الأربعاء، 3 أكتوبر 2007

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
8 ème année, N° 2690 du 03.10.2007
 archives : www.tunisnews.net
 

 


 الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:توزيع المهام داخل الجمعية الدولية لمساندة المساجين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:بيـــان مســـاندة لجنة مساندة مية الجربيي وأحمد نجيب الشابينداء من أجل تجمع مساندة بباريس – يوم السبت 6 اكتوبر 2007 هيئة بن عروس للحزب الديموقراطي التقدمي: بيان موقع pdpinfo.org :اعتقال الشابين سمير النجار ومحمد بوجمعة الحزب التقدمي الديموقراطي التونسي: الكلمة الافتتاحية للندوة الصحفية المنعقدة يوم 2 أكتوبر 2007 وكالة قدس برس انترناشيونال:معارضون تونسيون يواصلون الإضراب عن الطعام بسبب سعي الحكومة لطردهم من مقرهم وكالة الصحافة الفرنسية: معارضان تونسيان مضربان عن الطعام يواصلان تحركهما موقع ميدل إيست أونلاين:حزب تونسي معارض: إخراجنا من مقرِّنا مسرحيَّة حكوميَّة الصباح: تفاصيل ما جاء بنص الحكم في قضية مقر الحزب الديموقراطي التقدمي صحيفة « الشرق »:على الرغم من حالتهما الصحية الخطيرة ..معارضان تونسيان يواصلان إضرابهما عن الطعام قدس برس: معارضون تونسيون يواصلون الإضراب عن الطعام بسبب سعي الحكومة لطردهم من مقرهم رويترز: ماعات حقوقية: محاكمة في ايطاليا قد تثبط همة المنقذين في عرض البحر وكالة الأنباء السعودية:حوادث العمل في تونس وات: لمحة عن حياة السيدة سلوى التارزي بن عطية كاتبة الدولة المكلفة بالطفولة والمسنين جريدة « الصباح »:حسب النتائج النهائية للمعهد الوطني للاحصاء:الاقتصاد الوطني ينمو بـ 6.4% توفيق العياشي: عصابات رمضانية خطيرة ترعب التونسيين..ومحطات النقل خارج إطار السيطرة الأستاذ محمد النوري: هل نحن في حاجة إلى جمعية حقوقية جديدة؟ مرسل الكسيبي: مية الجريبي وأحمد نجيب الشابي: ليس دفاعا عن التقدمي ولكن دفاعا عن الوطن والحرية أبو القعقاع عمر بن محمد: رمضانيات تونسية محمد العروسي الإنتماء للوطن أنبل وأسمى من الإنتماء للأشخاص والمصالح زهير الشرفي: دولنا تتساقط أمام البترودولار جريدة الشعب: رسالة أخرى من الامين العام الى السيد وزير التربية والتكوين صحيفة « المستقبل » :الإمارات في المغرب العربي صحيفة « الخليج »:علياء بلعيد: رفضي للابتذال منع انتشاري محمد كريشـان:عناد الصحافيين د. عزالدين عناية: الفاتيكان.. تحولات ومراجعات د. عصام نعمان: التقسيم : حدود آمنة لإسرائيل ونفط آمن لأمريكا

 


(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


 

الجمعية الدولية المساندة للمساجين السياسيين 

اللجنة المشرفة على الانتخابات

  تونس في 02/10/2007

 
إن اللجنة المكلفة من الهيئة المديرة الموسعة للجمعية  المنعقدة بتاريخ 18/09/2007 بالإشراف على الانتخابات بالجلسة العامة بتاريخ 02/10/2007 و المكونة الأستاذين محمد بوثلجة و محمد عبو تعلن ما يلي : – تلقت اللجنة إلى حدود الموعد القانوني 26/09/2007 أحد عشر ترشحا لعضوية الهيئة المديرة. – تم إجراء الانتخابات رغم منع البوليس السياسي لعقد الجلسة العامة . – تم التصويت بالاتصال الفردي بالأعضاء .    – على ضوء نتيجة الفرز تكون الهيئة المديرة الجديدة للجمعية مكونة من السادة :  سعيدة العكرمي , رشيد النجار , سمير ديلو , سمير بن عمر , عبد الوهاب معطر , فوزي الصدقاوي , لطفي العمدوني .     اللجنة المشرفة على الانتخابات الأستاذ محمد بوثلجة      الأستاذ محمد عبو 

   

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين

   أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين  الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبد الله الزواري   

 
تونس في 02/10/2007   اجتمعت الهيئة المديرة المنبثقة عن انتخابات الجلسة العامة بتاريخ 02/10/2007  بكامل أعضائها وبعد التداول يكون توزيع المهام داخلها على النحو التالي:   الأستاذة سعيدة العكرمي     :   رئيس                                                     الأستاذ عبد الوهاب معطر  :   نائب الرئيس الأستاذ سمير ديلو        :       كاتب عام الأستاذ رشيد النجار       :      أمين مال الأستاذ سمير بن عمر       :   مكلف بالمحاكمات السياسية السيد فوزي الصدقاوي     :   مكلف بملف المسرحين السيد لطفي العمدوني      :    مكلف بمتابعة الأوضاع في السجون   عن الهيئة المديرة الرئيس الأستاذة سعيدة العكرمي

               

“ أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين “ “ الحرية للصحفي المنفي في وطنه عبد الله  الزواري “ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  تونس  في 02/10/2007 بيـــان مســـاندة

 
إن الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  المنبثقة عن الجلسة العامة بتاريخ 02/10/2007 ،  تعبر عن مساندتها المطلقة  للقياديين في الحزب الديمقراطي التقدمي السيدة مية الجريبي والأستاذ أحمد نجيب الشابي في  إضرابهما المشروع عن الطعام.  وتعرب عن انشغالها لتدهور حالتهما الصحية وتدعو السلطة إلى رفع كل أشكال المضايقات التي يتعرض  لها الحزب الديمقراطي التقدمي ومنبره الإعلامي المناضل جريدة الموقف.   عن الهيئة  المديرة الرئيس الاستاذة  سعيدة العكرمي

اعتقال الشابين سمير النجار ومحمد بوجمعة

 
علمت جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي أن السلط الأمنية بالجهة عمدت إلى اعتقال الشابين سمير النجار 30 سنة خريج كلية الشريعة وأصول الدين، ومحمد بوجمعة 25 سنة تاجر متجول، وذلك منذ أكثر من أسبوع ولا تعرف عائلاتهما شيئا عن مكان وجودهما ولا سبب اعتقالهما. وقد عبرت عن بالغ انشغالها عن حالة ابنيها ومصيرهما.   مراسلة من جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي   (المصدر: موقع pdpinfo.org بتاريخ 2 أكتوبر 2007)


هيئة بن عروس للحزب الديموقراطي التقدمي

بيان

 

إن هيئة بن عروس للحزب الديموقراطي التقدمي المجتمعة يوم الأحد 30-09-2007 بمقرها الجهوي الكائن بـ 48 شارع باريس، بالمروج الرابع من ولاية بن عروس، التي تتابع بقلق حملة المضايفات والهرسلة لمناضليها بالجهة والتي توجتها السلط الأمنية باعتقال عضو الجامعة والشباب الديموقراطي التقدمي محمد ياسين الجلاصي في ظروف غامضة ودون توضيح لأسباب الاعتقال أو لمكانه أو للجهة التي نفذته.

 

1-   تعبر عن مساندتها الكاملة للأخ محمد ياسين الجلاصي ومآزرتها لأسرته واستعدادها لممارسة كل أشكال النضالية السلمية من أجل إطلاق سراحه.

2-   تعتبر حملة المضايقات وعملية الاعتقال مجرد تصفية لحسابات سياسية على خلفية الدور الذي لعبه مناضلو جامعة بن عروس في دعم إضراب الجوع وتفعيله.

3-   تطالب الجهات المسؤولة بإطلاق الأخ محمد ياسين الجلاصي والكف عن جميع أشكال الهرسلة والمضايقات التي يتعرض لها مناضلوها ورفع الحصار الأمني المضروب على مقر الجامعة.

 


دعوة لاجتماع عام

 

تتشرف هيئة جامعة بن عروس للحزب الديموقراطي التقدمي بدعوة جميع فعاليات المجتمع المدني والإخوة المناضلين والمواطنين لحضور الإجتماع العام المزمع عقده بمقر الجامعة 48 شارع باريس المروج الرابع (قرب السوق الأسبوعية والمدرسة الإعدادية الطاهر صفر)، تضامنا مع الأخوين مية الجريبي الأمينة العامة للحزب ونجيب الشابي المسؤول عن جريدة الموقف، المضربين عن الطعام منذ 20 سبتمبر 2007 من أجل حرية العمل السياسي. وذلك يوم الجمعة 05 أكتوبر 2007 على الساعة التاسعة ليلا (21.00).  ونحن ننتظر حضوركم وتضامنكم.  

 

 


 

لجنة مساندة مية الجربيي وأحمد نجيب الشابي من أجل حرية العمل السياسي والجمعياتي في تونس نداء من أجل تجمع مساندة بباريس – يوم السبت 6 اكتوبر 2007 الساعة 15:00 – محطة مترو Couronnes

 

في تونس، يضربون عن الطعام من أجل الحرية

واضراب جوع آخر : دفعا للظلم ولاصرار الحكم الاستبدادي في تونس على غلق كل مربعات الاجتماع والتعبير الحر للاحزاب والجمعيات وسائر الشخصيات المستقلة.

ومنذ 20 سبتمبر دخل كل من السيدة مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي وأحمد نجيب الشابي أحد قيادي الحزب ومدير جريدته في اضراب لانهائي عن الطعام حتى تكف السلطة عن تجنيد الأمن السياسي والقضاء التابع لغلق مقره المركزي ومقراته الجهوية وتعطيل جريدته وحجب مواقعه الالكترونية.

ولم تتأخر المحكمة الخاضعة في إصدار حكما يوم الإثنين 1 اكتوبر يقضي بفسخ العقد واخلاء مقر الحزب والجريدة.

إن الحصار الأمنـي وغلق المقرات، وحرقها والتضييق على حرية الإجتماع والتعبير، هي سياسة منهجية مسلطة على كل حزب غير موال وعلى كل جمعية مستقلة، وعلى كل ناشط وناشطة من اجل الحريات وكل الحقوق للشعب التونسي.

ان لجنة مساندة مطالب الحزب الديمقراطي التقدمي، والمضربين عن الطعام في تونس:

1-  تشد على أيادي المضربين وتعلن مساندتها المطلقة لمطالب الحزب الديمقراطي التقدمي وكل الأحزاب المعارضة والجمعيات المستقلة والنشطاء بحقهم في مقراتهم وفي الفضاءات العمومية وفي حرية الاجتماع والتعبير والتنظم ومطلبنا جميعا لاطلاق سراح المساجين السياسيين وسن العفو التشريعي العام.

2-  تدعو الاحزاب والمنظمات ووسائل الاعلام والشخصيات الصديقة للشعب التونسي أن تتحرك بسرعة وفعالية لادانة سياسة الاستبداد في تونس والضغط على حكوماتهم الفرنسية والأوروبية والشريكة لوضع حد لتغطيتها ودعمها للنظام التونسي

 

لجنة مساندة مية الجربيي وأحمد نجيب الشابي من أجل حرية العمل السياسي والجمعياتي في تونس

اللجنة من اجل احترام الحريات وحقوق الانسان في تونس التضامن التونسي – اتحاد العمال المهاجرين التونسيين،باريس- فدرالية التونسيين مواطني الضفتين – جمعية صوت حر – جمعية التونسيين بفرنسا، فرع باريس – الحقيقة والعمل – اللجنة العربية لحقوق الانسان – جمعية المغاربة بفرنسا – جمعية العمال المغاربيين بفرنسا – المنتدى المغربي للحقيقة والانصاف، فرنسا – جمعية الدفاع عن حقوق الانسان قي المغرب، فرنسا – الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان – الرابطة الفرنسية لحقوق الإنسان – الحركة ضد العنصرية ومن أجل الصداقة بين الشعوب – حركة النهضة التكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات – حزب العمال الشيوعي التونسي- الحزب الديمقراطي التقدمي – المؤتمر من اجل الجمهورية – هيئة 18 اكتوبر – الحزب الشيوعي الفرنسي – حزب الخضر، فرنسا


الكلمة الافتتاحية للندوة الصحفية المنعقدة يوم 2 أكتوبر 2007

 
سيداتي، سادتي   نشكركم على تلبيتكم دعوتنا لحضور هذه الندوة الصحفية التي تنعقد في اليوم الثالث عشر من إضرابنا عن الطعام. ونود بهذه المناسبة أن نتوجه بالشكر لكل مكونات المجتمع السياسي والمدني، أحزابا وجمعيات وشخصيات ومناضلين ومناضلات، التي لم تبخل علينا طيلة هذه المدة بمظاهر تعاطفها ومؤازرتها سواء كان ذلك بالبيانات الرسمية أو بإرسال الوفود إلى مقر إضرابنا أو بزيارتنا يوميا. ويهمنا أن نذكر منها على وجه الخصوص:   –   من بين الأحزاب: التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وحركة التجديد وحركة النهضة وحزب العمال الشيوعي التونسي والمؤتمر من أجل الجمهورية وحزب تونس الخضراء وحزب العمل الوطني الديمقراطي وحركة الوحدويين الناصريين –   و من بين الجمعيات: الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والمجلس الوطني للحريات و رابطة الكتاب الأحرار  –   و من النقابات: النقابة العامة للتعليم الثانوي والنقابة العامة للتعليم الأساسي ونقابة الأساتذة الجامعين بالمدرسة الوطنية للمهندسين ونقابة الأساتذة الجامعيين بابن شرف –   و من الوفود التي قدمت إلينا من الجهات الداخلية نذكر وفود ولاية سيدي بوزيد وسوسة والقيروان وبنزرت والقصرين وباجة ونابل –   ونحيي بهذه المناسبة حركة الإضرابات عن الطعام التي شملت خمسة عشر ولاية وشارك فيها أكثر من مائتي مناضل ومناضلة وخمسين شخصية مهاجرة –   وفي المهجر: لجنة احترم الحريات الديمقراطية في تونس والفدرالية التونسية من أجل مواطنة من الضفتين و إتحاد العمال المهاجرين التونسيين وجمعية التونسيين بفرنسا وفرع باريس لهذه الجمعية وجمعية مواطنات من الضفتين والمنتدى الثقافي العربي ولجنة مساندة الإضراب بباريس   –   ومن الشخصيات السيد عميد المحامين والسيد رئيس فرع تونس للمحامين والسيدة رئيسة الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات وكاتبتها العامة والسيد رئيس فرع أمنستي تونس والسيد رئيس نقابة الأساتذة الجامعيين بمنوبة والسيد الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان والسيد محمد الشرفي الرئيس السابق للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان والسيد مولدي الجندوبي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل ونكتفي هنا بذكر الشخصيات التي تتحمل مسؤوليات في الهيئات المدنية دون ذكر اسم الشخصيات الوطنية العديدة التي تفضلت بزيارتنا بالمقر أو هاتفتنا من الخارج خوفا من السهو عن ذكر اسم من أسمائهم العزيزة على قلوبنا والتي أوردناها باليومية التي تصدر عن الإضراب.   –   كما نتوجه بالشكر لأحزاب اليسار الفرنسي ( الحزب الاشتراكي والحزب الشيوعي وحزب الخضر ورابطة الشيوعيين الثوريين) والمنظمات الإنسانية والحقوقية بباريس التي شكلت وفدا يلتقي هذا الصباح مع مسؤول من وزارة الخارجية الفرنسية للتعبير عن انشغاله وقلقه إزاء ما يتعرض له الحزب الديمقراطي التقدمي وصحيفة الموقف من مضايقات بلغت حد محاولة إخراجه من مقره المركزي ومعلوم أن الوفد لم يتلق من السفارة التونسية بباريس ردا على طلبه في تعيين موعد له لنفس الغرض. كما نتوجه بالشكر إلى عضو مجلس الشيوخ الفرنسي السيدة مونيك سيريزيي بن قيقة التي راسلت السيد رئيس الجمهورية للتعبير عن انشغالها وقلق الرأي العام الفرنسي إزاء ما يتعرض له الحزب الديمقراطي التقدمي وصحيفة الموقف من تضييقات كما نشكر النائبة بالبرلمان الكندي السيدة ميلي فاي التي اتصلت بنا هاتفيا من مونريال لتعبر لنا عن مؤازرتها وتضامنها معنا ولا ننسى هنا أيضا مؤازرة السيد جيل لومير مرشح الخضر للانتخابات الرئاسية الفرنسية السابقة.   –   ونتوجه بالشكر أيضا لأعضاء البعثات الدبلوماسية الأجنبية الممثلة ببلادنا ونخص بالذكر منها ممثلو سفارات الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وهولندا وألمانيا وممثل الاتحاد الأوربي والذين زارونا ا بمقر إضرابنا للاستفسار عن حالتنا الصحية وأسباب إضرابنا وأهدافه ونخص بالذكر منهم سعادة سفير الولايات المتحدة السيد روبارت قوداك   –   ولا يفوتنا هنا الإشادة بوسائل الإعلام التي واكبت إضرابنا وتناولته بالإخبار ونذكر منها على وجه الخصوص قناة الجزيرة وقناة العربية وقناة « بي بي سي » العالمية وهيئة الإذاعة والتلفزيون البلجيكية وصحيفة « لوموند » الفرنسية و »لوسوار » البلجيكية و »لاكروا » و »الفيقارو » الفرنسيتين وصحيفة « القدس العربي » وغيرهم كثر   –   ونتوجه بالشكر الخاص إلى مناضلي ومناضلات الحزب الديمقراطي التقدمي في مختلف الجامعات من أجل الجهد الذي ما فتئوا يبذلونه لمساندة الإضراب والعمل على إنجاحه.   سيداتي، سادتي   كما كان متوقعا فقد صدر يوم أمس الحكم بفسخ عقد كراء مقرنا المركزي. لم يأت هذا الحكم مفاجئا ولا معزولا عن سلسلة الأحكام التي صدرت ضدنا في الولايات الأخرى وهو يمثل حلقة من سلسلة طويلة من المضايقات التي استهدفت العديد من مؤسسات المجتمع المدني والحركة السياسية التونسية، وتجدون بين أيديكم ملفا بقائمة المقرات التي تعرضت إلى المصادرة سواء بالنسبة للحزب الديمقراطي التقدمي وغيره من الأحزاب، أو الغلق والمحاصرة بالنسبة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وغيرها من هيئات المجتمع المدني وكذلك جردا في مكاتب المحامين التي تعرضت للاعتداء، وهي إن دلت على شيء فإنما تدل على أن استهداف المقار والمكاتب إما تمثل سياسة منهجية تسلكها السلطة لخنق أنفاس كل صوت حر ومصادرة كل شكل من أشكال العمل المستقل وشل هيئاته. إن التعاطف الواسع الذي لقيه إضرابنا يقوم هو الآخر دليلا ساطعا على أن حيل الحكومة لم تنطل على الرأي العام الداخلي والخارجي.   وكما رفضنا الاندراج في مسرحية قضائية مهينة للقضاة لدى طورها الأول فإننا نعلن منذ الآن أننا لن نكون طرفا في فصلها الثاني فلن نقوم باستئناف الحكم الذي صدر ضدنا لأننا نعتقد وندرك بأنه صدر قبل حتى أن يصل الملف إلى المحكمة. وبناء عليه، نعلن أمامكم أننا سنستمر في إضرابنا المفتوح عن الطعام حتى ترفع عنا هذه المظلمة من قبل الجهة التي سلطتها علينا ألا وهي الحكومة ولا أحد غير الحكومة، ذلك أنه لا يوجد أدنى خلاف بيننا وبين مالك المقر المسكين الذي تعرض للابتزاز والضغوط   حتى يكون أداة طيعة لتنفيذ إرادة قمعية جائرة ومتخفية. وسنواصل هذا الإضراب على الرغم من تدهور حالتنا الصحية كما بينه البلاغ الطبي الصادر عن الدكتور فتحي التوزري نيابة عن هيئة الأطباء التي تتولى السهر على حالتنا وكما سيبينه لكم الدكتور التوزري نفسه عند تناوله الكلمة بعد قليل. وإن إصرارنا هذا لا ينم عن رغبة في تعريض صحتنا إلى إعاقة بدنية دائمة أو تعريض حياتنا إلى الخطر لا قدر الله وإنما ينطلق من إرادة الدفاع عن مقومات بقائنا كحركة سياسية مستقلة وعن حق التونسيين جميعا في حرية المشاركة في الحياة العامة وحقهم في النشاط الحزبي والجمعياتي الحر، هذا الشرط الأدنى الذي لا يمكن أن يستقيم بدونه نظام عصري يكفل للشعب الحرية والكرامة وللبلاد فرص النهوض والازدهار. سنواصل هذا الإضراب حتى تحقيق أهدافه كلفنا ذلك ما كلفنا من التضحيات والأخطار. و إن رهاننا ومصدر قوتنا وإلهامنا يكمن بالذات في تلك الحركة التضامنية الواسعة التي أحاطت بهذا الإضراب منذ اليوم الأول من إنطلاقه والتي تتطور بفضل الله وعونه إلى حركة منظمة تعد بتحقيق نقلة جديدة في الكفاح الديمقراطي في بلادنا والذي تطور بفضله وبفضل الثورة في تكنولوجيا الاتصال المشهد السياسي فتحرر النقابيون والمحامون وانخراط القضاة والصحافيون في النضال من أجل حريتهم واستقلالهم وتوسع حيز حرية التعبير وتراجع جدار الخوف، كل ذلك بفضل نضالات كل فئات المجتمع بدء من إضراب الجوع لتوفيق بن بريك حتى إضرابنا هذا مرورا بإضراب راضية النصراوي و إضراب 18 أكتوبر و نضال المساجين السياسيين و المجلس الوطني للحريات والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ودور صحيفة الموقف والحزب الديمقراطي التقدمي وسائر الأحزاب الديمقراطية الأخرى . هذا التراكم هو الذي يلهم صمودنا ويجعلنا نعتقد بأننا سننتصر وأنه ما ضاع حق وراءه طالب.   سيداتي، سادتي   نشكركم على حسن استماعكم وأحيل الكلمة إلى الدكتور فتحي التوزري ليعطيكم نيابة عن اللجنة الطبية نبذة عن الحالة الصحية للمضربين.   والسلام عليكم ورحمة الله والبركة

 

معارضان تونسيان مضربان عن الطعام يواصلان تحركهما

 
تونس (ا ف ب) – اعرب قياديان من الحزب التقدمي الديموقراطي التونسي المعارض الثلاثاء عزمهما على مواصلة اضرابهما عن الطعام الذي بدآه قبل 13 يوما احتجاجا على دعاوى يتهمان السلطات باثارتها للمساس بالحزب.   وقالت مي الجريبي رئيسة الحزب المعترف به والمحامي احمد نجيب الشابي مؤسس الحزب ومدير صحيفة « الموقف » الناطقة باسمه في مؤتمر صحافي « سنواصل اضرابنا المفتوح عن الطعام على الرغم من تدهور حالتنا الصحية حتى ترفع عنا هذه المظلمة من قبل الجهة التي سلطتها علينا الا وهي الحكومة ولا احد غير الحكومة ».   واعتبر المضربان « استهداف المقار والمكاتب انما يمثل سياسة منهجية تسلكها السلطة لخنق انفاس كل صوت حر ومصادرة كل شكل من اشكال العمل المستقل وشل هيئاته ».   وبدأ الشابي (64 عاما) ومية الجريبي (48 عاما) اضرابهما عن الطعام في 20 ايلول/سبتمبر للاعتراض على دعوى لالغاء عقد ايجار رفعها مالك المقر الذي يشغله الحزب منذ اكثر من 13 عاما.   واصدرت المحكمة الاثنين قرارا يؤيد الغاء عقد الايجار.   واتهم الحزب السلطات بانها افتعلت طرده بينما تنفي السلطات ذلك وتقول ان الحزب « يستغل لغايات سياسية نزاعا مدنيا حول عقار » وتعتبر الاضراب عن الطعام « غير مبرر ».   واكد المضربان « عدم وجود ادنى خلاف بين الحزب وبين مالك المقر المسكين الذي تعرض للابتزاز والضغوط حتى يكون اداة طيعة لتنفيذ ارادة قمعية جائرة ومتخفية ».   ولا يشغل الحزب الديموقراطي التقدمي احد ثمانية احزاب مرخصة في تونس اي مقعد في البرلمان.   ومن جانبه دان حزب « الوحدة الشعبية التونسي » (حزب معارض معترف به) الثلاثاء ما وصفه « بالدورالمشبوه » الذي تقوم به سفارات بعض الدول التي تعادي الحقوق العربية المشروعة في إشارة ضمنية إلى زيارة السفير الأميركي بتونس روبرت غوديك للمعارضين.   ودعا الحزب في بيان « الى التّصدي لهذا الدور ولكل من ينساق في خدمة مشاريع الفوضى البناءة التي تنتهك سيادة الدول وتعيق تقدم الشعوب وتحول دون التطوير الحقيقي والديمقراطي للحياة السياسية »   والسفير الاميركي ابرز دبلوماسي يزور مية الجريبي واحمد الشابي بعد دبلوماسيين من المانيا وبريطانيا وهولندا والمفوضية الاوروبية.   ونقلت جريبي عن السفير ان هدف زيارته « التعبير عن الاهتمام الذي توليه الولايات المتحدة لمسألة الحريات والديموقراطية في تونس ».   (المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية (أ ف ب) بتاريخ 3 أكتوبر 2007)

على الرغم من حالتهما الصحية الخطيرة ..

معارضان تونسيان يواصلان إضرابهما عن الطعام

 
تونس – صالح عطية :   رفضت مية الجريبي، الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض، وأحمد نجيب الشابي، مدير صحيفة « الموقف » الناطقة بلسان الحزب، استئناف الحكم الصادر عن المحكمة التونسية أول أمس الاثنين لصالح مالك مقر الصحيفة، والقاضي بإخلاء المقر. وأوضح الجانبان في مؤتمر صحفي عقداه طهر أمس بمقر الحزب بالعاصمة، أن الحكم الصادر بإخلاء المقر، « لم يأت مفاجئا ولا معزولا عن جملة من الأحكام التي صدرت ضدنا في المحافظات الأخرى للبلاد ». وأكدت مية الجريبي، على أن هذا الحكم القضائي « يمثل حلقة من سلسلة طويلة من المضايقات التي استهدفت العديد من مؤسسات المجتمع المدني والحركة السياسية، بغاية مصادرة كل أشكال العمل المستقل وشلّ هيئاته » حسب قولها.   وشدد المسؤولان في أكثر الأحزاب التونسية المعارضة إثارة للجدل في البلاد، على أنهما « لن يقوما باستئناف الحكم القضائي الذي صدر ضدنا، حتى نرفع هذه المظلمة من قبل الجهة التي سلطتها علينا »، في إشارة واضحة إلى الحكومة التي يتهمها الحزب بالوقوف خلف هذه الدعوى في مسعى « إلى طرده من مقره المركزي وسط العاصمة التونسية، من خلال الضغط على مالك المقر »، فيما تنفي السلطات بشدة هذه الاتهامات، وتؤكد أن النزاع المتعلق بمقر صحيفة الحزب « هو نزاع مدني عقاري بين مالك ومستأجر ولا دخل لها فيه ».وكان الحكم القضائي، نص على « فسخ عقد إيجار مقر صحيفة « ‘الموقف »‘ الموقع بين مالك المقر عبد الرحمان بوزيان، ومدير الصحيفة المذكورة أحمد نجيب الشابي، وإلزام المتسوغ بإخلاء المقر وتسليمه لمالكه ».   وقال مصدر حقوقي تونسي لـ الشرق إن أحمد نجيب الشابي لم يحضر جلسة النطق بهذا الحكم، بعد أن قرر حزبه مقاطعة المحكمة « رفضا لتوظيف القضاء من طرف السلطة للتّضييق على الخصوم السياسيين »، على حد تعبير الحزب في بيان صدر بهذه المناسبة. وكان عبد الرحمن بوزيان، مالك العقار، وجه في 17 أبريل الماضي، إشعارا إلى الحزب الديمقراطي التقدمي بضرورة إخلاء مقرّه المركزي الواقع وسط العاصمة التونسية، « بحجة أن عقد الإيجار ينصّ على احتضان العقار المذكور لأنشطة صحيفة « الموقف »، وليس لأنشطة الحزب ».   وكانت الجريبي أعلنت في العشرين من الشهر الجاري، الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام مع الشابي احتجاجاً على الضغوط التي يتعرض لها حزبهما، وهو الإضراب الذي يتواصل لليوم الثالث عشر على التوالي، وسط تخوفات من اللجنة الطبية المكلفة بالحالة الصحية للمضربين، « بتدهور خطير لحالتهما الصحية »..   وقال فتحي التوزري، رئيس اللجنة الطبية المتطوعة، « أن الوضع الصحي للطرفين في تدهور مستمر وهو يبعث على الحيرة ». فحالة الشابي تعرف حالة متواصلة من فقدان الوزن وانخفاض الضغط، بالإضافة إلى وجود اضطرابات بيولوجية خطيرة تحتاج إلى إصلاح فوري » على حد قوله، فيما تعاني مية الجريبي من « حالة إعياء سريع وتقلبات في ضغط الدم واضطرابات بيولوجية لها تداعيات على القلب والشرايين ».   (المصدر: صحيفة « الشرق » (يومية – قطر) الصادرة يوم 3 أكتوبر 2007)

حزب تونسي معارض: إخراجنا من مقرِّنا مسرحيَّة حكوميَّة

السلطات التونسية تنفي اتهامات الحزب الديمقراطي التقدمي وتؤكد ان النزاع المتعلق بمقره هو نزاع مدني عقاري.
تونس ـ هاجم اثنان من زعماء حزب تونسي معارض يضربان عن الطعام منذ 13 يوماً سلطات بلادهما بشدة بعد قرار قضائي بإخراج الحزب من مقره بالعاصمة وأعلنا الاستمرار في إضرابهما رغم حرج حالتهما الصحية.   وقالت مية الجريبي الامين العام للحزب الديمقراطي التقدمي في مؤتمر صحفي بالعاصمة الثلاثاء « الحكم باخراجنا من المقر ليس مفاجئاً ولا معزولاً..ولن نلجأ للاستئناف لان القرار مجرد مسرحية تنفذها الحكومة لضرب الحزب وعرقلة انشطته ».   وكانت محكمة تونسية قضت الاثنين باخراج الحزب من مقره المركزي بالعاصمة بعد ان تحول قصد استعماله من مقر لصحيفة الحزب الى مركز للاجتماعات السياسية.   وتخوض الجريبي ونجيب الشابي مدير صحيفة الموقف والامين العام السابق للحزب منذ 13 يوماً اضراباً مفتوحاً عن الطعام للتصدي لما سمَّياه « عرقلة السلطة لحزبهما…باستهداف مقراته ».   ويتهم الحزب الديمقراطي التقدمي ابرز احزاب المعارضة السلطات بالسعي منذ فترة لطرده من مقره بالعاصمة من خلال الضغط على مالك المقر.   لكن السلطات نفت هذه الاتهامات وأصرت على ان هذا النزاع المتعلق بمقر صحيفة الحزب هو نزاع مدني عقاري.   وقال مصدر حكومي ان « محاولات توظيف هذا النزاع توظيفاً سياسياً هي تصرفات غير مسؤولة ».   وقال الشابي في المؤتمر الصحفي الذي حضره دبلوماسيون غربيون وممثلو احزاب سياسية تونسية « بإمكان الدولة ان تنتصر علينا باخراجنا من المقر لكن بئس الانتصار. فنحن بصدد كسب المعركة سياسياً من خلال تشكيل قوة ديمقراطية ملتفة حول مطلب الحرية الذي ندعو اليه ».   واضاف « رغم ان صحتنا تدهورت بشكل واضح كما اشارت التقارير الطبية فاننا مصرون على مواصلة الاضراب حتى تتحقق مطالبنا ».   وواجه الإضراب الذي يخوضه الشابي والجريبي انتقادات واسعة في الصحافة المحلية وبعض الاحزاب السياسية.   واتهمت صحف محلية الحزب الديمقراطي التقدمي بإتاحة الفرصة للتدخل الخارجي في الشؤون الوطنية بعد استقبال السفير الاميركي في تونس بمقر الاضراب الأسبوع الماضي.   لكن الشابي رفض هذه الاتهامات وقال « زيارة بعثات غربية لنا هي دعم للاصلاح الديمقراطي وليس تدخلاً اجنبياً لانهم لا يتدخلون في اجنداتنا وحضورهم عنوان اهتمام بالديمقراطية ».   (المصدر: موقع ميدل إيست أونلاين (بريطانيا) بتاريخ 2 أكتوبر 2007 نقلا عن وكالة الصحافة الفرنسية)


معارضون تونسيون يواصلون الإضراب عن الطعام بسبب سعي الحكومة لطردهم من مقرهم

 
تونس ـ خدمة قدس برس   انتقد السياسي التونسي المعارض ورئيس تحرير صحيفة « الموقف » أحمد نجيب الشابي طريقة تعاطي الحكومة التونسية مع المطالب التي دخل بسببها برفقة مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الديمقراطي التقدمي في إضراب عن الطعام منذ العشرين من أيلول (سبتمبر) الماضي، واعتبر أنها طريقة تعكس غياب الرؤية السياسية في الدولة وطغيان الأسلوب الأمني.   وكشف الشابي، في تصريحات خاصة لوكالة « قدس برس »، أنه فقد 6.5 كغم من وزنه حتى الآن، وأن صحته مستقرة، لكن رفيقته مية الجريبي تعاني من انخفاض في ضغط الدم، وأكد أن إضرابهم عن الطعام مستمر حتى تتوقف الدولة عن ظلمهم، وقال: « سوف ننهي إضرابنا عن الطعام يوم ينهوا عنا الضيم والظلم في الذكرى العشرين للتحول، الذي عوضا أن يجعلوه مناسبة ليفتحوا الباب للأحزاب السياسية ولمزيد من الانفتاح يعمدون إلى طرد حزب ديمقراطي شرعي من مقره ».   وأشار الشابي إلى أن مقرات الحزب الديمقراطي التقدمي تتعرض إلى التهديد في مختلف المحافظات التونسية، وأكد أن أجهزة الأمن عمدت صباح الاثنين (1/10) إلى منع أعضاء الحزب في محافظة « سيدي بوزيد » من الدخول إلى المكتب، مما أدى إلى بداية تجمهر وتجمع للمواطنين حتى تمكنوا من دخوله، « وهذه سياسة تهدف إلى محاصرة الأحزاب الديمقراطية، مما يدل على ضيق أفق سياسي، وانعدام الحس الديمقراطي لدى النظام، ولهذا سنواصل إضرابنا عن الطعام حتى يرفعوا عنا ظلمهم »، كما قال.   واستهجن الشابي بيانا منسوبا لحزب معارض انتقد زيارة السفير الأمريكي للمضربين عن الطعام، واعتبر أنه تعبير عن ضيق أفق النظام الحاكم، وقال: « اتهامنا بالتعامل مع الأجنبي مردود على أصحابه، وقد تكون السلطات قد انزعجت من زيارة السفير الأمريكي إلينا فأوعزت لهذا الحزب أو ذاك بإصدار بيان انتقاد، فزيارة السفير الأمريكي لحزب ديمقراطي ليتعرف على مطالبه، هي من صميم مهمات أي سفير دولة في العالم، صحيح أن الحكومة قد لا تستسيغه، أما أن يتم اتهامنا بأننا جزء من لعبة دولية فتاريخنا يشهد بأننا وقفنا ضد السياسة الأمريكية الظالمة في العديد من المواقع العربية والإسلامية والدولية، لكن ذلك لا يمنع من التعامل مع أمريكا باعتبارها قوة عالمية بل لعلها أقوى دولة في العالم، ولهذا نعتبر أن زيارة السفير الأمريكي أمر طبيعي يدخل في إطار التعريف بالحزب وبأوضاعه ».   ونفى وجود أي قناة اتصال بينه وبين الحكومة التونسية منذ سنوات طويلة، وحتى يوم قرر الدخول في الإضراب عن الطعام، وقال: « لم يتم أي اتصال بيننا وبين الحكومة على الإطلاق منذ دخلنا في إضراب الجوع، فالحكومة لا تشعر بنا على الإطلاق، فالدول الأجنبية تشعر بنا والعديد من الوفود الأوروبية والأجنبية زارتنا لكن الحكومة التونسية لا تشعر بنا إطلاقا، وهذا دليل على غياب الرؤية السياسية في الدولة وتوخي الأسلوب الأمني في حل القضايا السياسية ».   وكسف الشابي النقاب عن أن آخر اتصال بينه وبين الحكومة كان عام 1991، وقال: « لم يتم أي اتصال بيننا وبين الحكومة منذ حدثت القطيعة بمبادرة من الحكومة منذ 1991 بسبب الملف الإسلامي، فقد دعاني مرة واحدة رئيس الديوان الرئاسي عام 2001 وجرى بيننا حوار إيجابي لكنه كان يتيما ولم ينتج عنه أي شيء »، كما قال.   وكانت مية الجريبي الأمينة العامة لحزب الديمقراطي التقدّمي وأحمد نجيب الشابي مدير صحيفة « الموقف » والأمين العام السابق للحزب دخلا في إضراب جوع مفتوح بداية من 20 أيلول (سبتمبر) الماضي احتجاجا على الدعوى المرفوعة أمام القضاء لإخراج الحزب من مقره المركزي بتونس العاصمة بدعوى أن هذا المقرّ مخصص لجريدة « الموقف » « غير أن المدعى عليه (وهو مدير « الموقف ») أصبح يستعمل المكتب مقرا لحزب سياسي هو الحزب الديمقراطي التقدمي » حسب ما جاء بعريضة الدعوى المرفوعة من قبل مالك المحل.   (المصدر: وكالة قدس برس انترناشيونال (لندن) بتاريخ 2 أكتوبر 2007)


حصلت «الصّباح» على نسخة منه:

تفاصيل ما جاء بنص الحكم في قضية مقر الحزب الديموقراطي التقدمي

 
تونس-الصباح: متابعة لقضية مقر الحزب الديمقراطي التقدمي والتي نظرت فيها أول أمس محكمة الناحية بتونس وأصدرت حكمها ب »فسخ عقد الكراء وإلزام المدعي عليه ومن حل محله بالخروج من المقر وتسليمه لصاحبه » تكشف « الصباح » عن تفاصيل ما جاء في نص الحكم بعد حصولها على نسخة منه.   فقد استندت المحكمة في حكمها على ما جاء في الفصل الرابع من عقد الكراء الذي نص على « استعمال المقر فقط في نشاط تحرير ونشر جريدة الحزب والتحجير على المتسوغ إدخال آلات طباعة بالمحل ما عدا ماهو مخصص منها للاستعمال المكتبي » وكذلك على الفصل الخامس عشر الذي نص على فسخ العقد في صورة مخالفة أي شرط من الشروط بعد استيفاء الإجراءات.   وحسب ما جاء في نص الحكم فقد تولى المدّعي صاحب المقر التنبيه على المدّعى عليه عن طريق عدل تنفيذ منذ أكثر من سبعة أشهر داعيا إياه إلى ضرورة الالتزام بما نص عليه الفصل الرابع من عقد الكراء واستعمال المقر في نشاط تحرير ونشر الجريدة دون غيره وأمهله لذلك خمسة عشر يوما. إلا أن المدعى عليه رفض الالتزام ببنود العقد وواصل استعمال المقر لحزب بدلا من النشاط المنصوص عليه في العقد حسبما أثبته محضر المعاينة الذي أجراه عدل التنفيذ بتاريخ 5 ماي 2007.وجاء في نص الحكم أن « المدّعي صاحب المقر لجأ، بعد انتهاء المهلة القانونية ورفض المدّعى عليه التقيد بما نصت عليه بنود عقد الكراء، إلى القضاء طالبا استرجاع محله وفسخ عقد الكراء لمخالفة شروطه. »   واستنادا إلى الفصلين الرابع والخامس عشر من عقد الكراء وما نصت عليه فصول مجلة الالتزامات والعقود المتعلقة بالكراء وخاصة الفصل 796 الذي يتيح لصاحب المحل فسخ عقد الكراء في صور ثلاث من بينها استعمال المحل في غير ما أعد له، حكمت محكمة الناحية ابتدائيا « بانفساخ العقد تطبيقا لما جاء فيه من أحكام وإلزام المدّعى عليه وكل من حل محله بالخروج من المقر وتسليمه لصاحبه. »   رفيق بن عبد الله   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 3 أكتوبر 2007)

 

جماعات حقوقية: محاكمة في ايطاليا قد تثبط همة المنقذين في عرض البحر

 
روما (رويترز) – هل هم ابطال منقذون للحياة ام تجار في البشر؟   يواجه سبعة تونسيين يقولون انهم انقذوا 44 مهاجرا في عرض البحر المحاكمة في ايطاليا بتهمة مساعدة واغراء مهاجرين غير شرعيين ويمكن ان يتعرضوا للسجن 15 عاما اذا ادينوا. وازعجت القضية جماعات حقوق الانسان واثارت انتقادات من برلمانيين اوروبيين يقولون ان التونسيين يجب ان يوجه له الشكر لا ان يقدموا للمحاكمة لانقاذهم ارواح بشر. ويخشون ان تؤدي الادانة الى تثبيط همة الصيادين عن انقاذ مهاجرين يغرقون. وألقي القبض على السبعة الذين يقولون انهم صيادون يوم الثامن من اغسطس اب بعدما اوصلوا 44 شخصا بينهم سيدتان حاملتان وطفل قعيد الى شاطيء جزيرة لامبدوزا الايطالية التي يصلها كثير من المهاجرين من شمال افريقيا على زوارق متهالكة. وافرج عن التونسيين بعد اكثر من شهر في السجن لكن المحاكمة تمضي قدما ونظر قاض يوم الثلاثاء في طلب من المدعي بتوجيه مزيد من التهم لهما. وقدم المهاجرون الذين شهد بعضهم في المحكمة نفس الرواية للسلطات.. ان الزورق المطاطي الذي اقلهم كان يغرق وان التونسيين انقذوا ارواحهم. وقالت هيلين فلوتر وهي عضو بالبرلمان الاوروبي تتبعت القضية وتحدثت مع اربعة من التونسيين واثنين من المهاجرين « لا شك عندي على الاطلاق ان التونسيين صيادون وانهم انقذوا هؤلاء الناس في عرض البحر. « هذا اجهاض للعدالة قد تكون له عواقب مثيرة لان الصيادين في البحر المتوسط سيكونون الان اكثر ترددا في التوقف وانقاذ اناس على سفن غارقة. » وفلوتر التي ترأس اللجنة الفرعية لحقوق الانسان في البرلمان الاوروبي واحدة من 116 عضوا اوروبيا وقعوا عريضة الى الحكومة الايطالية لصالح التونسيين. وبنى الادعاء قضيته اساسا على عدم العثور على شباك صيد او اسماك في قاربي التونسيين مما دفعه للشك في كونهم مهربون. وقال جياكومو لا روسا احد محامي التونسيين انهم افادوا بأن زورقيهما مجرد زورقين صغيرين مزدوين باضواء كاشفة يتبعان السفينة الام التي عادت بالفعل الى تونس بحصيلة الصيد. ويريد الادعاء الآن توجيه مزيد من الاتهامات للتونسيين لانهم تجاهلوا امرا من حرس السواحل الايطالي بعدم دخول المياه الايطالية. وكان التونسيون نبهوا حرس السواحل قبل بلوغهم لامبدوزا. وقال تشيارا تاموريني الذي كان يعمل في لامبدوزا كعامل اغاثة متطوع في ذلك الوقت « لم اسمع مطلقا عن مهربين يتصلون بالسلطات قبل وصولهم الى الشاطيء. » ومن المنتظر ان يقرر القاضي يوم التاسع من اكتوبر تشرين الاول ما اذا كان سيقبل طلب المدعين بتوجيه مزيد من التهم.   من سيلفيا الويسي   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 2 أكتوبر 2007)


حوادث العمل في تونس

 
تونس – واس – بلغ العدد الاجمالي لحوادث العمل فى تونس خلال النصف الاول من السنة الحالية 23 الفا و447 حادثا منها 93 حادثا قاتلا وهو ما يمثل فى الاجمال ارتفاعا نسبته 4 ر3 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى . وكشفت احصاءات حديثة أن الحوادث المسجلة بأماكن العمل مثلت 95 بالمائة من جملة الحوادث فيما سجلت حوادث السير ذات الصبغة التشغيلية نسبة الـ 5 بالمائة المتبقية . وتنتشر حوادث العمل خصوصا بقطاع الصناعات المعملية بنسبة 3 ر55 بالمائة يليها قطاع التجارة والنقل والمواصلات والخدمات بنسبة 7 ر27 فيما يمثل قطاع المناجم والبناء نسبة 1 ر14 بالمائة . وتعود اسباب حوادث العمل عامة الى وقوع حالات سقوط او تعثر وانهيارات وحوادث سير الى جانب عدم اتخاذ اصحاب العمل للاجراءات اللازمة للوقاية من الاخطار المهنية   (المصدر: وكالة الأنباء السعودية (واس – رسمية) بتاريخ 3 أكتوبر 2007)

 

قيمة زكاة الفطر لهذه السنة دينار

 
تونس 3 أكتوبر 2007 (وات) – جاء في بلاغ صادر يوم الاربعاء عن مفتي الجمهورية التونسية ان قيمة زكاة الفطر لهذه السنة حددت بدينار /1000 مليم/ اى ما يساوى 176ر2 كيلوغراما من قمح او شعير او تمر او غيرها واضاف البلاغ ان زكاة الفطر واجبة علي القادر الواجد لقدر زائد عن قوت عياله يوم العيد.   وهي زكاة عن ذات المسلم وعمن تلزمه شرعا نفقته من زوجة وابناء صغار وابوين فقيرين. وهي واجبة بطلوع فجر يوم عيد الفطر ويستحب اخراجها بعد طلوع الفجر وقبل الخروج الي صلاة العيد.   ومن اخرها عن يوم العيد من غير عذر اثم فهي لا تسقط وتبقي معلقة بذمة صاحبها حتي يؤديها. ويجوز اخراج الزكاة قبل وقتها بيوم او يومين ولايجوز اعطاؤها لغير الفقير المسلم والاولي ان تدفع لذوى القربي من المحتاجين والاقربون اولي بالمعروف.   (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (رسمية) بتاريخ 3 أكتوبر 2007)

لمحة عن حياة السيدة سلوى التارزي بن عطية كاتبة الدولة المكلفة بالطفولة والمسنين

 
تونس 2 أكتوبر 2007 (وات) ولدت السيدة سلوى التارزي بن عطية التى عينت يوم الثلاثاء كاتبة دولة لدى وزيرة شؤون المرأة والاسرة والطفولة والمسنين مكلفة بالطفولة والمسنين فى 4 نوفمبر 1951 بتونس. وتحصلت سنة 1974 على الأستاذية فى الجغرافيا وعملت كأستاذة تعليم ثانوى من 1973 الى 1994 وأستاذة أولى منذ1987 وشغلت خطة عضو بمجلس النواب فى الفترتين النيابيتين 1999- 2004 و2004-2009 والسيدة سلوى التارزي بن عطية عضو باللجنة البرلمانية للثقافة والتربية والشباب والرياضة. وهي عضو بعدد من مجموعات الصداقة البرلمانية التونسية الأوروبية وعضو بالمجلس الأوروبي المتوسطي. كما تحملت كذلك مهام عضو بالمجلس البلدي بالمرسى من سنة 1995 الى 1999 وعضو بالهيئة العليا لحقوق الانسان منذ سنة 2004 . واضطلعت ايضا بمهام كاتبة عامة مساعدة بلجنة تنسيق التجمع الدستوري الديمقراطي بالمرسى من 1995 الى 2000 . ومن جهة أخرى نشطت السيدة سلوى التارزى بن عطية بعدد من الجمعيات التونسية على غرار المنظمة التونسية للتربية والأسرة والاتحاد التونسي لمساعدة المتخلفين ذهنيا والجمعية الوطنية لأصدقاء المراكز المندمجة للشباب والاتحاد الوطني للمرأة التونسية.   وتحمل السيدة سلوى التارزي بن عطية الصنف الثالث من وسام الجمهورية وهي متزوجة وأم لثلاثة أبناء.   (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (رسمية) بتاريخ 3 أكتوبر 2007)


إحداهن مختصة في نهب وتعنيف الصحفيين:

عصابات رمضانية خطيرة ترعب التونسيين..ومحطات النقل خارج إطار السيطرة

 

توفيق العياشي صحفي/ بلد الأمن والأمان

« هاجمت عصابة من تسعة عناصر قطار ركاب في ساعة متأخرة من الليل بضواحي العاصمة التونسية وسلبوا الركاب ممتلكاتهم تحت تهديد أسلحة بيضاء التي كانت بحوزتهم. »

خبر أوردته وكالة الأنباء السعودية، وقد تكررت هذه الحوادث في تونس وتوسعت رقعتها خاصة منذ بداية شهر رمضان فلا يكاد يمر يوم دون أن يسجل حادث نشل ونهب في وسائل ومحطات النقل العمومي .. ويكمن مبعث القلق بتكرار هذه الحوادث في التهديد المحدق بسلامة وأمن المواطن التونسي الذي أصبح يسير في شوارع العاصمة مستنفرا ومتوجسا من أن يقع فريسة إحدى عصابات النشل والسرقة المحترفة ،التي تمارس جرائمها في وضح النهار، في تحد واضح ومستفز لسلطة الأمن ، فكل من يستعمل محطات النقل بساحة برشلونة مثلا يدرك جيد أنها خارج نطاق السيطرة وأنها مرتعا للمنحرين والنشالين يمعنون في ترويع المواطنين وسلب أموالهم ومتاعهم تحت تهديد الأسلحة التي يشهرونها أمام العموم ، دون خوف أو ريبة، فينفذون جرائهم في هدوء تام ، ولا يجد المواطن من يحتمي به من هؤلاء القراصنة .. فمن النادر جدا أن تلمح دورية أمنية تدخل أروقة الحافلة ، أو أعوان أمن يراقبون المكان أو يطاردون أحد المنحرفين أو ينقذون أحد المواطنين وهو يسلم هاتفه الجوال » للسيد النشال » وفرائسه ترتعد رعبا وعينه على السكين (المعد لذبح الأبقار)وهو جاثم على رقبته ،ينظر ململة أو صرخة استغاثة ليغرس في عنقه .

مشاهد تتكرر بصفة منتظمة ومن طرف عصابات منظمة جدا، تستغل أوقات الذروة وتندس في جموع المواطنين الذين يحشرون في حافلات » نقل تونس » بالميئات في مشهد يمتهن إنسانية الإنسان ويحط من منزلته إلى الحضيض، فتعمد الى السيطرة على أبواف الحافلات وتعربد أياديهم النزقة في جيوب المواطنين، لتجهز على ما أبقت عليه نفقات شهر رمضان والزيادات المجنونة في الأسعار، وقد يتفطن المواطن المسكين لليد المتطفلة وهي تنغمس في جيبه، لكن الرعب المستبد به يكبله ويقيده عن أي ردة فعل قد تكون عواقبها وخيمة، فالأكيد أن المجرم لن يتورع على إلحاق الأذى- وأي أذى؟- بكل من يذب مدافعا عن نفسه أو عن غيره ، والغريب في الأمر أن قيم التضامن والمروءة قد تتوفر لدى التونسي في مواقف عديدة لكنها تنعدم تماما إذا تعلق الأمر بنجدة مواطن لأخيه الذي يتعرض للنشل أو السلب ، ومن المؤكد أن الكثيرين قد تناهت إلى مسامعهم الحادثة التي جدت في السنوات القليلة الماضية بإحدى عربات المترو الخفيف المنطلقة من وسط العاصمة إلى « حي الانطلاقة « عندما صعد أحد المنحرفين الخطرين إلى عربة المترو الخفيف شاهرا سيفه في وجوه الراكبين (ورث السيف ولم يرث قيم الفروسية) ،وأمرهم بتمكينه من أموالهم ومسوغهم وهواتفهم وكانت العربة تعج بالمسافرين الذين أذعنوا لتهديده، قبل أن تستقر عين « الفتوة » على أحدى الطالبات الجامعيات فأمرها فجأة وسط هلع الراكبين بأن تخلع سروالها( الدجينز ذو الماركة الرفيعة)، ووضع سيفه على عنقها ولم ينفع استجداء احد المسنات بان يتركها وشأنها ،وأصر « معالي البلطجي » على أمره فأذعنت الطالبة له والدموع تنهمر من عينها في توسل يائس وقد سترتها تلك المرأة المسنة » بسفساريها « حتى لا تتعرى تماما، وضع « سيادة الباندي » السروال على عنقه ونزل في المحطة الموالية يسير في خيلاء وهدوء وكأنه أسد في غاب ينعدم فيه القانون وتغيب فيه المؤسسة الأمنية .

هذه الحادثة العجيبة طرحت عديد المفارقات الصارخة : لما يفقد التونسي مروءته وشجاعته في هذه المواقف ، رغم شيوع قيم التضامن والتآزر المكتسبة من الموروث الثقافي والحضاري ؟..و لماذا لا يهب المواطن لنجدة أخيه في مثل هذه الحالات ؟ولماذا غابت السلطة الأمنية عن هذا المشهد وهي الساهرة على تكريس شعار بلد » الأمن والأمان »وهي المؤتمنة على سلامة المواطنين.. ؟و أي أمن والمواطن لا يأمن على سرواله في وضح النهار ،وسط الحافلات وعربات القطار والمترو.

قد يذب البعض في تحليل هذه الظواهر الخطيرة والمتنامية مذاهب شتى ، فمنهم من يفسر عدم نزوع المواطنين إلى إنقاذ بعضهم البعض في مثل هذه الحالات والتصدي المشترك لجرائم السرقة والنشل و البلطجة العمياء التي تستهدف الجميع دون استثناء باكتساح نموذج نمط العيش الغربي الرأسمالي لمجتمعنا والذي أتى في أتون رياح عولمة تسحق كل ما هو قيمي و أخلاقي فتطغى الثقافة الفردانية والمصلحة الذاتية وتتفكك الروابط الاجتماعية ،وتنعدم بذلك قيم التكافل والتعاون…وإذا أضفنا إلى هذا العامل الكوني ،الخصوصية القطرية المتمثلة في تهاون الأجهزة الأمنية في التصدي بحزم لهذه الجرائم وزجر مقترفيها، بعد أن تعذر الحديث عن إمكانية معالجة التربة التي تحتضن الظاهرة والمتمثلة في استشراء الفقر والظلم وغياب العدالة الاجتماعية..الخ. لكن من المهم الفصل بين تفسير ظاهرة استشراء جرائم السرقة والنهب والبحث في مسبباتها السياسية وتربتها الاجتماعية، وبين تبريرها والدعوة للتهاون مع مقترفيها على اعتبار أنهم « ضحايا أبرياء » لسياسة النظام ، فكلنا ضحايا ولكن ليس كلنا منحرفين و »بلطجية. ».

وبعيد عن التحاليل والتأويلات التي قد تساعد على الفهم وترسي مناهج وخطط لمعالجة هذه الظواهر لا يمكن مع الأسف أن تتجسد في مثل هذا الوضع الميئوس منه ، وجب التحذير من التنامي الخطير والمتفجر يوم بعد أخر لمثل هذه الأورام، فعندما ينعدم أمن المواطن على ماله وعائلته وجسده ويصبح مهددا في أي لحظة بأن يقع ضحية عملية نشل ونهب في الشارع العام أوفي أي وسيلة من وسائل النقل قد تهد حياته من طرف شرذمة من العصابات التي تنموا كالفطر وتتناسل يوما وتتزايد جرأتها فتوشك أن تصبح أمرا واقعا تماما مثل باعة « لمج المرقاز » في ساحة برشلونة ، وعندما يفقد في مقابل ذلك هذا المواطن ثقته في أجهزة الأمن وقدرتها على حمايته في مكان لا يبعد سوى 300متر على وزارة الداخلية و200متر على منطقة الأمن في باب بحر المجندة لملاحقة المعارضين والإعلاميين فحسب ، يصبح الأمر في غاية الخطورة ، فعمليات اعتراض سبل الحافلات والقطارات ونهب راكبيها تتنامى يوما بعد آخر ، فما الذي يمنع من تركيز دوريات أمنية ( للشرطة الرسمية وليس لعناصر الشرطة السياسية) دائمة في محطات النقل الكبرى وعلى رأسها محطتي  » برشلونة والجمهورية » لحماية المواطنين ، وما ضر السلطات أن توزع السيارات المدرعة المتمركزة في الأنهج المحيطة بالمقر المركزي للديمقراطي التقدمي على محطات النقل العمومي، وتفرق العناصر المشبوهة التي ترتدي الزى المدني من « زبانية التعليمات »التي تحاصر المقر المسلوب وتعتدي على النشطاء والصحافيين متناسية أن لحم الأكتاف العريضة لهؤلاء » العصابات »(على أساس أن لا وجود لأي مسوغ قانوني لتشكل ذلك التجمع من الشرطة السياسية) هي من خير المواطنين

ومن الجدير التذكير أن » أمن الدولة » لا يعني امن النظام الحاكم بل يعني امن المواطنين والأرض والسيادة مهما كانت السلطة القائمة، أما الجهاز الذي يحمي النظام القائم فمن الضروري أن يبحث له عن تسمية أخرى يسقط منها لفظ الدولة التي تبقى أرفع من النظام وأجهزته.

عصابة متخصصة في نهب وتعنيف الصحفيين

ومن أغرب أنواع العصابات التي تنشط في البلاد عصابة مختصة في ملاحقة الصحفيين ومنعهم من الوصول إلى أماكن العمل وكذلك الاستيلاء على معداتهم المهنية بواسطة التعنيف والترهيب ، وهي عصابة رحالة تتنقل بحسب الظروف أي » التعليمات »( تعوض القانون في تونس) وقد حط بها الرحال في الفترة الأخيرة حول مقر الحزب الديمقراطي التقدمي في شارع « ايف نوال » وسط العاصمة حيث استولت على جميع المداخل المؤدية إلى الشارع ،ولعل من أبرز خبطات هذه العصابة الاعتداءات المتكررة على الصحفيين الذين يريدون الدخول إلى مقر الديمقراطي التقدمي على غرار ما وقع للصحفي لطفي حجي وزميله سليم بوخذير وصحفيي قناة الحوار التونسي الذين تمكنوا من الدخول إلى المقر ثم حرموا من « حق العودة »، أما آخر عمليات هذه العصابة فقد تمت البارحة واستهدفت الصحفي بقناة الحوار التونسي الزميل أيمن الرزقي الذي استقبله أفراد العصابة في الممر المؤدي إلى المقر المحاصر واعتدوا عليه بالعنف ولاحقوه إلى غاية بلوغ شارع باريس ،رغم أن الزميل الرزقي قد أشفق عليهم في مناسبة سابقة وأنقذهم من عقابات قادتهم الذين يصدرون التعليمات ، فقد حدث وان تمكن الزميل ايمن من تجاوزهم ذات مرة ودخل باب المبني الذي يوجد به المقر دون أن يتفطن أفراد العصابة له ولما لمحوه في اللحظات الأخيرة توسلوا إليه بان لا يصعد للمقر وأوشك بعضهم على البكاء أمامه واستحلفوه بان يبتعد عن المكان ليجنبهم سخط  » العروفات » عليهم ، فما كان من الزميل ايمن إلا أن أشفق عليهم ورق لحالهم البائس وأمهلهم الوقت ليستشيروا قادتهم قبل أن تصدر نتيجة التعليمات ايجابية ، ويعلموه أنه غير ممنوع في تلك اللحظة من دخول مقر الحزب .

لقد عفا عنهم الزميل أيمن ذلك اليوم رغم أنهم قد تعرضوا له في عديد المناسبات السابقة واستولوا على معدات التصوير والصوت التي كانت بحوزته، ولم يعيدوه له رغم وعد الشرف الذي قطعه الرئيس السابق لمنطقة باب بحر بأن يتوسط في عملية إعادة المنهوب إلى الزميل أيمن، كما تعرضت هذه العصابة في عديد المناسبات إلى طاقم قناة الحوار التونسي واستولوا على معداتهم ، وكانت العصابة ذاتها قد نهبت سابقا تجهيزات إعلامية خاصة بالإعلامي بصحيفة كلمة الالكترونية لطفي الحيدوري ، وكذلك آلات تصوير خاصة بالحزب الديمقراطي التقدمي

الأمر الذي قد يبعث على التساؤل لماذا لا يقع تركيز عناصر أمن بالزى الرسمي حول مقر الديمقراطي التقدمي ليحموا الصحفيين والنشطاء من اعتداءات تلك العصابات.؟؟؟

 


 

هل نحن في حاجة إلى جمعية حقوقية جديدة؟

 

 

الأستاذ محمد النوري (*)

 

عدد الجمعيات الحقوقية غير الرسمية التي وقع تأسيسها في دولتي خلال السنوات الماضية أربعة وهي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أقدم الجمعيات الحقوقية في أفريقيا ولها فروع موزعة على بعض جهات الجمهورية وقد بعثت عند تكوينها الأمل في الارتقاء بالشعب التونسي إلى مصاف الدول المتحضرة التي تحترم الإنسان وتعمل على توفير الكرامة المعنوية له فكانت تقوم برصد الانتهاكات للحقوق والحريات من طرف النظام لكن سرعان ما دب الخلاف بين أعضائها حول مجال تدخلها وحول توسيع نشاطها وأدى انغلاقها إلى اعتزالها من طرف البعض واستنسخوا عنها جمعية حقوقية أخرى فتم إنشاء المجلس الوطني للحريات الذي كان منفتحا أكثر على جميع شرائح الشعب التونسي مهما كانت قناعاتهم السياسية والإيديولوجية فقام بنشاط مكثف كشف من خلاله النقاب عن أسماء بعض الجلادين الذين يدوسون القيم الإنسانية ويعتدون بالتعذيب على المواطنين و أدى ذلك في فترة زمنية إلى الحد من ظاهرة التعذيب في السجون وفي مراكز الأمن. و في الأثناء وبعد مرور أعوام على سجن عدد كبير من المواطنين من أجل آرائهم وقناعاتهم السياسية أصبح السجناء السياسيون يشكلون أكبر مأساة اجتماعية عرفتها بلادنا فكان ولا بد أن تقع إثارتها ويقع التعرض لها من طرف الحقوقيين و أصبح الشعب يطالب بالتخفيف من معاناة أولئك ومن أجل ذلك انبعثت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين التي قامت بالتعريف بالمساجين السياسيين داخل البلاد و خارجها و المطالبة بإطلاق سراحهم إلى أن  أصبحت قضية المساجين السياسيين قضية وطنية وفي الأثناء استفاقت نخبة من مكونات الشعب التونسي إلى هول المأساة الحقوقية  فانطلقت عبر تنظيم هيئة  18 أكتوبر للحقوق والحريات صيحة فزع للمطالبة بأقل ما يمكن لمواطن في أي بلد متحضر المطالبة به وهو ما سمي آنذاك بالمطالبة بالحد الأدنى من الحقوق والحريات لكن هيهات فقد بقيت دار لقمان على حالها بل أكثر من ذلك عمدت السلطة  في الفترة الأخيرة إلى تعطيل أي نشاط  حقوقي لهيئة 18 أكتوبر فأصبحت تمنع مجرد عقد الاجتماعات  بين أعضائها.

وأخيرا وبعد الإفراج عن عدد من المساجين السياسيين استبشر البعض و ظنوا أن الأزمة الحقوقية في طريقها إلى الزوال وأن انفراجا سيحصل بسبب خروج المساجين السياسيين من السجن خاصة و قد وقع اعتقالهم منذ بداية التسعينات لكن ظنهم كان سرابا.

إن الحديث عن الإفراج عن آخر دفعة من مساجين حزب النهضة وهوما سيتم حسب رأي الملاحظين خلال الأيام القليلة القادمة كشف النقاب عن حقيقة مرة تتمثل في أن السلطة ما إن تخلصت من هؤلاء المساجين حتى استبدلتهم وعوضتهم بمساجين آخرين هم في حقيقتهم مساجين رأي ويمكن القول بأنهم مساجين عقيدة نخبة من الشباب ومن إطارات البلد وقع الزج بهم في السجون لمجرد أنهم صرحوا بانضمامهم  إلى السلف الصالح الذين اخذوا عنهم دينهم وجعلوهم قدوة في سلوكهم والأغرب أن محاكمة هؤلاء تتم بمقتضى قانون إرهابي لا يوفر لهم الضمانات الكفيلة بجعل المحاكمات التي يتعرضون لها محاكمات عادلة وقعت الإشارة إلى أنه وقع سنه لدعم المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب أي أنه لم يقع سنه لمصلحة البلاد ولا العباد.

        وقد اتضح أخيرا أن بلادنا تشكو من أزمة حادة فمشكلة البلاد لم تكن مجرد مساجين رأي يقيمون بالسجون ويتعرضون لأبشع أنواع التعذيب ويعانون هم وعائلاتهم من الاضطهاد.

إن مشكلة البلاد هي مشكلة حرية ,إن مشكلة البلاد تكمن في وجوب إنصاف هؤلاء وأولئك الذين اضطهدوا مشكلة البلاد تكمن في بقاء عدد كبير من مواطنيها بالخارج اتقاء للظلم والتعسف وتفاديا لمحاكمات جائرة يقع محاكمتهم فيها من أجل آرائهم وقناعاتهم ومن أجل المطالبة بحقهم في المشاركة في إدارة شؤون البلاد.

وفي ضوء كل هذه الأحداث أصبح الجو متوترا خانقا فالمساجين السياسيون الذين تم الإفراج عنهم خرجوا من سجون صغيرة للإقامة في سجن كبير يتمثل بالنسبة للبعض في منطقة محددة من مناطق الجمهورية التونسية ويتمثل بالنسبة للباقي في كامل الجمهورية وهو سجن لا يوفر لهم الراحة ولا الطمأنينة إذ حرموا من جميع الحقوق وأقلها حقهم في العمل وحقهم في التنقل وحقهم في التداوي والمعالجة خرجوا منهكين متعبين مثقلين بأمراض اكتسبوها خلال إقامتهم بالسجن محاصرين من طرف البوليس السياسي الذي يجبر عددا كبيرا منهم على المثول كل يوم بالنسبة للبعض وكل أسبوع بالنسبة للبعض الآخر أمام مراكز البوليس وفي ذلك إهانة لهم وتعطيل عن القيام بأي عمل وكأن المقصود من ذلك هو إشعارهم بكونهم فاقدين للحرية وأصبحوا بذلك مواطنين من الدرجة الثانية.

إن هؤلاء و أولئك ينشدون الحرية و يطلبون الإنصاف و من واجبنا الوقوف إلى جانبهم و المطالبة بتمكينهم من حقوقهم كاملة .

ذلك أنه لم يقع التعرض لهذا الصنف من المواطنين من طرف الجهات الحقوقية لهذا الصنف من المضطهدين المحرومين من حقوقهم و حرمانهم إلا بصفة عرضية لأن الجمعيات الحقوقية الموجودة على الساحة لا تجد الطاقة ولا الوقت للتعرض للأهم.

و لأن المسرحين من المساجين السياسيين لم تسمح لهم الظروف للتعريف بوضعهم المتدهور أو بالاتصال  بالجمعيات الحقوقية التي تمر بأزمة حادة ناتجة عن محاصرة أعضائها فقد أصبح النشطاء الحقوقيون محاصرين من كل جانب    و لا يمكنهم مجرد الالتقاء فضلا عن الاجتماع أو العمل فالكل يعرف الصعوبات التي تعترض سبيل هيئة 18 أكتوبر   و الكل يعرف وضع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التي وقع غلق مقراتها و دخلت في نزاع قضائي       و الكل يعلم الوضع الذي أصبح عليه المجلس الوطني للحريات الذي أصبح مقره محاصرا من طرف البوليس السياسي و لا يمكن لأي كان من الذهاب إليه و رغم ذلك و في ظروف قاسية للغاية استطاعت الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين أن تبقي صلة وطيدة بعائلات المساجين و الاهتمام بمشاكلهم رغم الحصار البوليسي و رغم الاضطهاد المسلط على رئيسها الذي أعلن عن رغبته في عدم الترشح من جديد لتلك المسؤولية إيمانا منه بالتداول على المسؤولية و قد قدم استقالته من الجمعية المذكورة لأسباب ليس هنا مجال للحديث عنها  و رأى من المفيد أن يتفرغ لنشاط حقوقي أوسع ضمن نخبة من الحقوقيين و المحامين و المناضلين و المسرحين من المساجين على عاتقها الاهتمام بموضوع الحريات بتونس بصفة عامة و بمشاكل المسرحين من المساجين السياسيين و الانتهاكات المتواصلة لحقوق الإنسان    و للمعتقلين من أجل آرائهم و عقيدتهم و بالمأساة التي يعيشها المهجرون من أجل آرائهم بصفة خاصة و هو مجال واسع لم يقع التطرق إليه إلا لماما و من أجل ذلك أنشئوا جمعية  » حرية و إنصاف  » للدفاع عن المساجين السياسيين   و سجناء الرأي و الحريات العامة. 

 

* محامي و حقوقي تونسي   


 

مية الجريبي وأحمد نجيب الشابي 

ليس دفاعا عن التقدمي ولكن دفاعا عن الوطن والحرية

 
مرسل الكسيبي (*)   أسمح لنفسي اليوم باقتناص هذه الدقائق الذهبية من مشوار أكاديمي فرض علينا مواصلته بين أحضان المنفى ومناخات تراجع الحريات الشخصية ونظيرتها العامة بالوطن الأم , فبين جداول الكلمة والفكرة الرائعة التي تضمنها كتاب وكالات الأنباء المعاصرة للدكتورين ابراهيم امام ومحمد فريد عزت تتكشف للنفس علاقة وثيقة بين العمل الاعلامي ومايحاط به من أهداف سياسية ودوافع اقتصادية , كما تتأكد مرة أخرى عبقرية بعض الأقليات الدينية في استيعاب متطلبات اللحظة التاريخية ومن ثمة قدرتها على التأسيس لفضاءات اخبارية لم تفرض نفسها على الساحة القطرية فحسب بقدر ماأنها اقتسمت الخارطة السياسية والجغرافية العالمية .   فمن الجولة بين أحضان وكالة هافاس والتي تحولت لاحقا الى وكالة الأنباء الفرنسية , وبين الوقوف على مسيرة وكالة وولف الألمانية التي اندثرت بعد تقشع غيوم الحرب الكونية الثانية , مرورا بمسيرة رويترز للأنباء ومالعبته من أدوار متقدمة في تثبيت العرش البريطاني على أواخر عهد الملكة فيكتوريا وأثناء الحقبة الاستعمارية , وصولا الى مسيرة وكالتي الأسوشيتد برس واليونايتد برس انترناشيونال وافتكاكهما لمساحات جغرافية اعلامية وازت النفوذ السياسي والعسكري العالمي للولايات المتحدة الأمريكية .   بين جنبات هذه الجولة الممتعة من المطالعات المتخصصة في حقول السياسة والاعلام , كانت الأعين ترصد في غير غفلة تطورات الاضراب المفتوح عن الطعام لقادة الحزب الديمقراطي التقدمي , اذ لم يكن خافيا على الجميع بأن الأستاذين الشابي والجريبي كانا على مدار أكثر من أسبوع يتصدران المشهد السياسي والحقوقي والاعلامي تونسيا , بالشكل الذي يؤكد أن اضرابهما حقق نجاحا اعلاميا واحراجا سياسيا لم يكن خافيا على ترصد عدسات السلطة في تونس .   واذ تتبعنا في وقت سابق ماكتبه بعض المقربين من الأوساط الاعلامية الرسمية ضمن هذا الاطار , واذ علقنا على ماتفوه به البعض الاخر من مواقف عجت بالتهافت وضعف الحجة وتساقط  أساليب التدافع في المواجهة الاعلامية , فاننا رصدنا عبر اتصالاتنا بمختلف أطراف الأزمة بأن هجوما رسميا معاكسا ستنطلق مؤشراته الأولى مع زيارة السفير الأمريكي بتونس للمقر المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي .   اشارة سياسية واعلامية كنت قد تداولتها حول موضوع هذه الزيارة في نفس اليوم مع الأستاذ أحمد نجيب الشابي , وهو ماجعله يعلق بالقول بأن رصيده ورصيد الحزب من الوطنية هو أكبر من أن تطعن فيه أي جهة في السلطة , بل انه تمادى قائلا بأن أكثر جهة تتعامل مع الأمريكان هي الحكومة التونسية …   اشارة وموضوعات في نفس الاتجاه أردت أن أعود اليها اليوم بعد أن انتظرت ماسيكتبه حول موضوع الاضراب زميلي برهان بسيس , وهو ماتأخر عن فعله بيوم واحد منذ اعلامي مسبقا بنشر مقال له حول الموضوع .   الزميل بسيس كالعادة اختار الانتصار لحسابات المصلحة والموقع , اذ أن وجوده بالبلاد التونسية ومساهمته في فضاء اعلامي تلفزي قريب من السلطة علاوة على احتكاره لفضاء اعلامي على جريدة الصباح بصفته واحدا من المقربين الى الدائرة الضيقة لصانعي القرار …, كل ذلك حتم عليه الانتصار للموقف الرسمي مع شن هجوم عنيف ومهذب على شخصية الأستاذ أحمد نجيب الشابي لينتهي في الأخير الى الحديث عن سقطة سياسية لمفوض العلاقات السياسية والدولية بالحزب التقدمي حين استقبل لساعة كاملة السفير الأمريكي بتونس .   ولاننسى طبعا أن التشكيك في وطنية الأستاذ الشابي سيقابل على الضفة الأخرى بدفاع حازم وتزكية  واضحة لشخص رئيس الجمهورية التونسية , حين علق برهان في قفلة سياسية تقليدية داخل الهيئات الحاكمة  »  شيء مهم غاب عن الحساب أن من يحكم تونس هو زين العابدين بن علي الذي لا يساوم على استقلال البلاد وقوّة نظامها كطريق آمن لتعميق الخيارالديموقراطي. »   واذ نطق زميلنا برهان بقفلة أكثر حزما وصرامة وأملا حين كتب جملة وداع في مقاله المنشور على الصباح الأسبوعي بتاريخ 1 أكتوبر 2007 :  » رجاءا أعطوا السيد الشابي وحزبه مقرا حتى نمرّ للنقاش الحقيقي!!  » , فان هذه القفلة لم يكن لها الا أن تذهب أدراج الرياح حين حكم قضائنا « المستقل » لفائدة المسوغ مطالبا قادة التقدمي باخلاء مقر الحزب بالعاصمة تونس .   النقاش مع زميلنا برهان في هذه الموضوعات وان كان جزئيا يمر عبر القنوات المباشرة فانه لافرار من خروجه الى الفضاء الاعلامي ايمانا مني بأهمية الكتابة والتوثيق في اطار التدافع بين الطروحات والأفكار والقناعات السياسية ,وبناء على ذلك فانني أود الاشارة الى مايلي :   1-أنطلق ابتداء من حق الأستاذ الشابي أو غيره من الشخصيات الوطنية في الترشح لمختلف الاستحقاقات السياسية , وهو مايعني أن طموحه الى المشاركة في انتخابات رئاسية منتظرة يعد أمرا طبيعيا اذا ماأردنا أن نتحدث عن مشهد ديمقراطي افتراضي في الحياة التونسية , غير أن الفيصل بينه وبين غيره من المرشحين ان حصل هذا طبعا يبقى الناخب التونسي الذي من حقه أن يحسم مصير أي محطة انتخابية تونسية .   2- شخصيا لاأرى مانعا من التجديد للرئيس بن علي في دورة رئاسية جديدة ولكن على أرضية تحقيق ماوعدنا به من اصلاحات حقوقية وسياسية واعلامية طال انتظارنا لها كما تشوفنا الى رؤية أثرها عبر سن عفو تشريعي عام ورفع الوصاية على وسائل الاعلام والغاء كل القيود المسلطة على الفضاء العمومي بمكوناته الحزبية والجمعياتية . هذا وأؤكد على أن هذه الاصلاحات السياسية تعتبر أمرا ضروريا وشرطا حقيقيا لادخال تونس الى مرحلة الحداثة القانونية والسياسية .   3- فيما يخص أهداف المضربين عن الطعام وماحصل من تشكيك صادر عن الزميل بسيس فيما يتعلق بوجهة الاضراب , فاننا نعتقد جازما بأن اللعبة السياسية السلمية والمدنية تحتمل كثيرا من التأويلات والتفسيرات بخصوص أي حركة احتجاجية , ولا أظن بهذا الصدد بأن الأستاذين الجريبي والشابي يشذان عن هذا التصور المشروع في تحريك المشهد السياسي  .   4- بخصوص زيارة السفير الأمريكي للمضربين , فاننا نلفت النظر الى حق النخب السياسية الرسمية والمعارضة في نسج علاقات سياسية وديبلوماسية بالوسط الدولي , على ألايكون هذا النسيج العلاقاتي متحيزا الى دولة أو فئة تتربص بمصالحنا الداخلية , وبما يعني أن هذا الأمر يظل محظورا فيما صدر من اتفاقات ومعاهدات حكومية أو فيما نشهده اليوم في ساحات شرق أوسطية تستعين بالمعادلة الأجنبية في تقوية الشوكة السياسية , ولعلنا في هذا الموضع نستبعد تماما أن يكون الأستاذ الشابي من القادة الذين يبيعون أو يشترون في قضايا الاستقلال والسيادة الوطنية , اذ أن رصيده النضالي وموقعه الحزبي يحصنانه ضد كل هواجس أو حملات رسمية تشويهية .   5 – يبقى الحل في تقديرنا المتشبع بالغيرة على المصلحة العليا للبلاد كامنا في رفع القيود المكبلة للحياة السياسية والغاء الحظر المفروض على الاعلام المستقل والحر والنزيه واخلاء سجون تونس من معتقلي الرأي وايقاف نزيف الاعتقال على خلفية ايديولوجية أو سياسية , واحداث نقلة نوعية في الحياة الوطنية بما تستعيد معه السياسة حيويتها وكينونتها , وبما يعود معه للمشاركة والمساهمة على أرضية المغايرة والاختلاف معناهما الحقيقي  …   ودون ذلك سوف لن يكون لاستقلال تونس وقوة نظامها أي معنى مادام ثمة في تونس اليوم حالة من الاحتباس الديمقراطي .   (*) رئيس تحرير صحيفة « الوسط التونسية »   (المصدر: صحيفة « الوسط التونسية » (أليكترونية – ألمانيا) بتاريخ 3 أكتوبر 2007)


بسم الله الرحمان الرحيم

أبو القعقاع عمر بن محمد(*)

رمضانيات تونسية

1/ الفياضانات.

2/ غلاء الأسعار و التهافت على الشراء.

3/ المقاهي الملآنة بالرواد نهارا.

4/ المساجد المكتظة بالمصلين.

1/ الفياضانات :

نزلت بتونس في بداية هذا الشهر الكريم كميات هامة من أمطار فصل الخريف التي خلفت بحيرات كبيرة داخل العاصمة و خارجها و شلت بالكامل حركة المرور حيث تعطلت سفرات المترو و الحافلة العمومية و الخاصة وعاد المواطن التونسي للتنقل راجلا متجنبا البرك و البحيرات مؤثرا المرتفعات و الثنايا البارزة التي لم تغمرها المياه و لسان حاله يسب من تسبب في هذه الوضعية خاصة و أن الأنفاق ( جمع نفق) التي أنفقت الدولة عليها الشيء الكثير غمرتها المياه فامتلأت بالأوحال و لم ترجع إليها حركة المرور إلى يومنا هذا بل أكثر من ذلك فقد كانت مسرحا لموت مواطنين غرقا بداخلها نتيجة لهذه الفيضانات.

2/ غلاء الأسعار و التهافت على الشراء :

في هذا الشهر الكريم و كالعادة ( و التونسيون أوفياء دائما لعوائدهم) يلاحظ المتتبع لتقلبات الأسعار ارتفاعا مهولا رغم كل الوعود التي قدمتها الجهات المسئولة لأن تناسب أسعار المواد الاستهلاكية القدرة الشرائية للمواطن إلا أن العكس هو الصحيح ، و الملفت للنظر هو تهافت المواطن التونسي على اقتناء هذه السلع مهما كلفه الأمر و مهما كان مدخوله متواضعا أو ضعيفا فتراه يثقل كاهله بالديون حتى يظهر لجيرانه أنه قادر على الإنفاق و الحقيقة أن المواطن يسير في اتجاه التدمير الذاتي البطيء لو لا أن تداركه رحمة من الله.

3/ المقاهي الملآنة بالرواد نهارا:

تكتظ المقاهي بتونس العاصمة نهارا بمفطري رمضان ( فتيان و فتيات ) الذين يأتونها من كل حدب و صوب للتجمع من أجل معصية الخالق في هذا الشهر الكريم ، و للحيلولة دون المجاهرة بذلك يلجأ أصحاب هذه البؤر العصيانية المدمرة لشباب الأمة إلى إنزال سواتر من ورق مقوى أو ستائر من قماش على النوافذ البلورية حتى لا يكشف ستر زبائنهم فإلى متى ستظل الدولة غائبة عن هذا الملف الخطير ؟خصوصا و أن الإشاعة تقول أن الدولة هي التي أعطت الضوء الأخضر لهذه البؤر العصيانية التدميرية لفتح أبوابها نهارا للعصاة بل أكثر من ذلك فالإشاعة تتحدث عن تهديد السلطة لأصحاب البؤر بافتكاك الرخص منهم إذا هم لم يفتحوا أبواب المعصية للزبائن و بما أن الشياطين تصفد في رمضان فإن إبليس عليه اللعنة قد وجد من يقوم بدوره أثناء غيابه.

4/ المساجد المكتظة بالمصلين:

من الظواهر الصحية في شهر الصيام شد الرحال إلى المساجد و التنافس على الصفوف الأولى في كل الصلوات و خصوصا في صلاة العشاء و التراويح حيث تمتلئ المساجد و تغص بالمصلين الذين يأتونها من أماكن بعيدة طلبا للأجر و الثواب و طلبا للاستماع للصوت الشجيّ و التلاوة العطرة المؤثرة التي تلين القلوب  و تدمع العيون و تصل العباد بمولاهم ، ومن لم يجد مكانا بالمسجد يقصد البيوت المفتوحة المحاذية المفروشة لاستقبال المصلين حتى إذا امتلأت و غصت هي الأخرى يصعد إلى سطح المسجد أو أسطح هذه البيوت أما الأنهج المحاذية و الأزقة و الساحات فحدث و لا حرج فالناس يأتون بسجاداتهم من بيوتهم يلقونها حيث تسنى لهم ذلك ليؤدوا الصلاة .

 

مواطن تونسي   


                       

بسم الله الرحمان الرحيم 
تونس في 2007/10/02 والصلاة والسلام على أفضل المرسلين    
ذكرى الإعتداء على حمام الشط    هـ : 22 022 354 بقلم محمد العروسي الهان يمناضل دستوري  
رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا
الرسالة رقم 305
على موقع تونس نيو
 

الإنتماء للوطن أنبل وأسمى من الإنتماء للأشخاص والمصالح

 

 
تعلمنا في حزبنا العتيد حزب التحرير والبناء والإنجاز مبادئ وقيم خالدة وثوابت لا نحيد عنها ابدا ومن هذه المبادئ والقيم الإنتماء للوطن والذود عنه والعمل من أجله والتفاني في خدمة الوطن والتضحية من أجل سعادة الشعب و كرامته والتضحية بكل نفس ونفيس لفائدة الوطن وتعلمنا عزة النفس والكرامة والانفة ولا نتذلل ولا نحني ظهورنا ولا رؤوسنا لأحد إلا للواحد الاحد رب العالمين. هذه هي القيم والشيم التي نهلناها من حزبنا وتعلمناها من زعمائنا وقادتنا ورئيسنا وزعيمنا المجاهد الاكبر الحبيب بورقيبة وعشنا على هذه الثوابت ولا نجري وراء المسؤولية ولا نسعى للكرسي بإذلال أو انتماء للأشخاص ومن أجل المصالح الشخصية وحتى إذا دعاه الواجب لتحمل مسؤولية أو الجلوس على كرسي الحكم والأمر فإن الكرسي يزدان ويعلا ويزداد بها جمالا لأن الجالس عليه يسعى بكل قوته لخدمة البلاد والعباد ويجعل من الجلوس على الكرسي أداة لمزيد العمل ومضاعفة الجهود والتضحية والتفاني ونكران الذات هذا هو مفهومنا للجلوس على كرسي المسؤولية خدمة الناس والتفاني في خدمة الوطن والذود عنه مع القناعة بما كتبه الله لنا من مال حلال بعرق الجبين وكدّ اليمين والله يبارك لنا في كل مليما حلالا هذه القيم بقت راسخة في أذهاننا وقلوبنا وأثرت في سلوكنا. ولا نتذلل لمسؤول أعلى في السلم للتقرب منه أو كسب رده وعطفه حتى يرضى علينا فضلا على الإنحناء حتى النخاع.. وهذا الصنف من المسؤولين أصحاب الكرامة والشهامة عاشوا أعزاء رغم بعض الصعوبات والحواجز وكل شريف كريم لا يرضى الإذلال والإنحناء نجد صعوبة وبالصبر والتجلد و الصمود حصت القناعة والعزة وازداد الإيمان والاحترام حتى نهاية مشوار المسؤولية والحمد لله. واليوم نرى بعض المواطنين يجرون وراء المسؤولية ويرطمون من أحضان بعض الأشخاص ويتقربون إليهم ويتوددون ويسعون للحصول على رضاهم وثقتهم ويعبرون لهم عن مشاعر الوفاء والإخلاص والإنتماء والإعجاب بهم ويوعدونهم إذا تحققت مطامحهم للوصول إلى الكرسي والمسؤولية يبقون مدى حياتهم أوفياء لهم وفي خدمتهم فقط وتنفيذ تعليماتهم والوقوف إلى جانبهم والدفاع عنهم وابراز محاسنهم وايجابياتهم وتمليع صورتهم بكل وسائل الإعلام وغيرها ولا يمكن أن تكن كل التعيينات من فصيل الإنتماء…. ؟ وبهذه الأسلوب الجديد بدأ العدد يزداد وتضاعف وأصبح المسؤول يبحث على هذا الصنف لخدمة أغراضه ولو على حساب الوطن والثوابت والوطنية الحق… اليوم أصبحنا نشاهد عدد من المسؤولين تسند إليهم المسؤولية على هذا الأساس الإنتماء للإشخاص وتلميع صورتهم وخدمتهم وتنفيذ تعليماتهم وقضاء حاجتهم ومسالمة أصدقائهم ومعاداة خصومهم هذه الموضة الجديدة أصبحت بارزة في عصرنا الحاضر الإنتماء للأشخاص لا الإنتماء للوطن والشرط الذي نادى به المناضل الكبير الزعيم الهادي نويرة الوزير الأول والامين العام للحزب الحاكم عام 1977 في مؤتمر شعبة أريانة الأم انه نسعى مستقبلا لتطبيق شرط المطالبة بالبطاقة السياسية أعني النضال والوطنية كما نشترط بطاقة رقم 2 العدلية. لكن هذا المبدأ لم نعمل به ولم نحترمه بل العكس أصبح الماضي السياسي لا يطبق ولا يعمل به وأصبح ثانويا. المهم فلان متاعنا لا يهم من كان لا يهم ماضيه وأفعاله الذي يهم هو متاعنا واتذكر كما يتذكر كل التونسيين والتونسيات في إحدى الجولات لرئيس الدولة عام 1988 بعد التغيير صاح مواطن أمام سيادة الرئيس قائلا يحيا بن علي أجابه الرئيس بصوت مرتفع قل تحيا تونس. يا ليت اليوم إخواننا في الكراسي يتذكرون هذا الدرس.. ويتذكرون المعاني التي قصدها رئيسنا والدرس البليغ الذي أعطاه حتى يفهم أصحاب المصالح الذاتية والإنتهازيين والأصوليين. إن الوفاء للوطن والإنتماء له ولتونس فوق كل اعتبار ويا ليت تعيد التلفزة هذا الدرس ويا ليت يكفي أصحاب الانتهازية على ضرب الدفوف…والتزلّف والتملق وكفى من الإنماء للأشخاص فالأمور أصبحت مكشوفة عند الشعب والأذكياء عندما يقع تعيين مسؤولين جدد يعرفون جيدا من هم ولمن ينتمون..؟ بفضل النضج والوعي الذي أشار إليه بيان السابع من نوفمبر 1987 . قال الله تعالى : » وما ربك بغافل عما تعلمون » صدق الله العظيم
محمد العروسي الهاني هـ : 22 022 354
 


 

 

دولنا تتساقط أمام البترودولار

 

بعد دولة بحجم مصر يبدو أن المغرب سيفتح أبوابه للبنوك « الإسلامية » حسب ما يفهم من مقال نشر بصحيفة تونس نيوز بتاريخ 1-10-2007 تحت عنوان: «  بدء العمل بالمعاملات المالية الإسلامية في المغرب« 

هذه البنوك التي ادعت منذ نشأتها ممارسة الحلال وعدم التعامل بالربا مع حرفائها جلبت انتباهي منذ سنة 1988 فكتبت مقالا وقتذاك في الموضوع لكنه لم يجد طريقا للنشر.

بعد حوالي عشرين سنة من الصمت حول الموضوع، وبعد أن تطورت دعاية البنوك  » الإسلامية » من الاكتفاء بالقول بأنها تستبدل استخلاص الفائض على القروض التي تسلمها البنوك  » الربوية » بمداخيل الشراكة مع طالب القرض في امتلاك وتسيير مشروعه، إلى استنباط  لافتات جديدة لمغالطة المسلمين وسحب صفة « الحلال » على معاملاتها من دون معاملات بقية البنوك التي تواصل في اتهامها ب »الربوية »، ها أنا أحاول نشر المقال من جديد عبر الشبكة الافتراضية.

لن تنجح الشعارات واللافتات الجديدة من مثل:  » البدائل البنكية الجديدة وهي الإجارة والمشاركة والمرابحة والعقود القانونية التي ستعتمد فيها  » (أنظر المقال سابق الذكر) في مغالطة شعوبنا إلا في إطار من التخلف الفكري والسياسي في الوطن وفي إطار طوفان الفكر الأصولي. لن تنجح تلك البنوك في سرقة أرزاق شعبنا ووطنا بواسطة معاملاتها  » الحلال » حسب الزعم والتي تمثل ، حسب رأيي، عين الربا ممتزجا بأساليب الابتزاز العصرية لرأس المال البنكي الأنقلو أمريكي.

أطلب من القارئ الكريم أن يتفهم بعض عبارات المقال في إطارها التاريخي وهو عودة الإسلاميين سنة 1988 من الاغتراب وانفتاح العلاقة بينهم وبين الحكم الجديد في تونس.

 

 

الربا والقرضِ البنكي

                                         ( حول الربا والبنوك الإسلامية في تصريح عبد الفتاح مورو)

 

تسع صور للسيد عبد الفتاح مورو في عدد واحد من أعداد مجلة « المغرب » عــ119ــدد  فهل يستحق الرجل كل هذا الإشهار  والتقدير؟

إنه الأمين العام  لحركة الاتجاه الإسلامي. حين اطلعت عن طريق مجلة « الدستور » العراقية على علاقة « الاتجاه الإسلامي » بالحكم الخميني في إيران لم أصدق الخبر. وحين قرأت في مجلة « المعرفة » مجلة  الإسلاميين في تونس أن « الرسول ينتخب إيران للقيادة » (المعرفة عــ8ــدد سنة 5) ضحكت، وسمعت بزيارة قياديين من الاتجاه للسفارة الأمريكية في تونس فتردّدت وقلت لعلّها زيارة مجاملة فقط أو لنشر الدين الإسلامي بين موظفي السفارة. ثم اتهمت المحكمة قياديي « الاتجاه » بالتعامل مع دول أجنبية فترقبت أن يقع توضيح الأمر، لكن الصمت طال وغاب التصريح بالأدلـّة المادّية كما لو أن الجن أو ملائكة الرّحمان انتصبت رقيبا يحمي قياديي الاتجاه من افتضاح « السّر ». وبقي الاستفهام حول علاقة الاتجاه الإسلامي بالنظام الخميني في إيران وبالنظام السعودي في المملكة العربية السعودية وربما بالولايات المتحدة من ورائهما كمخطِّط ورابح رئيسي من كل مشروع قد يؤدي إلى التخلـّف الفكري أو إلى نشر الطائفية. بقي الاستفهام بدون إجابة واضحة إلى أن جاء العــ119ــدد من مجلة « المغرب » 23 سبتمبر 1988 حيث صرّح عبد الفتاح مورو: « حركة الاتجاه الإسلامي لها صداقات، وفي إمكانها أن تطلب من هذه الصداقات أن تقيم مشاريع داخل البلد (تونس) أو خارجها خاصة بعد تنقية المناخ السياسي الذي بتعفّنه خلال السنوات الماضية حال دون استثمار إخواننا في الخليج أو في المملكة العربية السعودية. لكن الآن وحركة الاتجاه الإسلامي تأخذ موقعها قانونا في الساحة السياسية، وأبنائها يلتزمون بالهدوء وباللغة السياسية حسب ما يضبطه القانون من شأنه أن يزيل الحواجز ».

هكذا إذا حين « تأخذ حركة الاتجاه الإسلامي موقعها قانونا في الساحة السياسية »، حين يأخذ قادة الاتجاه المناصب في الوزارة أو في البرلمان وحين تُطلق أيديهم مزيدا في لعبة السياسة، تزول الحواجز… فتنطلق ريالات آل سعود لإنقاذنا من الأزمة الاقتصادية، بل لاستغلال شعبنا ووطننا.

لا يتعلق الأمر طبعا بحق « الاتجاه » في ممارسة السياسة فقد مارسوا السياسة منذ نشأتهم في صلب منظمة المحافظة على القرآن الكريم التابعة للوزارة الأولى (وزارة الهادي نويرة وقتئذ) وتحصلوا على رخصة نشر مجلة « المعرفة » حين كان الكلام حتى في جريدة الصباح مجلبا للاعتقال والمحاصرة، ووضعوا اليد في يد محمد مزالي الوزير الأول السّابق إلخ … إنما يتعلق الأمر بالرضوخ لإرادة زعماء الاتجاه، تلك الإرادة المستندة لبنوك آل سعود « الإسلامية » .

  لعلّ السيد عبد الفتاح مورو يريد حقّا البحث عن حل للأزمة الاقتصادية في بلادنا بواسطة ريالات صداقاته. فهيّا بنا نتابع المزيد من كلامه في مجلّة « المغرب » نفسها حول البحث عن حل للأزمة. هيّا نتابع المقترحات الأربع التي طرحها الرجل:

1-                     يقول عبد الفتاح مورو في المقترح الأول لحل الأزمة أن « الحركة (الاتجاه الإسلامي طبعا) لها شبان من أصحاب الكفاءات تم إقصائهم من مواقع عملهم بسبب انتماءاتهم الفكرية والسياسية. وهم يستعدون الآن للعودة إلى الدورة الاقتصادية، كل من موقعه، سواء بمشاريعهم الخاصّة أو في مؤسّساتهم الإدارية… » هنا يخلط عبد الفتاح مورو بين البحث عن حلّ للأزمة الاقتصادية وبين السعي لإرجاع المطرودين من أعضاء الاتجاه إلى سالف عملهم. مقترح عبد الفتاح مورو الأول لا علاقة له بحل الأزمة إطلاقا. فالأزمة تتميز بتعدد العاطلين عن العمل من الكفاءات وغير الكفاءات ولن تحلّ بتشغيل أعضاء الاتجاه. والتشغيل بصفة أعم ليس حلا للأزمة وإنما بالعكس حلّ الأزمة هو الذي سينتج عنه اتساع إمكانيات التشغيل لتستوعب كل العاطلين عن العمل. مشاريع الاتجاه أيضا لن تحلّ شيئا من الأزمة بل بالعكس أيضا يمثل حل الأزمة الطريق الوحيد لتوسيع السوق المحلية وتطوير طاقات الطلب السلعي وتمكين أعضاء الاتجاه وباقي المستثمرين من بعث مشاريع جديدة وناجحة فالخلط يبدو كاملا بين السبب والنتيجة.. بين الغاية والوسيلة..

2-                     ويقول عبد الفتاح مورو في مقترحه الثاني لحلّ الأزمة أنه: « يمكن أن ترشد الحركة بالاعتماد على المبادئ الإسلامية المواطنين حتى يبذلوا ويعطوا ويساعدوا … » وهذا مضحك حقا. فحتى لو نادى عبد الفتاح مورو بأن العمل جهاد وأن الصبر عن الفقر مع التضحية والبذل شرطان من شروط الفوز بالجنة ومرضاة الله، فلن تحل الأزمة. إن ارتفاع مستوى معيشة العمال وعامة الشعب هو الذي سيوسع طاقات استيعاب سوقنا المحلية وهو بالتالي المحرّك الثابت والأضمن للدورة الاقتصادية ولعملية الإنتاج في البلاد.

3-                     وفي نقطة ثالثة مقسمة إلى ثلاثة أجزاء يقول عبد الفتاح مورو أن « الحركة (الاتجاه الإسلامي طبعا) مستعدة للإعلان  في أي فترة من الفترات على القيام بحملة وطنية تجمع بموجبها الأموال وتوظف بموجبها العاطلين عن العمل أو تطلب من شبابها أن ينفق كل واحد من شبانها شهر عطلته السنوية لصالح المجموعة العامة ».

هذه الحملة ليست جديدة من نوعها فكل الحملات السابقة لجمع الأموال عجزت عن حل الأزمة بل لا يمكن لها حل الأزمة الاقتصادية اللهم سوى حل الأزمة المالية للدولة وتوفير موارد للدفع لها. أما إذا كان عبد الفتاح مورو يبحث فقط عن حلّ للأزمات المالية التي تضايق ميزان دفوعات الدولة من وقت لآخر، فليقل ذلك بصراحة. ليقل أنه يريد أن ينتصب كأحد جباة الدولة يوفرون لها الموارد المالية وبيدهم سياط الجباة وعمائمهم الموروثة من ماضينا التاريخي.

أما توظيف العاطلين فكما قلت سابقا لن يحلّ الأزمة الاقتصادية ما دام لن يحدث ولن يتحقق إلا كنتيجة لحل الأزمة ذاتها.

 

4-                     ونصل إلى النقطة الرابعة من مقترحات عبد الفتاح مورو لحل الأزمة الاقتصادية في تونس. نصل إذا إلى صداقات الاتجاه الإسلامي في السعودية والخليج وإلى الريالات التي ستفد في حقائب مورو وأمثاله لإنقاذنا من ويلات أزمتنا الاقتصادية !!

هذه الريالات ليست ثمنا فقط لأخذ حركة الاتجاه الإسلامي « موقعها قانونا في الساحة السياسية … » كما رأينا آنفا ، ولكنها عطشى أيضا للتنزه في ربوع بلادنا ما دامت، وعبد الفتاح مورو هو الذي نطق بلسان حالها، لها مقترحات عملية حول طريقة تجوالها ومستعدة لتقديم « مشروع كتابي يحدد بوضوح معالم هذه المقترحات » ولما لا يكون المشروع بنوكا إسلامية  تقوم « إلى جانب البنوك القائمة على أساس رأس مالي غربي، بنوك لا ربوية وهذا من شأنه أن يوظف أموالا تمتلكها فئات كثيرة، أحجمت عن رصدها في مشاريع اقتصادية لأنهم يخشون الربا، ولأن عقائدهم تمنعهم من التعامل بالربا … »

إنها البنوك « الإسلامية ».. هي التي ستنقذنا من ويلات الأزمة الاقتصادية فمرحبا مرحبا !! إنها البنوك « الإسلامية » بريالات آل سعود كرأس مال « إسلامي » جدا لا يتعامل بالربا، وبحراسة الولايات المتحدة الواقية من مزاحمة ومطاردة الفرنك الفرنسي والمارك الألماني وغيرهما وبأموال الفئات التونسية التي أحجمت، طبعا بسبب إرشاد جماعة « الاتجاه الإسلامي » ودعايتهم، عن رصد أموالها في البنوك « الربوية ». فالعمل مشترك والنية « إسلامية » والأرض الخصبة قد هُيأت والخلاص قريب !!

علينا بادئ ذي بدء أن نعود للفرق القائم بين الربا والقرض بفائدة. فإن ما يطلق عليه عبد الفتاح مورو كلمة « ربا » هو القرض بفائدة الذي تتعامل به البنوك المعاصرة( « اللاّ إسلامية » في منظوره طبعا!!) والتي يريد مورو وجماعته تحطيمها وتعويضها بالبنوك « الإسلامية ».

الربا ليس القرض بفائدة. فالربا (Usure) هو الذي كان يمارس على امتداد الأوضاع السابقة للرأسمالية. كان الربا يحصل بين المرابي الذي يدفع القرض والمقترض الذي كان فلاحا أو حرفيا في حدود الخصاصة. كان الفلاح، وهذه ميزة العلاقات السابقة للرأسمالية، يعيش ضمن اقتصاد مُغلق واكتفائي. فكانت حياته وحياة الحرفي كذلك تتكرر مثل نشاطه الإنتاجي ضمن نفس النسق الإنتاجي وفي حدود الركود وسبات القرون الغابرة. وكان يحدث، بسبب ظروف طبيعية أو عائليّة سيئة، أن تتوقف مواصلة الفلاح أو الحرفي لنشاطه الإنتاجي على حصوله على القرض من أحد المرابين الذين كانوا يوجدون وحدهم لإسناد القروض والذين كانوا يقدّرون جيّدا صعوبة وضع طالب القرض. لم يكن ابن القرون الوسطى، بتعبير آخر، يطلب القرض إلا وقد عجز على مواصلة العمل والإنتاج وارتبك وضعه المعيشي  وتهددت حياته. وكان المرابي في نفس الوقت يتحين الفرص لجني أكبر الأرباح 100% وأكثر. وكانت العملية تنتهي غالبا بدمار الفلاح أو الحرفي المقترض وبفصله عن أدوات ووسائل عمله التي يضطر في آخر المطاف إلى بيعها لكي يتمكن من دفع مستحقات المرابي ذلك البيع الذي كان يؤدي به في غالب الأحيان إلى العبودية. هذا هو معنى الربا ومنه برزت نقمة جماهير المنتجين على المرابين ونقمة المسلمين الأوائل أيضا التي تُوّجت بتحريم الرّبا.

أمّا القرض البنكي الذي أصبح ظاهرة رأسمالية ثابتة تساهم في جمع الأموال من أجل الاستثمار وفي زيادة نشاط رأس المال وحركة الإنتاج فهو شيء مختلف. هذا القرض البنكي يحصل بين رأسمالي (بنك) لا حاجة له في إفلاس فلاح أو حرفي نكبتْه الطبيعة والدهر بقدر ما هو بحاجة لربح يكون، رغم صغر حجمه 7% مثلا، ثابتا ومتواترا ومتراكما وفي شكل نقدي. إن الربح بهذا الشكل لن يتحقق للبنك المقرِض إلا حينما يكون المقترض رأسماليا قادرا على الاستثمار الناجح. ومن هنا يأتي حرص البنوك على الإطلاع على مشروع الاستثمار أو على جدية طالب القرض وكفاءته في الاستثمار ومقدرته على تحقيق الربح للدّائن والمدين.

الفرق شاسع إذا بين طالب القرض(الفلاح أو الحرفي) وهو على أبواب الإفلاس والدمار في العصور الغابرة وبين طالب القرض الذي يبحث عن الربح في عصرنا الحاضر. فالأول يكون ضحية المرابي ويقبل بأسوأ الشروط عند الاقتراض أما الثاني فهو حرّ ولن يقترض إلا حين تتوفر له شروط الربح. والفرق شاسع أيضا بين المرابي الذي يرفع في نسبة فائض قرضه بقدر حاجة المقترض وقربه من الدمار والإفلاس وبين البنوك المعاصرة التي تضع أموالها للقرض بنسبة فائض محدّدة، ولا تبحث عن المفلس السائر نحو الدّمار لكي توصله إلى نهايته ولكنّها تبحث عن الأكثر جدية وكفاءة لكي تخصّه بقروضها، وتتنافس فيما بينها على تقديم قروضها للمستثمر الرابح.

عبارة  » الربا  » إذا لا تعني تنقل كمية من المال من المدين إلى الدائن في شكل فائض وإنما تعني الشكل الذي كان لتلك الكمية في القرون الوسطى حيث كانت عملية التداين تؤدي غالبا إلى إفلاس المدين وفقدانه لأدوات عمله ثم عبوديته. نستطيع أن نأخذ مثلا من التراث الإسلامي للمقارنة والفهم : فحين نعلم بأن نبي الإسلام طلب الابتعاد عن أكل البصل والثوم ( أنظر صحيح مسلم مثلا ) فهذا لا ولم يمنعنا من تناولهما واستعمالهما في أشكال جديدة للطهي والتصنيع تنفعنا ونتطيبها: نأخذ منهما المنافع ونتغلب على الروائح المكروهة التي يحملانها.

أستحضر هنا كلام مفكّر إسلامي آخر في جريدة الشروق (12 أوت 1988) في الصفحة المخصّصة للوعظ الديني حيث يقول: « فلا يقولن شخص على سبيل المثال: أنا مضطر لأن أتعامل مع البنك بالربا لأنّي أريد أن أتاجر في مائة ألف جنيه، وهذا هو ما حادث في كل الناس. هنا نقول: لا عليك بالتجارة في الألف التي تملكها ولا تقل أنا مضطرّ للتعامل بالرّبا. فالمضطرّ هو الذي يعيش في مجاعة وإن لم يفعل يموت أو يموت من يعوّل. لقد رخّص الشرع للإنسان الذي لا يملك مالا أن يقترض من المرابي إن لم يجد من يقضه ليشتري دواء لنفسه أو لمن يعوّل. إنّ الإثم هنا يكون على المرابي لا على المقترض ولذلك قال الحق: « فمن أضطرّ في مخمصة غير متجانف لإثم … ».

هكذا إذا يباح الربا الحقيقي لكن مقيََّدا بالضرورة والحاجة والإفلاس. الرّبا إذا حسب هذا المنطق مباح تماما من جهة المفلس المقترض وليس حراما باللفظ الديني. إنما الإثم ينصّب فقط على المرابي وهذا بالفعل ما توصّل له صاحب المقال في جريدة الشروق. هكذا يحلّل الرّبا الحقيقي إذا ويحرّم الاقتراض العصري. أليس تحطيم وغياب البنوك العصرية المقرضة بفائدة ثابتة يمثل أرضيّة واسعة لعودة الربّا والمرابين الذين لم تلفظهم الأرض وحدها بل لفظتهم السماء أيضا؟ يعودون لنصب كمائنهم لمن « يعيش في مجاعة أو لم يجد مالا ليشتري دواء لنفسه أو لمن يعوّل« . وبالفعل كان وجود المرابين اليهود في المجتمعات الإسلامية ضرورة بهذا المعنى ومخرجا من المأزق الفقهي الذي « حرّم » الرّبا ولم يمحو حالة الخصاصة والإفلاس والدّمار الفردي.

 إنه لمن المفيد جدّا لو أطْلعنا هذا المفكّر الإسلامي وعبد الفتاح مورو معه على نتائج بعث البنوك « الإسلامية » في السودان: سودان الخصاصة والمجاعة سودان الفقر والإفلاس. هل لعبت « البنوك الإسلامية » دور المنقذ من الأزمة الاقتصادية أم دور المرابي في إفلاس ضحيته؟. كل ما أعلمه أن سودان الأزمة هو سودانها وأن سودان المجاعة هو نفسه إلى يوم الناس هذا.

وقبل المرور للحديث عن طرق معاملة البنوك « الإسلامية » لحرفائها نعود مرة أخرى لتعريف كلمة « ربا » وبالضبط للتعريف الوارد في « الردّ على فتوى الشيخ شلتوت في الرّبا« . هذا الردّ الذي كتبه شيخ من مشائخ الجامعة الزيتونة في جريدة « الأيام » (جوان 1988) يعتمد على تفسير للسيد قطب زعيم الإخوان المسلمين في مصر حيث يقول: » إنّ العمليّات التجاريّة قابلة للرّبح والخسارة بخلاف العمليّات الرّبويّة فهي محددة الرّبح في كلّ حالة وهذا هو الفارق الرئيسي وهذا هو مناط التحليل والتحريم« .

يبدو أن السيد قطب قد أخفق في الوقوف على جوهر كلمة « الرّبا » وظاهرة المرابين. تلك الظاهرة الكونيّة التي لم يختصّ بها مجتمع الدعوة الإسلاميّة بل عانت منها كلّ شعوب العالم تقريبا، اتفق عالميّا على أنها تعني شيئا مختلفا عن القرض المعاصر. إن إخفاق السيّد قطب في فهم جوهر ظاهرة الرّبا قد يكون نتج عن فصل تلك الظاهرة عن وضعيّة كلّ من المرابي والمدين وعن مجمل أوضاع العصر التي منها، كما سبق أن رأينا، انغلاق الاقتصاد العائلي واكتفائيّة العمل الإنتاجي وانحسار الطابع الاجتماعي لعمليّة الإنتاج. ففي النظام الرأسمالي المعاصر ينقسم رأس المال إلى ثلاثة أقسام رأس مال نقدي يوجد عادة في البنوك ورأس مال سلعي يوجد عند التاجر ورأسمال منتج يوجد عند فئة الصناعيين؛ ثلاثة فئات من الرأسماليين ينظمون العمليّة الاقتصاديّة في البلاد ويتقاسمون الربح حسب قوانين لا تفهم إلا بالدراسة العلمية. فالفئات الثلاثة التي ذكرتها تمثّل بمجموعها رأسماليا واحدا جماعيّا ومهمّاتها متكاملة ولم نر في أي بلد أنه حدث استغناء عن أحدها.

صحيح أن الأرباح البنكيّة المعاصرة محدّدة الربح وصحيح أن البنوك لا تتحمل الخسارة ولكن ما الذي يميزها عن البنوك « الإسلامية »؟

 البنوك « الإسلامية »، التي ترفض التعامل بالفائض، لا تسلم أموالها للمقترض إلا بشرط أن تصبح شريكة له في مشروعه وأعماله وهذا ما يريده عبد الفتاح مورو طبعا.

ماذا يعني أن يصبح البنك  » الإسلامي » شريكا لك في مشروعك الاقتصادي هذا يعني أن البنك « الإسلامي » لن يحقّق فقط فائضا بــ 7 % مثل البنوك الغربية والرأسماليّة والربويّة أو الملحدة الأخرى، لكنه سيحقّق أرباحا أكبر قد تصل إلى 100% في السنة: فإن كانت أرباح المشروع في السنة تساوى 200% وكان البنك « الإسلامي » شريكا بالنصف فيكون قسطه من الأرباح يعادل 100% من الأموال التي سلمها للمقترض. وذلك يعني أيضا أن البنك أفتك منك مشروعك: مصنعك أو مزرعتك. إنه الرّبا الحقيقي في معناه الأصلي usure .

أنت الذي تخسر نصف أو ربع مشروعك بمجرّد تسلّم القرض من البنوك الإسلاميّة هل لك من ربح بعد هذه الخسارة؟

أنت داخل في الخسارة والبنك داخل في الرّبح، فلماذا الحديث عن مشاركته لك في الرّبح والخسارة.

إن تحقيق الربح أو خسارة مشروعك، بعد تسلّمك لقرض البنك « الإسلامي » ودخوله شريكا لك، يرتبط بكفاءتك المشكوك فيها بحكم عجزك عن مواصلة إنجاح المشروع بدون خسارة جزء منه، ويرتبط بالوضع الاقتصادي العام الذي يفهمه موظفو البنك « الإسلامي » وتقنيوه أكثر منك، وبعوامل عديدة أخرى منها نسبة اندساس البنك في مشروعك فإن تحصّل البنك « الإسلامي » على ربع الأسهم فقط في مشروعك فإنه قد يسعى، بما لديه من إمكانيات ماليّة ومن أصابع في سياسة البلاد ومن دور في إدارة المشروع، لإفلاس مشروعك مرّة أخرى لكي تحتاج للاقتراض مجدّدا ولكي يتمكّن بالتالي من رفع قسطه في مشروعك من الربع إلى النصف مثلا. أمّا حين يتوصل إلى افتكاك كلّ المشروع فسترى بعينك كيف تتغيّر الأصول وكيف تتفتّح أبواب الرّبح وتتضافر أسباب النجاح لمشروعك الذي افتكّ منك وأصبح في الأيدي الملائكيّة للبنوك « الإسلاميّة ».

لا بدّ أن عبد الفتّاح مورو لم يقرأ كتاب لينين « الإمبرياليّة أعلى مراحل الرأسماليّة ». لو كان قرأه لكان يعرف أنه منذ أواخر القرن التاسع عشر أصبح الاستحواذ على المؤسّسات الصناعيّة والاستثمارات المنافسة، عبر التسلّل إليها، هدفا من أهداف البنوك التي تمثّل رأس المال المالي الاحتكاري. يدرس البنك وضعيّة حريفه الماليّة ويترصّد الظّرف الذي يكون فيه الحريف في أحوج حالة للاقتراض فيشترط البنك تسلّله داخل مشروع حريفه كمقابل لدفع النّقود. وتكون بداية التسلل داخل مشروع الحريف منطلقا لبداية السيطرة عليه.

 لا حاجة للبنك هنا بفائض 7% بل يريد المشاركة في المشروع وافتكاكه من صاحبه. البنوك « الإسلاميّة » إذا تبدو من هذا النوع من البنوك التي تعمل للاستحواذ على المؤسّسات والمشاريع الصناعية والفلاحية. إنها مهمّة ضخمة، مهمّة الاستحواذ على المؤسّسات والمشاريع الصناعيّة والفلاحيّة.

ضخامة هاته المهمّة بضخامة حجم إطارها الدولي المتمثل بمجموعة الدول « العربيّة الإسلامية ». هل يظنّ عبد الفتاح مورو أن الرأسمال السعودي ارتقى إلى المستوى التقني والمقدرة السياسيّة الذين يمكّنانه من مزاحمة الرأسمال الإمبريالي الأمريكي والأوروبي وغيرهما في القيام بهاته المهمّة الخطيرة؟ كلاّ ثمّ كلاّ، إنما المال السعودي يتحرّك ضمن منطقة الدولار وفي إطار إستراتيجيته.

البنك « الإسلامي » لن ينجح في اقتلاع بنوك فرنسا وألمانيا إلا حين يكون « إسلاميّا » بعمامته وأمريكيّا بجسمه وإستراتيجيته. وبهذا نفهم قول عبد الفتاح مورو:  » ولا أظنّ أن النظام الاقتصادي القائم أو البنوك الحاليّة ستتضرّر من ذلك…  » فهو على علم بغاية البنوك الأمريكيّة – « الإسلاميّة » ومزاحمتها للبنوك الأوروبية ولا بد له من المسح على ظهر المارد الأوروبي الجاثم في بلادنا كي لا يَفتكّ منه حقيبته ويقذف بها إلى أصحابها في الرّياض أو واشنطن.

هذا هو دور البنوك « الإسلاميّة » الحقيقي ولكن قد يظهر نوع آخر من الاجتهادات الفقهية في موضوع الربا والإقراض كتلك التي ذكرها شيخ من مشائخ  الجامعة الزيتونيّة في جريدة الأيّام سالفة الذكر. فقد جاء في هذه الجريدة عن القِراض أنها معاملة أقرّها الشرع ورخّص فيها و »قد عرّفها الفقهاء بأنها تمكين مال لمن ينجز به بجزء من ربحه – لا بلفط الإجار – على أن تكون غير محدودة الأجل وأن يكون رأس مالها نقدا حارّا معينا وأن يكون الضّمان منهما والرّبح بينهما …« 

مثل هذه الاجتهادات، التي تسعى للانسجام مع روح العصر ومصالح الناس وهي هنا تنفي صفة الربا على القروض البنكية وتعتبرها  » تمكين مال لمن ينجز به بجزء من ربحه« ، لا تغني عن الفهم التاريخي السليم لعبارة « الربا » ذلك الفهم الذي حاولت القول فيه وأدعو لمزيد البحث والحوار حوله.

هكذا استدرجني تصريح عبد الفتاح مورو في مجلّة « المغرب » للحديث عن البنوك « الإسلاميّة ». أنا أشكره مجدّدا لأنه فتح أمامنا حقيبته التي عاد بها من السعوديّة، وقد نسي رجال القمارق دورهم في البحث عن الريالات الشيطانية المخفيّة في أرجائها. ما العمل وما الذي سيحدث إن جاءنا زيد بحقيبة اليان الياباني وجاءنا عمر بحقيبة المارك الألماني إلخ … ؟

ما الذي عساني أقوله حين أرى عبد الفتاح مورو عائدا من عند آل سعود حاملا في يد ريالا سعوديا كتب عليه « هويتي عروبة وإسلام » وأتخيله حاملا في اليد الأخرى معولا ليحطم به هويتنا التونسية وحقنا في حرية تقرير مصيرنا وطموحَنا لكسب أسباب الحضارة والنهضة الفكريّة.

 

لن أقول سوى:

حزنـي على بلدي من أزمة الزمن

مزّقتموا وطني يا أمة الكذبِ

كيف اللقاء وبين الشّعب انتصبتْ

حيطانُ صمتٍ هي البُنيان من خُطبِ

كشكٌ يضاهيه في الصّيْحات هِتلِرُهمْ

والدّينُ أديان فاسألْ عن السببِ

في الوجه إسلام كم في البطن من عُملِ

دولارُ ليرة يانُ الحسبِ والنسبِ

شتّى القلوبُ بحبّ المال واتّحدَ

مزجُ الديانات بالغايات والخِطبِ

 

 

زهير الشرفي

تونس- 2-10-2007

 


رسالة أخرى من الامين العام الى السيد وزير التربية والتكوين

تحية طيبة وبعد، يؤسفني أن أحيط سيادتكم علما بأن ما نلمسه يوميا من رفض للحوار وتعطيل للاتفاقيات المبرمة وتصرفات غريبة من طرف العديد من مصالح الوزارة والإدارات الجهوية يتنافى مع الإرادة السياسية الحريصة على تأمين كل ظروف النجاح للسنة الدراسية الجديدة وإرساء علاقات تشاور واحترام بين جميع الأطراف المعنية بالشأن التربوي، كما يتعارض مع التزامنا المشترك بتذليل جميع الصعاب وإيجاد الحلول الملائمة للمشاكل العالقة وتطبيق الاتفاقيات الممضاة بكامل الشفافية والمسؤولية.

وإذ نؤكد لكم التزام الاتحاد العام التونسي للشغل بتعهداته وحرصه الشديد على احترام كل الاتفاقيات المبرمة مع وزارة التربية والتكوين، فإني أعرب لكم عن انشغالنا الكبير تجاه العراقيل الجمة التي ما انفكت تعترض هياكلنا النقابية المعنية وخاصة منذ الشروع في تطبيق بنود الاتفاق المتعلق بالنقل وحركة المديرين وأوضاع المساعدين البيداغوجيين والأساتذة المتعاقدين صنف «أ» وهي ممارسات تتضارب مع التشريعات المنظمة للعلاقات الشغلية ببلادنا وتشكل انتهاكا لمنهج الحوار الاجتماعي الذي يمثل دعامة أساسية لمسيرتنا التنموية وأحد خيارات تونس الحديثة. ان معظم الإدارات الجهوية للتعليم لا تزال ترفض التعاون والتحاور مع النقابات الجهوية حول تطبيق العديد من النقاط الواردة في محضر الاتفاق بتعلة أنها ملتزمة بتعليمات من الوزارة في حين أن هناك اتفاقا مسبقا بعقد اجتماعات بين النقابات الجهوية والادارات الجهوية للتعليم لمعالجة بعض الحالات وتسوية الإشكاليات القائمة والتي تهم بالخصوص النقاط التالية: ـ تطبيق بنود الاتفاق المتعلق بالنقل الإنسانية وحركة المديرين والبحث عن حلول مرضية لبعض الحالات ورفع العديد من المظالم التي تسببت فيها حركة من جانب واحد. ـ تسوية وضعية الأساتذة المتعاونين صنف «أ» الذين تم عزلهم دون تقديم مبررات مقنعة. ـ نقلة العديد من المسؤولين النقابيين دون تفسير أو تبرير تصرّف لا يمكن فهمه إلا كعقاب لهم بسبب ممارسة حقهم النقابي ومشاركتهم في الاضراب وهو ما  يتعارض مع مبادئ الحوار ومع التشريعات الوطنية والدولية وما قد يؤدي لتحجّر المواقف وافراغ النقابات الجهوية من العديد من اطاراتها. وكما لا يخفى عليكم فإن الحالات المشار اليها من شأنها ان تنال من مصداقية الحوار والتفاوض بين الوزارة والهياكل النقابية الممثلة لمدرسي الابتدائي والثانوي وتغذّي في نفس الوقت ردود فعل احتجاجية دفاعا عن حقوقها المشروعة ومطالب منخرطيها. ونظرا لصعوبة تأطير مثل هذه الردود، فإننا نتوجه اليكم بدعوة ملحة للتدخل من أجل تفعيل قنوات الحوار بين الاتحاد العام التونسي للشغل ونقاباته المعنية مع  وزارة التربية والتكوين واتخاذ الإجراءات السريعة لوضع حدّ لكل الممارسات التي تنال من مكانة المنظمة الشغيلة ومن أخلاقيات التعامل النزيه بيننا وتؤدي الى غلق أبواب الاتصال والحوار على المستويين الجهوي والوطني بما ينمي مشاعر الإحباط ويفضي إلى ردود فعل تتعارض مع حرصنا الشديد على إرساء علاقات اجتماعية سليمة داخل  مؤسساتنا التربوية . وتقبلوا السيد الوزير فائق عبارات التحية والاحترام.

 

نقلا عن جريدة الشعب

 

http://www.echaab.info.tn/rubrique.asp?Rub_ID=765&Date=20070929

 

حسب النتائج النهائية للمعهد الوطني للاحصاء الاقتصاد الوطني ينمو بـ 6.4%

 
تونس ـ الصباح   تشير الارقام النهائية الصادرة حديثا عن المعهد الوطني للاحصاء الى نموّ الناتج المحلي الاجمالي لتونس خلال النصف الاول من العام الحالي بـ6.41% مقارنة بنفس الفترة من السنة الفارطة ليصل الى ما يناهز 11.78 مليار دينار    وذلك بفضل التطور الايجابي لانتاج قطاع الخدمات المسوقة والذي يساهم بنسبة 42.4 % في تركيبة الناتج المحلي الاجمالي.   وارتفع حجم انتاج قطاع الخدمات المسوّقة في تونس والذي يتكون من قطاع النقل والاتصالات وقطاع الفنادق والمطاعم والمقاهي والتجارة وعديد الخدمات الاخرى خلال النصف الاول من العام الحالي بـ6.97 % الى نحو 5.02 مليار دينار مقارنة بنفس الفترة من سنة 2006 لترتفع بذلك نسبة مساهمة قطاع الخدمات المسوّقة من الناتج المحلي الاجمالي من 42.42%  في النصف الاول من العام الماضي الى 42.64 % في الستة اشهر الماضية من العام الحالي. وذلك بفضل نمو انتاج قطاع النقل والاتصالات بـ 10.17% خلال الستة اشهر الاولى من العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من سنة 2006 ليصل الى نحو 1.62 مليار دينار مقابل نموّ انتاج قطاع الفنادق والمطاعم والمقاهي بـ4.7 % الى مايناهز 533.7 مليون دينار و انتاج بقية الخدمات المسوّقة بـ 5.64 % الى مايناهز 2.86 مليار دينار.   وارتفع انتاج قطاع البناء والهندسة المعمارية في النصف الاول من العام الحالي بـ 2.19%  مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية ليصل الى نحو 549.9 مليون دينار حيث من المنتظر ان يساهم هذا القطاع مستقبلا في التمكن من تسجيل معدل نموّ سنوي للاقتصاد التونسي خلال الخمس سنوات القادمة بـ 6.2%  منها 0.6 نقطة عن طريق مشروع تهيئة الضفاف الجنوبية لبحيرة تونس.   الصناعات المعمليّة   بلغت مساهمة قطاع الصناعات المعملية في الناتج المحلي الاجمالي خلال النصف الاول من العام الحالي 17.18% وقد بلغ انتاج القطاع مايناهز 2.02 مليار دينار مقابل 1.87 مليار دينار خلال نفس الفترة من سنة 2006 أي بنسبة نموّ بـ 8.26%.   ويعود النمو المسجل في انتاج الصناعات المعملية الى ارتفاع انتاج صناعة الميكانيك والكهرباء خلال النصف الاول من العام الحالي بـ31,46 % مقارنة بنفس الفترة من العام الفارط ليصل الى نحو 459.6 مليون دينار ويعد هذا القطاع الثاني من حيث اهمّية الانتاج بعد قطاع صناعة النسيج والجلود والاحذية الذي تمكن من الرفع في انتاجه خلال النصف الاول من العام بـ 7.46 % مقارنة بنفس الفترة من السنة المنقضية الى 531.5 مليون دينار وهو ما يؤكد الانتعاشة التي يمرّ بها القطاع بفضل اتفاقية الحصص المبرمة بين الاتحاد الاوروبي الحريف الرئيسي لتونس والصين المنافس الاول لمنتوجات النسيج التونسي بالسوق الاوروبية والتي (الاتفاقية) مكنت من حماية 74% من المنتوجات المصدرة نحو الاتحاد الاوروبي من المنافسة الصينية عبر تحديد سقف لكمية المنتوجات المصدرة من الصين نحو السوق التقليدية لتونس، وتنتهي هذه الاتفاقيّة بحلول سنة 2008.   من جهة اخرى، تشير حركة رؤوس الاموال المستثمرة في صناعة النسيج الى هروب جانب من المستثمرين بعد الغاء الاتفاقية متعددة الالياف بداية سنة 2005 للانتصاب في البلدان الآسيوية التي تقدم يد عاملة اقل كلفة من تونس لتعود هذه الاستثمارات الى تونس نظرا لما توفر البلاد من تنافسية على مستوى القرب الجغرافي لمنطقة الاتحاد الاوروبي والخبرة التي اكتسبتها اليد العاملة التونسية في مجال صناعة النسيج.   وفي المقابل، استقرّ انتاج الصناعات الغذائيّة في الستة اشهر الماضية من العام الحالي مقارنة بنفس الفترة من العام الفارط حيث بلغ نحو 364.2 مليون دينار مقابل 363.5 مليون دينار في النصف الاول من سنة 2006 أي بنسبة نموّ بـ 0.19%  وذلك بسبب التراجع المسجل في انتاج زيت الزيتون.   بالتوازي، استقر انتاج صناعة الكيمياء في حدود 190.6 مليون دينار مقابل 190.2 مليون دينار خلال النصف الاول من السنة الماضية أي بنسبة نموّ بـ 0.2%  ويضم قطاع صناعة الكيمياء عديد الانشطة من بينها صناعة الادوية وصناعة مواد التنظيف وصناعة البلاستيك وصناعة الاطارات المطاطية..   الصناعات غير المعمليّة   تمثل الصناعات الغير معملية كل من قطاع المناجم وقطاع الطاقة حيث تراجع انتاج المناجم خلال النصف الاول من العام الحالي بنسبة 3.58 % مقابل ارتفاع في انتاج الطاقة بـ 21.76%  وذلك مقارنة بنفس الفترة من العام الفارط.   وبلغ انتاج قطاع المناجم منذ بداية السنة والى موفى شهر جوان من العام الحالي نحو 61.9 مليون دينار بينما ناهز انتاج قطاع الطاقة في النصف الاول من العام الحالي الـ 672.5 مليون دينار مقابل 552.3 مليون دينار في نفس الفترة من سنة 2006 ويعود هذا التطوّر الى ارتفاع انتاج المحروقات والذي قدّر بـ 6.2 مليون طن مكافئ نفط العام الحالي بفضل دخول حقول نفطية جديدة حيز الانتاج كحقل أوذنة هذا الى جانب ارتفاع انتاج الكهرباء وخاصة من الضغط المتوسط والعالي.   وسجل القطاع الفلاحي من جانبه، تراجعا في الانتاج حيث بلغ القطاع خلال الستة اشهر الماضية من العام الحالي نحو 1.26 مليار دينار مقابل 1.28 مليون دينار في نفس الفترة من السنة الماضية أي بنسبة انخفاض بـ1.4% .   نبيل الغربي   (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 3 أكتوبر 2007)


 

الإمارات في المغرب العربي

 
جورج الراسي   يكاد لا ينقضي هذا العام، الا وتكون المشاريع الاستثمارية التي خصّت بها دولة الامارات العربية المتحدة أقطار المغرب العربي الثلاثة، الجزائر وتونس والمغرب، قد قاربت المئة مليار دولار، في سابقة لا مثيل لها، لا في العلاقات بين الدول العربية ولا كذلك في مختلف دول العالم. فقد كانت المبادلات البينية بين الاقطار العربية تُثير الضحك اذا ما قورنت بمئات المليارات من مداخيل النفط التي انهالت على الدول العربية المصدرة خلال العقود الماضية، والتي شهدت ارتفاعاً صاروخياً منذ عامين، وهي مُرشحة للازدياد على ضوء الأوضاع الأمنية المتوترة في كثير من دول الانتاج، وعلى كثير من معابر التصدير البرية والبحرية. وكان يُقال فيما مضى إن الدول الغربية الغنية بالموارد النفطية فقيرة بعدد السكان، فيما الدول التي ترزح تحت وطأة التزايد السكاني المتسارع تفتقر إلى الموارد والامكانيات. هذه هي المعادلة الأولى التي تكسرها اليوم مبادرات دولة الامارات العربية المتحدة. اما المعادلة الثانية فهي اعتياد الأقطار الغنية على الاستثمار في الدول الغربية، أو اعادة تدوير الأموال في صفقات ضخمة ابرزها صفقات السلاح، او صرف مبالغ طائلة على مشاريع عملاقة ليست اقتصادية بالضرورة. لكن من الواضح ان هذه الذهنية في طريقها الى التغير وربما رجع الفضل في ذلك إلى نوبات العنصرية التي تنتاب معظم الدول الغربية بين الحين والآخر ضد كل ما هو عربي ومسلم. يبقى أن التجسيد الأهم لفكرة الوحدة العربية، ومطالب التضامن العربي، والدعوة إلى رص الصفوف وتوثيق الروابط، انما يكمن في التكامل الاقتصادي لا في الشعارات والأناشيد والأغنيات التي على جمالها، لا طائل من ورائها. وابرز مثال امامنا هو دول أوروبا التي خاضت حروب ابادة في ما بينها منذ نحو نصف قرن، وهي اليوم، بعد نصف قرن، تبني « الاتحاد الأوروبي » الذي بدأ خطوته الأولى « بالحديد والصلب ». لهذا كله تبدو مبادرة دولة الامارات في الأقطار المغاربية غاية في الأهمية، وواعدة على أكثر من صعيد. ففي 17 تموز الماضي زار الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات العربية المتحدة الجزائر لمدة يومين، وتمخضت الزيارة عن وضع أسس « شراكة استراتيجية » من خلال مشاريع استثمارية بلغت فيمتها 28 مليار دولارعلى عدة سنوات تشمل تشغيل الموانىء وقطاعات الزراعة والسياحة والصناعة والاعمار. وكانت زارت الجزائر كذلك وزيرة الاقتصاد والتخطيط الاماراتية الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي يرافقها وفد كبير من رجال الأعمال. وقالت الوزيرة حينها ان الاستثمارات الاماراتية في الجزائر لعام 2006 وحده فاقت العشرة مليارات دولار. وتشهد العلاقات بين القطرين طفرة كبيرة منذ اجتماع الدورة الرابعة للجنة المشتركة في ايار 2006 بالجزائر، وانعقاد دورتها الخامسة بأبو ظبي يومي 12 و13 حزيران 2007، واصبحا يرتبطان بـ 22 اتفاقية تعاون تُغطي اغلب الميادين كالاستثمارات والاعفاء الضريبي وتحلية مياه البحر والاعلام والثقافة والشباب والرياضة والسياحة والبيئة والتكوين المهني والشؤون الدينية والصناعات الصغيرة والمتوسطة. وتم في آذار 2007 توقيع اتفاقية بين شركتي دوبال ومبادلة الاماراتيتين،وشركتي سوناطرك وسونلغاز الجزائريتين، لانشاء مركب لصهر الالمنيوم في منطقة بني صاف بقيمة 5 مليارات دولار، واعلان مٌجمع « اعمار » الاماراتي عن مشاريع استثماراتية ضخمة بالجزائر بكلفة تفوق 20 مليار دولار، بالاضافة الى استثمارات في مجال الطاقة الكهربائية واستكشاف النفط والغاز، ومشاريع أخرى في مجال الاسمنت وبناء المستشفيات والسياحة والبناء. تجدر الاشارة إلى ان علاقة حميمة تربط بين الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة وبين عائلة مؤسس دولة الامارات الشيخ زايد آل نهيان، اذ انه امضى سنوات طويلة في الامارات عندما كان في مرحلة « اجتياز الصحراء »… بينما فضّل غيره المنافي الوردية في أوروبا. اما تونس فقد زارها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات ورئيس مجلس الوزراء وحاكم دبي، في 6 آب المنصرم، والتقى الرئيس زين العابدين بن علي، وتكاد الامارات تتحول إلى اول مستثمر في تونس بعد ان اشترت مجموعة تيكوم ـ ديغ الاماراتية 35 بالمئة من رساميل الشركة العامة للهاتف النقال تونس ـ تيليكوم، في أكبر صفقة تجارية عرفتها تونس وقد أطلق الزعيمان مشروعاً عقارياً قرب العاصمة ستنجزه شركة « سما دبي » قدرت كلفته بنحو 14 مليار دولار، ويقع على مساحة 830 هكتاراً قدمتها الدولة التونسية، بمحاذاة البحر على طول 14 كلم. ومن المتوقع ان يوفر المشروع (فنادق ـ ابراج ـ مسارح ـ ملاعب ـ محال تجارية ـ مواقع ترفيهية الخ…) نحو 140 ألف فرصة عمل. ومن المتوقع أن تصل استثمارات « دبي القابضة » المملوكة من طرف الحكومة، والتي تملك « سمادبي » الى 18 مليار دولار في السنوات المقبلة مقابل 3 حالياً. أما في المغرب الذي زاره ايضاً الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، فمن المتوقع ان تُنفذ مجموعات « القدرة » و »دبي القابضة » و »اعمار » مشاريع استثمارية تفوق قيمتها حتى الآن 20 مليار دولار على مدى السنوات الاربع المقبلة. ومنها « مشروع امواج » لتهيئة ضفتي نهر أبي رقراق، في الرباط، ومشروع كورنيش العاصمة « سفيرة »، ومنتجع « بوكيمدن » السياحي الجبلي في مراكش، ومارينا الدار البيضاء. وستتيح هذه المشاريع استقبال 10 ملايين سائح بحلول العام 2010، وتحقيق ايرادات سياحية تزيد على 10 بلايين دولار. هكذا تكون دولة الامارات قد حققت للوحدة العربية خلال بضعة اشهر ما لم يتحقق لها خلال نصف قرن من الصراعات والخلافات والنكبات…. والوعود الجوفاء..   (المصدر: صحيفة « المستقبل » (يومية – لبنان) الصادرة يوم 3 أكتوبر 2007)  


علياء بلعيد:

رفضي للابتذال منع انتشاري

 
أحيت المطربة التونسية المعروفة علياء بلعيد مساء السبت الماضي (29 سبتمبر 2007) أولى حفلاتها الغنائية في مصر على الإطلاق رغم مشوارها الممتد لما يقرب من 20 عاما قدمت خلالها أكثر من 200 أغنية متنوعة بين العاطفية والوطنية والدينية والفلكلورية باللهجات التونسية والليبية والمصرية وغيرها.   وقالت بلعيد في لقاء خاص مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بالقاهرة إن احياءها لحفلات فنية في مصر تأخر كثيرا رغم أنها كانت تخطط له منذ سنوات خاصة أنها زارت القاهرة كثيرا في السنوات الماضية وقدمت عددا من الأغنيات باللهجة المصرية بينها “أبسط حقوقي” و”سلام سلام” كما صورت آخر أغنياتها بمصر.   وأضافت أن زواجها وأسرتها كانا من أسباب انشغالها وتركيزها في قصر عملها بتونس فقط طيلة سنوات باعتبارها لا تتمكن كثيرا من تركهم والخروج في جولات غنائية أو المشاركة في فعاليات ممتدة وإن كانت شاركت في حفلات ومناسبات متفرقة في الكويت ودبي وغيرهما من العواصم العربية.   وقالت بلعيد إنها قررت في الفترة المقبلة تغيير النمط الذي اعتادت عليه في عملها الفني سابقا دون تقديم تنازلات أو اللجوء إلى الابتذال السائد لتحقيق مزيد من الانتشار العربي حيث تخطط حاليا للوجود في المهرجانات العربية المختلفة بدءا من مهرجان الموسيقا العربية بمصر.   (المصدر: صحيفة « الخليج » (يومية – الشارقة) الصادرة يوم 2 أكتوبر 2007)


 
عناد الصحافيين
 
محمد كريشـان (*)   الإضراب الواسع الذي شنه الصحافيون الباكستانيون قبل يومين احتجاجا علي سوء المعاملة والاهانات التي لقوها من قبل رجال الأمن أثناء تغطيتهم للاشتباكات بين المحامين ورجال الشرطة تثبت أنه بإمكان الصحافيين، حين يتحدون وينسون تنافسهم وحساباتهم الشخصية، أن تكون لهم كلمتهم المسموعة المدوية التي تفوق أحيانا كلمة الذين أمضوا سنوات طوال لإيصال أصواتهم المختلفة إلي الرأي العام.   الصحافيون الباكستانيون لم يكتفوا في تحركهم الاحتجاجي في الساحة الرئيسية للبرلمان في إسلام أباد وفي مدينتي روالبندي وبيشاور بالتنديد بما لحق بأكثر من ثلاثين منهم من جروح إثر الاعتداء عليهم بالضرب والمطالبة بمعاقبة المتسببين في ذلك وإنما أيضا قرروا الامتناع عن تغطية النشاط الحكومي بمختلف أشكاله.   هذا الشكل النضالي الأخير، وإن كان ليوم واحد لا غير، يقدم في الواقع نموذجا قد يكون مؤثرا أكثر من غيره في الإعراب عن الغضب إذ ما قيمة كل ما يقوم به المسؤولون من لقاءات واجتماعات وما يطلقونه من تصريحات إذا لم تصل أخبارها إلي عموم الناس عبر وسائل الإعلام المختلفة، مما يعني عمليا مسحا لها من الوجود وكأنها لم تكن أصلا.   في كل المحطات التي تعرف توترا في العلاقة بين السلطة والمعارضة، أو بينها وبين أي جزء من المجتمع في أي بلد، تري الصحافة والصحافيين وقد حشروا في الغالب بين طرفي صراع، كل منهما يريد جذبه لصفه، والحياد أو التوازن في هذه الحالة كثيرا ما يعني لأحدهما تعاطفا مع الآخر، مما حدا بأحد الصحافيين الباكستانيين إلي القول صراحة إن هناك صراعا الآن بين السلطة والبلد بشكل عام وأنه يتعين علي الصحافيين في هذه الحال موالاة البلد وليس الرئيس، حتي لو كان عسكريا كمشرف.   وفي مصر هذه الأيام وضع مشابه حيث حكم علي ثلاثة صحافيين بالسجن لمدة عامين مع النفاذ لإدانتهم بــ النيل من هيبة القضاء وذلك بعد أيام قليلة من الحكم علي أربعة صحافيين آخرين بالسجن لمدة عام بتهمة الإضرار بالمصلحة العامة فيما بدأت أول أمس الاثنين محاكمة أخري لأحدهم، وهو إبراهيم عيسي رئيس تحرير صحيفة الدستور المستقلة، بتهمة ترويج إشاعات عن صحة الرئيس حسني مبارك.   استسهال ضرب الصحافة أو التضييق عليها في معظم الأزمات السياسية الداخلية مرادف لشعور السلطة بالضعف والتوتر لأنها تكون وقتها كما يقول المثل الشعبي الشائع أشبه بمن يحمل بطيخة علي رأسه يتلمسها باستمرار فالتنكيد علي من روج خبرا أو عبر عن رأي لا ينفي الخبر ولا يعدم الرأي بل بالعكس سيعطي مصداقية لكليهما حتي وإن كان الخبر غير دقيق والرأي غير مدعم.   لقد أثبتت عشرات التجارب أن ما من سلطة دخلت في مواجهة مع الصحافة والصحافيين إلا وخرجت منها منهكة ومكشوفة أكثر من قبل، فما من سياسي حصيف يفعلها لأن خسائر هكذا مواجهة تتجاوز بكثير أية مكاسب إن وجدت. ليس معني ذلك أن الصحافة منزهة عن الأخطاء أو أن الصحافيين معصومون ولكن المعالجة الهادئة لأي تجاوز لا تكون لا بالعصي في الساحات العامة ولا بالمحاكمات المرتجلة في ساحات القضاء.   نفس التجارب السابقة أكدت أن الصحافة والصحافيين كثيرا ما يخرجون منتصرين بعد كل محاولة تكميم أو تدجين بحيث سيتعذر علي صاحب القرار أن يتجرأ ويفعلها ثانية عندما يتذكر حجم الضجة التي أثارتها المواجهة السابقة خاصة وقد بات جلها يعرف تدخلا لمنظمات دولية معنية بحرية الصحافة وحقوق الإنسان قادرة علي إثارة الكثير من الجلبة التي تزيد في تشويه السلطة نظرا لما تتمتع به هذه المنظمات من مصداقية وشبكة علاقات دولية مترامية. ومع ذلك نجد من لا يتورع عن ارتكاب حماقة مواجهة الصحافة سواء في باكستان أو مصر وغيرهما كثير.   (*) صحافي تونسي   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 3 أكتوبر 2007)


الفاتيكان.. تحولات ومراجعات

 
د. عزالدين عناية (*)   منذ اعتلاء البابا بندكتوس السادس عشر كرسي البابوية، شهدت الكنيسة الكاثوليكية تحويرات ومراجعات ذات شان، مست الليتورجيا واجهزة المؤسسة الدينية. وآخر هذه التحويرات الاقرار في الرابع عشر من ايلول (سبتمبر) من العام الحالي العودة للقداس الترنتي ـ نسبة لمدينة ترنتو الايطالية ـ ويتمثل التراجع، في اقرار اداء القداس المذكور، وما يتضمنه في نصه من نعت لليهود بالمخاتلة والعمي ودعوة لهم بالتوبة والاهتداء للمسيحية، مما اثار بعضهم واعتبروه تنكرا للمصالحة.   اما الجانب الاهم في الاصلاح الليتورجي فيتمثل في احياء استعمال اللغة اللاتينية في الصلاة المسيحية، بعد ان جمدت علي اثر المجمع الفاتيكاني الثاني (1962 ـ 1965). تاتي العودة في ظل رد الاعتبار للعهد الترنتي ـ Tredentine ـ (1545 ـ 1563)، الذي تميز بالتقليدية والاصرار علي وحدة الشعيرة، كرد فعل علي ما سمي بانحرافات المصلح البروتستاني مارتن لوثر حينها. فما هي مقاصد هذه العودة؟ كانت دواعي التخلي خلال العقود السابقة عن اللغة اللاتينية بدافع تقريب القداس من الناس، واقامته بلغات حية مفهومة، بدلا من اللغة اللاتينية المتوارية. ترتب عن اتخاذ ذلك القرار المجمعي تبرم لعديد رجال الدين، باعتبار اللاتينية لغة الكنيسة، والتي صارت تجري مجري اللغة المقدسة، كما شان العبرية والعربية لدي اليهود والمسلمين. نظرا للحميمية الناشئة عن تزاوج المسيحية الماوربة مع اللاتينية، اللغة الام لعديد اللهجات واللغات المتحدرة منها، كالفرنسية والكورسية والايطالية والسردينية والاسبانية وغيرها.   كان مبرر التخلي عن اللاتينية بدعوي ابتعاد الناس عن هذه اللغة وعدم فهمهم عظة يوم الاحد، بصفة القداس موجه لعموم الناس لا لرجال الدين، الذين يفترض المامهم بهذا اللسان. والواقع، وان بقيت اللاتينية تدرس في الثانويات في البلدان الغربية في التخصصات الادبية، فهي عبارة عن تقليب جثمان ميت، فهي لغة منقرضة لا يتكلمها الطلاب، والغرض من دراستها تعميق فقههم بلغاتهم المحلية وتوسيع دائرة الفهم والدلالة لديهم. وقد عاينت موت اللغة اللاتينية حين كنت طالبا في الجامعة البابوية الغريغورية بروما، فطلاب اللاهوت يدرسون اللاتينية لا ليستعملونها ولكن لاعانتهم علي ربط صلاتهم بالمفاهيم والدلالات اللاهوتية، ذات الصلة بالكتاب المقدس المدون بتلك اللغة لا غير.   لكن الغاء اللاتينية من الاستعمال في القداس مع قرار المجمع الفاتيكاني الثاني، اوقد نارا بقيت خامدة، واثار ثائرة العديد من رجال الدين، ممن لم يتقبلوا هذا القرار، الذي اعتبروه استئصاليا في حق تراثهم الكنسي. كان المونسنيور مارسال لوفابر الفرنسي ابرز من تزعم الانشقاق، وشق عصا الطاعة للكنيسة الكاثوليكية. انعزل رفقة جمع من رجاله وتحصنوا بكنيسة القديس نيكولا دي شاردوني بباريس، نظرا لتوفر حرية اوفر في فرنسا. عرفت الجماعة حينها بـ الاصوليين او بفتنة لوفابر تحقيرا لهم، وبلغت الازمة اوجها بتسليط سيف الحرمان علي الرجل، وهو اعلي العقوبات التي يصدرها مجلس مراقبة العقيدة، وريث محاكم التفتيش سيئة الذكر.   وفي نطاق اشتغال البابا الحالي راتسينغر علي لم شمل الكنيسة، تركزت اهتماماته علي ارجاع اتباع لوفابر الي حضن الفاتيكان. كانت استراتيجية المصالحة تاتي ضمن خطة اشمل، من رد الاعتبار للغة اللاتينية. ففي ظل النزيف الذي تعرفه الكاثوليكية في فرنسا، والتي تشهد اسوأ ايامها، لا تضاهيها فيه فترة ما بعد الثورة الفرنسية، او فترة اقرار العلمانية والفصل بين الكنيسة والدولة سنة 1905.   ففي ملف نشرته مجلة عالَم الاديان الفرنسية، لشهري يناير فبراير (كانون الثاني ـ شباط) من العام الحالي، خصِص للكنيسة الكاثوليكية، تبين ان اكليروس الكنيسة خسر تقريبا كافة سلطته الادبية علي المؤمنين في فرنسا. كشفت الابحاث ان ممارسة الشعائر صارت لا تعني سوي 10% من الفرنسيين. والاعتقاد في الله الذي بقي تقريبا مستقرا الي نهاية الستينيات، حوالي 75%، تنازل الي 52%. كما ان 7% فقط يرون ان الكاثوليكية هي الدين الصحيح فحسب، وارتفع عدد الذين بدون دين ، حيث بلغوا 31%. كما يسجل تباعد الناس عن المؤسسة الدينية، خصوصا حين يتعلق الامر بالمسائل ذات الصلة بالاخلاق والانضباط، اذ نجد 81% مع زواج رجال الدين، و79% كذلك، مع ترقية النساء للمناصب الدينية. فضمن اوضاع تدهور الكاثوليكية الفرنسية استوجب الامر السعي الحثيث للمصالحة الداخلية.   ودائما ضمن ايلاء مؤسسة الفاتيكان اهتماما اكبر للاصلاح العقدي والمؤسساتي، جاء اقدام البابا بندكتوس علي خطوة خطيرة في ذلك الاتجاه، بالغاء مجلس حوار الاديان المعروف بـ(Nostra aetate). فبعد ضجيج اثاره هذا المجلس بالتوظيف لمقولة الحوار بين الديانات، طيلة العقود الماضية، جري نسف الاساس الذي اقيم عليه ذلك التوجه. فبفعل غلبة تيار اصولي داخل الكنيسة شعاره لا خلاص خارج الكنيسة ، يعارض معارضة شرسة وضع الكاثوليكية علي قدم المساواة مع ديانات ومذاهب العالم، جاء الغاء المجلس المذكور، جراء الوعي بما سببه من توتر وانشقاق في الداخل، خصوصا عندما دعا البابا السابق كارول ووجتيلا لصلاة اسيزي المسكونية، والتي جمع لاقامتها ممثلو اديان ومذاهب من شتي انحاء المعمورة. فاعتبر ذلك الفعل من طرف التيار الاصولي، داخل الكنيسة الكاثوليكية، تنكرا لروح المجمع الفاتيكاني الثاني، الذي اقرَ في قانون المسكونية الصادر في 21 تشرين اللثاني (نوفمبر) 1964 فقط عبر كنيسة المسيح الكاثوليكية ووحدها يكون الخلاص، وعبرها فقط يتيسر الامساك بكافة وسائل النجاة المتاحة . هذا اليقين الح عليه مفتش مجلس مراقبة العقيدة الحالي الكاردينال وليام ليفادا حين اكد، في شهر تموز (يوليو) الفارط، علي علو الكنيسة الكاثوليكية، بقوله: فيها فقط تمكث الي الابد كافة العناصر التي صاغها المسيح .   فهذا التوجه الكاثوليكي نحو المراجعة الليتورجية الداخلية، جعل الفاتيكان ينؤو عن التقرب من الاديان الاخري في الفترة الحالية، ويولي عناية لشانه الداخلي. فخلال الايام القليلة الماضية صدرت وثيقة عن مجلس مراقبة عقيدة الايمان، اقرت الغاء الايمان بالبرزخ، قدمها الكاردينال ويليام ليفادا، ونالت رضا البابا جوزيف راتسينغر. وحسب الاعتقاد المنسوخ، كان يمكث في البرزخ الاطفال الذين يُتوفَون قبل التعميد، فلا يفوزون برؤية وجهه تعالي، لكن في مقابل ذلك لا يمسهم العذاب، لعدم وعيهم بذلك المنع، ومع المعتقد الجديد صار الاطفال المتوفون بدون تعميد ينعمون بتلك الرؤية.   لئن كان البابا السابق كارول ووجتيلا مولعا بالبهرجة والحشود الغفيرة والاسفار، ولا غرو في ذلك، فالرجل كان يتعاطي التمثيل قبل انضمامه لسلك الرهبنة، وهي سياسة جعلت الكنيسة الكاثوليكية تتغافل عن ترتيب شؤون البيت، فان خلفه الحالي راتسينغر يبدو اكثر انشغالا بالشان الداخلي، فماذا يعنيه ان كانت المسيحية تتقدم في افريقيا وتتراجع في عقر دارها في اوروبا؟   (*) استاذ تونسي يدرس بجامعة لاسابيينسا بروما tanayait@yahoo.it   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 3 أكتوبر 2007)

التقسيم : حدود آمنة لإسرائيل ونفط آمن لأمريكا

 
د. عصام نعمان (*)   الأمن هاجس إسرائيل المزمن. النفط هاجس أمريكا المقلق. إسرائيل حاولت وتحاول ضمان أمنها بتفكيك وحدة محيطها الجغرافي والسياسي لتوسيع رقعة استيطانها الديموغرافي والإستراتيجي. منذ أيام بن غوريون وشامير وغولدا مئير، اشترطت إسرائيل لمصالحة العرب حدوداً آمنة معهم. الحدود الآمنة ليست جبالاً وودياناً ولا حتي جداراً فاصلاً. إنها حزام من جمهوريات موز هزيلة مركّبة علي أساس اثني أو قبلي أو طائفي أو مذهبي، تزنّر به إسرائيل نفسها علي امتداد المشرق العربي، من الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط إلي الساحل الشمالي للخليج العربي ـ الفارسي. الولايات المتحدة الأمريكية حاولت وتحاول ضمان أمنها النفطي بتعميم حضورها السياسي والعسكري علي امتداد القارة العربية من اجل وضع اليد علي منابع النفط ووسائل استخراجه ومصباته وخطوط نقله وتسعيره وتسويقه وتدوير عائداته. التخطيط الأمريكي والإسرائيلي تقاطعا وتكاملا في مخططات مشتركة، أو علي الأقل منسّقة، لضمان مصالحهما العليا من خلال تحقيق الأغراض الاسترتيجية الآتية : أولا، تفكيك الدول الموحّدة Unitary States في المنطقة وتحويلها كياناتٍ اثنية وقبلية ومذهبية متناحرة وبالتالي عاجزة عن تشكيل قوة سياسية وعسكرية مؤثرة. ثانيا، استثارة الأقليات بمختلف أنواعها وتصنيفاتها ومواقع وجودها وانتشارها ودعمها سياسياً وعسكريا، سراً وعلناً، لتبقي في حال اشتباك دائم مع السلطات المركزية في الكيانات السياسية المصطنعة من اجل تدويم حاجة هذه الكيانات إلي حماية أمنية أمريكية وربما إسرائيلية أيضا. ثالثا، تعميم الحروب المتنقلة داخل الكيانات المصطنعة والمستحدثة وفيما بينها علي امتداد القارة العربية. رابعا، ضمان الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية علي القارة العربية المفككة بإطالة أمد الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين والاحتلال الأمريكي للعراق، وبإقامة سلسلة من القواعد العسكرية في دول عربية ذات مواقع مفتاحية. خامسا، نزع النفط والغاز من ملكية القطاع العام في البلدان العربية المنتجة لهما وذلك بخصخصتهما (تخصيصهما) أي بنقل ملكيتهما الي القطاع الخاص وبالتالي إلي سيطرة شركات النفط والغاز الأمريكية أو المتعددة الجنسية، وتدوير مردودهما وعائداتهما لتصبّ جميعا في الأسواق المالية الأمريكية والأوروبية بغية السيطرة علي عمليات الإقراض والتمويل والتثمير والاستثمار والتنمية المحلية والإقليمية. في هذا الإطار يمكن تفسير قرار مجلس الشيوخ الأمريكي القاضي بتقسيم العراق الي ثلاثة كيانات اثنية ومذهبية متمايزة بغالبية 75 صوتاً مقابل 23. صحيح ان راعي القرار السناتور الديمقراطي والمرشح الرئاسي جوزف بيدن قدّمه علي انه المفتاح السياسـي الذي سيتيح انسحاب القوات الأمريكية من العراق وتفادي انتشار الفوضي فيه، إلا ان تصويت نحو 25 سناتوراً جمهورياً الي جانبه يدل بوضوح علي انه جزء من خطة يعتمدها الحزبان الحاكم والمعارض من اجل تحقيق غايتين : وقف تصاعد الإنفاق علـي الحرب الذي لامس مبلغ 650 مليار دولار في مدي أربع سنوات، وضمان هيمنة الولايات المتحدة علي العراق وبالتالي علي بقية أنحاء القارة العربية. هكذا يتضح ان المخطط الأوروبي الأمريكي الصهيوني القديم ـ الجديد ما زال قيد التنفيذ. جوهر المخطط الحؤول بالقوة دون قيام قوة إقليمية مركزية في البرزخ الممتد بين الساحل الشرقي للبحر المتوسط والساحل الشمالي للخليج العربي ـ الفارسي. في هذا السياق كان جري تفكيك الإمبراطورية العثمانية وتقسيمها الي كيانات متعددة في الربع الاول من القرن الماضي، كما جري فصل الجمهورية العربية المتحدة، وحدة مصر وسورية، في النصف الثاني منه، واحتلال العراق في مطلع القرن الحالي. ويبدو انه في السياق نفسه يجري الإعداد في الوقت الحاضر لضرب الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهي قوة إقليمية مركزية متكاملة وقادرة، بسلاح نووي او من دونه، علي تهديد مصالح أمريكا النفطية وردع إسرائيل ولجم مخططاتها التوسعية. في مواجهة هذا الخطر الماثل، ما العمل؟ لا أمل يرتجي من معظم النظم السياسية العربية. ذلك ان بعضها مدين بوجوده وبقائه للولايات المتحدة، وبعضها الآخر إما متواطؤ معها او خائف منها لدرجة تنعدم إزاءها او تكاد أي إمكانية لمواجهة الخطر الزاحف. لا بدّ، والحال هذه، من التوجه نحو القوي الوطنية العربية الحية في مختلف الأوساط والشرائح القيادية والشعبية لبناء أوسع الجبهات المحلية والإقليمية والقومية بغية مواجهة المخطط الإمبراطوري الأمريكي الصهيوني. الحق ان شريحةً واسعة من القوي الوطنية الحية كانت قد تحملّت مسؤولياتها وباشرت مقاومتها الميدانية والمدنية في فلسطين ولبنان والعراق وأصابت أحيانا، كما المقاومة اللبنانية، نجاحاً لافتاً في دحر العدو. ومع ذلك فإن ثمة حاجة ملحة لسدّ نواقص العمل المقاوم وترفيع فعاليته وتوسيع رقعة نشاطه. كيف؟ بالتنسيق الدؤوب المثابر بين مختلف أجنحته وأذرعته في سياق جهود موصولة لتوليف جبهات محلية وإقليمية وقومية فاعلة، وبتوسيع دوائر الإشتباك مع العدو وتزخيمه في كل الساحات وعلي جميع نقاط المواجهة وفي عمق الخطوط الخلفية. علي المستوي نفسه من الأهمية تبرز ضرورة تدعيم التحالف الاستراتيجي القائم بين سوريا وإيران والمقاومة المعقودة اللواء لحزب الله في لبنان ولحركة حماس في فلسطين المحتلة وحماية اطرافه سياسياً بالعمل الشعبي، وترفيع فعاليته القتالية بالتعاهد العلني القاطع أمام الأمة جمعاء علي اعتبار كل اعتداء أو حربٍ تُشن علي أيّ من أطراف هذا التحالف الاستراتيجي يشكّل اعتداء او حرباً علي أطراف التحالف جميعاً ما يستوجب رداً متناسقاً ومتكاملاً وفاعلاً في نطاق كلٍ منها وعلي مستوي المنطقة كلها، مع إمكانية توسيع دوائر الإشتباك لتشمل ساحات وميادين ومجالات في العالم الأوسع. إن المشروع الإمبراطوري الأمريكي الصهيوني تحدٍّ بالغ الخطورة للعالم العربي والإسلامي برمته وذو طابع مصيري، ومن شأن مفاعيل الصراع الذي يكتنفه ان تقرر مستقبل المنطقة والقارة العربية لعقود وربما لأجيال قادمة. من هنا تنبع ضرورة ارتفاع الجميع علي الصعيدين الرسمي والشعبي، السياسي والعلمي، الي مستوي التحدي الخطير الماثل. ذلك ان نجاح الشعوب والقوي والقيادات المستهدفة في توفير وحدةٍ وتعبئة ومقاومة فاعلة وشاملة في مواجهته سيشكّل بالتأكيد قوةً رادعةً ضد العدو قد تحمله علي إعادة النظر بخيار شن حربٍ مدمرة ومكلفة لأطراف الصراع كما للعالم كله. أليس تفادي الحرب إنجازاً تاريخياً بحدّ ذاته؟   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 3 أكتوبر 2007)

 


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.