الأربعاء، 27 أغسطس 2008

Home – Accueil

TUNISNEWS
8 ème année,N°3018 du 27.08.2008
 archives : www.tunisnews.net 


حــرية و إنـصاف: إيقاف الناشط الحقوقي طارق السوسي

حــرية و إنـصاف : حسان الناصري يتعرض للاعتداء بالعنف من جديد

شبكة الصحافة العربية: الصحفي سليم بوخذير: »لست الصحافي الأول في تونس الذي يتحمل هذا المصير، بيد أنني أتمنى لو أكون الأخير »

آفاق : آلاف التونسيين يحتجون على حجب السلطات لموقع (فيس بوك) الاجتماعي

معز الجماعي : الشابي  ضيفا على قناة « الجزيرة »

زياد الهانـــــــــــــــــــــــــــي : تعـــــــقيــــــــــــــــب على الزميل الصحبي صمارة

اسلام أولاين: أعراس تونسية تبحث عن بديل لـ »المزود والزكرة »

صالح عطية : ‘ الزيتونة ‘ أول بنك إسلامي ينشئه رجل أعمال تونسي

الصباح : في ميناء حلق الوادي: جموع تحت لفحات الشمس.. وأعصاب مشدودة وصراخ: هل يمكن تعميم التذكرة الإلكترونية..

كونا : تونس وتركيا توقعان برنامجا للتعاون الثقافي للسنوات الثلاث المقبلة  

قنا : اجتماع عربي في تونس حول تنظيم الأسرة والصحة الجنسية والإنجابية

  

 يو بي أي : اللجنة الاستشارية المكلفة بالسلطات المحلية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة تعقد اجتماعها بتونس

الصباح : في  دراسة حول المستهلك التونسي والمواد الغذائية : مؤشر الرضا العام على الجودة الصحية للمنتوج التونسي لا يتجاوز 39 في المائة

  قنا : استثمارات القطاعي الزراعي التونسي خلال ستة شهور

رويترز : عائدات السياحة في تونس ترتفع بنسبة 10.5% في سبعة أشهر

يو بي آي : وسام الجمهورية للسباح التونسي أسامة الملولي 

يو بي أي : بدء فعاليات حملة إقليمية ضد مرض ‘الإيدز’ في تونس

الصباح : هل يكون يوم الاثنين أول رمضان الفضيل؟ معلومات دقيقة تكشف خريطة هلال رمضان في الدول العربية والاسلامية
 

الشادلــــــــــــــــــــــــــــــي العيادي :   نــــــــــــــــــــــــــداء

أبوجعفر لعويني : إلى السيد الشاذلــــــــــــــــــــــــيّ العيّادي

برهان بسيّس : نحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــو عالم جديد

توفيق المديني : الجزائر في مواجهة الإسلام السياسي الثالث : سلفي، متعصب، مقاتل لكن عددالتائبين – المخبرين كبير

ياسر زعاترة : سلفيو لبنان: لماذا وقّعوا؟ ولماذا تراجعوا؟

القدس العربي : منع مسلمة من دخول متحف في إيطاليا بسبب النقاب

الخبر الجزائرية :   الطرد يلاحق عائلة مجاهد في تونس بقرار من القنصل العام : أفرادها ناشدوا بوتفليقة التدخل…..

رويترز : لبنان يتهم القذافي في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر

ايلاف تحاور « فتحي عثمان: المشروع الإيراني لا يقل خطراً عن المشروع الصهيوني ودعاوى التقارب الإيراني تسير باتجاه تشييع العرب »

محمّد العادل : تركيا وإفريقيا.. شراكة استراتيجية

الراية : تركيا تبحث عن نفوذها الضائع في بلاد العرب

زهير الخويلدي:روسيا والغرب: لعبة التحدي والتناقض

(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To readarabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


اسماء السادة المساجين السياسيين من حركة النهضة الذين تتواصل معاناتهم ومآسي عائلاتهم وأقربهم منذ ما يقارب العشرين عاما بدون انقطاع. نسأل الله لهم  وللمئات من الشبان الذين تتواصل حملات إيقافهم منذ أكثر العامين الماضيين فرجا قريبا عاجلا- آمين 

 

21- هشام بنور

22- منير غيث

23- بشير رمضان

24- فتحي العلج 

 

16- وحيد السرايري

17-  بوراوي مخلوف

18- وصفي الزغلامي

19- عبدالباسط الصليعي

20- الصادق العكاري

11-  كمال الغضبان

12- منير الحناشي

13- بشير اللواتي

14-  محمد نجيب اللواتي

15- الشاذلي النقاش

6-منذر البجاوي

7- الياس بن رمضان

8-عبد النبي بن رابح

9- الهادي الغالي

10- حسين الغضبان

1-الصادق شورو

2- ابراهيم الدريدي

3- رضا البوكادي

4-نورالدين العرباوي

5- الكريم بعلوش


 أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 27/08/2008 الموافق لـ 25 شعبان 1429

إيقاف الناشط الحقوقي طارق السوسي

 

عمدت قوات الأمن بعد ظهر اليوم الأربعاء 27/08/2008 إلى إيقاف الناشط الحقوقي و العضو المؤسس للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين  السيد طارق السوسي و اقتياده من منزله الكائن بمدينة بنزرت إلى مكان مجهول و ذكرت زوجته أن أشخاصا طرقوا باب المنزل طالبين فتحه بدعوى أنهم أعوان الشركة التونسية للكهرباء و الغاز ، و ما إن فتحت الباب قليلا للتعرف حتى قاموا بمداهمة المنزل و اختطاف الناشط الحقوقي و لازالت عائلته تجهل إلى حد الساعة التاسعة ليلا من مساء اليوم مكان وجوده و يبدوا أن هذا الإيقاف تم على خلفية تصريح أدلى به إلى قناة الجزيرة المغاربية اثر إيقاف كل من   معز القاسمي  ، الياس منصر ، اسكندر البوغانمي ، كريم التياهي ، محمد وائل بومعيزة ، بشير المحمدي ، منير بن شعبان و نور الحق بالشيخ سجين رأي سابق الذي أقتيد الى وزارة الداخلية ثم افرج عنه في نفس اليوم مساءا    و قد تمت  هذه الإيقافات في إطار الحملة على الشباب المتدين تحت عنوان ما يسمى  » بدعم المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب  » و هو قانون أجمع الحقوقيون على اعتباره غير دستوري و لا تتوفر فيه الضمانات الكافية لمحاكمة عادلة.   و حرية و إنصاف   -تعتبر هذه الإيقافات المتتالية للناشطين الحقوقيين من أجل آرائهم و نشاطاتهم الحقوقية تهدف الى تخويفهم و إسكات أصواتهم قصد التغطية على الانتهاكات الخطيرة التي تستهدف الحريات و حقوق الإنسان في البلاد. -تطالب بإطلاق سراح المناضل الحقوقي السيد طارق السوسي فورا. -تدعو مجددا الى وضع حد لهذه الحملة الأمنية ضد الشباب المتدين و ما يصاحبها من انتهاكات في مختلف مراحلها عند الاعتقال و البحث و المحاكمة و السجن. عن رئيس المنظمة  الأستاذ  محمد النوري


أنقذوا حياة السجين السياسي المهندس رضا البوكادي حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 25 شعبان 1429 الموافق ل 27/08/2008

حسان الناصري يتعرض للاعتداء بالعنف من جديد

سلمنا السيد محمد بن سعيدان الناصري والد سجين الرأي حسان الناصري رسالة ننشر فيما يلي محتواها:  » العارض: محمد بن سعيدان الناصري الموضوع: رفع شكوى إني الممضي أسفله المواطن محمد الناصري صاحب بطاقة تعريف وطنية عدد 01384996 أحيطكم علما بأنه قد وقع الاعتداء على ابني سجين الرأي حسان بن محمد الناصري بسجن الهوارب بالقيروان المحكوم عليه بسبع سنوات رغم أنه حكم لدى قاضي الأحداث و تتمثل هذه الحادثة في قيام العريف أول حليم الشورابي ( عون سجن ) بسب الجلالة و سب الدين فقام ابني بالاحتجاج على ذلك لكنه تمادى في ذلك و اعتدى عليه بالضرب و الشتم هو و الوكيل فيصل الصفلادي ( عون سجن ) و علقوه بالأصفاد في السقيفة ، و في الغد تضامن معهم العريف أنور الرزقي ( عون سجن ) و استفزوا ابني بسب الجلالة و لا يزال الاستفزاز متواصلا إلى اليوم . فالرجاء منكم الوقوف إلى جانب ابني سجين الرأي حسان الناصري لرفع هذه المظلمة ». و حرية و إنصاف: 1)    تندد بهذا الاعتداء الفظيع الذي تعرض له سجين الرأي حسان الناصري 2)    تحمل الإدارة العامة للسجون مسؤولية ما يتعرض له مساجين الرأي من اعتداءات داخل المؤسسات السجنية. 3)    تدعو إلى فتح بحث في ملابسات هذا الاعتداء و تقديم المسؤولين عنه إلى أنظار العدالة. عن المكتب التنفيذي للمنظمة         الرئيس الأستاذ محمد النوري


 الصحفي سليم بوخذير:

« لست الصحافي الأول في تونس الذي يتحمل هذا المصير، بيد أنني أتمنى لو أكون الأخير »

 

 
 بعد صدور الحكم ضده في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي بالسجن لمدة عام واحد بتهمة « إهانة موظف حكومي أثناء قيامه بعمله »، و »السلوك غير اللائق »، و »رفض إبراز بطاقة الهوية حين طلبت الشرطة الاطلاع عليها »، استرد الصحافي التونسي سليم بوخضير حريته في الحادي والعشرين من يوليو/تموز. وبعد بضعة أسابيع من إطلاق سراحه من سجن صفاقص، تحدث هذا الناشط المناصر لحرية التعبير حصراً مع شبكة الصحافة العربية، معيداً التأكيد على التزامه بالكشف عن الحقيقة أياً كان وجهها. يعمل بوخضير الذي يبلغ من العمر 39 عاماً مراسلاً لصحيفة القدس العربي التي تتخذ من لندن مقراً لها، وموقع قناة العربية الفضائية على شبكة الإنترنت. وهو يكتب أيضاً بانتظام للعديد من المواقع على شبكة الإنترنت، بما في ذلك Tunisnews، و Kantara. شبكة الصحافة العربية: حين تزاول عملك في مهنة الصحافة فهل تفعل ذلك وأنت تدرك أن مقالاتك قد تقودك إلى السجن؟ بعد 8 أشهر من الإعتقال في ظروف أقلّ ما يُقال عنها إنّها مُزرية ، أستطيع القول إنّني خرجت بجسدٍ منهكٍ حيث أصبحت أعاني من إشكالات في التنفّس وحالات إنخفاض ضغط دم مُباغتة وصعوبات صحّية أخرى، لكن رغم المتاعب الصحّية التي أنا واثق أنّني قادر على تجاوزها ورغم ما نال جسدي في المعقتل الإنعزالي المُضيّق ، فإنّ نظام الحُكم لم يستطع أن ينال ولو قليلا من إرادتي الشريفة على مواصلة النضال من أجل إعلام حرّ في بلدي وإنسان حرّ في بلدي ..أجسادنا إن لزم نقدّمها قربانا للحرية. شبكة الصحافة العربية: هل تغير الشهور التي أمضيتها في السجن من نظرتك إلى مهنتك؟ طوال السنوات الماضية كنت أستشعر بوضوح رغبة النظام التونسي في إعتقالي و الزجّ بي في غياهب حدائقه السرّية (السجون) وكان عديد الحقوقيّين من أصدقائي يتوقّعون هذا ، فنظام بن علي مارس ضدّي كلّ وسائل الإضطهاد و القمع و العسف طوال السنوات الماضية من أجل إثنائي عن مواصلة مسيرتي كصحفي يكتب بإستقلاليّة عن أوامره وكان يؤجّل إعتقالي كحلقة أخيرة من مسلسل إضطهادي والتنكيل بي ، نعم الكتابة بإستقلاليّة أمر يأخذ إلى المعتقلات في بلد تحكمه عصا الدكتاتوريّة ، و كتابات تلقي الضوء على ملفّات فساد نظام الحكم وتعطي الكلمة لكلّ من يحمل رأيا حتّى و لو كان هذا الرأي مُخالفا للحكومة وتقدّم صورة قريبة جدّا عن إنتهاكات حقوق الإنسان ، هي أمور من المُحرّمات في قاموس الحكومة التونسيّة التي لا تجيب بغير القمع و الإعتقال على أي قلم شريف و أنا لم أكن القلم الأوّل الذي تزجّ به الحكومة في المعتقل و لكن أتمنّى أن أكون الأخير. شبكة الصحافة العربية: كيف أصبحت حالك بعد أن أمضيت شهوراً في السجن تحت ظروف غير إنسانية؟ ليس لي أيّ إستعداد للتخلّي عن أسلوبي في الكتابة وعن الرّوح الشريفة النزيهة التي أتحلّى بها في ما أكتب ، لن يرحمني ضميري لو تخلّيت عن شرفي المهني و صمتُّ عن قول الحقيقة ، أنا كنت ومازلت وسأظلّ مستعدّا لتسديد أي فاتورة من أجل حق التعبير ، وميثاق شرف الصحفي يفرض عليّ أن أكتب بموضوعيّة وشرف و نزاهة ولا أبيع قول الحقيقة  بأيّ ثمن ، ميثاق شرف الصحفي لا يفرض عليك ممارسة هذه المهنة فإن شئت فأختر مهنة أخرى غير الصحافة ولكن إن إخترت الصحافة فعليك إحترام ميثاق شرفها ورسالتها النبيلة و هي إنارة الرأي العام بالحقيقة مهما كلّفك ذلك فلا تزييف ولا مواربة وأيضا لا تحامل .. شبكة الصحافة العربية: ماذا ترى في تطور حرية التعبير في تونس؟ ليست هناك حرّية تعبير أصلا في تونس حتّى يجوز رصدها ، كلّ منافذ الرأي المُخالف موصدة في البلد بفعل ما صنعته ترسانة القمع في تونس من حواجز وتضييقات ، جميع مواقع الأنترنت المستقلّة عن الحكومة محجوبة، صحافة الرأي إمّا مُصادرة أو شبه مُصادرة ، وزارة الداخليّة تُحكِم قبضتها على وصولات التأشير لصدور أي صحيفة جديدة و هي لا تسمح بغير الصحف المُهلّلة المُكبّرة لنظام الحُكم ، التلفزيون و شبكات الراديو العمومية مغلقة في وجه أي رأي مستقلّ و الصحافيّون المستقلّون إمّا ينالهم التهميش والإقصاء والتجويع وإمّا ينالهم الإعتقال أو يضطرّهم الحُكم إلى النفي « الإختياري » بالخارج .   قائمة الممنوعات في كتابات الصحافيّين تتّسع كلّ يوم أكثر لتشمل بعض أخبار حتّى كرة القدم و زوايا أخرى غير زوايا السياسة والإقتصاد في حياة التونسيين ، من ذلك مواضيع بيئيّة هي مُحرّم الكتابة عنها في تونس ، كما يُعدّ من المحرّمات الحديث عن مواضيع أخرى كعدد الضحايا الحقيقيّين لكوارث طبيعيّة مثل الفيضانات و غيرها من الممنوعات.  لا يجوز الحديث أصلا عن حرّية تعبير في بلد يُصادر كلّ الحرّيات العامّة ، و لا يتخاطب مع صحافيي البلد ومثقّفيه ونُخبه بغير لغة القمع البوليسي ، و لكن نضالنا متواصل رغم كلّ الصعوبات من أجل صحافة حرّة مستقلّة في تونس ومن أجل أن تكون حرّية تعبير مكفولة لكلّ مواطن مثلما ينصّ على ذلك دستور البلد.  ( المصدر : موقع شبكة الصحافة العربية ( فرنسا) بتاريخ 27 أوت 2008 )    الرابط : http://www.arabpressnetwork.org/articlesv2.php?id=2571&lang=ar


 

آلاف التونسيين يحتجون على حجب السلطات لموقع (فيس بوك) الاجتماعي

 

 سفيان الشّورابي احتج الآلاف من التونسيين المشتركين بالشبكة الإجتماعية الإلكترونية (فيس بوك) ضد قرار حجب الموقع من قبل الوكالة التونسية للإنترنت. وطالب المتحجون بإعادة فتح الموقع الذي تم حجبه أمام المتصفحين منذ يوم الاثنين 18 اغسطس/آب الجاري. وناشد أعضاء مجموعة ‘من أجل جمع 25 ألف تونسي للضغط على الوكالة التونسية للانترنت لكي تفتح الفايس بوك’ والذين تجاوز عددهم حتى يوم الثلاثاء 7700 عضوا باعادة فتح الموقع، وكتبوا على للتعريف بمجموعتهم: ‘لنقف جميعا ضد حجب (فيس بوك) من قبل الوكالة التونسية للانترنت بدعوى تواجد مجموعات متطرفة’. وكان ما يناهز عن 28 ألف تونسيا تقريبا مسجلا على موقع (فيس بوك) المتخصص للتعارف بين الأفراد فوجئوا مؤخرا بغلق الموقع وذلك على فترات متقطعة خلال الأسبوع الماضي، قبل أن يُحجب نهائيا يوم السبت الماضي. ومثلت عملية الحجب هذه محور تعاليق عدد كبير من المدونين التونسيين، الذين أعربوا عن امتعاضهم ورفضهم لعملية الحجب غير المبررة. حيث كتب المدون werewolf ساخرا باللهجة التونسية أنه من ‘الأكيد اللي الفيس بوك تسكر توة لكن اللي متأكد منو مع الأسف أنو عمار نجح في أنو يكرهلي في الانترنت’. ويطلق جمهور المدونين لقب ‘عمار 404’ على الأشخاص المتخفين الذين يقومون بعملية الإغلاق بسبب ظهور صفحة بيضاء عليها عبارة ‘لا يشتغل 404’ على المواقع والمدونات المحجوبة، وهو نفس الرقم الذي تعرف به إحدى أنواع السيارات الشعبية القديمة جدا. وأضاف werewolf: ‘يا رسول الله لازم نتحيل تقولش علية عامل جريمة باش نتمتع بحاجة دافع سومها بالمسبق’. ويستعمل جل مرتادي الانترنت تقنية البروكسي للولوج إلى المواقع المحجوبة، إلا أن سرعة اكتشاف أجهزة الرقابة للبروكسي يقلل من جدوى استعمالها. المدونة منية بن جميع قالت لـ’آفـاق’ أنه من بين أسباب غلق (فيس بوك) ما يعود إلى ارتفاع أصوات ‘الكلمة الحرة’ لعدد من المنخرطين في الشبك. حيث تكونت خلال الأشهر القليلة الماضية عدة مجموعات تتناول عدد من القضايا السياسية والثقافية والاجتماعية المحظور التطرق إليها في العادة. ذلك أن مجموعة من الشباب أنشئوا مجموعة لنشر آخر أخبار التحركات الاجتماعية المستمرة منذ حوالي ثمانية أشهر بجنوب البلاد، وبلغ عدد المنضوين في مجموعة الدفاع عن القيم العلمانية في تونس الـ 1500 عضوا يتعرضون بإسهاب إلى سبل نشر الفكر العلماني في تونس. المدون عاشور ناجي (وهو يستعمل اسما مستعار) ذكر لنا أن ‘زيادة نسبة التونسيين المشتركين وارتفاع سقف الحرية عما هو مسموح به’ كان وراء غلق الموقع، معتبرا أن ذلك يمثل في تقديره ‘غباء وخطأ غير مقبول’. من جهتها قالت المدونة لينا لـ’آفاق’،  المشاركة في مدونة ‘الفردة ولقات أختها’ (التي تعرضت للحجب هي الأخرى يوم الاثنين 25 اغسطس/آب الجاري) ‘إن حكومتنا تظل دائما مستريبة من نفسها حتى أنها تخاف من ظلها، فماذا تنتظرون غير غلق موقع الشبكة الاجتماعية التي تتواجد فيها العديد من المجموعات السياسية المعارضة؟’. وهو نفس الاتجاه الذي ذهب إليه الصحفي والمدون عادل القادري الذي تحدث عن أسباب غلق الموقع قائلا إن ذلك يعود إلى ‘الحركية التونسية الأخيرة التي عرفتها شبكة (فيس بوك) وتحميل المدونات المحجوبة لمحتوياتها على هذا الموقع مثل ما قام به المدون منديلا التونسي وتسجيلاته السمعية البصرية حول الحوض المنجمي (…) أو ربما بسبب تزايد تشبيك بعض العلاقات غير المرغوب فيها بين النشطاء الحقوقيين والسياسيين والتعريف ببعض القضايا’. ووصف القادري عملية الحجب بـ’الفضيحة بأتم معنى الكلمة لتونس على المستوى الدولي إزاء الموقع المصنف خامسا دوليا، وإن كانوا لم يخجلوا قبل ذلك من حجب الموقع الثالث عالميا (اليويتوب)’. وأشارت المدونة منية الفرجاني لغلق الفايس بوك بأنه ‘تصرف أرعن يكشف عن نية لكبت الحريات’، واعتبرت الفرجاني ذلك ‘دليلا إضافيا على غياب حرية التعبير والديمقراطية في تونس’، وهو ما سيدفع مستعملي الانترنت  في تونس نحو ‘إيجاد حلول بديلة لفتح (فيس بوك) وكذلك بقية المواقع المحجوبة’ على حد تعبيرها. وكان عدد كبير من المدونيين التونسيين أنشئوا منذ أشهر مدونة جماعية بعنوان ‘ضد الحجب’ بهدف الضغط نحو إلغاء الرقابة الالكترونية وفتح الشبكة العنكبوتية أمام مرتادي الانترنت وإلغاء الرقابة على المواقع والمدونات. وقال المدون عاشور ناجي أنه ‘لا حل آخر سوى جهد المدونين أنفسهم، وعدم استسلامهم، تضامنهم، واعادة نشر المواضيع المحجوبة’. بينما دعا المدون عادل القادري إلى ‘مزيد من التضامن بين المدونين التونسيين وأصدقائهم وكذلك إلى المزيد من الضغط بأساليب مختلفة على السلطة للتراجع وتغيير سياستها المتعارضة مع كل الشعارات المرفوعة حول حرية الاعلام وتطور الانترنت  في بلادنا’. ونشر البعض من المنخرطين في موقع (فيس بوك) في هذا السياق، نص رسالة موجهة الى وزير تكنولوجيا الاتصال ورد فيها أنهم فوجئوا بعدم قدرتهم على دخول الموقع العالمي الاجتماعي (فيس بوك) الذي اعتبروه ‘يوفر فرصة لكل التونسيين داخل تونس وخارجها للاجتماع والاتصال مع أفراد عائلاتنا وأصدقائنا’، مطالبين بـ’رفع الحجب عن الموقع’. وترفض السلطات الرسمية الادعاءات التي تقول بأنها تقوم بغلق المواقع الالكترونية، وسبق لوزير العدل التونسي السيد بشير التكاري أن قال خلال استعراضه لتقرير تونس في مجلس حقوق الإنسان التابع للأم المتحدة أن بلاده لا تقوم بحجب سوى المواقع التي تحرض على الارهاب أو تشجع على الدعارة والتجارة الجنسية مع الأطفال. وهو ما يتنافى مع تورده العديد من التقارير الصادرة عن جمعيات غير حكومية تعنى بحرية الاعلام، حيث ذكرت منظمة مراقبون بلا حدود الفرنسية في تقريرها الأخير فيما يخص تونس أن ‘الرقابة المفروضة على الانترنت لا تزال قسرية’. (المصدر: موقع ‘آفاق’ (واشنطن) بتاريخ 26 أوت 2008) الرابط: http://www.aafaq.org/news.aspx?id_news=6770


الشابي  ضيفا على قناة « الجزيرة »

إختار شبكة  « الجزيرة » الإعلامية  القطرية الأستاذ أحمد نجيب الشابي مرشح الحزب الديمقراطي التقدمي لرئاسية 2009 ليكون ضيفا في برنامج (مابشر مع ….) الذي ستبثه قناة « الجزيرة مباشر » يوم الخميس 28 أوت 2008  على الساعة الثامنة مساءا. و سيكون اللقاء مع الأستاذ « الشابي » فرصة لمتتبعي الحياة السياسية في تونس لرصد ردود فعل الحزب الديمقراطي التقدمي و موقفه من مصادقة مجلس النواب على الفصل 40 من الدستور التونسي .   معز الجماعي

تعقيـب  
زياد الهاني أقدّر حماسة الزميل الصحبي صمارة وغيرته على استقلالية النقابة، لكن أحــذّره من الوقوع في محظورين : 1- التجنّي على الديمقراطية باستبطان مبدإ « الديمقراطية أنا، ولا ديمقراطية من بعدي!!؟ وأذكّـره بأن السعي لإصلاح التجاوزات في إطار القانون لا يمكن اعتباره انقلابا. فالانقلاب يكون من خلال تعطيل الآليات القانونية وليس العكس.وأذكّـره كذلك بأن الاستقلالية ليست فردا أو اثنين أو حتى مجموعة أنفار. الاستقلالية قيمة متأصلة في نفس كلّ صحفي جدير بحمل هذه الصفة، وقاعدة ارتكاز للعمل الصحفي لا يبني دونها. والاستقلالية ليست شعارا مجرّدا للتنفيس أو المزايدة، لكنها عمل دؤوب لتركيز أسس صلبة للحرّيـة وقدرة على الصبر والتحمّل. وإذا كانت السلطة تعمل على إيجاد مواطن نفوذ داخل النقابة، فعديدة هي الأطراف الأخرى غير المهنيّة التي تقوم بنفس العمل. وواجبنا جميعا أن نحمي استقلالية نقابتنا من كلّ التدخلات ومحاولات الهيمنة ومصادرة القرار الصحفي مهما كان مأتاها، مع القدرة على تحقيق مكاسب للصحفيين وللمهنة من شأنها أن تنهض بها. وهو ما يتطلب حنكة عالية ومهارة في القيادة تغلّب مصالح الصحفيين وتنتصر لهم.   وعلينا أن لا ننسى في كلّ الحالات أن الديمقراطية تعنى سلطة الأغلبية. وتعنى كذلك العمل على كسب هذه الأغلبية من خلال الإقناع وبناء الجسور المحققة لذلك، وليس شتمها عند العجز عن استمالتها.   2- التجنّي على الصحفيين ووصفهم بنعوت تحقيرية. وهي مسألة مرفوضة مهما كانت الأسباب والدوافع. ما يجمع بيننا كصحفيين هو الانتماء لمهنة واحدة، ومبدأ التضامن بيننا مقدّس مهما كانت خلافاتنا.فمن غير المقبول أن نهلّل لقرار الصحفيين عندما يكون في اتجاه معيّن يوافق هوى في نفوسنا، ثمّ نشبعهم سبّا وتحقيرا عندما لا يوافق قرارهم هوانا أو ما نراه حقائق بالنسبة لنا. فالحقيقة نسبية ولا يمكن لأي طرف ارتهانها   ملاحظة أخيرة : تقول الأمثال « لا تبصق في بئرك، فمصيرك أن تعود لتشرب منها ». وتقول كذلك : « الرأي قبل شجاعة الشجعان ».. ونحن في مرحلة تتطلّب الكثير من الحكمة وإعمال الرأي.. السّباب والصراخ لن يحلّ مشاكلنا!؟

أعراس تونسية تبحث عن بديل لـ »المزود والزكرة »

الأفراح الإسلامية مشهد تفتقده تونس منذ التسعينات
 
فريد خدومة – محمد أحمد    تونس – عروسان يحييان عرسهما بختمة قرآنية، وآخران يكتفيان بعقد قرانهما في المسجد، وغيرهما يلجآن لفرق الأفراح الإسلامية التقليدية المعروفة في تونس بـ »السلامية » والتي رغم التزامها باستخدام الآلات الإيقاعية فقط فإنها كثيرا ما تتحول إلى الأغاني من شاكلة « وسطك ولا وسط كمنجة ». ما سبق هو بعض الحلول التي بات الشباب التونسي الملتزم دينيا يلجأ إليها كبدائل للفرق الإسلامية التي غابت عن الساحة منذ تسعينيات القرن الماضي، وذلك في محاولة منهم لتفادي مشكلة « الفِرقة » التي كادت أن تتحول إلى سبب لـ »الفُرقة » بين العروسين وذويهما. كريم ونهى نموذج لتلك الفئة من الشباب التونسي الذي يرغب في إقامة عرسه « وفقا للسنة النبوية المطهرة » و »دون مخالفات شرعية »، وهو ما أدخلهما في جدال حاد مع عائلتيهما منذ بداية الصيف الحالي حتى كاد عرسهما أن يتحول إلى نكد بدل الفرح، بحسب قولهما. طالع أيضا: « دي جي » إسلامي يغزو أفراح الجزائر صيفًا أفراح قسنطينة.. شباب ودعاة يرفضون المغالاة بيرة بدون كحول.. لأعراس بلا خمور في ألبانيا وفي تصريح خاص لـ »إسلام أون لاين.نت » قال كريم: « ترفض عائلتي وعائلة خطيبتي رفضا قطعيا أن يتم العرس دون زفة وفرقة موسيقية وفستان زفاف، والأدهى من ذلك أن عائلة العروس اشترطت أن تحيي العرس فرقة بعينها، وإلا فسيلغون الفرح أصلا ». وبينما يرى كريم أن « هذه الفرقة الموسيقية بما تقدمه من أغان ماجنة لا تحترم الضوابط الشرعية »، تبرر والدة العروس اشتراطاتها قائلة: « نهى هي أول فرحتنا، وابنتنا الوحيدة، التي رحنا نمني أنفسنا منذ مولدها بإقامة عرس لها لم يسبق له مثيل في العائلة، وإذا زوجتها بفرح تقليدي بسيط فسيحرجنا ذلك مع العائلة والأصدقاء ». « حيرة عرسان » من جانبها أعربت نهى لـ »إسلام أون لاين.نت » عن حيرتها بين « قناعتها وواجباتها الدينية التي تفرض عليها التزام الضوابط الشرعية في كل فعل بما في ذلك الزواج وحفلة العرس، وبين ضغط العائلة، وخاصة أمها ». وأضافت: « أحيانا أكاد أقتنع أن ما تطلبه أمي قد يدخل في باب الضرورات التي تبيح المحظورات، لكن سرعان ما أتراجع عن تلك الفكرة، خاصة مع تصميم خطيبي على إقامة فرح بلا مخالفات شرعية ». أزمة نهى وغيرها من « العرسان » التونسيين المتدينين زادها غياب بدائل واقعية عن الفرق التقليدية، تضمن الالتزام بالضوابط الشرعية من جهة وتحترم ضرورات الفرح ومستلزماته من جهة ثانية. وأدى غياب الحركة الإسلامية المؤسّسية ممثلة في حركة النهضة -التي حظرتها السلطات التونسية منذ تسعينيات القرن الماضي- إلى اندثار التجارب والمحاولات التي أنتجها أبناؤها لخلق بدائل إسلامية ممكنة  للأعراس التقليدية. لا لـ »المزود والزكرة » ومنذ بداية الصحوة الإسلامية بتونس في سبعينيات القرن الماضي بدأت حيرة الشباب المتدين المقدم على الزواج بين رفضه لفرق « المزود » (آلة نفخية) و »الزكرة » (المزمار)، وبين ضغط العائلة التي لن تستوعب كيف يمكن أن يقيموا عرسا يتجمع فيه الأقارب والأباعد دون عزف أو موسيقى. لكن سرعان ما تم تجاوز تلك الحيرة في السبعينيات من خلال إيجاد بدائل إسلامية لفرق الأعراس الموسيقية التقليدية، وبدأت التجربة بدخول أشرطة الأناشيد الإسلامية، وخاصة السورية منها، مثل أشرطة المنشدين أبو الجود وأبو راتب وأبو دجانة إلى تونس؛ ما أفرز تجربة فنية متميزة بتأثرها بالفرق الإسلامية الشرقية مع الالتزام بالخصوصية التونسية. ووفقا لعدد من أبناء التيار الإسلامي الذين عايشوا تلك الفترة « فقد بدأت التجربة محتشمة على شاكلة فرق تغيب عنها شتى الآلات الإيقاعية والمعازف، وتتخذ من الجلوس على الأرض شكلا، ومن قصائد بعض الطرق الصوفية التونسية سندا، ومن أناشيد البراعم وأبو الجود وأبو راتب وأبو دجانة خطا ومنهجا ». وبحسب هؤلاء « نجحت تلك الفرق فيما مضى في جذب الأنظار إليها؛ لأنها حاولت تلبية احتياجات المجتمع التونسي لإحياء مناسباته بصورة لا تتعارض مع القواعد الشرعية، كما فتحت ساحة أخرى لنضال الحركة الإسلامية وهو النضال الثقافي؛ ما ساعد في بروز أصوات ومواهب فنية إسلامية تونسية بدأت تخوض هذا المجال ». تجربة الصحوة ومع صعود نجم الحركة الإسلامية على الساحة الطلابية واكتساحها جميع الفضاءات في الفترة ما بين أواخر السبعينيات إلى تسعينيات القرن الماضي، انتقلت تجربة الفرق الإسلامية إلى الجامعة لتشهد خطابا فنيا أكثر تحررا في تعامله مع الآلات الموسيقية والنصوص الشعرية، وفقا لتقارير المكتب الثقافي لحركة النهضة الإسلامية. وبفضل تجربة الجامعة برزت في ذلك الوقت فرق إسلامية لأول مرة لا ترتبط تنظيميا بمكتب العمل الثقافي في الحركة الإسلامية، وصارت أكثر تحررا، بحيث أنتجت أغاني هي أقرب إلى نصوص وروح الشيخ إمام، ومارسيل خليفة، وناس الغيوان، وجيل الجلالة، كما توسع نشاطها ليشمل مجالات أوسع من مجرد إحياء حفلات الزواج. ومن رحم تلك التجربة ظهرت آنذاك فرق أقرب إلى الفرق الموسيقية الملتزمة منها إلى الفرق الإسلامية، مثل فرقة « الشمس »، و »عشاق الوطن » في مجال الموسيقى، و »أولاد الجنوب » في المسرح بقيادة رئيس الجمعية الثقافية اللاجئ حاليا في سويسرا العربي غريب. من الإيقاع إلى « الركح » وبمرور الوقت تطورت أدوات فرق السبعينيات الإسلامية وتخطت مجرد الإنشاد إلى إشراك الجمهور في مسابقات ثقافية ودينية، بل أدخلت المسرح للمرة الأولى في تونس إلى الأعراس والبيوت، من خلال تقديمها لفقرات وعروض مسرحية أثناء المناسبات التي تحييها. وانتقلت من مجرد تجربة شبه صوفية إنشادية صرفة إلى استخدام خشبة مسرح متنقلة لتقديم عروض تسمى « الرُّكح »، فضلا عن الإكسسوارات والآلات ومكبرات الصوت. وتسبب هذا الانتشار الواسع والتطور السريع للفرق الإسلامية -بحسب تقارير المكتب الثقافي لحركة النهضة- في أن توضع التجربة تحت المنظار الأمني ويتم التضييق على نشاط تلك الفرق وضربها في إطار استهداف النظام التونسي للحركة الإسلامية في تسعينيات القرن الماضي. واشترطت السلطات التونسية أن تحصل كل فرقة على رخصة للعمل من وزارة الداخلية، كما يقدم كل أصحاب عرس أو مناسبة ما طلبا لوزارة الداخلية قبل موعد العرس بأسبوع يتضمن مكان إقامة الحفل واسم الفرقة وبيانات أعضائها، للحصول على تصريح لإقامة الحفل. وبمجرد اشتباه السلطات في وجود اسم لسجين سياسي سابق أو شخص ذي نشاط إسلامي بين أعضاء الفرقة، ترفض منح التصريح، وتشطب ترخيص الفرقة تماما، وفقا لتقارير المكتب الثقافي لحركة النهضة. (المصدر: موقع إسلام أونلاين نت (الدوحة – القاهرة) بتاريخ 27 أوت 2008)

 

‘ الزيتونة ‘ أول بنك إسلامي ينشئه رجل أعمال تونسي

صالح عطية قرر رجل الأعمال التونسي وصاحب إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم، صخر الماطري، إنشاء ‘مصرف الزيتونة الإسلامي’. ومن المتوقع أن يوسّع هذا المصرف دائرة البنوك الاقتصادية في تونس، ويدعم تبادل المال وتنشيط الأعمال ويستجيب لحاجات المتعاملين الحاليين حسب شروط معينة. وكان بنك التمويل التونسي السعودي، أول بنك إسلامي أنشئ في تونس عام 1983، بمساهمة رؤوس أموال تونسية وسعودية. وشهدت الفترة القليلة الماضية، بعث مصرف نور الإسلامي، وهو مصرف إماراتي كلف بإدارته خبير تونسي في البنوك والمصارف. ولا يستبعد أن يعلن البنك المركزي التونسي موقفه من ‘مصرف الزيتونة الإسلامي’ خلال الأيام القليلة المقبلة. الجدير بالذكر، أن تونس لا تتوافر على تجربة البنوك الإسلامية، غير أن امتلاكها لخبراء من الطراز العالي في مجال البنوك، وتوافرها على تجربة مصرفية باتت اليوم محل طلب أكثر من بلد في العالم العربي وإفريقيا، سيسهل مهمة إنجاح تجربة البنوك الإسلامية في تونس. (المصدر: صحيفة ‘الشرق’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 27 أوت 2008)

في ميناء حلق الوادي جموع تحت لفحات الشمس.. وأعصاب مشدودة وصراخ

هل يمكن تعميم التذكرة الإلكترونية.. وتنظيم شبابيك القبول؟

 تونس ـ الصباح: بواخر مسافرين تونسية واجنبية عملاقة كانت تستعد لمغادرة ميناء حلق الوادي وعلى متن كل منها مئات السيارات والشاحنات (قد تتجاوز الـ1400 عربة)..  سيارات محملة بـ »الزاد والزواد » الذي اختارته أصابع الامهات والاباء والاصهار والاطفال لابناء تونس في المهجر وبناته العائدين الى مراكز عملهم واقامتهم في مختلف دول أوروبا.. وخاصة في فرنسا وايطاليا وألمانيا وسويسرا وبلجيكيا.. بعد اسابيع من الراحة والسهر.. والسياحة والسباحة.. (صحه وفرحه)..   آلاف المسافرين وافراد عائلاتهم الذين جاؤوا مودعين بدوا منتشرين في منطقة ميناء حلق الوادي والشوارع المؤدية اليه.. تحت لفحات الشمس أمام طوابير من البشر والسيارات علا منها الصراخ.. داخل مقرات الشركة التونسية للملاحة وحولها.. وبالقرب من المداخل المؤدية الى ساحات العبور نحو بواخر العودة..   اختفت المظاهر الاحتفالية التي تسود أجواء رحلات الوصول.. وتوترت الاعصاب.. وتدافعت الايدي والالسن.. بسبب عدم احترام البعض لنظام الطوابير.. وكثرة توافد المسافرين في الساعات الاخيرة التي تسبق الموعد (« النظري » و »الرسمي ») لانطلاق الباخرة..   ازدحام حول الشبابيك المكشوفة..   شبابيك وطوابير وأجواء مشحونة وفوضى تذكرك بشبابيك بعض ملاعب كرة القدم أياما قبل مقابلات الفرق « الكبرى » ونهائيات الكاس والبطولة بين الترجي والافريقي.. أو الصفاقسي والساحلي..؟؟   عدد أعوان الشركة التونسية للملاحة لم يكن يسمح بمواجهة « فوضى » يتسبب فيها عشرات من المسافرين « المتوترين ».. وسط جمهور عريض من المسافرين.. ينتظر دروه في الحصول على رخصة عبور نحو باخرته.. في اتجاه جنوة أو مرسيليا..   اقتربت من المكاتب في القاعة « المغطاة » التابعة للشركة الوطنية للملاحة CTN ومن طوابير « الشبابيك المكشوفة » ففوجئت ببرودة أعصاب الاعوان واستماتتهم في تلبية مطالب المسافرين.. بما في ذلك « المعوج » منها.. لكن الصراخ والتوتر كان على اشده.. في بعض الحالات.. مع تجاوز بعض المسافرين وذويهم « حدود اللياقة » أحيانا مع موظفي النقل وبقية العاملين في الميناء.. لعدة اسباب من بينها عدم احترام مواعيد التسجيل أو « اللخبطة » في وثائق النقل والسفر التي بحوزة المسافر.. فضلا عن فقدان بعض المسافرين لجوازات سفرهم خلال اقامتهم بتونس.. أو استخدامهم جوازا اجنبيا عند دخولهم ومحاولتهم استخدام الجواز الاجنبي عند المغادرة.. أو العكس..   وفهمت أن من بين الاسباب نقص التنظيم.. وتاخر وصول كثير من المسافرين.. فضلا عن نقائص نظام الاعلامية المعتمد والاخطاء والغلطات الفادحة الموجودة في بعض التذاكرالمقتطعة لدى بعض ممثلي وكالات الاسفار « التونسية والعربية » في اوروبا..؟؟ (فضلا عن نسيان البعض لبطاقة السفر أو اتلاف جزء منها)..   رحلات بالجملة في وقت قياسي   من بين ما فسرت به مصادر من الشركة على عين المكان « الضغط » البشري والنقائص بـ »تاخر وصول قسم من المسافرين الى المحطة رغم كل التوصيات.. وبتراكم موعد رحلات الوصول والرحيل خلال اسابيع محدودة.. مع تمركز واضح لرحلات الوصول في النصف الاول من شهر جويلية ورحلات المغادرة في النصف الثاني من شهر أوت.. ».   يذكرأنه في الظروف العادية تنظم الشركة الوطنية للملاحة أسبوعيا 3 رحلات الى مرسيليا و3 الى جنوة و2 الى ليفورن Livourne  (في الاتجاهين).. تضاف اليها الرحلات الاستثنائية ورحلات الشركات الدولية المنافسة.. وهو ما يفسر تكدس جموع من الناس والسيارات والشاحنات حول الميناء والمحطات المجـــــاورة لـــــه في موسم الصيف..   مرتبة متميزة افريقيا   هذه الملاحظات حول بعض الخدمات لا تقلل من أهمية مؤسسة النقل البحري الوطنية التي سبق أن فازت بالمرتبة الخامسة،افريقيا مسبوقة فقط بشركتي نقل بحري من جنوب إفريقيا وبشركة مصرية وبالشركة المغربية للملاحة.   وقد سبق للشركة التونسية للملاحة أن فازت بشهادة الجودة حسب المواصفات العالمية ISO9001  في صيغتها 2000 وتمتد صلوحية الشهادة حتى 2009.   لكن يفترض أن يكون الاقبال المتزايد على خدمات الشركة الوطنية للملاحة عنصر قوة.. وليس « عبئا » أو مشكلة.. خاصة بعد ارتفاع نسبة السياح الجزائريين والعرب الذين يستخدمون رحلاتها بسياراتهم لقضاء اجازتهم في تونس..   تعميم التذاكر الالكترونية   ومن بين الاجراءات العملية والمقترحات التي سمعناها من المسافرين ومرافقيهم: تنظيم أفضل لظروف استقبال المسافرين في مرحلتي الوصول والمغادرة (« في ظروف لائقة ») وعدم ترك المسافرين وعائلاتهم تحت لفحات الشمس طوال ساعات..    كما تساءل بعض المسافرين ومرافقيهم: لمَ لا يقع تعميم التذكرة الالكترونية؟ أليس من شان التذكرة الالكترونية اراحة اعصاب اعوان الشركة وموظفي الامن والقمارق من « مفاجات » البطاقات « الغامضة » أو المفقودة ومن « طلعات » بعض المسافرين وصراخهم؟    أليس من مزايا التذكرة الالكترونية أن يصبح كل مسافر مطالبا بالاستظهار بجواز سفره فقط ليمكن فورا من بطاقة الركوب له ولسيارته؟ ولم لا تمنع الشركة نهائيا الكتابة بالقلم في التذاكر المقتطعة؟ ولم لا تنظم أكثرالرقابة الامنية لاحترام الجميع للوقوف في الصف ونظام الطوابير؟   الجهود التي يقوم بها اعوان مؤسسة الملاحة وشرطة الحدود والجوازات والقمارق صيفا كبيرة جدا واسطورية (لان بعضهم يعمل صيفا يوميا من السابعة صباحا حتى الليل دون مقابل اضافي).. لكن حبذا لو تتحسن الخدمات العام القادم.. رغم « هبال » بعض المسافرين وسياراتهم المحملة بالغرائب.. ذهابا وايابا.. من البسيسة والزيوت والقديد إلى الثلاجات الخردة والفريب والبضائع الصينية..   كمال بن يونس   (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس ) بتاريخ 27 أوت 2008)

تونس وتركيا توقعان برنامجا للتعاون الثقافي للسنوات الثلاث المقبلة

تونس – 27 – 8 (كونا) — وقعت كل من تونس وتركيا على برنامج للتعاون الثقافي بينهما للسنوات الثلاث المقبلة ويشمل مجالات الاثار والمتاحف والمسرح والنشر والترجمة والانتاج الوثائقي المشترك. وقالت وكالة (تونس افريقيا) للانباء اليوم ان وزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسي محمد العزيز ابن عاشور الذي يقوم بزيارة عمل الى انقرة وقع مع نظيره التركي اوتوغرول غوناي برنامجا للتعاون الثقافي بين البلدين للسنوات من 2008 الى 2010. واوضحت ان برنامج التعاون يتضمن مختلف مجالات الابداع الفكري والادبي والفني بهدف التعريف بالخصوصيات التاريخية والثقافية لكلا البلدين. وينص الاتفاق على تبادل الوفود الثقافية وتشجيع حركة النشر والترجمة من خلال تبادل الباحثين والاصدارات الاكاديمية بين المجمع التونسي للاداب والعلوم والفنون (بيت الحكمة) والمؤسسات التركية المماثلة. كما يشمل البرنامج التعاون في ميادين الاثار وتاريخ الفنون والمتاحف وترميم التراث وصيانته الى جانب دعم الانتاج الوثائقي والفرق المسرحية واقامة المعارض واللقاءات الفكرية التي تقام في كل من تونس وتركيا. وفي هذا السياق شدد الوزير التونسي ابن عاشور على اهمية التعاون الثنائي في مختلف المجالات لاسيما في القطاع الثقافي. ومن جهة اخرى اعرب ابن عاشور عن ارتياحه للافاق الواعدة التي يتيحها برنامج التعاون الثقافي معربا عن الأمل في توسيعه ليشمل تبادل الخبرات في مجال السياحة الثقافية التي يحرص البلدان على النهوض بها. من جهته ثمن الوزير التركي الجهود المبذولة من كلا البلدين لدعم التواصل بينهما مؤكدا العزم على اثراء مضامين برنامج التعاون واستغلال كل الامكانات المتاحة لتنميته.   (المصدر: وكالة الأنباء الكويتية( كونا ) بتاريخ 27 أوت 2008 )  

اجتماع عربي في تونس حول تنظيم الأسرة والصحة الجنسية والإنجابية

 

تونس في 26 اغسطس /قنا/ بدأت في تونس اليوم أعمال الدورة السنوية التاسعة والثلاثين للمجلس الإقليمي للعالم العربي التابع للاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة بمشاركة ممثلين عن جمعيات تنظيم الاسرة في 13 بلدا عربيا /هي الأردن والبحرين ومصر وسوريا واليمن والسودان وفلسطين والجزائر وجيبوتي والعراق والمغرب وموريتانيا وتونس/ إضافة إلى ممثلين عن عدد من البلدان العربية الأخرى بصفة مراقب. ويناقش المشاركون على مدى ثلاثة ايام عددا من القضايا المتصلة بتنظيم الاسرة والصحة الجنسية والإنجابية في المنطقة العربية في ضوء ما تضمنه كتاب الدكتور المصري محمود فتح الله الخبير الدولي في طب النساء وضيف شرف هذه الدورة ـ من آراء وما طرحه من أفكار تتصل بصحة وحقوق المرأة من منظور عالمي وإقليمي عربي ومصري وكذلك اهتمامه بالصحة الجنسية والإنجابية للمرأة وانتقاده لعادات ومفاهيم متخلفة تهدد صحتها. وتحدث في الجلسة الافتتاحية للدورة كل من الأستاذة كوثر الخير رئيسة اللجنة  التنفيذية الإقليمية للمجلس والدكتور منصف بن ابراهيم رئيس المجلس الاقليمي والسيدة نجوى الميلادى كاتبة الدولة التونسية لدى وزير الصحة المكلفة بالموءسسات الاستشفائية حيث اشارت كلماتهم الى تباين وضع تنظيم الاسرة والصحة الانجابية بالمنطقة العربية من دولة الى أخرى رغم اعتماد أغلب البلدان سياسات تقدمية لتوفير الخدمات الصحية الاساسية بهدف الحد من وفيات الامهات والاطفال والتصدى للاوبئة المنقولة جنسيا وخاصة فيروس نقص المناعة المكتسبة /الايدز/
ونبه الدكتور منصف بن ابراهيم بشكل خاص الى أن الوضع يبعث على القلق في عدد من البلدان المتاخمة لجنوب الصحراء الافريقية حيث ترتفع وفيات الرضع والاطفال والاصابة بفيروس نقص المناعة المكتسبة مشيرا الى أنه يتم في بعض هذه الدول تسجيل وفاة أكثر من 500 امرأة فى  100 الف ولادة حية. جدير بالذكر أن الاتحاد الدولي لتنظيم الاسرة الذى تأسس سنة 1952 يعمل على نشر مفهوم تنظيم الاسرة والصحة الانجابية في العالم وايصال الخدمات المتعلقة بتنظيم الاسرة والصحة الانجابية الى الفئات الفقيرة والمهمشة علما وان مكتبه الاقليمي للعالم العربي يتخذ من تونس مقرا دائما له.   (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 26 أوت  2008)

اللجنة الاستشارية المكلفة بالسلطات المحلية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة تعقد اجتماعها بتونس

تونس / 26 اغسطس-اب / يو بي أي: بدأت اليوم الثلاثاء بتونس العاصمة أعمال الاجتماع الخامس عشر للجنة الاستشارية المكلفة بالسلطات المحلية التابعة لمنظمة الأمم المتحدة. ويشارك في هذا الاجتماع عدد من رؤساء البلديات وممثلين عنها من عدة دول منها لبنان وإيطاليا وفرنسا وكندا وأمريكا والصين والسنغال وروسيا، إلى جانب مراقبين يمثلون عدة منظمات دولية ذات الصلة مثل منظمة المدن العربية . وسيعكف المشاركون في هذا الاجتماع على بحث ومناقشة البرنامج المستقبلي لعمل اللجنة ونشاطها لغاية العام 2010 . يشار إلى أن اللجنة الاستشارية المكلفة بالسلطات المحلية التابعة للأمم المتحدة تأسست عام 2000 بمدينة البندقية الإيطالية، وهي تهتم بشؤون المدن والسلطات المحلية في جميع دول العالم للتنسيق بينها ومساعدتها على الاستجابة لتطلعات مواطنيها في كنف التعاون والتآزر والسلم بعيدا عن كل أشكال الإقصاء والتهميش.  
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 26 أوت 2008)

في  دراسة حول المستهلك التونسي والمواد الغذائية: مؤشر الرضا العام على الجودة الصحية للمنتوج التونسي لا يتجاوز 39 في المائة

 

 تونس-الصباح: مع اقتراب شهر الصيام الذي عادة ما يطلق فيه التونسي العنان لشهواته وغريزته الاستهلاكية المتنامية في السنوات الأخيرة حتى على حساب ميزانيته وقدرته الشرائية،تلاحظ بداية الاستعدادات لهذا الشهر حيث يقبل التونسي على استهلاك مختلف المواد الغذائية التي تعددت وتنوعت في السوق التونسية وازداد حجمها في السنوات الاخيرة   سواء تعلق الأمر بالمواد الغذائية المحلية أو الأجنبية في ظل انفتاح السوق الإستهلاكية وتنامي عدد الفضاءات والمساحات التجارية الكبرى وتنوع وسائل الإغراء والإشهار…   وإلى جانب تنامي استهلاك المواد الغذائية المختلفة تكثر أيضا وللأسف خلال شهر رمضان ،الاخلالات والتجاوزات الصحية من حيث جودة المواد المعروضة وصلوحيتها إذ أن اللهفة على الاستهلاك قد تحجب على المستهلك التثبت من جودة المواد التي يقتنيها.   في خضم هذه المؤشرات نستحضر نتائج دراسة علمية أنجزت السنة الفارطة من قبل مكتب دراسات وعرضت بعض نتائجها خلال الملتقى السنوي لمنتجي المياه المعدنية لأن الدراسة تطرقت في جزء منها إلى علاقة المستهلك بالمياه المعلبة، وتطرقت بشكل رئيسي وأشمل إلى علاقة وتقييم المستهلك التونس للمواد الغذائية في السوق التونسية وهو المجال الذي يهمنا في هذه الورقة. فماذا عن حجم رضاء المستهلك وثقته في هذه المواد لا سيما المواد الغذائية تونسية الصنع؟ كيف يقيم المستهلك حجم تطور القطاع في تونس؟ وماهي المواد الغذائية التي تحضى بثقة المستهلك في الجوانب الصحية أكثر من غيرها؟ وماذا عن سلوك المواطن المتصل بمراقبة جودة المواد التي يقبل على استهلاكها؟…   مؤشر الرضا على الجودة الصحية   في الإجابة عن التساؤل الذي طرحه البحث الميداني الذي شمل حوالي 1000 شخص من مختلف الجهات « كيف تقيم بصفة عامة الجودة الصحية للمواد الغذائية محلية الصنع؟ »، انحصر المؤشر العام لنسبة الرضا عن القيمة الصحية للمواد الغذائية التونسية في حدود 39 فاصل 4 بالمائة . أشار في المقابل حوالي 73 بالمائة من المستجوبين أن القيمة الصحية لهذه المواد الغذائية في تحسن مستمر.   ورغم أن مؤشر ثقة المستهلك في المواد الغذائية التونسية يبقى محدودا ولم يحز بعد على معدلات ثقة عالية إلا أن التونسي يثق أكثر في المواد الغذائية المصنعة محليا أكثر من المنتوجات الأجنبية الصنع ذلك أن 90 بالمائة من المستجوبين عبروا عن ثقتهم في النواحي الصحية للمنتوج التونسي مقابل 9 فاصل 3 بالمائة فقط لا يثقون في منتوجاتنا الغذائية من حيث جودتها الصحية…   نشير أيضا إلى أن التونسي لا يثق أكثر في المواد المصبرة والمثلجة والأطباق الجاهزة المثلجة…رغم أن سلوك الاقبال على المواد الغذائية الجاهزة بدأ يدخل تدريجيا في عادات البعض من خلال الاقبال على الذي نشاهده في المساحات الكبرى مثل هذه الأطباق.   بعض سلوكيات المستهلك   من خلال بعض المؤشرات الواردة في الدراسة نستطيع أن نتبين بعض سلوكيات المستهلك التونسي لا سيما تلك غير واعية أحيانا على غرار عدم الإطلاع على المعلومات الموجودة على غلاف المواد الغذائية بمختلف أنواعها.ونشير في هذا السياق إلى أن حوالي 30 بالمائة من المستجوبين في الدراسة أكدوا أنهم لم يطلعوا قط على المعطيات الموجود على غلاف المادة التي يستهلكونها .   والنسبة المتبقية من المستجوبين التي تقرأ وبمعدلات متفاوتة ما يوجد على الغلاف تؤكد وبنسبة41 بالمائة أنهم يطلعون على تاريخ الصلوحية في حين تتراوح نسبة الإطلاع على باقي المعطيات الواردة على الغلاف (المكونات ومصدر الصنع والقيمة الغذائية…)بين 14 و2 بالمائة فقط.   من جهة أخرى يعتبر حوالي 32 بالمائة من المستجوبين أن مستوى الإعلام بالمخاطر التي قد تتسبب فيها بعض المواد الغذائية يبقى محدودا…   منى اليحياوي    (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس ) بتاريخ 27 أوت 2008 )

استثمارات القطاعي الزراعي التونسي خلال ستة شهور

  تونس في 26 اغسطس / قنا / سجل الحجم الإجمالي للاستثمارات في القطاع الزراعي التونسي خلال النصف الاول من العام العام الحالي نموا بنسبة 1ر16 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من عام 2007 اذ ارتفعت قيمته الى 862ر142 مليون دينار تونسي / نحو 112 مليون دولار أمريكي / مقابل 055ر123 مليون دينار 0 واستأثر قطاع تربية المواشي ـ وفق مصادر الوكالة التونسية للنهوض بالاستثمار الفلاحي ـ باكبر مبلغ من هذه الاستثمارات اذ استقطب مبلغ 53 مليون دينار خلال النصف الاول من العام الحالي مسجلا نموا بنسبة 6ر56 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي 00 يليه قطاع غراسة الأشجار المثمرة بمبلغ 45 مليون دينار مسجلا نموا بنسبة 6ر9 بالمائة ثم قطاع الخدمات بمبلغ 23 مليون دينار 0 وسجل هذا القطاع الأخير تراجعا في اسثتماراته بنسبة 9ر9 بالمائة مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي شانه شأن قطاع الصيد البحري وتربية الأحياء الذي تراجعت استثماراته بنسبة 19 بالمائة لتبلغ قيمتها 8ر8 مليون دينار 0 وأشارت المصادر نفسها إلى الاستثمارات مكنت من تمويل 1818 مشروعا خلال النصف الأول من العام الحالي مقابل 1699 مشروعا في نفس الفترة من العام الماضي، الأمر الذي وفر 2511 فرصة عمل جديدة مقابل 2264 فرصة عمل في النصف الأول من عام  2007 0   (المصدر: وكالة الأنباء القطرية (قنا) بتاريخ 26 أوت  2008)

عائدات السياحة في تونس ترتفع بنسبة 10.5% في سبعة أشهر
تونس (رويترز) – أظهرت أرقام رسمية يوم الاربعاء أن عائدات صناعة السياحة بتونس ارتفعت منذ بداية العام وحتى 20 أغسطس آب الحالي بنسبة 5 .10 بالمئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي مؤكدة توقعات بانتعاشة قوية للقطاع. وأشارت الارقام الى أن العائدات ارتفعت خلال هذه الفترة من العام الى 2.01 مليار دينار (1.63 مليار دولار). وتأتي هذه الارقام لتؤكد توقعات الحكومة بتحقيق انتعاشة في قطاع السياحة ثاني مشغل لليد العاملة بعد القطاع الزراعي بنحو 360 ألف فرصة عمل. وتوقع مسؤولون حكوميون أن ترتفع عائدات السياحة حتى نهاية العام الحالي بنسبة ثمانية بالمئة مقارنة بالعام الماضي الذي بلغت إيراداته ثلاثة مليارات دينار. وتغطي السياحة قرابة 75 بالمئة من العجز التجاري لتونس وهي المصدر الاول للعملة الاجنبية. (الدولار يساوي 1.227 دينار تونسي) (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 27 أوت 2008)  

وسام الجمهورية للسباح التونسي أسامة الملولي

تونس ـ يو بي آي: منح الرئيس التونسي زين العابدين بن علي السباح التونسي أسامة الملولي الحائز على ذهبية سباق 1500 متر حرة بأولمبياد بيجينغ 2008، الصنف الأول من وسام الجمهورية الذي يعتبر أرفع وسام تونسي. وذكرت الإذاعة التونسية امس الثلاثاء أن بن علي استقبل السباح أسامة الملولي في قصر قرطاج الرئاسي، حيث هنأه على هذا الإنجاز، ومنحه الصنف الأول من وسام الجمهورية، ‘تقديرا لمثابرته على الجد والإجتهاد من أجل الفوز والتتويج ورفع راية تونس في المحافل الدولية’. وأضافت الإذاعة التونسية أن بن علي جدد للبطل الأولمبي’دعمه وتشجيعه له وحرصه على توفير كل الظروف الملائمة لاستعداده الجيد للمواعيد الدولية المقبلة لمواصلة تحقيق مزيد الانتصارات وتشريف الرياضة التونسية في التظاهرات الدولية والاولمبية القادمة’. وكان السباح أسامة الملولي (24 عاما) فاز بميدالية ذهبية في الألعاب الأولمبية التي إنتهت فعالياتها قبل يويمين في العاصمة الصينية، لتكون بذلك الميدالية الذهبية الثانية في تاريخ الرياضة التونسية، بعد الأولى التي أحرزها العداء محمد القمودي في سباق 5000 متر خلال أولمبياد مكسيكو 1968. و قال علي حرز الله رئيس الإتحاد التونسي لرياضة المعوقين إن تونس ستشارك بـ35 رياضيا (22 ذكورا و13 اناثا) في دورة الألعاب الاولمبية الموازية التي ستحتضنها العاصمة الصينية، بكين، خلال شهر سبتمبر/أيلول المقبل. وأوضح في تصريح نشر امس الثلاثاء أن الرياضيين التونسيين سيشاركون في 17 مسابقة ضمن إطار ألعاب القوى لهذه الدورة الجديدة التي ستنطلق فعالياتها في السادس من الشهر المقبل، لتتواصل لغاية السابع عشر. وإعتبر حرز الله أن تأهل هذا العدد من الرياضيين التونسيين إلى ألعاب بكين 2008 الموازية هو ‘ثمرة جهود وإستعدادات متواصلة على مدى أربع سنوات منذ دورة أثينا 2004’. وأشار إلى أن المنتخب التونسي لرياضة المعوقين سيسعى خلال دورة الألعاب الاولمبية الموازية 2008إلى تحقيق نتائج أفضل من دورة أثينا 2004، التي حصل خلالها على 18 ميدالية (8 ذهبية و7 فضية و3 برونزية). (المصدر: صحيفة ‘القدس العربي’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 27 أوت 2008)

بدء فعاليات حملة إقليمية ضد مرض ‘الإيدز’ في تونس
تونس / 27 اغسطس-اب / يو بي أي: إنطلقت اليوم الأربعاء بتونس فعاليات حملة إقليمية ضد مرض فقدان المناعة المكتسبة  » الايدز « ، تندرج ضمن إطار الحملة العالمية لمكافحة هذا المرض. وستتواصل هذه الحملة على مدى يومين بمشاركة 20 منظمة أهلية معنية من 12 دولة هي لبنان ومصر والسعودية والبحرين وسلطنة عمان والأردن والسودان والمغرب والجزائر وموريتانيا وإيران، إلى جانب تونس. وتهدف هذه الحملة إلى التعريف بجهود ودور المجتمع المدني في التوعية من مخاطر هذا المرض، بالإضافة إلى مناقشة مواضيع عدة تتصل بالحملة العالمية ضد مرض « الايدز ». وبحسب وزارة الصحة التونسية، فإن عدد المصابين بمرض الإيدز في تونس منذ ظهور أول إصابة عام 1986 لم يتجاوز 1500 إصابة أي بمعدل 70 حالة سنويا. وتشير بيانات المنظمات الأهلية المعنية أن أعمار المصابين بهذا المرض القاتل تتراوح ما بين 25 و 40 عاما، وأن أكثر طرق العدوى انتشارا هي العلاقات الجنسية والمخدرات.  
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ27 أوت 2008)

حول هلال رمضان: هل يكون يوم الاثنين أول أيام شهر رمضان الفضيل؟  معلومات علمية وفلكية دقيقة تكشف خريطة هلال رمضان في الدول العربية والاسلامية

تونس ـ الصباح: بدأت الاستعدادات بنسق حثيث صلب الدوائر المعنية برصد هلال رمضان الفضيل في الدول العربية والإسلامية، وسط اختلافات بخصوص يوم الصيام ويوم الإفطار، جرى التعوّد عليها سنويا بمناسبة شهر رمضان..  ولا يخفى على أحد، كون المصدر الرئيسي لهذا الخلاف المتكرر، هو اعتماد بعض الدول الحسابات الفلكية، فيما تشترط دول أخرى رؤية الهلال كشرط لبداية الشهر الهجري..   وحسب بعض المعلومات التي حصلت عليها « الصباح » من مصادر موثوقة، فإن الحسابات الفلكية تشير إلى أن يوم الاثنين 1 سبتمبر المقبل، سيكون أول أيام شهر رمضان المبارك في الدول الإسلامية التي تعتمد رؤية الهلال شرطا لبداية الشهر الهجري..   وكانت دول بدأت شهر شعبان يوم السبت 2 أوت الجاري، على غرار المملكة العربية السعودية ومصر، في حين بدأت دول أخرى، مثل تونس والمغرب والجزائر والأردن وعمان وإيران وماليزيا، شهر شعبان يوم الأحد 3 أوت، وهو ما يعني إمكانية كبيرة لاختلافها على بداية شهر رمضان، واختلافها لاحقا على يوم الإفطار..   وتفيد مصادرنا، بأن الدول التي بدأت شهر رمضان يوم السبت 2 أوت، سيكون يوم السبت 30 أوت هو اليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، وفي هذا اليوم سيتم تحري هلال شهر رمضان..   غير أن بعض المعطيات العلمية، تؤكد استحالة رؤية الهلال من جميع مناطق العالم الإسلامي، بسبب غروب القمر قبل غروب الشمس من ناحية، ولحدوث الاقتران (ما يعرف بولادة الهلال) بعد غروب الشمس، وهو ما يعني أن هذه الدول مطالبة بإكمال 30 يوما من شهر شعبان، لتكون بداية شهر رمضان بالنسبة إليها يوم الاثنين الذي يوافق غرة سبتمبر المقبل.. أما بخصوص الدول التي بدأت شهر شعبان يوم الأحد 3 أوت، فسيكون يوم الأحد 31 أوت، هو اليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، وفي هذا اليوم ستكون رؤية الهلال ممكنة عبر استخدام « المرقب »، لكن شريطة نقاء الغلاف الجوي من بعض مناطق العالم الإسلامي..   وقال « المشروع الإسلامي لرصد الأهلة »، الذي يتخذ من أبو ظبي مقرا له، في بيان تلقت « الصباح » نسخة منه، أن عديد الدول لن تتمكن من رؤية الهلال يوم الأحد 31 أوت، وبناء على ذلك، من المتوقع أن تبدأ بعض الدول شهر رمضان يوم الاثنين، فيما يبدأ البعض الآخر شهر رمضان يوم الثلاثاء الموافق لـ 2 سبتمبر، وهو الأمر الذي ينسحب على الدول التي تشترط رؤية الهلال من داخل أراضيها، مثل الهند وباكستان، وتبقى ليبيا البلد الوحيد الذي قد يبدأ شهر رمضان يوم الأحد 31 أوت، باعتبارها لا تشترط رؤية الهلال، وإنما تكتفي بحدوث الاقتران قبل الفجر، وهو ما سوف يتم فجر يوم الأحد 31 أوت الجاري..   فرص رؤية الهلال   ويرى علماء الفلك، أن فرص رؤية الهلال يمكن أن تتم يوم 31 أوت الجاري، عبر استخدام « المرقب » فقط، وفي حالة نقاء الغلاف الجوي من موريتانيا والسودان واليمن بالإضافة إلى وسط القارة الإفريقية بصورة عامة، إلى جانب الأجزاء الجنوبية من الولايات المتحدة الأمريكية، فيما تفيد معلومات من « المشروع الإسلامي لرصد الأهلة »، إمكانية رؤية الهلال بالعين المجردة، لكن  بصعوبة في حالة نقاء الغلاف الجوي فحسب من جنوب القارة الإفريقية ومناطق أمريكا الوسطى..   في مقابل ذلك، كشفت ذات المعلومات، عن إمكانية رؤية هلال رمضان بالعين المجردة بيسر كبير من قارة أمريكا الجنوبية وما حولها فقط، فيما أن هذه الرؤية غير ممكنة وإن تم استخدام المرقب من قارة آسيا وأستراليا باستثناء اليمن وبلدان القارة الأوروبية..   الجدير بالذكر، أن أقل مكث للهلال الذي أتيحت رؤيته بالعين المجردة، هو 29 دقيقة، وقد تم ذلك في سبتمبر من العام 1990 من فلسطين، فيما كان أقل عمر هلال أتيحت رؤيته بالعين المجردة في حدود 15 ساعة و 33 دقيقة، وهو ما حصل يوم 25 فيفري 1990 من الولايات المتحدة..   ويرجح العارفون بشؤون أهلة الشهور الهجرية، في ضوء هذه المعطيات أن يتوزع رمضان بين يوم الأحد والاثنين والثلاثاء على كامل الدول العربية، لكن من المنتظر أن يكون رمضان في غالبية الدول العربية والإسلامية يوم الاثنين بحسب الاقتران ووضع الغلاف الجوي..   صالح عطية   (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس ) بتاريخ 27 أوت 2008)

                                             بســــــــــــــــــم الله الرحمن الرحيم                                                       
الشاذلي العيادي      
              نــــــــــــــــــــــــــداء                     
 
إلى كل من وزيريّ العدل في  تونس و الجزائر و إلى قيادات كل من المجتمع المدني و العسكري الجزائريين  بيروت، في 16 أوت سنة 2008 عَلِمْتُ، هذه المرّة بالقطع، من طرف مندوب أحد رؤساء محطاتنا الأمنيّة بأوربا، يكن لي بعض المحبّة وقسط  وَفِير من الإحترام. أنه قد وقع إتفاق بين أحد رموز القهر و إستصغار الناس و نسج المكائد المقنّنة من المجتمع الأمني تونسي من خلال إدارتيّ الأمن الخارجي و المصالح المختصّة  و بين أحد الأقسام إدارة الأمن العسكري الجزائري، دون أي غطاء سياسي من مراكز صنع القرار في البلدين الشقيقين. وذلك بعد نشري على صفحات مواقع حوار نات و طريق النصر في أواسط الشهر السابع من السنة الجاريّة كتاب تحت عنوان:  جواب إلى مدير المخابرات التونسي. من جملة ما ضم هذا الكتاب بين أسطره الآتي:  » في الأخير، أنصح بحسن الكلام وعذب القول. و بكل ما في التسامح من فضائل، كل من سوّلت له نفسه من أهل العداوة و الحسد  من  أبناء جنسيّتي ومن طالع الشعوب العربيّة من بعض الأخوة أبناء بيت المقدس و أكناف بيت المقدس من فصيل معيّن،الذين سهّل  أحدهم في الماضي بإيعاز من جهاز أمن احد الدول المغاربيّة يوم 18 من الشهر الثامن لسنة 1981 في اختطافي من جنوب  لبنان من طرف رجال الشهيد صلاح خلف (أبو إياد). و تسليمي يوم 21 منه، يد بيد إلى تونس بطلب من المرحومة الماجدة وسيلة بورقيبة، حرم الزعيم الراحل حبيب بورقيبة. كما حاول البعض منهم يوم 18 من شهر جوان 2005 اختطافي من على رصيف ضيّق عن طريق سيارة كبيرة الحجم نسبيا  و ذلك بزاوية تطل من جهة اليمين علي  صيدليّة ومعهد الصبّارين الثانوي ومن جهة اليسار متأتية من السوق عبر حديقة الشهداء في مخيّم اليرموك بدمشق « . حادثة موثقة في المفوضيّة الساميّة للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين .  ينص هذا الإتفاق على وضع مخطط لمحاولة خطفي من بيروت ثّم إرجاعي إلى أرض الوطن أو تصفيتي  بمعرفة  السيّد سالم دعبول( أبو ثائر)، أحد مسؤولي إدارة أمن الثورة  في الجبهة الشعبّة لتحرير فلسطين – القيادة العامة. وهو أحد المتعاونين مع المخابرات الجزائرية على الساحة الفلسطينيّة و الشرق الأوسطيّة منذ السبعينات وحي قبل حصوله على الجنسيّة الجزائريّة.  إذا، أُعْلِم، و أنا في حالة جواز و معرفة، وزارات العدل  في كل من  تونس و الجزائر وكذلك أهل الصدق و العفاف من الأجهزة الأمنيّة فيها و كل المنظمات الحقوقيّة في الجزائر حصرا أنه إذا وقع خطفي و إرجاعي  قسرا إلى تونس أو تصفيتي فالمسؤوليّة الأوليّة  (خيط دائرة البحث و التحرّي) تقع في الدرجة الأولى علىالدكتور محمدصالح الهرماسي (أنظر ما نشرفي ما يخص الدكتور الهرماسي للمرّة الثانية في موقع تونس نيوز بتاريخ 4/9/2007) و في الدرجة الثانيّة تقع على السادة سالم دعبول ( أبو ثائر) و محمد عقلة (أبو علا) من الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين – القيادة العامة. و كل من رؤساء المحطات الأمنيّة التونسيّة و الجزائريّة في كل من لبنان و دمشق. لا أطلب من الأشياء حتى أقلها من المجتمع المدني التونسي أو بعض رجالاته. والتعذيب والموت بيد زبانية النظام  أفضل من العيش بجانب أهل الإظلام و التنكر للذات من هذا المجتمع المدني. أتوجه بالقول اللطيف و الفكر النظيف إلى أهل العداوة المجّانيّة و المُشَخّصَة. و الحسد الموصوف. و إلى زُمَرّ الركون إلى كبر المقام الإجتماعي، و السعيّ وراء الكمال المادي من المجتمع المدني التونسي و دوره المغيّب  في رعاية النفسيّة الوطنيّة و الذود على قداسة النفس البشريّة و إحترام الجسد الآدمي ما قاله الشاعر العربي خليل مطران: ما كانت الحسناء ترفع سترها       لو أن في هَذَيّ الجموع رجال  بصريح القول و أصدقه. و بما في الإنسانيّة من معاني مجتمعة، أقول إلى المعالج النفسي بدون دواء الدكتور هيثم حسين منّاع، أني لست من الدراويش على حد قولك. ولا من عملاء النظام السوري حسب إدعائك و ترويجك له في أكثر من مجتمع مدني و دولة أوروبية. و لعلمك أفتخر أني من المختصين و المنظرين في ميدان الأمن القومي. و يكفيني شرف عندما لم يتمكن أحد رموز المجتمع الأمني التونسي للوقوع بي بين براثن خيانة الوطن و الأمة. و عدم إدراكه المأمول في تدمير صحّتي الفكريّة و العقليّة. حاول بإيعاز من الجنرال عليّ السرياطي ومساعدة  عيسى بن فرحات، رئيس سابق للمحطة الأمنيّة بسفارة تونس بدمشق. و محمد الناصر حلاس من أعتى رجال الإدارة العامة للمصالح المختصة. و خالد الطرابلسي، رئيس سابق للمحطة الأمنيّة بسفارة تونس في بريطانية.  تكوين ملف وتقديمي للمحاكمة من أجل مجرد التعاون في ميدان الأمن القومي لصالح الأمة العربيّة مع شخصيّة قوميّة بارزة ضمن قوة أجنبيّة شرق أوسطيّة. أليس هذا أفضل من أن أكون ضمن دائرة موجاتيّة لجهاز تحكم عن بعد ضد وطني و أمتي مقابل كبر المقام و طيب العيش و الوجاهة ؟. أطلب منك بكل أدب و محبّة سؤال صديقك سفير السويد في باريس أو أي شخصيّة أخرى من الإدارة السويديّة، من أنقض مملكة السويد من التورّط في منطقة الشرق الأوسط؟.  من ساهم بالنصح و الدراسة في العدول عن إرسال1500عنصر من القوات للسويديّة للمشاركة في قوات الأونفيل في لبنان رغم موافقة مجلس الوزراء على ذلك؟.  من حيّد المجتمع السياسي و الأمني في مملكة السويد عن تصديق تقارير أمنيّه متأتية من المركزيّة الأمنيةّ الأمريكية بعد يوم أو بعض اليوم من وقف الأعمال العدوانيّة على لبنان. تقول و تحذر هذه التقارير أن حزب الله قد خسر الحرب و سينظم عمليات إنتقاميّة في بعض عواصم أوروبيّة بتزكيّة من وطنك الأم سوريا؟.  عيب عليك يا دكتور، عوضا على أن تساعدني بالحق و البيان تعاطفت مع رئيسك و صديقك الدكتور منصف المرزوقي لإلحاق الأذى بي بطريقة مجّانيّة متناسيا ان للدهر أطوال متباينة و للحياة عجلة تدور دوما و لا يدرك  المرء و العقل البشري في أية محطة تقف. والذي أصابني ربما لا يخطؤك في يوم من الأيام. لعلمك، ليس هناك نظام أو بالأحرى جهاز أمن عربي أو غيره له من الفضل على شخصي سوى كان كبيره أو صغيره.كما التزم أمام الجميع بوضع نفسي تحت تصرف القضاء السويدي أو أي منظومة قضائية أخرى في هذا الموضوع أو في أي شان آخر. إذا، كيف أكون من عملاء المخابرات السوريّة و أنا من أبرز المتسولين العرب مع تأجيل التنفيذ على أراضي الشام الكبرى بكافة رُقَعِهَا. و لا أقوى حتى على مداواة ما سببه الإعتداء الصارخ على جسدي في السويد ـ الحمد لله على كل مكروه ـ. إنّ ظلمات السجون في أراضي الشام الكبرى أفضل بكثير أمام الله و عباده من بارز العيش  بدون كرامة و عزّة نفس. هل وصلتك الفكرة يا إبن الجنس و العرق و الوطن، الدكتور هيثم حسين منّاع؟. منيّ،لما في الحلق من طعم المرّ للذكرى، إلى من هم على رأس بعض التجمعات و الجمعيات  العربيّة لحقوق الإنسان في أوربا و على رأسهم الدكتور منصف المرزوقي و الدكتور هيثم حسين منّاع  ما قاله إيليا أبو ماضي:                شكراً لأعدائي فلولا عيثهم         لم أدر أنهم من الغوغائي                ذنبي إلى الحساد أنّي فُتهم         و تركتهم يتعثرون ورائي أطلب من الله الواحد الجبّار أن يجعل بالحجّة و البيان في سواعد أهل العفة و الصدق من المجتمع المدني التونسي لأعداء الإنسانية في المغرب العربي الكبير نقم و لمن سالمونا السلام. كما أسأل العزيز الجبّار أن يجعل  وزارتي العدل في تونس و الجزائر على أهل الشَخْصَنَة والسعاية و المصانعة. و عُصْبَة الركون لما هو انفع لهم على حساب الوطن و المواطن كحجر الزابور، إذا سقط عليهم محقهم. و إذا سقطوا عليه ترضضوا. لهذه الأسباب ــــــــــــــــــ ألفت نظر وزيري العدل في كل من تونس و الجزائر نحو الموضوع. و بمقتضى هذا النداء أ تقدم بطلب فتح بحث  ضد كل من المدعو محمد صالح الهرماسي أمام النيابة العامة في تونس. وأمام القضاء في الجزائر ضد المسمى سالم دعبول بصفته من حاملي الجنسية الجزائريّة من الشعب الفلسطيني الشقيق.                                                                                                                                                                                                                     ــــــــــــــــ نظير إلى وزير العدل في تونس   نظير إلى وزير العدل في الجزائر نظير إلى  السيّد رضوان نويصر-  المفوضيّة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين  

إلى السيد الشاذليّ العيّادي
أبوجعفر لعويني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته     عزيزي الشّاذلي,لقد شدّني مقالك القيّم والمفيد,الموجّه أساسا لفئة خاصة من المنتمين لهذا الميدان,(التجسّس)ولكن بما أنّني فهمت من أوّل وهلة ,عبر مقالاتك أنّك ضالع في هذا السّلك فأردت العثور على تصريح واضح ,يفيدنا بحقيقة انتماء كلّ هذه الجيوش الأمنية العاملة في العالم العربي ,من أجل خدمة الأنظمة والتّابعين لها ,ومن المؤكّد أنّها تمتصّ دماء الشعوب العربية , وتخدم مصالح أعدائها بالأساس , ولكن أعذرني يابن تونس ,فأنا لم أفهم غير ما جاء في المقال الطّويل العريض والنّاصح للسّلك ثمّ للغرب,   على طريقة الحسن ابن الصباح عدوّ السنّة وعلى رأسها النّاصر صلاح الدّين الأيّوبي,ومن أتى بعده.  قولك – الى أن يرزقنا الله في منطقة المغرب العربي الكبير,بتشكيلات ضمن المجتمعات المدنية المغاربيّة كجماعة حزب الله من حيث التنظيم و العفـّة الجمعياتيّة. لابأس من جهة التّنظيم ,وإنّي وإن كنت من محبّي السيّد حسن نصرالله, فلست مع السبّ والقذف واللعن الذي تجتهد فيه أذناب السلالة الفارسية,المتدثّرة بدثار أو عباءة الدّين, والتي تقول بأنّ تسعة أعشار العرب سيبيدهم المجهول المدعوّ بالقائم ,أي ابن نرجس الفارسية , والذي ثبت أنّه لم يولد قطّ ,إلاّ عند المغفّلين من بني اسماعيل وقحطان,وهذا لاينفي مجيئ المهدي المنتظر الذي  وجدنا فيه حديثا ,ولكن لايجب أن تنطلي علينا الإسرائيليات والفارسيّات الصّفوية ,التي صارت واضحة لألي الألباب ,وما فهمته أيضا أنّك تشيّعت وصرت تبتدئ بأقوال عيسى عليه السلام المزعومة,ثمّ تثنّي بآيات من القرآن على غرارالشيعة, وقولك – (من خالط العطّار نال عطره و من خالط الفحّام نال سوادا)وهذا مثل حكيم بلا ريب. تقول قال يسوع ابن مريم العذراء عليه السلام ( إنجيل لوقا 12: 2 –7)ربّما تقصد به النّصارى 28 لا تخافوا اللذين يقتلون الجسد ولا يقدرون أن يقتلوا النفس،بل خافوا الذي يقدر أن يهلك الجسد والنفس معا في جهنم. بسم الله الرحمن الرحيم  » قُلْ كُلُُّ مُّتربِّصُُ فتربِّصُواْ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحابُ الصِرَاِط السَّوِيِّ و مَنِ أهْـتَدَى »وصدق الله العظيم فهنا نجعل علامة استفهام عن القصد؟ – الكثيرون من أبناء شمال افريقيا يحبّون المقاومة اللبنانية والفلسطينية على أساس جهادهم ضدّ الكيان الغاصب, ولكنّ قولك التّالي :أما نفسية بني إسماعيل من بارز وطالع أركانها الشك في كل شيء إلى درجة عدم الثقة في الغير وفي النفس. ربّما صحيح ولا بدّ أن نكون كذلك فمن عضّه الحنش يستخايل الحبل,وهي ظاهرة صحيّة. ولكنّ الأغلبيّة انتبهت للخطر الفارسي القادم,ولهم احساس وحساسية, لسيما بعد غزو العراق وحادثة بيروت وتجلّي العداوة التّاريخية الدّاعية للإنتقام من العرب ,على ماجرى منذ فجر الإسلام  تصدّع إيوان كسرى ونضوب ماء ساوة  واخماد نار المجوس ,ثمّ الأنكى الإطاحة بعرش كسرى و »القادسية وجريمة أبا لؤلؤة المشؤوم بابا شجاع  » الذي يزورون ضريحه المزعوم صلفا وخداعا كمذاهبم العديدة, وما انفكّ اتباعهم يطالبون  بأمجاد ملكهم, والإقتصاص من كلّ عربي لا يركع لهيمنتهم وأقولها بكلّ صراحة ,ما لم  يتراجع الفرس عن الإلتباس في تسفيه ديننا,والمؤامرة على قرآننا وتاريخنا, وسبّ ساداتنا الذين  ركّزوا دعائم هذا الدّين بعد الرّدّة,فلن نهدأ أو نستكين حتّى يهتدوا بدين الحقّ ,أو يكونوا كسابقيهم من التتار والصليبيين , والمعاصرين  من بني الأصفر وأشباههم,وكما أرجو أن تُعلم القرّاء الكرام عمّا يجري في تونس, وقد أوردت فقرة مدغمة بغير وضوح, – » إن الجيش والبوليس السرّي يبديان إهتماما غير عادي بما يسمى بالبارا- بسيكولوجيا PARA-PSYCOLOGIE،وكذلك عن فنون التّجسّس وذلك ما برعت فيه العصابات المجرمة في العالم العربي ضدّ شعوبها خاصّة ,دون الإضرار بالأعداء والغزاة ,وأنا أقرأ نبأ من مصدر فرنسي اليوم, يقول أنّ أمريكا تخطّط لغزو مصر من جهة دارفور والسّودان ,للهيمنة على مصر,فأنت نصحت الغرب ولكن لم تأت أمّتك بجديد,فما يجري في تونس أيّها الخبير, أنّ الشّعب قد أصابه فعلا « التشويش على موجات التفكير »وصار لعبة بين يدي المخابرات تتلاعب به كما تشاء,يبثّون كتائب من المختمرات(لابسات الخمار )لضرب الدّين من الأعماق ,حيث كثرت الدّعارة والسّرقة المؤطّرة من طرف اجهزة الأمن,كي يحسب ذلك على الحركة الإسلامية والدّين السّمح,ولكنّها لعبة مكشوفة ولا بدّ لشعبنا أن يحذر, ويضرب على أيادي العابثين,كما أنّ ما يسمّى بالقاعدة ,هي أيضا صارت مكشوفة ومشبوههة ولا نعمّم,أمّا السّياحة فهي ميدان واسع للتّجسّس وضرب الحياء والإقتصاد الوطني, بدل نهوضه و ثروة الماء بالأساس, والثقافة وهلمّ جرّا . فبكلّ صراحة المؤامرة كبيرة,وعلى أبناء الأمّة أن يحذروا من كلّ شيئ ,وهذا ما أعلمنا به الرسول الكريم (تكاد تداعى عليكم الأمم ….الحديث)على الجميع أن يحذر من حبائل الغرب والفرس,ولا أقول العرب الشيعة,إذا ما رفضوا الثّارات القديمة والتحريض على أبناء جلدتهم, ودين رسولهم الحقّ غير الممسوخ,والرّجوع إلى حضيرة الإسلام السّمحة التي أوصلها أتباع محمد وخلفاؤه ,والتّحلّي بآدابهم والغيرة على مكتسباتهم وتلادهم,نحن أمّة أعزّها الله بالإسلام وبه نصْحوا ونصحّح المسيرة. أمّا في المقابل وعلى سبيل المثال،هناك أكثرمن نظام عربي يتبجّح في كل مطلع ثانية زمنية بالديمقراطية وحقوق الإنسان وحريّة الصحافة وإستقلال القضاء. والحال انه وصل في إستصغار شعبه إلى حد تطبيق كل القواعد النازية والممارسات الستالينية، – وهذا دأب النّظام الحاكم بتونس وبلا جدال, يجب أن نحمل اللّواء بأنفسنا ,ونبيّن للآخرين أنّنا جديرون بالإحترام,وبحمل الأمانة نقية إلى العالمين كما نزلت على خاتم المرسلين,وليس كما شابها من طرف الأعداء التّاريخيين ,غير مبدّلين ولا متأوّلين وألاّ نخاف في الله لومة لائم,وبالله التّوفيق ,وقل اعملوا فسيرى الله عملكم….الآية, شكر الله سعيك يا أخي وسدّد خطاك.

نحو عالم جديد
 برهان بسيّس انتهت الألعاب الأولمبية بإعلان صريح وواضح أن قوّة جديدة في العالم تنتصب اليوم كإحدى أهم الأقطاب المهيّئة لكسر الاستفراد الأمريكي بالعالم. لم تكن الألعاب الأولمبية الأخيرة مجرّد حدث رياضي ولا التفوّق الصّيني فيها مجرّد تألّق رياضي حصد العدد الأوفر من الميداليات. لقد أيقن العالم أمام المظاهر المختلفة للتفوّق الصيني المدهش أنه أمام قوّة عالميّة ستدشّن مرحلة جديدة من تاريخ استقطاب القوى العالمي بمفاتيح الاقتصاد والتكنولوجيا والتجارة وأقفال السياسة والثقافة والديمغرافيا. طوّعت الصّين تفوّقها التكنولوجي لكي ترسل سحاب السماء بعيدا عن بكين درءا لنزول المطر المهدّد بإفساد حفل الاختتام مستعرضة شيئا ممّا تختزنه من عناصر قوّة وتفوّق تصطفّ مع سطوة اقتصادها الغازي بإمضائه الشهير «صنع في الصّين» وأدوارها السياسية المُتنامية في مناطق عديدة من العالم لترسم لوحة الصعود الاستعراضي لقطب افتقده العالم لتعديل كفّة التوازن مع القوّة الأمريكية المتفرّدة بالعالم منذ سقوط الاتحاد السوفياتي. تاريخ جديد للعالم يشكل نفسه تدريجيّا هذه الفترة سيذكر للإدارة الامريكية الحالية أنها دشّنت مرحلة العد التنازلي للسيطرة الأمريكية المطلقة وفتحت بأخطائها المرتكبة بابا لنموّ نزعات الردّ على الهيمنة الأمريكية عبر جزء من ردود الفعل اليائسة التي جسّدها تصاعد ظاهرة الإرهاب تلك التي استفردنا برصيدها الأوفر للأسف كعرب وكمسلمين وجزء آخر من ردود الفعل التي قامت على التخطيط والبرمجة للأخذ بأسباب القوّة العلميّة والتكنولوجيّة والاقتصاديّة بصبر ومجاهدة وتعقّل وإعادة بناء تجسّدها سياسات قوّتين استفادتا بشكل منفرد من أخطاء إدارة الرئيس بوش هُمَا الصّين في مرتبة أولى وروسيا في مرتبة لاحقة. روسيا القيصر الجديد بوتين التي حرّكت دباباتها لاحتواء العبث الجورجي على حدودها أرسلت للعالم أهمّ رسالة بعد حدث انهيار امبراطوريتها السوفياتيّة في القرن الماضي مفصحة بوضوح لا يستحقّ بيانا أفصح أنّها بدأت تحثّ الخطى مع قيادتها القومية المؤمنة بـ«المجد الرّوسي» نحو استرجاع هذا المجد واستئناف دورها القطبي. صين فتيّة صاعدة بسرعة صواريخها وروسيا تنفض عن نفسها غبار عقدين من انتكاسة ضربت دورها العالمي وشيئا من كرامتها القوميّة، يبدو أنّ العالم مقبل في المرحلة القريبة القادمة على توزيعيّة جديدة للقوى قد تقف به على مشارف صدام جديد لن يكون مع الأصوليّة الإسلاميّة كما نظّر لذلك مفكّرو نهاية التاريخ، تلك المعركة التي ضخّمها خطاب المحافظين الجدد وتمّ استعمالها كشمّاعة عُلِّقَت عليها كل المغامرات الأمريكيّة الفاشلة. الصدام القادم لن يكون موضوعيّا دون حضور الصّين وروسيا كقطب في معادلة المرحلة الحالية والقادمة، بقي أنّه في خِضمّ هذه التحوّلات والمعادلات هل يجدر بنا نحن العرب والمسلمين أن نشرع في الإجابة عن أسئلتنا النهضويّة الملِحّة. «تُرى هل إذا قطعت يد السارق يحقّ لَهُ أن يحتفظ بها شخصيّا أم لا يصحّ إلاّ إيداعها في صندوق قوميّ خاصّ للأيادي المقطوعة… للعقول المقطوعة عن التاريخ!!!». (المصدر: جريدة ‘الصباح’ (يومية – تونس) الصادرة يوم 27 أوت 2008)


 

الجزائر في مواجهة الإسلام السياسي الثالث سلفي، متعصب، مقاتل لكن عددالتائبين – المخبرين كبير

توفيق المديني( كاتب مغاربي ) تعيش الجزائر في زمنية الإسلام السياسي الثالثة، الإسلام السياسي الأول كان إسلام جمعية العلماء المسلمين بزعامة الشيخ عبد الحميد ابن باديس ، الذي  يملك فهما عصريا للإسلام ، يجمع ما بين العروبة و الإسلام،و الذي انضم  إلى الثورة الجزائرية عندما بدأت جبهة التحرير الوطني تخوض غمار الكفاح المسلح ضد الاستعمار الفرنسي. الإسلام السياسي الثاني هو إسلام الجبهة الإسلامية للإنقاذ التي تحمل في سيرورة تشكلها التاريخي : مكونات عديدة من جناح الإخوان المسلمين إلى الجمعيات السلفية، و هو إسلام يمتلك قواعد شعبية و استطاع أن يفوز في الانتخابات البلدية في حزيران 1990، و في الانتخابات التشريعية في بداية سنة 2002، و هو ما قاد إلى حصول الانقلاب العسكري في الجزائر منعاً لوصول الإسلاميين إلى السلطة من طريق صناديق الاقتراع ، الأمرالذي أدخل الجزائر في أتون حرب أهلية دارت رحاها بين المؤسسة العسكرية وأجهزة المخابرات من ناحية و الجماعات الإسلامية المسلحة من ناحية أخرى ، طيلة المرحلة الممتدة ما بين 1992 و2002،وقد خلفت هذه الحرب الأهلية ما بين 150000و 200000 قتيلا.و إن كان هذا العنف شهد تراجعا ملحوظا مع بداية عام 2003 . الإسلام السياسي الثالث ، هو إسلام التنظيم المتمرد «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» الذي غيّر اسمه إلى تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي» مطلع سنة  2007،وهو الذي أسهم في تبلور نفوذ القاعدة مع بداية سنة 2003. و هذا الإسلام  السلفي يمثل الجيل الصاعد من الشباب الراديكاليين الذين يعارضون الحكومات العربية،و يعتبرون  القوى الغربية و على رأسها الولايات المتحدة الأميركية  الخصم الأساس في هذه الحقبة التاريخية التي يعيشها العالم العربي و الإسلامي. إنه إسلام سلفي مقاتل  يجمع ما بين التعصب الديني و العنف السياسي المضاد، كرد فعل نسبيا  على سياسات القطبية الأحادية ، و الأنانية ، و على ظلم سياسات الدولة التسلطية العربية. فهو تعبير عن أزمة بنيوية عميقة في علاقة الدولة  العربية بمكونات المجتمع،إذ ترفض النخب الاستبدادية الحاكمة  دفع ثمن الانتقال إلى ديمقراطية حقيقية تفرز وجود آليات تمثيل  حقيقية تجعل من الإسلام السياسي مكونا أساسيا من مكونات المجتمع المدني الحديث،  بل إن هذه النخب جعلت من مصدر شرعيتها في البقاء في السلطة الاستقواء بالدعم الغربي واللجوء إلى القمع المنهجي و المنظم بحجة محاربة الإرهاب الأصولي.    ويعاني تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من نزيف كبير طال صفوفه إثر الضربات الموجعة التي تلقاها من الأمن الجزائري،ومن فقدان متتالٍ لكبار زعاماته وصل عددهم إلى عشرة خلال خمسة أشهرمن السنة الماضية ، جديدها إيقاف أمير سرية العاصمة «فاتح بودربالة» المكنّى عبدالفتاح أبو البصير، فضلا عن تنامي حركة التوبة الجماعية،وهو  ما يؤشر إلى بداية نهاية «نظرية» لتنظيم دموي أثبت افتقاره لأي وازع ديني، أو من خلال الهجمات التي استهدفت قواعده الخلفية ، ولا سيما في الجبال والمغاور في ولايات شرق العاصمة الجزائرية، ومن اندلاع متجدد لحمى الصراعات الداخلية بين مجموعاته. ومع ذلك ، فقد  تبنى هذا التنظيم ذاته الهجومين الانتحاريين اللذين استهدفا مقري المحكمة الدستورية في حي بن عكنون والأمم المتحدة في حي حيدرة، في قلب العاصمة الجزائرية في 11 نيسان 2008.ويرى مختصون في الشؤون الأمنية  أنّ الهجومين الآنفي الذكر يعكسان محافظة المتمردين على قدرة عملياتية كاملة، ترجموها بإفلاتهم من التضييق الذي فرضه الجيش الجزائري على مسلحي «الجماعة السلفية للدعوة والقتال» في الجبال والغابات، وارتضاء هؤلاء استراتيجية جديدة تنطوي على أساليب مغايرة تقوم على تنفيذ هجمات في المدن الكبرى، تغطي على الخسائر الفادحة التي مني بها المتمردون في معاقلهم التقليدية. وأظهر هذان الهجومان أن هذا التنظيم الذي يرأسه عبدالمالك درودكال (أصدرت وزارة الخزانة الأميركية مع بداية هذه السنة قرارا بتجميد أرصدته) ما زال قادراً على توجيه ضربتين متزامنتين في منطقتين تخضعان لحراسة مشددة ينبئ أن التخطيط لها كان محكما، بقدر جعل من عشرات المقار الحكومية والدولية حطاما. فليس سهلاً استهداف المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة في حيدرة الحي الراقي الذي يقطنه ديبلوماسيون أجانب وكبار المسؤولين الجزائريين ،  وكذلك المجلس الدستوري الأعلى والمحكمة العليا وإقامة القضاة، إذ لا يمكن أن يتم ذلك من دون عميق متابعة وتفحص. ومن جديد استهدفت موجة العنف الدموي في  الفترة الأخيرة، بواسطة العمليات الانتحارية  في مدينة يسر  الواقعة في ولاية بومرداس، مدرسة لتدريب الدرك وأدى إلى مقتل 43 شخصا وجرح 45 آخرين، وحافلة لنقل العمال تابعة لشركة « اس ان سي لافالان » الكندية وأدى الى مقتل 11 شخصا واصابة 31 آخرين على ما أفادت حصيلة رسمية. ويقع مقر الشركة في بلدة الجباحية شمال غرب ولاية البويرة  حيث تقوم بانجاز محطة لمعالجة مياه سد « كدية السردون ». كما استهدفت موجة العنف هذه عددا من الضباط  العاملين في المؤسسة الأمنية والمؤسسة العسكرية في مختلف الولايات الجزائرية  ويرى المسؤول السابق لشؤون مكافحة الإرهاب في أجهزة مكافحة التجسس الفرنسية لوي كابريولي، أنّ اعتداءات الربيع الماضي تدفع باتجاه تغيير «الدعوة والقتال» طرق مواجهتها السلطات، حيث تتجه إلى تحدي قوات الأمن في العاصمة، وقال إنّ تدبير المسلحين اعتداءات بسيارات مفخخة أقل تعقيدا من تدبير عمليات ضخمة انطلاقا من الغابات، مع الإشارة الى أنّ عدد الاعتداءات التي نفذتها هذه الجماعة منذ مطلع العام نحو 20 تفجيرا، خلفت 521 قتيلا و350 جريحا. المتابعون لشؤون المغرب العربي، يعتقدون أن الرسالة التي أراد تنظيم«القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»  إيصالها  من خلال استهداف الهجمات الاستعراضية في مناطق استراتيجية  أمنية و عسكرية في قلب عاصمة الجزائر، و في محافظتي بومرداس و البويرة،  مع كل ما يحتمل ذلك من مغزى، متزامنة مع تباهي السلطات الجزائرية بأنّ ميثاق السلم والمصالحة الوطنية أتى أكله، ووسط  وضع سياسي خاص، من أبرز جديده بدء جبهة التحرير (الحزب الحاكم) في حملة لتعديل الدستور وتحضير المرحلة التمهيدية لولاية رئاسية ثالثة للرئيس بوتفليقة ، تتمثل على النحو التالي: إن تنظيم  القاعدة ما زال يتمتع بالقدرة على القيام بعمليات كبيرة، على الرغم من فقدانه للعديد من زعمائه البارزين. و على الرغم من تنفيذتنظيم ّ«القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي» الهجمات هذه ،فإن التنظيم   يعيش أحلك ظروفه في الوقت الراهن، ولا سيما بعد فقدانه نحو 497 من مسلحيه منذ انقضاء آجال العفو العام بينهم أمراء وقادة سرايا وكتائب. ويعيش التنظيم منذ فترة ليست قصيرة حالة ضعف، واهتزّ كثيرا تبعا للهوة التي برزت إثر القرار (الانفرادي) الذي اتخذه المتشدد عبد الملك دروكدال في يناير/ كانون الثاني2007 ، بالانضمام إلى تنظيم القاعدة، وهو ما أورث -بحسب أكثر من مراقب- حالة من الفكاك والتباعد عجّلت بانسحاب عشرات من مسلحيه كان رقمه الأبرز عضو مجلس الأعيان وأمير المنطقة التاسعة عبد القادر بن مسعود الذي استسلم أوائل أغسطس/ آب 2007، وجرّ معه «مسؤول الدعاية» في تنظيم «الدعوة والقتال» «أبو عبد الرحمن مزود»، ومؤسس التنظيم، حسن حطاب المكنّى (أبو حمزة) (40 عاما)، وغيرهم، في حين أعلن مختار بلمختار المدعو الأعور خروجه عن التنظيم. إن القاسم المشترك بين هؤلاء إجماعهم على أنّ نشاط «الجماعة السلفية» شهد «انحرافات عديدة» منذ انضمام «الدعوة والقتال» إلى تنظيم ابن لادن، في صورة حوادث السطو والاختطافات التي دأب التنظيم على القيام بها منذ ،2005 وأسفرت أيضا عن سفك دماء مدنيين أبرياء، وتخريب مرافق عامة. ولعلّ ما يعقد أوضاع «الجماعة السلفية» للدعوة والقتال هي مراجعات «سيد إمام عبدالعزيز» المرجع الأساسي لتنظيم القاعدة، فهو شأن عديد المرجعيات أدان أعمال «الدعوة والقتال» وجزم ببطلان الجهاد الذي تدعيه، ما يزيد من متاعب التنظيم ويضعه في مأزق حقيقي، يتمظهر في الأزمة الخانقة في استقطاب عناصر جديدة، واكتفائها بالمراهقين الذين يسهل إيهامهم بنقلهم إلى العراق، ناهيك عن تجنيد الأجانب واستدراج الصبية بالمال. تؤكد أعمال العنف الدموية التي قامت بها الجماعات الإسلامية المسلحة في بلدان المغرب العربي عامة ، و الجزائر خاصة ،  منذ أحداث الدار البيضاء الدموية في 16 أيار /مايو 2003، وحتى الاعتداءات الأخيرة التي وقعت بالجزائر ، والتي أوقعت مئات الضحايا طيلة هذه المرحلة، تجذُّر شكل إيديولوجي أصولي جديد وهو «التكفير» الذي لا يكتفي بمحاربة الولايات المتحدة الأميركية أو «إسرائيل»بل يدين أيضاً الحكام المسلمين (وكل من يقدّم لهم الدعم من قريب أو بعيد) فيعتبرهم كفرة مرتدّين. وتلجأ هذه الجماعات الأصولية المرتبطة إيديولوجيا وسياسيا و ماليا بتنظيم القاعدة أو التي تدور في فلكه ،إلى العنف السياسي ضد الدول المغاربية  من أجل إرغامها على «العودة إلى شرع الله والمجتمع النبوي للإسلام الأول». وتنقسم الجماعات المسلحة التي لا تزال تقاتل  في الجبل إلى قسمين أساسيين. الأول يتبع تنظيم «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي» بقيادة «أبي مصعب عبدالودود» (عبدالمالك دوردكال)، والثاني يتبع جماعة «حماة الدعوة السلفية» بقيادة «سليم الأفغاني». وكلتا الجماعتين خرجتا من رحم «الجماعة الإسلامية المسلحة» إثر تفككها في النصف الثاني من التسعينات نتيجة الغلو الذي انتهجته قيادتها في ظل «الأمير» جمال زيتوني (من 1994 – 1996) وبعده عنتر زوابري (1996 – 2002) حيث وصل الأمر بها في عهد الأخير إلى حد تكفير الشعب الجزائري («عموم الردة»). وفي حين تنشط جماعة «القاعدة» («الجماعة السلفية للدعوة والقتال» سابقاً) في الولايات المحاذية للعاصمة شرقاً وامتداداً حتى شرق البلاد وبعض مناطق الصحراء، فإن «حماة الدعوة السلفية» كانت تتخذ من ولايات غرب الجزائر قاعدة لنشاطها، قبل أن تضطر أخيراً إلى «النزوح» شرقاً عبر سلسلة جبال الونشريس في اتجاه الولايات القريبة من العاصمة غرباً. وهكذا تحولت الجزائر هدفاً لتنظيم القاعدة وبالتالي حليفة طبيعية للولايات المتحدة، كما كانت مطاردة بن لادن مبرراً لاحتلال أفغانستان وإقامة قواعد عسكرية في آسيا الوسطى المنطقة الاستراتيجية لواشنطن. وهكذا تحولت «الجماعة السلفية للدعوة و القتال » لتشرعن الوجود العسكري الأميركي في الساحل الإفريقي الذي بات يصور على أنه قاعدة خلفية محتملة لتنظيم القاعدة. ويرى المحللون في شؤون الحركات الإسلامية في منطقة المغرب العربي، أن تنظيم «قاعدة الجهاد في بلاد المغرب الإسلامي » يعاني أزمة حقيقية ، بسبب تزايد أعداد «التائبين» الذين تخلوا عن العمل المسلح قصد الاستفادة من سياسة المصالحة الوطنية وتدابير العفو الشامل، وكذا بسبب الضغوط التي تمارسها وحدات الجيش الجزائري على بعض المسالك التقليدية بالمناطق الحدودية مع مالي و ليبيا . وقد تحول هؤلاءالتائبون   إلى «مخبرين» بدرجة امتياز في الفترة الأخيرة، وبالمعلومات الميدانية الدقيقة التي يوفرونها للأجهزة الأمنية  باتوا يهددون أمن عناصر التنظيم المسلح ككل. وكانوا السبب في معظم العمليات الناجحة التي قامت بها قوات الأمن الجزائري، خاصة بعد إعتقال عشرة ناشطين تونسيين كانوا في طريقهم إلى الجبال الجزائرية  لتلقي تدريب عسكري على أيدي قيادات التنظيم المسلح، وهو ما عزز الانطباع بأن تنظيم   » قاعدة الجهاد » قد يكون مخترقا بشكل يصعب التعامل معه.   (المصدر: صحيفة النهار ( يومية – لبنان ) بتاريخ 27 أوت 2008)  

سلفيو لبنان: لماذا وقّعوا؟ ولماذا تراجعوا؟
ياسر زعاترة  فجأة، ومن دون مقدمات، ظهر التيار السلفي في لبنان كأنه قائد المنظومة الدينية السنيّة في لبنان. حدث ذلك عندما بادر الحزب الأقوى في لبنان (حزب الله) إلى خطب وده، والتوقيع معه على وثيقة لحقن الدماء في لبنان. وازدادت الإثارة حين تبين أن الطرف السلفي الموقِّع لم يكن الأقوى في صفوف التيار، في حين وقّع الوثيقة من طرف الحزب مسؤول مكتبه السياسي. الدكتور حسن الشهال هو الذي وقّع من الطرف السلفي، وهو رجل لم نكن قد سمعنا باسمه من قبلُ رغم حشد الأسماء التي نحفظها في لبنان، وبالطبع تبعاً لظهورها المتواصل على وسائل الإعلام، ربما لكثرة المعارك في هذا البلد المزدحم بالطوائف والمذاهب. السلفي الذي سمعنا به مراراً هو الشيخ داعي الإسلام الشهال، الذي يوصف أحياناً بأنه مؤسس التيار السلفي في لبنان، وأحياناً زعيم التيار، وهو نفسه من بدأ إطلاق النار على الوثيقة، الأمر الذي لم يبرره بالخلاف على بنودها (هي توفيقية إلى حد كبير)، بل برره بالقول إنها محاولة اختراق للطائفة السنيّة بشكل عام وللتيار السلفي بشكل خاص، مع فريق هامشي منه. والحال أن حزب الله لم تكن لديه أية أوهام حول حضور التيار السلفي في المعادلة السنيّة، فهو يعلم أن هناك الكثير من الرموز والتيارات التي قد تتفوق عليه من زاوية الحضور والأهمية، لكن تركيزه عليه كان ذا صلة بموقفه من الشيعة، أعني من الزاوية الفكرية والعقائدية، إذ من المعلوم أن السلفيين بشتى تصنيفاتهم، ربما باستثناءات قليلة، ما زالوا يتعاملون مع الشيعة عبر منطق التكفير، أكان المباشر (قصة الرافضة والتشكيك بالعقائد)، أم بشكل غير مباشر عبر تكفير من يسبّ الصحابة ويشكّك بالسيدة عائشة، من دون أن يعني ذلك تجاهلاً لمنطق التكفير والحشد الطائفي في الطرف الآخر الذي يذهب في الاتجاه ذاته على نحو أكثر وضوحاً في كثير من الأحيان، هو الذي لا يثبت صحة طرحه سوى بنسف أسس الطرح السنّي. ليس هذا موضوعنا، لكننا نتحدث عما دفع حزب الله إلى توقيع الوثيقة، ومن ثَمَّ دوافع الطرف الآخر، وأخيراً الأسباب التي دفعته إلى التراجع من جديد رغم دفاعه عن بنودها، وإصراره على أن مضمونها لا يخالف العقيدة ولا الإسلام ولا حتى النهج السلفي الذي يراه أو يتبناه. إلى جانب البعد المتعلق بخصوصية نظرة التيار السلفي للشيعة كدافع من دوافع الحزب لتوقيع الوثيقة، هناك محاولة لا تخفى لإحداث اختراق للطائفة السنية في بعدها الديني، في ظل موقف سلبي من المفتي، وتراجع غير مسبوق في مستوى التفاهم مع الجماعة الإسلامية، مع العلم أن للحزب صلات معقولة بالساحة السنيّة، يمثلها حشد من الرموز السياسية والدينية، من دون أن ينفي ذلك ما أدى إليه اجتياح بيروت بتلك الطريقة الخاطئة من احتقان ضد الحزب في الشارع الشعبي السنّي، وهو بالضبط ما أدركه قادته، ودفعهم إلى البحث عن مزيد من الخطوات التي تؤدي إلى تنفيس الاحتقان. ذلك كله لا ينفي مساعي الحزب للبحث عن وجوه أخرى تحجّم تمثيل تيار المستقبل للساحة السنيّة. كان تيار المستقبل، ومن ورائه المملكة العربية السعودية، بالمرصاد لهذه المحاولة، ولم يلبثوا أن نجحوا في إجهاضها خلال أقل من يومين، إذ خرج صاحب الوثيقة حسن الشهال في مؤتمر صحافي وبجانبه ابن عمه داعي الإسلام، ليعلن سحب توقيعه عنها، الأمر الذي قابله حزب الله بكل هدوء. من المؤكد أن رفض الحزب الاعتذار عن اجتياح بيروت، مع دعم تيارات مناهضة للسنّة في طرابلس ما زال يسهم في تكريس احتقان الشارع السنّي ضده، ويدفعهم تبعاً لذلك إلى التعاطف مع الخطاب الأكثر تشدداً معه، الأمر الذي أدركه الموقّعون بعد الضجة التي حدثت، لكن ذلك لا يخفي دخول تيار المستقبل على الخط، ومن ورائه السعودية، وإن كانت بشكل غير مباشر، هي التي لا غنى للتيار السلفي التقليدي عنها. الذي لا يقل أهمية في هذا السياق، يتعلق بموقف السعودية وعموم حلف الاعتدال العربي من إيران، ومن ثَمَّ مساعيه لتحجيمها، والذي يميل تبعاً لذلك إلى التصعيد المبطّن ضد الشيعة، لاسيَّما أن الأقليات الشيعية في الخليج قد غدت أكثر جرأة في التعبير عن مواقفها وطرح مطالبها بسبب شعورها بقوة إيران. هكذا تواطأت جملة من الظروف على الدفع نحو نهاية سريعة لوثيقة تضمنت الكثير من الإيجابيات، ما يؤكد أن السياسي لا يزال الأقدر على توظيف الديني وليس العكس، من دون أن يقلل ذلك من أهمية ما طرح ناقدوها من رؤى، وضرورة أن يأخذها حزب الله في الاعتبار.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 27 أوت  2008)


منع مسلمة من دخول متحف في إيطاليا بسبب النقاب

روما ـ يو بي اي: منعت سيدة مسلمة ترتدي الحجاب من دخول متحف في مدينة البندقية بعدما رفضت الكشف عن وجهها بطلب من الموظف المسؤول. ونقلت وكالة ‘آكي’ الإيطالية للأنباء عن الصحف المحلية في البندقية امس الثلاثاء أن ‘سائحة مسلمة همت بزيارة متحف كاريزونيكو الشهير في المدينة، فدفعت التذكرة ثم توجهت إلى بوابة الدخول، فأبلغها الحارس بضرورة نزع النقاب الذي ترتديه لأسباب أمنية تحت طائلة عدم الدخول ففضلت الخيار الثاني’. إلا أن المدير المسؤول عن المتحف فيليبو بيدروكو نأى بنفسه عن هذه الواقعة وقال ‘لقد كانت مبادرة شخصية من الحارس الذي ارتكب خطأ فادحاً’، مضيفا ‘كان للسيدة كل الحق في زيارة مرافق المتحف’. (المصدر: صحيفة ‘القدس العربي’ (يومية – لندن) الصادرة يوم 27 أوت 2008)

أفرادها ناشدوا بوتفليقة التدخل لإنهاء معاناتهم  »غير المبرّرة »  الطرد يلاحق عائلة مجاهد في تونس بقرار من القنصل العام  السفارة تشترط إخلاء العقار مقابل إصدار شهادات الميلاد وتجديد جوازات سفر

   لم يكن المجاهد الجزائري هيشور بولخراص، المعروف إبان ثورة التحرير باسم محمد الصالح ينتظر أن تتحول حياة أبنائه الثلاثة وأسرهم إلى جحيم في بلد الغربة وبقرارات من مسؤولين هم من بني جلدتهم.. وأن تتطور القضية وتدخل معترك العدالة التونسية، على إثر الدعوى التي رفعها القنصل العام الجزائري في تونس ضد العائلة داعيا الحكومة التونسية إلى تسليط قوة القانون لإخلاء المنزل الذي يعتبر من أملاك الدولة الجزائرية في الخارج. معاناة عائلة المجاهد الراحل هيشور المكونة من 15 فردا من بينهم 9 أطفال، وجدت تبريرا لها لدى البعثة الدبلوماسية الجزائرية في تونس، حيث اعتمد القنصل العام السيد عبد الكريم سراي، الملتحق بمهامه في سنة 2007، أسلوب  »الترهيب والترغيب » لدفعه القاطنين بالمنزل المستغل من طرفهم منذ 1983، إلى إخلائه، حسب نص رسالة الأبناء إلى رئيس الجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، الذين ناشدوه التدخل لوقف ما يمكن أن يعتبر  »وصمة عار في جبين الدولة ». وجاء في الرسالة:  »في اليوم السابع من وفاة والدنا جاء السيد القنصل العام ومرافقوه للتعزية ومعاتبين على عدم إعلامهم كسلطات رسمية للقيام بواجبهم تجاه المجاهد وأنه كان عليهم القيام بمراسيم الجنازة وتوابعها ودفنه في مقبرة العالية بعد موافقة ورثته ». ويضيف الأبناء الثلاثة أن والدهم كان يشرف على مركز تونس، وعمل إلى جانب أسماء معروفة من أمثال عباس غزيل وعبد الله بلهوشات ومحمد ملوح وصالح قوجيل ومهدي الشريف وغيرهم… بأنهم  »صعقوا » لدى سماعهم  »الطلب الشفهي وغير الرسمي من القنصل وهو يأمرهم بإخلاء المنزل تحت ذريعة أنه ملك للدولة الجزائرية »، معللا طلبه بـ »وجود قرار من السلطات العليا في الجزائر وعليه تنفيذه ». ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، حيث ومنذ 2007 دخل أفراد العائلة في دوامة من المشكلات الإدارية نغصت حياتهم، والسبب يرجع، حسب نفس الرسالة، إلى  »رفض القنصلية إصدار أي وثيقة تخص الشؤون القنصلية حتى وإن كان الأمر شهادة ميلاد أفراد العائلة الذين يحملون الجنسية الجزائرية وبطاقات التسجيل القنصلي وتجديد جوازات السفر شريطة الخروج من العقار المذكور ». وقبل أن تحط شكوى هذه العائلة الجزائرية على مكتب رئيس الجمهورية، فإنها راسلت سفير الجزائر في تونس، والمدير العام للشؤون القنصلية السيد رابحي، الذي اتصلت به  »الخبر » للاستفسار عن تطورات هذه القضية، في عهد  »العزة والكرامة »… لكنه كان في عطلة. ويعترف أبناء هيشور بأنهم على دراية تامة بأن العقار المشغول هو ملك للدولة… وهم لا يمانعون أية تسوية تحترم قوانين الجمهورية الجزائرية وتفادي أن تتحول المشكلة إلى منحى مخزي خاصة بعد إقحام القضاء التونسي فيها جراء إقدام القنصل العام على رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الاستعجالية (!) قوانين لا يستطيع أحد التصديق بأنها تسمح بطرد عائلات جزائرية سواء في داخل الوطن أو خارجه إلى الشوارع.   (المصدر: جريدة الخبر ( يومية – الجزائر ) بتاريخ 27 اوت 2008)

لبنان يتهم القذافي في قضية اختفاء الإمام موسى الصدر
بيروت (رويترز) – أفادت وثائق قضائية بأن لبنان وجه الاتهام للزعيم الليبي معمر القذافي ويسعى لطلب القبض عليه لدوره المزعوم في اختفاء إمام شيعي لبناني بارز منذ 30 عاما. ويقول شيعة لبنانيون ان ليبيا خطفت الامام موسى الصدر واثنين من مساعديه خلال زيارة لهم لليبيا عام 1978 . وتقول ليبيا إن الصدر غادر البلاد بسلام. ومن المعتقد بشكل كبير انه قتل بعد وقت قصير من خطفه. وقالت وثائق المحكمة التي أقرها قاضي التحقيق سميح الحاج في وقت متأخر من مساء يوم الثلاثاء ‘نقرر… اتهام المدعى عليه معمر القذافي… بمقتضى المادة 569-218 من قانون العقوبات اللبناني لجهة التحريض على خطف وحجز حرية… سماحة الامام السيد موسى الصدر.’ وتصل عقوبة هذه الاتهامات بمقتضى قانون مكافحة الارهاب اللبناني الى الاعدام. وكانت قضية أولية ضد ليبيا أغلقت عام 1986 لعدم توفر الادلة. ولكن الادعاء اللبناني قال في أغسطس آب عام 2004 أنه سيعيد فتح التحقيق بعد دراسة أدلة جديدة. والصدر هو مؤسسة حركة أمل الشيعية. وتبنى الصدر في الاصل محنة الشيعة اللبنانيين الفقراء قبل الحرب الاهلية اللبنانية من عام 1975 الى عام 1990 . وفي الوقت الذي كان لبنان يغرق في فوضى كان الصدر يدعو للتسامح الديني وهو يسعى لتنظيم الشيعة. وولد الصدر في ايران عام 1928 وهاجر الى لبنان. ومازال شخصية يوقرها كل الشيعة اللبنانيين. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 27 أوت 2008)


المشروع الإيراني لا يقل خطراً عن المشروع الصهيوني فتحي عثمان: دعاوى التقارب الإيراني تسير باتجاه تشييع العرب

القاهرة :محمد حميدة توارى بعيداً عن الانظار عامين متكاملين ظل خلالهما يعمل في صمت وتكتم شديدين، حتى اختار هذا التوقيت للافراج عنه، وليثير موجة جدل كبيرة على الساحتين المحلية والدولية بواحد من أجرأ الكتب على الاطلاق ‘شاهنامة .. إرث الشيعة المزيف ‘ .. اعتبره النقاد الكتاب الأكثر أهمية على الإطلاق من حيث الموضوع و طبيعة المعلومات الواردة فيه و الأسرار التي يكشف بعضها للمرة الأولى وأيضا توقيته الذي يتزامن مع موجة التمدد الشيعي التي تشهدها دول الشرق الاوسط والاطماع الإيرانية وتوقيته ايضا المتزامن مع حالة التوتر التي تصاعدت بين إيران ومصر بسبب فيلم ‘إعدام فرعون ‘ الإيراني، ذلك الفيلم الذي اتهمه المصريون بانه يشكك في وطنية الرئيس الراحل انور السادات. فقد جرت العادة من المراقبين والمحللين والأخصائيين في حديثهم عن طموحات إيران النووية وخطر مشروعها النووي على المنطقة وعن طموحاتها في المنطقة العربية والإسلامية بشكلٍ عام ان نجدهم ينأون بأنفسهم ـ رغبة أو رهبة ـ عن ذكر الحقيقة يحومون ويطوفون حولها واحيانا يشيرون إليها من طرف بعيد وخفي .. يحتاج إلى أخصائي آخر يُفسر ويُحلل مراده وكلماته لكن الباحث الاسلامي ‘فتحي عثمان’ تجاوز كل الخطوط الحمراء وكل الممنوعات المفروضة على إيران ومشروعها الخطر وطموحاتها في المنطقة العربية ولذا كان من الضروري اللقاء به وكان معه هذا الحوار : ماذا تقصد بعنوان الكتاب ‘ شاهنامة .. إرث الشيعة المزيف ‘؟ ‘الشهنامة’ هي ملحمة شعرية وضعها الشاعر الفارسي ‘أبو القاسم الفردوسي بتكليف ملكي بقصد تحقير العرب وتمجيد الفرس وملوكهم ورفع مكانة اللغة والتراث الفارسي والحط من منزلة العرب والمسلمين الذين دمروا الإمبراطورية الفارسية وتقع في حوالي 60 ألف بيت شعري، جمعها في فترة تتراوح بين 30 و40 سنة على أن لا يرد فيها أي كلمة عربية. حيث صب جل غضبه على العرب واصفا إياهم بأبشع الأوصاف التي من اقلها ‘ الحفاة الرعاة، أكلة الجراد، الغزاة ‘ وغيرها من النعوت و الأوصاف الشائنة الأخرى. كما جاء فيها المثل الشهير الذي يردده الإيرانيون: ‘سكع اسفهان آبا يخ ميخرد، عرب در بي يابان ملخ مي خوراد’ وتعنى: ‘الكلب الاصفهاني يشرب الماء البارد، و العربي يأكل الجراد في الصحراء’ وقد قامت الحوزة الدينية بالترويج لهذا العمل بطبعها على قرص ( سي دي ) مدته ساعتان يتضمن ترجمة باللغات الإنكليزية والفرنسية والعربية للشاهنامه مع نبذة تاريخية عن حياة الفردوسي وصور عن قبره وتقوم الحوزة بصرف الملايين على إنتاجه وتوزيعه بالمجان من قبل المراكز الثقافية والسفارات الإيرانية المنتشرة في أكثر من مئة وعشرين دولة. نفهم ان الكتاب يطعن في الشعب الفارسي ؟ لا يطعن الكتاب في الشعب الفارسي، محل ثناء الرسول صلى الله عليه وسلم بل يفند افتراءات المتسلطين على مقدرات الشعب الفارسي وعلومه وتاريخه الفكري إلى اليوم ، الطغمة الحاكمة التي لا هم لها سوى أحلام الامبراطورية، مهما تبدلت الوجوه، وتعاقبت الأزمنة .. ويستعرض الكتاب تاريخ ونشأة فرق التشيع وغيرها من الفرق التي عصفت بالأمة الإسلامية في مهد نشأتها و تاريخ اعادة إقامة الإمبراطورية الفارسية في العصر الحديث عبر مراحلها الثلاث .. الدولة الصفوية ثم البهلوية ثم المرحلة الأهم والأخطر حاليا وهي الدولة التي تتجاوز حدود إيران لكل أرض العالمين الموعودة بمشارقها ومغاربها. وما الرسالة التي تقصدها اذن من وراء الكتاب ؟ التحذير والتوعية من خطر داهم يستهدف الامة العربية لا يقل عن الخطر الأميركي او الصهيوني انه الخطر الشيعي والمشروع الإيراني الذي يستهدف تفتيت الامة الاسلامية، الخطر قائم ويجب تكاتف المجتمعات السنية بمؤسساتها والياتها للتصدي له. ولكن الشيعة مذهب إسلامي مثل السنة والاولى بالمحاربة المشروع الصهيوني ونظيره الاميركي مثلا؟ الشيعة منظومة دينية اقتصادية وعسكرية بالغة التعقيد والدقة والتنظيم لا تأتمر سوى لمرجعياتها الدينية الفارسية في مدينة ‘قم’. ولا هم لهم إلا خيانة أوطانهم التي يتواجدون فيها وكراهية اخوانهم المسلمين من مخالفيهم ، والسعي إلى تقويض أمن مجتمعاتهم واستقرارها الاقتصادي بتصدير الأخماس من كل مال تطاله ايديهم خارج تلك الأوطان مباشرة إلى المرجعيات ، ونشر الفتن بشتى أنواعها، بل ويمتد نشاط تلك الجماعات إلى تخزين السلاح لحين الحاجة، وعندها لن يكون موجها إلا إلى المجتمعات نفسها التي هم مواطنوها، والتي أصبحوا فيها طابورا خامسا فارسيا ينتظر اللحظة الحاسمة لهدم كيان الأمة كلها، ولابد من الاشارة الى حقيقة مهمة هي ان المشروع الإيراني ليس بمعزل عن المشروع الصهيوني . تقصد ان هناك تعاونا بين إيران وأميركا وإسرائيل لا يعكس الخطابات الاعلامية العدائية بينهما ؟ نعم هناك تعاون حثيث وعلاقات سريّة بين الدول الثلاث. والعلاقة بين إسرائيل وإيران ليست صدامية او متناقضة، و نتحدى من يدّعي عكس ذلك، والتعاون كبير وخطر جدا لا يقتصر على التعاون العسكري والتكنولوجي والصناعي ولا ينحصر على بداية الثورة الإيرانية حيث باعت اسرائيل اطنانا من الأسلحة والمعدات لإيران بل يمتد على طول الفترة منذ ذلك الوقت وحتى اليوم كما ان الأهداف الإيرانية تتقابل مع اهداف المشروع الصهيونية والاهداف واحدة تقريبا، ولا ادل في الوقت الحالي من تلاقي اهداف الصهاينة والصفويين في تدمير العراق. فقد طالبوا بانسحاب الولايات المتّحدة من العراق و في الوقت نفسه ساعدوها على احتلاله و احتلال أفغانستان!!. هذه التناقضات ان دلّت على شيء فهي تدل على انّ تصريحات العداء لأميركا و اسرائيل قائمة على مصالح و ليس مبادئ. اذن كيف نفهم ونفسر هذا التجاذب والتذبذب في العلاقات الأميركية والإيرانية ؟ .. يقول بعض المحللين ان أميركا ومعها حلفاءها من دول الغرب يريدون ضرب إيران وممارسة مزيد من الضغط عليها، ولا يريدون .. لماذا؟! يرجع ذلك الى أن إيران حليف وفيّ لأميركا ودول الغرب وعندما تكون الهجمة باتجاه العالم المسلم السني كما حصل في العراق وأفغانستان ستكون الى جوارهم لذا وليس من الحكمة التفريط فيها بسهولة كما أن إيران بتركيبتها الطائفية تعتبرعنصر توتر في المنطقة وهو ما يستدعي من دول المنطقة الضعيفة أن ترمي بنفسها وثرواتها وقرارها السياسي في حضن أميركا ودول الغرب .. ليحموها من البعبع الإيراني وفي ذلك مكسب ظاهر لأميركا .. لذا من صالحها أن تبقي على عنصر التوتر هذا وأن تُطيل من أمده ليستمر الابتزاز ويستمر وجود القواعد الأميركية العسكرية في المنطقة! ان أميركا بحاجة الى بعبع ترخي له الحبل وقتما تشاء وتلجمه وقتما تشاء، كما أن إيران بحكم دوافعها الطائفية الدينية الخطرة تلعب دوراً مهماً في تقسيم المجتمع الواحد إلى مجتمعين بل ومجتمعات .. حتى المناسبات العامة التي تجمع الأمة؛ كالأعياد .. فإن إيران ـ بحكم نفوذها الجديد في المنطقة ـ تفرقها إلى مناسبات وأوقات عدة ومختلفة فنصف الأمة يعيّد في يوم والنصف الآخر يُعيِّد في يومٍ آخر وهذا التفرق في الكلمة .. وعلى جميع المستويات .. مطلب أميركي غربي يساعدها على التدخل في شؤون المنطقة. كما أن ضرب إيران من قبل أميركا وحلفائها .. قد يدفع إيران إلى تحريض عملائها ودبابيرها الكامنة في المنطقة والتي تنتظر أمراً من ساسة وآيات قم وطهران .. وهذا ما يؤذي أميركا جداً .. ويفسد عليها مخططاتها كما ان إيران سوق نفطية كبيرة والاعتداء عليها يربك الاقتصاد العالمي. وما هي سياسة إيران من وجهة نظرك وهل تعتقد انها ناجحة في تحقيق أهدافها ؟ سياسة النظام الإيراني تقوم على محورين الأول هو العمل المكثف على نشر مذهب التشيع في المنطقة والثاني: تطوير برنامجها النووي تنفيذاً لوصية إمامهم الخميني! و إيران تمارس دورين متناقضين: دور العميل لأميركا وحلفائها ؛عندما تكون ضحية هذه العمالة المسلمين السنة، كما حصل في أفغانستان والعراق ودور الند الذي يسعى إلى مصالحه وبسط نفوذ التشيع في المنطقة .. وإن أدى به هذا الطموح إلى نوع مواجهة مع من تعامل معهم من أجل ضرب العالم السني .. كما حصل في أفغانستان والعراق؛ أي أن حتى في الجانب الذي تظهر فيه كعميل فمن أجل تسخير واستخدام الطرف الأميركي الغربي في بسط نفوذها في المنطقة ونشر التشيع وثقافة ولاية الفقيه المطلقة. وماذا تفسر التقارب الإيراني من الشعوب العربية ؟ ان إيران لا تريد من هذا التقارب العربي سوى شيء واحد وهو أن يُسمح لها بأن تنشط في المجتمعات العربية لنشر المذهب الشيعي .. أو على الأقل ألا يواجهوا أي معارضة لنشاطاتها التشييعية في المجتمعات العربية من قبل السلطات الحاكمة لعلمهم أن تشييع المنطقة هي الخطوة الأساس والأهم نحو بسط أي نفوذ سياسي أو اقتصادي أو عسكري لاحق! . يقول البعض إنه ليس هناك ما يدعو الى الخوف من مشروع إيران فقد سبق ان اعلنت مرارا وتكرارا ان المنطقة العربية لن تكون هدفا لاسلحة وقنابل قم وطهران، كيف ترى ذلك ؟ هذا غير صحيح .. لابد ان نتخوف من مشروع إيران النووي فما صرح به ساسة وآيات طهران مؤخراً لبعض حكام وشعوب المنطقة من أنهم لن يكونوا هدفاً لا يكفي ..لماذا؟! لأن التقية يتدين بها الشيعة .. فمن لا تقيَّة له عندهم لا دين له وبالتالي كيف نستطيع أن نميز بين ما يقولونه كذباً وبين ما يقولونه صدقاً ؟ ان قلوبهم عامرة بالحقد والكراهية للإسلام وأهله وكيف بعد ذلك يريدوننا أن نصدقهم أو نطمئن أن مشروعهم النووي العسكري لن يستخدم ضد المسلمين ؟! (المصدر: موقع ‘إيلاف’ (بريطانيا) بتاريخ 27 أوت 2008)


تركيا وإفريقيا.. شراكة استراتيجية
محمّد العادل  احتضنت مدينة اسطنبول منتصف شهر أغسطس الحالي القمة التركية-الإفريقية الأولى بمشاركة قرابة 50 دولة إفريقية. هذا الحدث الكبير والأول من نوعه في الساحة التركية يعكس الأبعاد الاستراتيجية التي أصبحت توجّه الساسة الأتراك، ليس فقط نحو محيطهم العربي والإسلامي بل نحو العمق الإفريقي أيضا الذي تطمح اليوم أنقرة إلى إقامة شراكة استراتيجية معه في مختلف المجالات. فسّر بعض المراقبين هذا التوجّه التركي نحو إفريقيا على أنّه محاولة أوروبية لعرقلة المدّ الصيني في إفريقيا، ورآه البعض الآخر ردّة فعل تركية على الرفض الذي تواجهه لتحقيق عضويتها في الاتحاد الأوروبي. وتساءل البعض عمّا يمكن أن تقدّمه تركيا للأفارقة، خاصّة أنها ليست دولة عظمى يمكن أن تكون قادرة على قيادة تحالفات كبرى على المستوى العالمي. إنّ قراءة متأنّية لإعلان اسطنبول الذي اعتمدته القمة التركية-الإفريقية الأولى كوثيقة لبناء الشراكة الاستراتيجية بين الطرفين يؤكّد بوضوح أن تركيا لديها ما يمكن أن تقدّمه لإفريقيا، وأن الأفارقة أيضا لديهم الكثير مما يمكن أن يقدّموه لتركيا. لقد أشارت وثيقة إعلان اسطنبول إلى أن الشراكة بين إفريقيا وتركيا تمثّل إطارا مناسبا للحوار الجماعي الذي ينبغي أن يؤدّي إلى نتائج إيجابية لتحقيق هذه الشراكة وطرق تنفيذها التي ينبغي أن ترتكز على المساواة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، بل إن معظم الزعماء الأفارقة أكّدوا على أن التعاون التركي-الإفريقي سيساهم إيجابيا في دعم مشروع الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا (النيباد) الذي يعتبر برنامجا إنمائيا شاملا أعدّه الأفارقة أنفسهم كمخطّط رئيس لتحقيق التنمية الاقتصادية في إطار الاتحاد الإفريقي. وأبرزت الوثيقة أن الاتحاد الإفريقي الذي أصبح قطبا مؤثّرا في المنظومة الدولية، والدور الإقليمي والدولي الفاعل لتركيا يمكنهما أن يساهما في تعزيز السلم والأمن والتعاون في العالم في إطار تتعهد فيه إفريقيا وتركيا باحترام القانون الدولي والديمقراطية وحقوق الإنسان والقانون الإنساني، ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله، والتعاون من أجل منع انتشار الأسلحة النووية وجميع أسلحة الدمار الشامل، والعمل المشترك على تحقيق العدالة الاجتماعية والقضاء على الجوع والفقر في ظلّ العوامل الخطيرة التي تؤدّي إلى زعزعة الاستقرار في العالم، واستمرار الفجوة الكبيرة بين الشمال الغنيّ والجنوب الفقير ممّا يؤثّر سلبا على السلم والتنمية. وحرصت القمة التركية-الإفريقية على وضع إطار للتعاون بين تركيا وإفريقيا في وثيقة مستقلة حدّدت أولويات هذه الشراكة، كان أبرزها في هذه المرحلة توطيد العلاقات الحكومية والتشاور السياسي بين تركيا وإفريقيا. وتعهدت أنقرة في هذا الإطار بفتح المزيد من السفارات التركية، ومكاتب للوكالة التركية للتعاون الدولي في العديد من الدول الإفريقية، بالإضافة إلى تنشيط حركة رحلات الخطوط الجوية التركية نحو بعض العواصم الإفريقية. وأشارت وثيقة الشراكة التركية-الإفريقية إلى ضرورة تهيئة بيئة قانونية مناسبة ومحفّزة للتعاون الاقتصادي لتحقيق تجارة متوازنة ومتنامية، وتعمل أيضا على التعزيز المتبادل للاستثمارات وحمايتها، وتفعيل التعاون التجاري والفني بين الجانبين. وتناولت وثيقة الشراكة التركية-الإفريقية أيضا التعاون في مجالات الأمن والسلم، والزراعة والتنمية الريفية، وإدارة الموارد المائية، والمقاولات، والصناعة، والصحة، والبيئة، والطاقة، والنقل، والثقافة والتعليم والتدريب، ووسائل الإعلام والاتصال وغير ذلك من المجالات. لا شكّ أن تركيا التي وضعت العام 1998 خطة عمل للانفتاح على الدول الإفريقية تسعى لاستثمار هذه القمّة لتعزيز حضورها السياسي والاقتصادي والثقافي في إفريقيا، خاصة عقب نجاحها في الحصول على العضوية كمراقب في الاتحاد الإفريقي الذي أعلن في يناير 2008 تركيا شريكا استراتيجيا له. وعقب هذا القمة، يطمح القادة الأتراك إلى رفع حجم التبادل التجاري بين تركيا وإفريقيا إلى 30 مليار دولار عام 2010، وهو الذي يتجاوز اليوم 13 مليار دولار. ويبدو أن هذه القمة تأتي أيضا في سياق حملة بدأتها تركيا منذ عامين للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي، وهي لا تخفي حرصها على كسب الدعم الإفريقي لتعزيز حضورها الدولي.   turkisharab@gmail.com   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 27 أوت  2008)

تركيا تبحث عن نفوذها الضائع في بلاد العرب
بعد وساطتها بين سوريا وإسرائيل ومشاركة جنودها في لبنان     * تتدخل لحل مشكلات المنطقة استناداً لإرثها التاريخي ومواجهة إيران     * تجربتها في وصول الإسلاميين للحكم أصبحت نموذجاً للتيارات الإسلامية     * منتجاتها تغزو الأسواق العربية وتسعي لإقامة تحالفات اقتصادية عملاقة برلين- سمير عواد: يشير المنهاج التعليمي في لبنان إلي جمل باشا السفاح القائد العسكري العثماني الذي أشرف علي الكثير من جرائم الحرب. كان هذا أبان الهيمنة العثمانية علي بلاد الأرز. إلا أن الحرب الإسرائيلية ضد حزب الله ولبنان أعادت الجنود الأتراك إلي لبنان وحسب تصورات راينر هيرمان الخبير الإعلامي الألماني الملم بقضايا الشرق الأوسط ويقيم في مدينة اسطنبول حيث قال إن علي العرب أن يعتادوا علي رؤية جنود أتراك علي أراضيهم. بعد وقت قصير علي نهاية الحرب المجنونة التي قامت بها إسرائيل بعد أسر اثنين من جنودها من قبل حزب الله عاد الأتراك الذين ينتمون الآن إلي القوات الدولية (يونيفيل) التي شكلتها الأمم المتحدة لتنفيذ القرار الأممي رقم 1701 والذي يري أيضا ضمان السلام وإعادة تعمير ما دمرته الآلة الحربية الإسرائيلية. وقد جاء التعاون العسكري مع الأمم المتحدة بالنسبة لبعض الدول فرصة لعودة نفوذها الضائع فألمانيا التي أنهكتها الحرب العالمية الثانية لا زالت تستغل إرسال جنودها لمهام تحت راية الأمم المتحدة لتوسيع نفوذها ونفوذ أوروبا في مناطق العالم والتغلب علي عقد الماضي. أما تركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والتي كانت تتسم بأهمية إستراتيجية لهذا الحلف خلال زمن الحرب الباردة بين الشرق والغرب، فتعيد انتشار قوتها العسكرية سواء في البوسنة أو كوسوفو والصومال وأفغانستان. يشير راينر هيرمان في مقاله إلي سببين وراء عودة الجنود الأتراك لأول بلد عربي أولهما: أن العرب بحاجة إلي الأتراك كعنصر قوة يوازن النفوذ المتزايدة لإيران في المنطقة رغم أن هذا لم يعجب الأقلية الأرمنية في لبنان بسبب المذابح التي ارتكبها الأتراك ضد الأرمن في السنوات الغابرة ويضغط الاتحاد الأوروبي منذ وقت علي تركيا كي تعترف رسميا بهذه الجرائم. أما السبب الثاني فهو التغيير الجذري الذي حصل في السنوات الماضية علي علاقة العرب بتركيا التي تعتبر نفسها وريثة الإمبراطورية العثمانية. خلافا للأرمن ليس هناك رواسب للاستعمار العثماني في العالم العربي وكأنه بات في عهدة التاريخ. ومع وصول حزب العدالة والتنمية الإسلامي المعتدل إلي سدة الحكم حصلت العلاقات العربية التركية علي فرصة لإعادة بناء هيكلتها وأصبح العرب يهتمون بسير الأحداث وتطوراتها في تركيا وقد فهم الإسلاميون العرب علي الفور أنه يمكن الاستفادة من التجربة الإسلامية في الحكم بتركيا حيث جماعة الإخوان المسلمين في مصر أشارت مرارا إلي فرصة جمع الديمقراطية والإسلام في مجتمع واحد وقدمت تركيا مثالا بارزا حول ذلك للمنتقدين في أوروبا الذين يعارضون حتي اليوم انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي. لكن علي النحو الآخر اهتم المثقفون العرب بشكل خاص بالنموذج التركي. وحين عارض البرلمان التركي قبل غزو العراق في مارس 2003 السماح بعبور القوات الأمريكية عبر الحدود إلي شمال العراق، زادت تركيا رصيدها من التعاطف داخل الشارع العربي الذي عارض حرب العراق. تسعون سنة مرت علي عمر انسحاب الجنود الأتراك من بلاد الشام إذ يومها منيت الإمبراطورية العثمانية وحليفتها ألمانيا بهزيمة ثقيلة وبدأ العرب بعد ذلك ينشئون دولهم علي قاعدة القومية العربية فيما أسس الأتراك جمهوريتهم العلمانية. سارع مؤسس هذه الجمهورية الجديدة في تركيا كمال مصطفي أتاتورك إلي إبعاد الإسلام واستبدل الأبجدية اللاتينية مكان الأبجدية العربية وهو ما أثار حنق العرب الذين لم يكونوا وقتذاك نسوا جرائم واضطهاد العثمانيين وتصاعدت مشاعر البغض ضد الأتراك خاصة أنه كان من الصعب فهم هذه الخطوة الأتاتوركية رغم أن السلالات العثمانية كانت قد بسطت هيمنتها علي العالم العربي طيلة ألف عام. وحمل العرب الاحتلال العثماني مسئولية تخلفهم الثقافي أما أتاتورك فقد راح يدافع عن الاحتلال العثماني ويطابق ظاهرة التخلف بكل من الإسلام والعرب. عقب انهيار الإمبراطورية العثمانية تحولت الكراهية العميقة المتبادلة بين الطرفين إلي نوع هو أقرب لعدم اكتراث كل طرف بالآخر. وحينما حاول عالم الدراسات الإنسانية التونسي عبد الجليل تميمي البحث في أطروحات الدكتوراه الصادرة عن جامعات عربية حول تركيا المعاصرة تبين له بأن عددها لا يزيد عن عدد أصابع اليد الواحدة. كما أن هذا العالم التونسي لاحظ وجود ظاهرة عدم اكتراث عميقة بين أتباع أتاتورك تجاه العالم العربي وكان الرد العربي بالمثل وأبعد من ذلك إذ أن المثقف المصري خالد محمد خالد وصف قبل نصف قرن استخدم مصطلح الطاغية والطوران عند الحديث عن الاحتلال العثماني وكان هنا يشير إلي مشاعر غضب العرب حيال المحتلين العثمانيين. وسارعت تركيا للاعتراف بإسرائيل وكانت حتي توقيع مصر وإسرائيل علي اتفاقية كامب ديفيد الدولة الوحيدة التي معظم مواطنيها من المسلمين لها علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني. ولم ينجح اليسار التركي في قطع هذه العلاقة حيث تبين للأتراك أن الاعتراف بإسرائيل قرار إستراتيجي وشرط من الشروط التي وافقت عليها تركيا حين جري ضمها لحلف شمال الأطلسي. اكتسبت تركيا صفة عسكرية دولية في المنطقة بعد حصولها علي العضوية في الحلف العسكري الغربي ثم جاء التحالف العسكري بينها وبين إسرائيل أيضا بتحريض من الغرب وهو التحالف الذي لم تهزه الأحداث السياسية بين البلدين ولا في المنطقة. في عام 1976 تم افتتاح سفارة لفلسطين مكان مكتب منظمة التحرير الفلسطينية خلال عهد رئيس الوزراء الراحل بولاند أجاويد. أما رئيس الوزراء الحالي سيد رجب أردوغان الذي يتزعم حزب العدالة والتنمية فقد تحتم عليه أن يفرمل تعاطفه مع الفلسطينيين بالذات كي لا يثير حنق الغرب لأنه لا يريد أن يحمله المعسكر السياسي المعارض في بلاده مسئولية إفشال الجهود الرامية لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي وهي بالمناسبة جهود بدأتها منذ وقت بعيد حكومات تركية سابقة. لكنه عبر عن موقفه حين رفض مرة استقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق أرييل شارون حين كان الأخير عائدا من زيارة لواشنطن. لكن الجنرالات الأشداء وأصحاب النفوذ في تركيا حرصوا علي استمرار التعاون العسكري مع إسرائيل رغم التشنج السياسي الذي طرأ علي علاقات أنقره مع تل أبيب خلال السنوات القليلة الماضية بسبب سياسة العنف التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين. أدرك أردوغان ماضي العلاقات بين تركيا والدول العربية وأراد أن يفعل شيئا لحاضرها لاسيما وأن الكثير من المثقفين الغربيين والعرب أصبحوا يرون تركيا اليوم نموذجا يحتذي به في منطقة الشرق الأوسط. خاصة وأن أردوغان عرض نفسه كوسيط بين إسرائيل وسوريا من جهة وبين إسرائيل وسائر العرب من جهة أخري. تركيا اليوم لها علاقات وطيدة مع دول الشريط التي تحيط بها باستثناء أرمينيا. ويتباهي أردوغان بأنه رئيس الوزراء التركي الوحيد الذي يخاطب أولمرت وخالد مشعل زعيم المكتب السياسي لحركة حماس. وفي مقال كتبه أردوغان في صحيفة عربية أشار إلي مكانة بلاده الجديدة في العالم العربي وإلي دورها في خدمة مصالح المسلمين والعالم الغربي علي حد سواء. ويري بعض المثقفين العرب أن أردوغان يعمل بإستراتيجية الحوار والتنازل الأمر الذي يتعارض مع إستراتيجية الإخوان المسلمين في مصر الذين رفعوا خلال الحملة الانتخابية البرلمانية الأخيرة شعار الإسلام هو الحل. إذ أن أعضاء حزب أردوغان خلافا للإسلاميين لا يسخرون القرآن الكريم لأهدافهم السياسية. فقد أوجد حزب العدالة والتنمية التركي صيغة خلاقة وتجربة جديرة بالاهتمام ظهر رد معتبر علي الغرب وأحكامه المسبقة تجاه المسلمين بأنهم لا يستطيعون الجمع بين الإسلام والديمقراطية. ويتابع مثقفون من مؤسسات سياسية غربية وعربية بدقة كيفية نجاح أردوغان في الوصل بين إيمانه كمسلم وممارسته السياسة كديمقراطي محافظ وكيفية صموده بوجه الجنرالات الأشداء في بلده الذين ينتقدون كل بيان يتسم بطابع ديني مشيرين إلي خطره علي العلمانية في نفس الوقت من نتائج سياسات أردوغان استقرار الاقتصاد التركي بعد مرحلة التذبذب الأمر الذي أدي إلي مضاعفة معدل دخل الفرد في غضون خمسة أعوام فقط. وقد غزت تركيا الأسواق العربية وأدي اكتشاف كل طرف للآخر زوال صورة التركي القبيح رغم أن التحالف الاستراتيجي التركي الإسرائيلي لا يزال شوكة بعين العرب. مع تطور (الفضائيات) أصبح كل طرف يعرف أكثر عن الآخر كما تعمل تركيا في تلميع صورتها إذ كتبت صحيفة لبنانية بمناسبة العيد الوطني التركي الموافق في 29 أكتوبر أن التجربة الديمقراطية في تركيا تعتبر مثلا يحتذي به في المنطقة. لكن كما يري راينر هيرمان عن حق فتركيا رغم كل الإيجابيات ليست مؤهلة لأن تكون نموذجا يتبناه العالم العربي فرواسب التاريخ تحول دون ذلك. لكن التجربة التركية والتحول الحاصل يمكن أن يستفيد منهما المثقفون في العالم العربي الذين يتحسسون مشاعر الرفض الأوروبي لضم تركيا للاتحاد الأوروبي وهذه المشاعر تقربهم من تركيا بعد العداء القديم. (المصدر: صحيفة ‘الراية’ (يومية – قطر) الصادرة يوم 27 أوت 2008)

روسيا والغرب: لعبة التحدي والتناقض

 

زهير الخويلدي اعترف الاتحاد الروسي باستقلال كل من إقليمي أبخازيا وأوستيا الجنوبية عن دولة جورجيا التي كانت تابعة للاتحاد السوفيتي أيام الحقبة الشيوعية وتقع على السفوح الجنوبية لحبال القوقاز وتطل على البحر الأسود وتتكون من ثلاثة وخمسين مقاطعة وجمهوريتين مستقلتين ذاتيتين هما أجاريا وأبخازيا ومحافظة مستقلة ذاتيا هي أوسيتا الجنوبية وتضم أكثر من أربع ملايين نسمة معظمهم من المسيحيين الأرثوذكس وأقلية من المسيحيين الكاثوليك والمسلمين واليهود وينتج عن هذا الإعلان انفصال الإقليمين عن جورجيا انفصالا تاما وانتمائهما إلى الاتحاد الروسي أسوة بأوسيتا الشمالية. من المعلوم أن تاريخ جورجيا الحديث شهد ثلاث مراحل: الأولى هي مرحلة الرئيس جامسياخورديا الذي وقع انتخابه ديمقراطيا ووقع الانقلاب عليه عسكريا ليصل شيفاردنادزه إلى الحكم في مرحلة ثانية والذي أبقي على تبعيتها للباب العالي الروسي ضمن رابطة الدول المستقلة والمرحلة الثالثة هي مرحلة ساكاشفيلي التي أوصلته ثورة الزهور الديمقراطية إلى الحكم بعد الهبة الشعبية سنة 2003 ضد التلاعب بالانتخابات ونتيجة الدعم الذي لقيته هذه الثورة من طرف الغرب وقد تميزت هذه الحقبة بالموالاة للغرب وخاصة الاتحاد الأوروبي والحلف الأطلسي ودعم الشيشانيين في حربهم ضد روسيا. اللافت للنظر أن قادة الكرملين بدؤوا سياسة حازمة بخصوص ملف الأقليات في الدول المجاورة والتي أصبحت تتبع حيويا للإمبراطورية القيصرية الجديدة التي ربما تعثر تشكلها مع بوريس يلتسين المريض وبدأت ترى النور بعد الترتيبات والإصلاحات التي قام بها بوتين والذي يلقب بالقيصر الجديد والإصرار على المضي قدما الذي أبداه سلفه وتلميذه الوفي ميدفيديف. لكن الأسئلة الذي تطرح هنا هي: ما طبيعة العلاقة التي أقامتها روسيا مع العالم الغربي؟ وهل يعني إشارات التحدي الذي بدأت تظهر هذه الأيام أن موسكو أصبحت في جبهة متناقضة مع الغرب؟ والى أي مدى تستعيد روسيا موقعها الدولي عندما تركب موجة التحدي هذه؟ يتمثل الموقف المتبع من طرف روسيا من أحل بناء دولة عصرية  تستعيد الأمجاد القيصرية منذ انتهاء موجة التفكك التي أصابت أكبر قطب في المعسكر الاشتراكي في نهاية الثمانينات في المحافظة على المجال الحيوي وتبعية الدول المستقلة للكرملين والمحافظة على قواعد عسكرية في بعضها وقد قامت برفض استقلالية الأقليات التي تنتمي إلى الاتحاد الروسي وناهضت بالقوة كل نزعات الانفصال التي بدأت تظهر عند الأقليات المسلمة في القوقاز مثل داغستان والشيشان وأنجوشتيا وعلى العكس من ذلك شجعت استقلال الأقليات الروسية المتواجدة في بعض الدول المستقلة والتي خرجت عن بيت طاعتها وأصبحت موالية لدول مزاحمة لها وأبدت في سيل ذلك مساندتها لهذه الأقليات من أجل حمايتها ضد أي تهديد تمارسه الدول التي تتبع إليها وهو ما حصل في أبخازيا وأوستيا التي هي جزء من الدولة الجورجية. لكن روسيا اتجهت في الآونة الأخيرة نحو دفع كل من إقليمي أبخازيا وأوستيا الجنوبية إلى إعلان انفصالهما عن جورجيا بعد حرب مدمرة خلفت العديد من الضحايا الأبرياء وكارثة إنسانية حقيقية وأدت إلى تدخل الجيش الروسي وإظهار الدب لمخالبه أمام المساعدة الأمريكية والإسرائيلية والتركية لجورجيا بعد دخول قطع من الأسطول الأمريكي لفرض التوازن العسكري وحماية بعض المصالح وتهديد الأسطولي الروسي بتفتيش كل سفينة ترسو على الموانئ الجورجية وهو ما أدي إلى نشوب توتر كبير في منطقة البحر الأسود. لقد فسر بعض الملاحظين هذا التحرك السريع بأنه رد فعل من موسكو بعد تسرب أنباء عن نية واشنطن ومن ورائها الحلف الأطلسي نصب شبكة رادار متطورة في بولونيا والتشيك وجمهوريات البلطيق تتمثل مهمتها في المراقبة والتجسس على المنشئات العسكرية والمجال الجوي الروسي وتستهدف الحد من قدرة الردع التي تمتلكها الصواريخ البالستية وهو ما جعل روسيا تفكر في تركيز منصات صواريخها في قواعد عسكرية أوكرانية وبلاروسية نحو العواصم الغربية. عدة عواصم غربية بما في ذلك واشنطن ولندن استنكرت الخطوة التي أقدمت عليها موسكو وطالبتها بسحب اعترافها وتهدئة الأجواء وقد لوح ساركوزي بعقد قمة أوروبية حاسمة من أجل اتخاذ اجراءات ضد تدخل روسيا في جورجيا وضد الاعتراف باستقلال وقد استبقت روسيا هذه الخطوات بعزمها الانسحاب من اتفاقية التجارة العالمية ونيتها حماية الأمن القومي الروسي والحفاظ على مصالحها. اللهجة التي تحدث بها المسؤولون الروس جديدة وفيها إحساس بالقوة وتعبر عن توجه جديد في السياسة الخارجية للدولة الروسية التي يبدو أنها تريد أن تحاكي النموذج الإمبراطوري السوفيتي الذي اتبع سياسة اختراقية توسعية ممركزة للهيمنة الدولية. البعض من الكتاب العرب الذين لم يستخلصوا العبر من الماضي بدؤوا يطمعون في المضلة الروسية من أحل تخليصهم من الورطة التي وقعوا فيها والخروج من حالة التخبط ولعل زيارة الرئيس السوري بشار الأسد وإبرامه صفقة أسلحة متطورة تندرج في هذا السياق، كما أن دور روسيا في بناء الترسانة النووية والعسكرية لإيران يدل على هذا الخيار في التعاون بين الكرملين والدول المعادية لأمريكا والغرب وفد وصل الأمر بهوغو تشافيز أن صرح بترحيبه بالأسطول البحري الروسي في موانئ فينوزويلا وهو ما يعني تحريضا لروسيا كي تستعيد مناطق نفوذها السابقة في أمريكا اللاتينية خصوصا وأنها تربطها علاقات تعاون وشراكة كبيرة مع كوبا. غير أن التعويل الكامل على روسيا بالنسبة للعرب من أجل استعادة الدور الإقليمي المفقود هو محاولة في غير محلها وعبثية أولا لأن دولة روسيا الجديدة مازالت في بداية التشكل وتحتاج عقود لكي تعود إلى المسرح الدولة كقوة عالمية وثانيا لأن هذا النموذج في التعامل مع الملفات الساخنة وقع استخدامها وأثبتت التجربة التاريخية فشله سواء مع عبد الناصر والمخابرات السوفياتية عام 67 أو مع صدام حسين وروسيا أيام يلتسين في 1991و2003 عندما انطلقت طائرات التحالف من قواعد عسكرية منصوبة على أراضي تابعة للجمهوريات المستقلة لتقصف بغداد أمام أنظار حكام موسكو. ان العرب لن ينهضوا ويقوموا من كبوتهم إلا بالتعويل على أنفسهم وليس بتشكل قوى إقليمية موازية للغرب مثل إيران وروسيا والصين تساعدهم على التحديات التي تمثلها تركيا وإسرائيل والغرب. ان الاستنتاج من سيرورة الأحداث في البحر الأسود بأننا أمام حرب باردة جديدة بين معسكر شرقي تقوده روسيا وإيران ومعسكر غربي هو استنتاج في غير محله لأن الذي حدث هو مجرد نزاع إقليمي في محيط حيوسياسي مغلق وربما يفسر أنه شأن روسي داخلي على ما فيه من تجاوزات إنسانية من الطرفين بحق السكان العزل والأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم ينتمون إلى أحد العرقيات. صفوة القول أن الحلم بعالم متعدد الأقطاب هو حلم معقول وضروري من أجل إنهاء حالة الحرب المترحلة وإبرام حالة من السلم الدائمة بين الدول وأن حق روسيا في أن تكون قوة إقليمية هو حق طبيعي خصوصا عندما يقترن ذلك باحترامها للقيم الديمقراطية واقتصاد السوق ولكن كل ذلك يجب ألا يكون على حساب سيادة الدول وأرواح الناس ودون تدنيس القيم الكونية التي ناضلت الإنسانية من أجل فرضها على الجميع وخاصة حق تقرير المصير بالنسبة للشعوب المظلومة واحترام الحدود بين الدول. لكن أليس من المفارقة أن تحرض روسيا إقليمي أبخازيا وأوستيا الجنوبية على الانفصال وتحرم شعب الشيشان وغيره من الأقليات من هذا الحق؟ ثم كيف نتحدث عن التحدي والتناقض بين روسيا والغرب وهي تنتمي إلى أوروبا والعالم الغربي ودول الشمال أكثر من انتمائها إلى آسيا والعالم الشرقي ودول الجنوب؟ كاتب فلسفي (المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 27 أوت 2008)

 

Home – Accueil الرئيسي

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.