TUNISNEWS
8 ème année, N° 3151 du 07 .01.2009
حــرية و إنـصاف: يوميات المقاومة غزة رمز العزة ( 12)
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية : الرقاب – سيدي بوزيد : دخول نقابيين في اعتصام بعد الاعتداء عليهم
منصف بالخير: مظاهرات عارمة تشهدها مدينة الحامة على مدى الثلاثة أيام الماضية
السبيل أونلاين : تلاميذ تونس يخرجون للشارع تضامنا مع غزة والبوليس يستنفر
البديـل عاجل :مسيرات ضخمة في تونس
رويترز: تصاعد الاحتجاجات في تونس تنديدا بتواصل « المجازر » في غزة
البديـل عاجل : الإضراب العام الجهوي بقفصة: « قفصة غزة رمز العزة »
البديـل عاجل :إضراب عام ناجح بقفصة
رابح الخرايفي : مظاهرات تلمذية : في غارالدماء وبوسالم
الاتحاد الدولي للصحفيين يدين قتل الصحفيين ويدعم الاحتجاجات الإعلامية على الممارسات الإسرائيلية
د.خــالد الطـراولي:مطلوب عنـوان لمجزرة
النفطي حولة : صراعنا مع العدو
عادل الثابتي : غزّة المحرقة الجديدة:شعوب تتضامن وحكومات تتفرج
محمد كريشان:لا مفر من الوحدة الفلسطينية
د. أحمد القديدي:الرصاص المسكوب على التاريخ المنكوب
آمال قرامي : غزّة…. والرابح الأكبر
جهان مصطفى : أردوجان .. الفارس الذي أنصف حماس وفضح إسرائيل
ميط : الجحيم بانتظار إسرائيل .. مفاجآت حماس للحرب البرية
الجزيرة.نت : روبرت فيسك: ليس غريبا أن يكره العرب الغرب!
حبيب مباركي: مسيرة احتجاجية بمدينة برن السويسرية( توضيح )
الصباح:المنصف ذويب تبرّع بمداخيل أحد عروض مسرحية «مدام كنزة»:
رويترز: النار والرماد والسلاح في معرض يحاكي مأساة غزة لرسامة تونسية
واس: استاثرت مستجدات الاوضاع في قطاع غزة باهتمامات الصحف التونسية
البديـل عاجل :الجزائر: إعتقالات في صفوف النقابيين
البديـل عاجل :عدنان الحاجي يحتجّ على سوء المعاملة
حزب العمُّال الشّيوعي التّونسي : بعد سنة على انتفاضة الحوض المنجمي: الأهالي صامدون رغم القمع والتنكيل
البديـل عاجل: وجهة نظر : من يُزايـد على من؟
عبد السّلام بو شدّاخ:نودّع عام الاحتجاجات و نستقبلُ عام الانتخابات (الجزء 3/7 )
الصباح : مشروع جديد لحل أزمة الرابطة
ميط: خمس اتفاقيات تمويل بين تونس والاتحاد الأوروبي بقيمة 106 ملايين يورو
رويترز: فان دي فيلد البلجيكية تنقل انتاجها من أوروبا الشرقية الى تونس
محمد العروسي الهاني: شكر لقناة المستقلة على اهتمامها بوضع غزة و ألـــف شــكر للأعــلام الهادف و خاصـــة الجزيرة و المستقلة
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 10 محرم 1430 الموافق ل 07 جانفي 2009
يوميات المقاومة غزة رمز العزة ( 12)
1) ولاية تونس: – مضايقة الأستاذة إيمان الطريقي زارت الأستاذة إيمان الطريقي ثلاثة من حرفائها بعد ظهر اليوم الأربعاء 07/01/2009 بسجن المرناقية و كانت تحمل »شالا » فلسطينيا به صورة مسجد الصخرة بالقدس و به شعار » القدس لنا – نحن قادمون » و سلمت إلى اعوان السجن بطاقات الزيارة و ترقبت إحضار منوبيها مدة ساعة كاملة، و استفسرت بعد ذلك عن سبب التأخير فأتى مسؤول من إدارة السجن برتبة عقيد مصحوبا بضابط و سألاها عن الشال الذي تحمله و طلبا منها نزعه فاندهشت و طلبت السبب الداعي لهذا الأمر فأجابها أحدهما بأن ذلك من شأنه أن يستفز المساجين فاستنكرت ذلك و أجابت العقيد أن الشال الفلسطيني لايستفز التونسيين خاصة إذا كانوا من بين المساجين و أنه لا شيء في القانون يحدد لباس المحامين أو يمنعهم من ارتداء رموز الشعب الفلسطيني المناضل، و أصرت على عدم نزعه و هددت بأنها ستبلغ المسؤولين بذلك في صورة تمسكه بموقفه.
و حرية و إنصاف
تدين بشدة هذا السلوك و تطالب بوضع حد لمثل هذه الممارسات لما فيها من انتهاك لحرمة المحامين و اعتداء على قناعاتهم وحقهم في التضامن مع الشعب الفلسطيني و الدفاع عن القضايا العادلة . – انتظم بدار المحامي بتونس العاصمة اليوم الأربعاء 007/01/2009 معرض صور المقاومة و بث للأغاني الوطنية الفلسطينية كما تم جمع التبرعات تحت عنوان : » كسر الحصار و إعادة الإعمار » و قراءة البيان المشترك. – قررت نقابة الصحفيين تنظيم يوم تضامني مفتوح مع الشعب الفلسطيني بمقرها بتونس العاصمة يوم الثلاثاء المقبل 13/01/2009. – خرج أساتذة و تلامذة المعهد الثانوي برادس يوم الثلاثاء 06/01/2009 في مسيرة احتجاجية ضد العدوان الصهيوني الآثم و الجبان على الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة. 2) ولاية بنعروس: في حركة تضامنية مع التلاميذ في غزة رسم تلاميذ المعهد الثانوي ببنعروس اليوم الأربعاء 07/01/2009 في ساحة المعهد كلمة » غزة » بمئات المحافظ . و تجدر الإشارة إلى أن أعوان البوليس السياسي يعمدون إلى افتكاك »الزنارات » الفلسطينية من التلاميذ و حتى من المواطنين باعتبار أن لباسها يمثل دعوة إلى التحركات و تحريضا على المسيرات. 3) ولاية أريانة: انتظمت بمدينة قلعة الأندلس يوم الثلاثاء 06/01/2009 مسيرة عفوية حاشدة تضامنا مع شعبنا الفلسطيني الصامد في غزة شارك فيها المواطنون و التلامذة جابت شوارع المدينة و رفعت خلالها عديد الشعارات المنددة بالعدوان الصهيوني على غزة رمز العزة. 4) ولاية بنزرت: – بعد منتصف نهار اليوم الأربعاء 07/01/2009 حاول تلامذة المعهد الثانوي بنهج أسبانيا ببنزرت الخروج في مسيرة تضامنية مع إخوانهم الفلسطينيين في غزة إلا أن محاولتهم باءت بالفشل نظرا للحضور الكثيف لأعوان البوليس السياسي و عناصر الشرطة بالزي الرسمي، و قد تدخل أحد المساجين السياسيين السابقين السيد منير زراد ( سجن من أجل الانتماء إلى حركة النهضة ) لإنقاذ تلميذ من بين أيدي أربعة من أعوان البوليس السياسي كانوا يعنفونه، و ما أن طلب منهم إخلاء سبيله حتى تعرض هو بدوره للاعتداء بالعنف من قبل أحد هؤلاء الأعوان، و تدخلت النسوة صحبة السيد خالد بوجمعة عضو منظمة حرية و إنصاف للحيلولة دون اعتقاله. – خرج تلامذة الابتدائي بمدرسة عين مريم ببنزرت اليوم الأربعاء 07/01/2009 للتنديد بالهجمة الوحشية الصهيونية على غزة و جابوا شارع المدينة مرددين شعارات تضامنية من بينها بالروح بالدم نفديك يا غزة، و تعرضت المسيرة للقمع من قبل أعوان البوليس السياسي و قوات الشرطة الذين حضروا بأعداد كبيرة. – تشهد المعاهد الثانوية ببنزرت محاولات يومية من قبل التلاميذ للخروج في مسيرات منددة بالعدوان الهمجي الصهيوني على غزة كما لوحظ الحضور البوليسي الكبير أمام هذه المعاهد. 5) ولاية صفاقس: – على إثر الوقفة الاحتجاجية المقررة اليوم الأربعاء 07/01/2009 للأساتذة في كافة أنحاء البلاد خرج بمدينة صفاقس بصورة عفوية التلاميذ و أساتذتهم في مظاهرات حاشدة جابت شوارع المدينة و نددوا خاصة بمجزرة »قانا » الجديدة. 6) ولاية القيروان: خرج تلاميذ المعاهد الثانوية بمدينة القيروان اليوم الأربعاء 07/01/2009 في مسيرة احتجاجية حاشدة جابت شوارع المدينة و نددوا بالهجمة الصهيونية الوحشية على مدينة غزة. 7) ولاية المنستير: – انتظمت بمدينة المنستير اليوم الأربعاء 07/01/2009 مسيرة تلمذية حاشدة شارك فيها عديد المواطنين بالجهة للتعبير عن غضبهم من العدوان الصهيوني على إخواننا في غزة. – كما خرجت يوم الثلاثاء 06/01/2009 عديد المسيرات التلمذية الحاشدة بمعتمديات و بلديات ولاية المنستير مثل قصيبة المديوني و بوحجر و صيادة للتنديد بالعدوان الصهيوني الغاشم على غزة. 8) ولاية قفصة: انتظمت بمدينة قفصة يوم الثلاثاء 06/01/2009 مسيرة جماهيرية شارك فيها زهاء 15000 مواطن جاؤوا من كل أحياء المدينة من الساعة التاسعة صباحا إلى حدود الساعة السادسة مساء جابت شوارع قفصة و تم خلالها رفع شعارات التضامن مع أهلنا الصامدين في غزة كما شارك فيها أيضا سبعة من أعضاء المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل. 9) ولاية جندوبة: خرج تلاميذ المعاهد الثانوية بمدينة جندوبة اليوم الأربعاء 07/01/2009 في مسيرة حاشدة شارك فيها عديد المواطنين للتنديد بالجرائم الصهيونية في غزة إلا أنها قمعت من قبل عناصر البوليس السياسي و قوات الشرطة و تمت على إثرها عديد الاعتقالات. 10) ولاية قبلي: – خرج تلاميذ المعاهد الثانوية بمعتمدية سوق الأحد و العمادات المجاورة لها اليوم الأربعاء 07/01/2009 في مسيرة حاشدة للتنديد بالجرائم الصهيونية علما بأن الدراسة متوقفة منذ يوم الثلاثاء 06/01/2009. – كما تم أيضا تنظيم مسيرة تلمذية ببلدية جمنة اليوم الأربعاء 07/01/2009 شارك فيها عدد كبير من التلاميذ رفعت خلالها عديد الشعارات.
و حرية و انصاف :
1/ تدعو الشعب التونسي و قواه الحية من أحزاب و منظمات و جمعيات إلى الاستمرار في التعبير عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني الصامد و المجاهد في غزة ضد العدوان الصهيوني الهمجي و كل من يقف معه بالوسائل السلمية المتاحة. 2/ تدعو السلطة للكف عن قمع التحركات المساندة للشعب الفلسطيني و احترام حق التونسيين و التونسيات الدستوري في التعبير و التنقل و الاجتماع و التظاهر السلمي.
عن المكتب التنفيذي للمنظمة
المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية البريد الالكتروني marced.nakabi@gmail.com : تونس في 07 /01 / 2009
الرقاب – سيدي بوزيد : دخول نقابيين في اعتصام بعد الاعتداء عليهم
بلغ إلى علم المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية أن مجموعة من النقابيين من قطاع التعليم الأساسي والثانوي بالرقاب تعرضت اليوم 07 /01 / 2009 إلى التعنيف من طرف قوات الأمن وذلك بعد مشاركتهم في تجمع تضامني مع أهالي غزة بمقر الاتحاد المحلي للشغل بالرقاب وبعد هذا الاعتداء قرر النقابيون الدخول في اعتصام بدار الاتحاد والتشاور في الأشكال النضالية الممكنة للتصدي لهذا الاعتداء. إن المرصد يدين بشدة تعنيف النقابيين ويعتبر هذا الاعتداء مخالفة خطيرة لكل القوانين والمواثيق الوطنية والدولية المنظمة للحقوق والحريات النقابية ولهذا يطالب المرصد بفتح تحقيق في ملابسات هذا الاعتداء وإحالة المعتدين على العدالة بالسرعة القصوى حفاظا على السلم الاجتماعية ومنعا لكل توتر واحتقان في صفوف النقابيين. جميعا من اجل فرض الحقوق والحريات النقابية جميعا من اجل التصدي للانتهاكات ضد النقابيين والعمال المرصد فضاء نقابي ديمقراطي مستقل وهو مفتوح لجميع النقابيين بدون استثناء ويمكن التواصل مع المرصد على العناوين الالكترونية التالية : http://nakabi.maktoobblog.com http://nakabi.blogspot.com عن المرصد المنسق محمد العيادي
منصف بالخير: مظاهرات عارمة تشهدها مدينة الحامة على مدى الثلاثة أيام الماضية
شهدت مدينة الحامة من ولاية قابس مظاهرات عارمة تضامنا مع إخوانهم في غزة وقد انطلقت هذه المظاهرات منذ يوم الإثنين تاريخ عودة التلاميذ إلى صفوف الدراسة ورغم ان اليوم الاول حصلت صعوبات في انطلاق المسيرة لإصرار القوات الامنية على منعها ولكن اليوم الثاني استطاع التلاميذ فرض الامر الواقع والخروج إلى الشارع لتجوب المسيرة كامل الشوارع الرئيسية للمدينة تحت مراقبة شديدة من القوات الامنية التي أجبرتها المشاركة الواسعة للجماهير الحذر وعدم المجازفة بصدها واليوم الإربعاء استعدت جحافل القوات الامنية لخنق كل محالة لتجديد التظاهر ولكن إرادة الجماهير الغاضبة فرضت كلمتها لتعود المسيرات لسالف تحركها حينها تدخلت قوات الامن بشراسة لتفرق المتظاهرين وتحولت مدينةالحامة إلى مسرح للاحداث الساخنة بين المتظاهرين وقوات الامن التي تعززت صفوفها لمواجهة الغضب العارم وحصلت إعتقالات واسعة بين المتظاهرين مما يرشح الوضع إلى مزيد التأزم لما عرف عن ابناء الحامة من إصرار على التفاعل مع أي حدث وطني أو إقليمي وسجلهم الحافل بالمواجهات العنيفة مع قوات الامن ولنا عودة لأطلاعكم عن أي تطور جديد للأحداث في مدينة الحامة .
منصف بالخير
تلاميذ تونس يخرجون للشارع تضامنا مع غزة والبوليس يستنفر
السبيل أونلاين – خاص – تونس كلية الآداب والعلوم الإنسانية بـ 9 أفريل بتونس إنعقد اليوم الإثلاثاء 06 جانفي 2009 ، إجتماع عام داخل الكلية عند الساعة 12:00 تقرر فيه الخروج في مسيرة ، وقد ضمت المسيرة حوالي 1000 طالب ، حاولوا الإلتحاق بـ »المعهد العالي للدراسات الإنسانية واللغات » – ابن شرف – ولكن البوليس تدخل ومنعهم بالقوة ، وقد جابت المسيرة الطرقات القريبة من كلية الآداب ثمّ وقع حرق علم الكيان الصهيوني وإنفضت المسيرة على الساعة 14:00 في ظل حصار بوليسي . المعهد الثانوي بالسيجومي إنطلقت اليوم 06 – 01 – 2009 مسيرة على الساعة العاشرة صباحا ضمت جلّ تلاميذ المعهد الثانوي بالسيجومي وسارت بطريق باردو ، ووقع قمعهما من طرف قوات التدخل بشكل فض . معهد محمود المسعدي بنابل إنطلقت مسيرة اليوم 06 – 01 – 2009 على الساعة العاشرة صباحا من « معهد محمود المسعدي » بنابل وإلتحق بها تلاميذ معهد « علي بلهوان » وقد تواصلت مدة ساعة، وقام البوليس بتفريقها إلى مجموعتين ، ووقع إعتقال عدد من التلاميذ ، اطلق سراحهم بعد ذلك . بدار شعبان الفهري من ولاية نابل في حدود الساعة منتصف النهار (06 – 01 – 2009) تجمع تلاميذ معهد « 7نوفمبر » بدار شعبان الفهري وإنطلقوا في مسيرة جابت الشارع الرئيسي للمدينة إلى حدود مقر المعتمدية ، ولم يجابهها البوليس بسبب إنشغال قواته بقمع مسيرة معهد « محمود المسعدي » بنابل . في الشابة من ولاية المهدية إنطلقت اليوم 06 – 01 – 2009 على الساعة العاشرة صباحا مسيرة من معهد « أبوالقاسم الشابي » ضمّت حوالي 3000 تلميذ ، وذلك حينما إلتحمت بمسيرة تلاميذ المعهد الثانوي بالشابة ومعهدي التعليم الأساسي بالمدينة . في مدينة تالة خرج تلاميذ المعهد الثانوي بتالة اليوم الثلاثاء 06 – 01 -2009 في مسيرة ضمت حوالي 1000 تلميذ ، وقد إلتحمت بها العائلات وأهالي المدينة ، ودامت المسيرة من العاشرة صباحا إلى حدود الحادية عشر، وقمعها البوليس بقوة . معهد طبربة بعد أن تمكّن أمس الإثنين 05 جانفي 2009 تلامذة المعهد الثانوي بطبربة من الخروج في مسيرة حاشدة ، حاولوا اليوم التجمع أمام المعهد للإنطلاق في مسيرة ثانية وذلك على الساعة العاشرة ولكن عدد كبير من « قوات التدخل » هاجمتهم وإضطرتهم للدخول للمعهد ، وقد عنفت الكثير منهم . في معهد نهج روسيا الثانوي بتونس العاصمة إنطلقت اليوم 06 – 01 – 2009 مسيرة من معهد نهج روسيا وجابت الشوارع والأنهج المجاورة وقد قمعت قوات التدخل المسلحة بالعصي والكلاب المدربة المسيرة التى رفع فيها شعارات متعددة نددت بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة ، وقد حاول التلاميذ الوصول إلى الشارع الرئيسي للعاصمة ولكن البوليس حال دون ذلك وصدّهم بالقوة . من زهير مخلوف – تونس (المصدر:السبيل أونلاين ، بتاريخ 06 جانفي 2009 )
جدت اليوم مسيرات وتجمعات عديدة بكافة أنحاء البلاد احتجاجا على الحرب الصهيونية البشعة على غزة. وقد تميزت هذه الفعاليات مقارنة بالأيام السابقة، بضخامتها وتحديها لقوات البوليس التي عجزت عن منعها. ففي قفصة تظاهر الآلاف من التلاميذ والطلاب والموظفين والعمال والمحامين والمعطلين عن العمل. وقد كان حضور النساء في هذه المسيرة مكثفا. وقد تعرّض طلاب الكليات والمعاهد العليا بقفصة للقمع حين حاولوا الدخول إلى المدينة للتظاهر وحصلت اشتباكات بينهم بين البوليس. وخارج مدينة قفصة تظاهر الآلاف من الناس من مختلف الأعمار والقطاعات المهنية ومن النساء والرجال تضامنا مع غزة وجرت هذه المظاهرات والمسيرات في زنوش والسند بالخصوص. أمّا فريانة فقد شهدت مظاهرة تلمذيّة شارك فيها بين 1500 و2000 متظاهر. كما تظاهر الآلاف من السكان من مختلف الأعمار والقطاعات المهنية في معتمدية المكناسي من ولاية سيدي بوزيد. وتظاهر الآلاف من التلاميذ والسكان في الهوارية وجابوا شوارع المدينة معبرين عن تضامنهم مع غزة الشهيدة. وخرج الآلاف من سكان قصيبة المديوني والقرى المجاورة لها للتظاهر احتجاجا على الحرب على غزة وعلى موقف الأنظمة العربية المتخاذل. وقد اعتبر العديد من الملاحظين أضخم مسيرة عرفتها المدينة منذ عقود. وفي تونس العاصمة تجمّع المئات من المحامين بقصر العدالة بدعوة من فرع تونس للمحامين، وتمكنوا من اجتياز الباب الخارجي ولكن قوات البوليس منعتهم من التقدم نحو القصبة أين يوجد قصر الحكومة. وقد ردّد المحامون شعارات تستنكر العدوان وتندّد بموقف الأنظمة العربية. واللافت للانتباه أن بعض المحامين الشبان رفعوا شعار: « يا حكام يا سقـّاط ليكم ضربة بالصبّاط ». (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 6 جانفي 2009)
تصاعد الاحتجاجات في تونس تنديدا بتواصل « المجازر » في غزة
تونس (رويترز) – تصاعدت يوم الاربعاء وتيرة الاحتجاجات الشعبية في تونس لتمتد الى أغلب المحافظات مطالبة بوقف الاعتداءات الاسرائيلية على قطاع غزة واتخاذ موقف عربي مشرف إزاء هذه الهجمات. وفي العاصمة تونس خرج آلاف التلاميذ الى الشوارع في مظاهرات حاشدة في العمران والسيجومي وحي التضامن منددين « بالصمت العربي المخجل » ومطالبين بفتح الجهاد لنصرة اهالي غزة. وفي ضاحية السيجومي الشعبية ردد متظاهرون محاطون بالشرطة شعارات مثل « الجهاد في فلسطين ..الله سيرث ارضه الى عباده الصالحين » و »ياقسام ياحبيب اضرب تل ابيب ». كما رفعوا لافتات كتب عليها « العزة لفلسطين والموت للصهاينة » و »لاتتركوا فلسطين » ولاحلول استسلامية.. فلسطين عربية » و »غزة غزة..رمز العزة ». وذكر مسؤولون فلسطينيون في قطاع غزة ان ما لا يقل عن 642 فلسطينيا قتلوا بينما أصيب أكثر من 2700 اخرين منذ بدء الهجوم الاسرائيلي. وفي تصعيد جاء في أعقاب هجوم جوي استمر على مدى أسبوع اجتاحت قوات ودبابات اسرائيلية القطاع الذي تسيطر عليه حماس يوم السبت الماضي حيث تشتبك مع مسلحين فلسطينيين. وفي داخل محافظات تونس استمرت الاحتجاجات حيث نظم الالاف في الجم وصفاقس ونابل والقصرين والشابة مظاهرات نددوا فيها بما وصفوه بالصمت العربي المخجل وطالبوا باتخاذ موقف عربي مشرف. كما نظم طلاب الجامعات اعتصامات داخل أسوار كلياتهم. وأقام مئات من المحامين والصحفيين والاطباء والصيادلة يوما تضامنيا مفتوحا مع غزة بدار المحامي بالعاصمة. وقال ناجي البغوري نقيب الصحفيين لرويترز ان المشاركين يوم الأربعاء وجهوا رسالة الى ممثل منظمة الامم المتحدة بتونس تضمنت لفت نظر الى طبيعة المجازر الاسرائيلية وطالبت الامم المتحدة بتحمل مسؤوليتها كاملة تجاه الكارثة الانسانية في غزة. كما اقيم خلال هذه التظاهرة معرض تضمن « صور المجازر » لمئات الضحايا الفلسطينيين من الاطفال والنساء في غزة. وكلفت منظمات مشاركة في هذا اليوم التضامني الهيئة الوطنية التونسية للمحامين برفع دعوى في بلجيكا ضد ايهود باراك وتسيبي ليفني وايهود اولمرت (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 7 جانفي 2009)
الإضراب العام الجهوي بقفصة: « قفصة غزة رمز العزة »
الاحتجاج على العدوان الصهيوني على غزة يمتزج بالاحتجاج على القمع المسلط على أهالي المنطقة
توقف العمل يوم 06 جانفي 2009 بجهة قفصة بشكل شبه كامل (نسبة المشاركة 85%) تلبية لنداء الهيئة الإدارية للاتحاد الجهوي للشغل التي قررت الإضراب العام احتجاجا على الحرب الوحشية التي يشنها الصهاينة الفاشست على غزة من جهة وعلى القمع البوليسي الوحشي الذي يسلطه نظم بن علي على المناضلات والمناضلين، النقابيين والسياسيين والحقوقيين وعلى أهالي الجهة بصفة عامة من جهة أخرى. وقد ترجم العمال والأجراء، النقابيون والمناضلون السياسيون والحقوقيون، الصغار والكبار، الرجال والنساء، سواء من تجمّع منهم في دار الاتحاد الجهوي أو من جاب منهم شوارع مدينة قفصة هذا الاحتجاج المزدوج بشعار واحد ومدوّ: « قفصة غزة رمز العزة ». وإذا كان الاحتجاج على العدوان على غزة والتضامن مع أهلها والرغبة في مناصرتهم ودعمهم بشكل ملموس، أمر لا يحتاج إلى بيان، سواء كان ذلك في قفصة أو في بقعة أخرى من بقاع تونس، فإن ما يلفت الانتباه هو ذلك الجمع بين الأوضاع الداخلية وبين الأوضاع في غزة وترجمتهم في شعار محدد: « قفصة غزة رمز العزة » وليس المقصود هنا قفصة المدينة وحدها بل الجهة كلها وخصوصا مدن الحوض المنجمي أي الرديف وأم العرائس والمظيلة والمتلوي. لقد عاشت هذه المدن طوال عام 2008 وما تزال تعيش إلى حد اليوم، قمعا بوليسيا رهيبا وصل حد إطلاق النار على المتظاهرين العزل (شهيدان و25 جريحا) ومداهمة المنازل ونهبها وترويع سكانها والتنكيل بهم واعتقال عدد كبير منهم بسبب الاحتجاج على البطالة والظلم والفقر والفساد. وقد تعرّض الموقوفون لتعذيب وحشي، كما أصدرت المحاكم ضدهم أحكاما جائرة وصلت حد عشر سنوات سجنا دون استنطاق ودون مرافعات المحامين بالنسبة إلى رموز الحركة الاحتجاجية. وحتى عندما أراد المناضلات والمناضلون النقابيون والسياسيون والحقوقيون بالجهة، الخروج إلى الشارع هذه الأيام للاحتجاج على الحرب البشعة التي يشنها الصهاينة على غزة وعلى المجازر التي يرتكبونها على حساب أهلها واجهتهم عصابات فاكر فيالة، رئيس منطقة الشرطة بقفصة، ومحمد اليوسفي، رئيس فرقة الإرشاد (البوليس السياسي)، الجلادان سيئي السمعة (رفع المتظاهرون شعارات ضد هذين الجلادين: « فاكر يا جزار هِزْ إيدك على الأحرار »، « اليوسفي يا جبان قفصة لا تهان ») بالعصيّ والهراوات ومنعتهم حتى من تعليق لافتة على واجهة مقر الاتحاد الجهوي وكالت لهم الشتائم والإهانات معلنة أن « دولة البوليس » لا غزة، هي التي « فوق كل اعتبار »، وأن التونسيات والتونسيين لا حق لهم في الاحتجاج أو في التعبير عن آرائهم سواء تعلّق الأمر بقضية داخلية كما هو الحال في قضية الحوض المنجمي، أو في قضية خارجية، قومية أو أممية، كما هو الحال اليوم بالنسبة إلى العدوان الغاشم على غزة. لهذه الأسباب قرر الاتحاد الجهوي للشغل الإضراب العام. ولهذه الأسباب أيضا، مزج أهالي قفصة بين الاحتجاج على العدوان الصهيوني على غزة وبين الاحتجاج على القمع البوليسي الغاشم الذي يسلطه نظام بن علي عليهم وعلى الشعب التونسي عامة. لقد أدرك الناس بجهة قفصة من خلال تجربتهم أن الدكتاتورية النوفمبرية التي منعتهم بالأمس من الاحتجاج على البطالة والفقر وتردي ظروف عيشهم عامة، هي التي تمنعهم اليوم من التعبير عن مواقفهم في قضية قومية، معادية للصهيونية والامبريالية، وهو ما يؤكد مرة أخرى أن هذه الدكتاتورية التي تدافع عن مصالح رأس المال التابع هي التي تدافع أيضا عن مصالح الامبرياليين والصهاينة الذي سبق أن فتحت لهم « مكتب علاقات » بتونس، وحتى وإن أغلق تحت الضغط، فإن مظاهر التطبيع مع الكيان الصهيوني ما تزال مستمرة في أكثر من مجال. إن حرمان الشعب التونسي من التضامن مع غزة وأهلها هو دعم للعدوان، لأنه في الحقيقة يخفف الضغط السياسي على المعتدين وعلى حماية الامبرياليين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية. ولم يجمع أهالي قفصة بين جهتهم وبين غزة فيما يتعرضان له من قمع وحصار بوليسيين بالنسبة إلى الأولى وحرب بشعة بالنسبة إلى الثانية، فحسب، بل جمع بينهما أيضا ما أظهراه ويظهرانه من صمود، كل في وجه المعتدي عليه. إن غزة كما لبنان في عام 2006 هي رمز للعزة بالنسبة إلى كل العرب لصمودها الأسطوري في وجه عدو عنصريّ مدجج بأحدث الأسلحة وأفتكها التي سلمتها له الامبريالية الأمريكية. أما قفصة، فهي جديرة بتاج العزة في تونس خلال عام 2008، فعلى مدى سنة كاملة صمدت مدنها المنجمية في وجه جحافل بوليس نظام بن علي ولم يصدها شيء بما في ذلك إطلاق النار والنهب والتنكيل والمحاكمات الجائرة، عن الدفاع عن حقها في العيش الكريم. وما من شك في أن الذين رفعوا شعار « قفصة غزة رمز العزة » في أذهانهم محاكمة الأسبوع القادم (13 جانفي 2009) التي سيظهر فيها مجددا عدنان الحاجي والطيب بن عثمان وبشير العبيدي ورفاقهم أمام محكمة الاستئناف. فالجميع يتأهب لهذه المحاكمة والجميع متمسك بضرورة إطلاق سراح كل المعتقلين من أبناء الحوض المنجمي وتتبع المجرمين الحقيقيين من أعوان السلطة ورموزها الذين قتلوا وعذبوا وخربوا ونهبوا، لقد ختم الاتحاد الجهوي للشغل اللائحة التي أصدرها بمناسبة الإضراب العام بالمطالبة: « بإطلاق سراح كافة المساجين بالحوض المنجمي من أجل التأسيس لانفتاح أضحى مطلب الجميع جهويا ووطنيا ». ولئن كان الربط بين الوضع الداخلي وبين الوضع في غزة حاضرا بشكل واضح في احتجاجات الثلاثاء بقفصة فإنه لم يغب أيضا في احتجاجات أخرى كاحتجاجات المحامين بتونس العاصمة ومن بين الشعارات التي رفعها هؤلاء: « حق واحد ما يتجزأ مِ الرديف حتى الغزة » والمقصود بهذا الحق الذي أعلنه المحامون هو الحق في الحياة وفي العيش الكريم، في إشارة إلى ما يتعرّض له أهالي الرديّف خصوصا والحوض المنجمي عامة من حصار وقمع بوليسيين منذ حوالي العام، وحتى وإن كان أخفّ من الحصار والقمع المسلطين على غزة، فهو يبقى حصارا وانتهاكا للكرامة الإنسانية. الفاعل في غزة هو مستعمر غاصب، والفاعل في الحوض المنجمي وفي تونس عامة هو نظام دكتاتوريّ من « أبناء البلد ». ولكن الظلم يبقى ظلما سواء كان من الخارج أو من الداخل وذلك هو حال الأقطار العربية جمعاء. فمن ليس منها عرضة لظلم الاستعمار المباشر كما في فلسطين والعراق، فهو عرضة لظلم نظام مستبدّ عميل يحرم شعبه من أبسط حقوقه حتى يتسنى له ولحماته الأجانب من الامبرياليين، نهب خيرات البلاد. « قفصة غزة رمز العزة »، « حق واحد ما يتجرأ مِ الرديف حتى لْغزة » شعاران يـبيّـنان أن محنة غزة التي يسببها الصهاينة لم تنس التونسيات والتونسيين محنتهم التي تسببها لهم الدكتاتورية النوفمبرية التي تقمعهم وتستولي على خيرات وطنهم وثرواته. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 6 جانفي 2009)
شهدت منطقة قفصة يوم الثلاثاء 06 جانفي 2006 إضرابا عامّا بجميع القطاعات كانت دعت له الهيئة الإدارية للاتحاد الجهوي للشغل في جلستها المنعقدة يوم 31 ديسمبر 2008 احتجاجا على الحرب الوحشية التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة من جهة وعلى الاعتداءات البوليسية المتكررة على النقابيين وعلى ناشطات وناشطي المجتمع المدني بالجهة خلال المدة الأخيرة من جهة أخرى. وقد أكدت مصادر نقابية أن الإضراب العام كان ناجحا بنسبة تقارب الـ85% وقد تجمّع النقابيون والنقابيات بأعداد كبيرة داخل مقرّ الاتحاد الجهوي للشغل وتابعوا أخبار غزة وأخبار الإضراب العام بالجهة والتحرّكات بمناطق البلاد الأخرى. وقد ردّد المجتمعون عديد الشعارات بعضها معروف « بالروح بالدم نفديك يا غزة » و »صامدين صامدين في العراق وفلسطين ». ولم تغب الشعارات ذات الصلة بالوضع الداخلي وخصوصا بالحوض المنجمي، فقد ردد المجتمعون شعار « شادين شادين في سراح المساجين » في إشارة إلى معتقلي الحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي. كما رددوا شعار « القضية لا تتجزأ مِ الرديّف حتى لغزة » والقضية المقصودة هي قضية الكرامة، التي لئن كان منتهكها في غزة هو الغاصب الصهيوني، فإن منتهكها في الحوض المنجمي وفي تونس عامة هو نظام بن علي البوليسي. وقد أصدر الاتحاد الجهوي للشغل بقفصة عقب هذا الإضراب العام بيانا أدان فيه العدوان على غزة كما خصص فيه فقرة للوضع في الجهة، وقد جاء فيها: « يؤكد من جديد أن الاتحاد على استعداد دائم للمساهمة في حوار تعالج فيه قضايا التنمية وفي صدارتها ملف التشغيل باعتباره الركيزة الأساسية لكل تطور اقتصادي واجتماعي في إطار مناخ عام تميزه الحريات العامة والفردية وحق التعبير والديمقراطية وحقوق الإنسان بعيدا عن الحلول الأمنية التي طالما نبهت منظمتنا لخطورتها ولتداعياتها والتي ما لم تعالج بعمق مرشحة لتطورات يعسر تطويقها. ويدعو في هذا الإطار إلى إطلاق سراح كافة المساجين بالحوض المنجمي من أجل التأسيس لانفتاح أضحى مطلب الجميع جهويا ووطنيا ».
(المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 6 جانفي 2009)
مظاهرات تلمذية في غارالدماء وبوسالم
خرج اليوم الإربعاء 07/01/2009 تلاميذ المعاهد في مظاهرات حاشدة رفضا للعدوان الصهيوني على غزة في مدنتي بوسالم وغارالدماء من ولاية جندوبة
رابح الخرايفي
الاتحاد الدولي للصحفيين يدين قتل الصحفيين ويدعم الاحتجاجات الإعلامية على الممارسات الإسرائيلية بيان صحفي
7 كانون ثاني 2009
الاتحاد الدولي للصحفيين يدين قتل الصحفيين ويدعم الاحتجاجات الإعلامية على الممارسات الإسرائيلية ادان الاتحاد الدولي للصحفيين اليوم مقتل مصور فلسطيني اليوم نتيجة قصف جوي قامت به القوات الإسرائيلية في غزة. وكان باسل فرج، الذي عمل كمراسل لشبكة تلفزيون جزائرية (اي ان تي في) وفي هيئة التلفزيون الفلسطينية، قد تعرض لجروح جراء قصف جوي إسرائيلي يوم 27 كانون أول/ديسمبر الماضي. وقد توفي باسل يوم أمس. وكان المصور الراحل يقوم بالتصوير في مدينة غزة مع المراسلين الصحفيين محمد ماضي ومحمد التناني بالإضافة إلى مصور القناة الثانية المغربية خالد ابو شمالة، وقد تعرض جميعهم للإصابة في ذات الهجوم. وباسل هو الصحفي الثاني الذي يتعرض للقتل في الأحداث الأخيرة بغزة. حيث توفي الصحفي حمزة شاهين، وهو مصور عمل لوكالة شهاب للأنباء، يوم 26 كانون اول/ديسمبر من جروح اصيب بها في وقت سابق جراء هجوم إسرائيلي. ويعمل الصحفيون الفلسطينيون على خط النار منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية. وتقول نقابة الصحفيين الفلسطينيين ان القوات الإسرائيلية قد استهدفت سيارات الصحافة والصحفيين علما بأنها كانت تحمل اشارات الصحافة بشكل واضح مثل كلمة « صحافة » و « تي في ». وكانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين قد نظمت مظاهرة اليوم في مدينة رام الله في الضفة الغربية للاحتجاج على الهجمات التي تستهدف الإعلام في غزة ولاظهار تضامنها مع الصحفيين والمؤسسات الإعلامية هناك. وكان الاتحاد الدولي للصحفيين قد احتج على تدمير مكاتب تلفزيون الأقصى يوم 28 كانون أول/ديسمبر من قبل طائرات اسرائيلية، وطالب اسرائيل بفتح المعابر إلى غزة أمام المراسلين الأجانب، والالتزام بقرار اصدره قضاة اسرائيليون بهذا الشأن. وقال ايدين وايت، امين عام الاتحاد الدولي للصحفيين: « إننا ندعم بقوة زملائنا في فلسطين ورفضهم الهجمات الإسرائيلية على الصحفيين والمؤسسات الإعلامية. إن اسرائيل تسخر من توصيف نفسها كدولة ديمقراطية من خلال انتهاكها للقانون الدولي، ومن خلال تجاهلها لقرارات محكمتها العليا، ومن خلال اظهارها عدم الاحترام للامم المتحدة بانكارها لواجباتها المنصوص عليها في قرار رقم 1738 بحماية الصحفيين في مناطق الصراع. »
د.خــالد الطـراولي ktraouli@yahoo.fr كوابيس ظلام، ظلمات من فوقها ظلمات، أشلاء مرمية تحملها أرصفة خالية، أنين يتصاعد من هنا وهناك، أطفال يتسابقون لمعرفة هل ستطأ قدماه بعد حين إطار اليتم والضياع..، هل أبوه من المفقودين؟ هل أمه تحت الركام؟ هل هذه الأشلاء لحبيب كم ظمها إلى صدره؟.. هل هذه الأيدي المقطوعة لعزيز طالما مسح بها على رؤوس صغيرة؟.. نساء مولولات صائحات يتسائلن هل قرب الترمل؟ هل قرب اليتم والعذاب؟ وفي لحظة غفلة وصراخ، تظهر وجوه صغيرة مخطبة بالدماء، منها الصامت الذي لا يقوم، صعدت روحه الطيبة إلى السماء تشكو ظلم العباد، ومنها من يئن أنين الكبار وكأنه يريد أن يكبر ويشبهه حتى في الآلام والأوجاع. في هذا الإطار الداكن تطل علينا جماعات أربع… قال الأول هي دفاع عن النفس، وقال الثاني هو رد طبيعي على الاستفزاز، وتلعثم ثالث بكلام غير مفهوم قائلا هو تخليص من أوجاع الرأس وخلاص لمكاسبنا، وصاح الرابع بكل ما أوتي من قوة: يا عباد الله، يا عالم… استحوا… مجزرة ورب الكعبة مجزرة… * دفاع عن النفس : قال الأول: لأننا نملك طائرات نفاثة ودبابات حديثة ولا نملك سهاما ولا سيوفا، فنحن ضعاف لا حول لنا ولا قوة، نحن شعب بدون أرض جئنا لأرض بدون شعب، فأحببناها وعشقناها، ورفعنا بنيانها وزرعنا أشجارها، حتى إذا أخذت الأرض زخرفها واستوت سنابلها وفاض ماءها، خرج علينا ياجوج وماجوج من وراء الكثبان والصحاري، وقالوا الأرض أرضنا والهواء هواءنا والسماء لحافنا، وقد نسوا أننا السابقون إليها! فقد عرفناها قبل أن نعرفهم، وسكناها قبل أن نرى عناوينهم…فدافعنا عن أنفسنا ومزقناهم شر ممزق، وجعلناهم أشلاء مرمية وأكواخهم خالية تعوي فيها القطط المشردة والكلاب السائبة، وقد رحمنا الحيوانات حتى لا يقال أننا قاسو القلب والوجدان..، وكان كل ذلك دفاعا عن النفس والمال والولد! * رد على استفزاز: قال الثاني لقد قلنا لهؤلاء قبل أن يصبحوا أشلاء نحن العم سام لسنا من عمومتكم ولا من أخوالكم، ولكننا أعمام الآخرين، لا لوبي يحميكم عندنا ولا رفيق يرحمكم من بيننا، نصحناكم بأن لا تستفزوهم ولا تثيروهم بالحقيقة المرة أن الأرض أرضكم! قلنا لكم مرارا وتكرارا لا تنبشوا في التاريخ ولا تعيشوا الحاضر بأكثر مما تصدق به عليكم، وكونوا قانعين فالقناعة كنز لا يفنى وإن فنيتم عن آخركم…فاستهزأتم بنا وبنصائحنا فقتلوكم شر قتلة، وكنتم السبب فيما حدث وما سيحدث، فأنتم من بحثتم عن حتفكم بظلفكم، فإن كنتم معاتبين فعاتبوا أنفسكم، أنتم الضحية وأنتم الجلاد! أتمنى لكم من كل قلبي أن يكون ما حصل درسا لكم ولأحفادكم، حتى لا تضعوا مجددا أيديكم في خلية النحل، فقد أعذر من قد أنذر، ليلتكم سعيدة وصباحكم طيب حتى وإن قضيتموه في المشافي بين الصياح والعويل أو في المقابر بين الأموات! * أوجاع رأس وتشويش على موائدنا : قال الثالث نحن النظام الرسمي العربي نعلن من داخل سرايانا في بيت نومنا وبين حاشيتنا أننا لا نريد التخلي عن مكاسبنا ومكاسب أسرنا، لقد ناضلنا من أجلها الكثير ودفعنا من أجلها النفس والنفيس، لم نأت في سيارة ناعمة ولكن محملين على ظهر دبابة وكم تعلمون صعوبة السفر على ظهرها، لم نأت من صندوق انتخاب بلوري فقد خفنا عليه أشعة الشمس فحبسناه في الدهاليز المظلمة وحميناه من الأرقام الهزيلة التي لا تسمن ولا تغني من جوع وجعلناه يفوح طيبا بالرقم المائة بالمائة قبولا واستسلاما حبا في ذاتنا وتقديرا لشعوبنا حتى لا يقال أنها أمية لا تعرف العد إلى المائة، حتى إذا استتب لنا الأمر واستوت على الجودي أو هكذا يخيل إلينا والناس في بيوتها آمنة راضية مرضية أو في السجون معلقة، طلع علينا فتية جيرا لنا من بين الركام وأرادوا تغيير واقعهم وواقعنا، عزموا إلى ايقاظ الأسد النائم والمخدر في كل فرد من شعوبنا، أرادوا حرماننا من نعم أمدنا الله بها وجعل منا ملوكا ورؤساء، أرادوا إحداث البلبلة في خيمتنا، فأشعلوا شمعة وأدخلوا النور إلى دهاليزنا وكهوفنا وقد عوّدنا الجميع على العيش كالخفافيش في الظلام… أوجاع رأس وتخليص من اعتداء مقنع على مكاسبنا ومواقعنا وموائدنا! * مجزرة ورب الكعبة مجزرة : قال الرابع : كنا آمنين في قريتنا، كنا حالمين في حقولنا، زرع أجدادنا فأكلنا ونزرع فأحفادنا يأكلون…حتى أطل علينا ذات يوم عابس أناس من غير قريتنا تظهر عليهم أثار السفر الطويل والمحن، منهم الأسمر والأبيض والأسود، يحملون في يد سلاحا وفي اليد الأخرى كتابا! قالوا لقد حفظتم الوديعة وقد حان استلامها وأتى موعد الرحيل… ظنناها نكتة العصر أو القرن..، فكانت فضيحة البشر ومظلمة التاريخ الأولى… وضعوا كتابهم على رؤوسهم وقالوا لرشاشاتهم هيت لكم فمزقونا إربا إربا، ومن بقي حيا حمل إزاره وغادر القرية لا يلوي على شيء غير النجاة، فعاش وأحفاده في الشتات بين الخيام، ومن بقي وهم قليل عاش مضروبا على يده يمنع من النظر إلى السماء ولا يلتحف غيرها… ومرت الأيام… واستيقضنا بعد سبات وقلنا لهم العين في العين إن كان كتابكم قد قال بأرضكم فقد قال كتابنا بأرضنا وسمائنا…إن كانت هذه الأرض بدون شعب فهي لا تريد شعبا بدون أرض…قلنا لهم نريد أرضنا، نريد هواءنا، نريد زهورنا وأشجارنا، نريد حقولنا وأنهارنا…فرمونا بالطائرات ونحن نمشي على الجمال، ورشقونا بالصواريخ ونحن نحمل قوسا وسهاما…فكانت المجزرة، مات منا النساء والرجال، والكبار والصغار، والأجداد والأحفاد، تسارع الجمبع لفتح صدورهم من أجل الوطن، من أجل غزة، من أجل القدس، من أجل فلسطين، من أجل الأرض وإرضاءا للسماء فكانت مجزرة وكانت شهادة… شهادة على لقاء الذئب بالغنم القاصية، شهادة على لقاء الطوفان بالأنهار الهادئة، شهادة على لقاء الظلام بالأنوار، شهادة على أن اللون الأحمر كان لون الدماء، كان لون المجزرة!!! ملاحظة: هناك طرف تجنبته عمدا لأني جزء منه ولا أريد الحديث عن نفسي… تلكم هي الشعوب… وإني أضع قلمي احتراما وحياء…وأترك للقارئ مواصلة ما حبرت لعله يكون اكثر جرأة وجسارة مني، فأنا عاجز عن إلقاء أي حرف عن الشعوب دون أن تتبعه سلسلة من الحروف دون توقف… بعضها مرفوع وبعضها منصوب وبعضها مكسور…وإن كنت أجد إحساسا غريبا يغمر وجداني منذ ردهة من الزمن… أني متفائل رغم اللون الأحمر… متفائل رغم اللون الأسود… متفائل رغم رمادية المكان والزمان… متفائل متفائل متفائل!
7 جانفي 2009 المصدر: موقع اللقاء الاصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net
صراعنا مع العدو
بقلم: النفطي حولة –
واهم من يعتقد أن صراعنا مع العدو الصهيوني هو صراع حدود . واهم من يؤمن بان الصراع مع العدو الصهيوني هو من اجل حدود آمنة هنا أو هناك . واهم من يعتقد أن صراعنا مع العدو هو صراع ديني ذلك أن هذا الكيان يبرر وجوده على أساس ديني و بالتالي القول بالصراع الديني يعطيه الشرعية التاريخية . واهم من يعتقد أن صراعنا مع العدوهو صراع من أجل حلول دولية تضعها تلك الدولة أو تلك باسم الرباعية أو الترويكا أو اللجنة السباعية العربية ولو كانت فلسطينية . واهم من يؤمن بأن الصراع مع العدو من أجل التسوية السلمية . واهم من يعتقد أن صراعنا مع العدو هو صراع من أجل التسوية . واهم من يعتقد أن صراعنا مع العدو هو صراع طبقي. لان كل الطبقات مستهدفة في وجودها على الأرض حتى بالمفهوم الطبقي و القول بان التحالف بين الطبقة العاملة الفلسطينية والطبقة العاملة -الاسرائيلية- هو الحل قول مردود على اصحابه . واهم من يبحث عن الحل في المنتظم الأممي حيث تأكد تاريخيا انحيازه التام و اللامشروط الى جانب العدو في كل القرارات التي صدرت عنه ابتداء من قرارات التقسيم سنة 1947 . واهم من يبحث في الحل في اوروبا او امريكا لانهم كانوا وراء زرع هذا الكيان الغاصب وهو الذي يمثل قاعدتهم المتقدمة و مصالحهم الحيوية و الاستراتيجية في قلب الوطن العربي لفصل مشرقه عن مغربه و وتمزيقه طائفيا و عرقيا و مذهبيا وبلقنة الوطن العربي . واهم من يؤمن ان صراعنا مع العدو صراع ضد اليهودية لان الصهيونية هي التي أدلجت الدين اليهودي كقاعدة فكرية ومعتقدات قبلية متخلفة لتستغل الديانة اليهودية واليهود في العالم وتبني كيانها المصطنع فالدعوة الى الخرافة -اسرائيل من الفرات الى النيل – و القول ب- شعب الله المختار – هي معتقدات عنصرية حاقدة لتبرير العدوان و الاحتلال و الاستيطان دينيا . واهم من يعتقد ان الصراع مع العدو هو من اجل المؤتمر الدولي للسلام . فصراعنا مع العدو هو في الحقيقة صراع وجود و ليس صراع حدود. فصراعنا مع العدو هو ان نكون او لا نكون . صراعنا مع العدو هو صراع حضاري شامل بين حضارة عربية قدمت للانسانية العلم و المعرفة وساهمت من موقعها التاريخي في تقدم البشرية و بين عقيدة صهيونبة عنص +رية نازية حاقدة لم تخلف الا المجازر والجرائم الوحشية و قتل الأبرياء بدم بارد ولم تترك حيث ما مرت غير الدمارالشامل الموت الرهيب . صراعنا مع العدو هو صراع على الارض مصدر الانتاج التي اغتصبها العدو من اصحابه الشرعيين . صراعنا مع العدو هو صراع قومي شامل على جميع الاصعدة السياسية و الاقتصادية و الثقافية . بتاريخ :7 جانفي2009 – ناشط نقابي وحقوقي
غزّة المحرقة الجديدة:شعوب تتضامن وحكومات تتفرج
عادل الثابتي
بعد حصار خانق لقطاع غزة لمدة ثلاث سنوات لم يؤدّ إلى انهيار سلطة حركة حماس كما لم يؤدي إلى انقلاب الشارع الفلسطيني الذي أوصلها إلى السلطة عليها خلال انتخابات 2006 قررت دولة الكيان الصهيوني حسم المعركة ميدانيا عبر الآلة العسكرية واختارت يوم السبت 27 ديسمبر لتدشين حمام دم آخر يكون ضحاياه المدنيون الأبرياء من فلسطينيي غزة المحتشدين في قطاع ضيق من الأرض حيث تبلغ الكثافة السكانية أعلى النسب المسجلة في العالم حوالي 6000 ساكن في كلم المربع واستعملت القيادة العسكرية الصهيونية سلاح الجو الذي يعد مفخرة جيشها لحسم المعركة وجعل قادة حركة حماس يرفعون الراية البيضاء ويذعنون لإملاءاتها ؛ ولكن ثمانية أيام من « الجحيم السماوي الصهيوني « لم تكن لتحدث هذه الأهداف الآنية فبعد الصدمة الأولى للضربة المفاجئة والتي خلفت ما يزيد عن مائتي شهيد معظمهم من عناصر الشرطة الموالين في أغلبهم لحركة حماس ،كان أغلب الضحايا من المدنيين وخاصة الأطفال والنساء .أطنان من القنابل والصواريخ استهدفت الحجر والبشر في القطاع المحاصر وحولت عديد العمارات السكنية إلى ركام . هذه الحرب غير المتكافئة التي هزت الضمير العربي الحر كما هزت ضمير كل الأحرار في العالم تحيلنا إلى عديد الأسئلة حول الظروف التي ساعدت دولة الكيان الصهيوني على شنها وحول دلالتها التي ظهرت إلى حد الآن على أرض المعركة . و تحيلنا إلى النظر في رد الفعل العربي رسميا وشعبيا تجاهها ،كما تحيلنا إلى التعمق في الدلالات الإستراتيجية التي أبرزتها ** السعي الصهيوني المحموم لتحقيق النصر على قوى الممانعة في المنطقة كطريق للكسب الانتخابي الآني وكسر شوكة المقاومة لفرض الحل الصهيوني على أرض فلسطين جرت العادة في دولة إسرائيل أن يكون إهدار الدم الفلسطيني هو الهدية الانتخابية التي يقدمها المتنافسون في الانتخابات الاسرائيلة لجمهور ناخبيهم كما جرت العادة أن يكافئ هذا الجمهور- المهوس بقتل كل من ينافسهم على البقاء في « أرض الميعاد »من غير اليهود – القادة الذين يحققون أعلى درجات القتل في صفوف الأعداء ، لذلك كان أغلب قادة هذا الكيان من الجنرالات الذين نجحوا في حروبهم ضد العرب من أمثال بن غريون – بغين -رابين باراك شارون وغيرهم . وفي فترة تعيش فيها إسرائيل التحضير للانتخابات التشريعية وسط توقعات بأن تكون لصالح زعيم الليكود اليميني بنيامين نتنياهو، تسابق الثلاثي تسيبي ليفني وإيهود أولمرت وإيهود باراك في اتخاذ قرار الحرب على غزة لتوصيل رسالة إلى جمهور إسرائيل بأن لهم مواقف متشددة أيضا، ولصالح المصالح الإسرائيلية، وبالتالي إمكانية تغيير الانتخابية التي كانت لصالح نتنياهو. أما الأهداف التي تتجاوز هذا البعد الآني فإنها تتمثل في إعادة الاعتبار لمقولة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر التي اهتزت بعد الحرب على لبنان خلال صيف 2006 حيث أصيب هذا الجيش بخيبة كبرى أمام صمود المقاومة الإسلامية بقيادة حزب الله و اجبر على الانسحاب ، وعقد اتفاقيات تبادل بين دولة الكيان الصهيوني وحزب الله أفرج بمقتضاها على الأسرى اللبنانيين لديها وتسليم رفات الشهداء العرب . وكل تلك التطورات مست الضمير الصهيوني المطمئن بقدرة القوة العسكرية لديه على تأمين بقائه في الأرض المغتصبة فلسطين؛ ولا يجب أن ننسى أن هؤلاء الصهاينة قادمون من أوطان مختلفة ولا توجد رابطة وطنية كبيرة بينهم رغم الدعاية الصهيونية الكبيرة المرتكزة على فكرة أرض الميعاد . أما الأهداف التي تطمح القيادة الصهيونية إلى تحقيقها من خلال هذه العملية فهي ضرب فكرة المقاومة والثقة في المقاومة لدى الشارع العربي والإسلامي وذلك من خلال الدرس الغزّاوي عبر تركيع حركة حماس ، وكثيرا ما ردد الصهاينة وهم يتحدثون إلى عناصر قيادية في حكومة السلطة الوطنية الفلسطينية إن عدونا مشترك وهو حركة حماس خاصة بعد حدوث الشرخ في الصف الفلسطيني الذي بلغ أوجه في مصادمات غزّة المسلحة بين الفصيلين الرئيسيين في المقاومة الفلسطينية وهما حركتا حماس وفتح (جوان 2007) لذلك تردد تسيبي ليفني وطائراتها تقصف المدنيين في قطاع غزة بأنها ليست ضد الشعب الفلسطيني وتقدر القيادة الصهيونية أن غزة هدف سهل بحكم عوامل الجغرافيا والإمكانات المتاحة بيد المقاومة ** الموقف العربي الرسمي المتخاذل وانحياز الجماهير إلى خط المقاومة ليس اتهاما بالعمالة أو سعيا محموما للتخوين إذا قلنا إن الموقف العربي الرسمي كان أكبر مشّجع للصهاينة على ارتكاب هذا الإجرام الذي يشاهده كل العالم في بث حي على شاشات الفضائيات ؟ وليس تجنيا على أي نظام عربي إذا قلنا إنه لايعبر عن إرادة الشعوب ، فالجميع يعلم أنه لا يوجد نظام عربي رسمي واحد وصل إلى الحكم بالطرق الديمقراطية، بل وصل تشابك المصالح بين الصهاينة والرسمية العربية إلى درجة أن تعلن الحرب من القاهرة بكل ما تعكسه من رمزية مصر أرض عبد الناصر وحاضنة ما يفترض أنه بيت العرب (الجامعة العربية ) لقد كان موقف الجهات الرسمية العربية بائسا جدا ومتخاذلا جدا حينما عجز وزراء الخارجية على الاجتماع إلا بعد أربعة أيام من العدوان في حين تم إجهاض محاولة عقد القمة العربية التي دعت لها دولة قطر، بل إن الرئيس المصري ذهب أبعد من ذلك حينما صرح للتلفزيون الرسمي بأن إغلاق معبر رفح يأتي استجابة لرغبة إسرائيل في مراقبة كل ما يدخل غزة ويخضع لاتفاقيات دولية في أن الحقيقة هي أن الإغلاق كان نتيجة توافق بين السلطة الوطنية الفلسطينية ومصر ودولة الكيان الصهيوني لمعاقبة أهل غزة الذين لم ينقلبوا على حماس . إن الجهات الرسمية العربية بيدها عديد الأوراق للضغط على آلة الحرب الصهيونية بدء من المقاطعة على كل الأصعدة وانتهاء إلى التلويح بمقاطعة المنتظم الدولي الذي لم يبق له من دور إلا تبرير العدوان ولكن ارتهانها إلى القوى الدولية في استمرار قهرها لشعوبها جعلها تعمد إلى الصمت المخزي تجاه المحرقة التي تلتهم الأطفال والنساء والرجال في غزّة . أما الجماهير العربية والسلامية التي يتهمها عديد المتخاذلين بالعاطفية فلقد قالت كلمتها وانحازت إلى المقاومة منذ أول دقيقة للعدوان ووصلت المسيرات المتضامنة مع أهل غزة والمقاومة إلى حجم مليوني في كل من المغرب وتركيا **الموقف الدولي بين الصمت والتواطؤ المكشوف ملثما تم الأمر خلال العدوان على لبنان في صيف 2006 تحاول الإدارة الأمريكية التغطية القانونية على المحرقة الدائرة في غزّة عبر ربح الوقت، فعطلت يوم السبت 03 جانفي قرارا لمجلس الأمن يدين الحرب على غزة ويطالب بوقف إطلاق النار وذلك بعد أن اعتبرت أن إسرائيل تقوم بالدفاع عن النفس خلال هذه الحرب جاعلة من الضحية جلادا ومن الجلاد ضحية فالأرقام تدل على أن أقلّ من 20 إسرائيلياً قضوا نحبهم من جراء صواريخ القسام منذ انسحاب إسرائيل من غزة في العام 2005، فيما قتلت إسرائيل في الفترة نفسها حوالي ألفي فلسطيني.فمن أجدر بالدفاع عن نفسه ، الذي يواجه القصف الجوي كل يوم ويحاصر في قوته حتى الموت أم من يسقط عليه صاروخ عديم التأثير تطلقه مقاومة ترفض الخنوع مهما كلفها ذلك من ثمن ؟! من جهة أخرى اعتبر الاتحاد الأوربي أن عملية غزّة هي دفاع عن النفس معبرا كأشد ما يكون التعبير عن ارتهان الموقف الأوروبي للمواقف الأمريكية غير عابئ بمصالح ومشاعر الشعوب العربية والإسلامية وحول الموقف الفرنسي والغربي عامة الداعم لإسرائيل، مما جعل آلان جريش الخبير الفرنسي في الشرق الأوسط ورئيس تحرير جريدة « لومند ديبلوماتيك » يعتبر في تصريح لأحد المواقع الالكترونية العربية أن « الحكومة الفرنسية ومنذ بداية الأزمة اعتمدت على الأكاذيب بتحميلها لحركة حماس المسؤولية عن انتهاء الهدنة ». وينتقد بشدّة وسائل الإعلام الفرنسية التي أظهرت دعهما لإسرائيل وقال: « هناك بعض الصحفيين الفرنسيين مثل لوران جوفران رئيس تحرير جريدة ليبراسيون تحدثوا عن (القوة الأخلاقية) لإسرائيل!! » فأي أخلاق يراها العالم الغربي تبيح قتل الأطفال الأبرياء . ولكن هذا الموقف الرسمي وشبه الرسمي للدول الغربية لا يؤدي بنا إلى إنكار هبة قوى اليسار الأوروبي المنددة بالعدوان والتي شاركت في كل المسيرات التي نظمت في أوروبا وغيرها من البقاع بل بلغ الغضب ببعض الأحرار في العالم « الحر » إلى محاولة اقتحام سفارات الدولة الصهيونية ذلك أن قضية الحرية لا لون لها ولا جنسية . آفاق المعركة :التفاف حول المقاومة مهما كانت النتائج ونحن نكتب هذا المقال تجاوز عدد الشهداء 520 وما يقارب 2500جريح والهجوم البري دخل يومه الثاني ؟ ولا يمكن لأحد أن يتنبأ بما ستؤول إليه الأوضاع الميدانية فالحرب بين موازن قوى مختلفة وليس الرهان فيها على الربح والخسارة بالمعنى العسكري البحت ولكن الرهان هو هل ستنكسر إرادة المقاومة وتفرض تسيفي ليفني » واقعا جديدا في غزة » أم أن المقاومة ستتجذر أكثر ؟ إن تاريخ الإنسانية يؤكد لنا أن الشعوب لاتقيس معنى الربح والخسارة بعدد الشهداء الذين تقدمهم ، ولكن بنتائج مقاومتها في المستقبل لذلك قدمت الجزائر أكثر من مليون شهيد وبلغ عدد الضحايا في يوم واحد أكثر من 45000 شهيد وكذلك المقاومة الفيتنامية وكان التحرير في النهاية . ورغم ارتفاع بعض الأصوات في المنطقة العربية مشككة في جدوى المقاومة وهي تتساءل هل يستحق الأمر كل هذه التضحيات بل ويتهمون حماس بالفئوية والمغامرة فإن ميدان غزة أثبت توحّد كل فصائل المقاومة من كتائب القسام حتى كتائب شهداء الأقصى الذراع العسكري لحركة فتح رغم تردد قيادتها السياسية وتنسيقها مع إسرائيل ، كما لوحظ إجماع كبير حول مساندة المقاومة من قبل أحمد جبريل وفاروق القدومي وقيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بل ذهب هاني الحسن القيادي في « فتح » في تصريحاته إلى « إن المقاومة سنتنصر وإن حركة حماس ستنتصر على العدو الصهيوني ولن يعود عباس إلى أرض غزة ليسيطر عليها ويضرب المقاومة ». ويشير عديد الملاحظين إلى صعوبة اقتلاع حركة جماس من أرض غزة حتى وإن حققت إسرائيل نصرا عسكريا إذ يقول براه ميكائيل الباحث في معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية بلندن : « يجب أن نعلم أن قوة حماس في تجذرها الشعبي، فخلف حوالي 15 ألفا من مقاتلي حماس المدربين والمنتشرين في القطاع، هناك أضعاف مضاعفة « . إنه لايمكن أن ننكر أن الوطن العربي والإسلامي يشهد حالة فرز قوية بين قوى الممانعة والتحرّر وقوى الارتهان للمصالح الغربية التي تغلف مواقفها بالاعتدال حينا وبالواقعية حينا آخر حسب حركة الشارع ، كما أن معركة غزّة لن تكون آخر المعارك ما دام هناك احتلال . جريدة « مواطنون » عدد87 بتاريخ 07 جانفي 2009
لا مفر من الوحدة الفلسطينية
محمد كريشان 07/01/2009
إذا لم تؤد مأساة غزة المستمرة إلى حد الآن إلى عودة اللحمة بين الفصائل الفلسطينية المتنافرة فسنكون وقتها، لا سمح الله، قد قتلنا شهداء الهمجية الإسرائيلية مرتين…فماذا عسى يكون أقدس من دم كل هؤلاء الضحايا لتذكير كل الفلسطينيين أنهم في مركب واحد، لا فرق بين الموصوفين منهم بالاعتدال أو التطرف؟!! في الأيام الماضية اختفت تقريبا لهجة التصعيد وتبادل الاتهامات بين قيادات ‘فتح’ و’حماس’ التي برزت للأسف في الأيام الأولى من العدوان الإسرائيلي على غزة.الآن لم نعد نسمع من كلا الجانبين، ومن أبرز القادة وأساسا من محمود عباس وخالد مشعل، سوى الدعوة إلى الوحدة والتلاحم بين أبناء الشعب الواحد مهما تعددت مشاربهم واجتهاداتهم، ولعل ذلك هو أبسط استجابة ممكنة حاليا لنداءات مئات الآلاف ممن خرجوا في شوارع البلاد العربية والعالم منددين بالحرب على غزة، ذلك أن استمرار أي ردح بين الفريقين مع استمرار شلال الدم كان سيكون أقسى من أي قنابل أو قصف إسرائيلي. قد تكون مأسوية الظرف هي التي أملت هذه ‘التهدئة’ في التصريحات ولكن لا بأس في كل الأحوال فستتحول هذه التهدئة بفعل مرارة ما يجري إلى هدنة ومنها إلى مصالحة حقيقية تقوم على أرضية واضحة وصلبة خاصة وأن ما يسندها من وثائق وتفاهمات موجودة أصلا مثل الوثيقة التي صاغها المعتقلون في سجون الاحتلال أو وثيقة مكة أو غيرهما. وحتى في غيابها لا شيء يبدو صعبا أو مستحيلا إذا توفرت الإرادة السياسية لدى الجانبين وخلصت النوايا خاصة مع التصريحات المطمئنة من الرئيس محمود عباس غيره من أن السلطة الوطنية و’فتح’ لا يمكن أن تستلم مسؤولية قطاع غزة من الإسرائيليين أو أن يعود من غادروه على ظهر الدبابات المعادية كما خشي البعض من مثل هذا السيناريو المرعب. عودة التلاحم بين السلطة الفلسطينية و’حماس’ والخروج بتفاهمات توحيدية جديدة سيكونان لمصلحة الطرفين بلا شك، فالسلطة ستستعيد صفة تمثيل كل الفلسطينيين لا فريقا منهم فقط بما يجعلها قادرة على الحديث مع كل الأطراف العربية والدولية من منطلق أصلب وأقوى، كما أن ‘حماس’ باستعادة موقعها في السلطة ومؤسساتها كحزب نال الشرعية عبر صناديق الاقتراع وليس عبر غيره من الوسائل ستكون في وضع أفضل يحول دون استفراد أي كان بها أو تحميلها ظلما مسؤولية أي تصرف إسرائيلي أرعن. المصالحة ستقوي الطرفين لا سيما وأن لا مصلحة، ولا قدرة في الحقيقة، لأي منهما في شطب الآخر بل لعل كل واحد منهما قادر على أن يكمل ثغرة الآخر، ثم إن مثل هذه المصالحة باتت اليوم أكثر إلحاحا في ضوء تكالب الجميع على الفلسطينيين وتحميل الانقسام الفلسطيني وزر أي تقصير أو تآمر وكأن الصورة كانت أفضل عندما لم تكن الساحة الفلسطينية على ما هي عليه اليوم. وحتى لو لم تؤد المصالحة الفلسطينية إلى تغيير كبير في تعاطي ‘المجتمع الدولي’ وأساسا الولايات المتحدة مع القضية وحق الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه الدنيا، أقله وفق الشرعية الدولية، فعلى الأقل ستجعل الجميع يتعامل، عن طيب خاطر أو مكرهين، مع شريك فلسطيني احترم تعددية أبنائه وخيارهم الديمقراطي الحر مع إمكانية مزاوجة متميزة ربما بين النضال السلمي الديبلوماسي وخيار المقاومة المشروعة مما قد يتيح وقتها تسوية أكثر عدلا وإنصافا، وفي أضعف الاحتمالات بقاء الشعب الفلسطيني موحدا صابرا إلى أن تبرز معطيات جديدة ربما تستحق أن يختلف الفلسطينيون حولها.أما اليوم فلا شيء من ذلك أصلا.
(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 7 جانفي 2009)
الرصاص المسكوب على التاريخ المنكوب
د. أحمد القديدي (*) قد يكرر المرء على أسماع قرائه عبارات الأسى الأعظم والحزن الأعمق ولا يفيدهم ذلك في شيء لأن العرب من أقصاهم إلى أدناهم يفوقون الكاتب أسى وحزنا على حرب الإبادة البطيئة في غزة وفي كل بيت لوعة وفي كل قلب حسرة. لكن الدرس الأقسى من هذه المحنة المبرمجة هو أن الأمة غسلت أيديها من ثقافة الكلام ومن تخدير اللسان ومن معسول البيان، وهي مطالبة اليوم بأن تضع أحداث غزة في سياقها التاريخي العربي الإسلامي. فهل لاحظتم يا قرائي الأعزاء بأننا بدأنا ننسى شيئا اسمه تحرير فلسطين ولا نتحدث سوى عن إيقاف الرصاص المسكوب! وأننا بدأنا نطالب بوقف المقاومة بدل أن نطالب بوقف الاحتلال وذلك حتى في بيانات جامعة الدول العربية وبعض الحكومات العربية! هذه لحظة عربية تاريخية عجيبة! فقد انطوت صفحة من تاريخ الصوتيات وفتحت صفحات من واقع الوعي بفداحة المأساة! مأساة التشرذم العربي والفلسطيني أمام مؤامرات أعدائنا الموحدين، تماما كما كانوا موحدين سنة 1095م في كاتدرائية كليرمونت الفرنسية حين دعا البابا يوربان الثاني (الجد الإنجيلي والحقيقي للرئيس جورج دابليو بوش ولإيهود باراك) دعا جموع المتطرفين المسيحيين الأوروبيين إلى أول حرب صليبية ضد دار الإسلام وإلى احتلال بيت المقدس. فسارت الجيوش المسيحية المتعصبة إلى المشرق لتكسر شوكة الخلافة الإسلامية حين كانت هذه الخلافة تتحكم في نصف الأرض وتتصرف في معابر البحر الأبيض المتوسط بقوة التسامح الإسلامي وبنور الإيمان والعقل والعلم والاجتهاد. وكان الإسلام يشكل الخطر الأهم على مصالح البربرية الهمجية الأوروبية في ذلك العصر. نعم! كانت البربرية الأوروبية مواجهة للحضارة الإسلامية، حين كان التنوير مسلما والظلامية مسيحية. ويكفي أن نضرب مثال تقدم الطب لدينا وتخلفه بل انعدامه لدى الغرب، حين كتب الطبيب العالم إسحاق بن عمران (في القيروان وفي القرن الرابع هجري) كتابه (رسالة الميلنخوليا) ينصح فيها بعلاج المرضى النفسيين بالموسيقى في حين كان الأوروبيون يحرقون مرضاهم في الكنائس بدعوى تلبسهم بالشياطين! واليوم تأتي همجية الرصاص المسكوب لتطمس التاريخ المكتوب، فلا فرق بين الحملة الصليبية الأولى عام 1095م والحملة الصهيونية الصليبية العاشرة عام 2009. فالصراع بين الإسلام والغرب مع الأسف لم تخمد ناره إلا لتضطرم من جديد. فالحملات الثماني الجائرة التي جهزها أعداؤنا منذ ألف عام تتغير شكلا وسلاحا وآلية وإيديولوجيا لكنها تستهدف وحدة الأمة وقوتها وتوقها للاستقلال. ثماني حملات استمرت قرنين من الزمن بدأت بنداء البابا يوربان الثاني وانتهت بتحرير صلاح الدين الأيوبي لبيت المقدس ومصرع الملك الفرنسي القديس لويس التاسع على مشارف قرطاج عام 1270م، أعقبتها حملة نابليون بونابرت على مصر والشام سنة 1798م وهي الحملة التاسعة والتي اندحرت بمصرع قائدها كليبر بعد عامين فقط في مصر على أيدي الشهيد البطل سليمان الحلبي وفرار بونابرت إلى باريس وشتات عسكره في المشرق. ثم حل زمن الاستخراب الأكبر والأطول الذي سميناه باسم أعدائنا أي الاستعمار! وانهزم المحتلون الدخلاء في القاهرة ودمشق والقدس وتونس والرباط والجزائر، ورفرفت رايات الأهلة والنجوم على الأمة المستقلة منذ الخمسينات ما عدا فلسطين! بلى ما عدا فلسطين! لأن المهزومين الصليبيين والصهاينة في معركة الحضارة لم يقبلوا بالجلاء الحقيقي عن دار الإسلام، فأغمدوا في قلب الأمة خنجرا مسموما يسمى إسرائيل وانتقل العرب من حال الانتصار إلى حال الإنكسار، حتى أزفت ساعة الحملة العاشرة والتي بدأت سنة النكبة 1948 واستمرت ستين عاما وما تزال. وقد فضح الكاتب الصحفي الفرنسي مراسل التلفزيون الباريسي في فلسطين (شارل أندرلان) مخططات الدولة العبرية مع التواطؤ الغربي في كتابه المنصف (الأمل المجهض) حين أكد وهو شاهد عيان (ومن أصول يهودية!) بأن السلام المزعوم الذي انطلق من أوسلو لم يكن إلا ربحا للوقت الصهيوني والإنجيلي وسقط ياسر عرفات فيها ضحية بريئة منذ مصافحة رابين في حديقة البيت الأبيض في سبتمبر 1993 حتى اغتياله مسموما في مشفى برسيه بباريس يوم 4 فبراير 2004 مرورا بدك مقره في المقطع برام الله وحشره في غرفة مظلمة من بيته البسيط إلى أن اتفقوا على إعدامه! مع العلم لمن نسي التاريخ بأن عرفات ليس إسماعيل هنية وبأن منظمة التحرير التي رفعت شعار (السلام خيارنا) ليست حماس! ويمكن لمن يشك في هذه المؤامرة الاغتيالية أن يقرأ كتاب الصحفي الإسرائيلي أمنون كابليوك الذي سبق أن عرضته في هذه الصحيفة الغراء والذي يوثق ذلك بالحجة والبرهان. أكبر خطر يهددنا في هذه المرحلة الدموية هو القطيعة بين الأمس واليوم وبناء سد عال بين تاريخ الأمة ومستقبلها أي إصابتنا بغياب الوعي تجاه التدافع الحضاري الذي يفرض علينا اكتساب المنعة والقوة لا فقط لننقذ غزة بل لننقذ أمة! (*) كاتب من تونس (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 6 جانفي 2009)
آمال قرامي الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على المدنيين في غزّة وانتهاك حقهم في الحياة أفرز ردود فعل اتسمت، في الغالب، بالانفعالية. حنق شعبي وخيبة أمل في الحكّام العرب ورغبة في إبراز روح المقاومة: مظاهرات في الشارع العربي، شعارات، تنديد، مطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل وانتقاد لمصر، وشتم وسبّ ودعاء على الطغاة: ’جبابرة بني إسرائيل’. والمتأمّل في تحرّك الجماهير على امتداد الأيام الأخيرة يتفطّن إلى تصنيف جديد وضبط لقائمة أعداء الأمة و أبنائها. أما الأعداء التقليديون فهم: ـ حكومة إسرائيل ممثلة في مجموعة من الوزراء على رأسهم أولمرت وليفني، اللذين برزت صورهما في جلّ المظاهرات العربية سواء في العالم العربي الإسلامي أو في أوروبا وأمريكا. ـ يُضاف إلى هؤلاء الساسة المعاصرين، اليهود بصفة عامة. فالدعاء يوجه إلى اليهود واللعنة، والشتم والسخط عليهم أجمعين، ويتم استرجاع آيات قرآنية تصف خيانة هؤلاء وفساد نواياهم منذ غابر الأزمان. ـ السياسة الأمريكية المتواطئة مع إسرائيل ممثلة في بوش. ـ الحكّام العرب والوزراء بلا استثناء. فهم الذين خذلوا الأمّة وفتحوا الباب أمام إسرائيل لتدك سكان غزّة دكا لم يكتفوا بالصمت بل إنّ منهم من منع الشعب من حق التظاهر وجمع التبّرعات. ـ جامعة الدول العربية: هيكل بلا روح ولا فاعلية ، كلام ولا أفعال.. أما الأعداء الجدد فهم: ـ مصر، وسياسة مبارك. فهو الذي خيّب أمل المسلمين ولم يرق إلى نموذج عبد الناصر. لم يكن على قدر آمال القوميين ولا الإسلاميين، لم يضطلع بدور رئيسي مأمول. ولذلك انتُقِدت السياسة المصرية وأدائها في هذه الحرب اشدّ انتقاد. ـ مجلس الأمن الدولي، الذي أكّد مرة أخرى أنّه لم يعد هيئة محايدة بل هو تحت هيمنة أمريكا وإسرائيل. ـ المفكّرون الذين ’يميلون على هوى أمريكا وإسرائيل’، فينتقدون سياسة حماس وتشتت الفلسطينيين ويحمّلونهم المسؤولية عمّا جرى. ـ الفئات المستلبة التي انشغلت عمّا يجري في غزّة بالاستعداد لحفلات رأس السنة الميلادية: هيفاء وهبي في هذا النزل، ونانسي عجرم في ذلك الملهى الليلي… لم تحرّك سواكنهم صور الأبرياء: أطفال قطّعت أجسادهم، نساء شوّهت ، رجال بترت أعضاؤهم… دماء تسيل. وبنى أساسية تنهار.. ـ الاتحاد الأوروبي الذي عجز عن أن يكون في مستوى الآمال المعلّقة عليه فلم يستطع أن يواجه أمريكا وإسرائيل، حفاظا على مصالحه. ـ الإعلام الغربي الذي لم ينهض بدوره الرئيسي، امتنع عن طواعية عن تغطية العدوان على غزّة متعللا بأخلاقية تحول دون عرض الصورة. أمّا مناصرو الأمّة وأملها المستقبلي فهم: ـ نصر الله، الزعيم الروحي والمنتقد اللاذع لأمريكا وإسرائيل، الحاكم المنشود وصاحب الخطاب المسموع. نصرالله يذكّر بحادثة كربلاء وبالخطيئة الأولى والتخاذل الأصليّ. ـ الدعاة والشيوخ والعلماء. فهم أصحاب الخطاب التعبويّ ’الفعّال’. ـ قناة الجزيرة. وهي التي منحت الفرصة لتعود بقوّة بعد تراجع لوحظ في الأشهر الأخيرة على مستوى الأداء. عبارات الشكر والتنويه وخطاب مدح للتغطية الإعلامية الهامة، الوحيدة التي بثّت صور الفاجعة الإنسانية، أشلاء وجثثاً ورؤوساً وأمعاء و …. علّها تحرّك الضمير الإنسانيّ. وهكذا كان الرابح الأكبر المدّ الأصوليّ. من العراق إلى مصر إلى المغرب إلى لندن… تهتف الجماهير: ’كلّنا حماس’. كلّ الجماهير، وخاصّة الأجيال الجديدة تقف تحيّة إكبار وإجلال لأبناء حماس الصامدين ولشهداء غزّة. ’سيري سيري يا حماس إنت المدفع واحنا نسلمك الأرواح’، لبيك يا حماس، …. جسور المحبّة والولاء تمتد باتجاه ’حزب الله’ وكلّ الثقة توضع في رمز أثبت ’قوّته ’في الغزو الإسرائيلي على لبنان: نصرالله. بالروح بالدم نفديك يا نصرالله… يا حبيب الحسين لبيك لبيك’.وهكذا كان نصرالله صنو صلاح الدين الأيوّبيّ. مزيد الإيمان بأهميّة الجهاد. فهو الوسيلة الوحيدة المتاحة أمام المسلمين. فأمام صمت الحكّام وتخاذلهم وخوفهم على مصالحهم لم يبق أمام الغيورين على الإسلام سوى العمليات الاستشهادية ’خبّر خبّر اليهود… جيش محمّد على الحدود’. وأمام صمت المفكرين لم يبق سوى شيوخ الإفتاء والدعاة وغيرهم من علماء الأمّة لشحذ الهمم ولهجاء ’أشباه الرجال’. بادر الشيوخ بالاتصال بالساسة والتعبير عن مواقفهم وانطلقوا في الدعاء على اليهود… والدعاء لشهداء غزّة وللصامدين في لغة خطابية صارت معهودة. وهكذا تسقط الدعوات لحوار الاديان وحوار الثقافات والحضارات، يتوارى الخطاب العقلاني ليفسح المجال للخطاب العاطفي الانفعالي. تهتز الثقة في خطاب حقوق الإنسان ،وفي إيطيقا الإعلام ودوره في نقل الحقيقة…. الرابح الأكبر ليس إسرائيل وليست السياسة الأمريكية ولا الأوروبية … الرابح الأكبر الخطاب الديني المتطرّف: التعبئة الدينيّة التي تنهض بها كلّ الحركات الجهادية وغيرها. يستشهد نزار ريان ويخلفه ألف رجل. كلّما سقط زعيم، وُلِدَ ألف تابع ومناصر في فلسطين ومصر والمغرب والأردن وهولاندا وألمانيا و…. أرشيف الذاكرة يطفو على السطح: كربلاء واستشهاد الحسين، هزيمة 67، صبرا وشاتيلا، وأحداث أخرى، أغاني ملتزمة لمارسال خليفة وغيره ، أبيات لمحمود درويش وأخرى لسميح القاسم،….’وين الملايين’. فيض من العبارات: الخزي والعار والخذلان و… ننتظر مزيدا من الكره والمقت والدوغمائية وحرصا أكبر على الانغلاق الفكري وسعيا إلى إقامة الجدران العازلة بين الأنا والآخر سواء في الداخل أو الخارج … ننتظر تصفيات جسدية وتاريخا من العنف اللفظي والرمزي والمادي. العنف يوّلد المزيد من العنف، والصمت العالمي أمام المجازر التي ارتكبت في حقّ المدنيين يجعل الخطاب الحقوقي، ومنظومة القيم الحداثية في مأزق. هناك إنسان تُحفَظ حقوقه وهناك نصف إنسان تُنتَهك حقوقه أمام الملأ وما من رادع…
أردوجان .. الفارس الذي أنصف حماس وفضح إسرائيل
محيط – جهان مصطفى رئيس الوزراء التركي أحرج إسرائيل والغرب رغم أن البعض دأب على اتهام حماس بالمسئولية عن شلالات الدم التي تسيل في غزة ، إلا أن هناك من سارع إلى كشف المستور في هذا الشأن والمقصود هنا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان الذي يوصف على أقل تقدير بالرجل الشجاع أو بطل اللحظة بجانب الصامدين الشرفاء في غزة. هذا الرجل لم يقتصر في رد فعله فقط على إدانة الحرب البربرية الهمجية الإسرائيلية ضد غزة أو التحرك سريعا لوقف العدوان عبر زيارة عدد من الدول العربية وإنما جاهر أيضا بالحقيقة ، متحديا زعماء أمريكا والاتحاد الأوروبي الذين زعموا أن إسرائيل تدافع عن نفسها وأن حماس تتحمل عواقب ما يحدث ، أي أن الضحية وفقا لادعاءاتهم أصبحت هي الجاني وأصبح الاحتلال هو المجني عليه. أردوجان لم يعجبه هذا الاستخاف بعقول البشر وتزييف الحقائق التي لا تخطئها العين ، وأدلى بشهادته للتاريخ على مرأى ومسمع العالم ، مؤكدا أن المزايدات الانتخابية وليس غيرها هى من تقف وراء المجازر التي يشهدها قطاع غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في 27 ديسمبر الماضي . ففي تصريحات أدلى بها في 5 يناير ، حمل رئيس الوزراء التركي بكل شجاعة وقوة إسرائيل مسئولية ما آلت إليه الأوضاع في غزة لعدم التزامها بالتهدئة ورفع الحصار عن القطاع ، مؤكدا أن إسرائيل هي التي قامت باستفزاز حركة حماس لأنها لم ترفع الحصار ، في الوقت الذي التزمت فيه حماس كليا بالتهدئة. ولم يقف الأمر عند هذا الحد ، بل إنه كشف أيضا المسكوت عنه بخصوص العدوان الصهيوني ، موضحا أن إسرائيل رفضت عرضا تركيا للوساطة مع حماس بعد انتهاء التهدئة التي استمرت 6 شهور منذ 19 يونيو إلى 19 ديسمبر 2008 والتي كانت بوساطة مصرية. وأضاف أنه عرض على رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت خلال زيارته لأنقرة قبل أيام قليلة من بدء العدوان الوساطة مع حماس لتمديد التهدئة إلا أنه راوغ وأخبره أنه سيبلغه برده بعد التشاور مع وزراء حكومته ، إلا أنه فوجيء ببدء العدوان الهمجي على المدنيين الأبرياء في غزة ، قائلا : » إنه ذهب للهجوم على غزة، لذا اعتبرت ما حدث إهانة وتعبيرا عن عدم الاحترام لتركيا ». وفيما يبدو أنه تهديد لإسرائيل من عواقب هذا التصرف ، قال أردوجان : » إسرائيل لم تحترم تركيا بشنها عدوانا على غزة ، عندما أقول إن إسرائيل وجهت إهانة لتركيا فإنني أعني الكثير الذي يجب أن تقرأه إسرائيل بين السطور » . تلك العبارة أكدت أن أنقرة بدأت تضيق ذرعا من تصرفات تل أبيب وأنها قد تعيد النظر في تعاونها العسكري والاقتصادي معها إذا واصلت عدوانها البربري الذي يهدد كافة دول منطقة الشرق الأوسط بما فيها تركيا ، وهذا ما أشار إليه أردوجان بالفعل ، قائلا إن على إسرائيل أن تنتبه لأنها تسير في الطريق الخاطئ وتعمل على إضعاف علاقاتها مع دولة صديقة مثل تركيا. التهديد السابق كان الأقوى الذي يصدر من دول العالم بل إنه أحرج بعض الحكومات العربية التي التزمت الصمت تجاه ما يحدث وكأن غزة من عالم آخر ، بل والمثير للانتباه أن هناك أصواتا ظهرت في العالم العربي تشكك في نوايا تركيا الحقيقية من وراء تلك التصريحات النارية، مدعية أن زيارة أردوجان لعدد من الدول العربية فور وقوع العدوان والتصريحات التي أدلى بها على هامش الزيارة تأتي في إطار محاولة تركيا لعب دور إقليمي أكبر في العالم العربي وعدم ترك الساحة لإيران وإسرائيل فقط ، خاصة بعد تلكؤ الاتحاد الأوروبي في قبول عضويتها به. تلك الأصوات مردود عليها بأن تركيا إن كانت تسعى لمصلحتها فهذا أمر لايسيء لها بقدر ما يسيء للعرب لأنهم هم من التزموا الصمت وتركوا مصيرهم بيد الآخرين ، كما أن تحرك تركيا لم يسيء لنا في شيء بل إنه فضح إسرائيل ولذا لا مانع من مثل تلك المواقف التي تحقق مصالحها ومصلحتنا في الوقت ذاته . المجازر تستهدف الأطفال والمدنيين بالأساس أيضا فإن الأصوات السابقة يبدو أنها تناست أن هذا الموقف الشجاع لم يكن الأول من نوعه لأردوجان فهو من تحدى في السابق الضغوط الأمريكية ورفض فتح الأراضي التركية أمام القوات الأمريكية خلال غزوها للعراق في عام 2003. والأهم مما سبق ، أن تصريحات أردوجان أثارت غضب علمانيي تركيا واللوبي الصهيوني في الغرب كما وصفتها إسرائيل بأنها عاطفية وتنبع من اعتباره مسلما ويمثل حكومة ذات جذور إسلامية ، أي أنه بات في مواجهة مشاكل داخلية وخارجية قد تزيد من المعارضة الداخلية لسياسة حكومته وقد يستغلها الغرب للحيلولة نهائيا دون ضم تركيا للاتحاد الأوروبي. ورغم هذا لم يتراجع أردوجان ، بل إنه واصل شجاعته وتحديه لتواطؤ الغرب مع العدوان الإسرائيلي ، مؤكدا أن تصريحاته السابقة لم تكن عاطفية وإنما تعبر عن موقف سياسي جاد وإن كان عليه الاختيار فإنه سيتعاطف مع غزة من منطلق إنساني بالأساس ، مخاطبا إسرائيل بالقول : »عندما تعرض أجدادكم للظلم والطرد من أوروبا ، نحن من وقفنا معهم ووفرنا لهم مأوى في أراضينا ، أنا حفيد الدولة العثمانية التي قامت بهذا الإجراء الإنساني ». وأضاف في تصريحات أدلى بها أمام البرلمان التركي في 6 يناير أن الفلسطينيين لهم الحق في الحياة الكريمة مثل إسرائيل ، مؤكدا أن حصارها لغزة حول القطاع إلى ما يشبه معسكرات الاعتقال ولذا فإنها بأي حق تتحدث عن الديمقراطية وحقوق الإنسان. وفي تحذير شديد اللهجة لإسرائيل ، أضاف أنه لا يمكن مسامحتها على ما ترتكبه في غزة ، وتساءل » أين المنظمات الحقوقية والمحاكم المختصة بانتهاكات حقوق الإنسان ؟ » ، مخاطبا وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني بالقول : » اتركوا عنكم حسابات الدعاية الانتخابية ، سيحاسبكم التاريخ وسيذكر أفعالكم على أنها بقعة سوداء في تاريخ البشرية « . ولم يكتف بهذا ، بل إنه أحرج الغرب ، قائلا : »في أزمة جورجيا سارعتم بالتدخل ، أما في العدوان على المدنيين في غزة لم تحركوا ساكنا ؟ هذا تصرف غير مقبول وغير مبرر » ، مؤكدا أن تركيا ستواصل دعم الفلسطينيين في غزة ، وستقوم بوصفها عضوا غير دائم بمجلس الأمن الدولي بعرض وجهة نظر حماس التي تثق في تركيا ثقة كاملة. ويبدو أن حماس معها حق في أن تثق في هذا الرجل الشجاع الذي قال كلمة حق في عالم تراجع فيه الضمير والأخلاق ونصرة المظلوم لصالح شريعة الغاب. (المصدر:شبكة الإعلام العربية (ميط ) بتاريخ 7 جانفي 2009)
الجحيم بانتظار إسرائيل .. مفاجآت حماس للحرب البرية
رعب إسرائيلي من قدرات حماس العسكرية يكاد يجمع المراقبون أن حصيلة العدوان على غزة هى فشل ذريع لإسرائيل على المستويين السياسي والعسكري ، فهى لم تنجح في محو حماس من الوجود مثلما كانت تدعي ليل نهار بل إن المثير للانتباه أن حماس المحاصرة منذ عام 2006 باتت أكثر شعبية عن ذي قبل بسبب صمودها في مواجهة العدوان الغاشم وعدم استسلامها لشروط الكيان الصهيوني رغم القصف والغارات الهمجية المتواصلة والتي كان أغلب ضحاياها من الأطفال والنساء. محيط – جهان مصطفى وبالنسبة للمستوى العسكري ، فإن إسرائيل لم تنجح أيضا في تحجيم قدرات حماس أو النيل من البنية التحتية لها بالشكل الذي كان يتوقعه الاحتلال ، والدليل على ذلك هو استمرار الحركة بجانب فصائل المقاومة الأخرى في إطلاق الصواريخ على البلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة ، بل ووصول مداها إلى أكثر مما كان متوقعا والمقصود هنا صواريخ غراد روسية الصنع التي يتراوح مداها بين 18 كم إلى 24 كم. وأمام هذا الفشل الواضح ، تراجعت إسرائيل عن الهدف الرئيس الذي أطلقته في بداية العدوان وهو تغيير الوضع القائم في غزة وبدأت تركز على عبارات وقف إطلاق الصواريخ التي تنطلق من القطاع وهنا لم يكن أمامها من خيار سوى القيام بالحرب البرية التي كانت تخشاها منذ البداية في ضوء مخاوفها من تكرار مشهد حرب تموز 2006 في لبنان وما نتج عنه من خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي. إسرائيل قد تهدف من الحرب البرية إلى احتلال مناطق إطلاق صواريخ في شمالي وجنوبي غزة وإقامة شريط عازل أو منطقة أمنية هناك ، أما إقدامها على احتلال القطاع بأكمله للقضاء على سلطة حماس فهو أمر مستبعد بحسب كثيرين في ضوء عدة أمور من أبرزها أنها هربت من القطاع عام 2005 ولم تستطع تحمل تكلفة هجمات المقاومة داخل المدن. أيضا فإن إقدامها على إعادة احتلال غزة يعني قيامها بتقسيم القطاع إلى حوالي خمسة مناطق ومحاصرة المدن من الخارج وهو أمر لن يقضي على حماس وإنما سيجعلها تعود مثلما كانت حركة مقاومة فقط. هذا بجانب أن إعادة احتلال القطاع قد يحتاج إلى شهور وكما هو معروف فإن قادة إسرائيل يستعدون للانتخابات العامة في فبراير المقبل ولن يستطيع أحد منهم تحمل تكلفة إطالة أمد العدوان ، خاصة في حال ارتفاع الخسائر البشرية ، ولذا فإن الحرب البرية ستقتصر في الغالب على إقامة شريط حدودي عازل لفترة محدودة. وحتى في هذا الأمر ، فإن هناك شكوك إسرائيلية تجاه احتمال نجاح العمليات البرية المحدودة ، حيث نقلت صحيفة « جيروزاليم بوست » عن مصادر عسكرية إسرائيلية تحذيرها من المخاطرة التي ستقدم عليها إسرائيل إذا قررت الدخول البري إلى قطاع غزة، مشيرة إلى وجود عبوات وقناصة وخنادق من شأنها إلحاق خسائر كبيرة بالجيش الإسرائيلي. واستطردت المصادر ذاتها تقول إنه رغم استعداد الجيش الإسرائيلي وخاصة منذ حرب تموز للحرب البرية واستعداده أيضا لمواجهة جيش حماس المؤلف من 15 ألف مقاتل، إلا أنه يتوقع أن يواجه عبوات ضخمة على جوانب الطرق وقناصة تؤثر في العملية البرية وتوقع إصابات كثيرة في صفوف جنوده ، وتابعت » من يعتقد أننا سننجح بسهولة في غزة، سيكون مخطئاً، ورغم أننا قد أنهينا استعدادنا للمواجهة، فإن حركة حماس أيضاً استعدت لذلك ». وفي السياق ذاته ، نقلت صحيفة « يديعوت أحرونوت » هى الأخرى عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن إسرائيل على دراية بانشغال حركة حماس في الأعوام الماضية بتعزيز قدراتها العسكرية والإعداد لمواجهة توغل محتمل يقوم به الجيش الإسرائيلي حيال قطاع غزة ، مشيرة إلى أن لدى جيش حماس هيكلية تنظيمية ويضم فرقاً وكتائب وفصائل وكل عناصره خضعوا لتدريبات منتظمة وأرسل عدد منهم إلى سوريا وإيران لخوض تدريباتهم في معسكرات البلدين. مفاجآت بحوزة حماس ووفقا لتلك المصادر ، فإن حماس استخدمت أيضا أنفاق قطاع غزة لتهريب الأسلحة الثقيلة والمتفجرات حيث حصلت علي ما نسبته 30% من الأسلحة التي استخدمها حزب الله في حرب تموز لبنان وخاصة الصواريخ المضادة للدبابات وصواريخ كاتيوشا وصواريخ غراد ، محذرة من مفاجآت قد تواجه إسرائيل في حال التوغل البري من بينها مشاهدة « محميات طبيعية » كتلك التي واجهها الجيش الإسرائيلي في لبنان عام 2006، إذ أن الاعتقاد السائد يفيد أن حماس قد حفرت الخنادق في العديد من طرقات غزة ووضعت فيها أسلحة وعبوات كبيرة ثم أعادت تعبيدها ، هذا بالإضافة إلى التحدي الأول الذي سيواجهه الجيش الإسرائيلي إلا وهو العبوات الموضوعة على جوانب الطرق لضرب الدبابات والآليات المدرعة . جريح إسرائيلي في هجوم صاروخي للمقاومة ويبقى الأمر المرعب لإسرائيل ألا هو غموض الوضع حول أسلحة كافة فصائل المقاومة في القطاع ، حيث تفتقد أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية منذ مغادرتها القطاع لمعلومات مؤكدة حول نوعية الأسلحة التي باتت بحوزة المقاومة بجانب المدى الذي يمكن أن تصل إليه صواريخها ، ولذا حذرت مصادر عسكرية إسرائيلية من أن حماس قد تفاجئ الجيش الإسرائيلي على غرار حزب الله في حرب تموز، وقد يكون لديها أسلحة لا يعرف عنها شيئاً . الغموض السابق جعل بعض التقديرات الإسرائيلية تتحدث عن مائتي قتيل في حال إقدام الجيش الإسرائيلي على دخول غزة، الأمر الذي سيغير موقف الرأي العام الإسرائيلي الذي يريد وقف إطلاق الصواريخ لكنه لا يريد أن يرى توابيت كثيرة ، حيث كشف استطلاع للرأي نشرته صحيفة « هآرتس » أن الجمهور الاسرائيلي يعيش حالة من » التردد » و »الذعر » من الخوض في حرب برية في رمال قطاع غزة . وجاء في الاستطلاع أن 52% من الجمهور الإسرائيلي يؤيدون مواصلة إسرائيل القصف على غزة من الجو، فيما أيد 20% وقف إطلاق النار ولم يؤيد سوى 19% فقط الحرب البرية ، بينما قال 9% من الجمهور الإسرائيلي إنه حائر لا يعرف ماذا يؤيد وماذا لا يؤيد. وفي صحيفة « يديعوت أحرونوت » كتب أيضا ناحوم برنيع على الصفحة الأولى يتساءل عن سبب استدعاء الاحتياط بينما الجمهور لا يرغب في حرب برية ، هذا فيما شككت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية في جدوى الحرب الحالية ووجهت انتقادات لوزير الحرب إيهود باراك جراء استمرار سقوط الصواريخ الفلسطينيية. والخلاصة أن محاذير الحرب البرية كثيرة جدا ، كما أن إطالة أمد القصف الجوي يحرج قادة إسرائيل ويزيد من التعاطف الشعبي عربيا وعالميا مع غزة وحماس ، ويبدو أن ما حدث في نهاية حرب تموز هو السيناريو الأرجح ، حيث يتوقع أن تضغط إسرائيل على مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار يحقق لها نصرا دبلوماسيا يغطى على إخفاقها العسكري المتوقع في الحرب البرية وذلك عبر تسوية دولية تقضي بوقف العدوان وفتح المعابر مقابل أن يتحول قطاع غزة إلى شريط منزوع السلاح تحت سيطرة دولية لوقف صواريخ المقاومة ومنع تهريب الأسلحة إلى القطاع . (المصدر:شبكة الإعلام العربية (ميط ) بتاريخ 7 جانفي 2009)
روبرت فيسك: ليس غريبا أن يكره العرب الغرب!
كتب روبرت فيسك في صحيفة إندبندنت أن إسرائيل فتحت أبواب جهنم على الفلسطينيين بقتلها أربعين لاجئا مدنيا في مدرسة تابعة للأمم المتحدة وثلاثة آخرين في مدرسة أخرى. وقال فيسك إن ما حدث لا ينبغي أن يصيبنا بالدهشة. فهل نسينا مقتل 17 ألفا و500 شخص -جلهم من المدنيين وأكثرهم من الأطفال والنساء- في الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، ومقتل 1700 فلسطيني في مذبحة صابرا وشاتيلا، ومذبحة قانا عام 1996 التي راح ضحيتها 106 لاجئين لبنانيين مدنيين -أكثر من نصفهم كانوا أطفالا- في قاعدة تابعة للأمم المتحدة ومذبحة لاجئي مروحين الذين أمرتهم إسرائيل بإخلال منازلهم عام 2006 ثم ذبحهم طاقم طائرة مروحية إسرائيلية، ولا ننس أيضا موت ألف آخرين في نفس القصف عام 2006 جراء غزو الجنوب اللبناني وكان معظمهم من المدنيين. وأضاف أن المدهش بحق هو أن كثيرا من زعماء الغرب والرؤساء ورؤساء الوزراء والمحررين والصحفيين انطلت عليهم الكذبة القديمة بأن « إسرائيل تبذل كل جهد ممكن لتجنب الخسائر المدنية ». وقال فيسك إن ترديد الجميع لهذه الكذبة كتبرير لتفادي وقف إطلاق النار يجعل أيديهم ملطخة بالدماء من مجزرة أمس. ولو كانت لدى بوش الشجاعة للمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار قبل 48 ساعة، لكان هؤلاء المدنيون الأربعين، من الشيوخ والنساء والأطفال، أحياء الآن. وعبر فيسك عما حدث بأنه لم يكن مشينا فقط بل خزيا وعارا، وأن أقل وصف لذلك هو أنه جريمة حرب، وهذا ما كنا سنقوله لو أن حماس كانت هي التي ارتكبت هذه الشناعة. وعلق بأن زعم إسرائيل أنها تخوض حربنا على « الإرهاب الدولي » بقتالها نيابة عنا في غزة ودفاعا عن قيمنا الغربية وأمننا وسلامتنا ومقاييسنا يجعل منا أيضا شركاء لها في الوحشية التي تصب على غزة صبا. وختم فيسك مقاله بأن من حق الإسرائيليين أن ينعموا بالأمن لكن الميزان مختلف تماما إذا ما قارنا مقتل عشرة إسرائيليين حول غزة في عشر سنوات بمقتل 600 فلسطيني خلال أسبوع فقط وآلاف آخرين منذ 1948. وأضاف أن ما يحدث ليس إراقة دم عادية في الشرق الأوسط ولكنها وحشية على مستوى حروب البلقان في تسعينيات القرن الماضي. وبالطبع عندما يستثار عربي غاضبا وينفث غضبه الأعمى والملتهب على الغرب، سنقول إن هذا الأمر ليس له علاقة بنا. ونتساءل عندها لماذا يكرهوننا؟ لكن دعونا لا نقل إننا لا نعرف الجواب. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 7 جانفي 2008 نقلا عن الصحافة البريطانية)
لقد تم تعديل في المكان ووقت انطلاق المسيرة
وتجدون من خلال هذا الإعلان الجديد المعلومات المطلوبة
Stoppt den Holocaust in Gaza Manifestation national Samedi 10 Janvier 2009, Berne, SCHÜTZENMATTE, 14.30h
مسيرة احتجاجية، على المجزرة المرتكبة في غزة، وذلك يوم السبت 10 جانفي 2009 بساحة Schutzenmatte ببرن في سويسرا على الساعة 14.30h
الحبيب مباركي
المنصف ذويب تبرّع بمداخيل أحد عروض مسرحية «مدام كنزة»:
أين باقي الفنانين والمبدعين من حملة التضامن مع غزّة؟!
تونس ـ الصباح بشكل يكاد يكون «سريا» وبعيدا عن الدعاية الاعلامية وعن «الشعارات» حمل المخرج المسرحي والسينمائي المنصف ذويب محصول مداخيل العرض المسرحي «مدام كنزة» الذي احتضنته مساء السبت الماضي قاعة «الكوليزي» بالعاصمة وتوجه برفقة الممثلة وجيهة الجندوبي (بطلة المسرحية) الى احد المراكز البريدية ليودعه بالحساب الجاري لصندوق (26-23) المخصص لجمع التبرعات لفائدة ضحايا العدوان الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة.. وما من شك في ان تخصيص مداخيل عرض مسرحي او فني من قبل فنان ما او فرقة مسرحية او فنية ـ مثلا ـ لفائدة ضحايا الحروب او لفائدة منكوبي احدى الكوارث الطبيعية هنا أو هناك يعد شكلا عمليا راقيا من اشكال التضامن الانساني والمعيشي والصحي الكوارثي للجرحى والمنكوبين من المدنيين ـ خاصة ـ في حالات الحروب والكوارث لا يمكن ان تخفف من وطأته الا المساعدات العينية بمختلف انواعها ـ هذا دون الاستنقاص طبعا من قيمة اشكال المساندة المعنوية بمختلف اشكالها ـ. ولان عديد الوجوه الفنية والابداعية في تونس قد «تسابقت» خلال الايام الماضية في التعبير لوسائل الاعلام الوطنية عن عميق تأثرها لما يحدث لاخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة الذي اجتاحته آلة الحرب العسكرية الاسرائيلية وحولته الى ساحة لارتكاب انواع مختلفة من اشكال جرائم الحرب في حق الشعب الفلسطيني.. ولان فنانينا ومبدعينا مؤهلون اكثر من غيرهم ـ بحكم التركيبة النفسية الحساسة والرقيقة لذواتهم الحسية باعتبارهم فنانين لكي يكونوا في طليعة المحركين لعملية المساندة المادية والمعنوية للفلسطينيين، فقد كنّا ننتظر ان تكون «هبّتهم» الجماعية لاجل مناصرة اهالي قطاع غزة كبيرة وذات وزن.. الا انه وباستثناء بعض التصريحات التي ادلى بها البعض منهم لوسائل الاعلام الوطنية والتي ترجمت «عميق» حزنهم ومشاعر سخطهم» فانه لم يكن هناك اي مباردة لمساندة عملية منظمة من قبل هؤلاء يمكن ان تعكس حضورهم «المهيكل» باعتبارهم «مجموعة» وليس مجرد افراد على الساحـــــة.. طبعا، قد يكون هناك من بادر بصفة فردية من بين الفنانين والمبدعين بتقديم ما تيسّر من مساعدة للفلسطينيين في غزة.. وقد يكون هناك ـ من بين الفنانين من هو في حاجة لكي يتبرّع له الآخرون! ـ لكن، ومهما يكن من أمر فان المقصود هنا هو الاشارة بالخصوص الى ظاهرة غياب ـ المبدعين والفنانين التونسيين عن حملة التضامن والمساندة للفلسطينيين في قطاع غزة بوصفهم مجموعة و«جهة» مهيكلة ومنظمة وذلك على الرغم من ان هياكل مهنية مختلفة قد اعلن عن تأسيسها وبعثها ـ مؤخرا ـ في اوساط المبدعين مثل نقابة المسرحيين التونسيين ونقابة الفنانين التونسيين.. تأكيد الحضور واذا لا يمكن لاي طرف ان يشكك او يستنقص من صدق مشاعر فنانينا ومبدعينا التي عبروا عنها فرادى وكل بأسلوبه وعلى طريقته فيما يخص تضامنهم وتعاطفهم مع الفلسطينيين في غزة الجريحة.. فاننا كنّا نود ان ياتي تحركهم وان تأتي مبادرتهم التضامنية جماعية ـ ايضا ـ ومنظمة وتعبر عن انهم مجموعة «مهيكلة» ومنظمة بامكانها ان تعبر عن «رأي جماعي» وان تقدم مؤازرة جماعية للفلسطينيين في غزة.. على اعتبار ان المؤازرة الجماعية هي دائما ««أثقل» في الميزان من أية مبادرة تضامنية فردية مهما كان حجمها ومهما كانت قيمتها. محسن الزغلامي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 جانفي 2009)
النار والرماد والسلاح في معرض يحاكي مأساة غزة لرسامة تونسية
تونس (رويترز) – بلوحات خشبية محروقة اختارت الرسامة التونسية آمال زعيم ان تعبر عن ثورة ذاتية وعن ثورة كل مظلوم في الأرض يعاني من إحراق وتدمير وثائقه ومسكنه وحتى أعز الناس عنده. معرض زعيم المُقام حاليا بمركز الثقافة ابن خلدون بالعاصمة تونس بدا وكأنه أُنشئ خصيصا لإلقاء الضوء على الدمار والخراب الشامل الذي لحق بقطاع غزة جراء الهجمات الاسرائيلية المستمرة لليوم الثاني عشر على التوالي والتي خلفت ما لايقل عن 631 قتيلا فلسطينيا. ويتضمن معرض « عودة الروح » 60 لوحة أغلبها اعتمدت على خشب محروق صمم على شكل صواريخ وبنادق وأجساد محروقة ووحوش. وجاءت لوحة « وحش العصر » وهي لوحة ضخمة شبيهة بخريطة غزة وكانت قطعة الخشب مقيدة بسلاسل بدت وكأنها توحي بالقيود الكاملة التي تفرضها اسرائيل على القطاع. وقالت زعيم لرويترز ان قطع الخشب الصغيرة التي تحيط باللوحة هي عبارة عن جنود اسرائيل الذين يطوقون القطاع من كل المعابر الحدودية. وفي تصعيد جاء في أعقاب هجوم جوي استمر على مدى أسبوع اجتاحت قوات ودبابات إسرائيلية القطاع الذي تسيطر عليه حماس يوم السبت الماضي حيث اشتبكت مع مسلحين فلسطينيين. وعن لجوئها الى حرق الخشب وتطويعه الى أشكال فنية قالت آمال زعيم « ان النار تعبر عن الثورة.. وأردت ان أقول انه بعد كل نار ورماد هناك بعث جديد وبعد كل ممات هناك حياة جديدة ». واضافت « رغم السواد والقتامة التي تطغى على اللوحات فاني أقول ان الأمل سيبقى وان الحياة لن تتوقف مهما غطتها النيران في أي مكان ». وتقنية إحراق الخشب نابعة من تجربة ذاتية عاشتها الرسامة حين اقدم احد أقربائها على حرق 50 من أبرز لوحاتها. لكن زعيم تعتقد ان كل من يكتوي بالنار تكون له قدرة متجددة على الخلق والإبداع. وأوضحت »هذا هو الحال بالنسبة للفلسطينيين في غزة.. هم يقولون موجودون مهما أحرقتم ومهما دمرتم ». ولعل في استعمال الرسامة لمواد الخشب والرماد والحديد تعبيرا عن تمرد لطيف في ما يقوم به الانسان في الأرض من دمار وخراب. والرسامة آمال زعيم عضو باتحاد الفنانين التشكيليين في تونس أقامت أكثر من 25 معرض في تونس من بينها معرض حول الدمار الذي سببته موجات المد العاتية وآخر حول العراق. ومن بين اللوحات المثيرة للانتباه لوحة تبرز فيه أجزاء محروقة من حذاء. وقالت زعيم عن هذه اللوحة انها لوحة مهداة الى الصحفي العراقي منتظر الزيدي راشق جورج بوش الرئيس الامريكي المنتهية ولايته بفردتي حذائه الشهر الماضي. وتحدثت عن اللوحة قائلة » الحذاء يعبر عن سخط ورفض وثورة واخر سلاح يمكن ان يستعمله المستضعفون ». وبرزت في المعرض لوحات أُخرى مثل لوحة « الربيع الذابل » و » صاروخ » و »مخالفة » و »دون استئذان »و »أجساد خامدة » و »نفق » و »ميزان » و »اخبار حديثة جدا » وطغى عليها سواد قاتم. لكنه من بين هذه اللوحات القاتمة تطل لوحات أُخرى زاهية نسبيا تتضمن بعض الالوان مثل الابيض والازرق والاصفر فيما يبدو إشارة الى بريق الامل الذي تصوره الرسامة لنفسها ولامتها العربية.
من طارق عمارة
استاثرت مستجدات الاوضاع في قطاع غزة باهتمامات الصحف التونسية
استاثرت مستجدات الاوضاع في قطاع غزة باهتمامات الصحف التونسية التي أبرزت في عناوين صفحاتها الاولى اتهام جامعة الدول العربية لحكومة الرئيس الامريكي المنتهية ولايته جورج بوش بعرقلة الجهود التي يبذلها الوفد الوزاري العربي الموجود في الامم المتحدة لاستصدار قرار من مجلس الامن بوقف الحرب وذلك من أجل إتاحة الفرصة لاسرائيل لمواصلة حربها مشيرة الى اجتماع قريب سيعقده وزراء الخارجية العرب بعد عودة الوفد العربي من نيويورك لدراسة تقرير اللجنة التي شكلت بقرار من الاجتماع الطارئ الاخير لوزراء الخارجية بالقاهرة. كما توجهت الصحف بكل اهتمام صوب الاراضي الفلسطينية في غزة التي تشهد مجزرة اسرائيلية قل نظيرها في التاريخ الحديث متحدثة بتوسع عن تفاصيل العدوان البري والجوي والبحري الاسرائيلي الذي تجاوز عدد ضحاياه من الشهداء عتبة 600 نفس بشرية ومن الجرحى عدة الاف اخرين في ظل تخاذل وصمت مريب في عواصم القرار السياسي الدولي . وعرجت هذه اليوميات على الجهود الدولية المبذولة لوقف هذه المأساة الانسانية التي طالت كل بيت في غزة وركزت في هذا الصدد على المساعي التي يقوم بها الرئيس الفرنسي ساركوزي لوقف القصف على غزة وهو ما علقت عليه صحيفة /الصباح/ في افتتاحيتها حيث رأت ان نتائج الجولة المكوكية لزعيم الاليزيه مخيبة للامال على خلفية الردود الاسرائيلية الرافضة لكل جهود التهدئة متناولة في الاثناء استمرار الاحتجاجات والمواقف المنددة في جل عواصم العالم وبصورة غير مسبوقة بالاستباحة الاسرائيلية لقطاع غزة . وضمن متابعتها لمجريات الاحداث على الصعيد الدولي أوردت تفاصيل عن مستجدات أزمة الغاز الروسية الاوكرانية وإنعكاساتها المباشرة على دول الاتحاد الاوروبي . كما تحدثت عن العلاقات المتازمة بين الهند وباكستان على خلفية تفجيرات مومباي وتطورات الاوضاع الامنية في العراق الذي شهد مقتل قيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني فيما نفذت طائرات تركية من جهة اخرى غارات على بؤر شمال العراق بداعي قصف مواقع لمتمردين اكراد مناؤين لحكومة انقرة . الصحف واكبت ايضا نشاطات المؤتمر الإقليمي العربي حول تعليم الكبار بالعاصمة التونسية الذي تشارك فيه المملكة بوفد يرأسه معالى نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنين الدكتور سعيد بن محمد المليص مضيفة الى ذلك تقارير بشان القضايا التي تنتظر الرئيس الامريكي الجديد الذي يستعد لتولي مهامه قريبا وتوقعات وزارة الدفاع الافغانية التي اشارت الى عدم إنحسار أعمال العنف في البلاد خلال العام الحالي . محليا اهتمت باستقبال الرئيس زين العابدين بن علي يوم امس للمدير العام الجديد للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم // الالكسو // التي تتخذ من العاصمة التونسية مقرا لها . //انتهى// 1420 ت م
(المصدر:وكالة الأنباء السعودية بتاريخ 7 جانفي 2009)
الجزائر: إعتقالات في صفوف النقابيين
إعتقلت قوات الأمن الجزائرية ظهر اليوم رشيد معلاوي رئيس النقابة الوطنية المستقلة لمستخدمي الإدارة العمومية(SNAPAP) وعددا آخر من الإطارات النقابية بساحة الحرية بمدينة وهران (Place d’Armes d’Oran) على أثناء مظاهرة دعت إليها 5 نقابات جزائرية مستقلة تنديدا بالعدوان الصهيوني على غزة. الإعتداءات على النقابيين والمواطنين في الجزائر، كما في تونس و سائر البلدان العربية، دليل آخر على خذلان الأنظمة العربية للقضية الفلسطينية وهو يؤكد مرّة أخرى ترابط نضالات شعوبنا من أجل افتكاك حريتها ونصرتها لأشقائنا في غزة. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 6 جانفي 2009)
عدنان الحاجي يحتجّ على سوء المعاملة
زار اليوم الأستاذان مختار الطريفي، رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وأحمد نجيب الشابي، الأمين العام السابق للحزب الديمقراطي التقدمي، المناضل عدنان الحاجي في سجنه. وقد أعلمهما أنّ أوضاعه السجنية لم تتحسّن رغم إضرابه عن الطعام لمدة أسبوع تقريبا احتجاجا على سوء المعاملة التي يتعرّض إليها. (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 6 جانفي 2009)
بعد سنة على انتفاضة الحوض المنجمي: الأهالي صامدون رغم القمع والتنكيل
في الخامس من جانفي من السنة الماضية انطلقت في مدن الحوض المنجمي من ولاية قفصة سلسلة من التحركات الشعبية احتجاجا على فساد مناظرة لانتداب أعوان وكوادر شركة الفسفاط، تحوّلت مع تجاهل سلط الإشراف لها إلى انتفاضة على مجمل السياسات الاقتصادية والاجتماعية والصحية والبيئية التي يتخبّط فيها الأهالي منذ أكثر من نصف قرن. وشملت هذه الاحتجاجات معتمديات المظيلة والمتلوي والرديف وأم العرائس وشاركت فيها أغلب فئات المجتمع من عاطلين عن العمل ومعطلين من أصحاب الشهائد وطلبة وتلاميذ وأجراء… التي مارست كل أشكال النضال السلمي في الدفاع عن حق الشغل وعن توزيع عادل للثروة، مثل إضرابات الجوع والاعتصامات والمسيرات ونصب الخيام في الأماكن العامة وتعطيل حركة نقل الفسفاط… لقد سعى نظام الحكم طيلة الأشهر الأولى من هذه الاحتجاجات إلى تجاهلها مراهنا على عامل الوقت لإفشالها، وحين لاحظ تصميم الأهالي على مواصلتها استعمل كل العلاقات العائلية والنّعرات العشائرية والإمكانيات المالية والميليشياوية والحزبية لتفريق صفوفهم وإضعاف وحدتهم وكسر إرادتهم وشراء ضمائرهم، لكنه فشل مرة أخرى في ذلك فالتجأ إلى الحل الأمني، خياره الأصيل، الذي تمّ استعماله بشكل فجّ في إيقافات أفريل التي طالت قادة الحركة بالرديف وانتهى بتعزيز صمود المحتجين وتغذية نضالاتهم، كما وقع تعميمه على كل المدن المنجمية عبر ضرب حصار متواصل على مداخلها وتسيير دوريات في أحيائها وأنهجها والضّغط المستمر على نشطائها، وانتهى بالهجوم الوحشي على سكانها وانتهاك حرمات بيوتها، وإتلاف وسرقة ممتلكات أهاليها واعتقال المئات من شبان الحركة وكوادرها وتعذيبهم وإحالتهم على محاكم جائرة بعد أن فـُتح الرصاص الحيّ على أهالي الرديف الأمر الذي أوقع قتلى وجرحى يوم 6 جوان 2008 حيث وقع الالتجاء أيضا إلى تدخل وحدات من الجيش في سابقة منذ 1984. إن أهالي الحوض المنجمي لم يجدوا ما يوحّدهم طيلة أكثر من 6 أشهر من الاحتجاجات أكثر من الظلم والغبن الاجتماعي والتفاوت الجهوي واتساع دائرة الفقر والبطالة والتهميش، وخضوع سياسات التشغيل إلى معايير الرشوة والمحسوبية والولاءات السياسية، رغم ما تدرّه الجهة من أموال الفسفاط الطائلة التي تجد طريقها إلى جيوب قلة من العائلات المالكة وما لفّ لفها من رموز الفساد الجهوي. إن نظام بن علي لم يجد ما يواجه به تلك التحرّكات السلمية المدنية المشروعة غير ترسانته الأمنية والقضائية القمعية في اختزال واضح لإفلاس سياساته المعادية لمصالح الشعب وتطلعات طبقاته وفئاته المسحوقة، وإن إمعانه في مواصلة محاكمة عدنان الحاجي وبشير العبيدي والطيب بن عثمان ورفاقهم إلا تعبيرا جليّا على ضيق صدره بالمطالب الاجتماعية العادلة، وإصراره على فرض سياسة النهب وإفقار المجتمع ورهن مقدرات بلادنا وخيراتها لفائدة أقلية نهّابة حاكمة تأتمر بأوامر المؤسسات المالية العالمية وكبرى الشركات المتعددة الجنسيات. إن صمود المنجميّين نساء وأطفالا، شيبا وشبّانا طيلة سنة كاملة قد تكسّرت عليه غطرسة نظام الحكم وصلفه وحوّل قضية الحوض المنجمي إلى قضية وطنية ودولية، وإننا في حزب العمال الشيوعي التونسي ندعو إلى دعم هذا الصمود بتفعيل حركة التضامن معه وصهرها في مبادرة جماعية فعّالة تتجاوز فيها كل الفعاليات السياسية والنقابية والحقوقية النسائية والشبابية والثقافية تردّدها أو خلافاتها أو حساباتها، وتتركّز على العمل من أجل إطلاق سراح المعتقلين وحفظ القضايا وإيقاف التتبع في حق شباب الحوض المنجمي وفكّ الحصار الأمني على مدنه، وفتح تحقيق جدي ومستقل في الانتهاكات والفظاعات وجرائم القتل التي حصلت في حق أهاليه، والإسراع بمعالجة الأوضاع الحياتية للسكان وخاصة توفير الشغل لضحايا البطالة وبعث مشاريع اقتصادية هامة ذات طاقة تشغيلية كبيرة تعزّز حقهم في العيش الكريم. وإننا في حزب العمال إذ نستلهم من انتفاضة الحوض المنجمي أفضل الدروس للتقدم بقضايا شعبنا في سبيل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، فإننا نثمّن كل التضحيات التي تبذل في تكريس تلك القضايا، كما أننا نقف بالخصوص إجلالا أمام قافلة شهداء الحركة: هشام بن جدو في تبديت، ونبيل شقرة في المتلوي، والطاهر السعيدي في أم العرائس، وحفناوي المغزاوي وعبد الخالق العميدي في الرديف، ونؤكّد لهم أننا لن نخذلهم وسنظل على العهد ثابتين. – عاشت نضالات أهالي الحوض المنجمي – الحرية لمعتقلي انتفاضة المناجم – سحقا لسياسات التفقير والنهب والتنكيل الجائرة. حزب العمُّال الشّيوعي التّونسي تونس في 5 جانفي 2009 (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 6 جانفي 2009)
وجهة نظر: من يُزايـد على من؟
تزامنت محاكمة قادة الحركة الاحتجاجية بالحوض المنجمي يوم 11 ديسمبر 2008، وما حفّ بها من خروقات وأحكام قاسية، بإطلاق السلطة وأحزاب الموالاة وبعض القوى الديمقراطية والنقابية لتـُهَم بتسييس القضية والملف وتوظيفهما. لقد جاء في حديث الوزير الأول محمد الغنوشي في لقاء مع الصحافة التونسية يوم 20 ديسمبر الماضي متحدثا عن تطورات الأوضاع بالحوض المنجمي « أن هناك استغلال سياسي لمشاكل حقيقية »، وكانت الأحزاب المخزنية قد كررت الأقوال نفسها في بياناتها وتصريحات ممثليها. أما بيان المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل فعبّر عن رفضه « كافة أشكال التوظيف وكل أساليب التعكير »، في حين دعت « المبادرة الوطنية من أجل الديمقراطية والتقدم » إلى « تكثيف المساعي الإيجابية والتحركات التضامنية بعيدا عن المزايدات والتوظيف ». لقد كان منتظرا من وجوه السلطة أن يطلقوا مثل تلك التصريحات، وقد دأبوا على ذلك، باتخاذ بعض القوى كفزاعات لإخافة الجماهير الشعبية والتشكيلات السياسية ومكونات المجتمع المدني منها في محاولة لعزلها عن المساهمة الفعلية في كل الفعاليات النضالية، وفي هذه الحالة لمزيد الانفراد بأهالي الحوض المنجمي ومعتقليه والتنكيل بهم والتشفي فيهم على ما سموه « عصيانا » ورفضا لمجمل سياساتها في الجهة. والسلطة إذ ترمي خصومها بتوظيف التحركات الاحتجاجية فلكونها ترى أن التعاطي مع الشأن العام بصفة عامة هو من اختصاصها هي فحسب ولا يجوز لغيرها حتى مجرد إبداء الرأي فيه. وهذه في الحقيقة خاصيّة من خاصيات الأنظمة الدكتاتورية بصفة عامة. لقد حاولت السلطة طيلة الأشهر الأولى من الاحتجاجات الشعبية في مدن الحوض المنجمي التعتيم عليها إعلاميا ومحاصرتها أمنيا بغاية إخفاء إخفاقاتها وانتهاكاتها ومنع تشكل حركة مساندة لها ومتضامنة معها، وأساسا لصدّ أي التقاء والتحام بين الحركة الاجتماعية والحركة السياسية قد يتم في إطاره تجذير النضالات وتوسيع آفاقها وتطوير أساليب دعايتها وتحريضها، وقد نجحت في ذلك نسبيا، وإن لم يمنع الأطراف التي لها حضور تقليدي في الجهة من لعب دورها في إسناد الحركة وضمان استمراريتها، وكان أن دفع العديد من مناضليها ضريبة ذلك تنكيلا وتعذيبا واعت (المصدر: « البديـل عاجل » (قائمة مراسلة موقع حزب العمال الشيوعي التونسي) بتاريخ 6 جانفي 2009)
بسم الله الرحمان الرّحيم
نودّع عام الاحتجاجات و نستقبلُ عام الانتخابات صدق من قال : الطريق ليس صعبا ولكن الصعب هو الطريق ألمن يحين بعد الأوان للعودة كما كنّا أكثر اتحادا وأكثر إلتحاما و أخوة.
لابد أن يأتي اليوم الذي يتحقق لدى الجميع بضرورة الحوار بلا استثناء او اقصاء كيف نحقق الانفراج و الوئام والعيش المشترك؟ توقفت القافلة لتعود المسير من جديد هل يمكن تحقيق المصالحة بدون الحوارالوطني «التضحية أساس النجاح» و تجفيف منابع الإقصاء و عنف الدولة في تونس كيف تغيير موازين القوى في الواقع الدكتور الصادق شورو : « أقول لمن يريد توجيه رسالة ترهيب من خلال إيقافي إنه أخطأ العنوان ». ان معركتنا الحقيقية هي ضد الاستبداد ومن اجل استرجاع حقوق المواطنة دون استثناء او اقصاء إنّ إعادة الدكتورالصّادق شورو للسّجن.. هو رسالة إقصاء و استعلاء مضمونة الوصول ترفض الحوارمع المخالف للرأي و طي صفحة الماضي «التضحية أساس النجاح» « قل هذه سبيلي ادعو الى الله على بصيرة انا ومن اتبعني وسبحان الله »(سورة يوسف 108) (الجزء 3/7 )
بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس باريس في 7 جانفي 2009 نودّع عام الاحتجاجات و نستقبلُ عام الانتخابات : عام 2008 في تونس كان عاما للاحتجاجات والاستعدادات، احتجاج أهالي الحوض المنجمي على البطالة وسوء توزيع الثروات المتزامن مع تعمّق الأزمة المالية العالمية وتحولها إلى إعصار لا يبقي ولا يذر، والاستعدادات للانتخابات الرئاسية و التشريعية المزمع عقدها في أكتوبر 2009. احتجاجات للأهالي على الخيارات الاقتصادية الحكومية وكذلك للمجتمع المدني على تعامل الحكومة وللأمن وللقضاء، للحكومة على أداء المعارضة وللمنظمات الحقوقية في ما بات يعرف بأزمة الحوض المنجمي. يرى خميسّ الشماري أنّ الأسباب التي أدت إلى اندلاع الاحتجاجات لم تعالج بعدُ و لذلك فالظرفية سانحة خلال العام الجديد لتشهد تونس احتجاجات مماثلة ما لم يتحرك المعنيون مباشرة لفتح حوار جدّي حول مشكل « الحوض المنجمي « ككل و ليس مشكلة التشغيل أو الانتداب فقط، فالأزمة سياسية ، اقتصادية ، اجتماعية و بيئية و العمل على النهوض بأوضاع تلك المنطقة بات أمرا جدّا ملح و مصلحة وطنية عليا. أما الاستعدادات للانتخابات، فاختُزلت في التعديل الدستوري الذي أعلن عنه الرئيس بن علي و الذي أراد من خلاله » توسيع الترشحات والحفاظ على جديتها « ، و اعتبرته المعارضة » تأبيدا للرئاسة مدى الحياة وتكريسا لمنطق الوصاية » على قرارات الأحزاب السياسية واستقلالياتها و فتح » معركة الترشّح « . انتخابات العام المقبل ستدور في مناخ سياسي و تشريعي متخلف ، فلا القانون الذي أعلن عنه الرئيس بن علي الذي حدّد سلفا من سينافسه في السباق الرئاسي يمكن أن يكون ضامنا لتعدّد الترشيحات او جديتها باستثناء تعدّد ممثلي الأحزاب التي تعرضت للاحتواء من قبل الحكم ، و لا وضع الحريات الصحفيّة و الحريات الخاصة يسمح بانتخابات شفافة وديمقراطية. فالأمور محسومة سلفا و لا يمكن أنّ نلمس أيّ مؤشر على انفتاح من نوع ما يجعلنا نقرّ بانّ انتخابات 2009 لن تكون كسابقاتها مادام الخصم هو ذاته في كلّ عملية انتخابية ناهيك عن عدم إفساح المجال أمام الشخصيات الوطنية لإعلان ترشّحها بموجب هذا التعديل الدستوريّ الجديد. اعتبر الشّماري انطلاقا من تجربته في السابق مع مجلس النواب التونسي (البرلمان) يمكن التأكيد على أنّ قضية عدد النواب في البرلمان و التي رفعها الرئيس هي « مهزلة بكلّ المقاييس ». فالنواب في تونس موزعون بين قسمين ، نوّاب موالون للسلطة و ينتمون إلى أحزاب الديكور (أحزاب تسمي نفسها معارضة لكنها تساند الخيارات الحكومية) و عددهم الأكبر، ونواب قليلون للغاية ينتمون إلى الأحزاب التي لها نفس استقلاليّ و بعض المصداقية. وأنّ حزبين قانونين هما الحزب الديمقراطي التقدمي و التكتل من أجل العمل و الحريات غير ممثلين في البرلمان و لا يبدو أن السلطة مستعدة لمنحهما مقاعد نظرا لمحاولتهما الحفاظ على استقلاليتهما ضدّ سياسة الاحتواء التي ينتهجها النظام تجاه الأحزاب المعارضة الراديكالية ومنظمات المجتمع المدني المستقلة. إذن الانتخابات في تونس لن تحمل أيّ رهان انتخابيّ، هذا ما يخلص إليه مراقبون و محللون سياسيون ، فعلى الرغم من حملة العلاقات العامة التي تقودها الحكومة المُقبلة على استحقاق يقتضي إعادة إنتاج نظام في حلل بهية غير الموجود عليها حاليا ، استطاعت بعض الشخصيات المعارضة على غرار المحامي أحمد نجيب الشّابي بإعلانه للترشح للانتخابات الرئاسية – وهو ممنوع قانونا من فعل ذلك- من فضح « الفلم » الجديد الذي يتمّ التحضير له قبيل العملية الانتخابية. ولطالما أنّ المعركة في تونس لا تحمل أبعاد انتخابية و إنما رهانات سياسية ينبغي من خلالها توحيد صفوف المعارضة المشتتة لكن للأسف لم يحصل هذا. يقول خميس الشّماري: »حتى من يدعو إلى مقاطعة الانتخابات اليوم مقاطعة نشيطة فهو في نظري مخطأ ، لأن المقاطعة تتطلب موازين قوى غير الموجودة حاليا « . لا بد أن يأتي اليوم الذي يتيقن فيه الجميع أنه لا حل لمشكلات البلاد إلا بحوار لا يقصي أحدا ولا يستثني فكرا ولا مرجعية ، ولا بد من تغيير طريقة التعامل مع ملف حركة النهضة وقيادتها بتمكين المغتربين من العودة إلى وطنهم والمسرحين من استرجاع حقوقهم ووقف المضايقات المسلطة عليهم. أزمة البلاد ليست أزمة نصوص بل هي أزمة ممارسة وقد سارع العديد من الاحواب السياسية والمنطمات الحقوقية بالمطالبة بإطلاق سراحه فالمطلوب من جميع قوى الحية في البلاد و محبي السلام المسارعة بالامضاء على هذه العريضة ([1]). اعتقال رئيس حركة النهضة : اعتقل يوم الجمعة 21 نوفمبر 2008 السجين السياسي السابق وعندما اعتقل في بداية التسعينيات كان الدكتور الصادق شورورئيسا لحركة النهضة استجوب من قبل فريق من أعوان إدارة أمن الدولة حول التصريحات التي أدلى بها لموقع » اسلام أون لاين » فإن اعتقال د. شورو جاء على خلفية إدلائه بتصريحات لم تلق قبولا من السلطات التونسية، عقب الإفراج عنه مؤخرا، وخاصة تصريحاته لشبكة « إسلام أون لاين. نت » وقناة « الحوار » اللندنية، قال فيها إن حركته لم تتصدع تنظيميا، وإنها بصدد العودة إلى العمل السياسي العام.( القضية عدد 39848 ) مأدبة عشاء بمنزل الدكتور الصادق شورو: عمدت السلطة إلى محاصرة المنزل و أغلقت كل المنافذ المؤدية إليه بقوات كبيرة من الشرطة بالزي الرسمي و أعداد غفيرة من البوليس السياسي التي منعت وصول الضيوف إلى المنزل . تلبية لدعوة لمأدبة عشاء نظمها السيد الصادق شورو وإحتفالا بإطلاق سراح الدفعة الأخيرة من » مساجين العشريتين » ، عبر وفد الحزب الديمقراطي التقدمي و على رأسه الأمينة العامة السيدة مية الجريبي بعد أن تمكنت من الوصول إلى منزل الدكتور الصادق شورو عن تهانئته باطلاق سراح جميع المسرحين و إكبارها لنضالاتهم و صمودهم و رفضهم للحصار المسلط عليهم . فما الداعي الى هذا الاستنافر من السلطة لمجرّد زيارة عادية يعبر الناس فيها على عواطفهم وعلاقاتهم الإجتماعية ؟ لم يكد يمر أسبوعان على الإفراج عنه حتى بدأ مسلسل المضايقات تؤكيدا لما كانا نخشاه من تواصل السياسة التي سلطت على مساجين العشريتين عبر الحرمان من العمل و العلاج و استئناف الحياة الطبيعية .. الدكتور الصادق شورو: دكتور في الفيزياء ، حكم عليه بالسجن المؤبد ، قضى أكثرمن 14 سنة في العزلة الإنفرادية ..! ، قام بأكثر من 36 إضرابا عن الطعام ..! ، معاناة متواصلة منذ 18 سنة ..! الصادق بن حمزة بن حمودة شورو مولود بجربة في 10 فيفري 1948 أستاذ محاضر بكلية الطب بتونس و بكلية العلوم بتونس ومدرس بالاكاديمية العسكرية و عضو نقابة التعليم العالي بالاتحاد العام التونسي للشغل ، عضو لجنة البحث العلمي بالمركز الجامعي للبحث ببرج السدرية . متزوج من السيدة آمنة النجار و له أربع أبناء (أسماء مرحلة ثالثة وهاجر رابعة جامعة متزوجة و – وجيه 23 سنة مستوى 6 ثانوي – إسلام 6 ثانوي ) في بلاغ من الهيئة التنفيذية للحزب الديمقراطي التقدّمي بتاريخ 5 يسمبر 2008 حول إيقاف السيد الصادق شورو الرئيس السابق لحركة النهضة وتوجيه تهمة الاحتفاظ بجمعية غير مرخّص فيها إليه بعد ثلاثة أسابيع من إطلاق سراحه بعد أن قضّى ثمانية عشر عاما خلف القضبان عانى فيها ويلات الاعتقال والسجن الانفرادي بسبب انتمائه لحركة قررت السلطة تصفيتها من الوجود بدون جدوى. أعلن الحزب الديمقراطي التقدّمي و كذلك العديد من الجمعيات الحقوقية التي سبق أن عبّرت عن ارتياحها لإطلاق آخر دفعة من مساجين حركة النهضة أنها تدين بشدّة إعادة اعتقال السيد الصادق شورو وتطالب بالإفراج عنه فورا ورفع كل أنواع المحاصرة والتضييق على جميع المساجين المسرّحين. وأكد الحزب الديمقراطي التقدّمي أن كل ما تعرّض له هؤلاء من حرمان من أبسط حقوق المواطنة يجعل من سنّ قانون العفو التشريعي العام حاجة ملحة ومقدمة ضرورية لطيّ صفحة الماضي الأليم وتنقية المناخ السياسي العام بالبلاد ووضع حدّ لمحاكمات الرأي وإقصاء المخالفين في الرأي ومحاصرة أنشطة أحزاب المعارضة. كما تعرض القيادي بالحركة الإسلامية السيد علي العريض للإحتجاز التعسفي بعد ظهر يوم 01 نوفمبر 2008 ( من الثالثة و 20 د إلى السادسة و 30 د ) و لئن كان سبب الإحتجاز في أغلب المرات السابقة هو التنبيه عليه بالإمتناع عن النشاط السياسي و حضور التظاهرات الثقافية و الحقوقية ، فإن مبرر الإعتقال الأخير يؤكد الرغبة في الإضطهاد و اختلاق التعلات الواهية .. قال السيد علي العريض الناطق السابق باسم النهضة ([2])، إن استبعاد الحركة من الساحة السياسية لا يساعد البلاد على الحياة السياسية المتوازنة ولا يزيد سوى تأخير إشراك كل الأطراف في الانتقال الديمقراطي المنشود. وأضاف لـ «الشرق الأوسط» أن النهضة تسعى إلى الاندماج في النسيج السياسي وإنهاء حالة التشنج، لتستطيع التفرغ هي والسلطة إلى ما هو أهم. وحول إمكانية السماح للحركة بالعودة للنشاط السياسي، قال إنه لا توجد مؤشرات حقيقية على ذلك وإن السلطة لا تنوي إدماج الحركة في الحياة السياسية على الأقل في الوقت الحاضر وإن النهضة ليست مثلما يصورها بعض المغالين. وان الحركة تغيرت بصفة جذرية خلال العقدين الماضيين واستوعبت درسها جيدا وفهمت مزاج العصر حتى أن بعض كتابات قادة النهضة اليوم أصبحت مراجع في تركيا ولبنان والمغرب. وأن النهضة لا تطلب المستحيل وهي مستعدة على الدوام للتحاور وتوضيح مواقفها من كل القضايا برؤية معاصرة وتبديد المخاوف([3]). اعتبر علي العريض الناطق الرسمي السابق باسم حركة « النهضة » ([4])أن « الحكم أراد من خلال إعادة سجن شورو أن يحدد سقفا للحركة، وعبر عن هذا السقف أحد الصحفيين المقربين من الحكم الذي اعتبر أن الحركة ينبغي أن تعي أن أولوياتها إنسانية وليست سياسية، بمعنى أنه على الحركة أن تهتم بعودة اللاجئين من أنصارها والظروف الاجتماعية السيئة التي يعيشها أبناؤها لا أن تطالب بحقها في المشاركة السياسية بل تصمت عن ذلك ». وقال علي العريض: « أنا قلت منذ الإفراج عن هؤلاء الإخوة إنه لا توجد أي دلالات سياسية لهذا العفو كأن يفهم منه مثلا أنه إشارة إلى عزم السلطة مثلا فتح صفحة جديدة مع المعارضة، أو تخليها عن الأساليب التي اعتمدتها في إدارة الشأن العام وسماحها بهامش حرية ». كما أكد العريض على أنه « لا يمكن الحديث عن دلالات سياسية وعلى انفتاح ما للسلطة، إلا إذا قررت الأخيرة فتح الباب أمام أبناء النهضة للمشاركة السياسية والعمل، ومكنتهم من الحق في التعبير عن آرائهم بحرية، وممارستهم للعمل السياسي.. أما وهم ممنوعون حتى من التنقل فمن الصعب أن نتحدث عن انفتاح وإن كان ذلك ما نأمله ». وبعد خروج آخر دفعة من أبنائنا من السجون في نوفمبر الماضي، يضيف العريض، بدأت تطرح داخل الحركة وفي البلاد وحتى داخل السلطة نفسها تساؤلات عن الخطوة التي يفترض أن تَلِي إطلاق السراح، هل سيقوم الحُكْم بإعادة الحقوق إلى أصحابها، كأن يعيدهم إلى أعمالهم، ويمكنهم من حقهم في السفر والعلاج وحقهم في المشاركة السياسية؟ ». « لكن إقدام السلطة على إعادة اعتقال شورو قد يفهم منها أن الحكم -أو بعض أجنحته على الأقل »- بحسب علي العريض « يريد أن يقول: على النهضة ألا تفكر في الخطوات التالية فلا حقوق سياسية ولا مدنية، ولا يجب أن تأمل الحركة في أكثر من أن يظل أبناؤها مطلقين وصامتين لا أكثر ولا أقل »([5]). قال زياد الدولاتلي ([6])القيادي بالحركة: إن « من أبرز الدلالات لإعادة سجن شورو الذي أفرج عنه في نوفمبر الماضي هو أن الدولة ترغب في إبقاء أبناء الحركة المطلقين صامتين، وتوضيح أن صدرها ضاق بالصوت المعارض حتى وإن كان ذلك الصوت من الداعين إلى الحوار وإلى طي ونسيان صفحة الماضي مثلما هو حال الدكتور شورو ». واعتبر أن « الحكم أراد من إعادة سجن القيادي النهضوي معاقبته شخصيا على التصريحات التي أدلى بها بعد خروجه من السجن، ومنها الحوار الذي أجراه مع « إسلام أون لاين.نت » بعيد الإفراج عنه والتي أكد فيها أن حركته ما زالت قوية ومتماسكة وذلك برغم المحنة الطويلة التي عاشتها، وأن النصر آت لا محالة ». وتابع الدولاتلي قائلا: « كأن الحكم، أراد من خلال إعادة سجن شورو، وخاصة حرمانه من قضاء أول عيد له مع عائلته منذ 18 عاما، النيل من عزيمته وكسر إرادته، خاصة بعد أن تبين للحكم أن فترة السجن وكل ما عاشه الشيخ من تنكيل لم تنجح في النيل منه »([7]). تمسك الدكتور الصادق شورو بحقه في حرية التعبير و الإدلاء بالتصريحات الصحفية و حقه في التنظم و ذكّر بأن حركة النهضة قدمت طلبا للحصول على التأشيرة للعمل العلني في إطار القانون و أن من حقه استضافة من يريد إلى منزله و أنه لا يستطيع منع من جاء لتهنئته، و قد استغرق الاستجواب حوالي النصف ساعة. ثم تُرك موقوفا إلى حدود الساعة السادسة مساء دون استجواب قبل أن يوجه إليه نائب رئيس منطقة الشرطة ببن عروس تنبيها بعدم استدعاء أعضاء هيئة 18 أكتوبر للحقوق و الحريات و أنه يعتبر مأدبة العشاء اجتماعا غير مرخص فيه فتمسك الدكتور الصادق شورو بحقه في تنظيم هذه المأدبة، و أطلق سراحه على الساعة السابعة من مساءا أن قنوات التواصل مع السلطة الآن هي عبر المضايقات، لان السلطة عندنا وللأسف لم تتدرب ولم تتعود على مفاوضة مخالفيها، فهي تأمر وتنهي وتعاقب ولا تفاوض. وأملنا في أن تستفيد السلطة من تجربتها وتغير أسلوب تعاملها مع المبادرات الجادة، فالتفاوض كما هو معلوم هو نتيجة مباشرة لموازين قوى قائمة. ولو أنه فكر في أولاده وزوجته لما فعل ذلك عندما كان يعذب حتى يشارف على الموت ليعترف على إخوانه بتنظيم انقلاب ولكنه لم يفعل. و لهذا كله اقول صدق الدكتور الصادق في موقفه و في تمسكه بحقه في التعبير وفي تصريحه واقول لمن جمّد عضويته هذا من حقك و من واجبك ان تنصح بما تراه صالحا ولكن ليس من حقك ان تتشفى في اخيك و هو في موقع الشعور بالمسؤولية والامانة التي في رقبته بالإنتخاب لا بالتعيين و سدّ الشغور يوم دخل السجن منذ 18 سنة. ونحن ليست لدينا أوهامًا نعلم ونعي أن ميزان القوى اليوم هو في صالح السلطة، وسنعمل ما استطعنا إلى تحلويله و تغيير ذلك ما استطعناً، لدفعها إلى لحظة تفاوض جدي ومسئول حول الحد الأدنى المقبول من المواطنين لضمان الحياة الآمنة والكريمة في بلادهم التي ليست لهم بلد غيره. اذ ان لهم حقوق وعليهم واجبات مثل غيرهم لا اكثر ولا أقل. ونعبر عن رفضنا للقوانين الجائرة التي تخنق الحياة السياسية ومنها قانون الأحزاب والجمعيات والصحافة وندعو الجميع إلى النضال من أجل إلغائها، و نعتبر أن محاكمة الدكتور الصادق شورو هي بكل المقاييس فضيحة سياسية ودلالة سافرة على استمرار السلطة في نهج الإقصاء والانغلاق،وانقطاعها عن حركة الزمن. بعد خروج المساجين ليس ما يبررالمواجهة العدائية مع النظام بل من رجاحة العقل البحث عن سبل لتطبيع العلاقة ومد جسور النية الصادقة في طي صفحة الماضي والاعتراف بالأخطاء وندعو السلطة إلى إطلاق سراح الدكتور الصادق شورو وكل مساجين الحوض المنجمي وشباب الصحوة وتهيب بأبناء حركة النهضة وبكل أنصار الحرية أن يكثفوا الضغوط من أجل ذلك. » و انّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه و لا تتبعوا السبل… » (الانعام 153) و للحديث بقية ان شاء الله باريس في 7 جانفي 2009 بقلم : عبد السّلام بو شدّاخ، احد مؤسسي الحركة الاسلامية في تونس [1] – petition2008sadekschourou@googlemail.com [2] – .(المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 نوفمبر 2008) [3] – .(المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 نوفمبر 2008) [4] – (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 17 ديسمبر 2008) [5] – (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 17 ديسمبر 2008) [6] – (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 17 ديسمبر 2008) [7] – (المصدر: موقع إسلام أونلاين.نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 17 ديسمبر 2008)
مشروع جديد لحل أزمة الرابطة
تتوالى المبادرات منذ ثلاث سنوات أو أكثر لحل أزمة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التي تعطل نشاطها بسبب خلافات داخلها سواء على مستوى الرابطيين أو الحساسيات داخلها، وكذلك في ما يخص الإشكال الحاصل بين مكتبها وبعض فروعه. وقد أفادت مصادر مطلعة داخل الرابطة أن مبادرة جديدة قد أطلقت أخيرا للتوصل الى حل بشأن الخلافات، وهي صادرة عن بعض الرابطيين من حساسيات مختلفة، ويبدو حسب هذه المصادر أن هناك تطورا في الإجماع حولها. فهل تمثل هذه المبادرة حلا لأزمة الرابطة أم أنها ستؤول إلى الفشل كسابقاتها من المبادرات؟ ذلك ما ستجيب عنه الأيام القادمة. صندوق التعويض ونفقات الدعم سجلت نفقات دعم المواد الاساسية خلال السنتين الأخيرتين ارتفاعا هاما نتج أساسا عن ارتفاع الاسعار في السوق العالمية من ناحية والتراجع النسبي لحجم الانتاج المحلي بسبب الظروف المناخية غير الملائمة من ناحية أخرى؟ وقد بلغت نفقات الدعم حوالي 600 مليون دينار سنة 2007، أي ما يناهز 1 فاصل 4 في المائة من الناتج الداخلي الخام. ومن المنتظر أن تكون هذه النفقات قد بلغت أكثر من ألف مليون دينار خلال سنة 2008 المنقضية، وهو ما يمثل أكثر من 2 في المائة من الناتج الداخلي الخام.لكن على ضوء تراجع أسعار المواد الاستهلاكية في الاسواق العالمية خلال السداسية الأخيرة وبعض المواد الاخرى ذات الأهمية ينتظر أن تتراجع نفقات صندوق التعويض بشكل ملحوظ. سفير جديد للسودان علمت «الصباح» من مصادر عليمة انه تم تعيين السيد عمر حيدر أبو زيد سفيرا جديدا للخرطوم في تونس خلفا للسيد عبد الوهاب الصاوي. يذكر أن السيد عمر حيدر أبو زيد يشغل خطة مدير الادارة العربية في وزارة الخارجية السودانية ومن المنتظر أن يتولى منصبه الجديد نهاية الشهر الجاري. القطب التنموي ببنزرت أفادت مصادر عليمة أنه تم استكمال الدراسة حول التموقع الاستراتيجي للقطب التكنولوجي للصناعات الغذائية ببنزرت وكذلك الدراسات الفنية المتعلقة بتهيئته، إلى جانب تنفيذ برنامج مشترك مع الأطراف المعنية للترويج للقطب من خلال المساهمة والمشاركة في التظاهرات المختصة بتونس والخارج قصد استقطاب الاستثمارات الأجنبية والتعريف بالقطب.وقد انطلقت أشغال التهيئة لإنجاز القطب التكنولوجي للصناعات الغذائية في أكتوبر2008. سلوك مروري طائش كثيرة هي السلوكات العنيفة لدى فئة الشباب في الطريق ومن بينها السياقة المتهورة والتفوه بكلام بذيء تجاه السواق الآخرين والقيام بحركات غير لائقة من شأنها أن تشنج اعصاب باقي السواق ومستعملي الطريق وتناول الكحول وتجاوز العدد المسموح به من الركاب بالسيارة، الأمر الذي يدعو الى نشر ثقافة وتربية مرورية ودعم دور الأولياء والمدرسة والمجتمع في هذا المجال لتهذيب سلوك الشباب المروري. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 7 جانفي 2009)
خمس اتفاقيات تمويل بين تونس والاتحاد الأوروبي بقيمة 106 ملايين يورو
تونس: وقعت تونس والاتحاد الأوروبي 5 اتفاقيات تمويل على شكل هبات بين الجانبين بقيمة تصل إلى 106 ملايين يورو موجهة لمشروعات البنية الأساسية. وذكرت جريدة « الوقت » البحرينية أنه وفق الاتفاقية الأولى تساهم المفوضية الأوروبية في برنامج ترشيد التصرف في الأموال العامة بمبلغ 30 مليون يورو على شكل دعم مباشر في ميزانية الدولة في حين تهدف الاتفاقية الثانية والتي تمنح بموجبها تونس هبة قدرها 33 مليون يورو إلى دعم تنمية قطاعي البيئة والطاقة. أما الاتفاقية الثالثة والبالغ قيمتها 30 مليون يورو والرابعة 10 ملايين يورو والخامسة 3 ملايين يورو فهي لدعم جهود تونس في تنفيذ اتفاق الشراكة وخطة عمل سياسة الجوار مع الاتحاد الأوروبي. وتولى التوقيع على هذه الاتفاقيات عن الجانب التونسي وزير التنمية والتعاون الدولي النوري الجويني فيما مثل الجانب الاوروبي رئيس بعثة المفوضية بتونس السفير ادريانوس كوتسانروجتير.
(المصدر:شبكة الإعلام العربية (ميط ) بتاريخ 7 جانفي 2009)
فان دي فيلد البلجيكية تنقل انتاجها من أوروبا الشرقية الى تونس
بروكسل (رويترز) – قالت شركة فان دي فيلد البلجيكية للملابس الداخلية الفاخرة انها ستنقل انتاجها من أوروبا الشرقية الى تونس بشكل أساسي. وذكرت الشركة مساء الثلاثاء أنها ستغلق مصنعها في المجر الذي يعمل فيها 345 عاملا. واضافت أن نسبة صغيرة من القوة العاملة قد تنتقل الى مصانع أخرى للشركة في بلجيكا واسبانيا وتونس. وقالت الشركة في بيان « ستلتزم فان دي فيلد بشكل صارم بكل الاجراءات المتبعة وفي حالة الاغلاق التام ستتفاوض مع العاملين على صفقة تسريح عادلة. » وتصدر فان دي فيلد انتاجها الى دول الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة وجنوب شرق اسيا. وبلغ صافي ايرادات الشركة 130.3 مليون يورو في عام 2007 ولديها مراكز انتاج في تونس والمجر ورومانيا والصين وبلجيكا
(المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 7 جانفي 2009)
تونس في07- 01- 2009 بقلم محمد العروسي الهاني مناضل – كاتب في الشأن الوطني و العربي و الإسلاميبسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين الرسالة 531 على موقع تونس نيوز
شكر لقناة المستقلة على اهتمامها الاعلامي بالوضع السائد في غزة فلسطـين الصـامدة و ألـــف شــكر للأعــلام الهادف و خاصـــة الجزيرة و المستقلة
مساء يوم الاثنين 05-01-2009 و بحرص من مدير قناة المستقلة اتصل بي الصحفي القدير الأستاذ محمد اليوسفي على الساعة السابعة و 15 دقيقة مساء و طلب مني المشاركة في برنامج على الهواء يبث مباشرة من قناة المستقلة مساء يوم 05-01-2009 حول ل تسليط الأضواء على ما يجري في غزة من اعتداءات و قصف بالطائرات و اجتياح بحري و جوي و بري على سكان غزة العزل الأبرياء و المدنيين و الأطفال و النساء و الشيوخ الكبار و أن الهجمات الاسرائلية التي تدك غزة الصامدة لا مبرر لها الا تصفية حركة حماس و اشلال و اضعاف قوتها و حصر شعبها و تجويع مواطنيها و قبض الحصار على كل ما يدور في غزة هذا هو مخطط العدو: و قد كانت نوايا العدو واضحة للعيان و مواقف العرب هزيلة و ضعيفة و لا قيمة لها وانحياز الرأي العام العالمي و قادة الدول الكبرى مثل أمريكا المنحازة الانحياز الكامل للعدو و الصمت العالمي و الأبادة الجماعية لحركة حماس و الشعب الأعزال في غزة و شعورا من أسرة قناة المستقلة و مديرها الدكتور محمد الهاشمي الحامدي قررت القناة اجراء حوار ديمقراطي على الهواء لتسليط الأضواء على ما يجري من ابادة و اعتداءات وحشية جهنمية و بربرية حاقدة على الشعب العربي المسلم الأعزل من السلاح و القوي بالايمان بالله و المتمسك بقيم الاسلام و ثوابت الثورة بالامكانيات المتاحة للثورة . و بناء على حرص مدير قناة المستقلة الذي أبى أن يدير الحوار التلفزي بنفسه شعورا منه بأهمية الحدث و قوة الصدمة و الصمت العربي و المواقف الهزيلة و الانحياز العالمي او قل انحياز الدول الكبرى صاحبة قرار الفيتو مثل الفيتو الأمريكي الذي هو دوما في صــالح العدو الاسرائيلي ؟؟؟ و تقديرا لموقف الدكتور محمد الهاشمي الحامدي الي اختبرناه بأنه رجل شهم و حريص على ايقاض الضمير العربي و الاسلامي من خلال البرامج التي تسعى المستقلة بثها من حين لآخر شاركت في هذا الحوار على الهواء مع احوة من الكويت و سوريا و قد كانت مشاركتي كمواطن و كاتب و مناضل من المغرب العربي الكبير و قد أشرت في بداية الحوار الى ضرورة قيام الاعلام العربي بدوره كاملا و يخصص حصص للحوار لتسليط الأضواء على الأحداث الجارية و فضح العدو و مناوزاته و اعلامه الكاذب و تحدثت كثيرا على الصمت العربي و ضعف المواقف العربية في مستوى قادة الدول العربية و عدم تحمسهم للقضية الفلسطنية بالدرجة القصوى التي تحبذها الشعوب العربية و تنتظرها أمة الاسلام أمة القرآن أمة المجد و الحضارة أمة الكرامة و العزة و الأنفة . و أكدت على دور الرؤساء و الملوك و الأمراء وأشرت عدم تحمسهم لعقد قمة طارئة كما دعى اليها أمير قطر منذ يوم 28/12/2008 و قد حدد موعد انعقادها ليوم الجمعة 02/01/2009 و لكن تأخرت و أجلت لماذا …لا أدري ما هو سبب تأجيل القمة بعد مرور 10 أيام على القصف العشوائي و الهجمات الجوية و البحرية و البرية بقوة ضاربة و عدم تكافئ القوى كما أشار رئيس حكومة لندن و دعاء الى توقيف الحرب و القتال نظرا لعدم تكافئ الفرص في التوازن بين اسرائيل و حركة حماس و بالتالي المقاومة الفلسطينة كما ذكرت المواقف الخالدة و التاريخية للملك فيصل آل سعود و الرئيس هواري بومدين و الرئيس الحبيب بورقيبة و الرئيس جمال عبد الناصر زمن الكفاح التحريري و موقف الملك فيصل رحمه بقطع النفط على دول أروبا و أمريكا عام 1973 و المواقف الشجاعة لقادة الدول في السابق لماذا هذا التراجع و الضعف اليوم و لماذا لم تنعقد قمة عربية طارئة و لماذا لم تبادر مصر و الأردن و بعض الدول التي لها علاقات مع اسرائيل علانية أو سرية لم تبادر هذه الدول بقطع العلاقات مع العدو و لماذا هذا الصمت الرهيب ؟؟؟ و لماذا حاكم مصر مصمم على غلق المعابر و خاصة معبر رفح أمام اخوانه في غزة و لماذا هذا التواطئ مع العدو و لماذا هذا الاحساس من حركة حماس و لماذا هذا الاحساس من روح المقاومة الاسلامية فهل الاسلام عندهم معذلة أم ماذا… و لماذا مصر لم تنسج على منوال الرئيس جمال عبد الناصر رحمه الله رغم أن الشعب المصري شعب واعي و ناضج و متعلم و مناضل . و لماذا حاكم مصر الحالي لم ينسج على منوال الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله الذي فتح الحدود و المدن للثورة الجزائرية زمن الثورة المباركة من 1954 الى 1962 و شجعها على المقاومة و النضال و شجع اخوانهم الجزائرين و أبناء الثورة و مدهم بالغذاء و كل المدد المعنوي و أعطاهم الأولوية في العمل و الشغل و دعم الحكومة المؤقتة الجزائرية بتونس و كذلك شجع علىاقاامة اذاعة وطنية جزائرية تبث من تونس لتعزيز الثورة و عزائم المناضلين و هذا العمل النبيل الذي قام به الزعيم المجاهد الأكبر الحبيب بورقيبة رحمه الله جعل العدو الفرنسي و قوة الاحتلال و جبروت السلطات الفرنسية المحتلة للجزائر وقتها تقوم بقصف ساقية سيدي يوسف بالكاف المنطقة الحدودية و أمطرتها بوابل من القنابل المحرمة دوليا مثلما تفعل اسرائيل اليوم بعد نصف قرن يوما بيوم و اعتداء فرنسا عام 1958 على تونس و اعتداء اسرائيل على فلسطين عام 2008 و ما أشبه الليلة بالبارحة و الأمس باليوم هذا ما قلته في حوار المستقلة يوم 05-01-2009 و نتمنى تحرك عربي في مستوى قادة الدول العربية يتماشى مع شعور الشعوب العربية و حماسها. و قد اشدت في تدخلي على المنبر الاعلامي بمواقف أمير قطر و مبادرة القائد معمر القذافي المتمثلة في ارسال سفينة محملة بالأغذية و الأدوية و الملابس الى الشعب الفلسطيني بغزة الصامدة وأشدت أيضا بمبادرة الرئيس زين العبدين بن علي الذي قام بارسال طائرة محملة بالملابس و الأغطية و الأدوية و نزولها في مطار العريش بمصر . و تعليمات الرئيس بفتح حساب جاري 2623 للتبرع الشعبي لأخواننا بغزة و كذلك التبرع بالدم للجرحى و الأطفال من طرف الشعب التونسي و هذه لفتة هامة نرجوا مضاعفتها . و في خاتمة تدخلي شكرت رئيس السودان المشير عمر البشير الذي أقسم اذا لم تنعقد القمة قريبا و في أسرع الآجال سينسحب من الجامعة العربية و ذكرني موقف السيد عمر البشير بموقف الزعيم بورقيبة رحمه الله الذي قال » بلاش جامعة و كلام فارغ؟؟؟ الجامعة العربية المنشغلة عام 1948 بقضية فلسطين و بعد 60 عام مازالت منشغلة بنفس القضية بينما تونس استقلت عام 1956 بكفاحها و لم ينتظر الزعيم الحبيب بورقيبة رحمه الله دور فاعل و اهتمام الجامعة بقضية تونس و قال لهم بصراحته المعهودة لم أحصل على خرتوشة واحدة من مصر أو قرار من الجامعة العربية هام لدعم تونس في كفاحها . و في سنة 1982 عندما قرر الزعيم احتضان الثورة الفلسطينية و استقبال قادة فلسطين في ميناء بنزرت و احتضان الجامعة العربية في تونس قال » انها تحية من المشرق الى المغرب العربي ووفاء لروح النضال الوطني التونسي الأصيل و اكبارا لزعيما عربيا شهما يسمى الحبيب بورقيبة رحمه الله. الذي أعطى دروسا للطغاة في الصمود و الثبات و الصبر و الحكمة و الشجاعة و الجرأة و الروح الوطنية العالية و النظافة الشاملة و السلوك الحضاري على حاكم مصر اليوم أن يتذكر هذه المواقف الخالدة و يبادر بفتح المعابر حالا و يقطع العلاقات مع اسرائيل حفظا لماء الوجه . الله أكبرو النصر لفلسطين عاجلا أو آجلا باذن الله و الغزي و العار لكل من تخاذل و خان القضية و التاريخ لا يرحم. قال الله تعالى : »ان ينصركم الله فلا غالب لكم « صدق الله العظيم