الاثنين، 12 يونيو 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2212 du 12.06.2006

 archives : www.tunisnews.net


الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بـــــيان جمعية التضامن التونسي – باريس: بيان عن الاعتداء على القرآن الكريم الهيئة العالمية للدفاع عن الاسلام في تونس: بلاغ شكر و بيان مناشدة الإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة: إضراب إحتجاجي في جندوبة حركة الديمقراطيين الاشتراكيين: بــيـــان الجزيرة.نت: تفاعل قضية تدنيس القرآن في تونس آيفكس: تونس: لجنة حماية الصحفيين تحتج على اضطهاد الصحافة رسالة اللقـــاء رقم (8): الإنسان والقرآن : تدنيس المقدسات الاستاذ فيصـل الزمنى : العفو الجبـائي بين الارادة السيـاسية و التطبيق الاداري صابـر التونسي: صقر و « صقر » نهضة.نت : أبناء النهضة في لندن يُحيون الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس الحركة الموقف: العمالة الهامشية : حاجة ومـرض وكبر..وعقـوق أبناء الموقف: في الذكرى 48 لمعركة رمادة: أبناؤها محرومون من خيراتها الموقف : ارفعوا أيديكم عن إرادة الشعب الفلسطيني الصباح الأسبوعي: الجنرال المزيف «يغنم» 52 سنة سجنا الصباح الأسبوعي:

الحبيب النهدي « الانسان  يعيش أكثر من أي وقت مضى ضائقة روحية واجتماعية واقتصادية »


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

أنقذوا حياة محمد عبو أنقذوا حياة كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف: 71.340.860 الفاكس: 71.351831   تونس في: 13 جوان 2006 بـــــيان  

اتصلت بنا السيدة نعيمة بنت عبد الله بن حسين الفضيلي أم السجين السياسي السيد أيمن الدريدي المقيم بالسجن المدني ببرج الرومي و أعلمتنا أن ضغوطا تقع ممارستها حاليا من طرف إدارة سجن برج الرومي و ذلك قصد إجباره على التراجع فيما سبق له أن صرح به بخصوص تدنيس المصحف الشريف من طرف مدير السجن عماد العجمي و قد وقع تهديده حسبما أفادت بناء على ما ذكره له ابنها أيمن الدريدي أنه تعرض لاعتداء جديد من قبل مدير السجن و أعوانه و هددوه بالضــــرب بالرصاص و تلبيسه  تهما جديدة إن هو لم يغير أقواله محاولين إجباره على الإمضاء على وثائق لا يعلم محتواها .و هي تخشى من أن يحصل مكروها لابنها ربما يؤدي إلى وفاته .

و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تطالب بفتح تحقيق في موضوع الاعتداءات الجديدة و المتكررة ضد السيد أيمن الدريدي كما تطالب بنقله الى سجن آخر في انتظار البت في القضية المنشورة ضد السادة أعضاء فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان .

رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري  


جمعية التضامن التونسي – باريس باريس، في 08 جوان 2006

بيان عن الاعتداء على القرآن الكريم.

تجاوزت السلطة في تونس، مرة أخرى، الحدود وذلك باعتدائها على القرآن الكريم. أقدس مقدسات أمّة الإسلام. الاعتداء على القرآن الكريم تمّ في سجن برج الرومي، السيء الذكر، بمدينة بنزرت شمال تونس، وذلك أثناء تعذيب السجين أيمن الدريدي وانتهاك حرمته الجسدية والتعبدية بل طاولت يد مدير السجن المذكور أعزّ ما يملك السجين ألا وهو المصحف الشريف، إذ افتك المدعو عماد العجمي المصحف الشريف من السجين وضربه به ثمّ ألقاه أرضا وقذفه برجله كما تقذف الكرة. هذه الحادثة المفجعة تذكرنا بتدنيس كتاب اللّه في سجن غوانتنامو. وإنّنا في جمعية التضامن التونسي بفرنسا وبعد أن جاءتنا أكثر من شهادة سجين تؤكد الاعتداء على المقدّسات والشعائر الدينية في السجون التونسية فإنّنا: •              نعبّر عن تضامننا مع أبناء شعبنا في تونس ونقف إلى صفّهم ذودا على الحرية والمقدّسات. •              ندعو علماء الأمّة ومختلف الشخصيات والهيئات الدينية إلى النهوض دفاعا على القرآن الكريم. •              نطالب السلطة بمعاقبة المسؤولين عن هذا التطاول ومنع تكراره. •              نطالبها بإيقاف التتبع في حق أعضاء فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت وإطلاق سراح كل المساجين السياسيين وسن عفو تشريعي عام يعيد الاعتبار لضحايا القمع في تونس. جمعية التضامن التونسي (باريس)


 

الهيئة العالمية للدفاع عن الاسلام في تونس

 

بلاغ شكر و بيان مناشدة

 

إن الهيئة وهي تستقبل أعدادا  وفيرة من المساندين لبيانها الاخير المتعلق بفضح كارثة العدوان على المصحف الشريف في بعض سجون تونس ـ قارب عدد الممضين الثلاثمائة ـ …

 

لتشكر الله سبحانه لسائر الاخوة والاخوات الذين أمضوا على بيانها وساندوا مسعاها سائلة المولى الكريم سبحانه أن يجعل ذلك في ميزان حسناتهم يوم تبيض وجوه وتسود وجوه وتذكرهم بقول الحبيب المصطفى عليه السلام  » رمضان والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة  » . ولعل أولى الناس بشفاعة القرآن الكريم يوم القيامة أولئك الذين لم يترددوا لحظة في الانتصار له أن يداس بنعال الفسقة من سجاني إمبراطورية الخوف والقمع في تونس .

 

وإنها لتهتبل هذه الفرصة الكريمة لاعادة إخراج قائمة الممضين على العريضة السابقة مناشدة كل مسلم ومسلمة لم تتيسر له ظروف المساندة لاضافة إمضائه داعية إياهم جميعا إلى توزيعها على أوسع نطاق ممكن تعاونا على البر والتقوى وحبسا لدوائر الشر والعدوان وأي بر أبر من الانتصار لله ولرسوله عليه الصلاة والسلام ولكتابه الكريم ؟

 

وفي إنتظار حسن تفاعلكم إخواننا الكرام وأخواتنا الكريمات دمتم في حفظ الله .

والسلام عليكم جميعا

 

عن الهيئة : الشيخ محمد الهادي الزمزمي

 

 

 

تواقيع العريضة

1

الشيخ محمد الهادي الزمزمي- ألمانيا

2

نور الدين ختروشي -فرنسا

3

الهادي بريك -ألمانيا

4

محسن الجندوبي -ألمانيا

5

رشيدة النفزي- رئيسة الجمعية الألمانية التونسية للثقافة والإندماج- ألمانيا

6

نصرالدين السويلمي- ألمانيا

7

الطاهر القلعي سويسرا

8

عبد الله النوري – ألمانيا

9

نور الدين الخميري – ألمانيا

10

صالح المحضاوي – ألمانيا

11

لطفي زيتون   بريطانيا

12

فتحي العيادي – ألمانيا

13

محمد سعيد – هولندا

14

محرز الكريمي  – هولندا

15

خميس قشّة  – هولندا

16

بشير قم      – هولندا

17

محمد الكرداني – هولندا

18

محسن الزمزمي – هولندا

19

العربي القاسمي -رئيس جمعيّة الزيتونة – سويسرا

20

الحبيب العماري – ألمانيا

21

السيّد الفرجاني بريطانيا

22

عبد السلام ملوك- الجزائر

23

محمّد طه الصابري – ألمانيا

24

خديجة الصابري  – ألمانيا

25

آمنة الوحيشي     – ألمانيا

26

القادري الزروقي – ألمانيا مؤسّس موقع الحوار نت

27

رمزي بن فرج   النمسا

28

الطاهر بوعزيزي النمسا

29

كريمة كلبوز   – ألمانيا

30

رياض الحجلاوي   – فرنسا

31

وليد البناني رئيس مجلس الشورى  حركة النهضة بلجيكا

32

سيف النوري     – ألمانيا

33

لزهر عبشة    – ألمانيا

34

الهاشمي بن حامد – ألمانيا

35

محمد العشّ    – ألمانيا

36

– موسى بن محمّد بن أحمد 

37

أحمد الكامل خليفي – ألمانيا

38

-محمّد الحاجي   سويسرا

39

– خير الدين خشلوف  السويد

40

– على الحميدي      – هولندا

41

د. رامي محمد سامي دياب

42

– الطاهر بوبحري   – فرنسا

43

– عبدالباقي خليفة – صحافي 

44

-عبد القادر بن عمر – النمسا

45

-كوثر الزروي  – ألمانيا

46

-طه البعزاوي   – ألمانيا

47

محمّد على بلقاسم  – ألمانيا

48

-عامر العريض   رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة  – فرنسا

49

بوكثير بن عمر  – سويسرا

50

عادل الحمزاوي  إمام مسجد – فرنسا

51

عبد الخالق الازرق  –   سوريا

52

حبيب الرباعي   – ألمانيا

53

أمال الرباعي   – ألمانيا

54

عماد الدايمي مهندس وناشط بارز في المؤتمر من أجل الجمهورية.

55

د سليم بن حميدان – عضو حزب التجمع من أجل الجمهورية  – فرنسا

56

حسن فرصادو  رئيس الجمعيات الإسلامية بمنطقة 93 -فرنسا

57

عبد الناصر نايت ليمان – سويسرا

58

عبد الحميد الحمدي – عضو المجلس الاسلامي الدنماركي – الدنمارك

59

الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة-لندن

60

 – فتحي نصري – محامي وحقوقي تونسي

61

عبد الحفيظ خميري – مدير مجلة أجيال  – فرنسا

62

الحبيب أبو وليد المكني كاتب وباحث تونسي

63

نديم مساعدي – مهندس جزائري  – فرنسا

64

– ابراهيم العموري – السويد

65

عبد العزيز شمــــام  – فرنسا

66

سيف بن سالم – مهندس إعلاميّة  – فرنسا

67

مرسل الكسيبي :اعلامي وناشط حقوقي

68

عبد الحميد العداسي  – اداري – الدنمارك

69

الطاهر العبيدي-صحفي وكاتب -فرنسا

70

هالة الدسوقي    كاتبة      مصر

71

د صالح نصيرات – قطـــر

72

علي شرطاني – ناشط حقوقي – تونس

73

دهيبي محسن  – فرنسا

74

ايمان عبد الحميد العداسي  طالبة – الدنمارك

75

نجاة فادي – مصرية مستشارة قانونية  – فرنسا

76

مراد علـــي

77

عمر القناص – فلسطين

78

أحمد الورغمي

79

بوشام حميد

80

محمد علي بتبوت – سويسرا

81

حمزة تريكي

82

– منجي مدب – مهندس – تونس

83

– محمد جريبي – اقتصادي – سويسرا

84

عادل مفتاح

85

– طاهر بوسافة

86

– محمد عمــري

87

– عادل نهدي – سويسرا

88

– رجاء علوني – عالمة إجتماع جزائرية -فرنسا

89

طيب سماتي – الحزب الاسلامي – تونس

90

– زهير لطيف – صحافي

91

-عبد الوهاب الرياحي -تاجر باريس

92

– حميد علوني – مقاول جزائري -فرنسا

93

عبد الرحمن الحامدي -أستاذ -سويسرا

94

– علي حميدي -هولندا

95

– قدس عبد الحميد الحمدي – طالبة – الدنمارك

96

– محمد صالح – طالب – فرنسا 

97

– علي حميدي – هولندا

98

– قدس عبد الحميد الحمدي – طالبة – الدنمارك

99

محمد صالح – طالب – فرنسا

100

– حاجي محمد – محاسب – سويسرا

101

– حماس عبد الحميد الحمدي – طالبة – الدنمارك

102

– عبد اللطيف تليلي – ألمانيا

103

– عادل طرابلسي – كنــدا

104

زهرة شيخي – الجزائر

105

– نور طرابلسي – كن-دا

106

المسعدي سحيمي – سويسرا

107

– هشام شكشوكي

108

– عماد طرابلسي – كنـدا

109

– آدم طرابلسي- كنـدا

110

– حليمة طرابلسي – كندا

111

– صالح التقاز – ناشط حقوقي – فرنسا

112

– بوكثير بن عمر – سويسرا

113

– شادلي طريفي – الدنمارك

114

– أسامة عبرود – النرويج

115

– نبيل الرباعي – سجين اسلامي سابق – تونس

116

– محمد علي بدوي – عضو مؤسس لحزب التجمع من أجل الجمهورية – سويسرا

117

– عبدالله أكـزاز

118

– محمد حمــزة – ألمانيا

119

– محمد النفطي – فرنسا

120

– جوهر المصري – طالب – تونس

121

– محمد علي بلقاسم – ألمانيا

122

– ابراهيم نوار – سويسرا

123

– نورالدين فرجانـي – امام – سويسرا

124

– رشيد الدريدي – مهندس – فرنسا

125

نعيم الصادق – فرنسا

126

– أنوار مديماغ – اقتصادي – سويسرا

127

– منجي عوني – كنــدا

128

– كمال فوني – طبيب – فرنسا

129

– جمال والي – الجزائر

130

-وحيد العلوي – طالب مغربي – فرنسا

131

عبد الرحمان قعلول جزائري – فرنسا

132

– ثامر عبدالصمد – باحث مغربي – فرنسا

133

– فارس بركاتي – طالب لبناني – فرنسا

134

محمود المرزوقي   – سويسرا

135

محمد مليكة  – فرنسا

136

نعيمة دخلي – موظفة – فرنسا

137

من محمد اشماعو محام بهيئة الرباط

138

حقوقي-منظمة العفو الدولية-المنظمة العربية للمحامين الشباب

139

محمد إبن محمد شمام – السويد

140

عمر القايدي   –  سويسرا

141

زياد خليل – لندن

142

محمد الصالح واحي – ألمانيا

143

sahnun africa

144

محمد الرواحي – سويسرا

145

الحبيب المباركي ساجين سابق- سويسرا

146

اللواتي مكرم

147

فتحي عبد الباقي – فرنسا

148

الاخ نوفل العيادي – ألمانيا

149

جميلة نوير- سويسرا

150

أسامة بن عمر – سويسر

151

علي بن رجب- الدنمارك

152

عادل النهدي  مهندس إعلاميّة

153

بشير بوشيبة – سويسرا

154

معمر شارفي -الجزائر

155

د . ناصف ناصر مركز فهوم وبصائر قرآنيه -الأردن

156

عمر غيلوفي – سويسرا

157

حبيب الخليفي  – ألمانيا

158

 فائزة بوعزة – ألمانيا

159

زهير تريمش  – سويسرا

160

منية عليمي- سويسرا

161

المهدي بن حميدة- سويسرا

162

جمال الدين احمد الفرحاوي – هولندا

163

-أنور عبد الستار – مهندس – سويسرا

164

– زياني جمال – ألمانيا

165

أبو بكر مصدّق – سويسرا-

166

– ساسية مصدّق – سويسرا

167

– منجي بن عقيل – ألمانيا

168

– عامر بن عقيل – ألمانيا

169

– مريم بن عقيل – ألمانيا

170

-عمر السعيداني – سويسرا

171

-عبد الله بريك – ألمانيا

172

– حسن الدريدي التونسي – سويسرا

173

– امل الوحيشي- سويسرا

174

– محمد الوحيشي – سويسرا

175

– أنور الغربي – سويسرا

176

– جمال جدي – مهندس – سويسرا

177

-عمر بوعزة – ألمانيا

178

– حسن دريدي – سويسرا

179

– محمد حفيظ – الجزائر

180

– زهير العيساوي – مناضل حقوقي – فرنسا

181

 – عمر القايدي  – سويسرا

182

 – سكينة النوري – ألمانيا

183

 – محمد النوري- ألمانيا

184

 – سامي المروعي – ألمانيا

185

 – فيصل اللطيف – ألمانيا

186

 – صلاح الأطرش 

187

 – جمانة  الأطرش

188

 – مليكة جمعة

189

 – زهرة الوحيشي

190

 – انتصار الوحيشي

191

– عمر الصغير -ايطاليا

192

– فوزية حسن -ايطاليا

193

– تسنيم الصغير -ايطاليا

194

– عبد الرحمان الصغير – ايطاليا

195

– فاضل السّالك – فرنسا

196

– نبيل بن محمد  سويسرا

197

– راضية سلطاني سويسرا

198

– راضية نوار سويسرا

199

– علي بن رجب الدنمارك

200

– هاجر العدّالي- ألمانيا

201

– منية عليمي . سويسرا

202

– منية الشريف

203

– محمد شمام – السويد

204

– جميلة القاسمي – سويسرا

205

– رفيق الشابي – باريس

206

-الطاهر الرمه   طالب     ألمانيا

207

-هاجر بريك

208

-اخوكم و حيد الشريف – النروبج

209

– اسماعيل الطرابلسي – فرنسا

210

– فتحي الفرخ – لاجيء سياسي فرنسا

211

-عبد العزيز اليعقوبي – فرنسا

212

-علاء الدين عطون  اوكرانيا

213

-سعيـدى صولـة : سويسرا

214

–  د.منذر بوعصبة-     Avenue la faiencerie   22514 Luxemburg

215

– نور الدين العويديدي (صحفي في قناة الجزيرة)

216

– محمد صالح محفوظ – ألمانيا

217

– هيثم محفوظ- المانيا

218

– وليد التركي

219

–  Jone- Palestine

220

-حمدة بن عثمان .هولندا

221

– معاذ خطيب: طلب جامعي – فلسطين

222

عبدالله الزيتوني – ألمانيا      

223

– يوسف ونيس –  ألمانيا 

224

-عبدالرّزّاق الجبيري –   ألمانيا    

225

-مالك الشارني    :سويسرا

226

-عبد الله ثابت – ألمانيا

227

— أسامة صالح- مهندس- ألمانيا

228

– سعيدة سلوش – ألمانيا

229

– سهام الشرقي – ألمانيا

230

– إيمان السباعي – ألمانيا

231

– رشيدة الفيلالي – المغرب

232

– سميرة الخلقاوي ( ألمانيا

233

– نورا جعفري – المغرب

234

– نسيمة شايطر – ألماني

235

– خديجة أ بو خير – المغرب

236

– محمد عبد الله سقراسي – ألمانيا

237

-عبد الحميد أيت لحسن – ألماني

238

– محمد مرشيد ( المغرب

239

– عبد العزيز سقراسي-  ألمانيا

240

– رحمة صالح – ألمانيا

241

– مصعب عفيفي- ألمانيا

242

– محمد الجوهري – المغرب

243

-رشيدة التومي – ألماني

244

– حسن عرب – فرنسا

245

– زينب مرشد –  المغرب

246

– عبد الجواد أيت راحي – ألمانيا

247

– طارق عفيفي – ألماني

248

– عبد الرحمان السطوري – المغرب

249

– خيرية بابيج –  ألمانيا

250

–  نوري كسلي-  ألمانيا

251

– نفيل عبد الله -ألمانيا

252

– عبد الحكيم أيت لحسن – ألمانيا

253

– إلهام بنجاري ألمانيا

254

–  سناء عمارة –  المغرب

255

– سامية بدران – ألمانيا

256

– عبد العزيز الجوهري- ألمانيا

257

– ربيع بنجاري -كندا

258

– هناء محمد- الأردن

259

– عبد الرحيم الجوهري – المغرب

260

– عبد المنعم حسن – مصر

261

– عبد العظيم محمد –  كازخستان

262

– حسن بروجمان –  ألمانيا

263

– هبة فراج – ألمانيا

264

– محمد بلال الأمين – ألمانيا

265

– ميسرة بيومي –  ألمانيا

266

– ضحى الأمين – ألماني

267

– إيمان عواد – ألمانيا

268

– محمد سلامة –  مصر

269

– غسان عواد –  ألمانيا

270

– سعيد الأمين- ألمانيا

271

– فاتن أدلبي – طبيبة أسنان– ألمانيا

272

– محمد شرف – مصر

273

– أشواق مبارك – المغرب

274

– سعيد التومي – ألمانيا

275

– جميلة فطيري -ألمانيا

 


الإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة  الإتحاد العام التونسي للشغل    جندوبة في 12 / 06 / 2006-06-12  

إضراب إحتجاجي في جندوبة

 

نظم يوم الجمعة 02/06/2006 عمال الشركة الجهوية لنقل المسافرين بجندوبة إضرابا إحتجاجيا دام نصف يوم على إثر التجاوزات التي وقعت صبيحة يوم 02/06/2006 وذلك بتصدي بعض سائقي سيارات الأجرة للحافلة التي تؤمن الخط المنتظم بوسالم-طبرقة .

علما وأن هذه التجاوزات سبق وان تكررت وبشكل يكاد يكون يوميا من طرف سائقي سيارات التاكسي فضلا عن بعض السلوكيات غير الحضارية.

وإثر الإجتماع الحاشد الذي أشرف عليه الأخ المولدي الجندوبي الكاتب العام للإتحاد الجهوي للشغل بجندوبة بتنسيق مع الجامعة العامة للنقل أرسل العمال برقيات إلى السادة : وزير النقل – والي الجهة – الرئيس المدير العام لشركة نقل المسافرين بجندوبة عبروا فيها عن :

1-   إستيائهم العميق لمستوى تعاطي السلطة مع هذا الملف. 2-   دعوة السلطة للتدخل لوضع حد لهذه الممارسات. 3-   تمسكهم بالقطاع العام وإستعدادهم للدفاع عنه بكل الوسائل المشروعة. 4-   تحميل سلطة الإشراف مسؤولية ما سينجر عن تكرار هذه الممارسات.   الكاتب العام المساعد المكلف بالإعلام          الكاتب لللإتحاد الجهوي                 سليم التيساوي                                       المولدي الجندوبي           


 
حركة الديمقراطيين الاشتراكيين   بــيـــان
 
تونس في 10 جوان 2006 يحتفل اليوم مناضلو حركتنا وإطاراتها ممثّلين في هياكلهم الشرعية المنبثقة عن إرادتهم الحرّة بالذكرى الثامنة والعشرين لتأسيس الحركة. وبهذه المناسبة فإنهم يؤكّدون مرّة أخرى تمسّكهم بمواقفهم السياسية الصادرة عن المجلس الوطني والمكتب السياسي منذ 1995 وبما تضمّنته من مقرّرات منسجمة مع ثوابتهم وفي مقدّمتها استقلالية الحركة في خدمة أهدافها النبيلة المتمثلة في تحقيق الديمقراطية والتعددية السياسية والدفاع عن الحريات العامة وحقوق الإنسان. كما يؤكّدون رفضهم لمختلف أشكال التنصيب ومنطق الوصاية الذي تنتهجه السلطة والذي أضحى منذ مدّة سياسة ممنهجة معمّمة امتدّت بعد استهداف حركتنا إلى عدد من التنظيمات السياسية والمهنية والاجتماعية الرافضة للتبعيّة، وذلك بغاية تدجين كافّة الهياكل الممثّلة وإخضاع التنظيمات المستقلّة والقضاء على وظائفها التأطيرية وعزلها وتهميش دورها الوطني.

وإنّ المكتب السياسي – إذ يحيّي صمود مناضلي الحركة رغم الضغوطات المختلفة والحملات الإعلامية التعتيمية منها والتضليلية- ليعتبر أنّ ما بقي من عمر المحنة السياسية المسلّطة قسرا على حركتنا أقصر بكثير من الفترة المديدة التي مرّت بها. كما يعبّر عن مساندته الكاملة لكافّة مكوّنات المجتمع المتمسّكة بالشرعية والمدافعة عن قراراتها المستقلة وفي مقدّمتها جمعية القضاة التونسيين والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ونقابة الصحفيين التونسيين والهيئة الوطنية للمحامين. ويؤكّد المكتب السياسي تضامنه مع التكتّل الديمقراطي من أجل العمل والحريات ومع الحزب الديمقراطي التقدّمي لما يتعرّضان له من شتّى أنواع المضايقة والمحاصرة كما يؤكّد دعمه لكلّ إرادة وطنية حرّة وكلّ نفس نضالي من شأنهما أن يعيدا التوازن الضروري بين دور السلطة من جهة ودور المجتمع الحيّ المتحرر من جهة أخرى.

والمكتب السياسي يعتبر أنّ العمل مع هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات أمر إيجابي باعتبار ما يحقّقه ذلك من تكتيل للجهود ولمّ للشمل، وكذلك باعتبار أنّ التنظيمات المساهمة فيها ـ على اختلاف اتجاهاتها السياسية الممثلة لتعدّديّة مجتمعنا ـ تنظيمات مناضلة ممثّلة مستقلة القرار قد اكتسبت مصداقية وحقّقت خطوة سياسية متقدّمة في الاتجاه السليم إذ رفضت منطق الاستثناء والإقصاء معتبرة أنّ الوطن يتّسع في كل الأحوال لجميع مواطنيه ويحتاج إلى كفاءات كلّ أبنائه وبناته وطاقاتهم في العمل الجماعي لمواجهة مختلف المصاعب والتعقيدات والتحدّيات القائمة منها والمحتملة.                            عن المكتب السياسي                          المنسق العام للحركة                            أحمد خصخوصي


تفاعل قضية تدنيس القرآن في تونس

لطفي حجي– تونس قال وزير الدولة المستشار لدى رئيس الجمهورية والناطق الرسمي باسم الرئاسة التونسية عبد العزيز بن ضياء إن ما ورد حول تدنيس القرآن يدخل في باب الشائعة. وأضاف بن ضياء في منبر حواري نظمه الحزب الحاكم بتونس العاصمة أمس (السبت 10 جوان، التحرير) أن إطلاق مثل هذه الشائعات يأتي لتحريك العواطف، وأن الشائعات وباء تصاب به الشعوب مؤكدا أن إطلاق مثل هذه الشائعات في تونس يعد عيبا كبيرا لأن تونس بلد مسلم يقدس فيه الدين وأن الإسلام دين تفتح. استنفار رسمي وجاء موقف وزير الدولة ضمن سلسلة من الردود والمواقف التي عجت بها الصحف التونسية، منذ صدور بيان الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الأسبوع الماضي الذي أشار إلى تدنيس القرآن وتعذيب السجناء بسجن برج الرومي بمدينة بنزرت شمال العاصمة. وقد أثار البيان ضجة واسعة في الداخل والخارج ودفع الحكومة إلى الاستنفار، فسارعت إلى نفي ما ورد في البيان واعتقلت رئيس فرع بنزرت للرابطة علي بن سالم واتهمته بترويج أخبار زائفة، كما جندت عددا كبيرا من الأقلام المقربة منها لتناول قضية تدنيس القرآن من جوانب عدة. ولم تخل الحملة الحكومية من تشهير بالرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، فوصفتها بأنها تغازل مشاعر التكفيريين مع إفراد صفحات واسعة من الصحف التونسية لإبراز إنجازات الحكومة في المجال الديني. وفي نفس السياق شن رئيس المجلس الإسلامي الأعلى جلول الجريبي الذي شغل منصب وزير الشؤون الدينية سابقا هجوما عنيفا على من أسماها الحركات الإقصائية. واعتبر في مقال صحفي نشر اليوم (الأحد 11 جوان، التحرير) بإحدى الصحف التونسية تحت عنوان (لا يستوي الظل والعود أعوج) « أن أدعياءها بارعون في اختلاق الأكاذيب وابتداع الأراجيف والتخفي وراء الشائعات والدعايات والمزايدة على الضمير الشعبي بحثا بكل الطرق عن المناصرين ولو كانوا من زمرة الشياطين ». ردود حقوقية وإسلامية وفي مقابل الموقف الرسمي شددت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان على ضرورة إجراء تحقيق نزيه ومستقل بخصوص التجاوزات التي أشارت إليها، والمتعلقة بتدنيس القرآن وتعذيب المعتقلين بسجن برج الرومي في بنزرت شمال العاصمة تونس. وأدانت الرابطة في بيان لها « الحملات الصحفية التي تستهدف الإساءة إليها وإلى قياداتها ومغالطة الرأي العام بافتعال الأقاويل وتزوير الحقائق وإثارة القراء ضدها ». ولم يصدر حتى الآن موقف رسمي يشير إلى التحقيق مع مدير السجن عماد العجمي الذي ورد اسمه في القضية، كما لم يتم الاستماع مجددا إلى السجين أيمن الدريري الذي أثار القضية واتهم مدير السجن بالاعتداء عليه. وأوردت مصادر حقوقية أن الدريدي يتعرض إلى التعذيب والضغوط من جديد قصد إجباره على الإمضاء على وثيقة يجهل مضمونها، مضيفة أن عائلته أصبحت تخشى على مصير ابنها. وكانت شخصيات إسلامية تونسية تقيم بالخارج وقريبة من حركة النهضة المحظورة روجت عريضة عالمية تطالب فيها الرئيس بن علي بالاعتذار للمسلمين عما سموه الجريمة البشعة المقترفة في حق القرآن، وبإقالة مدير سجن برج الرومي والأعوان الذين يثبت تورطهم في هذه العملية. كما تضمنت العريضة نداء إلى علماء المسلمين لتخصيص يوم عالمي للاحتجاج الشعبي على تدنيس المصحف الشريف. وعلى امتداد الأيام الماضية تعددت شهادات السجناء السياسيين السابقين من حركة النهضة على مواقع تونسية بشبكة الإنترنت، يروون فيها أحداثا متفرقة عاشوها بسجون تونسية مختلفة على امتداد الـ15 سنة الماضية تبرز جميعها تعرض القرآن الكريم إلى الإهانة والتدنيس من قبل عدد من أعوان السجون في محاولة منهم للمس بالمشاعر الدينية للسجناء الإسلاميين. (*) مراسل الجزيرة نت (المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 11 جوان 2006)  


6 يونيو / حزيران 2006 نيويورك – الولايات المتحدة الأمريكية

** تونس: لجنة حماية الصحفيين تحتج على اضطهاد الصحافة **

 ** لجنة حماية الصحفيين – CPJ **  ذكرت لجنة حماية الصحفيين في تنبيه مرفق بخطاب موجه إلى الرئيس التونسي زين العابدين بن على أحداثا تشير إلى وجود موقف معادي تجاه الإعلام و فشل في الدفاع عن حرية التعبير , وتناشد لجنة حماية الصحفيين الحكومة في ظل رسالة الرئيس إلى الصحفيين التونسيين في اليوم العالمي لحرية الصحافة بأن حرية التعبير و الصحافة هي « حقوق أساسية للفرد » لتنفيذ المعايير التي ناصرها علنا عن طريق الإفراج عن الصحفيين المحتجزين و وقف المضايقات التي يتعرض لها المراسلون و الكتاب وأسرهم. 6  يونيو 2006 فخامة الرئيس زين العابدين بن على رئيس جمهورية تونس قصر الرئاسة قرطاج , تونس عبر الفاكس: +216 71 744-721  فخامة الرئيس إننا نكتب إليك بصفتك رئيس الدولة التي انتخبت لعضوية مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة المؤسس حديثا , لنستحثك على دعم الحق في حرية الصحافة في تونس, و المجلس الذي سيجتمع للمرة الأولى في وقت لاحق هذا الشهر هو الهيئة الأساسي التابعة للأمم المتحدة المهتمة بتدعيم حقوق الإنسان , و بصفتها عضو منتخب يطلب من تونس « التمسك بأعلى معايير دعم و حماية حقوق الإنسان » وفقا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي تأسس المجلس بناءا عليه. و قد ذكرت لجنة حماية الصحفيين مع تنويه سلسلة من الأحداث التي تشير إلى وجود موقف معادي تجاه الإعلام , و فشل في الدفاع عن حرية التعبير التي يكفلها القانون الدولي. و تحديدا, نحن مستاءون بشدة بسبب استمرار الحبس الغير مبرر لمحمد عبو و المضايقات التي يتعرض لها كل من حمادي الجبالي و أسرته , حيث استهدف كل من عبو و الجبالي في أحداث منفصلة بسبب التعبير عن آرائهم.  تم القبض على عبو – المحامي الحقوقي و المساهم في موقع أخبار تونس Tunisnews الذي تم حجبه في تونس حاله حال بقية مواقع الأخبار و حقوق الإنسان الأخرى – على أيدي البوليس السري, في 1 مارس 2005 , وحكم عليه بتاريخ 25 أبريل بالسجن لمدة ثلاث سنوات و نصف بسبب مقال نشر على شبكة الإنترنت يعتقد أنه « شهر بالعملية القضائية » و كان « من المحتمل أن يخل بالنظام العام ».  فقد عقد عبو مقارنة بين التعذيب في سجون تونس و أحوال سجن أبو غريب سيئ السمعة بالعراق , ونحن نعتبر الاتهامات الموجهة ضده ليس لها أساس و تعد انتهاكا للمعايير الأساسية لحرية الصحافة.  و يعتبر الحكم عليه أمرا مزعجا بسبب التدخل الموثق للفرع التنفيذي في القضاء , و ليست فقط جماعات حقوق الإنسان و لكن أيضا الحكومات ذات الروابط الودية مع تونس تحافظ على إبقاء القضاء بعيدا عن الاستقلال , « وقد أثر كل من الفرع التنفيذي و الرئيس بشدة على العملية القضائية و خصوصا في القضايا السياسية » وفقا لأحدث تقرير محلي قدمته وزارة الخارجية الأمريكية حول ممارسات حقوق الإنسان في تونس. و قد دخل عبو في إضراب عن الطعام اكثر من مرة احتجاجا على الظروف الكئيبة و المضايقات التي يتعرض لها في السجن و أيضا مضايقة زوجته التي غالبا ما تنتهي زياراتها الأسبوعية له بشكل تعسفي بعد مرور دقيقتين أو ثلاثة. أما حمادي الجبالي فهو رئيس التحرير السابق لصحيفة الفجر , الصحيفة الأسبوعية المتوقفة حاليا و التي كانت تصدر عن حزب النهضة الإسلامي المتوقف , وتم الإفراج عنه في شهر فبراير بعد ما يزيد عن 15 سنة قضاها بالسجن بسبب نشر مقال يدعو إلى إلغاء المحاكم العسكرية , وكذلك بتهمة الانتماء للنهضة , وقد رحبت لجنة حماية الصحفيين بالإفراج عنه و لكنها صدمت عندما اكتشفت أنه و أسرته قد خضعا سريعا لحلقة من المضايقات من قبل الشرطة تذكر بالمضايقات التي فرضت عليه قبل اعتقاله في 1991. و أخبر الجبالي لجنة حماية الصحفيين أن شرطين في ملابس صريحة وضعا أمام منزله في مدينة سوسه , و هم يتبعونه أينما كان و يضايقون حتى أصدقائه و أقاربه , و علاوة على ذلك أتهم أحد قضاة التحقيق مؤخرا الجبالي و زوجته « بمحاولة رشوة موظف مدني » بينما كان الجبالي مازال حبيس قضبان السجن , ويفترض مثول الزوجان أمام القاضي غدا في تونس للرد على ما اسماه محامو حقوق الإنسان اتهامات عديمة الأساس.  ويبدو أن هناك دائرة تتسع من اضطهاد الصحفيين في تونس حسب ما استدل عليه من السجن التعسفي لعبو و مضايقة زوجته و كذلك مع جبالي و أسرته , و الاحتجاز لفترات قصيرة في 11 مايو و مرة أخرى في 3 يونيو للطفي حجي رئيس نقابة الصحفيين التونسية المستقلة التي منعت من عقد الجمعية العمومية , فيما يعد خرقا للقانون التونسي و القانون الدولي.  و في 3 يونيو أجبرت مجموعة كبيرة من أفراد الشرطة في ملابس صريحة حجي الذي يعمل أيضا مراسلا لقناة الجزيرة الفضائية على ركوب سيارة شرطة في ميدان برشلونه بتونس , حيث آخذوه إلى قسم شرطة في بيزرت الواقعة على بعد 37 ميل (60 كيلومتر) شمال تونس و احتجزوه هناك لما يقارب الأربعة ساعات , وقد وقع الحادث بعد حضور حجي مؤتمر إخباري في الفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية , حيث اتهمت الشرطة حجي « بنشر معلومات كاذبة من المحتمل أن تخل بالنظم العام » حسب ما قاله حجي للجنة حماية الصحفيين , وفي خبر على موقع الجزيرة قبل ذلك بيوم واحد ذكر حجي نص عبارة من مجموعة حقوق الإنسان المحلية حول ادعاء تعذيب سجين تونسي و ادعاء تدنيس القرآن من قبل مسئول بالسجن, و قد احتجز حجي في أوائل شهر مايو لعدة ساعات من قبل الشرطة التي اتهمته بعقد « اجتماع سري في منزله ». و هذه الأحداث المتعلقة بالمضايقات القانونية تناقض الالتزام المعلن للحكومة بالمعايير الدولية لحرية التعبير و الصحافة , وتحديدا , بعد استضافتها في نوفمبر 2005 للمرحلة الثانية من القمة العالمية لمجتمع المعلومات و هو عبارة عن مؤتمر دولي حول مستقبل الإنترنت , و توليها في أبريل مقعدا في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.  و في ضوء رسالة سعادتكم الموجهة للصحفيين التونسيين في يوم الصحافة العالمي و التي تفيد بأن حرية التعبير و حرية الصحافة هما « حقان أساسيان للفرد » , فإننا نناشد الحكومة التونسية بالبدء فورا في تطبيق المعايير التي ناصرتها علنا عن طريق الإفراج عن عبو و إسقاط التهم الموجهة إلى الجبالي و زوجته ووقف المضايقات التي يتعرض لها الصحفيون و الكتاب التونسيون و أسرهم. نشكر لكم اهتمامكم بهذه الموضوعات شديدة الأهمية , ونتطلع إلى ردكم. و تفضلوا بقبول فائق الاحترام آن كوبر المدير التنفيذي (المصدر: آيفكس – انباء من الشبكة الدولية لتبادل المعلومات حول حرية التعبير، بتاريخ 12 جوان 2006)
 

 

رسالة اللقـــاء رقم (8)

 

الإنسان والقرآن : تدنيس المقدسات

 

د.خالد الطراولي

ktraouli@yahoo.fr

 

لم تعد الليلة كالبارحة ولم يعد بالإمكان الاستفراد بالضحية تحت جنح الظلام، انتهى عهد الجور الملتحف برداء السواد، ذهبت إلى غير رجعة أحكام تصدرها محاكم خاصة، وتُلفق الأكاذيب حولها ويقاد الناس إلى حبال المشنقة دون رقيب، لم تعد أيادي الاستبداد والغطرسة أن تعتدي على المقدسات في الدهاليز وعلى مرمى من صراخ السجين وتحت سوط السجّان…

 

لقد كانت أول ضربات العصي التي تلقيناها، كما يروي هيثم مناع، تأتي من بوليس ينزل من سيارة كتب عليها: الشرطة في خدمة الشعب ! وقد شهدنا أحكاما إعدام تصدر عن مجالس الشعب!. كانت الصورة مليئة بالسواد والغمغمة، تحملها رؤية واحدة وتقدمها على طبق واحد… الجلاد على حق والضحية تستحق العقاب…

 

لم يرع الاستبداد إلاّ ولا ذمّة، لم يعرف حدودا لجبروته، لم يراع صغر سن أو بياض شعر، لم يميز بين رجل وامرأة، ولا بين كتاب مهما كانت قداسته، وبين جسد مهما علت كرامته… كل من وقف في طريقه ليس له بقاء وليس له وجود، فكرة أو موقفا أو ممارسة.

 

كم هي القصص التي تقارب الخيال والتي غادرت الدهاليز المظلمة حيث استفرد السجان بالضحية وظهرت على السطح بعد زمان، نتنة غارقة في السواد؟، كم هي النفوس المكلومة والوجوه الملطومة والأجساد التي بدون أرواح؟، كم رفسا وركلا ودوسا لكتاب قدسه أهله، وأرادوا صحبته حين تخلف الأصحاب… قصص الاعتداءات الصارخة ضد كرامة الإنسان وقداسة القرآن ليست صورة جديدة بالألوان، ليست حالة شاذة للطغيان، ولكنها تعبير عن إفلاس الاستبداد وهمجيته التي تجاوزا إطار المسموح والمقبول وتنغمس في أدران المحرمات… الجديد الذي لم يعد الطغيان تجاوزه أو إبطاله هو أنه لم يعد يستطيع إخفاء جرائمه، فعهد الكهوف ولى وحل عهد الأنوار الكاشفة.

 

نعم يجب الوقوف بكل شدة أمام هذا التعسف والتعدي الذي نال أعظم مقدساتنا وهو القرآن الكريم هذه المرة، وصورة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم في مرات سابقة، نعم أظهرت الأمة هذه المرة أنها لم تعد تستغفل، وأن صوتها لن يكتم إذا ما وقع الاعتداء على مرجعيتها وهويتها ومقدسها، نعم كنا ننتظر من الشعب التونسي تململا ولو بسيطا دفاعا عن مقدس مسلوب، ولكن يبدو أن عصا الجلاد طويلة والخوف نال المشاعر والوجدان، نعم لازلنا ننتظر ولن نيأس من أن لحظة الصفر لم يحن موعدها ولكنها تختمر على نار هادية.

 

نعم للقرآن نعم للإنسان

 

نعم للقرآن ولكن لن تنسينا عنجهية الاستبداد كرامة الإنسان… إن للإنسان حرمة قلّ أن روعيت في بلادنا، كم بيتا حطّم بابه ودخله الشر بدون استئذان؟.، كم أسرة فُجعت في فراشها في ساعات الفجر الأولى ونُزع من أمام أعينها أحبة لن تراهم طيلة سنين؟..، كم محكمة حكمت بدون قانون، بالشبهة والبهتان؟..، كم بريء سقط وراء القضبان ولم يلتفت لحاله حاكم أو شاهد عيان؟..، كم مقالا وشريطا وُضع وحُبكت أطرافه من وراء الأستار للتنكيل بالأفراد دون مراعاة حرمة البيوت والأشخاص؟..، كم شهادة زور حُرّرت بدون ماء الحياء ودون احترام القيم والمبادئ والأخلاق؟..، موت الضمير هو موت الإنسان!

 

نعم للقرآن وستظل قداسته متمكنة في وجدان الناس رغم غطرسة الاستبداد، وستظل هذه القداسة مرتبطة وحامية لكرامة الإنسان وغير متواطئة مع السجان… لقد نظر الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يوما إلى الكعبة وهي  في هيبتها ومكانتها بين الناس وعند الله، في كل لحظة تؤمها الوجوه من أصقاع الأرض ويطوف حول بناءها الألوف، ولا تتوقف الأمواج عن الطوفان… نظر إليها الرسول الكريم وهو يشير إليها في هيبتها ومقامها :  » لهدم الكعبة أهون عند الله من سفك دم مسلم ».

 

عندما يخرج المقدّس من حصار السياسة والأيدولوجيا.

 

لعل التاريخ القريب قد جمع المعارضة حول قدسية هذا الإنسان حيث مثلت الدعوات الجماعية والمتناسقة والمجمع عليها حول ضرورة العفو التشريعي وإخراج سجناء الرأي من ظلمات السجون، مثلت كل هذه الدعوات المحطة الأولى في الإجماع حول احترام المقدّس ممثلا في كرامة الإنسان التي لا مساومة فيها ولا نصب من أجل التمكين لها.

إن اجتماع المعارضة اليوم يمينا ويسارا بالتنديد والاستنكار لهذا الحدث الذي ضرب وجداننا يمثل لطمة للطغيان، حيث ظهر أن المقدس الذي تحمله الجماهير في يومها وليلها قد تجاوز أعتاب السياسة وخنادق الأيديولوجيا وأصبح الدفاع عنه مرتبة متقدمة في مسار الدفاع عن الحرية واحترام المقدسات، قرآنا كريما كانت أو كرامة مواطن إنسان.

www.liqaa.net


العفو الجبـائي بين الارادة السيـاسية و التطبيق الاداري .

  (الجـــــزء الاول )  

الاستاذ فيصـل الزمنى: ليس هنـاك من شك فى أن العفو الجبـائي الاخيـر قد سن لغـاية تمكين المواطن من اجتناب أعبـاء ثقل الاداءات و المغـارم المحمولة عليه لفـائدة الدولة و ذلك بتمكينه من اجتنـاب الخطـايا من جهـة و اجتنـاب الدفع صبرة واحدة من جهة أخرى  , و من أجل ذلك فقد جـاء العفو الذى أعلن عنه السيـد رئيس الجمهورية التونسية بمنـاسبة عيد الاستقلال باجراءين اثنين هـامين  و همـا :   1 ـ تخلى الدولـة عن خطـايا التأخير 2 ـ تمكين الخـاضع للجباية من رزنـامة لدفع مـا عليه تمتد لخمسة سنوات .   الاأن العفو قد اشترط لغـاية الانتفـاع بـه شرطـان أسـاسيـان يعود الاول الـى الادارة و هي التى توفره  بموجب مراجعة اجراءات التوظيف و تواريخ القيام بهـا حتى يتم تطبيق التواريخ الواردة بنص قـانون العفو الجبـائي عليهـا  و يتمثـــــل بالاسـاس  فـى توفر دين جبائي لفـائدة الدولة يتجاوز قيمة مـائة دينـار ( 000د100) بالنسبة للمدين الواحد  تم تثقيله بحسابات السادة قباض المـالية أو الدين الجبائي الذى تم فى شأنه تبليغ نتيجة مراجعة جبائية أو تبليغ قرار توظيف أو صدور حكم قبل تـاريخ 20 مـارس 2006   أمـا الثـانى فهو يعود الـى المواطن الذى عليه أن يقوم باجراءات  الاعتراف بالديـن  نهـائيا  و قبول الرزنـامة و دفع القسط الاول قبل موفى شهر جوان 2006  قصد التمتع باجراءات العفو .   ان النـاظر لهـذين الشرطيـن لا يمكنه الا أن يلاحظ أنهمـا يجعلان من العفو الذى جـاء نتيجة اعـلان واضح من أعلى هرم السلطة عـامـا و شـاملا  و قد جـاء فى يوم عيد استقلال البلاد و هو مـا يحمل رسـالة لكل التونسيين ليتمتعوا بنتـائج الاستقلال الذى يدخل نصف القرن الثـانى . ان العفو , و عندمـا ينزل من المبـادئ العليـا المعلنة بوضوح الـى التطبيق العملي الميدانى فهو يتأثر بالاشكـالات العملية التى تمثلهـا الادارة التى لا زالت فى نظرنـا لم ترتقى الـى السرعة و المرونة المطلوبة و التى تمكنهـا من مسـايرة نسق القرارات التى تصدر عن أعلى هرم السلطـة .   ان الادارة التونسية التى تـكـــونت عمليـا بالشكل العلمى التى هي عليه اليوم أثنــــاء الحقبة الاستعمـارية و فى سنوات الاستقلال الاولـى بقيت الـى حد السـاعة تجر وراءهـا الامراض الادارية التى تمييز الادارة الفرنكفونية اجمـالا و العلل التراكمـاتية التى نتجت عن مزج عقلية  » البيليــك  » و عقلية اخضـاع الادارة و المركز الاداري لتحقيق مصلحة الفرد أو المجموعة .   ان تطبيق العفو الجبـائي يعتبر مثـال حي لمـا أوردنـاه أعلاه و سوف نتعرض هنـا الـى البون الشـاسع الحـاصل بين الارادة السيـاسية الواضحـة للسيد رئيس الدولة فى تمتيع المواطنين بمزايـا العفو و مـا تقوم به الارادة من التفاف حول هـذه الارادة بشكل تلقـائي و طبيعى و هو ما قد يؤثر على جدوى العفو .      أ ـ الارادة السيـاسية الواضحــة لرئيس الدولــة :   ليس هنـاك من شك أن اعـلان العفو الجبـائي من قبل أعلى هرم السلطة التنفيذيـة انمـا هو فى الواقع يهدف الـى أمرين اثنين الاول يهم تحرير مداخيل الدولة و خلق دينـاميكيــــة على التحصيــــل الجبـائي و الثـانى يستهدف تخفيف الاعبـاء على المواطن حتى يقوم بواجبه الجبـائي فى أحسن الظروف و حتى لا يصير الثقل الجبـائي عـائقـا على تحقيق المشـاريع التنموية و معطل للنمو الطبيعى للاقتصـاد .                              ـ أثر العفو على مداخيل الدولــة :   ليس هنـاك من شك أن الاعـلآن عن العفو انمـا هو يؤكد أن هنـاك بعض التأخير المسجل فى خلاص المستحقات الجبـائية من الافراد و الشركـات و القول باجراءالعفو يمكن هؤلاء المتأخرين من دفع مـا تخلد بذمتهم كمـا لو أنه يدفع فى ميقاته الاصلي مع امكـانية تقسيطـه على خمسة سنوات بموجب رزنـامة تعد للغرض انمـا هو فى الواقع يهدف الـى تسهيل الخلاص و يفتح أمـام الخاضعين للجبـاية بـاب للخلاص تنتفع منه ميزانية الدولة اذ أنهـا تحرك مصدر تمويل لهـا جمد نتيجة تثقيله بالخطـايا .                             ـ أثر العفو على الاشخــاص :   لا يختلف اثنـان فى أن الوضع النـاجم عن العولمة و عن صعوبة تسويق المنتوج الوطنى الـى خـارج البلاد كاشتداد المنـافسة قد ألقى بثقله على المنتج و على مقدم الخدمـات التونسي الذى صـار يعـانى من فقدان السيولة و ارتفـاع كلفة الانتـاج بمـا صيره فى وضع صعب نجم عنه تدخل  يكـاد يكون منتظم للدولة بخصــــوص بعض القطـاعـــــات قصد الغـاء الفوائض البنكية بالنسبة لبعض القروض الفلاحية و السياحية مثلا .. كدعم بعض القطـاعـات باسترجـاع جزء من التمويلات الاستثمـارية .. الخ ..الخ .. الاأنه و برغم المجهودات المبذولـة فقد وجدت المؤسسات الاقتصـادية نفسهـا فى وضع صعب أثر حتى على وضعهـا أمـام الجبـاية .امـا اذا أضفنـا لذلك الخطـايا التى تتراكم مع جملة الاداءات الجبـائية فان الخلاص قد يبدو أمـام المؤسسة مستحيلا و قد يؤدى حتى الـى غلق المؤسسة أو عرضهـا على اجراءات التسوية و مـا يخلفه ذلك من أثـار اجتمـاعية على وضعبية العمـال و الموظفين .   لكل ذلك فان العفو الجبـائي يكون بمثـابة اليد التى تمتد لمساعدة المؤسسة لغـاية انقـاذهـا.و من أجل كل ذلك فانه بـات واضحـا أن الارادة السيـاسية قد توجهت الـى ميزانية الدولـة لتسهيل تمكينهـا من المداخيل التى هي فى حـاجة اليهـا و ذلك بدون ضغط على المواطن و اجتنـاب استخدام الاختصاصات الاجرائية التى تتوفر للدولة فى استخلاص المعـاليم الراجعة لهـا  كمـا توجهت الـى الخـاضعين للجبـاية من أجل تسهيل عملية دفع الضريبة و انهـاء مديونيتهم تجـاه الدولـة .   الا أن هـذه الاراد الواضحة و المعلنة قد تتعـارض ان لم نقل تتصـادم مع الموروث الاداري الرجعى ببلادنـا و التراكمـات المصلحية  التى تعـانى منهـا الادارة التونسية و التى هي نتيجة تراكمـات تـاريخية بدءا من المرحلة الاستعمـارية الـى مرحلة بنـاء الدولة التونسية الجديدة بعيد الاستقلال و هو مـا نتعرض له هنـا .   ب ـ الطبيعـة التراكميـة للادارة التونسيـة .   يمكننـا القـــول بأن الادارةالتونسيـة التى هي تنتمى الـى عـائلة الادارة الفرنكفونية مع بعض المحـاولات  » التنشيطيـة  » التى ترد عليهـا   و التى يتم استيرادهـا من تجـارب ادارية أخرى أو تستنبط على العين حسب الحـاجة و الطلب . و لذلك فان الامراض المتثمثلة فى  » ثقل   » الادارة بمفهوم البطئ فى الانجـاز و عدم تحسسهـا لمـا يدور حولهـا و التوجه البيروقراطى فيهـا هي أمراض فى الواقع موروثة عن النظـام الاداري الفرنكفونى . الا أن ادارتنـا قد تزيد فى حجم هـذه الاعـراض بحيث أنهـا تجعل منهـا أمراضـا مزمنة قد تؤثر على المردود الاداري و لربمـا تخنق المبـادرة السيـاسية ان لم نقل تقضى عليهـا فى بعض الحـالات و لذلك فان أي مبـادرة سيـاسية ببلادنـا تمر عبر الادارة ,لا بد لهـا من الاخذ بعين الاعتبـــار هـذه الاعـراض و أن تقرأ لهـا ألف حسـاب لكي تضمن نجـاح المبـادرة و عدم تأاكلهـا داخل  » الالــة  » أو الجهــاز الاداري .   كمـا أن نشوء الادارة فى بلادنـا بالمفهوم الحديث  قد جـاء غـالبـا  أثنـاء الحقبة الاستعمـارية ثم تم تطويرهـا أثنـاء فترة حكم الحزب الواحد و هو مـا  جعل من عقلية الحزب الواحد   » تتزوج  » العقلية الاداريـة بحيث أن العون الاداري يعتبر نفسه غـالبـا فـى  » شعبة دستوريـة  » فى الوقت الذى يكون فيه موظفـا بالادارة التـابعة للدولة التونسيـة و قد نمى هـذا المرض داخل الادارة التونسية الـى درجة أن الموظف الاداري لم يعد معهـا يحتتاج الـى توجيهـات لغـاية دمج الحزب الحـاكم فى الادارة بل أنه يعتبر أن الامر طبيعيـا و يتصرف بشكـــل لا يفرق بين واجبه الاداري و واجبه كعضو فى الشعبة الدستوريـة.و تكفى مراجعة قوانين و نصوص منح تراخيص الاستثمـار فى عدة قطـاعـات مثلا قيل سنة 1987 لنرى أن  »  الحزب الاشتراكى الدستوري   » يكون عضوا فى  لجـان منح عدة رخص استثمـارية و لا سيمـا فى القطـاع السياحى مثلا .   ان المرور من وضع الحزب الواحد الـى وضع الحزب المهيمن لم يغير من هذه العقلية الشيئ الكثيــر الا أنه فتح المجـال أمـام الصراعـات التى تنـادى لفصل الادارة عن الحزب الحـاكم و صـار النضـال من أجل ذلك لصيقـا بالنضـال السيـاسي اليومى و قد يذهب النضـال السيـاسيى الـى الاختلاف و التصـادم مع أعوان الادارة عندمـا يتصرفون بصفتهم أعوان اداريين و يعلنون أو يؤكدون تطبيق تعليمـات الحزب الحـاكم فى الادارة التى ينتمون اليهـا .   و لا نرى فائدة فى اعطـاء الامثلة التى هي تنطلق من شيخ التراب و العمدة الـى من هم أعلى رتب منهم …. و نتيجـة لذلك فقد صـارت عديد المبـادرات السيـاسية بالبلاد و بخـاصة تلك التى تصدر عن أعلى هرم السلطـة تتعرض فى التطبيق العملـى الـى هـذه الظواهر و غـالبـا مـا تتولى هـذه الظواهر التأثير فى تطبيق  هـذه الارادة السيـاسية و لربمـا حتى التضييق عليهـا و ربمـا يتم ذلك بشكل غير ارادى أي أن الادارة تتصرف بحكم الوضع الذى صـارت عليه نتيجة التراكمـات التى أوضحنـاهـا أعلاه . و هو وضع قد يلتف بالمشروع السيـاسي و قد يخفض لـه من سرعته أو يلونه بحسب اللون الذى تريده الادارة.   و نتوقف هنـا لنقول أن هـذه الادارة انمـا هي المكلف بتطبيق العفو الجبـائي الذى تعرضنـا اليه أعـلاه .فكيف تراهـا تطبقه ؟  و هل يمكنهـا بموروثهـا الذى تعرضنـا  اليه أعلاه أن تطبقه على النحو المطلوب بحيث أنه يحقق مـا جـاء من أجله ؟   ( البقيـة فى الجزء الللاحق)

صقر و « صقر » (*)

 (قصة قصيرة للأطفال فوق 18) (**)
كان يا ماكان في حاضر العصر والأزمان صقران رشيقان « ولدا » بدوحة خضراء عظيمة تحيط بها غابة جميلة. تعلم الصقران من أبويهما أن يكونا شريفين عفيفين وأن يحصلا على رزقهما بعفة وشهامة، وأن لا يأكلا الميتة، ولا يخطفا ما ليس لهما، ولا يذهبا للصيد إلا وبطونهما خاوية، وأن لا يصطادا صيدا إلا لحاجة. ولكن الدوحة التي بها يسكنان والغابة التي إليها ينتميان تسيطر عليها جماعة من الغربان يقودهم أحمقهم، يأتمرون بأمره وينتهون بنهيه، يعادون من عادى ويوالون من والى دون تفكر أو نظر. تضاربت مصالح الغربان مع مبادئ الصقرين الذين بدآ يجدان قبولا لدى أمة الطير التي تسكن الغابة، إلى درجة أن ملك الغربان ما عاد يأمن أحدا ممن حوله! خشية أن يتحول عن نهجه الخسيس في البحث عن المواطن القذرة، والصيد بالغدر والخسة  والفتك لغاية الفتك وأكل الجيفة ولا غرابة لأنه:
إذا كان الغراب دليل قوم ***يمر بهم على جيف الكلاب
أعلن ملك الغربان الحرب على الصقرين ومبادئهما! و جند خلفه « قطيعه » من الغربان وأعلن في بقية الطير: أن الدوحة تضيق عن وجود الصقرين فيها لأنهما يحملان « فيروس » يمكن أن يسبب هلاك جميع الطير! وأن على الجميع المشاركة في الحرب « المقدسة »، وأنها معركة لامجال فيها للحياد فإما أن تكونوا معي  ضد « إرهاب » الصقرين أو أن  تكونوا ضدي عندها أفتك بكم جميعا ولا عذر لكم! تظاهر ملك الغربان بمظهر المدافع عن حمى الدوحة والغابة! من خطر الصقرين الذين لا يريدان خيرا بالغابة ومن فيها! وأعلن أن من دخل المعركة من بقية الطير إلى جانبه سينعم بالأمن والأمان بعد القضاء على الخطر الذي يتهدد الجميع! وانطلت الحيلة! وصاح ملك الغربان في الصقرين: لنخرجنكما من دوحتنا أو لتدخلان في ملتنا! …… قبض علي أحد الصقرين ووضع في حفرة بأسفل جذع الدوحة مكبلا وسيم ألوان العذاب حتى يتخلى عن مبادئه ويلعن الصقور ومن والاها وسار على نهجها! وأن يعترف لملك الغربان بملكية الدوحة والغابة دون شريك! وأن يلعن ماضيه ومبادئه ويعترف بأنه سبب كل الكوارث التي حلت بالدوحة! لكن الصقر المسكين صبر على أذى الغربان ونتونتها وانتظر الخلاص أو ساعة « الفرج » دون أن يتنازل! عذبوه، نقروه نقرا شديدا، فقؤوا عينه، كسروا منقاره، نتفوا ريشه، نزعوا مخالبه، شوهوه ولكنه ثبت وظل يصر في عزة وإباء: من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الصقر الذي عرفتم، لي حق الحياة كريما عزيزا في دوحتي ودوحة آبائي وأجدادي ومبادئي هي الأصل. إنني إن عشت أعيش عزيزا، لاقيد لا إرهاب لا استخفاف بالطير وإن سقطت سقطت عزيزا شريفا يغلي دم الأحرار في شرياني! وأخي سيحمل المشعل من بعدي ويجمع عليكم أمة الطير فتعصف بكم وتجتث لؤمكم وتطهر الدوحة من دنسكم. وأما أخوه فقد وفقه الله للنجاة بجلده خارج الدوحة والغابة. ظل طويلا على المبدأ الذي تربى عليه وأخوه، مبدأ أن الدوحة لجميع أبنائها وأن الغربان وملكهم ظلمة مستبدون يعيشون على النهب والسرقة وأكل الجيف. نادى الصقر المشرد طويلا بأن يقلع الغربان عن غيهم  ويقنعوا بحظهم من الدوحة مثل غيرهم أو يرحلوا إلى غير رجعة! ولكن لا جدوى مرّ الزمن والحال دائما في ترد ومن سيء إلى أسوأ وعم مكر الغربان ولؤمهم حتى نال الجميع حظهم! حتى الذين ساندوه في حربه على الصقرين لم يسلموا من أذاه وأدركوا حينها أنهم أوذوا يوم قبلوا بإيذاء غيرهم، وما الذي يمنع خسيسا من البطش وقد خلا له الجو؟! طال الأمد على الصقر المهاجر فلان قلبه وهاجت أشواقه إلى دوحته ومرتع صباه وإلى شقيقه المكبل في الأغلال فتحول إلى « صقر » دون مخالب يلعن الماضي ومن تسبب فيه. استعطف ملك الغربان وتوسل إليه ومدحه بما ليس فيه، وثمن خطواته في تحويل الغابة إلى أرض محروقة، شكره على ما لحقه وأخاه من أذى وعلى البلاء الذي عم الجميع، جلد نفسه حتى العظم وتبرأ من مبادئه و سيرته الخاطئة وميراث آبائه وأجداده. توسل إلى ملك الغربان أن يطلق أخاه الذي أخطأ وغُرر به ونال ما يستحق! ودعاه أن يعفو ويصفح ويتكرم بإطلاق ما تبقى من « حطام » أخيه! صرخ الصقر السجين: لا يا أخي ما هذا الذي طلبت منك وما هكذا تكون مناصرتى! لو كان ذلك هو المطلوب لفعلته بنفسي  وكنت أولى به منك فأنا في حال يسعني فيها ما لا يسعك! وما تفعله أنت الآن عرض علي منذ أول وقوعي بين أيديهم! اليوم عرفت أن الصقور معادن وإن كانوا من بطن واحدة! ومن اغتر بالعدو الذي لا يزال عدوا أصابه ما أصاب البوم من الغربان كما قال بيدبا الفيلسوف وصدق الشاعر(***) حين قال:
لا يؤخذ الحق الجميل توســـــلا***بل يسترد بقوة الطــلاب فالغاصب الغلاب ليس بقانـــــع***حتى يقلع آخر الأنيـــاب سيظل يضرب حتى لا يبقي لنا ***غير يد مشلولة وخراب
صرخ المسكين نادى بأعلى صوته: يا أخي، … يا أخي،….. إنما النصر صبر ساعة، الدوحة باقية وأنا وأنت والغربان إلى زوال والتاريخ يكتب وإن فقد العدل هنا فالحق هناك باق، ولكن قطعت حبال صوته وما بلغ نداؤه  صابــــر التونسي ــــــــــــــــــ (*) لاعلاقة لصقر القصة « بالصقور والحمائم » (**) لم يوردها ابن المقفع وإن كانت على شرطه (***) بحري العرفاوي  

أبناء النهضة في لندن يُحيون الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس الحركة

عقد أبناء النهضة المهاجرين في لندن يوم الاحد11/06 تجمعا عاما في المركز الاسلامي بغرب لندن احياء للذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس حركة النهضة – حركة الاتجاه الاسلامي سابقا- وبعد الكلمة الافتتاحية تعرض رئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي لمسيرة الحركة منذ لحظة التأسيس، مذكرا بالإطار التاريخي والظرف الاجتماعي والسياسي الذي ظهرت فيه الحركة الاسلامية بتونس، داعيا الشباب الى استيعاب تلك المرحلة حتى يتسنى لهم الوقوف على حقيقة تلك اللحظة التاريخة الهامة من تاريخ تونس والحركة الاسلامية. ثم تليت كلمة رئيس مجلس الشورى وليد البناني التي ذكر فيها بالخط العام للحركة باعتبارها حركة معارضة لا يمكن ان تهادن الاستبداد والظلم مهما كانت الظروف والمحن التي تمر بها. ثم تليت رسالة الدكتور منصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الى حركة النهضة بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيسها، والتي بين فيها أن اللحظة الراهنة لا تحتمل المراهنة على نظام تنكب عن نهج المصالحة، وليس للمعارضة الجادة حسب قوله الا رفع مطلب رحيل النظام. ثم تحدث بعد ذلك ضيف التجمع الرئيس الأسبق للرابطة الاسلامية ببريطانيا محمد صوالحة عن الحركة الاسلامية في تونس، والتي كانت حسب قوله سباقة للدعوة الى تبني الديمقراطية و الدفاع عن حقوق الانسان ومن ضمنها حقوق المرأة، منذ بداية الثمانينات حيث لا زالت وقتها هذه المفاهيم غريبة عن ادبيات الحركة الاسلامية، واليوم تعم بحمد الله هذه المفاهيم التيار الوسطي الذي يشكل التيار الرئيسي لهذه الحركة. ثم تحدث الدكتور حافظ الكرمي مدير مركز مايفير الإسلامي عن المحن التي تتعرض الحركات التغييرية وأنها  كما يقول سنن الأنبياء من قبل، وكان الختام مع مداخلة عبر الهاتف للأخ المناضل القيادي في الحركة والصحفي عبدالله الزواري الذي شدد على الثبات على المبادئ التي تأسست عليها حركة النهضة، محذرا من خطاب المهادنة للظلم والاستبداد. وفي نهاية التجمع أنشد الحاضرون نشيد  » في حماك ربنا  » وارتفعت زغاريد الاخوات معلنة نهاية التجمع.  وفيما يلي نص الكلمة الافتتاحية للتجمع العام في لندن       بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين الاخوة والاخوات السلام عليكم ورحمة الله  تمر بنا هذه الايام الذكرى الخامسة والعشرين لتأسيس حركتنا المباركة حركة النهضة – حركة الاتجاه الاسلامي سابقا- وبين يدي هذه الذكرى نترحم على ارواح الشهداء عثمان بن محمود والطيب الخماسي وسحنون الجوهري ولزهر نعمان والشيخ مبروك الزرن وكل الذين اصطفاهم الله من بيننا فقضو نحبهم في سبيل الله والحق والعدل والحرية سائلين المولى تعالى ان يتغمدهم برحمته وان يتقبلهم من الشهداء ويلحقنا بهم غير مبدلين ولا مغيرين كما نتوجه بالتحية والسلام للاسود وراء القضبان في السجون المنتشرة على امتداد جغرافية الوطن ولاكثر من عقد ونصف من الزمان الى الشيخ المبصر بنور البصيرة الحبيب اللوز والصادق شورو والعجمي لوريمي وعبدالكريم الهاروني وكل السجناء الذين يجددون فينا العزم بثباتهم وصبرهم .  التحية والسلام في هذا اليوم للاحبة في السجن الكبير الى المنصف بن سالم وعبدالله الزواري وعلي لعريض وحمادي الجبالي وصالح بن عبدالله  وكل الذين يموتون في اليوم الف مرة قهرا وكمدا يرون تطاول الأراذل وتعالي الأسافل ويحاربون في لقمة العيش وينتزع حجاب المؤمنات تحت أنظارهم فيتجرعون  » قهر الرجال » .  التحية والسلام للاستاذ علي بن سالم يبيع ابناءه التحية والسلام للمحجبة تمنع من اجراء الامتحان التحية والسلام للام تمنع من دخول المستشفى لتضع حملها التحية والسلام للزوجة تفترش الرصيف امام ابواب السجون انتظارا لموعد الزيارة التحية والسلام للام تخفي  دموعها عن ابنائها التحية والسلام  للوالدين ينتظران فلذة كبدهما تخرج من السجن او تعود من المنفى قبل الرحيل وفي الختام التحية والسلام لكم أيها المهاجرون ولا انصار لكم التحية والسلام لكم في صيفكم السادس عشر في افريقيا التحية والسلام لكم تتحملون عبئ الأمانة في غربتكم التحية والسلام لكم جنود الإعلام في كل المواقع التحية والسلام لكم جنود الجمعيات الحقوقية ولجان المساندة التحية والسلام لكم جنود العلم  تؤسسون المدارس وتواصلون نشر الرسالة التحية والسلام لكم جنود الاغاثة تمدون اياديكم الطاهرة فترد، وتقرعون الأبواب فلا تفتح لكم، وتقدمون ماء وجهكم  لأجل عيون الأسر المحاصرة، وقد تقدمت رعايتها عن اسركم. التحية والسلام لكم منشدي الأفراح الحزينة، تتعالون عن آلامكم لتغنوا للنضال والوطن التحية والسلام لكل من شاركنا لحظة صدق مع الله، ونضال من أجل الدين و الوطن، ثم اتخذ له موقعا بعيدا، مُـؤثـرا السلامة أو مخالفا في الرأي، ما لم يعادينا أو يصطف في صفوف الخصوم. وفي الختام التحية والسلام في ذكرى التأسيس لأهل التأسيس رئيس الحركة الشيخ راشد الغنوشي والشيخ عبدالفتاح مورو وكل الهيئة التأسيسية.  ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالايمان) صدق الله العظيم والسلام عليكم ورحمة الله (المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 11 جوان 2006 على الساعة 10 و 6 دقائق مساء بتوقيت لندن) 


العمالة الهامشية :

حاجة ومـرض وكبر..وعقـوق أبناء

محمد الحمروني قلما تجتمع المصائب على فرد مثلما اجتمعت على ضيفنا في هذه الحلقة الأولى من سلسلة تحقيقات عن العمالة الهامشية. وضيفنا في هذه المرة احد مواليد تونس العاصمة أو « ولْدْ الرّبَطْ » كما يحلو له أن يقول. عمّ حسن شيخ جاوز السبعين وعندما تسأله متى ولد؟ يجيبك انه ولد عام « الروز ». وعام « الروز » هذا يوافق سنة 1945 تقريبا وهي سنة اشتدّت فيه المجاعة على بلادنا واضطرت حينها الحكومات والمنظمات الدولية إلى إرسال معونات غذائية عاجلة لأجدادنا تمثلت أساسا في « الروز » مثلما يحصل الآن ببعض البلدان الإفريقية . ولان أكثر سكان تونس لم يعرفوا هذه المادة الغذائية من قبل ولأنهم ظلوا يستهلكونها لفترة طويلة لأنها كانت المادة الوحيدة المتوفرة في ذلك الوقت سمي العام بعام الروز رغم أن الفترة التي نتحدث عنها تجاوزت العام. المرض ولأني اعلم عن كبار السن حبّهم الحديث عن أمجاد الماضي مثلما يحب الشباب الحديث عن أحلام المستقبل، تركت ضيفي الكريم يستطرد في حديث « الروز » والحرب العالمية و » الجَّدرْميّة  » و » للْمان » وكيف تمّ أخذه « بْرِيزُونِي » عند الفرنسيين. وكنت أبدي اهتماما كبيرا بما يقول ولكني بداخلي كنت انتظر أن يفسح لي المجال لأساله عن حاله الآن وعن الوضعية التي يعيشها. ولكنه كان كلما انتهي من نوبة سعال – وهي الأمر الوحيد الذي كان يقطع عنه الكلام – يعود بأسرع مما أتصور للحديث عن الماضي وعن صالح بن يوسف وبورقيبة وبشير زرق لعيون وسيدي المنصف باي … قاربت النصف ساعة الأولى منذ ابتداء جلستنا على الانتهاء ولم تَبْدُ على ضيفنا أي رغبة في الإنصات ولم تظهر عليه علامات الإعياء من كثرة الكلام رغم تقدمه في السن وحالات السعال المتكررة التي كانت تنتابه. ولمّا لم يعد لي من حلّ إلا أن اقطع عليه كلامه سألته: و الآن كيف حالك ؟  فأجاب بصوت متقطع ضعيف:  » الحمد لله.. دائما نقول الحمد لله على كل حال .. أنا كما ترى مصاب بضيق في التنفس وليس لي من معين ولا من يأخذ بيدي، فأنا أعيش وحيدا بعد أن ماتت زوجتي وتفرّق عنّي الأبناء حتى أنّي لا أجد من يمدّني بشربة ماء عندما تنتابني حالات السعال الشديد. ونظرا لتدهور حالتي الصحية بشكل كبير نهاية الشهر الماضي، قام بعض الجيران – بارك الله فيهم – بحملي إلى المستشفى. ولما عرضوني على الطبيب وصف لي قائمة طويلة من الأدوية وأمرني بالمكوث في المستشفى لكني رفضت ». مقاطعا: ولكن لماذا رفضت ؟ أجاب:  » صدقني لو ذهبت للعلاج في المستشفى ولم اذهب إلى العمل في المكان الذي وجدتني فيه فسينتصب مكاني  » ألف واحد » وكما رويت لك فقد كافحت طويلا حتى حجزت لنفسي ذاك المكان. فمواقع الانتصاب قليلة ومن ترك مكانه ولو ليوم فقط فستجد أكثر من واحد يتصارعون عليه. الحاجة تعرفت على ضيفنا عمي حسن في محطة الحافلات المعروفة بالـ »باساج » أين كنت استقل الحافلة يوميا في طريقي عودتي إلى المنزل. كنت تراه جالسا أمام ممر الحافلات رقم 20 واضعا حوله « عدته » يبيع المارة والمسافرين الحلوى و »الكاكي » والسجائر، كما يبيع الشاي أيضا، فتراه يوزع الكؤوس على روّاد السفرات الأخيرة. ذلك أن عمّي حسن لا يعمل بالنهار، بل يأخذ مكانه كل يوم ابتداء من الساعة العاشرة ليلا إلى الواحدة صباحا. وعندما سألته لماذا يعمل بالليل؟ قال  » لا استطيع أن آخذ مكاني في المحطة إلا عندما يغادر بائع آخر ينتصب في نفس المكان بالنهار، يعني أننا نتداول على المكان أنا وذلك الشخص أنا بالليل وهو بالنهار. وأنا على هذه الحال منذ ثمانية سنوات ». قبل إجراء الحديث مع عمي حسن ظللت فترة أراقبه وهو منهمك في معالجة « برّاد الشاي  » أو بيع السجائر، حتى رأيت منه ذات مرة مشهدا هالني. فبينما كنت كعادتي انتظر الحافلة في إحدى ليالي الشتاء الماضي رأيته يضع بعض حبات الفلفل الأخضر والطماطم فوق الكانون الذي أمامه ولما بدأ الفلفل بالنضوج نزع عنه قشرته وقام بأكلها وأرفقها ببعض الخبز الذي كان معه وفعل نفس الشيء مع قشور الطماطم. اقتربت من الرجل وأنا لا أكاد اصدق ما أرى وتساءلت في نفسي أبلغت الحاجة والجوع بهذا الشيخ حدا جعلاه لا يفرط حتى في القشور؟ طلبت منه كأس شاي وبعد أن دفعت له الثمن سألته  » لماذا أكلت القشور ». نظر اليّ الشيخ ولم يرد والتفت إلى ما كان بين يديه وكأنه لم يسمعني. حينها قررت أن اقترح عليه إجراء لقاء صحفي معه ليحكي لي قصته التي اروي لكم . الوكالة ومن جملة ما رواه لي انه يعيش عن الكفاف ولا يملك دفترا للعلاج ولا جراية للتقاعد. كما علمت انه يسكن بإحدى « الوكالات  » بتونس العاصمة. و » الوكالة  » عبارة عن مبني به مجموعة من الغرف تفتح كلها على فسحة تسمى « وسط الدار » ويسكن في كل غرفة منها عدد من الأشخاص يتراوح بين الاثنين وقد يصل إلى ما فوق الخمسة حسب اتساعها. وأما عن حالة تلك الغرف فحدث ولا حرج فهي خربة ومتداعية إلى السقوط ولا تتوفّر فيها الشروط الصحية الدنيا فمراحيضها وسخة وروائحها نتنة ومجاري المياه فيها « فائضة » والحشرات من كل نوع من القمّل إلى « البڤّ » و »البوفرّاش ».. حشرات وأوساخ وبيئة عفنة « مبنى ومعنى ». أما عن « الأشكال » التي تأوي إليها فتلك قصة أخرى. فمن البغايا إلى المخمورين إلى المشردين .. وكثيرا ما تندلع بينهم المعارك التي يسمونها معارك منتصف الليل. فهذا عاد مخمورا واقتحم على جارته بيتها أو حاول الاعتداء على احدهم لمجرد انه طلب منه عدم رفع صوته، وذاك قرر أن  » يعمل فيلم  » ويظهر بطولته خاصة بعد أن لاحظ وجود غرباء في المكان وعلم أن بينهم صحفي، فصرخ وزعق وسبّ وشتم وتوعّد بأبشع الصنائع، ولا يدري احد من كان يتوعد ذاك الرجل أو من كان يتهدد. المهم انه حرص على أن يحيّيني قبل أن أغادر وظل يترقب مروري أمام غرفته التي كانت قريبة من مدخل الوكالة حتى إذا اقتربت منها خرج إلي وسلم قائلا « سامحْنى ولْدْ أمّّي اللهْ يهْدي أولادْ لحْرامْ ما خلاوْ حتّى حدْ رايضْ ».. كان فمه ينطق بهذا الكلام ولكن الرسالة الحقيقية التي أراد إيصالها هي « أنا بطل الفيلم القصير الذي كنت تشاهده قبل قليل ». العقوق مأساة عمّي حسن لا تقف عند حد فقره وحاجته وسكناه في تلك الأماكن واضطراره لمعاشرة هذا النوع من البشر، بل تتجاوز ذلك إلى حالة من الشعور بالمرارة والحزن الشديدين وخيبة أمل كبيرة في أبنائه. فهذا الرجل أفنى عمره في تربيتهم وتعليمهم ولكنهم وبعد أن تحصلوا على أعلى الشهادات، وتزوّج كل واحد منهم واستقل بحياته أصبحوا يستعرّون منه حتى بلغ بهم الأمر إلى وضعه في مأوى للعجزة. ولان ضيفنا تعود أن يأكل من عرق جبينه ولم يتعود أن يظل عالة على احد، ولأنه أيضا يفضل أن يكون حرا ولا يستطيع أن يعيش بين أربعة جدران فقد رفض الإقامة « الجبرية » في مأوى العجزة ورحل عنه، ومنذ ذلك الحين لم يتصل به أي واحد من أبنائه ليسأل عنه أو يطمئن عليه..كان ذلك منذ ثمانية سنوات ونصف السنة تقريبا. لم يستطع عمي حسن أن يمسك دموعه وهو يتحدث عن هذه القسوة وهذا العقوق من أبنائه وهو الذي اشتغل كعامل بناء في أغلب حضائر العاصمة من اجل تربيتهم وتعليمهم وكان يحرم نفسه اللقمة من اجل إطعامهم يوم كانوا كالفراخ، لا ريش يحميها من البرد ولا قدرة لها على الطيران. ووصلت الوقاحة بإحدى بناته التي تزوجت رجلا ثريا و »ابن عائلة  » أن تجاهلته ومرت كأن لم تره خشية أن ينزعج زوجها عندما التقاها صدفة بأحد محاور العاصمة. وقال عمّي حسن تعليقا على هذا الحادث  » آنا إلّي قرّيتْ وعَلّمْتْ وحْفِيتْ ملْ الخدمة على خاطرهم ولّيتْ عار عليهم ». ويروي ضيفنا تفاصيل كثيرة عن رحلة كفاحه من اجل توفير لقمة العيش لأبنائه، من عمله في بناء نزل أفريقيا بتونس العاصمة، إلى تشييد الملعب الأولمبي بالمنزه- وكانتا اكبر حضائر البناء التي شهدتها تونس العاصمة أواسط القرن الماضي – ويذكر الذي قضوا في تلك الحضائر والمخاطر والإصابات التي تعرض لها حتى أن رجله كسرت وكاد يفقد عينه اليمنى عندما انقلبت به عربة لنقل الحديد، ليكون جزاءه في الأخير « رميه » في مأوى العجزة. الساعة الآن التاسعة والنصف مساء وقد اقترب موعد « انتصاب » عمي حسن في مكانه في محطة « الباساج » وأصبح كل شيء جاهزا للذهاب في رحلة جديدة من اجل لقمة العيش. رحلة يقطع فيها عمي حسن المسافة الفاصلة بين مسكنه في قلب المدينة العتيقة إلى محطة « الباساج » وهو يحمل عدّته الثقيلة على ظهره الذي انحنى حتى كاد أن يلامس الأرض. وصلنا إلى المكان الذي كنا نقصد فوضع عمي حسن عن ظهره عدته واخذ موقعه وودّعته على هدير محرك الحافلة التي أقبلت وعلى صوت احدهم وهو يقول  » مُوشْ قُتْلِكْ مَمْنُوعْ باشْ تُنْصِبْ هُونِي ». (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 363 بتاريخ 9 جوان 2006)  

إلى متى يتواصل حصار الرابطة ؟

النفطي حولة في الوقت الذي تتباهى فيه وسائل الإعلام مهللة ومكبرة بدخول تونس في لجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة ولا يزال الحبر لم يجف بعد فهاهي المنظمة المعنية أكثر من غيرها بالدفاع عن حقوق الإنسان ونقصد بها الرابطة كمنظمة وطنية مستقلة والتي تعد مفخرة لكل التونسيين والتونسيات تعيش عشية انعقاد مؤتمرها السادس حالة من الحصار الأمني المكثف لم تشهده من قبل حتى في أحلك الظروف وأشدها. فالرابطيون المؤمنون بالدفاع حقا عن حقوق الإنسان والحريات الفردية والعامة لم يعيشوا في حياتهم حالة من الحصار المطبق كالتي عاشوها يوم السبت 27 ماي 2006 حيث حوصر المؤتمرون في جهاتهم ولم يستطيعوا شق طريقهم إلى العاصمة من كثرة الحواجز الأمنية حيث يطالبون بهوياتهم ويؤمرون بالرجوع من حيث اتوا. ومن استطاع منهم الوصول إلى العاصمة وجد البوليس في انتظاره في محطات النقل وأجبر على الرجوع مصحوبا بعون أمن. وأما عن المقر المركزي بالعاصمة فحدث ولا حر ج فالحضور الأمني الرهيب بإعداد غفير ة ومتنوعة في كل مداخل الانهج المؤدية له فاقت كل التقديرات والملاصقة الأمنية الدقيقة لكل مؤتمر أو مناصر للرابطة كانت مصحوبة بالإهانات وفي أحسن الحالات يطلبون مغادرة الحاضرين وإذا حاول أحد الرابطين إبداء رأي في حقه المدني والسلمي فيعرض نفسه للشتم والركل والضرب. إن حالة القمع التي وصلت إليها البلاد لن تزيد الوضع إلا تعفنا وانسدادا وان الحلّ الأمني يبقى دائما عاجزا عن حلّ القضايا العالقة بالحقوق والحريات المدنية مهما بلغت درجة الإرهاب والقمع وإن هذا الوضع لن يثني مناضلي الرابطة ومناصريها عن تمسكهم بالهيأة الشرعية والدفاع عن الرابطة كمكسب وطني مستقل مناضلا في سبيل كل الحقوق لكل الناس يفاخر به كل التونسيين نساء و رجال. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 363 بتاريخ 9 جوان 2006)  

جرجيس : أملاك البلدية تحت تصرّف الحزب الحاكم

علي العكّاري يعرف الجميع وخاصة مناضلو المجتمع المدني  » الحقيقي  » وكافة المواطنين المعاناة التي تعيشها أحزاب المعارضة ووجع الرأس في سبيل الحصول على مقرات تأوي أنشطتها، والهرسلة والملاحقة اللصيقة لمن يتجاسر ويكتري مقرّا لهذه الأحزاب . أمّا إذا « جرّب » حزب معارض حظّه وتقدّم بطلب للحصول على قاعة عمومية لعقد اجتماع أو تنظيم تظاهرة ما فالجواب يكون دائما بالرفض وحتى المحلات الخاصة (نزل مثلا) فعادة ما  » يُنصح  » أصحابها بالرفض أيضا. وآخر « تقليعة  » في هذا المجال فهي ضرب حصار على مقرّات هذه الأحزاب ومنع مناضليها من الوصول إليها . أمّا الوجه الآخر لهذا المشهد التعيس فهو… عسل… زيت على ماء، ينعم فيه الحزب الحاكم، حزب الحاكم، حزب الأحزاب الذي لا حزب سواه، ينعم بخيرات البلاد ويتصرّف في ممتلكات دافعي الضرائب وكأنّها ملكه. فهو يتصرّف في عقارات ورثها عن الحزب الاشتراكي الدستوري. والكلّ يتذكّر والتاريخ لن ينسى كيف امتلك الحزب السلف هاته العقارات ( وهي عادة ما تكون مغلقة طوال السنة ، باستثناء أيّام الحملات الانتخابية). وهو « يكتري » مقرّات من البلدية ولا يدفع الكراء. وكيف له أن يدفع الكراء ؟ أليس بين السلطة وحزبها عقد ضمني ساري المفعول منذ أكثر من خمسة عقود ينصّ أحد بنوده على  » الملكية المشتركة  » ؟ وهو، وبإشارة فقط، تُفتح له القاعات والمحلاّت والبلديات والمعتمديّات والمدارس والنزل والمنازل ودور الثقافة ودور الشباب، بل تُغلق من أجله أنهج وتُشقّ طرق، يفعل فيها ما يريد، لا حسيب على تصرّف ولا رقيب على كلام. ( ادفع الضرائب يا معارض و شوف بعينك و…) أمّا في جرجيس فقد رأت البلديّة أنّ هذه « الخيرات » غير كافية ولا بد من تمكين  » وجه البلاد ( يعني الحزب الحاكم ) من مقرّ يليق به  » ( هكذا ) وقرّر المجلس البلدي الموقّر التفويت في أملاك المجموعة المحليّة وإسناد مقر محطة النقل سابقا إلى « وجه البلاد ليبتني مقرّا يليق به ». ووقع هدم البناية القديمة في عشيّة والبداية في الأشغال الجديدة ..في نفس العشيّة ( واللي ما عجبوش…) أمّا الحديث أنّه لم يقع تفويت بل مناقلة فهذه تعلاّت لا تصمد لحظة واحدة أمام سلطة القانون .فلو كانت السلطات الثلاثة منفصلة فعلا ولو كان القضاء مستقلا لصان أملاك المجوعة ولما سمح بوقوع ما وقع. لكن والحال هي الحال والأحوال كما تعرفون فلا حول ولا قوّة إلا بالله. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 363 بتاريخ 9 جوان 2006)  

في الذكرى 48 لمعركة رمادة: أبناؤها محرومون من خيراتها

لطفي الشهباني  » كانت أشعّة شمس الجنوب الحارقة تكوي أرض رمادة الصّهباء في يوم اغبر من شهر ماي عندما عزمت مجموعة من المقاتلين، كانت تشكل الجيش التونسي في بداية التكوين، الزحف باتجاه ثكنة رمادة، ثاني أكبر قاعدة عسكرية فرنسية في تونس. في هذا السكون الرهيب الذي لا يقطعه إلا حفيف سعف النخيل أو وقع خطى المقاتلين، انطلق صوت السلاح يشق سكون القرية الهادئة، علا صوت السلاح وعلا الصراخ، كانت القوى متفاوتة، استخدمت القوى الفرنسية أسلحة ثقيلة من دبابات و طائرات لمواجهة مجموعة من الفدائيين سلاحهم بعض الرشاشات الخفيفة وحبهم لهذا الوطن.  » لا تسقط أتسمع؟ قلت لك لا تسقط. » بهذه الكلمات ودّع محمود رفيقه عمّار وهذه الأرض قبل أن يخرّ شهيدا وترتوي هذه الأرض من دمه الطّاهر. استمرت المعركة الدامية ساعات، سقط فيها عديد الشهداء منهم القائد مصباح الجربوع ». صور من المعركة كما رواها أحد المناضلين المشاركين فيها. كان هذا قبل 48 عاما:25 ماي 1958 وخرج الجيش الفرنسي من رمادة وهي المعركة قبل الأخيرة من معارك الجلاء. تُعتبر رمادة أكبر معتمدية في البلاد التونسية إذ تمسح أكثر من ثمن البلاد، تقع في أقصى الجنوب التونسي على بعد 85 كم جنوب مدينة تطاوين، أغلب مساحتها صحراء، مناخها جاف أو شبه جاف، ينحدر أغلب سكّانها من أصول عربية. يتمركز اغلب سكانها في مدينة رمادة أما البقية فيقطنون قرى مجاورة « نكريف »، « كمبوت »، « بئر عمير »، « برج برقيبة »، »المُرّة »، « أُم زقار » و « مغني ». اقتصاديا، تُعتبر رمادة من أهم المعتمديات في البلاد فهي تحتوي على حقول البرمة للبترول علاوة على القطيع الكبير من الماشية من غنم و ماعز وإبل هذا بالإضافة إلى بعض المشاريع الفلاحية والتي تميزت بمردودية كبيرة. ولكن اللافت للانتباه و المثير للاستغراب هو النسبة الكبيرة من الشباب العاطل عن العمل و المستوى المعيشي المتدني اللذان يميزان أهالي المنطقة والذي لا يمكن أن تجد له تفسيرا حين تعلم الخيرات التي تجود بها المنطقة على المجموعة الوطنية. كما تعاني المنطقة من قلّة المرافق فلا مُنتزهات ولا مسرح ولا سينما لذلك يعيش أغلب شباب المنطقة حالة من الإحباط الشّديد. وحين تسأل شابا عن سبب عطالته والحال أن في المنطقة عدد كبير من الشركات البترولية، يجيبك أن أغلب العاملين في هذه الشركات لا ينتمون لهذه المنطقة، وأنهم متخصصون في هذا العمل، فهذه الشركات لا تقبل إلا أصحاب الاختصاص. و السؤال هنا: » لماذا لم تُفكر السلط التي تحتفل كثيرا في إنشاء مركز لتكوين الشباب في هذا المجال و في المجال الفلاحي؟ » إن تحقيق التنمية المستديمة يقتضي ضرورة تجاوز عقبة النمو اللامتوازن بين المناطق وتقليص الفوارق بينها. وتحقيق نمو متوازن واقتصاد مندمج من أهم شروط التنمية يتطلب إيلاء الأهمية لكل المناطق على حد السواء، لا أن تنمو منطقة و تُهمّش أخرى. و إذا كان تهميش هذه المنطقة مفهوما زمن الاستعمار على اعتبارها مجالا عسكريا فإنه ليس مقبولا بالمرة أن تعامل المنطقة بنفس العقلية بعد خمسين عاما من الاستقلال. ما هكذا تُكافؤ منطقة ضحت بأبنائها من أجل تحرير الوطن. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 363 بتاريخ 9 جوان 2006)  

ارفعوا أيديكم عن إرادة الشعب الفلسطيني

الحبيب بوعجيلة تتواصل إلى حدّ كتابة هذه الأسطر موجة الضغوط ومظاهر الحصار المسلّط على الشعب الفلسطيني عقابا له على اختياره الانتخابي مؤخّرا. وتجد الحكومة الفلسطينيّة نفسها الآن ضحيّة لابتزاز رخيص تقوده الولايات المتحّدة الأمريكيّة وعدد من الدول الأوروبيّة مرورا ببعض الأنظمة العربية وصولا حتّى إلى العديد من رموز السلطة الفلسطينيّة السابقة. وتتذرّع القوى الدولية برفض حماس الاعتراف بإسرائيل باعتبار ما يمثله هذا الرفض من إعاقة لعمليّة السلام في حين تصرّ قوى الضغط الغربية أساسا على ضرورة احترام الالتزامات السابقة للشعب الفلسطيني والتقيد بمبادىء الشرعية الدولية وتقدير موازين القوى والتحلّي بالواقعيّة لحلّ المشاكل اليومية للمواطن الفلسطيني ( !! ) في حين يصرّ عدد من قياديي فتح على التذكير اليومي بسقف اتقافات « أوسلو » كما يمعنون في محاولة تجريد الحكومة والمجلس التشريعي من صلاحياتهما لفائدة المؤسسة الرئاسيّة بل ولفائدة منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد سابقا للشعب الفلسطيني قبل أن يعدّل ميثاقها وتتعطّل مؤسّساتها (!!) . لكن وبعيدا عن هذه التبريرات الظاهرة ماهي الدوافع الحقيقية التي تحرّك هذا الحصار الدولي والإقليمي والمحلّي على حكومة السيد هنيّة ومن خلالها على كلّ الشعب الفلسطيني ؟ لقد بات من الواضح الآن أنّ الإدارة الأمريكية الحالية وبعضا من الدول العربية لم تعد تخجل البتّة من إعلان دعمها اللامشروط للكيان الصهيوني وتنكرّها الفاضح لكلّ مبادىء الشرعيّة الدوليّة. فلقد ترشّحت « حماس » وفازت ديمقراطيّا في انتخابات تمثل في الحقيقة إحدى نتائج اتفاقات أوسلو كما أن هذه الانتخابات كانت من أهمّ ما طلب من الرئيس الراحل عرفات منذ سنين. وبالإضافة إلى ذلك تلتزم حماس منذ أشهر عديدة باتّفاقات الهدنة وقد عبّر قادتها أكثر من مرّة عن احترامهم لحقّ المفاوضين الفلسطينيين وفي مقدّمتهم الرئيس أبو مازن في ممارسة ما يرونه صالحا لتحقيق مكاسب للشعب والقضية بل أن الحكومة الجديدة لم تعارض إمكانية صياغة جديدة ومشتركة لأجندة التحرك الفلسطيني ضمن معطيات الواقع الدولي ولكنّ الحقيقة التي لا مراء فيها هي أنّ أمريكا وإسرائيل ومن يدعمهما في هذا الحصار الجائر يرفضون القبول بأيّ طرف فلسطيني يتمسّك بالحدود والخطوط الحمراء للحق الوطني وهي اعتبار القدس عاصمة للدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعودة اللاجئين ولهذا السبب فإنّ العمل على إزاحة « حماس » لا يختلف في جوهره عمّا جرى للرئيس عرفات الذي حوصر وحجّمت صلاحياته قبل أن تتمّ تصفيته بيولوجيا عقابا له على تمسّكه بالثوابت الفلسطينية. إنّه من الغريب فعلا أن تحاصر إرادة الشعب الفلسطيني الذي اختار بوعي من يمثله في وقت تتشدّق فيه القوى المتنفّذة في العالم بشعارات الإصلاح والتنمية السياسية ونشر الديمقراطية ولكن هذه الغرابة تزول إذا أدركنا حجم الإرباك الذي سببه صعود – حماس- إلى صدارة المشهد السياسي فالذكاء الفلسطيني يمسك الآن غصن الشرعية والقرارات الأممية الضامنة للسقوف الدنيا للحقوق الفلسطينية كما يمسك بإصرار وثبات بخيار المقاومة والممانعة الحامية لعزّة القرار الوطني وبذلك يكون هذا الذكاء قد وضع السّاحر أمام انقلاب سخره عليه. إنّ الإدارة الأمريكية ومن معها من الدول الأوروبيّة تخطىء باستمرار إذا بقيت على ولائها الأعمى للغطرسة الصهيونية وإذا أصرّت على عدائها الأصمّ للحقوق الفلسطينية. إنها تضع بذلك مصالح شعوبها وامن بلدانها على فوهة البركان. إنّ إصرار الشعب الفلسطيني على التمسّك بخياراته ورفض الخنوع رغم الحصار والجوع إضافة إلى موجة التضامن الكبيرة معه هي كلّها مؤشّرات تدعو القوى الدولية إلى تعديل نظرتها لعالمنا العربي واحتياجات شعوبه تجنّبا لمزيد من الاحتقان في المشهد الدولي ستكون أمريكا وأوروبا أوّل المتضرّرين من تبعاته. أمّا على الصعيد العربي فإنّ ملاحظتين أساسيتين لا بد من إبدائها: أوّلا: سوف تخطىء العديد من الأنظمة العربية إذا توهمت أنّها ستحمي عروشها بالانخراط عمليا أو موضوعيا في ما يريده الأمريكان أو بالهرولة نحو القبول بمظاهر الابتزاز الصهيوني فتحوّلات الواقع الدولي والإقليمي تؤكّد أن المستقبل لإرادة الشعوب واختياراتها وان أسلم السبل لحماية الأوطان وضمان الاستقرار هو الاعتراف بحقّ أمّتنافي تقرير مصيرها السياسي والثقافي وانّ الخوف من توسّع الأنموذج الديمقراطي الفلسطيني لا يبرّر المشاركة في خطيئة تجويع شعب عربي ودفعه إلى التنازل عن حقوقه. ثانيا: إن إخواننا الفلسطينيين من أنصار التفاوض المجرّد من كلّ قوّة سوف يخطئون مرة أخرى إذا لم يتّعظوا بتجاربهم في التعاطي مع هذا العدوّ الصهيوني على امتداد أكثر من عقد من الزمن. إنّ تجارب حركات التحرير الوطني العالمية من فيتنام إلى جنوب إفريقيا وتجارب حركات التحرر العربية من الجزائر إلى لبنان تؤكّد كلّها أنّ إيلام العدوّ على أرض المعركة هو وحده سبيل التسوية على طاولة المفاوضة الشريفة…. إن طاولة لا تحمي ظهرها بقوّة المقاومة والممانعة لا يمكن أن تثمر مع هذا العدوّ شيئا. ولهذا فإنّ سقوط حكومة حماس وتفويت فرصة الوحدة الوطنيّة سوف يكون خسارة للجميع ولعلّ هذا ما فهمه عدد من قيادات الفصائل الوطنيّة الفلسطينية عندما أعلنوا في مؤتمر العلماء المسلمين بالدوحة وقوفهم إلى جانب حكومة حماس ورفضهم كلّ أشكال الضغط عليها (الجبهة الشعبيّة ….الجبهة الشعبية القيادة العامة ….الجهاد ) كما أنّ هذا ما فهمه كلّ الأسرى في السجون الصهيونيّة في بيانهم الأخير للفصائل الفلسطينيّة….ولعلّ هذا ما فهمه منذ سنوات الزعيم الراحل ياسر عرفات حين أمر بتشكيل كتائب شهداء الأقصى الجناح المسلّح لحركة فتح فصيلا صداميّا يدعم خيار سلام الشجعان كما سمّاه باستمرار. (المصدر: موقع pdpinfo.org نقلا عن صحيفة « الموقف » الأسبوعية، العدد 363 بتاريخ 9 جوان 2006)

جولات مكوكية؟! قرر عميد المحامين أن «ينقل» مشاكل المحامين التونسيين الى خارج البلاد ويسمع صوت الهيئة الوطنية الى بلاد الفرنجة بعد أن عجز – كما يقول- عن اسماع صوته وأصوات أعضاء الهيئة الى المسؤولين فوق تراب الوطن، ولذلك فإن العميد سيبدأ جولات مكوكية مطولة تنطلق من لبنان مرورا بالمغرب وصولا الى بعض بلدان اوروبا، وسيقوم بعض اعضاء الهيئة هم ايضا برحلات مكوكية الى كندا وجانب من اوروبا الغربية لمساعدة عميدهم على ابلاغ مشاكل المحامين الى نقابات المحامين الاجنبية.. لكن هل تدرون من سيدفع مصاريف  تنقلات واقامات هذه الجولات المكوكية التي تتزامن مع دخول فصل الصيف وانطلاق الموسم السياحي ومباريات كأس العالم في كرة القدم؟ طبعا، سيتكفل بنفقاتها مجلس الهيئة الوطنية للمحامين الذي تتأتى موارده المالية من اشتراكات المحامين ومن صندوق التقاعد والحيطة  للمحامين.. علما وأن هذا الصندوق عجز في مناسبات كثيرة عن خلاص مصاريف علاج محامين يعانون من امراض مزمنة.  ترشحات للعمادة من بين الشخصيات المعروفة التي تعتزم الترشح الى عمادة المحامين، شخصية عرفت باستقلاليتها واشعاعها داخل اوساط المحامين المحسوبين على تيار اليسار المعتدل وهي الى جانب تجربتها  في مجلس الهيئة الوطنية تتميز بالهدوء والحنكة والاطلاع  الجيد على الاوضاع اليومية للمحامين وما يحدث في القطاع ولها مرونة في إدارة الحوار؟ (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 12 جوان 2006) قابس

تلميذة تعنّف أستاذها أمام المعهد !

قابس- الاسبوعي قامت تلميذة تدرس بمعهد بولاية قابس بضرب أستاذها مما خلف له آثارا واضحة في وجهه فتقدم بشكاية في الغرض وأصرّ على تتبع تلميذته عدليا. تفاصيل الحادثة تشير الى أن الاستاذ طلب  من تلميذته  (رابعة ثانوي) ان تنزع القبعة التي ترتديها داخل الفصل احتراما له ولزملائها لكنها رفضت وأصرت على موقفها  مما آثار غضبه فطلب منها مغادرة القسم بعد أن تفوهت تجاهه بعبارات بذيئة وأخبر الادارة بضرورة اتخاذ قرارات تأديبية في شأنها وهو ما أثار استياء التلميذة فقررت الانتقام من استاذها ومربيها وأمام أعين كل الناس إذ بمجرد خروجه من المعهد  وجدها  تنتظره فاشتبكت معه  ثم بادرته بتعنيفه والقضية قد تشهد  تطورات في  قادم الايام.  ث.س (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 12 جوان 2006)  


بكى أمام المحكمة وحاول تبرير تحيّله

الجنرال المزيف «يغنم» 52 سنة سجنا

الاسبوعي – القسم القضائي احيل مؤخرا على انظار احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بنابل «الجنرال المزيف» المتهم باقتراف العشرات من قضايا التحيل التي تضرر منها عشرات المواطنين من مختلف مناطق الجمهورية. وقد مثل المتهم خلال هذه الجلسة لمقاضاته من اجل الاعتداء بالعنف الشديد والفرار إثره وهي التهمة التي اقترفها  اثناء مطاردته من قبل أعوان فرقة الابحاث والتفتيش  للحرس الوطني بزغوان مساء يوم 15 جانفي 2005 وقد قضت هيئة المحكمة بسجنه لمدة  ستة أشهر.  وفي السياق ذاته  علمنا أن المتهم  المذكور أحيل على القضاء الجنائي  لاقترافه  سلسلة من قضايا التحيل الى تورطه في قضايا اخرى  تتعلق بالتدليس وانتحال  صفة وخيانة مؤتمن والسرقة الموصوفة وقد بلغ مجموع  الاحكام  الصادرة  ضده اكثر من 52 سنة فيما مازالت قضايا  اخرى منشورة لدى القضاء. متحيل  خطير وكان أعوان فرقة الابحاث  والتفتيش  للحرس الوطني  بزغوان أوقعوا بالمتهم  الذي انتحل صفة «جنرال»  في الجيش وحجزوا عشرات الاختام الادارية المقلدة  وجوازات السفر والصور الشمسية والوثائق وبطاقات الهويات المدلسة وعددا من السيارات  المضروبة. وكانت «الاسبوعي» انفردت في عدديها بتاريخ 17 و 31 جانفي  2005 بنشر التفاصيل الاولية  للقضية التي شغلت الرأي العام التونسي باعتبار أن المتهم وصف بأخطر  متحيل في تاريخ تونس. اذ صدر في شأنه 12 منشور تفتيش وتحيل على عشرات المواطنين  وغنم مئات الملايين من بينها 300 الف دينار من شخص  كان ينوي بعث مشروع  يتمثل في  بناء المساكن وبيعها كما كان يبتز الحالمين بالهجرة أو الذين يريدون بعث مشاريع  كبرى  في التجارة والسكن أو الذين يريدون  استخراج  وثائق  أو شهائد إدارية  رسمية  متعمدا في ذلك  على أختام  مقلدة. وضعية اجتماعية اثناء الجلسة المذكورة  سأل القاضي المتهم عن الاسباب الكامنة  وراء انغماسه  في عالم الانحراف والتحيل  فأجهش  بالبكاء ثم راح  يسرد وضعيته  الاجتماعية  فأشار الى أنه مصاب  بمرض مزمن منعه من مزاولة الدراسة وعندما  كبر ربط علاقة بشخص  غرر به  وشجعه على الانغماس  في التحيل  فكان مآله  السجن الذي قضى خلف اسواره ستة اشهر وبعد مغادرته  فوجئ  بقرار عائلته طرده من البيت  فجدّد  العهد مع التحيّل  في مناطق عديدة بالجمهورية ليجدد  العهد بالتالي مع السجن الذي  قد يطول  بقاؤه  خلف اسواره  هذه المرة  لسنوات عديدة. صابر المكشر (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 12 جوان 2006)  


مع الباحث المختص في الدراسات الاجتماعية والانتروبولوجية بالجامعة التونسية

الانسان (التونسي، التحرير) يعيش أكثر من أي وقت مضى ضائقة روحية واجتماعية واقتصادية

حاورته ليلى المازني دأبت «الاسبوعي» في الاعداد السابقة على مصافحة العديد من المسؤولين والاساتذة في مختلف المجالات والاختصاصات وقد ارتأت أن تفرد موضوع هذا العدد لمجال آخر ضارب في مجتمعنا ومتجذر فيه يتعلق بالسوسيولوجيا والانتروبولوجيا بسؤالها للدكتور الحبيب النهدي استاذ وباحث مختص في الدراسات السوسيولوجية والانتروبولوجية بالجامعة التونسية حول موضوع التدين الشعبي وتمثلاته وتفاعله مع اليومي والراهن في بداية الألفية الثالثة. * انقلاب منظومة القيّم اليوم يدفع الى التدين الشعبي * غياب الفضاءات المريحة غير المكلفة يدفع التونسي الى الزوايا. * انسان اليوم يعاني من الفشل أكثر مما يعيش النجاح. * التدين الشعبي مخزون نفسي وذهني تنبني عليه شخصية الفرد. * القضاء على التديّن الشعبي ضرب من المستحيل.  جملة من الاسئلة طرحناها للكشف عن سرّ تواصل التدين الشعبي الى اليوم وعن علاقة هذه التمثلات بالموروث والمخيال الجماعي وعلاقتها  بممارسات الحياة اليومية في أبعادها الاجتماعية والنفسية وهل هناك مجال للحديث اليوم عن تحديث التدين الشعبي. * ما هي تمثلات التديّن الشعبي  اليوم؟ – لئن كثر الحديث اليوم عن عودة التديّن الشعبي فإن الامر يبدو تواصلا لمنظومة التمثلات الاجتماعية والرمزية في واقعنا  والجلي ان هناك الكثير من الذين يرفضونه إما بسبب عامل ديني لكونه مخالفا للنص القرآني او بسبب مناقضته للعقلانية وعرقلته للحداثة. وبدل هذا الرفض لابد أن يتم وضع هذه التمثلات تحت المجهر السوسيولوجي لفهمها ومعرفة الاسباب الكامنة وراءها حتى نتجاوز المواقف التي تختزلها في سلبيتها وتناقضها مع الحداثة. ومن المهم أن نذكر هنا أن المقصود بالتديّن الشعبي هو جملة المعتقدات والممارسات التي يكتسبها المجتمع عبر صيرورته التاريخية وتجاربه الحياتية مثل الخوف من أذى العين والتطيّر والممارسات المرتبطة بزيارة الاولياء مثل التمسح بالقبور واعتقاد النفع والضر من الولي. والتقرب اليه بالزردة والوعدة والنذور والذبائح الى جانب بعض المظاهر الجنائزية مثل اخراج عشاء الميت والاربعينية والاعتناء بزخرفة القبر واساليب  الحداد مثل النواح والنديب  كذلك الممارسات المرتبطة بالختان والولادة مثل سكب الماء وراء المسافر واستعمال الرقية للعلاج «التكركيب» وايضا امك «تنقو» وغيرها كالتداوي بالاعشاب والسحر. * إلى أي مدى ترتبط  ممارسات التديّن الشعبي  بالموروث والمخيال الجماعي. – كثيرة هي الاسئلة التي تطرح حول سرّ تواصل هذا التديّن الشعبي رغم كوننا  في ألفية ثالثة التي تبرز فيها الحداثة في أجلى مظاهرها. لابد أن نذكر هنا ان الانسان كان ومايزال كائنا متعدد الابعاد اي هو كائن عاقل وكائن رمزي. والجانب الرمزي فيه يختزل المخيال ومع اقصاء الحداثة لكل ما هو لا عقلاني ومحاصرة هذا المخيال الجماعي ومصادرته باعتماد مبدإ التجريب فشل في الغاء التدين الشعبي او الحد منه بل على العكس دعمه كردة فعل على الغائه. لأن التدين الشعبي ليس فقط ممارسات تخرج عن اطار الحداثة بل هو جزء من مخزون نفسي وذهني تنبني عليه الشخصية القاعدية للفرد.. فلا أحد ينكر أن الرموز لها قدرة فائقة على اختراق الحقبات التاريخية والحضور بقوة في أدق تفاصيل حياة الفرد اليومية. * كيف يتفاعل التديّن الشعبي مع الراهن واليومي؟ – من المؤكد ان المخيال الجماعي الذي يغذي التدين الشعبي يتكون من افكار ومعتقدات والانسان ربما يعيش  اليوم اكثر من اي وقت مضى ضائقة روحية واجتماعية واقتصادية ويعاني الفشل على ما يبدو أكثر مما يعيش النجاح فضلا عن انه يشعر بالضيم والظلم والحيف أمام ضغوطات وضروريات الحياة العصرية وعجزه عن تجاوزها أو على الاقل  تلطيف حدتها. وبكلمة فالانسان اليوم يدفع ثمن  سلبيات التحضر ويعيش في دوامة انقلاب منظومة القيم كل هذا يدفعه الى هذا الملاذ الرمزي والروحي  الذي يتمثل في التدين الشعبي لانه غير مكلف خاصة ماديا وهو اقرب السبل واسهلها للهروب من هذه الضغوطات. من ناحية اخرى فإن غياب الفضاءات المريحة وغير المكلفة بالنسبة للشريحة القاعدية في المجتمع تدفعها الى فضاءات الزوايا والمقابر فضلا عن انه فضاء للذكريات والحميمية والاعتبار الذي يغذي الجانب الروحي امام تزايد  مدّ الجشع المادي وصرامة الحياة اليومية. وبوضوح اكثر فالمآزق التي يعيشها الانسان والقلق إما بسبب حتمية الموت أو الفشل الدراسي  او فقدان الصحة والبحث عن عمل ومشاكل متعلقة  بالجنس والعاطفة كل هذه  الازمات والاحباطات الروحية والمادية تفعّل العلاقة بين التدين الشعبي واليومي المعيش. * هل هناك امكانية لمحاصرة التديّن الشعبي اليوم وهل ننقده أم نحافظ عليه؟ – من المؤكد ان الحل للخروج من بوتقة التدين الشعبي لا يمكن في القضاء عليه نهائيا لان هذا ضرب من المستحيل بحكم انه يمثل جزءا من مكونات الشخصية. والحل الامثل  كما يبدو لي هو الدراسة العلمية الموضوعية لهذا المخيال الجماعي الذي يغذي التدين الشعبي  وممارساته. ولابد  أن نذكر هنا ان هناك من وظف  التدين في بعض ممارساته للعلاج النفسي. كذلك نرى أن البعض حوّله الى مهرجان ثقافي علمي. كما أننا نرى اليوم  ان بعض ممارسات هذا التدين من مثل النواح في الجنائر قد تحول الى رثاء وتعديد للمحاسن على اعمدة الجرائد كما نراه استثمر من قبل بعض الفنانين في الرسم او المسرح أو السينما. ولكي نختم يجب أن نقول بانه علينا أن نميز بين مظاهر الخرافة والشعوذة والوثنية والشرك والبدعة والابقاء على الجوانب الايجابية التي لا تتناقض مع الاسلام والقوانين ويمكن أن تدرج  ضمن العرف الخالص من الشوائب المسيئة. (المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » الصادرة يوم 12 جوان 2006)


Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.