الاثنين، 1 سبتمبر 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N°3023 du 01.09.2008
 archives : www.tunisnews.net


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع بنزرت- بـــــــــيــــــــــان

رويترز: منظمة حقوقية تونسية تطالب بالافراج عن ناشط تحدث للجزيرة

مدونة ‘تونس اليوم’ : تعرض مدونة ‘تونس اليوم’ لعملية قرصنة

الحزب الديمقراطي التقدمي الشباب الديمقراطي التقدمي الملتقى الصيفي الوطني الثاني:برقيـــة

حــرية و إنـصاف : تهنئة بمناسبة حلول شهر الصيام

الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس : تهنئــة

قدس برس : تونس: تزايد أعداد الأجانب الذين دخلوا الإسلام والإيطاليون في مقدمتهم

الصباح: اليــــــــــــــــوم اول ايام شهر رمضان

قدس برس :  دول المغرب العربي تبدأ الصيام مختلفة بين الأحد والاثنين والثلاثاء

 

العرب : نمو إنتاج الصناعة التحويلية فى تونس

العرب: الطبقة الوسطى توفر لتونس « عامل المناعة »

رويترز: تونس تطلق أول تلفزيون ديني في أول أيام رمضان

محمد جمال عرفة : حرب مسلسلات عربية في رمضان!

الشرق: القاص والروائي التونسي يوسف عبد العاطي لـ ‘الشرق’: أكتب عن القضايا الاجتماعية والأخلاقية.. إذن أنا أكتب عن السياسة..

يو بي أي: تونس تعتقل 9 شبان حاولوا الهجرة سراً اٍلى اٍيطاليا

رويترز: تونسية تضع ستة توائم لأول مرة في تونس

الصباح: قتـلا «المرماجي» بـ «طريحة نباش القبور» واستوليا على دراجته و…«شلاكة»

الحوار.نت : حصــــــــــــــــاد الاسبــــــــــــــــــــــــــــــــوع

مراد رقية : الفرع المحلي لصندوق التأمين على المرض بقصرهلال يضيق بمنخرطيه ويدفع بهم دفعا الى الطريق العام

مهند صلاحات : المجتمع المدني بين الوصفي والمعياري:  تفكيك إشكالية المفهوم وفوضى المعاني

ا يلاف: العلاقات اللّيبية – التونسية وئام صاخب…و خلافات صامتة

ياسر سعد  : إيطاليا وليبيا…تعويضات أم صفقات؟!

آمال موسى:التقارب الإيراني ـ المغاربي: نحو تشكيل محور إضافي

منير شفيق  : العداء الغربي القادم لروسيا

د. عبدالوهاب الأفندي: في ‘الثورة والإصلاح السياسي’: قصة كتاب

العرب: اعتبرتها مصدر قلق حكومة كردستان تغلق المدارس الإسلامية الخاصة

(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

اسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

1-الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش

 

6-منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8-عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

11- كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14- محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

16- وحيد السرايري

17- بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 


 


 الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان– فرع بنزرت
 L.T.D.H
LigueTunisienne pour la Défense des Droits de l’Homme – section de Bizerte 
                                    شارع  فرحات حشاد  بنزرت 7001 بوقطفة – الهاتف 72 43 54 40                                                                             بنزرت في  28  أوت  2008                                                                                              
 بـــــــــيــــــــــان

  إلى الرأي  العام  التونسي ،  يزداد انتهاك البوليس ضد شبان  مدينة  بنزرت  شدة و تصاعدا في الفترة الأخيرة ، حيث  لا يشعر  المواطن بأنه  في  مأمن  من  التعسف والجبروت  الذي  يمكن  أن  يتسلط عليه في أي  لحظة  ،  مما  فرض  الخوف  والرعب على كامل المواطنين، الذي تواصل في العشريتين الأخيرتين ، وجعلهم لا يشعرون بالأمن والأمان  وبأنهم  عرضة للإيقاف  والتعذيب الذي يتوج عادة بتلفيق قضية  إجرامية  . وفي هذا المناخ المحتقن،  انتهك يوم  ألأربعاء 27 أوت 2008  عشرة من أعوان البوليس بالزى المدني  حرمة مسكن المناضل الحقوقي ألأستاذ طارق السوسي   –  العضو المؤسس للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين –  حيث ارتموا عليه بعنف شديد وحملوه من يديه وأرجله إلى أعلى وحشروه  بينهم  في  إحدى  سياراتهم وكانت  أنظارهم  من وراء النظارات السوداء تحملق بارتباك وارتعاش مستعار،  في كل ألأسطح والأبواب والنوافذ المحيطة –  مثلما  يتصرف ( الكومندوس) عند  إخنطافه  لضحية ما – وبعد  أن أحدثوا الرعب  في العائلة  وكامل الحي  طاروا  به  إلى مركز بوقطفة  ومنه إلى  المحكمة ألابتدائية وأخيرا أودع  الأستاذ  طارق السوسي  السجن  المدني ببنزرت بتهمة : « ترويج  أخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام » على خلفية إجابته لسؤال قناة الجزيرة مساء يوم الثلاثاء 26 أوت الجاري  بأن البوليس قد أوقف  ســبــعـة شبان بمدينة بنزرت  بتاريخ 22 و23 أوت الجاري . و قد حدث كل ذلك للمناضل طارق السوسي دون مراعاة حالته الصحية و هو يعني من إعاقة عضوية دائمة على مستوى رجليه حيث لا يقدر على الوقوف و المشي دون الارتكاز على عكازيه و قد تم اعتقاله دون العكازين. فعلا ، أن فرع  بنزرت للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق ألإنسان يؤكد للرأي العام  أن خبر ألإيقافات التي ذكرها المناضل طارق السوسي  ليس من قبيل ألأخبار الزائفة كما جاء في تهمة البوليس ودعمها قاضي التحقيق مع ألأسف ،   بل هو  واقع من قبيل الحاصل أن البوليس قد أوقف في التاريخ المذكور ثمانية شبان للتحقيق معهم حول ما راج من انه   : « في ربيع 2007 تساءل بعضهم  عن إمكانية الذهاب إلى العراق »  والموقوفون هم  :        –  إلياس   مـنـصـر   –  إســكـنـدر  البـوغــانــمـي – البـشـيـر بـن شـعـبـان – البـشـيـر المـحـمـدي  – محمد  وائل – بومعيزة  –  كريم  التـيـاهـي  –  مـعـز الڨـاسـمـي وأخيرا  نور الحـق  بالـشـيـخ  وهو الوحيد الذي أطلقوا سبيله .   كما يعلم الفرع الرأي العام ان السلطات الأمنية اعتقلت في الثامن و العشرين من شهر جويلية الماضي المناضل بالفرع محمد الهادي بن سعيد و قضت بسجنه لمدة شهرين بتهمة « عدم الامتثال لإشارة الأعوان المباشرين » في قضية مفبركة جاءت بعد ثلاثة أيام من تجمع احتجاجي نظم ببنزرت و عير المشاركون فيه عن رفضهم للرئاسة مدى الحياة و طالبوا بالإفراج عن المساجين السياسيين و بإطلاق الحريات. و كان بن سعيد يوم اعتقاله في سيارته متوجها نحو العاصمة صحبة الأخ لطفي حجي نائب رئيس الفرع و قد أوقفتهما دورية للبوليس باللباس الرسمي و اللباس المدني- و هو ما يدعو إلى الريبة- بمنطقة النحلي و استظهر بأوراقه الخاصة و أوراق السيارة و تم تعطيلهما لمدة تقارب  النصف ساعة ثم سمح لهما بالتوجه نحو تونس  و كان يتبعهما عونا امن من فرقة الإرشاد بالعاصمة عبر دراجة نارية من الحجم الكبير و في مستوى الشرقية فوجئا بعون امن من شرطة المرور يطلب من المناضل بن سعيد الأوراق من جديد و بعد فترة وجيزة التحق به مسؤول بالمرور ثم رئيس مركز الأمن بالشرقية ثم مسؤول امني لم يقدم هويته اقتادوا بن سعيد إلى مركز الأمن بالشرقية للتتم إحالته على القضاء في لمح البصر مما يبين أن العملية مدبرة مسبقا، و أنها عقابا له على نشاطه الحقوقي تحت يافطة قواعد المرور مثلما كان الأمر بالنسبة للمناضلين الأربعة من مدينة بنزر ت عثمان الجميلي و علي النفاتي و خالد بوجمعة و فوزي الصدقاوي الذين لفقت لهم  تهمة الاعتداء على الأخلاق الحميدة في حين أن  المحاكمة تمت على خلفية نشاطاتهم الحقوقية. و سيمثل محمد الهادي بن سعيد أمام محكمة الاستئناف بتونس يوم الخميس 4 سبتمبر 2004 .   إن فرع الرابطة إذ يشير إلى تلك الاعتداءات المتكررة في الشهرين الأخيرين فانه:   –         يدين هذه الهجمة الشرسة على المناضلين الحقوقيين بمدينة بنزرت و على الشباب ممن لم يثبت تورطهم في جرائم تستوجب العقاب.    –         يطالب بالإفراج عن المناضلين طارق السوسي و محمد بن سعيد و الشبان المذكورين أعلاه و كافة الشباب المعتقلين بالمدينة.    عن الهيئة الرئيس علي بن سالم

منظمة حقوقية تونسية تطالب بالافراج عن ناشط تحدث للجزيرة

تونس (رويترز) – طالبت يوم الاحد 31 اوت 2008 منظمة تعنى بالدفاع عن حقوق الانسان في تونس بالافراج الفوري على ناشط اعتقلته السلطات في تونس بعد تصريحات ادلى بها الى قناة الجزيرة القطرية حول حقوق الانسان في البلاد. وقالت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان في بيان وزع يوم الأحد إنه تم اعتقال الناشط طارق السوسي عضو الجمعية الدولية للدفاع عن المساجين السياسين بسبب تصريح لمحطة الجزيرة الفضائية يوم 26 من الشهر الحالي حول مجموعة من الاعتقالات خارج اطار القانون. واشارت مصادر حقوقية الى أن السلطة القضائية في تونس وجهت للسوسي تهمة ‘الترويج لاخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام’. وكان السوسي قال في تصريحات للجزيرة إن الشرطة في تونس تعمدت القيام باعتقالات خارج القانون بمدينة بنزرت ضد مجموعة من الشبان في اطار مكافحة الارهاب. وطالبت الرابطة في بيانها باطلاق سراح السوسي الذي وصفته بانه سجين رأي داعية الحكومة للكف عن الانتهاكات الخطيرة التي قالت انها تفاقمت في الاشهر الاخيرة. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق حكومي. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 31 أوت 2008)  


تعرض مدونة ‘تونس اليوم’ لعملية قرصنة

بسم الله الرحمان الرحيم

أجمل التحيات و أبهاها تعرضت مدونة ‘ تونس اليوم ‘ لعملية قرصنة رخيصة قام بها بعض الجبناء و السفلة و أعداء الحرية ممن تخلت عنهم رجولتهم و باعوا كرامتهم و أعراضهم.. إلا أن ما حدث لها لن يزيدها إلا إصرارا على المضي قدما في ما رسمته لنفسها من أهداف واضحة تعمل على تكريسها، وهي: –      الشفافية –      الجرأة –      المصداقية –      الحرية –      الإستقلالية و أقسم بالله العظيم أنه لن تأخذني في الحق لومة لائم ولا تهديد سافل .. و سنعمل إلى أقصى حد على أن تكون ‘ تونس اليوم ‘ صوت كل إنسان عربي في كل وطننا العربي من المحيط إلى الخليج ..  وهذا ما ستكشفونه في  ‘ تونس اليوم ‘التي ستتحول خلال الأيام القليلة القادمة  إلى موقع مستقل بما أن موقع مكتوب لم يعد آمنا ، و نحمله مسؤولية ما حدث .. مع كل تقديري ومحبتي المدير العام رئيس التحرير كارم الشريف (المصدر:  مدونة ‘تونس اليوم’ الألكترونية بتاريخ 30 أوت 2008) الرابط: http://touniselyoum.maktoobblog.com  


الحزب الديمقراطي التقدمي الشباب الديمقراطي التقدمي الملتقى الصيفي الوطني الثاني تونس في 29 و 30 أوت 2008 برقيـــة    
إن الشباب الديمقراطي التقدمي المشارك في ملتقاه الصيفي الوطني الثاني بتونس العاصمة يومي 29 و 30 أوت 2008 ، و خلال تناوله لحركة الاحتجاج الاجتماعي بالحوض المنجمي يوجه لكم تحية إكبار و يود من خلالكم إبلاغ رسالة تضامن صادقة إلى كل أبنائكم و أهاليكم المسجونين و الموقوفين و يجدد لكم التأكيد على الالتزام بالنضال بكل الأشكال المتاحة حتى إطلاق سراحهم و إيقاف الملاحقات و المحاكمات و رفع كل مظاهر الضيم الذي تعيشه منطقة الحوض المنجمي.

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 1 رمضان 1429 الموافق ل 01/09/2008 حــرية و إنـصاف تهنئة بمناسبة حلول شهر الصيام

بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم تتقدم منظمة حرية و إنصاف للشعب التونسي و العالم العربي و الإسلامي بأحر التهاني و أصدق الأماني راجية من الله القدير أن يعم بلادنا و سائر بلاد المسلمين الخير و النماء والتقدم و الازدهار و أن تعيش الأمة في كنف العدل و الإنصاف و أن تفتح السجون أبوابها ليعانق أهلها الحرية و يتدثروا بالكرامة و أن تكون كل الحقوق مصونة و محترمة. عن المكتب التنفيذي للمنظمة          الرئيس   الأستاذ محمد النوري

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد النبي الصّادق الأمين بون في 30 شعبان 1429/ 31. 09. 2008 تهنئــة
بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك لعام 1429 هجرية / 2008 ميلادية يسرّ (الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس) أن تتقدّم بتهنئة الأمّة الإسلامية عامّة، وأهالي تونس خاصّة، بهذا الشهر الكريم، وتدعو الله – جلّ وعلا – أن يهلّه على الجميع باليُمن والإيمان والسّلامة والإسلام والنّصر والتمكين، وأن يعتق رقاب المسلمين كافة من النّار، ويحشرنا جميعا في جنّة الفردوس مع الأبرار من النبيّين والصدّيقين والشّهداء والصّالحين وحسن أولئك رفيقا. إنّه وليّ ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عن الهيئة العالمية لنصرة الإسلام في تونس محمد الهادي بن مصطفى الزمزمي


تونس: تزايد أعداد الأجانب الذين دخلوا الإسلام والإيطاليون في مقدمتهم

  تونس – خدمة قدس برس أفادت أرقام صادرة عن دار الإفتاء التونسية، أنّ عدد الذين أعلنوا اعتناقهم الإسلام أمام مفتي الديار التونسية كمال الدين جعيط بلغ 388 شخصا حتى الأشهر الثمانية الأولى من السنة الجارية مقابل 339 في السنة الماضية كاملة. وبحسب دار الإفتاء فإنّ الذين أعلنوا إسلامهم، هم من دول أوروبية يأتي الإيطاليون في المرتبة الأولى، ثم فرنسيون وبلجيكيون وسويسريون وهولنديون، غالبيتهم من الذكور. وسجل في الفترة من 1 حزيران (يونيو) حتى 23  تموز (يوليو) لوحدها إسلام 171 أجنبيا. وكان عدد الأجانب الذين دخلوا الإسلام سنة 2007 قد وصل 495 شخصا. وبحسب دعاة مسلمون في تونس، فإن من أهم عوامل انتشار الإسلام بين الغربيين، هو العدد الكبير للمستثمرين الأوروبيين الذين اندمجوا في الوسط التونسي، وتعرفوا إلى تقاليد المجتمع وعاداته الإسلامية، إضافة إلى تعدد ظاهرة زواج التونسيات من أجانب وهو ما يشترط فيه الإسلام لصحة العقد. وتجري ترتيبات إعلان الإسلام في تونس خلال جلسة بمكتب المفتي تسلّم في ختامها شهادة في الإسلام.   (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 31 أوت 2008)


 اليوم اول ايام شهر رمضان

  أعلن مفتي الديار التونسية مساء أمس الاحد عن ثبوت رؤية هلال شهر رمضان معلنا بذلك دخول الشهر وفيما يلي كلمة الشيخ كمال الدين جعيطّ مفتي الجمهورية التونسية   بسم الله الرحمان الرحيم اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه إخواني المؤمنين، السّلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته. عملا بالأمر الجمهوري عدد 727 لسنة 1988 القاضي بإثبات الأشهر القمرية بالرؤية مع الإستئناس بالحساب. فقد قامت اللجان المكلفة برصد الهلال بمهامها على أحسن وجه في كامل تراب الجمهورية، وقد شاركها أهل الخبرة والعدول من الأئمة، وغيرهم من المواطنين في كل مركز ولاية من ولايات الجمهورية التونسية. وقد ثبتت رؤية الهلال بعد غروب شمس هذا اليوم، لذا فإن غدا يوم الإثنين الفاتح من سبتمبر 2008 هو اول يوم من شهر رمضان لهذه السنة الهجرية 1429 هـ. وبهذه المناسبة المباركة، نرفع الى سيادة رئيس الجمهورية زين العابدين بن علي آيات التهاني، وأنبل الأماني بحلول شهر رمضان الكريم. سائلين الله العلي القدير أن يسوق إلينا سعادة إهلاله، وأن يعرفنا بركة كماله. وأن يمدّ رئيسنا بكمال تأييده وموصول توفيقه وتسديده، وأن يجري على يديه كل ما نصبو إليه، من خير وصلاح، وتقدم ورفاه، وأن يعينه على تحقيق ما تولاه. كما ندعو اللّه ان يفتح علينا أبواب رحمات هذا الشهر المبارك شهر الصيام والقيام وأن يعيده على الشعب التونسي وسائر الشعوب الإسلامية باليمن والرخاء، والسعادة والهناء. إنه سميع مجيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كمال الدين جعيطّ مفتي الجمهورية التونسية   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 1 سبتمبر  2008)


 دول المغرب العربي تبدأ الصيام مختلفة بين الأحد والاثنين والثلاثاء

 

  الرباط ـ خدمة قدس برس   فشلت كل جهود علماء الفلك ورصد الأهلة في توحيد موقف دول المغرب العربي من بداية شهر رمضان المبارك. فقد أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في المغرب أن يوم غد الثلاثاء (2/9) هو أول يوم من شهر رمضان المبارك. وأكد بلاغ لوزارة الأوقاف المغربية وزعته أمس الأحد (31/8) أنها راقبت هلال شهر رمضان المعظم لعام1429 هجرية بعد مغرب يوم الأحد 29 شعبان 1429 هجرية الموافق 31 آب (أغسطس) الماضي، واتصلت بجميع نظار الأوقاف ومندوبي الشؤون الإسلامية بالمملكة، وبوحدات القوات المسلحة الملكية المساهمة في مراقبة الهلال، فأكدوا لها جميعا عدم ثبوت رؤيته. وعليه فإن شهر شعبان يكون قد استكمل الثلاثين يوما، ويكون فاتح شهر رمضان هو يوم غد الثلاثاء 2 أيلول (سبتمبر) الجاري. يذكر أن ليبيا كانت قد افتتحت شهر الصيام أمس الأحد بينما بدأت الجزائر وتونس وموريتانيا شهر الصيام اليوم الاثنين. (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 29 أوت 2008)


 

نمو إنتاج الصناعة التحويلية فى تونس

  تونس ـ العرب – وكالات: تفيد بيانات رسمية ان الأداء القوى للصناعات الميكانيكية فى تونس ساعد على زيادة انتاج قطاع الصناعة التحويلية 5.4 فى المئة فى النصف الاول من هذا العام مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وذكر معهد الاحصاء الحكومى أن معدل النمو فى نفس الفترة من العام الماضى بلغ 9.9 فى المئة. وذكر المعهد ان انتاج الصناعة الميكانيكية التى توظف العدد الاكبر من العمالة قفز بنسبة 16.1 فى المئة خلال تلك الفترة وارتفع انتاج صناعة الغذاء 5.4 فى المئة بينما زاد انتاج الملابس 2.8 فى المئة بسبب المنافسة القوية من أسواق اسيوية. وتمثل الصناعة التحويلية نحو خمس اجمالى الناتج المحلى لتونس وهى من الاسواق الناشئة وتوظف 20 فى المئة من القوى العاملة.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – بريطانيا) بتاريخ 1 سبتمبر  2008)  


الطبقة الوسطى توفر لتونس « عامل المناعة »

  العرب – جيهان لغمارى السنوسي: يقول خبراء ان تونس ربما تعد « استثناء » ونموذجا جيدا فى الدول العربية باعتبارها نجحت فى التوفيق بين متطلبات التنمية الاقتصادية ومقتضيات العدالة الاجتماعية وذلك من خلال العمل على اتساع قاعدة طبقتها الوسطى والمحافظة عليها. وتشير الدراسات الماكرواقتصادية فى هذا الشأن الى غياب شبه كلى لمدن الصفيح فى تونس على غرار بعض بلدان العالم الثالث، وتقلص نسب الفقر الى حدود 3 بالمئة. وينظر الخبراء عادة الى ارتفاع الطبقة الوسطى بمثابة « صمام الامان » الذى يسمح للاقتصاديات النامية بالدفع بقوة الانتاج والمحافظة على نسق نمو مستديم. وتنسحب هذه المعادلة على واقع الاقتصاد التونسى حيث وصفت تقارير دولية أخيرة، الطبقة الوسطى، التى ارتفعت الى حدود 81 بالمئة، بـ »عامل المناعة » للاقتصاد التونسى والمساهم بشكل واضح فى امتصاص الهزّات والأزمات الظرفية والدوليةالاخيرة. وتؤكد نفس التقارير ان المبادرات الاجتماعية والتكاملية التى اتخذتها الحكومة التونسية ساعدت عبر إنشاء ما يعرف بـ »صندوق 26/26″ لدعم المناطق الأكثر فقرا، و »بنك التضامن التونسي » وأخيرا إنشاء « البنك المتخصص بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم »، على تقوية الطبقة الوسطى. مبرزة ان هذه المراهنة التونسية هدفها تنويع القاعدة الانتاجية الصناعية فى مجابهة الازمات الاقتصادية. وتعانى الطبقة الوسطى فى العالم الثالث من أزمة « خانقة » قد تفضى إلى تراجعها وانكماشها. ويرجع المحللون ذلك إلى عدة عوامل ابرزها التقدم التكنولوجى المعاصر والسياسات الليبرالية الجديدة و التضخم وإجراءات الخصخصة. وتكمن أهمية الطبقة الوسطى فى أيّ مجتمع من المجتمعات فى كونها تشكل عنصرا هاما فى تماسك الهرم الاجتماعى والاقتصادي، وهى التى تربط بين قمة الهرم وقاعدته فكلما اتسعت هذه الطبقة كانت أوضاع المجتمع مستقرة وغير مهددة وكلما تقلصت ازدادت الفوارق الطبقية بين أفراد المجتمع وأوجدت مجتمعا أقليته أغنياء وأكثريته فقراء مما قد يفرز ذلك من اضطرابات بين أفراد المجتمع الواحد. وكشفت دراسة اقتصادية أعدّها الاتحاد العام التونسى للشغل أنّ الظرف الاقتصادى التونسى يعدّ عاديّا بل أفضل من النسب المحققة منذ سنوات. ويعود ذلك إلى تحسّن الموارد الجبائية وارتفاع الأسعار العالمية ممّا أثّر إيجابيّا على صادرات تونس من النفط والفوسفات، وهو ما حسّن نسبة التغطية واحتياطى تونس من العملة الصعبة. كما تفيد الدراسة أنّه تم تسجيل ارتفاع فى احتياطى العملة بسبب انتعاش التجارة الخارجية، اذ سمح احتياطى العملة بالنسبة إلى الأشهر الأربعة الأولى من السنة الجارية بتغطية 135 يوما من التوريد. ورغم اعتراض العديد على مسار الخصخصة، تمكّنت هذه الاخيرة من إنعاش الموارد التونسية وتسديد جزء من الديون، ويتوقّع فى هذا الصدد تقلّص خدمة الدين الخارجى بحوالى 535 مليون دينارا سنة 2008. ويتوقّع أيضا نمو الدخل الفردى بنسبة 9 بالمائة ليبلغ 4703 دنانير « 3919 دولارا. » وأرجع اقتصاديون هذه النتائج الإيجابية بالأساس الى تميز الاقتصاد التونسى والمجتمع بخاصيات إنتاجية ومجتمعية يمكن اعتبارها عوامل مناعة قادرة على امتصاص الأزمات، وذلك بفضل تنوّع القاعدة الإنتاجية الصناعية وتوفر « شبه » اكتفاء ذاتى غذائى وقطاع خدمات شديد الانفتاح قادر على جلب العملة الصعبة، مع وجود طبقة وسطى عريضة قادرة على الصمود أمام الهزات. ورغم الطفرة الاقتصادية الواضحة للعيان، يرى مراقبون أن تونس ربما تكون مقبلة على مرحلة « حساسة » خاصّة مع تواصل صعود أسعار المواد الغذائية بالسوق العالمية، وهو مامن شأنه ان يسهم فى تقلص الطبقة الوسطى وتدحرجها وربما تآكلها بسبب اتساع « ثقافة المديونية » مقابل تطوّر « ثقافة الاستهلاكية » مما يودى حتما إلى تدهور القدرة الشرائية بصفة مستمرة. ويقول مسؤولون تونسيون فى هذا الشأن ان الحكومة تحرص جديا على ادخال إصلاحات هيكلية على تدخل الصندوق العام للتعويض باتجاه تصويب الدعم نحو الفئات المتوسطة وضعيفة الدخل، والنهوض بالإنتاج الوطنى من الحبوب باعتبار ان السياسة الاستهلاكية للعائلات احد المحركين الرئيسيين للاقتصاد التونسى فى الوقت الحاضر، الى جانب السياسة التصديرية. واعتبر محللون، الخطوة التونسية الاخيرة بتقديم صرف « منحة الإنتاج » بمثابة اعلان التحدى مرة اخرى للحفاظ على طبقتها المتوسطة من التهميش فى ظل الحملة المتنامية والمشككة فى السياسة الاقتصادية التونسية. ويشمل هذا الإجراء 625 ألف عائلة تونسية ستتمكن بفضل هذا الإجراء من إيجاد السند المالى الذى يساعدها على مجابهة مصاريف شهر رمضان والعودة المدرسية والجامعية. هذاالإجراء اعتبره البعض « حركة ذكية » سيسهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة فى تنشيط الحركة التجارية بشكل عام وامتصاص تبعات الأزمة الظرفية بشكل خاص. وتبقى مشكلة البطالة الهاجس الاول للحكومة التونسية التى تسعى جاهدة للتقليص من نسبها خوفا من تحولها الى ازمة تهدد قاعدة طبقتها الوسطى التى تعتبر مفتاح وأساس نجاح التنمية الاقتصادية التونسية، فازدياد عدد العاطلين عن العمل فى صفوف خريجى الجامعات بنسبة عالية قد يدفع هذه الطبقة الى التآكل. وتتحدث التقارير التونسية عن نسبة 17 بالمئة، وجاء فى تقرير أصدره البنك الدولى فى مارس 2008 أن البطالة فى تونس بدأت تسرى أكثر فأكثر فى صفوف الأشخاص ذوى مستوى تعليمى عـال، ويرجع ذلك أساسا لأعدادهم المتزايدة، حيث تضاعف عددهم تقريبا فى عشر سنوات فبلغ 336 ألف خلال فترة2006-2007 مقابل 121.800 فى فترة 1996-1997. وحاولت الحكومة التونسية معالجة الظاهرة وفق استراتيجيات اقتصادية واجتماعية للاحاطة بهذه « الطفرة » واستثمارها استثمارا جيدا باعتبارها المحفز الاول للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ووعدت تونس، فى هذا السياق، بتوفير مليون فرصة عمل بحلول 2016 من خلال تشجيع الاستثمارات الأجنبية التى تدفقت بصورة كبيرة على تونس. والثابت فى رهان السياسة التونسية على طبقتهاالوسطى وسعيهاالى تحقيق توازن فعلى لدورتى الإنتاج والاستهلاك لا بد ان يوازيه فى نفس الوقت سياسة تنموية قائمة على الترفيع فى مهارات الموارد البشرية باعتبارها تمثل فى تونس أحد المنابع الأساسية لتنافسية الاقتصاد الوطني.     (المصدر: جريدة العرب (يومية – بريطانيا) بتاريخ 31 أوت  2008)

 تونس تطلق أول تلفزيون ديني في أول أيام رمضان

        تونس (رويترز) – أعلن يوم الاثنين في تونس إطلاق أول تلفزيون ديني في إطار خطط الحكومة لنشر الفكر الإسلامي المتسامح وقطع الطريق أمام الفكر المتطرف وأمام الفتاوى المثيرة للجدل التي تروجها فضائيات عربية. وبدأ تلفزيون ‘حنبعل الفردوس’ المملوك لرجل الأعمال العربي نصرة مؤسس أول تلفزيون خاص في تونس بث برامجه بآيات قرآنية. وأصبح ‘حنبعل الفردوس’ ثاني وسيلة إعلام دينية في البلاد بعد إذاعة ‘الزيتونة للقرآن الكريم’ المملوكة لمحمد صخر الماطري صهر الرئيس زين العابدين بن علي والتي أطلقت مطلع شهر رمضان من العام الماضي. وجاء إنشاء هذا التلفزيون الديني في وقت يتزايد فيه إقبال فئات واسعة من التونسيين على فضائيات دينية عربية تعرض فتاوى مثيرة للجدل. ووصف أبو بكر الأخزوري وزير الشؤون الدينية التونسي هذا الأسبوع ما يُعرض في بعض هذه الفضائيات الدينية ‘بالسفاسف والفتاوى المُحَملة بالتخلف والرداءة’. وستبث فضائية ‘حنبعل الفردوس’ التابعة لباقة قنوات ‘ حنعبل’ تراتيل للقرآن وأحاديث نبوية وأدعية وابتهالات وتفسير للقرآن وبرامج دينية تحث على الرحمة والتسامح والقيم النبيلة للاسلام. كما ستبث صلاة الجمعة. ويرى محللون ان منح الترخيص لتلفزيون ديني خطوة هامة في إطار مجهودات الحكومة لنشر الفكر الإسلامي المتسامح بهدف درء اي تطرف قد يهدد الشبان. وأكد الرئيس التونسي في وقت سابق على ضرورة الاهتمام بالشبان وتوعيتهم لدرء خطر التطرف عنهم في وقت يتزايد فيه نشاط الجماعات الإسلامية في شمال افريقيا. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 1 سبتمبر 2008)


فيما تواجه الحكومة المصرية انتقادات للإسراف في إنتاج البرامج الترفيهية في شهر الصوم حرب مسلسلات عربية في رمضان!

 محمد جمال عرفة (*) القاهرة – مع بداية شهر رمضان ظهرت في الأفق ملامح حرب مسلسلات مصرية وعربية شاركت فيها فضائيات الطرفين، بعدما استمرت فضائيات الدراما المصرية في تجاهل المسلسلات العربية المنافسة، خصوصا السورية، وردت الفضائيات العربية بقصر عرض مسلسل مصري واحد ضمن برامجها، وجعلت الأغلبية للدراما السورية والعربية. فعلى الرغم من أن عدد المسلسلات المصرية في رمضان بلغ 50 مسلسلا مصريا إجمالي ميزانيتها مليار جنيه (190 مليون دولار)، مقابل 20 مسلسلا سوريا فقط، فقد اهتمت غالبية الفضائيات العربية في رمضان الحالي بعرض أكثر من مسلسل سوري وعربي مقابل الاقتصار على شراء حق عرض مسلسل مصري واحد؛ ما أثار تكهنات لدى المنتجين من أن تكون هذه ‘ضربة درامية’ موجهة من الفضائيات العربية للدراما المصرية ردا على منع رئيس نقابة الممثلين في مصر ‘أشرف زكي’ مشاركة أي ممثل عربي في أكثر من عمل سينمائي أو درامي واحد في مصر فقط سنويا. ويقول منتجون إن هذه الحرب ستعود على المنتجين المصريين بخسائر كبيرة؛ كون شهر رمضان يمثل موسم بيع هذه الدراما، وعدم شراء الفضائيات العربية سوى مسلسل مصري واحد للعرض يعرضها لخسائر كبيرة، علما أن المشاهد المصري والعربي سيضطر لمشاهدة كل هذه المسلسلات على الفضائيات بصورة مكثفة صعبة لتكرار عرضها على الفضائيات بمعدل 168 حلقة يوميا من المسلسلات، كما قدرته صحيفة مصرية. وفي هذا الصدد نقلت صحيفة ‘المصري اليوم’ عن عدد من المنتجين المصريين توقعهم خسائر كبيرة بسبب انسحاب الفضائيات الخليجية من السباق على المسلسلات المصرية، والاكتفاء بعرض مسلسل واحد في كل فضائية، وتركيزها على المسلسلات السورية والعربية الأخرى، مؤكدين أنه بعدما كانت الفضائيات الخليجية هي السوق الوحيدة التي تستحوذ على جميع المسلسلات المصرية كل رمضان، وحقق من ورائها المنتجون أموالا طائلة، انسحبت تقريبا هذه القنوات هذا العام من السوق المصرية. وأكد معظم منتجي الدراما أنه بعد قرار أشرف زكي نقيب الممثلين الخاص بعدم السماح لأي ممثل عربي بتقديم أكثر من عمل واحد في العام، عقد رؤساء القنوات الخليجية عدة اجتماعات سرية، واتفقوا على شراء وعرض مسلسل مصري واحد فقط على كل قناة من قنواتهم، والاعتماد على الأعمال السورية والخليجية، وبذلك تعرض المنتجون المصريون إلى خسارة كبيرة، لم ينقذهم منها سوى انطلاق ٣ فضائيات جديدة مصرية متخصصة في الدراما، اشترت أعمالهم، وهي: «بانوراما دراما ١»، و«بانوراما دراما ٢»، و«الحياة مسلسلات»، بحسب المصدر نفسه. وطالب المنتج محمد فوزي القائمين على صناعة الدراما المصرية بأن ينتجوا عددا أقل من المسلسلات بعدما عجزت الكثير من المسلسلات عن تغطية تكاليفها، وأن يعتمدوا على الكيف حتى لا يصل الأمر إلى «التدليل» على أعمالهم، مؤكدا أن ‘موقف الخليج من الدراما المصرية هذا العام يعد جرس إنذار للمنتجين يجب أن ينتبهوا إليه’. من جانبه، قال المنتج مصطفى عبد العزيز: إن أشرف زكي، نقيب الممثلين، هو السبب في هذه الأزمة؛ فقراره جعل الخليجيين يقررون أيضا عدم شراء أو عرض أكثر من عمل مصري على أي فضائية خليجية، مؤكدا: ‘نحن نعيش الآن أزمة حقيقية بعدما تخلت عنا قنواتهم الفضائية، وبالتالي سيقل إنتاجنا الدرامي العام المقبل، ومعه ستقل فرص الممثلين في تقديم مسلسلات’. وأخذت حرب المسلسلات أشكالا مختلفة، منها شراء مسلسل مصري واحد فقط، أو اشتراط بعض الفضائيات العربية عدم بيع المسلسل الذي تشتريه لفضائيات أخرى؛ ما يقلل من أرباح المنتجين، ويضطرهم لرفض هذه الشروط، ومن ثم عدم شراء الفضائيات الخليجية لهذه المسلسلات. انتقادات برلمانية على صعيد آخر، تقدم نائب عن جماعة الإخوان المسلمين بمجلس الشعب (غرفة البرلمان الأولى) بسؤال عاجل إلى الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء، وأنس الفقي وزير الإعلام، بشأن العدد الكبير من البرامج الترفيهية والمسلسلات والأفلام التي خصصتها قنوات التلفزيون المصري لشهر رمضان، مستنكرا أن تكون مهمة الإعلام في رمضان هي ‘إهدار الدقائق والساعات الثمينة في حياة المسلمين، وتضييعها في حل الفوازير، ومشاهدة المقالب، والاستهزاء بكرامة المواطنين، والاستخفاف بعقولهم’. وطالب النائب سعد الحسيني بمحاسبة المسئولين عن ‘إنفاق مئات الملايين من أموال الشعب، وتسخيرها لتضييع وقته وإفساد صومه، وتوزيعها على الممثلات والراقصات، في الوقت الذي يتكفف الناس الطعام على موائد المحسنين في شهر شعاره التكافل، وحكمته الشعور بآلام الفقراء’. وتساءل الحسيني عن سر تخصيص شهر رمضان دون غيره من الشهور بهذا السيل الهائل من البرامج التافهة، والمسلسلات والأفلام، مشددا على أن ‘الترفيه والتسلية أمر لا ينكره الإسلام ولا يرفضه؛ شريطة أن يكون في وقته المناسب، وفي إطاره المنضبط بالقيم والأخلاقيات الصحيحة’، ونفى وجود هذه القيم في الخطة التلفزيونية لبرامج شهر رمضان. كما طالب نائب البرلمان الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية والدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر بإعلان حكم الشريعة الإسلامية في هذه ‘المخالفات’. (*) المحلل السياسي بشبكة إسلام أون لاين.نت (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 1 سبتمبر 2008


أقرأ لزكية مال الله وهدى النعيمي وكلثم ..

القاص والروائي التونسي يوسف عبد العاطي لـ ‘الشرق’: أكتب عن القضايا الاجتماعية والأخلاقية.. إذن أنا أكتب عن السياسة..

تونس – صالح عطية يوسف عبد العاطي، روائي تونسي شق طريقه نحو عالم الأدب من خلال عدة أعمال قصصية وروائية ودراسات نقدية في الأدب والمسرح والسينما، إلى جانب نظم القليل من الشعر، وهو الذي يتولى حاليا الإشراف على نادي مطارحات أدبية التابع لاتحاد الكتاب التونسيين، الذي يعدّ عضوا ناشطا فيه منذ العام 1985، بالإضافة إلى عضويته في اتحاد الأدباء العرب.. حرص في تجربته الروائية على طرق قضايا سياسية، لكن من منظور اجتماعي وتربوي وأخلاقي وإنساني بشكل عام، بعيدا عن الخطاب السياسي المباشر.. استطاع في ظرف وجيز، أن يتحول إلى أحد أبرز القصاصين والروائيين في المشهد الأدبي بتونس، وهو يعدّ من المتابعين للساحة الثقافية والأدبية في قطر، حيث يقرأ بانتظام للكاتبتين زكية مال الله وهدى النعيمي والشاعرين حسن المحمدي وكلثم جبر وغيرهما.. وكتب عبدالعاطي، مجموعة قصصية (فارس الظلام/ 1985)، و (وبعد… /1990)، إلى جانب روايتي (غروب الشرق/ 1995) و(ريح الوقت/ العام 2007 ).. وفي هذا الحوار، يتحدث يوسف عبد العاطي، عن الأدب والرقيب والسياسة والدراما التونسية وعن الكتاب القطريين.. حول الأدب والسياسة تطرح في رواياتك الكثير من المشكلات الاجتماعية والتربوية والأخلاقية، فيما تغيب عن معالجتك القضايا السياسية التي يعتبرها الأدباء والنقاد الأهم في سلم أولويات الكتابة الأدبية والروائية ؟ ـــ صحيح أنني أهتم بالمشكلات الاجتماعية والتربوية والأخلاقية، لأنني أعتقد أنها في نهاية الأمر عمق السياسة التي يستفيد منها الإنسان، والذي يبقى في نهاية الأمر العنصر الأساسي في الحياة.. فكل الأطراف تعمل من أجل بلوغ أعلى درجات الإنسانية، لكن الأساليب هي التي تختلف.. وإن كنت تعني بالسياسة تلك الشعارات والخطابات المباشرة، فإنني ضدها وأرفضها من منطلقات فنية صرف، حيث أرى أنها تضر العمل الأدبي ولا تفيده في شيء، بينما يبقى هدفي الأساسي في كتابتي للنصوص الأدبية، هو بلوغ وامتلاك أهم التقنيات والأساليب قصد التوصل إلى كتابة نص أدبي فاعل في المجتمع وخالد في ذاكرة الناس.. الكتاب يشتكون من الرقابة..هل لديك مشكل مع هذا الجهاز؟ وإلى أي درجة يمكن أن تغير الرقابة من توجهات الكاتب بصورة عامة، ويوسف عبد العاطي بكيفية خاصة؟ ـــ الرقابة عادة ما تجدها تتابع الخطابات المباشرة والشعارات الفضفاضة، لكن الأدب قادر ـ في رأيي ـ على تبليغ كل المواقف متى تمكن من امتلاك ناصية الفنيات، إذ بوسعه عندئذ من مخاتلة الرقيب، ولنا في المدونة العربية والعالمية ما يكفي للتأكيد على هذا الأمر.. لا يوجد في تقديري، أي نص أدبي لم يتمكن صاحبه من تبليغ مواقفه من الحياة.. بل إنني أسألك، هل هناك نص أدبي خالد لم يحمل فكرا إنسانيا؟ فالشعار والخطاب السياسي، ينتهي بمرور الزمن، أما الأدب الخالد فهو ذاك الذي يعبر عن موقف الإنسان من هذه الحياة، بعيدا عن الشعارات وقريبا جدا من إنسانية الإنسان مهما اختلفت انتماءاته الإيديولوجية والعقائدية والعرقية واللغوية، على اعتبار أن الأدب الناجح والخالد هو ذاك الذي يرقى فوق طاقة السياسة والرقيب بصفة عامة، لأن الأدب هو الذي يؤسس فكر المستقبل الإنساني في هذا الكون بصفة عامة.. هل معنى هذا أن علاقتك بالرقيب في حالة هدنة مستمرة، وبالتالي لست في معركة معه؟ ـــ لا شك أنني دائم المواجهة مع هذا الرقيب، الذي يحاول حشر نصوصي ضمن اهتماماته الإيديولوجية والمهنية، بينما تجدني أسعى دائما إلى مخاتلته بتحسين قدرتي على امتلاك الأدوات الفنية لكتابة نص أدبي أكون فيه قادرا على تبليغ كل المواقف الإنسانية من قضايا العصر الراهن، من دون أن يتمكن من الاقتراب من نصي بأية طريقة.. فالإيحاء مثلا، أهم من الخطاب والتصريح المباشر، على اعتبار أن الإيحاء يدفع كل قارئ إلى اختيار الموقف المناسب من الأحداث بحسب قناعاته، بينما الخطاب المباشر يقيد هذا القارئ بموقف الكاتب، والأدب يرفض ولا يحيا إلا في مناخ الحرية.. يرى النقاد أن اسم يوسف عبد العاطي، ارتبط بكتابة نوع خاص من القصة والرواية يختلف عن جيل كامل من الروائيين في تونس.. ما هي عناصر التميز عن باقي جيلك والجيل السابق من القصاصين والروائيين؟ ـــ طبعا هذا رأي نقدي محترم، لكن بعيدا عن هذه التقييمات، شخصيا ما يهمني من عملية الكتابة بالأساس، هو التوصل إلى تحريك الأسئلة المخزونة داخل كل قارئ للعمل الأدبي، حتى يكون دور القارئ فاعلا ومِؤسسا لعملية الكتابة.. النص الناجح في تقديري، هو ذاك النص القادر على إعطاء قراءات متعددة ومتنوعة ومتضاربة أحيانا، انطلاقا من اختلاف القراء ونوعية القراءات للعمل الأدبي.. وبتعدد القراءات وتنوعها، تكتب الحياة للنص الأدبي.. ولي أن أشير في هذا المجال إلى النصوص التراثية بخاصة، فقصائد المتنبي التي بقيت تعايشنا حتى يوم الناس هذا، هل أن كاتبها هو أبو الطيب المتنبي أم قراءاتنا لها بنظرة مغايرة ومختلفة عما قرئت به في زمانها.. ومن خلال هذه الرؤية التي أحملها إلى القارئ ودوره، تجدني أكتب نصوصا معبأة بالأسئلة، وبأسلوب يحرص على إشراك القارئ في عملية إنتاج النص الأدبي.. واعتقادي أن الشخص القادر على جعل القارئ منتجا، هو الأديب الناجح فعلا.. الرواية التونسية.. وأزمة الدراما على عكس التجربة الروائية في مصر وسوريا، لا يبدو أن الرواية التونسية مستغلة في مجال الأعمال الدرامية أو السينمائية أو حتى المسرحية.. هل هو ضعف الرواية التونسية أم ضحالة الدراما التونسية بجميع روافدها؟ ـــ أولا أرى أن الأمر لا يمكن تعميمه بهذه الصورة، لأن هناك من الأعمال الروائية ما وقع تحويلها إلى أشرطة سينمائية مثل رواية ‘ونصيبي من الأفق’ لعبد القادر بن الشيخ، و ‘ليلة السنوات العشر’ لمحمد صالح الجابري، اللتين حولهما المخرج إبراهيم باباي إلى عمل سينمائي، بالإضافة إلى رواية ‘برق الليل’ للمرحوم البشير خريف، والتي حوّلها المخرج علي العبيدي للسينما.. لكن النصوص التي ذكرت، ليست من تلك الأعمال التي خلدت في ذاكرة التونسيين، مثلما يحصل في أعمال درامية هناك.. ـــ على أية حال.. أعتقد أن المتابع للإنتاج السينمائي والدرامي في تونس بصورة عامة، لا بد أنه لاحظ كون أغلبه ينزع إلى عدم الاتكاء على نصوص روائية وأدبية، وثمة أسباب كثيرة لهذا الأمر، بينها أن هناك عددا مهما من المخرجين التونسيين تخرجوا من المعاهد الفرنسية، لذلك ليس بوسعهم الاهتمام بالإنتاج الروائي والأدبي الوطني، إما لعدم امتلاكهم ناصية الأدب، أو لعدم اهتمامهم بالمطالعة أساسا، أو لنظرة استعلاء على المنتوج المكتوب لاعتقادهم بان الزمن هو زمن الصورة فقط.. إلى جانب ذلك، لا يمكن للمرء أن يغفل عن موضوع الكلفة الباهظة لأي إنتاج درامي، وضيق السوق التونسية، بالإضافة إلى أن أغلب مخرجينا، يوصفون بـ ‘أصحاب العمل الواحد’ على مدار العام، لذلك ترى المخرج لدينا يعمل مخرجا وكاتب سيناريو بل حتى ممثلا في بعض الأحيان.. عرّف الأديب التونسي محمود المسعدي الأدب بـ ‘ المأساة أو لا يكون’.. من جهتك كيف تعرّف الأدب في هذه اللحظة التاريخية ؟ هل تتفق مع المسعدي أم لديك مرجعية أخرى وبالتالي أفق آخر لمفهوم الأدب ؟ ـــ لا بد في البداية من توضيح أمر شديد الأهمية، وهو أن أغلب من ردد هذه المقولة للأديب محمود المسعدي، فهم المأساة من المآسي، فيما أن المفهوم الأعمق والأشمل لهذه المقولة، هو مواساة الحياة.. بعبارة أخرى، الأدب في تعريف المسعدي، كتابة للحياة المنشودة التي يحلم الكاتب بوجودها، لذلك تجده دائما ناقلا لوقائع الحياة بنظرة نقدية، تطرح بالضرورة رؤية جديدة وبديلة للواقع المعيش، أو هي تحلّق في الحلم والخيال المعبرين في نهاية الأمر عما يجب أن تكون عليه الحياة من وجهة نظر الكاتب أو المبدع بصفة عامة.. شخصيا، أعتبر الأدب، ذلك النص القادر على تحميل القارئ مهمة النبش عن الأسئلة المخبأة داخله والتي تجده يهرب من مواجهتها، إما خوفا أو رهبة.. فالأدب في نهاية الأمر، هو ذلك النص القادر على تحريك جميع مكونات الإنسانية داخل كل قارئ، من هذه الزاوية نرى أن النصوص الأدبية الخالدة، تبقى فاعلة في ذات الإنسان حتى وإن ترجمت إلى لغات عديدة.. إن الأدب لا يعرف الجنس أو الحدود أو اللون، إنه ذلك النص الذي يحكي الإنسان بعيدا عن التبعية والخطابة والشعارات الزائفة.. هل لديك فكرة عن المشهد الثقافي القطري؟ وما هو تقييمك لمسار الأدب والرواية في قطر؟ ـــ الأكيد أنه لا يمكنني الجزم بأنني علي اطلاع كامل على الأدب القطري بحكم عدم توفر أغلب العناوين الأدبية وحتى الصحفية في السوق التونسية، أضف إلى ذلك عدم اطلاعي على الدراسات النقدية التي تتحدث عن بدايات الحياة الأدبية في قطر والانتاجات الحديثة في المشهد الثقافي هناك.. لكن باعتبار اهتمامي الصحفي خلال ما يزيد عن خمس سنوات أشرفت فيها على ركن أدبي بصحيفة ‘الصباح الأسبوعي’، حيث أقدم من خلاله قراءات تعريفية للأعمال الأدبية التونسية والعربية، أمكنني الاطلاع على بعض العناوين الهامة، بينها مقتطفات من أعمال الشاعرة الدكتورة، زكية مال الله، والقاصة الدكتورة هدى النعيمي، والشاعرة والأديبة كلثوم جبر، والشاعر حسن المحمدي، والشعراء زايد بن كروز وعايض القحطاني ومحمد بن شباب وغيرهم…. ولكنني اشعر دائما بأنني في حاجة إلى الاطلاع أكثر على تجارب زملاء في بلدان عربية عديدة، لقناعتي بأننا نكتب جميعا من أجل إثراء المكتبة العربية (المصدر: صحيفة ‘الشرق’ (يومية – قطر)  بتاريخ 1 سبتمبر 2008)


 

تونس تعتقل 9 شبان حاولوا الهجرة سراً اٍلى اٍيطاليا

تونس / 1 سبتمبر-ايلول / يو بي أي: أعلنت قوات الأمن التونسية عن إحباطها محاولة جديدة للهجرة السرية اٍنطلاقا من الشواطئ التونسية باتجاه السواحل الجنوبية الاٍيطالية، تمّ خلالها اعتقال تسعة شبان تونسيين. وذكرت صحيفة « الأسبوعي » التونسية اليوم الاثنين إن عملية إحباط هذه المحاولة الجديدة للهجرة السرية إلى إيطاليا، تمت في مدينة بنزرت (65 كيلومترا شمال تونس العاصمة). وأضافت أن هؤلاء الشبان الحالمين بالهجرة إلى الضفة الشمالية، عمدوا إلى سرقة زورق صغير استخدموه خلال رحلتهم البحرية غير الشرعية،غير أن وحدة من الحرس البحري التونسي تفطنت لهم قبل دخولهم المياه الدولية. يشار إلى أن محاولات الهجرة غير الشرعية باتجاه السواحل الاٍيطالية انطلاقا من الشواطئ التونسية التي يبلغ طولها 1300 كيلومتراً عادة ما تتزايد خلال الصيف على الرغم من الإجراءات الأمنية المشدّدة التي اتّخذتها السلطات التونسية. وكانت الصحف الإيطالية قد أشارت في وقت سابق إلى أن حرس الحدود الإيطالي أحبط قبل ثلاثة ايام محاولة للهجرة غير الشرعية، تم خلالها اعتقال 20 شاباً تونسياً غير بعيد عن جزيرة سردينيا الإيطالية. (المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 31 أوت 2008

 تونسية تضع ستة توائم لأول مرة في تونس

تونس (رويترز) – قال أطباء في تونس يوم الاثنين إن امرأة تونسية وضعت ستة تؤائم بمستشفى بالعاصمة في اول حالة من نوعها في البلاد. وقال الطبيب البشير الزواوي متحدثا للتلفزيون الحكومي إن المرأة وضعت ستة توائم وهم ثلاث اناث وثلاثة ذكور. واشار إلى أن الولادة تمت بعملية قيصيرية وأن الأم وأولادها بصحة جيدة باستثناء واحد يشكو من ضيق في التنفس. وسبق أن سجلت حالات ولادة لخمسة توائم في تونس لكن هذه اول مرة تسجل فيها ولادة ست توائم. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 1 سبتمبر 2008)

على مقربة من المستودع البلدي بقصر هلال

 

قتـلا «المرماجي» بـ «طريحة نباش القبور» واستوليا على دراجته و…«شلاكة» إيقـاف المظنون فيهما… و6 أطفال مصيرهـم غامض

  لفظ كهل من مواليد 1962 يدعى محسن حباس أنفاسه الاخيرة في بداية الاسبوع الفارط بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة بالمنستير بعد يومين من تعرضه لـ«براكاج» على مقربة من المستودع البلدي بقصر هلال مخلفا أرملة وستة أطفال تتراوح أعمارهم بين التسعة أعوام و18 سنة. وفارق محسن وهو عامل بناء أصيل معتمدية الروحية من ولاية سليانة واستقر بحي الزامرين بالمكنين  قبل نحو عشرين سنة الحياة بسبب نزيف دموي في الرأس وارتجاج في المخ إثر تعرضه لاعتداء بالعنف الشديد. وقد نجح أعوان فرقة الأبحاث والتفتيش للحرس الوطني بالمنستير في إلقاء القبض على القاتلين بعد سلسلة من التحريات والتنسيق الأمني مع وحدات أمنية أخرى.   سدوا الطريق أمامه وكشفت المعطيات الأولية أن الضحية كان عائدا من قصر هلال نحو محلّ سكناه بحي الزامرين بالمكنين على متن دراجة نارية عندما فوجئ بالقتلين يسدان الطريق أمامه ويحاولون منعه من مواصلة طريقه ولكنه حاول تفاديهما  وقاومهما  وتمكن في البداية من الافلات منهما غير أنهما أصرا على إسقاطه فأفقداه توازنه حتى سقط من الدراجة وهي تسير ليرتطم رأسه باليابسة. وحسب ذات المعلومات فإن المظنون فيهما استغلا الفرصة حينها وأعتديا على محسن بالعنف الشديد واستوليا على الدراجة ومبلغ مالي كان بحوزته قبل أن يلوذا بالفرار. وقد اعترف أحد المظنون فيهم إثر إلقاء القبض عليه بأنه شارك في الجريمة وأصيب أثناءها  بكسر استوجب وضع الجبس بعد أن كان تمسك في البداية بالانكار التام.   من أجل المصروف وباتصالنا بعائلة الضحية أفادنا شقيقه المنجي أن «محسن تلقى في حدود الساعة السابعة من مساء يوم الواقعة مكالمة هاتفية من آبن عمه وهو في الوقت ذاته زميله في العمل يعلمه فيها بأنه تسلم تسبقة من مرتبه وطلب منه المجيء الى قصر هلال إن كان في حاجة ماسة للمال ليسلمه المصروف. واضاف محدثنا: لقد توجه محسن إثر المكالمة الى قصر هلال على متن دراجته النارية والتقى بابن عمه وتسلم منه مبلغا ماليا قدره 50 دينارا ثم أمضيا معا بعض الوقت وفي حدود الساعة العاشرة والنصف ليلا استقل أخي دراجته وقصد منزله ولكن باقترابه من المستودع البلدي بقصر هلال  فوجئ بأشخاص يقطعون الطريق أمامه فحاول تفاديهم ورغم إصراره على الافلات منهم فإنهم حاصروه  وأسقطوه أرضا وانهالوا عليه ضربا مبرحا وركلا ولكما  بلا شفقة ولا رحمة وعندما أدركوا أن الموت يتهدده استولوا على الدراجة النارية والمبلغ المالي و«شلاكة» كان يحملها  في ساقيه ولاذوا بالفرار الى وجهة مجهولة فيما ظل أخي يحتضر الى أن تفطن أحد المارة لأمره فنقل الى مستشفى قصر هلال ومنه الى المنستير حيث احتفظ به تحت العناية المركزة ولكنه فارق الحياة بعد يومين تقريبا».   حاولوا إخفاء الدراجة في المستودع وقال محدثنا الذي بدا عليه التأثر: عندما علم القاتلان بوفاة أخي حاولا التسلل الى المستودع البلدي لاخفاء الدراجة والتخلص منها غير أن الحارس تفطن اليهما فلاذا بالفرار قبل أن يقعوا في قبضة وحدات الحرس الوطني بالمنستير.   صابر المكشر طارق عويدان   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 1 سبتمبر  2008)

 حصاد الاسبوع -31 \ 8 \ 2008

تجفيف المنابع يستهدف رياض الأطفال!  بعد أن أتى مشروع تجفيف المنابع على الأخضر واليابس وبعد أن عبث بمقومات الأمة وثوابتها وتفنن في سلخها من هويتها وسلخ المتدينين من جلودهم ..ها هو يحط الرّحال بل حطه منذ أمد بعيد عند رياض الأطفال، لقد شهد هذا الفضاء اعتداءات فظيعة على فطرة الطفولة حيث أخضع أطفال في سن الثالثة والرابعة والخامسة إلى محاولات خسيسة استهدفت أذواقهم وطفولتهم ومن يطلع على برنامج هذه المحاضن سيقف على المأساة…هناك إلى جانب الاحتفال في المناسبات بطريقة غريبة ودخيلة على ثقافتنا وديننا تدور أغاني المزود المبتذلة والأغاني الشرقية الماجنة التي تحتوي على كلمات تخدش الحياء كل هذا إلى جانب اختبارات رقص على أصوات موسيقية صاخبة ونشاز… للعلم أنه قد صدر منشور يحظر مثل هذا الابتذال وهو ما يزال نائم قرير العين منذ الربيع الفارط في أدراج الجهات المسئولة يدخرونه إلى يوم معلوم. يا ليت هذا المنشور يخرج لينفض عنه الغبار ويستنشق النسيم ويا ليت منشور 108يأخذ مكانه فيترجل ليرتاح فقد هده الإعياء!!!  من وراء  نجاح الملولي؟ عاد السبّاح المتميّز أسامة الملولي حامل معه ذهبية الألف وخمسمئة متر بعد أن تحصل عليها أمام عمالقة الحوض فقد نافس الملولي في هذا الإختصاص الصعب سباحين من طراز عالي ، وبهذا يكون السباح المتميز قد دعم رصيد الرياضة التونسية بميدالية ذهبية أولبية ثانية بعد ميدالية العداء محمد القمودي في سباق خمسة الآف متر التي تحصل عليها خلال الألعاب الأولبية بمكسيكو سنة 1968 الخبراء والنقاد الرياضيين أوعزوا هذا الإنتصار إلى المجهودات الكبيرة والمضنية التي قام بها هذا السباح وإصراره الكبير على الفوز وتمتعه بروح التحدي التي أسهمت في دفعه نحو الانتصار، أما بعض المنابر الإعلامية التونسية ومثلهم من المسئولين على قطاع السباحة فقد أوعزوا هذا التفوق إلى العناية الكبيرة التي أولاها رئيس الجمهورية لهذا القطاع وهذا السباح على وجه الخصوص « مع أن الشاب يتدرب في أمريكا ويدرس هناك وطاقم الإشراف من هناك ولا ندري كيف أدركته هذه العناية وهو في حوض للسباحة بجامعة كاليفورنيا » .  مؤتمر خارق للعادة!  بعض الأحزاب في تونس عندما تعقد مؤتمرها تستغرق مداولاته أكثر مما تستغرقه مداولات الحزب الحاكم في الهند والغريب في الأمر أن المهام والحقائب التي توزع « مالية ، امرأة ،هياكل ، أعلام ، أحزاب ،جمعيات واقتصاد … » تكاد تفوق حكومة ائتلاف موسعة ، وفي الوقت الذي لا تملك فيه البلاد نائب للرئيس تملك هذه الأحزاب نائبين للرئيس وأكثر وما يميز بعض هذه الأحزاب التونسية عن نظرائها في العالم أنها تخرج من مؤتمرها منهكة ولكي تستريح تأخذ إجازة مفتوحة إلى المؤتمر التالي.  الحوار مع الشباب…  في خضم الكلام المتزايد والدعاية الكبيرة للحوار مع الشباب وفي غياب حوارات مباشرة ملموسة بغض النظر على النتائج كثر التساؤل بين الناس من المستهدف بهذا الحوار؟ وفي غياب جواب واضح قام أحدهم « وهو سائق سيارة أجرة  » في مسعى ميداني للوصول إلى هذا اللغز ولإدراك طحين هذه الجعجعة، فأخذ على نفسه أن يسأل مختلف الشرائح الشبابية عن هذا الحوار، استبين شباب من سن الخامسة عشر حتى الثلاثين وعبر الجهات والمدن التي يمر بها خلال عمله لم يعثر إلى الآن على شاب وقع محاورته وقد وعد بالمضي قدما في مشروعه هذا لكن بعد أن يتعرف على مصطلح الشباب لدى السلطات التونسية…ويذكر أنه سأل شابا في الخامسة والعشرين من عمره كان جالساً في المقهى عن هذا الحوار فرد عليه بعصبية « هذا خاص بالشباب ما دخلي أنا » !!!!!!!  
(المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 31 أوت 2008)

ايلول 01, 2008  

الفرع المحلي لصندوق التأمين على المرض يتفتح على الطريق العام؟؟؟ الفرع المحلي لصندوق التأمين على المرض بقصرهلال يضيق بمنخرطيه ويدفع بهم دفعا الى الطريق العام

مراد رقية لقد أشرت في تدوينات سابقة الى أن مدينة قصرهلال أصبحت بفضل تقاعس المسؤولين الاداريين والتجمعيين الحريصين على تتويج الامبراطورة لطيفة يوم21 جويلية2008 مدينة المفارقات العجيبة الغريبة.ولعل من هذه المفارقات  اصرار الهيئة البلدية ذات اللون الواحد الأوحد على تركيز مغازة شامبيون في مكانها الحالي دون وجود مجال حيوي لها يتسع لمرتاديها ولوسائل نقلهم مما حوّل المنطقة المتاخمة الى جحيم الا أن بلوغ رقم معاملات المغازة مستوى قياسي بلغ 130 ألف دينار ليوم واحد يمكن أن يغطي على كل ذلك؟؟؟  اما المفارقة الأخرى والتي تخص هذه المرة وزارة الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج عبر الفرع المحلي للصندوق الوطني للتأمين على المرض الذي تناولت في مناسبة سابقة رداءة خدماته لا في مستوى الأعوان الذين نكنّ لهم كل الاحترام ونشد على أياديهم لتحملهم أعباء تفوق بكثير طاقة تحمل البشر دون الحصول على المقابل المادي الملائم،ولكن ضيق المحل الحالي المستقبل لمنخرطي خمس معتمديات هي صيادة لمطة بوحجر وقصرهلال  والمكنين وطبلبة والبقالطة والذي أصبح غير قادر على استقبال المنخرطين طالبي الخدمات فيدفع بهم دفعا الى الطريق العام؟؟؟ وقد مررت اليوم فاتح رمضان من أمام هذا المقر فلاحظت يا للحسرة ويا لا الذل والمهانة جلوس عديد المنخرطين وفي هذا الطقس الربيعي  والرقيق على الأرصفة في انتظار حلول دورهم الذي يمكن أن يحل بعد ساعة أو ساعتين.ولعل من الأخطاء التي وقعت فيها وزارة الشؤون الاجتماعية وبعد انشاء هذا الصندوق المصنف مشروعا رئاسيا هو عدم سعيها  تصويبا لتردي الخدمات ولانتهاك حقوق المضمونين الاجتماعيين أن محلات الصندوق الوطني للتقاعد ومحلات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أصبحت تستقبل عددا محدودا من الحرفاء قياسا على صندوق التأمين على المرض وأصبح موظفي التقاعد والضمان يعانون في كثير من الأحيان من البطالة التقنية فحبذا لو وقعت اعادة هيكلة لاحداث التوازن وتفادي الخلل في مستوى المحلات والموظفين مع فتح مقرات جديدة بحيث لا تتجاوز تغطية الفرع الواحد معتمديتين اثنتين لا أكثر؟؟؟ ان مقرات الصندوق الوطني للتأمين على المرض أصبحت تشجع على المرض واتلاف الأعصاب وامتهان الكرامة بدفع طالبي الخدمات الى الطريق العام دون حمايتهم من حوادث الطرقات فتجلسهم على الرصيف ذنبهم الوحيد هو الخضوع للأمر الواقع الرديء المهين بسبب استقالة وزير الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج الذي لا يهمه البتة متابعة هذا المشروع الرئاسي والالتفات الى معاناة منخرطي الصناديق الاجتماعية في بلد يدعي لنفسه امتلاك تشريعات اجتماعية يحسد عليها وصناديق تضامنية  وطنية ودولية تعتبر مثالا يقتدى به،فأين هي وزارة الشؤون الاجتماعية وأين هو تكريسها للشعار الذهبي المثبت حتى على الأرصفة المستقبلة للمنخرطين المنتهكي الكرامةادارة تلتزم بخدمة المواطن،لكن هل تكون الخدمة داخل الجدران أم على قارعة الطريق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ كل عام وأنتم بألف خير وصحة وسعادة  


المجتمع المدني بين الوصفي والمعياري: تفكيك إشكالية المفهوم وفوضى المعاني

   

 بقلم:مهند صلاحات *   يعتبر مفهوم «المجتمع المدني» الذي عاد للتداول حديثاً بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في بداية تسعينيات القرن الماضي، واحداً من أكثر المفاهيم الفكرية الحديثة جدلية، حيث احتل هذا المفهوم حيزا كبيراً في المناقشات الفكرية، وحظي باهتمام وسائل الإعلام المختلفة، وظهرت العديد من الكتب والدراسات التي تعالجه، بل أصبح يُدرّس في الجامعات والمعاهد العربية والعالمية، وخصصّت مراكز بحثية مختصة للبحث فيه، لما لهذا المفهوم من معاني مختلفة وإشكالية متعددة ومعقدة في الوصول لتعريف واحد متفق عليه. من إشكالية هذه التعريفات المختلفة لهذا المفهوم، تنطلق الباحثة الفلسطينية نادية أبو زاهر في كتابها («المجتمع المدني بين الوصفي والمعياري: تفكيك إشكالية المفهوم وفوضى المعاني») الصادر في بداية شهر مايو من هذا العام، عن المؤسسة الفلسطينية لدراسة الديمقراطية (مواطن)، من التعدد والاختلاف حول تعريف مفهوم «المجتمع المدني» بوصفه واحداً من أكثر المفاهيم جدلية، ولذا وصف بالمفهوم «الزئبقي» أو «الضبابي» لأنه لا يوجد اتفاق حول تعريفه ومكوناته وشروطه ودوره، فعمت فوضى في معانيه، رغم أنه احتل حيزاً كبيراً في المناقشات الفكرية، وحظي باهتمام القادة والسياسيين والحكومات ووسائل الإعلام، فإنه يتضح لمن يطلع على الأدبيات الوفيرة حوله، أنه يندر وجود محاولات لسبر عمق الجدل المحيط بهذا المفهوم. حيث تقدم الباحثة تحليلاً شاملا لمفهوم المجتمع المدني تبدأ بمقاربة نظرية تاريخية توضح كيفية استخدامه بطرق مختلفة عبر مراحل فكرية متعددة منذ بداية نشأته. ثم تنتقل إلى تحليل الجدل العالمي المتعلق به وتحليل أسباب الجدل العربي حوله، وتنتهي بتحليل أسباب الجدل الفلسطيني حول هذا المفهوم. كما قامت أبوزاهر أيضا بتفكيك إشكالية مفهوم المجتمع المدني حتى تساعد على فهم نواحي الغموض والتناقضات التي تحوِّله إلى مفهوم ضبابي أو زئبقي. وسلطت الضوء على المشاريع المختلفة التي ترفع شعار المجتمع المدني في الكتابات المعاصرة، وتوضح كيفية توظيفه لخدمة مشاريع أو أهداف أو جداول أعمال مختلفة، وكيف يؤدي هذا التوظيف إلى تشعب الجدل حول المفهوم وزيادة فوضى معانيه. بحيث يمكن القول إن هذا الكتاب يمثل محاولة، ربما تكون الأولى، لرسم خارطة طريق لفهم المفهوم وتوظيفاته المختلفة، في ظل التوسع العالمي في استخدامه، وتوسع مكوناته. وهو ما عبر عنه بعض المؤلفين، مثل بنيامين بارت Benjamin Bart عندما قال: «كلما ازداد استعمال مفهوم المجتمع المدني في السنوات الأخيرة، يقلّ فهمه». على هذا الأساس فإن تنوع الأهداف و «المشاريع» التي يستخدمها الكتّاب أو الساسة والحكومات سواء المعلنة أو غير المعلنة لخدمة أهدافهم ومشاريعهم المختلفة يؤدي إلى التباين في كيفية استخدام المفهوم، وتباين استخداماته يؤدي إلى الاختلاف حول تحديد مقومات وجوده أي الشروط التي يفترضون أنه ينبغي أو لا ينبغي توفرها لوجوده. ومكوناته أي تلك التي يفترضون بأنه ينبغي أن يتكون منها المجتمع المدني وأي منها يتم اعتبارها أكثر أهمية من غيرها. وما هو الدور المفترض أن يقوم به. تبدأ أبوزاهر من: متى ظهر المجتمع المدني؟ معتبرةً أن تحديد هذه البداية شكّلت هي الأخرى نقطة خلافية بين الكتّاب، فهناك من يرى أن المجتمع المدني ظهر مع ظهور المدينة والتمدن والمدنية، وهذا الرأي يعتبر أن المجتمع المدني المقصود به المجتمع المتمدن، وعليه يرون أنه نقيض للمجتمع التقليدي غير المتمدن، وهناك من يرجع تاريخ المفهوم إلى أفلاطون كما فعلت دراسة فيرغسون على سبيل المثال. وتشير كذلك إلى أنه رغم وجود خلاف حول ظهور المجتمع المدني فإن هذا الخلاف لم يكن بنفس الدرجة التي يختلفون عليها فيما يتعلق بدوره وشروطه ومكوناته. وذلك لأنه ورغم وجود عدد من الكتّاب الذين يعتقدون بأن المجتمع المدني ظهر مع ظهور المدينة، فإن الغالبية العظمى منهم تميل إلى اعتبار أنه ظهر مع فلاسفة العقد الاجتماعي. وهذا الرأي، وهو ما تميل إليه موسوعة الديمقراطية، التي يعتبر التجربة التاريخية التي مرت بها المجتمعات الأوروبية في القرنين 17 و18 بمثابة الظهور الأول لمفهوم المجتمع المدني فكان من أهم ما تمخض عن هذه الحقبة الزمنية ظهور نظرية «العقد الاجتماعي» التي لا يزال هناك نوع من الإجماع على أنها أساس نشوء المجتمع المدني. والفكرة الرئيسية التي كانت تدور حولها هذه النظرية هي كيفية انتقال المجتمعات من «حالة الطبيعية» إلى «المجتمع السياسي أو المجتمع المدني». لتصل الباحثة إلى نتيجة، أن المفهوم في تلك المرحلة الزمنية استُخدم لدحض نظرية «الحق الإلهي للملوك» في محاولة لعزل النظام السياسي عن فكرة «الحق الإلهي المقدس» التي أعطت للملوك حكماً مطلقاً مستمدا من إرادة إلهية، وبذلك جاء منسجما مع حاجات مرحلية تخصّ تطوّر المجتمعات الأوروبية في ذلك الوقت. وتشير في سياق صفحات كتابها كذلك إلى أن الفلاسفة الذين أرسوا نظرية العقد الاجتماعي كان بينهم اختلاف حول كيفية نتيجة هذا العقد أو الذي يطلق عليه «المجتمع المدني». وغالبا ما كانت رؤيتهم له منسجمة مع ظروف المراحل الزمنية التي عاصروها وحاجتها. فالمجتمع المدني بالنسبة لهوبس، والذي يتطابق في تلك المرحلة مع مفهوم المجتمع السياسي، ينتج عن التعاقد بين البشر وليس عن إرادة إلهية، ونظر إلى دوره في حماية الأفراد وتحقيق أمنهم. رؤية هوبس هذه جاءت منسجمة مع حاجة المرحلة التاريخية من أوروبا التي كان يعاصرها لدحض نظرية «الحق الإلهي للملوك» في محاولة لعزل النظام السياسي عن فكرة «الحق الإلهي المقدس»، وللتأكيد على أن مصدر السلطة السياسية ومصدر الشرعية والسيادة في الحكم بشرية (دنيوية) وليست إلهية (دينية). إضافة إلى حاجة الظرف التاريخي الذي كانت تمر به أوروبا من حروب وثورات وتحديدا بريطانيا موطن هوبس. أما المجتمع المدني بالنسبة للوك فينتج عن التعاقد ويحمي الأفراد وممتلكاتهم وينظمها، ويدافع عن الدولة من العدوان الخارجي في سبيل الصالح العام، وأفضت نتيجة التعاقد الذي تصوره مشرعة للثورة ضد الحكم الاستبدادي. وجاءت رؤيته له منسجمة مع ظروف مرحلية عاصرها، لها علاقة بخصوصية تلك المرحلة التاريخية من أوروبا وتحديدا إنجلترا، فتشريعه حق الشعب بالثورة ومناهضة الحكم المطلق جاء منسجماً مع حاجة تلك المرحلة التي تمر بها إنجلترا، فكان لوك من مؤيدي ثورة 1688 وكان من الداعين للتصدي للحكم المطلق بغض النظر عمن يشرع له، بهدف إحداث تغيير في نوع الحكم السائد في ذلك الوقت في إنجلترا، وجاءت رؤيته لدور المجتمع المدني بحماية الأفراد والملكية وتنظيمها منسجمة مع ظروف عاصرها في تلك الفترة، حيث كان من مؤيدي للطبقة البرجوازية الصاعدة التي كانت تسعى لبناء سلطتها ودولتها الجديدة ولتقويض دور الكنيسة التي تحكمت في مختلف مجالات الحياة، وكانت البرجوازية ترفض الحكم الفردي وتدعو إلى حماية الملكية. وبالنسبة لروسو فالمجتمع المدني الناتج عن التعاقد الذي تصوره، يكون له دور في حماية كل القوة المشتركة التي تشكله والمتكونة من اتحاد الأفراد على أساس الحرية والعدالة والمساواة. وعلى ما يبدو فإن رؤية روسو للمجتمع المدني انسجمت مع ظروف الظلم الاجتماعي والاستبداد التي عاصرها والتي كانت سائدة في، فجاءت أفكاره معبرة عن رفضه لهذا الواقع وداعية إلى تغيره. تقول الباحة نادية أبوزاهر للعرب: إن الدافع الذي دعاها لاختيار هذا الموضوع المعقد والإشكالي للبحث فيه، هو قلة المصادر العربية التي تطرقت له، بالإضافة للاهتمام المتزايد فيه، والذي لم يعد يقتصر على الصعيد الأكاديمي فحسب، بل شغل كذلك اهتمام القادة والسياسيين والحكومات. كل يستخدمه بالطريقة التي تناسبه والتي تحقق له أهدافه. رغم كل هذا الاهتمام في المفهوم فإن القارئ بات يشعر بكثير من الحيرة والتشتت حول ما يعنيه. فلو حاولت أن تبحث في تعريفه فلن تجد له تعريفا واحدا بل ستجد له مجموعة كبيرة من التعريفات فتتيه بينها. وربما لا نبالغ إذا قلنا إن كل كاتب بات يستخدم تعريفه الخاص للمفهوم، فجاء هذا الكتاب كمحاولة لمناقشة أبرز التعريفات لهذا المفهوم والوقوف عليها للخروج بصيغة تحاول تقريب المفهوم للقارئ العرب. من جانبه، الدكتور جورج جقمان مدير مؤسسة مواطن، والأستاذ في جامعة بيرزيت وصف الكتاب قائلاً: «إن الكتاب عمل بحثي أصيل، ويقدم إسهاما مهما في مجاله، من خلال تناوله الشامل لموضوع المجتمع المدني». يذكر أن الباحثة نادية أبوزاهر حصلت على ماجستير ديمقراطية وحقوق الإنسان بدرجة امتياز من جامعة بيرزيت في (فلسطين)، وتشمل اهتماماتها البحثية المجتمع المدني ورأس المال الاجتماعي ولديها العديد من الدراسات المنشورة * مع التقدير لما أتى في المقالة فهي لا تعبر بالضرورة عن رأي حركة القوميين العرب 31/8/2008 حركة القوميين العرب E-mail     :raouf-b@mail.sy فاكس2312744: 00963  11 تلفون جوال: 932430637  00963 الموقع الإلكتروني: www.alkawmiyeenalarab.net Haraket Alkawmeyeen Alarab

العلاقات اللّيبية – التونسية وئام صاخب…و خلافات صامتة

 

إسماعيل دبارة من تونس: « الحقيقة أني كنت ألح عليه منذ زمن، وأقول له أرجوك لا تتراجع لأن هذه معركة، هذا يعني تكليفاً من الشعب وليس تشريفاً. هذه معركة، أنت قدت، أنت صنعت التحول في الـ 7 من نوفمبر، هذه معركة بدأتها تبقى فيها إلى آخر قطرة من دمك « . هذه عبارات أطلقها الزعيم الليبي معمّر القذافي أثناء زيارته التي أداها إلى تونس من الثالث إلى الخامس من آب / أغسطس الجاري أياماً قليلة بعد الإعلان رسميا عن ترشيح الرئيس بن علي لولاية رئاسية خامسة. هل تختزل عباراته تلك حقيقة العلاقة مع تونس و شعبها و رئيسها ؟ أم أن الاستهلاك الإعلامي يقتضي مثل هذه « المجاملات » و « المناشدات » و ما خفي في طيّات العلاقة العريقة أعظم. القذافي يقول إنه شخصيا سعيد بإعلان ترشّح بن علي للرئاسة و اقرّ في ذات الوقت بأن « الليبيّن كلهم سعداء بسماعهم بأن الرئيس التونسي سيترشح لولاية أخرى. » و لأن العقيد القذافي متعوّد على الحديث باسم شعبه خصوصا في ما يهمّ علاقات ليبيا الخارجية ،دون أدنى اعتبار للأصوات الداعية من الداخل أحيانا و من الخارج غالبا إلى قليل من التشاور و المشاركة ، فإن الطرف التونسي ينظر باهتمام مبالغ فيه و بحرص أكبر على طريقة التعاطي مع هذا الجار المثير و الهام في آن. جار مثير حسب المتابعين نظرا لعلاقاته الخارجية المتقلّبة و التي تخضع في مجملها إلى مزاج العقيد، و هامّ لأن الطبيعة المعقّدة للنظام السياسي الليبي في حدّ ذاته تفرض نوعا من الانتباه الشديد و الرّصد المتواصل. ما بات يعرف بـ « أحداث قفصة  » وهي المواجهات التي شهدتها المحافظة الجنوبية الغنية بالمعادن و الثروات الطبيعة بين 26 كانون الثاني ( يناير) و3 شباط (فبراير) من العام 1980 بين مجموعة من المعارضين التونسيين المحسوبين على التيار القومي وقوات الأمن والجيش التونسيين بمساعدة و إيعاز ليبي مبالغ فيهما و أدت إلى شرخ كبير في العلاقة بين الجارتين المغاربيّتين، قد تكون المنعرج الأخطر و النقطة السوداء الأبرز في تاريخ العلاقة بين البلدين. أحداث لا تزال في الذاكرة التونسية، لم تتمكّن عبارات الغزل السياسي من محوها و إن لم تكن تأثيراتها طويلة المدى نظرا لفقدان القيادة الليبية لرغبتها السابقة في فرض نفوذ داخل تونس. إلا أن تلك الإحداث والتي سبقت بما بات يعرف بأزمة الجرف القارّي و نزاع الحدود، يمكن أن تبرهن بشكل كبير على قدرة البلدين على امتصاص خلافاتهما و تزويدها بكاتم صمت مازال قيد الاستعمال إلى اليوم. عندما استولى الزعيم الليبي معمر القذافي على السلطة في انقلاب العام 1969 وعد بشكل صريح بتحرير الاقتصاد لكنّه أضمر ما يجمع عليه المتابعون اليوم « لا مجال للإصلاح السياسي في ظلّ حكم العقيد ». الأستاذ رشيد خشانة المتخصص في شؤون المغرب العربي و المتابع للشأن الليبي قال لـ « إيلاف: إن ما يربط بين تونس و ليبيا اليوم عريق و كبير، لكنه في معظمه متوجّه إلى قضايا ليست في الغالب منحازة إلى مصلحة شعوب البلدين. أحداث كبيرة و أخرى صغيرة أثرت أحيانا في العلاقة بين البلدين و ساهمت طورا آخر في تقريب وجهات النظر، لعلّ من أبرزه التقارب الليبي الأميركي الذي أعاد الجماهريّة المتمرّدة إلى مستنقع العلاقات الدولية المتشابكة. خطوة لم تعلّق عليها تونس المجاورة بشكل مباشر ، لكنّ تصريحات عدد من المسؤولين الكبار و المتابعين تدلّ على أن العقيد فهم أخيرا أن طريقه الطويل نحو المجد و الخلود يمرّ حتما من بوابة « واشنطن ». المشروع النّافذ الذي نظّر له الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي حسب رشيد خشانة كان نقطة خلاف كبيرة بين البلدين وإن لم يطفو ذلك الخلاف إلى السطح لا إعلاميا و لا سياسيا و بدا اختلافا عاديا للغاية لم يُفسد الودّ الكبير الذي يُميّز علاقة الزعيمين بن علي و القذافي. ويقول: »لئن اندفعت تونس بكل جوارحها مع مبادرة ساركوزي باحثة عن المكاسب القصوى منه ، فإن الجماهريّة الليبية ركنت إلى مقاطعة « الاتحاد من اجل المتوسّط  » لأسباب يختزلها الليبيون في ضرورة بناء علاقات صحية و متوازنة و نديّة مع أوروبا، تنطلق من احترام السيادات الوطنية لدول الضفة الجنوبية، أمنيا واقتصاديا وثقافيا. بالإضافة إلى الانضمام إلى تكتلات دولية تخدم قضايا السلام والتعاون المتكافئ، وليس من أجل خدمة مشاريع السيطرة داعين في المقابل إلى عدم تهميش الاتحاد المغاربي، بل و تفعيله عسى أن يصبح فعليا تكتّلا قائم الذات ، في حين يستبعد مشروع ساركوزي المتوسطي اتحاد المغرب العربي كوحدة وهو الأمر الذي يراه الليبيون في حاجة إلى توضيح. » ضرورة الالتزام بميثاق الاتحاد الإفريقي ومؤسساته عند التفاوض مع أوروبا أو أميركا، أو مع أي طرف آخر في العالم بحسب خشانة مبادئ يرغب العقيد القذافي ترسيخها في السلوكات السياسية للزعماء الأفارقة. ملفّات مكافحة الإرهاب و الهجرة السرية و المخدرات لطالما كانت محلّ وفاق بين البلدين ، و يرى خشانة أن البلدين تماهيا في الارتكاز على المعالجة القضائية والأمنويّة مع تغاض واضح عن المعالجات السياسية والثقافية و الاجتماعية التي تعتمد على توسيع هامش الحريات و احترام المؤسسات و إطلاق الحريات العامة و الخاصة. وعلى الرغم من التنسيق البيني الكبير و الناجع أحيانا بين كل من تونس و ليبيا في هذا المجال إلا أن هذا التنسيق كان سببا في عدّة مناسبات في عدم احترام حقوق الإنسان و الاعتداء على الحريات و الحرمات في البلدين و ذلك بشهادة عدد من تقارير حقوق الإنسان المحلية و الدولية. عدد من الإعلاميين و المتابعين لسير العلاقات بين البلدين اعتبروا الفترة الحالية في تاريخ العلاقة « نموذجية »، و زيارة القذافي الأخيرة إلى تونس أثبتت بشكل قاطع نقاء الأجواء بين الجارتين. واعتبروا التوافق على عدد من القضايا المصيرية الكبرى بين البلدين و تقييم مستوى التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والتقدم في إنجاز المشاريع الكبرى المشتركة. هذا بالإضافة إلى اهتمام القائد الليبي والرئيس التونسي بمسيرة الاتحاد المغاربي والسبل الكفيلة بتفعيل مؤسساته كانت من أبرز ما طبع الزيارة الأخيرة التي أداها القذافي إلى تونس. فتونس وليبيا جارتان على نفس الطريق تقريبا في مجالي التنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية ، و بالإضافة إلى علاقات الجوار والأخوة، تربطهما المصلحة المشتركة والمصير الواحد، والإرادة من أجل دفع العمل لصالح شعبين يربطهما الكثير ثقافيا و تاريخيا و اقتصاديا. العلاقات المميزة بين ليبيا و تونس ترجمت عمليا بالزيارات المتتالية لمسؤولي البلدين و ما تبعهما من نتائج إيجابية مثمرة خصوصا على المستوى الاقتصادي مختزلة في اتفاقيات التعاون المشترك. والجماهريّة الليبيّة هي الشريك الأول لتونس على المستوى المغاربى والعربي والخامس عالميا فيما يخص حجم المبادلات الاقتصادية إذ سجلت المبادلات التجارية تطورا هاما سنة 2007 تجاوز المليارى دولار مقابل 1790 مليون دينار سنة 2006 و1274 مليون دينار سنة 2005 وعمليا يعبُر سنويا إلى تونس نصف مليون ليبي ، في حين يزور مليون تونسي ليبيا كلّ سنة. هذا الوضع الجيد والإيجابي في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري دعمته ما اصطلح بتسميته في الإعلام الرسمي للبلدين « الإرادة المشتركة للزعيمين القذافي و بن علي لانجاز المزيد من المشاريع، وضخ المزيد من الاستثمارات في شتى المجالات « . وإلى جانب ملفات المشاريع الكبرى هناك ملفات أخرى تبدو هامة للغاية و هي تلك المتصلة بالرؤية المشتركة ووجهات النظر الموحدة حول ملفات تهم الأوضاع الإقليمية والدولية.. فبين تونس وليبيا قواسم ورؤى مشتركة حول ملفات الوضعين الإفريقي و المغاربى وحول ملفات مثيرة للجدل كالهجرة غير الشرعية ومكافحة المخدرات و تنامي المدّ السلفي التكفيري في شمال إفريقيا و ملفات أخرى تتعلق بالأوضاع العربية وتحديدا ما يجرى بخصوص الصراع العربي الفلسطيني. كل تلك المؤشرات تدلّ على أن العلاقة بين تونس و ليبيا تمرّ علنيّا بعصرها الذهبي هذه الأيام وهي مرشّحة لمزيد من التطوّر و الارتقاء، ما دام المسؤولون من الجانبين متّفقون على إخماد صوت الخلافات في كلّ مرة و الاصداع بالوئام و التفاهم.   (المصدر: موقع إيلاف الإخباري بتاريخ 31 أوت 2008)  

إيطاليا وليبيا…تعويضات أم صفقات؟!

  ياسر سعد  لأول مرة في التاريخ العربي الحديث، يقدم الاستعمار اعتذاراً وتعويضاتٍ عن سنوات من الاستغلال والظلم الذي مارسه بحق الشعب الذي استعمره. غير أن هناك عدة أمور تكبح مشاعر البهجة بشأن الاتفاق الليبي – الإيطالي الأخير، منها الظروف المحيطة وشخصية الموقعين ودوافعهم عليه. الحدث يأتي بعد أسبوعين من توقيع اتفاق حول دفع تعويضات للضحايا بين الولايات المتحدة وليبيا، وفي وقت يشهد النظام العربي الرسمي انحساراً وتراجعاً كبيراً على الساحات الإقليمية والدولية، وبالتالي لا يمكن بحال أن يكون له تأثير على قرارات الآخرين أو مواقفهم. أما بالنسبة للموقعين، فالزعيم الليبي معمر القذافي مغرم بإطلاق المبادرات والتصريحات والتي تجعله في دائرة الضوء والاهتمام الإعلامي وإن كلفت بلاده الأعباء والمبالغ الطائلة. ومؤخراً أطلق تجمع ضم أكثر من 200 من الملوك والزعماء التقليديين في إفريقيا لقب «ملك ملوك إفريقيا» على القذافي والذي دعاهم إلى للانضمام لحملته من أجل تحقيق الوحدة الإفريقية. أما الطرف الثاني في التوقيع على اتفاق التعويضات، رئيس الوزراء الإيطالي اليميني سيلفيو بيرلسكوني، فهو المعروف باتهاماته الصريحة للإسلام واعتباره دينًا متخلفًا، وهو الذي قال بعد أحداث سبتمبر أن الحضارة الغربية أرقى من الحضارة الإسلامية. وفي تقرير لمنظمة العفو الدولية الأخير إدانة للإجراءات التي تبنتها حكومته اليمينية للتصدي للهجرة غير المشروعة، والتي اعتبرها تتعارض مع «المعايير الدولية لحقوق الإنسان». ومن هنا فمن المستبعد أن يكون العامل الأخلاقي الدافع للموقف الإيطالي الجديد!! التعويضات الإيطالية المفترضة حسب برلسكوني هي «استثمارات بمبلغ مئتي مليون دولار سنوياً لمدة 25 عاماً كمساهمة في أعمال البنى التحتية في ليبيا»، والذي قال إن «الشركات الإيطالية ستقوم بمزيد من الأعمال في ليبيا». وفي المقابل تتوقع إيطاليا -التي تستورد %25 من حاجاتها النفطية و%33 من حاجاتها من الغاز- أن تفوز بعقود ضخمة في مجال الطاقة، وأن تشدد حكومة طرابلس من الإجراءات الأمنية لوقف تدفق المهاجرين غير الشرعيين بما في ذلك تنظيم دوريات بحرية مشتركة، وحسب وكالة الأنباء الإيطالية فإن التوقيع على اتفاقية التعويضات مرتبط بتطبيق ليبيا لاتفاق على تسيير دوريات بحرية مشتركة لمحاربة الهجرة السرية وقع العام الماضي، أي أن المطلوب من ليبيا أن تقوم بدور الحارس للحدود الإيطالية والأوربية في مواجهة أفواج وأمواج المهاجرين اليائسين!! فهل الاتفاقية بين البلدين تتضمن اعتذاراً إيطالياً حقيقياً وتسديداً لتعويضات مستحقة؟ أم أن الأمر لا يعدو كونه عودة للاستعمار الإيطالي بطريقة أقل كلفة وأكثر تحضراً؟؟ وهل تكون التعويضات الإيطالية المدخل للهيمنة على المشاريع الليبية الضخمة والدخول القوي للأسواق الليبية المتعطشة؟ أوليس من المحرج والمزعج أن يعود المستعمر الإيطالي ليشيد البنية التحتية بعد عقود من رحيله، ونيل البلد الاستقلال والحصول على أجور مرتفعة من مبيعات النفط والغاز. غياب الديمقراطية والمحاسبة عربياً يجعل من الصعوبة بمكان تقييم الاتفاقيات والخطوات التي تعقد، خصوصاً وأن بنودها لا تناقش في البرلمانات، ولا تتعرض للتدقيق ولا المساءلة. ليس علينا سوى أن نتابع الصحف الإيطالية المعارضة لنعلم حقيقة الاتفاقية بين الثائر الأممي القذافي واليميني بيرلسكوني.    (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 1 سبتمبر  2008)

التقارب الإيراني ـ المغاربي: نحو تشكيل محور إضافي
بقلم: آمال موسى (*) في صمت يكاد يكون كليا بدأ في السنوات الأخيرة ظهور بوادر تقارب إيراني مغاربي لا شك أنه أثار انتباه عدة أطراف دولية، خصوصا أن التقارب حصل بعد قطيعة ايرانية مغاربية معروفة طيلة العقود الماضية تعود بالأساس إلى الموقف المغاربي السلبي ـ مع اختلافات نسبية ـ من الأحزاب الإسلامية بشكل عام. وفي الحقيقة، يثير هذا التقارب عدة تساؤلات سواء في توقيته السياسي الدولي أو في طبيعته وطموحاته. بل ان هذه التساؤلات وغيرها تزداد شرعية عندما نضع في الاعتبار أنه تقارب مع بلدان تعتبر صديقة الولايات المتحدة وغير مارقة بالمفهوم الأميركي طبعا. وكما أشرنا من سمات هذا التقارب أنه بدأ يتشكل بدأب شديد وفي صمت، ثم بدأت تتكون بوضوح ملامح التوجه المحوري، خصوصا بعد عودة العلاقات الإيرانية الليبية التي مثلت خطوة استراتيجية جريئة وذات دلالات عميقة. فهي مصالحة غير منتظرة حدثت بعد قطيعة دامت ثلاثة عقود بسبب التهمة الشهيرة والخطيرة «إيرانيا» حيث حملت إيران ليبيا مسؤولية اختفاء الإمام الشيعي موسى الصدر. ولعل المختصين في الشأن الايراني يدركون جيدا أهمية هذا المعطى، وبالتالي يسعنا أن نُقدر في المقابل حجم الرهان الايراني الذي جعلها تتجاوز مسألة من المفروض أنها من الخطوط الحمراء بالنسبة إليها. وإلى حد الآن تمخضت المصالحة الإيرانية الليبية عن إعلان تأسيس صندوق مشترك للاستثمار في أمريكا اللاتينية وافريقيا… ولا يقتصر التقارب على العلاقات الإيرانية الليبية، بل انه يشمل كلا من تونس والمغرب الأقصى والجزائر، ومن مظاهره الزيارات شبه المكثفة للمسؤولين المغاربيين والإيرانيين وتوقيع مذكرات تفاهم وتكوين لجان مشتركة بين وزراء خارجية البلدان المغاربية ووزير خارجية ايران، أنتجت عدة اتفاقيات شملت أصعدة مختلفة كالاقتصاد والتعليم والسياحة والثقافة. وقد انتقلت بعض الاتفاقيات إلى طور التنفيذ، من ذلك تسويق سيارات إيرانية للجزائر منذ قرابة العام، ومن المنتظر أن يتوسع مشروع تسويق السيارات الإيرانية بعد نجاح التجربة. فكيف يمكن أن نفهم هذا التقارب المتنامي الإيقاع والحركة؟ طبعا لا شك في أن طموحات إيران الإقليمية هي الدافع الأساسي لهذا التقارب، خصوصا أن منطقة المغرب العربي كانت في أغلب الأحيان بعيدة عن التأثير الايراني ويبدو أن «البراغماتية السرية» الإيرانية استدعت تجاوز القطيعة واستثمار بلدان المغرب العربي ـ باعتبارها دولا دينها الإسلام ـ في رصيدها السياسي. وبحكم التجانس الطائفي الغالب على مجتمعات المغرب العربي حيث لا وجود يذكر لطائفة الشيعة، فإن الجانب الثقافي في هذا التقارب حاضر بشكل يتنامى تدريجيا: هناك اهتمام بتنظيم أسابيع ثقافية متبادلة وأيضا تبادل أساتذة جامعيين في التعليم العالي والانطلاق في مشروع فتح مراكز ثقافية في بعض العواصم المغاربية، تُعقد فيها الندوات والمحاضرات. بالإضافة إلى أنه من وظائف هذه المراكز تعليم اللغة الفارسية، أي أن هناك سعيا واضحا لتصدير الثقافة الإيرانية إلى المغرب العربي. كما يُمكن وضع هذا التقارب في إطار استراتيجية إيرانية تقوم على تعدد المحاور، أي أنه إلى جانب المحور الايراني ـ السوري ، تشير كل الدلائل إلى محاولة تشكيل محور إيراني مغاربي، تستفيد إيران فيه من العلاقات الأوربية للدول المغاربية من جهة، وتخترق التأثير الأمريكي على المنطقة من جهة أخرى، مع خلق جبهة مساندة ولو بشكل غير علني وغير ظاهر. وفي كل الأحوال، فإن ايران مستفيدة من تقاربها المغاربي سواء ثقافيا أو استراتيجيا أو اقتصاديا وحتى أمنيا (وقد يكون البعد الأمني هو العربون الأول للتقارب) وهو ما يؤكد الذكاء الاستراتيجي في السياسة الخارجية الإيرانية. أما بالنسبة إلى البلدان المغاربية، فإن السؤال الذي يفرض نفسه يتعلق بمدى دقة الحسابات المغاربية في تعاطيها مع هذا التقارب؟ (*) كاتبة من تونس (المصدر: صحيفة ‘الشرق الأوسط’ (يومية – لندن) بتاريخ 29 أوت 2008)

العداء الغربي القادم لروسيا
منير شفيق  منذ سبع سنوات، انطلقت حملة عالمية تزعّمها المحافظون الجدد في الإدارة الأميركية أخذت شكلاً هستيريّاً ضد الإسلام والعرب والمسلمين, والمجتمعات والبلدان الإسلامية. وقد سماها البعض «الحرب على الإرهاب»، وسماها آخرون «الإسلاموفوبيا» (مرض الخوف من الإسلام). البعض فسرها للوهلة الأولى باعتبارها حرباً دينية تستهدف الإسلام والمسلمين، لكن كيف تكون دينية ومن قادها بعيدون عن التدين, وليسوا من انتماء واحد, وأغلبهم من الملحدين أو من غلمان العلمانيين الذين يحاربون الدين من حيث أتى، أو يعتبرونه شأناً خاصاً لا علاقة له بالحياة والسياسة والاقتصاد والأخلاق والسلوك. صحيح أن الرئيس الأميركي جورج دبليو بوش اعتبر نفسه «كليم الله»، أو على حد تعبيره أن الله هو الذي يقول له ما يفعل، لكن هذه شطحة فرد, رغم أهميته, بين تيار واسع جداً من أساطين الحملة على الإسلام والعرب والمسلمين. وإذا كان تعريف الحرب الدينية بأنها الحرب التي يقوم بها أتباع دين المذاهب لحساب مذهب آخر، فإن ما يشن من حرب على الإسلام والمسلمين لا يمكن أن تسمى حرباً دينية، وإنما هي سياسية-أيديولوجية ضد الإسلام والمسلمين، فالإسلام هنا مدافع معتدى عليه. علماً أن أكثر الذين شنوا الحملة، بمن فيهم بوش نفسه, حاولوا أن يتنصلوا من محاربة الإسلام, وأبدوا احتراماً له، لكنهم ادعوا محاربة تفسير معين للإسلام أو جماعات معينة، ومن هنا انتقلوا إلى محاربة المجتمعات الإسلامية باعتبارها «حاضنة» للإرهاب أو مولدة له، وهو ما تحوّل إلى محاربة الفرد العربي والمسلم، كما عبرت عن ذلك ممارسات كثيرة في الدول الغربية. البعض استمر في اعتبارها حرباً دينية لأنها ضد الإسلام والمسلمين، ولهذا أصروا على اعتبارها «حرباً صليبية» أو حرباً دينية، ملتقين بذلك مع الذين شنوا تلك الحرب مستهدفين الإسلام والعرب والمسلمين, وهذا ما تبنته القاعدة وبعض الاتجاهات الأخرى، علماً أن غالبية خطاباتها كانت سياسية ولم تكن جدالاً دينياً. على أن الهدف الاستراتيجي وراء هذه الحملة، كما دلت على ذلك السياسات العملية وما أعلن صراحة عبر التصريحات الرسمية، إنما هو «إعادة تشكيل الشرق الأوسط الكبير» على صورة تخدم وجود الكيان الصهيوني، وتؤمّن هيمنة على العرب والمسلمين، وذلك بعد الإمعان أكثر في تمزيق بلدانهم وتفريقهم وإبعادهم عن نقاط قوتهم ومقاومتهم، ولاسيما وحدة أمتهم وعقيدتهم وقيمهم ووعيهم. ولهذا، فهذه الحملة لن تدوم مع تغير هدف الاستراتيجية الأميركية, كما هو متوقع من «إعادة تشكيل بلدان الشرق الأوسط الكبير»، إلى هدف مواجهة روسيا أو الصين, أو إلى هدف استعادة القيادة الأميركية للعالم بعد أن تدهورت على يدي إدارة بوش أيما تدهور. هذا التغيير في الاستراتيجية سيغير في اتجاهات التحريض الإعلامي والسياسي, لأنه تغيير في تحديد العدو كما في تغيير التحالفات السياسية ووضع أولوياتها. ومن هنا، فعلينا أن نتوقع تراجعاً في الحملات ضد الإسلام وضد العرب والمسلمين, بل ربما انتقل المناخ إلى محاولة خطب ودهم، لاستخدامهم -كما حدث في مرحلة الحرب الباردة- ضد العدو الجديد, أو الأعداء الجدد، فمن يتابع الحملة التي أخذت تنطلق ضد روسيا في أثناء الحرب الجورجية-الروسية وما بعدها حتى الآن، سيلحظ بوادر لهذا التوقع. إن الاتجاه الذي سيتخذه الصراع الأميركي-الروسي, ومع الأميركي الغربي عموماً، هو الذي سيقرر مصير ما عرف تحت مسمى «الإسلاموفوبيا» أو اتجاهات الحملة على الإسلام والعرب والمسلمين، الأمر الذي سيؤكد أن ما قيل إن الحرب دينية مجرد تقدير غير مطابق لطبيعة الحرب وأهدافها السياسية. هنا سيبرز السؤال الكبير: هل سينسى العرب والمسلمون ما فعلته أميركا بهم في فلسطين ولبنان والعراق وأفغانستان والصومال والسودان؟ وهل سينسون الإساءات التي تضمنتها الحملة على الإسلام والعرب والمسلمين، ليس على مستوى الرسومات سيئة الصيت فحسب, وليس على مستوى المعاملة التمييزية العنصرية لاسيما على مداخل الحدود الأميركية فحسب، وإنما أيضاً ما حدث في معتقلات غوانتانامو وأبوغريب وعشرات السجون الأخرى؟ وهل سينسون ذلك ويقبلون أن يستخدموا ضد روسيا أو الصين أو من أجل المساعدة على استعادة السيطرة الأحادية الأميركية على العالم؟ الجواب ببساطة هو أنهم إن فعلوا فلن يكونوا سُذَجاً فحسب، وإنما أيضاً سيكونون أعداء أنفسهم, وناحري قضاياهم وفي مقدمتها قضية فلسطين.   المنسق العام للمؤتمر القومي – الإسلامي   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 1 سبتمبر  2008)

في ‘الثورة والإصلاح السياسي’: قصة كتاب
د. عبدالوهاب الأفندي دأبت منذ الأيام الأولى لحكم الإنقاذ على التعبير عن إجراء تقييم علني بصورة دورية، وخاصة في الذكرى السنوية للثورة، لأداء الحكم بحسب رؤيتي للأمور. ولسبب لا أذكره رأيت في عام 1992 أن أزيد فكتبت ثلاث مقالات مطولة نشرتها ‘القدس العربي’ في النصف الأول من تشرين الثاني (نوفمبر). كان موضوع الأول الشرعية الدستورية، وكررت فيه مطلبي الذي تقدمت به في مؤتمر النظام السياسي بإنشاء جهاز قضائي مستقل وقوي يكون محور الشرعية. وتناول الثاني الحالة الاقتصادية مطالباً باتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة الأزمة الاقتصادية، بينما دعا الثالث إلى تحرك نحو حل حاسم للصراع في الجنوب عبر إنشاء نظام ديمقراطي فدرالي يتضمن ضمانات قوية لحقوق المواطنة للأقليات. بعد بضعة أيام تلقيت رسالة انتقادية من صحافي عربي مرموق كان يرأس تحرير مجلة تصدر بالانكليزية في بريطانيا يطالبني فيها بالكف عن توجيه سهام النقد للحكومة السودانية لأنها مستهدفة دولياً ولا ينقصها نقد أمثالي. وقد كان صاحبنا بالقطع يجهل موقعي في السفارة، لأنه بعث بالرسالة إلى ‘القدس العربي’ التي أحالتها بدورها إلي. وهذه للأسف عقلية متأصلة عند كثير من العرب، حيث يرون أن مناصرة النظام والشخص تكون بالتستر على عيوبه، حتى وإن كانت ظاهرة للعيان، بدلاً من إرشاده إليها حتى يهتدي إلى إصلاحها. فهل يا ترى لو كان هناك شخص ملطخ الوجه والملابس بالقاذورات تفوح منه الروائح الكريهة، هل يكون الأحرص عليه من يشيد بنظافة مظهره وطيب ريحه، أم من يهمس في أذنه بضرورة الإسراع إلى الحمام حتى يصلح من هيئته؟ مع اقتراب حزيران (يونيو) عام 1995، عدت إلى دأبي وبدأت في تسطير سلسلة من المقالات في تقييم الأوضاع. وبعد أقل من أسبوع، وجدت أن القضايا التي تحتاج إلى تناول لن تكفيها سلسلة من ثلاث مقالات هي أقصى ما تسمح به المعالجات الصحافية. ولكنني واصلت الكتابة. ثم قر رأيي مع تكاثر القضايا إلى أن أؤلف كتاباً أضمنه ملاحظاتي بصورة أشمل. وبالفعل تم إعداد الكتاب الذي بلغت فصوله خمسة وعشرين فصلاً إضافة إلى ملحقين، أولهما مقال ‘القدس العربي’ العربي المشار إليه حول الجنوب ومقال آخر حول علاقات السودان ومصر كانت مجلة ‘الوسط’ قد نشرته ولكنها حذفت منه مقاطع هامة. وتم نشر الكتاب بعنوان ‘الثورة والإصلاح السياسي في السودان’ في أيلول (سبتمبر) عن ‘منتدى ابن رشد’ وهي مؤسسة كنت وبعض الإخوة قد أنشأناها للتعبير عما كنا نرى أنه الفكر الإسلامي المستنير. تناول الكتاب عدداً كبيراً من القضايا التي كانت تواجه السودان، بدءاً من انهيار التجربة الديمقراطية ونهج التغيير الذي اتبعته الحكومة، والحرب الأهلية وعلاقات السودان الخارجية والاقتصاد ودور الحركة الإسلامية. وقد التقط المعلقون انتقاداته لممارسات الأجهزة الأمنية ورفضه لصيغة النظام السياسي اللاحزبي الذي اقترحته الحكومة ودعوته لإنصاف أهل الجنوب وإلى استعادة النصاعة الأخلاقية إلى الممارسات الاقتصادية والإدارية. ولكن كثيرين أخطأوا النقطة المحورية في الكتاب، وهي الحديث عن مضار تحكم التنظيمات السرية في الشأن العام. صحيح أن عبارة ‘السوبر التنظيم’ التي أشارت إلى هذه الظاهرة تم تداولها بكثرة من قبل المعلقين حتى أصبحت اليوم من المسلمات، ولكن القضية التي قصدت إثارتها ليست هي مجرد وجود التنظيم السري، بل وجود العقلية التي أنشأت هذا التنظيم واستمرت في تسييره. وكنت قد أشرت في الكتاب إلى جذور هذه الظاهرة في اعتماد ما سمي بـ ‘الاستراتيجية العامة’ في عام 1978 من قبل قيادة تنظيم الإخوان المسلمين وقتها، وهي استراتيجية كانت تستهدف أن يكون التنظيم قادراً على حكم السودان منفرداً خلال عشر سنوات. وكان هذا يستتبع مضاعفة العضوية عشر مرات على الأقل، وهو هدف طموح في حد ذاته، ولكنه لا يكفي لتحقيق الطفرة المطلوبة. إضافة إلى ذلك كان على الحركة أن تعزز وجودها في داخل المؤسسة العسكرية والبيروقراطية والدوائر المالية والاقتصادية. هذا بدوره فرض وجود أجهزة سرية توكل إليها هذه الأجندة، وهي أجهزة يجب أن تكون خافية حتى على غالبية الأعضاء، وغير خاضعة للمساءلة أو للتغيير. نفس الأجندة بررت المصالحة مع نظام الرئيس النميري والكف عن انتقاده علناً، وخلقت الإشكالية المحورية التي عنيت الإشارة إليها: وهي أن الحركة قد أنهت وجودها عملياً كسلطة أخلاقية مقابل الحصول على أسباب القوة المادية من مال وسلاح ونفوذ سياسي. وهذا موقف خطير في حق حركة إسلامية، واعتراف منها بأنها لن تستطيع الوصول إلى الحكم باعتبارها حركة إسلامية مثلما أن الجنة لا تدخلها عجوز كما في الحديث. بمعنى آخر كان على الحركة أن تنتحر لتبلغ السلطة. وقد تضاعفت هذه الإشكالية بعد الاستيلاء على الحكم باسم الحركة في انقلاب حزيران (يونيو) عام 1989، حيث تعمد القوم إخفاء الهوية الإسلامية للحكم وتنكروا في زي آخر. وقد كنت علقت في أول تناول لي للانقلاب (في مقالات الحياة في آب (أغسطس) 1989) بأن من يخجل من هويته فلا مستقبل له. وقد حرم هذا التنكر النظام من عرض أجندته بصورة شفافة والدفاع عنها، بل أصبح يرى الإشارة إلى هذه الهوية، ونعته بنظام الجبهة الإسلامية ذماً وقدحاً. من جهة أخرى فإن هيمنة التنظيم السري جعل العقلية الأمنية تسيطر على كل تصرفات النظام، فأصبحت السياسة تدار عبر أجهزة الأمن كما ذكر الكتاب. فالمعارض لا يتم الحوار معه واستمالته، وإنما قمعه أو إغراؤه بالعطايا. ولأن النظام لم يكن يملك من الموارد ما يكفي، فقد كان القمع هو الأرجح. لم يكتف الكتاب بانتقاد هذه الإشكالية المحورية، بل إنه أنهاها عملياً حين فجر الحوار حولها علناً، وخلق وضعاً جديداً لم يعد معه مفر من إثارة كل القضايا ومعالجتها. كان الأخ الصديق معاوية ياسين- رد الله غربته – من أوائل من حصل على نسخة من الكتاب. وكان معاوية وقتها يعمل في صحيفة الحياة في لندن إضافة إلى كونه مراسل صحيفة ‘الخرطوم’ في القاهرة. ومعاوية لمن يعرفه شعلة متقدة من النشاط، دائب الحركة، حتى أنه لم يكتف بوظيفة واحدة ووظيفتين، بل كان غالباً يعمل في ثلاث أو أربع وظائف، إضافة إلى هواياته الموسيقية ونشاطه الاجتماعي المكثف. بعد ساعات من استلامه النسخة اتصل بي معاوية في ساعة متأخرة من الليل ليبلغني أنه قرأ الكتاب كله تقريباً وأخذ يطرح علي كمية من الأسئلة. وكان من ضمن أسئلته ما إذا كانت هذه آراء أنفرد بها، فأجبته بأن هذه الآراء بحسب علمي هي آراء تسعين بالمائة من الإسلاميين في السودان. بعد يومين نشرت ‘الخرطوم’ خبراً على صدر صفحتها الأولى مع ملخص لأهم أطروحات الكتاب مع الزعم بأنني أعلنت الانشقاق عن الحكومة. ولأسابيع تالية، طغت قراءة معاوية للكتاب على كل قراءة أخرى، وأضيفت إليها قراءة الأخ محمد طه محمد أحمد المستندة على قراءة معاية، التي أشاعها بدوره في الإعلام السوداني. ولأن محمد طه لم يكن قد قرأ الكتاب، فإنه اعتمد أساساً على المقتطفات التي أوردها معاوية، وبنى عليها استنتاجات وانتقادات لم تقم على بينة. فقد ذكر أنني أعلنت الانشقاق عن النظام، وهو ما لم يحدث، وذكر أن السبب أنني استدعيت إلى العودة إلى السودان، ورفضت لأنني استطبت المقام في لندن، وهو ما لم يحدث أيضاً، لأنه لم يحدث استدعاء. وقد كنت بادرت بترك الوظيفة بنفسي، ولم أتأثر مالياً بذلك، لأنني كما أسلفت كنت أعمل في مشروع بديل. وقد كنت في إجازة من الخارجية، ولم أستقل منها أو أقال. ومهما يكن فإنني لو شئت البقاء في بريطانيا، وهو شأني، لما كنت أحتاج سوى للاستقالة، لأنني كنت قد حضرت إلى بريطانيا في عام 1982 بتأشيرة عمل، وحصلت على الإقامة الدائمة فيها، ولم تكن تنقصني فرص العمل. ولهذا فإن الأخ محمد طه رحمه الله- قد بنى باطلاً على باطل. وقد تصدى له بعض الإخوة الكرام مفندين لمقولاته وكاشفين لفضيحة أنه لم يقرأ الكتاب الذي كتب عشر مقالات في نقد صاحبه. ولكنه لم يرعو بل مضى في غيه، يدبج المقال بعد المقال في قضية خاسرة. وقد بلغ الاستياء مني مبلغاً عظيماً من ترهات محمد طه رحمه الله، خاصة لأنه لم يكتف بالإساءة إلى شخصياً زوراً وبهتاناً، بل تطاول على أسرتي، زاعماً أن السبب في رفضي العودة إلى السودان هو أن أسرتي استطابت العيش في بريطانيا. وقد زاد من غضبي أنني كنت أعلم أن في الأمر مؤامرة، لأنه كان قد بلغني قبل أكثر من أسبوعين من نشر أول مقال لمحمد طه أنه كان يطوف على دوائر صنع القرار يستأذنهم في الهجوم علي ويطلب المشورة في ذلك، مما يدل على أن ما نشره من لغو لم يكن كله من عنده. ولهذا السبب أبلغت الإخوة في السودان أنني لن أستطيع بعد اليوم العمل معهم إذا كان هذا ديدنهم وهذا خطابهم. اتصل بي كثير من الإخوة بعد ذلك متضامنين. وكان في من اتصل بي الأخ علي عثمان محمد طه، وزير الخارجية حينها حيث كان يحضر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث طلب مني ألا أنزعج من انتقادات محمد طه، وأنه شخصياً لم يسلم من سهامه. وقد التقيت الأخ علي بعد شهرين في ماستريخت حيث دار بيننا حوار طويل حول الكتاب كان أهم ما جاء فيه قوله أنني تحاملت على الأجهزة الأمنية، فوق أن هناك معلومات تحتاج إلى تصحيح أو إضافة. وقد أبلغني أنه قد وضع تعليقات مستفيضة على هوامش كل صفحة، وأنه لو أردت إصدار طبعة أخرى فإنه سيرحب بجلسات معه أتزود فيها ببعض ما غاب عني من معلومات. شكرت الإخوة على تضامنهم ولكنني ركبت رأسي وقررت أن أتحلل من كل التزاماتي تجاه الحكومة. وقد كان فيما بررت به ذلك أنني لا أعترض على أن أنتقد أو تنتقد أطروحات الكتاب، ولكن ما لا أقبله هو أن تكتب أكاذيب عني في صحيفة حكومية دون أن يتحرك مسؤول لتصحيح هذه الأكاذيب. فمن حقي كموظف رسمي أن تقوم الخارجية بتصحيح ما قيل حول استدعائي أو تركي العمل في الخارجية التي ما زلت موظفاً عاملاً فيها. أما إذ لم يرد هذا التصحيح فإنني أرى فيه تواطؤاً. ولهذا أبلغت الجميع باستقالتي من الخارجية وأنهيت صلتي بمشروع لندن الإعلامي وأصبحت حراً من كل قيد. بعد عدة سنوات وبعد أن هدأت الضجة حول الكتاب، التقيت الأخ محمد طه في الخرطوم بحضور بعض الإخوة، وكان وقتها قد أصبح مالكاً ورئيس تحرير جريدة تخصصت في قرصنة مقالاتي التي تنشر في ‘القدس العربي’، فقلت له أنا أفهم أن تكون لك ضغينة معي وتتخصص في التهجم على شخصي، ولكن إذا كان رأيك في سيئاً بهذه الدرجة، فلماذا تعتدي على مقالاتي بغير إذني؟ فقال لي: ما هذه البدع الغربية من حقوق نشر وغيرها التي أتيتمونا به؟ ثم أضاف فيما يشبه الاعتذار: إنني في الحقيقة لم أكن أقصدك شخصياً وإنما كنت أريد مهاجمة من يقفون وراءك. فقلت له: ومن هم هؤلاء الذي يقفون خلفي؟ أجاب: إنهم غازي صلاح الدين والشيخ الترابي. فقلت له: يبدو أنه إضافة إلى عيوبك الأخرى فإنك لا تحسن التهجئة، لأن الطريقة التي تكتب بها أسماء هؤلاء تختلف كثيراً عن طريقة تهجئة اسمي. لقد اختلطت عليك الأمور اختلاطاً كبيراً. وكان ذلك آخر العهد به عفا الله عنا وعنه. ويبدو أن الأخ محمد طه لم يكن الوحيد الذي كان يعتقد أن الكتاب مؤامرة طبختها مع الشيخ الترابي، ولكن هذا مبحث آخر. ‘ كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 2 سبتمبر 2008)  


اعتبرتها مصدر قلق حكومة كردستان تغلق المدارس الإسلامية الخاصة

  أربيل – محمد صادق أمين  يعتبر نظام التعليم الإسلامي القائم على أسس وتقاليد وأعراف مسجدية من أقدم الأنظمة التعليمية في منطقة إقليم كردستان العراق، حيث قام العلماء الكرد على مدار التاريخ بنشر العلوم الشرعية من خلال مدارس أسست خصيصا لهذا الغرض على مدار قرن من الزمن، وتنتشر هذه المدارس في المدن والقرى والقصبات الكردية، ويعرف معظمها بأسماء الشيوخ المؤسسين لهذه المدارس. ومنذ مطلع عقد التسعينات أخذت هذه المدارس تتشكل على أسس أكاديمية علمية في مراكز المدن الكبيرة مثل أربيل والسليمانية ودهوك، وقد تأسست خلال هذه الفترة أكثر من 13 مدرسة إسلامية بدعم من الأحزاب والجمعيات الإسلامية الخيرية مثل مؤسسة الرابطة الإسلامية الكردية التي يترأسها الدكتور علي القرة داغي. وقد اتخذت حكومة إقليم كردستان العراق مؤخرا قرار يقضي بإغلاق هذه المدارس في مهلة تنتهي اليوم الأول من سبتمبر، وقد برر مسؤول الإعلام في وزارة الأوقاف هذا القرار بالقول: «هذه المدارس أصبحت مصدر قلق للسلطات، لأن مناهجها تختلف عن المناهج المقررة في المدارس الدينية التابعة للحكومة». ويشير مراقبون إلى أن قرار الحكومة عائد إلى تخوف الأحزاب الحاكمة من تنامي الأحزاب الإسلامية التي حققت تقدما كبيرا في الانتخابات التي أجريت خلال الفترات الماضية، وتخشى الحكومة من استغلال هذه الأحزاب لتنامي المشاعر الدينية من خلال استغلال هذه المدارس لتحقيق مكاسب سياسية. ونفي صلاح الدين بابكر عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الإسلامي الكردستاني -ذو التوجهات الإخوانية والذي يرعى حزبه بعض هذه المدارس- أي دور سلبي لهذه المدارس وقال لـ «العرب»: «هذه المدارس وجدت لخدمة الدين الإسلامي ولنشر القران الكريم في صفوف الشعب الكردي المعتز بانتمائه للإسلام، حيث يتخرج الطلاب من هذه المدارس كخطباء ووعاظ ودعاة، ولا مجال لتوظيف هذه المدارس لأي كسب سياسي أو حزبي». واعتبر الكاتب والصحافي الكردي عماد النقشبندي أن هذا القرار جاء في إطار الحملة الأميركية ضد المدارس الإسلامية، وقال لـ «العرب»: «مكافحة المدارس الإسلامية غير الخاضعة للرقابة الحكومية خطوة اتخذتها الحكومة الأميركية في إطار ما يسمى بالحرب على الإرهاب، وقد اتخذت مداها في أنحاء متعددة في العالم الإسلامي، وبرزت بقوة في البلدان التي يصنف حكامها بحلفاء أميركا مثل باكستان وأفغانستان، ولا يخفى أن الأكراد من أشد حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة حاليا، وفي هذا الإطار يمكن تفسير الأسباب الحقيقة للقرار».   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 1 سبتمبر  2008)

 

Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

25 mai 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1466 du 25.05.2004  archives : www.tunisnews.net محمد بوسنـيـنة: بيان إلى الرأي العام الإعلامي -رد

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.