الأربعاء، 9 أبريل 2008

Home – Accueil

 

 
 

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2877  du 09.04.2008
 archives : www.tunisnews.net


 

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: بيـــان: حصار مدينة الرديف وإيقافات بالجملة الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بـــــــلاغ حــرية و إنـصاف: إيقاف السجين السياسي السابق فريد خدومة تحيين العـــريـضــة الوطنية ضــد الــفــساد السبيل أونلاين: البوليس يقود حملة شرسة في مدينة سليمان ضد المحجبات وأهاليهم العرب: الأهالي يحتجون على إيقاف أبنائهم في «بنزرت» – تونس: حملة ضد حزب التحرير في العاصمة رويترز: جماعات حقوقية تتهم تونس « بترتيب » مناقشة ملفها في مجلس حقوق الإنسان الجزيرة.نت: تونس تدافع عن نفسها أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف المكتب الحقوقي لجمعية الزيتونة: المنظمات الحقوقية التونسية المستقلة تؤكد حضورها وتقول كلمتها بجنيف وات: ارتياح لتعاون تونس مع الاليات الاممية لحقوق الانسان وات: إشادة دولية بتونس في المجلس الاممي لحقوق الانسان بجينيف واس: مرتكبة أبشع جريمة في تاريخ تونس تخرج من السجن الشعب: التأمين على المرض: ماذا عن غير المضمونين اجتماعيا؟ رويترز: وفاة المغنية التونسية شبيلة راشد محمد شمام: حركة النهضة والمشروع الإسلامي – لا يا أخي حمادي لن نقبل التفريط في المشروع الإسلامي مرسل الكسيبي: حق العودة الى ترابنا الوطني لن يسقط بالتقادم ! مراد رقية: وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التونسية تحارب ارتقاء الجامعيين المادي والمعرفي أيضا؟؟؟ عبد السّلام بو شدّاخ، : كيف حقّق الشعب التونسي هويته العربية الاسلامية و ناضل من أجلها على مرّ السنين صحيفة « مواطنون »: في ندوة التونسيات للبحث حول التنمية:  هل يتبنّى التونسيون والمغاربة قيمة المساواة بين الجنسين؟؟ (الجزء الأول) صحيفة « مواطنون »: بين نقابة الصحفيين وصندوق التآزر: حرب خاطفة، أم هي البسوس؟؟؟
صحيفة « مواطنون »: تنظيم وتسيير صندوق الحيطة والتقاعد للمحامين صحيفة « مواطنون »: إنهم لا يبصرون روبرت بيلترو مساعد وزير الخارجية الأمريكي سابقا لـ«الصباح»: فرص جديدة للتعاون بين الجامعات التونسية والأمريكية برهان بسيس: الشهداء… من هُـمْ؟! د. أحمد القديدي : لأول مرة في التاريخ.. الإسلام أول دين في العالم « الحياة: ليبيا باشرت إطلاق «ثلث» سجناء «المقاتلة» القدس العربي: رسالة اعتذار من سبعين كلمة وهروب آخر من سجن القنيطرة الحياة: المغرب: ترتيب فرار معتقلي «السّلفية الجهادية» تطلّب سنة لحفر نفق تحت سجن القنيطرة رويترز: غرق 13 مهاجرا الى أوروبا قبالة سواحل الجزائر الأمير مولاي هشام بن عبد الله العلوي: النظام العربي: عملية تحيين لأنموذج من الرقابة الاجتماعية


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)

 

 


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين لا تزال معاناتهم وماساة عائلاتهم متواصلة بدون انقطاع منذ ما يقارب العقدين. نسأل الله لهم وللمئات من الشبان الذين اعتقلوا في العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين  

 

21- الصادق العكاري

22- هشام بنور

23- منير غيث

24- بشير رمضان

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- لطفي الداسي

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش/.

6- منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8- عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1- الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 
الرابطــة التونسيــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان تونس في 08 أفريل 2008

بيـــان: حصار مدينة الرديف وإيقافات بالجملة

تتواصل بالحوض المنجمي بولاية قفصة وخاصة بمدينتي الرديف وأم العرايس منذ الليلة الفاصلة بين يومي الأحد والاثنين 07 أفريل الإيقافات والملاحقات ضد أهالي المدينتين. وقد علمت الرابطة أنه على إثر مناوشات حصلت ليلة الأحد بالرديف بين مجموعة من الشباب أغلبهم عاطلين عن العمل وأعوان أمن تم إيقاف العشرات منهم تحصلت الرابطة على أسماء 24 من بينهم. كما تم يوم الأحد إيقاف عدد من النقابيين الذين تحركوا منذ أسابيع دفاعا عن حق الشغل للجميع وهم السادة عدنان الحاجي والطيب بن عثمان وعادل جيار وبوجمعة الشرايطي الذين أوقفوا يوم الأثنين صباحا وتم تحويلهم إلى منطقة الأمن بقفصة. وتم اليوم الثلاثاء 08 أفريل إيقاف النقابي السيد بشير العبيدي. وعلمت الرابطة أيضا أنه تم يوم الثلاثاء 08 أفريل إيقاف العديد من الشباب ووردت للرابطة أسماء عشرة من بينهم، هذا في ظل حصار أمني لمدينة الرديف بأعداد كبيرة من الأعوان. وقد كانت عديد تلك الإيقافات تحصل باستعمال العنف مما تسبب في عديد الجرحى. إن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التي تتابع الوضعية على عين المكان عن طريق فروعها بالجهة تعتبر أن هذا النوع من المشاكل الاجتماعية لا يمكن حله إلا بالحوار مع المعنيين بالأمر وأن ما تتعرض له مدينة الرديف من حصار وتمشيط يمثل انتهاكا للحقوق الأساسية لمواطنيها. كما تعتبر الرابطة أن الإيقافات العشوائية والإعتداءات بالعنف على الموقوفين والمواطنين يمثل اعتداءا صارخا على حرمتهم الجسدية وحريتهم. وعليه فإن الربطة تطالب السلطة باحترام القانون والابتعاد عن الحلول الأمنية وفتح حوار جدي مع الأطراف المعنية من أجل إيجاد حلول جدية وناجعة للمشاكل الاجتماعية التي تحرك من أجلها المواطنون. وهي تطالب بإطلاق سراح الموقوفين ورفع الحصار على مدينة الرديف والإذن بفتح تحقيق جدي ومحايد عن الأسباب التي أدت إلى تفاقم الوضع وتحميل كل طرف مسؤوليته. عن الهيئة المديرة الرئيس المختار الطريفي

« أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين « الحرية للصحفي  » المنفي في وطنه عبدالله الزواري » الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  43  نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 08 أفريل 2008

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين بـــــــلاغ

 

علمت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن عشرات من النشطاء الحقوقيين ببنزرت إعتصموا كامل ليلة الإثنين وصباح الثلاثاء أمام مركز الأمن الوطني ببنزرت ( مركز بوقطفة) يناشدون السلطات الأمنية الكشف عن مصير الناشط الحقوقي عضو الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع بنزرت، السيد علي الوسلاتي المختطف من قبل أعوان أمن بالزي المدني بعد ظهر يوم الإثنين  . وقد تمسكت السلطات الأمنية ممثلة في شخص (رئيس منطقة أمن بنزرت  ثم مدير إقليم أمن بنزرت) بإنكارها أي معرفة بموضوع السيد علي الوسلاتي والوجهة التي حُوّل إليها. ولم يبلغ إلى علم الحقوقيين المعتصمين أن صديقهم في حالة إيقاف وتم إحالته على المحكمة الإبتدائية ببنزرت و أصدر وكيل الجمهورية في حقه بطاقة إيداع، إلا في حدود الساعة الحادية عشر من صبيحة هذا اليوم، الثلاثاء ، حيث تحولوا لمساندته وتعرضوا في حرم المحكمة، على أيدي أعوان الأمن السياسي والأمن العام في الزي الرسمي، إلى التعنيف والتهديد بالإعتقال. والسيد علي الوسلاتي الذي تجاوز العقد الخامس من عمره ، ناشط حقوقي معروف بمدينة بنزرت ومن أكثرالمدافعين عن شباب ولاية بنزرت الذين يتعرضون منذ قانون 10 ديسمبر إلى حملات الإعتقال والملاحقة وهو صديق للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين وفرعها ببنزرت . والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ تستنكر ما يتعرّض له نشطاء حقوق الإنسان من تضيقات وتعنيف وعقاب على خلفية مواقفهم ومناهضتهم لجميع أشكال الإنتهاكات الحقوقية ، فإنها تدعو وزير الداخلية إلى التدخل السريع وإطلاق سراح السيد علي الوسلاتي فوراً . كما تحمّل الجمعية مسؤولية السلطات الأمنية المحلية في ما أقدمت عليه من خروقات بدأًً من إختطاف المواطنين فإستخدام العنف ضد النشطاء الحقوقيين ثم معاقبتهم على خلفيات كيدية معدة سلفاً . عن الهيئة المديرة

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 09/04/2008 
وقع إيقاف السجين السياسي السابق فريد خدومة المسئول عن حملة نصرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم و عضو حرية و انصاف اليوم الاربعاء 09/04/2008 على الساعة الخامسة مساءا من طرف أعوان بالزى المدني يتبعون منطقة  باردو. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري
 


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي أطلقوا سراح القلم الحر سليم بوخذير حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte_equite@yahoo.fr تونس في 08/04/2008 
 
اعتصم عمال شركة SIAP المقدر عددهم بحوالي ألف ) 1000 ( بمقرها الكائن بمدينة صفاقس كلم 5 و ذلك احتجاجا على غموض المآل الذي ستؤول إليه وضعيتهم بعد ما تقرر غلق الشركة سنة 2009 . عن المكتب التنفيذي للمنظمة الأستاذ محمد النوري


تحيين العـــريـضــة الوطنية ضــد الــفــساد

 

بالنظر لكون الشعب التونسي هو صاحب السيادة وانطلاقا من مسؤوليتنا كمواطنين ومن قيم الوطنية التي تعني فيما تعنيه التضامن بين أبناء الوطن الواحد وانطلاقا من الغيرة على مصلحة الوطن ووقاية له من الهزات التي قد تحصل جراء الاستبداد وغياب السلطة المضادة وتحصينا لشباب تونس من الوقوع في اليأس من النضال السلمي والتوجه نحو الحلول المتطرفة وبالنظر لكون الشعب هو المتضرّر من الفساد ونتائجه فإنّ الموقعين على هذه العريضة يعلنون أن الأوضاع التالية لم يعد من المقبول السكوت عليها : –         استغلال بعض الأشخاص لنفوذهم المستمد من القرابة العائلية وتكديسهم للثروات على حساب الأموال العامة ومصلحة الاقتصاد الوطني ومصلحة المواطنين. –         تخلّي القضاء عن القيام بواجبه في حماية حقوق المواطنين مع إقصاء ومعاقبة النزهاء من القضاة وعدم وجود سلطة تضمن احترام القوانين وتشعر المواطنين بالأمان على أنفسهم وأملاكهم. –         انتشار ظاهرة الرشوة في الإدارة و في كلّ المجالات بما في ذلك في الانتدابات التي يتطلع إليها الشبان العاطلون عن العمل الذين ارتفع عددهم بشكل يدعو إلى الفزع. –         غياب مبدأ المساواة وتكافئ الفرص والشفافية الذي تجلى في كثير من الصفقات العمومية وعمليات الخوصصة المشبوهة. –         استعمال مختلف مؤسسات الدولة لتجويع المعارضين وغير الموالين ومحاصرتهم اقتصاديا وقطع موارد رزقهم كتوظيف إدارة الجباية أو مضايقة الموظفين منهم بتسليط النقل التعسفية عليهم وغير ذلك من الأساليب. –         منح امتيازات غير قانونية لغاية استقطاب المدافعين عن النظام كتوزيع الإعلانات الرسمية على الصحف الموالية وشراء ذمم أصحاب الأقلام المأجورة والتدخل في توزيع قضايا المؤسسات العمومية والشركات التي تساهم فيها الدولة وغيرها على المحامين التابعين للنظام وهي السياسة المتبعة في جلّ القطاعات والتي جعلت الولاء يحلّ محلّ الكفاءة ونشرت الأحقاد والفوضى داخل الكثير من القطاعات والمؤسسات. ويتوجه الموقعون على هذه العريضة إلى سائر مؤسسات الدولة لمطالبتها بضمان احترام الدستور والقوانين ووضع حدّ  لهذه الممارسات والتحقيق في الموضوع وإرجاع الحقوق إلى أصحابها وتغليب مصلحة الوطن. ويعلن الموقعون على هذه العريضة إصرارهم على التصدي بكلّ الوسائل السلمية والقانونية لهذه الممارسات حتى تتوقف نهائيا وتضامنهم مع كل ضحايا هذه السياسة مع حثهم على الخروج عن الصمت للمطالبة بحقوقهم وعلى تحدي الخوف بما يكرس ثقافة التصدي السلمي للاستبداد باعتبارها الطريق نحو التغيير الديمقراطي المنشود. للإمضاء على العريضة يرجى إرسال بريد إلكتروني إلى العنوان الآتي : ccorrupt@yahoo.com   الإمضاءات   أنور مديمغ، باحث اقتصادي، سويسرا ربيع طاهر، طالب، سويسرا ربيع طاهر، طالب، سويسرا رفيق عبد السلام، باحث سالم خليفة، ناشط سياسي، سوسة علي تنجال، سوسة غسان بن خليفة، صحفي، كندا محمود الذوادي، صحفي مراد النوري، وكيل شركة، تونس  


البوليس يقود حملة شرسة في مدينة سليمان ضد المحجبات وأهاليهم

 

– مدينة سليمان – تونس تلقينا رسالة استغاثة من محجبات مدينة سليمان هذا نصها : لا تزال المضايقات والملاحقات مستمرة في مدينة سليمان على قدم و ساق … بوليسنا التونسي و على عكس ما يروج عنه من إهمال و تقصير فهو يؤدي مهماته في هذا الإطار على أكمل وجه….!! فقد غير الأماكن التي عهدناه ينتظرنا فيها ليفتك بطاقاتنا وأصبح يرصدنا ما بين الأزقة و في الأماكن النائية التي صارت أغلب الفتيات تعرجن عليها لتفادي كلاب السلطة المسعورة . لا .. ليس هذا وحسب بل ولجىء لتضييق الحصارعلينا في منازلنا بترويع أهالينا وتأكيدهم أننا بتحدينا هذا نغلق باب العمل على أنفسنا و كل أقاربنا .. و كأن الوضائف في بلادنا متوفرة لدرجة أنهم يستجدوننا للإلتحاق بها . هذا وقد عمدوا للتقصي عنا في أماكن عملنا و ملاحقتنا في كلياتنا. لهذا نحن نناشدكم مؤازرتنا للتصدي لهاته الإنتهاكات الفادحة والخطيرة . و شكرا المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 08 أفريل 2008


 

الأهالي يحتجون على إيقاف أبنائهم في «بنزرت» تونس: حملة ضد حزب التحرير في العاصمة

تونس – محمد الحمروني  اعتصم ممثلون عن منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية اليوم أمام أحد مراكز الشرطة بولاية بنزرت (60 كلم شمال العاصمة تونس) احتجاجا على قيام عناصر من الأمن بالزي المدني باختطاف أربعة شبان من الجهة منذ يوم الجمعة الماضي دون أن تعلم عائلاتهم عنهم شيئا. وشاركت في الاعتصام عائلات الشبان المعتقلين وممثلون عن الحزب الديمقراطي التقدمي (معارض معترف به) وممثلون عن «الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان»، ومنظمة «حرية وإنصاف» و«الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين». وطالب وفد من المعتصمين بالتفاوض مع الجهات الأمنية ببنزرت لمعرفة مصير أبنائهم أو تمكينهم من الاتصال بهم للاطمئنان عليهم، إلا أن الجهات الأمنية رفضت الاستجابة لهذه المطالب بحجة أنها خارجة عن إطار مهمتها. ولا تتجاوز أعمار الشبان المخطوفين 20 سنة، ويعاني بعضهم من أمراض خطرة تتطلب عناية خاصة حسبما جاء في تصريحات بعض الأهالي. ويأتي إيقاف هؤلاء الشبان -حسب ناشطي حقوق الإنسان- في إطار الحملة التي تشنها السلطة منذ مدة على المنتمين للتيار السلفي. وفي سياق متصل علمت «العرب» أن السلطات الأمنية التونسية تشن منذ أيام حملة واسعة في صفوف المنتمين لحزب التحرير الإسلامي. وأكد أهالي بعض الموقوفين لـ «العرب» أن الحملة شملت ناشطي الحزب بعدد من أحياء الضاحية الغربية للعاصمة التونسية. وينتمي الموقوفون إلى شرائح عمرية مختلفة (شباب وكهول وشيوخ)، وترفض السلطات الأمنية الكشف عن أماكن وأسباب إيقافهم.   (المصدر: صحيفة « العرب » (يومية – قطر) الصادرة يوم 9 أفريل 2008)

جماعات حقوقية تتهم تونس « بترتيب » مناقشة ملفها في مجلس حقوق الإنسان

 

جنيف (رويترز) – اتهم نشطاء حقوق انسان تونس يوم الثلاثاء (8 أفريل 2008) بترتيب نقاش مخفف لسجلها في مجال حقوق الانسان رغم القلق بشأن التعذيب المنهجي واغلاق مواقع على شبكة الانترنت.  وتونس التي يحكمها الرئيس زين العابدين بن علي منذ عام 1987 كانت ضمن أول 16 دولة يدقق مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة في ممارساتها في مجال حقوق الانسان في اجتماع على مدى أسبوعين.  وتونس دولة مستقرة وتنعم بالرخاء لكنها متهمة على نطاق واسع بتكميم الصحافة وضرب معارضين وسجنهم. وتنفي تونس الاتهامات.  وبموجب الالية الجديدة المسماة المراجعة الدورية الشاملة سيدقق المجلس المؤلف من 47 عضوا في سجلات حقوق الانسان في كل الدول الاعضاء في الامم المتحدة على مدى السنوات الاربع المقبلة.  وانشيء المجلس بهدف التغلب على ميل الهيئة السابقة عليه وهي لجنة حقوق الانسان بالامم المتحدة الى خص دول باللوم في حين تتجاهل غيرها من كبار المنتهكين. لكن المجلس اثار انتقادات بالفعل وسط مخاوف من أن يتضح انعدام تأثيره.  وقال انطوان مادلن من الاتحاد الدولي لحقوق الانسان في مؤتمر صحفي ان « تونس وجهت التقييم عن بعد. »  وأضاف أن بعض السفراء اعترفوا في أحاديث خاصة بأنهم طرحوا أسئلة خلال النقاش في الامم المتحدة وضعها مسؤولون تونسيون وأضاف قائلا « هذا أدى الى تبرئة للذات. »  وعبر مادلن عن صدمته لاشادة اليابان بتونس كمجتمع ديمقراطي ومن تشديد اندونيسيا على احترام تونس لحرية التعبير واستقلال القضاء.  وطرحت المكسيك وكوريا الجنوبية مخاوف حقيقية بشأن تونس من بينها التعذيب مما دفع مادلن الى أن يبدي أمله في أن « بعض الدول تتعامل بجدية مع الية المراجعة الدورية الشاملة. »  وترأس البشير التكاري وزير العدل وحقوق الانسان التونسي وفد بلاده الذي ضم 19 عضوا. وقال التكاري في مؤتمر صحفي منفصل في وقت سابق « كل الدول تقريبا التي شاركت في النقاش أشارت الى التقدم الهائل الذي حققته تونس في مجال حقوق الانسان. »  واضاف ان تونس لم تفرض قيودا على المدافعين عن حقوق الانسان ولم تغلق سوى المواقع الاسلامية التي تحض على العنف على الانترنت أو مواقع تروج لصور اباحية للاطفال أو ممارسة الجنس معهم.  ولكن لم يتسن على الفور الاتصال بمسؤولين تونسيين للتعليق على الاتهامات بترتيب النقاش في الجلسة.  وقالت راضية النصراوي من جمعية مناهضة التعذيب في تونس ان الانتهاكات لا تزال مستمرة في السجون التونسية.  وأضافت « في الواقع فان التعذيب في تونس منهج للحكومة. هناك تعذيب للمعتقلين السياسيين الاسلاميين واليساريين وكذلك للمعتقلين في الجرائم العامة. »  وقال مختار الطريفي من الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان « للاسف الية (المراجعة الدورية الشاملة) هذه فشلت من البداية وجرى تفريغها من أي معنى. »  وأضاف أنه جرى اغلاق موقع الرابطة التونسية على الانترنت وجرى اثناء النشطاء رسميا عن تنظيم أنشطة أثناء جلسة المراجعة الدورية الشاملة وقال انه نتيجة لذلك « فان الكثير جدا مما شاهدته هنا خيالي. »    من ستيفاني نيبهاي   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 8 أفريل 2008)


تونس تدافع عن نفسها أمام مجلس حقوق الإنسان بجنيف

   

تامر أبو العينين- جنيف   نفى وزير العدل التونسي بشير التكاري أمام المجلس الأممي لحقوق الإنسان تهم ممارسة التعذيب الموجهة إلى بلاده, ودعا خبراء المجلس إلى زيارتها للاطلاع على الأوضاع. وقال متحدثا في إطار المراجعة الدورية الشاملة لحقوق الإنسان في جنيف أمس إن قوانين بلاده تمنع التعذيب وتحاسب الضالعين، وأشار إلى تقرير رسمي تونسي تحدث عن 205 حالات ملاحقة قضائية بين 2000 و2007 لموظفي النظام وإدارة السجون لتورطهم في تجاوزات كالعنف الجسدي أو اللفظي، أو انتزاع اعترافات والاحتجاز والحبس التعسفيين. وفيما تعلق بحرية الصحافة، تحدث التكاري عن تعديلات جيدة قادمة تضمن مزيدا من حرية الرأي في الداخل، لكنه طالب باحترام القوانين والالتزام بها.   نظريات   غير أن تحالف التيارات التونسية المعارضة فنّد حجج الحكومة، واتهمها في مؤتمر في جنيف بإغفال « حقائق هامة ». وقال رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان مختار الطريفي للجزيرة نت إن ما ذكره التكاري « نظريات لم تأخذ طريقها بعد إلى التطبيق ». ورأى أن المصداقية تكون في تناول التقرير لواقع المواطن في حياته اليومية « فهو لا يمكنه أن يشتكي عندما تنتهك حقوقه وإن فعل ذلك فلا تنظر الحكومة بجدية في شكواه »، ووصف ما تضمنه التقرير عن محاسبة المتورطين « بذر الرماد في العيون ».   مشكلة التعذيب   وبرز التعذيب في المؤتمر قضيةً توحد مكافحتها أطياف المعارضة التونسي, ووصفها العريضي (خطأ: يبدو أن كاتب المقال يقصد الطريفي) « بظاهرة مستفحلة في تونس » واستدل بتقارير المنظمات الدولية غير الحكومية. وقالت ناشطة حقوق الإنسان راضية النصراوي إن التعذيب « سياسة منهجية تتبعها الحكومة ضد المعارضة، لم ينج منها الأصوليون ولا اليساريون، بل ذاق الجميع في تونس مرارتها ». من جهتها وصفت الناشطة الحقوقية سهام بن سدرين الأوضاع في بلادها بالقاتمة « لأنها تحولت إلى دولة بلا قانون ». أما المحامي عبد الوهاب ناصر (خطأ من كاتب المقال: بل عبد الوهاب معطر)، نائب رئيس الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين في تونس فقال إن أكثر من 3000 سجين سياسي « يتعرضون لصنوف من التعذيب ويعانون من انعكاساتها الخطيرة مثل الأضرار النفسية البالغة، أما أسرهم فليس أمامها سوى التسول للبقاء على قيد الحياة ».   قوانين نظرية   ورغم إشادة منظمات نسائية غربية بتفوق تونس في مجال حقوق المرأة مقارنة ببقية الدول العربية، فإن خديجة الشريف من حركة النساء الديمقراطيات قالت للجزيرة نت « إن أغلب حقوق المرأة التونسية بصفة عامة ينقصها التطبيق لأن كل ما حصلنا عليه بقي على الورق ولم يتم تطبيقه في الواقع ». وتطالب النساء الديمقراطيات بالحوار مع عضوات البرلمان التونسي « لوضع مشكلات المرأة محل نقاش واضح وصريح لتنبع الحلول بشكل عملي بدلا من أن تكون إملاءات سياسية لها أهداف محددة ». ويعتبر المؤتمر تحولا في عمل المعارضة التونسية إذ تحالفت فيه منظمات غير حكومية سويسرية معنية بالشأن التونسي مع ممثلين عن تيارات المعارضة وحقوق الإنسان في تونس. ويقول منسق المؤتمر عبد الوهاب الهاني « إن تجمع أطياف المعارضة التونسية على اختلاف توجهاتها يوحد الجهود ليصل صوتها بقوة إلى الرأي العام الدولي والتونسي في آن واحد، سيما وأن القضايا مشتركة والهدف واحد وهو مزيد من الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان ».   (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 9 فريل 2008)


 

المنظمات الحقوقية التونسية المستقلة تؤكد حضورها وتقول كلمتها بجنيف

 

جنيف في 08/04/2008

 

بادرت مجموعة من  مكونات المجتمع المدني التونسي بسويسرا ، في إطار عمل مشرك إلى عقد ندوة صحافية تسبق مداولات مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة بجنيف يوم ‏08‏/04‏/2008 لتقرير اللجنة الدولية حول حقوق الانسان في تونس، وذلك مساء الاثنين 7 افريل بجنيف بدعوة ممثلين عن المنظمات الحقوقية التونسية والدولية وشخصيات حقوقية واعلامية من تونس وخارجها لغرض التعبير عن حقيقة الوضع التونسي، وتفعيل دورها رغم سياسة المحاصرة التي تنتهجها السلطات تجاه كل صوت مخالف.

 

انطلقت فعاليات الندوة على الساعة السابعة مساء بـ: “Maison du quartier” بجنيف بعرض شريط وثائقي حول ظاهرة التعذيب في تونس من إنتاج المجلس الوطني للحريات بتونس “CNLT”   والذي كان منطلقا للنقاش للندوة حيث قدم لها منسق التحرك السيد عبد الوهاب الهاني بتاطير حول أهمية هذا الحدث الحقوقي والتفاعلات الممكنة مع تقرير اللجنة الدولية لحقوق الإنسان.

 

في البداية تناول الكلمة رئيس اللجنة الدولية لمناهضة التعذيب الذي أبرز تعاون المنظمة مع منظمات المجتمع المدني التونسي في الداخل والخارج وتطرق للناحية القانونية المتعلقة بقانون مكافحة الارهاب والذي استند الى تعريف عام ومطاط للإرهاب مكن السلطات التونسية من التوسع في استخدامه دون ضوابط طال كل أشكال المعارضة السلمية.  ثم أعقبته  مداخلة ممثلة الفدرالية الدولية لحقوق الانسان FIDH، تحدثت عن آليات المراجعة الدولية لحقوق الإنسان بالمجلس الأممي. وأشارت إلى أن هذا الحدث سياسي بامتياز، ينعقد بمشاركة منظمات حكومية رسمية في غياب خبراء مستقلين، مما يجعل مصداقية الامتحان الدوري لتقريرملف حقوق الإنسان حول تونس في الميزان وان حضي بمباركة أعضاء المجلس.

 

وفي كلمة لممثل عن التجمع الدولي لمراقبة حرية التعبير، وهي عبارة عن تحالف لـ 18  جمعية، ذكر فيها أن التجمع الدولي مد مجلس حقوق الإنسان بتقرير ضم جملة من الملاحظات والتوصيات كانت أهمها حول ظاهرة مراقبة الكتب والانترنت في تونس وألمح الى المضايقات الأمنية وعمليات التعذيب التي ينتهجها البوليس السياسي التونسي ضد كل أطياف المعارضة من اعلاميين وحقوقيين.

 

من جهته، تطرق رئيس الرابطة التونسية لحقوق الانسان، الاستاذ مختار الطريفي، الى واقع مؤسسات المجتمع المدني التونسي مؤكدا على قيمة استقلالية هذه المنظمات والدور المنوط بها في ممارسة الجهد الرقابي كاشفا ان ما تروج له السلطات التونسية من تعدد هذه المنظمات ما هو الا تزييف للحقائق، وأشار الى أزمة الرابطة مع السلطة رغم محاولات هذه الأخيرة للحوار والبحث عن حلول مرضية للطرفين. لكن السلطة تستمر في مضايقاتها ومحاصرة مناشطها عبر غلق مقراتها بالعاصمة والفروع. وأخبر الأستاذ الطريفي الحضور انه قد أبلغ هاتفيا اثناء هذه الندوة بحملة اعتقالات موسعة تجري في ولاية توزر ضد ابناء فرع الربطة بالجهة في ظروف سيئة للغاية.

 

أما مداخلة السيدة خديجة الشريف فقد تركزت على زيف الخطاب الرسمي التونسي حول مكاسب المرأة التونسية وتحدثت عن المضايقات وسياسة التهميش التي تعتمدها السلطة التونسية ضد منظمة النساء الديمقراطيات التي هي منظمة معترف بها لكن موقعها لا يتميز عن حال باقي المنظمات المدنية المستقلة القانونية وغير القانونية.

 

بعد فترة الاستراحة عرض المكتب الحقوقي لجمعية الزيتونة شهادة مصورة للسجين السياسي السابق وأمين عام الاتحاد العام التونسي للطلبة المهندس عبد الكريم الهاروني وصف فيها تفاصيل عقوبة السجن الانفرادي التي كان ضحية لها مع العديد من السجناء السياسيين في قضية حركة النهضة وعدد فيها جملة النضالات التي خاضوها من اجل تحسين ظروفهم داخل السجن ورفع كل المضايقات عليهم وتمكينهم من حقوقهم كباقي السجناء العاديين. وأصر الهاروني في كلمته على أن المعركة لم تنته بعد مشيرا إلى مواصلة نضالاته خارج السجن من اجل حصوله وباقي إخوانه على حقوقهم المدنية.

  

وفي الحصة الثانية للمداخلات تحدثت الأستاذة المحامية راضية النصراوي بدقة عن التعذيب من خلال اطلاعها على وضعية سجين الرأي الشاب زياد الفقراوي الذي تعرض الى تعذيب شديد وانتهاك صارخ لكرامته. و في نفس سياق الحديث عن الانتهاكات المستمرة للمجتمع، ركز الأستاذ عبد الرءوف العيادي على ظاهرة التعذيب في تونس حيث شكلت سيفا بيد النظام يسلطه على كل من يخالفه الرأي. والسلطة مختزلة، حسب قوله، في شخص الرئيس بن علي. كما نبه إلى ضرورة توفير شروط استمرار العمل الحقوقي للأجيال الشابة التي تشهد عزوفا عن العمل الحقوقي والسياسي جراء سياسة مصادرة النفس الجمعوي في كل مناشط المجتمع التونسي.

 

ثم تناول الحديث الأستاذ عبد الوهاب المعطر فأبرز استفادة النظام التونسي من السياسة الدولية التي تكرسها الولايات المتحدة الأمريكية في مكافحة ما يسمى بالإرهاب حيث اتجه الى استصدار منظومة من التشريعات والقوانين المتعلقة بهذه الظاهرة لتوظيفها في مواجهة مؤسسات المجتمع المدني بمنع حراكها عبر هذه القوانين لتظهر بمظهر المستجيب لاستحقاقات السياسة الدولية ولكن باتجاه القمع الداخلي.

 

من جهتها بينت رئيسة جمعية الحقيقة والعمل، السيدة صفوة عيسى، تجربة جمعيتها كمنظمة حقوقية غير حكومية بالمهجر قامت منذ سنة 1997 بدورها النضالي وتميزت كجهة مستقلة تعنى بالشان التونسي مارست مهمتها في متابعة حرية التعبير. وذكّرت بما قامت به الجمعية من دور لاعداد تقريرها الذي قدمته لمجلس حقوق الانسان بمناسبة مناقشة الملف التونسي  .

 

أثناء الندوة وزع أعضاء المكتب الحقوقي لجمعية الزيتونة على الصحفيين والمهتمين بالشأن التونسي نسخا من تقريرهم لسنة 2007 حول حقوق الإنسان بتونس “ الخطاب والممارسة” باللغة الفرنسية وكذلك ملفا حوى شهادتين عن واقع الإستبداد والقمع بتونس للدكتور منصف بن سالم والمهندس عبد الكريم الهاروني وكذلك تعليقه على التقرير الأخير للجنة حقوق الإنسان بمنظمة الأمم المتحدة (أنظر الملحق).

 

أما كلمة الحقوقي المعروف السيد خالد المباركي عضو OMCT   فقد تمحورت حول تجربته في متابعته للحيثيات القضائية لملف الطالب فيصل بركات الذي قضى تحت التعذيب بوزارة الداخلية سنة 1991 مبينا طول الإجراءات القانونية والقضائية التي عرفها الملف حيث خاضت فيها العديد من الجهات الحقوقية نضالا طويلا و مستمرا لكن في كل مرة كان يصطدم بتدخل السلطات التونسية لإبطال مفعول الإدانة لمرتكبي هذه الجريمة النكراء.

 

من جهة أخرى عدد رئيس جمعية الزيتونة بسويسرا المهندس العربي القاسمي في تدخله جملة من الملاحظات عن تقرير اللجنة الدولية لحقوق الإنسان حول تونس، والذي تغافل عن معطيات كثيرة تبين حجم الانتهاكات اليومية والقمع الوحشي الذي يتعرض له أحرار تونس خاصة سجناء الرأي، الذين طالت محنتهم، و كذلك المسرحون الذين تحولوا الى سجن كبير. ونوه بالعمل المشترك لمنظمات ومكونات المجتمع التونسي في الداخل والخارج بالتعاون مع الشركاء الدوليين داعيا الى تعزيز هذه المبادرات وتطويرأدائها من أجل صالح الوطن.

 

وفي تعقيبها على جملة المداخلات دعت السيدة سهام بن سدرين كل المناضلين اشخاصا ومؤسسات الى التمسك بمطالبهم المشروعة رغم التحديات وما يتطلبه المسار من طول نفس. ثم ذكر الحاضرون في آخر الندوة بالجزء الثاني لفعاليات التحرك في الغد. حيث شهد صباحا إقامة تجمع أمام مقر الأمم المتحدة حضرته عدة وجوه حقوقية تونسية قبيل انعقاد جلسة المناقشة للملف التونسي عبر فيها الحضور عن رمزية هذه الوقفة الاحتجاجية مثمنين جهد المشاركين وداعين الى الاستمرار في مراكمة الجهد النضالي الحقوقي وممارسة دور الرقابة لحالة حقوق الإنسان في تونس ثم انتقل وفد منهم لحضور المداولات داخل المجلس.

 

  المكتب الحقوقي لجمعية الزيتونة

z_militants@yahoo.fr

 


الرواية الرسمية لما حدث في جنيف كما أوردتها وكالة تونس افريقيا للأنباء مساء 8 أفريل ‏2008‏‏:

إشادة دولية بتونس في المجلس الاممي لحقوق الانسان بجينيف

 

أشاد ممثلو معظم الدول الاعضاء والملاحظون في المجلس الاممي لحقوق الانسان بجينيف بانجازات تونس في مختلف مجالات حقوق الانسان. جاء ذلك بمناسبة تقديم ومناقشة تقرير تونس خلال الدورة الاولى للاستعراض الدورى الشامل بخصوص حقوق الانسان في العالم.   وقد تناول الكلمة السيد البشير التكارى وزير العدل وحقوق الانسان الذى اشار في تقديمه للتقرير الى أن حقوق الانسان في تونس تمثل خيارا استراتيجيا في مسيرة الاصلاح التي يقودها الرئيس زين العابدين بن علي وذلك في اطار مقاربة شاملة تجمع بين مختلف جوانب هذه الحقوق.   كما بين الوزير أن تونس التي كان لها السبق التاريخي في منع الرق واقرار أول اعلان للحقوق وأول دستور في العالم العربي مصممة على مزيد التقدم على درب حماية حقوق الانسان والنهوض بها مثلما أكده رئيس الجمهورية في خطابه يوم 21 مارس الماضى.   واشار الوزير الى الاجراءات الاخيرة التي اقرها سيادة الرئيس في هذا الاطار ومن بينها بالخصوص تطوير الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات الاساسية وتدعيم اختصاصها والمصادقة على البروتوكول الاختيارى الملحق باتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ورفع تحفظات على اتفاقية الامم المتحدة لحقوق الطفل.   وتدخل في النقاش ممثلو 65 دولة أشاد معظمهم بما حققته تونس من مكاسب في مجالات تكريس التعددية وحماية الحريات الفردية والعامة وتشريك المجتمع المدني في اعداد تقرير تونس الى المجلس الاممي لحقوق الانسان.   كما نوه المتدخلون بالمكانة الرائدة للمرأة التونسية في كافة مجالات العمل وعلى صعيد المسوءوليات السياسية.   وسجلوا باعجاب ما حققته تونس في مجالات القضاء على الفقر وتكريس التضامن الوطني من خلال صندوق 26/26 وأعربوا عن مساندتهم لقرار الجمعية العامة للامم المتحدة المتعلق بانشاء الصندوق العالمي للتضامن بمبادرة من الرئيس زين العابدين بن علي.   وعلى اثر هذا النقاش قدم السيد البشير التكارى ملاحظات ختامية أكد فيها أن الاشادة بانجازات تونس في مجال حقوق الانسان والتي صدرت منذ أسبوعين عن لجنة الامم المتحدة لحقوق الانسان بنيويورك وتعززت اليوم بتنويه معظم الدول المشاركة في اجتماعات الدورة الحالية للمجلس الاممي لحقوق الانسان بجينيف تدفع تونس الى مزيد ترسيخ تعاونها مع أجهزة وهياكل الامم المتحدة في نطاق التزاماتها الدولية وحرصها على المضي قدما على صعيد المنهج الاصلاحي الذى أرساه رئيس الدولة لتجسيم قيم حقوق الانسان لا في التشريع فقط وانما أيضا في الواقع المعيش لكل التونسيين.   كما عقد وزير العدل وحقوق الانسان ندوة صحفية بمقر منظمة الامم المتحدة بجينيف أكد فيها مجددا استعداد تونس للتعاون مع الهياكل الاممية في مجال حقوق الانسان وتصميمها على مواصلة ترسيخ المسار الاصلاحي في هذا المجال.   وتجدر الاشارة الى أن المجلس الاممي لحقوق الانسان يتركب من 47 دولة عضوا وتحضر اجتماعاته كل الدول الاعضاء في منظمة الامم المتحدة. وكانت تونس من أوائل الدول التي انتخبت لعضوية هذا المجلس.   وكان المجلس افتتح يوم الاثنين أعمال دورته الاولى المخصصة للاستعراض الدورى الشامل لدراسة حقوق الانسان في مختلف دول العالم   (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 8 أفريل 2008)


ارتياح لتعاون تونس مع الاليات الاممية لحقوق الانسان

 جينيف 9 افريل 2008 (وات) تقابل السيد البشير التكارى وزير العدل وحقوق الانسان يوم الاربعاء مع السيدة لويز اربور المفوضة السامية لحقوق الانسان للامم المتحدة بجينيف وذلك على هامش مشاركته في أشغال الدورة الاولى للاستعراض الدورى الشامل بمجلس حقوق الانسان للامم المتحدة لدراسة حقوق الانسان في مختلف دول العالم وبينت السيدة لويز اربور بالمناسبة أن الاستعراض الدورى الشامل الخاص بتقرير تونس كان ايجابيا كما أعربت عن ارتياحها للتعاون الذى أرسته تونس مع الاليات الاممية لحقوق الانسان منوهة بالخصوص بما تحقق للمراة التونسية من مكاسب ومعبرة عن أملها في أن يتواصل الدور الرائد لتونس في هذا المجال   وأكد السيد البشير التكارى من جهته الارادة السياسية التي تحدو الرئيس زين العابدين بن علي للمضي قدما في مسار تعزيز منظومة حقوق الانسان مبرزا بالخصوص مبادرة سيادته القاضية بتطوير الهيئة العليا لحقوق الانسان والحريات العامة ومصادقة تونس على البروتوكول الاضافي للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المراة   وأطلع الوزير من ناحية أخرى السيدة لويز اربور على البرامج التي أعدتها تونس احتفالا بالذكرى الستين لصدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان والمتضمنة بالخصوص جانبا ثقافيا يهدف الى مزيد نشر ثقافة حقوق الانسان على أوسع نطاق   (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 9 أفريل 2008)


 
 

حزب تونسي معارض يدعو الأمريكيين للتعجيل بالانسحاب من العراق

 

تونس (رويترز) – دعا حزب تونسي معارض يوم الثلاثاء القوات الأمريكية للتعجيل بالانسحاب من العراق بشكل غير مشروط عشية الذكرى الخامسة لسقوط بغداد. وقال حزب الوحدة الشعبية في بيان إن « الذكرى الخامسة لاحتلال العراق تمثل مناسبة للإشارة إلى فظاعة جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الأمريكي ويدعو إلى انسحاب غير مشروط من الأراضي العراقية. » ويصادف الأربعاء الذكرى الخامسة لسقوط بغداد في أيدي قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة عام 2003 . وعبر حزب الوحدة الشعبية في بيانه الموقع من قبل محمد بوشيحة الامين العام عن « دعمه للمقاومة العراقية » معتبرا ان « العراقيين وحدهم قادرون على تجاوز هذا الوضع الخطير والمحافظة على وحدة العراق الترابية وتماسك شعبه. » وأعلن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر يوم الثلاثاء تأجيل مسيرة مناهضة للولايات المتحدة كان من المزمع القيام بها الأربعاء وذلك بسبب مخاوف من تعرض مؤيديه لهجوم.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 8 أفريل 2008)  

التأمين على المرض: ماذا عن غير المضمونين اجتماعيا؟

(ومن ضمنهم عشرات الآلاف من المساجين السياسيين السابقين وأفراد عائلاتهم؟؟؟ – التحرير)  

 
أقسم باللّه أن لا أحد يكره البلاد وأقسم بالله أن لا أحد يكره الدولة وأقسم بالله أن لا أحد يكره الحكومة أقسم بالله وأقسم بالله أننا كصحافيين عندما نكتب عن وضع ما أو عن حالة ما أو عن موضوع ما ونكشف عن بعض مواطن الخلل ونبرز السلبيات والعلل ونقول أنّ هذا الموضع يستدعي المراجعة واعادة النظر ويستدعي التصويب والتوضيح خدمة للناس وحرصا على تمتين علاقات التعامل بين جميع مكونات المجتمع أفرادا ومؤسسات وتنظيمات… عندما نفعل ذلك فلا يعني أننا نتجنّى على هذا أو ذاك أو نتجنّى على هذه المؤسسة أو تلك ولا يعني أيضا أننا ممّن بقلوبهم مرض أو ممّن يمكن أن تصحّ فيهم مقولة «يصطاد في الماء العكر».   كلاّ وحاشى، فنحن لا نزايد على أحد ولا ندعي احتكار حب البلاد والعباد أكثر من أي مواطن من أي شريحة اجتماعية أخرى…   جرّني إلى هذه المقدمة حديث عن التأمين على المرض دار بيني وبين صديق يعرف أنني واكبت أكثر من ندوة خاصة بالموضوع… قلت لصديقي بكلّ ما توفّر لدي من معلومات أنني كمتابع لتنفيذ قانون التأمين على المرض قد لامست ككل المتابعين حسنات ولامست سيئات… استحسنت مواضع واستهجنت أخرى.. تبيّنت ثغرات وتبيّنت اجتهادات… اقتنعت بخاصيات واستغربت من أخرى… نحن الآن نجتاز أخطر مراحل التحول في السياسة الصحية منذ الاستقلال والحقبة الزمنية الممتدة على طيلة أكثر من نصف قرن بمفهوم واحد للسياسة الصحية تضع أمامنا اشارات حمراء لا يمكن تجاوزها الاّ متى فهم الناس بصورة واضحة وشاملة وشفافة النظام الجديد للتأمين على المرض لأنّ المسألة بكلّ  تبسيط تتعلّق بحق أساسي جدّا في المنظومة الشاملة لحقوق الانسان.. ذلك أنّ الدولة مطالبة برعاية هذا الحق وحمايته وأنّ الدولة مطالبة بتوفير العلاج لكلّ مواطن… المفهوم السائد هو أنّ نظام التأمين على المرض موجّه إلى الفئات المضمونة اجتماعيا لكن ماذا عن بقيّة الشرائح من عائلات معوزة وشباب عاطل عن العمل وذوي الاحتياجات الخاصة وحتى العمّال المسرحين؟ حسب محضر الاتفاق الممضى بين الأطراف المتدخلة في هذا النظام هناك اشارة الى أنّ الدولة تواصل التكفّل بهذه الشرائح… لكن بأي آليات وبأي قرارات وبأي وثائق.. تساؤلات أثارتها في نفسي حكاية صديقي  شاءت الأقدار أن تتوعّك صحة ابنه البالغ من العمر 21 سنة والعاطل بحكم انقطاعه عن الدراسة والذي لم يعد مضمونا اجتماعيا مع أفراد عائلته حيث شُطب اسمه من دفتر العلاج العائلي… صديقي قال أخذت ابني المريض إلى طبيب عام بالحي الذي أقطنه، دفعت ثمن العيادة واشتريت له الدواء لكن الطبيب قال أنّه يحتاج إلى تحاليل وتشخيص من قبل طبيب مختص فقررت أن أذهب به إلى المستشفى العمومي لكن قبل ذلك فكرت في البطاقة التي يمكن أن اعتمدها في المستشفى العمومي.. ذهبت إلى جهات محلية  مسؤولة فأجبت بكلام مبهم وغامض فهمت منه أن البطاقات المجانية غير متوفرة وقد تكون هناك نيّة لمراجعتها. وقفت حائرا ماذا أفعل وابني يتألم بين يديّ؟ هنا قاطعت حديثه وتساءلت معه عن اغفال هذا الجانب في اصلاح المنظومة ككل وكيف يمكن التساوي في العلاج بين جميع أفراد المجتمع وما تزال الضبابية والغموض والتخوفات قائمة بين مختلف شرائح المجتمع إذ لا يعقل أن نرى شبابا عاطلا لا هو مضمون اجتماعيا ولا عائلته قادرة على توفير العلاج له يتألم في قاعات الاستعجالي والمستشفيات وجوازه الوحيد للعلاج بطاقة هو فاقد لها أساسا. أنا أتمنّى في هذه المرحلة الحاسمة خاصة وقد جاء الحرص على تطبيق نظام التأمين على المرض في أفضل معانيه الاجتماعية من قبل سيادة الرئيس زين العابدين بن علي الذي أمر بتأجيل تطبيق الاختيار بين المنظومات إلى موفى شهر أفريل. أتمنّى أن تدرك أيضا الأطراف المسؤولة حاجة غير المضمونين الاجتماعيين من عاطلين ومعوزين وغيرهم إلى الآليات والوثائق الكفيلة بقبولهم في المستشفيات العمومية ومعالجتهم… وبذلك نكون قد أرسينا التحول المنشود في السياسة الصحية في البلاد بخطى ثابتة وعالجنا التباينات بين الأطراف المتدخلة حول بعض المفاهيم والآليات والحقوق والواجبات.   عبد الجبار الذهبي   (المصدر: جريدة « الشعب » (أسبوعية نقابية – تونس) الصادرة يوم 5 أفريل 2008)
 

مرتكبة أبشع جريمة في تاريخ تونس تخرج من السجن

 

 
تونس  – واس – خرجت جانية وصفت بأنها مرتكبة احد أبشع جرائم القتل في تاريخ تونس من وراء القضبان بعد قضاء عشرين عاما سجنا لقتلها زوجها. فقبل أكثر من عشرين سنة أقدمت الجانية على قتل زوجها طعنا ثم قطعت لحمه إربا وعمدت إلى إحراق رأسه وعظامه داخل الفرن وطحنتها. وحكم القضاء بحبس القاتلة مدى الحياة وقد أفرج عنها مؤخراً بعد ان قضت بالسجن عشرين عاما حسب الانظمة.   (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس) بتاريخ 9 أفريل 2008)

وفاة المغنية التونسية شبيلة راشد

تونس (رويترز) – أعلن يوم الاربعاء في تونس عن وفاة الفنانة شبيلة راشد ابنة المغنية الشهيرة الراحلة صليحة عن 75 عاما بعد مسيرة فنية حافلة بالأعمال التراثية المتميزة. ونعت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث شبيلة التي تعد من أبرز المطربات اللاتي تميزن بجمال الصوت والاداء. ساهمت شبيلة راشد في أعمال اصبحت جزءا من الرصيد الموسيقي التونسي وغنت لابرز ملحني تونس ومنهم خميس ترنان وصالح المهدي. ووجه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي برقية تعزية لاسرتها عبر فيها عن « مشاعر تعاطفه لافراد عائلة الفقيدة وللاسرة الفنية والثقافية عامة ». ومن الاغاني التي اشتهرت بها شبيلة « اذا تغيبي علي يا ولفتي » و » تحت الشجرة ».   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 9 أفريل 2008)  


الفنانة الأصيلة شبيلة راشد في ذمة الله

 

تونس 9 افريل 2008 (وات) فقدت الساحة الثقافية التونسية الفنانة الاصيلة شبيلة راشد التي وافاها الاجل المحتوم يوم الاربعاء عن سن تناهز 75 سنة بعد مسيرة فنية حافلة بالاعمال التراثية تواصلت على مدى اكثر من اربعة عقود. ونعت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث الفنانة الراحلة التي تعد من ابرز المطربات اللاتي تميزن بجمال الصوت ورهافة الحس وحذق الخصوصيات الموسيقية العربية عموما والتونسية على وجه التحديد وقد انطلقت مسيرتها الفنية في اطار جمعية الرشيدية للموسيقى التونسية التي اطلقت عليها كنية شبيلة راشد باعتبارها ابنة الفنانة الكبيرة الراحلة صليحة وانتسابها للرشيدية. وساهمت الفقيدة شبيلة راشد بادائها المتميز في بروز اعمال موسيقية اصبحت جزءا من الرصيد الموسيقي التونسي الحديث وقد انتج لها ملحنون افذاذ على غرار الشيخ خميس الترنان والدكتور صالح المهدى وغيرهما. كما كان لها دور في التعريف بالهوية الموسيقية التونسية في العديد من التظاهرات الثقافية خارج الحدود وحظيت الفنانة الراحلة بكل الرعاية والعناية من لدن الرئيس زين العابدين بن علي الذى اسند لها الوسام الوطني للاستحقاق في قطاع الثقافة.   (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – رسمية) بتاريخ 9 أفريل 2008)  


تونسي يقيم باختياره في المستشفى منذ 44 عاما

 

تونس (رويترز) – أصبح عم الطاهر وهو تونسي عمره 64 عاما أقدم نزيل في المستشفيات بتونس وربما العالم بعد أن تجاوزت اقامته المستمرة بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة 44 عاما. وقالت صحيفة الشروق يوم الاربعاء ان الطاهر يقيم باستمرار في المستشفى الواقع في قلب العاصمة منذ كان في سن العشرين بسبب اصابته بمرض جلدي وضيق في التنفس. وقال الطاهر انه فضل استمرار الاقامة في المستشفى طيلة هذه المدة لأن الاطباء والممرضين اصبحوا عائلته وأصبح « يحبهم ويحبونه ». ويضيف « انا أقدم نزيل وأقدم من كل المسؤولين. » وذكر ان بعض المسؤولين عرضوا اهدائه منزلا لكنه رفض وقال انه يريد أن ينهي حياته في المستشفى وان تشيع جنازته من هناك في إشارة قوية لتعلقه بالمكان. ويروي بفخر « لا تسألوني عن بيتي.. فهذا بيتي. لا تسألوني عن موطني.. فلا أعرف غير هذا المكان موطنا. فهنا قضيت فترة شبابي وفترة كهولتي وحين أموت فمستشفى شارل نيكول سيشيع جنازتي   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 9 أفريل 2008)  

 

 

تكريم الطيب البكوش

 
التأم مساء الجمعة الماضي بكلية الاداب بسوسة حفل تكريم الاستاذ الطيب البكوش رئيس المعهد العربي لحقوق الانسان، تم خلاله اهداؤه كتابا بعنوان: «في مفترق الكلمات» (DES MOTS A LA CROISEE) وهو يضم حوالي ثلاثين بحثا بالفرنسية والعربية، شارك فيها لسانيون من الجامعات التونسية ومن جامعات اجنبية من بلدان عدة (فرنسا وكندا واسبانيا والبرتغال..) وقد حضر الحفل جمع من زملائه وطلبته القدامى، يتقدمهم عميد الكلية الاستاذ رفيق بن حمودة ومدير مخبر اللسانيات والاعلامية بجامعة باريس 13 الاستاذ صالح الماجري الذي اشرف على اعداد الكتاب وتم نشره باشتراك المؤسستين.   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 9 أفريل 2008)


روبرت بيلترو مساعد وزير الخارجية الأمريكي سابقا لـ«الصباح»: فرص جديدة للتعاون بين الجامعات التونسية والأمريكية

** لدي 3 اقتراحات لرئيس أمريكا القادم  

 
تونس الصباح: السفير روبرت بيلترو الابن شخصية أمريكية معروفة في تونس.. عرفناه سفيرا للولايات المتحدة ببلادنا مابين1987 و1991 فسفيرا في مصرثم مساعدا لوزيرالخارجية الامريكي.. قبل أن يتقاعد ويزور تونس مرارا بصفته محاميا من بين نشطاء مجموعات دعم الصداقة التونسية الامريكية.. لاسيما عن طريق منتدى « حنبعل »..   بيلترو يزور تونس هذه الايام بصفته عضوا في مجلس ادارة مؤسسة أميديستAmideast   التي تشرف على تدريس الانقليزية لحوالي 1500 شخصية بصفة شبه دائمة بينهم طلبة وتلاميذ وكهول من مختلف الاعمار والاختصاصات.   على هامش هذه الزيارة كان الحوار التالي مع السيد رورت بيليترو الابن:   * السيد روبرت بيلترو.. عرفت صديقا لتونس طوال العقدين الماضيين.. فما جديد زيارتكم هذه؟   – بالفعل أشعر بالاعتزاز عند كل زيارة اقوم بها إلى تونس.. التي لم أزرها منذ حوالي 4 أعوام.. لكني ترددت عليها مرارا بعد مرحلة عملي بها سفيرا لبلادي.. وسعدت بلقاء الرئيس بن علي في مناسبات عديدة.. خاصة أن تلك المرحلة صادفت بدء المفاوضات الفلسطينية الامريكية المباشرة والعلنية في قرطاج.. وفي تونس كلفتني حكومتي برئاسة الوفد الامريكي فيها بينما كان في الجانب الفلسطيني صديقي ياسر عبد ربه والسفير حكم بلعاوي.. وكانت لي لقاءات مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ومع كثير من المقربين منه بينهم الرئيس الحالي محمود عباس.   وهذه المرة سعدت وبعض اعضاء الوفد المرافق من مجلس ادارة مؤسسة أميديست بلقاء الصديق الكبير السيد وزيرالتعليم العالي والبحث العلمي الاستاذ الازهر بوعوني الذي يتقن الانقليزية وتولى سابقا مسؤوليات علمية وادارية عديدة في الجامعة التونسية.. فضلا عن تجربته الديبلوماسية..   وقد شمل حوارنا مع السيد الوزير بالخصوص تطوير التعاون بين الجامعات التونسية والامريكية عبر مؤسسة أميديست المكلفة من قبل الحكومة الامريكية ببرامج دعم تكوين النخب والخبراء المعروفة باسم فولبرايت..   كما اعربت 300 من الجامعات الأمريكية العمومية والخاصة عن استعدادها لتطويرالتعاون مع الجامعات والتونسية .. في مستوى تبادل الطلاب وتنظيم دورات قد تستمر نصف عام لفائدة طلاب أمريكيين في الجامعات التونسية ودورات لفائدة مئات الطلبة والباحثين الجامعيين التونسيين في الجامعات الامريكية.   وامام بروز ظاهرة البطالة في صفوف الشباب وخريجي الجامعات فان من بين برامج اميديست تعليم الانقليزية لهؤلاء الشباب والعاطلين لتحسين فرص ادندماجهم في سوق الشغل العالمية.   * السيد بيلترو وزيرة خارجيتكم رايس زارت المنطقة مرارا مؤخرا.. وزارها بوش الابن فيما التقى اولمرت الرئيس محمود عباس عدة مرات.. هل تعتقدون أن قيام دولة فلسطينية ممكن التحقيق فعلا قبل موفى 2008 مثلما وعد بوش؟    – أريد أن أؤكد مرة أخرى أنني متقاعد واني أعبر عن وجه نظر شخصية بحتة.   في رأيي يصعب التوصل إلى تسوية سياسية في العام الاخير من عهد اي رئيس أمريكي.. وبالنسبة للرئيس بوش الابن سيذكر له التاريخ أنه كان أول رئيس أعلن بوضوح دعمه لتسوية تقوم على اساس دولتين مستقلتين : دولة فلسطينية ودولة اسرائيل..   وأعتقد أن رئيس الوزراء اولمرت والرئيس محود عباس جادون خلال تحركهما لفائدة السلام والتسوية السياسية.. لكن الاوضاع على الارض اكثر تعقيدا.. ولا تخدم هذا المسار.   فحكومة اولمرت ضعيفة جدا ومهددة بالسقوط.. لعدة اسباب منها ان مجموعة شاس تهدد بالانسحاب في صورة قبولها تقديم « تنازلات » للفلسطينيين حول القدس..   والجانب الفلسطيني ضعيف ومقسم.. بين مناصرين للرئيس محمود عباس ومعارضين له.. بين انصار لفتح وأتباع لحماس.. بين غزة المحاصرة والضفة الغربية المقسمة بدروها.. بينما تبدو حركة فتح ومنظمة التحرير بدورها مقسمة بين المستقلين والفتحويين والمناصرين لعباس وخصومه..   * كيف ترون الحل اذن لمعضلة الشعب الفسطيني والصراع العربي الاسرائيلي؟   – في كل الحالات يصعب تحقيق سلام في العام الاخير من عهد اي رئيس فما بالك اذا كانت ادارة هذا الرئيس تغافلت عن الملف طوال 7أعوام وحاولت تحريكه في الاشهر الاخيرة.. It is too late   والسؤال الكبيراليوم هو: من هو الزعيم الجديد الذي يمكن أن يستقطب غالبية الشباب الفلسطيني؟   شخصيا أرجح سيناريو مروان البرغوثي.. باعتباره من الجيل الجديد.. واطلاق سراحه من قبل اسرئيل قد يساعد على وجود مخاطب كفء وممثل ومعتدل..   اعتقد شخصيا أن الغالبية الساحقة من المتدينين والعلمانيين الذي صوتوا لفائدة حماس في الانتخابات الماضية فعلوا ذلك احتجاجا على أخطاء بعض رموز فتح والسلطة.. وتصويتهم وتدينهم لا يعني انهم مع العنف والتطرف..   من جهة أخرى فان من مصلحة اسرائيل دعم خيار السلام الذي يراهن عليه اولمرت.. لأن عدة عوامل لا تخدمهم من بينها تزايد وزن سلاح النمو الديمغرافي في صفوف الفلسطينيين.   وفي فلسطين رموز علمانية مستقلة مثل السيد سلام فياض رئيس الوزراء الحالي والسيد ياسر عبد ربه وغيرهم كثير في صفوف الشعب الفلسطيني ونخبه..   كما لا اعتقد أن قيادات حماس تنتمي الى تيار واحد..ولكن الى تيارات مختلفة ومتباينة.. وكثير من عناصرها ورموزها لا تدعو الى العنف .   في الاثناء لا بد من رفع الحصار عن قطاع غزة ومن توفير ظروف منسابة للحوار ومناخ الثقة .   * تونس من بين دول المنطقة الاورمتوسطية التي تعرفونها جيدا وتتابعون ملفاتها منذ عقود بحكم مسؤولياتكم السابقة. فكيف تنظرون الى مشروع ساركوزي عن « الاتحاد المتوسطي » أو الاتحاد من أجل المتوسط »؟ وهل تعتقدون أنه( اي الاتحاد الاور متوسطي) يمكن أن يلعب دورا في الملفات الجيواستراتيجية الاقليمية والدولية؟   – أعتقد أن مسار برشلونة الاوروبي المتوسطي قدم الكثير لابناء المنطقة من حيث فرص الشراكة.. ودول الاتحاد الاوروبي قدمت الكثير لجنوبه.. لكن هذا المسار أثبت محدوديته ونقائصه.. لعدة أسباب من بينها أن بعض دول شمال الاتحاد الاوروبي ليس متحمسة مثل فرنسا واسبانيا وايطاليا وبلدان جنوب اوروبا للشراكة مع البلدان العربية المتوسطية..   ولا بد من الية جديدة اكثرتطورا للشراكة الاوروبية المتوسطية.. بابعادها الاقتصادية والانسانية والبيئية والامنية والسياسية..   وبالنسبة للرئيس ساركوزي فهو طموح جدا وناشط.. ومشورعه مهم.. لكن من بين نقائصه أنه لم يدرس جيدا ولم يقع التشاور حوله بعمق مع مختلف الاطراف قبل الاعلان عنه.. بما في ذلك من قبل الدول الاوروبية المهتمة اكثر بالشراكة مع دول الشمال والشرق وليس مع الجنوب.   * وكيف تنظرون الى ملف العراق الذي يزداد تعقيدا منذ 5 أعوام؟   – اتمنى على الرئيس القادم في الولايات المتحدة الامريكية أن يعلن بوضوح بعد الشهر الاول من استلامه مهامه:   أولا: غلق معتقل غوانتانامو لأن احداثه يتنافي مع القيم الامريكية للحرية وحقوق الانسان.   ثانيا: الاستعداد لاعادة نشر القوات الامريكية في العراق والانسحاب التدريجي من كل منطقة يتمكن الجيش العراقي فيها من السيطرة على الوضع .وأن يضع حدا لكل الميليشيات المسلحة (بالرغم من كون تجربة الجيش العراقي في البصرة غير مشجعة للاسف).   ثالثا: توجيه رسائل ديبلوماسية تؤكد حسن نية الولايات المتحدة بدءا من اختيار مندوب جديد في الامم المتحدة بنيويورك يؤمن بدور الامم المتحدة ويحترم المرجعيات الدولية وعلاقات الشراكة والتعاون بين دول العالم .بعيدا عن المواقف الاحادية الجانب.   * وكيف تنظرون الى الملف الايراني؟   – ايران دولة مهمة في المنطقة.. وقد تزايد دورها بعد ارتفاع سعر المحروقات وسقوط نظامي طالبان وصدام حسين.. ولا بد لرئيس الولايات المتحدة القادم أن يفتح حوارا سياسيا شاملا معها..   هذا الحوار يمكن أن ينجح مثلما نجح التعاون الامريكي السوفياتي والامريكي الروسي حول الاسلحة المحضورة.. حيث قبلنا وقبلت موسكو دورالمفتشين الدوليين والوكالة الدولية للطاقة الذرية..   ومن حق ايران ان تمتلك الطاقة النووية لتوظيفها سلميا.. لكن من واجبها التعاون مع المحققين الدوليين وفتح حوار سياسي شامل مع واشنطن وقادة العالم مباشرة او عبر حلفائنا وبينهم روسيا والاتحاد الاوروبي.   * اخيرا وكيف تتوقعون غلق ملف افغانستان بعد أن أكدت كل التقارير أن حصيلة 7 أعوام من الحرب الاطلسية القضاء على  ميليشيات طالبان المتطرفة التي كانت قد نجحت في بسط الامن في اكثر جهات البلاد وحرمت انتاجه للمخدرات.. بينما اصبحت افغانستان اليوم وكرا للارهاب والميليشيات المسلحة ولعصابات انتاج الاف الاطنان من المخدرات.. ومركزا دوليا رئيسيا لتسويقها عالميا؟   – الوضع في افغانستان معقد جدا.. وللاسف فان الحكومة المركزية لا تتحكم اليوم الا في جزء من كابول ومدينة قندهار.. بينما تهيمن عصابات وميليشيات مسلحة على بقية البلاد.. ومن بينها مجموعات تابعة لطالبان..   واعتقد ان قوات الحلف الاطلسي مطالبة ببذل مجهود أكبر لحفظ الامن في البلاد والسعي الى توحيده ومحاربة عصابات المخدرات والارهاب فيه.. بل لابد من منع نشر المخدرات في المنطقة وفي بقية دول العالم انطلاقا من حقول انتاج المخدرات التي تضاعف عددها مرارا بعد سقوط حكومة طالبان التي كانت تحرمها دينيا وتعاقب بشدة من يتورط في انتاج المحرمات ومن بينها المؤثرات العقلية..   المهمة صعبة.. لكن الشعب الافغاني يريد حلولا حقيقية لمشاكله الاقتصادية والاجتماعية والامنية والسياسية.. يريد تحقيق التقدم والرقي الذي وعد به قبل اسقاط حكومته المتشددة بزعامة طالبان.   حاوره كمال بن يونس   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 9 أفريل 2008)


بسم الله الرحمان الرحيم

في المسألة الحضارية – الحلقة الرابعة

تفاعلات مع نص « الهوية والدولة والديمقراطية » (1) تقديـم ورشة حضاريات : هذه هي الحلقة الرابعة في محور »المسألة الحضارية »، وقد خصصناها لجملة التفاعلات مع نص « الهوية والدولة والديمقراطية » الذي نشرناه في الحلقة السابقة. و ستبقى هذه التفاعلات مفتوحة حتى يستوفي الموضوع حظه . التفاعلات الأولى وردت علينا من الأخ محمد شمام – جازاه الله خيرا – الذي وعد بمساهمات أخرى سيرسلها لنا تباعا إن شاء الله. وقد جعلنا مساهمته الأولى هذه ، الجزء الأول من هذه الحلقة، في انتظار مساهمات أخرى منه ومن غيره، إن شاء الله . وهذه المساهمة هي التالية:

حركة النهضة والمشروع الإسلامي لا يا أخي حمادي لن نقبل التفريط في المشروع الإسلامي

بقلم : محمد شمام

تفاعلا مني مع نص « الهوية والدولة والديمقراطية »، الذي نشرته السبيل أون لاين في الحلقة الثالثة من محور المسألة الحضارية ، راغبة في تنضيجه عبر الحوار؛ أساهم بهذا النص على أمل أن يوفقني الله إلى مساهمات أخرى بإذنه تعالى. وقبل البداية، أرى من الضروري التمهيد بالملاحظتين التاليتين:

1.الملاحظة الأولى : العلاقة بين هذه المساهمة وبين النص

لا أرى في نص « الهوية والدولة والديمقراطية » أنه يعبر عن الأخ الصحبي عتيق، بقدر ماهو تأليف لمواقف وأراء جاهدت نفسها لتقديم فتوى على قياس 18 أكتوبر. ومنها مواقف الأخ حمادي. ولذلك يكون من المناسب جدا التعرض لمثل هذه المواقف والأراء قبل التعرض للنص ذاته.

2.الملاحظة الثانية : هذه المساهمة هي من منطلق شرعي

هذه المساهمة هي من منطلق شرعي الذي يقتضي الصدع، وليس من منطلق تنظيمي ذو الطبيعة الداخلية. إن الحديث هنا هو عن الشرع، وهو أمر عام يهم الناس جميعا وليس فقط التونسيين. وقد ضرب الله لنا مثلا في نبيه صلى الله عليه وسلم وفي صحابته رضي الله عنهم ، حيث كان يتنزل القرآن يُقوّمهم على الملإ حتى في حال الحرب مع أعداء المشروع الإسلامي. ماسنقوم به هنا هو قريب من ذاك القبيل الذي لم يعد يجوز معه السكوت.

كيف يقدم الأخ حمادي جبالي حركة النهضة ؟ في حوار مع أخينا حمادي الجبالي – كما ورد نشره في « السبيل أون لاين« -(والحوارلصحيفة العرب القطرية – تنويه التحرير) طرح محمد الحمروني هذا السؤال : أنتم تنتمون إلى حركة سياسية أثارت – وما زالت تثير- الكثير من الجدل حولها فكيف تقدمون هذه الحركة..؟ فأجاب: حركة «النهضة» بتونس – وكانت تسمى «حركة الاتجاه الإسلامي» – حركة سياسية مدنية ذات مرجعية إسلامية، تعتمد الفكر الإسلامي الوسطي والمنهج السلمي في الإصلاح، وتسعى للمساهمة في إحداث نهضة شاملة للمجتمع والأمة. وعملت الحركة منذ تأسيسها سنة 1981 على الانتظام في حزب سياسي قانوني يعمل على إثراء الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية ببرامجه ويدعو للرجوع إلى الشعب عبر صناديق الاقتراع لتحديد الاختيارات الكبرى وانتخاب ممثليه وحكامه.[نشر في النسخة الألكترونية لصحيفة العرب القطرية بتاريخ 05 أفريل 2008 ] هذا تعريف أراد أن يعرفنا بهوية حركة النهضة، وهو تعريف مبتدع أخذ مسافة عن الصفة الإسلامية وعن حقيقة المشروع الإسلامي الحضارية. إنه تعريف ألصق حركة النهضة بالصفة السياسية المستحدثة والموضوعة في موقع الأولوية والإبراز، وثنى عليها بالصفة « المدنية » على قياس مطالب الآخرين، تثنية بصيغة الإثبات، وثلث عليهما بالصفة الإسلامية بصيغة التمريض.

وهكذا، بهذه المعاني المبتدعة، يغدو هذا التعريف ذا دلالات خطيرة، شرعية قبل أي دلالة أخرى، مما لم يعد معه مقبولا السكوت، في الظرفية التي يمر بها المشروع الإسلامي في تونس ، وتمر بها حركة النهضة والبلاد، ويمر بها العالم. ولولا الاعتبار الشرعي أساسا، ما سوغنا لأنفسنا التعرض لأخينا حمادي الجبالي، في مثل الظرف الذي يعيشه كما هو منشور في وسائل الإعلام.

ليس هذا المقال هو إذن تعرض لأخينا حمادي، ولا لأحد من إخواننا في الداخل أو الخارج، ولكن هو وقوفٌ عند ثغرة من ثغور المشروع الإسلامي ، ثم ثم ثم حركة النهضة.

هذا التعريف مس بقوة من علاقة الحركة بالمشروع الإسلامي

إن المشروع الإسلامي التونسي يعيش غيبة كبرى لم تنته، برّرناها غالبا بمواجهة محنة عاصفة ومقاومة مشروع ممنهج للتصفية وتجفيف المنابع، تركنا هذا الجانب الحقوقي على سعته وحضوره وإنسانيته يهيمن على كل الفضاء، فانحسر وجود جيل كامل في إحدى فترات تواجده أو نضاله في هذا المد الحقوقي الضاغط. وخوفنا ليس على المشروع، فهو مشروع حق وعدل، فإن لم نكن بناته، فسوف يكون أصحابه من غير حارتنا، وتتكفل به أياد من غير ذواتنا، والاستبدال منهج قرآني شعاره البقاء للأصلح، ولكني خائف أن لا يكون لنا بصمة فيه، أن لا يكون لنا أثر في ثناياه، أن نكون مقصرين نحوه بانسحابنا أو تقاعسنا أو وقوعنا في الفخاخ….

لا أشك أن هناك خطرا يحيط بالمشروع الإسلامي يتمثل في ماهيته ووجوده، ورغم ذلك فقد غلب الدفاع عن التنظيم الدفاع عن المشروع، وكأن غياب المشروع ليس بالمنزلة الكبرى التي تستدعي إعلان الطوارئ!

(من كلام د. خــالد الطراولي بتصرف في إثارات أولية لإشكالات تونسية / إشكال المشــروع الإسـلامي التونسـي المنشور بالسبيل أون لاين بتاريخ 22 مارس 2008 )

اختزال مشط لحركة النهضة :

من يقرأ التعريف الذي قدمه الأخ حمادي لحركة النهضة، وكذلك الحوا رالوارد فيه هذا التعريف لا يخلد في ذهنه إلا أن حركة النهضة هي حزب سياسي. ولم يقف الأخ حمادي عند ذلك الحد، بل تجاوزه إلى وسم الحركة بالصفة المدنية ليجعل الباب مفتوحا إلى المفاهيم المدنية ذات الجذور العلمانية. وكل ذلك بأي ترتيب ؟ إنه يذكر قبل المرجعية الدينية، بما يوحي بأولوية المرجعية المدنية العلمانية، وخاصة مع تقليص الصفة الإسلامية وتمريضها إلى صيغة « ذات مرجعية إسلامية ».

وهذا اختزال وتغيير مشطين لحركة النهضة يهدد حقيقتها وروحها ولونها لتغدو مجرد حزب سياسي لا حقيقة لها ولا روح ولا لون، ويفقدها أي قدرة على التجدد والانبعاث من جديد بعد الحال الذي أصبحت عليه.

أنا متأكد أن بعض هذا الكلام سيبقى الأخ حمادي مشدوها أمامه ، متعجبا من مثل هذا الفهم البعيد عن مقصود تصريحه. وهذه غفلة خطيرة، فللغة مدلولاتها الموضوعية بغض النظر عن النيات والمقاصد المضمرة أو المعلنة.

المشكلة تتمثل أساسا في روح عامة واضحة منسابة في هذا الحوار وغيره:

وليست المشكلة – كما يفهم بعض إخواننا – في كلمات وألفاظ وصياغات، ولا في بعض المسائل الفرعية فقط ، ولكن أساسا في روح عامة واضحة منسابة في مثل هذا الحوار وغيره، اختزلت حركة النهضة الإسلامية في حزب ذي مرجعية إسلامية في تناقض واضح مع مواثيق هذه الحركة، كما في العينات الموالية:

1.تعريف حركة النهضة:

« لا يمس نص القانون الانتقالي مضمون ديباجة القانون الأساسي المصادق عليه في مؤتمر الحركة لسنة 1986 الذي عرف حركة الاتجاه الإسلامي باعتبارها حركة أصيلة تستهدف الدعوة إلى الله عز وجل، وبناء المجتمع الإسلامي والدولة الإسلامية التي تحكم بما أنزل الله.  » ( ميثاق المرحلة الانتقالية ص 11 )

2.حضور الخطاب ووضوحه:

“ اختزل خطاب الحركة في السنوات الأخيرة في بعدين: أولا البعد التنظيمي، وثانيا البعد السياسي باحتشام ودون مضمون جديد، وهذا نقص وخطأ. نقص لأن الخطاب الإسلامي أشمل من ذلك بكثير، وخطأ لأن المرحلة تقتضي التركيز على الأبعاد الأخرى وخاصة الأبعاد الدعوية والروحية والتأصيلية لأنها الركن المتين الذي تعود إليه الحركة لاستمداد قوتها وتجددها، وخاصة بعد الاهتزازات الأخيرة (ميثاق المرحلة الآنتقالية ص10)

في الثوابت العامة لمشروع الحركة :

 » تتلخص – هذه الثوابت – في المبادئ التأسيسية للحركة وما اشتملت عليه وثائقها من قيامها على أساس الهوية الإسلامية باعتبارها الإطار المرجعي لها ومضمون مشروعها ورسالتها الإصلاحية، وأيضا على النضال من أجل الحرية والعدالة، والتأكيد على استقلال البلاد عن مراكز الهيمنة الدولية ضمن انتمائها الحضاري لأمة العروبة والإسلام.

1 – الهوية الإسلامية :

باعتبارها هوية البلاد والإطار المرجعي للحركة ومضمون مشروعها ورسالتها الإصلاحية…. . مما يطرح باستمرار وبإلحاح واجب النهوض بأعباء الدفاع عن الشخصية العربية الإسلامية لتونس، محور وجودنا الحضاري وعصب ضميرنا الجمعي. إن حركتنا تشارك في هذا المجهود الحضاري من منطلق تبنيها ( لتصور للإسلام يشكل الأرضية العقائدية التي منها تنبثق مختلف الرؤى الفكرية والاختيارات السياسية والاقتصادية والإجتماعية التي تحدد هوية هذه الحركة، وتضبط توجهاتها الاستراتيجية ومواقفها الظرفية ). وقد اجتهدت الحركة في إصدار وثيقة الرؤية الفكرية والمنهج الأصولي كميثاق فكري يحدد منهج فهمها للإسلام وتعاملها مع النص تنزيلا على الواقع. وقد أثمر ذلك تأكيدا لوحدتها الفكرية والعقائدية، وعصمها بفضل الله من نوازع الشذوذ والتعصب….

2 – النضال من أجل الحرية :

لقد ثبّتت حركتنا في مجمل أدبياتها مطلب الحرية من منطلق مبدئي وعقائدي، واعتبرت النضال من أجله تكليفا من الوجهة الإسلامية، ومهمة حضارية وجب أن تتحمل أعباءها مع سائر الأطراف المؤمنة بذلك…….”(اللائحة العامة ص23)

هوية الحركة إذن هي واضحة بمثل هذه النصوص، فما الذي يحدث لها هذه الأيام من قيادتها؟ لعلها ترى أن في هذا دفعا نحو التجديد. ومن أجل ماذا؟ أم هي اجتهادات في صياغة حركة النهضة رجاء أن تحضى بالقبول ؟ وممن؟  

وإلى الجزء الموالي إن شاء الله والله من وراء القصد عليه توكلت وإليه أني

 

المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 09 أفريل 2008
 

 

حق العودة الى ترابنا الوطني لن يسقط بالتقادم !

مرسل الكسيبي (*)   حاولت قبيل ثلاثة أشهر الشروع جديا في اجرائات العودة الى التراب الوطني بعد أن تمزقت النفس برؤية ابنين لي يكبران بعيدا عن معانقة الأهل والأحبة والأقران فوق تراب تونس الحبيبة …   لكم كانت فرحة ابني عظيمة بعد أن أخذت لهما صورا شمسية وهيأتهما نفسيا للسفر معي قصد طرق أبواب الديبلوماسية التونسية أملا في التمتع القريب بحقهما في حمل هوية الانتماء الى تونس الحضارة والتاريخ والجمال الذي حباها الله تعالى به …   أشواق الى الوطن تعتصرني ألما مع مطلع كل شمس تشرق على جزء من أرجاء هذه المعمورة , ومعها تذهب بي الذاكرة الى عملية وأد بالحياة تمارسها السياسة الجائرة في الوطن الأم , اذ مامعنى أن تمر على مئات التونسيين فترة لاتقل عن 15 سنة أو أكثر دون زيارة مرقد من غادر الحياة أو مستقر من مازال يكافح من أجل حقه الطبيعي في حياة وطنية وانسانية كريمة ؟!!!   أحلام الطفولة بزيارة وطن الأب ومرتع الأجداد ومستقر الأهل تبخرت في ظل عدم قدرة أطفال صغار في عمر الزهور على تحمل أعباء ومسؤولية السفر دون مرافقة الأب الذي لابد أن نعاقبه حتما على مواقفه وقناعاته السياسية في ظل دولة عصرية وحداثية تفتخر برفع شعار دولة الحق والقانون !!!   توقف المشوار عند محاولة قانونية للقيام بالاجراء الاداري المطلوب من أجل رؤية صورتي وصورة أبنائي على جواز سفر تونسي ! , اذ مازالت أحلامنا عالقة الى حد هذا اليوم بين أعلى هرم صناعة القرار السياسي وبين مصالح قنصلية لاتملك تفويضا سياسيا بمعاملة التونسيين على درجة عالية من المساواة …   عزائي أن ابني يحملان وثائق سفر ألمانية الى جانب جنسية بلد الاقامة وهو ماسيخولهما يوما طرق أبناء الوطن في شكل سواح أجانب !!!   أما أبوهما الذي هو في حكم الواقع بمثابة فاقد الجنسية التونسية فانه لازال ينتظر أن تستيقظ همم حكام تونس المحروسة من أجل تطبيق الفصل الحادي عشر من الدستور التونسي , ومن ثمة يعود عزيزا مكرما الى أرض أمه وأبيه ومسقط كل أجداده من أجل قراءة سورة الفاتحة على روح أمه وأخيه وعمه وجدته وأخواله…, الذين غادروا الحياة في ظرف زمنى مقداره 16 سنة من المنفى القسري الذي فرضته علينا انقسامات وصراعات النخب التونسية على هامش من الحرية نستعيد بموجبه شيئا من الكرامة والهوية والديمقراطية …   آلام النفي والمنفى التي لايدركها المتربعون على عرش صناعة القرار وربما حتى بعض المعارضين الذين انغمسوا في مربع البرجوازية الصغيرة لولا نغص ملف الحريات …الام لم يقدرها حقيقة الا الرئيس المناضل نيلسون مانديلا الذي شكر الله على نعمه يوم أن خرج من سجنه بعد 28 سنة حين حمده على البقاء فوق تراب الوطن وعدم معايشة عذابات المنفى النفسية والمادية …   وهي عذابات أيضا أدركها من قبل الأستاذ احمد نجيب الشابي حين روى لي حجم معاناته في المنفى مقارنة بما عايشه مع تجربة السجن والاختفاء , ولعلها أيضا كانت مصدر الهام للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة رحمه الله تعالى في خطبه الكثيرة ومن ثمة مصدر ابداعه أثناء الرجوع بالذاكرة الى معاناته أيام الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي …   هذا المشهد المر لالام النفي القسري في ظل وجود نخب حاكمة ومحكومة لاتفكر الا في التمتع بمغانم العطاء بعيدا عن امتلاك الحاسة الوطنية السادسة …, هذا المشهد الأليم ينبغي له اليوم أن يصبح على رأس أجندة العمل الحقوقي والسياسي والاعلامي في تونس بما يتوازى مع أهمية اطلاق سراح كل المساجين السياسيين وايقاف نزيف المحاكمات  الجائرة والاعتقال على أساس القوانين غير الدستورية أو غير ذلك من دوافع الكراهية السياسية والايديولوجية …   مشهد لاينبغى اليوم التواني في تحريكه من خلال رفع المطالب العادلة التي تنضاف الى مطالب الرفق بقدرات المواطن البسيط والضعيف الذي أصبح عاجزا عن تلبية حاجياته وحاجيات عياله , مع عدم الغفلة عن موضوع الاصلاح السياسي الحقيقي الذي يهدف الى تمتيع التونسيين والتونسيات بكافة الضمانات القانونية والسياسية التي تحميهم من تغول الدولة ومن نزوعها الى النهش من حرياتنا الأساسية ومن ضميرنا الوطني عبر تعويمه في وهم ماتقتضيه العولمة …!   اننا لانعيش اليوم بمعزل عن عولمة الحقوق والواجبات ومن ثمة فاننا نرفع التحدي من أجل مواكبة تطلعاتها العلمية والمعرفية والسياسية والاقتصادية والثقافية …, غير أن ذلك لايعني البتة التفويت في حقوقنا الأساسية وكرامتنا وسيادتنا الوطنية ومن ثمة فان دخولنا الى تونس الجميلة في كنف الأمان والطمأنينة بعد اسقاط الأحكام السياسية الجورية الصادرة في حقنا يعد أمرا مقدسا ومشروعا لن نتنازل عنه بالتقادم ولن نفوت فيه بموجب أماني ووعود لن نر لها أثرا واقعيا الا حين تتحقق العودة الى تونس ضمن حل أفق سياسي عادل على أرضية المواطنة الكاملة لكافة التونسيين والتونسيات .   (*) رئيس تحرير صحيفة الوسط التونسية (أليكترونية – ألمانيا)   (المصدر: مدونة مرسل الكسيبي بتاريخ 8 أفريل 2008) الرابط: http://morsel-reporteur.maktoobblog.com

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التونسية تحارب ارتقاء الجامعيين المادي والمعرفي أيضا؟؟؟

 
مراد رقية
لقد راكمت وزارة التعليم العالي التونسية التجاوزات والانتهاكات المرتكبة في حق الجامعيين التونسيين على اختلاف رتبهم واختصاصاتهم فأرادت أن تترك بصماتها واضحة للعيان في ملف الخمسينية عبر فرض القانون التوجيهي،وعبر مقاطعة الحوار مع الجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي وصولا الى احباط الجامعيين وانتهاك حقوقهم المادية والمعنوية حتى ترسم وتنقش هذه المناسبة المتميزة في أذهانهم بأحرف من ذهب؟؟؟ ولم تقتصر وزارة التعليم العالي على تكريس الاستعباد الاداري للجامعيين عبر منظومة راقية رائدة متميزة من فصول قانون العقوبات الجامعي رامية الى تحويلهم الى موظفين راضين بقلّهم وقليلهم،يقبّلون الأيادي ليلا ونهارا على ما يرفلون فيه من نعم لا تدخل تحت حصر،بل ارتقت هذه السنة،واستعدادا دائما للخمسيتية الى مستوى من الأداء في اغتيال الحقوق الأساسية والطبيعية للجامعي التونسي استحق تسجيله ضمن « موسوعةغينيس » للأرقام القياسية ؟؟؟ ولعل أحدث مظهر من مظاهر نكبة الجامعيين التونسيين في بداية الألفية الثالثة اضافة الى المظاهر السابقة المرتبطة بالتفقير المادي والتهميش الاجتماعي والتجهيل العلمي المبرمج لقلة ذات اليد ،والضحك على الذقون ،اضافة مكرمة أخرى من شأنها أن تضمن تحقيق الانسجام والوئام بين الجامعي وادارته في سنة الخمسينية ألا وهو اغتيال حق الجامعيين في الارتقاء العلمي والمهني؟؟؟ويتمثل هذا الانجاز المحبط للعقول والنفوس على السواء بأنه جرت العادة بأن يتقدم الزميل المقدم على اجتياز مناظرة التأهيل،أو على مناقشة أطروحة الدولة بطلب الى قسمه ينقل تباعا الى رئاسة الجامعة ثم الى الوزارة هدفه فتح خطة وظيفية هي « خطة أستاذ محاضر » في الاختصاص الذي يرتبط به ملف الزميل انتظارا لنجاحه ولتعزيزه صفوف »الفئةأ »المكون من الأساتذة والأساتذة المحاضرين ،وهو حق مشروع للجامعي الذي لا يصل عادة الى المطالبة ب هالا مع بلوغه الخمسين،أو حتى قبل سنة واحدة من حلول استحقاق التقاعد؟؟؟ فطلعت علينا سلطة الاشراف الاداري مؤخرا،وفي اطارحرصها على التعجيل بارساء دولة القانون والمؤسسات،وتعميم ثقافة حقوق الانسان،وبناء جمهورية الغد الموعودة المنشودة برفضها فتح واحداث تلك الخطط برغم تقدم الزملاء بمطالبهم في الآجال القانونية مما ينبأ باعلان وصول وتكريس مبدأ الأمر الواقع المستند الى سلطة القانون التي لا راد لقضاءها الا الله ؟؟؟والنتيجة المباشرة لكل ذلك هي أن الزملاء سوف يحكم عليهم حتى بعد اجتياز مناظرة التأهيل أو مناقشة أطروحاتهم،والنجاح فيها،واستحقاق الحصول على الرتبة العلمية الجديدة وهي رتبة »أستاذ محاضر »داخل قسمه وكليته،أو حتى خارجها ان لزم الأمر،سوف يحكم عليهم بالبقاء المؤبد في رتبة »أستاذ مساعد » لا لعد م رغبتهم في تجهيز ملفاتهم وأطروحاتهم،ولكن لعدم رغبة الادارة في ارتقائهم وبالتالي الحيلولة دون ارتقائهم المهني بعد حرمانهم من الارتقاء المادي؟؟؟ فهنيئا للجامعيين التونسيين بهذه الاحباطات والنكبات المتلاحقة بدعم سلطة القانون،وبتحقيق هذه المنظومة العقابية الشفافة الجديدة بغلاف علمي واداري من خلال احداث رتبة جديدة هي »أستاذ مساعد مدى الحياة « بتوصية من الادارة ضغطا عل تكاليف ونفقات ميزانية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


كيف حقّق الشعب التونسي هويته العربية الاسلامية و ناضل من أجلها على مرّ السنين

الحياة في ضلّ الهوية العربية الاسلامية والحريات الشخصية نعمة و المحافظة عليها واجبة وضرورة

الحق في الاختلاف واجب واحترام المصالح العليا للبلاد والعباد ضرورة. أيجوزللمسلم المغلوب ان يهاجرمن وطنه؟ لا تقدم بدون ضمان حرية التفكير والتعبير..

ولا تنمية اقتصادية واجتماعية وثقافية دون حد ادني من الحريات والتنمية السياسية..

(الجزء الاوّل)

قال تعالى » من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا » صدق الله العظيم.

« قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله » (سورة يوسف 108)

من وحي المعاناة : يوم 26 أفريل 1906 جدت أحداث تالة كما صدرت جريدة « التونسي » الناطقة باللغة الفرنسية وهي لسان حركة الشباب التونسي يوم 7 فيفري 1907 وانعقد مؤتمر شمال افريقيا بباريس من 6 إلى 10 أكتوبر 1908 وصدرت باللغة العربية في 8 نوفمبر 1909.

كما شهد شهر أفريل من عام 1909 إضراب الطلبة لجامع الزيتونةالمعمور وصدرت جريدة « الاتحاد الاسلامي » يوم 19 أكتوبر 1911 ثمّ شهدت البلاد أحداث الزلاج بتاريخ 7 نوفمبر 1912 وتم يوم 13 مارس 1912 قمع حركة الشباب التونسي وتوقف جريدة « التونسي » عن الصدور. وفي شهر فيفري 1919 تأسس لأوّل مرّة الحزب التونسي وكان من أبرز زعمائه خير الدين بن مصطفى وعبد العزيز الثعالبي وأحمد الصافي وحسن القلاتي والصّادق الزمرلي.

و في شهر جانفي 1920 صدركتاب تونس الشهيدة بباريس واحتوى على برنامج لتسع نقاط حول المطالبة بالدستور وفي غرة فيفري 1920 رفع قرار المنع على الصحافة العربية الذي سلّط عليها منذ سنة 1911.

وفي 18 مارس 1920 تمّ تأسيس الحزب الحر الدستوري التونسي كما وقع ارسال أوّل وفد دستوري إلى باريس بقيادة أحمد الصافي خلال شهر جوان 1920وتمّ لقاء الباي محمد الناصر بقصر المرسى لوفد من 40 شخصية من مختلف الأوساط بقيادة الصّادق النيفر.

وفي 16 أفريل 1921 تأسيس الحزب الإصلاحي بتونس بزعامة حسن القلاتي ومعه المنشقون عن الدستور وشهدت تونس سنة 1922 أصلاحات تنص على إحداث المجلس الكبير وصدر قانون التجنيس يوم 20 ديسمبر 1923 وشهدت تونس سنة 1924 تنفيذ حكم الاعدام في محمد علي الدغباجي في حامة قابس وتأسيس أول نقابة تونسية أعلن عنها محمد علي الحامي.

وفي الثلاثينات تجذّرت الحركة الوطنية فشهدت صدور جريدة « صوت التونسي » وانعقد المؤتمر الأفخارستي بقرطاج واحتفلت فرنسا يوم 12 ماي1931 بخمسينية بسط الحماية على تونس. و يوم 12 ماي 1933 انعقد مؤتمر الحزب الحر الدستوري بنهج الجبل الذي ضم جماعة « العمل التونسي » الذين عرفوا بمواقفهم الراديكالية.

وفي يوم 4 سبتمبر 1933 استقال الحبيب بورقيبة من اللجنة التنفيذية للحزب الحر الدستوري التونسي. وعقد مؤتمرا للحزب الحر الدستوري بزنقة غرناطة يوم 27 أفريل 1934 حيث طرد المنشقين وعدم الاعتراف بالحزب الجديد. ومنذ ذلك التاريخ ظهر حزبين وهما « الدستور القديم » اللجنة التنفيذية و »الدستور الجديد « الديوان السياسي » و شهدت تونس يوم 8 أفريل 1938 مظاهرة ومطالب ببرلمان تونسي وحكومة وطنية وسقوط الامتيازات وكانت أحداث 9 أفريل إثر اعتقال علي بلهوان وسقوط عديد القتلى والجرحى وتم يوم 12 أفريل 1938 حل الحزب الدستوري الجديد ومواصلة الاعتقالات وشرع الحبيب ثامر الذي عاد من فرنسا في تنظيم المقاومة السرية في 22 نوفمبر 1938.

ومن أجل وضع حد لألام التونسيين في سنة 2008 وإطفاء فتيل الكراهية بين أبناء الشعب التونسي في هذه الايام نطالب بسن قانون عفو عام والتعويض للسجناء الرأي والسياسيين. وحيث أن الهدف من العمل السياسي هو الخروج من التخلف وبناء المستقبل الأفضل للشعب التونسي ولإن بوجوده يتحقق عامل الإستقراروالرخاء والأمان في البلاد.

لأن نظام يدعي بأنه ديمقراطي وأن الديمقراطية والتنمية متلازمان فهو بذلك يكون قد كذب على تونس و على شعبها مرتين عندما يدعي الديمقراطية ،وعندما يقول بأن الديمقراطية والتنمية متلازمان.

أن حديث الجياع عن الطعام وأصنافه لا يجعلهم يشعرون بالشبع ،وإنما يزيدهم شوقا للطعام . كما يزداد شوق الشعب التونسي للحريات والديمقراطية ، كلما أمعن النظام التونسي بأن له وصلا بها .52 سنة من الاستقلال وحزب أوحد يهيمن على كل شئ في البلاد ، وطالما استعان ذلك الحزب بالجيش الوطني وبقوة البوليس الذي هو لحماية الحدود الخارجية.

ديكتاتورية جعلت من القانون لاخضاع الشعب التونسي الأبي وقمعه ، وجعلت من المؤسسات طبولا فارغة تقرع في المناسبات. بينما القرار الأخير في يد مجموعة من محترفي التزييف والتزوير السياسي والاعلامي لاظهار النظام الحاكم بمظهر عصري.

اليوم وبعد مرور سبعين سنة على المظاهرة الحاشدة التي شهدتها تونس في 9 أفريل 1938 التي انتفضت للتعبير عن رفض الحماية الاستعمارية والمتواطئين معها وللمطالبة ببرلمان تونسي يكرّس السيادة الشعبية الوطنية . فإننا نعبّر عن تقديرنا لكلّ من دفع ضريبة النضال الوطني منذ ذلك اليوم إلى يومنا هذا.

واليوم وبعد مرور سبعين عاما فلئن تغيرت الظروف وتطوّرت الأوضاع اذ اندثرت العديد من المظاهر القديمة وبرزت في محلها مظاهر جديدة وتحققت بعض المكاسب، كما حدثت الكثير من الانتكاسات، فانّ المسار العام يبقى متسما بالنضال في سبيل السيادة الوطنية والحقوق والديمقراطية والتقدم.

فاننا اليوم لا نزال نجابه النهب والاملاءات التي تقودها قوىالاستبداد و الأستكبار كما نواجه الحملات الرامية لدعم التيارات الأكثر تطرفا والتي تدفع الفئات الشعبية غالبا تداعييتها من غلاء المعيشة وتفاقم بطالة وفساد وتدني خدمات اجتماعية في القطاعين العام والخاص وفي كل الميادين الصناعية والفلاحية و الخدماتية .

كما لا نزال نسعى للظفر بحقوق المواطنة الذي يكفل تكافؤ الفرص بين كلّ المواطنين و المواطنات في الحقّ في انتخابات شفافة وفي برلمان يعبّر عن الارادة الشعبية وحقّ التنظم للأحزاب والجمعيات المدنية ومن بينها الأحزاب التي لا تزال محرومة من حقّها المشروع في العمل القانوني والعلني إلى غير ذلك من المطالب الديمقراطية. وتقترن هذه الذكرى بالذكرى الخامسة لاحتلال العراق على يد الجيوش الأمريكية والبريطانية واتباعها، وأدى ذلك لتحطيم منجزات ومكتسبات العراق وتأجيج النزاعات العرقية والطائفية بين أبنائه وبناته والاستحواذ على خيراته .

احمد نجيب الشابي يرفع سلاح مقاطعة الانتخابات الرئاسية : هدد أحمد نجيب الشابي من أبرز وجوه المعارضة التونسية بمقاطعة الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر 2009. وقال في مؤتمر صحفي بباريس إن الحزب الديمقراطي التقدمي (يسار وسط) الذي أسسه عام 1983، لن يشارك ما لم تقم السلطات بإصلاح حقيقي للقانون الانتخابي وتنقي الجو السياسي. وبرر أحمد نجيب الشابي قرار حزبه بترشيحه للانتخابات مبكرا برغبة في الاستفادة من الوقت الفاصل بين إعلان القرار وتاريخ الاقتراع، للضغط إعلاميا وسياسيا على الرئيس زين العابدين بن على الذي يحكم منذ عقدين, ليسمح بخلق « ظروف منافسة شفافة وشريفة ». وانتقد أحمد نجيب الشابي -الذي ظل أمينا عاما لحزبه حتى ديسمبر 2006 تاريخ تخليه عن المنصب لمناضلةٍ بالحزب- بشدة مقترح تعديل قانون الانتخاب الذي أعلن عنه الرئيس قبل أسبوعين, ويسمح بترشح المسؤول الأول في ثمانية أحزاب معترف بها رسميا شريطة إكماله عامين على رأس تنظيمه السياسي يوم دفعه ملف الترشح.

الشرط المستحيل تحقيقه : وقال أحمد نجيب الشابي (60 عاما) إن هدف التعديل المعروض على البرلمان منعه شخصيا من الترشح, واعتبر أن القانون الحالي لا يسمح بانتخابات تعددية إذ يلزم كل مرشح بالحصول على تزكية ثلاثين منتخبا, وهو أمر وصفه بالمستحيل « فكل العمد و80%من أعضاء البرلمان ينتمون إلى حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم ».

كما تحدث أحمد نجيب الشابي في المؤتمر الصحفي عن مباحثات بين حزبه وحزبي التجديد ( شيوعيون سابقون) و « المنبر الديمقراطي من أجل العمل والحريات » وشخصيات ديمقراطية مستقلة لاتخاذ موقف موحد من الاقتراع الرئاسي, ودافع عن حواره مع قادة حزب النهضة المحظور قائلا إن عزل التيار الإسلامي المعتدل وقمعه لا « يساعدان على استقرار البلد ».

وذكر أحمد نجيب الشابي بأن حزبه عضو منذ 2005 في « لجنة 18 أكتوبر للحقوق والحريات » التي تضم تيارات المعارضة الديمقراطية والإسلامية, وهي لجنة أفضى النقاش داخلها إلى توقيع إعلانين مشتركين تمسكت كل الأطراف الموقعة عليه بما فيها النهضة، بمساواة الجنسين وحرية المعتقد, وتعد إعلانا ثالثا يوضح الموقف من علاقة الدين والسياسة في ظل نظام ديمقراطي . إن إقصاء أحمد نجيب الشابي من خلال لعبة التعديلات الدستورية والقانونية أظهر النظام في حجمه الجماهيري الحقيقي ، كعصا سليمان تماما. فالدائرة الضيقة للنظام تدرك تماما أن الشعب لم يريدها ، وينتظر بفارغ الصبر تلاشيها وأن تذروها رياح تغيير حقيقي وهي تدرك أن الشعب يتعاطف مع الضحايا ولا يصدق خطابها.

حقوق الانسان : أن الحديث عن حقوق الانسان  » نصا وممارسة  » كما جاء في خطاب بن علي « وشمولية حقوق الانسان وتكاملها وترابطها  » كما ورد في نفس الخطاب ،لا يجعل المعارضة ا� �حقيقية والشعب التونسي يغفل عن معاناة المعارضة في السجون وحالة القمع داخل تونس ،وأوضاع حقوق الانسان المعاشة وسط تغول البوليس. ففي كل حومة أو حارة في المدن وفي كل منطقة هناك مأساة نسجها النظام الحاكم . اذ يعيش المواطن بسبب تدهور المقدرة الشرائية و تزايد البطالة و الفقر و تفشي الجريمة و انحدار القيم و اتساع أساليب الرشوة و المحسوبية

جاء خطاب الرئيس ليؤكد تشبثه بالوصاية على الشعب حارما بذلك التونسيين من طموحاتهم للعيش في دولة حديثة تقوم على مبادئ الحرية و المساواة و المواطنة و التداول على السلطة عبر انتخابات حرة و نزيهة و بدلا من إصلاحات دستورية حقيقية تنهي الشروط التعجيزية أمام الترشح و تفتح الباب أمام التداول الديمقراطي أعلن عن قرب إستصدار قانون دستوري غايته الأساسية حرمان عدد من الشخصيات الوطنية من حق الترشح للرئاسية

و أمام إمعان السلطة في احتكار الحياة السياسية و غلق الباب أمام أي إصلاحات جدية و على رأسها تحرير الإعلام و التنظم و المساجين و سن عفو تشريعي عام يعيد لعشرات الآلاف من المواطنين حقوقهم و كرامتهم باعتبارهم ضحايا محاكمات سياسية تعسفية على مدى خمسين سنة و أمام تمسك السلطة بأساليب الإقصاء و الانتقاء و سلب الأحزاب حرية اختيار مرشحيها فضلا على إلغاء حق المستقلين و إزاء هذه الإجراءات التي تعمق الأزمة و الفساد بالبلاد و تعمل على جعل المحطة الانتخابية القادمة كسابقاتها

فاننا نسجل و نشهد الرأي العام على سياسة السلطة الاحتكارية و الإقصائية و الانتقائية و ندافع بقوة عن حق جميع الأحزاب و الشخصيات الوطنية في المشاركة و المنافسة السياسية في كنف المساواة و العدل و تكافؤ الفرص و نجدد دعمها الكامل لحق الجميع في الترشح للرئاسة و مساندتها التامة لكل الجهود و النضالات الهادفة إلى حمل السلطة على فتح الأبواب أمام المنافسة الحقيقية.

كما نعتبر إن مشكلة البلاد هي الاستبداد و الفساد و من ثم فان المهمة الرئيسية لكل القوى الوطنية هي توحيد الجهود و تصعيدها بكل الوسائل السلمية من اجل تحريرالحياة السياسية و إطلاق سراح المساجين و حرية الإعلام و التنظم و استقلال القضاء و حياد الإدارة و الإشراف المستقل على الانتخابات

إن هذه الأساسيات لا تمثل أهدافا في حد ذاتها بل شروطا لانتخابات حرة و نزيهة ليمارس الشعب سيادته و ليعبر بها عن إرادته. كما نؤكد انخراطنا في كل الجهود المشتركة و مواصلة التشاور مع شركائنا باتجاه توحيد المواقف و انفتاحنا على كل الصيغ التي تدعم وحدة القوى الوطنية من أجل تحول ديمقراطي حقيقي باعتباره هدفا و شرطا للتصدي الناجع لمشاكل البلاد في كل المجالات.

فالشعب لا يحتاج لقراءة جرائد ومواقع المعارضة على الانترنت لتكون له فكرة عن واقع بلاده ، فهو يرى جاره أو قريبه في السجن أوالمنافي أو في الوطن محروم من حقوقه الانسانية فضلا عن حقوقه الاخرى ،بسبب سياسة النظام الاستبدادية التي تمنع جوازات السفر عن التونسيين المعارضين في الخارج حتى لا يعودوا ،وفي الداخل حتى لا يخرجوا ، وأصبحت تونس كالقبر الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود . وعشرات الذين لا يزالون يقبعون في السجون من المناضلين الاحرارالناهضين من اجل عزة تونس ورفعتها منهم من الذين لا تغيب أسمائهم عن الذاكرة و كثير ممن لا تذكرهم الذاكرة ولكن موقعهم في القلب من جنود الخفاء. صدق في وجه بيانات الكذب حول الديمقراطية والحريات ،التي ما انفك النظام الحاكم يرددها في كل مناسبة .

قصص من وحي المعاناة فـي.تونس : نعم أقول هذا وأنا أتذكر الدكتور الفاضل صادق شورو ورفاقه المجاهدين القابعين وراء القضبان منذ ما يقارب العقدين وأتحدى أيا كان إذا وجد في تاريخنا أطول من هذا السجن. ومن المنطق السليم أننا اصاحب حق ومعنا الحق ويوم يعلى صوت الحق في الخضراء سنقاضي من يريد قتل الحق , وإلى ذاك الزمان المنظور سنصارع البؤس والحرمان والظلم مع إخواننا الصّادق شورو وأخوه عباس شورو و حمادي الجبالي و الدكتور منصف المرزوقي و احمد نجيب الشابي و الدكتور مصطفى بن جعفر ، ومنجي الخماسي، ، مع كثير من أبناء تونس الخضراء. نعم أقول هذا وأنا أتذكر معاناة الدكتور منصف بن سالم و الصحافيين حمادي الجبالي و سليم بوخذير والسجين السياسي رضا بوكادي وبقية إخوانه داخل السجون والمنافي ولا سيما الحالات الخاصة مثل وضع الصحافي عبدالله الزواري.

المقاومة الوطنية للــفــساد : نظرا لكوننا جزء لا يتجزء من الشعب التونسي الذي هو صاحب السيادة وانطلاقا من شعورنا بالمسؤولية ومن قيم الوطنية التي تعني فيما تعنيه التضامن بين أبناء الوطن الواحد وانطلاقا من الغيرة على مصلحة الوطن ووقاية له من الهزات التي قد تحصل جراء الاستبداد وتحصينا للشباب من الوقوع في اليأس من النضال السلمي والتوجه نحو الحلول المتطرفة ونظرا لكون الشعب هو المتضرّر من الفساد ونتائجه

فإنّنا ننبه للأوضاع التي لم يعد المقبول السكوت عليها و هي استغلال بعض الأشخاص لنفوذهم وتكديسهم للثروات على حساب الأموال العامة ومصلحة الاقتصاد الوطني ومصلحة المواطنين. وانتشار ظاهرة الرشوة في الإدارة و في اكثرّ المجالات بما في ذلك في الانتدابات التي يتطلع إليها الشبان العاطلون عن العمل الذين ارتفع عددهم بشكل يدعو إلى الفزع. وندعوالى نشر مبدأ المساواة وتكافئ الفرص والشفافية في الصفقات العمومية وعمليات الخوصصة المشبوهة.

فإنّنا ننبه لاستعمال مؤسسات الدولة للتجويع والمحاصرة اقتصاديا وقطع موارد الرزق للمعارضين كتوظيف سياسي لإدارة الجباية أو مضايقة الموظفين منهم بتسليط النقل التعسفية عليهم وغير ذلك من الأساليب.

وندعوالى الكف عن منح الامتيازات الغير قانونية لغاية سياسية كتوزيع الإعلانات الرسمية على الصحف الموالية وشراء ذمم أصحاب الأقلام المأجورة والتدخل في توزيع قضايا المؤسسات العمومية والشركات التي تساهم فيها الدولة وغيرها على بعض المحامين وهي السياسة المتبعة في بعض القطاعات التي جعلت الولاء يحلّ محلّ الكفاءة ونشرت الأحقاد والفوضى داخل الكثير من المؤسسات.

قبل المطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام : انّ مسألة المطالبة بالغاء عقوبة الاعدام([1])مهمة وان الحق في الحياة مقدس ولكن خشية تفاقم جرائم القتل التي استفحلت خلال السنوات الاخيرة مسألة تستحق التحليل و الفهم والدراسة. وينبغي التذكير ان القانون التونسي لا يبيح عقوبة الاعدام الا اذا رافقت جريمة القتل ظروف مشددة كالقتل العمد مع سبق الاصرار والترصد أو القتل العمد بعد الاغتصاب أو هتك العرض أو القتل العمد الذي تتبعه سرقة ارتكبت بعنف شديد..

ويعتبر القانون التونسي مقارنة بمثيله في الدول العربية والاسلامية مراعيا لما يحفّ باقتراف جريمة القتل من ظروف وملابسات.. ومن هذا المنطلق فانه على رغم تعدد جرائم القتل فان من حُكِمَ عليهم بالاعدام منذ مطلع التسعينات والى اليوم عددهم دون التسعين بقليل من ضمنهم 14 حوكموا غيابيا.

المطلوب قبل الخوض في مسألة الغاء عقوبة الاعدام المساهمة بالمقترحات وبالدراسات وبالعمل الميداني للحد من تفاقم الجرائم التي تمسّ بحرمة الفرد البدنية والاخلاقية وبممتلكاته والتي تفسح المجال لمقترفيها للترسّخ في عالم الجريمة وإحتقار الذات البشرية الى حد يصبح فيه قتلها لا يعني شيئا.

المطلوب من كل الراغبين في الغاء عقوبة الاعدام كل من موقعه المساهمة في وضع حد لتفاقم الجرائم، في فهم المجتمع وسبر اغواره وتحليل اضطرابات افراده واقتراح الحلول البديلة لماهو مستخدم من آليات للحد من الانحراف قبل الخوض في مسألة العقاب حتى يقع الغاء الاعدام في المهد. مضايقة النشطاء السياسيين والصحفيين متوالصلة : حاصرت قوات البوليس منزل السجين السياسي السابق المهندس حمادي الجبالي يوم الأربعاء 2 أفريل 2008 من أجل تنفيذ قرار هدم صدر ضده بحجة أن البناء فوضوي و يقضي القرار بتنفيذه عاجلا في البناء الكائن بنهج عمر الخيام عدد 12 بوحسينة سوسة جوهرة ، و قد كان السجين السياسي مقيما بالبناء المذكور و أكد للأعوان المكلفين بالهدم  » إذا أردتم أن تهدموا بيتي فليكن ذلك على رأسي  » .

و تجدر الإشارة إلى أن السيد حمادي الجبالي يتعرض منذ خروجه من السجن لمضايقات عديدة و خطيرة تتمثل في المراقبة اللصيقة في التنقلات و المنع من السفر و من التنقل خارج ولاية سوسة و حرمانه من أبسط حقوقه الشخصية و حرمان أبنائه و عائلته من جوازات سفرهم و حرمانه من حقه في العمل.

عزوف الشباب عن العمل السياسي : تشير الإحصائيات الصادرة عن المرصد الوطني للشباب أنّ قرابة 17 بالمائة من الشباب التونسي يهتمون بالسياسة([2]). وأنّ 27 بالمائة منهم يشاركون في المواعيد الانتخابية وأنّ 64 بالمائة منهم لا تعنيهم انتخابات الجمعيات والمنظمات الوطنية.

ولا شك أنّ عزوف الشاب عن الشأن الوطني مقلق في وقت تسعى فيه مختلف أجهزة الدولة إلى التواصل بين الشباب والعمل السياسي والجمعياتي. وأنّ هذه القطيعة لها انعكاسات سلبية على مستقبل العملية السياسية لا سيما وأنّ القلب النابض للمجتمع وهي الفئة الشبابية التي فقدت ثقتها في العمل السياسي لاعتبارات شتّى وفي مختلف تعبيراته الفكرية والإيديولوجية.

أنّ للشباب في تونس مشاغل أخرى تشدّ انتباهه وتشدّ طاقاته وأهم هذه المشاغل هي مشكلة البطالة التي تمسّ أساسا الشباب المتعلم حيث تؤثر هذه المشكلة في توجهه السياسي. فالشباب الذي يمتلك كلّ مقومات المشاركة السياسية من حيث الثقافة والتكوين المعرفي يجد نفسه أسير البحث عن عمل والاستقرارالاجتماعي والبحث عن الاستقلالية الاقتصادية وأسير الضغوط الاجتماعية المتعددة.

أما الأحزاب السياسية والمعارضة منها خصوصا، فهي لا تملك برامج وإيديولوجية قادرة على الاستقطاب للشباب. كما أنّ المشاكل الداخلية للأحزاب والتباس مفهوم المعارضة لديها جعلها غير قادرة على ممارسة فعل الاستقطاب. فليس في جعبتها السياسية ما يدفع الشباب للانخراط فيها باستثناء الشباب الاسلامي. وحتى على مستوى مقاربتها لقضايا الوضع العربي فثمة مفارقة حقيقية بين ما يسمح به من تظاهرات يمكن من خلالها للشباب أن يعبّر عن رأيه وبين عمق المشاكل في المنطقة العربية مثل العراق ولبنان وفلسطين.

فعدم قدرة هذه الأحزاب على تحقيق توازن فعلي بين الخطاب السياسي والممارسة السياسية ونشر هذا التوازن بين الجمهور يجعلها غير قادرة على جذب الشباب إليها.

الى جانب غياب قيادات حزبية التي ليس لدينا قيادات قادرة أن تكون قوة جذب بين الشباب وقضاياه لذلك يمكن القول إنّ الشباب يعيش اليوم في أكبر أزمة يعيشها. وبشكل عام فإنّ الناس أصبح لهم يأس من السياسة خاصة في ما يتعلق بالوضعية العربية.

أنّ الرؤية لدى الشباب تجعل من العمل السياسي مرادفا لعدم الاستقرار الاجتماعي. فممارسة العمل السياسي قد تنجر عنه تبعات اجتماعية وتسلط على عائلاتهم ضغطا مما يجعل الابتعاد عن الشأن السياسي أسلم طريق للنأي بالذات .والعامل الآخر يمكن اختزاله في أنّ الأحزاب والجمعيات لم تنتج خطابا يقترب أو يلامس مشاغل وهموم الشباب اليوم. فالخطاب الثقافي يحتاج الى تجديد حتى يلامس تطلعات الشباب التونسي كما أنه لا بدّ من التفكير في تطوير أساليب عمل دور الثقافة والشباب لتستقطب الشباب بعيدا عن التوظيف السياسي.

أما عضوة المكتب السياسي لحزب الخضر للتقدّم فاتن الشرقاوي فهي ترى الحاجة لمصارحة وطنية وإنه لا يمكن معالجة أيّ ظاهرة قبل تشخيص واقعيّ وموضوعيّ وصريح لها. وإن طغى على السّاحة السياسيّة الحديث عن ما سميّ بعزوف الشباب عن الممارسة والمشاركة السياسيّة فلا بدّ الاعتراف بادئ ذي بدء أنّ هذه الظاهرة أصبحت متفشّية منذ عديد السنوات وذلك بفعل عوامل متعدّدة.

وأصبح من البديهيّ أيضا الاعتراف بأنّ الأحزاب السياسيّة والمجتمع المدنيّ عموما يتحمّلون مسؤوليّة في هذا الجانب على اعتبار أنّ الفئة الشبابيّة لا تؤمن بجدوى الالتحاق بهذه التنظيمات السياسيّة، خاصّة وإنّ كان هذا الانخراط رهين ظرفيّة انتخابية .

وبالتالي فأمام هذه الجفوة تجاه المؤسّسات والتنظيمات السياسيّة والحزبيّة وحتّى الجمعياتيّة نبقى في حاجة إلى مزيد تعميق حسّ المواطنة وترسيخ مفاهيم المشاركة الديمقراطيّة ودعم التعدّديّة. كما يتوجّب على هذه الأحزاب إعادة صياغة خطابها المتآكل والعاجز عن مواكبة التطوّرات والمتغيّرات العالميّة المتسارعة.

ونحن نعيش أفول الإيديولوجيا اليسارية التي أجّجت حماسة الطلاّب في السبعينات والثمانينات لمّا كانت الجامعة مضطلعة بدورها الطلائعيّ، ليس فقط في تونس بل في معظم البلدان المغاربيّة والعربيّة، وأمام لجوء بعض الفئات إمّا للإنغلاق على الذّات أو إلى التطرّف أو الإنحراف و اللامبالاة وهي طرق مختلفة لتعبير الشباب عن رفضهم لحالة التهميش والفراغ ومنطق الإقصاء.

أنّنا نعيش شعور باللاطمانينة جرّاء الإضطرابات وعدم الإستقرار في العديد من بلدان المعمورة ونشوء أنواع جديدة من التمييز والعنصريّة الطاغية في الغرب. وبالحديث عن الوضع الدوليّ، فلا يمكننا غضّ النظر عن حقيقة أنّ الجيل الجديد يحسّ بنوع من الإستهداف لقيمه ومبادئه وحضارته نتيجة الحروب والصراعات التي تعصف خاصّة بفلسطين والعراق ولبنان والصومال وغيرها من البلدان العربيّة الشقيقة.

ومن الأسباب المؤديّة أيضا ولو بصفة ضمنيّة للقطيعة بين الشباب والعمل السياسي يمكننا الذكر لا الحصر العائلة التي تهيمن فيها فكرة التجنيب من المشاركة السياسيّة والخوف من عواقب الإنضمام للتنظيمات وخاصّة السياسيّة منها و يوجد تقصير في إقناع الناشئـــة بقيم حـــبّ الوطـــن والإعتزاز بالهويّة وتعميق الشعور بالإنتماء وغياب الحريات العامة. وان تسويق صورة تونس في الخارج هي مهمّة كلّ النّخب و الأحزاب السياسية ولكن كيفّ المشاركة السياسيّة والخوف من عواقب الإنضمام للتنظيمات السياسيّة و في غيإب قيم حـــبّ الوطـــن والإعتزاز بالهويّة و في غيإب الشعور بالإنتماء وغياب الحريات العامة.

الشباب و الااستحقاقات المقبلة : أنّ شبابنا اليوم يعيش حالة قلق وفزع وتخوّف من المستقبل في ظلّ تفاقم حدّة الوضع الإجتماعيّ والإقتصادي وغلاء المعيشة جرّاء التقلّبات والأزمات الإقتصاديّة والماليّة العالميّة الذي قد يؤدّي إلى إنتشار حالة من الإحباط والإستياء ويبقى السعي إلى لقمة العيش هو الأساس دون التفكير في الإنخراط في المساهمة والتأثير على صناعة القرار السياسيّ.

وأمام الرهانات والإستحقاقات والإنتظارات المطروحة تجدر الإشارة إلى ضرورة تحفيز الشباب من كلّ الجهات والفئات والأوساط الإجتماعيّة إلى المشاركة في الحراك السياسيّ و تعزيز قيمة الإنتماء لديه عبر إدماجه في الحياة العامّة والمراهنة عليه وتحميله المسؤوليّة وغرس ثقافة المبادرة لديه وفهم مشاغله وتطلّعاته وتأطيره ومساعدته على إبلاغ صوته.

وإنّ القرار القاضي بالتخفيض في سنّ الانتخاب إلى 18 سنة والّذي سيُمكّن أكثر من 400 ألف شاب من حق المُشاركة في المواعيد الانتخابات المُقبلة والتي قد تقيم الدليل على الحرص على تمكين الشباب من المشاركة في الحياة السياسية وصنع القرار. من المؤكّد أنّ ما ينتظرنا في الفترة المقبلة أكبر وأهمّ، ونحن في حاجة إلى مُصارحة وطنيّة شاملة لتقييم الوضعيّة الحالية عموما وللشباب بصفة أخصّ على أسس واقعيّة تخدم المستقبل بجدّ وعزيمة. يقر النظام نفسه وجود 70 في المائة من الشباب غير منخرطين في الاحزاب السياسية و الجمعيات المختلفة بالبلاد ، وهي نسبة كبيرة جدا .

مراجعات سياسية وإرادة وطنية : أن السياسة إذا مارسها المرء في تونس تصبح جريمة ، ،ما لم يكن مؤطرا وفق القوالب التي صنعوها . فقبل الاعتراف بالاحزاب السياسية ، كان خطاب النظام يصر على أن « الحزب الاشتراكي الدستوري  » هو الاطار الوحيد للعمل السياسي المشروع ،وعندما فشل في استقطاب الجماهير ، صنع بعض الأحزاب للديكور ونادو من أراد العمل السياسي فليكن ضمن هذه الأطر السياسية التي سمح بها ،ولا توجد خيارات أخرى ، لانه شعب الدولة ، والدولة أعرف بمصلحته من نفسه بنفسه .

و لسان حالهم يقول شعب الدولة قاصر ،وفي حاجة لمن يفكر نيابة عنه ،ويحكم باسمه نيابة عنه ،ويختار له الاحزاب التي يجب أن ينضم إليها ،ولكن بشروط أن لا يتعدى الخطوط الحمراء وإلا يصيبه ما أصاب حركة النهضة عندما شاركت في انتخابات 1989 م رغم انّ هذا الأمر مر عليه أكثرمن 19 سنة .

يتحدث البعض عن انتصار النظام على حركة النهضة ، وقد يظن من لا يدري أن الشعب التونسي اصطف وراء النظام الحاكم في معركة انتخابية ، أقصت حركة النهضة من الميدان أو انتصر في معركة عسكرية جرت بين الطرفين والجميع يعلم ما حدث ،وكيف كان انتصار النظام على شعبه أو تيار داخل الشعب باستخدام أدوات حماية المواطنين لقمعهم ، وأدوات نشر الأمن لترويعهم ،وأدوات تحقيق العدالة لارتكاب أكبر جريمة ضد الانسانية في تاريخ تونس .

لم ترتكب حركة النهضة أي جريمة سوى مطالبتها بتغيير معادلة « شعب الدولة « إلى معادلة « دولة الشعب « وكانت تلك جريمة لا تغتفر ارتكبتها النهضة في نظر النظام القمعي ، وهو ما لا ينساه التاريخ . وكعادة الانظمة الاستبدادية فقد استغلّت في حربها ضد حركة سياسية سلمية على حوادث معزولة. ولو أرادت النهضة مواجهة أمنية مع النظام لربما تغير وجه تونس منذ زمن بعيد ، ولكن حركة النهضة لا تريد انتصارا دمويا كما جنح لذلك النظام ، وعلى أساس ذلك يحكم اليوم . (البقيّة في الجزء الثاني) « مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ » (النحل:97).

باريس في 10 أفريل 2008

بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس

——————————————————-

[1] – المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس)، الصادرة يوم 24 مارس 2008

[2] – المصدر: صحيفة « الصباح الأسبوعي » (أسبوعية – تونس)، الصادرة يوم 24 مارس

 
 

في ندوة التونسيات للبحث حول التنمية:

هل يتبنّى التونسيون والمغاربة قيمة المساواة بين الجنسين؟؟ (الجزء الأول)  

نظمت يوم السبت29 مارس المنقضي جمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية بالاشتراك مع منظمات نسوية من الجزائر والمغرب الأقصى ومن تونس وبرعاية منظمة « فريديريش إيبرت » الألمانية ندوة حول » النوع الاجتماعي وتبنّي قيم المساواة في المغرب العربي »، وقد قدمت ممثلات المنظمات المشاركة تقاريرا ودراساتا تشخّص وضع المرأة في البلدان المغاربية، وتتطرق إلى جملة العراقيل التي تحول دون تحقيق المساواة بين الجنسين، وقد خلّفت بعض المؤشرات والأرقام التي وردت في تقارير المنظمات جدلا خلال الندوة كان مدخلا لفتح حوار معمّق حول القضايا المطروحة.  وشهدت الندوة حضور ممثلين عن بعض أحزاب ومنظمات المجتمع المدني (الدكتور مصطفى بن جعفر عن حزب التكتل من أجل العمل والحريات والمختار الطريفي ممثلا عن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والمنجي عمامي ممثلا عن الاتحاد العام التونسي للشغل). استهلت الندوة بمداخلات ترحيبية لممثلي المنظمات المشاركة في الندوة التي أكدت على ضرورة التنسيق والعمل المغاربي المشترك لمعالجة وضع المرأة في المغرب العربي، وقد أكدت خديجة الشريف رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات أن الجمعية تناضل دائما من أجل وحدة المغرب العربي أسوة بباقي منظمات المجتمع المدني في تونس وأن الندوة هي فرصة لمواصلة العمل المشترك بين المنظمات التي تعنى بوضع المرأة وقضية المساواة. وفي مداخلته أكد المنجي عمامي مساهمة اتحاد الشغل في الاتحاد النقابي لعمال المغرب العربي ودعمه لعمل لجنة المرأة المغاربية، كما عرج على مساهمة الاتحاد في إعداد التحقيق الميداني حول وضعية المرأة في أماكن العمل وداخل الأسرة والمجتمع وإدراج النوع الاجتماعي كمقوم من مقومات العمل الاجتماعي .   *التمثّل لقيمة المساواة بين الجنسين في المغرب الأقصى كيف تنظر المرأة والرجل في المغرب الأقصى لقيمة المساواة بين الجنسين في الفضاء العام والخاص، وما هي ملامح  الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للمرأة في المغرب؟ أسئلة مثلت محور الدراسة التي قدمتها الناشطة النسوية المغربية   ربيعة حدوش، معتمدة على مجموعة من التقارير وعمليات سبر الآراء التي أجريت على عينات مختلطة من المغاربة. واهتمت الدراسة بحضور المرأة المغربية في خمسة مجالات من أهمها التعليم والعمل السياسي إلى جانب مسألة المساواة بين الجنسين في العائلة. وقد خلصت الدراسة إلى جملة من النتائج التي تعكس نظريا تمثل العينات لقيمة المساواة بين الجنسين وحقوق المرأة: ففيما يتعلق بالفضاء الخاص والمتمثل أساسا في العائلة يرى 94.8٪ من المستجوبين الذكور أن المرأة المغربية زوجة جيدة في حين تراها 93٪ من المستجوبات كذلك.  وبالنسبة لضرورة المساهمة في الدخل العائلي يرى 67.6٪من الذكور المستجوبين ضرورة مساهمة المرأة، مقابل 81.1٪من النساء المستجوبات اللواتي أكدن ذلك. أما فيما يتعلق بمسألة وجوب ارتداء المرأة للحجاب، فقد خلصت الدراسة إلى أن نسبة 57.9٪ من الذكور من العينة المستجوبة يرون بوجوب ذلك مقابل 54.8٪ من الإناث المستجوبات. وفي جانبها المتعلق بدور ومكانة المرأة في الفضاء العمومي فان نسبة92.2٪من المستجوبين يرون بان المرأة قد عززت حضورها في مجال التعليم ، وفي هذا السياق أكدت الناشطة ربيعة حدوش أن بيانات وزارة التعليم في المغرب تؤكد ذالك، كما أن الدراسة أفضت إلى أن نسبة 97٪من المستجوبين يستسيغون مزاولة الإناث لدراستهم في مبيتات بعيدا عن العائلة. أما في مجال مشاركة المرأة في العمل فقد خلصت الدراسة إلى أن نسبة 73.6٪ مع حق ممارسة المرأة للعمل ،وأن عملية سبر الآراء المجرات على عينة من النساء العاملات تثبت أن المرأة المغربية تخصص نسبة7٪ من قيمة دخلها لنفقاتها الشخصية، مقابل93٪ لنفقات المنزل. وفي مجال مشاركة المرأة في العمل السياسي، سجلت الناشطة ربيعة حدوش التطور الذي أبرزته التقارير المعتمدة في الدراسة في درجة القبول بالمشاركة السياسية للمرأة، إذ يشير احد التقارير أن نسبة73.6٪ من المستجوبين مع التصويت للمرأة في الانتخابات، كما أكد تقرير آخر أن نسبة73.2٪ من المستجوبين لا يمانعون في التصويت للمرأة. ورغم ايجابية المؤشرات الواردة في الدراسة فقد أكدت الناشطة ربيعة حدوش التباين الواضح بين نتائج سبر الآراء والواقع فيما يتعلق بالمشاركة السياسية للمرأة، إذ حرمت أغلب المترشحات من في الانتخابات البرلمانية التي جرت في المغرب الأقصى مؤخرا من ترأس القائمات الانتخابية. أما الجزء الأخير من الدراسة فقد خصص لدراسة حالات العنف الذي يتمحور حول المرأة :سواء العنف الجسدي المسلط عليها أو العنف النسوي المسلط على الرجال، ومن بين أهم الأسباب التي أوردتها الدراسة حول العنف المسلط على المرأة هو تهميش الأطفال الذي يمثل نسبة10٪ من الأسباب العامة للعنف ،في حين يمثل سبب رفض المرأة للعلاقات الجنسية نسبة 9٪ من أسباب العنف الجسدي المسلط على المراة.          *درجة استساغة التونسيين لقيم المساواة بين الجنسين   قدمت الباحثة والناشطة بجمعية النساء التونسيات للبحث حول التنمية درة محفوظ التقرير الذي أعدته الجمعية بمشاركة لجنة الدراسات بالاتحاد العام التونسي للشغل والذي يشخص مدى تقبل التونسيين والتونسيات لمبدأ المساواة بين الجنسين. وسوف ننشر أهم النتائج التي خلص إليها التقرير في العدد القادم، كما يمكن الاطلاع على ملخص التقرير في الجزء الفرنسي لهذا العدد. أبو ريم  (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 56 بتاريخ 02 أفريل 2008 )  

بين نقابة الصحفيين وصندوق التآزر: حرب خاطفة، أم هي البسوس؟؟؟

 

ظلّ الخلاف أو الاختلاف بشأن «صندوق التآزر» يتراوح بين تحليل الوضع وتأويل القوانين وقراءة التشريعات، بناء على الحالة الصحفيّة برمّتها وما أفرز المؤتمر المنقضي للنقابة الوطنيّة للصحافيين التونسيين من حالة ألقت بظلالها على العلاقات بين مجمل الأطراف الصحفيّة وكذلك من يرون في أنفسهم قدرة أو لذواتهم حقّا ضمن المشهد الصحفي عامّة وعلى وجه الخصوص قيادة هذا القطاع وريادته. رجوعًا إلى التاريخ، وجب التذكير أنّ «صندوق التآزر» جاء على اعتباره «الذراع المالي» لجمعيّة الصحافيين التونسيين، والوسيلة المثلى لتحسين الأوضاع الماديّة والاجتماعيّة للمنخرطين، سواء على مستوى دعم المطرودين ومساندتهم أو التأسيس لعديد المشاريع، كمثل المشروع السكني. منطق التوريث الذي قامت عليه النقابة الوطنيّة للصحافيين التونسيين، يجعل منها «عُراب» الصندوق، الذي يأتي على المستوى القانوني «مستقلاّ»، وإن تمّ حصر الانخراط فيه بين أعضاء النقّابة. وجب التذكير كذلك أنّ هيئة التأسيسيّة لصندوق التآزر تأسّست بقرار من مكتب الجمعيّة الراحلة وقد تمّ اختيار الأعضاء على أساس المسؤوليات وليس الأفراد، حيث أنّ الزميلة سنية عطار، رئيس الهيئة التأسيسية جاءت إلى هذا المنصب على اعتبار أنّها كانت تشغل في مكتب الجمعيّة منصب أمين مال مساعد، وكذلك بقيّة الأعضاء. النقطة التي أفاضت الكأس، جاءت حيت تصرّفت هذه الهيئة التأسيسيّة أنّها في استقلاليّة تامّة عن النقّابة، بل أراد أعضاء الهيئة التأسيسيّة استغلال المقرّ دون الرجوع إلى المكتب التنفيذي، ليصل الأمر حدّ إعلان السيّدة سنية العطّار في اجتماع عامّ أنّ الهيئة تعمل بشكل مستقلّ عن النقابة، ليكون التأكيد لاحقًا أنّ الهيئة هي إداريّة وليست تأسيسيّة، ومن ثمّة يجوز لها البقاء ثلاث سنوات، إلى حين عقد المؤتمر «القادم»!!!! المسألة زادت تعقيدًا حين أعلن عضو الهيئة التأسيسيّة محسن عبد الرحمان في جلسة عامّة أنّ ساعي البريد حمل إلى مقرّ النقابة الذي هو في الآن ذاته عنوان الصندوق، رسالة فيها عزم الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي على تحويل مبلغًا قدرة مائة ألف دينار إلى حساب الصندوق، وأنّ لا أحد في المقرّ قبل تسلّم الرسالة!!!! التطوّر الأخطر جاء حين قام المكتب التنفيذي ممثّلا في شخص رئيس النقابة بتوجيه تنبيه رسمي عن طريق عدل منفذ إلى الزميلة سنية العطّار، مذكرّا إيّاها ـ حسبما رشحت من معلومات ـ بأنّ الهيئة التأسيسيّة لم تقم بفتح الانخراطات وبالدعوة لعقد مؤتمر انتخابي وفقا لما ينص عليه الفصل 10 من القانون الأساسي للصندوق، يمهلها شهرًا من أجل «بتسليم كل وثائق ومستلزمات الصندوق إلى النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين في شخص ممثلها القانوني، وإلا فإن المكتب التنفيذي للنقابة سيتخذ كل التدابير اللازمة.»… المسألة مرشّحة لتفاعلات جديدة وربّما تكون شديدة، على خلفيّة ما يراه البعض من سعي لعزل الصندوق عن النقّابة وما يبغيه آخرون بمزيد الربط بينهما.  (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 56 بتاريخ 02 أفريل 2008 )  

تنظيم وتسيير صندوق الحيطة والتقاعد للمحامين أول تعليق على فصول الأمر عدد 355 لسنة 2008 المؤرخ في 11 فيفري 2008 والمتعلق بتنظيم وتسيير صندوق الحيطة والتقاعد للمحامين

 

بقلم عبد الجواد الحرّازي  
الحلقة الثانية : أما الباب الثاني من الأمر فانه جاء خاصا بالتنظيم الإداري  » للصندوق  » وقد احتوى كما سبقت الإشارة إليه على الفصول من 4 إلى 12 . وحيث أسند الفصل الرابع مهمّة رئاسة مجلس إدارة الصندوق إلى عميد الهيئة الوطنية للمحامين وإلى أعضائها. وحيث أن مجلس الإدارة يتكوّن من 13 عضوا وعميد بصفته رئيسا للمجلس. وهي مهمة تضاف للسيد العميد إلى جانب مهامه الأخرى المنصوص عليها بقانون المهنة وكذلك للأعضاء . والحقيقة أن الأمر إن أعطى للهيئة الوطنية مهمة إدارة الصندوق وفي هذا إعمال لمبدأ استقلالية الهيئة وصندوقها، فان تركيبته، الهيئة والمهام التي تضطلع بها ستكون حائلا، دون حسن تسيير الصندوق. أمّا ما يثير التساؤل هو الفقرة الثانية من الفصل الرابع، والتي نصّت على أن لرئيس المجلس الإمكانية في استدعاء أي شخص يرى هو فائدة في استدعائه حول مسألة مدرجة بجدول أعمال المجلس. إن هذه الإمكانية مفتوحة لرئيس المجلس فقط دون أعضاء المجلس ومقترنة بشرطين: أولا: أن رئيس المجلس يرى فائدة في أخذ رأيه ومسألة تقدير الفائدة متروكة للعميد فقط الذي هو رئيس المجلس، فما معنى فائدة في رأيه؟ ومن هو هذا الشخص؟ يمكن أن يكون محاميا ويمكن أن يكون غيره، خبير، طبيب .. الخ. أما الشرط الثاني، فيجب أن يكون استدعاء ذلك الشخص لأخذ رأيه في مسألة مدرجة بجدول أعمال المجلس، وهذا الشرط يمكّن العميد من استدعاء أهل الخبرة من الخبراء، والأطبّاء والمحامين وغيرهم الذين يمكن لهم إنارة المجلس وتوضيح رأيه حول مسألة تهمّ الصندوق ، إلاّ أنّ النّص بقي صامتا حول عدّة نقاط لهذه الاستشارة. فمثلا هؤلاء المختصين ، كيف سيقع خلاصهم حول هذه الاستشارة ؟ إذ لا يعقل أن تكون مجانية، ومن يقدّر خلاصهم؟ وكيف سيقع الاختيار إذا كانت الاستشارة بمقابل؟ وهو باب يفتح لعدة تأويلات. ـ بالنسبة للفصل الخامس فهو فصل يعطي الصلاحيّة للعميد لتمثيل الصندوق لدى كافّة السّلط الإدارية والقضائية وهو لا يضيف جديدا، كون أن رئيس مجلس الإدارة عادة هو الممثل القانوني للإدارة التي يرأسها. ولرئيس المجلس بالطبع إمكانية تعيين ممثّل له والاستعانة بمن يراه صالحا للدفاع عن الصندوق وتمثيله بموجب توكيل أو تفويض من رئيس المجلس. ـ بالنسبة للفصل السادس: يعطى التصرّف في أموال ومكاسب الصندوق لمجلس الإدارة. ـ ضبط المنافع التي يُسديها الصندوق في مجال الحيطة والتقاعد لفائدة منخرطيه وإثراء عائلاتهم: وبادئ ذي بدئ لابدّ من الإشارة إلى أنّ هذه المنافع لم يقع تحديدها. فهل هي المنافع المنصوص عليها بالفصل 18 و 19 و20و21و22 من هذا الامر والقانون وضعت على سبيل الحصر. وبالتالي فان مصطلح  » منافع  » يكون فقط في شكل استرجاع تكاليف العلاج والأعمال النسبية طبية وكل الوسائل الهادفة للتداوي. وهو ما أشار إليه الفصل 23 من نفس الأمر، أم أن المنافع تتعدّى ذلك لتشمل القروض التي يمنحها الصندوق لمنخرطيه وللمساعدات خصوصا أن الفصل 24 من الأمر أشار إلى مساعدات ظرفية للمنتفعين. فكيف سيحسب ذلك؟ وكيف ستحدّد تلك المنافع؟ مع ترك السلطة التقديرية لمجلس إدارة الصندوق، وهو ما يترك الباب مفتوحا لجدل حول استحقاق منتفع دون غيره، بالمساعدة أو بالتمتّع بتلك المنافع، مع غياب معايير واضحة، وكان بالإمكان الاقتصار فقط في ذلك، على سبيل الحصر، على الأمر، أو وضع شروط موضوعية لتحديد المنافع، تتقيد بها إدارة الصندوق . وعلاوة على ذلك فان مجلس إدارة الصندوق مطالبة بضبط الميزانية التقديرية السنوية للتصرّف، ومتابعة التصرّف الإداري والمالي، وإعداد القوائم المالية وضبطها، وإعداد تقريرا للتصرّف السنوي. وهي مهام معقّدة وجسيمة تتطلّب جهدا ووقتا وخبرة، ربما تكون غير متوفّرة لدى أعضاء مجلس الإدارة، بل يجب أن تكون لها هيئة إدارية ومالية مستقلة، وموظفون ذوي خبرة في الميدان وبعدد كاف كي يقع التسيير والإعداد بكل وضوح، وشفافية، وبكل دقة وحرفية، بعيدا عن الارتجال.  وهذا يتطلب ليس فقط ما أشار إليه الفصل في فقرته قبل الأخيرة من إمكانية الاستعانة بمختصّين في الضمان الاجتماعي عن طريق التعاقد للقيام بأعمال محددة لأنّه غير كاف ما لم تكن إدارة متكاملة تابعة للصندوق. وربّما هنا يتساءل البعض لماذا لا يعطى التصرّف في الصندوق بالمناولة أو لإحدى شركات التأمين التي تتوفر لها أرضية من الخبراء والإطارات والانتشار الجغرافي الإداري الذي يغطّي كامل البلاد، كي تقدّم الخدمات للمنتفعين في آجالها ودون تأخير أو لخبطة. أما ما يمكن أن يحدث جدلا ويتطلب دقة كبيرة هو ما أشارت إليه الفقرة الأولى من الفصل في المطّة السادسة : وهو للصندوق بالخصوص : – القيام بعمليات الاستثمار والتوظيفات المالية والعقارية مقابل فوائد مالية وعينية، يعني بصورة أوضح استثمار أموال الصندوق في المجال التجاري بمختلف أنواعه لتحقيق أرباح. وفي الحقيقة هذا معمول به لدى كل صناديق الضمان الأخرى بغية تطوير الخدمات لمنتفعيها. فقط هذا الاستثمار فيه ربح وخسارة يتطلب من الساهرين على مجلس إدارة الصندوق الذين يتغيرون بتغيّر الخريطة الانتخابية لمجلس الهيئة الوطنية للمحامين وللعميد بالأخصّ. فهل إن التجارة التي تتطلب السرعة واقتناص الفرصة بغية تحقيق الربح تتماشى مع الوعود الانتخابية للمترشحين وللهيئة المشرفة على الصندوق وربما ما يقدم على أساس نفع للصندوق اليوم وفيه خير عميم، يسوّق غدا على أساس أنّه كبّد الصندوق خسائر جمّة. كان من الأجدر أن تخرج هذه العمليّة عن أعضاء مجلس الإدارة لتعطى للجنة تحت إشراف مجلس الإدارة ومتكوّنة من مختصّين في الميدان التجاري والعقاري ولهم معرفة دقيقة بأحوال الاستثمار ورؤية مستقبلية لضمان ديمومة مداخيل الصندوق، لا لهيئة استمراريّتها مقرونة بانتخابات يعرف الجميع كيف تتمّ وكيف تُدَارُ ‼.  (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 56 بتاريخ 02 أفريل 2008 )  


إنهم لا يبصرون

 

 
كانا يمشيان في نفس الطريق وفي نفس الاتجاه…يتبادلان أطراف الحديث ويضحكان ويصمتان ويتوقفان أمام واجهة بلّورية وينظران فيها ثمّ ينظر أحدهما إلى الآخر ويضحكان حتى يكاد يغمى عليهما…كانا يتفقان في كلّ شيء إلاّ في طول القامة…أحدهما يقارب طول قامته المترين والآخر يتجاوز طول قامته المتر بقليل…مرّ أحدهم بهما فقال  » ما أقصر أحدهما!… » ومرّ آخر ونظر فقال :  » ما أطول الآخر !… » هذا ما يحدث تماما في المشهد السياسي في بلادنا… طويل القامة طويل وقصير القامة قصير… أحدهما لا يمكن أن يكون الآخر لكنهما يمضيان في نفس الطريق وفي نفس الاتجاه…أما الناظر فإنّه يرى ولا يبصر…وأمّا المبصرون فلا يسمع الطويل ولا القصير قولهم… أعلن رئيس الدولة عن مواقف وقرارات في الذكرى العشرين للتحوّل وتباينت المواقف حول البيان…أعلن السيد أحمد نجيب الشابي ترشحه للانتخابات الرئاسية القادمة وتباينت المواقف حول الإعلان…عاد رئيس الدولة وأعلن عن مشروع تنقيح الفصل 40 من الدستور بصورة استثنائية بمناسبة ذكرى الاستقلال وصفق الحضور جميعهم وعادوا إلى قصورهم ( عفوا إلى بيوتهم ) واغتسلوا وتطهروا ولبسوا بدلاتهم السوداء وربطات أعناقهم السوداء وتجملوا وتزّينوا ووقفوا مبتسمين أمام الكاميرا الرسمية وشهدوا وقالوا…ليتهم ما قالوا…قالوا للطويل : أنت طويل  » وقالوا للقصير  » أنت قصير  » وانصرفوا مبتسمين مثلما قدموا… طويل القامة وقصير القامة قصير…أحدهما لا يمكن أن يكون لكنهما يمضيان في نفس الطريق وفي نفس الاتجاه…أما الحضور فإنهم يسمعون ولا ينصتون…ينظرون ولا يبصرون…وتلك هي مأساتنا… مأساتنا الحضور الشهود الذين يحاولون أن يكونوا مع الطويل ومع القصير في نفس الوقت لأنهم لا قامة لهم أصلا…وهم يخادعون الطويل ويكذبون بحضرته وهو يعرف ذلك جيّدا ويسخر في قرارة نفسه من خداعهم وكذبهم ويقبل ذلك في نفس الوقت لأنه في حاجة إلى خداعهم وكذبهم بما يجملّه ويزيده طولا… ويسخرون من القصير وهو يعرف ذلك جيّدا ويقنع بسخريتهم لأنه في قرارة نفسه في حاجة إلى من يسخر منه علّه يزداد طولا… مأساتنا الحضور الشهود الذين تتالوا في المشهد التلفزيوني الرسمي ( في نشرة أخبار الثامنة مساء ) وتمنوا وباركوا وخادعوا وكذبوا… كذبوا على رئيس الدولة وأوهموه أنهم قادرون على الفعل بما لهم وما عليهم…فصدّقهم اعتقادا منه أنّهم أقرب الناس إلى حماية المكاسب في هذا البلد… كذبوا على هذا الشعب الطيّب وأوهموه أنهم معارضون، وهذا الشعب طيّب إلى درجة أنّه يصدق كلّما جادت به عليه آلة الإعلام الرسمية… كذبوا علينا وهم يعرفون أنّهم كاذبون، ويعرفون أننا لا نصدقهم…ويتطاولون فرحين بما لديهم وبما ليس لدينا…لكنهم لا يعرفون أن الذي لنا ليس لهم فلا يستحي أحدهم ولا يعرف أننا نعرف…نعرف الطويل ولا نقول له  » أنت طويل  » ونعرف القصير ولا نقول له  » أنت قصير  » ونعرفهم ونقول لهم  » قولوا ما شئتم فإنكم تنظرون ولكنكم لا تبصرون !… » ** (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 56 بتاريخ 02 أفريل 2008 )  
 


الشهداء… من هُـمْ؟!
بقلم: برهان بسيس   عشية احياء ذكرى عيد الشهداء يحق لنا أن نتساءل عن هوية هؤلاء الذين أعطوا أرواحهم من أجل الوطن، أي نتساءل عن هويتهم في وعي التونسيين وذاكرتهم ومقاييس تقديرهم لمن يروا فيه وجاهة التقدير والاحترام والاعجاب وحفظ السيرة والاقتداء بالمعنى والرموز.   اسم الشهيد ـ كيف سقط ـ أين ـ لماذا ـ أي حق له علينا… قائمة ضرورية من الاستفسارات التي وجب طرحها لاختبار قدرة المجتمع وطلائعه من الأجيال الجديدة على حفظ الذاكرة ورعاية معاني الوطن والواجب والسيادة والاستقلال والمواطنة والهوية.   استبيان انجزه باحث صديق في علم الاجتماع حول الشباب التونسي والذاكرة الوطنية أثبت أن أكثر من 85% من العينة المستجوبة غير قادرة على ذكر ثلاثة أسماء لشهداء تونسيين ماتوا من أجل الوطن في المعركة من أجل الاستقلال، علاوة على ما لاحظه الباحث من حالة جهل مدقع بكل ما يتعلق بمعركة التحرير الوطني تاريخا ومراحل وفاعلين وزعماء.   كيف نطلب من شبابنا احترام قيم الوطنية وحب الوطن ومعنى الواجب والمواطنة في ظل امعان حالة التهميش والتغييب لاستراتيجية واضحة لرعاية الذاكرة الوطنية في عقول الناشئة والشباب خارج دائرة العمل الأكاديمي المعزول لمؤسسات البحث أو الأعمال الاعلامية الباهتة المناسباتية تلك التي تسقط أحيانا في الخطاب الدعائي الممجوج المؤدي عادة الى نقيض اهدافه، عوض التركيز المنهجي على أصل الهدف المتصل بتخصيب الذاكرة الوطنية في وعي المتلقي وخاصة فئته الشابة.   الرئيس الفرنسي ساركوزي انتفض ـ قصدا بحسابات معلومة ـ عندما وقف على جهل أطفال المدارس الفرنسية بتاريخ المحرقة و«خبط» بعض المقترحات ـ رغم لا واقعيتها ـ لتدارك هذا الجهل. نحن ايضا في حاجة الى انتفاضة فكرية وبيداغوجية ملحة لتدارك تصحر الذاكرة الوطنية لأجيالنا الشابة لعلنا ننجح في الدعاية لأسماء الشهداء وسيرتهم، كما نجحنا بامتياز في الدعاية لسيرة وأسماء جماعات الكرة والغناء والوجاهات السطحية الكاذبة.   الصديق المؤرخ الشاب خالد عبيد تساءل في تبادل حديث حول هذا الموضوع عن امكانية تخصيص لوحات بسيطة في الأماكن التي سقط فيها شهداء معركة التحرير تماما كما تفعل بعض الدول مثل فرنسا مع شهداء معركتها ضد الاحتلال النازي.   لوحة يكتب عليها التاريخ واسم الشهيد لتكون منارة رمزية بسيطة لتنشيط الذاكرة.. هنا اغتالت اليد الحمراء الشهيد فرحات حشاد… هنا تم اغتيال الشهيد الهادي شاكر.. هنا تم اعدام الشهيد حمادي جاب الله.. ماتوا من أجل حرية الوطن.   اقتراح مهم من هذا النوع نتمنى له آذانا صاغية حتى لا تتلاشى ذكرى الشهداء في الحديد المهترئ لأسماء الشوارع ووثائقيات المناسبات التي تخصص خمس دقائق لحديث سريع عن معركة الاستقلال لتمر بعقلية الدعاية غير المهنية الى استعراض المكاسب الحالية لشبكة الطرقات والعناية بالبيئة وقطاع البنوك والتجهيزات الرياضية، مستغرقة معظم الوقت المخصص افتراضا لبرنامج حول الحركة الوطنية!!!   الرجاء الانتباه حتى لا يتكرر علينا اليوم الذي توجه فيه بعض متساكني احدى الأحياء الراقية بالعاصمة بمطالب تذمر وتشكي لتغيير اسم النهج الذي يسكنوه: احداهن كانت تتأفف منفعلة «ملا تقوعير.. سماولنا نهجنا مصباح الجربوع»!!!   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 9 أفريل 2008)  
 

لأول مرة في التاريخ.. الإسلام أول دين في العالم
 
د. أحمد القديدي (*) صدرت خلال الأسبوع الماضي بالتزامن احصائيات المعهد الأمريكي العالمي (وورلد كريستيان داتا باز) واحصائيات مؤسسة العمران البشري التابعة لمنظمة الأمم المتحدة واحصائيات الفاتيكان التي نشرتها صحيفته (لوبزرفاتوري رومانو) يوم الأحد 30 مارس وهي تنقل خبر تجاوز عدد المسلمين في العالم لعدد الكاثوليك لأول مرة في التاريخ الحديث. وذكرت هذه الحصائيات أن عدد المسلمين بلغ ملياراً و322 مليون نسمة مقابل مليار و130 مليون كاثوليكي، بحيث يصبح المسلمون يشكلون نسبة 19,2 من سكان الدنيا مقابل 17,4 من الكاثوليك. وتعقب صحيفة (لوفيجارو) الباريسية على هذه الحقائق الجديدة فتقول إن الإسلام أصبح هو الدين الأكبر والأوسع انتشارا والأسرع كثافة على الاطلاق في العالم.   أما النشرة الداخلية السنوية للفاتيكان التي تصدر تحت عنوان (لانوير بونتيفيكال) فقالت يوم الأحد الماضي إننا نحن الكاثوليك لم نعد في المقدمة وجاء المسلمون ليأخذوا منا الريادة. وأضاف كاتب التعليق البطريق (فيتوريو فورمنتي) يقول : تؤكد هذه المعطيات بأن الإسلام يتقدم في عالم يتكاثر فيه النسل وتنمو البشرية، في حين تقهقر عدد الكاثوليك ولم يتطور سوى بنسبة 1,5% من عام 2005 إلى عام 2006، أي ان عدد الكاثوليك ظل يراوح مكانه، بينما العالم الإسلامي تصدر النمو الطبيعي للانسانية بنسق كبير ومتواصل. وأضاف البطريق أن الأسرة المسلمة تنجب باستمرار وبأن الأسرة الكاثوليكية تخلفت وتقلص انجابها. ويعلق الصحفي الفرنسي (هرفيه يانوه) على هذا الحدث قائلا : منذ خمسة عشر عاما بدأ العد العكسي للمجتمعات الكاثوليكية التي كانت دائما هي الأكثر عددا في العالم ولهذا السبب يميل عدد من مفكري الكنيسة إلى الاعتقاد بأن الحوار الحضاري يجب أن يتواصل مع المسلمين لا فقط من أجل مصالح الأقليات المسيحية في البلدان المسلمة بل وأساسا لأن مصير المسيحية كلها رهين العلاقات السلمية والطيبة مع الإسلام. ويطمئن الصحفي قراء الصحيفة بقوله إن المسيحية تبقى الدين الأول اذا ما حسبنا البروتستان والأرثوذوكس والأنجليكان والطوائف الأخرى ليشكلوا جميعا نسبة 33% من سكان المعمورة. لكن هذا الزعم يبقى معوقا بالحقائق الدامغة لأن المسيحية منقسمة إلى كنائس مركزية شديدة الاختلاف وعنيفة العداء يترأس كل منها (بابا) قائم بذاته تتضارب تعاليمه مع تعاليم منافسيه بل وبلغ الأمر في التاريخ أن ارتكب الصليبيون الكاثوليك مجازر بحق المسيحيين الأرثوذكس حينما اقتحموا القسطنطينية غازين ناهبين قاتلين مغتصبين آلاف المسيحيين الشرقيين في أبريل عام 1204 حارقين الكنائس وذابحين القساوسة، كما جاء في شهادات عديدة أبرزها كتاب الأميرة ابنة امبراطور بيزنطة (ألكسيس) التي عاشت تلك الفاجعة. فالمسيحية في الواقع مسيحيات وما يزال البابا بندكت السادس عشر إلى اليوم يدعي تمثيل جميعهم، بل ويعتبر الفاتيكان في سره لا في علنه بأن المسيحيات الأخرى هرطقات لابد أن تعود إلى أصولها في حين ما يزال البابوات البروتستان والأرثوذكس والأنجليكان ومختلف الابتكارات اللاهوتية الأخرى يعتقدون بأن البابا في روما ما هو سوى مغتصب لحق الانفراد بالحقيقة والعصمة.   إن الذي يتبادر إلى ذهن القارىء المسلم وهو يطالع مقالي هذا هو أن الإسلام كذلك محل فرقة وانقسام وموضع ادانة واتهام من قبل خصومه ومن قبل بعض المسلمين الانسلاخيين! نعم هو كذلك. ولكن الأمة اليوم تصحو من غفوة القرون وتنهض من كبوة الدهور بفعل القهر الذي يصيب منها القلب والضمير، وبفعل عودة الفكر الصليبي على جياد الصهيونية المتعصبة هذه المرة في تحالف شيطاني عارم يخطط من خلال إعادة الاستخراب والاستكبار إلى سالف ما كانا عليه في القرن التاسع عشر أي اقرار الاحتلال العسكري والاداري والثقافي والديني بشكل مباشر على الأمة الإسلامية، وكأنما حين نقرأ اعلان قمة حلف شمال الأطلسي في بوخارست بداية أبريل الجاري فنحن نستعيد الخطاب التاريخي الذي ألقاه البابا يوربان الثاني في كاتدرائية (كليرمون) الفرنسية عام 1095 حين جند أوروبا لأول حملة صليبية على ما أسماه البابا (دار الكفر والبغي) أي العالم الإسلامي. فاليوم يطوف زعماء الولايات المتحدة الراهنون والقادمون على حد سواء وزعماء الاتحاد الأوروبي للتناصح والتضامن لزيادة عدد القوات المتحالفة في (الناتو) في كل من العراق وأفغانستان والتلويح بحروب استباقية محتملة على أقاليم من العالم الإسلامي تحت دعاوى باطلة وهواجس وهمية دون الرجوع بالنظر إلى شعوبهم، كما تقتضيه الديمقراطية لديهم مما يبرأ الرأي العام في الغرب من كل عداء للاسلام والمسلمين، بل ان أغلبية السياسيين المعارضين والمفكرين الأحرار من ديار الغرب نددوا بقرع أجراس الكراهية تمهيدا لقرع أجراس العدوان. وقد أشيع في أدبيات العنصريين الغربيين أن النيل من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والتشكيك في أركان الإسلام والتنصير الفج باللهجات الشعبية العربية هي من أسس حرية التعبير، بينما أقيل السيد (برونو جيج) من منصبه كمساعد محافظ مدينة (سانت) الفرنسية لمجرد انتقاده بأدب سياسة اسرائيل وتعمد قتل الأطفال الفلسطينيين!   نعم ان الإسلام هو الدين الأول للبشرية في مطلع القرن الحادي والعشرين، ولكن لقائل أن يقول وهو على حق إن المسلمين يظلون في وضع التخلف والتبعية من حيث الفجوة الرقمية والنهوض الحضاري والقفزة النوعية التكنولوجية. وهذا استقراء للواقع المر دون تزويق ولكن مفاتيح التقدم في أيدينا اذا ما اجتهدنا لتجديد الدين، كما أمر رسولنا العظيم واذا ما رجعنا بعقل جريء إلى أصول الحضارة الإسلامية فأعدنا تجسير علاقاتنا الفكرية بمنابع القرآن الكريم، وهذا ممكن وبدأ بالفعل وأنا أطالع هذه الأيام كتباً قيمة من المعدن الأصيل منها كتاب أستاذي ومعلمي محمد الطالبي (ليطمئن قلبي) وكتاب الأستاذ الزميل الفاضل محمد عابد الجابري (مدخل إلى القرآن الكريم) وهي منارات تبعث الأمل وتحيي الرجاء في قلوب المليار والثلاثمائة مليون موحد يولون وجوههم صوب الكعبة المشرفة للصلاة خمس مرات في اليوم.   (*) كاتب تونسي   (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 9 أفريل 2008)    


ليبيا باشرت إطلاق «ثلث» سجناء «المقاتلة»
لندن – كميل الطويل     بدأت ليبيا مساء أمس في الإفراج عن سجناء إسلاميين متهمين بالانتماء إلى «الجماعة الإسلامية المقاتلة». وقال القيادي السابق في هذه الجماعة نعمان بن عثمان لـ «الحياة» إنه موجود في سجن أبو سليم في طرابلس حيث يتابع عملية إطلاق السجناء. وكانت «مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية» أصدرت بياناً في شباط (فبراير) الماضي أعلنت فيه «استمرار الحوار مع الجماعة الليبية المقاتلة ممثلة في قيادتها ومشاركة بعض الشخصيات الفكرية الإسلامية (…) وقد نتج عن هذا الحوار أن باشرت الجهات المختصة في التحضير للإفراج عن ثلث أعضاء الجماعة المقاتلة (المعتقلين)»، من دون أن تحدد رقماً لعددهم. وفي السنوات الماضية جرت جولات عدة من الحوار بين السلطات الليبية وقادة «المقاتلة» المعتقلين.   ويأتي إطلاق سجناء «المقاتلة» الآن في إطار هذا الحوار المستمر بين الطرفين. ومعلوم أن قادة «المقاتلة» في أفغانستان وباكستان أعلنوا في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي انضمامهم الى تنظيم «القاعدة»، في خطوة لا يبدو أن قادة الجماعة المعتقلين في ليبيا استشيروا فيها.   (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 أفريل 2008)  

رسالة اعتذار من سبعين كلمة وهروب آخر من سجن القنيطرة
الرباط ـ القدس العربي من محمود معروف    كتبوا 70 كلمة ووقعوا علي الرسالة وهربوا الي الهواء الطلق، حيث لا جدران ولا ابواب حديدية يغلق الباب علي الباب، ووجدوا ان الهروب من السجن وعواقبه يبقي ارحم من انتظار الذي يأتي ولا احد يعرف موعده.   هم تسعة من معتقلي السلفية الجهادية، اعتقلوا علي خلفية هجمات انتحارية استهدفت الدار البيضاء يوم 16 ايار/مايو 2003 واسفرت عن 45 قتيلا بينهم 13 انتحاريا بالاضافة الي عشرات الجرحي، ادينوا بالارهاب وحكم عليهم باحكام تتراوح بين الاعدام والمؤبد والعشرين عاما سجنا نافذا.   التسعة المعتقلون ومعهم اكثر من 900 اخرين، لم تثبت مشاركتهم في تنفيذ الهجمات او الاعداد لها لكنهم كانوا يحملون افكارا متشددة في اطار تيار السلفية الجهادية. تقول الرسالة التي وجهت للمسؤولين وتركت في الزنزانة 46 من حي الف في السجن المركزي بمدينة القنيطرة (40 كلم شمال الرباط):    

باسم الله الرحمن الرحيم..

لا للظلم، فهو ظلمات يوم القيامة. سلكنا كل السبيل وطرقنا كل الابواب دون جدوي، فلم يبق لنا سوي هذه الوسيلة. نتمني ان تتفهموا الامر فلن نؤذي احدا الا اذا اذيتمونا. نريد حريتنا فقط. اننا نتمني ان لا تكرروا اخطاءكم السابقة وسياسة العقاب الجماعي وتحميل المسؤولية لمن يتحملها فقط. فلا احد من الاخوة السلفيين الجهاديين يعلم بامر هذا الفرار، فنحن من يتحملها فقط ولا دخل لسجين بريء ولا موظف بسيط، ونعتذر لكم علي الازعاج. هذا هو الحل الوحيد .

 الرسالة وقع عليها عبد الهادي الذهبي (اعدام) وهشام العلمي ومحمد موهيم وعبد الله بوغمير وطارق اليحياوي وحمو الحساني (مؤبد) ومحمد الشاذلي وكمال الشطبي ومحمد الشطبي (20 سنة).   مصادر السلطة المغربية تقول ان ادارة السجن اكتشفت فرار المعتقلين التسعة صباح يوم الاثنين وبعد البحث وجدت نفقا صغيرا يربط بين الزنزانة 48 والزنزانة 46 التي وجد فيها نفق اخر بعمق ثلاثة امتار يمتد الي حديقة منزل مدير السجن (25 مترا). وفورا اعلنت خارج السجن حالة الطوارئ والاستنفار في المغرب كله، وشددت المراقبة علي مداخل المدن وعلي نقاط الحدود الجوية والبحرية ونقاط التهريب مع الجزائر. اما داخل السجن، فالتحقيق مع كل من يمكن ان يكون قد ساهم او غض النظر او اهمل من سجناء او سجانين او مسؤولين في السجن.   هذا المشهد السينمائي تكرر قبل اربعة اشهر، لكن السيناريو كان مختلفا وبطله كان تاجر مخدرات كبير. ففي يوم 7 كانون الاول/ديسمبرالماضي نجح محمد الوزاني المشهور بـ النيني وهو احد اكبر مهربي المخدرات في المغرب بمساعدة 8 حراس من الهروب من نفس السجن ولم يتم ابلاغ وزارة العدل بهربه الا بعد اسبوع وتحدثت تقارير عن نجاحه في الخروج من المغرب والوصول الي اسبانيا.   الايام القادمة ستفتح ملف السجون الـ60 بالمغرب، فالتقارير تشير دائما الي الاوضاع السيئة التي تعرفها، ان كان علي صعيد ازدحام زنازينها او الفساد الذي يضرب اطنابها، والروايات المتداولة حول هذا الفساد تتعدد وتتراوح بين المحزن والساخر بين المبكي والمضحك. هناك روايات عن تجارة مزدهرة للمخدرات وعمليات بيع للسجناء الفتيان لممارسة الشذوذ الجنسي عليهم لكن الاكثر سخرية كانت نجاح احد السجناء في سجن عكاشة بالدار البيضاء في إدخال امرأة الي زنزانته وعاشرها لعدة ايام قبل ان يفشي به لادارة السجن شريكه في إدخال المرأة الي الزنزانة.   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 أفريل 2008)  


المغرب: ترتيب فرار معتقلي «السّلفية الجهادية» تطلّب سنة لحفر نفق تحت سجن القنيطرة

الرباط – محمد الأشهب       كشفت مصادر أمنية أن عملية فرار تسعة معتقلين ينتمون الى تنظيم «السلفية الجهادية» من سجن القنيطرة شمال العاصمة الرباط، فجر أول من أمس، تطلبت ما لا يقل عن سنة من الإعداد، ورأت أن حفر نفق بطول 23 متراً يبدأ من إحدى الزنزانات التي كانت تؤوي المعتقلين، ويمتد إلى حديقة إقامة مدير السجن، يحتاج إلى وقت طويل، خصوصاً في ضوء استخدام وسائل تقليدية في الحفر. غير أنها أوضحت أن تربة المنطقة القريبة إلى الساحل الأطلسي الذي يمكن رؤيته من سطح السجن، ذات طبيعة رملية، وتكاد تكون خالية من الصخور، ما قد يكون سهّل حمل الأتربة وتبديدها عبر مجاري المراحيض.   بيد أن المصادر ذاتها شددت على وجود شركاء متواطئين من خارج السجن، أقله لجهة تسهيل نقل المعتقلين الفارين مباشرة بعد اجتيازهم حديقة إقامة مدير السجن التي توجد خارج أسوار المعتقل. وتتداول المصادر سيناريوهات عدّة حول ذلك الهروب، أقربه أن تكون سيارتان في انتظارهم أو توجههم راجلين إلى ساحل البحر في حال كان هناك قارب في الانتظار. لذلك عززت قوات الأمن والدّرك دوريات تمشيط عبر كل الاتجاهات، وضمنها الساحل الأطلسي، ما مكّن من تفكيك شبكة هجرة غير شرعية كانت تنطلق من ساحل القنيطرة.   ويسود اعتقاد أن الفرار بدأ ليلاً وليس عند الساعات الأولى لطلوع الفجر، كون المناداة على السجناء تتم عادة قبل الساعة السابعة صباحاً، في ما يحتاج عبور النفق إلى وقت أطول. ولم تتمكن دوريات الرقابة التي استخدمت طائرات هليكوبتر وأقامت حواجز تشمل الأسلاك الشائكة عند المعابر المؤدية إلى القنيطرة أو الخارجة منها، إلى القبض على الفارين.   كذلك نشرت أجهزة الأمن حواجز عند مداخل العاصمة الرباط، وصدرت أوامر بإغلاق بعض المعابر الحدودية بعد توزيع صور المعتقلين الفارين على المراكز كافة، إذ يخشى أن يتجه الفارون نحو الحدود الشرقية للمغرب مع الجزائر، بخاصة وأنه بعد الهجمات الانتحارية في 16 ايار (مايو) 2003 في الدار البيضاء حاول مطلوبون العبور نحو الجزائر بهدف الالتحاق بالجماعات المسلحة هناك.   ولفتت المصادر إلى أن من بين الفارين اثنان دينا بالإعدام (وليس شخصاً واحداً، كما أفادت المعلومات الأولية). ورداً على سؤال في شأن عدم اقامتهما في «ممرّ الموت» (زنزانات مخصصة للمحكومين بالإعدام) في السجن المدني بالقنيطرة، عزت المصادر تجميع جميع السجناء في زنزانات إلى توفير شروط اقامة كريمة لهم. ويُشار، في هذا السياق، إلى أن المدانين بالإعدام كانوا يوضعون في زنزانات انفرادية في السابق.   وأقرّت المصادر بأن التخطيط لتنفيذ عملية الهروب احتاج إلى دراسة عميقة لوضع السجن وتوقيت وجود الحراس، ما ينم عن «تخطيط محكم».   يذكر أن سجن القنيطرة كان يؤوي العسكريين المتورطين في مؤامرة إطاحة نظام الملك الراحل الحسن الثاني عامي 1971 و1972، وكذلك معتقلين يساريين، لكنه اليوم يضم مئات المعتقلين الإسلاميين المنتمين إلى تنظيم «السلطة الجهادية» و «التكفير والهجرة» وتنظيمات متطرفة أخرى.   (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 9 أفريل 2008)

غرق 13 مهاجرا الى أوروبا قبالة سواحل الجزائر

 

الجزائر (رويترز) – – قالت صحيفة جزائرية اليوم الاربعاء ان حرس السواحل الجزائري انتشل 13 جثة لمهاجرين غير شرعيين غرقوا قبالة سواحل الجزائر اثناء محاولتهم الوصول الى أوروبا. وذكرت صحيفة لو كوتيدين دوران ان المهاجرين غرقوا قرب شواطيء مدينة وهران الساحلية الغربية وانه عثر على جثثهم مساء الاثنين وصباح الثلاثاء. ولم يتسن الوصول الى مسؤولي الحكومة الجزائرية للتعليق على التقرير.  ويحاول عدد كبير من الشبان الجزائريين عبور البحر المتوسط للوصول الى اسبانيا وايطاليا. وقالت الحكومة الجزائرية مؤخرا انها تشدد الاجراءات للتعامل مع الاعداد المتزايدة من المهاجرين غير الشرعيين الذين يعبرون حدودها أملا في العثور على عمل وحياة أفضل في أوروبا. كما تعتبر الجزائر أيضا نقطة عبور مهاجرين غير شرعيين من دول أفريقية ودول أخرى. وبدأ ائمة المساجد ووسائل الاعلام الجزائرية حملة دعائية لاقناع الشبان بالبقاء في بلادهم المصدرة للنفط والغاز.


النظام العربي: عملية تحيين لأنموذج من الرقابة الاجتماعية

 
بقلم: الأمير مولاي هشام بن عبد الله العلوي (*) تتوزع منطقتنا، في المستوي السياسي، ثلاثة أنواع من الأنظمة: الأنظمة المغلقة (ليبيا، سورية، الخ.)، حيث لا وجود للتعددية ولو شكليا؛ والأنظمة الهجينة (الجزائر، مصر، الأردن، المغرب، السودان، اليمن) حيث يتعايش النظام الاستبدادي مع بعض أشكال التعددية؛ وأخيرا الأنظمة المفتوحة ويمثلها حاليا نظام وحيد وهو السائد بموريتانيا التي عرفت نظاما حقيقيا لتداول السلطة. الفئات الوسطي وفي المستوي الاقتصادي، تمكنت السياسات الليبرالية الجديدة من تنشيط النمو، ولكنها لم تجعل من بلداننا عناصر دينامية فعالة في الاقتصاد العالمي، وهي بالتأكيد لم تخفف من البؤس وضروب الظلم الاجتماعي التي تنخر كيان المنطقة. صحيح أن خزائن البلدان المنتجة للبترول أصبحت مليئة باحتياطي العملات، ولكن ذلك مرده فقط إلي الارتفاع الصاروخي لأسعار البترول، ولا يعكس بتاتا أي تطوير وتجديد هيكلي. وبفضل بعض الوسائل من قبيل صناديق السيادة، فإن بعض هذه البلدان يستطيع استعراض قوته المالية عن طريق اقتناء أجزاء من البلدان الصناعية التي تشهد أزمة ما، مما يمكنها من تنويع مصادر مداخيلها. ولكن ذلك أيضا ليس سوي نتيجة اختلالات تعرفها بلدان الشمال، وليس علامة علي تحول ناجح للبنيات الاقتصادية بمنطقتنا. أما البلدان العربية الكبري الأخري، فإنها ما زالت تواجه مشاكل خطيرة ناجمة أساسا عن النسبة المرتفعة من الشباب المتخبط في الفقر والبؤس، ولم تنجح مصر أكبر هذه البلدان من حيث عدد السكان في التخلص من وضعية البلد المتعيش من المساعدات الخارجية كمصدر استراتيجي للدخل. وفيما يخص الطبقات الوسطي، فإنها تظل تابعة لتدفق مداخيل البترول وعلي وجه العموم لعلاقات المحسوبية الاجتماعية التي لم يتم استئصالها. هكذا يتمكن النظام الاستبدادي الجمهوري والملكي علي وجه سواء من المحافظة علي بقائه كاشفا عن قدرة هائلة علي التكيف. فرجال الأعمال الأغنياء يظلون مدينين للدولة بالعقود التي يحصلون عليها، وأيضا بقدرتهم علي التأثير في السوق عبر شبكات تتيحها لهم علاقتهم بالدولة، أما رجال الأعمال المتوسطون بل وحتي الباعة المتجولون، فإن عليهم أن يظلوا خاضعين للتوجيهات الوزارية والقواعد المتحجرة وقانون الرشوة. وحتي المهن الحرة والفكرية تظل مرتهنة لمؤسسات الدولة، وتتعرض لأقٌسي العقوبات إن هي تجاوزت الحدود المرسومة. ولا مراء أن مصطلح الفئات الوسطي يظل مصطلحا مرنا وقد يصدق علي فئات اجتماعية واسعة من رجال الأعمال والمدرسين والممرضين والتجار والفنانين والموظفين. وبعضهم ينحدر من أسر لها حضور بارز محليا أو وطنيا؛ وبعضهم الآخر يضم أشخاصا هم من بين أفراد عائلتهم أول من تمكن من الارتقاء الاجتماعي النسبي ليتجاوز طور الكفاف ويتخلص من الأمية، والكثيرون من بين هؤلاء لن يسلم من العودة من جديد إلي حال الفقر عند أول أزمة. وقد تمكن بعض الضباط السامين في الجيش من شق طريقهم ليصبحوا منتمين إلي فئة البورجوازية الجديدة، بفضل استثماراتهم الضخمة في الاقتصاد الوطني. وهم يشكلون إلي جانب الموظفين السامين والبيروقراطيين الذين استغلوا مناصبهم لمراكمة الثروات قطاعا من الفئات الوسطي التي تقف في وجه كل تغيير. وتوجد أيضا فئة وسطي معولمة تضم فئتين: فئة المهنيين ورجال الأعمال بالخارج الذين يقدمون إلي عائلاتهم التي ظلت بالمغرب مساعدات لا تسمح لها سوي باقتناء دكان أو ممارسة تجارة بسيطة أخري؛ وفئات اجتماعية تجد أن الآفاق مسدودة أمامها داخليا، فيصبح أملها الوحيد في تغيير وضعيتها الاقتصادية كامنا هناك في الخارج، رغم أن هذا الخارج يظل بعيد المنال. ويبقي أن هذين النوعين من الهجرة هما علامة علي نفس الخلل، فالدولة أصبحت تتخلي تدريجيا عن دورها المتمثل في توفير مناصب الشغل وتأمين الحماية الاجتماعية، من هنا فقدان الفرد الشعور أن ثمة ارتباطا بين مصيره الفردي ومشروع ما يتقاسمه الجميع. علاوة علي ما سبق، فإن مختلف هذه الفئات الوسطي لا تشكل سوي جزء ضئيل من ساكنة البلد حيث تعيش الأغلبية الساحقة علي عتبة الكفاف، وحيث ينعدم التعليم العمومي أو يكاد. وينتمي أولئك الذين يدعون إلي الليبرالية الاقتصادية الديمقراطية إلي هذه الفئات الوسطي المتنافرة إلي أقصي الحدود من طلبة وأصحاب مهن حرة ورجال أعمال متوسطين ومحامين ورجال قانون ومنتمين إلي فئات اجتماعية مهمشة (النساء، العرقيات الأقلية، فئات جهوية مخصوصة، أقليات لغوية). ولكن كيف السبيل إلي التوفيق بين مطالب هؤلاء والمطالب المباشرة والمادية للفئات الأكثر تضررا التي تعيش في المدن والقري؟ تتفق كلمة كل هذه الفئات في المستوي الإيديولوجي علي المطالبة ب الديمقراطية ، ولكنهم يختلفون حول هذه القضية المهمة أو تلك باختلاف المناطق. ومنذ بداية التسعينيات لم تسمح الأشكال التي اتخذتها الليبرالية الاقتصادية والسياسية بتنامي وتقدم الأفكار التقدمية والعلمانية في أوساط الفئات الوسطي والشعبية. ونتيجة ذلك أن الإسلامية بمختلف تياراتها برزت كأفضل من يعبر عن متطلبات التغيير وأشكال الاحتجاج، حتي ضمن فئات تنتمي تاريخيا إلي اليسار وتؤمن بالعلمانية كما هو شأن الطلبة. وإذا كانت أصوات العلمانيين والإسلاميين تلتقي في سمفونية كبري تدعو إلي الدمقرطة، فإن الفريق الأول يتغني بنظام سياسي قائم علي دولة الحق والمبادئ السياسية المعترف بها دوليا؛ بينما الفريق الثاني يمتدح أسس نظام سياسي ينبني علي مجموعة من المبادئ القرآنية. ويسعي الفريق الأول إلي تأسيس السيادة علي الإرادة الشعبية المنحدة بحدود القانون، بينما يذهب الفريق الثاني إلي إقامتها علي أساس النظام العقدي، وإن كنا نلحظ نوعا من المرونة في موقف الإخوان المسلمين بمصر أو لدي حزب العدالة والتنمية بالمغرب فيما يخص مسألة الديمقراطية وسيادة الشعب؛ ولكن لنتذكر أن عمر الإيديولوجيات طويل طويل. مجمل القول إن الإصلاحات المطبقة في منطقتنا منذ خمس عشرة أو عشرين سنة لم تفض بنا تحت ضغط الغرب إلي السبيل الذي ينطلق حتما من الليبرالية الاقتصادية إلي الديمقراطية مرورا بالتحديث والعلمنة، بل علي العكس من ذلك قدمت الدليل الملموس علي انعدام أي رابط آلي بين مختلف تلك المراحل. أساليب سيطرة جديدة إن الكثير من الأنظمة تقيم شرعيتها علي قصص قومية كبري شبه أسطورية، وفيها تقدم نفسها في صورة المحرر وحامي الأمة في مواجهة الهيمنة الخارجية، وأحيانا أيضا في صورة حامي الملة والدين. وهذه القصص هي غالبا قصص حقيقية، فالعديد من الأحزاب والأسر الحاكمة اضطلعت فعلا بدور بطولي في الحصول علي الاستقلال الوطني والمحافظة عليه. بيد أن هذه الأساطير الموحدة التي تجد صدي كبيرا لها في وسائل الإعلام التي تروج لها باستمرار، خلقت تماهيا زائفا بين النظام الحاكم والمجتمع، وذلك غالبا بدعم قوي من بعض المثقفين الذين يسعون إلي درء الشقاق والتشجيع علي الانصياع. والملاحظ أن ثمة دائما عنصرا غائبا في تلك القصص الكبري، كالأقباط بمصر، والبربر بالمغرب والجزائر، والشيعة والأكراد ببلدان أخري. وتظل التوترات الاجتماعية راسبة تحت السطح تعبيرا عن رفض هذا النزوع إلي التجانس، كما أن القادة يشعرون بالخوف من شعوبهم، وترتعد فرائصهم لمجرد الحديث عن انفتاح سياسي حقيقي. وبعض أشكال الاستبدادية تتخذ طابعا شعبويا، وبعضها يذهب حد تقديس الشعب، ولكن تحت هذه المظاهر الأبوية تحتقر الحكومات والنخب الشعب بذريعة أنه مدين لها بالاستقلال والمكتسبات التي تنعم بها الأمة. وفي السنوات العشر الأخيرة، فقدت هذه الإيديولوجيات الموحدة قدرتها السحرية علي العقول. وأصبح علي الدولة الاستبدادية أن تواجه كما هائلا من المجموعات الجديدة، وكل له أسباب خاصة تدعوه إلي الاحتجاج، ولا سبيل إلي تكميم أفواهها أو شراء ذممها. وفي الآن نفسه، تنعدم الثقة بين هذه المجموعات. فلكل رؤيته الخاصة، فالعمال المناضلون ليس لهم نفس التصور عن التغييرات الآنية المستعجلة مثل الفلاحين الفقراء المحافظين بطبعهم. وأرباب المصانع المحليين قد لا يتفقون مع ما يطرحه من مشاريع رجال الأعمال والأطر المرتبطة بمنظمات مالية دولية. وينضاف أخيرا إلي كل هذه القطائع والتنافرات الخوف من الإسلامية الاستئصالية، وهو شعور نصادفه أيضا في أوساط بعض الإسلاميين أنفسهم. وقد اكتسبت الأنظمة الاستبدادية القدرة علي توجيه هذه الانقسامات لصالحها. فالدولة لم تعد تطرح نفسها كمدافع وحيد عن حقها الأوحد في ممارسة سلطتها علي شعوب غير مؤهلة، بل إنها بالأحري أصبحت تقدم نفسها كحام للمعارضين المعتدلين في مواجهة إخوتهم الأعداء من المتطرفين . ويمكن التمثيل لهذه التناقضات بما وقع في مصر. لقد عمدت الحكومة المصرية في إطار برنامجها الليبرالي الجديد إلي التراجع عن الإصلاح الزراعي الذي أقره جمال عبد الناصر، وسلبت الأراضي من ملاكها الحاليين، وهم في الأصل فلاحون صغار، وأرجعتها للملاكين الكبار. وكان من المفروض أن يطبق هذا الإصلاح تدريجيا، لتمكين الفلاحين من التكيف مع الوضعية الانتقالية، ولكن الملاكين قدموا الرشوة لرجال الشرطة كي يطردوهم حالا. وتحرك الفلاحون ضد عمليات الطرد، وكان يعتقد أن الإسلاميين سيساندونهم في حركتهم الاحتجاجية، غير أن هؤلاء فضلوا الحياد، دعما منهم لسياسة حسني مبارك، ولإيمانهم أن الإصلاح الناصري ذو توجه شيوعي، وهكذا تم قبر الأمل في انطلاق حركة احتجاجية حقيقية في المهد. إن سيناريو المواجهة بين المعتدلين والمتطرفين يسمح للأنظمة الحاكمة بمرونة تكتيكية أكبر، إذ لم تعد الحاجة قائمة لتزييف الانتخابات في واضحة النهار، كما يمكن القبول بمشاركة أكبر للأحزاب المعارضة، ويمكن للحزب الحاكم أن يسمح بألا يحصل سوي علي 70 في المائة من الأصوات بل فقط 60 في المائة عوض 90 في المائة كما كان عليه الأمر في السابق. وأصبح بالإمكان أن ترتفع بعض الأصوات في الصحافة، وخاصة المكتوبة، حيث غدت الضغوط أضعف من الماضي، ولكن الخطوط الحمراء ظلت كما كانت عليه. ولم تعد الحاجة قائمة للزج بالأعداد الغفيرة من الناس في السجون، ولا اعتقالهم لمدد طويلة، باستثناء المتطرفين بطبيعة الحال. ولم تعد الدولة تتردد في استعمال كل الوسائل المتاحة، فهي تخلق وسائل إعلامها، ومنظماتها غير الحكومية، ومجتمعها المدني المزعوم. يتعلق الأمر بعملية إخراج محكمة، وبعقلنة للنظام السياسي. لم تتغير الأنظمة الحاكمة إذن بفعل الديمقراطية، ولكنها تزينت بملحقاتها، مما يسمح لنا بأن نسميها علي سبيل السخرية النظام الاستبدادي القناع الأمريكي وقد اثرت العديد من العوامل الجيوسياسية في هذه التطورات. فالانخراط الكبير لمنطقتنا في السياسة العالمية تعود إلي الاتفاق الذي وقع بين الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت والملك السعودي عبد العزيز بن سعود سنة 1945 حول التزويد بالبترول. وبعدها تم قبول كل من مصر والأردن بحل ينص علي إنشاء دولة فلسطينية إلي جانب دولة إسرائيل، وحصل أيضا التحالف بين الولايات المتحدة الأمريكية وبلدان عربية مختلفة ومنها سورية لإرجاع السيادة للكويت سنة 1991، ولا ننس أخيرا ضروب التشجيع التي تلقتها الدول العربية لتحرير حياتها السياسية وتطبيق الوصفات الليبرالية الجديدة علي اقتصادياتها. ولكن ابتداء من سنة 2001، اختارت الولايات المتحدة الأمريكية أن تعيد النظر في الاتفاق الموقع مع منطقتنا، فلم تعد الأولوية تعطي للاستقرار، ولكن لإقامة الديمقراطية وإن بالقوة عند الحاجة. وفي البدء استشعرت العديد من الأنظمة العربية الحاكمة الخوف من هذا التغيير، ولكن الرأي العام العربي لم تنطل عليه الحيلة، فقد تفطن إلي أن هذا الحماس الفياض لم يكن سوي قناع يخفي برنامجا كاملا من التدخلات خدمة لمصلحة كل من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل لا غير. وسرعان ما تعلمت الأنظمة الحاكمة كيفية قراءة التصريحات المتناقضة الصادرة عن الغرب، لتطمئن علي مصيرها، إذ يكفيها أن تتصنع الديمقراطية مزينة بها واجهتها، شرط أن تنخرط دون شرط أو قيد في الحرب ضد الإرهاب ، وألا تبالغ في معارضة الهيمنة الأمريكية أو مصالح إسرائيل. ومارست الأنظمة لغة مزدوجة، مؤكدة من جانب لشعوبها أنها ضد الغزو الأجنبي، وفي نفس الوقت عملت علي مساعدة واشنطن علي اعتقال الإسلاميين، وتعذيب المتهمين المختطفين خارج القانون، وكبح كل مقاومة للإرادة الأمريكية لإعادة صياغة المنطقة. وأفضي تدويل المعركة عن طريق الدولة الأمنية المراقبة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، والنضالية الجهادية التي تقودها القاعدة إلي تبخيس النشاط السياسي المحلي قيمته، وابتعاد الفاعلين الميدانيين عن الفعل والمبادرة. وعلي غرار العولمة التي تقوض أسس السلطة الاقتصادية للدولة وتضطر المواطنين إلي الهجرة إلي الخارج لضمان مستقبلهم المادي، تدفع العقدة العالمية التي ولدتها الحرب ضد الإرهاب المناضلين إلي خوض معارك عالمية وخيالية، وكما يهاجر المرء إلي فرنسا للعمل هربا من اليأس المخيم في الديار، يهاجر أيضا للعراق ليحارب، فكم من عمليات جهاد ضخمة قام بها أناس جاؤوا من بعيد، وغالبا من مناطق ظلت نسبيا بمأمن من النزاعات، كما هو حال المغرب. اللامبالاة أو الراديكالية يفضي الحرمان الاجتماعي إلي نوعين من الابتعاد عن السياسة: الانسحاب والراديكالية. وخير مثال علي دلك الجزائر، ففي البداية كانت هناك الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي كانت تسعي إلي إصلاح الدولة، وجاءت بعدها الجماعة الإسلامية المسلحة التي سعت إلي الإطاحة بها، وظهر أخيرا تيار أكثر راديكالية وهو الجماعة السلفية للدعوة والجهاد التي تحولت إلي فرع القاعدة ببلاد المغرب العربي التي ارتدت عليها. يبدو إذن أن الذين لا يمكنهم الفرار خارجا يتحركون في الداخل وينسبون أنفسهم إلي تنظيم عالمي آملين أن يصدقهم الناس رغم أن علاقاتهم بذلك التنظيم علاقات متوترة. وهذا هو ما يسمح للقاعدة أن تكون حاضرة في كل مكان، إذ بإمكان أي كان أن يتقمصها، وأيضا كل مسلم غاضب غير راض قد يتهم بكونه إرهابيا بالقوة، هكذا تقتحم الحرب ضد الإرهاب كل الحارات. وهنا يجب التمييز بين الدعاية والواقع. فمن المؤكد أنه يوجد في العالم أشخاص خطيرون مستعدون للقتل وتعريض أنفسهم للقتل، والبعض منهم تحركهم إيديولوجيات إسلامية، ولكن الحرب ضد الإرهاب ولدت جوا رهيبا من الرعب وخلقت مخاوف وكوابيس حقيقية بلغت حدودا غير معقولة. فخارج مناطق المعارك يندر وجود الإرهاب الإسلامي بالتقسيط . أما في مناطق المعارك، فإن الغزو الأجنبي هو الذي ولد أشكالا وتقنيات للمقاومة وأنماطا غير مسبوقة في التنظيم، بما في ذلك بعض فروع القاعدة أو جماعات تقلدها. فليس خاف أن كل أموال العالم وكل الجيوش وكل قمع العالم يظل عاجزا عن إيقاف انتحاري مصمم علي فعله. لا أحد يمكنه إنكار وجود تهديدات حقيقية خارج منطقة المعارك، ولكن الشرطة والمخابرات يمكنهما محاربتها بنجاعة، بل إنهما بينا بالملموس قدرتهما علي الاضطلاع بهذه المهمة، باختصار، يجب أن تتجه الجهود نحو تجريم الإرهاب، لا تسييس الجهاد . ومع ذلك، فإن صناعة الإرهاب أصبحت جزءا لا يتجزأ من علاقتنا بالغرب، هكذا تتدفق أموال المؤسسات ومفكري الغرب الاستراتيجيين، مصحوبة بالدعم السياسي والتغطية الإعلامية الضخمة لكل من ينتمي إلي المنطقة ويساعد علي تضخيم فزاعة الحرب ضد الإرهاب . ومع ذلك، لم يتحقق الأمن، وإن تفاقم الخوف بموازاة مع تكاثر آليات التحكم والضبط التي تزيد في عمر الأنظمة الحاكمة. وحل الخوف من الإرهاب بطريقة مدروسة ليعوض التبريرات القومية التي كانت سابقا تسوغ تأجيل الدمقرطة. صحيح أن الديمقراطية تمر بأزمة في مناطق العالم الأخري، لأنها أخلفت وعودها. ولكنها مزدراة في ديارنا قبل أن توجد، بل إن الكلمة نفسها لا تحظي بالمصداقية، ففي نظر الرأي العام العربي، أصبحت الديمقراطية المرادف الكريه لنفاق الأنظمة القمعية، وبرنامج المحافظين الجدد الداعي إلي الضربات الاستباقية، والتدخل الأجنبي عموما. بل إن المنظمات غير الحكومية هي أيضا فقدت المصداقية، فبعضها غلب علي توجهه الطابع التجاري، مما جعله يفقد الصلة بالواقع المحلي، كما أن أطره رهنوا مستقبلهم ورؤيتهم بالغرب الذي يقدم لهم المساعدات المالية، هكذا غاب النضال ليحل محله البحث عن المواقع والمناصب. أصبح الأمل في إحلال الديمقراطية بمنطقتنا أملا واهيا، فالأطراف الفاعلة التي تأتي تاريخيا بالتغيير من مناضلين نقابيين وسياسيين وطلبة لم يعد لهم حول ولا قوة. أما الفاعلون الجدد من أقليات جهوية أو لغوية ومن صحافيين ومثقفين مستقلين، فإنهم يجدون صعوبة في رص صفوفهم للتحرر من ربقة سياسة استبدادية متجذرة منذ عقود وعقود. وليس بإمكاننا التنبؤ بأدوات التغيير التي ستبرز إلي الوجود في خضم المقاومات الجانبية المتكاثرة. في مصر وباكستان، يبدي بعض القضاة والمحامين مقاومة شجاعة للإبقاء علي تماسك القضاء المستقل. وفي المغرب والجزائر، يناضل مجموعة من الصحافيين من أجل حرية التعبير. وفي كل مكان من العالم الإسلامي، يبتدع مجموعة من المفكرين الدينيين روابط جديدة بين الإسلام والديمقراطية والتحديث. من الأكيد أن الدولة الاستبدادية ماهرة خبيرة بامتصاص التغيير وتحويل مجراه، بيد أنها ليست آلة كاملة لا يمكن اختراقها. فكل الفضاءات التي أبدعتها من أجل المناورة، تشكل أيضا مساحات حقيقية لممارسة الفعل السياسي. ولا بد في النهاية أن توجد بعض المنافذ، وإن المفاجأة آتية لا مناص، ذلك أن اغلب تجارب الانتقال الديمقراطي في العالم وقعت في بلدان استبدادية هجينة . ومن أجل المساهمة في التغيير، علينا أن نضفي الطابع الأهلي علي الخطاب التقدمي، وننفخ الروح في الهدف المشترك الذي يشمل الأمة والإسلام، ولكنه لا يقتصر عليهما، علينا أن نقدم رؤية تتجه إلي حاجات الناس المباشرة، وفي الآن نفسه تجعلهم ينخرطون في مشاريع أوسع للديمقراطية والسلام. سنرحب بما تقدمه لنا أوروبا والولايات المتحدة الامريكية من مساعدات، ولكن هذه البلدان إن كانت حقا تريد تثبيت الديمقراطية في ديارنا، فعليها أن تبدأ بالاستجابة بجدية وفعالية للانشغالات المحلية. فلا جدوي من خطاب الديمقراطية ما لم يتحرر من ضغط الأهداف الجيوسياسية الكبري، وما لم يعط الأولوية للتعاون مع الحركات التقدمية المحلية. إن الناس في حاجة إلي أن تنفتح أمامهم الآفاق الرحبة، ذاك مطمحهم ومسعاهم. هنا إذن يجب أن يتحرك التقدميون ويبادروا. وبهذه الطريقة سيقام نظام سياسي ديمقراطي شكلا ومضمونا، ولا يهم حينــها اللغة التي سنستعملها لوصف هذا النظام. (*) أستاذ زائر في مركز الديمقراطية والتنمية ودور القانون (ستانفورد) (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 8 أفريل 2008)  
 

 

Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.