الأربعاء، 3 سبتمبر 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année, N°3025 du03.09.2008
 archives : www.tunisnews.net 


خالد الكريشي : إحتجاز مدونتي  » الحرية أولا وأخيرا »  !!!

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين : إدارة سجن بنزرت تعتدي على كرامة المناضل طارق السوسي  ..!

حــرية و إنـصاف : طارق السوسي أمام التحقيق

حركة التجديد فرعا المنستير والمهدية : دعوة

ماذا يعني التحاق رمز من رموز اليسار البارزة بحكومة بن علي

محمد عبد المجيد : الرئيس التونسي يجدد للشعب ولاية خامسة!

رويترز : الرئيس التونسي يأمر باعادة فتح موقع فيس بوك بعد غلقه يو بي أي : زين العابدين بن علي يعيد فتح موقع ‘فايس بوك’ أمام مستخدميه في تونس

الصباح : المفاوضات الاجتماعية : اليوم اجتماع اللجنة العليا للتفاوض… واستئناف التفاوض في القطاع الخاص

الصباح : كاتب عام النقابة الوطنية لأطباء الممارسة الحرّة يحذّر من «هروب جماعي» للمضمونين في اتجاه صيغة العلاج بالقطاع العمومي

وكالة المغرب العربي للأنباء : المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تعتزم نقل بعض وظائفها من جنيف إلى تونس يو بي أي : هزتان أرضيتان تضربان محافظة سوسة التونسية

الصباح : في أول أيام شهر الصيام : مرضى يتوافدون على أقسام الاستعجالي بسبب عدم احترام أنظمتهم الغذائية

يو بي أي : ارتفاع عدد السياح الذين زاروا تونس في الأشهر الثمانية الماضية بنسبة 5%

الصّباح : الفضائية «تونس7» في اليوم الأول من رمضان : فقرة دينية دسمة.. وإنتاج درامي بين غثّ وسمين

عزالدين محمود  : تـوضيحات حول رّؤية ولماذا الإختلاف الى الكاتب الفلسفي  السيّد زهيّر الخويلدي

خالد إبراهيم العمراوي : الدرس الأول : مرحبا بالزائر الكريم شهر رمضان العظيم

السبيل أونلاين : محمد شمام : المنهج القرآني في النقد والتقويم وفي التوبة والتصحيح – الحلقة التاسعة تقويم علاقة المسلمين ببيت النبوة

سليم بوخذير:تزور تونس بعد ليبيا و قبل الجزائر و المغرب رايس تؤكّد التطبيع مع ليبيا في زيارة تاريخيّة و تطرح قضايا نشر الحرية عبدالسلام المسدّي : في ميثاق الكتابة

د. أحمد القديدي : 2009 مئوية الشابي و إرادة الحياة

خالد شوكات : صحافة الرأي

سيلفي لانتوم : رايس تزور ليبيا لتكريس نجاح دبلوماسي نادر

محمد كريشان : أزمة الحكم الجديد في موريتانيا

ياسر سعد : مقتل سوزان.. والحاجة للإصلاح السياسي

المؤتمر القومي  الإسلامي : بيان يحذر من قرار اغلاق مؤسسة الأقصى

رويترز: محكمة تلغي قرار الاتحاد الأوروبي بتجميد أموال رجل اعمال سعودي


 

(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


أسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17- بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11- كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14- محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6-منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8-عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1-الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلو


 

إحتجاز مدونتي  » الحرية أولا وأخيرا »  !!!

  الأستاذ خالد الكريشي (أبو جمال عبد الناصر)   يوم 06 أوت 2008 قامت  أجهزة الرقابة بتونس إلى حجب مدونتي « الحرية أولا وأخيرا » على العنوان: http:// naceur1952.maktoobblog.com وذلك على خلفية تغطية المدونة المتواصل للمحاكمات الجائرة بحق أهالي الحوض المنجمي والظروف الغامضة والإجراءات المشددة  التي صاحبت  تسليم شهداء تونس من أجل فلسطين وفضح فشل الأنظمة القطرية العربية وإستبدادها وتبعيتها  بكل موضوعية وشفافية مع ضمان حق الرد للجميع …فتم بعد إستشارة أهل الإختصاص تغيير عنوان الدخول للمدونة ليصبحhttp://jamelnaceur1952.maktoobblog.com/ ورغم ذلك عمدت أجهزت الرقابة هذه المرة ليس لحجب المدونة كما فعلت من قبل – مما يفتح إمكانية الدخول إليها من خارج تونس أو بإستعمال تقنية البروكسي – ،بل إلى إحتجاز المدونة مطلقا ونسفها من على شبكة الإنترنات ووضع مكانها مدونة جديدة  بإسمي بعنوان » alnaser » وبنفس عنوان الدخول وضع إدراج وحيد بها هذا نصه حرفيا: » قرار وحل من المحافض الرسمي على الأمن الداخلي التونسي ضد نشروترويج مثل هذه المقالات وعدم ترك المجال لمستعملي الوكيل بما يعرف بالبروكسي بالأطلاع عليها:  alnaser.sidawi@gmail.com« !!!. وكأنّي بالسلطة لم تكتف بالحجز التعسفي للمواطنين فألتجأت لحجز المدونات!! وهو ما يشكل جريمة نكراء وسرقة جميع مجهودي الفكري(مقالات،دراسات، قصص قصيرة،صور…) وإعتداء صارخ على حرية الرأي والتعبير وإنتهاك للدستور والقوانين والمواثيق الدولية. كلمة الختام أوجهها لهؤلاء القراصنة ،أنكم بإقترافكم مثل هكذا جرائم لن تثنوني عن نضالي من أجل أن ينعم شعبنا بحرية الرأي والتعبير دون رقابة وقرصنة ،فقد تقدرون على قطف زهرة ،لكن حتما لن تستطيعوا وقف زحف الربيع.   الحرية للمدونات المحجوزة. لنناضل معا من أجل إطلاق سراح المدونات والمواقع المحجوزة والمحجوبة تونس في : 03/09/2008 عنوان المدونة المحجوزة: http://jamelnaceur1952.maktoobblog.com 

 » أطلقوا  سراح جميع المساجين السياسيين “ “الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبدالله الزواري“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس  aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 03 سبتمبر 2008                          

إدارة سجن بنزرت  تعتدي على كرامة المناضل طارق السوسي  ..!

عمد مدير السجن المدني ببنزرت إلى الإعتداء بشكل فج على كرامة المناضل طارق السوسي بحجز عكازيه و إجباره على التحول إلى المحكمة محمولا من قبل أعوان السجن الذين سلموه لأعوان البوليس السياسي حيث تولى أحدهم حمله على ذراعيه إلى مكتب قاضي التحقيق مما تسبب في احتجاج المحامين الحاضرين و انسحاب الأستاذ أنور القوصري تنديدا بهذا الإنتهاك لأبسط حقوق منوبه الذي يشكو من شلل برجليه ،  و قد مثل اليوم الإربعاء 03 سبتمبر 2008 المناضل الحقوقي و العضو المؤسس للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين طارق السوسي أمام قاضي التحقيق الأول بالمحكمة الإبتدائية  ببنزرت ( السيد أكرم المنكبي )  بتهمة   » ترويج عن سوء نية لأخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام   »  طبق الفصلين 42 و 49 من مجلة الصحافة (  القضية عدد 08/24579 ) ، على خلفية مداخلته في النشرة المغاربية لقناة الجزيرة يوم 26 أوت 2008 بخصوص ..الاختطافات بمدينة بنزرت .. !  و قام عشرات من أعوان البوليس السياسي بمحاصرة مبنى المحكمة و منع المواطنين من دخولها  ، و حضر للدفاع عن طارق السوسي الأساتذة سعيدة العكرمي و محمد النوري و عدنان بن رمضان ( نيابة عن الأستاذ نور الدين البحيري ) و سمير ديلو ، و بينوا أن الإجراءات باطلة لتعرض منوبهم للإختطاف و تحرير محضر مزور لم يطلع على محتواه فضلا عن أن المعطيات الواردة في مداخلته التلفزية ثابتة و صحيحة بشهادة عائلات الشبان المعنيين و تأكيد الجمعيات الحقوقية الوطنية المستقلة ، كما طالب المحامون بالإستماع لشهادات العائلات حول الظروف التي تم فيها اعتقال أبنائهم  و بجلب تسجيل للمداخلة التلفزية التي يخلو الملف من أي عرض لمحتواها تسجيلا أو كتابة .. و إذ تجدد الجمعية مطالبتها بوقف حملة الترهيب ضد النشطاء الحقوقيين و معالجة ظاهرة تفاقم الإنتهاكات بدلا من محاولات إسكات الأصوات المنددة بها  ، فإنها تدعو للإفراج الفوري عن المناضل طارق السوسي سجين الكلمة الحرة ..الصادقة .. !                                                    عن الجمعية   الهيئــــــــــــة المديــــــــــــرة

أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com     تونس في  3 رمضان 1429 الموافق ل 03/09/2008

طارق السوسي أمام التحقيق

مثل اليوم الأربعاء 3 سبتمبر 2008 أمام قلم التحقيق بالمكتب الثالث بالمحكمة الابتدائية ببنزرت المناضل الحقوقي الأستاذ طارق السوسي عضو الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين للتحقيق معه حول تهمة ترويج عن سوء نية لأخبار زائفة من شأنها تعكير صفو النظام العام حسب أحكام الفصلين 42 و 49 من مجلة الصحافة على خلفية التصريح الذي أدلى به يوم 26 أوت 2008 لقناة الجزيرة حول اعتقال سلطات الأمن في مدينة بنزرت لمجموعة من الشبان. و قد حاصرت اليوم أعداد غفيرة من البوليس بالزي الرسمي و المدني قصر العدالة ببنزرت مانعين كل الحقوقيين و المواطنين من الدخول إليه إلا بعد الاستظهار ببطاقة التعريف الوطنية. و قدم خمسة محامين نيابتهم عن السيد طارق السوسي الذي أحضر محمولا على سواعد البوليس السياسي بعد أن منعت عنه إدارة السجن العكازين اللذين كان يستند عليهما نظرا لإصابته بإعاقة عضوية تمنعه من المشي و هو ما يعد تنكيلا به و إذلالا له. و قد خرج الأستاذ أنور القوصري المحامي من مكتب التحقيق دون حضور الاستنطاق احتجاجا على سوء معاملة موكله ، و قد تم الاستنطاق في غيابه و في غياب نص التصريح أساس التتبع و النص القانوني الذي وقعت إحالته بموجبه و هو نص وقع إلغاؤه. و أنكر السيد طارق السوسي أن يكون التصريح الذي أدلى به لقناة الجزيرة قد تضمن خبرا زائفا و إنما تضمن حقائق تحصل عليها من عائلات الموقوفين الذين أكدوا له خبر اختطاف أبنائهم و تحويلهم إلى جهة مجهولة.   عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

دعوة
 
في إطار دفع النشاط الفكري والسياسي بالجهات وخلال شهر رمضان – سبتمبر 2008 يتشرّف فرعا حركة التجديد بالمنستير و المهديّة بدعوتكم لخضور سلسلة من الندوات الفكريّة والسياسيّة وذلك بمقرّ الحركة بقصيبة المديوني. -وتنطلق فعاليات هذه السلسلة بندوة سياسيّة أولى حول موضوع: المبادرة الوطنيّة من أجل الديمقراطيّة والتقدّم وذلك يوم السبت 6 سبتمبر 2008 الساعة 9 مساء تنشط الندوة قيادات سياسيّة في الحركة الديمقراطيّة والتقدّميّة – الندوة الثانية: يوم السبت 13 سبتمبر 2008 -موضوعها: التهرّب الجبائي ينشّطها الأستاذ الجامعي سمير الطيّب -الندوة الثالثة: يوم السبت 20 سبتمبر 2008 موضوعها: اشكاليّة التشغيل والبطالة في تونس ينشّطها الأستاذ الجامعي محمود بن رمضان هيئة فرع حركة التجديد بالمنستير     
هيئة فرع حركة التجديد بالمهديّة  
حضوركم مساهمة في دفع العمل الديمقراطي والتقدّمي بالبلاد

ماذا يعني التحاق رمز من رموز اليسار البارزة بحكومة بن علي

قبل الاجابة عن هذا التساؤل يجب ان نشيد بحنكة هذا الوزير وقدرته على تسلق المناصب فهو كان وزال رمزا يساريا يفتخر بعدائه للاسلام مما خوله بتولي منصب الامين العام لاتحاد الطلبة ملهبا الطلبة بخطاباته الملتهبة المعادية للاسلامين والاسلام عموما في حقبة بورقيبة وايام التغيير كان هو بعيدا عن الوطن لكن ما ان لاح له  ان  النظام الجديد يحتاج الى جنود تساعده على القضاء على الاسلاميين عاد للوطن وتقدم وهو لا يحتاج للتعريف بنفسه في مدى عداوته للاسلام والاسلاميين فهو اليساري الملحد لا يرى ما يمنعه من اللالتحاق بصف بن علي مدام في التقرب خدمة لهدفه الاعلى واتحاد الهدف يجعله يتقلب ويتملق لسيد القصر الجديد  حتى وان استلزم ذلك منه ان يضع بعض المساحيق فهذا الذي كان بالامس يدعي انه مناصر للمظلومين والطبقة الكادحة وبنى تاريخه النضالي على اساس معادته للاستبداد و وو و و من الشعارات الماركسية اللاهابة كل هذه الشعارات تختفي من اجل خدمة هدفه الحقيقي  ولا غرابة ان نراه يرتدي جبة ويدخل المسجد مع سيده ويؤدي الصلاة وهو الذي ما صلى يوما ولا صام يوما لكن حنكته في التملق والتسلق جعلته يتقرب ويتمكن من دخول القصر  وان يصبح رجل مهمات فهو القائل – كره الاسلاميين لي و معاداة بن علي لهم هي السبيل لنا نحن اليسار حتى نحقق من خلال هذا الرئيس ما عجزنا عن تحقيقه طيلة الحقبة البورقيبية -اضافة الى العلاقات الدولية التي فتحت امامه خصوصا وهو يتقن ربط العلاقات مع بنات قريبات اصحاب النفوذ من اليساريين داخل وخارج تونس مما مكنه من نسج شبكة علاقات زادتها اتساعا توليه منصب سفير تونس بالامم المتحدة في جنيف في فترة لا يوجد فيها سفير لتونس بسويسرا حيث تمكن ان يكون هو السفير في غياب السفير باعتباره اكبر تمثيلا من غيره فكان محط انظار ولقاءات برفقاء الدرب دون ان يترك اي اثر قد يقع في ايدي الملحقين الامنيين للسفارة التونسية بسويسرا  وهو يفتخر في مجالسه بانه جاء الى جنيف ليقطع حبل التواصل الذي بدا بين السلطة والاسلاميين من اتباع النهضة  وكانت له اللقاءات مع ابناء دربه وعقدت الصفقات ونسجت الخيوط  وهو الذي تحدث عن دخوله للقصر قبل ان يعلن رئيس بن علي هذا الامر انه اليساري الداهية الذي انتقد زميله في التملق الشرفي قائلا في حقه لقد خسر يوم ابتعد عن اجواء القصر فهو اليوم في القصر من خلال وزارة الرياضة ومهمته في الحقيقة المشاركة في صياغة الحقبة المقبلة من رياسة بن علي  فقربه من القصر يرجعه  الى دائرة الاستشارة وتولي المناصب داخل التجمع ولا غرابة في ان يصاحب بن علي في اداء مناسك العمرة  نحن امام شخصية يسارية داهية يروض بن علي وبن علي يظن بانه هو من يصيغ اللعبة السياسية فوزير الرياضة معروف بعلاقاته بل انتماءه لليسار الفرنسي الذي يساهم في الحياة السياسية بتونس من خلال العلاقات الخاصة نعود للجواب عن السؤال تعيين هذا اليساري المعروف بعداه للاسلام والاسلاميين  دعوة من بن علي لليسار الذي بدا يبني معارضته للسلطة رسالة من بن علي لهم- من اقترب مني من مثل وزير الرياضة وتعامل معي اقربه مني اي كونوا امثال هذا الوزير واخدموا اهدافكم تحت مظلتي لا بعيدا عني فمثل ما فتحت لكم ابواب الدولة عند تولي الحكم اول مرة انا مستعد ان افتحها لكم جميعا بشرط ن تسيروا على خطى  سمير فهي مغازلة لليسار كي تعود العلاقة كما كانت دخول  سميرللحكومة بعد مؤتمر الحزب  هو نتيجة نجاح التيار الرافض لفتح ملف الاسلاميين بتونس وصياغة صفحة جديدة حيث كان عدد من تباع التجمع يريد فتح هذا الملف لكن سياسة التهديد والوعيد لمن يفتح هذا الملف اعادت للذين يعادون الاسلام والاسلاميين موقعهم فهم قلة واعتمادهم على التهديدات الامنية داخل اروقة مؤتمر التجمع ومن قبل اثناء الاعداد له  فكانت لهم النتيجة وسمير من العناصر التي ترفض اي تقارب لان مصلحته قائمة على موقف السلطة من الاسلاميين رسالة من اليساريين الحاقدين عبر بن علي الى كل شرائح المجتمع بما فيهم الاسلاميين واليسار ان اليسار الحاقد لن يسمح باي تقارب وسياسة البطش واللارهاب البوليسي هي التي ستسود في الحقبة القادمة  وهي ايضا رسالة خفية لابناء  قفصة والرديف فسمير من تلك الربوع وسيكون مشاركا في صنع قرار قمع المنتفضين ورسالة للعالم ان هذه المنطقة غير محرومة بدليل وجود احد ابنائها الشباب في الحكومة وبما ان  دورة الحوار مع الشباب انطلقت  فتعيين هذا اليساري الشاب المتسلق خير دليل على المسلك الذي يجب ان يسلكه الشباب في الحوار استبعاد كل المشاكل المتعلقة بعلاقة تونس بهويتها والتغريب والبطالة  فالحوار المزعوم سيكون من خلال فكر يساري محنك فهو النموذج الذي اختاره بن علي للشباب فسمير هو النموذج الذي يجب على شباب تونس الاقتداء به عدم تفكير السلطة في فتح  ومعالجة ملف الاسلاميين معالجة سياسية  فبن علي يكرم اليسار الحاقد باسناد المهام الوزارية لهم  وتكريمهم وفتح فرص التمعش والاموال على مصرعيها لهم وفي المقابل  وفي نفس الوقت وفي نفس حقبة حكمه هذه  يقبع الاسلاميون  في السجون الصغيرة والكبيرة يحيط بهم التضييق في الارتزاق والمتابعة الامنية المستمرة هذا ما يرسمه اليسار لتونس وينجزه بن علي  وهذه رسالة من التيار البوليسي المهيمن على القرار ان اليسار الحاقد رقم له نفوذه وهو عصا  بن علي يطاال بها من يريد بعد ان كثر خصومه ويا ليتها تكون  رسالة للاسلاميين  وكل مكونات الوطن الصادقة كي تحسن اعداد نفسها للحقبة القادمة للحكم التي يجب ان تكون تحت عنوان شجاعة عصيان مقاومة والسلام الامضاء ملحق وطني 

الرئيس التونسي يجدد للشعب ولاية خامسة!

 

 محمد عبد المجيد     أخيرا سيتشرف التونسيون ويضعوا رؤوسهم تحت قدميّ السيد الرئيس  لفترة رئاسية خامسة، ولكن هذه المرة ربما يعزّ على زين العابدين بن علي أن يجعل نسبة النجاح أقل من 100% وهي النسبة التي وضعها صدام حسين لتصل المهانة للشعب إلى ذروتها. موعدنا العام القادم، 2009، فهي السنة التي سيحتفل فيها العقيد بمرور أربعة عقود على الفاتح من سبتمبر، وتكون قد مرت ثلاثون سنة على قبضة الرئيس اليمني حول عنق المواطن اليمني. مبروك مقدما للهدايا التي ستنهال على المحررين وأصحاب القلم وعلى الصحافة الفرنسية والبلجيكية وغيرها في اعلانات دفع قيمتها شعبُنا التونسي. الشيء الذي يدهشني في الطاغية أنه يستطيع أن يحملق في عينيك، ثم يبتسم كالذئب في رواية (ذات الرداء الأحمر)، ويقول لك بأنه لا يوجد لدينا سجين سياسي واحد، فهل لك أن تذكر لي اسماً واحداً؟ الطغاة مُدَرَّبون تدريبا جيدا على الانتقال السريع من الأنياب إلى الأسنان، ومن اغتصاب المواطن إلى مصافحة عامل فقير في حفل جماعي أمام وكالات الأنباء،ومن بناء سجون جديدة إلى افتتاح مشروع لدعم الطبقة الكادحة، ومن أوامر حاسمة بالقاء المعارضين في مقبرة جماعية إلى حضور حفل خيري لصالح المعاقين. نظام بوليسي مخيف يرفض كلمة نقد صغيرة في كتاب ضخم بالفرنسية لن يقرأه من التونسيين إلا حفنة تُعَدّ على أصابع اليد الواحدة. عندما نشر جان دانييل رئيس تحرير لو نوفيل أوبسرفاتير سطرين عن الثقافة البوليسية في تونس، تحولت الدولة كلها التي كانت تقف معه طوال سنوات مديحه لزين العابدين بن علي إلى الناحية المضادة، وألغيت المواعيد مع الأصدقاء، واتصل به وزير الثقافة مبلغا إياه استياءه الشديد، وقررت الحكومة التونسية أن تبيع مكتبة واحدة فقط كتاب ( جان دانييل) فهو لن يصبح في متناول أيدي التونسيين، لكن الرئيس يستطيع أن يضع أصابعه في عيون من يدَّعي أنَّ الكتابَ تَمَّتّْ مصادرتُه. وتلقىَ جان دانييل دعوة مجددة لزيارة تونس لحضور معرض صور فوتوغرافية لزوجته بمناسبة ( ايام ميشيل فوكو) التي يُنظمها المركز الثقافي بقرطاج. لكن أجهزة أمن بن علي لا تضاهيها أو تتحداها أجهزة أمنية أخرى في العالم العربي، فلم يرُق لها أن ينحشر كتاب جان دانييل في فعاليات ثقافية، فقام رجال الرئيس بالغاء المهرجان برمته، واعتذرت السفارة الفرنسية عن دعوة جان دانييل، أما السيدة جليلة حفصية مديرة المهرجان الثقافي فقد احيلت إلى التقاعد! ديكتاتورلا تنفع معه كل المساومات، ويقضي المرءُ في خدمته سنوات طويلة يكاد يلعق فيها حذاءه، فإذا أخطأ مرة واحدة عن غير قصد فعليه أن يجلس بعدها في بيته يبكي زمناً كان فتاتُ السُلطةِ في فمه، وقبضتُها يبطش بها مَنْ يشاء. الدبلوماسيون التونسيون في الخارج يخشوّنه أكثر من خشيتهم رب السماء والأرض، وإذا علمتْ استخباراتُه أنَّ أحدهم رفض معاقرةَ الخمرِ في حفل بهيج، فربما يتم استدعاؤه إلى تونس، فالدبلوماسي تتحرك داخله بذرةُ التَدَيًُّن. رئيسُ الوزراء الفرنسي الأسبق جوسبان أبلغ الرئيسَ التونسي بأن خياره الأوروبي يعني التمسك ببعض القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن لفخامته أذُناً من طين وأذناً من عجين! في المؤتمرات الصحفية يتم اختيارُ الصحفيين الذين يستطيعون تنميق أكثر عدد من الأكاذيب، وهنا يشترك مع بن علي كل الطغاة، فليس المهم ما يقوله الطاغية، ولكن الأهم ما يكتبه المتزلفون والأفاقون القادرون على جعل الهراء والخرافات والتدليس عبقرية، والذين يصفون القيود الحديدية بكل أوصاف الحرية والديمقراطية والكرامة. فيه غطرسة وعنجهية وكبرياء تلتصق بكل صفاته المستبدة، وعندما بدأ التجهيز لدعوة أمريكية لعلها تكون خرزة في عيون الفرنسيين الذين لم يُقَدّروا بطلَ التغيير، طلب بن علي أن يكون هناك حفل عشاء على شرفه في البيت الأبيض، لكن الرئيس الأمريكي بيل كلينتون عرض غداءَ عمل للضيف الذي رفض الحضور،( هذا ما أكده نيكولاي بو وجان بيير توكوا في كتاب صديقنا الجنرال )،سخافة تقرأ فيها مختصرا لقيمة الرجل في مرآة نفسه. زين العابدين بن علي في طبعته الجديدة مختلف تماما، فهو النموذج الذي تراه أوروبا أقدر على محاربة القوى الإسلامية، وتناسى الجميع أن الرئيس التونسي عدو لكل من يناهضه وليس للإسلاميين فقط، حتى الممثل الذي قام بتقليده، تعرّض لمحاكمة ظالمة ثم زُجَّ به إلى سجن للتأديب. كان قد كذب على شعبه وطالب بأن تكون ولاية حكم الرئيس مرتين فقط ( تماما كما فعل الرئيس حسني مبارك في نهاية ولايته الثانية)، ثم بعدما ذاق شهد السلطة قرر تعديل الدستور ( ألم يكن مجلس الشعب السوري نموذجا للتزييف والتزوير في إرادة الأمة فقام بتعديل الدستور في ربع ساعة ليناسب فخامة ابن الرئيس؟ )، فجعل زين العابدين بن علي الولايات لا نهائية، أي أنه الرئيس مدى الحياة، وليشكر التونسيون ربهم لأن فخامته سيدوس على رقابهم حتى يمسك عزرائيل رقبته! في سجون تونس وتحت أقبيتها عالم مَنْسيٌّ تعجزعن وصفه حكايات مليكة أوفقير المغربية، أو نزلاء سجن أبو غريب العراقي. لكننا في عالم من الأنانية والنفاق والخوف والجُبن والجشع، وأي تقرير ضد سيد قصر قرطاج سيجد مئات المدافعين عن سوط الرئيس، وأضعافهم سيهللون لانجازاته، والغرب سيغمض عينيه مادام الرئيس التونسي يؤكد لهم نظرته الثاقبة في التخلص من الإسلاميين، فتخلص من كل عاشقي الحرية ولو كانوا في الجانب المناهض للقوى الإسلامية. كيف نقيم سرادق عزاء لشعبنا التونسي، وبعض الحمقى لن يفهموا أن موت الكرامة يستحق العزاء، فهم يحتفلون بالسياحة وحرية المرأة ورصف الطرق، أما صرخات آلاف المعذبين تحت الأرض، وكلمات أبي القاسم الشابي، فلن يسمعها من يعطي أذنيه فقط لضحكات وقهقهات السياح الفرحين بالشمس الدافئة لتونس الخضراء!!   محمد عبد المجيد رئيس تحرير مجلة طائر الشمال   (المصدر: جريدة وطن ( الولايات المتحدة الأمريكية ) بتاريخ 2 سبتمبر 2008)

الرئيس التونسي يأمر باعادة فتح موقع فيس بوك بعد غلقه

 

تونس 3 سبتمبر أيلول /رويترز/  قالت صحف محلية اليوم الأربعاء ان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أعطى تعليماته لاعادة فتح موقع فيس بوك لمستخدمي الانترنت بعد احتجاجات مدافعين عن حقوق الانسان في تونس عقب غلقه منذ نحو شهر    ونقلت صحيفتا الشروق والصريح التي ينظر اليهما على نطاق واسع على انهما مقربتان من الحكومة عن مصادر لم تسمها //رئيس الدولة قد تدخل شخصيا باعطاء تعليماته لاعادة فتح موقع فيس بوك وذلك حالما علم بغلق هذا الموقع من قبل مستخدمي الانترنت في تونس//. وأثار غلق موقع فيس بوك واسع الاقبال في العالم من قبل الوكالة التونسية للانترنت احتجاجات واسعة في صفوف مدونين ونشطاء حقوق الانسان في تونس وخارجها الذين طالبوا برفع الرقابة الحكومية على الانترنت. وواجهت الحكومة التونسية التي استضافت عام 2005 قمة عالمية للمعلومات انتقادات بتشديد الرقابة على الانترنت لكنها تنفي ذلك وتقول ان حرية التعبير مضمونة على الانترنت وانها تحارب المواقع الاباحية والمواقع التي تشجع على التطرف والارهاب.   (المصدر: وكالة (رويترز) للانباء بتاريخ 3 سبتمبر  2008)  

زين العابدين بن علي يعيد فتح موقع ‘فايس بوك’ أمام مستخدميه في تونس

تونس / 3 سبتمبر-ايلول / يو بي أي: قرر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي إعادة فتح موقع « فايس بوك » (Face book ) الشهير أمام مستخدميه في تونس بعد حجبه لعدة أسابيع. وقالت مصادر تونسية اليوم الأربعاء إن الرئيس بن علي « تدخل شخصيا بإعطاء تعليماته لإعادة فتح موقع »فايس بوك »، ما إن علم بإغلاق هذا الموقع أمام مستخدمي شبكة الأنترنت في تونس ». وتمكن مستخدمو الأنترنت في تونس اليوم من الدخول الى الموقع المذكور، وقال الطالب محمد علي  ليونايتد برس أنترناشيونال إنه إستطاع اليوم فتح هذا الموقع دون عناء يذكر. ووصف محمد علي تدخل الرئيس التونسي بأنه مبادرة إيجابية من شأنها تعزيز تطور شبكة الأنترنت في تونس. وأشار الى أنه كان يلجأ خلال الأسابيع الماضية إلى إستخدام برامج خاصة وغير قانونية لفتح هذا الموقع.  وكانت بيانات رسمية أشارت الى ان موقع « فايس بوك » قد حُجب منذ الثامن عشر من شهر أغسطس/آب الماضي أمام مستخدميه في تونس الذين يقدّر عددهم بنحو 28 ألف شخص من إجمالي عدد مستخدمي شبكة الأنترنت الذي تجاوز مليوني شخص. ولفتت البيانات الى أن عدد مستخدمي الأنترنت في تونس تطوّر خلال العام الجاري بنسبة 28%،حيث بلغ لغاية شهر يونيو/ حزيران الماضي مليونين و68 ألف شخص، مقابل مليون و618 ألف شخص خلال الفترة ذاتها من العام الماضي. وذكرت البيانات أن تونس تمكنت خلال العام الجاري من مضاعفة طاقة ربطها بالشبكة الدولية للأنترنت  لتصل إلى 5.1 جيغابيت في الثانية، مقابل 2.4 جيغابيت خلال العام الماضي. وفي المقابل، ارتفع عدد التونسيين المشتركين في شبكة الخطوط الطرفية اللامتوازية(ADSL ) ليصل إلى 153 ألف مشترك لغاية شهر يونيو/حزيران الماضي،مقابل 76 ألف مشترك خلال الفترة ذاتها من العام الماضي. يشار إلى أن موقع « فايس بوك » تحول منذ إنطلاقه في الرابع من فبراير/ شباط من العام 2004 إلى واحد من أشهر المواقع الألكترونية العالمية، حيث يقدُر عدد المشتركين فيه بنحو 60 مليون شخص. وعلى الرغم من أنه شكل العام الماضي الموقع الأكثر شعبية في معظم الدول العربية، فإنه لم ينج من الملاحظات والإنتقادات التي دفعت بعض الدول العربية مثل مصر وسورية وتونس إلى حجبه.  
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 3سبتمبر 2008)

المفاوضات الاجتماعية: اليوم اجتماع اللجنة العليا للتفاوض… واستئناف التفاوض في القطاع الخاص

  تونس – الصباح: علمت « الصباح » من مصادر نقابية مسؤولة، أن المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص استؤنفت في الأيام الأخيرة، من خلال جلسات بين وفدي الاتحاد العام التونسي للشغل واتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية.. وكانت جلسات التفاوض بين الجانبين قد توقفت لفترة بسبب خلافات حول بعض المسائل الترتيبية (القانونية)، فيما لم تفتح بعد المفاوضات المتعلقة بالشأن المالي إلا في بعض القطاعات التي حسمت خلافاتها في المجال الترتيبي.. الجدير بالذكر، أن التفاوض في القطاع الخاص، يتسم بالتعقيد شيئا ما، باعتبار أنه يختلف من قطاع إلى آخر.. إذ هناك قطاعات تنتهي مبكرا من عملية الاتفاق حول الجوانب الترتيبية والمالية، فيما تظل قطاعات أخرى متوقفة على حسم التفاوض في المسائل الترتيبية لكي تدخل المفاوضات المتعلقة بالأمور المالية.. وشهد الأسبوع المنقضي، توقيع اتفاق في مستوى اللجنة المركزية للتفاوض في القطاع الخاص، تم خلاله إدراج ثلاث مسائل أساسية ضمن الاتفاقيات المشتركةتتعلق بـ أولوية انتداب العمال الذين انتهت عقود عملهم المحددة أصلا بمدة معينة.. والترفيع في الساعات الممنوحة للممثلين النقابيين لممارسة مهامهم النقابية..وعلى أن تشمل الحماية من الطرد، المترشحون والممثلون النقابيون الذين انتهت نيابتهم.. وقالت مصادر نقابية مسؤولة لـ »الصباح »، أن جلسات التفاوض في مستوى اللجنة المركزية للتفاوض في القطاع الخاص، بذلت جهودا مضنية من أجل التوصل إلى هذا الاتفاق، مستثمرة الاجتماعين الاثنين اللذين عقدتهما اللجنة العليا للمفاوضات الاجتماعية خلال الفترة الماضية، والتي ساهمت بشكل فعال في عودة جلسات التفاوض على الرغم من الخلافات التي تشقها حول بعض المسائل القانونية.. وأوضحت مصادرنا، أن الأيام القليلة المقبلة ستشهد الانطلاق في التفاوض في المسائل المالية، فيما يستمر التفاوض في الجوانب القانونية التي ما يزال حولها خلافات.. وعلمت « الصباح » من مصادر مطلعة، أن اللجنة العليا للمفاوضات الاجتماعية ستجتمع اليوم (الأربعاء)، لاستكمال النظر في الجوانب الخلافية، وربما وضع سقف للزيادات في أجور القطاع الخاص، من أجل مزيد تيسير مهمة المتفاوضين في القطاع الخاص.. يذكر أن اللجنة العليا للمفاوضات، تتألف من الوزير الأول ووزير الشؤون الاجتماعية والأمينين العامين لاتحاد الشغل ومنظمة الأعراف..   صالح عطية   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 3 سبتمبر  2008)

في ظل محدودية السّقف السّنوي المخصّص للعلاج بالقطاع الخاص وقائمة الأعمال الجراحية المتكفّل بها: كاتب عام النقابة الوطنية لأطباء الممارسة الحرّة يحذّر من «هروب جماعي» للمضمونين في اتجاه صيغة العلاج بالقطاع العمومي

 

تونس ـ الصباح: عبر كاتب عام النقابة الوطنية لاطباء الممارسة الحرة عن حيرته من عدم وجود بوادر ايجابية بشأن رد السلطات المعنية بتطبيق النظام الجديد للتأمين على المرض بشأن المطالب التي اقترحتها النقابة وغيرها من ممثلي نقابات المهن الصحية بالقطاع الخاص والتي وافقت عليها الادارة في اجتماع الجمعة بتاريخ 13 جوان الماضي وهي مطالب ما تزال تنتظر تثبيتها نهائيا والمصادقة عليها من قبل السلطات المعنية.. وقد علمنا من ذات المصدر أن الهيئة الادارية الخارقة للعادة للنقابة التونسية لاطباء الممارسة الحرة التي صادقت على مقترحات الزيادة في أتعاب الاطباء المتعاقدين مع الصندوق في انتظار اتمام الاجراءات ومواصلة التفاوض لتحسين انفتاح صندوق التأمين على المرض على القطاع الخاص، ما تزال مفتوحة منذ انعقادها أواخر جوان الماضي لمتابعة المستجدات الحاصلة في مسار التفاوض مع الهياكل المعنية.   وكانت تأمل من وراء ذلك أن تحصد بعض القرارات السارة على حد تعبير مصدرنا، وإلى خلق مناخ ايجابي يمهد لتطبيق المرحلة الثانية من النظام الجديد للتأمين على المرض في أحسن الظروف بما من شأنه تشجيع الاطباء غير المتعاقدين خصوصا منهم أطباء الاختصاص على الانخراط في صندوق التأمين على المرض. لكن يبدو أن الامور سارت على نحو لا تشتهيه الهيئة الادارية التي ينتظر أن تعقد جلسة جديدة بعد شهر رمضان.   وكانت النقابة التونسية لاطباء الممارسة الحرة تولت إمضاء الملحق الخامس للاتفاقية القطاعية المتعلق بزيادة اتعاب الاطباء المتعاقدين مع صندوق التأمين على المرض بنسبة 20% لتبلغ أتعاب عيادة الطب العام 18 دينارا، وعيادة طب الاختصاص 30 دينارا، وعيادة الطب النفسي والعصبي35 دينارا. علما  أن هذا الاتفاق دخل حيز التنفيذ بداية من غرة جويلية الماضي.. وذلك دون اعتبار المعلوم الموظف على الاداء المقتطع من كلفة العيادة الطبية البالغ نسبـته 6%.   يذكر ان نقابة أطباء الممارسة الحرة قدمت في هذا الشأن اقتراحات تتلخص في أربعة محاور أساسية تهم تحسين قيمة السقف السنوي للتكفل بمصاريف العلاج للامراض العادية بالقطاع الخاص، وتوسيع قائمة الاعمال الجراحية والاستشفائية التي يتكفل بها الصندوق بالقطاع الخاص وتحسين نسبة التكفل بها، فضلا عن اقتراح إعادة فتح آجال اختيار إحدى صيغ التكفل الثلاث أمام المضمونين الاجتماعيين.   وكانت الجلسة التفاوضية التي انعقدت خلال شهر جويلية الماضي بين النقابة التونسية لاطباء الممارسة الحرة والصندوق الوطني للتأمين على المرض بحضور المدير العام للضمان الاجتماعي بمقر وزارة الشؤون الاجتماعية، أسفرت عن الاتفاق على إجراءات جديدة تتعلق – وفق ما جاء في بلاغ أصدرته آنذاك نقابة أطباء الممارسة الحرة- بمحورين أساسيين يهمان النظام الجديد للتأمين على المرض. ويهم المحور الاول من الاجراءات المتفق عليها مزيد تكريس الانفتاح الفعلي للصندوق على القطاع الصحي الخاص، والثاني يهم الرفع من أتعاب الاطباء المتعاقدين مع الصندوق إلى 20%.   ففي ما يخص المحور الاول تم الاتفاق على أربع نقاط أساسية تتمثل النقطة الاولى في تحسين السقف المخصص للتكفل بالامراض العادية وذلك من تمتيع كل قرين ومنخرط اجتماعي بسقف خاص به قيمته 200 دينار، وبالتالي يصبح السقف العام للتكفل بمصاريف العلاج بالمنظومة العلاجية الخاصة 400 دينار دون اعتبار الابناء والاصول في الكفالة. كما تم الاتفاق بإفراد متابعة الحمل ومتابعة المواليد الجدد بالقطاع الخاص بسقف خاص.   وتتمثل النقطة الثانية في الاتفاق على توسيع قائمة العمليات الجراحية المتكفل بها من قبل الصندوق الوطني للتأمين على المرض من 49 إلى أكثر من 230 نوعية من العمليات الجراحية. وذلك من خلال تكفل الصندوق بكل التعقيدات الطبية والجراحية المرتبطة بقائمة الـ24 مرضا مزمنا ومكلفا، وبتعقيدات الحمل والولادة والمواليد الجدد. وتهم النقطة الثالثة من الاتفاق تحسين نسبة التكفل بالعمليات الجراحية من 55 إلى 70% عوضا عن النسبة الحالية.   ومعلوم أنه تمت المصادقة على الترفيع في الاتعاب التعاقدية للاطباء في حين ما تزال الاتفاقيات الاخرى المذكورة تنتظر المصادقة من قبل وزراء الشؤون الاجتماعية والتضامن والتونسيين بالخارج والصحة العمومية والمالية.   ودعا كاتب عام نقابة أطباء الممارسة الحرة التي تضم في عضويتها معظم الاطباء المتعاقدين مع الصندوق في جميع الاختصاصات الطبية، إلى العمل على تذليل الصعوبات التي تحول دون تكريس انفتاح فعلي لـ »الكنام » على القطاع الخاص، وذلك عبر تجسيم الاتفاقيات الاخيرة المبرمة مع الصندوق، وحذر من أن أي تأخير في ذلك ستكون له نتائج سلبية خصوصا في ما يتعلق بتوازن اختيارات المضمونين الاجتماعيين على صيغ التكفل الثلاث التي تميل كفتها أصلا إلى المنظومة العلاجية العمومية. كما أن نسبة من المضمونين الذين اختاروا العلاج بالقطاع الخاص بدأوا يفكرون في تغيير صيغة العلاج في اتجاه « هروب جماعي » لصيغة العلاج بالقطاع العمومي والتي يراها معظم المضمونين خصوصا منهم من العائلات المتوسطة الدخل الصيغة الاضمن في الوقت الراهن في ظل محدودية السقف السنوي المخصص للعلاج بالقطاع الخاص وقائمة الاعمال الجراحية والاستشفائية فضلا عن تدني نسب التكفل بها.   رفيق بن عبد الله
(المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 3 سبتمبر  2008)


المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تعتزم نقل بعض وظائفها من جنيف إلى تونس

تونس (و م ع) | المغربية – أعلن أنطونيو غيتراش, المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين, أن المفوضية تنوي نقل بعض وظائفها ذات الطابع التنسيقي من جنيف إلى تونس لدعم نشاطها بمنطقة المغرب العربي, لاسيما في ما يتصل بمجالات التكوين وتنسيق البرامج وتدبير الموارد البشرية. وقال غيتراش, في لقاء صحفي عقده اليوم الأربعاء بالعاصمة التونسية, إن هذا الموضوع كان من بين المحاور التي تناولتها مباحثاته مع المسؤولين التونسيين وخاصة الوزير الأول محمد الغنوشي وزرير الشؤون الخارجية عبد الوهاب عبد الله ووزير العدل وحقوق الإنسان البشير التكاري, إلى جانب علاقات التعاون بين تونس والمفوضية وآفاق تعزيزها في مجال حماية اللاجئين , مبرزا في ذات الوقت حرص الحكومة التونسية على تطوير ترسانتها القانونية بهذا الخصوص رغم محدودية عدد اللاجئين بها. وأوضح أن محادثاته مع المسؤولين التونسيين تناولت أيضا مختلف الإشكاليات وليدة العالم المعاصر ولاسيما منها حركات الهجرة وتأثير التقلبات المناخية, مؤكدا على أهمية النهوض بالتعاون الدولي قصد تأمين تنقل الأشخاص بطريقة قانونية. وأثنى على الدور الذي اضطلعت به تونس في السابق, باعتبارها ‘ بلدا مضيافا ذو تقاليد تاريخية’عند إيواءها بالخصوص للاجئي حرب التحرير بالجزائر وللفلسطينيين إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام1982 , مشيرا إلى أنها كانت من ضمن البلدان الأوائل التي صادقت على اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بوضع اللاجئين. وأكد أنطونيو كيتراش مدى انشغال المفوضية بما باتت تطرحه حركة الهجرة المتصاعدة, ولاسيما الهجرة غير الشرعية من مشاكل سواء لبلدان العبور أو الاستقبال خاصة على المستوى الأمني, داعيا إلى تسوية الإشكالية في إطار مقاربة متجددة وإجراءات متناسقة تحظى بقبول البلدان الأصلية وبلدان العبور وبلدان المقصد وكذا بدعم المنظمات الدولية المعنية. وأشا ر إلى أوضاع اللاجئين في بعض بقاع العالم ومنهم الفلسطينيون وخاصة في قطاع غزة بفعل الحصار المفروض عليها, مبينا الجهود المبذولة من قبل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) والمفوضية من أجل التخفيف من معاناتهم وتأمين الحماية اللازمة لهم, إلى جانب لاجئي دارفور إلى تشاد ولاجئي أوسيتيا الجنوبية الذين قدر عددهم بحوالي30 ألف لاجىء بالإضافة إلى ما يقارب 128 نازح داخل التراب الجيورجي. (المصدر: وكالة المغرب العربي للأنباء (مغربية – رسمية) بتاريخ 3 سبتمبر 2008)
 

هزتان أرضيتان تضربان محافظة سوسة التونسية

 

تونس / يو بي أي: ضربت هزتان أرضيتان بقوة 3.4 و2.6 درجات على مقياس ريختر، اليوم الأربعاء محافظة سوسة التونسية الواقعة على بعد 145 كيلومتراً شرق تونس العاصمة. وذكر المعهد الوطني التونسي للأرصاد الجوية في بيان وزّعه اليوم أن قوة الهزة الأولى بلغت 3.4 على سلم ريختر، وقد سجلت في الساعة الرابعة و50 دقيقة من فجر اليوم بالتوقيت المحلي. وتم تحديد مركز هذه الهزة الأرضية حسب التحاليل الأولية عند الدرجة 35.84 خط رض،و10.27 خط طول، وذلك شرق سبخة »الكلبية » من محافظة سوسة. أما الهزة الثانية، فقد بلغت قوتها 2.6 درجات على سلم ريختر، ووقعت الساعة الرابعة و50 دقيقة من فجر اليوم عند النقطة 35.92 درجة خط عرض،و10.37 درجة خط طول،وذلك غرب بلدة « القلعة الكبيرة ». ولم يوضح بيان المعهد الوطني التونسي للأرصاد الجوية ما إذا كانت الهزتان الأرضيتان قد تسببتا بأضرار أم لا ، واكتفى بالإشارة إلى أن سكان منطقتي سبخة »الكلبية »، و »القلعة الكبيرة » شعروا بهما.  
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 3سبتمبر 2008)


 

في أول أيام شهر الصيام:   مرضى يتوافدون على أقسام الاستعجالي بسبب عدم احترام أنظمتهم الغذائية
  تونس ـ الصباح : أفادتنا مصادر بوزارة الصحة العمومية أمس أن شهر الصيام يشهد إصابة الكثير من مرضى السكري وضغط الدم والقلب والشرايين وغيرها من الامراض المزمنة بتوعكات صحية إبان موعد الافطار بقليل بسبب التخمة وتجاوزهم الحدود المسموح بها غذائيا.. وذكرت المصادر نفسها أن هؤلاء المرضى مدعوون إلى ضبط النفس والاعتدال في الاستهلاك وأخذ نصائح الاطباء بمحمل الجد..   وشهدت أقسام الاستعجالي في أول أيام رمضان وتحديدا بعيد موعد الافطار بساعات قليلة تدفق عدد من هؤلاء المرضى الذين جاؤوا على جناح السرعة طلبا للعلاج بعد أن ساءت حالتهم الصحية وتدهورت..   ولاحظ عديد المختصين في التغذية أن مرضاهم عادة ما يخترقون النصائح التي يسدونها لهم خلال شهر رمضان ويأكلون ما لذ لهم وطاب دون مراعاة حالاتهم الصحية.. ويفسر الاطباء تزايد عدد المرضى في رمضان بالتغيرات التي تطرأ على حياتنا اليومية وهي تغيرات كاملة وشاملة في أوقات العمل والنوم والنشاط البدني والاكل وكذلك نوعية الاكلات وكميتها.. ويتمثل التغيير الاول في أن الصائم يبقى دون أكل كامل ساعات النهار.. أما التغيرات الاخرى فهي متأتية من عادات وتقاليد موروثة وتتمثل في كثرة السهر إلى ساعات متأخرة من الليل وعادة ما يتم خلالها تناول عديد الاطباق بما يفوق حاجيات الجسم اليومية.. إضافة إلى الاكثار من تناول السكريات والحلويات والدهنيات.. ثم النوم في النهار لفترة طويلة مقابل التقليل من النشاط البدني.    ومن بين هؤلاء المرضى الذين عادة ما يتعرضون إلى توعكات صحية خطيرة قد تستوجب إقامتهم في المستشفى المصابون بمرض السكري ويلاحظ المختصون في التغذية أن عدد المصابين بهذا المرض ما فتئ يتطور ليصل إلى نحو المليون مصاب في تونس.. وتكشف الرابطة التونسية لمقاومة مرض السكري أن نسبة المصابين بمرض السكري في تونس في تزايد مستمر جراء التغيرات السريعة التي طرأت وتطرأ يوما بعد آخر على نمط العيش الذي أصبح يتسم بالاكلة الغنية بالسكريات والشحوم مع قلة الحركة مما يسبب السمنة وظهور بعض الامراض خاصة مرض السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع كمية الشحوم في الدم التي ينجر عنها انسداد الشرايين وأمراض القلب وهو ما يشكل أكبر خطرا يؤدي إلى الموت عند الكهول.   مخاطر صحية   أولت الرابطة اهتماما كبيرا لمرضى السكري وخاصة في شهر رمضان.. وفي هذا السياق فإنها تعمل على تقديم النصح والارشاد إلى المرضى ومساعدتهم على إتباع نظام غذائي متوازن يقيهم من الاخطار وتبسيطا للمعلومات فقد أعدت كتيبات حول التعايش مع مرض السكري.   وورد في أحدها أن التغيير في السلوك الغذائي ونمط العيش يؤديان إلى فقدان توازن نسبة السكر في الدم عند مريض السكري ويعرقل الجهود المبذولة لمداواته وتكون المضرة فيه للمريض قبل كل شيء..    ويتساءل الكثير من المرضى: « هل يجوز لمريض السكري صيام شهر رمضان؟؟ ». وإجابة عن هذا السؤال يقول مختصون في التغذية إن الصيام أو عدمه يتم بحسب نوعية مرض السكري وطريقة علاجه.. فبالنسبة للسكري الذي يستوجب العلاج بالانسولين فان الصيام خطر على الصحة.. وبالنسبة للنوع الذي لا يعتمد على الانسولين فالصيام مسموح به بعد استشارة طبيب.. ولكن يمنع الصوم في حالة وجود مضاعفات لمرض السكري وخاصة تلك التي تصيب القلب والشرايين والجهاز العصبي والعيون والكلى.   إرث غذائي مفيد   يفيد الاخصائيون في التغذية أن التونسي ورث حمية متوسطية مفيدة للصحة لكنه بدأ منذ سنوات يتخلى عنها وهذا سيعود بالوبال على الصحة فالاجداد كانوا يتغذون غذاء صحيا وكانوا في وضعية صحية جيدة لكن عند التخلي عن هذا الارث والابتعاد عن الحمية المتوسطية ساء الحال وتدهورت الصحة. وهم يحرصون على تقديم النصح والارشاد كلما سنحت لهم الفرصة قصد العودة تدريجيا للحمية المتوسطية القائمة على استهلاك خبز القمح والبقول الجافة والخضر والغلال والسمك الازرق وغلال البحر وزيت الزيتون بمقدار ملعقتين في اليوم إضافة إلى شرب الماء والقيام بحركات بدنية وخاصة المشي على الاقدام أوقيادة الدراجات العادية والسباحة مع تمكين الجسد من الاسترخاء على الاقل 20 دقيقة في اليوم بعيدا عن الضجيج..   سعيدة بوهلال   (المصدر: جريدة الصباح ( يومية –  تونس) بتاريخ 3 سبتمبر 2008)


ارتفاع عدد السياح الذين زاروا تونس في الأشهر الثمانية الماضية بنسبة 5%
تونس / 3 سبتمبر-ايلول / يو بي أي: ارتفع عدد السياح الذين زاروا تونس خلال الأشهر الخمسة الماضية بنسبة 5% بالمقارنة مع العدد المسجل خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وأظهرت بيانات إحصائية تضمنها تقرير للديوان التونسي للسياحة نشر اليوم الأربعاء،أن عدد السياح الذين زاروا تونس خلال الفترة المذكورة بلغ حوالي خمسة ملايين سائح. وأرجع التقرير هذا النمو إلى تطور السوق الفرنسية حيث بلغ عدد السياح الفرنسيين الذين زاروا تونس أكثر من مليون سائح مسجلا بذلك إرتفاعا بنسبة 7.4% ،والسوق الإيطالية ،إلى جانب السوق البولونية التي تطورت بشكل ملحوظ،حيث بلغت بنسبتها  43 %. وكان وزير السياحة التونسي خليل العجيمي أشار في وقت سابق إلى أن بلاده تعتزم وضع خطة للترويج لقطاعها السياحي خلال الفترة (2009-2011) تستهدف الأسواق التقليدية التي يشهد فيها الإقبال على الوجهة التونسية تراجعا نسبيا. وتخصص تونس حاليا نحو 15 مليون دينار (12.82 مليون دولار) للحملات الترويجية. وتولي تونس اهتماما متزايدا لقطاعها السياحي بإعتباره يساهم بأكثر من 5 % من إجمالي مصادر تونس لتوفير النقد الأجنبي، كما يعتبر من أهم مصادر توفير وخلق فرص العمل بعد القطاع الزراعي. وكان المنتدى الإقتصادي الدولي دافوس صنّف في تقريره السنوي بشأن مؤشر القطاع السياحي للعام 2007، السياحة التونسية في المرتبة 34 عالميًا، والمرتبة 12 على مستوى التشريعات التي تهم القطاع السياحي، والمرتبة 47 على مستوى التجهيزات السياحية، والمرتبة 37 على مستوى الموارد البشرية والطبيعية الملائمة للسياحة.  
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 3سبتمبر 2008)

الفضائية «تونس7» في اليوم الأول من رمضان: فقرة دينية دسمة.. وإنتاج درامي بين غثّ وسمين
تونس – الصّباح: إذا كان هناك من موسم يمكن أن يكون فيه للقنوات التلفزيونية العربية – عامة – وللتلفزة التونسية خاصة موعد مع الامتحان بحيث يكرم فيه هذا الجهات الاعلامي جماهيريا أو يهان فهو بالتأكيد شهر رمضان المعظم… ففي رمضان ترتفع نسبة الاقبال العائلي على مشاهدة التلفزيون… وفيه يتحول عموم المشاهدين إلى «نقّاد» وحكّام فتصبح لهم مما تقترحه عليهم تلفزتهم الوطنية «مواقف» وآراء قد تختلف وحتى تتناقض أحيانا فيما بينها ولكنها بالتأكيد لا تجانب الصواب – عادة – خاصة إذا ما حصل حولها الاجماع… فالحسن من البرامج التلفزيونية هو – غالبا – ما أجمع الجمهور على استحسانه والقبيح والسيء والفاشل هو ما استقبحه الجمهور… جمهور النظارة.   في اليوم الأول ولأنه لا يمكن ، ولا يجوز – بأي حال من الأحوال – أن نصدر حكما نقديا قاطعا على انتاج برامجي تلفزيوني ما خاصة اذا ما كان في شكل مسلسل درامي أو سلسلة هزلية أو وثائقية أو سلسلة حصص منذ حلقاته الأولى… واعتبارا لأن غالبية الانتاج البرامجي التلفزيوني الرمضاني هو من هذا النوع فإننا سنكتفي في هذه الورقة برصد أولي لـ«الصورة» التي بدت عليها عموما المادة البرامجية على الفضائية «تونس 7» في اليوم الأول من رمضان.   هجمة إعلانية شرسة! أولى الملاحظات التي تتبادر إلى ذهن المتابع لما اقترحته  الفضائية «تونس 7» في اليوم الأول من رمضان لا بد أن تحوم حول غزارة المادة الاعلانية التي تتخلل المادة البرامجية والتي تأتي اما لتقطع على المشاهد متابعته لأحداث مسلسل «مكتوب» في حلقته الأولى أو لتثقل عليه انتظاره لما سيلي من برامج. والواقع أن هذه الهجمة الاعلانية الشرسة التي طبعت جانبا من المشهد البرامجي الرمضاني على الفضائية «تونس 7» في يومه الاول لا بد من اعادة النظر فيها بغاية ترشيدها على الاقل مراعاة لحقوق المشاهدين فالفضائية «تونس 7» هي قناة رسمية جامعة وليست قناة مملوكة لخواص أو ذات بعد اشهاري.   المشهد في مضمونه هذا عن المشهد البرامجي التلفزيوني في جانبه الشكلي، اما في جانب المضمون فالملاحظة الاولى تتعلق بما يمكن ان نسميه بالنقلة النوعية التي عرفتها الفقرة الدينية الرمضانية على الفضائية «تونس 7»… ذلك ان هذه الفقرة الدينية الهامة والمفصلية بدت منذ اليوم الأول  من رمضان دسمة ومتنوعة ومطولة نسبيا فهي تمتد على مساحة زمنية تزيد عن 50 دقيقة يوميا وهذا في حد ذاته يعد تحولا مقارنة بما كان عليه الحال في السنوات القليلة الماضية حيث لم تكن هذه الفقرة تشتمل سوى على حديث ديني وتلاوة قرآنية فأذان المغرب.. أما في رمضان هذا العام فتجدها قد انطلقت في يومها الاول في الساعة السابعة و13 دقيقة وتواصلت الى غاية الساعة الثامنة و5 دقائق وقد اشتملت تباعا على الحديث الديني «قيم خالدة» فبرنامج «خلق القرآن» فالتلاوة القرآنية ثم أذان المغرب والدعاء، فبرنامج «من أسماء اللّه الحسنى» فحديث الشيخ محمد مشفر. أما في الجانب الآخر، جانب الدراما والسلسلات الهزلية وغيرها فالمشهد لم يبد مغريا في يومه الأول. فسلسلتي «اعطيني وذنك» و«قهيوة عربي» الهزليتين – مثلا  – وعلى الرغم من اختلاف الشكل فهما تنتهيان معا الى سلالة» الكاميرا كاشي المستهلكة… ثم ان الحلقة الاولى من كل واحدة منهما توحي بأنه  سيكون هناك الغث وسيكون هناك السمين وانهما في كل الحالات لن تكونا الحدث التلفزيوني الرمضاني لهذا العام.   مكتوب… يا مكتوب! لنأت الآن لمسلسل «مكتوب» وهو العمل الدرامي التونسي الجديد المبرمج على امتداد شهر رمضان على الفضائية «تونس 7»… الحلقة الأولى من هذا المسلسل الذي يقدم  له اصحابه (المؤلف الطاهر الفازع) و(المخرج سامي الفهري) بأنه «دراما تعالج علاقة الرجل بالمرأة وتتطرق بجرأة لقضية العنصرية والتمييز وتسلط الاضواء على مشاكل الانحراف والجريمة وصراع الطبقات الاجتماعية في اطار احداث مشوقة تتداخل فيها مشاكل الحب والعشق بالخيانة والكراهية وتمتزج فيه المصالح المتناقضة بالقيم النبيلة وتختلط العواطف والأحاسيس بالرغبة في الانتقام..» دللت بالفعل على انه عمل «متحمس» لأن يقول «كل شيء» الى درجة ان الحلقة الاولى منه بدت محشوة وبسذاجة بكل أشكال «البهارات» الدرامية شكلا ومضمونا!!! غير ان مشكلة هذا العمل – ودون السقوط في اصدار الاحكام المسبقة – تبدو قائمة في صلب خطابه  الدرامي ذاته الذي يتوهم اصحابه – ربما – بأنه جريء بينما هو سوقي ومباشر أكثر من اللازم بما يجعل منه خطابا لا فنيا بالمعني الابداعي.   محسن الزغلامي   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 3 سبتمبر  2008)

تـوضيحات حول رّؤية ولماذا الإختلاف الى الكاتب الفلسفي  السيّد زهيّر الخويلدي

 

الحمد لله رب العالمين والمنة والفضل له سبحانه بأن أمد في أعمارنا حتى أدركنا رمضان ، والحمد لله بأن أدام علينا  نعمة الصحة والعافية في أبداننا  حتى  نصومه.   شرع الله سبحانه وتعالى صيام شهر رمضان و جعل له الوسيلة الميسورة والميسّرة لجميع الأمّة لضبط بدايته ونهايته  برؤية الهلال عند الغروب أيّ في تعبّدنا نعتمد على الحساب القمري وكما هو معلوم أنّ السنة القمريّة بها 12 شهرا أيّ 12 دورة للقمر حول الأرض تسمّى سنة.   دورة القمر حول الأرض مدّتها  29 يوم و 12 ساعة  و 44 دقيقة  ووو   القمر يقوم بدورة حول نفسه في مواجهة الشمس كلّ دورة حول الأرض إيّ في 29 يوم 12 ساعة و 44 دقيقة بالنتيجة نحافظ على نفس الجهة المشاهدة  من الأرض.    وضع القمر دائما نصف في مواجهة الشمس مضيء والنصف الآخر مظلم.   الهلال = الجزء المرئي من النصف القمر المضيء  وكلّما إبتعد عن الشمس كلّما كبر (منازل القمر)  الى أن يصبح دائرة  كاملة بعد 14 او 15 يوم  و تسمّى   * بدر*   للقمر شروق  وغروب مثل الشمس إنطلاقا من الأرض.    العلم يتعامل لتحديد بداية ونهاية كلّ دورة للقمر حول الأرض  بلحظة الإقتران  المركزي أيّ لمّا تتموقع القمر بين الشمس والأرض على مستوى مركز الكواكب الثلاث.   نحن المسلمون وعملا بحديث الرّسول  صلّى الله عليه وسلّم * صوموا لرؤيته وأفطروا * نعتمد  في بداية الشهر القمري برؤية الهلال أيّ بعد خروجه من المحاق كليّا ويرى عند الغروب .    وهذا يمرّ بمراحل ومنها دخول الهلال  منطقة  المحاق ثمّ الإقتران  المركزي ثمّ الخروج من  منطقة المحاق هذا يتطلّب أكثر من 12 ساعة أيّ من رأى الهلال بعد صلاة الصبح يستحيل رؤيته عند الغروب ذلك اليوم من نفس المنطقة.   المحاق المسافة التي يقطعها القمر وهو بين الشمس والأرض (ينجر عنه حدوث الكسوف)   معنى ولادة الهلال  الدّقائق الأولى لخروج الهلال كليّا من المحاق تسمّى ولادة الهلال وهذه تحدث في لحظة معيّنة في مكان معيّن من الأرض عند غروب الشمس ويختفي بسرعة فائقة لمن شاهده.   ولذلك تكون الولادة واحدة والمطالع متعدّدة ينجرّ عنه منازل القمر عبر الدورة الكاملة.   شكل الأرض الكروي و ميلان محور الأرض يغيّر توقيت رؤية الهلال من نفس الخطّ من الأرض ويصل الإختلاف في ثبوت رؤية الهلال الى 3 أو 4 أيّام  أيّ كلّما إقتربت من القطبين إستحالت رؤية الهلال فيزداد فارق الإختلاف….  
إذا إختلاف رؤية الهلال واقع علمي    خلاف المسلمين في بداية الشّهور القمريّة ينقسم الى قسمين قسم فلكي أيّ مدى ثبوت رؤية الهلال من عدمها,  وأتصوّر بعد إختراع عالمنا الدكتور محمّد الأوسط العيّاري لجهاز الشاهد سيحلّ هذا المشكل. لكن هذا التطوّر العلمي يمكن أن يكرّس الفرقة علميّا لو تمسّكت كلّ دولة برؤيتها لأنّ الإختلاف واقع فلكيّا. إذا المطلوب للخروج من مسألة الإختلاف هو  الإعتماد على رؤية مكّة المكرّمة و عليه  أن تلتزم كلّ الدول بترصّد الهلال من مكّة المكرّمة  ولا نستطيع توسيع رقعة الإعتماد  ليشمل كلّ الدّول الإسلاميّة  لأن بهذه القاعدة سنقع دائما في البحث على الهلال لإقرار 29 يوما من كلّ شهر بدلا  من 29 أو 30 يوما وهذا غير ممكن ويوقعنا في خلل,  من إجابيات  الإعتماد على رؤية مكّة  توحيد بداية الشهور القمريّة وعليه يسهل الإعتماد على الحساب القمري بدلا من الحساب الشمسي لكلّ الدّول الإسلاميّة, ولما لا يطرح كبديل لتوفيق التاريخ بما أنّه أكثر دقّة من الحساب الشمسي,    وكذلك المطالبة  بتغيير نقطة التوقيت العالمي من قرينيتش الى مكّة المكرّمة بصفتها تتوسّط اليابسة زيادة على أنّها أم القرى أيّ أوّل بقعة أرض بزغت من الماء وهي أوّل بيت وضع للناس فيها .   تعليق على اختراع عالمنا الدكتور محمّد الأوسط العيّاري نسال الله أن يعينه ليحلّ الجزء العلمي من قضيّة إختلاف المسلمين في بداية الشهور القمريّة.   الكلّ ينتظر من مرصد الشاهد توثيق ولادة الهلال,  إذا لبلوغ هذا الهدف  يجب  تنصيب سلسلة كافيّة من المراصد لتغطيّة الكرة الأرضيّة على مدار الساعة لرصد ولادة الهلال وليس مطلع الهلال  أيّ مثلا مرصد بمكّة المكرّمة, مرصد بوسط مصر, مرصد وسط  بليبيا  وهكذا …… لأنّ الهلال يختفي بسرعة  فائقة عند ولادته. بالنسبة الشاهد من الأرض يختفي الهلال بسرعة أكثر من 100 ألف كلم في الساعة نتيجة دوران الأرض حول نفسها ورغم دورانها  والقمر في نفس الإتجاه. وكلّ عام وأنتم بخير وتقبّل الله صومكم أخي زهير الخويلدي عزالدين محمود سويسرا

بسم الله الرحمن الرحيم الدرس الأول مرحبا بالزائر الكريم شهر رمضان العظيم
  بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك نتقدم بتهانينا للأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها. سائلين الله أن يجعَلَه رمضانا مبَاركًا، وأن يمن علينا فيه بالأمنِ والإيمان والسلامَةِ والإسلام والعِزّ والنّصر والتمكين. وبعد…   ها هو رمضان قد هلَّ هلاله، وخيّمت ظلاله، وهَيْمَنَ جلاله، وسَطَع جماله. لقد أظلّنا موسم كريم وشهر عظيم. أيامه ولياليه نفحاتُ خير ونسائم رحمة ورضوان، فما ألذّها من أيام معطّرةٍ بالذكر والطاعة، وما أجملها من ليالٍ منوّرةٍ بابتهالات الراغبين وحنين التائبين. فمرحبا بك أيها الزائر الكريم، أيها الشهر العظيم   ها قد أتاكم شهر رمضان، شهر الصيام، شهر البركة والرحمة والمغفرة، شهر ينظر الله إلى تنافسكم فيه، ويباهي بكم ملائكته. فما أكرمَ الله أمة بمثل ما أكرم به أمة محمد – صلى الله عليه وسلم- فالحمد لله الذي جعل لنا من الصيام جُنّة وسببًا موصلاً إلى الجنة. قال تعالى : ( شَہۡرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِىٓ أُنزِلَ فِيهِ ٱلۡقُرۡءَانُ هُدً۬ى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ۬ مِّنَ ٱلۡهُدَىٰ وَٱلۡفُرۡقَانِ‌ۚ فَمَن شَہِدَ مِنكُمُ ٱلشَّہۡرَ فَلۡيَصُمۡهُ‌ۖ وَمَن ڪَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٍ۬ فَعِدَّةٌ۬ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَ‌ۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِڪُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِڪُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُڪۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُڪَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَٮٰكُمۡ وَلَعَلَّڪُمۡ تَشۡكُرُونَ )[البقرة:185]. فشهركم هذا هو شهر الطهر والصفاء والعفة والنقاء، إنه شهر الطاعة والقُرْبَى والبر والإحسان. شهر الصيام والقيام، شهر القرآن والصلوات، والتهجد والتراويح، والأذكار والتسابيح، شهر الجود والإحسان والكرم. له في نفوس الصالحين بهجة، وفي قلوب المتعبدين فرحة، وحسبكم في فضائله أن أوّله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخِره عتق من النّار. ففي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي – صلى الله عليه وسلم-  قال :  » ‏إِذَا كَانَ رَمَضَانُ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ ‏ ‏وَسُلْسِلَتْ ‏ ‏الشَّيَاطِينُ « ، وقال عليه الصلاة والسلام :  » ‏إِذَا كَانَتْ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ ‏صُفِّدَتْ ‏الشَّيَاطِينُ ‏وَمَرَدَةُ ‏الْجِنِّ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ وَفُتِحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ وَنَادَى مُنَادٍ يَا ‏بَاغِيَ ‏الْخَيْرِ أَقْبِلْ وَيَا ‏بَاغِيَ ‏الشَّرِّ أَقْصِرْ وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ « . [رواه الترمذيُ وابنُ ماجه والنسائيُ وحسّنهُ الألبانيُ].   فالصيامُ يُصلِح النفوسَ، ويدفع إلى اكتساب المحامد والبُعد عن المفاسد. به تُغفر الذنوبُ، وتُكفَّر السيئات، وتزدادُ الحسنات، يقول المصطفى :  » مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَعَرَفَ حُدُودَهُ وَتَحَفَّظَ مِمَّا كَانَ يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَتَحَفَّظَ فِيهِ كَفَّرَ ‏مَا كَانَ ‏قَبْلَهُ. « [رواه أحمد]. وفي حديث آخر:  » مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ. « [متفق عليه]. فرمضانُ سببٌ لتكفير الذنوب والسيئات إلا الكبائر، قال عليه الصلاة والسلام :  » الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ. » [رواه مسلم]، وقال:  » فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصَّوْمُ وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ وَالنَّهْيُ. » [رواه البخاري]. ورمضان فيه إجابةُ الدعوات وإقالةُ العَثَرات، عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏قَالَ : ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ « ‏ ‏ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَالْإِمَامُ الْعَادِلُ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ فَوْقَ الْغَمَامِ وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ وَعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ.  » [رواه الترمذي في سننه].   إن شهرًا بهذه الصفات وتلك الفضائل والمكرمات لحَريّ بالاهتمام، فهل هيّأنا أنفسنا لاستقباله وروَّضْناها على اغتنامه؟! « عَنْ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏قَالَ ‏لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ جَاءَكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ وَيُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ ‏وَتُغَلُّ ‏فِيهِ الشَّيَاطِينُ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا قَدْ حُرِمَ. » [رواه أحمدُ والنسائيُ وصحّحه الألباني]. هذه هي فرصة رمضان، فأيُ رمضانٍ يكونُ رمضاننا؟!   ها قد أتى شهر العزة والكرامة، شهر الجهاد والنصر والفتوحات، شهر الجدية والعزيمة والاجتهاد في العبادة والدعوة إلى الإسلام. فهل آن للأمة أن تنفضَ عنها غبارَ التبعية، هل آن لها أن ترفعَ عن نفسها أسباب الذلة والهوان، هل آن لها أن تثوب إلى رشدها وتتوب إلى ربها، هل آن لها أن تراجع حساباتها وتعيد ترتيب أوراقها؟! ها قد زارنا رمضان مرات ومرات، فما زارنا في مرة إلا ووجَدَنا أسوأ من العام الذي مضى؛ كيف لا والخلافة لازالت غائبة، وبلادنا دولٌ متفرقة، وأمتنا شعوب مُتَناثِرَةٌ، وأحزابٌ مُتصارِعة، وقلوبٌ مُتَنافِرَة، وشهواتٌ مُفرقةٌ، وفتنٌ مُحْدِقَةٌ. أتى رمضان بخيراته وبركاته، والأمةُ تَمِيدُ بها الأرض جرّاءَ تسلّط الأعداء على ديارها، أتى رمضان والأمة لا زالت تغالب حقد النصارى واليهود، أتى رمضان والأمة لازالت تقاسي الأمرَّين وتعاني الذل والهوان ومع ذلك توصَمُ ظلمًا وزورًا بالغلّو والتطرّف والإرهاب.   حل رمضان بديارنا فأيُ رمضان يكون رمضاننا؟! وما استعدادنا ؟! وما مراسم استقبالنا له؟! فالناس في استقباله أقسام. قسم يفرح بقدومه، لأنهم يزدادون به قُرْبَى وزُلْفَى إلى ربهم جل وعلا، وهذا هو شأن المؤمنين الصادقين المخلصين لربهم، نسأل الله أن نكون منهم. قال تعلى : ( يَـٰٓأَيُّہَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَآءَتۡكُم مَّوۡعِظَةٌ۬ مِّن رَّبِّڪُمۡ وَشِفَآءٌ۬ لِّمَا فِى ٱلصُّدُورِ وَهُدً۬ى وَرَحۡمَةٌ۬ لِّلۡمُؤۡمِنِينَ (٥٧) قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٲلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٌ۬ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ )[يونس:57/58]. وقسم ثان لا يعرف ربه إلا في رمضان، فلا يصلي ولا يقرأ القرآن إلا في رمضان، وهذه توبةٌ زائفةٌ ومخادِعةٌ وتَسْوِيلٌ من الشيطان، وبئس القوم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان. وهؤلاء نسأل الله أن يهديهم إلى سواء السبيل. وقسم ثالث ـ أعوذ بالله من حاله ـ يستقبلونه بالضَّجَر والتضايق والحرج، لأنهم يرونه شهر الجوع والعطش. شهر الممنوعات. فهؤلاء يُحسون بالحرمان، لأنهم اعتادوا على اغتراف الشهوات من حَمْأَة اللذة المحرمة. ولذلك تراهم غير فرحين بقدومه. ويا للعجب كيف يُتَأفَّف من شهر الرضوان والرحمة والخير والنعمة والبركة.   وقسم رابع: – وهو قسم التعساء الذين لا يقيمون وزنا لهذا الشهر العظيم، نسأل الله أن يكف عنا أذاهم. فهؤلاء يستقبلونه بمزيد من الفسق والمجون والعصيان. فرمضان عندهم سوقً للمعاكسات والمشاغبات وسهرات قمار وطرب وحفلات خليعة. فتراهم ينتظرون هذا الموسم المبارك لا للتوبة والاستغفار والعبادة وإنما للتسابق في نشر الرذيلة والانحلال والعري والفاحشة والدعارة والهرج باسم الفن دون مراعاة لحرمة الشهر الكريم. حتى تطبع الناس بهذا الواقع الفاسد وصار عرفا متعارف عليه في كل عام. فتحول رمضان عندهم إلى موسم للفوازير وليالي طرب وصخب، بدلا من العبادة وقيام الليل.   وهذا النوع من الفساد والإفساد الذي انتشر بين المسلمين، خاصة في هذا الشهر العظيم هو بأمر الحاكم وتشجيعه ومعه وزير إعلامه والفريق الذي يعمل معه ومن وراءهم طابور المنتجين والمخرجين والمنشطين والممثلين والمطربين والراقصين وغيرهم، فكل هؤلاء شركاء في إفساد شهر العبادة على الصائمين والتآمر عليهم ببث هذا الهرج والتشويش لإلهائهم وإغوائهم. والذين يقبلون بهذا المنكر ويرضون به ولا يقاومونه ويسكتوا عليه هم لا محالة مشاركون لهم في هذا الفساد سواء علموا ذلك أم جهلوه. لأن الباطل يندحر بمقارعته وإنكاره ورده وينتشر ويتعاظم بالسكوت عليه والرضى به. إذن ما فائدة حسنات النهار والامتناع عن الطعام ومن ثم يفطر المرء على هذا الفسق والفجور؟!   فيا أهل اللهو والعبث، يا أهل الفوازير والطرب، نبيكم الكريم يقول:  » ليس الصيام من الأكل والشرب، إنما الصيام من اللغو والرفث. »[رواه ابن حبان]، فإذا تحقّق هذا كان لكم جُنَّةً من المعاصي، وبالتالي جُنَّةً ووقايةً من النار، قال صلى الله عليه وسلم : « ‏ ‏إِنَّمَا الصِّيَامُ جُنَّةٌ يَسْتَجِنُّ بِهَا الْعَبْدُ مِنْ النَّارِ. « [رواه أحمد وحسّنه الألباني]، وقال في حديث آخر :  » الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَإِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا فَلَا يَجْهَلْ وَلَا ‏يَرْفُثْ ‏فَإِنْ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَتَمَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ. « [رواه أحمد في مسنده]. هذا هو الصيام، أما الصيام الذي لا يمنعكم من نشر الرذيلة والفسق والمجون والنظر إلى الحرام والسب والشتم والتشاجر والخصام والغيبة والنميمة والولوغ في الأعراض والقِيل والقال فليس بصيام، قال عليه الصلاة والسلام :  » ‏رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلَّا الْجُوعُ وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ. « [رواه ابن ماجه وصححه الألباني]. وقال الصحابيُ الجليلُ جابرُ بنُ عبد الله : ( إذا صمتَ فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمحارم، ودع عنك أذى الجار، وليكن عليك وقارٌ وسكينةٌ، ولا يكنْ يومُ صومِك ويومُ فطرِك سواءً)، ويقول الإمام أحمد رحمه الله:  » ينبغي للصائم أن يتعاهد صومَه من لسانه، ولا يماريَ في كلامه، كانوا إذا صاموا قعدوا في المساجد وقالوا: نحفظُ صومنا، ولا نغتابُ أحدًا ». فليعلم إذن أهل الصلاح أن رمضان موسم تنافس بين أهل الصلاح وأهل الفسق، كل يحاول بسط ونثر ما عنده في هذا الشهر الكريم. فإما أن يصير رمضان موسما للفسّاق أو يعود مرة أخرى للصالحين.   فرمضان فرصة لتربية النفس على العبادة. فلئن كان المسلم يعبد ربه جل وعلا في سائر شهوره وأيامه، إلا أنه في رمضان يأخذ دورةً عباديةً يزيد فيها من جُرُعَات الطاعة ونَكَهاتِ الإيمان والإخلاص، حتى يقوى على ما تبقى من الشهور، ويجعل هذه الفرصة مُنطَلَقًا إلى فعل الخيرات، فرمضان شهر العبادة، ولياليه تاج ليالي العام، فيها تصفو الأوقات وتحلو المناجاة. تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:  » كان رسول الله  يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره. »[أخرجه مسلم].   إذن لماذا لا نفكر أن نبدل السيئة بالحسنة؟! لماذا لا نهجر مستنقع الخطايا ونغتسل بماء التوبة النصوح ؟! لماذا لا نقلع عن المعاصي، لا سِيّما ونفوسنا مهيأة للخيرات؟! فهذا أوان الجد إن كنا مجدًّين، هذا زمان التعبّد إن كنا مستعدًّين، هذا نسيم القبول هَبّ، هذا سيل الخير صَبّ، هذا الشيطان كَبّ، هذا باب الخير مفتوح لمن أحبّ، هذا زمان الإياب، هذه رحمة من الكريم الوهاب، فأسرعوا بالمتاب، قبل إغلاق الباب. فبادر الفرصة، وحاذر الفَوْتَة، ولا تكن ممن أبى، وخرج رمضان ولم ينل فيه الغفران والمنى. وأروا الله خيرًا من أنفسكم، فبالجدّ فاز من فاز، وبالعزم جاز من جاز، واعلموا أن من دام كسله خابَ أمله وتحقَّق فشله. فيا حسرةً على المحرومين.   فمتى يتوب من أسرف في الخطايا وأكثرَ من المعاصي إن لم يتب في شهر رمضان؟! ومتى يعود إن لم يعد في شهر الرحمة والغفران؟! يا حسرةً على المفتونين الذين يجعلون وقت السحر ووقت الاستغفار فرصةً للعب واللهو وتقليب الأبصار في الغانياتِ الماجنات. صعد رسول الله المنبر فقال: ( آمين، آمين، آمين)، فقيل: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر فقلت: آمين، آمين، آمين! فقال :  » إن جبريل عليه السلام أتاني فقال: من أدرك شهرَ رمضان فلم يُغفر له فدخل النار فأبعده الله، قل: آمين، قلت: آمين. « [أخرجه ابنُ خزيمة وابنُ حبان]. فبادر يا عبد الله بالعودة إلى الله، واطرق بابَه، وأكثر من استغفاره، واغتنم زمنَ الأرباح، فها هو موسم التوبة والإنابة، فباب التوبة مفتوح، وعطاء ربك ممنوح وأيام المواسم معدودة، وأوقات الفضائل مشهودة، ولعلها أن تكون بداية الانطلاقة الحقيقية في المسارعة إلى الخيرات وإرضاء رب الأرض والسماوات.   ففي رمضان كنوز غالية، فلا تضيعوها فيما لا فائدة فيه، فاجعلوا نهاركم. صياما وأمرا بمعروف ونهيا عن منكر وتناصحا ومواعظ. واجعلوا ليلكم قياما. ذكرا وصلوات واستغفارا وتهجدا وتدبرا في كتاب الله وحلقات ذكر ومجالس علم وندوات ومحاضرات ونقاشات ودعوة إلى الإسلام. فإنكم لا تدرون متى ترجعون إلى ربكم، وهل ستدركون رمضانا آخر أو لا تدركونه. وإن اللبيب العاقل من نظر في حاله، وفكَّر في عيوبه، وأصلح نفسه قبل أن يفاجئه الموت، فينقطع عمله، وينتقل إلى الدار الآخرة.   جعل الله صيامنا صيامًا حقيقيًّا مقبولاً، وجعله إيمانًا واحتسابًا، إيمانًا بما عنده، واحتسابًا لثوابه، كما أسأله تعالى أن يجعلنا وإياكم وسائر المسلمين ممن صام الشهر، واستكمل الأجر، وفاز بليلة القدر، اللهم اكتب صيامنا في عداد الصائمين، وقيامنا في عداد القائمين.   خالد إبراهيم العمراوي ( ابن خلدون ) 1 رمضان عام 1429هـ الموافق 1 سبتمبر لعام 2008م    

السبيل أونلاين. نت   بسم الله الرحمان الرحيـــم   المنهج القرآني في النقد والتقويم وفي التوبة والتصحيح – الحلقة التاسعة تقويم علاقة المسلمين ببيت النبوة

كان الاعتراض الرئيسي على ما نشرته ولا زلت أنه كان علنيا، في موضوعات الأصل فيها – حسب رأي إخواني المعترضين – أنها خاصة بحركة النهضة وأبنائها. وكان ردي دائما أن حركة النهضة تَحمّلت أمانة إحياء المشروع الإسلامي ، وهذه قضية عامة وليست خاصة ولا حزبية ، وتحويلها إلى قضية حزبية أو خاصة بفئة ، هو انحراف خطير على المشروع الإسلامي ، يتحول به من كونه هو غاية وجود الحركة ، وكون الحركة وسيلة لخدمته ، إلى كونه وسيلة لخدمة الحركة . هذا ما انزلقت إليه حركة النهضة ، الأمر الذي أصبح يقتضي التوبة والتصحيح كما بينته في الحلقة الثامنة من حلقات « حتى لا يشوش على واجبي الشرعي » .   إنه لم يعد لنا مناص بعد كل التطورات والمنزلقات الحاصلة إلا الرجوع إلى هذا الأصل (العمل في العلن ومع الجمهور المسلم التونسي). ورغم أن هذا هو في أصله بديهي ، ومن طبيعة الدعوة ورسالة الله إلى عباده ، فإن ما اعتراه من تلبيس خطير جعل الاعتراض على ما كتبته على الملأ شديدا من العديد من إخواننا، الأمر الذي أصبح يفرض بيان هذه البديهية وتأصيلها من خلال قرآننا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم . وهذا هو هدف هذه السلسلة من الحلقات تحت عنوان « المنهج القرآني في النقد والتقويم وفي التوبة والتصحيح ».    وقد تقدمت الحلقة الأولى التمهيدية من هذه السلسلة في ركائز هذا المنهج ، والحلقة الثانية منها في  قراءة وتقويم القرآن لغزوة بدر، والحلقة الثالثة في قراءة وتقويم القرآن لابتلاء غزوة أحد ، ذات الدلالات الكبيرة على ما حدث وما مر بنا ، والحلقة الرابعة في قراءة وتقويم القرآن لحادثة الإفك ، والحلقة الخامسة في قراءة وتقويم القرآن لابتلاء وغزوة الأحزاب ، والحلقة السادسة في تقويم القرآن لتطلع نساء النبي إلى متاع الدنيا وتخييرهن، والحلقة السابعة في تقويم النبي صلى الله عليه وسلم عادة العرب بتحريم الزواج من مطلقة الابن بالتبني بتطبيقه على نفسه، والحلقة الثامنة في عتاب الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم في حادثة ابن أم مكتوم كما سجلته سورة عبس لإرساء الميزان الرباني في التقويم .   هذا وألفت الانتباه إلى أن التقويم الذي قدمتُه ولازلتُ لا يتعلق بالأفراد ولكن بحركة النهضة ككيان جماعي يُعرف من خلال خططه وبرامجه وسياساته ومواقفه وأعماله وبياناته وتصريحاته.   وسنمر الآن الحلقة التاسعة التي ستتناول تقويم علاقة المسلمين ببيت النبوة ، وسيكون ذلك في الفقرات التالية:   1.الحدث المباشر 2.آية الحجاب 3.الإستئذان للدخول في البيوت    4.بيوت النبوة أحوج إلى مثل هذه الآداب          5.الحجاب أطهر لقلوب الجميع     الحدث المباشر:   قال أنس بن مالك : (بنى النبي صلى الله عليه وسلم بزينب بنت جحش بخبز ولحم . فأرسِلتُ على الطعام داعيا ، فيجيء قوم فيأكلون ويخرجون ، ثم يجيء قوم فيأكلون ويخرجون ، فدعوت حتى ما أجد أحدا أدعوه ، فقلت: يا رسول الله ما أجد أحدا أدعوه . قال : » ارفعوا طعامكم  » . وبقي ثلاثة رهط يتحدثون في البيت . فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فانطلق إلى حُجَر نسائه رضي الله عنهن واحدة واحدة ، ثم رجع فإذا الثلاثة لازالوا في البيت يتحدثون . وكان النبي صلى الله عليه وسلم شديد الحياء . فخرج منطلقا نحو حجرة عائشة ، فما أدري أخبرته أم أخبِر أن القوم خرجوا ، فرجع حتى إذا وضع رجله في أسْكفة الباب داخله والأخرى خارجه ، أرخى الستر بيني وبينه , وأنزلت آية الحجاب. )   آية الحجاب :   قال تعالى: {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيماً (53)   إِن تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً (54)} ( الأحزاب 53 – 54 )   الاستئذان للدخول في البيوت:   تتضمن الآية آدابا لم تكن تعرفها الجاهلية في دخول البيوت بما في ذلك بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم . لقد كان الناس يدخلون البيوت بلا إذن من أصحابها كما جاء في سورة النور في آيات الاستئذان :   قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27) فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَداً فَلَا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِن قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28)} (النور27 – 28)   لقد جعل الله البيوت سكنا , يفيء إليها الناس ; فتسكن أرواحهم ; وتطمئن نفوسهم ; ويأمنون على عوراتهم وحرماتهم , ويلقون أعباء الحذر والحرص المرهقة للأعصاب !   والبيوت لا تكون كذلك إلا حين تكون حرما آمنا لا يستبيحه أحد إلا بعلم أهله وإذنهم . وفي الوقت الذي يريدون , وعلى الحالة التي يحبون أن يلقوا عليها الناس .   ولقد كانوا في الجاهلية يهجمون هجوما , فيدخل الزائر البيت , ثم يقول: لقد دخلت ! وكان يقع أن يكون صاحب الدار مع أهله في الحالة التي لا يجوز أن يراهما عليها أحد ، وكان يقع أن تكون المرأة عارية أو مكشوفة العورة , هي أو الرجل . وكان ذلك يؤذي ويجرح , ويحرم البيوت أمنها وسكينتها ; كما يعرض النفوس من هنا ومن هناك للفتنة , حين تقع العين على ما يثير .   من أجل هذا وذلك أدب الله المسلمين بهذا الأدب العالي ، أدب الاستئذان على البيوت , والسلام على أهلها لإيناسهم وإزالة الوحشة من نفوسهم  قبل الدخول.   إن القرآن منهاج حياة ، فهو يحتفل بهذه الجزئية من الحياة الاجتماعية , ويمنحها هذه العناية , لأنه يعالج الحياة كليا وجزئيا , لينسق بين أجزائها وبين فكرتها الكلية العليا بهذا العلاج . فالاستئذان على البيوت يحقق للبيوت حرمتها التي تجعل منها مثابة وسكنا . ويوفر على أهلها الحرج من المفاجأة , والضيق بالمباغتة , والتأذي بانكشاف العورات . . وهي عورات كثيرة , تعني غير ما يتبادر إلى الذهن عند ذكر هذه اللفظة . . إنها ليست عورات البدن وحدها . إنما تضاف إليها عورات الطعام , وعورات اللباس , وعورات الأثاث , التي قد لا يحب أهلها أن يفاجئهم عليها الناس دون تهيؤ وتجمل وإعداد . وهي عورات المشاعر والحالات النفسية ,فكم منا يحب أن يراه الناس وهو في حالة ضعف يبكي لانفعال مؤثر , أو يغضب لشأن مثير , أو يتوجع لألم يخفيه عن الغرباء ؟!   بيوت النبوة أحوج إلى مثل هذه الآداب :   وليس مستبعدا أن تكون بيوت النبي صلى الله عليه وسلم قد تعرضت أكثر من غيرها في الدخول عليها من غير استئذان خاصة وهي مهبط العلم والحكمة. وكان بعضهم يدخل، وحين يرى طعاما يوقد عليه يجلس في انتظار نضج هذا الطعام ليأكل بدون دعوة إلى الطعام ! وكان بعضهم يجلس بعد الطعام – سواء كان قد دعي إليه أو هجم هو عليه دون دعوة – ويأخذ في الحديث والسمر غير شاعر بما يسببه هذا من إزعاج للنبي صلى الله عليه وسلم وأهله . وفي رواية أن أولئك الثلاثة الرهط الذين كانوا يسمرون كانوا يفعلون هذا وعروس النبي – زينب بنت جحش – جالسة وجهها إلى الحائط ! والنبي صلى الله عليه وسلم يستحيي أن ينبههم إلى ثقلة مقامهم عنده حياء منه , ورغبة في ألا يواجه زواره بما يخجلهم ! حتى تولى الله – سبحانه – عنه الجهر بالحق (والله لا يستحيي من الحق).   ومما يذكر أن عمر – رضي الله عنه – بحساسيته المرهفة كان يقترح على النبي صلى الله عليه وسلم الحجاب ; وكان يتمناه على ربه . حتى نزل القرآن الكريم مصدقا لاقتراحه مجيبا لحساسيته !   فعن أنس بن مالك ، قال: (قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله ، يدخل عليك البر والفاجر ، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب ، فأنزل الله آية الحجاب . . .) (البخاري)   وجاءت هذه الآية تعلم الناس ألا يدخلوا بيوت النبي بغير إذن . . فإذا دعوا إلى الطعام دخلوا . فأما إذا لم يُدعَوْا فلا يدخلون يرتقبون نضجه ! ثم إذا طعموا خرجوا , ولم يبقوا بعد الطعام للسمر والأخذ بأطراف الحديث . وما أحوج المسلمين اليوم إلى هذا الأدب الذي يجافيه الكثيرون . فإن المدعوين إلى الطعام يتخلفون بعده , بل إنهم ليتخلفون على المائدة , ويطول بهم الحديث ; وأهل البيت متأذون محتبسون , والأضياف ماضون في حديثهم وفي سمرهم لا يشعرون ! وفي الأدب الإسلامي غناء وكفاء لكل حالة , لو كنا نأخذ بهذا الأدب الإلهي القويم .    الحجاب أطهر لقلوب الجميع :   ثم تقرر الآية الحجاب بين نساء النبي صلى الله عليه وسلم والرجال: (وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب). .   وتقرر أن هذا الحجاب أطهر لقلوب الجميع: (ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن). .   فلا يقل أحد غير ما قال الله . لا يقل أحد إن الاختلاط , وإزالة الحجب , والترخص في الحديث واللقاء والجلوس والمشاركة بين الجنسين أطهر للقلوب , وأعف للضمائر , وأعون على تصريف الغريزة المكبوتة , وعلى إشعار الجنسين بالأدب وترقيق المشاعر والسلوك . . لا يقل أحد شيئا من هذا  بعد ما مر من قول الله . . وهو قول عن نساء النبي الطاهرات . أمهات المؤمنين . وعن رجال الصدر الأول من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم! وحين يقول الله قولا . ويقول خلق من خلقه قولا ، فالقول لله – سبحانه – وكل قول آخر هراء , لا يردده إلا من يجرؤ على القول بأن العبيد الفانين أعلم بالنفس البشرية من الخالق الباقي الذي خلق هؤلاء العبيد !   والواقع العملي الملموس يهتف بصدق الله , وكذب المدعين غير ما يقوله الله . والتجارب المعروضة اليوم في العالم مصدقة لما نقول . وهي في البلاد التي بلغ الاختلاط الحر فيها أقصاه أظهر في هذا وأقطع من كل دليل .     (في ظلال القرآن بتصرف)   بقلم محمد شمام    العنوان البريدي :  mohacham@gawab.com الهاتف النقال : 0046736309986   وإلى الحلقة القادمة إن شاء الله (المصدر : السبيل أونلاين , بتاريخ 3 سبتمبر  2008)  


سليم بوخذير:تزور تونس بعد ليبيا و قبل الجزائر و المغرب رايس تؤكّد التطبيع مع ليبيا في زيارة تاريخيّة و تطرح قضايا نشر الحرية

 

سليم بوخذير – تونس – وطن برس –   تؤدّي وزيرة الخارجيّة الامريكيّة كونداليزا رايس زيارة إلى تونس يوم 5 سبتمبر، في إطار جولة مغاربيّة تشمل أيضا الجزائر وليبيا والمغرب والعاصمة البرتغاليّة من 4 إلى 7 سبتمبر الجاري .   و من المنتظر أن تلاقي السيدة رايس الرئيس التونسي خلال زيارتها إلى البلد، و تأتي تونس كمحطّة ثانية بعد ليبيا ، فيما تتجه بعد ذلك وزيرة الخارجيّة الأمريكيّة إلى الجزائر ثمّ إلى المغرب .   و قال المتحدّث بإسم وزارة الخارجيّة الأمريكيّة شون مكورماك امس الثلاثاء للصحافيين إنّ زيارة وزيرة الخارجيّة إلى المنطقة ستطرّق إلى قضايا إقليميّة مشتركة بينها « نشر أعمال الحرّية في المنطقة » وكذلك قضايا الخلاف في الشرق الأوسط .   و تُعدّ زيارة السيدة رايس لليبيا بالذات ضمن هذه الجولة هي الأولى من نوعها لوزيرة خارجيّة منذ عام 55 سنة ، حيث كان جون فوستر دالاس آخر وزير خارجيّة امريكي زار ليبيا و ذلك عام 1953 .   و في تونس تتوقّع بعض المصادر أن يتخلّل لقاء زيارة رايس مع الرئيس التونسي حديث عن فرص التعاون المتاحة بين البلدين وكذلك التطرّق إلى عديد المواضيع ذات الإهتمام المشترك بينها موضوع حقوق الإنسان ، وهو ما فهمته المصادر من حديث المتحدّث بإسم وزارة الخارجيّة عن تطرّق لقاءات السيدة رايس مع المسؤولين المغاربييّن خلال الجولة إلى « قضايا مشتركة بينها نشر أعمال الحرّية في المنطقة » .   من جهتها قالت وكالة الأنباء الرسميّة في تونس إن الرئيس بن علي إستقبل صباح اليوم وزير خارجيّته عبد الوهاب عبد الله وأكد على « الاستعداد الجيد للمواعيد القادمة » .   وكان آخر مسؤول في الخارجيّة الأمريكيّة زار تونس هو مساعد وزير الخارجيّة السيد ديفيد وولش في 27 فبراير الماضي و إلتقى خلالها الرئيس التونسي و عدد من الوزراء .   و في ليبيا تأتي الزيارة في إطار تطبيع العلاقات بين البلديْن الذي إعتبره المتحدّث بإسم الخارجيّة الامريكيّة « سيمكّن من توسيع نطاق التعاون بين البلديْن في عديد المجالات من ذلك التربية و الثقافة و التجارة و التكنولوجيا و الأمن و حقوق الإنسان » .   وكان مساعد وزير الخارجيّة الامريكيّة ديفيد وولش زار ليبيا في 12 أغسطس الماضي حيث وقّع مع نائب وزير الخارجية الليبي المكلف بالشؤون الأميركية أحمد الفيتوري اتفاقا هامّا بان تدفع ليبيا تعويضات ل270 ضحية أمريكية سقطت في انفجار الطائرة فوق لوكربي في أسكوتلاندا و229 ضحية أمريكية قتلوا في إنفجار في ديسكو في برلين عام 1986 فيما تدفع الولايات المتّحدة تعويضا ل40 ضحية ليبية لقيت مصرعها في غارة أمريكية على طرابلس عام 1986. وأتى الإتفاق بعد إستئناف العلاقات بين البلديْن في 2004 والتي كانت إنقطعت منذ 1981.   وفي الجزائر والمغرب من المتوقّع أن تلقي أزمة الصحراء بظلالها على لقاءاتها بالمسؤولين فضلا عن مواضيع الإهتمام المشترك و محاربة الإرهاب ، فيما لم تتضمّن جولة السيدة رايس إلى المنطقة زيارة موريطانيا مثلما كان متوقّعا نظرا لرفض الولايات المتّحدة للإنقلاب العسكري الذي شهدته موريطانيا في 6 أغسطس الماضي وعدم إعترافها بشرعيّة الإنقلابيّين .  03/09/2008 *( المصدر: وكالة « وطن برس »للأنباء ( فلسطينيّة مستقلّة) بتاريخ 3 سبتمبر 2008 ).  الرابط : http://watanpress.net/arabic/?open=ar&m=30&id=6439

في ميثاق الكتابة
عبدالسلام المسدّي   إذ قد ترتب الأمر على أن أنضمّ إلى الذين يحاورونك -أيها القارئ الكريم- كي يتواصلوا معك في انتظام أسبوعي على صفحات «العرب» الورقية أو على شاشتها الرقمية، فإني رأيت أن أستهل حواري بمصافحة خاصة. بدءا لابد من تحية امتنان للقائمين على إدارة هذه الصحيفة، فالفضل عائد لهم في فتح قناة التواصل بيني وبينك، وهو ما حفزني على القبول بانشراح وأنا واع بجسامة الالتزام وبأمانة المسؤولية، لأن الانتظام الأسبوعي كثيرا ما يعوق المواظبة على تلمس الجوهري من بنات الأفكار، وعلى صوغه بالتمحيص الضامن للكفاءة النافذة. إن الذي قويَ به حماسي يعود من جهة أولى إلى «الانتماء» الذي يشي به الاسم في حد ذاته، فلفظ «العرب» حين يأتي عاريا عن أي إضافة أو نعت أو تخصيص يستغرق مضمونَهُ بامتلاء متين، والسمة في الانتماء تتضاعف دلالة وإيحاءً بقدر اهتزاز الثوابت المرجعية تحت ضغط الحوادث الظرفية التي تتجنى بها السياسة على التاريخ، وعلى صانع التاريخ الذي هو الإنسان. وحيث إن اسم «العرب» تتزين به واجهات صحافية عديدة، فإن أدبيات التداول الإعلامي أشاعت اسما مطوّلا بغرض التخصيص ودفع الاشتراك تحاشيا للمزج واللبس، فتقول: «صحيفة العرب القطَرية». والحافز الثاني هو أن منبرنا الإعلامي هذا -حيث سنلتقي أنا وأنت كل أسبوع بإذن الله وعونه- يعلن عن نفسه أنه «مستقل» بحيث يراهن مع قرائه ومع أصحاب القلم فيه على الحياد بكل مضامينه، ولك أن تتأوّله حيادا سياسيا، وحيادا مذهبيا، بل وحيادا نفسيا. أما أنا فيعنيني جدا الحياد الفكري، وفي هذا السياق لا أظنني أفشي سرا حين أورد لك سطرا من خطاب الاستكتاب الذي شرّفني به القائمون على حظوظ هذا المنبر، وفيه أن المقال «يمكن أن يكون في أي مجال تحبذونه ونفضل أن يكون ذا مسحة سياسية أو ثقافية» فقبلت العرض برغبة وحماس. ومع هذا وذاك، سيسعدني أكثر أن يتخطى الالتزام حدوده الثنائية، فلا يقتصر على ما انعقد بيني وبين أسرة العرب من تعهد، ورغبتي قوية في أن تكون -أنت أيها القارئ- طرفا ثالثا في عملية التواصل كي يزداد خصبا وثراء، فعندئذ فقط نؤسس الرابطة المثلثة التي تضمن منك إلينا التغذية الراجعة وتضمن منا إلى أسرة العرب تغذية مضاعفة، فلا تملّ أنت قراءتي تحت وقع الرتابة، ولا تنحجب عني آفاق الاستطلاع الفكري. إني على وعي تام بأن سنن التواصل الإعلامي على هذه الشاكلة ليست مألوفة بكثرة في ثقافتنا العربية، وبعض الصحف على قلتها بدأت تفتح على مواقعها مساحات للقارئ يدرج فيها انطباعاته، وكثيرا ما يخالط فيها الهزلُ الجدَّ المطلوب، ولكنها آلية تصلح للرصد العام حين يأخذ أولو الأمر في الصحيفة أنفسَهم بهاجس المواكبة والتطور، ولكنها تظل -من حيث أخلاقيات الكتابة- غيرَ ملزمة لصانع النص ومنتج الأفكار. وبناءً على ذاك، أرى أن نتواصل بالبريد الإلكتروني، وسأعمل -ما وسعني الجهد- على أن أنتقل بالحوار من ثنائية التراسل إلى المنبر العام المشترك. ذاك هو ميثاق الكتابة، ولا كتابة إلا بالقراءة، والمقال المكتوب -من حيث هو نص- ما أن يُنشر حتى تفلت من صاحبه ملكيّته العينيّة، فيغدو ملكا مشاعا بين القرّاء، وإذا عقَّب عليه معقِّب انخرط في «لعبة» الخطاب بكل آلياتها وتحمل تبعات كل مستوجَباتها. ولكنني لن أنهيَ حديثي إليك عن ميثاق الكتابة دون أن أعرّج على وظيفة المثقف في المجتمع، وهو ما يستتبع الإشارة إلى علاقة الفكر بالسياسة. فقد يهتم المثقف بالسياسة لأنه مهموم بها بقدر همّه بالحقل الثقافي الذي إليه ينتمي وفيه يحقق منجَزه الإبداعي، وقد يهتم بالسياسة من حيث إن لها تأثيرا في آليّاته الذهنية بحكم امتداد نفوذها إلى مناطق متسعة فكرا وأدبا وفنونا. وفي كل الأحوال كثيرا ما يطيب للإنسان -حتى وهو في أوج تألقه الفكريّ- أن يعود إلى لحظة البراءة الأولى فيلقي السؤال الساذج الذي أوصاه به أستاذ الفلسفة في أوّل درس من دروسها: ماذا جرى؟ وماذا يجري؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟ هو سؤال لا يختص به أحد، فلكل الناس حق فيه، من أبسط عباد اللّه عيشا وفطرة إلى أكثرهم شقاء بحكم كثافة الوعي التي لم تستشرهم أقدارهم في أن يكون لهم نصيب منها أو لا يكون، وبين السعداء بسذاجتهم والتعساء بوعيهم يتردد نفس السؤال -إن جهرا أو سرا- على ألسنة الحكام الذين فيهم سادة وفيهم الأتباع. في المرتبة العليا من سلم الأولويات يوحي لنا السؤال الذي هو حق مطلق للناس جميعا بأننا قد انتقلنا مختارين أو مضطرين من زمن الجواب إلى زمن التساؤل، وهو إيذان بالتحول من مجال الطمأنينة المحروسة بأسيجة القناعات المتناضدة إلى فضاء القلق التواق حيث الحيرة التي تطرد السكينة طردا. ولكن الانتقال لا يقف عند حدود تغيير المكان لأنه ليس إنجازا ماديا، إنه عبور ذهني ونفسي من ثقافة القبول إلى ثقافة المساءلة، من ثقافة التسليم إلى ثقافة الاعتراض، من أنواء الاضطرار إلى استئجار المراكب للإرساء على مرافئ الاختيار. إن اللحظة التأملية تكاد تتماهى مع اللحظة الفلسفية، فإن فارقتها في بعض المتغيرات من حيث الهدف فهي تطابقها في الحوافز الدافعة وفي الأشراط المصاحبة. وإلقاء السؤال السياسي إذا تخطى مجال الاستفسار عن الوقائع والأحداث أصبح يعني الاستجابة إلى حاجة الفكر الباحث عن قرائن الارتباط وعن حيثيات الفعل، وذاك ما يساعده على إجلاء الأسباب المكتومة الثاوية وراء الأسباب المعلنة، ولا يكاد يشك أحد في أن السياسة العملية تقتضي بالضرورة -حَسَب السائد من الأعراف في كل الأزمنة- ازدواجا في الخطاب بين المصرح به والمسكوت عليه. غير أن السياسة برمتها كثيرا ما يعنّ لها أن تتحدى الفكر، ويصل بها التحدي إلى إيقاعات صارخة، وفي لحظات التأمل يكف الصراع الطبيعي بين السياسة والتاريخ كما يكف الصراع الجدلي بين التاريخ والفكر، وينبري بدلهما اصطراع مفاجئ بين الفكر النظري باسم جموع المتابعين المتأملين، والفكر العملي باسم أرباب القرار، أمراء التنازع الدائم على حب البقاء. عندئذ تتبدل قواعد الجدل، وتحق المساءلة بحكم التجني الذي يجترحه الفعل السياسي على المسار الطبيعي لتاريخ الإنسان، عندئذ يخرج الخطاب الواصف من سجلات الموضوعية ثم يهجر مناطق الحياد ليعلن عن مشروعية خطاب الإدانة، وفي هذه البرهة تنفصل لحظة التأمل عن أشراط اللحظة الفلسفية.   (المصدر: جريدة العرب ( يومية –  قطر) بتاريخ 3 سبتمبر 2008)

2009 مئوية الشابي و إرادة الحياة

  د. أحمد القديدي   أدعو من هذا المنبر الكريم الدول العربية، ووزراء الثقافة و المجالس الوطنية للثقافة والتراث، والنخبة العربية وخاصة في تونس موطن الشاعر الأصلي إلى إعداد برنامج إحياء الذكرى المئوية لميلاد شاعر إرادة الحياة: أبي القاسم الشابي، الذي رددت الجماهير العربية على مدى مراحل مقاومتها للاستعمار وتحريرها أبيات قصيدته الخالدة :   إذا الشعب يوما أراد الحيـاة فلا بد أن يستجيب القـدر و لا بـد لليـل أن ينجلـي ولا بد للقيـد أن ينكسر   ولد الشاعر في مدينة توزر على مشارف الصحراء التونسية وفي قلب الواحات الرائعة في 24 فبراير من سنة 1909، منذ قرن بالضبط، حينما يحين عام 2009، ووالده هو الشيخ الفاضل القاضي محمد الشابي الذي تلقى تعليمه بالقاهرة في الجامع الأزهر، وعاد إلى تونس فتولى القضاء في عدد من المدن و القرى التونسية الى وفاته سنة 1929 . للشاعر شقيقان هما محمد الأمين الذي تولى وزارة التربية والتعليم في أول حكومة تونسية بعد الاستقلال وعبد الحميد الشابي. ثم وافاه الأجل رحمه الله يوم 9 أكتوبر 1934 وهو في مطلع الشباب الغض لم يتجاوز الخامسة و العشرين، وقد أسعدني الله سبحانه بإتاحة فرص فريدة لي شخصيا لن أنساها للتعمق في أدب الشابي المتمرد، والاطلاع على رسائله و بعض قصائده بخط يده رحمه الله، وهي منحة من رب العالمين حيث كنت في مطلع الشباب أبحث عن نفس ثائر باللغة العربية الرائعة، يتلاءم مع ما يشعر به أبناء جيلي في ذلك العهد من نزوع للقيم الإنسانية بالفطرة، فكان الشابي هو الجواب عن أسئلتنا الحائرة و المرفأ المثالي لمراكبنا التائهة. ففي المدرسة الثانوية حين كنت يافعا مغرما بالأدب وأحاول كتابة نصوص شعرية، كان أستاذ الأدب العربي عندنا بالقيروان هو الأديب الشيخ محمد الحليوي رحمة الله عليه، وكان من أقرب الأصدقاء لشاعرنا العبقري ولد مثله سنة 1909، وتعرف إلى الشابي من خلال النوادي الثقافية التي كان الرفيقان يرتادانها بعاصمة تونس، وترسخت الصداقة بينهما الى درجة أن الشابي كان يراسل الحليوي أسبوعيا بالبريد، وفي عهد لاحق قام الحليوي بنشر كتاب شديد الأهمية وهو ( رسائل الشابي) يعتبر مرجعا ثريا لاكتشاف نفسية الشاعر و عصره و همومه. ومن أفضال الأستاذ الحليوي علي، وعلى كل من يأنس فيهم محبة الأدب في القيروان سمح لي بزيارة مكتبته الغنية بأمهات التراث، و بالرسائل الأصلية بخط أبي القاسم، و بحبره البنفسجي الجميل، وكانت هذه القراءات بالنسبة لي دخولا بعد استئذان الى عالم حميمي خاص لشاعرنا العبقري، وحواره التلقائي مع رفيق دربه الوفي محمد الحليوي ،أما الفرصة الثانية فهي اغتنامي للقاءات المنعشة مع شيخنا الكبير وأستاذنا رحمة الله عليه المختار بن محمود في الستينيات من القرن الماضي، حين كنا نرتاد جمعية قدماء الصادقية في 13 نهج دار الجلد بالمدينة العتيقة تونس، وهي أيضا مقر مجلة الفكر المجيدة، فأستمتع بأحاديث الشيخ المختار عن بدايات أبي القاسم الشابي، لأن الشيخ المختار كان نشر له أول قصائده في مجلته ( العالم الأدبي) و يحتفظ بذكريات، كنت أنا وأبناء جيلي نشعر أننا مؤتمنون عليها لنرويها للأجيال العربية الصاعدة، التي هي مطالبة بصيانة هذا الأدب الخالد.   واليوم نحيي الذكرى المئوية لميلاد هذا الشاعر العبقري، الذي كان قلبا نابضا بالثورة على الاستعمار، والاستكانة والرضى بالدون، من أجل إحياء قيم خصها أبو القاسم بالتمجيد في قصائده، وهي قيم الكبرياء والعنفوان ورفض الظلم. تلك القيم العظمى التي نحتاجها اليوم كأمة مسلمة تتعرض لأقسى أصناف الاحتلال والاستغلال والحقد والعنصرية والإذلال. وهي قيم نجدها مبثوثة في الأبيات التي لا يعرفها عموم الناس، من نفس قصيدة ( إرادة الحياة) حيث يقول الشاعر:   ومن لم يعانقه شوق الحيـاة تبخر فـي جـوها واندثر             فويل لمن لم تشُـقهُ الحيـاة من صفعة العـدم المنتصر كذلـك قـالت لي الكائنـات وحـدثنـي روحها المستتر             إذا ما طمـحت إلى غـاية ركبت المنى ونسيت الحذر ومن لا يحبَّ صعود الجبال يعش أبد الدهـر بين الحفر          وقالت لي الأرض لما سألت أيا أم هل تكرهيـن البشر؟ أبارك في الناس أهل الطموح ومن يستلذ ركـوب الخطر       وألعن من لا يماشي الزمـان ويقنع بالعيش عيش الحجر هو الكون حي يحب الحيـاة ويحتقر الميـت مهمـا كبرفلا       الأفق يحضن ميت الطيور و لا النحل يلثم ميت الزهر »   (المصدر: جريدة الشرق ( يومية –  قطر) بتاريخ 3 سبتمبر 2008)

صحافة الرأي  
خالد شوكات   يملك العالم العربي قدرة استثنائية على كسر كافة القواعد التي أنضجتها نظم الحكم الحديثة، وخصوصا الديمقراطية منها، كقاعدة « أن الصحافة هي سلطة »، إلى جانب السلطات الثلاثة المعروفة، بصرف النظر عن ترتيبها، إذ عجزت الصحافة العربية تماما على أن تكون سلطة أو حتى شريكا فيها، حيث تمكن أولو الأمر عندنا بامتياز من تثبيتها كوسيلة للتبليغ أو الانتقام أو التسلية، ولم يسمحوا لها أبدا، ولن يسمحوا لها مستقبلا، في أن تشاركهم الرأي و القرار أو القدرة على تغيير المسار. والصحافة العربية بشقيها، القطري والقومي، المواطن والمهاجر، المستقل والحكومي، ما تزال ممنوعة من أن تكون مؤسسة حقيقية فاعلة، تماما كما هو شأن سلطتي البرلمان والقضاء، فقد اضطرت الحكومات جراء ضغط العصر إلى خلق وسائل إعلام أو السماح بظهورها، لكنها عملت بلا كلل على أن تجعلها تابعة، بقوة الحكم أو المال، وبالقمع أو التمييع، وبالترغيب أو الترهيب. ولدى الحكم العربي قدرة على إيجاد الحلول القاتلة لكل المحاولات التي ظهرت لإيجاد صحافة فاعلة، ورقية أو الكترونية أو سمعية بصرية، فالمال العام والخاص مراقب ومتحكم فيه، والقدرة على فرض الرقابة متنامية متجددة، وإمكانيات الدولة والقطاع الخاص واردة في استعمالها لشراء الذمم أو فرض الرؤى، والأمية المستشرية معوق يحول دون أي قدرة على تشكيل رأي عام أو قوة شعبية مؤثرة. إن استعراض حال الصحافة العربية، يبرز إلى الوجود نماذج متعددة لآليات عربية مبتكرة في التعامل مع أي ظواهر يمكن أن تنبئ ببروز وسائل إعلام قوية وملتزمة، وهو أمر يدفع كل حديث عن العوالم المفتوحة والحدود المتلاشية وتقنيات الاتصال المعولمة وغيرها من المفردات والمصطلحات التي فرضت نفسها بعد انتهاء الحرب الباردة، إلى دوائر الشك والارتباك، فقد أظهر الواقع العربي بسالة نادرة في التصدي لكل ما قد يحرك ساكن سياسته المستبدة وعقله المستعصي على التجديد. ومن العوامل الأساسية في بقاء الصحافة العربية مرتهنة، عدم وجود رأسمال عربي مستقل حقا عن أنظمة الحكم، فالرأسمالية العربية هي بشكل أو بآخر، وفي مجملها، صنيعة الحكام، الذين هم من يغني ويفقر، وقد كان مصير كل رأسمالي أعلن بعض التمرد الإفلاس أو المنفى، ولهذا فقد فضل كل صاحب مال نشط في مجال الإعلام، أن يكون ملكيا أكثر من الملك، وأن يحترم ما يعتقد أنه خطوط حمراء، حتى وإن لم يحدثه بها أحد. والمتفحص في خريطة التلفزيون العربية، سيجد أن أغلبها يتحرك في مجال الترفيه والتفاهة، وأن السياسي منها، إما حكومي ما يزال يعيش في عصر تشاوسيسكو، ولا يرى ضيرا في الدعاية لنظامه بترديد خطاب خشبي يخجل الممدوح من سماعه، أو مستقل يخاف أن يحرم من البث على قمر صناعي أو من عائد إعلاني، حيث أن سوق الإعلان في العالم العربي تابعة أيضا، يوزع الحكام حصصه حسب درجة الولاء. و قد أثبتت الأنظمة العربية قدرات خارقة في التصدي لكافة التجارب التلفزيونية، حتى تلك التابعة لقوى الدولية نافذة، حيث لم تتردد في تحويل قضايا إعلامية إلى أزمات دبلوماسية، ولم يحل أي عرف دون الإقدام على إغلاق سفارات وطرد سفراء، حتى إذا ما جرى التفاوض كانت النتيجة حتما لصالح الدولة المحتجة، وأقلها أن لا يقع التطرق إلى شؤونها، بالخير أو بالشر، وفي الأمر خدمة لمن بيده السلطة. ولم تقدر الصحافة الالكترونية على تغيير المعادلة العربية، التي تحولت مع الوقت، جراء الرقابة وسياسة الإغراق، إلى ما يشبه النوادي المغلقة التي تخاطب أعضاءها ومشتركيها، حيث تظل هذه الصحافة من الناحية العددية نخبوية، ففي بلدان عربية كبيرة كمصر والمغرب والجزائر والعراق وسوريا وتونس، قد لا يتجاوز المتعاملون مع الانترنت نسبة 2%، وهي بيد المهاجرين العرب في كثير من الأوقات وسيلة للتنفيس أو لتصفية الحسابات الضيقة. وإن الباحث في المواقع الالكترونية العربية، سيلاحظ أن الجيد فيها قليل، وأن المهني منها لا يتجاوز عدد أصابع اليد، وأن جمهورها أصبح أشبه بجمهور نوادي كرة القدم، أي أنه جمهور ثابت في مجمله، لا يتغير تقريبا، ويود سماع ما يتردد في داخله فقط، فإن سمع جديدا أو مختلفا، يضج بجنون، ولا يتردد في الاستنجاد بكافة وسائل المقاومة، مهووسا في ذلك بنظرية المؤامرة. وعموما فإن الصحافة الالكترونية العربية، قد ظلت بكافة المقاييس عربية، سواء على صعيد رأس المال الذي يقف وراءها، أو من جهة احترازها من الخطوط الحمراء الرسمية والشعبية معا، أو لمعاناتها من الرقابة على اختلاف أنواعها، أو لعكسها واقعا فكريا وسياسيا مأزوما تغلب عليه قيم الإقصاء والتخطيط للإفناء والتخوين والمؤامرة. وثمة سؤال لا شك أن كثيرا من الصحفيين وكتاب الرأي في الصحافة العربية يرددونه يوميا، أو بين الفينة والأخرى، لمن نكتب؟ وهل ثمة تأثير فعلا لما نكتب؟ وهل ثمة أمل في أن تكون لما نكتب قيمة؟ أما أننا نكتب لأنفسنا كما يقول أهل الشعر الحديث؟ ولإرضاء غاية في أنفسنا من باب إقامة الحجة على الذات وإراحة الضمير، أو لأجل مآرب أخرى؟ هذه فقط دعوة بسيطة للنقاش، وورقة متواضعة في الموضوع للحوار، فلا تتردوا رجاء في المساهمة!     (المصدر: موقع إيلاف الإخباري( ابريطانيا ) بتاريخ 3 سبتمبر  2008)

رايس تزور ليبيا لتكريس نجاح دبلوماسي نادر
  سيلفي لانتوم   واشنطن 3-9-2008 (ا ف ب) – تكرس وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس عبر  قيامها بزيارة تاريخية لليبيا نهاية الاسبوع احد النجاحات الدبلوماسية النادرة  لادارة الرئيس الاميركي جورج بوش قبل انتهاء ولايته. وتقوم رايس بجولة على دول المغرب العربي من 4 الى 7 ايلول/سبتمبر تشمل على  التوالي ليبيا وتونس والجزائر والمغرب كما اعلن الثلاثاء المتحدث باسم وزارة  الخارجية الاميركية شون ماكورماك. وقال ماكورماك ان « رايس سعيدة بجولتها هذه ولا سيما بزيارتها لليبيا » متخليا  عن تحفظه المعتاد ليشير الى الطابع الاستثنائي لهذه « الزيارة التاريخية المهمة »  وهي اول زيارة لوزير خارجية اميركي لهذا البلد منذ 55 عاما. واضاف ماكورماك انه منذ زيارة وزير الخارجية الاميركي جون فوستر دالس في عهد  الرئيس دوايت ايزنهاور ولقائه الملك السابق محمد ادريس السنوسي في العام 1953،  « سار الانسان على القمر وظهر الانترنت وسقط جدار برلين وتعاقب عشرة رؤساء على  الولايات المتحدة ». واضاف « انه ايضا حدث مهم للتركيز على نجاح سياسة مكافحة نشر الاسلحة النووية  من قبل هذه الادارة ». ومن ناحيته، اكد مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط والمغرب ديفيد ولش  ان « هذا الامر يعتبر نجاحا للسياسة الخارجية التي تتبعها الولايات المتحدة ». وقال ولش خلال مؤتمر صحافي « نعتبر ان هذه السياسة بنيت على عمل قامت به عدة  ادارات لكنه تركز تحديدا وترسخ في عهد الادارة الحالية ». وستلتقي رايس في ليبيا الزعيم الليبي معمر القذافي الذي كان لفترة طويلة عدوا  للولايات المتحدة في المنطقة للاشتباه بدعمه الارهاب. لكن واشنطن تريد الان جعله  مثالا يحتذى به لايران وكوريا الشمالية اثر تخليه عن اسلحة الدمار الشامل من اجل  مصالحة مع الغرب. واوضح ماكورماك « انها بالفعل زيارة هامة وتاريخية »، مشيرا الى انها « تفتح فصلا  جديدا في العلاقات الثنائية الاميركية الليبية ». وقال ايضا ان « ليبيا مثال يظهر انه اذا اعتمدت دول اخرى خيارا اخر غير ذلك  الذي تعتمده حاليا، فيمكنها ان تقيم علاقات مختلفة مع الولايات المتحدة ومع باقي   العالم واننا نفي بوعودنا ». وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطرابلس في 1981، اثر اتهام الولايات  المتحدة ليبيا بدعم الارهاب. واستؤنفت هذه العلاقات في 2004 بعد اعلان الزعيم  الليبي تخلي بلاده عن برنامج لاقتناء اسلحة دمار شامل. وفي 2006 شطبت ليبيا عن اللائحة الاميركية للدول المتهمة بدعم الارهاب وسمى كل  بلد سفيرا له في البلد الاخر الا ان العلاقات لم تطبع بشكل كامل. والعقبة الاخيرة المتمثلة بالخلاف بين عائلات ضحايا اعتداءي لوكربي وبرلين من  جهة والحكومة الليبية من جهة اخرى تم حلها في 14 اب/اغسطس مع توقيع اتفاق لدفع  تعويضات للضحايا. واوقع اعتداء لوكربي 270 قتيلا في 1988 بينما ادى الاعتداء الذي استهدف ملهى  لابيل في برلين الى سقوط ثلاثة قتلى و260 جريحا في 1986. من جهة اخرى قال ولش ان رايس تعتزم خلال محادثاتها مع القذافي اثارة مسالة  حقوق الانسان لا سيما حالة المعارض الليبي فتحي الجهمي (66 عاما) الذي يقيم شقيقه  في المنفى في بوسطن. والجهمي معتقل منذ 2004 لانه انتقد نظام معمر القذافي وطالب علنا  بالديموقراطية والتقى ممثلا رسميا اجنبيا. واضاف المسؤول الاميركي ان رايس تعتزم ايضا بحث مسالة مكافحة الارهاب مع  الزعيم الليبي وكذلك الوضع في تشاد والسودان. وفي بيان لها دعت منظمة هيومن رايتس ووتش، رايس الى مطالبة القادة الليبيين  « بالافراج عن المعتقلين السياسيين والغاء القوانين التي تسمح باعتقال منتقدي  النظام سلميا، ووقف التعذيب ».   (المصدر: وكالة (فرنس برس) بتاريخ 3 سبتمبر  2008)

أزمة الحكم الجديد في موريتانيا

  محمد كريشان   إعلان باريس أمس الأول عدم اعترافها بالحكومة الموريتانية التي شكلها المجلس العسكري الحاكم في موريتانيا موقف لا يمكن إلا أن يزيد في عزلة حكام نواكشوط الجدد الين وصلوا السلطة في السادس من الشهر الماضي إثر انقلاب عسكري أطاح بحكم الرئيس المنتخب سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله، ففرنسا الشريك التجاري الأول للبلاد و الذي أدان الانقلاب بعد أربعة أيام من حدوثه، مما اعتبر وقتها أمرا مثيرا لبعض التساؤلات و الشكوك، تبدو اليوم حريصة على مزيد تصليب رفضها لما حدث في موريتانيا مما يجعلها تدريجيا القاطرة التي تقود الموقف الدولي برمته في هذا الشأن. باريس التي اعتبرت تشكيل العسكريين لحكومة مدنية ضمت مؤيديهم من الأحزاب و المستقلين ‘أمرا يفتقر إلى الشرعية (…) على غرار مجموع القرارات التي اتخذها المسؤولون العسكريون الذين استولوا على السلطة، و خصوصا الإطاحة برئيس الجمهورية’ و طالبت ب ‘العودة إلى النظام الدستوري’ و’الإفراج الفوري’ عن الرئيس المخلوع و الخاضع حاليا للإقامة الجبرية في نواكشوط، تبدو اليوم متحكمة بدرجة كبيرة في إيقاع المواقف الدولية الخاصة بالوضع المستجد في موريتانيا بعد أن لعبت دورا بارزا في إدانة مجلس الأمن الدولي في 19 أب/أغسطس للانقلاب و مطالبته بعودة المؤسسات الشرعية. في الأيام الأولى للانقلاب ساد اعتقاد لدى كثير من الموريتانيين بأن المجموعة الدولية، و فرنسا أولها، ستهضم تدريجيا ما حصل و أن الإدانات الواردة من أكثر من عاصمة لن تلبث أن تفتر و تلين كما حدث بعد انقلاب 3 أغسطس 2005 على حكم معاوية ولد سيدي أحمد الطايع، بل إن حاكم البلاد الجديد الجنرال محمد ولد عبد العزيز لم يتردد في أول لقاء تلفزيوني له، بعد ما اعتبره ‘حركة تصحيحية’ اضطر إلى الإقدام عليها، في التقليل من أهمية هذه الإدانات بل و ألمح إلى نوع من التفهم يحظى به من دول الجوار العربي و الإفريقي و هو ما لم يترجم، إلى حد الآن على الأقل، في مواقف أو مبادرات يمكن النظر إليها من هذه الزاوية إن لم يكن العكس هو ما حصل من دولة مثل الجزائر مثلا. و مع أن هيئات مثل الجامعة العربية لم تتخذ موقفا حازما مما حدث في موريتانيا و ذهبت إلى حد اعتبار أمينها العام عمرو موسى في مقابلة صحفية بأن ما جرى لم يكن انقلابا بالمعنى المتعارف عليه عادة، و مع أن الاتحاد الإفريقي لم يفعل أكثر من تجميد عضوية موريتانيا انسجاما مع مقررات له سابقة تقضي برفض الاعتراف بأي انتقال غير ديمقراطي للسلطة في إحدى دوله، فإن ذلك يفترض ألا يفهم منه حكام موريتانيا الجدد على أنه تقاعس يبرر لهم المضي في خططهم غير آبهين ففرنسا التي أوقفت مساعداتها إلى موريتانيا باستثناء الإنسانية و كذلك الولايات المتحدة التي جمدت تعاونها العسكري هي التي يفترض أن تأخذ في الاعتبار أكثر من غيرها إلى جانب إسبانيا المستعمرة السابقة، فضلا عن أن مهمة ‘محاربة الإرهاب’ في تلك المنطقة من إفريقيا التي يعول عليها،على ما يبدو، حكام موريتانيا الجدد لجذب التأييد الدولي لهم و الأمريكي تحديدا قد لا تكون تعويلا في محله بالنظر فقط لتجربة باكستان الأخيرة و حكم برفيز مشرف ليس أكثر. الحوار الوطني الذي يسعى إليه الموريتانيون حاليا هو السبيل الوحيد للعثور عن حل ما للخروج من الأزمة الحالية ففرنسا و الولايات المتحدة و بعد أن يفرغان من ملفات أكثر إلحاحا أمامهما الآن سيلتفتان أكثر إلى دول مثل موريتانيا و من الأفضل أن يسعى المجلس الأعلى للدولة إلى العثــور على مخرج له من الورطــة التي وقع فيها قبل هذا الموعد.   (المصدر: جريدة القدس العربي (يومية – بريطانيا) بتاريخ 3 سبتمبر  2008)


مقتل سوزان.. والحاجة للإصلاح السياسي

 

ياسر سعد (*) بعد نحو شهر من مقتل المطربة اللبنانية سوزان تميم في دبي بطريقة بشعة، وبعد إشاعات وتكذيبات شغلت الصحافة والأوساط الفنية, وجه الادعاء العام المصري تهما بالمشاركة في عملية القتل إلى رجل الأعمال والعقارات القيادي في الحزب الوطني الحاكم النائب هشام طلعت مصطفى، ويشغل مصطفى منصب وكيل اللجنة الاقتصادية في مجلس الشورى، كما أنه عضو في المجلس الأعلى للسياسات أبرز لجان الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم والذي يرأسه جمال مبارك ابن الرئيس المصري. الاتهام في الجريمة البشعة لرجل الأعمال والعضو البارز في الحزب الحاكم هشام مصطفى جاء بعد أسابيع من صدور حكم المحكمة المصرية في غرق العبارة المصرية «السلام 98», والذي برأ ممدوح إسماعيل العضو المعين في مجلس الشورى وأمين الحزب الوطني بمصر الجديدة والذي لشركته سوابق في غرق عباراتها والتي عادة ما تُحمّل للقضاء والقدر. ما بين غرق الباخرة ومقتل المطربة ثمة علاقة بائسة تشير أولا إلى المصاهرة في النظام العربي بين السلطة والمصالح التجارية, وتظهر تاليا الفساد الذي ينخر الطبقة السياسية والذي انعكست مظاهره على الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية, وكانت الكوارث الكبيرة من الحوادث المرورية وانهيار البنايات واصطدام القطارات من إفرازاته ونتائجه. البيان الذي أصدره النائب العام المصري قال إن التحقيقات كشفت أن مصطفى دفع لرجل الأمن السابق محسن السكري مليوني دولار لقتل تميم التي تردد أنها قطعت علاقة كانت بينها وبين رجل الأعمال البارز. السخاء المالي للسياسي المصري في سبيل الانتقام من أجل علاقة غرامية تظهر الخلل الاجتماعي الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية، التي ابتليت بثقافة الاستهلاك المدمرة وبنمو طبقة من أثرياء السياسة، في الوقت الذي يعاني فيه قطاع عريض من الشعب من أحوال تقترب من المجاعة. مقتل المطربة اللبنانية في دبي حادث إرهابي ليس له ما يبرره, ويظهر أن ثقافة القتل وتقطيع الرؤوس ليست حكرا على الإسلاميين المتشددين وليس هم من ابتكرها. ثقافة العنف والتصفية هي محصلة الاستبداد السياسي والتسلط وغياب الحريات, وهي نتاج عملية تهميش المواطن والمؤسسات لصالح الحكم الفردي وإن تدثر بمؤسسات ديمقراطية ديكورية وشكلية. الأمر المثير للسخرية هو أن هشام طلعت مصطفى، طالب من قبل في برنامج «صباح الخير يا مصر» بالتلفزيون المصري ردا على ما أثير حول دوره بمقتل تميم، بمشروع قانون يحد من الشائعات داخل البورصة المصرية، بما يساعد على ضبط إيقاعها لحماية الاقتصاد المصري، كما أن التلفزيون المصري فتح بابه أيضا واسعا للمتهم ممدوح إسماعيل في كارثة العبارة السلام بعد وقوعها للدفاع عن نفسه. فلماذا تكون أجهزة الدولة الإعلامية منابر للمتهمين «المقربين» للدفاع عن أنفسهم فيما يحرم المعارضون السياسيون من طرح رؤاهم وشرح مواقفها من خلالها؟ إن مصر تحتاج إلى إصلاح جذري يعالج الخلل في الحياة السياسية والاجتماعية, إصلاح نابع من حاجة داخلية وليس من ضغوط خارجية موسمية, يعيد لمصر مكانتها الإقليمية والدولية في المنطقة، عوض أن تنتظر شهادات حسن السلوك من أولمرت وباراك. (المصدر: صحيفة ‘العرب’ (يومية – قطر) الصادرة يوم الأربعاء 3 سبتمبر 2008)


بسم الله الرحمن الرحيم  

المؤتمر القومي – الإسلامي بيان يحذر من قرار اغلاق مؤسسة الأقصى
  بالرغم من حملة الاستنكار التي عمت الهيئات والاتحادات والقوى الشعبية العربية والإسلامية اثر قرار الحكومة الصهيونية إغلاق مؤسسة الأقصى لأعمار المقدسات الإسلامية، إلا أن الحكومات العربية والإسلامية لم تتحرك لاتخاذ الخطوات اللازمة  ،مجتمعة ومنفردة ، للرد على هذا القرار الإجرامي، الأمر الذي يفرض إعادة ممارسة الضغوط لإلغاء القرار المذكور، كما التنبه إلى خطورته وعدم التهاون في مواجهته. أن قرار الحكومة الصهيونية بإغلاق مؤسسة الأقصى لأعمار المقدسات الإسلامية خطوة تصعيدية خطيرة في عملية استهداف المسجد الأقصى من خلال الحفريات تحته ومنع وصول المصلين المسلمين إليه، والاستيلاء البشري اليهودي على باحته ومحيطه. إن إغلاق مؤسسة الأقصى التي يتزعمها الشيخ رائد صلاح يراد منه منع نشاطها في حشد المسلمين من عرب 1948 للصلاة في المسجد الأقصى واعمار المقدسات الإسلامية والسهر على مراقبة وفضح كل ما يجري تحته من حفريات ومن بناء كنيس ، وما يخطط له من اقتسام للمسجد ومحيطه كخطوات تمهيدية لهدمه وبناء الهيكل المزعوم مكانه. هذا ولم يكن مجرد مصادفة أن يصدر هذا القرار الإجرامي قبيل زيارة كونداليزا رايس ، وزيرة الخارجية الأمريكية ، لتغطيته من خلال ما ترعاه من مفاوضات ثنائية مشبوهة طالما غطت التوسع في الاستيطان وبناء الجدار. كما ليس من قبيل المصادفة أن يصدر هذا القرار مستبقا حلول شهر رمضان المبارك، وذلك استكمالاً لتفريغ المسجد الأقصى وباحته بمنع المصلين الآتين من مناطق ال 48 بعد جملة الإجراءات الصهيونية التي تحول دون وصول أهل القدس والضفة الغربية وقطاع غزة إليه، وفي هذا إشارة تشجيع للمتطرفين العلمانيين والمتدينين اليهود ليحلوا مكانهم من حوله وفوق ساحاته. ولهذا ينبغي لقرار إغلاق مؤسسة الأقصى أن يكون إنذاراً ، لا لبس فيه، للدول العربية والإسلامية، كما الجامعة العربية ، ومنظمة المؤتمر الإسلامي ، وحركة دول عدم الانحياز، وهيئة الأمم المتحدة، للتحرك فوراً ، وبأعلى درجات الحزم ، لإلغاء هذا القرار، وإلا « لات ساعة مندم » حين تقع الكارثة وتنفجر الأمة العربية والإسلامية غضباً. إن المؤتمر القومي – الإسلامي يهيب بكل القوى الشعبية والسياسية والإعلامية الحية في الأمة العربية أن تتحرك بفعالية ضد هذا القرار وتفرض على الحكومات العربية اتخاذ إجراءات قوية ملموسة، مجتمعة، ومنفردة ، لإلغائه، والرد على مخططات الاستيطان وتهويد القدس ووقف المفاوضات الثنائية وكل تطبيع مع الكيان الصهيوني أو علاقات دبلوماسية معه. بيروت في 1/9/2008  


محكمة تلغي قرار الاتحاد الأوروبي بتجميد أموال رجل اعمال سعودي

 

لوكسمبورج (رويترز) – ألغت محكمة العدل الأوروبية يوم الاربعاء قرارا للاتحاد الأوروبي بتجميد أموال رجل اعمال سعودي بعد وضعه في قائمة الاتحاد الإرهابية وقالت المحكمة إن الاتحاد لم يحترم حقوق المتهم في الدفاع. وفي نكسة جديدة لنظام العقوبات الذي يتبعه الاتحاد الأوروبي ألغت المحكمة أيضا ولنفس الاسباب تجميد أموال مؤسسة البركات الدولية التي تأسست في السويد. لكن المحكمة لم تأمر الاتحاد الأوروبي بالغاء قرار التجميد على الفور وأمهلته ثلاثة اشهر لتصحيح اخفاقه في احترام حق الاطراف في الدفاع. وقالت أعلى محكمة في الاتحاد الأوروبي في حيثيات حكمها ‘حقوق الدفاع.. وعلى الاخص الحق في أن تسمع والحق في مراجعة قضائية فعالة لهذه الحقوق.. لم تحترم بشكل صريح.’ لكنها اضافت ‘من المفهوم وبناء على هذه القضية ان فرض تلك الاجراءات على السيد القاضي والبركات قد يثبت رغم ذلك أن له ما يبرره.’ ووضع اسم رجل الاعمال السعودي ياسين القاضي على قائمة الاتحاد الأوروبي للإرهاب بعد ان شملته قائمة للامم المتحدة للافراد الذين يشتبه انهم ايدوا اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 مباشرة. وأصدرت المحكمتان الرئيسيتان في الاتحاد الأوروبي عدة أحكام خلال العامين الماضيين ضد الطريقة التي يضع بها الاتحاد الافراد والشركات في قائمة الإرهاب. لكن الاتحاد لم يرفع الافراد او الشركات من القائمة واختار بدلا من ذلك تغيير الاجراءات واخطارهم بسبب وضعهم في القائمة. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 3 سبتمبر 2008)

 

Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.