النقابي للجامعيين و ندعو مختلف الأطراف إلى التعجيل بتوفير الظروف المطلوبة للخروج من هذا النفق و ذلك بالإسراع بإنجاز المؤتمر للتوحيدي بإشراك كل المتدخلين في القطاع و التفويت على المستفيدين من هذا الجمود ومن إعاقة الدور النقابي والوطني للجامعيين.
2- نطالب سلطة الأشراف بتشريك الأساتذة الجامعيين في هيكلة التعليم العالي و عدم تغييب الهياكل النقابية و بقية الهياكل المنتخبة مثل المجالس العلمية في عملية الإصلاح الجامعي وننبه الأساتذة إلى أهمية الوعي بدورهم ومسؤوليتهم التاريخية في صياغة الإصلاح الجامعي.
3- نستغرب لما جاء في المنشور الوزاري المصاغ بأسلوب مستفز للكرامة والداعي إلى منع الأساتذة المحالين على التقاعد من المشاركة في التأطير و البحث العلمي والذي لا ينسجم مع شعار « البحث العلمي خيار استراتيجي ورافد من روافد التنمية » و الذي يتطلب – كما هو الحال في الدول المتقدمة- عدم التفريط في الطاقات الوطنية و عدم التخلي عنها وهي في أوج عطائها و خبرتها و تجربتها وننبه إلى الانعكاسات السلبية على نفسية الأساتذة لهذه الخطوة الارتجالية المحبطة للعزائم و ما قد ينجر عنها من ضعف الحماس لتأطير البحوث التي يقومون بها بصفة طوعية و بدون حوافز مادية أو قوانين منظمة له؟
4- ندعو سلطة الإشراف بتنقية الأجواء داخل المؤسسات الجامعية و بسحب كل المناشير المستهدفة للحريات الشخصية و التي تشغل الإدارة عن القيام بدورها الحقيقي و نطلب من إدارة المؤسسة إلى تجنب استهداف الطلبة أو الأساتذة بسبب هيأتهم أو لباسهم المحتشم حتى تضمن الظروف العادية لأداء الأساتذة لمهامهم بعيدا عن التشنج و الاستفزاز.
5-نحيي صمود الشعب العراقي في وجه المستعمر وأذياله ونكبر وقوف الشعب الفلسطيني في وجه الحصار المضروب عليه من قبل الدول الاستعمارية المنافقة بتواطئ العديد من الأنظمة العربية التي أزعجتها التجربة الديمقراطية الحقيقية التي أفرزت حكومة وطنية رافضة لأي مساومة بثوابت الأمة و هويتها و كاشفة لزيف الشعارات الدولية حول الديمقراطية الانتقائية و يدعون اتحاد الشغل إلى البحث الجدي عن سبل الدعم والمساندة الفعلية و الحقيقية للشعب الفلسطيني المعرض للتجويع و تشريك النقابيين و القواعد العمالية في هذا المجهود وتبني قضية استهداف العمال والموظفين الفلسطينيين في أجورهم ورفعها إلى المحافل الدولية النقابية والحقوقية.
النقابة الأساسية لأساتذة المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس
عارف المعالج
بــلاغ للــرأي العـام الوطنـي والعالمــي
حزب الوحدة الشعبيّة
تونس في 15 ماي 2006
بــيـــان
تمرّ اليوم ستّة وخمسون سنة على قيام دولة الكيان الصهيوني، ففي مثل هذا اليوم من سنة 1948 منح المنتظم الأممي شهادة ميلاد هذا الكيان منطلقًا بذلك في اتّخاذ مواقف وفي إصدار قرارات أكّدت بما لا يدع للشكّ أنّ أسس « الشرعيّة الدوليّة » قد قامت وفق الكيل بالمكيالين وأنّ منظمة الأمم المتحدة قد مثّلت ـ للأسف ـ غطاء لتبرير أقسى أشكال التجاوز والانتهاك في حقوق الشعوب الضعيفة وللتلاعب بقيم المساواة ة والعدالة وحقّ تقرير مصيرها.
وإنّ حزب الوحدة الشعبيّة من منطلق الدعم المبدئي والواضح لنضالات الشعب الفلسطيني وقواه المناضلة، إذ يقف وقفة الإجلال والتقدير لتضحيات هذا الشعب ولما قدّمه على امتداد تاريخه من شهداء ومناضلين يجدّد التأكيد على:
ـ
تأكيده على أنّ الصهيونيّة هي أيديولوجيا عنصريّة ويدعو إلى تكثيف التحرّك في اتّجاه أن يتبنّى الرأي العام العالمي مواقف تؤكّد الطابع العنصري المقيت للأديولوجيا الصهيونيّة.
ـ
مناهضته المبدئيّة للصهيونيّة ولكلّ أشكال وصيغ التطبيع مع معتنقيها ومع الكيان الصهيوني.
ـ
إدانته للسياسات الأمريكيّة الداعمة للكيان الصهيوني.
ـ
رفضه لسياسات النظام الرسمي العربي في مواجهة الكيان الصهيوني لأنّ هذه السياسات القائمة على التنازلات المجانيّة أضعفت الموقف العربي.
ـ
اعتباره حقّ عودة اللاّجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وإقامة دولة فلسطينيّة كاملة السيادة، عاصمتها القدس، حقوقا غير قابلة للتصرّف أو التفاوض أو التجزئة.
ـ
دعوته كلّ القوى الوطنيّة الفلسطينيّة لدعم نقاط التوافق الوطني بما من شأنه أن يحبط مخطّطات الكيان الصهيوني لإحداث انقسام داخل البناء الفلسطيني يقع توظيفه في سياسات تخدم الصهاينة وتدعم موقفهم.
ـ
دعوته إلى إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين في السجون الصهيونيّة.
ويعبّر حزب الوحدة الشعبيّة عن شجبه البالغ لحملة التجويع التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني والتي تقيم الدليل على ازدواجية المعايير لدى الإدارة الأمريكيّة وغياب البعد الأخلاقي في سياساتها الدوليّة ويدعو حزب الوحدة الشعبيّة إلى مواقف عربيّة رسميّة وشعبيّة، فاعلة في التعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني.
الأمين العام
محمّد بوشيحة
اللجنة العربية لحقوق الإنسان
أجهزة أمن الدولة السورية تعتقل ميشيل كيلو
قامت أجهزة أمن الدولة ظهر الأحد 14/5/2006 باعتقال الصحفي والكاتب والناشط المدني ميشيل كيلو في بيته في العاصمة السورية دمشق. وقد مر 24 ساعة ولم يطلق سراحه أو تعلن السلطات السورية عن سبب توقيفه أو مكان اعتقاله.
المناضل ميشيل كيلو من مواليد اللاذقية عام 1940 وهو من رموز العمل الديمقراطي في البلاد.
رئيس مركز حريات للدفاع عن الصحافة والصحافيين في سورية وأحد أسماء إعلان دمشق ولجان المجتمع المدني، شارك الأستاذ كيلو في أهم النشاطات التي ميزت ما يعرف بربيع دمشق وإعلان دمشق وأخيرا إعلان بيروت- دمشق، دمشق- بيروت الذي يعتقد أصدقاء ميشيل أنه السبب المباشر ربما لاعتقاله.
إن اللجنة العربية لحقوق الإنسان التي تلاحظ بقلق بالغ تصاعد عمليات الاعتقال والتضييق بحق الناشطين السياسيين والحقوقيين في سورية في ملاحقات ومضايقات وتوجيه اعتباطي وتعسفي للتهم، في تراجع واضح لهوامش التعبير في البلاد، كما حدث مع المناضل السياسي فاتح جاموس الذي توجه له حاليا تهما تثير الشفقة على مطلقيها، كذلك ما يحصل مع عدد من الناشطين العلمانيين والإسلاميين، قد باشرت جولة أوربية للتعريف بما يجري في ملف الاعتقال التعسفي في سورية، جولة ستنتهي في جنيف بلقاء السيدة لويز أربور المفوضة السامية لحقوق الإنسان وتقديم ملف كامل لها في الموضوع. كذلك ستنظم اللجنة العربية لحقوق الإنسان مع صحفيون بلا حدود وعدد من الفعاليات السورية الديمقراطية حملة دولية للإفراج عن ميشيل كيلو ومعتقلي الرأي في سورية.
إننا نطالب بالإفراج الفوري عن نزار رستناوي وحبيب صالح ورياض درار وعارف دليلة وفاتح جاموس وعلي العبد الله وكل المعتقلين السياسيين.
باريس في 15/5/2006
آلاف اليهود يحجون الى معبد جربة وسط دعوات لاحترام أكبر بين الاديان
جربة (تونس) (رويترز) – تدفق بضعة الاف من اليهود يوم الاثنين على جزيرة جربة التونسية لاداء شعائر دينية في مزار الغريبة احد اقدم المعابد اليهودية في شمال افريقيا وسط تزايد الدعوات لاحترام اكبر بين الاديان السماوية في ظل ما اصبح يعرف بصدام الحضارات.
واحتشد نحو خمسة الاف يهودي من بينهم مئات قدموا من اسرائيل في جزيرة جربة التي تقع على بعد 500 كيلومتر جنوبي العاصمة لاقامة احتفال يهودي نادر الحدوث في بلد عربي.
وتشهد احتفالات هذا العام اجراءات امنية مشددة في الذكرى الرابعة لتعرض المعبد لهجوم انتحاري دموي خلف 21 قتيلا من بينهم 14 سائحا المانيا. كما انها تتزامن مع محاكمة احد المتهمين بالتخطيط للهجوم على المزار اليهودي وبسجن القضاء الاسباني لاثنين من المتهمين لمدة عشر سنوات بتهمة القيام بدور في الهجوم.
ويستمر الاحتفال الديني اليهودي يومين.
وقال حايم حوري (67 عاما) وهو تونسي المولد هاجر لاسرائيل منذ 1951 « انا سعيد بالقدوم لبلادي من جديد للعام الثالث على التوالي.. الشيء الجميل ان هذا الحج يمثل فرصة للتاخي بين اليهود والمسلمين وحتى المسيحيين. »
واضاف حوري لرويترز « لا يجب ان نقيم علاقة بين ما يحصل من صراع بين اسرائيل والفلسطينيين وضرورة الحوار مع اخواننا المسلمين. »
وعاد عدد اليهود للارتفاع نسبيا هذا العام بعد ان تراجع في السنوات الثلاث الماضية الى حدود ثلاثة الاف كل عام بعد تعرض مزار الغريبة لهجوم انتحاري منذ اربع سنوات حين اقتحم مهاجم في سيارة صهريج محملة بغاز الطهي مقر المعبد في عام 2002.
واعلنت القاعدة مسؤوليتها عن الهجوم.
وقال فيكتور الطرابلسي احد المسؤولين عن تنظيم الحج لمعبد الغريبة ان عدد المشاركين زاد هذا العام الى نحو خمسة الاف يهودي قدموا من عدة بلدان اوروبية مثل فرنسا والمانيا اضافة الى قرابة الف جاءوا من اسرائيل في رحلات عبر باريس ومالطا وتركيا.
وقال بيريز لرويترز « ارتفاع الاعداد من سنة لاخرى مند تفجير 2002 لا يعزى فقط للتعلق بالديانة اليهودية بقدر ما هو راجع للتعلق بهوياتهم وجذورهم وحنينهم لاصدقاء واقارب لهم وابراز ان التعايش مع باقي الديانات امر ممكن بلا شك. »
ولم يتبق من حوالي 100 الف يهودي كانوا يعيشون في تونس منذ نصف قرن سوى نحو الفين استقر اكثر من نصفهم في جربة بعد ان هاجر اغلبهم لاوروبا والبعض الاخر لاسرائيل.
من جهتها قالت رشال كاسي التي جاءت من باريس لاداء هذه الشعائر للمرة الاولى « نحن هنا لنقول اننا نحترم جيدا ديانتنا مثلما نحترم باقي الديانات الاخرى. »
وتضيف كاسي (63 عاما) وهي من اصول جزائرية « هذه رسالة لجميع متطرفي العالم لنقول لهم يكفي تناحرا.. العيش سويا امر جيد للغاية.. وهذه فرصة اخرى نمد فيها ايدينا للمسلمين والمسيحين ليعم السلام في العالم. »
وارتفعت الدعوات في الاونة الاخيرة من زعماء سياسيين ودينيين في العالم لتجاوز ما يعرف بصراع الحضارات الذي تأجج بنشر صحف دنمركية وغربية صورا مسيئة للنبي محمد.
ويعترف يهود تونس اليوم بأنهم يعيشون مع مواطنيهم المسلمين في جو من السلام والاحترام بل هذا التعايش يبدو جليا في معبد الغريبة بالذات الذي يعمل بداخله رجل مسلم يناديه الجميع (عم الهادي) يقوم بتوزيع القلنسوة اليهودية لغطاء الرأس على زوار المعبد.
ويشارك في الاحتفال اليهودي هذا العام شخصيات سياسية فرنسية من بينها وزير الدفاع الاسبق بيار لي لوش والنائب في البرلمان الفرنسي اريك راؤول.
ولبست جزيرة جربة حلة جديدة حيث تدفقت اعداد واسعة من اليهود الذين ولد اغلبهم في تونس على (الحارة الكبرى) التي يعيش فيها اكثر من 900 يهودي بجوار جيران مسلمين للقاء اصدقائهم واقاربهم.
واقام المشاركون صلوات وتجمعات في المعبد الرئيسي في المهرجان الذي يقام سنويا في ذكرى انتهاء وباء طاعون حصد ارواح الاف من اليهود قبل حوالي الفي عام.
واشرف وزير السياحة التونسي التيجاني حداد على الاحتفال هذا العام وهي عادة دأب عليها في السنوات الاخيرة في اشارة واضحة الى ان بلاده ترعى حوار الاديان والحضارات وتدعو للتسامح.
ولا تقيم تونس علاقات دبلوماسية مع اسرائيل ولكنهما تبادلتا في العام 1996 فتح مكتبين لرعاية المصالح وعينت كل منهما مندوبا دائما في الاخرى.
وقد أوقفت تونس هذا التمثيل خلال شهر أكتوبر تشرين الاول عام 2000 احتجاجا علي اعتداءات الجيش الاسرائيلي ضد الفلسطينيين.
من طارق عمارة
(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 15 ماي 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)
اختتام الدورة السابعة للمهرجان المتوسطى لأكلة البسيسة
اختتمت اليوم الاحد بمدينة لمطة من ولاية المنستير الدورة السابعة للمهرجان المتوسطى لأكلة البسيسة التقليدية الذى نظمته من 12 الى 14 ماى الجارى جمعية صيانة المدينة فى اطار الاحتفال بشهر التراث
ولدى اشرافه على اليوم الاختتامي عاين السيد رضا قريره وزير املاك الدولة والشؤون العقارية مختلف الخيمات التقليدية التى اقيمت بالمناسبة فى فضاء متحف لمطة والتى شملت نحو سبعين نوعا من البسيسة والاكلات التقليدية الوطنية من عدة مدن تونسية ومدن من ليبيا وايطاليا وكندا .
وتعرف الوزير على خصوصيات هذه الاكلات التى شهدت اقبالا كبيرا على تذوقها من قبل المواطنين والسياح والتى اعتمدت فى اعدادها بذور القمح والشعير والدرع والحلبة والعدس وثمار الخروب والتوابل وعدة مواد سكرية وزيتية .
وتضمنت هذه الدورة ايضا عدة فقرات ثقافية و تراثية انتظمت فى فضاء الرباط الاثرى بلمطة وتمثلت بالخصوص فى عروض للازياء التقليدية ولمنتوجات الصناعات التقليدية والادوات التراثية المستعملة فى الطبخ والنسيج والاعمال الفلاحية الى جانب عدة مسابقات والعاب فكرية تنشيطية .
وقد خصصت جوائز مالية واخرى تشجيعية لاحسن اكلات البسيسة المعروضة والتى اختيرت من قبل لجنة تضم اخصائيين من المعهد الوطنى للتغذية .
(المصدر: موقع « أخبار تونس » بتاريخ 14 ماي 2006)
مصادرة كتاب الدكتور خالد الطراولي
» إشراقات تونسية الديمقراطية ورحلة الشتاء والصيف »
وددت إعلام الإخوة الأفاضل والأخوات الكريمات ومن ورائهم الرأي العام الوطني وكل محب للقراءة وعاشقا للحرية أنه وقعت مصادرة كتابي إشراقات تونسية الديمقراطية ورحلة الشتاء والصيف، وسحب كل نسخه من السوق التونسية.
فقد أعلمتني دار النشر المكلفة بالتوزيع » مركز الحضارة العربية » بأنها خلال مشاركتها في معرض تونس الدولي للكتاب المنعقد الأسبوع الفارط، ومحاولة عرض كتابي من بين عناوين الدار، وقعت مصادرة الكتاب وسحب كل نسخه دون أي تفسير أو تبرير.
وإذ أندد وأستنكر مثل هذه الممارسات التي لا تمت إلى ثقافتنا وقيمنا ولا تساهم في إشعاع روح الحرية والإبداع في مجتمعنا، فإني أدعو مجددا إلى رفع هذه الكوابيس عن المشهد الثقافي والسياسي التونسي حتى تتبلور بحق الحياة الديمقراطية الشفافة المنشودة، التي لا تلغي ولا تقصي ولا تصادر.
إن كتابي ليس إلا محاولة متواضعة في المساهمة في الترشيد والتوعية وبناء ثقافة التعدد والديمقراطية وتشكيل عقلية التحرر والفعل في ظل إطار حضاري وإجرائي، سلمي ومدني متقدم.
إن تونس هي قدرنا، هي وطن الجميع، تسع كل أبنائها بأقلامهم المختلفة، السيّالة منها والساكنة، وأصواتهم المتعددة، الجهورية منها والخافتة، وهي لا زالت تحتاج في كل محطة من مسارها إلى كل يد بناءة تريد الخير والفلاح لهذا الشعب الأبي ولكل مكوناته الطيبة.
أسأل الله الإخلاص والثبات على مبادئنا وقيمنا التي آمنا بها ومازلنا نعمل على إثباتها، وسامح الله معاكسينا، وأنار قلوب الجميع من أجل خير تونس وأهلها الأوفياء.
د.خالد الطراولي
المصدر: موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
الشيخ الحبيب اللوز من مقاول بناء الجدران إلى داعية لبناء الإنسان
(الحلقة الثالثة والأخيرة)محمد الهادي الزمزمي
لقد عُرف الشيخ الحبيب اللوز بسَمتِ الوقار واتّسم سلوكه وخطابه بسيماء الربانية، شهد بذلك كلّ من عاشر الشيخ أو لقيه. كان المستمعون إلى دروسه يجهشون بالبكاء تأثّرا من صدق عبارته وبلاغة منطقه وقوّة حجّته ودأبه في الاستدلال بالكتاب والسنّة في جميع دروسه ومواعظه، حيث كان لا يصدر في قول أو عمل أو رأي إلاّ عن القرآن والسنّة! يقول أخي محمد العشّ – وكان من شباب صفاقس الذين لقوا الشيخ اللوز وتعلّموا منه » ولا أذكر ولو مرّة جلسنا معه ولم نخرج دامعي الأعين من شدّة التاثر! حتى الجلسات التي كان يغلب عليها الحديث السياسي كان الشيخ اللوز يطبعها بطابع روحيّ فريد لم أر مثله الى يومنا هذا..
كان الشيخ الحبيب اللوز – فرّج الله كربته – زاهدا متواضعا رغم إنه من عائلة ميسورة. أتذكّر ذات ليلة من ليالي الشتاء كان المطر ينهمر بغزارة، وقدم علينا الشيخ اللوز يمتطي درّاجة ناريّة، وكان بوسعه أن يأتي على متن سيارة وقد كانت متوفرة، حيث كان من أسرة ميسورة الحال. ولكنه آثر الدرّاجة على السيارة عن زهادة وتواضع، واستبعادا منه للفتنة. ابتلت ملابسه جرّاء المطر المتهاطل حتى أصاب البلل ملابسه الداخلية. خلع الشيخ اللوز بعض ملابسه المبتلة، فتأثرت كثيرا لمدى ما آنسته فيه من تواضع وزهد بدى جليا من مظهر لباسه المتواضع. كانت الربانية شعار الشيخ اللوز بحق حيث كان يطمئن الشباب على مسار الحركة ومنهجها فيقول » إن حركتكم هذه مباركة مادام الكتاب والسنّة منهجّها. وكلّ من حاد عن منهج الله فلن يجد له في هذه الحركة مكانا.. »
تلك شهادة صادقة من شابّ من شباب الحركة الإسلامية لقي الشيخ اللوز وتعلّم منه. وكذا – والله – عرفته أنا. لقد كان وفيا إلى هذا المنهج حقّا؛ حيث وقف متصديا لقانون المساجد المنحوس ذاك القانون الذي سنّته طغمة السابع من نوفمبر في 3 ماي 1988 وحرّمت بموجبه التدريس في المساجد إلا بمقتضى رخصة من الوزير الأول! وقف الشيخ اللوز سنة 1990 ليدوس على هذا القانون بقدميه! وألقى درسا فريدا بجامع يوسف صاحب الطابع بالحلفاوين في قلب العاصمة متحديا بذلك سلطة الطغمة مستشعرا المسئولية الشرعيّة في وجوب إلغاء هذا القانون الذي أراد واضعوه تعطيل فريضة التعليم الشرعي في المساجد. وما إن فرغ الشيخ من إلقاء الدرس وغادر الجامع حتى قبض عليه أعوان الطغمة الذين كانوا يطوّقون الجامع ويحيطون به إحاطة السوار بالمعصم. قبضوا على الشيخ اللوز واقتادوه إلى مركز الشرطة للإستجواب وتحرير محضر ضدّه بوصفه مرتكبا لجريمة التدريس! في المسجد بدون رخصة! وبعد إجراءات البحث والاستجواب وتحرير المحضر، أحيل الشيخ اللوز على المحكمة لمقاضاته من أجل التدريس. وأذكر يوم التقينا وتداولنا الرأي بخصوص قانون المساجد اللعين، صارحني الشيخ اللوز قائلا » إنه لا سبيل إلى الإذعان لهذا القانون أو القبول به، وإنه يتوجب على الدعاة في الحركة العمل على إسقاطه؛ وذلك بالإصرار على مواصلة التدريس مهما تكن التضحيات! ولو حُبسنا في السجن آخرنا. هكذا كان موقفه من هذا القانون في غاية الصرامة والوضوح.
جاءت محنة 1991 فافترقنا حيث اضطلع الشيخ اللوز بمسئولية قيادة الحركة في تلك المحنة. وبعد عدّة شهور فوجئت بخبر اعتقال الطغمة للشيخ الحبيب اللوز. ولمّا علمتُ بجلبه إلى حاكم التحقيق العسكري – علما بأن الشيخ اللوز لم يكن من رجال الجيش ولا صلة له بالعسكر – حضرت على الفور لدى حاكم التحقيق العسكري وأعلنت نيابتي عن الشيخ اللوز، وشهدت جلسة الاستجواب ورافعت عنه لدى الحاكم المذكور نافيا التهم الموجهة عليه طالبا الإفراج عنه. ولكن قاضي التحقيق أصدر بحقّ الشيخ بطاقة إيداع بالسجن المدني بتونس!.
رأيت من مقتضى الوفاء بواجب الأخوة التي ربطت بيننا على مدى عشرين عاما أن أقلّ ما ينبغي عليّ فعله من حفظ العهد أن أضطلع بشرف الدفاع عن أخي وشيخي ورفيقي الشيخ الحبيب اللوز في هذه المحنة التي أصابته؛ فكان لي شرف الدفاع عنه لدى حاكم التحقيق. ورأيت من مقتضى الواجب المهني، وحفظ الودّ كذلك أن أزوره في سجنه. وفعلا زرته بالسّجن والتقينا هناك لبعض الوقت وتحادثنا وتذاكرنا أمر الاستجواب لدى التحقيق واطمأننت على وضعه الصحي. ثمّ ودّعته داعيا الله أن يفرّج كربته ويفكّ أسره. وكان ذاك آخر عهدي بالشيخ اللوز حيث لحقني أنا الآخر شرارُ المحنة، فاضطررت إلى الهجرة خارج الديار؛ فلم يكن لي شرف الدفاع عنه لدى المحكمة العسكرية الظالمة التي قضت – ظلما وجورا – بسجنه مدى الحياة.
أخي اللوز! لئن فرّق بيننا عهد الظلم والاستبداد فإنا – لا محالة – مجتمعون إن شاء الله عاجلا أم آجلا ( وَهوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِير ٌ) {الشورى:30}.
وَقَدْ يَجْمَعُ اللهُ الأَحِبَّةَ بَعْدَمَا يَظُنَّانِ كُلَّ الظَّنِّ أَنْ لاَ تَلاَقيَا
كتبه فقير ربه: محمد الهادي بن مصطفى الزمزمي
(المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 15 ماي 2006)
شهادات ميلاد الاستبداد..على يدى النظام التونسى
مواقف من محنة الإسلاميين فى تونس
حبيب مباركى – سويســرا
نواصل تقديم شهادات الأخ بوكثير بن عمر حول بعض المظالم التى تعرض لها من قبل نظام الجنرال بن على … يكتب الأخ بوكثير فيقول:
من قال أن إستهداف الأحرار والمناضلين من أبناء هذا الشعب – على مختلف مشاربهم الفكرية- هي آخر إبتكارات المدرسة القمعية لهذا النظام؟ , من قال ذلك عليه أن يستدرك ويجزم أن أي سلوك غير إنساني وغير أخلاقي قد ولد من أول يوم مع جنين هذا النظام الذي نزل من رحم العنف.فلقد شاع عند كل الناس أنه إذا أردت أن تخرب على أي أحد من خلق الله ما عليك إلا أن تمنحه تهمة (اخوانجي), حتى ولو كان من رواد الحانة وبيوت الدعارة و لا حرمة للأخلاق أو للكرامة كما لا حرمة للجسد.
ذات يوم من الأيام – سنة 94 –قرابة الثالثة ظهرا-كان الطقس حار- قفلت راجعا من عملي إلى المنزل ممتطيا دراجة نارية نوع –بيجو- تجاوزت مقهى حي التعمير بسوسة في إتجاه مقر السكنى – بوحسينة سوسة- وقبل أن أصل مدرسة حي التعمير إنتبهت – بحدس أمني- إلى شابين -25 عاما تقريبا- يمتطيان دراجة نارية تحركا بصورة أوحت لي وكأنهما ينتظراني ولما أردت أن أتجاوزهما سارعا إلى إعتراضي جانبا على مستوى العجلة الأولى فسقطت وإنجررت على الأرض زحفا على وجهي حتى إصطدم رأسي بحافة الطريق ومن ألطاف الله أني كنت مرتديا الخوذة .أفقت ووجهي ينزف دما، فر الشابان على الفور، تجمع الناس من حولي ونقلت إلى المستشفى وهناك أدركت عمق الضرر الذي أصابني وقيدت الحادثة ضد مجهول.
وتتواصل المعاناة…
ضغطوا على صاحب المصنع فأطردني تعسفا وبما أن حجتي قوية نلت تعويضا حكمت لي به المحكمة.كان ذلك في سنة95.الأمر هنا يبدو طبيعيا ولكن الغريب في الأمرأنه في أواخر 2001 وبعد حوالي ست سنوات انتقض الحكم بعد أن غيبت الحقائق والمستندات التي أثبتت حقي من قبل وحكم علي بدفع أكثر مما أخذته. وحسب شهادة بعض المحامين لم يقع التعامل من قبل في قضية طرد تعسفي بمثل الذي جرى معي.فأسلوب تعمد المضايقات والمعاناة في الحياة اليومية وقطع الأرزاق وإفتعال المكائد والدسائس في كل الإتجاهات المتاحة هي من الوسائل الفعالة لدى أزلام هذا النظام القمعي المتخلف وواقع ما يجري اليوم يصدق كلامي.
فعندما لا تصح شروط التوبة – والتوبة عندهم معروفة- يلجئون إلى تحريك الملفات التي يقدرون أنها تنال من خصومهم إن عاجلا أو آجلا.
سنة 2002 إستدعيت من طرف أحد أعوان أمن الدولة فتذمرت له من الإجراءات الغريبة لهذه المحاكمة وعدني بأن ينظر في الموضوع.غادرت البلاد ولا تزال القضية مرفوعة إلى اليوم.
وإلى لقاء قادم إن شاء الله تعالى فى فصل آخر من هذه المعاناة… والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حبيب مباركى – سويســرا
السياسة بين الممارسة والفرجة
صابر مرابط
بئس الحال العام حينما تنقسم حالة شعب الى اثنين : ممارسون ومتفرجون … ثلة من المتفرجين وقليل من الممارسين … هذه الحالة من أهم عائداتها فجوة… فجوة اصطناعية تنشأ بين الممارسة والمشاهدة … لا فرق فى ذلك بين الرياضة و السياسة !
الرياضة حين يكون واقعها هو مشاهدة كرة القدم فانّ وصف هذا الشعب ليس هو شعب رياضى … فهو فى أحسن حالاته مشاهد للرياضة … لا فرق فى كونه يجلس على المصاطب الطوبية أو المقاعد البلاستيكية ينظر من مدرجات الملعب فتكون الرياضة الوحيدة التى مارسها هى رياضة ركوب الحافلة … أو ينظر اليها من شاشة المنزل أو يسافر اليها من أجل الفرجة … المهم انّه شاهد كل ذلك و هو مصاب بتيبّس المفاصل أو ارتخاء العضلات الارادية بل ربما بطبقات من الدهون المتراكمة على جدران شرايينه … أو على خط الوسط !
كذلك فى السياسة، سياسة الدولة و المجتمع و شئون الناس كثيرون جدا يتابعونها بولع ولكن من مقاعد المتفرجين فيظنّون انّهم فى قلب السياسة … يلعب فى الملعب فريق المطبلين المتمعشين ضد فريق الحكومة … يتركون الملعب لهؤلاء و أولئك و هم يختارون مقاعد المتفرجين … ذات مقاعد الرياضة … يشاهدون ضربات الجزاء و ضربات الحظ و مصيدات التسلل و الركلات الترجيحية و الفاولات السياسية … لكن لا يشاركون فى العملية السياسية … فيكون المشهد السياسى الحقيقى هو قلة من سكّان الوطن فقط داخل العملية السياسية و أغلبية مقهورة خارج العملية السياسية فهم متفرجون … يدفعون ثمن تذكرة المشاهدة … لكنهم لا يقطعون تذكرة الممارسة !
فى الحالتين حالة الرياضة و حالة السياسة تبقى الحالة العامة ليست حالة ممارسة… فهى مجرد فرجة … ففى الحالة الأولى تحافظ الشعوب على أمراضها و هى لا تدرى انّها شعوب غير رياضية … وفى الحالة الثانية تظن الشعوب انّها شعوب سياسية تسعى لتوفير نصيبها من الفعل السياسي … ولكنها لا تعرف انّها تناضل فقط لنيل حقها فى الفرجة السياسية !
العائد الوطنى فى الفرجة السياسية فادح و فاضح … عائد منزوع البركة السياسية… بركة منزوعة ولا ندرى انّ السبب هو انحيازنا لخيار الفرجة السياسية و تركنا الخيار الأصعب حق الممارسة و حق المشاركة … هذا هو بالضبط عائد الفرجة السياسية … عائد لا يستحق غير جرس الدلالة ليرن ويصيح قارعه : إستيقظ يا شعب.
صابر مرابط
الاحد 14 ماي – أيار 2006
غدا نلقى الأحبّة
لقد طالعت ما كتبه الأخ الكريم لزهر عبعاب و تردّدت في الردّ على مقالته لسببين:
1. أنّني عندما كتبت حول وضعيّة الشيخ الحبيب اللوز كنت أهدف مثل غيري من إخواني إلى لفت انتباه أبناء تونس و أنصار الحريّة إلى مظلمة لا زالت تحصد أرواح العديد من إخواننا فلا أريد أن ينصرف الناس عن الموضوع الأساسي وهو رفع المظلمة
2. إنّ ما دفعني للكتابة هي حُرقة و غصّة في الحلق أحسّ بها و أنا أسمع كلّ يوم أخبار إخواني و أصدقاء عمري يموتون و يُجوّعون بينما البعض يحرص على إشهار خلاصه الفردي
و لكن مقالة الأخ الكريم لزهر و فقط دفعتني لأقول:
أنا أتفهّم أنزعاج أخي لزهر من حدّة النبرة في ما كتبته أو عدم موافقته في ما ذهبت إليه و لكن ما لم أفهمه في ردّه عندما يقول:
و إني كشخص وُجِدت منذ سنة 1994 في دائرة هذه السهام، لم أقم يوما بالرد على أي من هؤلاء
1. لماذا يعتبر الأخ الكريم لزهر نفسه في دائرة السهام و هل عندما أحذّر من الخلاص الفردي يعني أنّني استهدف كلّ فرد خارج الحركة أو صاحب رأي مخالف بل أردت القول أنّ هناك ظلم و على الجميع أن يفعل شيئا .
2. أمّا عندما تقول ( كما طالب بعض الرموز في الحركة أن لا يذكر الشيخ عبد الفتاح بصفة شيخ خلال الحديث عنه) لتعلم أخي أنّني ابن تونس المدينة و الشيخ عبد الفتاح كان و لا زال شيخنا و أحد قادتنا و أستغرب ما تقول أنّه قول بعض رموز الحركة
3. أمّا عندما تقول : كل هذه الأحداث و الممارسات تدل على الإرث التنظيمي الكلياني و على عقلية لا تقبل بحرية الرأي و الاختيار. الأفراد داخله كالقطيع يساق، يحق لهم الصياح دون حرية الاختيار ) فقد نهيت أخي عن شيئ و أتيته (بأن تجريح الناس و رميهم بالجبن، سلوك تأباه الأخلاق العالية) فما علمت يوما أنّ في هذه الحركة المباركة قطيع يساق لا يملكون حقّ الصياح بل رأيت رجالا صمدت عند الشدائد و أبطالا قضت 15 سنة ولا زالت تناضل و نساء احتسبن غياب أزواجهنّ في سجون بن على وهنّ صابرات وحتى الذين رمت بهم أقدر الله في ديار الغربة حملوا القضيّة و حموا ظهور إخوانهم و أنا لا أجيد و لا أحبّذ لغة الفصل بين أبناء المهجر و أبناء الداخل أو ابن التنظيم و خارج عن التنظيم فالرجال معادن و مواقف ..
4. أمّا عندما تقول (أما الملاحظة الثانية و التي أعتبرها جوهرية في خطورتها و هي استعمال الخطاب القرآني أو الأخلاقي الديني عموما في الإقصاء الحزبي و السياسي للآخرين و تضييق رقعة الاختلاف و ذلك من خلال الاستشهاد بالآيات القرآنية الكريمة و الأحاديث النبوية الشريفة أو سيرة رسول الله في غير محلها) أوحين تقول (في حين أن العاقل المتأني لا يحق له أن يرمي غيره بالكفر) و تقول (كما استعملت حركة النهضة نفس هذا الخطاب مع المنشقين عليها أو المخالفين لها ممن كانوا في صفوفها و رمتهم بالمتولين و الراكنين للظلمة و المرتدين و غيرها من النعوت الأخلاقية الأخرى التي ما أنزل الله بها من سلطان. يراجع في ذلك عدّة مقالات نشرت على صفحات « تونس نيوز » بإمضاء بعض الأخوة أذكر منهم محمد الهادي الزمزمي و الهادي بريك و محسن الجندوبي و غيرهم..) أخي الكريم أنا ما كفّرت أحدا و لا أعتقد أنّ شيخنا الزمزمي أو الأخ الهادي بريك من أصحاب هذا النهج و لم أقرأ لأحدهم شيئا من هذا أمّا إن كنت لا تحبّذ التأصيل الثقافي للخطاب السياسي و تراه إقصائيّا فهذا رأيك و لكن لا تطلب من غيرك أن يكون لا لون له و لا طعم لحديثه ,كنت أتمنّى أن تكون أكثر دقّة في ردّك .
5. أخي الكريم لزهر لقد كتبت أكثر من مرّة و كانت لك مبادرات عديدة ساندك في بعضها الكثير و عارضك البعض و وافق رأيك البعض و عارضه الكثير فلا أفهم لماذا يضيق صدرك بإخوانك إذا حضّوا على مواصلة النضال لرفع المظلمة أو قالوا لا للخلاص الفردي أو تواصو بالثبات حتى يبزغ فجر الحريّة في تونس لماذا تدافع عن حقّك في مراسلة بن على و تمنع حقّ غيرك في الدعوة للتشهير بهذا النظام و محاسبة رموزه
6. و في الأخير أرجو أن لا أكون ممّن شغل إخوانه عن الفعل و المبادرة لرفع المظلمة عن المساجين و جميع الأحرار في تونس بهذا السجال فكلّ قول لا ينبني عليه عمل الخوض فيه باطل
مع تحيّات أخوك محسن الجندوبي
تونس إلى جانب العراق… !؟
عضو في مجلس حقوق الإنسان
الحبيب أبو وليد المكني
حديثنا اليوم عن انتخاب تونس كعضو في مجلس حقوق الإنسان التابع لمنظمة الأمم المتحدة والذي تم في أول الأسبوع الماضي بتزكية 171 دولة من جملة 191 يحق لها التصويت ، علما بأن هذا التصويت كان سريا للغاية !؟ بحيث لا مجال لتأويل مغرض قد تذهب إليه الأقلية المعارضة في الداخل والخارج ..و كما كان منتظرا فقد خصصت القناة سبعة ضمن ملحق شريط الأنباء تغطية ترتقي إلى مستوى هذا الحدث الكبير .. كيف لا و الأمر يتعلق بإنجاز كبير حققته تونس بقيادة صانع التحول في مجال حقوق الإنسان و ما أدراك!؟ و ليمت المعارضون بفيضهم .. و ليتشربوا مرة أخرى طعم الهزيمة و الإفلاس !؟… فهاهم أغلبية أعضاء الأمم المتحدة يرشحون تونس لهذا المنصب و يزكون سياستها الحكيمة و توجهاتها الرائدة في مجال ظن الحاقدون أيام انعقاد مؤتمر قمة المعلومات أنهم قد حققوا فيه مكاسب مهمة و أنهم قد كشفوا زيف ادعاءات السلطة و أقاموا الدليل على انتهاكاتها المتواصلة لتعهداتها الدولية ؟؟.
وكان يجب أن يقوم الإعلاميون بجولة في شوارع العاصمة لتمكين المواطنين من التعبير عن مواقفهم و الإدلاء بدلوهم كما جرت العادة في شأن يخص بلادهم و ما حققته من مكاسب مرموقة على المستوى الدولي … لقد كان الرئيس السابق بورقيبة مسموع الكلمة أينما ذهب وكان مثالا للحكمة و بعد النظر ومشاركا نشيطا عند اتخاذ القرارات الدولية ، وهاهو أحد رجاله الذي أحاله على المعاش (؟؟.. )يسير على نفس النهج و ينجح في المحافظة على المكانة المرموقة التي تحتلها تونس على المستوى الدولي ولم يتأخر المواطن عن التعبير عن سروره بهذا المكسب دون أن ينسى طبعا التـأكيد على أن الأمر يتعلق بإنجاز شخصي لصانع التغيير لم يكن لغيره من بني آدم أن يقدر عليه …
ثم جاء دور أعضاء مجلس المستشارين واحدا ، واحدا ، ليظهروا على الشاشة الغراء و يعبروا عن موقف المجتمع المدني التونسي بشكل رسمي . كان عليهم أن يدفعوا البعض من ثمن جلوسهم على تلك المقاعد الوثيرة و حصولهم على تلك الرواتب الكبيرة ، فلم يتخلفوا و قد جد الجد و انتهى وقت اللعب. أكد كل عضو منهم على نفس المعاني و رغم ذلك فقد استمر عرض آرائهم دون توقف ، فتونس بلد رائد في حماية حقوق الإنسان ، رائد في نشر مبادئ الحرية و الكرامة واحترام الذات الإنسانية ، وبإيجاز فقد قالوا جميعا كلاما مطابقا لرأي المواطن الحر (؟؟؟) في الشارع ولكن بلغة أكثر تنميقا وتملقا ؟؟ فالحقوق الفردية والعامة أصبحت جزء لا يتجزأ من المقرر الدراسي من التعليم الابتدائي إلى الجامعي !؟ كما أن المواطن يلمس احترام هذه الحقوق أينما ذهب ؟! في السجون و الأسواق والشوارع و الأزقة في المنازل و المؤسسات و المقرات …!؟ يشاهد التجمعات التي يقوم بها المعارضون في كل مكان بحرية !! صحيح أن الذين يشاركون بكثافة في هذه التجمعات هم من أفراد قوات البوليس بالزي المدني و بالبذلة الرسمية و لكن هؤلاء أيضا من التونسيين الذين من حقهم أن يعبروا عن رأيهم بحرية !!، و إن بدا منهم بعض التجاوزات مثل الضرب بالهراوات و العصي وسحل الناس في الشوارع وحرق بعض المقرات و التهجم على القضاة والمحامين ورجال التعليم و العمال والأمناء العامين للأحزاب و الجمعيات ؟ فذلك دليل على أن المواطن في تونس لم يصل بعد إلى النضج الكافي حتى يعبر عن إرادته بشكل سلمي ويراعي أصول الديمقراطية و يحترم الرأي المخالف و الموقف المعارض ..؟!
أحزاب المعارضة سواء كانت معترفا بها أو غير معترفا بها لا يحق لها ممارسة أي نشاط معارض فكلمة معارض هذه كلمة دخيلة على حضارتنا ، خطيرة على هويتنا و ثقافتنا ، فنحن بلا فخر !، ننتمي إلى حضارة الإجماع التي تقوم على وحدة الصف ، ألم نتربى على الحديث الذي يشار فيه إلى أن الذئب يأكل من الغنم القاصية ؟؟ و لو كان الأمر بأيدينا لحذفنا هذه الكلمة من القاموس اللغوي لكن حرصنا على الانتماء لفكر الحداثة و حاجتنا لمساعدة الحداثيين هو الذي يمنعنا من القيام ذلك على الورق لكننا نجحنا في تطبيق قناعتنا في الواقع ، وهذا إنجاز لا يضاهيه إنجاز، فالدنيا كلها تحاول أن تنزل ما هو مكتوب على الواقع لكننا تسير في اتجاه أرقى و لا ريب ؟؟ ِنْنزل بالواقع على المكتوب…؟؟؟ فنهون من القيم و نمتهن المبادئ و نبرهن على قدراتنا الفائقة في صنع المفارقة الصارخة بين الخطاب والممارسة…
فالأحزاب هي موجودة فقط حتى تعبر عن اعترافها بالجميل في كل مناسبة يقرأ فيها الرئيس خطابا رسميا يتحدث فيه عن ( و قد قررنا .. و قد اتخذنا ..و قد أمرنا …) عليها أن تعبر بحرية عن مساندتها لمواقف الحكومة ومباركتها للقرارات الحكيمة التي تتخذ في كل شهر لدعم المسار الديمقراطي و تفعيل مكونات المجتمع المدني ، صحيح أن مكونات هذا المجتمع الذي يتمتع بكل الحرية ، تتألف أساسا من أجهزة متنوعة عالية في تكوينها الديمقراطي ومرهفة في حسها المدني تشرف على مائة و خمسينا ألفا من الأعضاء العاملين و أضعاف هذا العدد من » الشرفاء » الدستوريين من حملة الشارات الحمراء ولكن هؤلاء و لا حسد !، هم خيرة من أنجبتهم تونس العهد الجديد ولهم الحق في أن يتمتعوا بحريتهم في كتم أنفاس الأقليات مما تبقى من شعب تونس من الذين وجبت حمايتهم من أنفسهم و ممن يحاولون أن يروجوا بينهم السموم المنتشرة في العالم في هذا العصر مثل حديث التداول السلمي عن السلطة و المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار وما إلى ذلك من أمراض نحن نؤمن أنها أكثر خطورة من أفلوانزا الطيور لإصرار أصحابها على بث الشرور !!
هذه هي المعاني الحقيقية التي عبر عنها المواطن و عضو مجلس المستشارين إذا أردنا أن نسند أقوالهم إلى معطيات الواقع الذي بعرفه كل مواطن في تونس لم تر القناة سبعة ضرورة في أخذ رأيه ..بقي أن نتعرض الآن إلى ما سكت عنه المتحدثون عن الإنجاز العظيم من إعلاميين و مستجوبين ، و من جملته التعرض لبقية أعضاء مجلس حقوق الإنسان المنتخبين .
و لأننا ننتمي للأقلية المشاغبة بحثنا في الموضوع فوجدنا أن عددا منهم إلى جانب تونس كانت عضويتهم محل انتقاد العديد من الجهات العاملة في مجال حقوق الإنسان في مقدمة هذه الجهات مفوضية الأم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف المفروض أن يحل المجلس الجديد محلها ، ودون أن نناقش عضوية دول كثيرة مثل الصين و كوبا و السعودية و الجزائر و إيران و … وهي من جملة الأعضاء السبعة والأربعين المنتخبين و لا شك أن سجلها الحقوقي محل أخذ و رد ، نود أن نتوقف فقط على حالة العراق وهي أيضا عضو منتخب بلا ريب ، لا بد أن نتناول حدث انتخابه بالمعايير التونسية التي يعبر عنها باستحقاق ؟؟ أعضاء مجلس المستشارين المحترمين، فانتخاب العراق ليشغل هذه العضوية يجب أن يكون أيضا مترجما عن السياسة الحكيمة التي تتبعها حكومة المنطقة الخضراء البغدادية في مجال حقوق الإنسان … أليس كذلك ؟؟ ، فالمواطن العراقي بلا شك يتمتع بكل الحقوق المنصوص عليها في الإعلان العالمي الشهير بما فيها حقه في أن يختطف في واضحة النهار و يرمى بجثته مع إطلالة اليوم الجديد و عليها آثار التعذيب و علامات الوعد والوعيد .. و لا نزيد .. ، ولو سلمنا جدلا أن المواطن العراقي يتمتع اليوم بحقوقه السياسية. حقه في التظاهر والتجمع و التنظم والتعبير عن رأيه و حقه في انتخاب ممثليه وهي حقوق لم تتوفر بعد كاملة لأخيه في العروبة التونسي لأمر يتعلق بسياسة التوغل بثبات في محيط الديمقراطية الهائج ؟!… قلنا لو افترضنا جدلا هذا ، فأين هي الحقوق الأخرى المتوفرة لهذا المواطن العراقي و التي على أساسها كما يقول أحد أعضاء مجلس المستشارين الموقر » سمير عبد الله » وقع انتخاب بلده لعضوية هذا المجلس ؟؟ وللتوضيح نضيف أن السيد المذكور قد انفرد من جملة المستجوبين بالقول أن انتخاب تونس لعضوية المجلس يبرهن على أن المجموعة الدولية أخذت بالرؤية التونسية في مجال حقوق الإنسان التي تركز على أن هذه الحقوق هي قبل كل شيء حقوقا اقتصادية واجتماعية وتنموية و ثقافية ثم بعد ذلك تكون حقوقا سياسية لمّا تتوفر شروط » التحول الديمقراطي الحقيقي » التي لن تتوفر إلا أن يلج الجمل سم الخياط ؟؟! فالرجل أراد أن يبقى وفيا لخيار المساندة النقدية الذي يتبعه و القائم على قول بعض الكلمات عن النقائص ثم إطلاق العنان للسانه ليسترسل في التقليل من شأن المعارضة و إنشاد المدائح و الأذكار في عبادة الشخصية و عرض ما تعلمه من ثقافة التملق و المحسوبية …
و هكذا نكون قد بينا بما لا شك فيه زيف ادعاءات الآلة الإعلامية الرسمية في تونس و بعضا من جوانب المأساة التي يعمل فيها كل من الإعلامي التونسي الذي عليه أن يحافظ على وظيفته التي بها يوفر قوت أولاده ، فيسقط في مستنقع الدعاية الرخيصة ، و بعض وجهاء القوم ممن سيحاولون أن يبرروا انحيازهم للمستبد ببعض الكلام الجميل فيسقطون في التناقض الفاضح كما هو حال صاحبنا سمير عبد الله و أمثاله ! و لنكشف كيف يدمر الاستبداد الجميع القوي منهم ، المقرب للسلطان والضعيف فيهم ، الطامع في رضاه .
و دون أن نطيل فيما صار واضحا نؤكد أننا نأسف أن تقود الوضعية القانونية و الواقعية لمنظمة الأمم المتحدة إلى تأسيس مجالس على أساس التوافق بين الدول وليس على أساس المبادئ العليا التي كان يجب أن تراعى في مثل هذه المنظمات المسؤولة عن حاضر الإنسان و مستقبله في :كامل أرجاء المعمورة فينعكس ذلك سلبا على مر دودية هذه المؤسسات الدولية بما يفقدها ثقة سكان العالم الذين سيبحثون لهم عن أطر أخرى تعبر بصدق أكبر عن آمالهم فتدافع بطريقة أحسن عن مصالحهم ونعبر بشكل أفضل عن همومهم و مشاغلهم .
و لا ندري في الأخير ما هي الحكمة من إنشاء مجلس لحقوق الإنسان يضم ربع أعضاء المنظمة الدولية ، تكون العضوية فيه تفتقر لأدنى الشروط التي تؤهل الدولة المعنية للقيام بدورها كاملا في تحقيق الأهداف المرجوة !.
بسم اللّه الرّحمان الرّحيم
بدون تعليـــــــــق
تحت مقال نشر بجريدة الشّروق التّونسيّة بتاريخ 13ماي 06 بعنوان » تثمين وطني وعربي وإفريقي لمبادرات بن علي لنشر ثقافة التّسامح وحقوق الإنسان » أشارت الصحيفة إلى صدور الكثيرمن برقيّات التّهنئة للرّئيس بن علي من عدّة جمعيّات وطنيّة وعربيّة وذلك بمناسبة انتخاب تونس لعضويّة مجلس حقوق الإنسان التّابع
لمنظّمة الأمم المتّحدة وممّا يلفت النّظر في هذه البرقيّات ورود أسماء الجمعيّات التّاليّة :
ـ الجمعيّة التّونسيّة للوقاية من حوادث الطّرقات
ـ الجامعة التّونسيّة للنّزل
ـ الجمعيّة الرّياضيّة النّسائيّة بصفاقس
ـ الجمعيّة التّونسيّة لمضائف وسياحة الشّباب
قلنا شيئ جميل ويستحقّ التثمين أن تعمّ ثقافة حقوق الإنسان أغلب جمعيّاتنا الوطنيّة ولكن الأجمل منه أن ترفع الوصاية عن الرّابطة التّونسيّة للدّفاع عن حقوق الإنسان لعقد مؤتمرها ومواصلة مهمّتها الإنسانيّة بكلّ حرّية .
نورالدين الخميري / الوسط التّونسيّة
بـــون ـ ألمـــــــــــــانيا
2006.05.13
افتتاحية الوسط : كوكبة الإعلام الحر
(المصدر: افتتاحية موقع « الوسط التونسية » بتاريخ 15 ماي 2006)
عنوان الموقع: http://www.tunisalwasat.com
في الذكرى الثامنة والخمسين لنكبة الامة في فلسطين
» نحو خارطة طريق إسلامية « .
في مثل هذا اليوم 15 مايو من عام 1948 أعلن الصهاينة عن دولتهم » إسرائيل » مولودا خبيثا في إثر مؤتمر بازل عام 1897 بقيادة هرتزل وبذلك تبنى الغرب ـ سيما أروبا الغربية آنذاك ـ مسؤولية القوامة على المشروع الصهيوني مزروعا مستوطنا في قلب الامة وأم أرضها المباركة فكانت إتفاقيات سايكس بيكو لتقسيم بلاد الشام والعراق عام 1916 وفي عام 1917 جاء وعد بلفور بوطن قومي لليهود في فلسطين وإشتعلت الحرب الديمغرافية بحركة تهجير واسعة لقلب الموازين العمرانية وسخرت المنظمة الاممية لخوض المعركة القانونية بالوكالة فكان قرار التقسيم في 29 نوفمبر من عام 1947 .
المقاومة : وليد إسلامي شرعي سرعان ما أغوته المومسات واليوم حركة توبة نصوحا :
المقاومة دفاعا عن النفس وحق البقاء فعل غريزي أصيل لا يند عنه شجر ولا دابة .
بدأت المقاومة في فلسطين مع الحاج أمين الحسيني عليه رحمة الله فكانت ثورات القدس عام 1920 ويافا 1921 والبراق 1929 وأكتوبر 1933 ثم جاء عزالدين القسام من حلب يترى .
وربما كان آخر مشهد للمقاومة الاسلامية في حقبتها الاولى هو مشهد كتائب الاخوان المسلمين بتوجيه من الامام البنا الذي أسس مشروعه التجديدي من أول يوم على مقولته الخالدة » تقوم رسالتنا على تحرير الارض وتحرير العقل » .
ثم آل الامر إلى منظمة فتح التي ترجع بدايات تأسيسها إلى عام 1957 ثم أنشئت منظمة التحرير عام 1964 برئاسة أحمد الشقيري وبدعم من عبد الناصر ثم من الجامعة العربية التي أقرتها ممثلا شرعيا عام 1974 وبعدها بعام واحد أقرت عضوا مراقبا في الامم المتحدة وكانت المنظمة قبل ذلك بقليل أي عام 1968 قد ضمت إليها المنظمات الفدائية وتولى المرحوم عرفات قيادتها .
ثم جاءت هزيمة 1967 وتلتها نكبة 1973 .
وبذلك إنتهى الدور الرسمي العربي في مشروع المقاومة شر نهاية ولسنا الان بصدد البحث فيما إذا كانت تلك النهاية المخزية هي موت المقاومة في حجر اليسار العربي أو إحتضار البندقية في يد القومية العربية .
ولكن النتيجة الباهرة الساطعة هي أن المقاومة ولدت ونشأت وترعرت إسلامية قحة لا شرقية ولا غربية ثم أغوتها صولجانات السلطان وبريق الثروة فكانت الهزيمة قاسية أليمة .
وبذلك وجدت المقاومة نفسها على مفترق طريقين : طريق المراهنة على الرسمية العربية وإمتداداتها الدولية في كنف توازن منخرم بشدة لصالح حجة القوة وطريق العودة إلى فضيلة الجهاد تسبيحا بالانامل المتوضئة .
إختارت المقاومة في عنفوان عقوقها وتحت الضغوط الاغوائية الاغرائية العجيبة عربيا ودوليا طريق الانحياز إلى الرسمية العربية فصدر الاذن بحصار بيروت عام 1982 لتدشين مرحلة جديدة وفر المجاهدون إلى تونس وكرا جديدا للمخابرات الصهيونية وبدأت مرحلة الاستسلام بإتفاقيات إسطبل داوود عام 1978 ثم إسطبل ثان بمدريد عام 1991 ثم ثالث بأوسلو عام 1993 ثم إتفاقيات وادي عربة عام 1994 . وتحولت بلدان الطوق والمواجهة بأمر من تركع له الهامات وترتعد لذكره الفرائص بين عشية وضحاها إلى طوق حماية توفر الامن لحمائم السلام في الليكود والعمل .
ودالت دولة الصهيونية برعاية دولية إمريكية أروبية كاملة وطويت فترة عقوق المراهقة في المقاومة الفلسطينية وبلغ المجاهد أشده .
فعزم على توبة نصوحا يحمل الامل باليمنى والحجر باليسرى وولد الطفل المقاتل فبزغ فجر الانتفاضة في ديسمبر كانون الاول من عام 1987 ثم إنتفاضة سبتمبر من عام 2000 . وقبل ذلك بقليل ـ مايو 2000 ـ خاض حزب الله اللبناني ملحمة الجهاد وطرد الصهاينة المحتلين في وضح النهار يجرون أذيال الخيبة من جنوب لبنان .
كانت حركة التوبة هذه المرة ـ توبة المقاومة عن المراهنة على الخط الرسمي دوليا وعربيا ـ على يد الامام الشهيد ياسين نسلا منسولا من نطفة القسام والبنا .
خارطة طريق إسلامية من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصى تصل الحرية بالتحرير :
هي خارطة طريق مستنبطة من الاسلام قرآنا يتلى وسيرة نبوية كريمة ومن ذاكرة التاريخ .
الفصل الاول منها : الظاهرة الاسرائيلية قدر لازب تحتاج إلى فقه .
لم يكن الصراع في فلسطين وما حولها يوما صراعا عربيا قوميا أو شرق أوسطيا فضلا عن تحوله إلى صراع حول الحدود سوى أن تلك الحقيقة الناصعة الموثقة تاريخا وحاضرا عدت عليها عاديات الجهل فينا فكان الذي كان .
أكثر ما في القرآن الكريم قصص تتلى فيها عبر تترى وأكثر ما في تلك القصص قصة بني إسرائيل وأكثر ما في قصة بني إسرائيل مشهد المواجهة مع الفرعونية وأكثر نداء تردد في تلك المواجهة هو » إذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون » و » إبعث لنا ملكا نقاتل في سبيل الله ».
وغير ذلك مما يضيق به المجال هنا من مثل » لا يقاتلونكم جميعا إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر » بما يفيد بأن الظاهرة الاسرائيلية :
ـــ هي محور القرآن الكريم آخر كلمة هادية من المالك إلى المملوك .
ـــ هي من الذلة والهوان والدون بحيث تكون دوما ضحية تعال وكلا يحمل ويتيما يرعى .
ليعذرني من يشمئز من الاستشهاد بالقرآن الكريم والوحي عامة حتى لو كان مني ذلك بحسبه في غير محله المناسب فذلك مبلغي من العلم غير أني أدعوه إلى إلتقاط حكاية الاسلام عن بني إسرائيل لقياسها على الوضع الدولي الراهن ثم لينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ .
الفصل الثاني منها : ليس سوى الاسلام نظرية للتحرير .
أرشد الاسلام إلى قانون التدافع في الكون والاجتماع البشري لغرضين : حسن فقه الوجود بكل عوالمه بقدر الامكان وحسن الاستفادة من عمل أسباب وسنن التدافع خفضا ورفعا للامم .
سقطت بغداد عاصمة العباسيين على يد القائد المغولي هولاكو عام 656 هجرية والحضارة العلمية الاسلامية تطبق الافاق شرقا وغربا وخراج الارض يسري راغما إلى بيت المال أينما هطل الغيث مدرارا . وبعد عقود قصيرة رفع الملك قطز لواء الاسلام مكبرا محييا على الجهاد فتحررت بغداد وأسلم غزاتها طوعا .
لقد كان مما حفظنا ونحن في ريعان الشباب أغضاضا » القدس : فتحها عمر وحررها صلاح الدين فمن لها الان ؟ ». عمر الذي حررها كان يقول » نحن قوم أعزنا الله بالاسلام فإن إبتغينا العزة في غيره أذلنا الله » . كفكف قلمك عن الحديث عن مآثر الفاروق وفضائله لئلا يسيل لعابه فلا تملك له لجما . لما إحتلت القدس مجددا قام المجاهد الكردي صلاح الدين رافعا ذات اللواء فحررها بإذنه سبحانه ولم ينقل لنا التاريخ بأن سيفا نبا عن طوع يده أو خيلا عدت فشبت عن طوق أمره لكونه كردي غير عربي ولا أملك سوى سوق ملء الارض أسفا لكل عربي صادق في حبه لفلسطين وقدسها يرنو إلى تحريرها بغير الاسلام .
الفصل الثالث منها : المقاطعة الشاملة للعدو ولامهاته مرضعات وحاضنات من صميم المقاومة.
ليت شعري كيف يستخدم الناس شرقا وغربا غابرا وحاضرا المقاطعة الشاملة أو الجزئية سلاحا فتاكا للتأثير في موازين القوى في حين يتردد المسلمون في أخصب ضروب المقاومة عطاء ؟
ليعذرني مرة أخرى أولئك الذين لا يرضيهم الاستشهاد بالسيرة ولو في غير محلها بحسبهم لدعوة إستخدام قريش للمقاطعة الشاملة ضد الدعوة الاسلامية الاولى فذلك مبلغي من العلم إلى حين إخطار قابل . ألم تكن المقاطعة ضد الدانمارك بسبب الرسوم الساخرة ثقيلة إقتصاديا إلى حد دفع أكبر شركاتها إلى الخروج من سجن المقاطعة ؟ إن الذي يهون سلاح المقاطعة فينا هو النظر إلى مشروع التغيير بعين حولاء لا ترى سوى إستهلاكها هي ودائرتها هي وفعلها هي ولو نظر كل واحد فينا إلى ناتج الجماعة وسعي الامة وصبر على ذلك سنوات أو عقودا لبدل رأيه .
إذا كان المسلم مجاهدا في سبيل الله أو لا يكون فكيف يضن الناس عن أنفسهم بمالا يكلفهم شيئا سوى مقاطعة البضاعة الصهيونية والامريكية بأقصى ما يملك دون عنت ولا حرج ؟
يا من تتوق إلى الجهاد ذبا عن حياض محمد عليه السلام وإرث عمر فاتح القدس .. يا من تتحرق كمدا لحولان الحواجز دونك ودون الجهاد في فلسطين .. أبواب الجهاد المقدس مفتوحة بين يديك حيثما كنت : مقاطعة العدو وحاضناته ومرضعاته بكل ما أوتيت من قوة وإجتهاد .
الفصل الرابع منها : معركتان متكاملتان لا تختصمان : الحريات محليا والتحرير قوميا .
أس ذلك هو كون الدوائر المتنفذة في الغرب سيما حيث تتصهين المسيحية ويتطرف اليمين هي ذاتها التي تقود معركة قهر الشعوب العربية والاسلامية عبر حماية مصالحها برعاية عروش عصابات النهب والسلب والفساد في بلداننا وهي ذاتها التي تقود معركة الصهيونية الغاشمة في فلسطين وما جاورها . اليوم وبعد إلغاء الاعتراف بكثير من التجارب الديمقراطية العربية رغم هشاشتها من لدن تلك الدوائر الغربية اليمينية المتصهينة المتطرفة بحجة كون تلك التجارب حملت الاسلاميين إلى السلطة بوجه ما .. لم يعد مجال للفصل بين أكبر معركتين تواجهان الامة الاسلامية اليوم : معركة الحريات الديمقراطية داخليا ومعركة التحرير الفلسطينية قوميا .
إنظر اليوم في منطقة الشرق الاوسط إلى مدى الذعر الذي يفتك بعبيد الغرب قناعة فكرية أو مصلحة سياسية وذلك بعد صعود الاسلاميين في مصر والاردن ولبنان وفلسطين على نحو لا يهدد خطة المؤتمر الصهيوني الاول ـ بازل 1879 ـ في إسرائيل الكبرى فحسب بل يهدد وجود ذلك السرطان الخبيث ذاته . إنظر محدقا بعقلك في ردود فعلهم وسيذكرك ذلك بالفئران المذعورة . ألا فساء صباح المنذرين . لا يتصور عاقل اليوم تقدم معركة بدون علاقة مطردة مع الاخرى فضلا عن تقدمها على حساب الاخرى . ولذلك فإن السرطان الصهيوني الخبيث يعزز وجوده ضمن المعركة الداخلية ـ معركة الحريات الديمقراطية ـ بتسريع وتيرة وقوة التطبيع على كل الجبهات.
أخبر السذج من حولك بأن الحرية والتحرير وجهان لقطعة نقدية واحدة .
الفصل الخامس منها : عود إلى المنهج أو أدوات المقاومة ثلاث : العلم والشورى والحديد.
المسلم في علاقته بالقرآن الكريم كالخيل معقود في نواصيها الخير حتى يوم القيامة تلج الفجاج عادية ضابحة وتغير في غلس الليل مورية قدحا ولا تتخذ سوى مرابطها وليجة .
بالعودة إلى وليجة القرآن الكريم نلفى بأن منهجه العظيم حدد للمقاومة أدوات ثلاث وهي : العلم تحريرا للعقل من إسار التقليد والجهل ومقاومة للقرودية والببغاوية ولذلك إفتتح منهجه ذاك بالعلم دعوة إلى القراءة وأقسم بحرف من حروف العلم وبالقلم وبما يسطره أصحاب القلم . الاداة الثانية هي : الشورى أي تنظيم حياة الامة على أساس كرامة الانسان وصون الوحدة الاسلامية وقطع محاولات التمزيق والشورى في الاسلام خلق إسلامي عظيم قبل أن تكون نظاما سياسيا محدودا وثالث تلك الادوات هي : الحديد أي إعداد القوة المالية والمادية والعسكرية اللازمة على نحو يرعوي من تحدثه نفسه بالعدوان لفرط ما بث فيها من رهبة .
أرض المقاومة اليوم تتسع للطوائف الثلاث : أهل العلم في كل ميدان وأهل الجهاد السياسي لاحلال الشورى والحرية مكان الجور والاستبداد وأهل الحديد حشدا للقوة العسكرية حتى النووية منها معاملة بالمثل وليس أقذف للرهبة في صدور المعتدين اليوم من إنتاج السلاح النووي الاسلامي . هل تجد لك ميدانا آخر تمارس فيه المقاومة ؟
الفصل السادس منها : لا تشربوا من نهر الدنيا بأكثر من غرفة باليد حتى لو كنتم قليلا .
درس هذا الفصل مستنبط ـ للاسف الشديد مرة ثالثة ـ من القرآن الكريم فليعذرني الذين يجدون الماء في مكان آخر . ذلك مبلغي من العلم . يخبرنا سبحانه ضمن قصصه عن بني إسرائيل بأن طالوت ـ ذلك الملك الفقير الذي أغنته بسطات في العلم والجسم ـ لما فصل إبتغاء الجهاد قال لجنوده » إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني إلا من إغترف غرفة بيده فشربوا منه إلا قليلا منهم « . ما حاجتنا اليوم إلى مثل هذه القصة ؟ هل تظن أن فيها حرفا واحدا زائدا لم تعد له حاجة ماسة اليوم ؟ أين الخلل إذن ؟ الخلل في جهاز الاستقبال إما لانه يسئ الاستقبال أو لانه يسيء إعادة الارسال . قاعدة إعادة الارسال هي : فإعتبروا يا أولي الابصار. ومناط القياس هو : أكفاركم خير من أولئكم أم لكم براءة في ا لزبر؟
حاجة المجاهد ـ سيما المقاتل في ساحة الوغى حامية الوطيس ـ إلى نهر بارد ماؤه زلال عذب سائغ هي ذاتها حاجة القاعد لاسباب بيولوجية ونفسية غريزية معروفة . لم يمنع طالوت جنوده إذن من مجرد بل الريق من نهر الابتلاء ـ نهر الدنيا المتدفق شهوات عارمة متبرجة سافرة ـ ثم يأذن لهم بعد لأي بغرفة من يد ؟ أليس المجاهد يوم قتاله الضاري أحوج من القاعد إلى قطرات ندية يبلل بها مهجته الظمأى ؟
نحن اليوم في عصرنا الحاضر نواجه معركتان كبيرتان : الحريات الديمقراطية داخليا وتحرير فلسطين قوميا فلننظر من حولنا إلى الانهار تتدلى بالشهوات عن يمين وشمال . أليست كثيرة غزيرة فتانة ؟ أليس يجوز لنا منها سوى بمثل ما أجاز طالوت لجنده : غرفة بيد لا تكاد تبل ريقا أما الشرب ملء فيه فليس منكورا فحسب بل يقطع العلاقة بين الانسان وبين رسالته » ليس مني ».
هل كان ذلك لندرة في الماء ؟ طبعا لا لانه نهر منساب .
ماهي العبرة إذن : المؤمن ـ الذي هو مجاهد بوجه ما أو لا يكون ـ ليس هو من يأكل في سبعة أمعاء وينصب أمامه سبعة أصناف من المأكولات وبمثلها من المشروبات والملبوسات وسائر متاع الدنيا . المؤمن ـ وهو في عصرنا الحاضر صاحب رسالة حتى تحرير فلسطين على الاقل ـ
بحسبه لقيمات يقمن صلبه وما عفا يسد به جوع الجوعى وظمأ العطشى وعورة العرايا وأنة المظلومين وليس له من فقه فاسد يشوش عليه بمدى جواز إطعام غير المسلم لان كل الجوعى والظمأى والعرايا والمظلومين اليوم مسلمون .
تلك القلة القليلة التي كانت مع طالوت لم تشرب من نهر الابتلاء هي التي قتل بها داوود جالوت بما ألهمت من دعاء ضارع وسبب ذلك كله : الحياة بعنوان : غريب أو عابر سبيل وأفضل الغرباء وأتقى عابري السبيل هو من : جمع الدنيا من أطرافها ثم زهد فيها لنفسه ونفسه تشتهيها أما الزهد الكاذب فليس أكذب منه سوى التقرب إلى الله سبحانه بالفقر والفاقة . ألا فبئس الضجيع.
خاتمة ونداء :
ذلك ما تيسر لي جمعة من خارطة طريق إسلامية جديدة إذ لم تسعنا خارطة الطريق الامريكية.
آلت قضية التحرير اليوم مع صعود الصحوة الاسلامية المعاصرة إلى أهلها الخلص أيلولة الدر إلى معدنه وتلك أمارة على كون الدنيا من حولنا تشهد ميلاد دورة حضارية جديدة عنوانها : الاسلام والحرية معا دون خصام .
ندائي إلى كل أسرة مسلمة : تخصيص ما قدره يورو واحد عن كل نفس مرة كل شهر مساهمة في مقاومة الشعب الفلسطيني للعدو الصهيوني المتكبر . ويتكامل ذلك مع ضرورة الحرص على مقاطعة البضاعة الصهيونية والامريكية بقدر الامكان . لا تسلني عن كيفيات إبلاغ الاموال إلى أصحابها فسيجعل الله لها سبيلا . لا تنس أن أرباح بنك الرحمان بنسبة 700 بالمائة وعدا صادقا.
الهادي بريك ـ ألمانيا
وانتهى معرض الكتاب:
ماذا وراء الإقبال على كتب الأطفال والكتب الدينية ؟
ناجح مبارك
عاش المثقّفون وأحبّاء الكتاب طيلة الأيّام المنقضية على إيقاع معرض تونس الدولي للكتاب الذي شهد انحسار دور النشر الصفراء وتركيزا على الندوات الهامّة التي بحثت في مسائل تتعلّق بـ :
– نشر الكتاب وتوزيعه
– مستقبل الكتاب
– الكتابة والإبداع الدرامي
– اللقاءات الأدبية
– الأمسيات الشعريّة
هذا المعرض شهد مشاركة 672 ناشرا في 270 جناحا منها 81 ناشرا من تونس ومن 29 بلدا وتضمّن المعرض في هذه الدورة حوالي 100 ألف عنوان 67% منها باللغة العربيّة و 22% باللغة الفرنسيّة و11% منها باللغات الأخرى مثل الألمانيّة والإيطاليّة والإسبانيّة والانقليزيّة و 58% من دور النشر هي دور عربيّة. والملفت في هذا المعرض ورغم حرص الهيئة المديرة على حسن انتقاء العناوين ودور النشر، وجود عدّة عناوين دينيّة لم تتجاوز الممارسة المبسّطة والبسيطة للشأن الديني دون تعمّق فكري عقلي ونقدي. معرض الكتاب في دورته الرابعة والعشرين استغلّ الرغبات المتزايدة لجمهور الأطفال في اقتناء الكتب والقصص والألعاب فنمّى هذه الرغبات بتنظيم أنشطة قارّة بالمعرض تقوم على:
– فضاء الترغيب في المطالعة
– معرض الدمى والأقنعة
– القراءات
– ورشة التدريب على الكتابة
– ورشة الرسم والصور المسترسلة
– ورشة صنع المجسّمات والأقنعة
– ورشة التمثيل
ويؤكّد السيد عدنان مبارك مدير دار اليمامة التونسيّة للنشر والتوزيع على ضرورة مواكبة التحوّلات والمستجدّات في بيداغوجيا التلقي لدى الطفل حتّى نحافظ على العلاقة التي تربط رجل الغد بالكتاب عامّة. وكان مدير هذه الدار قد تحدّث عن السلاسل والإصدارات التي تنشرها هذه الدار ومنها »أقرأ وألوّن » و »أتكوّن في السنة التحضيريّة » و »أتعلّم الكتابة » وسلسلة »أحلام العصافير » وسلسة «بسمات». وهذا الإقبال على كتب الأطفال والمنتوجات البيداغوجيّة الأخرى يقتضي من الساهرين على حظوظ هذه التظاهرة مزيد التركيز في اصطفاء دور النشر حتّى تقدّم الإضافة المطلوبة والاهتمام بآخر المستجدّات على الساحة للملاءمة بين ما يقدّم في المعرض ويدرّس في المدارس.
كتب دينيّة مبسّطة
ولا تقلّ الكتب الدينيّة التبسيطيّة للممارسة الدينيّة وتلك التي تقدّم الفتاوى الجاهزة أهميّة من حيث الاقبال والمبيعات عن كتب الأطفال رغم أنّ هذه الكتب الدينيّة لدور نشر مختلفة وجهات عربيّة رسميّة تتجه لجيل ما بعد الطفولة، جيل الشباب. ويرى السيد شكري علول عن دار الجنوب أنّ أسئلة الشباب مركزة عن نوعيّة معيّنة من الكتب الدينيّة المبسّطة والتي لا تدفع إلى السؤال في حدّ ذاتها بل تكرّس السائد. وإن سجّل هذا العارض إقبالا طيّبا على كتب قدّمت قراءة أخرى للدين والإسلام مثل كتاب «بورقيبة والاسلام» للطفي حجي أو «الإنسان في الإسلام» لعبد الوهاب بوحديبة و«الإسلام بين الرسالة والتاريخ» لعبد المجيد الشرفي فإنّه لا يقارن بمدى الإقبال على الكتب الأخرى. ويمكن لإدارة معرض الكتاب أن تفرد الدورات المقبلة بدراسات ميدانيّة قيّمة وجادّة ودقيقة لنوعيّة الكتب المبيعة والتي تجد هوى في نفوس جمهور المعرض وعقله وهذا ما سيوضّح طرق التعامل لا مع القارئ فقط بل مع دور النشر ذاتها.
ّرسالة دورالنشر
وبين هذه الموجة وتلك تحافظ دور النشر التونسيّة ذات التوجّه الحداثي والداعم لثقافة الاختلاف مثل دار الجنوب للنشر ودار سيراس على صمودها ودعمها لكتابات إسلاميّة معاصرة تبحث في إسلام اليوم وتدفع إلى التقارب مع الآخر والتسامح وهذا ما يتطلّب مزيد التشجيع والالتفاف حول هذه المؤسسات الجادّة.
(المصدر: القسم العربي بمجلة « حقائق » التونسية، العدد 1063 بتاريخ 11 ماي 2006)