الأربعاء، 29 نوفمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2382 du 29.11.2006

 archives : www.tunisnews.net


التكتّل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات: بلاغ صحفي

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين: بيانات

الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان: بيـــان

طلبة من المعهد الأعلى للتوثيق: بــــلاغ

طلبة تونس: أخبار الجامعة

الموقف: الداخلية ترفض تسلم ملف صحيفة « التكتل الديمقراطي

رويترز: المركزي التونسي يرفع متطلبات احتياطيات البنوك

نوفوستي: السفير التونسي (في موسكو: محمد البلاجي): « ثورة الياسمين » تداول سلمي ناعم للسلطة 

يو بي آي: تونس تدعو الي الملاءمة بين التشريعات العربية ومباديء الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل

فتحي بيداني : حقوق الإنسان لنا ولغيرنا يا « حداثيو » بلدي

محمد صالح السعداوي: « حمّادي »… شِدْ… شِدْ « الفيستة »

زهرة الرمال: أما آن لليلك يا تونس أن ينجلي

صلاح الداودي: هجرة الحواس

محمد العروسي الهاني: رسالة مفتوحة إلى عناية السيد وزير الصحة العمومية حول مشاغل المواطنين

الوحدة: في ندوة للعربي نصرة مدير قناة حنبعل: البعض يغيظهم نجاحنا

الوحدة: ملف حول برنامج « ملفات »

الوحدة: أيام قرطاج السينمائية: هل حققت هذه الدورة أهدافها؟

الطاهر الأسود: في العلاقة بين القوميين والإسلاميين عربيا ومغاربيا

توفيق المديني: جدار « الفصل » الاقتصادي الأمريكي

محمد كريشـان: الدم العراقي

رضي السماك: العرب وعاصفة الحجاب

 


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


 

التكتّل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات بلاغ صحفي تونس في 28 نوفمبر 2006  
 قام  حزب التكتّل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات اليوم الثلاثاء 28نوفمبر 2006، عن طريق البريد، بإرسال ملف يتضمن إعلاما في إصدار نشرية دورية إلى السيد وزير الداخلية و التنمية المحلية. وهي جريدة أسبوعية عنوانها » مواطنون »من المزمع إصدارها باللغتين العربية و الفرنسية.  ومن المعلوم أنه  قد سبق أن تقدمت قيادة التكتل، عشية الخميس 16 نوفمبر2006 بملف يتضمن إعلاما في إصدار هذه  النشرية، و ذلك طبقا للفصل الثالث عشر من « مجلّة الصحافة » و الذي ينصّ حرفيا على أنه  » يقدّم إلى وزارة الداخلية قبل إصدار أية نشرية دورية إعلام في كاغذ متنبر وممضى من مدير النشرية الدورية و يسلم وصل في ذلك… » إلا أن وزارة الداخلية و التنمية المحلية امتنعت عن قبول الملف.  وبعد اتصالات متكررة، هتف لنا السيد مدير الشؤون السياسية يوم السبت 25 نوفمبر 2006 ليحدد لنا موعدا قصد حل المشكلة و تلافي ما حصل.    إلاّ أننا فوجئنا يوم الإثنين 27 نوفمبر 2006 بعدم استعداد المصالح المعنية لتسليمنا الوصل مقابل إيداعنا للملف.   و هكذا، و رغم ما حف هذه المرة بظروف الاستقبال من كياسة  فإن الوضع بقي على ما كان عليه،  حيث أن المصالح المختصة وقفت في منتصف الطريق، فاصلة بين عمليتي الإيداع و تسليم الوصل في حين أن القانون والفصل 13 الذي أشرنا إليه يقر بتزامن العمليتين.   إن التكتل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات، إذ يعبر عن أسفه تجاه هذه التصرفات  التي تمثل تهربا واضحا من تحمل المسؤولية، فإنه يؤكد مرة أخرى تشبثه بالدستور والقانون وبما يضمنانه من حقوق غير قابلة للتصرف و يعتبر أنه استكمل الإجراءات المطلوبة و لم يبق للوزارة إلا أن تقوم بما يمليه عليها الواجب و القانون.     إن التكتّل الديمقراطي من أجل العمل و الحريات المحروم من التمويل العمومي المخصّص للأحزاب « البرلمانية » دون سواها، والمقصى تماما من المساحات العمومية والفضاءات السّمعية و البصرية « الوطنية »، يؤكد من جديد تشبث مناضليه  بحقهم في التعبير والاتصال بالمواطنين عبر وسائل الإعلام المتاحة لغيرهم. .                                                                                        الأمين العام   مصطفى بن جعفر


أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 شارع المختار عطية تونس 1001 الهاتف : 71340860 الفاكس:71354984 29/11/2006

 بيان  
أخبرتنا السيدة منية ابراهيم زوجة السجين السياسي السيد عبد الحميد الجلاصي  المعتقل حاليا بسجن المسعدين و الذي قضى الآن بالسجن ما يزيد عن خمسة عشر عاما من أجل انتمائه لحركة النهضة أن الحالة الصحية لزوجها قد تدهورت نتيجة للإضراب المفتوح عن الطعام الذي يشنه منذ 5 نوفمبر 2006 للمطالبة بإطلاق سراحه و الاحتجاج على الظروف السيئة التي يعيشها منذ مدة طويلة علما بأن السجين السياسي المذكور وقعت نقلته من سجن المهدية إلى سجن المسعدين إثر دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام و قد أخبرت زوجته أنها تعتبره مفقودا لأنها لم تتمكن من زيارته في سجن المسعدين و لا تعلم عنه شيئا منذ 11 نوفمبر 2006 تاريخ آخر زيارة و أن إدارة السجن المذكور امتنعت عن إعطائها أية معلومة بل و امتنعت حتى عن تخصيص يوم للزيارة و كل ما تعلمه عنه عائلته أنه ما زال يواصل الإضراب . و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسييين تطالب بإطلاق سراح من تبقى من المساجين السياسيين  و طي صفحة الماضي الأليم. رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري

أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 شارع المختار عطية تونس 1001 الهاتف : 71340860 الفاكس:71354984 29/11/2006
 بيان  
 
يواصل السيد عبد الحميد الصغير الطالب بالمرحلة الثالثة رياضيات و عضو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إضرابه الثاني عن الطعام الذي شنه منذ 18 نوفمبر 2006 و ذلك احتجاجا على منعه من حقه في الحصول على جواز سفر و تجدر الإشارة إلى أنه سبق  للسيد عبد الحميد الصغير أن شن إضرابا أولا عن الطعام بتاريخ 13 أكتوبر 2006 تواصل إلى غاية 02 نوفمبر 2006 و قام بتعليق الاضراب بعد أن تحصل على وعد صريح من أحد المسؤولين بوزارة الداخلية بأنهم سيبعثون بجواز سفره إلى مركز الشرطة بمسقط رأسه قربة من ولاية نابل في أجل لا يتجاوز ثلاثة أيام و تصديقا منه لذلك الوعد علق الاضراب و تنقل إلى مسقط رأسه و لكن ذلك الوعد لم يقع تنفيذه إلى الآن. رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري

 
أطلقوا سراح الأستاذ محمد عبو أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 33 شارع المختار عطية تونس 1001 الهاتف : 71340860 الفاكس:71354984 29/11/2006
 بيان  
 
مثل أمس الثلاثاء 28 نوفمبر 2006 كل من السادة كمال بن بلقاسم بن عمار عمروسية  و أنيس بن منصور بن عبد الله بن فرج و محمد الخامس بن صالح بن محمد الأخضر عمروسية و بوعلي بن الطاهر بن محمد الطبابي شهر عبيدي خليفي و غانم بن بو جمعة بن النّوي شريطي و الطايع بن عون الله بن عمار بو شقرة و محمد بن الطيب بن بلقاسم عزالديني و طه بن عمر بن محمد الساسي و بلقاسم بن عبد الله أمام محكمة ناحية قفصة في ثلاث قضايا منشورة أمامها لمقاضاتهم من أجل عقد اجتماع غير مرخص فيه و التعدي على الأخلاق الحميدة و إحداث الهرج و التشويش و رمي مواد صلبة على عربات الغير و قضت تبعا لذلك بإدانتهم من أجل ما نسب إليهم بخطايا مالية و بالسجن ما بين شهرين  و خمسة أشهر مع تأجيل التنفيذ. و تجدر الإشارة إلى أن المتهمين هم أعضاء في الهيئة الإدارية للإتحاد العام لطلبة تونس و هي منظمة نقابية عريقة تكونت في خمسينيات القرن الماضي معترف بها تمارس نشاطها في إطار الشرعية في إطار الشرعية و كانت الأفعال المنسوبة في إطار التضامن مع الطالب السيد سامي عمروسية في إضرابه عن الطعام الذي شنه منذ بداية شهر نوفمبر 2006 و هو ما يزال يواصل إضرابه بمنزله الكائن بقفصة في ظروف صحية متدهورة احتجاجا على طرده من جميع المعاهد  و الكليات و قد صرح المتهمون بأنهم تعرضوا للتعذيب و العنف اللفظي و البدني أثناء احتجازهم بدائرة فرقة الأبحاث و التفتيش للحرس الوطني بقفصة و أصروا على أن الأقوال المنسوبة إليهم في محاضر البحث لم تكن صادرة عنهم من أجل ذلك لم تعرض عليهم للإمضاء و لم يمضوا عليها .و قد تنقل ثمانية من المحامين من تونس إلى قفصة لحضور جلسات المحاكمة. و الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين تبدي أسفها للطريقة التي تعاملت بها السلطة مع مسؤولين نقابيين بالتضييق على حرية القيام بنشاط نقابي و تضامني داخل المؤسسات و الكليات و المعاهد العليا و تستنكر تدخل أعوان الأمن الذي أتى لبعث جو من التوتر. رئيس الجمعية الأستاذ محمد النوري  


الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان – فرع القيروان  القيروان 28-11-2006 بيـــــــــــان
يتابع فرعنا بانشغال عميق الانتهاكات العديدة التي تحدث هذه الأيام بكلية الآداب   برقادة ، وذلك في حق الطلبة وفي حق نقابيي الاتحاد العام لطلبة تونس. فقد علم فرعنا أن مجموعة من الطلبة التابعين للتجمع الدستوري الديمقراطي مصحوبة بعناصر غريبة عن الوسط الطلابي تضايق باستمرار الطالبات والطلبة ، مطالبة إياهم بالاستظهار ببطاقة طالب وببطاقة انخراط في التجمع في فضاءات الكلية  والمطعم وأمام المبيتات الجامعية بالقيروان . كما أفادنا بعض الطلبة النقابيين أنهم تعرضوا لاعتداءات متكررة داخل فضاء الكلية وخارجه ،وقد تصاعدت هذه الاعتداءات قبيل انتخابات مجالس الكليات ،  وذلك بغية  ترهيب الطلبة وتخويفهم  من عملية التصويت. وقد تحول فرعنا يوم الاثنين 27 نوفمبر2006 إلى الكلية بعد إعلامه بتعرض طلبة للاعتداء وعايننا أثار عنف متفاوتة الخطورة لدى السادة: – معز العياري – علي بن عبدالله – حسين السويسي – رشيد الحمودي – بدر الدين الشعباني وقد أفادنا الطلبة المذكورين أن الاعتداء عليهم قد وقع داخل حرم الكلية بالأسلحة البيضاء أمام  أنظار الأمن الجامعي الذي لم يحرك ساكنا، وأنهم معتصمين أمام مكتب العميد، مطالبين إدارة الكلية وقوات الأمن المتواجدة بكثافة بحمايتهم من الاعتداءات المتكررة . ويهم فرعنا التأكيد على ما يلي : – مساندته للطلبة المتضررين من العنف والاستفزاز ووقوفه إلى جانبهم ومؤازرته لهم ويدعو إلى تتبع المعتدين قضائيا  .  – استنكاره تحويل الكلية -التي يفترض أن تكون فضاء للدراسة وحرية الفكر والحوار الحضاري  – إلى  ساحة للعنف والترهيب والفوضى . كما يستنكر فرعنا صمت إدارة الكلية والأمن إزاء  هذه الممارسات الخطيرة ويدعو السلطة السياسية والأمنية في الجهة  لتحمل مسؤولياتها إزاء ما يحدث من انتهاكات  في  الفضاء الجامعي. عن هيئة الفرع مسعود الرمضاني   


طلبة من المعهد الأعلى للتوثيق
 بــــلاغ  
إثر جملة التحركات النضالية التي خاضها كافة الطلاب بمعهدي الصحافة و علوم الأخبار و المعهد الاعلى للتوثيق بتأطير من الإتحاد العام لطلبة تونس في شكله الموحد مطالبة بحقهم في أسبوع مراجعة و مطالبة بإيقاف سياسة المحاكمات في حق مناضلي الإتحاد كللت هذه التحركات بالنجاح الكبير إذ كانت متميزة بجماهريتها و توحدها و قد توج إضرابي 21/11/2006 و 29/11/2006 بمسيرة حاشدة توجهت لرئاسة الجامعة حيث اعتصم الطلبة مدة ساعة و نصف ببهو رئاسة الجامعة التي أغلقت أبواب مكاتبها خوفا من الشعارات التي كان يرفعها الطلاب و التدخلات التي قام بها مناضلو الإتحاد. رغم توحد المواقف عموما إلا أن مجموعة مناضلة تعرف باسم « النقابيون الراديكاليون » تميزت حسب رأيي أكثر من بقية الأطراف بتشبثها بالخيارات النقابية المطلبية و قد أعجبنا تمسكهم برفيقهم « حسين بن عون » الذي حكم بشهر من السجن في حين أطلق سراح بقية المناضلين المسجونين بقفصة. إننا كطلاب و كأنصار للمشروع التوحيدي للمنظمة النقابية نعلن مساندتنا اللامشروطة للنقابي حسين بن عون و للنقابيون الراديكاليون كفصيل واضح الآراء و الخيارات. طلبة من المعهد الأعلى للتوثيق  


أخبار الجامعة

كلية العلوم ببنزرت: اعتداء همجي على الطالب زياد بن سعيد

اعتدت عصابة من الطلبة ممن يسمّون بالنقابيين الراديكاليين (مجموعة الطاهر قرقورة المشبوهة) على الطالب زياد بن سعيد صباح الثلاثاء 28 نوفمبر حين أبدى استياءه من تلفظهم بالكلام البذيء وسبّ الجلالة وتعمّدهم مضايقة السيد مراد حجي كاتب عام جامعة الحزب الديمقراطي التقدمي وتعنيفه وشتمه حين كان يقوم ببيع العدد الأخير من جريدة الموقف أمام الكلية. وقد خلف الاعتداء على زياد بن سعيد قلع ظفر وإصابة في عينه.  

كلية العلوم بتونس

 انعقد صباح يوم الإثنين 27 نوفمبر 2006 اجتماع عام مساندة للطالب عبد الحميد الصغير الذي يواصل إضرابه عن الطعام احتجاجا على حرمانه من جواز السفر والمضايقات البوليسية التي يتعرض لها باستمرار. وقد تداول على الكلمة العديد من الطلبة.  يوم 4 ديسمبر فتح باب الترشح لانتخاب مجالس الكليات دخلت التحضيرات لانتخابات المجالس العلمية مرحلتها الحاسمة بإعداد مختلف الأطراف المشاركة لقوائمها استعدادا لبدء الحملة الانتخابية التي تشهد عادة تنافسا شديدا ونقاشات حادة ومواجهات تصل في بعض الأحيان إلى حد تبادل العنف. كما تعرف مختلف الأجزاء الجامعية انتعاشة على مستوى النشاط وتكون فرصة للتيارات السياسية للتعرف بنفسها وببرامجها. ورغم أنّ توقيت موعد إجراء الانتخابات لا يعتبر بريئا باعتبار أنّه يأتي يومين فقط قبل بدء عطلة الشتاء حيث يغادر عدد كبير من الطلبة إلى قراهم ومدنهم. وهو ما يقلّص من عدد الناخبين، إلاّ أنّ انتخابات هذه السنة يبدو أنّها لن تكون كسابقاتها. وتشير كل المؤشرات إلى أنّها سوف تكون ساخنة.   وستكون مراحل الانتخابات كالتالي: الإثنين 4 ديسمبر، الثامنة صباحا: فتح باب الترشحات. الجمعة 8 ديسمبر، الساعة 13: غلق باب الترشحات، مع العلم أن الترشحات تقدّم إلى مكتب الضبط المركزي في كل جزء جامعي. ويحقّ لكلّ مترشح تعيين مراقب. الإثنين 11 نوفمبر: بدء الحملة الانتخابية، وتتمثل في تنظيم اجتماعات عامة وحلقات نقاش وتعليق البيانات والبرامج الانتخابية. الثلاثاء 12 نوفمبر، الساعة 18: آخر أجل لسحب الترشح لمن يرغب في ذلك. الأربعاء 13 نوفمبر، الساعة 18: انتهاء الحملة الانتخابية. الخميس 14 ديسمبر: من الساعة الثامنة والنصف إلى الساعة الرابعة مساء، عمليات التصويت. تبدأ عملية فرز الأصوات والإعلان عن النتائج انطلاقا من الساعة الرابعة مساء. ويكون الإعلان عن النتائج مباشرة إثر انتهاء عملية الفرز. مع العلم أنّ عملية الفرز تشرف عليها لجنة متكوّنة من الإداريين والأساتذة والمراقبين المعيّنين من قبل المترشحين.  

1 ديسمبر: اليوم العالمي للسيدا

تذكر المصادر الرسمية أنّ عدد الحالات المرضيّة بلغ في شهر ديسمبر 2005 ما لايقلّ عن 1300 حالة، وهي في تزايد مستمرّ بسبب استعمال الحقن الملوّثة عند استهلاك المخدرات التي تفشّت في بعض الأوساط وكذلك بسبب العلاقات اللاشرعية والشذوذ. ومن المؤسف أنّه بمناسبة هذا اليوم العالمي لمقاومة وباء السيدا تقوم بعض الجمعيات التي تعمل في مجال مقاومة هذا المرض بتوزيع الواقي préservatif في المؤسسات الجامعية والمبيتات الطلابية وكأنّها بذلك تشجّع على العلاقات المحرمة وتنصح باتخاذ الاحتياطات والحذر. ولم يفكّر القائمون على هذه الجمعيات في مخاطبة الطلبة والطالبات بالابتعاد كليا عن العلاقات اللاشرعية التي يحرّمها ديننا الحنيف وتجنّب الوقوع في المحظور بحيث لا ينفع الندم حينها. ويمكن لمن أراد الاطلاع على آخر المعطيات والمعلومات حول هذا المرض الاتصال بالجمعية التونسية لمقاومة الأمراض المنقولة جنسيّا والسيدا التي تقدم نصائح وإرشادات على مدار الساعة. الموقع الالكتروني : www.altsida.org البريد الالكتروني : infosid@altsida.org الهاتف: 71.701.195 وعلى الرقم 22.10.26.26 (24 ساعة/24)  

لقطة: بدون تعليق:

في أحد معاهد ولاية المنستير انتصب مدير المعهد واقفا في مدخل المعهد لمنع التلميذات المحجبات من الدخول، وعند مرور إحداهنّ أمامه طلب منها نزع الخمار فلم تعره اهتماما وامتنعت عن نزع الخمار. فاستشاط المدير غضبا وأمرها بالذهاب إلى مكتبه وانتظاره هناك متوعّدا إيّاها. وبعد الانتهاء من مهمته البوليسية ضد المحجبات توجه نحو مكتبه فوجد التلميذة وقد خلعت خمارها. فلما سألها لماذا امتنعت منذ حين عن نزع الخمار وفعلت ذلك من تلقاء نفسها بعد ذلك. أجابت بهدوء : « لأنّ الآن ما مْعاناش رجالْ ».  

فلسطين: انتخابات طلابيّة

انعقدت يوم الإثنين 27 نوفمبر 2006 انتخابات الطلبة في مجلس جامعة النجاح الوطنية بنابلس. وقد حصلت قائمة الكتلة الإسلامية « فلسطين المسلمة » التابعة لحركة حماس على 38 مقعدا. كما حصلت قائمة « الشبيبة » التابعة لحركة فتح على 38 مقعدا أيضا. يذكر أنّ قائمة الكتلة الإسلامية قد حصلت على 6272 صوتا مقابل 6229. أمّا قائمة « الجماعة الإسلامية » التابعة لحركة الجهاد الإسلامي فقد حصلت على مقعدين مثلها مثل قائمة « جبهة العمل الطلابي » التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. في حين لم تحصل قائمة « كتلة الأسرى » التابعة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين سوى على مقعد واحد. وقد جرت هذه الانتخابات وسط تنافس شديد على أصوات 16 ألف طالب للحصول على مقاعد مجلس الطلبة والمؤتمر العام.    

التعليم العالي الخاص: الانطلاقة الحقيقية مازالت بعيدة

لا يبدو في الأمد القريب حصول نقلة نوعية في التعليم العالي الخاص الذي يشهد تعثرا كبيرا على المستوى البشري والمادي وذلك بالرغم من انطلاق التجربة منذ 7 سنوات بتأسيس أوّل جامعة خاصة سنة 1999. وقد ارتفع عددها في بداية السنة الجامعية الحالية إلى 21 مؤسسة. ولولا إقبال الطلبة الأجانب وخاصة الأفارقة منهم على الدراسة بها لعرفت هذه التجربة فشلا ذريعا. ورغم أنّ المخطط العاشر للتنمية (2002- 2006) توقّع ترسيم ما لا يقلّ عن 30 ألف طالب في مؤسسات التعليم الخاص خلال السنة الجامعية 2006- 2007 إلاّ أنّ عدد هؤلاء لم يتجاوز 3500 طالب ثلثهم تقريبا من الأجانب. ويشتكي أصحاب هذه المؤسسات من عدم السماح لهم بتدريس عدة اختصاصات تعتبر حكرا على الجامعات العمومية، ومنها الطبّ والصيدلة وطب الأساس والهندسة والبيولوجيا والاختصاصات شبه الطبّية مثل التبنيج والتصوير بالأشعة. ويتوفر في التعليم الخاص 190 اختصاص في حين يشتمل التعليم العالي العمومي على 650 اختصاص ويقتصر وجود هذه المؤسسات الخاصة على مدن تونس وسوسة وصفاقس. ويعتبر الارتفاع الباهض لمعاليم الدراسة التي تصل في بعضها إلى عدّة آلاف من الدنانير سنويّا وكذلك قلة التجهيزات وعدم التأطير المناسب من الأسباب الرئيسية التي لا تشجع الطلبة على الترسيم في هذه المؤسسات فضلا عن أنّ مستواها لا يقارن بالمؤسسات الجامعية الخاصة في أوروبا التي يعتبر مستوى التكوين فيها أرقى بكثير من المؤسسات العمومية وتمتلك ميزانيات ضخمة تمكّنها من تقديم تكوين جيّد للطلبة. ولذلك لا غرابة أن نرى بعض الطلبة التونسيّين يفضّلون الدراسة بكندا والولايات المتحدة وألمانيا وبريطانيا ورومانيا وينفقون ما لا يقلّ عن 10 آلاف دينار سنويا مع تحمّل مصاعب ومشاق العيش بعيدا عن الأهل في سبيل الحصول على تكوين جيّد.   (المصدر: « أخبار الجامعة »، السنة الأولى، العدد رقم 9 بتاريخ 28 نوفمبر 2006) الرابط: http://www.tunisie-talaba.net/


الحوار بين الأديان : التحديات والآفاق

يوم السبت 2/12/2006 على الساعة التاسعة صباحا بقاعة حسن حسني عبد الوهاّب

 
شهد العالم خلال هذه السنة أحداثا هامّة (نشر الرسوم المسيئة للرسول وتصريحات البابا الأخيرة) ساهمت في تصدّع العلاقة بين المسلمين والغرب. وهو أمر جعل البعض يقرّ بصعوبة  الحديث عن مستقبل الحوار الإسلامي المسيحي، بل إنّ هناك من اعتبر أنّ الحوار بين الأديان قد قضي عليه ولم يعد بالإمكان التعايش بين المسلمين وغيرهم. وفي نفس السياق ذهب عدد من المفكرين الغربيين إلى أنّ المسلمين باتوا عاجزين عن الدخول في نقاش حضاري وعقلاني بشأن المشاكل التي يواجهونها والتحديات  المطروحة على كافة المجتمعات المعاصرة. وقد شكّل هذا  الموقف جزءاً من النظرة الغربية تجاه الإسلام التي صارت تدعو إلى منع الحوار وإقامة جدار عازل بين المسلمين وغيرهم ومحاصرة كلّ المبادرات الساعية إلى تفعيل الحوار. وغير خاف أنّ هذه النظرة تكرّس ‘صراع الحضارات’. تثير هذه المواقف وغيرها مجموعة من الأسئلة: لماذا أدّت رسوم كاريكاتورية، أو تصريحات بابوية إلى احتجاجات عنيفة في عموم العالم الإسلامي؟ ما هي العوامل السياسية والفكرية والدينية التي أدّت إلى ظهور هذه المواجهة بين المسلمين والغرب؟ لِم يسكت المسلمون ولا يردون الفعل تجاه الصراع الدموي بين السنة والشيعة في العراق ؟ ما هو معنى الإسلام في ظلّ هذا العنف المتبادل؟ ما هو وضع الأقليات  بعد احتداد النزاع بين المسلمين والمسيحيين؟ ألم يحن الوقت بعد لممارسة النقد الذاتي؟ للإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها تستضيف كلية الآداب بمنوبة مجموعة من الأساتذة ليقدّموا  مجموعة من المداخلات وليتعمقوا في عدد من الإشكاليات التي يطرحها راهن العلاقة بين المسلمين والغرب.
 


الداخلية ترفض تسلم ملف صحيفة « التكتل الديمقراطي »

 

تقدم حزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات الى المصالح المختصة بوزارة الداخلية والتنمية المحلية عشية الخميس 16 نوفمبر الجاري بملف يتضمّن إعلاما عن إصدار نشرية دورية طبقا للفصل الثالث عشر من « مجلة الصحافة » الذي ينص حرفياعلى أنه « يقدم إلى وزارة الداخلية قبل إصدار أية نشرية دورية إعلام في كاغذ متنبر وممضى من مدير النشرية الدورية ويسلم وصل في ذلك … » إلا أن وزارة الداخلية والتنمية المحلية امتنعت عن تمكين الأمين العام للتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات ومدير النشرية والدكتور مصطفى بن جعفر، الذي كان مرفوقا بعضو القيادة السياسية الدكتورخليل الزاوية من إيداع الملف والحصول على الوصل اللازم . وبعدأخذ ورد دام قرابة الساعة مع أعوان الاستقبال وعلى قارعة الطريق ، طلب من الدكتور بن جعفر التوجه إلى الولاية. وفعلا توجه الدكتور بن جعفر و رفيقه إثر ذلك مباشرة إلى مقرولاية تونس العاصمة فلم يجدا القبول المنتظر، وبعد أخذ ورد من جديد حدد له السيد المعتمد الأول موعدا معه صبيحة اليوم التالي في العاشرة صباحا. وفي الموعد المذكور تقدم الدكتور بن جعفر والأستاذ عبد اللطيف عبيد عضو القيادة السياسية الى مقرالولاية ، لكن أعوان الاستقبال أعلموه أن السيد المعتمد الأول غير موجود، فطلب كتابيا مقابلة السيد الوالي وبقي طيلة ساعة كاملة ينتظر رد ا دون جدوى وكان الدكتور بن جعفر اتصل صبيحة الجمعة بكتابة السيد كاتب الدولة لدى وزير الداخلية قصد الإعلام بكل ماحدث ولكنه لم يتلق أي جواب أو إشارة في اتجاه معالجة الأمروتلافى ماحصل . وعلى إثر هذه التطورات أصدر التكتل الديمقراطيمن أجل العمل والحريات بيانا عبر فيه عن استيائه من تلك التصرفات المخالفة للدستوروالقانون وأبسط قواعد الاحترام التي ينتظرها ويستحقها أي مواطن من الإدارة في « دولة القانون والمؤسسات » ورأى أن ما حصل يعد « بمثابة الرفض لحق دستوري وقانوني ». وأضاف أن « التكتل » المحروم من التمويل العمومي المخصص للأحزاب « البرلمانية » دون سواها، والمقصى تماما من المساحات العمومية والفضاءات السمعية والبصرية « الوطنية » يؤكد تشبث مناضليه بحقهم في التعبير والاتصال بالمواطنين عبروسائل الإعلام المتاحة لغيرهم ويعتبر أن منعه وعرقلة مساعيه لإصدار نشرية لا تبرره سوى إرادة تعميق الانغلاق السائد وافراغ الحياة السياسية من كل معنى.
(المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي نقلا عن صحيفة « الموقف »، العدد 382 الصادرة يوم 24 نوفمبر 2006)


المركزي التونسي يرفع متطلبات احتياطيات البنوك

 

تونس (رويترز) – قال البنك المركزي التونسي يوم الاربعاء إنه سيرفع الاحتياطيات التي يلزم البنوك بايداعها لديه الى 3.5 بالمئة من 1.5 بالمئة من الايداعات وشهادات الايداع وغيرها من الاموال المستحقة للعملاء التي لا يزيد أجلها عن ثلاثة أشهر. وأضاف البنك المركزي انه ترك سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير اذ لم يتغير معدل التضخم عن مستوى 4.7 بالمئة في الأشهر العشرة الأولى من العام. وقال مدير بالبنك المركزي طلب عدم نشر اسمه « السيولة في القطاع المصرفي (كانت كبيرة جدا) … في أكتوبر ونوفمبر بدرجة دفعتنا لان نقرر هذه الزيادة لاستيعاب جزء من السيولة الموجودة في السوق. » وقال البنك في بيان صدر في أعقاب الاجتماع الشهري لمجلس ادارة البنك إنه قرر الابقاء على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند مستوى 5.25 بالمئة. وقال البنك إن سعر الدينار التونسي ارتفع بنسبة 4.4 بالمئة أمام الدولار حتى الان هذا العام في حين انخفض أمام اليورو بنسبة 5.4 بالمئة. وارتفعت القيمة الاجمالية للصادرات بنسبة 13.5 بالمئة مع ارتفاع صادرات المنتجات المصنعة في حين زادت قيمة الواردات بنسبة 17.3 بالمئة فيما يرجع أساسا الى ارتفاع اسعار النفط المستورد. وتركز تونس التي تعتبر الصادرات المحرك الرئيسي لاقتصادها على تشجيع نمو الصناعات التحويلية لتوفير فرص عمل جديدة وخفض معدل البطالة البالغ أكثر من 13 بالمئة. وتتوقع تونس تحقيق نمو بمعدل 5.3 بالمئة هذا العام بالمقارنة مع 4.2 بالمئة العام الماضي. وتستهدف الحكومة تحقيق معدل نمو سنوي يبلغ 6.3 بالمئة في السنوات العشر المقبلة عن طريق تعزيز دور القطاع الخاص وجذب المزيد من الاستثمارات الى قطاعي الخدمات وتكنولوجيا المعلومات. وتسعى الحكومة لزيادة متوسط نمو الناتج المحلي الاجمالي الحقيقي بنحو نقطتين مئويتين سنويا عن طريق اصلاح القطاع المصرفي وتحرير اسواق التجارة والعمل.   (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 29 نوفمبر 2006)  

تونس تدعو الي الملاءمة بين التشريعات العربية ومباديء الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل

 

تونس ـ يو بي آي: دعت وزيرة شؤون المرأة والأسرة والطفولة التونسية سلوي العياشي اللبان الدول العربية الي تحقيق الملاءمة بين التشريعات العربية ومبادئ الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل. وشددت في كلمة افتتحت بها مساء اليوم الثلاثاء الندوة الاقليمية لدول الشرق الأوسط وشمال افريقيا حول الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل: خمسة عشر عاما بعد.. الانجازات والآفاق علي ضرورة الاستعداد لمواجهة ما قد تفرزه المتغيرات المعاصرة من انعكاسات اقتصادية واجتماعية وثقافية علي أوضاع الطفل والأسرة والمجتمع العربي. وحذرت في هذا السياق من أن الطفل العربي يواجه صعوبات كبيرة بات يتعين مواجهتها،حيث يوجد في المنطقة العربية حاليا أكثر من 25 مليون طفل مهدد بفعل الحروب والنزاعات المسلحة، ونحو 20 % من الأطفال في سن الدراسة خارج المدرسة. واعتبرت الوزيرة التونسية أن هذه التحديات تستدعي ملاءمة البرامج والسياسات التنموية العربية للاحتياجات الراهنة والمستقبلية للطفولة، وفق مرجعية مشتركة ومقاربة شاملة في مجال رعاية الطفولة. يشار الي أن هذه الندوة الاقليمية التي بدأت أعمالها امس، ينظمها مرصد الاعلام والتكوين والتوثيق والدراسات حول حماية حقوق الطفل بالتعاون مع معهد راؤول والنبرغ السويدي لحقوق الانسان والقانون الانساني والوكالة السويدية للتنمية. ويشارك في أعمالها التي ستتواصل علي مدي ثلاثة أيام مسؤولون من عدة دول عربية ومندوبون عن جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسيف واللجنة الدولية لحقوق الطفل وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية. وتهدف الندوة الي تقييم الوضع الراهن للطفولة العربية، ومدي التقدم الذي أحرزته الدول العربية في مجال تكريس حقوق الطفل بعد مضي 15 عاما علي صدور الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل.   (المصدر: صحيفة « القدس العربي » الصادرة يوم 29 نوفمبر 2006)

السفير التونسي (في موسكو: محمد البلاجي): « ثورة الياسمين » تداول سلمي ناعم للسلطة

 

13:04 | 2006 / 11 / 29 يرى السفير محمد البلاجي سفير الجمهورية التونسية لدى روسيا أنه من الباكر الحديث عن إقامة علاقات دبلوماسية بين بلده وإسرائيل طالما لم تتم تسوية المشكلة الفلسطينية مؤكدا أن تونس مع قيام دولة فلسطينية مستقلة تعيش جنبا إلى جنب بأمن وسلام  إلى جانب إسرائيل. وكانت تونس قبل 19 عاما قد عاشت ما يسمى بثورة الياسمين. ويقول السفير محمد البلاجي في تصريح صحفي له إن المقصود هو تداول السلطة السلمي حيث ترك الرئيس بورقيبة منصب رئيس الجمهورية بسبب التقدم في السن والمرض وشغله الرئيس زين العابدين بن علي. واحتفلت روسيا وتونس مؤخرا بالذكرى الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية. ويقول السفير التونسي إن مجلس الأعمال التونسي الروسي الذي تم تشكيله مدعو للمساعدة على تطوير العلاقات التجارية بين البلدين مشيرا إلى أن تونس أقامت معرضا للأسماك في موسكو وافتتحت مطعما يقدم أكلات تستخدم الأسماك في إعدادها إلى زواره. وتمثل السياحة مصدرا أساسيا للدخل في تونس التي تحولت لاقتصاد السوق وينمو اقتصادها بمعدل 5% في السنة. وزار 6 ملايين سائح 100 ألف منهم روس تونس في عام 2005. ويتلقى نحو ألف من أبناء وبنات تونس العلوم في روسيا بينما يعمل موفدو روسيا في تونس في شتى المجالات. وقضت تونس على ظاهرة التطرف الديني. ويقول السفير إن الراديكاليين أنهوا الصراع لأنهم لم يجدوا لهم قاعدة في المجتمع التونسي.   (« نوفييه ازفستيا » 29/11/2006 – وكالة نوفوستي)   (المصدر: موقع وكالة نوفوستي الروسية بتاريخ 29 نوفمبر 2006) الرابط: http://ar.rian.ru/analytics/articles/20061129/56158145.html  


د. كميشة يفوز بعضوية لجنة القانون الدولي

  زار د. فتحي كميشة، خبير القانون الدولي والتحكيم بيت الأمم المتحدة في المنامة بعد عودته من مقر المنظمة الدولية بنيويورك حيث فاز بعضوية اللجنة الدولية للقانون الدولي للمرة الثانية على التوالي. واجتمع الحقوقي الدولي بالسيد نجيب فريجي، مدير مركز الامم المتحدة للإعلام الذي هنأه على انتخابه في عضوية لجنة القانون الدولي، وهي من أهم المنابر في هذا المجال. وتم انتخاب د. فتحي كميشة، مرشح تونس لعضوية اللجنة المعنية بالقانون الدولي التي تعمل على ترسيخ سيادة القانون الدولي وحث البلدان الأعضاء في الامم المتحدة على الالتزام به في علاقاتها الثنائية ومتعددة الاطراف. واحرز د. فتحي كميشة 152 صوتا في الاقتراع الذي تم في الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك الاسبوع الماضي بعد ان حظي بدعم المجموعات العربية والافريقية والاسلامية. (المصدر: صحيفة « أخبار الخليج » البحرينية الصادرة يوم 24 نوفمبر 2006)


هوامش

ـ ثلاث دقائق لا غير!

ترأست السيدة حبيبة بن عمارة المصعبي النائب الثاني لرئيس مجلس النواب الجلسة النيابية الخاصة بمداولات المجلس حول ميزانية الدولة لسنة 2007 بالنسبة لوزارات الداخلية والتنمية المحلية والدفاع الوطني والاتصال والعلاقات مع مجلسي النواب والمستشارين والأولى وقالت إن عدد النواب الذين طلبوا التدخل يبلغ 54 نائبا وأكدت على أن لا يتجاوز التدخل الواحد مدة ثلاثة دقائق..  وبعد انقضاء نصف الوقت المخصص للنقاش التحق السيد عفيف شيبوب النائب الأول لرئيس مجلس النواب ليترأس الجلسة ثم قبل مدة وجيزة من انتهاء النقاش ترأسها السيد فؤاد المبزع الذي أبدى حرصا كبيرا على احترام الوقت المخصص لكل مداخلة.  تأجيل النظر في ميزانية وزارة الخارجية  عند تقديم تقرير اللجنة الأولى حول مشروع ميزانية الدولة لسنة 2007 تمت الإشارة إلى أنه سيتم تأجيل النقاش حول الباب السابع المتعلق بميزانية وزارة الشؤون الخارجية إلى وقت لاحق.  تلعثم وارتباك  تجاوزت النائبة هدى بيزيد بليش ممثلة التجمع الدستوري الديمقراطي الوقت المخصص لمداخلتها فأشعرتها رئيسة الجلسة السيدة حبيبة بن عمارة المصعبي بذلك وهو ما تسبب في تلعثمها وارتباكها عندما حاولت الإسراع في نسق الكلام إلى درجة أننا لم نفهم الجمل الأخيرة في مداخلتها.  ديباجات طويلة  يستهل الكثير من النواب تدخلاتهم بديباجات طويلة فيها شكر ومدح وتمجيد ولكنهم حينما يبلغون المفيد يكون الوقت قد شارف على النهاية فيسرعون في النسق وهذه السر عة تحول دون تبليغهم للمقصود.. فلماذا لا يستهلون مداخلاتهم بذكر المقترحات وتقديم التساؤلات ويؤجلون الشكر إلى مرحلة أخيرة.  قبل الشروع في مناقشة ميزانيات وزارات العدل وحقوق الإنسان واملاك الدولة والشؤون العقارية والشؤون الدينية طالب السيد فؤاد المبزع النواب الذين يطرحون تساؤلاتهم بضرورة الالتزام بمقاعدهم للاستماع الى ردود الوزراء على اسئلتهم وان لا ينسحبوا من القاعة بعد طرح اسئلتهم.  ***  اجهشت النائبة السيدة العقربي بالبكاء اثناء اخذها الكلمة لطرح تساؤلاتها مخلفة اكثر من سؤال حول ما حدث.. وكان ان تداركت امرها بعد فترة لتاخذ الكلمة من جديد وتطرح بقية تساؤلاتها التي لها علاقة بوزارة الشؤون الدينية (المصدر: جريدة الصباح التونسية الصادرة يوم 29 نوفمبر 2006)  


 

« فاذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه »:

حقوق الإنسان لنا ولغيرنا يا « حداثيو » بلدي

فتحي بيداني

حقوق الإنسان لنا ولغيرنا ذلك وان كل دعاة « الحداثة » من علمانيين وماديين كانوا في السابق من اول مطلع القرن العشرين متمسكين بحقوق الإعتقاد والحرية الشخصية وغير ذلك من حقوق الإنسان الى حد ان اصبحت هذه الحقوق قانونا ووثيقة من وثائق الأمم المتحدة, ومن المعلوم ان الغرب الراسمالي هو من رفع هذه الشعارات في مواجهة المعسكر الشيوعي الذي كان هذا الأخير يجبر الشعوب على الفكر الماركسي وكل من يخرج عن ذلك يعرض نفسه للقتل والى ما ذلك من اشكال التنكيل , وهو بالفعل ما حدث للشعوب الإسلامية تحت قيادة الثورة البلشفية حيث ابادت الكثير الكثير من المسلمين .

لكن وفي اواخر القرن العشرين خاصة بعد سقوط الدولة الشوعيةعية الإتحاد السوفييتي سابقا  ومع بداية النهوض للأمة الإسلامية فاذا بنا اليوم امام الجميع من شيوعيين وراسماليين والى غير ذلك من المسميات اذا بهؤلاء جميعا يقفون صفا واحدا امام التيارات الإسلامية , وبدا الغرب الراسمالي يبحث عن سنّ القوانين الجديدة من مثل قانون الإرهاب ليستثنوا من ذلك الإسلامييين من الإستفادة من هذه المواثيق الدولية على علتها , فهذا الغرب الذي كان يتبجح على انه ملاذا للمضطهدين وعونا للمظلومين وان داره هي دار الحرية , اذا به يتنكر لشعاراته وانطلق يسن القانون تلو القانون للحد من حرية المسلمين , اولا في دياره وثانيا لمحاصرة التيار الإسلامي كما هو الحال في فلسطين –حماس- وبدعمه الحكومات لمحاربة للتيار الإسلامي وكذلك رفضه لتركيا للإلتحاق بالإتحاد الأوروبي .

 

وحاول الغرب ومن معه من دعاة « الحداثة » في امتنا الإسلامية في بادئ الأمر ان تكون معركتهم خفية مع الإسلام وذلك بمحاربة اتباعه زاعمين انهم يفرقون بين الإسلام والمتشددين , ومن المعلوم عندهم ان التيار الإسلامي هو الواجهة الحقيقية للمتشددين , ولقد اقترف الغرب واتباعه من اهل جلدتنا الجرائم الكثيرة في حق الشعوب والتيار الإسلامي بالخصوص على اعتبار انه هو من كان يقود هذه التحركات والإنتفاضات .

ومنذ اربعة عقود تقريبا وهم يشنون معاركهم على التيار الإسلامي زاعمين دائما انهم ضد التطرف والإرهاب وليس ضد الإسلام . ولكن ارادة الله عز وجل شاءت ان تفضح وتكشف زيف ادعاءاتهم وشعاراتهم قال تعالى {كذلك يضرب الحق والباطل فاما الزبد فيذهب جفاءا واما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضري الله الأمثال} الرعد-  و.يقول الإمام علي كرم الله وجهه غشّ القلوب يخرج في زلات اللسان.

فالغرب ودعاة  » الحداثة  » من امتنا قلت حيلتهم وحجتهم في مواجهة الصحوة العارمة فاذا بهم يكشفون القناع ويظهرون على حقيقتهم وبداوا يشنون هجماتهم على الشعائر الإسلامية مباشرة ومن ذلك موضوع الحجاب وهو اول اختبار للمسلمين و ولكن والى الآن والحمد لله انهم وجدوا صمودا قويا من المسلمين وزاد المسلمات تمسكا بحجابهن .

والقول ان الحجاب انما هو لباس طائفي وهو دليل تخلف, اصبحت هذه التفسيرات غير قادرة على الإقناع بل هؤلاء انفسهم دعاة » الحداثة  » غير مقتنعين بما يقولون . فما ظنك باقناع الشعوب الذين اصبحوا ينظرون نظرة استهزاء وسخرية لهؤلاء التجار » الحداثيون  » فلجأ هؤلاء في بلادنا للإندساس في مؤسسات الدولة واستغلوا مواقعهم لسن قوانين تحد من التدين ومحاربة كل المظاهر الإسلامية ونشر ثقافة التبعية وهاهم يخرجون علينا في كل مرة بتلونات شتى سواء في الصحافةاوفي حوارات تلفزونية كقناة anb   هؤلاء دعاة  » الحرية  » كشفوا القناع او انكشفوا على حقيقتهم امام الشعوب وهم الذين لطالما رموا التيار الإسلامي ودعاته بالتحجر والظلامية والماضوية وقولهم: ان الإسلاميين ضد الحرية الشخصية وحقوق الإنسان , فاذا بنا نفاجاؤا بهم قد انقلبوا على شعاراتهم قال تعالى {فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وان تصبهم سيئة يطّيروا بموسى وبمن معه الا انما طائرهم عند الله ولكن اكثرهم لا يعلمون } الأعراف131-   وقال تعالى { ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في  قولبه وهو الد الخصام  واذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد  واذا قيل له اتق الله اخذته العزة بالإثم }  البقرة –     

فهؤلاء  » الحداثيون  » الذين يرفعون شعارات حقوق الإنسان  ويدعون انهم يريدون النهوض بواقع الأمة  بداوا يقدمون تفسيرا جديدا من الإسلام كما الف في ذلك محمد الشرفي كتابا بعنوان  » الإسلام والحرية »  وبالرغم من كل ذلك وجدوا رفضا شديدا من شعوبهم غير ملتفتين لما يقولون او يكتبون كيف لا وهذه الشعوب لم تجد لها ملاذا غير الإسلام الذي وقف بكل اباء وصمود في مواجهة الإحتلال الصهيوني  , وكذلك في العراق كيف وان المقاومة احدثت ارباكا كبيرا في القوات الأمريكية وافشلت كل مخططاتها. 

وباختصار شديد هذه الشعوب رأت ان ملاذها الوحيد هو الإسلام واهله, ومهما خطّت اقلام « الحداثيون » فان ذلك لا يغير للواقع حقيقة , لذلك فحري بهؤلاء ان يصطلحوا مع معتقدات الأمة وموروثها الحضاري ويشغلوا انفسهم والشعوب بقضاياهم الحقيقية , فالمشترك بين الجميع كبير جدا ويكف امتنا تناحرا وصراعات , وليعلم الكل ان الإقصاء لا يفيد احدا , كن شيوعيا او علمانيا او اسلاميا المهم القبول بالآخر مهما كان معتقده .

قال تعالى { فاما الزبد فيذهب جفاءا اما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض }.

 

« حمّادي »… شِدْ… شِدْ « الفيستة »

 
 محمد صالح السعداوي   هذه العبارة باللّهجة « التونسية » تعني تهديد خصم لخصم أقوى منه فيُوهّمه بالنّزال الشديد و تقليم الأظافر فور تجرّده من جمّازته  La veste. لقد أصبحنا هذه الأيّام نرى و نسمع رموز « المعارضة » و النظام يعملون بهذا المثال في تصفية حساباتهم الوهمية و « الشّخصيّة » البعيدة كل البعد عن هموم الشعب.  

« حمّادي » شدْ .. شدْ « الفيستة » 1.

بعد سنوات يسيرة من الغربة أو المنفى الاختياري(مقارنة باللذين تجاوزوا ربع قرن)  رجع السّيد منصف المرزوقي إلى تونس بعد دعوته على قناة الجزيرة الشعب التونسي للانتفاضة العارمة و المستمرّة حتى إسقاط « الدّكتاتور » و نظامه الذي أصبح « لا يصلح و لا يُصلح ». و بعد وصوله إلى تونس و إشرافه على « تجمّع شعبي حاشد » في بيت أحد أقربائه بمدينة دوز بالجنوب الغربي التونسي. عاد إلى بيته في سوسة ليدخل في « منفى » اختياري من نوع آخر في بيته بعد ما تعرّض إلى مضايقات  من بعض « الصعاليك ». و أصبح يصدر البيانات من بيته-  فهو كمن يصيح في الظلام- ليحث الشعب (…) الذي تعود « العيش مع المرض » لرفع الرأس والتمرّد لإنهاء « نظام الدكتاتور »…. و لا ندري ما هي سلطة الدكتور الأدبية على الشعب أو مقدرته على تأطير تحرّكاته. فماذا لو سخّر النّظام كلّ الصعاليك في كامل البلاد ـ وما أكثرهم ـ ليخرجوا حاملين صور الدّكتور منادين بالإطاحة « بالدكتاتور » عابثين في الأرض فسادًا، لتكون بذلك فرصة لمن يسمّيه « دكتاتور » لتدفيع الدكتور الفاتورة كاملة و بثمن باهظ… ! ربّما وقتئذٍ يضطر الدّكتور لإصدار البيان الأخير لدعوة الشعب للهدوء « و نرجعوا فين كنّا » مثلما قال بورقيبة بعد ثورة الخبز سنة 1984. كما لا ندري كذلك بأي وجه يجرُؤ  » الدكتور » على دعوة الشعب للانتفاضة و المعارضين للالتفاف حول شخصه و هو بالأمس القريب كان ينعتهم بأشنع النعوت على صفحات النات « لكن أخطر ما في  شذوذ التونسيين عن التجمعات السياسية  البشرية الطبيعية التي حافظت على الحدود الدنيا من التضامن والترابط هو في قرارهم الضمني العيش مع المرض لا مقاومته.  انظر إلى امتلاء الجوامع .إنه  ليس  الظاهرة الصحية التي يستبشر بها السذّج  وإنما  دلالات المرض،  لأن من يملئون هذه  الجوامع  يستنجدون  بالعادل الذي في السماء لمحاربة ظالم في الأرض رفضوا مواجهته وتحمل أعباء ومخاطر الأمر. نحن أمام مظهر آخر من مظاهر الفرار العام من المسؤولية »  المنصف المرزوقي ـ تونس نيوز 27.11.2004… « ….وبمثل هذه المقاييس نحن اليوم ، سلطة  ومعارضة  وشعبا  شواذّ بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى. »( المصدر نفسه) … لنلخّص: نحن  اليوم شعب مزيف  يعيش في جمهورية مزيفة في ظل ديمقراطية مزيفة تلعب فيها معارضة مزيفة دور شاهد الزور. » (نفس المصدر) انتهى وللقارئ الأمين التعليق.. كما نتمنى من السيد المرزوقي أن يوفي بعهده هذه المرة، فلقد قطع على نفسه أمام ملايين المشاهدين بأنه لن يعود إلى المنفى من جديد و لن يخرج من بيته حتى يتغيّر النظام…     

« حمّادي » شِدْ… شدْ « الفيستة » 2.

السّيد حمّادي الجبالي خرج من السّجن بعد 15 عامًا بعد ما دفع ضريبة خطّة فرض الحرّيات التي رفضها سنة 1991 لمّا رأى فيها من مخاطر غير مضمونة العواقب و آثر حينئذ دخول السّجن على أن يشهدها أو يشاهد البناء الذي ساهم و أفنى شبابه فيه مع غيره ينهار و يختفي من السّاحة و لكن رغم هذا فقد دفع كذلك ضريبة عدم تصدّيه بكلّ حزم و جرأة للمغامرين داخل الحركة مثلما فعل الشيخ عبد الفتّاح مورو و الأستاذين بن عيسى الدمني و عبد القادر الجديدي و الفاضل البلدي و الدكتور الصدقي العبيدي آنذاك و جميعهم من جيل المؤسسين لحركة الاتجاه الإسلامي. لقد خرج المهندس حمّادي ليتحدّث بخطاب مرّ عليه أكثر من 16 سنة و كأنّه مصرُّ على لبس نفس « الفيستة » لتلك الأيام التي دخلت التاريخ مبشرًا في تصريحاته بمستقبل الحرّيات و السّياسة في تونس لما يراه من حتمية خاصّة بعد انتصار الإسلاميين في مصر و فلسطين و الجزائر  بأنّ الدّور سيأتي على تونس لا محالة خاصة بعد تشكل « مجموعة 18 أكتوبر محط أمال المعارضين » و فات السيد حمادي أن هذا التجمع الغير متجانس لن يكون مصيره أحسن من تجمع مماثل اسمه مجلس الحريات ولد ـ بنفس الإعراض و لنفس الأغراض لمجموعة 18 اكتوبر ـ في غيابه في تونس سنة 98 لينتهي بألمانيا منذ سنوات بعدما هجره أغلب أعضائه المؤسسين، و ربما لو لم يكن مموّلا من الاتحاد الأوروبي لما بقي فيه احد.  لقد نسي السيد حمّادي أنّ النظام مازال هو النّظام نفسه منذ 19 سنة لم يتغيّر و لم يُغيّر من سياساته تُجاه الإسلاميين شيئًا. و أن من يسميهم اليوم أصدقاء أو شركاء على الساحة هم أنفسهم الذين كان لهم سبق إدانة الحركة في بداية التسعينيات و التحالف مع النظام لمحاربة الإسلاميين…  لقد اشتدّت المراقبة و المضايقات عليه في المدّة الأخيرة قيل بسبب زيارته للمرزوقي في بيته… فأيّهم أولى  بالزيارة:  حمّادي الجبالي الخارج لتوّه من السّجن؟ أم المرزوقي العائد من منفاه الاختياري؟؟. لعلّ ليس هذا السّبب الوحيد و لكن يبدو هناك أسباب أخرى لم تُعلن و من بينها اجتماعه مؤخّرًا ـ و ربّما يكون هذا هو السبب الرّئيسي لهذه المضايقات ـ مع بعض من قيادات السابقة لحركة النّهضة و إرسالهم رسالة إلى رئيس الدّولة فكان على أثرها التشديد و الوعيد و التّهديد بالرّجوع إلى السّجن له و لغيره.  و هنا لا يخرج الأمر عن ثلاثة احتمالات: ـ  أوّلها: انزعاج النّظام من هكذا اجتماعٍ لم يعلم عنه شيئًا مسبّقًا و يعتبره ربّما بداية التّنظّم من جديد. ـ  ثانيها: ربّما الرّسالة لم تصل هرم السّلطة و وقع قطع الطّريق أمامها من طرف الدّائرة الإستئصالية الرّافضة لأي تسويةٍ لوضع النّهضويين ثم تصرّفوا من أنفسهم ومن خلال مراكزهم التي تُخوّل لهم ذلك. ـ  ثالثها: يتوقف على محتوى الرّسالة الذي ربّما كان استفزازيًا بأسلوب قديم قد تجاوزه الزمن. فالسّؤال، لماذا لم يكن محتوى الرّسالة خطابا علنًيّا على وسائل الإعلام الدولية التي أصبحت في متناولهم أكثر من أي وقت مضى فتكون الحجة لهم أمام العالم أو على النّظام و تفويت الفرصة على حدوث ما هو أسوأ من رد فعل النظام؟؟ ربما هو الخوف من « الأصدقاء العلمانيين » هو احد العوامل لهذه السريّة مثلما حدث منذ سنتين في لقاء مع السفير التونسي بسويسرا.  

« حمّادي » شِدْ… شدْ « الفيستة »: 3

الأستاذ محمّد الهادي الزمزمي: منذ إصدار كتابه « تونس الجريحة » سنة 1994 غاب الأستاذ عن الأنظار و لم نسمع له همسًا و لا ركزًا في الصّحافة الافتراضية و إذا به يخرج ليخاطب علماء المسلمين و يدعوهم من خلال جمعية « لإنقاذ » الإسلام في تونس و الدّفاع عن الحجاب سنة 2006 في حين هذه المعضلة الظالمة من سلطة أظلم تجاوز عمرها أكثر من 25 سنة و هي تتكرّر على مدى هذه السنوات أكثر من مرّة في السنة خاصّة في بداية السّنة الدّراسية و نهايتها و لعلّ أشدّ الفترات شراسة مرّت على الملتزمات بالحجاب في تونس هي السنوات التي تلت محاكمة و مطاردة أعضاء و أنصار حركة النّهضة خلال التسعينيات. فأين كان الأستاذ وقتئذٍ؟ و لماذا لم يٌكوّن الجمعيات للدّفاع عن الإسلام و الحجاب في تونس و الحال أنّه يعيش في الغرب بلاد الحرّيات؟ لماذا لم نسمع حملة مماثلة منذ سنتين على الأقلّ على ما يُسمّى « النّساء الديمقراطيات » و القريبين منهن من « الذكور » الذين دعوا السّلطة بكلّ وقاحة لجعل حدٍّ لظاهرة الحجاب التي حسب رأيهم أصبحت تظهر على السّاحة من جديد؟  « وقد عبرت « الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات » (علمانية، غير حكومية) عن « قلقها العميق » لتنامي ارتداء الحجاب في تونس مؤخرا بعد أن كان شبه مختفٍ طيلة العقدين الأخيرين. » « وشددت الجمعية التونسية أثناء انعقاد المؤتمر السنوي لها الإثنين 8-3-2004 الذي يوافق اليوم العالمي للمرأة، على « رفضها القاطع للحجاب لما يرمز إليه من انغلاق ورجعية »، بحسب تصورها ». واعتبرت دراسة قدمتها الجمعية خلال المؤتمر أن « الدين والعادات والتقاليد والتعليم » أهم مصادر قلق المرأة في تونس… »ويرى النقابي صالح الزغيدي القريب من الحركة النسائية بان تأييد « ارتداء الحجاب باسم الحرية لا معنى له خاصة وانه يخضع لتعاليم دينية »  تونس نيوز عن إسلام اون لاين 09.03.2004 أي مصداقيّة للسيد الزمزمي في غيرته على المحجبات في تونس و السيد محمد بن سالم رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة ـ التي ينتمي إليها الأستاذ ـ يشمئز من النقاب الذي هو مظهر من مظاهر الاحتشام و يتهم مرتدياته باللواتي يقدمن لعموم الناس » الصورة الكريهة للإسلام وللإسلاميين »  » ويحدث اليوم في تونس أنّ من ترتدي الخمار مقموعة ممنوعة أمّا التي ترتدي النقاب فمسموح لها بالدخول والخروج بدون مشاكل حتى تعطي الصورة الكريهة للإسلام بشكل عام (المصدر: مجلة كلمة عدد 39 ) . فهل مرتديات النقاب يرتدينه  بدون خمار حتى يصبح محل اشمئزاز؟ أم مع الخمار لزيادة في الاحتشام؟ وهل أن هذا المظهر « الكريه » في نظر صاحبه ينطبق على كافة البلدان الإسلامية أم خاص بتونس فقط؟؟ هل كان سي محمد بن سالم يجرؤ على هذا الوصف الرديء لو كانت محاورته من اليمن أو من الخليج العربي و لم تكن السيدة سهام بنت الشيخ بن سدرين؟ الله أعلم !!! كل شيء ممكن مع السياسة البراغماتيّة ! إن الحجاب قد أصبح اليوم في تونس ظاهرة عامة بفضل الله و حمده في المدن و الأرياف و المعاهد و الكلّيات بشهادة الكثيرين رغم المضايقات و الملاحقات دون أن يكون لهذه الظاهرة أي لون سياسي أو خلفية فكرية أو انتماء تنظيمي ، و أن الحملة المضادة قصد منعه أبعد ما يكون للوصول لهدفها رغم كيد الكائدين ولا اعتقد بان السلطة ـ في أغلبها ـ من السّذاجة بمكان بأن تدخل في مواجهة مع عوام المواطنين الذين هم أقرب إليها عن أي طيف سياسي أخر. و أنّ الزّوبعة مفتعلة من الأساس من اليسار الاستئصالي داخل أجهزة الدولة والمعادي للهوية، و مع الأسف ساعدهم على تذكية ذلك بعض الإسلاميين في الخارج – بوعي أو من غير وعي ـ هؤلاء الاستئصاليون هم القائمون علي هذه الفتنة والمؤججون لنارها في كل الأماكن التي تحت سيطرتهم في بعض الولايات آو المعاهد أو الكليات لضمان استمرارية الصدام بين السلطة و الإسلاميين…  و هذا التيار حسب بعض المراقبين يسعى لإحداث فوضى في البلاد على غرار ما وقع في موريطانيا منذ أكثر من سنتين و التي أدت آنذاك للإطاحة بنظام ولد الطايع، واستغلال كل ما يمكن أن يخدم مخططاته بكل دهاء متبادلاً الأدوار مع من هم خارج السلطة من نفس المنظومة. و لا عجب عندما نسمع من يدعو عبر القنوات الفضائية علنًا لاستغلال هذه الظاهرة لإسقاط النظام.    « 

حمّادي » شِدْ… شدْ « الفيستة »: 4

تجمع « حاشد » ( حوالي 50  نفرا  بين رجال ونساء وأطفال و أعوان امن و ربما حتى من الفضوليين حسب ما ظهر في الصورة الفتوقرافية  المصاحبة للخبر) قام به النهضويون أمام سفارة تونس ببيرن بسويسرا رفعوا فيها بعض شعارات لا تليق بمعارضين يعتبرون أنفسهم نخبة. (حسب ما نُشر على صفحات تونس نيوز  لتغطية الحدث). والغريب في الأمر أن جل الذين يرفعون شعار الدفاع عن الحجاب في تونس من الذين يعيشون في ديار الغرب يُرسلون زوجاتهم وبناتهم لقضاء العطل في تونس وما سمعنا يوما بأن أحدا من هؤلاء قد احتج على نزع حجاب زوجته أو ابنته، أو لتعرضها للمضايقة من طرف النظام و أعوانه هناك. و هنا لا يخرج الأمر عن احتمالين: إما أنه قد قع ذلك و تكتمن و تكتم أزواجهن على فضح هذه الممارسات،، وإما أنه لم يتعرض لهن  احد، و في كلا الحالتين حجة على الذين اتخذوا من هذه القضية القديمة المتجددة  سبيلا للتصعيد. فهل بالشعارات الغير لائقة و الاستفزاز المستمر لهرم السلطة يمكن رفع مظلمة الحجاب أو أي مظلمة أخرى في تونس؟ إن محاولة تدويل هذه الأزمة بهذا الشكل من أصحاب العرائض و البيانات لن تكون في صالح الصّحوة الإسلامية الجديدة في تونس و لا في صالح الحجاب و لكن هي في صالح فلول اليسار الانتهازي و دعاة الاستئصال داخل السّلطة و خارجها. أليس أجدى و من باب أولى بهؤلاء و بكلّ هدوء، دعوة بعض العلماء ذوو المكانة في قلوب الناس لزيارة تونس لمعاينة الواقع، والحديث إلى نظرائهم وكذلك إلى أصحاب  القرار هناك ولا أظن أن النظام سيمنعهم من ذلك لأنه لم يقع في تاريخ تونس سواء قبل 87 أو بعدها أن منع عالم من علماء المسلمين من دخول تونس. لقد قام بهذا الدور الشيخ يوسف القرضاوي السنة الماضية في الجزائر لدرء الفتنة بين أبناء الوطن الواحد لكنه تمنّع من زيارة تونس في سنوات مضت بعد ما أبدى موافقته في البداية بدعوى أن هناك مساجين. فهل خلت سجون بقية الدول العربية -التي يزورها فضيلة الشيخ باستمرار – من المظلومين والسجناء السياسيين حتى يلغي زيارته إلى تونس؟ هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى: من سيكون لهؤلاء المساجين والممنوعات من الحجاب بعد الله تعالى في تونس إذا لم يؤدي الشيخ القرضاوي وغيره دوره الدعوي و التوجيهي بالتي هي أحسن وإصلاح ذات البين؟ جواب لا يقدر على تعليله إلاّ فضيلة الشيخ نفسه.  

حمادي يجدد « الفيستة »:

هذه المرة مع السيد عبد العزيز بن ضياء  الذي جاء ليفاجئ الجميع بأنه و كذلك مجلس المستشارين قرروا ـ ومن بعدهم السيد الهادي الجيلاني رئيس اتحاد الصناعة  والتجارة « والباقي يلحق »… ـ ترشيح رئيسهم( رئيس التجمع) لرياسة تونس سنة 2009 وذلك لولاية رآسية خامسة. وبهذا: ـ  لجعل حدًا للإشاعات « المغرضة » التي تدور حول صحّة بن علي، ومشاكل القصر والخلافة…. ـ لتطمين المنتفعين من النظام بدوام النعمة والأمان حتى 2014م.  ـ لدعوة المراهنين على الرحيل « الدكتاتور » ورجوع الأمر إلى المعارضة » التقدمية والديمقراطية » إن يعلقوا آمالهم إلى ما بعد نهاية الولاية الخامسة.( بعبارة ألم نشرح: مضمضوا وبيتوا على الصيام).. وكما يبدو أنه أراد كذلك أن يؤكد للتجمعيين خاصة و لبقية تجمعات المعارضة عامة بأن التجمع الدستوري الديمقراطي هو أهل الخلافة و القيادة فإن حصل للرئيس أثناء مدّة الولاية مكروه ، فإن المسألة لا تستدعي أكثر من ربع ساعة لترتيب البيت و إيجاد » ابن بار » ( بار من البر وليس حانة Bar) لقيادة التحول.( و يا دار ما دخلك شر)  

حمّادي يبحث عن « فيستة »: « جمعيّة الرّشد و الإصلاح »

  و أخيرًا و ليس آخرًا، مع السيّد لزهر العبعاب الذي رجع مؤخرًا إلى تونس بعد غياب تجاوز ربع القرن. و آثر الرّجوع الفردي على الرّجوع « الجماعي » ـ في يوم عيد النصرـ، على كلّ حال هذا شأنه الخاص… وهو ليس أوّل من رجع إلى تونس بعد المنفى فقد سبقه الحامدي و القديدي و المزالي و بن صالح…إلخ.. و لن يكون الآخر في هذه الحالة. و لكن ما يُؤاخذ عليه هو أن يستعمل خلافاته مع « حركة النّهضة » جسرًا لتسوية وضعه مع النّظام في إطار طبخة على نار هادئة … و هو ما يدور في كواليس السياسيين هذه الأيام و فيه ما قد يُؤكد صحة هذه « الطبخة » التي بدأت تفوح رائحتها:  فإطلاق سراح بعض القيادات النّهضويّة من ذوي الأحكام الثقيلة و الوزن الثقيل  ربما جاء نتيجة لقائه ببعض المقربين من الرئيس، الصيف الماضي في تونس وهو قد يأتي كعربون لحسن نيّة النظام لما هو آت:  وهو وعد( و العهدة على الراوي)  بتمكينه من جمعية خيريّة تحت اسم « جمعيّة الرّشد و الإصلاح » تبركا بمقاله رقم 1 سنة 1994 « دعوة إلى الرّشد » الذي حبّره على الصحافة آنذاك….قد تتحوّل هذه الجمعيّة بعد مدة بالتّدرج إلى حزب سياسي… و من هنا يمكن الآن فهم مقاله الأخير  » تونس ليست ألبانيا » على صفحات النات( تونس نيوز 26.10.2006)  والذي هاجم فيه حركة النهضة قيادة و منهجيّة و خلفيّة فكريّة: فهو قد يندرج  ضمن رغبته الملحّة في التميّز و وضع خطا فاصلا لا رجعة فيه بينه و بين رفاق الأمس في إطار ما يعتبره البعض »قرصنة سياسيّة » و يراه البعض الآخر « تعدديّة »… هذه الأخيرة، فرغم أنها مطلب ملح من المعارضين لمقاومة تسلط الأنظمة الحاكمة فإنها بالمقابل تقضّ مضاجع الأحزاب و المنظمات وهي غير مرغوب فيها داخل بيوتهم باعتبارها نذير شؤم و خراب !!! لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو:هل السّيد العبعاب ملك هو بدوره البدائل؟ وهل ستكون خلفيته هذه المرة تونسوانجي؟ ( نسبة لإسلام تونسي ينطلق من التراث التونسي واللباس التونسي….) بعدما كانت لسنين خلت إخوانجي.؟ أم سيكون له خط ثالث؟ ماذا سيكون موقف السيد العبعاب لو أن النظام تنكر « لوعوده » و قرأ لافتة الجمعية على أنها « جمعيّة راشد و الإصلاح ». ؟؟ سؤال لا يقدر الإجابة عنه إلا المعنيون بالأمر…… و للحديث بقيّة إن كان في العمر بقيّة.  


 

أما آن لليلك يا تونس أن ينجلي

   

غريب ما يحدث هذه الأيام في تونس و بالذات في منابر مجلس النواب و مهزلة أخرى يقترفها رجال السياسة في بلدي. تتمثل هذه المهزلة في تعالي الأصوات المنادية بترشح الرئيس زين العابدين بن علي إلى فترة رئاسية مقبلة في 2009. فقد كان الأحرى بهؤلاء النواب المجتمعين في هذا الحرم النيابي،أن ينظروا في ما هو خير لهذا البلد و أن يضعوا السبل الكفيلة ليتحقق لتونس الرقي و الديمقراطية التي لا تكون إلا بالاستجابة لرغبات المواطن التونسي و توفير مطالبه في الحياة الكريمة و في العزة وفي الحرية. أما كان الأجدر بهؤلاء النواب أن يكفوا عن النفاق و أن يرتقوا إلى العمل السياسي النزيه الذي لا يكون ألا بحسن التمثيل الشعبي . فالنواب يختارهم الشعب ليكونوا لسان حاله و صوته الذي يسمع لا أن يكونوا مجرد عرائس و دمى تحرك من طرف السلطة الحاكمة، فلماذا إذن يكلف المواطن نفسه ليختار هذه القائمة أو تلك بينما كل شيء مسطر من قبل أطراف معينة نعرفها جميعا. أمّا عن المعارضة فحدّث و لا حرج ، فهي تكتفي في معظم الأحيان بتعديد الانجازات التي حققت و تطنب في الشكر و المديح ، فأي معارضة هذه !؟ و أي تمثيل و أية ديمقراطية !! ثمّ أما كان الأجدر بالنواب »المحترمين »أن يتمعنوا في قضايا المجتمع التونسي و ينصفوا هذا الشعب الذي اضطهد طويلا و أن ينظروا في ما من شأنه أن يحقق الحريات التي طال على التونسي المحب لبلده ترقّبها . فدوركم يا أيها السادة النواب هو محاولة إيجاد حلول و تقديم اقتراحات لمختلف القضايا الوطنية العالقة و ليس تحديد من يترشح للرئاسة دون أن يكلّفكم التونسيون بذلك. فعشرات القضايا في تونس أبقيت بدون حلول أولها البطالة التي أغرقت الشباب في بحر الظلمات وأصبح الحصول على وظيفة مقترنا ليس بما لطالب الشغل من مؤهلات بل بما لديه من  » معارف ».و ثانيها موضوع الحريات المسلوبة و التي رغم الانتقادات التي توجه إلينا من الخارج في كل مرة مازالت على حالها فهذه الانتقادات كثيرا ما يرد عليها بالمراوغة أي دون تقديم البدائل والإجابات فمنها حال الرابطة التونسية لحقوق الإنسان و حال المساجين السياسيين و نقابة الصحفيين و الاتحاد التونسي للشغل و كذلك جمعية أصحاب الشهائد العاطلين عن العمل غيرها . في حين أنه كان من الأجدر و الأحب على قلوب التونسيين أن تكون هذه الانتقادات ذاتية و داخلية و لما لا النظر في كيفية إصلاح الأوضاع بنظرة تونسية تضع مصلحة الشعب فوق كل اعتبار . ولكنه للأسف حلم يبقى صعب المنال في الوقت الحالي. فما يحدث اليوم من دعوة للترشح إلي فترة رئاسية أخرى،بالإضافة إلى كونه مهزلة أخرى في تاريخ تونسنا العزيزة،فهو استهانة بإرادة الشعوب و تكريس لمبدأ السلطة للحزب الواحد أو بالأحرى الحكم للشخص الواحد . فلماذا إذن وقع تعديل الدستور التونسي و إلغاء الحكم مدى الحياة و الحال هي نفس الحال و الحكم لا يزال مدى الحياة ،لكن الفرق بين العهد البورقيبي و هذا العهد هو أن المجاهد الحبيب بورقيبة كان واضحا و لطالما  أحب الوضوح،  في حين أن « لمتحكمين  » في السلطة في تونس اليوم يحبذون الطرق الملتوية .   و فقط نقول لهؤلاء المطالبين بترشح الرئيس إلى فترة رئاسية أخرى أن الشعب التونسي يعي جيدا أن كل هذا مخطط له من قبل و أنها مسرحية تعب من كثرة متابعة فصولها و لكنه يعي أكثر أن الفجر سيبزغ يوما و أن الديمقراطية قادمة بعد هذا العهد على مهل و هي الآن حطت الرحال بدولة موريتانية لأن الشعب أراد ذلك و ستصل ذات يوم إلى تونس لأن التونسيين طالما انتظروا ذلك.   الإمضاء: زهرة الرمال Rose du sable


هجرة الحواس  
 
إستشباح قصير و أبدأ؛ « لا أريد لبيتي أن يكون غرابا ، لا أريد له أن يكون صديقا لدبابة . لا أريد له أن يمدّ يديه لجن . لا أريد له أن يكون لواء لفرعون أو يهوه . أهدموه ، اذا، و اكتبوا فوق أنقاضه من هنا مر جند الإله » (ادونيس)  و بكل عجلة و ايجاز،  يتواصل » إضراب الأحداث « . الأحداث الكبرى على وجه الدقة و بالخصوص الحروب العالمية الودية التي يتنافس فيها المتنافسون على لقب عالمي. غير أنه من الشرعي و الأخلاقي نقد المقاومة الراهنة حتى لا تصير عدمية، تنفي الوجود و لا تبدع الحياة. نقد أساسها الأنطولوجي من جذوره لأجل كيان مقاومة أساسه الحق فيها و الواقع الذي به تكون، و قوامها كائنات مقاومة من جهة فعلها و من جهة وحدة اختلافها على برنامج و هيأة وجود و نوع كيان له أن يكون كيان مقاومة بديلي و عالمي أو إقليمي على الأقل لعموم المعولمين المُستَعمَرين غصبا و قسرا. و هم عموم العالم العربي. و لعل ذلك لا يكون و لا يتكون إلا باقتدار و قوة الجماهير العربية المسلمة و غير المسلمة، بمختلف فصائلها و مذاهبها و طوائفها . ثمة حرب عالمية ودية تجري رحاها في كل الديار. هي بالأحرى تجمع أسماء الشركات الكبرى المتعدية للاقتصاديات و شركات الصناعات السياسية الرخيصة و الباهظة ببعديها اللوبيينغ و الماركتينغ، المال و الإعلام و السلاح و الله ،السوبر ستار  تلفزة الله ، جيش المسيح الثوري ،اقرأ, أنصار كذا وكذا جيش كذا أو كذا، مجاهدي كذا, حزب كذا … العبيد يلعبون و أهالي العبيد يرقصون. مسهم طرب و خير عصابات الأمن و ميليشيات البوليس، تروقراطيي رأس المال و بوليسقراطية كل أنواع الفساد، تسقط خرافة الدولة كالجمرة في الماء. ترفرف أعلام الفيفا على الجثث الجيفة. أعلام حركات المقاومة و صور الشخصيات الكاريزمائية. أعلام الأمم المتحدة و الصليب الأحمر و القوات الدولية اليونيفال، اختلاط عائم و لا مرد وشيك له .لا أدري أنا، أهو شعب بلا أمة أم هي أمة بلا شعب ؟ هل هي جماهير بلا مقاومة أم مقاومة بلا جماهير ؟ و لا أعلم ما نسبة الحقيقة في قوله « لا يرحم الناس كما يرحمهم معتزلهم  »  (ابراهيم الكوني) بل انني مجبر على أن لا أوافقه ، لا بطل . ماذا تقول يا لبنان ماذا تقول ؟ و كالبرق و بلا تردد,  ما من مقاومة حقيقية عادلة نظيفة و دائمة إلا و تُغير مسارا كاملا في التاريخ، اتجاها كاملا. و هي لا تظل مقاومة و لا تستحق هذا الاسم إذا لم تساهم أو لم تدفع أو لم تمارس تغيير الأنظمة بقوة الجماهير، لا أن تستضعفها بقوة الوهم وهول العدو و رعب العالم الخارجي. و بقوة لا تمتلكها فتفرض عليها نفسها في عمق الداخل كأمر واقع. و إن مقاوما ينقل الموتى من مقبرة لمقبرة، يعمل لحساب الغير بأسلحة الغير، و لا يحمل سلاحه الذي هو وسيلة مقاومته و إنتاجه و إبداعه و حياته، وإن كان لحمه الحي ليس مقاوما أبدا و أنه لا يمتلك مستقبله و مقاومة كهذه لا مصير لها . و على الفور,  لا أدري إذا كان علي أن أغير شكل الكتابة حتى أعبر عن رأيي بأقل أسف و ألم ممكنين قبل أن يقتلني الغضب أو يصيبني البرود العقلي، بدعوى التأمل و التنبؤ و التفكير الإستباقي و كل تلك الترهات التي ما عدت أحتملها لابد ادن من أن أسرد نفسي سردا خفيفا خفيفا و بسيطا و كفى حتى أقول ما يجب بأكثر قرابة ممكنة من الكائن العمومي ـ احد أبناء الجماهير الذي يتساءل عن كينونة المقاومة الذي هو أنا… انه لم يعد قادرا لا على البقاء في العمق المضحك و لا على الإسترخاء على سطح خاو. هو أحدهم أصبح قادرا على العجز بعد أن كان عاجزا عنه. هو في الأصل لا أحد يطل بعين على » تقريظ الكسل » و بأخرى على « تقريظ الجنون » و أما العين الثالثة التي لا يشعلها إلا اُُذا أحس بأنه أيا كان كائنا من كان و من يكون ومن سيكون فهو يراوح بينها و بين » تاريخ الجنون » و « تاريخ العين » غير أنه أكثر تقززا من أي وقت مضى, يحدث نفسه : لقد كرهت الآلة الحاسبة و التجارة الرقمية .و لكن هدا الحيوان الإلكتروني يصلح لشيء  ما. استعمال كل الحواس دفعة واحدة في لحظة واحدة في مكان واحد بحيث يمكنني أن أهيم بلا عودة و أسمي دلك هجرة الحواس و قد لا يصلح لهدا أبدا و لا لرغبتي الصارخة في تفتت الحواس رويدا رويدا في كل الأماكن جمعاء طوال الوقت فكل الأوطان هاجرت بطريقة ما في زمان ما أو هجرت أو زادت أو نقصت أو ماتت أو ولدت …وهي تارة لا أوطائن وطورا أوطان . المهم  أنه لابد من طريقة ما للحنين اليها هجرة وخروجا و ترحلا و رحيلا أو العكس تماما . ولكن عبر نفس الكيانية و بكل عناصرها  » أيها المتشرد، لا وقت في الأرض ، الا لكي تجعل الأرض حبا « (ادونيس) مثلا. تسعون ألف لسان مثلا ، عدد لا متناه من الأصابع  أكداس الأيادي , حزم من القلوب و الأكباد. كل شيء يستمر في الغليان . و لكن بي حاجة الى التقلص و التخثر ، التبلر و التثلج حد التكسر . حتى أحفظ هده الإستيهامات و هده  الأطياف   و تلك الأشباح بمنأى عن التفجر الوشيك .ان عالما اخر يحتاجها . و كيان اخر منها قيامته . أنا صراحة لآ أخشى نفاد كل فيروسات العالم الى هدا العش الهش في قبضة أخطر وحش . يقرر أن يفتح نافدة يمكن لنوع ما من الكتابة أن يستقر فيها للحظة ثم يسجل و يتكاثر بشكل لا يمكن حصره . قد يكون أول الأمر مكاتبة الذات لذاتها . وبعد دلك مكافحة نظام كامل من الورق الذي قد يظل هكذا ، يحيط بي من كل مكان فيحرقني أو أحرقه . لا،لا،لا، اني لا أحد . لا يجب أن أستقر أبدا وعلي أن أخرج فورا فانني أشتم رائحة قهوة لا مفر و لا خلاص من  فتنتها. رائحة أثر جنسي أو أثر تعبدي أو قتلي أو احتضاري . لا أدري من في هذه الساعة الفجرية ، من يخرج الأول . من يدخل الأول ؟ سائق التاكسي أو مفتاحه . المتعبد أم حذاؤه ؟ العشيق أم قضيبه .العامل أم المطرقة ؟ الكاتب أم القارئ, الجندي أم القتيل ؟ لا أحد ، لا أحد . لابد أن أحدهم هو عينه أيا كان .فلأكن أنا أنا الآن فقط .رائحة القهوة تتمسك بي .لابد أن امرأة ما تشرب شيئا ما . ليس بيني و بينها شيء .و لكن كلانا لا يريد أن يكون خطيرا إلا على نفسه . هل يجب أن أصدقها ؟ لا .قد تكون بانتظار عشيق ما و لربما هي تشرب القهوة مع حبيبها الأم أو تشربها مع نفسها أو تشرب نفسها . الأفضل ألا أصدق نفسي لأن أيا كان يمكن أن يكون أنا آخر أو هي . و لكن لماذا هذا التجريد الهش الذي قد لا يسلي أحدا . أنا بالفعل لم أشتم لا زيتا و لا عسلا و لكن قهوة . هذه هي الواقعة و ليكن ما يكون .أعرف أن أحدهم  يحب أن يردد  » القهوة سيدة الأحكام »(درويش ) ما عدت أطيعه فأنا أرى أن القهوة الجيدة لا يسربها أحد . لا تزال تتسرب .وحدي في قلب هذا الحر المر أحسني في غابة من ضباب . و بإمكاني أن ألقي البحر كاملا في بيت الجيران و لكن من قال أن البيت بيت و ان الرائحة تتشرب من هذه الجهة أومن  تلك لعل تعدد الحواس لا اتجاه و لعله يتأتى من اللامكان و ربما كانت الرائحة باتجاه الأسري, الأسري كدت أنسى, لا بأس سأنسى . يبدوا أنه لا فائدة الآن لا من تعلم بعض الكلمات الصينية و لا من اقتطاع بعض الوحدات التصويرية من أفلام فريتس لونغ لهدف تعليمي و لا قراءة بعض صفحات الشعر كما اتفق و لا استكمال مقال عن لبنان عزفت عنه أولا لأنه سرق مني صيفا كاملا و ثانيا لأنني أصبحت أخشى من تحقق ما أخشاه و هو ان يصبح دارفور و يصبح حزب الله جيش الرب الأوغندي . لا فائدة لا فائدة إذ ما ذا يمكن أن ندعي تحليله دون شعر الدفن المؤقت و مسرح الموت السريري للديمقراطية و الدولة و كوريغرافيا المذبوحين و اختطاف المساجين من جدران السجون و سيرك قتل الهاربين إلى السلام و سينما العميان وتسهيل موت الفن. إنه أعظم تحد في العصر : إراحة الحواس بعد أن استحالت الإحاطة بها إلى درجة تقاسمها بين البشر . إراحة الحواس و تشغيل العظام التي هي أم الحواس .أن يعطي الروائي اللسان و يهدي الموسيقي الآذان و يخلق الفيلسوف القلوب و العقول و يهب السينمائي العيون . أن تغني العظام و تعلق اللحوم رسوما ومنحوتات و أنصبة و تجليات … و لاشيء … لا شيء . لا فائدة . لابد من ان أسقط كل هذه الجدران و الأسيجة و الأسقفة و الأرصفة . و أن تسقط كالسكر في قهوة ما. و أحرك كل هذه الأحياء قصديرية و بلورية حمراء أو خضراء بكهوفها و مستنقعاتها و مجاريها . لا فائدة من هذه الجدران الوجوه و هذا الزجاج الأحواض المائية و هذه الألوان التي  يسّاقط  لوحها و تبنها و فتاتها كأنها هتاف عام . لماذا لا نترك كلنا كل الفتات حتى التشكل، حتى اللاشكل ، اللا تشكيل . إن كل لا شكل شكل ما. و هذا الاستيهام القصير كامل لأن شيئا ما يتسرب و إن لم يكن قهوة فهو خراب .  من حق المقاوم إذا أن يشرب قهوة مضرة بالأطفال فهو مقاوم . ومن حق العدو أن يشرب قهوة تفاوض مع الأصدقاء فهو عدو و من حق الأصدقاء علينا أن يشربوا قهوة عندنا فهم أصدقاء و لا حكمة في شيء. ليس من يحرك الناس في عقله و قلبه كمن يحرك الصواريخ . و من يحرك الأرض و السماء ضعيف جدا و أما من يسلي الناس بالألعاب النارية فهو قوي جدا . شتان بين لا وعي الهزيمة و لا وعي العجز. و بين توهم القوة الضعيفة و » قوة الضعفاء »~. لا فائدة’ إنها تتسرب بقرطها العجيني و خاتمها النباتي . لا بل إنها نصفان ’الأعلى عجيني و الأسفل مطاطي و جميلة جدا . الأعلى صلصالي و الأسفل نيلون و جميلة جدا . جميلة جدا بنصف قصديري و آخر عاجي . تقدم لي قهوة فأرفضها : الواقع ناقص جدا و قهوتك أطول منه بكثير . أرفض لأنك ناقصة لسان و قلب .أرفض لأنك هكذا فقط لأنك هكذا تخدمين الخراب . الإستيهام قصير و القصة كاملة .خذي قهوتك’ سلليها و سربيها ، حركي الكل فيها حركي الكل فقط اشربي وحدك وكوني جميلة جدا و أخطر من ذي قبل فمقاومة لا تخدم نفسها ليست مقاومة و أنا لا أنتشي بأنثى أحد .و لا أفترش مع أي كان وهما سعيدا تتقاذفه السحب و آمل أن » تعلق سيدة البيت غسيلها و لا تكتفي بنظافة هذا العلم  » (درويش) أنا لا أحب الوطن المتساوي الأضلاع  » و لا أحب أن تتناقض في يوم واحد » ثلاثة بلدان … طهران تقضم من كبد البصرة ومن إبطيها تسحل غزة و على أربعة عشر صليبا يتخوزق لبنان « (مظفر النواب) لا أريد أن أندد كما تندد الدول .لا أريد أن أهدد كما تهدد الأمم و أن أنبح كما تنبح الدمى. لا أريد أن أخرج متظاهرا كالشيوعي الأخير  » وها هو ذا تباطأ عند باب البيت لف شعاره و طواه مثل مظلة في يوم صحو ثم قال لنفسه حسنا لنفرض أن شحصا جاءني مستفسرا … من أي حزب أنت ؟ كيف أرد … أحزاب المدينة كلها قد وقعت بأصابع عشر يعيش الاحتلال و مرحبا بجنوده و بنوده « (سعدي يوسف) هل انتهت أمطار الصيف أم أنها تعد لشتاء الأمطار ؟ وهل هجرة الحواس مجرد عودة رميم ؟  فتحت الأبواب كلها و النوافذ حتى أغلقت علي مسامات الرياح . رميت مفاتيح الغيب محاولا  أن أنام فوق نهر من القهوة أصبحت معه أرى الفجر ظلاما . أغلقت كل المواقع فوجدتها مفتوحة أكثر . أفرغت كل شيء فامتلأ اكثر’ غصت في بحر من المهملات. المخابرات تولد المخابرات . الأخبار تلد الأخبار . التقارير تضع التقارير . الإحصائيات تكذب الإحصائيات . الأحداث تنسل الأحداث . احتمالات لا تحصى . الفاينانشال تايمز أكثرها مبالغة و دقة . الوسائل احتمالات لا الحقائق . تجمعات في شارع الملك جورج في قلب تل أبيب أمام ديزنغوف سنتر و مظاهرات عارمة في شارع نحلات بنيامين . اعتصامات كثيرة و مهرجانات خطابية حماسية . مبدأ انعدام الشريك, نعم صحيح . مبدأ استعراض القوة الأحادية بمقتضى أمر القوي الذي لابد و أن يطاع مرجعية و عقيدة و ايديولوجيا . نعرف أن الأسرى أسرى و ثمن العدوان يدفعه الفقراء و أبناء المتآكلين . لا موقع واحد يستحق الثبات, حاولت في اللا موقع, في العدم الذي يضيف وجودا’ لا أدري ما الفائدة من كل هذا .أشياء انجليزية صحفية و أخرى فرنسية بلغة وزارية و أشياء بين العربية و العربية و أخرى بين العربية الأخرى و العربية الأخيرة و اشياء بين الأمازيغية و العبرية و اشياء مكعبة و اخرى مجردة. لا أدري هل أقول للناس أن الجمهورية الإسلامية الفارسية لن تكون صديقتهم العذبة اللطيفة و لا الإمبراطورية الفارسية الإسلامية غدا . هل أقول أن الشيخ شارك في قتل العراقيين و العرب  و قمع الطلاب … لا بأس فالشيخ نفسه أعاد الأمل و الفرحة لأمي و أبي و للآلاف و ربما للملايين . لا بأس و لكن لا حق و لا حقيقة . قررت أن أقرأ  » الشيوعي الأخير يتعلم الهبوط بالمظلة » لسعدي يوسف فوجدت نفسي لا أعلم بالتحديد أين أنا؟ أبين الصومال و أريتريا أو بين أثيوبيا و السودان . أردت أن أفكر بغرب و شرق لبنان و إسرائيل الشمالية و إسرائيل الجنوبية عفوا إسرائيل العربية و إسرائيل العبرية و كندا الشرق الجديد على بعد أمتار . » تعالينا تعالينا تعالينا إلى أن لم يعد خيط و لو واه يشد عروقنا بالأرض   » (مظفر النواب ) قلت : فلأكن نزيها ففي مطلق الأحوال رسالة مارسال خليفة إلى فناني الأونيسكو ـ حديث إلياس خوري عن خنازير الدم’ موقع سينما الصمود و بعض الشعر أهون علي من التحليل المخابراتي ـ المخابراتي أو الإيديولوجي ـ الإيديولوجي ، سيان . لا أريد أن أخدع الأبصار بالألوان  » السماء ثقيلة حمراء  » و أنا أرفض أن يسير الكلام منحدرا في الأنهار, أرفض أن أعمل مترجما كالشيوعي الأخير والمسلم الإسلامي الأنجلوـ أمريكي. أرفض أن أصدق من » يقسم أنه تعلم سبعا في مدارس صعبة المراس و أن الطير تفهم ما يقول . و أن فتى من فينزويلا أراد أن يسجله في الأوبيرا و أنه  » يلم باللغات جميعا » (سعدي يوسف). كتبت رسالة للأصدقاء و وزعتها حتى انتهى رصيدي . أرجو أن تدعوني و شأني . أريد أن أكتب شيئا . لا مجال. أتركوني  محال . إفعلوها معي إذن . إذهب للجبال. قلت لكم : نصي طويل جدا و العنوان » بلا أعضاء  » فهيموا من الآن في البحار. جاء ابن الرفيق مرتبكا  » هل تعلم أن السائق باع الباص الأحمر ؟ إن لديه الآن دروبا أخرى و مواقف أخرى لا نعرفها و مقاعد قد حجزت سلفا للصوص معروفين . ماذا نفعل ؟ سوف نسير و نسأل  » (سعدي يوسف) طرحت كل ما أحرجني من أسئلة على أدوات المعرفة التي لدي ، بلا جدوى .إضراب الأحداث يتواصل . ولكن أي الأحداث الكبرى يحرك التاريخ ؟ هل أن ذكري الحرائق التي تتزاحم في ذهني  » كأشرطة القيامة  » حدث ؟ هل هي حدث صعب كالعمر ؟ ثمة على الأقل حدث واحد جميل و الحدث الجميل لا يحدث إلا مرة واحدة فكن إذن ما استطعت أن تكون متى استطعت كامنا واقعا راهنا دائم التكوين . كن من عدم أي شيء يدوم. تخيل رسما و نظما ثم أنشده . صدق بعض الصدى و وقع على نغمة ضائعة . هدد نفسه بتخطيط يعريها من جذورها و نحت لا يبقي حتى على أصابع ناحته . ثم كرر ذلك حد الهلع و التوتر غير القابل للتعبير . الحدث الجميل هو أن  » الشيوعي الأخير يدخل الجنة  » :  » كنت أسأل عن عقيق سجيتين : الطهر و العدل . السماء تفتحت ـ فلننطلق لنكون في الفردوس بعد دقيقة  » (سعدي) فقلت إنه يستحقها أكثر من الملاك . و أما أنا فهذه هي احتفاليتي الوحشية . هذه هي كوريغرافيتي الحميمة ، موسيقى العظام ، جنس كل شيء غير قابل للتحطيم ، عنصر الشيء الوحيد غير القابل لا للموت و لا للقتل . و نحن, أية نحن ؟ تلك التي ضيعت كل النصوص من أجل أنها تكره الشعر و السحر و الجنون . جسدية باطلة و منخفضة . نحن فقدنا المسرح عندما فقدنا الحركة و السكون و صرنا عباد الصور لا نمل الفرجة و التحديق بلا عيون. الكوريغرافيا هي جاهليتنا الأولى و نحن جاهليون منذ الإغريق فلما لا تعجبنا الأجساد المعلقة حرقا بين بغداد و الصين أو المتفحمة بين ألبانيا و تركيا أو المثلجة في قطب ما أو الغارقة في بمحيط ما . لماذا لا نريد أن نحيا و يموت جسدنا علنيا …؟ ليست هذه على أية حال أسئلتي الحارقة . و إنما لماذا لم ننتصر ؟ و من نحن حتى ننتصر ؟  لعلنا في الأصل لا نريد الإنتصار أو تعودنا على الهزيمة أو أردنا النصر الكاذب . ربما يكون قهرا للعدو الذي لازال عدوا وا عجباه و لا زال يحترمنا ، يا للعجب . لم يعد الشعر شعر الزمان و المكان لا السماوي و لا الدنيوي لأن لا أحد فينا يريد أن يرحل و لأننا نتنفس كولونيالية النحن ذاتها . كل يدعي أن هذا هو الوطن . أني له ذلك . يا أخي يا صاح :  » ليس هناك وطن أبدي كلنا مسافرون لا أكثر(نسيت الاسم)  » و لكن آخرين  » أسرجوا الخيل لا يعرفون لماذا  » (درويش) غير أنه  » لا أين في السفر ، فما أطول هذا الآن و ما أكثر هذا الأقل  » (صلاح الداودي) لقد أعدمتنا صناعة الحرب لأنها أعادت شروط القول الجمالي إلى مستوى صفر بصر : عيوننا شاشات و أغلفة و جلود مزورة ، إلى مستوى صفر نثر : ألسنتنا قلة شعر و قلة عقل ، إلى صفر شعر : أدمغتنا دون صور ، لا مواد و لا أشكال و إنما حفر للشحن و التحميل و حفظ العناوين و الأسماء … و غير ذلك من الوبر الدماغي في خبر لم يكن . و حتى عندما أصبح الشعر نثرا لم يعد النثر نثرا فلم يعد قولا و إنما تقول في الناس أن قولوا لنقول فنبوغ النثر لا يستقر. ولكنه ليس أسوأ من الشعر القول الحدثي الذي لا خروج فيه عن المكان و عن الزمان و عن قواعد النظم إنه قول في قول ، خارج الفعل . قول لا قول فيه . قول لا يقول إلا نفسه . و بهذا المعنى  » تموت الحروف حين تقال  » (نزار قباني) و أما قلبي فإنما يقول لي أن الشعر ليس شرط وجود و إنما وجود غير مشروط . و عندما يكبر أبناء قلبي عليهم أن يصححوني . و حتى المباني لم تعد إحصاء للأفعال و مقتضى الأفعال و هيآتها . لم تعد لا حدوسا و لا كوامن أفعال قابلة للسكنى .و لم يعد النطق شأنا عاما أو حتى قولا طبيعيا ، نصف طبيعي أو أغلبه طبيعي أو يقال على الطبيعة . ربما كان الحظ لا يشاء  » و أصبح باتريك شيخا و بلا عيون  » (برويال) لم تعد الشوارع تمشي و لم تعد المدن أصواتا تخترق برك الأجساد . فليجرب الموسيقي النفخ في الصور بنفسه ، ربما  أيها الصحفي ليس الخبرالجيد هو أن نجيب على متى ؟ أين؟ ماذا؟ من؟ و إنما من أنا ؟ لأن الناس لا يتعرفون أنفسهم حتى و لو كنت تتحدث عنهم . إنهم يغادرون قاعات السينما دون تأمل .لا يعرفون أن الشيوعي الأخير يذهب إلى السينما فقط لأنه شيوعي أخير . و اللعبة انتهت فعلا ثانية و رابعة . قل أي عين عالمية أنت؟ سأهديك أحدث الأغنيات بعد حين و لكن اسمعني الآن : السينما هي أن أرى الناس جميعا فإن كنت واحدا فأنا ممثل و إن عديدا فأنا جمهور . إن كنت أرى الناس فأنا مدخل ـ مخرج و ممثل و إن هم رأونني حقا فأنا جمهور . قد يكتب الجمهور فالكتابة أيضا مقاومة . اصبر قليلا سأهديك أيضا قهقهتي و لسوف أزيد .سأسري وحيدا كالصورة الثالثة غير المصورة أو الحائط الرابع الذي يستعد لهدم السور القديم قبل أن يهدم ذاته بذاته . أشياء عديدة تسري  » يد الفجر ترفع سروال جندية عاليا عاليا  » (درويش) » لكننا سائران على أثر النمل [ إن القيافة خارطة الحدس ]  » يتسرب الخلد الأحمر يحفر في النفق كما يقول كارل ماركس ، السفينة في الجو و على العامل أن يقلبها حتى يراها في البحر ، يضيف وأيضا : على الثوري أن يكون قادرا على الأسماع إلى نمو العشب بين ظفرين على قوسين . لا أحد يستطيع أن يثني شيئا عن التسرب و هو أخطر سلاح على الإطلاق .صحيح أنه « عفا الموت عنا  » (نفسه) لكنني لم أفهم كيف أصبح الشيوعي العلماني يفكر داخل جلده [ الحدود الوطنية الداخل المحلي ] و سيادة الدولة الوطنية و كيف أصبح الإسلامي من ناحية و « المسلم الأخير » (عبارة المتفلسف التونسي فتحي المسكيني) من ناحية أخرى لا يهدد بالفتح و الغزو . لا أفهم كيف أصبحت المقاومة اللا حزبية و اللا نظامية مجرد ارتداد و رجع لإحداث توازن ما . لا طمأنينة فيها و لا رعب لأنها لا تخدم نفسها و لا أعرف متى تصفر قوات الفصل الدولية استئناف المباريات  » الإمبريالية الجماعية  » (سمير امين) لا أفهم  كيف أصبحت المقاومة المفتوحة و الكاميكازية و الانتحارية و الإستشهادية و الطبقية و المدنية … فواصل جنسية و فصلية ، لهثا مسموما نحو متعة ما ، راحة ما و سيادة ما تدخن سيجارة مضرة بالصحة الثورية ، في شارع ما لحشد ما ، لمصلحة ما ، لجهة ما . بحيث لم تعد تقوم على لا قاعدة السيادة الوطنية و لا على قاعدة شرف الأمة و لا على قاعدة التضامن و التعاضد الأممية فهي تكسر هذه و تلك و تخصي هذا وذاك و لا نملك إلا أن نقول المعركة فوق كل اعتبار . هذا ليس سوى مبدأ  » أخلاق العبيد  » (نيتشه) طبعا. بينما المقاومة مقاومة دائمة سواء أتى الفشل أو أتى الانتصار أو لم يأت أي شيء على الإطلاق . فلنواصل السير’ أجل و نسأل .  » إن لنا أطفالا نريد أن نلعب معهم في الحدائق و نريد أن ننسى الملوك و الأمراء و الرؤساء [ و الشيوخ ] فهم خلب و محض هواء  » (عراقي بالمهجر) فلنواصل ، بلى ولكن ، لا للسياسة التجريبية / لا لتدمير المقاومة لذاتها / لا للتعامي عن البطولات الواهية / لا لتحول الديمقراطية إلى غلام سياسي و إشهاري يضحك يوما و يبكي سنوات . ما كل الطرق تؤدي إلى روما ، فلتسقط روما … لا  » لمستنقع الشرق الجديد  » . صلاح الداودي استاذ مبرز تونس/ سبتمبر 2006


بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين
                                                                        تونس في 29/11/2006 
 
بقلم محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري
رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا
 
الرسالة رقم 177 على موقع الانترنات تونس نيوز
الحلقة الثالثة و الأخيرة
رسالة مفتوحة إلى عناية السيد وزير الصحة العمومية حول مشاغل المواطنين
 
على بركة الله أواصل الكتابة حول عرض ميزانية الدولة للعام القادم 2007 إن شاء الله تعالى و كنا من أصحاب الحياة لعام 2007 لأنّ الأعمار بيد الله … و يسعدني أن أتقدم بواسطة موقع الأنترنات تونس نيوز على غرار المقالات السابقة حول مشاغل المواطنين في كل مجالات الحياة الاجتماعية و الاقتصادية و التربوية و الإعلام و الشؤون الدينية و الفلاحة و دور مجلس النواب و غير ذلك من المواضيع الهامة و الحساسة … و اليوم جاء  دور وزارة الصحة العمومية و ما أدراك مالصحة العمومية و في البداية أنوّه بجهود السيد الوزير و دوره الفاعل و تواضعه و طريقة آدائه لوظيفته و دعمه لأعضاده و مساهمته في إختيار أهم المسؤولين الفاعلين من ذوي الكفاءة العالية و الاخلاق الفاضلة و التواضع و أخص بالذكر منهما رئيس ديوان السيد الوزير و المدير العام للمصالح المشتركة السيد المنجي بوعزيز الطاقة الموهوبة و رجل الكفاءة العالية و الأخلاق الفاضلة و هو من خيرة شباب تونس
سيادة الوزير،
إسمحو لي أن أطرق سبعة محاور على سيادتكم تشغل بال الرأي العام التونسي و تهم مشاغلهم
المحور الأول : متى سيقع العمل بصفة عملية و فعلية في تطبيق اجراء التأمين على المرض الذي كان من المقرر في جويلية 2005 بدأ العمل به و توحيد مسالك العلاج و استرجاع قيمة الأدوية و الفحص الطبي و كل ما يهم مصاريف العلاج بصفة شفافة حسبما تضمنته المسودة المتعلقة بهذا الإجراء الجديد التأمين على المرض.
المحور الثاني : مراجعة القيمة المقررة لخصم حوالي 4 فاصل 50 بالمائة من أجور المتقاعدين و هذا المبلغ باهض و مرتفع بالنسبة للمتقاعدين بينما المباشرين الخصم لا يتجاوز 2 فاصل 50 بالمائة مع توظيف حوالي 3 بالمائة على المؤجر.
المحور الثالث : حول الخدمات في المصحات الصحية و العلاجية فإنّ المصحات ذات الطابع الخاص إرتفع في السنوات الأخيرة و اصبح هذا القطاع يشكّل و يزاحم القطاع العمومي بنسبة 35 بالمائة و مقابل ذلك فالخدمات مرتفعة جدا و باهضة التكلفة و مضاعفة على خدمات المستشفيات في القطاع العام الحكومي أحيانا 20 مرة و في بعض الحالات تلتجأ هذه المصحات إلى بعض الخدمات في القطاع الحكومي بالأشعة و غيرها … و من خلال ما نسمع و نلمس فإنّ تكلفت أسبوع في مصحة خاصة يفوق ألف و خمسمائة دينار أي أنّ الليلة الواحدة تفوق 200 دينار أكثر من نزل بـ5 نجوم في باريس و مسكين المواطن ضعيف الحال و صاحب الدخل المحدود و حتى الولادة لها كلفتها في المصحات الخاصة … و بدون تعليق …
المحور الرابع : الانتدابات و الدخول إلى المدارس المخصصة لتكوين الممرضين و الممرضات قطعت شوطا هاما في الأعوام الأخيرة و إستوعبت عدد هام من الشبان و خاصة الفتيات و هذه حقيقة و لكن حسب التجربة ففي بعض الجهات يقع نوع من المحظوظية و التدخل و لا أريد التعميم و هناك عينات من المناطق الريفية تكون نسبة النجاح أقل بكثير من نسبة سكان المدينة …و في بعض الأحيان الفتاة الريفية تعيد الكرة في 3 مناسبات و انتظار 3 أعوام و إذا نجحت في الكتابي تفشل في الشفاهي فهل من حلّ لهذه الوضعية التي برزت في الأعوام الأخيرة …
المحور الخامس: هناك إختصاص في مهنة الصيادلة
بعض المتخرجين و المتخرجات من كليات الصيادلة يبقون ينتظرون حوالي 4 أعوام و رغم انّ بعضهم يسعى لفتح صيدلية في أي مكان طبعا قريبا لولايته لكن الانتظار يطول و بلغ أربع أعوام في جهة الجم ولاية المهدية و في عدة جهات أخرى…
المحور السادس : حول بطالة الأطباء لاحظنا عدد هام من الأطباء الشبان في حالة بطالة لمدة خمسة أعوام و البقاع محدودة التي يعلن عنها و المخصصة لإنتداب الأطباء الجدد مع طول البحث الأمني و الإداري وقد برزت بطالة في صفوف الأطباء و من الأفضل أن تكون سياسة التشغيل في مجال الطب بالخصوص مرتبطة بالتعليم…؟
المحور السابع : حول المراكز الصحية بالريف
و مناطق الظل ينبغي فتحها في الصباح و المساء نظرا لحاجة المواطن في الريف لخدمات المراكز الصحية في الحصتين و أنّ إنتداب ممرضة بكل مستوصف ريفي إلى جانب ممرض ضروري بالنسبة للنساء إعتبارا لعاداتنا و تقاليدنا و سماحة ديننا الحنيف و أخلاقنا الإسلامية
نرجو إعطاء هذه المحاور كل العناية و الإهتمام
قال الله تعالى : و لتكن منكم أمة يدعون إلى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون على المنكر و أولئك هم المفلحون صدق الله العظيم.
 
ملاحظة هامة :
إنّ معتمدية الحنشة بها 13 مركز صحي مستوصف و شبه مركز صحي متطور محلي : أما الأطباء فعددهم أقل من اصابع اليد في معتمدية تعد حوالي 45 ألف نسمة و طولها حوالي 40 كلم من أولاد صالح جنوبا إلى الزغابنة بالجم شمالا و من المفروض أن يكون طبيبا لكل 3 آلاف نسمة.يمكن اضافة ثلاثة أطباء على الأقل.
 
بقلم محمد العروسي الهاني
مناضل دستوري
رئيس شعبة الصحافة الحزبية سابقا  


في ندوة للعربي نصرة مدير قناة حنبعل: البعض يغيظهم نجاحنا

بقلم: محمد تعقيبا على الضجة التي قامت أثناء شهر رمضان بخصوص نسبة المشاهدة لقناة حنبعل وتونس 7 والتي أقرّتها شركة خاصة لسبر الآراء وما تبع ذلك من أفعال وردود أفعال من هذا الطرف أو ذاك عقد السيد العربي نصرة مدير قناة حنبعل في إحدى أمسيات الأسبوع الفارط ندوة بأحد النزل بالضاحية الشمالية لتسليط الضوء على ما أصاب قناة حنبعل من حيف من جراء هذا السبر للآراء الذي كان ملفقا وغير خاضع للمعايير العلمية حسب تعبير السيد العربي نصرة وقد حضر هذه الندوة عدد كبير من الاعلاميين ومن الضيوف وكذلك من رجال السياسة والقانون… وقد أشار السيد العربي نصرة مدير القناة إلى مظاهر الحيف التي تعرضت لها القناة الفتية التي تعتبر إضافة في المشهد الاعلامي المرئي باعتبارها القناة الفضائية الخاصة الوحيدة والأولى في البلاد من طرف الشركة التي قامت بعملية سبر الآراء وهو ما أثّر بسلبية على عملية الاستشهار بالنسبة للقناة خاصة وأن الاعلانات والاشهار هي المورد الوحيد والأساسي بالنسبة للقناة هذا على اعتبار أن الاعلانات هي إحدى أهم محركات تواصل القناة التي تمرّ بظروف مادية صعبة وذلك على اعتبار ارتباط الانتاج بموارد الاعلانات ونفور المستشهرين بعد صدور نتائج سبر الآراء وقد نقد السيد العربي نصرة في هذه الندوة هذه النتائج معتمدا على نتائج شركة أخرى مختصة في سبر الآراء وكذلك على آراء نسبة هامة من المواطنين الذين لم يخفوا متابعتهم للكثير من برامج القناة خلال شهر رمضان كما شدّد أيضا على كون قناة حنبعل هي إضافة ونقلة نوعية في المشهد الاعلامي وتقوم بمجهودات جبارة من أجل تقديم الاضافة وتكريس التعددية الاعلامية وتبليغ رأي المواطن المشاهد في شتى المجالات واعتماد الشفافية في النقل دون إثارة كما عرّج أيضا على مسألة الجودة في ما تقدمه القناة التي تعتمد الاجتهاد خاصة وأن نجاح بعض البرامج والتي أصبحت حديث الشارع لا يمكن أن يخفي فشل برامج أخرى التي وقع التخلي عنها… وفي خطاب لم يخلو من الجرأة عبّر عن جملة المعوقات التي يضعها البعض على حد تعبيره لعرقلة نجاح قناة حنبعل مشيرا كذلك إلى تظافر جهود جل العالمين فيها والذين في أغلبهم من الشباب من أجل مواصلة العمل من أجل الارتقاء بالمشهد الاعلامي الوطني والذي تعتبر قناة حنبعل ركنا هاما وأساسيا من أركانه مثمنا التشجيعات التي يلقاها من رئيس الدولة والتي كانت حافزا لمواصلة العمل والجهد بكل صبر وثبات… وبرأينا فإن دفع وتشجيع هذه القناة الفتية هو في كل الأحوال خدمة لتكريس إعلام وطني تعددي وانفتاحا اعلاميا يبقى مطلوبا كما أن العلاقة بين كل المؤسسات الاعلامية العمومية والخاصة يجب أن تحكمها علاقة التكامل لا التنافر وهذا لا يكون إلا بالمنافسة الشريفة وبالجودة وبمحاولة تقديم الأفضل وفي هذه الحال فإن الاعلام المرئي الوطني ومن ورائه المواطن يبقيان هما المستفيدان الحقيقيان وفي ذلك مصلحة الوطن في شتى الميادين والمجالات.   (المصدر: صحيفة الوحدة الأسبوعية (التونسية) العدد 525 بتاريخ 25 نوفمبر 2006)  


ملف حول برنامج « ملفات »
صابر مصباح   إن المتتبع لبرامج الفضائية تونس 7 وتحديدا لبرنامج ـ ملفات ـ الذي جاء حسب ما نعتقد ليكون برنامجا حواريا، يتم من خلاله تفعيل النقاشات وتبادل وجهات النظر من أجل تعمير الفائدة، يلاحظ أن من حصة إلى أخرى يبرهن كل الذين تداولوا على نشيط الحلقات الفارطة على الايغال في الفشل. هذا الفشل يعود بالأساس لعدم قدرة على ادارة النقاش ويعود أحيانا إلى اختيار الضيوف في حد ذاته أو حتى إلى توقيت البرنامج. فلا يجب التفكير في ملء فراغ وتأثيث حصة تلفزية ولا في طرح المواضيع من أجل طرحها. فمثل هذا الفضاء لا بدا أن يكون فضاء للديمقراطية وللتحليل المستفيض وفرصة للافادة والاستفادة من بعض الحاضرين الذين ولا بد أن يكونوا على علاقة مباشرة بالموضوع المطروح ولما لا يكونوا مسؤولين أوّل داخل جهاز الدولة وها نحن نرى حضور وزراء وحتى رؤساء داخل فضاءات حوارية في بعض القنوات الأجنبية. ففي الحصة التي وقع بثها يوم الثلاثاء 14 نوفمبر 2006 على الساعة العاشرة ليلا والتي تناولت مسألة المواطن والجباية، ظهر لكل المشاهدين عامة فشل الحصة في إماطة اللثام عن الموضوع الذي وقع طرحه. ويعود هذا بالأساس إلى عدم قدرة المنشط على إدارة النقاش إذ ومنذ تقديم ضيوف الحلقة لا يزال المنشطين الذين يتداولون على تقديم هذا البرنامج لا يولون أي اهتمام لممثلي أحزاب المعارضة وبعض الجمعيات والمنظمات التي تحضر هذا المنبر. فبروتوكوليا لا بد من تقديم المسؤولين داخل جهاز الدولة والمعنيين المباشرين بالموضوع ثم تقديم ممثلي الأحزاب من حزب حاكم ومعارض ثم ممثلي الجمعيات والمنظمات والانتهاء بتقديم الصحفيين وهم أهل الدار ولا نعتبرهم ضيوفا في دارهم. ولم نفهم لماذا يصرّ مقدّمي البرنامج على تقديم ممثلي أحزاب المعارضة في مرتبة أخيرة ولماذا الفصل أصلا بين الأحزاب الحاضرة، هذا من جهة ومن جهة أخرى لم نفهم جدوى حضور ـ الجمهور ـ في هذا الفضاء دون تشريكه ودون الاشارة إليه ويقتصر دوره على أن يكون ديكورا يزيد في ثقل الحصة وسقوطها في الاسفاف. هذا من حيث الشكل أما من حيث المضمون فقد ظهر أن المنشط في اعطائه للكلمات لا يعمل على اضفاء الطابع الحواري داخل هذا الفضاء ألم يكن حضور كل الأطراف من أجل حوار ديمقراطي بعيدا عن التمييز بين الضيوف. وإن كانت كلمة الضيف مجرد رأي لا يناقش لماذا يتم تصوير الحصة بحضور الجميع في نفس الوقت إذ بالامكان إن يتم تصوير كل طرف على حدة وتجميعها في شكل روبورتاج وكفى الله المؤمنين شر القتال. ومن هذا المنطلق نشير إلى إن الفقرات المصورة يتم زجها وسط الحصة بشكل اعتباطي وتأخذ وقتا وفيرا على حساب النقاش المفترض. كل هذا يجعل مضمون الحصة مجرد آراء وتصل في بعض الأحيان على توصيف وحتى إلى جرد تاريخي ولا علاقة له بالحوار والنقاش ولا يضيف للمشاهد الذي ينتظر رؤى مختلفة ويكون على علم في أغلب الأحيان بما يأتي به الضيوف. إضافة إلى هذا فهنالك تمييز في التوقيت الذي يقع منحه للمتدخلين، ففي الحصة الأخيرة مثلا وقع تخصيص 20 دقيقة للسيد المدير العام للمراقبة الجبائية والسيد المدير العام للجمعيات المحلية بوزارة الداخلية دون حسبان تداخلاتهما وإجابتهما في أغلب الأحيان عن بعض التدخلات أو الفقرات المصورة أو التدخلات بالهاتف التي كانت مقتبضة وتفتقد إلى الموضوعية أما مداخلة ممثل الحزب الحاكم فقد كانت في 10 دقائق في مرة ألوى ثم تدخل أخر بـ 5 دقائق في حين لم يتجاوز تدخل ممثل حزب المعارضة الـ 6 دقائق الذي حاول التحليل وفتح النقاش إلا أن المنشط قاطعه متعللا بضيق الوقت وتجاوزه للوقت المحدد ولم يلاحظ المنشط أنه الضيف الوحيد الذي تدخل مرة واحدة خلال الـ 70 دقيقة المخصصة للحصة بما في ذلك الفقرات المصورة والتدخلات بالهاتف وتقديم الموضوع من طرف المنشط. عموما، يلاحظ القاصي والداني أن برنامج ملفات لا يرتقي إلى مستوى تطلعات مشاهدي الفضائية تونس 7 وإلى التحفيز على المشاركة والتشجيع على فتح الملفات ولهذا لا بد من طرح ملف حول البرنامج ملفات.   (المصدر: صحيفة الوحدة الأسبوعية (التونسية) العدد 525 بتاريخ 25 نوفمبر 2006)


أيام قرطاج السينمائية: هل حققت هذه الدورة أهدافها؟
آدم وأسدل الستار على فعاليات الدورة الواحدة والعشرين لأيام قرطاج السينمائية… وزّعت الجوائز، فرح المتوجون وغضب بعض غير المتوجين مثل سابق الدورات ودخل حكل شيء طي التاريخ … هذا في الظاهر، لكن إذا ما أردنا أن نتمعّن في المسألة ومن جوانب أخرى فإن الأمر يصبح جديرا ببعض التحليل ولو كان سطحيا… والسؤال الجدير بالطرح هنا هل حققت هذه الدورة أهدافها وبالتالي أهداف المهرجان الذي أسس من أجلها؟؟ هل حافظ المهرجان على ريادته؟؟ الأكيد أن أي مهرجان ثقافي إذا ما تتالت دوراته فإنه يحقق من النضج ما يجعله يتعاضى عن أخطاء الدورات السابقة لكن الظاهر أن هذه الدورة قد فشلت حتى في بعض ما كان يحسب للمهرجان سواء في ما يخص ناحية التنظيم وما شابها من ارتباك ومن فوضى تضرّر منها خاصة ضيوف المهرجان ورجال الاعلام وكذلك من الناحية التقنية وما رافق بعض العروض من أعطاب في معدات العرض وسوء عمل المعدات الصوتية وهو ما ساهم في تردي نوعية العرض في بعض القاعات وباستثناء قاعتي المنديال والكوليزي فإن باقي القاعات لم تكن في مستوى الحدث برغم حصولها على الدعم من طرف الوزارة قبل انطلاق المهرجان للقيام بالاصلاحات الضرورية حيث ظهرت هذه القاعات في مظهر غير لائق… هذا إلى جانب غياب الجانب الاحتفالي للمهرجان في شوارع العاصمة الذي اقتصر على الاكتظاظ أمام أبواب بعض القاعات التي لم تعد قادرة على استيعاب هذه التظاهرة الذي يرى البعض أنها قد تنصلت مع مرور الدورات من خصوصياتها وفقدت الكثير من رونقها ومن سحرها وتنصّلت من خصوصياتها التي انبنت عليها وتأسست من أجلها لدرجة أنها لم تعد تغري بالمشاركة من طرف بعض السينمائيين العرب والأفارقة الذين كانوا في الماضي القريب يعتبرون مشاركتهم في هذه الأيام فرصة كبرى بالنسبة إليهم فالكثير من الأسماء الذائعة الصيت في الوطن العربي وفي القارة الإفريقية سجلت انطلاقتها السينمائية من خلال هذه الأيام التي صنعت فيما مضى العديد من الأسماء وقدّمت الكثير من الأعمال الرائدة التي بقيت في ذاكرة السينما… أيام قرطاج السينمائية تحتاج في قادم الدورات إلى إعادة النظر وإعادة الهيكلة في الكثير من الخيارات والتوجهات هذا إلى جانب ضرورة المحافظة على بعض النقاط المضيئة وبعض الأركان التي لا تزال تحسب للمهرجان من أجل أن تكون أيام قرطاج السينمائية في مستوى اسمها وفي مستوى تاريخها وفي مستوى ما تقدمه من سينما مختلفة وجادة وبديلة ولتكون مكسبا ثقافيا عربيا وإفريقيا.   (المصدر: صحيفة الوحدة الأسبوعية (التونسية) العدد 525 بتاريخ 25 نوفمبر 2006)

 
في العلاقة بين القوميين والإسلاميين عربيا ومغاربيا

الطاهر الأسود (*)
”إن أخطر ما يمكن أن تتوقعه إسرائيل من العرب أن يتوحد الدين مع التوجهات القومية. إن ما نعيشه حالياً يمكن أن يكون نكتة لما قد نعيشه في المستقبل في حال تواصل المد الإسلامي المقاتل في مواجهة الدولة العبرية. إن هذا هو الذي يتوجب أن يقلقنا بشكل كبير، وللأسف إننا لا نحرك ساكناً في سبيل قطع الطريق على تعاظم هذا الخطر عن طريق رفضنا إبداء تنازلات ولو شكلية. لقد سكرنا من شدة الفرح عندما أعلن شارون بتبجح في العام 1982 أنه طرد منظمة التحرير من لبنان، لنبكي بعد ذلك عندما فوجئنا أن من حل مكان منظمة التحرير هو حزب الله، العدو الأكثر خطراً، الذي مرغ أنف دولة بأكملها في التراب“. إفرايم هاليفي (Ephraim Halevy) الرئيس السابق لجهاز « الموساد » (القناة الأولى في التلفزيون الإسرائيلي، 15/7/2006) ربما يبدو للبعض أن التمحيص في مسألة العلاقة بين التيارات القومية والاسلامية غير ذات معنى في الظرفية الراهنة. حيث سيشير هؤلاء إلى أن المرحلة القادمة ستشهد استقطابا غير مسبوق لصالح التيارات الاسلامية بكل تلويناتها مقابل استمرار تراجع نفوذ التيارات القومية وانسحابها القسري (العراق) أو الطوعي (ليبيا) من معاقل السلطة السياسية والنفوذ السياسي بشكل عام. وهو ما يعني أن التيارات الإسلامية لن تحتاج التقارب مع تيار « متهاو » في جميع الأحوال. غير أن هذه الرؤية لا تقع في خطأ التهوين المبالغ فيه للتيارات القومية فحسب، بل تهمش نقطة محورية. فالتيارات القومية لا تمثل مجرد حالة حركية بل هي أكثر من ذلك تعبير عن رؤية لطبيعة الصراع في المنطقة. ويمكن الإشارة بكل ثقة أن الكثير من ملامح هذه الرؤية لازالت تحتفظ بحيويتها. ولهذا بالذات فإن الاستقطاب الراهن لصالح التيارات الإسلامية لا يعني تحديدا فقدان مصداقية الكثير من المعاني الاستراتيجية للطرح القومي. بل على العكس من ذلك، يبدو أن ترشيد الكثير من قطاعات المشهد الاسلامي واكتسابها حسا متفاقما من الواقعية يحصل من جملة ما يحصل على أساس استكشافها وتبنيها لمحاور الاستراتيجيا القومية. ليس الوضع الراهن، كما يمكن أن يحاجج البعض، وضعا انتهت فيه التجربة القومية لتفسح فيه المجال لتجربة إسلامية مختلفة تماما. الخطأ الرئيسي في هذه الرؤية تصوير الرؤية الإسلامية بشكل يجعلها مختلفة بشكل جوهري عن الرؤية القومي – أبيض مقابل أسود. الحقيقة أن ما يجمع الرؤيتين هو ربما سر نجاحهما الممكن. فما يحتاجه كل منهما يبدو أنه يوجد في الآخر. وبهذا المعنى يجب فهم لماذا يخشى شخص مثل إفرايم هاليفي في خضم الحرب الأخيرة على لبنان من « توحد الدين مع التوجهات القومية ».  
في معنى الطرح القومي في الظرف الراهن يجب التفكير في المسألة القومية بالأساس على أنها واقع راهن تشمل سلطته الجميع بما في ذلك الذين لا ينظرون إلى أنفسهم كقوميين. يبدو مثال الرئيس جمال عبد الناصر بالغ الأهمية في استكشاف السلطة البالغة للطرح القومي على الواقع السياسي العربي، حيث انطلق الزعيم المصري في البداية كصاحب مشروع متركز في القطر المصري ولم تكن له رؤية دقيقة في علاقة بالمشروع القومي على الشاكلة العملية التي أصبح عليها المشروع الناصري خاصة إثر العدوان الثلاثي. واكتشف الرئيس المصري بعد كثير من الصراع أن مشروعه الوطني المصري لا يمكن أن يتحقق خارج الوعي الدقيق بإطار قومي عربي وبمفهوم استراتيجي مثل الأمن القومي العربي. وبمعنى آخر أصبح الزعيم المصري زعيما قوميا تحت ضغط الواقع. لقد أصبح عبد الناصر قوميا ليس لشعاراتية متأصلة فيه، كما يحاول الإشارة بعض المتوترين من « الليبراليين العرب الجدد »، بل لأنه كان واقعيا. لا يجب أن يكون ذلك مفاجأة بأي شكل من الأشكال: جوهر الرؤية القومية ليس عقيدة إيمانية بمشروع مستقبلي بل هي قبل ذلك إدراك دقيق لهوية المنطقة وطبيعة الصراع القائم فيها. وبهذا المعنى ليس الأمن القومي العربي مشروعا للتحقيق بقدر ما هو واقع قائم. وسواء كان ذلك الأمن منتهكا أو مخترقا فإن ذلك لا يعني البتة عدم إدراك الأطراف العربية في جملتها، بما في ذلك النظام الرسمي القائم، لأهمية ارتباط أمنهم بالأمن القومي. ولهذا حتى تلك الأطراف العربية التي تموقع نفسها لأسباب عديدة ضمن استراتيجيا الأمن القومي الأمريكي فهي تعرف جيدا أهمية الحفاظ على حد أدنى من الأمن القومي العربي. غير أن طبيعة الالتزامات التي انخرطت فيها تكبح الامتداد الطبيعي لمعاني أمنها القطري الى الحد الذي تتفادي فيه حتى النظر لأمن القطر المجاور كأي طرف مجاور لا يجمع بينهما الرابط القومي. وهكذا تنظر دولة مثل تركيا بجدية أكبر إلى طبيعة الوضع في العراق أو سوريا ولتأثير ذلك على مصالحها القومية مقارنة بما تقوم به مثلا أنظمة مثل الأردن والذي يبدو أحيانا كثيرة مهتما بالمصلحة الأمريكية أكثر حتى من مصالحه القطرية عند تعامله مع الوضع في القطرين المذكورين.  ورغم ذلك فإن تهور الاستراتيجيا الأمريكية خاصة في مرحلتها النيومحافظة دفع الكثير من المتموقعين ضمنها الى الاحتراز والتخوف حيث فهموا أنه لا يوجد ما يكفي من الضمانات لعدم امتداد آثار الحروب الأمريكية إلى الداخل القطري الذي اعتقدوه محصنا بعيداعن تهديد « القومجيين ». وفي هذا السياق يعيد من تبقى فيهم بعض الحكمة من الراهن العربي الرسمي اكتشاف مزايا الحفاظ على حد أدنى من الأمن القومي العربي ولو أن ذلك يتم الآن من خلال تكتلات عربية إقليمية موضعية وظرفية ومن خلال تمثل هذا الحد الأدنى ضمن معايير غير دقيقة تحور طبيعة الأمن القومي لتصل ضمنيا حتى إلى مستوى الحديث عن أمن عربي سني في مواجهة « هلال فارسي شيعي ».  وبشكل عام وبالرغم من كل هذا القصور في التصور والممارسة فإن الحقائق الأكثر بداهة للرؤية القومية، أي أساسا تلك المتمحورة حول مفهوم الأمن القومي العربي، لا زالت حقائق شديدة العناد وتجاهلها بالتحديد وما ينشأ عن ذلك من فراغات هو الذي يوفر الأرضية لانفلاتات التنظيمات القاعدية والتي تقدم مفاهيم واستراتيجيات بديلة مقوضة للأمن القومي. 
القاعديون والتهديد بالحروب الطائفية والأهلية: التقويض الآخر للأمن القومي حسب الاستراتيجيا العملية والمعلنة للتنظيمات القاعدية فإن مسألة « حاكمية الشريعة » تتبوأ مكانة مركزية. وبمعنى آخر فإن « أمن الشريعة »، بما يتضمن ذلك من المعاني الطائفية الضيقة للـ »سلفية الجهادية »، يحتل المكانة العليا التي يتم على أساسها الفرز العام لقائمة « المؤمنين » و »المرتدين ». وتستبدل هذه المنظومة ذلك المعطى الواقعي المتمثل في الأمن القومي. إن جوهرالتنظيمات القاعدية هو استرجاع لمقولة إسلامية سابقة مفادها رفض الواقع الراهن القائم بالأساس على رئيسية المرجعيتين الوطنية والقومية للعمل السياسي من خلال اعتبار هذه المعايير ببساطة معايير « جاهلية ». لكن الوضع العراقي، على سبيل المثال، يؤكد، من جهة أخرى، معطى غير قابل للتجاهل: أن الحفاظ على شعبية التنظيم المسلح المناهض للاحتلال غير ممكن خارج شروط التركيبة العراقية شديدة الحساسية تجاه نعرات الحرب الطائفية وهكذا فإن هذا الشرط الأساسي للحل المسلح الناجع، أي العلاقة المتينة بين المسلح ومحيطه الشعبي، سيفرض على التنظيم القاعدي الانقسام ومن ثمة تخلي البعض عن جوهر الرؤية القاعدية أي التخلي عن القول بعلوية ماهو سني سلفي على ما هو وطني.[i] وفي الواقع فإن هذا التهديد للصيغة الوطنية والمغامرة بتفتيتها بدعوى « جاهلية العصبية الوطنية » (يقع تمثيلها بالعصبية القبلية) لا يتجه إلى تقويض الدول القطرية في مصلحة دولة جامعة بقدر ما يسعى لإقامة دولة جامعة تحت النفوذ الاستبدادي للطائفة « السنية » في محيطها العقائدي الأقل انفتاحا. وهو ما يؤدي إلى إشعال سلسلة من الصراعات الأهلية على أساس « الهوية » ليس فقط بين الفصيل « السني » والآخر الشيعي أو حتى الطوائف النصرانية العربية بل حتى في خضم المحيط « السني ». فلا يجب الوقوع هنا في المغالطة القاعدية التي تدعي الدفاع عن « أهل السنة والجماعة » حيث يقع الدفاع عن فصيل أقلي ضمن الساحة الشاملة للسنة العرب. إن المؤشر الآخر الباعث على الاهتمام هو الالتقاء على مستوى الرؤية الاستراتيجية بين التنظيمات القاعدية المؤججة للصراع « السني-الشيعي » وبعض الأطراف العربية الرسمية التي تتحدث عن تهديد « الهلال الشيعي ». فتقييم الجانبين يتجه عمليا للالتقاء حول استهداف « غير السني » العربي بوصفه تهديدا ضروريا. إن ذلك يؤكد مقولة أساسية في علاقة ببداهة الطرح القومي من جهة الواقع القائم: تفتيت الصيغ الوطنية القائمة في إطارها القطري الراهن تهديد مباشر للأمن القومي العربي. وهنا، ورغم ما يبدو لذلك من مفارقة بالنسبة للخطاب القومي الحركي، فإن الدفاع ضد تفتيت الدولة القطرية على أساس الصراعات الطائفية والأهلية يصب مباشرة في إطار الدفاع عن الأمن القومي العربي.
الإسلام المعتدل والرؤية القومية شاب تعبير « الإسلام المعتدل » المعرب عادة من رديفه الإنجليزي (moderate Islam) الكثير من الجدل إلى الحد الذي يتهم فيه البعض كل من يستعمله بأنه « يلوك الخطاب الأمريكي ». وسواء أكان أصل المصطلح ضمن القاموس السياسي الأمريكي أم لا فإنه تعبير يحتاج الاهتمام لمعانيه الفعلية والتي تفلت بالتأكيد من الضوابط الأمريكية. فمن جهة هناك استعمال شديد الضبابية وغير نزيه يدفع في اتجاه إضفاء تسمية « الإسلام المعتدل » على كل من يجاهر في الأساس بالعداء لأساسيات في الدين الاسلامي. وبالنسبة لشخص غير متوازن مثل دانيال بايبس فهناك ضرورة لدعم « المسلم المعتدل » وهو ذلك الطرف المعادي بالأساس لأي طرف إسلامي والذي يمكن أن نطلق عليه بدون مبالغة طرفا استئصاليا. غير أن هناك « إسلاميين معتدلين » وهنا يرفض شخص استئصالي مثل بايبس المصطلح أصلا معتبرا أنه من الاستحالة أن يكون طرف إسلامي معتدلا بالأساس. وبالرغم من أن البعض يمكن أن يرى في بعض التنظيمات الإسلامية العراقية اعتدالا لأنها متعاونة مع الاحتلال القائم فإن ذلك لا يعني أن هذا التعبير خاطئ في ذاته. في الحقيقة يوجد إسلاميون معتدلون وهؤلاء يمكن التعرف عليهم ليس على أساس تعاونهم مع الاستراتيجيا الأمريكية بل من خلال تمايزهم الجذري مع التنظيمات القاعدية وهو ما ينطبق على أطراف إسلامية تعتبرها الإدراة الأمريكية « إرهابية ». وهكذا فإن تنظيمات لا يشك في ممانعتها للاستراتيجيا الأمريكية مثل « حركة حماس » أو « حزب الله » هي في الأساس نماذج للتيارات الإسلامية المعتدلة. ولا يتعلق الاعتدال هنا بدرجة الحرص على تنفيذ أحكام فقهية لا تتردد القاعدة في العمل بها بل يشمل مسائل أهم مثل الاعتراف بالواقع الوطني والقومي كأطر للعمل السياسي في المشهد العربي. وهكذا فإن اعتدال الحركتين المذكورتين يتمثل خاصة في وعيهم الكبير بمفهوم استراتيجي مثل الأمن القومي العربي. ينطبق ذلك أيضا على بقية التيارات الإسلامية المعتدلة (والتي تعرف نفسها على هذا الأساس) والتي تتصرف بشكل مسؤول تجاه هذا المفهوم الاستراتيجي. إن المثير هنا أن مقابل الالتقاء العملي بين التنظيمات القاعدية وبعض الأطراف العربية الرسمية حول استثارة الصراع الطائفي السني الشيعي هناك في المقابل تشكيل لم يظهر إلى السطح السياس العربي بعد لو أن مكانه يبدو مهيئا: الالتقاء بين التيارات الإسلامية المعتدلة والطيف العربي السياسي الغالب غير المؤطر في كثير من الأحيان والمتمسك بالدفاع عن مفهوم الأمن القومي العربي. وفي الحقيقة في نقطة الالتقاء هذه تكمن الحالة التي تذوب فيها الأطراف الإسلامية المعتدلة ببنيتها ومفهومها التقليدي مع التيارات القومية في بنيتها ومفهومها التقليدي. إن الالتقاء الاستراتيجي يعني نهاية الطرفين، كما اعتادا أن يكونا. يبقى أن هذه الحالة من الذوبان المتبادل تبدو أكثر رجاحة في بعض الظرفيات الإقليمية العربية منها مقارنة بأخرى.
أفق الحوار القومي-الاسلامي مغاربيا هناك ملمح جديد في الوضع المغاربي سيساهم بشكل بالغ في إعادة تشكل الواقع السياسي: « قاعدة الجهاد في بلاد المغرب ». فمنذ البيعة الرسمية مؤخرا لتنظيم « الجماعة السلفية للدعوة والقتال » تجاه تنظيم القاعدة وحسم مسألة القيادة التي سيتم إحالة « أمر بلاد المغرب » اليها من قبل الإمارة القاعدية والتقارير الصحفية عن تدريب عدد من المواطنين المغاربيين من قبل التنظيم الجزائري بهدف توسيع دائرة الصراع الأهلي إلى بقية الأقطار المغاربية فإن مسألة بروز تهديد التنظيمات القاعدية للسلم الأهلي مغاربيا سيصبح مجرد مسألة وقت. إن ذلك سيدفع إلى الواجهة الحاجة التاريخية لعقد اجتماعي جديد يجبّ العقد الاجتماعي المرتجل في ما بعد مرحلة الاستقلال ويحظى بالقبول والاقناع وهو ما لم يتحقق حتى الآن. وليس العقد الاجتماعي في هذه الحالة وبالتعابير السياسية الراهنة سوى مشروع المصالحة الوطنية.  إن مسار المصالحة الوطنية مغاربيا هو المسألة الجوهرية في المستقبل السياسي المنظور. لا يتعلق ذلك بمجرد تمنيات بل هو ما سيشكل جوهر الصراع السياسي بالذات وحوله سيتم حسم طبيعة المرحلة المقبلة. وليست مسألة الدمقرطة بمعزل عن هذا المسار. إن التفاعلات والتجاذبات المتصاعدة مغاربيا تبين أن الدمقرطة لا يمكن أن تتم بمعزل عن واقع معقد فيه الكثير من التوازنات المحلية والإقليمية والدولية. ومثلما كان الحال دائما، بما في ذلك في النماذج الغربية، فإن الدمقرطة ستتحدد مسارا وتوقيتا وسرعة حسب توافقات موضوعية معقدة. والتوافقات وحدها وليس عقلية الفرض والإملاء أو التوتر والصراخ هي التي ستحل المعضلات القائمة. ومن هذا المنظور يجب النظر إلى مسألة المصالحة الوطنية. فهي، بمعنى آخر، البعد الواقعي والعملي التي ستشكل القاعدة التوافقية الممكنة لإرساء مسار دمقرطة حقيقي ومن ثمة تحقيق المثال الديمقراطي. إن مسار المصالحة الوطنية الذي هو في وضع تشكل في بعض الأقطار وفي حالة ما قبل الولادة في أقطار أخرى سيصبح مسارا حتميا للبقاء بمجرد أن يسترجع التهديد القاعدي للسلم الأهلي حيويته (في المثال الجزائري) أو يصبح أمرا واقعا (في بقية الأقطار)، وهي للأسف وكما أشرت ليست إلا مسألة وقت. إن استمرار البعض في إنكار هذه الآفاق بدعوى نجاح ما هو قائم لن يغير في الأمر شيئا إلا في اتجاه تعقيد الحلول وتأجيل التوافق. إن لمعادلة المصالحة الوطنية مغاربيا علاقة قوية بل مشروطة بطبيعة العلاقة بين الأطراف القومية والاسلامية. من الضروري التأكيد هنا على الطبيعة الخاصة للمحيط المغاربي. حيث يبدو التواجد المهيمن للإسلام مغاربيا وبمدرسته السنية المغاربية العريقة (المالكية) عاملا أساسيا شكل ويشكل قاعدة للتوافق يجمع الغالبية العربية مع الأقليات البربرية. أكثر من ذلك فإن الخصوصية العربية البديهية للإسلام جعلت من مفهوم العروبة مفهوما متضمنا حتى ضمن الظرفية البربرية. ومن ثمة فإن التماهي بين الظاهرة الإسلامية والقومية في الواقع المادي والثقافي المغاربي جعل من الصعوبة بمكان حصول استقطاب سياسي متبادل بين التيارات السياسية التي تتصدر الدفاع عن الظاهرتين مثلما حدث بشكل مبكر وبارز في المشرق العربي. وهكذا كانت الحركات الوطنية التي قادت مسيرة الاستقلال هي حركات قومية – إسلامية بالفطرة (حزب الاستقلال، جبهة التحرير، حزبي الدستور القديم والجديد). وبالرغم من السلبيات المرتبطة بتقاليد استبدادية لم يكن سهلا تجاوزها فإن من المثير أن مختلف هذه الحركات الوطنية قد احتوت إلى هذه الدرجة أو تلك نزعات عملية وفكرية نحو الانتماء القومي الإسلامي. وربما من العثرات التي يمكن حسابها على التيارات القومية والإسلامية المغاربية المشابهة للحالة الحركية المشرقية بشكل متفاوت هو عدم إدراكها الكافي لأهمية الكتل القومية والإسلامية في البنى القطرية المغاربية بما في ذلك داخل الأحزاب المهيمنة. وربما من عوامل اللخبطة تصرفات هذه الكتل نفسها والتي تذهب في أحيان كثيرة إلى تصور غير دقيق يقول بضرورة تمييز « الأمة القطرية » (« الأمة المغربية »، « الأمة الجزائرية »، « الأمة التونسية ») والتأكيد عليها بشكل يستفز الأطراف الحركية القومية والإسلامية.[ii] وبشكل عام يبدو الوضع المغاربي كالتالي: أولا، أطراف محلية لا ترغب في المصالحة الوطنية لتداعيات الدمقرطة المتماهية معها ومن المفارقة أن هذه الأطراف تبدو متناقضة: من جهة أولى جزء من النخب الحاكمة الآتية إثر العقد الاجتماعي المرتجل والضمانات الدولية الأمريكية لعالم ما بعد الاستقلال وغير المستعدة لإدراك المتغيرات القطرية والقومية، ومن جهة ثانية التنظيمات القاعدية التي ترفض الجميع وترى في الديمقراطية والمصالحة مع « المرتدين » و »الكفار » ضلالا مبينا. ثانيا، أطراف إسلامية وقومية ووطنية اعتدالها يكمن في تفهم الواقع القطري والقومي والاستعداد للدفاع عن الأمن القومي في إطار جغراسياسي مغاربي يشكل جناحا هاما للأمن القومي العربي. إن أي حوار منظور بين التيارات القومية ونظيرتها الإسلامية يجب أن يأخذ بعين الاعتبار هذه الملامح العامة للوضع الراهن والتي يمكن حصرها في النقاط التالية: -الطرح القومي بوصفه توصيفا لواقع أكثر منه مشروعا بديلا -الإسلام القاعدي هو نتيجة للفراغات في الأمن القومي وعامل مقوض لهذا الأمن في نفس الوقت -الإسلام المعتدل سينتهي إلى الإقرار بأن الطرح القومي هو الطرح الأكثر واقعية -هناك قوميون وإسلاميون بالفطرة في الواقع الخصوصي للمغرب العربي
(*) باحث تونسي يقيم في أمريكا الشمالية [i]  في الوضع العراقي هناك تموقع سياسي جديد يتمثل في ظاهرتين مفارقتين لا يمكن على المدى المنظور سوى التوافق بينهما للبقاء: من جهة هناك إعادة تشكل الخارطة السياسية على أساس التركز الطائفي والقومي ومن جهة أخرى هناك تباين طائفي وقومي حول مفهوم الوطن العراقي. وعلى سبيل المثال هناك تيارات طائفية وقومية معادية لفكرة الوطن الجامع في حين هناك تيارات طائفية وقومية تدافع بشراسة عن مبدأ الوطن العراقي. إن هذا نموذج آخر، ينضاف للنموذج اللبناني مفاده القاعدة التالية: يمكن للتركز الطائفي أن يكون مقوضا للوحدة الوطنية ولكن ذلك ليس أمرا ضروريا. حيث يمكن للتنظيم المشروط بقاعدة طائفية أن يكون قاطرة للوحدة الوطنية على أساس دوره الدقيق في معادلات و توازنات الداخل القطري و الامتداد القومي. وفي هذه الحالة يصبح الحفاظ على الوطن مصلحة طائفية. [ii]  كان مفهوم « الامة القطرية » في الأساس مفهوما دفاعيا ضد الإلغاء الاستعماري. وهكذا مثلا كانت صرخة الشيخ عبد العزيز الثعالبي والذي لا يشك في إخلاصه للانتماء العربي-الاسلامي لتونس من خلال كتابه « تونس الشهيدة ». كما يجب فهم إصرار الزعيم الوطني من الحزب الدستوري الجديد على البلهوان على نفس الصيغة كما هو معروف في مؤلفه « نحن أمة » في ذات الاطار. وفي الحالتين لم تكن « الأمة التونسية » في ذلك الاطار مفهوما مناقضا للانتماء العربي-الاسلامي بقدر ما كانت مفهوما ضروريا لاعادة استكشاف الهوية العربية الاسلامية المميزة للامة القطرية والتي تم تهميشها في ظل الهيمنة الاستعمارية. غير أن الصراعات بين القطرية في ما بعد الاستقلال وخاصة بين بعض الزعماء المغاربيين والرئيس عبد الناصر أدت الى التأثير على أصول مفهوم « الأمة القطرية » ليصبح إطارا مفهوميا للانعزال، ليس عن الانتماء العربي-الاسلامي في المطلق و لكن عن القيادات القومية في المشرق العربي. من المهم تتبع إعادة التركيز على هذا المفهوم لدى بعض القيادات التلقيدية المحلية ومعاني ذلك، وبشكل عام لا أعتقد أنها تأتي بالضرورة على الضد من رؤية مغاربية وعربية واحدة.
 
(المصدر:العدد التاسع عشر من مجلة أقلام أون لاين السنة الخامسة / نوفمبر – ديسمبر 2006 )

 

جدار « الفصل » الاقتصادي الأمريكي
توفيق المديني وقع الرئيس الأميركي جورج بوش يوم  الخميس 26 أكتوبر الماضي على قانون يقرّ بناء جدار عازل بطول 1200 كلم ، من أصل الطول الإجمالي لهذه الحدود الفاصلة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك، البالغ 3200 كيلومتر. . وينتظر أن تتجاوز تكاليف إنجاز هذا الجدار 1.2 مليار دولار كدفعة أولى ، إضافة إلى عدة مئات من ملايين الدولارات  التي ستنفق على 1500 شرطي إضافي لمراقبة الحدود، و على بناء معتقلات إضافية تتسع لاحتجاز سبعة ألاف مهاجر غير شرعي ممن يلقى القبض عليهم اثناء التسلل. وسيستكمل بناء الجدار قبل نهاية 2008 . ويأتي هذا الإجراء لينضاف إلى سلسلة من الإجراءات الأخرى الهادفة إلى الحد من تدفق المهاجرين عبر الحدود المكسيكية وصحراء أريزونا القاسية نحو الأراضي الأمريكية حيث سيتكفل 1800 برج مراقبة مجهزة بأحدث التقنيات بحراسة خط التماس بين « جنة الأمريكيين المحمية » وعالم الفقراء في أمريكا الجنوبية، فضلا عن بناء مراكز لإيواء المتسللين قبل ترحيلهم إلى بلدانهم، تصل طاقة استيعابها إلى 6700 شخص. وقد ندّد المكسيك بهذا القرار ، الذي يتناقض مع فكرة إنشاء السوق القارية الكبرى للأميركيتين فكرة قديمة – جديدة ، التي تبناها الرئيس بوش الأب عام 1990 ، وواصل الرئيس السابق بيل كلينتون السير في الطريق عينه عندما أقرت في عهده اتفاقية منطقة التجارة الحرة لأميركا الشمالية وهو ما أصطلح علىتسميته بالنافتا NAFTA   ،أي   اتفاقية تحرير التجارة لدول أمريكا الشمالية(ALENA) ،التي دخلت حيز التنفيذ عام 1994 بعضوية ثلاث دول : الولايات المتحدة الأمريكية، كندا ، و المكسيك، ويبلغ اجمالي عدد السكان 406 ملايين نسمة. ويشكل هذا القانون الجديد ضربة موجعة للرئيس المكسيكي الذي سيغادر الرئاسة فانسنت فوكس، الذي عوّل كثيرا على علاقات متميزة مع الولايات المتحدة الأميركية ، و تمنى الحصول  في اللحظة الأخيرة على إصلاح يشرعن وجود الملايين من المهاجرين غير الشرعيين في الولايات المتحدة الأميركية. و هاجم الرئيس المكسيكي فوكس بعنف قرار واشنطن بناء سياجات جديدة على حدود المكسيك، قائلا إنها خطوة اتخذها الجمهوريون الذين يواجهون الانتخابات النصفية للكونغرس. ووصف السياج بأنه شبيه بجدار برلين. أما الرئيس المكسيكي الجديد الذي سيتسلم  منصبه في بداية العام المقبل  بعد فوزه الصعب و المثير للجدل ، فيليبي كالديرون، فكان أكثر هدوءا، ربما لأنه لا يريد مجافاة الأميركيين و هو المجفو سلفا من شعبه الذي سيزيده الجدار عداء لأميركا و لحلفائها الداخليين الذين يعانون من اهتزاز فعلي جراء تصاعد شعبية اليسار. وشكك السيناتور الديمقراطي أدوراد كيندي رغم الأغلبية التي قبل بها المشروع في مجلس الشيوخ  ( 80 صوتا مؤيدا مقابل 19 صوتا معارضا) في نجاعة هذا الإجراء لمعالجة معضلة الهجرة السرية واعتبره هدرا للمال العام دون ضمانات فعلية لإيقاف أفواج المهاجرين نحو أمريكا بحثا عن العمل أو الثروة أو الرّفاه. أما الخارجية المكسيكية فعبرت عن امتعاضها واستيائها من هذا القانون الذي يعامل الأجانب في أمريكا كمصدر خطر داهم ويسيء للعلاقات بين البلدين. وكان زعماء أوروبيون وأميركيون لاتينيون  نعهدوا في أعمال قمة استمرت يومين في مونتيفيديو، بذل جهود منسقة لكبح جماح الهجرة غير الشرعية والدفاع عن حقوق العمال الذين لا يملكون وثائق.واستنادا الى المفوضية الاقتصادية لاميركا اللاتينية والكاريبي، كان 25 مليون مهاجر من اميركا اللاتينية يعملون او يعيشون في بلدان غير بلدانهم عام 2005، بعدما كان هذا العدد 21 مليونا عام 2000.والتزم المشاركون في القمة السيطرة على الهجرة ومكافحة استغلال المهاجرين الشرعيين وغير الشرعيين. كذلك اصدروا بيانا انتقدوا فيه السياج الاميركي على طول حدود المكسيك، معتبرين أن حواجز كهذه تشجع « التمييز وكراهية الأجانب »، وأعربوا عن « رفض حيوي » للحظر التجاري الأميركي على كوبا.وقال رئيس الأمانة العامة للقمة انريكي ايغليسياس خلال جلسة مغلقة شارك فيها العاهل الاسباني الملك خوان كارلوس ومبعوثون من البرتغال واندورا و19 دولة أميركية لاتينية: « انها المرة الاولى في تاريخ المجموعة الايبيرية – الاميركية يتم التوصل الى اعلان مشترك في شأن الهجرة ». ورأى رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس رودريغيز زاباتيرو أن الهجرة هي « مصدر للتطور » اذا ما كانت مضبوطة ومنسقة، بينما « الهجرة السرية تدفع المهاجرين الى العيش على هامش الحقوق الأساسية، بما فيها حرمان العمالة العادلة ». وحض الدول على كسر « مافيات » تهريب المهاجرين.وقالت الرئيسة التشيليانية ميشيل باشليه التي ستستضيف القمة سنة 2007 ان الاعلان عن الهجرة هو بمثابة « التزام للدفاع عن حقوق المهاجر ». و مع أن هناك توافقا داخل الادارة الأمريكية حول أسس و أدوات  التحرك على الساحة الخارجية ، ومن بينها ساحة الأميركيتين ، فإن أن  ثمة اعتراضات أو احتجاجات على المنطق الرسمي الأمريكي الخارجي في التعامل مع المهاجرين القادمين من المكسيك و بلدان أميركا الوسطى و الجنوبية  ،إذ يرى  بعض الخبراء و المتخصصين الأميركيين أن بناء الجدار العازل يتناقض مع منطق العولمة الرأسمالية ، و التجارة الحرة، ،وسيحرك الصراع التجاري بين الأميركيتين.   إن تشكيل السوق القارية الكبرى جزء من كل يتمثل في تعظيم المكاسب الاقتصادية التي تحققها واشنطن من جراء تحرير التجارة ، حيث أن حبس القيود في الأسواق الخارجية تسيطر على قطاع الأعمال ومتخذ القرار السياسي في البيت الأبيض سواء بسواء . فالشركات الأميركية تعتبر أن الحواجز التجارية ، تمثل أكبر عقبة تحول دون رفع قيمة مبيعاتها إلى الخارج . وكلما زادات الصادرات إلى الخارج ، ارتفع معدل النمو الاقتصادي ، و من ثم فإن العلاقة طردية بين الجانبين . ويتساءل المحللون الاقتصاديون في القارة الأميركية ، هل أن مشروع إنشاء السوق القارية الكبرى، يعني القبول بالنموذج النيوليبرالي الذي يترجم بخلق حلف مقدس مع الدولار، أو بمعنى آخر دولرة  أميركا اللاتينية  ، و لكن من دون السماح لعبور الأشخاص للعمل في السوق الأميركية الشمالية.                                                                                                إن كل المعطيات تشير إلى أن للولايات المتحدة لا تزال تنظر إلى أن أميركا اللاتينية هي مصدر مشكلات بالنسبة للأميركيين الشماليين ، لا سيما بسبب المخدرات والهجرة .أما حديث أميركا عن العولمة ، و حرية الأسواق ، و الانفتاح ، فهي كلها خاضعة للمعايير المزدوجة حينا ، و الكذب الصريح في أغلب الأحيان من قبل واشنطن خاصة ،و الغرب عموما، أي من الطرف الملائم  لمشاريع الهيمنة، سواء تعلق الأمر بالحماية التجارية و الاقتصادية أو بالملف الزراعي و المساعدات الزراعية، و إعادة الهيكلة و إغراق الأسواق، وصولا إلى مشكلة الهجرةالتي اصطدمت بجدران الديمقراطية . * كاتب اقتصادي  
(المصدر: صحيفة الخليج الصادرة يوم 29 نوفمبر 2006)

 


الدم العراقي
محمد كريشـان اقرار رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بأن السياسيين في بلاده هم من يتحمل مسؤولية العنف المستشري هناك بسبب استمرار خلافاتهم اعتراف في محله وان لم يكن صاحبه يقصد بالتأكيد أن هؤلاء جميعا كطبقة سياسية جديدة في العراق الجديد هم سبب البلاء كله ليس فقط بسبب تواطئهم مع الولايات المتحدة لغزو بلادهم وانما أيضا بسبب اطلاقهم العنان بعد ذلك لكل نوازع الحقد العرقي والطائفي أن ترتع كما اتفق وبلا حدود في تقاطع متواصل مع أكثر من طرف خارجي. المسؤولية السياسية مسألة علي قدر كبير من الأهمية لكنها يجب الا تحجب بأي شكل من الأشكال مسؤولية أخري لا تقل قيمة وهي المسؤولية الجنائية فاستقالة وزير نقل مثلا في بلد ما بعد كارثة اصطدام قطارين وسقوط عشرات القتلي لا يمكن أن تعني اغلاقا للملف فهناك الي جانب ذلك تحقيق ميداني فني يفترض أن يصل في النهاية الي تحديد المسؤولية المادية المباشرة عن هذا الحادث واحالتهم، حسب درجة التورط، اما الي المحاسبة الادارية أو القضائية في المحاكم. وكذلك الشأن في العراق فمسؤولية السياسيين الواضحة والأساسية لا تعني صرف النظر عن ضرورة البحث الجاد وبلا كلل عمن يقف، بالأوامر أو التنفيذ، وراء هذه المذابح الشنيعة للمدنيين العزل وهذه التفجيرات في الشوارع بعيدا عن أي أهداف عسكرية واضحة، أو هذه الجثث مجهولة الهوية الحاملة لآثار تعذيب وحشية مريضة لا يمكن أن تصدر أبدا عن أناس أسوياء، أو هذا الخطف والقتل علي الهوية واستهداف بيوت الله سواء سميت حسينيات أو مساجد أو كنائس. من يأمر بذلك ومن ينفذه ؟ سؤال حارق مرير لا أحد رد عليه بشجاعة ووضوح بغير تلك التمتمات السريعة الأشبه بالتعويذة والمشيرة بهمهمة غير مدعمة بحجج منزهة عن الهوي الي أنهم ممن يسمون بالتكفيريين أو البعثيين أو فرق الموت دون أن نفهم بوضوح في النهاية من فعل ذلك بالضبط ولماذا لم نشاهد، ولو لمرة واحدة، القاء القبض علي فاعل حقيقي يمكن أن يحظي اتهامه بالمصداقية المطلوبة وفق المعايير الدولية المرعية في هذا الشأن وليس علي طريقة الاعترافات التلفزيونية الممجوجة أو المهزوزة في بواعثها وأهدافها. صورة العجوز الذي يبكي ابنه والمرأة التي تنتحب قرب جثة زوجها أو أخيها أو صورة الطفل المرعوب وسط جثث أفراد عائلته وسط سوق شعبي والتي أوجدت ما بين 4 و5 ملايين يتيم في البلاد حسب أرقام المنظمة الدولية للطفولة (اليونسيف)، كلها باتت صورا يومية علي أغلفة المجلات وصدر الصفحات الأولي وفي كل النشرات التلفزيونية حتي فقدت وقعها وبلدت احساس كثيرين تجاه كارثة انسانية غير مسبوقة. هذا كله بسبب الاحتلال الأمريكي للعراق، يسارع كثيرون الي القول من السياسيين وغيرهم ولكن علينا مرة أخري أن نميز بين المسؤولية السياسية والمسؤولية الجنائية خاصة في ضوء تواتر بعض الروايات التي تحمل القوات الأمريكية المسؤوليتين معا فقد روي أحد العراقيين في ندوة عقدت مؤخرا في بيروت عن نقيب في الشرطة العراقية لا يريد أن يظهر ويتحمل مسؤولية أقواله خوف التصفية أنه رأي بأم عينيه، وقد كان في مهمة بالصدفة في أحد زوايا بغداد، رأي جنودا أمريكيين يطلقون قذائف الهاون مرة علي حي الأعظمية (ذي الغالبية السنية) ومرة أخري علي حي الكاظمية (ذي الغالبية الشيعية) المتقابلين في مسعي واضح لجعل كل من الحيين يعتقد أن الآخر بصدد قصفه للايقاع بينهما. وقد اعتقل النقيب بعد أن باغتهم بالجرم المشهود ولم يطلق سراحه الا بعد أربع ساعات عرف بعدها ما الذي ينتظره ان هو جعل من الحدث قضية رأي عام!! أما ما يعرف بـ فرق الموت فالبعض يربط بينها وبين مجيء جون نيغروبنتي سفيرا لبلاده في بغداد ثم مسؤولا عن أجهزة الاستخبارات الأمريكية وهو صاحب ذات التجربة في السلفادور في سبعينات القرن الماضي. آخرون يفضلون التريث والحذر في اطلاق العنان لمثل هذه الاتهامات للأمريكيين بالتخطيط والعمل علي اذكاء الحرب الطائفية في البلاد ويرون أن من بين السنة والشيعة علي حد سواء متشددين طائفيين لا يتورعون عن اقتراف مثل هذه الجرائم فيما يتهم آخرون ايران وأجهزتها الأمنية والتابعين لها بكل ذلك فيما لا يستبعد جزء آخر تورط الاسرائيليين أو فلول من المجرمين والمرتزقة الأجانب من العاملين في شركات الأمن الكثيرة والمستعدين لتقديم خدمات وسخة لأي طرف محلي أو اقليمي أو دولي. أسئلة حائرة كثيرة وبعضها لا يستبعد أن يكون كل من أشير اليهم سابقا مورطين جميعا بدرجات مختلفة ولكن من حق العراقيين والعرب والعالم أن يعرف بالضبط من يقف، جنائيا، وراء هذه المأساة اليومية أما من يتحمل وزرها سياسيا فأوضح من أن يشير اليه أي طفل عراقي مكلوم باصبع الاتهام. (*) صحافي تونسي (المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 29 نوفمبر 2006)

العرب وعاصفة الحجاب

 

رضي السماك   لئن كانت المؤسسات أو الجهة التي تبنت مشروع تنظيم مسابقة جمال الفتاة الإماراتية قد خانها التوفيق في طريقة التمهيد للمشروع وتكييفه مع تقاليد البلد وعاداته وأساءت توقيت الدعوة والترويج إليه من خلال إعلاناتها المفاجئة خلال شهر رمضان الفائت فإن تونس الرسمية هي الأخرى خانها التوفيق ليس في أسلوب الحملة الضارية العشواء على الحجاب فحسب، بل وفي اختيار شهر رمضان لتشديد الحملة، وهو نفس الخطأ الذي وقع فيه وزير الثقافة المصري فاروق حسني في الأيام الأخيرة من حيث تشديد الانتقاد اللاذع الساخر للحجاب أيضا وتعميمه. وكلتا الحملتين (الحملة التونسية وحملة وزير الثقافة المصري) ما كان ينتظر سوى أن تأتيا بنتائج عكسية تخدم انتشار الحجاب وزيادة التمسك به أكثر مما تؤدي إلى تحجيمه أو الحد من انتشاره. فتونس المتباهية بعلمانيتها القشورية – كتركيا – والتي بدأت حملتها على الحجاب مع بدء العام الدراسي ثم شددت هذه الحملة على نحو مهووس خلال شهر رمضان الفائت خوفا من انتشار وتنامي حركات الإسلامي السياسي وعلى الأخص النهضة تنسى أن التربة باتت مهيأة اليوم أكثر من أي وقت مضى لانتشار الحجاب ليس كرد فعل شعبي على ما مرت به تونس في فترات سابقة من ظواهر لتطرف «علماني« قشوري شكلي في الانفتاح على الغرب فحسب، بل ولأن تونس الرسمية هي نفسها ساهمت في خلق جانب من عناصر التربة المهيئة لتفقيس ونمو هذه الظاهرة، ولاسيما في ضوء تقليص هامش الحريات العامة التي عرف به نظامها البورقيبي الليبرالي رغم ما شابه من ثغرات خطيرة وتراجعات في سني عهده. ومن ثم يمكننا القول إنه في ضوء فشل المشروعين الليبرالي الرسمي واليساري الذي شهد ضربات متلاحقة عدا عن فشله في تجديد خطابه كان من الطبيعي أن يتنامى تيار الإسلام السياسي الذي يشهد عصر صعوده في كل البلاد العربية رغم أزمته السياسية والفكرية ورغم تفتته إلى عدة حركات وجماعات. وفي حين كانت الدول العربية الأخرى التي تعاني من أزمة في مشروعيتها الدستورية حذرة في الهجوم على الحجاب في سياق تملقها الشرعية الإسلامية كمكمل أو كمغط على أزمة المشروعية الدستورية أو شكلانيتها فإن تونس الرسمية التي تعاني من هذه الأزمة لم تتوان عن الهجوم العنيف الكاسح على الحجاب. وفي بلد يعاني فيه الناس من أزمات معيشية وإسكانية خانقة مختلفة فضلا عن شكاواهم المريرة المستمرة من تقلص هامش الحريات العامة كان من الطبيعي أن تخدم هذه الحملة الرعناء قوى الإسلام السياسي كرد فعل على مصادرة حرياتهم الشخصية في مسألة دينية أيا يكن الخلاف حولها، وهذا ما لم تنتبه إليه للأسف تونس الرسمية. ولعل ما ينطبق على تونس ينسحب تماما على مصر فيما يتعلق بتصريحات وزير الثقافة فاروق حسني الذي بدت حكومته «العلمانية« أكثر تعقلا وحذرا في تناول هذه المسألة منه، وهو ما أدى إلى استنكارها ليس من قبل الأزهر والإخوان المسلمين وشرائح واسعة من المجتمع فحسب بل ومن قبل أوساط ورموز في الحكومة والحزب الحاكم. ومشكلة فاروق حسني الذي أبدى سطوته بالقول لو كان لي زوجة لمنعتها من الحجاب – وهو من أقدم وزراء الحكومة المصرية، حيث أمضى فيها ما يقرب من ربع قرن، وقد نجا بأعجوبة من إقالته منها على إثر حريق مسرح بني سويف الذي راح ضحيته خيرة من الكوادر الشابة في التمثيل المسرحي – نقول إن مشكلته هي انه نسي بأنه أطلق تصريحاته التي هاجم فيها «الحجاب« بقوة ووصفه بأنه عودة إلى الوراء في توقيت لم يعم فيه فقط الحجاب على نطاق واسع كل أحياء العاصمة ومناطقها بمختلف أنواعها، الشعبية والراقية، القديمة والجديدة، الاروستقراطية والمعدمة المعروفة بالعشوائية، بل واخترق هذا الحجاب بيوت البرجوازيين وكبار المسئولين وبيوت العديد من الليبراليين من أوسع أبوابهم فهو بذلك خدش مشاعر بنات وسيدات هذه الفئات، عدا أن مصر الرسمية بالدرجة الأولى، فضلا عن حركات المعارضة اليسارية والليبرالية تتحمل كلتاهما مسئولية متفاوتة في تسبب هذا الانتشار الكاسح للحجاب في كل أرجاء القاهرة ومصر عامة وذلك للأسباب المتقدم ذكرها. والحال فإنه لجملة من العوامل الثقافية والسياسية والدينية والاجتماعية المتشابكة فقد بات من التبسيط المخل اليوم لظاهرة انتشار الحجاب وضع جميع مرتدياته في خانة «الإسلام السياسي«، إذ ثمة شرائح واسعة منهن يرتدينه لدوافع دينية صميمة عادية غير سياسية، بل وثمة شريحة واسعة أخرى منهن يرتدينه رغم انتمائهن إلى تيارات وثقافات يسارية وليبرالية أو إلى عائلات تنتمي إلى هذه التيارات وذلك تحت تأثير جملة من الدوافع والأسباب والضغوط الاجتماعية أقلها رغبتهن للتكيف في مناطقهن وأماكن عملهن مع هذه الموجة الكاسحة العارمة.. وهذا ما لم ينتبه إليه مهاجمو الحجاب الجدد والمسيئون إليه بعدما إرتفع انتشاره غير المسبوق تاريخيا في العالم العربي ومن ثم تحول «السافرات« إلى مجرد قلة قليلة نادرة تكاد تنقرض!   (المصدر: صحيفة « أخبار الخليج » البحرينية الصادرة يوم 29 نوفمبر 2006)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

2 septembre 2004

Accueil TUNISNEWS   5 ème année, N° 1566 du 02.09.2004  archives : www.tunisnews.net المجلس الوطني للحريات بـتونس: بيـــان مرصد حرية الصحافة

+ لمعرفة المزيد

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.