الأربعاء، 25 فبراير 2009

TUNISNEWS

8 ème année, N 3200 du 25 .02 .2009

 archives : www.tunisnews.net


السبيل أونلاين :قافلة ‘شريان الحياة’ تصل تونس والسلطات تحكم الحصار حولها حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين:الأستاذ عبد الوهاب معطر في مواجهة العقاب بالجباية

تمام الأصبعي: كفى مضايقات

المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس: لماذا الإضراب العام

المجلس الوطني للحريات بـتونس:مذكرة: بيان بطلان إجراءات التتبع ضد مديرة « راديو كلمة »

شوقي بن سالم : ردّا على رسالة الإعلام بقرار التجميد

الشباب الديمقراطي التقدمي اللجنة الوطنية لمساندة المناضل رشيد عبداوي:دعــــــــوة

زياد الهاني:لا يُـصدّق: انسحاب والي من الندوة الدورية للولاة احتجاجا على مداخلة أمين عام التجمّع الدستوري الديمقراطي؟؟

توفيق العياشي: البطاقة رفض نشرها رئيس تحرير صحيفة الطريق الجديد:الصندوق الأسود يا « جودة الحياة » ..كفّي !!

عبدالله الزواري:ثالثة الأثافي…-1-

محمد الشويقي:نــــــــــــــــــــداء عاجـــــــــــــــل

ايلاف: وفد رسميّ يزور مركزي إيواء ويطمئن على المهاجرين : لامبيدوزا الإيطالية.. كابوس يتابع التونسيون أخباره

رويترز:محكمة حقوق الإنسان الأوروبية تدين ايطاليا لترحيلها تونسيا

خالد الكريشي : الحرية أولا وأخيرا الأصل والصورة

خميس بن بريّك:الإنترنت متنفس الدعاية لمرشحي المعارضة للرئاسة بتونس  

الصباح:«ما حدث في لامبادوزا لا يمكن أن يؤثر على العلاقات بين تونس وايطاليا»

قدس برس:تونس: الترخيص لإنشاء أوّل بنك إسلامي تونسي يحمل إسم « الزيتونة »

الصباح:تكشف لأول مرة: نتائج أولية لدراسة حول استغلال الوقت لدى الأسرة التونسية

الصّباح: الهرم التلمذي بالمؤسسات التعليمية

قدس برس:مذكرات ناشر: الثقافة التونسية تستغلّها عناصر انتهازية والشابي صفحة سوداء في الحركة الثقافية

طارق عمارة:سميح القاسم يدعو إلى احتفاليات عربية بالشاعر التونسي الراحل الشابي

رويترز:الإعلان عن ملامح احتفالية القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية

آكي:تونس: احتفالية ضخمة لتتويج القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية

وات:مدينة العلوم بتونس تحتفل بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية سنة 2009

 قنطرة:اللاعب التونسي الألماني سامي خضيرة: « بالكرة – الاندماج من خلال كرة القدم »

سميرة الصدفي :«بيار فابر» تُنشئ مصنعاً في تونس و«مصفاة» تشتري شركة فرنسية

راشد الغنوشي: المؤسسة الإسلامية الغربية في عصر العولمة  

بحري العرفاوي:مُنذر ثابت… المثقف/السياسي

عبد السلام المسدّي :سلطة الإعلام المرئي

الجزيرة.نت:أردوغان: كيف تعترف حماس بإسرائيل دون اعتراف نتنياهو بفلسطين؟

صالح بشير : لا يستقيم وعينا الديموقراطي من دون تفكير ذاك «الاستثناء»

حازم صاغيّة:هذا المكان لصالح بشير

فهمي هويدي:موت السياسة في مصر

ياسر الزعاترة  : هل يحق لغير المصري انتقاد النظام المصري؟

العفيف الأخضر : رسالة عاجلة إلى أوباما: أنقذ السلام

يو بي أي: مسؤول بريطاني يحذر إيران من تبعات إستمرار التمسك ببرنامجها النووي


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


قافلة ‘شريان الحياة’ تصل تونس والسلطات تحكم الحصار حولها

 

السبيل أونلاين – تونس – خاص
اجتازت قافلة « شريان الحياة » اليوم الإربعاء 25/02 نقطة العبور بمنطقة « بوشبكة » على الحدود التونسية – الجزائرية ، لتصل مدينة فريانة من ولاية القصرين على الساعة الثامنة ليلا ، وتتألف القافلة من 105 شاحنة ثقيلة تحمل مساعدات لقطاع غزة ، وأيضا من خمسة سيارات خفيفة منها سيارتي اسعاف ، وتضم القافلة 254 شخصا . وأكدت مصادر مطلعة للسبيل أونلاين أن قوات البوليس حاصرت القافلة منذ عبورها للتراب التونسي ، ومنعت كل المتساكنين والمناضلين من مجرد الإقتراب منها ، وقد تعرض أحد المواطنين للعنف حين همّ بكتابة عبارات « غزة رمز العزة » على غطاء أحد الشاحنات ، كما أكدت مصادرنا أن سائقي الشاحنات رددوا شعار »الله أكبر » عند مرورهم بمدينة فريانة . وستسلك القافلة طريقها من فريانة الى مدينة قفصة ثم مدينة قابس ومنها الى مدينة مدنين ثم مدينة بن قردان ، لتقطع نقطة العبور رأس الجدير الحدودية وتدخل التراب الليبي ومنها الى مصر وأخير الى قطاع غزة حسب ما هو مقرر .
اما النائب البريطاني جورج قالوي الذى يشرف على القافلة فقد دخل التراب التونسي صحبة مرافقيه عبر منطقة « ببوش » الحدوية بين تونس والجزائر من جهة طبرقة ، عند الساعة منتصف نهار يوم الإربعاء ، وسيكون يوم غد على الساعة الثالثة بعد الزوال في مدينة صفاقس ، اين يجمعه لقاء مع مختلف الحساسيات السياسية والنقابية والحقوقية .   وكشفت مصادرنا النقاب على أن السلطات التونسية قد استدعت الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل وحذرته من تنظيم استقبالات شعبية كبيرة للقافلة وللنائب البريطاني الشهير جورج قالوي ، كما اشترطت عليه أن لا يفوق التبرع للقافلة مبلغ 100 ألف دولار ، وادعت السلطات أن مرافقي قالوي هم من « الإرهابيين » وحذرته من أي حديث معهم . وكانت قافلة « شريان الحياة » التى انطلقت من لندن عبرت من أوروبا الى التراب المغربي عبر مضيق جبل طارق بإسبانيا ، لتصل إلى وجدة المغربية ثم دخلت التراب الجزائري عبر تلمسان ، وواصلت سيرها إلى غاية الجزائر العاصمة ثم عبرت الى تونس اليوم ، وهي في طريقها الى قطاع غزة .    (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 25 فيفري 2009 )

 


أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 30 صفر 1430 الموافق ل 25 فيفري 2009

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

1)    الاعتداء على سجين الرأي صبري الماجري: تعرض سجين الرأي الشاب صبري الماجري المعتقل حاليا بسجن المهدية للاعتداء بالعنف الشديد من قبل نائب مدير السجن المذكور المدعو الصادق الزمال المعروف بعدائه الشديد لهذه الفئة من المساجين ، فقد عمد نائب المدير إلى تقييد السجين و الاعتداء عليه بالعنف الشديد و ركله و وضع حذائه ( Brodequin ) على رأس الشاب صبري الماجري الملقى على الأرض. و يقضي سجين الرأي صبري الماجري حكما بالسجن مدة ستة أعوام علما بأنه معتقل منذ أواخر عام 2005. 2)    حملة جديدة ضد الطالبات المحجبات بصفاقس: عمد عدد من أعوان الشرطة بالزي الرسمي على الساعة التاسعة من صباح اليوم الأربعاء 25 فيفري 2009 إلى اعتراض طريق الطالبات المحجبات بين كلية العلوم و المدرسة الوطنية للمهندسين بصفاقس و مطالبتهن بالاستظهار ببطاقات تعريفهن الوطنية و أخذ معلومات عنهن في إطار حملة جديدة تستهدف المحجبات. 3)    قافلة  » تحيا فلسطين  » تدخل التراب التونسي و تبيت ليلتها في سبيطلة: و أخيرا دخلت بعد ظهر اليوم الأربعاء 25 فيفري 2009 القافلة البريطانية  » تحيا فلسطين  » التراب التونسي قادمة من الجزائر بعد تأخير طفيف طرأ على برنامج سيرها نتيجة سوء الأحوال الجوية ، و قد كان من المنتظر دخول القافلة من أحد مراكز الحدود البرية بولاية جندوبة إلا أنها دخلت من أحد بوابات ولاية القصرين مرورا بمدينة فريانة لتبيت ليلتها بمدينة سبيطلة، و قد أفاد شهود عيان وجود عدد من الحافلات التي تقل أعدادا كبيرة من قوات الشرطة المجندة لحماية هذه القافلة. كما علمت حرية و إنصاف استقبال النائب البريطاني جورج غالوي من قبل الوزير الأول و وزير الشؤون الخارجية، و ينتظر وصول القافلة غدا إلى مدينة صفاقس لتحظى باستقبال شعبي بمقر الاتحاد الجهوي للشغل في صورة عدم تغيير مسارها إلى قابس على غرار ما وقع صباح اليوم حيث وقع تغيير مسار القافلة حتى لا تصل إلى العاصمة.     عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري  

لا للقمع الجبائي ضد الأستاذ عبد الوهاب معطر “ الحرية لجميع المساجين السياسيين“   “الحرية للدكتور الصادق شورو“ الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين 43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr   تونس في 25 فيفري 2009

الأستاذ عبد الوهاب معطر في مواجهة العقاب بالجباية  أولاً: قضية عدد 825

نظرت الدائرة الجبائية بالمحكمة الإبتدائية بصفاقس اليوم الإربعاء 25 فيفري 2009 في القضية عدد 825 المتعلقة باعتراض الأستاذ عبد الوهاب معطر على قرار التوظيف الإجباري الجائر الذي استصدرته إدارة الجباية ضده مطالبة إياه بدفع مئات الآلاف من الدنانير ، و قد  تطوع للدفاع عنه عدد كبير من المحامين حضر منهم اليوم جلسة المرافعة بالخصوص الأساتذة  : العميد عبد الستار بن موسى و رضا بلحاج و محمد نجيب الحسني و محمد عبو و كريم العرفاوي وسمير بن عمروعبد الستار يعيش و ذكريات معطر و محمد المرابط و سمير ديلو، و أوضح الأساتذة المترافعون انعدام أي سند قانوني أو واقعي لقرار التوظيف من جميع جوانبه خاصة أنه تأسس فقط على الأموال التي ثبت رجوعها إلى الحرفاء و أكدوا على مغزاه باعتباره يمثل سابقة خطيرة ذات طبيعة كيدية و أن الغاية منه هو معاقبة الأستاذ عبد الوهاب معطر على نشاطه السياسي و الحقوقي ، كما أكدوا أن السلطة استعملت الجباية كسلاح في أسوء فترات تاريخ البلاد . و قد قررت المحكمة حجز القضية للمفاوضة و التصريح بالحكم ليوم 04 مارس 2009. هذا و قد امتلأت قاعة الجلسة بوجوه معروفة من البوليس السياسي الذين تعقبوا المحامين حتى خارج المحكمة و استفزوهم بالملاحقة في الشارع و المقهى و أخذوا صور لهم.  والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين إذ تجدد تضامنها التام مع الأستاذ و المناضل عبد الوهاب معطر(نائب رئيس الجمعية) فإنها تسجل أن ما أبانه السادة المحامين اليوم في مرافعاتهم بخصوص قرار الجباية من عيوب صارخة و مفضوحة يؤكد مدى و حجم الظلم المسلط على الأستاذ و عزم السلطة على ترهيبه و توظيف إدارة الجباية لمعاقبته على التزامه النضالي و بالخصوص بمناسبة  طعنه في اجراءات إستفتاء 2002 ومطالبته بإبطاله.  كما تجدد الجمعية دعوة القضاء لرفض إقحامه في عمليات تصفية الحساب مع النشطاء وتدعو كل المنظمات المستقلة داخل البلاد و خارجها إلى مساندة الأستاذ عبد الوهاب معطر و شد أزره خاصة و أن استهدافه مازال متواصلا إذ سيمثل الأستاذ يوم 28 فيفري 2009 أمام الدائرة الجناحية و كذلك يوم 3 مارس 2009  من أجل الإعتراض على الخطايا الجبائية المشطة وغيرالمبررة الصادرة ضده .  عن الجمعيــــــــة الهيئة المديرة  

 كفى مضايقات  
تتوالى المضايقات على والدي علي الأصبعي البالغ من العمر 77 عاما والمحروم من جواز سفره منذ 23 سنة. فقد حاول أعوان شرطة مدينة الحامة تلفيق قضية عدلية ضده خلال السنة الفارطة وذلك بادعاء أنه يقوم بنشاط وكيل عقاري بدون رخصة. واستند الأعوان في ادعائهم على قيام والدي بتسويغ منزله لزوار الحامة من المستحمين. ومعلوم أن كراء الغرف لزوار حمام الحامة يعد أحد أهم مصادر كسب الرزق لسكان المدينة. ونظرا لقيام الدعوة على أسس واهية، فقد حكم القاضي بانتفاء التهمة وعدم سماع الدعوة.   غير أنّ أعوان الشرطة والذين وراءهم، لم يعجبهم ذلك الحكم وواصلوا مضايقة والدي. فقد سلطوا عليه من يقوم بمراقبته بصفة دائمة ويترصد من يزوره من أصدقائه. بل أن هذا القواد يعترض الزوار الراغبين في كراء منزل والدي خصوصا الأجانب من ليبيين وجزائريين، ويصرفهم عن ذلك بشتى الطرق. كما قام أعوان شرطة بزي مدني في عدة مناسبات بزيارة والدي وادعاء أنهم يرغبون في استئجار منزل وذلك قصد استفزازه.   وقد تصاعدت وتيرة المضايقات في الفترة الأخيرة حيث قدم إليه أعوان الشرطة في عدة مناسبات وحاولوا استدراجه ليصحبهم إلى مركز الأمن وحجتهم في هذه المرة أن والدي يخالف قانونا سيصدر قريبا يشترط الحصول على رخصة لمن يرغب في عرض منزله للكراء.   بسبب انتمائه السياسي يتعرض والدي لمضايقات وتتبعات منذ أكثر من عشرين سنة. فقد حوكم سنة 1986، 1987 و1991 وقضّى 6 سنوات سجن و5 سنوات مراقبة إدارية. ولم تشفع له طول المدة ولا تقدمه في السن في كف الأذى عنه. إني أطالب السلط التونسية بوضع حد لهذه الممارسات والكف عن مضايقة والدي وتمكينه من حقه في جواز سفره.   تمام الأصبعي temmama@gmail.com  7 0 509 4007(46)  

لماذا الإضراب العام

قررت الهيئة الإدارية الوطنية للاتحاد العام لطلبة تونس المنعقدة يوم السبت 31/01/2008 بالمقر المركزي للاتحاد العام لطلبة تونس إضرابا عاما وطنيا يوم الخميس 26 فيفري 2009 وقد شرحت الهيئة الإدارية الوطنية دوافع هذا الإضراب وتنفيذا لهذه المقررات يتوجه المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلبة تونس إلى الرأي العام الطلابي والوطني بالاتي: 1. مزيد تردي الأوضاع المادية والبيداغوجية للطلبة حيث أن عموم طلبة تونس يعانون إلى جانب عائلاتهم وطأة تكاليف التعليم العالي أمام المحافظة على نفس مقدار المنحة الجامعية التي لم تعد تف بالحد الأدنى من مصاريف الحياة الجامعية إلى جانب المحافظة على مقياس إسنادها دون مراعاة علاء المعيشة والأسعار هذا وتنضاف إلى ذلك معضلة السكن الجامعي الذي أصبح يمثل هاجس آلاف الطلبة الجدد مما يدفعهم إلى ابتزاز أصحاب المبيتات الخاصة كما أن جل المبيتات الجامعية تفتقد للصيانة. 2.مواصلة وزارة الإشراف إسقاط البرامج على الطلبة والأساتذة وآخرها منظومة إمد والفوضى المتواصلة التي تكتنفها دون الأخذ بعين الاعتبار ملاحظات الأساتذة والطلبة. 3.استهداف الإتحاد العام لطلبة تونس عبر سجن خمس من مناضليه وطرد حوالي 30 من مناضليه ومسؤوليه وحرمان المنظمة الطلابية من اجتماع هيئاتها العليا « المؤتمر ». 4.غلق باب الحوار في وجه الطلبة ومسؤولي الإتحاد والاستخفاف بهم والاعتداء عليهم بأساليب متنوعة. لكل هذه الأسباب ولتواصل تردي الوضع الجامعي برمته ندعو كافة الطلبة إل تلبية نداء الإتحاد العام لطلبة تونس والدخول في إضراب عن الدروس يوم الخميس 26/02/2009 هذا ولا يفوتنا أن نحيط الرأي العام الطلابي ونحن ندعوهم إلى إنجاح الإضراب العام الوطني و05 من مناضلي الإتحاد في إضراب عن الطعام منذ 14 يوما دفاعا عن حقهم في الدراسة وحق المنظمة في النشاط بعيدا عن كل أشكال الحصار والتضييق ومن أجل عقد مؤتمرها الوطني الموحد 25 وإطلاق  سراح كل مناضليها المسجونين. عاش الإتحاد العام لطلبة تونس مناضلا، مستقلا وديمقراطيا. عن المكتب النتفيذي                                                                                                                                     الأمين العام                                                                                                                                                عز الدين زعتور


المجلس الوطني للحريات بـتونس تونس في 23 فيفري 2009

مذكرة  بيان بطلان إجراءات التتبع ضد مديرة « راديو كلمة » وبطلان أعمال الحجز وغلق المحل التي تولاها قاضي التحقيق المتعهد بالقضية.

 
  كان رد فعل السلطات التونسية على شروع راديو كلمة المستقل في البث بداية من يوم 26 جانفي 2009 على القمر الاصطناعي  Hotbird أن ضربت حصارا بواسطة العشرات من أعوان البوليس السياسي على المحل الكائن بنهج أبو ظبي عدد 4 تونس حيث يتم اعداد مادة البث من قبل فريق من الصحفيين مانعة كل من يروم الاتصال به، بل منعت الأعضاء من الفريق المذكور الذين غادروا المحل لقضاء شأن من العودة اليه ثانية وهو ما حدا بثلاثة من اعضائه إلى الإعتصام داخله وهو ما حال دون بلوغ السلطة هدفها في إفراغ المحل وإيقاف النشاط الصحفي به بالرغم من أعمال العنف والاعتداءات التي طالت من حاول الاتصال بأعضاء الفريق المذكور وخاصة التهديد بواسطة سكين الذي استهدف السيد عمر المستيري والذي اقترفه في حقه أحد أعوان البوليس السياسي المشاركين في حصار المحل . فكان أن لجأت السلطة الى القضاء الذي لا يفعل سوى تنفيذ تعليماتها قصد افراغ المحل من شاغليه من الصحفيين المعتصمين وكذلك من كامل المعدات التي يحتويها وهي كما سنعرضه لا علاقة لها بالبث ولا باستعمال الترددات الراديوية ،وإنما هي بعض الحواسيب وكاميرات وما تبعها من أسلاك وخيوط كهربائية لم يتوان قاضي التحقيق مع ذلك في حجزها ورفعها بل وغلق المحل وابدال أقفاله وهي اجراءات باطلة لا أساس لها من القانون وانما هي في الواقع أعمال استهدفت اسكات صوت حر والنيل من حرية التعبير وتنفيذ ما لم يستطع تنفيذه البوليس السياسي من الاستلاء على المعدات الموجود بالمحل واخراج من فيه بالقوة خاصة وقد أصبح الحصار المضروب على المحل تحت أضواء الفضائيات والرأي العام الوطني والدولي الذين كانوا يتابعون أطواره. وفيما يلي شرح للخروقات والانتهاكات العديدة التي شابت قرار التتبع ضد السيدة سهام بن سدرين مديرة إذاعة « كلمة » وبطلان أعمال التفتيش والحجز وغلق المحل الذي تولاه قاضي التحقيق المتعهد بالقضية.   المجلس الوطني للحريات بـتونس   الرئيس الشرفي المرحوم الدكتور الهاشمي العياري   هيئة الاتصال: سهام بن سدرين ناطق رسمي عبد القادر بن خميس كاتب عام الطاهر المستيري محمد الصالح الخميري عبد الجليل البدوي لطفي حيدوري نور الدين بن تيشة   باحث قار سامي نصر   العنوان 4 نهج أبو ظبي  تونس 1000   الهاتف و الفاكس 21671240907   الموقع  بالانترنيت www.cnltunisie.org e-mail : contact@cnltunisie.org   I-في بطلان إجراءات التتبع  يتضح من أوراق الملف أن التتبع ضد السيدة سهام بن سدرين انطلق باعلام صادر عن مدير الشرطة العدلية السيد عمار الدغار مؤرخ في 29 جانفي 2009 الى السيد وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بتونس جاء به أنه تم بعث اذاعة تحت اسم « راديو كلمة » بدأت البث يوم الاثنين 26 جانفي 2009 على القمر الاصطناعي »   » الخ… « كما أضاف أن الاعداد لمادة البث يتم بالمحل الكائن بعدد4 نهج أبوضبي تونس العاصمة ».. وأن المسماة سهام بن سدرين صرحت بالجريدة الالكترونية ايلاف (مرفق) بتاريخ 28/1/2009 بصفتها رئيسة تحرير « راديو كلمة » أنها بدأت في البث بالرغم من عدم حصولها على ترخيص قانوني » وختم الاعلام بطلب « الاذن باجراء التتبعات العدلية » والسؤال الذي يطرح هل لمدير الشرطة العدلية الصفة في طلب تحريك الدعوى العمومية في مادة الاتصالات ؟ جاء الفصل 80 من مجلة الاتصالات التي تم اصدارها بموجب القانون عدد1 لسنة 2001 المؤرخ في 15 جانفي 2001 والذي جرى تنقيحه بموجب القانون عدد1 لسنة 2008 المؤرخ في 8 جانفي 2008 ناصا على مايلي : »تحال المحاضر الى الوزير المكلف بالاتصالات الذي يحيلها الى وكيل الجمهورية المختص ترابيا للتتبع مع مراعاة أحكام الفصل 89*[i] من هذه المجلة ». وما هو مظروف بالملف لا يتعدى كونه « اعلاما » لا غير وليس محضر معاينة لمخالفة مثلما اقتضاه الفصل 80 المذكور ،كما أنه صادر عن مدير الشرطة العدلية وموجه الى وكيل الجمهورية لدى محكمة تونس الابتدائية وليس عن الوزير المكلف بالاتصالات بما يخالف أحكام الفصل 80 المتقدم ذكره. كما جاء بأحكام الفقرة 4 من الفصل 74 (جديد): » اذا أثبتت الابحاث وجود جنحة أو مخالفة تقتضي عقوبة جزائية تتولى الهيئة الوطنية للاتصالات احالة الملف على الوكيل الجمهورية المختص ترابيا قصد القيام بالتتبعات الجزائية ». وتؤخذ من الفصل المتقدم أن الهيئة الوطنية للاتصالات هي أيضا صاحبة الاختصاص القانوني لطلب تحريك الدعوى العمومية ولا يتسنى لها ذلك الا متى قامت بأبحاث وأعمال استقراء بصورة مسبقة أفضت الى اكتشاف جنحة أو مخالفة، لذلك فان قيام مدير الشرطة العدلية بطلب تحريكها يعد باطلا بطلانا مطلقا على معنى أحكام الفصل 199**[ii] لانتفاء الصفة في جانبه ويصبح بذلك تعهد وكيل الجمهورية لدى محكمة تونس الابتدائية بالملف مخالفا للاجراءات التي نصت عليها مجلة الاتصالات. II- في الخطأ في تكييف الوقائع ونسبة جرائم افتراضية للسيدة سهام بن سدرين   بمجرد توصله بالاعلام الصادر عن مدير الشرطة العدلية في 30/1/2009 سارع السيد وكيل الجمهورية لدى محكمة تونس الابتدائية باصدار قرار في فتح تحقيق ضد السيدة سهام بن سدرين وكل من عسى أن يكشف عنه البحث من أجل توفير خدمات اتصالات بدون ترخيص مسبق وضع وتوريد وتركيز واستغلال أجهزة الاتصالات والبث المستعملة للترددات الراديوية دون موافقة الوكالة الوطنية للترددات والمشاركة في جميع ذلك . طبق الفصول 5 و46 و52 و82 من مجلة الاتصالات والفصل 32 من المجل الجنائية. ولا بد من التساؤل كيف اتخذ السيد وكيل الجمهورية قرار فتح التحقيق والحال أنه لم يتوصل لا بمحضر معاينة لمخالفة أو جنحة طبق ما اقتضته أحكام المادة 79 من مجلة الاتصالات. إذ وكما أسلفنا بيانه لا يتعدى الأمر مجرد إعلام صادر عن مدير الشرطة العدلية، لم يتناول فيه تركيز ووضع معدات اتصالات وبث تستعمل الترددات الراديوية. كما أنه لم يتوصل بملف عن الهيئة الوطنية للاتصالات يتضمن أعمال بحث ومعاينة لمخالفات. بل إنّ ما تضمنه كتب الاعلام الصادر عن مدير الشرطة العدلية يشير الى أن البث يتم على القمر الصناعي Hotbird. وبالتالي فانه لا وجود لاستعمال للترددات الراديوية المأخوذة من المخطط الوطني للترددات المنصوص عليه صلب أحكام الفصل 46 من مجلة الاتصالات. والأخطر من ذلك هو أن كتب الاعلام الصادر عن مدير الشرطة العدلية قد تناول واقعة لا يجرمها القانون اذ تضمن ما يلي : »هذا ،وقد تبين أن الاعداد لمادة البث يتم بالمحل الكائن بعدد 4 نهج أبوظبي تونس العاصمة والذي تبين أنه مستغل من قبل المسماة سهام بن سدرين » فهل أن اعداد مادة البث الاذاعي يعتبر جرما يعاقب عنه القانون ؟ فأين نحن من مبدأ شرعية الجرائم و العقوبات؟ ولابد من التوقف عند هذه المسألة التي ترى فيه السلطة تحديا والذي يصبح في نظر أتباعها في الأجهزة جرما وهي وجود فريق يوفر مادة اعلامية بواسطة تسجيل استجوابات أو تعاليق.وهو أمر لا علاقة له بالترددات الراديوية وإنما بحرية التعبير وبتوفير مادة إعلام مستقل لا غير. لذلك فإن ما أقدم عليه السيد وكيل الجمهورية هو توجيه تهم افتراضية لا صلة لها بالواقع في ظل عدم اطلاعه على محضر يعاين بدقة المخالفة المفترضة ،وفي ظل انعدام ملف صادر عن الهيئة الوطنية للاتصالات المخولة قانونا لاجراء المعاينات والاستقراءات في مادة الاتصالات. III- في بطلان اجراءات التفتيش والحجز وصباح يوم صدور قرار فتح التحقيق من طرف وكيل الجمهورية لدى محكمة تونس الابتدائية سارع السيد زياد سويدان قاضي التحقيق بالمكتب الثاني صحبة مساعد وكيل الجمهورية السيد حاتم حفيظ إلى التحول إلى المحل حيث يتم اعداد مادة البث ليقوم صحبة جمع من أعوان البوليس السياسي بتفتيش المحل المذكور وحجز ما به من معدات فصلها بالمحضر الذي حرره بالمناسبة وهي معدات ليس من الصنف الذي أشار اليه قرار فتح التحقيق أي ليست أجهزة للبث المستعملة للترددات الراديوية، وانما مجرد حواسيب واقراص وكاميرات وخيوط كهربائية وحتى مجموعة من « الأوراق البيضاء »!. وحيث أن تلك العملية مشوبة للبطلان للأسباب التالية:   1-لمخالفتها أحكام الفصل 53 من م.أ.ج نصت أحكام الفصل المتقدم ذكره على ما يلي: » يتولى حاكم التحقيق بمساعدة كاتبه سماع الشهود واستنطاق ذي الشبهة واجراء المعاينات بمحل الواقعة والتفتيش بالمنازل وحجز الأشياء الصالحة لكشف الحقيقة. » وحيث بالتأمل من بيانات محضر الحجز المضاف الى أوراق القضية يتضح أن ما تم حجزه يتمثل في القائمة الآتي عرضها: عدد 01 شاشة اعلامية رمادية اللون نوع HP  عدد 02 وحدة مركزية سوداء اللون نوع كروان عدد 01 وحدة مركزية سوداء نوع HP عدد 01 شاشة حاسوب نوع سيمانس بيضاء اللون عدد 01 شاشة حاسوب نوع PC سوداء اللون عدد 01 شاشة حاسوب مسطحة نوع ايكون عدد 01 امبليفيكاتور نوع /4008 -WC CEUWOAC عدد 01 امبليفيكاتور نوع BEHRINGER EURORAC QUB 1622 FX-PRO عدد 01 جهاز فاكس ابيض اللون كانون كتب عليهFAX- B150 . سلك 01 علب اوراق بيضاء بها طالع يحمل العبارات التالية « تونس كلمة » عدد 06 مفاتيح حاسوب عدد 05 ميكروفون عدد 55 قرص ليزر داخل عدد 02 حاويات عدد 01 كابل توصيل اسود اللون عدد 01 جزء من حامل ميكروفون اسود اللون عدد 01 حقيبة جلدية صغيرة الحجم زرقاء اللون نوع باتاكون عدد 02 حقيبة جلدية صغيرة الحجم سوداء اللون نوع باتاكون عدد 02 حامل ميكروفون اسود اللون عدد 01 شاحن نوع NISUS عدد 03 سماعات كاسك عدد02 جهاز توصيل كهربائي ابيض اللون عدد 01 سلك توصيل كهربائي اخضر اللون عدد07 سلك توصيل كهربائي ابيض اللون عدد 31 سلك توصيل كهربائي أسود اللون عدد 02 سلك توصيل كهربائي بنفسجي اللون عدد 02 سلك توصيل كهربائي اصفر اللون عدد 02 مضخم صوت نوع بيكار اسود وابيض اللون عدد 02 مضخم صوت ونوع فيليبس ابيض اللون عدد 10 شواحن هواتف جوالة سوداء اللون عدد 04 جهاز فارة SOURIS عدد 01 موزع  ADSL  نوع ساجام ابيض اللون عدد 01 صندوق رمادي اللون نوع ميكسار عدد 01 صندوق به عدد 18 باطارية صغيرة الحجم وعدد 03 ايكرو وعدد 03 حلقات سوداء اللون وقطعة صغية سوداء عدد 01 مفتاح USB عدد 11 قرص ليزر داخل عدد 7 علب عدد 01 سلك توصيل اسود اللون عدد 01 سلك توصيل ابيض اللون عدد 01 سلك توصيل USB عدد 01 سماعة صغيرة الحجم عدد 01 جهاز ربط صغير الحجم نوع صامصونق عدد 01 مضخم صوت اصفر اللون نوبورتس عدد 04 سلك كهربائي رمادي اللون عدد 01 جهاز تحكم عن بعد رمادي اللون عدد 03 حقائب سوداء اللون عدد 01 سلة زرقاء اللون عدد 01 جهاز امبلكاتور عدد 01 مكروفون ابيض اللون مثبت به حامله ومثبت به سلك بنفسجي عدد 01 سلك توصيل رقمي رمادي اللون نوع صامصونق عدد 01 جهاز ميكساج ابيض واسود اللون نوع  BEHRINGER عدد 02 اداة ربط هاتفي بيضاء وسوداء اللون عدد 02 حاملة ميكرو عدد 01 سلك توصيل كهربائي اخضر اللون عدد 03 حاشدة نوع سوني عدد 01 حاشدة نوع كانون الثاني 09 عدد 01 جهاز انتان صغير الحجم عدد 01 شريحة تابعة لشركة تونيزيانا عزراء عدد 01 شريط كاسات نوع صوني عدد 04 اقلام كبيرة الحجم عدد 05 شريط كاسات صغير الحجم عدد 04 قرص ليزر عدد 03 كارت ميموار عدد 01 اداة توصيل هاتفي بيضاء اللون عدد 01 قلم ازرق لونه اصفر عدد 02 مضخمات صوت نوع 400 X سوداء ورمادية اللون داخل علبة كرتونية زرقاء وسوداء عدد 01 جهاز شحن نوع صوني عدد 01 علبة بها عدد 10 فيش توصيل عدد 01 كاميرا زرقاء نوع ايبيتاك عدد 01 جهاز قارئ AIPOD عدد 02 مفتاح USB سوداء اللون عدد 02 مفتاح USB بيضاء اللون جهاز قاريء USB بنفسجي حاشد صغير الحجم سوداء اللون عدد 03 قرص ليزر صغير عدد 02 ميكروفون صغير الحجم نوع صوني عدد 05 كتيبات استعمال اجهزة رقمية عدد 01 الة تصوير رقمية بيضاء اللون نوع اولمبيس عدد 01 كاميرا بيضاء اللون رقمية صامصونغ عدد 01 ساة بيضاء اللون قديمة كتب عليها كارفور عدد 29 قرص ليزر عدد 01 محفظة بها 16 قرص عدد 01 كارت ميموار داخل صندوق بلاستيكي عدد 03 كراسات تحمل عنوان المجلس 1999 وبيانات المجلس 2004 وبيانات المجلس 2003 عدد 01 علبة أرشيف صفراء اللون بداخلها عدد 03 ملفات زرقاء معنونة ببلاغات المجلس 2004 وبلاغات المجلس 2007 وبلاغات المجلس 2008 عدد 01 كراس اخضر اللون كتب عليه بالفرنسية كراس محاسبة عدد 01 كراس اخضر اللون بداخل صفحاته جداول اعمال صحافيين عدد 01 مذكرة غلافها جلدي بني اللون عدد 01 تقرير سنوي 1996/1997 بعنوان « مجموعة 95 المغاربية من أجل المساواة مضاهر العنف وانتهاك حقوق النساء في المغرب العربي بالجزائر و المغرب و تونس عدد 01 تقريرسنوي بالفرنسية عدد 01 كراس ابيض اللون كتب عليه بيانات 2006 عدد 01 كراس ابيض اللون عنوانه « المحاكمة المنعرج » عدد 01 كراس عنوانه     RAPPORT SUR LA SITUATION DANS LES PRISONS EN TUNISIE عدد 05 مطويات عدد 02 كنش اخضر اللون مختلفة الاحجام كنش رمادي اللون عدد 10 رزنامة سنة 2009 عدد 01 مفتاح مجموعة من الاوراق وهي معدات تستعمل في تلقي خدمات الانترنات أو في كتابة بعض المقالات أو في ارسال بعض الرسائل بما يجعل حجزها لا علاقة له بالجرائم المنسوبة للسيدة سهام بن سدرين بل تلك المعدات تستعمل في نشاط مباح غير مجرّم. ثم ماذا يعني حجز شحن بطاقة هاتف جوال وخيوط كهرباء وقلم أزرق لونه أصفر وحاشدة نوع صوني ومجموعة من الأوراق البيضاء وكيف تصلح لكشف الحقيقية مثلما اقتضت ذلك أحكام الفصل 53 المتقدم الذكر؟ 2 – لخو محضر التفتيش والحجز من اسم من تولى مهمة الكتابة  لم يكن قاضي التحقيق مرفوقا بكاتبه عند توليه أعمال التفتيش والحجز وانما أحاط به فريق من أعوان البوليس السياسي وقد نص بأسفل المحضر على ما يلي: « هذا ما تسنى لنا القيام به ونختم محضرنا هذا ونمضيه عن قاضي التحقيق والسيد مساعد وكيل الجمهورية والسادة أعضاء الضابطة العدلية. » وقد تضمنت قائمة من أسمائهم بأعوان الضابطة العدلية الآتي ذكرهم: -سامي الورفلي مفتش أول – محمد نجيب السعيدي مفتش شرطة -حاتم التومي مفتش -خالد بن عثمان حافظ أمن إلخ القائمة وهذا القول مخالف لاحكام الفصل 10 من م.ا.ج التي اعتبرت أن وظائف الضابطة العدلية لا يقوم بها من سلك الشرطة سوى « محافظو الشرطة وضباطها ورؤساء مراكزها. » 3 – لعدم وجود قرار مخول في الحجز ولنفترض جدلا أن قاضي التحقيق كان يعتقد في وجود معدات وتجهيزات راديوية فانه  – مع ذلك- غير مخول للقيام باجراءات حجزها الا متى صدر في ذلك قرار من الوزير المكلف بالاتصالات بناء على اقتراح من وزير الدفاع الوطني أو من وزير الداخلية كلما كان استعمال هذه التجهيزات من شأنه أن « يخل بمقتضيات الدفاع الوطني والأمن العام وذلك بعد سماع صاحب التجهيزات مثلما نصت على ذلك أحكام المادة 57 من مجلة الاتصالات.     4 – لعدم استدعاء المظنون فيه يلاحظ أن الملف خلو من أي استدعاء للمضنون فيها السيدة سهام بن سدرين التي لم يقع سماعها في الموضوع،كما أن الصورة ليس مما يمكن ادراجه ضمن صور التلبس،فما الحاجة الى التسرع باجراء التفتيش والحجز دون سماعها في الموضوع؟ 5 – لتجاوز التفتيش والحجز الى غلق المحل وابدال اقفاله ان تولي قاضي التحقيق غلق المحل الذي لا سند له ولا أساس قانوني اذ لا وجود لمثل هذا الاجراء في تعداد صلاحيات قاضي التحقيق كما أن مجلة الاتصالات لم تنص على هذا الاجراء في أي من أحكامها هذا اضافة الى عدم تبرير قاضي التحقيق لهذا الاجراء اذ اكتفى بالقول صلب المحضر الذي أظرف بالملف : « وعقب ذلك أذنا باحضار صانع مفاتيح وذلك قصد اغلاق المحل الواقع بالطابق الأول.. » وهذا الاجراء الباطل يكشف عن الهدف الذي تحول من أجله قاضي التحقيق ومساعد وكيل الجمهورية الى المحل الذي ذكر مدير الشرطة العدلية في كتب الاعلام المشار اليه أعلاه أنه معد لاعداد مادة البث، فالمطلوب هو منع المقيمين بالمحل المذكور من مواصلة المادة الاعلامية لاغير وهو ما جعل قاضي التحقيق يحجز معدات لا علاقة لها بالجرائم المنسوبة للمظنون فيها،كما أنه تولى غلق المحل بما يكشف بأن المسألة لا علاقة لها بموضوع البث واستعمال ترددات راديوية ،ولا توفير خدمات اتصالات دون ترخيص اذ أن أحكام المادة 6 (جديد) قد استثنت الخدمات الشاملة للاتصالات وخدمات البث الاذاعي التلفزي من وجوب الحصول على ترخيص مسبق. ان فداحة الانتهاكات والخروقات للقانون والتي أتينا عليه فيما تقدم تؤشر الى خطورة الدور الذي يلعبه بعض القضاة الذين تحوّلوا الى أداة لتنفيذ تعليمات السلطة في الاعتداء على القانون وعلى الحقوق والحريات ،بل انهم لم يقفوا عند حد السكوت عما يقترفه البوليس السياسي من جرائم وانما عهدوا لنفسهم استكمال ما عجز عنه ذلك الجهاز بوسائله العنيفة.   اللجنة القانونية للمجلس الوطني للحريات بتونس [i] يخوّل الفصل المذكور للوزير المكلّف بالاتصالات إجراء الصلح في المخالفات مناط الفصل 81. ونصت الفقرة 2 منه على انقراض الدعوى العمومية وتتبعات الإدارة بدفع المبلغ المعيّن بكتب الصلح. **  اقتضت أحكام الفصل الم\كور ما يلي: « ثبطل كل الأعمال والأحكام المنافية للنصوص المتعلقة بالنظام العام أو للقواعد الإجرائية الأساسية أو لمصلحة المتهم الشرعية. »


ردّا على رسالة الإعلام بقرار التجميد

 

 
وصلتني بتاريخ 19 فيفري 2009 رسالة مؤرخة بتاريخ 17 فيفري 2009 صادرة عن حزب الوحدة الشعبية بإمضاء السيد العياشي بالسايحية عضو المكتب السياسي للحزب المكلف بالنظام الداخلي هذا نّصها: ( إنّ المجلس المركزي المنعقد بتونس بتاريخ 28 و 29 و 30 نوفمبر وبعد النظر في قرار المكتب السياسي المنعقد يوم 2 مارس 2008 والقاضي بتجميد عضويتك في الحزب وحرمانك من أيّ نشاط حزبي حيث أكد أعضاء المجلس المركزي حجم التجاوزات التي صدرت عنك. وحيث أنّ المجلس المركزي هو أعلى سلطة بين المؤتمرين فقد أكد قرار المكتب السياسي بتجميد عضويتك في الحزب في انتظار القرار الأخير لأعلى سلطة حزبية وهو المؤتمر الوطني). وتفاعلا مع هذه الرسالة التي وصلتني بعد مضي قرابة ثلاثة أشهر فقط أودّ إبداء بعض الملاحظات. فالرسالة من الناحية الشكلية تفتقر إلى أبسط أسس كتابة القرارت ولا سيما التأديبية منها. فالحيثيات تكون دوما في بداية النص وليس في وسطه أو آخره. كما تفتقر هذه الرسالة إلى السند القانوني الذي تأسست عليه رغم أنّ الرفيق مسؤول النظام الداخلي يمتلك نسخة من النظام الداخلي للحزب وهو مؤتمن حزبيا وأخلاقيا على احترام النظام الداخلي ولربما يعود عدم إدراجه للنصوص القانونية التي وقع الاستناد إليها لاتخاذ قرار التجميد والحرمان في حقي  إلى ضيق وقت الرفيق المشغول بأمور أخرى أكثر أهمية. كما أنّ الرفيق العياشي سهى عن إرسال قرار المكتب السياسي بتجميد عضويتي في الحزب رغم أنّ هذا القرار سيحتفل بعيد ميلاده الأول بعد بضعة أيام فقط. وأرجو فقط أن لا يكون هذا السهو بسبب وعكة صحية أو سياسية. ولأنّ الرسالة كتبت بلغة قانونية جديدة وحديثة لم تدرس بعد في كليات الحقوق فأودّ من الرفيق العياشي بالسايحية تفسيرا لقوله (حيث أكد أعضاء المجلس المركزي…)  فحسب علمي ومثلما هو منصوص عليه في النظام الداخلي للحزب فمهمة المجلس المركزي ليست تأكيد قرارات المكتب السياسي. لكنّ استعمال هذا الفعل بالذات يؤكد ما قلته سابقا ومثّل نقطة خلاف جوهرية مع قيادة الحزب وهو أنّ المكتب السياسي قد استحوذ على صلاحيات المجلس المركزي وهمش دوره ليصبح الحزب هو المكتب السياسي ويصبح المكتب السياسي هو الحزب. وكيف يؤكد المجلس المركزي قرارا في غيابي وفي غياب الرفيق عبد الحميد بن مصباح. فالمكتب السياسي حاكمنا غيابيا بما يعدّ تعديّا على النظام الداخلي للحزب وعلى القانون العام وعلى مبدإ أساسي من مبادئ حقوق الإنسان التي ضمنها الدستور وهو حقّ المحاكمة العادلة والعلنية. كما استوقفني قول الرفيق العياشي في وصفه للتجاوزات المنسوبة إلينا إذ استعمل مفردة (حجم ) ونحن نعرف أنّ الحجم يسأل عنه تلميذ الأساسي في حصص المطالعة أو يدّرس في مادة الفيزياء أو غير ذلك من المسارات باستثناء القرارات التأديبية. فلأوّل مرّة نعرف أنّ للتجاوزات حجما. وخلا نصّ القرار من أيّ إشارة لهذه التجاوزات إذ كان من المفروض ذكرها حتى أعرف جريمتي. وأرجو من الرفيق العياشي إعلامي وإعلام كلّ من يهمه الأمر بهذه التجاوزات. والقارئ لنّص القرار يكتشف بيسر مدى حرص الرفيق العياشي على احترام قيم المهمة المسندة إليه. فيقول مرّة أنّ المكتب السياسي جمّد نشاطي ويذكر مرّة أخرى أنّ المكتب السياسي قضى بتجميد نشاطي وحرماني من أيّ نشاط حزبي. ودون تفصيلات فقد راقتني مفردة (حرمانك) هذه وكأنّ ممارسة النشاط السياسي منّة من المكتب السياسي يجود بها على مريديه وأتباعه. ولأنّ الشيء من مأتاه لا يستغرب فالرفيق العياشي لم يذكرها عن سهو أو عدم دراية بل قصدها بمعناها اللغوي والتأويلي. ولأني آليت على نفسي الرفق برفيقي إلى حين فسأكتفي بما قلته في هذا النّص ولكني أعده بالعودة مرّة أخرى لكن ليس تعليقا على القرار بل قراءة لهذا القرار لأنّ ما خفي أعظم.
شوقي بن سالم
 

الشباب الديمقراطي التقدمي اللجنة الوطنية لمساندة المناضل رشيد عبداوي تونس في 24 فيفري 2009 دعوة
 
تدعوكم اللجنة الوطنية لمساندة المناضل رشيد عبداوي إلى اجتماع عام تضامني مع سجناء الرأي بالحوض المنجمي ومن بينهم الرفيق المعتقل رشيد عبداوي ، وذلك يوم السبت 28 فيفري 2009 على الساعة الرابعة عصرا بالمقر المركزي للحزب الديمقراطي التقدمي 10 نهج ايف نوهال – تونس. وسيحاضر في الندوة محامون من هيئة الدفاع عن مساجين الحوض المنجمي وعن دفاع رشيد عبداوي. في حضوركم دعم لسجناء الرأي في البلاد. عن اللجنة منسقها العام نزار بن حسن

لا يُـصدّق: انسحاب والي من الندوة الدورية للولاة احتجاجا
على مداخلة أمين عام التجمّع الدستوري الديمقراطي؟؟
 
في حركة احتجاجية غير مسبوقة، أقدم وال على الانسحاب من الندوة الدورية للولاة المنعقدة بتونس يومي 22 و 23 فيفري 2009. السيد الوالي المحترم سجّل أمام جميع الحاضرين وفي مقدمتهم وزير الداخلية رفيق الحاج قاسم ومستشار رئيس الدولة الهادي مهني، تنديده بحضور السيد محمد الغرياني أمين عام التجمع الدستوري الديقراطي للندوة، وإلقاءه لكلمة اعتبرها تدخلا سافرا للحزب الحاكم في الدولة، ودعوة صريحة للتأثير في مجرى الانتخابات القادمة ومصادرة قرار الناخبين. وكان السيد محمد الغرياني قد استعرض في كلمته « أهم جوانب النشاط التجمعي المسجل خلال المرحلة المنقضية وآفاق هذا النشاط وتوجهاته خلال المرحلة القادمة ».  وأشار إلى: « مواكبة الحياة الوطنية وتوفير التعبئة اللازمة حول خيارات التغيير وتوجهاته ». كما ركّز على: « أن المواعيد السياسية الكبرى المنتظرة وفي مقدمتها الانتخابات الرئاسية والتشريعية ستكون مناسبة تاريخية يجدد فيها الشعب التونسي العهد مع ابن تونس البار الرئيس زين العابدين بن علي ومع حزبه العريق المتجدد التجمع الدستوري الديمقراطي ». السيد الوالي عبّر عن تقديره الكبير لرئيس الدولة، لكنه أكد بأن ولاءه لتونس وللنظام الجمهوري يبقى فوق كل الاعتبارات. وبيّـن بأنه يفرّق بين شخص رئيس الدولة وهو رمز لكل التونسيين، وبين المترشح المواطن زين العابدين بن علي الذي يستوي أمامه، كوال يمثل الجمهورية، مع بقية المترشحين باعتبارهم جميعا مواطنين تونسيين متساوون أمام القانون. السيد الوالي تساءل كذلك لماذا يحضر أمين عام التجمع الدستوري الديمقراطي ندوة الولاة ويقدم برنامج حزبه دونا عن بقية الأحزاب التونسية؟؟ السيد الوالي أوضح كذلك بأن قيادة حزب للدولة لا يعني استيلاءه على دواليبها ومؤسساتها. ودعا إلى سنّ قانون يحدد المواقع التي يتم إسنادها في الدولة لأعضاء الحزب الفائز في الانتخابات مثلما هو معمول به في الدول الديمقراطية وخاصة الولايات المتحدة. على أن تكون كل المواقع الأخرى إدارية جمهورية بحتة، يتم إسنادها والترقي فيها حسب مقاييس الجدارة والكفاءة. ودعا كذلك إلى أن تكون مناصب الوالي والمعتمد والعمدة، مناصب إدارية جمهورية تسند لخريجي المدرسة الوطنية للإدارة الذين يمنع عليهم الانخراط في الأحزاب السياسية، مثلما هو معمول به في الجيش والأجهزة الأمنية. واعتبر ذلك شرطا أساسيا لحماية النظام الجمهوري. على أن تكون المجالس الجهوية والمحلية والقروية مجالس منتخبة تتكفل بالتسيير السياسي حسب برامج الحزب الفائز في الانتخابات. وأوضح الوالي في ختام مداخلته قبل أن ينسحب أمام ذهول الحاضرين، بأنه كممثل للدولة جهازا وقيما نبيلة، سيتحمل مسؤوليته بكل أمانة وشرف، ولن يقبل في الحق لومة لائم حتى لو أدى به الأمر إلى الاستقالة. ما حصل فعلا لا يصدّق؟؟ ولا أظنكم صدّقتموه؟؟ لكن كونوا على ثقة، بأن ما تضمنته هذه الواقعة الخيالية سيتحقق بفضل إرادة التونسيين، في يوم لم يعد بعيدا. تحيا تونس تحيا الجمهورية (المصدر: مدونة زياد الهاني بتاريخ 24 فيفري 2009) الرابط:http://journaliste-tunisien-8.blogspot.com/

هذه البطاقة رفض نشرها رئيس تحرير صحيفة الطريق الجديد في العدد الأخير .هل هناك داع قانوني أو أخلاقي لصنصرتها؟ حقيقة ونعم حرية التعبير والمدافعين عنها الصندوق الأسود يا « جودة الحياة » ..كفّي !!

 
يكتبها توفيق العياشي
بحجم برك مياه الأمطار التي حوّلت شوارع العاصمة إلى خلجان عائمة، تفيض لتقطع طريق العابرين وتهرّأ أحذية السائرين وتدمي أعصاب السّاخطين، بحجم ذلك غمرتنا « جودة الحياة » فتقدمنا على الجميع عربا وأفارقة… بعدد قوارب الموت التي تسلّم الآلاف من شبابنا سنويّا إلى عزرائيل البحار قبل انتهاء رحلة الهروب من الفردوس وقبل أن تطفأ « جودة الممات » بارقة الأمل المتعلّقة بشواطئ « لمبادوزا »، بعدد هؤلاء صرنا نصدّر مظاهر « جودة الحياة » إلى الضفة المقابلة بعد أن أصبنا بتخمة الرّفاه. بزمن الانتظار الذي يبهض الآلاف من المواطنين في محطّات النقل العمومي ينتظرون الحلم الأصفر أو إطلالة المنقذ الأخضر، فيبددون ساعات العمر القصير على الأرصفة قبل أن يحشرون في علب الصّفيح كالقطعان، بزمن هؤلاء، المهرول دونما وجهة، امتدت « جودة الحياة » لتعمّر معنا إلى ما لا نهاية. بعمق الجراح الغائرة في سواعد ووجوه فتوّاتنا المتدحرجين من مقابر أحياء الصّفيح التي تخنق العاصمة، فتلفظ جميع أنواع الجريمة وأشكال الانحراف السلوكي والنفسي، بعمق جراح هؤلاء الأحياء الأموات، أوغلت « جودة الحياة » فينا عميقا حتى اجتثّت جميع الجذور فبترتنا ونثرتنا في الفضاء قبل أن تحمل الرياح العاتية بعضنا إلى أقاصي غرب الجليد وتقتاد ما تبقى منا إلى شعاب جبال شرق اللّحي، فتمزّقنا بين تنّورة « باربي » وحجاب « فلّة »… بقدر قوّة نسيجنا الاقتصادي، « الصّامدة دائما أمام جميع أزمات العالم »، في نفث جحافل المحالين على أرصفة العطالة، بقدر توجّس هؤلاء من عتمة القادم وامتداد النفق، بقدر كلّ هذا وذاك، نفثت فينا « جودة الحياة » عبيرها فحملت بذور التنمية ونثرتها في شمال البلاد وجنوبها وشرقها وغربها على قدم المساواة المبتورة. بألم أطفال العدم الذين يتناسلون كالفطر في شوارع العاصمة تجلدهم نظرات الريبة والاستكبار وتتقاذفهم اهانات الأوادم، بشدّة ألم هؤلاء عصفت بنا « جودة الحياة » فحملتنا إلى الريادة وواصلنا بثبات رحلة التقدّم إلى الوراء… بشيبنا المتداعين..بكهولنا المتهالكين..بشبابنا القانطين..بأطفالنا التّائهين المنبتّين..بأمّهاتنا العازبات…نسألك أن تكفي يا.. »جودة الحياة ».


ثالثة الأثافي… -1-
 
حضر عندما تغيب آخرون…و تكلم عندما صمت آخرون… و بيّن عندما أعجم آخرون… وتقدم عندما تـأخر آخرون.. فما كان جزاء من يفعل هذا الصنيع؟؟ إنذار أول.. حرقوا سيارته… لم تكن سيارة من أحدث طراز ومن أغلى الأثمان.. و لم تكن سيارة تطوف المدن و القرى بسرعة جنونية.. و لم تكن سيارة لا تخضع إلى أي من تراتيب الجولان أو قانون الطرقات… كانت سيارة اقتناه بهد ادخار طويل عساه يتخلص من النقل العمومي و مساوئه…. تركها في موقف السيارات بمطار صفاقس وتوجه حيث كان من حكمة الانتهازيين والجبناء وأصحاب الحسابات الضيقة  أن لا يتوجه…توجه إلى مطار تونس قرطاج  ومنه إلى المحكمة العسكرية ببوشوشة حيث كانت تدور الحلقة الثانية من عملية إبادة خصم سياسي لم ينحن أمام الخطوط الحمراء التي وضعها أولو الأمر.. ذهب ليرافع عن ابن بلده السيد الحبيب اللوز… و هل يجوز ذلك في حسابات حكماء آخر زمان؟؟؟ ….. لم يمكث طويلا… وعاد جوا ليستقل سيارته رينو 18 ليعود إلى بيته بعد ما أداء واجبه كوطني أولا و كمحام ثانيا …. وجد سيارته قد أتت عليها النيران… كانت كل الدلائل هناك تدل على أن هذه النيران على درجة عالية من الذكاء و من الحكمة… اكتفت النيران بسيارة  واحدة هي سيارة رينو 18 وكأن لها حقدا دفينا على هذا النوع بالذات.. لم تتجاوز النيران هذه السيارة في موقف يعج بالسيارات و لم تتضرر أي سيارة أخرى في الموقف… و كرجل قانون يحترم نفسه…لم يرفع قضية ضد مجهول لن تصله  » العيون التي لا تنام »  و »السواعد المفتولة » لأنها تسهر على راحة التونسي مهما كان لونه و شكله ورأيه.. صاحبنا مر بالضرورة ككل الوطنيين بأقبية السجون، و ذاق من ألوان العذاب في تلك الدهاليز… بدأ الرحلة مبكرا إذ كان له من العمر سبعة عشر سنة..كان ذلك إثر زيارة  روجرز وزير الخارجية الأمريكي لتونس.. و عاد ثانية و ثالثة… و لم يتب… و لم يفقه الطغاة أن الأفكار تستعصي على العصا، وان الدم قد لا ينحني أمام السيف… إن لم ينتصر عليه.. ولعل فيما عرف من التعذيب و القهر و ظلمة السجون ما جعله لا يتردد البتة في الانتصار للمظلومين و المقهورين.. للذين يراد منهم ان يتخلوا عن إنسانيتهم و أن ينخرطوا في جوقة المسبحين بحمد الطغاة والجبابرة، الذين يبتغون عرضا من الحياة الدنيا: شيئا من الفتات وبعض الامتيازات …. لذلك تراه مع قلة من زملائه مرافعا عن المضطهدين في كل قضايا التعبير و الرأي و التنظيم، متنقلا من شمال البلاد إلى جنوبها ومن سباسبها إلى ساحلها…  قبلوا منه ذلك على مضض… لكنه لم يقف عند هذا الحد… اقتحم خطا شديدة الحمرة…. في لحظة تأرجح النظام السياسي نحو الرئاسة مدى الحياة أو ما يشابهها، لم يكتف بالكتابة منبها و محذرا… بل تقدم طاعنا في ما عرف بالتحوير الدستوري مقدما من الحجج القانونية سواء في الشكل أو المضمون ما يبطله… و بذلك يكون قد تعدى كل الحدود و تجاوز كل الخطوط…و لا بد من الردع، من الردع القاسي… و ككل القضايا التي لا غبار على وجاهة حججها و يكون من المكابرة الخرقاء دحض ما يرد فيها من البراهين و الأدلة القاطعة يكون التسويف في تناولها و البت فيها حلا مريحا لبعض الوقت… وبعد ست سنوات كاملة ينظر في القضية التي قدمت للمحكمة الإدارية.. ومن حكمة الأقدار أن تقترن مرافعة الأستاذ أمام المحكمة مع إعلام وارد من إدارة الجباية ملخصه أكثر من 232 ألف دينار مستوجبة على الأستاذ لفائدة الجباية… و ككل إجراء انتقامي لا يحتاج المرء للبحث عن المنطق و القانون و الفهم السليم لدحضه أو تبريره، و هو لطبيعته تلك كفيل بفضح دوافعه و أسبابه… و تتوالى الإجراءات الردعية في ظرف وجيز: عقلة توقيفية ثم عقلة تنفيذية ثم عقلت تنفيدية ثالثة في طرف لا يتجاوز 134 يوما… و هكذا يستنجد بمقصلة أخرى هي مقصلة الجباية  و تكون بذلك ثالثة الأثافي.. أعلم أنكم لستم في حاجة إلى مزيد من البيان  … عبدالله الزواري جرجيس، في 24 فيفري 2009

بسم الله الرحمان الرحيم نداء عاجل
 
أرسل إليكم هده الكلمات مناشدا لكم كاخوة في الله مستنصرا بكم كزملاء طلبة شاكيا لكم بعد الله سبحانه هده المظلمة التي تعرضت لها اليوم 24/02/2009 اد فوجئت باسمي يرد على لوحة المعلقات بكليتي كلية العلوم بالمنستير بطلب مثولي لدى الكاتب العام للكلية الذي قدم لي الاستجواب المرافق وطلب ردي الكتابي عليه مفيدا أنه تقرر إحالتي على مجلس التأديب و سيكون دلك خلال الأسبوعين التاليين و لأسباب أقل ما يقال فيها أنها تدعو للاستغراب فالتهم الموجهة لي التي أؤكد أني منها براء توجه في العادة لمجموعة من الطلبة مشتركين ادا ما اشتبه بقيامهم بدلك فإحداث الفوضى وتعطيل سير الدروس أو إعاقة مجرى الامتحانات و حتى لو كانت التهم هي المشاركة في كل دلك لأمكن تقبل الأمر مع اصراري على عدم حصول دلك و سيشهد بدلك جل طلبة المؤسسات الثلاث التي وجهت لي هده التهم الباطلة أساسا وكأنهم أرادوا أن يصنعوا مني كبش فداء لكل التحركات التي شهدتها الأجزاء الجامعية الثلاث ابان الحرب على غزة و اني أقر بأنه سيكون شرفا لي لو كنت شاركت في تلك التحركات التي اتهمت بالقيام بها وحدي لكنني لم أفعل و هنا أقر و أعترف أنني كنت أساهم في تحركات أخرى تضامنية مع شعبنا العربي المسلم في غزة ابان العدوان اليهودي الصهيوني الغاشم عليه لكنني لم أكن متواجدا مطلقا بالمؤسسات الجامعية التي اتهمت بمفردي بالقيام بتحركات هائلة فيها تستوجب العديد من المناضلين و الكثير من الإعداد لذلك فانني أرفض التهم الموجهة لي أصلا وأعتبرها باطلة من أساسها و لا يمكن توفير أي دليل لأي منها وهي مجرد محاولة من المؤسسات الثلاث لجعلي كبش فداء لتحركات قد تكون شهدتها هده الأجزاء الجامعية ابان و بعد الحرب على غزة. والسلام محمد الشويقي (المصدر: موقع « طلبة تونس » بتاريخ 24 فيفري 2009) الرابط:WWW.TUNISIE-TALABA.NET


 وفد رسميّ يزور مركزي إيواء ويطمئن على المهاجرين لامبيدوزا الإيطالية.. كابوس يتابع التونسيون أخباره
 
إسماعيل دبارة من تونس: لا حديث في تونس هذه الأيام سوى عن أزمة جزيرة لامبيدوزا الايطالية حيث يقضي عدد من المهاجرين السريين ظروفا قاسية للغاية بحسب توصيف عدد من المنظمات الحقوقية. وتتابع الصحف التونسية و النخب و العامة بانتباه شديد كل جديد يمكن أن يأتي به تصريح من رموز الحكومة الايطالية أو التونسية على حدّ سواء و لسان حالهم يقول: متى ينتهي هذا الكابوس و تنتهي معه معاناة المئات ممن اختاروا الهجرة إلى  » الجنة الأوروبية  » بطريقة غير شرعية؟ تفيد التقارير الحقوقية – التونسية والغربية – أن أوضاع المهاجرين السريين في جزيرة لامبيدوزا الايطالية ازدادت سوء منذ اندلاع المواجهات بينهم وبين أعوان الأمن الايطالي في الثامن عشر من فبراير الجاري بعيد قرارِ وزير الداخلية الإيطالي الصادرِ يوم 14 يناير الماضي والقاضي بتحديد هويات المهاجرين بالجزيرة وإرجاعهم مباشرة إلى بلدانهم. وخلفت الاشتباكات عدة إصابات ومعتقلين كما ألحقت أضرارا كبيرة بالمبنى الذي يقطنه اللاجئون حاليا مما أدى إلى تدمير جزء منه و هو ما اثر على قدرته على الإيواء التي انخفضت إلى النصف. وذكرت التقارير أن الاشتباكات ‘تسببت في ازدحامٍ شديد في مركز « لامبدوزا » فاق ضعفَ طاقتِه الأصلية ». و استنادا إلى منظمات حقوقية محلية فإن 863 شخصا من الموجودين بالمركز من حملة الجنسية التونسية ، هذا وعبرت الشبكة الأوروبية ـ المتوسطية عن ‘قلقها ‘ بسبب تردي أوضاع المهاجرين واللاجئين إلى جزيرة « لامبدوزا » الإيطالية ». ودعت الشبكة الأورو ـ متوسطية السلطات الإيطالية إلى « التخلي عن سياستها الحالية، التي تهدف إلى الاحتفاظِ بالمهاجرينَ وطالبي اللجوءِ على الجزيرة » مطالبة بـ »ضرورةِ أن تَتخذ السلطاتُ كل ما يَلزَم من إجراءاتٍ حتى تتيح لطالبي اللجوء الاستفادة من إجراءاتِ لجوءٍ منصفة ». وتعتزم الشبكة الأوروبية – المتوسطية لحقوق الإنسان والمنظمات الأعضاء فيها إرسالُ بعثةٍ إلى جزيرة « لامبيدوزا » خلال الأيام القليلة المقبلة ، كما تعتزم جمعيات أخرى أوروبية وعربية على رأسها « اللجنة العربية لحقوق الإنسان » التحوّل إلى جزيرة « لامبدوزا » والإطلاعِ على أوضاعِ المهاجرينَ . وتحول الاثنين إلى ايطاليا وفد تونسي عن الهيئة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية يترأسه منصر الرويسي رئيس الهيئة ، وقام الوفد بزيارة مركز الإيواء بلمبدوزا واتصل بعدد من التونسيين المتواجدين به ،و ذكر الوفد إنه « اطلع على أحوالهم وعلى المعاملة التي يلقونها من قبل السلطات الايطالية ». وتتهم جهات معارضة في تونس الحكومة بالتلكؤ في الضغط على الحكومة الايطالية من أجل إيجاد حل لهذه الأزمة التي اندلعت لما اتفق الجانبان الايطالي و التونسي على تسهيل طرد المهاجرين التونسيين إلى بلدهم. وتنوي ايطاليا ترحيل نحو 1200 مهاجر غير شرعي إلى بلداهم ضمن اتفاقية وقعت بين وزيري داخلية تونس وايطاليا. وخشي المهاجرون من عقوبة سجن قد تصل إلى ستّةِ أشهر يفرضها القانون التونسي في هذه الحالات بسبب محاولات الهجرة بطرق غيرِ قانونية.  
(المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 24 فيفري 2009 )


محكمة حقوق الإنسان الأوروبية تدين ايطاليا لترحيلها تونسيا
 
باريس 24 فبراير شباط /رويترز/  أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان اليوم الثلاثاء حكما ضد ايطاليا لقيامها بترحيل تونسي الى بلاده بالرغم من ان المحكمة أبلغتها بألا تفعل ذلك ولتجاهلها المخاطرة بانه قد يتعرض للتعذيب. وأمضى السيد بن خميس خمسة أعوام في السجن بايطاليا لعضوية في منظمة اجرامية وثبت في وقت لاحق في عام 2006 انه مذنب في القيام باعتداء وصدر الامر بترحيله في نهاية الفترة الثانية التي قضاها في السجن. ورفع استئنافا امام محكمة حقوق الانسان في ستراسبورج منذ عامين وبعدها ابلغت المحكمة ايطاليا بعدم ترحيله انتظارا لقرارها. وبالرغم من تعليمات المحكمة قامت ايطاليا بترحيل بن خميس الى تونس حيث أصدرت محكمة عسكرية حكما غيابيا ضده بالسجن 10 سنوات لعضويته في جماعة ارهابية. وقالت ايطاليا انها رحلته بسبب ضلوعه في نشاطات //متطرفين اسلاميين//. وقالت المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان ان محكمة في ميلانو وجدت انه //يمثل تهديدا للامن القومي لانه في وضع يمكنه من تجديد اتصالاته بهدف استئناف نشاطات ارهابية بينها ماهو على نطاق دولي//. وقدمت ايطاليا ايضا ما قالت انه //ضمانات دبلوماسية// من تونس بانه لن يتعرض للتعذيب. وقالت المحكمة الاوروبية في بيان ان هذه الضمانات غير مقبولة وان ايطاليا على اي حال تلقتها بعد ترحيل التونسي. وقالت المحكمة //لاحظت المحكمة ان الحكومة الايطالية مضت في ترحيله حتى بدون الحصول على الضمانات الدبلوماسية التي اشارت اليها في ملاحظاتها//. ومنح بن خميس المسجون حاليا في تونس مبلغ 10 الاف يورو كتعويض وخمسة الاف يورو عن التكاليف التي تحملها   (المصدر: وكالة (رويترز)للأنباء بتاريخ 24 فيفري 2009)

 
 


الحرية أولا وأخيرا الأصل والصورة
 
خالد الكريشي لا يختلف إثنان حول أهمية الأحزاب السياسية في المجتمع والدور الفعال الذّي تضطلع به في التنمية السياسية داخل الدولة كوجه من أوجه التنمية الشاملة ، وتعتبر الظاهرة الحزبية أرقى درجات التنظم البشري في المجال السياسي وعنوانا على التضحية والإيثار لفائدة الآخرين وفداء للوطن ،وتعدد الأحزاب وقوتها وإستقلاليتها دليل على قوة الدولة والمجتمع،لكن المؤسف حقا أن العديد مما يسمّى « بالأحزاب السياسية » في الوطن العربي عموما وفي تونس خصوصا ليست أحزابا بالمعنى الإصطلاحي للكلمة فهي أولا كما أكده عالم السياسة « موريس ديفرجيه » *1أحزاب « مشوهة » تختلف بشكل وبآخر وبدرجات متفاوتة عن المعنى الحقيقي للحزب السياسي وثانيا هي أحزاب مؤقتة قصيرة العمر وموسمية وثالثا هي أحزاب ضعيفة هزيلة الإيديولوجيا وهشّة التنظيم. وقد نجحت السلطة السياسية في تونس وحزبها الحاكم في بلورة نظام حزبي على مقاسها بشكل يجعل التجمع الدستوري الديمقراطي هو الحزب المسيطر منذ خمسينات القرن الماضي على النظام الحزبي خصوصا وعلى الحياة السياسية وهو ما يسميه الفقيه سارتوري *2بنظام « الحزب الغالب » . وقد تولى نظام « الحزب الغالب » في تونس تأسيس أحزاب معارضة من داخله لا تأخذ من سمات المعارضة إلا جانبها الشكلي من خلال نعتها فقط بالمعارضة تدعيما لمفهوم التنافسية خاصة أثناء المحطات الإنتخابية وغالبا ما يكون مؤسسي هذه الأحزاب هم من قيادات الحزب الحاكم (حركة الديمقراطيين الإشتراكيين والإتحاد الديمقراطي الوحدوي كمثال حي على ذلك) ويكونوا بذلك أقرب إلى الأجهزة الإدارية والأمنية والقضائية التابعة للدولة من أنهم حزب سياسي بأتم معنى الكلمة الإصطلاحي والقانوني والسياسي، وتأخذ علاقة هذه الأحزاب المشوهة بالسلطة القائمة سياسة المد والجزر بحسب المصالح والإمتيازات التي تمنح لها منة نظير ما تقدمه من خدمات ودورها في تمرير صورة مزيفة للرأي العام الداخلي والخارجي بأنه توجد معارضة ودورها في تلميع صورة النظام وتبرير أخطاءه وفشله في جميع الميادين السياسية والإقتصادية والإجتماعية ويكفي الرجوع لمداخلات نواب أحزاب المخزن أو هذه الأجهزة أثناء مداولات مجلس النواب حول مشاريع القوانين التي تعرضها الحكومة وكذلك الإطلاع على تصريحات مسؤولي هذه الأجهزة لوسائل الإعلام وسوف تقفون على مدى حجم التخلف السياسي الذّي وصلنا إليه وقمة النفاق والوصولية التي يتميز بها هؤلاء وعلى دورهم السيء في إفساد الحياة الحزبية والسياسية داخل القطر بتصويرهم للمعارضة والمعارضين وكأن همهم الوحيد الحصول على منصب بمجلسي النواب والمستشارين أو بأحد السفارات . وقد آن الآوان لوضع حد لهذه المغالطة عبر فضح هؤلاء لدى الرأي العام وكشف أدوارهم السيئة والخطيرة وتوصيفهم أولا بالوصف الصحيح بّأنهم ليسوا معارضة أصلا لكي ينعتوا من البعض بكونهم معارضة موالاة وثانيا بعزلهم والتصدي لهم بوصفهم جهاز من أجهزة النظام القائم الذي تقتضي معارضته وتقديم البديل معارضة هذه الأجهزة الحزبية التابعة له فهم سيّان وجه واحد لعملة واحدة. ويبدو أن الحزب الغالب مازال مواصلا سياسة الأصل والصورة وقد أعجبته فكرة إنشاء أجهزة حزبية من داخله لتشمل مختلف التيارات الفكرية والسياسية داخل القطر تنفيذا للقاعدة القائلة بأن « الأصل الصحيح لا تفسده إلا الصورة المزيفة والمشوهة » وبعد أن أسس النظام أجهزة حزبية تابعة له تحمل عناوين سياسية ذات دلالة فكرية وإيديولوجية بوصفها صورة مشوهة للتيارات السياسية التاريخية الأصيلة داخل القطر (اليسار الماركسي ،القوميين ،الإشتراكيين ،الليبراليين…) جاء الدور على التيار البيئي وجماعة الخضر  ففي شهر ديسمبر المنقضي إنعقد بتونس المؤتمر التأسيسي الأول لما يسمى بجهاز الخضر للتقدم بعد أن وفرت له السلطة جميع المقومات المادية وكان جل المؤتمرين من المنخرطين في الشعب الدستورية ،وبمجرد إنتهاء المؤتمر أعلن أمينه العام عن مساندته لمرشح الحزب الغالب للإنتخابات الرئاسية 2009 !!فولد هذا الجهاز صورة مشوهة ضربا لحزب تونس الخضراء وفي السنة الفارطة راجت أخبار قوية عن نية النظام القائم تأسيس جهاز حزبي ديني من داخلة وتعيين بعض الأسماء  التجمعية على قيادته (صلاح الدين المستاوي ،كمال عمران ..) في محاولة لخلق صورة مشوهة أخرى للتيار الإسلامي وضربا لحركة النهضة ولعلها عدلت عن الفكرة أو أجلتها إلى حين التأكد من عدم مطابقة الصورة للأصل.       ——— 1*- موريس ديفرجيه،الأحزاب السياسية (ترجمة علي مقلد وعبد المحسن سعد )الطبعة الثالثة،دار النهار بيروت1980 ص 28. 2*- أسامة الغزالي حرب،الأحزاب السياسية في العالم الثالث،سلسلة عالم المعرفة العدد 117 سبتمبر 1987 ،المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب الكويت  ص 134. عن(جريدة مواطنون العدد 94 بتاريخ 25 فيفري 2009)


الإنترنت متنفس الدعاية لمرشحي المعارضة للرئاسة بتونس

  

 
خميس بن بريّك – تونس لجأ بعض مرشحي أحزاب المعارضة للانتخابات الرئاسية في تونس إلى الترويج لحملاتهم الدعائية عبر الإنترنت، موجهين انتقادات حادّة للحكومة لما وصفوه باحتكارها التامّ للإذاعة والتلفزيون. ونشأت مواقع إلكترونية لبعض المعارضين سواء ممن كان يحق لهم الترشّح أو ممن لا يخوّلهم القانون الانتخابي التقدّم إلى السباق الرئاسيّ المزمع انطلاقه في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وأطلق الأمين العام لحزب الوحدة المعارض محمد بوشيحة موقعا خاصا به لاستمالة الناخبين، بالرّغم من أنّ الكثير من المعارضين يعتبرونه مرشحا مؤيدا للرئيس الحالي زين العابدين بن علي. وأكد أنصار حزب الوحدة استفادتهم من الإنترنت منذ انتخابات 2004، عندما تجاوزت الأصوات الممنوحة لمرشحهم بوشيحة حاجز الـ3% كما تصدروا نوّاب المعارضة في البرلمان بـ11 مقعدا. احتكار وفتح المعارض أحمد نجيب الشابي زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي موقعا إلكترونيا له للترويج لحملته، رغم أنّ تحويرا في الفصل الأربعين من الدستور يمنعه من الترشّح للانتخابات باعتباره ليس أمينا عاما لحزبه. كما أدرج الحزبان حملتهما على صفحات موقع فايس بوك الذي يضمّ قرابة ثلاثمائة ألف تونسي، ثمّ أسّس أنصار الرئيس التونسي الحالي بدورهم مجموعتهم الخاصّة ينادون فيها بإصلاحات جديدة. وبرمجت حركة التجديد المعارضة ذات التوجهات اليسارية خطّة للاستفادة من الشبكة. ومن المرتقب أن تنشئ موقعا إلكترونيا لمرشحها أحمد إبراهيم في إطار تحالف سياسي يعرف بالمبادرة الديمقراطية مع زعيم حزب التكتّل من أجل العمل والحريات مصطفى بن جعفر الذي لم يقدم ترشحه بعد. وأكّد سفيان الشورابي الصحفي بجريدة الطريق الجديد -لسان حال حركة التجديد- أنّ هناك فريقا يعمل على تكوين مجموعات على موقع فايس بوك لاستقطاب مستخدمي الإنترنت التونسيين. وقال إن لجوء الحزب إلى وسائل الاتصال الحديثة وعلى رأسها الإنترنت « طريقة مستحدثة لاستمالة الناخبين في ظلّ الانغلاق الإعلامي في تونس الذي يغفل التطرّق لأنشطة الحزب ومواقفه ». ويضيف أنّ « احتكار الإذاعة والتلفزة من قبل الحزب الحاكم لوحده، وعدم استدعاء ممثلين عن المعارضة للمشاركة في الحصص الحوارية تدفعها إلى البحث عن بدائل أخرى لشرح مواقفها للمواطنين ». استمالة وقال زعيم الحزب أحمد إبراهيم إنّ السماح للمعارضة بالدعاية الانتخابية لبضعة دقائق في التلفزيون قبل أسبوعين من الانتخابات كل خمس سنوات لا يضمن لها حقّها في التعريف ببرامجها السياسية. من جهته، اعتبر إسماعيل دبارة الكاتب في جريدة الموقف لسان حال الحزب الديمقراطي التقدمي أنّ « لجوء عدد من مرشحي الرئاسة إلى الإنترنت لن يؤثر بشكل كبير في استمالة الناخب ودفعه إلى ممارسة حقه في التصويت ». وقال إنه لا يمكن النظر إلى هذه الوسائل ومستعمليها بعيدا عن المناخ العام الذي ستجرى فيه الانتخابات المقبلة، مشيرا إلى عزوف المواطنين عن العمل السياسي والاهتمام بالشأن العام علاوة على خوف مزمن من السّاسة والسياسة، على حدّ تعبيره. ويقول إنّ « لجوء المرشحين إلى الفضاء الافتراضي وإن كانت له عوامل مألوفة كغياب الديمقراطية وفقدان مساحة إبداء الرأي بحرية في الإعلام الرسميّ، إلا أن هذا اللّجوء أضحى أشبه ما يكون بموضة يقبل عليها سياسيو تونس أسوة بغيرهم في الدول الديمقراطية ». وتابع أنّ « نظرة بسيطة على مواقع أحزاب المعارضة ومواقع مرشحيها تحيل إلى تصميم تقليدي باهت خال من الملفات الصوتية والفيديو والصور لا يمكن بأيّ حال من الأحوال أن يستقطب الناخبين » حسب قوله. ويذكر أن تونس تضم ثمانية أحزاب معارضة صغيرة إضافة إلى التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم الذي يسيطر على 80% من مقاعد البرلمان البالغ عددها 189 مقعدا. (المصدر: موقع الجزيرة (الدوحة – قطر) بتاريخ 25 فيفري 2009)

«ما حدث في لامبادوزا لا يمكن أن يؤثر على العلاقات بين تونس وايطاليا»

32 ألف مهاجر غير شرعي دخلوا لامبادوزا السنة الماضية

 
تونس – الصباح: قالت مصادر ديبلوماسية ايطالية مطلعة رفضت الكشف عن هويتها بان احداث الاسبوع الماضي التي شهدتها جزيرة لامبادوزا الايطالية لا يمكنها ان تؤثر باي حال من الاحوال على العلاقات المميزة بين تونس وايطاليا واضافت المصادر في تصريح خاص حصلت عليه «الصباح» بان ما وقع يتعلق بحدث انتقالي يخص عددا من التونسيين الذين يصلون بشكل غير قانوني الى السواحل الايطالية والتي تخضع للاجراءات القائمة والمرتبطة باعادة الترحيل في الوقت المحدد لها. واشار المصدر الى انه لا علاقة لما حدث بتطبيق الاتفاقيات المتعلقة بالهجرة المنظمة بين البلدين التي تبقى حيوية بالنسبة لايطاليا كما بالنسبة لغيرها من الدول الاوروبية والتي تخضع لاتفاقات وتراتيب واضحة بين الاطراف المعنية. واوضح المصدر بان «الكوتا» المخصص للمهاجرين التونسيين الشرعيين ارتفع من 1500 سنة 1999 الى 4000 في 2007 و2008 في مختلف الاختصاصات المطلوبة وكشف عن مفاوضات جارية بين البلدين لتطوير آليات التكوين واختيار المهاجرين التونسيين. وأشار المصدر الى ان ايطاليا عرفت من قبل هذه الظاهرة وانها كانت في السبعينات مصدرا للهجرة وليس قبلة لها وان مائتي الف مهاجر ايطالي حطوا الرحال بارض تونس منذ تلك الفترة فيما انتشر ستون مليون مهاجر من جذور ايطالية في مختلف انحاء العالم… لامبادوزا قبلة المهاجرين الافارقة وعن احداث لامبادوزا اشار المسؤول الايطالي الى ان سنة 2007 سجلت وصول نحو17 الف مهاجر غير شرعي الى الجزيرة مقابل 32 الف خلال السنة الماضية كما ان بعض المصادر تشير الى وجود نحو مليون مهاجر افريقي يسعون للوصول الى الجزيرة ومنها الى مختلف انحاء اوروبا. واوضح ان هذه الارقام على اهميتها تظهر انه ليس كل المهاجرين وصلوا بطريقة غير شرعية وبان بعضهم دخل ايطاليا بتاشيرة قصيرة ولم يغادروا بعد انقضائها واعتبر بان تفاقم الظاهرة تسبب في عديد المشاكل بما استوجب التدخل وتوجيه الرسالة المطلوبة للاطراف المعنية ولاسيما أولئك الذين ينظمون تلك الرحلات حتى يدركوا بان هذا الطريق باتجاه اوروبا لم يعد ممكنا واوضح المصدر بان هذه الظاهرة كانت وراء انزعاج اهالي الجزيرة مضيفا في ذات الوقت بان نقل هؤلاء الى مراكز ايواء خارج لامبادوزا لم يكن ييسر مراقبتهم مما وفر لهم الفرصة للتسلل والتنقل الى مناطق اخرى من اوروبا. واشار انه عندما نتحدث عن وصول كل هذا العدد من المهاجرين فان ذلك يعني ان وراءهم المزيد ايضا… اما عن الاوضاع المزرية لمراكز اعتقال المهاجرين والتي واجهت الكثير من الانتقادات من جانب الامم المتحدة كما من جانب المنظمات الحقوقية وهيآت الدفاع عن حقوق الانسان فقد اعتبر المصدر بان الامر مرتبط بالاعداد الكبيرة للمهاجرين غير الشرعيين وان الوضع عاد الى طبيعته بعد ان تقلص العدد الى خمسمائة فحسب. بين تونس وايطاليا وفيما يتعلق بمراقبة عمليات نقل المهاجرين غير الشرعيين ذكر المصدر بان التعاون الامني مع السلطات التونسية لمنع تسلل تلك السفن يتم بشكل جيد في اطار التعاون الثنائي كما شدد المصدر على سبل التعاون بين البلدين فيما يتعلق ببرامج التنمية المشتركة لمنطقة الجنوب والصحراء لانشاء مشاريع متعددة بكلفة 315 مليون دولار انطلقت منذ سنة 2000 في منطقة رجيم معتوق لانشاء واحات جديدة وتمكين سبعمائة عائلة من قطعة ارض وبعث مركز للتكوين في مجال الهندسة التقليدية في نفطة وغيرها من المشاريع الثنائية المشتركة التي تعد جزء مهم من التعاون بين البلدين. ما المطلوب لمواجهة الهجرة غير المشروعة؟ وعن دور الاتحاد من اجل المتوسط في المساعدة على الحد من ظاهرة الهجرة غير المشروعة اشار المصدر الى ان العلاقات بين دول الاتحاد الاوروبي وبين دول حوض المتوسط تهدف الى التنمية المشتركة التي من شانها ان تساعد على الحد من الجذور والاسباب التي تقف وراء الهجرة غير المشروعة وقال المصدر بان ايطاليا كانت والى غاية السبعينات مصدرا للمهاجرين وليس قبلة للهجرة وان 60 مليون مهاجر من جذور ايطالية ينتشرون في مختلف مناطق العالم وان بين تلك الدول تونس التي احتضنت في مرحلة من المراحل 200 الف ايطالي وان ايطاليا تكن الاحترام لكل المهاجرين وتعتبر انه لا بد من آلية لتنظيم هذه الظاهرة. وقد نفى المصدر ان يكون للحلف الاطلسي أي دور لمراقبة الهجرة غير المشروعة في منطقة حوض المتوسط. واشار في المقابل الى دور للمنظمة الدولية للعملOIT) ) في اطار تشجيع عملية الترحيل الطوعي مقابل الحصول على نوع من الدعم لمساعدة هؤلاء الا انه اشار الى ان هذا الدور لا يزال محدودا بسبب ضعف الامكانيات… يذكر ان مواجهات وقعت بين مهاجرين تونسيين غير شرعيين موقوفين في احد المراكز بجزيرة لامبادوزا الايطالية احتجاجا على ظروف اعتقالهم الامر الذي دفعهم الى محاولة اقتحام بوابة المعتقل ونشوب حريق في احد مواقع الاعتقال  وخلفت تلك المواجهات التي وصفت بانه لا سابق لها ستين جريحا وذلك بعد محاولة وقبل شهر من ذلك تمكن نحو الف من المحتجزين من الهروب الى خارج المعتقل ونظموا مظاهرة احتجاجية امام مقر بلدية لامبادوزا على الاوضاع المتردية داخل مراكز الاحتجاز كما انضم اليهم العديد من اهالي الجزيرة. وكانت السلطات الايطالية حولت مطلع جانفي الماضي احد مراكز الايواء الى مركز لتحديد الهويات والترحيل لتحديد مصير المحتجزين باتجاه العبور أو اعادة الترحيل الى اوطانهم… وتبقى بذلك قضية الهجرة غير المشروعة مسؤولية مشتركة بين اكثر من طرف وفي حاجة لمزيد الجهود لاستعادة ثقة الاف الشبان الحارقين الى الضفة الشمالية للمتوسط هربا من الفقر والخصاصة والبطالة وغير ذلك من القيود الاجتماعية والسياسية اوكذلك بحثا عن فرصة افضل في الحياة والرفاهية والاستقرار وتحقيق ما لم يتمكنوا من تحقيقه في اوطانهم امل قد لا يكون اكثر من سراب عندما يستفيقون على واقع جديد ليس اقل قسوة من الواقع الذي كانوا يعتقدون انهم تركوه وراءهم هذا طبعا اذا ما حالفهم الحظ في الوصول سالمين الى شاطئ الامان على متن قوارب تفتقر لابسط اسباب الامان المطلوب…                                       آسيا العتروس (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 فيفري 2009)


تونس: الترخيص لإنشاء أوّل بنك إسلامي تونسي يحمل إسم « الزيتونة »
 
تونس ـ خدمة قدس برس
أوردت مجلة « جون أفريك » في عددها الأخير خبر حصول رجل الأعمال الشاب صخر الماطري نهاية شهر كانون ثاني (يناير) الماضي على الترخيص اللازم من السلطات المعنيّة لإنشاء بنك إسلامي تونسي تحت اسم « الزيتونة ». وكان صخر الماطري، وهو صهر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي قد تقدم بملف تأسيس هذا البنك لدى البنك المركزي التونسي خلال الصيف الماضي، لكنّ الوزير الأوّل محمد الغنّوشي نفى في تصريحات صحفية نهاية العام الماضي أن تكون هناك نيّة للسماح بإنشاء بنك إسلامي تونسي وأنّ مثل هذه البنوك لا يسمح لها بفتح مكاتب في تونس إلاّ إذا كانت غير مقيمة، على غرار بيت « التمويل السعودي التونسي ». وتفيد مصادر بأنّ الماطري يستعدّ لعقد الجلسة العامة الأولى لبنك الزيتونة التي سيتحدد فيها مجلس الإدارة ورأس مال البنك. ويدير رجل الأعمال صخر الماطري سلسلة من المؤسسات العاملة في قطاع السيارات وصناعة الأدوية والصناعات الغذائية والعقارات والسياحة. وكان قد أطلق في سبتمبر أيلول 2007 إذاعة دينية مختصّة في القرآن الكريم. والتحق الماطري بقيادة الحزب الحاكم التجمع الدستوري في مؤتمره الصيف الماضي عضوا بلجنته المركزية. وبهذه الخطوة الجديدة يتوقع أن يثار جدل سياسي كبير في الساحة التونسية سبق أن أثارته إذاعة « الزيتونة ».
 (المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 25 فيفري 2009 )
 


تكشف لأول مرة: نتائج أولية لدراسة حول استغلال الوقت لدى الأسرة التونسية

** التونسي يخصّص معدل 3 دقائق للمطالعة مقابل أكثر من ساعتين لمشاهدة التلفزة في اليوم ** المقهى في المرتبة الثانية في مجالات الترفيه.. والعمل التطوّعي والجمعياتي شبه غائب ** حوالي 5 ساعات تخصّصها المرأة يوميا للأعمال المنزلية مقابل 40 دقيقة فقط للرجل

 
تونس ـ الصباح تطورات وتحولات وتحديات وضغوطات تعيشها الأسرة التونسية بأشكال مختلفة وتشمل جميع افرادها وهذا الواقع يتطلب دون شك دراسة وتعمقا لرصد واقع الاسرة التونسية اليوم. شرعت في هذا السياق وزارة شؤون المرأة والأسرة والطفولة والمسنين التي وكما يدل اسمها تهتم بمختلف مكونات وافراد الاسرة، شرعت في دراسة  واقع الأسر من خلال احداث «وحدة لرصد اوضاع الاسرة»  من آليات عملها الاساسي القيام بدراسات علمية واجتماعية وسبر للآراء في  مواضيع  مختلفة تهم النواة الاولى للمجتمع «الاسرة». نذكر من الدراسات التي انكبت وحدة رصد اوضاع الاسرة على انجازها منذ احداثها قبل  حوالي 3 سنوات، دراسة حول توزيع واستغلال الوقت لدى النساء والرجال. وقد علمت «الصباح» ان الدراسة استكملت مرحلتها الاولى ويتم حاليا التدقيق في نتائجها لا سيما على مستوى توزيع المؤشرات العامة والاولية وفقا للشرائح العمرية المختلفة التي شملها البحث الميداني للدراسة. وينتظر ان تكون هذه الدراسة في شكلها النهائي مادة دسمة للباحثين  الاجتماعيين وغيرهم من المهتمين بالدراسات الاجتماعية لتمثل عديد المجالات سواء الايجابية منها او السلبية التي تطبع ملامح الاسرة التونسية لا سيما في المواضيع المتصلة بتقاسم الادوار بين النساء والرجال ومدى الاهتمام الذي توليه الاسرة للعناية بالابناء (خاصة تعليمهم) وللترفيه.. وغيرها من المسائل المهمة لتوازن الاسرة. نتائج اولية حصلت «الصباح» على بعض النتائج والمؤشرات العامة الاولية التي افرزتها دراسة توزيع  واستغلال الوقت لدى النساء والرجال. لكن قبل تقديم وعرض بعض من هذه المؤشرات تجدر الاشارة الى ان الدراسة استهدفت الافراد البالغين من العمر 15 سنة فما فوق وعملت على جمع المعلومات حول نوعية استغلال الوقت لدى النساء والرجال وطريقة توزيعه حسب الانشطة المنجزة من طرف افراد الاسرة هذا الى جانب تقديم مقارنة بين توزيع الوقت بين النساء والرجال وتقييم مساهمتها في الانتاج مع الاخذ بعين الاعتبار العمل غير المؤجر. وتقدم الدراسة كذلك معطيات حول انشطة الترفيه والمساعدات المقدمة للمسنين والمعوقين والانشطة الاسرية والاجتماعية والانشطة التطوعية. مؤشرات عامة كشفت الدراسة فيما يتصل بالوقت الذي يخصصه التونسي الى جسمه وتوجه وراحته وهو ما اطلقت عليه «الوقت الفيزيولوجي» ان هذا الوقت يحوز على 36% من الوقت اليومي اي ما يعادل 8 ساعات يوميا ويخصص التونسي معدل ساعة و20 دقيقة يوميا للتغذية وحوالي 40 دقيقة يوميا للواجبات الدينية. ويقضي التونسي تقريبا 26 دقيقة يوميا في التنقل المرتبط اساسا بالتحاقه بعمله في حين تحوز الدراسة والتكوين ان من تجاوز عمرهم 15 سنة على 37 دقيقة في اليوم. ويتم تخصيص حوالي 3 ساعات تقريبا للعمل المنزلي منها العناية بدراسة الابناء التي لا تحوز الا على دقيقتين فقط وعمل التنظيف يحتل ما يقارب ساعتين و43 دقيقة وطبعا للمرأة نصيب الاسد في مجال الوقت المخصص للعمل المنزلي والتنظيف. في مقارنة الرجل بالمرأة ونشير في هذا السياق الى ان المؤشرات التي تقارن بين استغلال وتوزيع الوقت بين الرجل والمرأة نشير الى ان المرأة التونسية تخصص ما يقارب 5 ساعات و15 دقيقة للعمل المنزلي (التنظيف خاصة) بينما لا يخصص الرجل سوى 40 دقيقة. وفي مجال العناية بالجسم والمظهر تبين الدراسة ان المرأة تهتم  بمظهرها في سن الشباب واذا توفر لها الوقت لذلك لكن انطلاقا من 25 سنة يتناقص تدريجيا هذا الاهتمام مقارنة بالرجال (39 دقيقة للمرأة مقابل 42 دقيقة للرجل). دائما في مجال المقارنة بين الجنسين نشير الى ان الرجل في تونسي يخصص اقل وقتا للأكل والشرب من النساء (ساعة و18 دقيقة مقابل ساعة و21دقيقة)  في حين ان المعدل العام الذي خصصه افراد الاسرة للتغذية هو في حدود ساعة و20 دقيقة يوميا. يخصص النساء اكثر وقت من  الرجال للنشاط الديني واداء الفرائض الدينية (48 دقيقة مقابل 39 دقيقة) لكن في سن 60 سنة يتفوق الرجال على النساء في هذا المجال. وتجدر الاشارة في اطار ممارسة الشعائر الدينية الى ان الدراسة كشفت ان هذه الممارسة ترتفع لدى التونسي مع التقدم في السن حيث تمر من ربع ساعة في اليوم لدى الشباب في سن 15 سنة الى 25 سنة ثم تحوز على ساعتين في حدود 60 سنة. علاقة التونسي بالترفيه تحوز مشاهدة التلفاز على نصيب الاسد في مجالات الترفيه لدى افراد الاسرة حيث تشير الدراسة الى قضاء ما يفوق الساعتين في اليوم امام التلفاز ثم تحل المقهى في المرتبة الثانية (20 دقيقة في اليوم) بينما تتوزع  بقية الانشطة الترفيهية كالتالي (7 دقائق للرياضة في الفضاءات الخارجية و3 دقائق فقط للمطالعة و2 دقائق للاستماع الى الراديو). ويتناقص الاهتمام بالانشطة الترفيهية لدى التونسي مع التقدم في السن ويبدأ ذلك من 25 سنة حيث تلاحظ تراجعا ويفسر ذلك بالنسبة للشريحة العمرية 25-29 سنة بتزايد الالتزامات العائلية المهنية بينما يفسر هذا التراجع في سن الشيخوخة (الشريحة العمرية ما فوق 60 سنة) بغياب الرغبة في الاقبال على  الأنشطة الترفيهية وبقلة الامكانيات المادية. العمل التطوعي شبه غائب وبصفة عامة بينت النتائج الاولية للدراسة ان الاهتمام والوقت المخصص للترفيه لدى افراد الأسرة يتفوق بحوالي مرتين على الاهتمام بالاعمال التطوعية والعمل الجمعياتي. وان بدا التونسي اجتماعيا الا انه اقل تجاوبا مع العمل التطوعي (5 دقائق فقط يوميا) والمساهمة في العمل الاجتماعي بمختلف اشكاله (5 دقائق فقط يوميا كمعدل). سن الضغوطات وفقا لاجابات المشاركين في سبر الاراء الذي تضمنته الدراسة يعتبر التونسي ان السن التي تشهد ذروة تعرضه للضغط تكون ما بين 35 و44 نسة وتتواصل احيانا الى 59 سنة. ويعود هذا الضغط المسلط على التونسي وفقا لتعبيره الى تزايد اعباء الانفاق والعمل والالتزامات الاسرية فهذه الشريحة تشغل اكثر (في حدود 7 ساعات و50 دقيقة كمعدل يومي) وينامون اقل ويقبلون بنسب ضعيفة على الانشطة الترفيهية. وحتى ببلوغ سن  التقاعد تتراجع اعباء العمل الى حدود 4 ساعات ونصف لكن تظل الاعباء الاسرية حاضرة وتؤرق التونسي ولا تتراجع الا في حدود سن 75 سنة. ايام الاسبوع متشابهة اثبتت النتائج الاولية لدراسة توزيع واستغلال الوقت ان نسب الوقت المخصصة لكل الأنشطة لا تتغير تقريبا خلال الاسبوع وتتشابه بذلك ايام الاسبوع الا في جزئيات بسيطة. فمثلا يزداد الوقت الفيزيولوجي الذي يخصصه التونسي لجسمه وللنوم  آخر الاسبوع (9 ساعات و31 دقيقة للنوم يوم الاحد). وان يتراجع الوقت المخصص للعمل يوم الاحد الا ان عددا لا بأس به يواصل تخصيص يوم العطلة الاسبوعية لمواصلة عملهم او استكمال البعض منه في المنزل لا سيما بالنسبة للذين يتطلب طبيعة نشاطهم ذلك على غرار المعلمين مثلا.. نستنتج ايضا من خلال النتائج  ان وقت الفراغ الذي يتركه العمل والدراسة خلال عطلة اخر الاسبوع يأخذه العمل المنزلي (كأعمال التنظيف وتحضير الأكل لايام الاسبوع والقيام بالشراءات والعناية بالاطفال. منى اليحياوي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 فيفري 2009)

الهرم التلمذي بالمؤسسات التعليمية: نحو ارتفاع عدد تلاميذ المرحلة الثانوية… وتراجع ملحوظ في الابتدائي والإعدادي

 
تونس – الصّباح: رصدت الدراسات الاستشرافية المنجزة حول تطور تركيبة «الهرم السكاني» بالمؤسسات التعليمية في حدود سنة 2011 تراجعا في عدد تلاميذ المرحلة الابتدائية يوازيه تقلص ملحوظ في عدد المرسمين بالمرحلة الاعدادية مقابل ارتفاع في عدد رواد المرحلة الثانوية. الأرقام المفصلة للخارطة التلمذية عبر مختلف مراحل التعليم أتت على جانب منها الوثيقة الخاصة بالخطة الوطنية للتربية للجميع… فكيف تلوح مؤشرات هذه التركيبة وما هي اسقاطاتها على العناصر الفاعلة في عملية التعليم وظروف الدراسة سواء تعلق الأمر بتحسن معدل الكثافة بالقسم واستقرار رصيد الفصول وانعكاس ذلك على نسبة تأطير التلاميذ ومتابعة مردودهم الدراسي؟ الاكتظاظ بالفصول توجه عدد تلاميذ الابتدائي نحو التراجع معطى ليس بالجديد باعتبار أن ملامسة أثر هذا المنحى متاح منذ بضع سنوات سجل فيها عدد المرسمين بالسنة الاولى تعليم أساسي تقلصا ملحوظا وجاء ذلك نتاجا لسياسة التنظيم العائلي. من هذا المنطلق توصلت نتائج الدراسات الى اقرار استمرار مؤشر التراجع في هذه المرحلة ليستقر في نهاية 2011 في حدود مليون تلميذ مع استقرار عدد الفصول في حدود 46 ألف فصلا وهو ما سيكون له افراز ايجابي على التحكم في معدل الاكتظاظ بالقسم والنزول بالمعدل من 22 تلميذا سنة 2008 الى 21,5. كما يتوقع ان تسمح الظروف والمعطيات المادية الجديدة المتوقعة في تيسير تجسيم البرامج البيداغوجية  والتنظيمية لوزارة الاشراف بما يؤول الى تحسين مؤشرات التعلم والحد من الرسوب والانقطاع عن التعليم رغم تقلص نسب الانقطاع المسجلة بالمرحلة الابتدائية بشكل واضح. رجع الصدى وعلى غرار مؤشرات التراجع المسجلة بالمرحلة الأولى من التعليم الاساسي يتوقع ان يمتد صدى هذا الوضع الى المرحلة الأساسية الثانية التي تسجل بدورها تراجعا ملحوظا في عدد تلاميذ الاعدادي يقدر بنحو 100 ألف تلميذ ليستقر العدد الجملي للتلاميذ في نهاية 2011 في حدود 500 ألف تلميذ. ويتوقع أن ينعكس هذا التراجع على متوسطة كثافة الفصل الواحد بالنزول بنسبة الاكتظاظ من 32,7 سنة 2007 الى 29,4 في ظرف السنتين القادمتين. وخلافا لحالة الاستقرار التي ستشهدها الفصول بالابتدائي فان المعطيات الخاصة بهذه المرحلة الاعدادية تشير الى توجه نحو التقليص في عددها الى 17 الف فصل.. ارتفاع في الثانوي بالنسبة للمرحلة الثانوية ينتظر ارتفاع عدد المرسمين بها الى 540 الف تلميذ مقابل اكثر من 501 الف تلميذ السنة الدراسية الماضية. واعربت المعلومات المتوفرة هذا التطور الى التغييرات الكمية والنوعية الحاصلة بالمرحلتين الاولى والثانية من التعليم الاساسي والتحسن المرتقب في سلم الارتقاء بهما كما ان بعض التفسيرات ترتبط بين تطور العدد والهيكلة الجديدة المعتمدة للتعليم الثانوي. وبالنظر الى الارتفاع المرتقب على مستوى عدد الدارسين فانه يفترض اقرار جملة من آليات المرافعة الكفيلة بتطوير المردود التربوي في هذه المرحلة بتكثيف الاحداثات من المعاهد بما يطور عدد الفصول يساهم في الحد من معدل الاكتظاظ بالقسم الواحد بما ينعكس ايجابيا على سير الدرس في ظروف اكثر اريحية للتلميذ والاستاذ. منية اليوسفي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 25 فيفري 2009)


مذكرات ناشر: الثقافة التونسية تستغلّها عناصر

انتهازية والشابي صفحة سوداء في الحركة الثقافية

 
تونس ـ خدمة قدس برس

يعرض كتاب « مذكرفات ناشر » فصولا مثيرة تكشف لأوّل مرة تجربة ناشر تونسي يعمل في الساحة الثقافية التونسية منذ أكثر من أربعة عقود. الكتاب « مذكرفات ناشر »، صفحات مثيرة عن الساحة الثقافية التونسية » (639 صفحة) لحسن جغام، صدر بداية هذه العام عن دار المعارف للطباعة والنشر التي يديرها الكاتب. والعنوان كما قدمه المؤلف هو خليط من الاعترافات والمذكرات عن خبرته الشخصية المباشرة بميدان النشر وبالقطاع الثقافي في تونس والفاعلين فيه. وفي الكتاب أيضا شهادات عن تجارب للمؤلف خارج البلاد في ليبيا ومصر وسلطنة عمان. وحول الغرض من نشر هذه المذكرات يقول حسن جغام « وجدت في كتابتها العوض عن كلّ ما أصابني من إحباط »، متابعا « عزمت على مجابهة كلّ مظاهر النفاق والانتهازية المتغلغلة في الساحة الثقافية التونسية ». والتزاما منه بما قرّره لم يتردّد الكاتب في ذكر أي شخصية عرضت له سواء أكانت في موقع المسؤولية السياسية أو الإدارية أو من الكتّاب وزملائه الناشرين. ولاحظ في هذا الصدد أنّه عجّل في إصدار الكتاب الذي هو جزء أوّل من مذكّراته حتى يترك لهؤلاء الأشخاص فرصة الاطلاع على ما ورد في الكتاب خاصّة وأنّ منهم من تقدمت به السنّ وحتى لا يتهم بالافتراء على الراحلين. خصص أوّل فصول الكتاب لأبرز خصوم الناشر والمبدع، وهو الرقابة، فعرض لتجربته في مواجهة مفتي الجمهورية التونسية الشيخ محمد المختار السلامي فيما يتعلق بطبع الكاتب للمصحف، فقد صدر سنة 1988 أمر بحجز طبعة دار المعارف للقرآن الكريم لسنة 1986 بأمر من مفتي الجمهورية التونسية. وتبيّن للناشر فيما بعد، حسب رأيه أنّ قرار الحجز لم يكن له أيّ مبرّر خاصّة وأنّ من كلّف بمراجعة النسخة لم يجد أخطاء ترقى إلى دعوى « تحريف القرآن » غير ملاحظات تتعلّق بوضوح رسم بعض حركات الحروف والنقاط. واتهم حسن جغام مفتي الجمهورية أنّه أراد إحياء مشروع متعطّل لقانون طبع المصاحف عرض في عهد حكومة محمد مزالي في العهد البورقيبي، واغتنم المفتي وصول الرئيس زين العابدين بن علي للحكم وقد وجد حظوة ومناخا سياسيّا تميّز بالصراع مع الحركة الإسلامية، فكان ذلك فرصة لإحياء مشروعه واختار مناسبة طبع مصحف دار المعارف. وحمل الكاتب على مسؤول الرقابة السابق بوزارة الداخلية أنس الشابي فوصفه بأنّه « صفحة سوداء في الحركة الثقافية التونسية في التسعينات من القرن الماضي أو غمامة عقيمة من حسن الحظّ أنّها مرّت دون رجعة ». ونقل عنه أنّه كان يفتخر بأنّه لا يُقرأ كتاب في تونس إلاّ إذا نال موافقته. واتّهمه في موضع آخر بأنّه قدّم في أحد كتبه دعاية خفيّة مجانية لحركة النهضة (الإسلامية) من موقع المتعاون والمتعاطف معها بصورة غير مباشرة. ووصف الكاتب حال قطاع الثقافة في تونس بأنّه وضع غير صحّي تحكمه العاهات، منتقدا أداء وزير الثقافة الأسبق عبد الباقي الهرماسي الذي كانت السبع سنوات التي قضاها على رأس الوزارة « أسوأ السنوات التي مرّت بها حركة النشر »، حسب عبارته. كما اتهم الوزير الهرماسي بأنّه أحاط نفسه بعدد من عناصر دخيلة، وعوّل على أشخاص لم ينتموا بصلة إلى الثقافة والمثقفين، بل شبّههم باللصوص. وكشف صاحب دار المعارف أنّ الوضع الثقافي في تونس دفعه للتفكير في تحويل نشاط الدار إلى بلد آخر تتوفّر فيه ظروف أكثر ملاءمة وقوانين أكثر مرونة، وفكّر في الانتقال إلى لبنان على غرار الحاج الحبيب اللمسي صاحب « دار الغرب الإسلامي » أو المغرب، ولكنّه بعد تريّث استقرّ رأيه على أن تبقى دار المعارف تونسية على أمل أن تذلل الصعوبات ويزول الحيف. وانتقد حسن جغام أسماء كبيرة معروفة في تونس مثل الأديب محمد العروسي المطوي الذي قال فيه « كنت أرى في العروسي المطوي الكاتب المخضرم يكتب القصّة ولا أراه قصّاصا وأجده يكتب الشعر ولا أرى له مواهب الشعر ويعالج التاريخ وهو ليس بالمؤرخ واكتشفت أنّ له عملا مترجما عن الفرنسية وقيل لي إنّه لا يحسنها إطلاقا » (ص211). وفي فصل « مهرّجون يمارسون النقد » تحدث عن الكاتب التونسي الكبير أو القاسم محمد كرّو وقال إنّه لم يتفرّغ للنشر أو يخلص له بل كان يباشره من وراء وظائفه الأخرى وكان يعتمد في توزيع منشوراته على شراء الجهات الرسمية ولولا هذه الطريقة لما نشر كتابين أو ثلاثة، حسب رأيه. واعتبر الكاتب أنّ المناخ الثقافي التونسي خلق فرصة سانحة للانتهازيين للتسلّل إلى الساحة الثقافية فيتكاثرون كالفطريات على سطح أرض خصبة، بعبارته مضيفا أنّ هذا المشهد أصبح ظاهرة مفزعة ليس في المجال المهنيّ فحسب « بل انتقلت العدوى إلى عدد كبير من المتطفلين على العمل الإبداعي، إلى أن بات كلّ من يحمل قلما تحدّثه نفسه أنّه قادر على الكتابة والتأليف ». وروى الكاتب كواليس من اتحاد الناشرين التونسيين وما يحاك من تحالفات ومطامع شخصية للحصول على الامتيازات. وعرض الكاتب أمثلة بالأسماء عن استغلال النفوذ واعتماد الوسطاء لطبع المؤلفات وترويجها أو الحصول على الدعم للنشر. كما تحدث عن الأنشطة الثقافية الوهمية التي ترصد لها الميزانيات. وانتقد مشروع « رخصة التفرغ الإبداعي » لأنّها ستكون سبيلا لاغتنام الفرص والغش. رغم اللهجة اللاذعة والصارمة التي ميّزت شهادة الكاتب على ميدانه ورغم انتقاده لسياسات معيّنة ولمسؤولين حكوميين ومجاهرته بمعارضته لتوجّهات الرئيس السابق الحبيب بورقيبة فإنّه كان حذرا في حديثه عن النظام السياسي القائم، بل امتدح توجهات الرئيس الحالي في عدد من المواضع وحمّل مسؤولية الأخطاء لمعاونيه، مؤكّدا في نفس الوقت عدم انتمائه لأي حزب سياسي، بل صدّر كتابه بمقتطفات من خطب للرئيس ابن علي ونشر وثيقة نادرة عنه، حسب ما قال.     

(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 25 فيفري 2009)
 


سميح القاسم يدعو إلى احتفاليات عربية بالشاعر التونسي الراحل الشابي
 
من طارق عمارة تونس 25 فبراير شباط /رويترز/  دعا الشاعر الفلسطيني سميح القاسم اليوم الاربعاء الى أن لايقتصر الاحتفال بالذكرى المئوية لميلاد الشاعر التونسي الراحل ابو القاسم الشابي على المستوى المحلي وأن يأخذ بعدا عربيا تخليدا لروح الشاعر الشهير. وحل القاسم الى تونس في طليعة نخبة من الشعراء العرب جاؤوا للمشاركة في احتفاليات تقيمها تونس تخليدا للشابي الذي تجاوزت شهرته حدود بلاده من خلال قصائده التي تغنت بالحياة والصمود والمقاومة. وأعلن في تونس أمس الثلاثاء عن بدء احتفاليات ضخمة في الذكرى المئة لميلاد أبو القاسم الشابي أحد أبرز الشعراء في تاريخ تونس في واحة توزر مسقط رأسه. وانطلقت الاحتفالات بتدشين معرض واقامة أمسية شعرية أمس الثلاثاء 24 فبراير الموافق لتاريخ ميلاد الشابي وستستمر نحو ثمانية اشهر لتختتم في التاسع من اكتوبر تشرين الاول تاريخ وفاته. ولد الشابي في 24 فبراير شباط 1909 وتوفي في التاسع من اكتوبر تشرين الاول عام 1934 وهو من رواد الشعر الحديث وشعر المقاومة في فترة الاحتلال الفرنسي لتونس. ودعا سميح القاسم وهو من بين رموز الشعر في فلسطين والعالم العربي الى توسيع دائرة الاحتفالية حتى تكون احتفالية عربية. وبالفعل أعلن مهرجان دبي الدولي للشعر انه //سيحتفي في دورته الحالية في السادس من مارس اذار المقبل بالذكرى المئوية لميلاد شاعر الارادة العربية ابو القاسم الشابي صاحب البيت الاكثر شهرة في الشعر الوطني والانتصار للحياة //اذا الشعب يوما أراد الحياةفلا بد ان يستجيب القدر//. وقال منظمو مهرجان دبي الدولي للشعر في بيان ارسل لرويترز عبر البريد الالكتروني ان الاحتفاء بالشابي سيتم من خلال اقامة أمسية شعرية في بيت دبي للشعر بمنطقة الشندعة بمشاركة شعراء من تونس. وقال سميح القاسم للصحفيين //أحمد شوقي والجواهري والشابي من رموز الابداع. في العالم العربي فلماذا لايتم التنسيق بين كامل الدول العربية للاحتفاء بهذه الرموز//. وتساءل عن//سبب غياب اتحاد الكتاب العرب عن ذكرى الشابي الذي تدرس دواوينه في المعاهد والجامعات العربية ويردد قصائده كل لسان عربي//. من جهته قال الشاعر الاردني محمود حيدر ان الشابي //ليس شاعر تونس فقط بل هو شاعر الامة العربية وشاعر كوني لان اشعاره تجاوزت الحدود//. وأعلنت وزارة الثقافة انها ستنشر مختارات من قصائد الشابي الى لغات أجنبية. وألقى القاسم قصيدة اعدها خصيصا في ذكرى ميلاد الشابي الليلة الماضية خلال امسية شعرية شارك فيها عدد من الشعراء من بينهم احمد عبد المعطي حجازي من مصر وحيدر محمود من الاردن ومنصف المزغني والصغير اولاد أحمد وامال موسى من تونس. واشتهر الشابي الذي يلقب بشاعر تونس الخالد بقصائد عديدة أهمها /اغاني الحياة/ و/الى طغاة العالم/ و/ارادة الحياة/.   (المصدر: وكالة (رويترز)للأنباء بتاريخ 25 فيفري 2009)


الإعلان عن ملامح احتفالية القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية
 
تونس (رويترز) – قال مسؤولون في تونس يوم الثلاثاء ان عرضا فنيا ضخما يروي تاريخ مدينة القيروان -احدى أقدم المدن الاسلامية- منذ تأسيسها وحتى الان سيفتتح احتفالية (القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية) في الثامن من مارس اذار المقبل. وتستعد القيروان لان تكون عاصمة للثقافة الاسلامية لتخلف بذلك مدينة الاسكندرية التي اختيرت عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2008. وعزت المنظمة الاسلامية للتربية والعلوم والثقافة/ايسيسكو/ اختيار القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2009 الى كون « القيروان في طليعة الحواضر العربية الاسلامية في شمال افريقيا ذات التاريخ المجيد والعطاء الغزير المتميز خصوصا في حقول الفقه الاسلامي ومجالات اللغة والادب والشعر والتاريخ ». وقال جعفر ماجد المنسق العام لتظاهرة/القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية/ ان الافتتاح سيكون في الثامن من مارس اذار المقبل اي عشية الاحتفال بذكرى المولد النبوي التي تشهد احتفالات متميزة بالقيروان تختلف عن باقي المدن التونسية. وأضاف ماجد في لقاء صحفي عقده يوم الثلاثاء ان حفل الافتتاح سيكون في شكل عرض ضخم بعنوان « القيروان الخالدة » يحكي مختلف الحقب التاريخية التي مرت بها القيروان في عمل وضع موسيقاه مراد الصقلي وكتب نصه علي اللواتي ويخرجه الياس بكار. واشار الى ان شركة فرنسية مختصة في تقنيات الصوت والصورة والانارة ستؤمن الجانب التقني للحفل الضخم الذي يحاول تسليط الضوء على تاريخ المدينة العريقة. يعود تاريخ القيروان التي كانت عاصمة لدولة الاغالبة الى عام 50 هجري (670 ميلادي) وأنشأها القائد العربي عقبة ابن نافع وكان هدفه يستقر بها المسلمون اذ كان يخشى ان رجع المسلمون عن اهل افريقية ان يعودوا الى دينهم. والقيروان هي في الاصل كلمة فارسية دخلت الى العربية وتعني مكان السلاح ومحط الجيش وموضع اجتماع الناس عند الحرب. ويعتبر انشاء القيروان بداية تاريخ الحضارة العربية الاسلامية في المغرب العربي حيث كانت تلعب دورين مهمين هما الجهاد والدعوة فبينما كانت الجيوش تخرج منها للغزو والفتح كان الفقهاء يخرجون منها ليعلمون العربية وينشرون الاسلام. وقال ماجد ان « تظاهرة القيروان عاصمة للثقافة الاسلامية التي تبقى مفتوحة للاثراء والاضافة ستكون حافلة بالمواعيد والانشطة الثقافية والفكرية والفنية. » وأوضح انها ستشتمل على 18 ندوة فكرية و10 لقاءات مختصة و10 معارض و8 مهرجانات و20 عرضا موسيقيا و20 عرضا سينمائيا و10 مسرحيات اضافة الى امسيات شعرية. واضاف ماجد انه سيتم ايضا اقامة مهرجان للانشاد الصوفي ومهرجان للازياء والفلكلور الاسلامي اضافة الى معارض لترويج التراث المعماري وفنون الزخرفة الاسلامية. وتشتهر القيروان الواقعة على بعد 160 كيلومترا شرقي العاصمة بفن العمارة وأشكالها الهندسية في معالمها الضاربة في القدم منذ العهد الاسلامي على غرار بيت الحكمة الذي أنشأه ابراهيم الاغلبي في عام 902 ميلادية اضافة الى جامع عقبة بن نافع الذي يحتل مركز مدينة القيروان. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 24 فيفري 2009)


تونس: احتفالية ضخمة لتتويج القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية

 
تونس (24 شباط/فبراير) وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء – كشف مسؤولون تونسيون اليوم الثلاثاء عن ملامح الاحتفالية الخاصة بمدينة القيروان كعاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2009. وقال المنسق العام لهذه التظاهرة جعفر ماجد، في لقاء صحفي عقده في هذه المدينة إن عرضا احتفاليا وفنيا ضخما يروي تاريخ هذه المدينة الإسلامية سيقام في الثامن من شهر آذار/مارس المقبل تزامنا مع إحياء ذكرى مولد نبي الإسلام . وكانت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) قد اختارت العام الماضي مدينة القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2009 لتخلف بذلك مدينة الإسكندرية المصرية عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2008 .وقالت المنظمة آنذاك إنها اختارت القيروان لأنها « كانت في طليعة الحواضر العربية الإسلامية في شمال إفريقيا ذات التاريخ المجيد والعطاء الغزير المتميز خصوصا في حقول الفقه الإسلامي ومجالات اللغة والأدب والشعر والتاريخ ». من جهة ثانية، قال ماجد في لقائه الصحفي إن حفل الافتتاح سيكون في شكل عرض ضخم بعنوان « القيروان الخالدة » يحكي مختلف الحقب التاريخية التي مرت بها المدينة، مضيفا أن التظاهرة التي ستتواصل لتشتمل على 18 ندوة فكرية و10 لقاءات مختصة و10 معارض و8 مهرجانات و20 عرضا موسيقيا و20 عرضا سينمائيا و10 مسرحيات إضافة الى أمسيات شعرية. وأشار ماجد إلى انه سيتم أيضا تنظيم مهرجان للإنشاد الصوفي وآخر للأزياء والفلكلور الإسلامي، فضلا عن إقامة معارض لترويج التراث المعماري وفنون الزخرفة الإسلامية التي تشتهر بها المدينة. ويعود تاريخ هذه المدينة التي تعرف أيضا باسم عاصمة الأغالبة إلى عام 50 هجرية (670 ميلادية) عندما قام بإنشائها عقبة بن نافع. ويعتبر إنشاء مدينة القيروان بداية تاريخ الحضارة العربية الإسلامية في المغرب العربي وإفريقيا. وتزخر القيروان بالجوامع على غرار جامع عقبة والمدارس والزوايا التي تضمّ نفائس أمهات الكتب، ومن أشهر مكتباتها « بيت الحكمة ». (المصدر: وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء بتاريخ 24 فيفري 2009)

مدينة العلوم بتونس تحتفل بالقيروان عاصمة للثقافة الإسلامية سنة 2009

 
تونس 25 فيفري 2009 (وات) – مساهمة منها في تسليط الأضواء علي الدور الريادي الذي لعبته القيروان في ازدهار الحضارة العربية الإسلامية ونشرها في الحوض الغربي للمتوسط خلال العهدين الاغلبي والصنهاجي أعدت مدينة العلوم بتونس برنامجا علميا ثريا ومتنوعا موجها لمختلف الشرائح العمرية سيقام بمركزها بتونس وبمدينة القيروان. ويتضمن هذا البرنامج خاصة سلسلة من المحاضرات حول مواضيع مختلفة كالعمران والطب وعلم الفلك يقدمها ثلة من الجامعيين المختصين في المجال ومعارض علمية حول تاريخ المدينة منذ فتحها وتأسيسها الي فترة ازدهارها وإشعاعها علي بلاد المغرب وجنوب أوروبا تحت عناوين « خطوة خطوة » و »الطريق الي القيروان والهندسة المعمارية للقيروان » وانتاج دعائم تثقيفية في شكل شريط مصور « الرحلة العجيبة الي القيروان » ولعبة تربوية في شكل قرص مضغوط  » نافذة علي القيروان » وعرض بالقبة الفلكية « القيروان قصة مدينة ». كما تخصص المكتبة المعلوماتية بمدينة العلوم بتونس جناحا لعرض مراجع حول تاريخ القيروان وأشهر معالمها وعملائها إضافة الي الصفحة الخاصة بالقيروان ضمن موقع الواب www.cst.rnu.tn ومن ابرز الأنشطة التي ستميز هذه الاحتفالات تنظيم تظاهرة كبرى تحت عنوان « مدينة العلوم في ضيافة القيروان » و ذلك من 10 الي 25 ماى 2009. وتتمثل هذه التظاهرة في إقامة مختلف الأنشطة المدرجة في برنامج مدينة العلوم على عين المكان احتفالا بالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية (المصدر: وكالة تونس افريقيا للأنباء (وات – حكومية) بتاريخ 25 فيفري 2009)

اللاعب التونسي الألماني سامي خضيرة: « بالكرة – الاندماج من خلال كرة القدم »
 
يملك لاعب كرة القدم المحترف سامي خضيرة جوازي سفر، الأول تونسي والثاني ألماني. ويهتم لاعب خط وسط فريق شتوتغارت البالغ من العمر 21 عاماً في وقت فراغه بتشجيع اندماج الشبيبة في المجتمع. ومن المتوقع أن ينضم اللاعب قريباً إلى صفوف المنتخب الألماني. أندريه توتشيك يرسم لنا صورة للاعب الموهوب. الأصل لا يلعب أي دور في كرة القدم » انتهت أخيراً الاستراحة الشتوية المملة التي يتوقف فيها اللعب في الدوري الألماني. لو كان الأمر بيد سامي خضيرة ما كان للدوري أن يتوقف من الأساس، وخاصة أن مباريات الذهاب سارت على نحو رائع بالنسبة للاعب خط وسط فريق شتوتغارت. في الأسبوع السابع عشر حقق فريقه تعادلاً مع فريق بايرن ميونيخ بهدفين لكل فريق – في تلك المباراة ربما يكون خضيرة قد لعب أفضل مبارياته على الإطلاق حتى الآن: لقد سجل هدفاً برأسه الطائر، ثم هدفاً آخر بعد رمية تماس في الوقت الإضافي. يقول الهداف بخصوص أحسن هدف سُجل في شهر ديسمبر / كانون الأول في الدوري الألماني: « لقد بذلت قصارى جهدي – فعندما تجيئك مثل تلك الكرة إما أن تسجل هدفاً أو تلقي بها إلى النهر! » بعد تلك المباراة ببضعة أيام حقق فريقه نصراً فوق أرضه على فريق ستاندارد لوتيش بثلاثة أهداف مقابل لا شيء في كأس بطولة أوروبا، وفي تلك المباراة أيضاً نجح خضيرة في تسجيل هدف. ومنذ ذلك اليوم وهو ينتظر بفارغ صبر بدء مباريات مرحلة الإياب في الدوري الألماني. لاعب مثالي حائز على لقب البطولة والآن، وبعد أن انطلقت شارة بدء مباريات الدور الثاني يستطيع خضيرة أن يواصل حيثما توقف، أي أن يثير إعجاب العالم الكروي في ألمانيا، فالإحصائيات تقول إنه أفضل لاعب مدافع في خط الوسط وأكثرهم تسجيلاً للأهداف (خمسة أهداف). ويعتبر خضيرة الرأس المفكر في فريقه، كما أنه يتميز بلياقة بدنية عالية تمكنه من الجري مسافات طويلة واقتناص الكرة في المواجهات الثنائية مع الخصم، كما أنه يمتلك تقنية ماكرة في اللعب. ويتمتع خضيرة – الذي لعب شبلاً في نادي شتوتغارت – بسمعة طيبة، ويقولون عنه إنه مجتهد وطموح ومنضبط. إنه لاعب مثالي إذن، وهو كان قد أحرز بطولة فريق الناشئين أ و ب مع فريق شتوتغارت، وفي الموسم الأول له كلاعب محترف استطاع أن يقتنص لقب البطولة لفريقه. قفزة إلى المنتخب الوطني الأساسي؟ الفرص المتاحة أمام اللاعب المحترف قد أصبحت اليوم أفضل من ذي قبل: لقد لعب خضيرة ستين مباراة في الدوري الألماني مع فريقه شتوتغارت، وبالطبع لم تعد موهبته خافية عن أنظار اتحاد كرة القدم الألماني. وكان خضيرة قد لعب مع المنتخب الوطني الألماني تحت 21 سنة مسجلاً خمسة أهداف لفريقه. خضيرة في أثناء حملته لتعزيز مشاريع الاندماج وقد يلعب خضيرة عما قريب دوراً مركزياً في الفريق الأساسي، بل وكان من المفروض أن يلعب لصالح المنتخب لأول مرة في أغسطس (آب) من عام 2007، إذ تم اختياره ليلعب أمام انكلترا، ولكن قبل أيام من المباراة مُني اللاعب بإصابة منعته من المشاركة. بعد ذلك ساء مستوى اللاعب وأداؤه. وكانت تلك هي المرة الأولى والوحيدة حتى الآن خلال حياته في الملاعب الخضراء. خضيرة يعتبر تلك الفترة جزءاً من عملية نضجه، ويقول بثقة: « إن تقديري لذاتي لا يتوقف على ما إذا كنت تعثرت خمس مرات بالكرة أم سجلت ثلاثة أهداف. » لو كان خضيرة قرر اللعب في وطن والده تونس، لكان يشارك في المنتخب التونسي منذ سنوات طويلة. ولكن خضيرة لم يفكر في ذلك أبداً. « يتسم التعامل مع الناس في تونس ببساطة أكثر بكثير من ألمانيا. إنني ألاحظ ذلك دائماً لدى الأطفال الذين يترعرعون هناك على نحو أكثر حرية، ويتلقون تربية مختلفة، ويكونون أكثر وقاحة. هذه العقلية غريبة بالنسبة لي بعض الشيء. » لا عجب في أن يقول خضيرة ذلك، فهو قد نشأ في بلدة أوفينغن في ولاية بادن فورتيمبرغ حيث يسود النظام والانضباط. الاندماج عبر رياضة كرة القدم في وقت فراغه يعمل خضيرة بين الحين والآخر سفيراً في شؤون الاندماج. في إطار حملة « بالكرة – الاندماج من خلال كرة القدم » كان خضيرة يتجول في ربوع ألمانيا ممثلاً لفريقه شتوتغارت، متناقشاً مع تلاميذ المدارس حول الاندماج والخبرات التي مر بها خلال حياته المهنية. في عالم كرة القدم لا تلعب الجنسية أي دور، الفيصل هنا هو الانجاز – فيما عدا ذلك، لا شيء مهم، هكذا سمع التلاميذ في تلك الندوة، وهو ما يتماشى مع التوجه المتنامي في كرة القدم بانتقال اللاعبين من دولة إلى أخرى. بعض الأندية الألمانية لم تعد تضم بين صفوفها لاعبين ألماناً على الإطلاق. أما النادي الذي يلعب خضيرة في صفوفه – نادي شتوتغارت – فيضم لاعبين من اثنتي عشرة جنسية. لم يواجه خضيرة شخصياً أي صعوبات في الاندماج، ولم يتولد لديه يوماً الانطباع بأن الناس تعامله معاملة مختلفة بسبب أصله. « الوضع يتوقف دائماً على سلوك الإنسان نفسه » يقول خضيرة. « إذا أراد الإنسان الاندماج، فسينجح في الاندماج. » أندريه توتشيك ترجمة: صفية مسعود (المصدر: موقع « قنطرة – حوار مع العالم الإسلامي » (شبه حكومي – ألمانيا) بتاريخ 24 فيفري 2009) الرابط:http://ar.qantara.de/webcom/show_article.php/_c-471/_nr-769/i.html
 

«بيار فابر» تُنشئ مصنعاً في تونس و«مصفاة» تشتري شركة فرنسية
 
تونس – سميرة الصدفي     استكملت مجموعة «بيار فابر» الفرنسية الدوائية إنشاء مصنع في تونس بالاشتراك مع «الشركة التونسية للصناعات الدوائية» باستثمارات بلغت 10 ملايين دينار تونسي (8.3 مليون دولار). وافتُتحت الوحدة الإنتاجية الأولى للشركة في ضاحية بن عروس الصناعية (جنوب العاصمة تونس)، وسيخصص 50 في المئة من إنتاجها للتصدير. وأفاد مسؤولون في الشركة التونسية أن «بيار فابر»، التي تحتل المرتبة الأولى في ميدان تصنيع الأدوية في فرنسا وتحظى منتجاتها برواج في الشرق الأوسط، تعتزم نقل مختبرات إنتاج الأدوية الجافة إلى تونس، للتقليل من كلفة التصنيع في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية. وأوضحوا أن عملية تسويق منتجات المصنع الجديد، التي تبلغ سبعة إلى ثمانية ملايين وحدة سنوياً، ستبدأ قبل الصيف المقبل. وتنتج مختبرات الشركة الفرنسية 125 مليون وحدة سنوياً، نصفها من الأدوية الجافة. ويعزز المصنع الجديد شبكة مختبرات تصنيع الأدوية في تونس التي يُقدر عددها بـ45 مصنعاً، تؤمّن 50 في المئة من حاجة السوق المحلية للأدوية والمواد الطبية. وكان رئيس مجموعة «أيروليا» المتخصصة في تصنيع أجزاء لطائرات «آرباص» كريستيان كورنيل وقع ووزير الاستثمار الخارجي والتعاون الدولي التونسي نوري الجويني اتفاقاً لإنشاء مصانع للمجموعة في منطقة «المغيرة» الصناعية (غربي العاصمة تونس) باستثمارات تبلغ 30 مليون يورو على مدى السنوات الخمس المقبلة، ما سيرفع عدد العاملين في مصانعها في تونس إلى ثلاثة آلاف عامل وفنّي، يعملون في تصنيع القطع الحديدية الضخمة التي تُجمع يدوياً. كذلك اشترت مجموعة «مصفاة» التونسية، المتخصصة في تصنيع مصاف لمحركات السيارات، شركة «سولوفيل» الفرنسية التي يبلغ رأس مالها 1.5 مليون يورو. وأوضح المدير العام لـ«مصفاة» أمين بن عياد لـ«الحياة» أن الشركة الفرنسية متفرّعة من مجموعة «ميكابلاست» المتخصصة في تصنيع مكونات السيارات، وتملك مصنعاً في باريس وشبكة من المخازن في تسع مقاطعات فرنسية ومخزناً مركزياً في اسبانيا ومكتباً في ألمانيا، وهي مالكة لعلامة «ميكافيلتر» الشهيرة التي تسوق في 60 بلداً حول العالم. الصين تبني مصنعين للإسمنت في ليبيا توصلت ليبيا إلى اتفاق مع مجموعة «سي أن بي أم» الصينية لمواد البناء لإقامة مصنع للأسمنت في مدينة سبها الجنوبية، تبلغ طاقة إنتاجه مليون طن من الأسمنت، بكلفة تساوي 117 مليون دولار. وكان مسؤولون ليبيون وقعوا ومجموعة «بورتلاند» للأسمنت اتفاقاً لإنشاء مصنع للأسمنت في منطقة طبرق (شرق البلاد) بطاقة إنتاج تبلغ أربعة ملايين طن واستثمارات تراوح بين 500 و750 مليون دولار. وتُجري مفاوضات حالياً مع مجموعات عالمية أخرى لإنشاء ثلاثة مصانع أسمنت إضافية في البلاد. وأبدى التونسيون مخاوفهم من توقف ليبيا من استيراد الأسمنت من مصانعهم. إذ يسعى الليبيون إلى رفع حجم إنتاج الأسمنت في البلاد من ستة ملايين طن سنوياً إلى 15 مليون طن في الأمد المتوسط، ويُعوضون عن النقص في السوق المحلية باستيراد الأسمنت من تونس. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 فيفري 2009)


المؤسسة الإسلامية الغربية في عصر العولمة

راشد الغنوشي (*)

 
  إذا كان الإسلام عالميا في مصادره، فهل يصنع تنزيله على واقع مخصوص مثل الواقع الغربي المعاصر فقها متميزا؟   1- قراءة موجزة في الواقع الدولي لعل أهم كلمة تصلح لتوصيف الواقع الدولي في هذه الفترة هي الشعار الذي خاض تحت لوائه الرئيس الأميركي المنتخب باراك حسين أوباما معركته في اتجاه البيت الأبيض.. شعار التغيير، فحقق ما كان يظن أنه مستحيل: رجل أسود فقير من أصول إسلامية يصل إلى قمة الهرم في أعظم دولة بيضاء تأسست على العنصرية وتعظيم الثروة والروح الإنجيلية. وما كان ذلك ممكنا لولا عمق أزمة الأنموذج الذي تطلب البحث عن منقذ له، وليس عن أي رئيس، عن زعامة استثنائية كاريزمية يعلق عليها الأمل في إنقاذ سفينة تغذ السير باتجاه الغرق، وبان ذلك سافرا حتى قبل اندلاع تسونامي انهيار مؤسسات رأس القاطرة الذي يقود الرأسمالية والنظام الدولي. وكانت أهم أسباب الأزمة التي جلبت الأضواء ومَحْوَرَتها حول شعار التغيير قد تمثلت في فشل أكبر وأقوى جيوش العالم في الانتصار على مجاميع شعبية مسلحة بأسلحة بسيطة في العراق وأفغانستان وفلسطين ولبنان والصومال، بما أعطى الوقت الكافي لانتعاش قوى دولية منافسة كالصين والهند وروسيا وإيران. الحقيقة التي للمسلمين أن يفخروا بها هي أنهم كما كان لهم شرف الإسهام الكبير في انهيار إمبراطورية الإلحاد، فقد كان لهم الشرف العظيم أن كان لمقاوماتهم الإسلامية الدور الطليعي في استنزاف قوى العملاق الأميركي وإصابة جيوشه واقتصاداته ومجتمعه بأعظم الخسائر التي فاقت قوى تحمله. وأفدح من ذلك خسائره المعنوية ممثلة فيما يسمى قواه الناعمة أو ما يعرف بالحلم الأميركي أو النموذج الأميركي الجذاب، وذلك بما تكشف من كذبه ووحشيته وسقوطه الأخلاقي كما تبدى في أبو غريب وبغرام وغوانتانامو، عاريا من كل طلاء وكساء. وجاءت انهيارات المؤسسات الرأسمالية العملاقة لتقدم دعما هائلا لزحف أوباما صوب البيت الأبيض ولشعاره في التغيير، وكان وصوله متحققا ولو دون اندلاع الأزمة ولكن بزخم أقل. واضح أن عالما قد انهار وآخر بصدد التشكل ولمّا تتضح معالمه: عالم ينهار هو الذي تشكل في أعقاب وعلى أنقاض انهيار الاتحاد السوفياتي فانفردت الولايات المتحدة بقيادة النظام الدولي بما هو مؤسسات دولية تحكمت فيها، وبما هو نموذج عولمة اقتصادية رأسمالية متوحشة أطلقت العنان لقوى السوق على خلفية قدرات خفية تملكها لتحقق من تلقائها التوازنات المطلوبة ومصالح الجميع، عولمة أو نظام عالمي يدار من قبل البيت الأبيض والكونغرس والبنتاغون والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية. نظام عالمي احتاج من أجل دوام تعبئة قواه إلى عدو تشحذ له الأسلحة، فرشحت القوى الصهيونية المسيحية الإسلام عدوا، مقابل تحويل الكيان الصهيوني قلب الشرق الأوسط، بما يقتضيه ذلك من فرض المزيد من التمزق على دوله وشعوبه وطوائفه، يحول دونها وكل مسعى توحيدي أو تنموي. ومقابل العالم الذي ينهار وكل المساعي متجهة إلى محاولة وقف الانهيار -وفي هذا السياق جاء انتخاب أوباما- هناك عالم يتلمس خطاه ولماّ تتضح معالمه، ولعل من أهمها: أ- تعدد المراكز والأقطاب: لقد انتهى عصر القطب الواحد، ومن مؤشرات ذلك ظهور أقطاب وقوى إقليمية عجزت مرحلة القطب الواحد عن محاصرتها، بل استمرت في التعملق مثل الصين وروسيا والهند.. ب- قوى إقليمية ثلاث: واضح أن القوى الإقليمية الرئيسية في منطقة الشرق الأوسط هي ثلاث ليس العرب واحدة منها، إيران وتركيا وإسرائيل. فليس للعرب هدف مشترك ولا خطة جامعة.. كل دويلة من دويلاتهم تبحث منفردة لاهثة عن ضمانات استمرار حاكمها المنفرد، وذلك في عالم لا يعترف بالأقزام. وما حصل في غزة شاهد ناطق على هوان العرب. ج- صيغة جديدة للاقتصاد: البحث جار بعد انهيار نموذج الرأسمالية المتوحشة عن صيغة جديدة للاقتصاد تجمع بين حرية السوق وشروط العدالة الاجتماعية عبر تدخل الدولة لاستعادة التوازن. وفي هذا الصدد يمكن للاقتصاد الإسلامي أن يقدم حلولا وصيغا للمعاملات المالية بمنأى عن نظام هوبزي دارويني يقوم على قاعدة حرب الكل ضد الكل. د- إن الفشل الذريع لإستراتيجية الحرب على الإرهاب وكانت غالبا الاسم الرمزي للحرب على الإسلام تلك الحرب التي مثلت تهديدا خاصة للوجود الإسلامي في الغرب، يضع أمام الإسلام فرصة لأداء رسالته في إعادة المعنى والقيمة الخلقية إلى حضارة فقدتهما. هـ- فرص جديدة للأقليات الإسلامية وللحركة الإسلامية والديمقراطية: إن الأقليات الإسلامية في الغرب بشكل خاص تنفتح أمامها فرص غير مسبوقة للاندماج الفاعل في مجتمعاتها. إن وصول رجل أسود إلى البيت الأبيض يمثل بشرى لكل السود، أي للفئات المستضعفة في كل بلد. إن أمامها فرصا لإنتاج أوباما فرنسي أو ألماني أو إنجليزي أو سويدي.. بل إن الإسلاميين يكادون يكونون سود كل بلد. و- مرحلة انتقالية: لا أحد عارف بالأوضاع الدولية وببنية النظام الأميركي يتوقع أن تنقلب السياسة الأميركية بقيادة أوباما رأسا على عقب: عونا للضعفاء ونصرة للمساكين وحربا على الظالمين، فليس ذلك متخيلا، فنحن إزاء بنية نظام قام على الضد من ذلك.. على القوة والهيمنة. ولكن القوى التي دفعت بأوباما إلى البيت الأبيض قوى حقيقية مدركة لعمق الأزمة التي قادت إليها السياسات السابقة بما جمّع حول شعار التغيير كتلة ضخمة من الشباب والنساء والمحرومين وحتى من الطبقات الوسطى وحتى من قلب المؤسسة الرأسمالية على أمل أن ينقذ السفينة، بما يقطع أن قدرا من التغيير لا بد قادم ولكن في سياق الاستمرارية وليس الثورة والانقلاب على الماضي، ونظرة على التعيينات في الإدارة الجديدة تكشف عن هذا المنزع من التغيير والاستمرارية. فمن التغيير المتوقع الحد من طغيان رأس المال الافتراضي لصالح الاقتصاد الحقيقي، كالحد من طغيان قوى السوق لصالح التدخل لفائدة جمهرة الناس عبر الاستثمار في التعليم والصحة والإسكان وعبر نظام ضريبي يعيد التوازن. ويستتبع ذلك إعادة النظر في إستراتيجية الحرب على الإرهاب، وما يقتضيه ذلك من حد للتوسع العسكري والمغامرات العسكرية، وإعادة الاعتبار إلى المنظمات الدولية والتنسيق مع الحلفاء، وقد يكون من انعكاسات ذلك إعادة النظر ولو في طور لاحق في السياسات الأميركية الداعمة للأنظمة الدكتاتورية وممارسة أقدار من الضغوط على الكيان الصهيوني لصالح فرض تسوية قد يكون ما يسمى بالخطة العربية صيغة مقبولة لها، عودا إلى سياسات كلينتون، وإن كانت الأولوية لإدارة أوباما لوقف تدهور النظام الرأسمالي الذي يعد الاختبار الأعظم لنجاحه أو فشله. باختصار يمكن اعتبار أن المرحلة كما قيل هي مرحلة الأنصاف وليس الإنصاف: رئيس من أب أسود وأم بيضاء، أب مسلم وأم نصرانية، رئيس من أب أفريقي وأم أميركية. وهكذا مرشح أن تكون الحلول أنصافا بين المحافظة والتجديد، بين رأسمالية بجرعة اشتراكية أو إنسانية، سيطرة أميركية بشراكة أوروبية. في هذا السياق تبدو الحرب على إيران غير مرجحة بقدر الحوار والتعاون معها، بما يزيد العرب تهميشا ويضاعف من اهتزاز شرعية أنظمتهم ويقدم لقوى التغيير ومنها الإسلامية فرصا أكبر للتأثير وللتغيير إذا هي أتقنت فن التحالف والعمل المشترك مع القوى الأخرى وعوّلت على التغيير عبر حركة شعبية تتقدمها جبهات ترفع شعار التغيير لا الترقيع لأسمال شبعت اهتراء.   2- واقع المسلمين في الغرب لا يزال المسلمون في الغرب خليطا من جيل المهاجرين المشدودين ألصق بثقافة أصولهم ومشاكل بلدانهم، ومن الجيل الناشئ في الغرب ممن تربى في مدارسه وجامعاته ويشعر أن هذه البلاد وطنه ليس له وطن سواها. والكفة لا تزال مائلة إلى جيل المهاجرين، معظم مراكز القيادة في يده، وذلك خلافا لليهود مثلا، بسبب حداثة هجرة المسلمين، وهو ما يحد من تأثير الكم الإسلامي ولا يحوله إلى كيف.. إلى قوة انتخابية مثلا. ويجعل هذا الكم أقرب إلى الهامشية ومحدود القدرة حتى على الدفاع عن وجوده وإسلامه في مواجهة قوى مدربة ذات نفوذ واسع مثل قوى اللوبي الصهيوني وقوى اليمين العنصري اللذين تجاوزا خلافاتهما التاريخية واجتمعت قواهما على حرب هذا الدخيل بالتهميش تمهيدا للترحيل. يضاعف من مشاكل المسلمين تصاعد تأثير جماعات الإرهاب على صورة الإسلام عامة وعلى الأقليات المسلمة بشكل خاص، بما يكاد يجعل من كل مسلم في الغرب مشروع إرهابي يخشى منه. يحدث هذا في غياب نماذج مجتمعية إسلامية تشهد لعدالة الإسلام ورحمته وقدرته على استيعاب كل كسب حضاري، بما يرجح صورة الإسلام الخطر، والربط بينه وبين الإرهاب والعداوة للفنون الجميلة وللديمقراطية وللسلام ولحرية المرأة ولحقوق الإنسان، بما هو الضد من كل وجه لدين، إنما جاء لمصالح العباد وتتميم مكارم الأخلاق واعتبار البشر كلهم إخوة. أما المؤسسات الإسلامية فتصارع على كل هذه الجبهات للدفاع عن وجودها وسط حصار يكاد يكون مطبقا، ولا ينفي ذلك وجود قوى عاقلة في الغرب تنطلق من أن الإسلام أمر واقع ومكون من مكونات الحقيقة الغربية، وليس من سبيل غير العمل على إدماجه والإفادة مما يتوفر عليه من إمكانات خلقية اجتماعية يحتاجها الغرب. وهذه القوى العاقلة هي التي لا تزال غالبا تمسك بمقود القيادة السياسية ولكنها تتلقى ضغوطا هائلة وبالخصوص من قبل القوى اليمينية والصهيونية وما تمتلكه من قنوات إعلامية نافذة وتهدد بالوصول إلى الحكم لتنفيذ برامجها.. ولا يؤمن وصولها. وصول أوباما إلى الحكم على كل حال ليس في المحصلة لصالح هذه القوى. والمرجح أن السود في كل بلاد الغرب -أي الفئات المهمشة- بصدد الوصول إلى مراكز القرار، والمسلمون ينتمون إلى هؤلاء، وكذا الإسلاميون في البلاد الإسلامية. ولكن الواضح أن محصول المسلمين ضعيف على صعيد عقد تحالفات مع القوى ذات المصلحة في التغيير مثل القوى الحقوقية والإنسانية واليسارية، عدا أمثلة محدودة برزت هنا في السويد خلال حكم الاشتراكيين كما برزت في بريطانيا خلال الحرب على العراق وفلسطين عندما تولى قيادة الرابطة الإسلامية فريق تمكن من عقد تحالف واسع مع فئات يسارية ومضادة للعولمة وللحرب قادت مسيرات مليونية. من جهة أخرى تتعرض الأجيال الجديدة في الغرب لأخطار كثيرة وأزمات منها أزمة الهوية، ممزقين بين هوية البلد الأصلي وبين بلد الإقامة بين الإسلام وبين الثقافة السائدة، مهددين بالبطالة، بما جعل نسبة المسلمين في السجون الغربية نسبة عالية، حتى غدت مصدر تهديد للاستقرار والأمن والاختراقات الإرهابية. ويمثل شباب الضواحي في فرنسا نموذجا لسياسات التهميش الحكومية ولعجز المؤسسات الإسلامية عن الاستيعاب، بسبب نزوعات المحافظة السائدة التي لا تعطي للمسألة الاجتماعية أهمية كثيرة. تركيز اهتمامها على المسائل الدينية، بما يجعل خطابها وجمهرة الشباب المهمش في واد آخر.   3- مقتضى ذلك واضح أن الحالة الموصوفة تقتضي عملا جادا لتغيير شامل وعميق، بعض ذلك التغيير هو بأيدينا عبر مراكزنا ومدارسنا إذا استطعنا أن نجعل منها بوتقة تفاعل إيجابي بين ثقافة إسلامية أصيلة وسطية وبين مقومات الثقافة الغربية المحلية من أجل إنتاج مسلم سويدي أولا ثم مصري أو تونسي.. ومن مقتضيات ذلك المزاوجة بين تعليم اللغات المحلية ولغة الأم، ودوام تواصل الأجيال الجديدة مع بلد المنشأ، وهناك مهام أخرى من طبيعة سلطانية لا تتم إلا بتعاون بين المراكز الإسلامية وفيما بينها وبين النظام الحاكم، من مثل مواجهة آفة البطالة والطرد من المدارس وتوفير فرص أكبر أمام بروز قيادات إسلامية في كل المستويات السياسية عبر الانخراط في كل الأحزاب القائمة، وعبر الوظائف الإدارية القيادية وتشجيع الشباب الإسلامي على الاستثمار وعبر التدريب الإعلامي وتمويل المؤسسات الإسلامية للقيام على تدريب الشباب الإسلامي في كل المستويات. واضح أن الخطاب الإسلامي في الغرب مطلوب أن يتطور في كل اتجاه، في اتجاه إسلامي جامع لكل مكونات هذا الوجود، متجاوزا الحدود القطرية والاختلافات الحزبية والمذهبية باحثا عن الإجماع.   وذلك حتى يمكن لهذا الكم الإسلامي الممزق أن يكتشف مصالحه الجامعة ويعبر عنها تعبيرا واحدا، وأن يتطور في اتجاه الأجيال الجديدة متوجها إليها بلغاتها حاملا همومها مستوعبا مشاكلها، وأن يتطور في اتجاه أبناء البلد الأصليين حاملا خطابا إسلاميا وطنيا بأثواب قيمية إنسانية جامعة مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان ومكانة الآداب والفنون ومكانة المرأة والدفاع عن مقومات الوطنية. يضاف إلى ذلك ضرورة البحث عن وفاقات وعقد تحالفات مع القوى التحررية في البلد في سياق ثقافة إسلامية غربية سويدية فرنسية ألمانية..إلخ، على غرار ما أنتج الإسلام من ثقافات قومية مثل الثقافة الإسلامية التركية والثقافة الإسلامية الفارسية والعربية والأفريقية..إلخ. أخيرا.. إن المؤكد أن الإسلام الغربي يمثل أهم تطورات عصرنا، وهو مرشح لأن يكون له دور مهم جدا في مستقبل علاقات الإسلام بالغرب كجسر تواصل وتقارب قد ينتهي بوضع حد نهائي لعلاقات الحرب، فاتحا عهدا جديدا من التعارف والتعاون.. « وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا » (سورة الحجرات). —————– (*) مفكر تونسي   (المصدر: موقع الجزيرة نت(الدوحة – قطر) بتاريخ 25 فيفري 2009)


مُنذر ثابت… المثقف/السياسي
 
1:سؤال الهوية في ندوة بعنوان »الثقافة البديلة » بمقر « الحزب الاجتماعي التحرري » أثار السيد المنذر ثابت الأمين العام للحزب أسئلة عديدة متمحورة حول « الهوية »و »الإنتماء » وحول »الثقافة المأزومة » و »إيديولوجيا الأزمة »و »عودة الوعي الزائف »… و »نصيب العقل العربي في البناء الحضاري » … أسئلة تطرحُ لأول مرة في صلب الحزب جريئة وواضحة، فسحت المجال واسعا للمتدخلين يُبدون ما يرون ويسألون… 2:منذر ثابت :الإنتشاء الفكري والتدويخ السياسي!! ينساب بليغا وعميقا إذ يتكلم في الأفكار ويثير الأسئلة ويحرك خثار التاريخ ويقلب المفاهيم « ولم يكن مفهوم الحضارة إلا مجرد قشرة أخلاقية جمّلت حقيقة التاريخ باعتباره عنفا يُؤكدُ محدودية العقل. ومن نافل القول التأكيد بأن العلاقات الدولية في هذه الألفية الجديدة لا تزال محكومة بعنجهية القدرة على العنف وبآلية القوة الفارضة مقابل عجز القيم الأخلاقية والقانونية على تغيير مجرى الواقع .. » تكوينه الفلسفي وتجربته الطلابية في الجدل الإيديولوجي يسمحان له بالتواصل والتدافع الفكريين مع كل المسارب والمشارب باقتدار ورحابة صدر… يدعو إلى تدقيق المفاهيم في موضوع الهوية وإلى تأكيد حق الإختلاف والتنوع داخل عنوان الإنتماء… ويُحذرُ من « استفاقة الوعي المقلوب » بسبب الفوضى الدولية و »فوضى الحرية »!! « تقهقر الوعي » جزء من قانون التاريخ ولا خوف على « حتمية التطور »… ـ تونسيا يتساءل السيد المنذر إن كان ثمة أزمة ثقافة وأزمة هوية؟ ويتساءلُ إن كان ثمة حالة كبت لرموز الهوية والانتماء؟ أجابت ـ تلقائيا ـ طالبة من الحاضرات أنها لا تعرف رموز بلادها !! رغم أن السيد المنذر تغلبُ على خطابه مفرداتٌ فلسفية وثقافية ورغم ثقته بمعارفه وبقدرته على التدافع الهادئ مع أي خطاب ورغم تأكيده على « إن الغاية من السياسة هي تحديد الإنسان في علاقته بنفسه وبما حولهُ  » إلا أنهُ سرعان ما « ينضبط » للاصطفاف السياسي فيضيق مجالُ إبداعه ومدى أسئلته فيستعجل الإجابة عن أسئلة يفترض ـ فلسفيا ـ أن تأخذ حظها من التقليب والتأمل والجدل. 2 يكادُ ينفي عن العرب أي دور في الإبداع الحضاري… أسماء المبدعين من المسلمين لم تكن عربية… العربُ كانوا قوة مُحاربة ـ يقول السيد المنذر ـ هل كانت الثقافة الإسلامية ثقافة مقتحمة ـ بالقوة ـ مثلما هو حال ثقافة الغالبين اليوم ؟ يسألني السيد ثابت إذ قلتُ: إن الثقافة الإسلامية منفتحة وإن ثقافة الغرب الغالب مُقتحمة وداهمة… كان يستمعُ بانتباه ورحابة صدر ويتدافعُ بأدب حوارٍ حين قلت لهُ » أرجو ألا تدفعني لخطبةٍ جُمعيةٍ » ثمّ استرسلتُ في استحضار آياتٍ وأحاديثَ تنفي شبهاتِ العنف والإكراه عن الإسلام وتؤكد أن القتال لم يكن إلا دفاعا… لا يعنيني إن كان ما ذكرتهُ مقنعا ولكن الذي يعنيني أن الذي ربما لم يقتنع كان يُجيدُ الاستماع ويُتقن الحوار… كان مثقفا قبل أن يكون سياسيا. الأسئلة أخطرُ من الأجوبة والتدافع أجدى من التواضع…ولسنا في عجلة من أمرنا فنجيبُ على قضايا « مزمنة »… من المهم تحريكُ « خمائر التاريخ  » وتقليب المشاهد الثقافية والحضارية ولكن دون ادعاء امتلاك الأجوبة ودون تعالٍ على إرثٍ لم نقدر بعدُ على تقديرِ أسراره… ليسَ كلامًا في السياسة… ولكنني أعتقد أن الحزب الاجتماعي التحرري     ـ بقيادته المثقفة والنشيطة وبنزوعه التحرري وبخطابه الإجتماعي وبعناصره المتوازنة والمنضبطة  ـ بإمكانه الإسهامُ بعمق في تنشيط الوعي بأسئلة الهوية وعلامات الإنتماء… بإمكانه الإقترابُ من مجال اهتمام الشباب والمثقفين وعموم المواطنين… ويرى أصحابُ رأي أن السيد المنذر قادر على تصريف أمور حزب أوسع وأكبرَ مما عليه حزبهُ اليوم كما يعتقدون بقدرته على تفعيل حوار حقيقي في قضايا الهوية والانتماء ومعاني الحرية والمواطنة وجدل الإختلاف والإئتلاف .  وإذا استطاعَ السيد منذر ثابت ترجمة ً عملية ً لقولته العميقة: »الغاية من السياسة تحديدُ الإنسان في علاقته بذاته وبما حولهُ » فسيكون ُ عنوانا عمليا « للمثقف السياسي ».                                                  بحري العرفاوي تونس: 21:02:2009


سلطة الإعلام المرئي

 
عبد السلام المسدّي 
عندما غزت جيوش الولايات المتحدة أفغانستان انتقاماً لتفجيرات نيويورك لم يكن للشاشة التلفزيونية الحظ الذي كانت تنتظره بقدر حجم الحدث وأبعاده، ولم توفر الجيوش الغازية مادة إعلامية تتيح للصورة أن تمارس سلطتها الجديدة في إحلال منطق المخيال محل منطق الوعي بعد إحلال منطق الوعي محل منطق الواقع، فما تناقلته الشاشات لم تتحقق فيه أشراط الرمزيّة القصوى كمشهد يستقطب مُجريات الأحداث فيختزل جَمْعها في مفردة مرئية. ثم انطلق غزو العراق، بدأ يوم 20 مارس 2003 وانتهى –بمنطق الغزاة– يوم 9 أبريل 2003، وظهرت الصورة الرمزية لتختزل التاريخ في مشهد، هو مشهد الدبابة تقف قبالة تمثال صدام حسين، ويتسلق على ذراع فوهتها جندي أميركي، بيده علم الولايات المتحدة يغلف به وجه صدام حسين، ثم تنطلق الدبابة تجر التمثال، فينثني منحنياً يَشدّه عمود مزدوج من المعدن المحوري، وتتوقف الجرارة برهة، وتختفي من مشهد الصورة، ثم تستأنف الجرّ -دون أن نراها- بعد أن رسّخت صورة التمثال وهو راكع كأنه مشدود يتهاوى دون أن يتهاوى، بعدئذ يسقط التمثال مجروراً بحبل معدني سميك مشدود في عنقه.. ثم كانت للمشهد ذيول من الصورة. أهمها تهافت جمع من المتفرجين بين كهول وأطفال يَصْفعون بنعالهم رأسَ التمثال وقد هوى، وكل الرمزية القصوى، تلك التي تجسّد مفهوم المخيال المفارِق، إنما تكمن في تخدير الوعي، واستلاب يقظة المدارك، حتى يترسب في الذهن أن المشهد يَعْرض شخص صدام حسين لا تمثال صدام حسين. وبهذه الآلية نفسها نرى على التلفزيون أحياناً مشاهد تعرض جمعاً من المتظاهرين يحرقون علم بلد من البلدان، أو يدوسون على صورة رئيسها بأحذيتهم، وكل ذلك تشغيلٌ لمنطق استدعاء عامل الرمز ليحلّ محلّ عالم الواقع، تماما كما سبق لصدام حسين -إثر حرب إخراج جيوشه من الكويت بزعامة الولايات المتحدة- أن بسط في مدخل فندق الرشيد صورة جورج بوش (الأب) منقوشة في الرخام المفروش بلاطاً مثبّتاً تدوسها الأقدام غدوّاً ورواحاً. وهكذا حاول عتاة الاستراتيجيات الرمزية أن يثبّتوا في اللاوعي الجمعي «صورة-ناسخة» تلغي مفعول الصورة الأخرى، هو مشهد من ليّ الذراع الذهني: التاسعُ من أبريل يصرع الحادي عشر من سبتمبر. ويأتي بعد ثلاثة أسابيع المشهد الذي يريد برمزيته الكثيفة الإجهاز النهائي على رواسب تفجيرات نيويورك، إنه مشهد جورج بوش – يوم غرة مايو 2003- على حاملة الطائرات إبراهام لنكولن معلناً «انتهاء العمليات العسكرية» ورافعاً الشعار المكتوب بالأحرف العملاقة: «أنجزت المُهِمّة». وتمر الأيام، ويأتي مشهد جديد تم توظيف كل آليات الشحن الترميزي لإكسابه مباهج الانتصار العسكري، والانتصارُ في الحرب قيمة استعلائية في منطق التاريخ ممزوجة بمضامين الثأر والانتقام، ولكن الابتهاج بالنصر والاحتفاءَ به علناً هو تركة ثقافية تشد الإنسان إلى غرائز التاريخ أكثر مما تربطه بمنجزاته الإنسانية المطلقة. ويتوالى الزمن، وتبرز صور على الشاشة تعيد إلى الذاكرة أدوات الخلط بين الحدث الواقعي وتوضيبه حتى يخرج به عن أمانة نقل الحدث كي يتم شحنه باختزال صامت، فإذا بالمشهد المفارق يصنع لنفسه بلاغة يعجز الكلام عن صنعها، مشهد القبض على صدام حسين في مغارته، وكل ما رافقه من حركات رمزية، من تركيز الكاميرا على فوهة المغارة، إلى الفحص الطبي وهو يجول بين الفم والأضراس ومنابت شعر الرأس، وإذ قد قفز المشهد المنقول على عملية إخراجه من المغارة فقد يسرح بك اللاوعي الغامض إلى أن تتصور أن الفحص الطبي قد وقع لحظة العثور عليه، أي في مكان القبض، وبالتالي فقد تم في المغارة. ولك أن تحبّر ما يعنّ لك من الأدبيات في الثأر والشماتة والإذلال، ولك أن تستطرد إلى ما سرّبَه الأميركيون في حيثيات العثور على صدام حسين من أنها وشاية أحد أقربائه، باعه وتقاضى، فأعد الأميركيون عملية القبض وأطلقوا عليها اسم «الفجر الأحمر»، وكان ذلك يوم 13 ديسمبر 2003. وقد لا يرقى شيء من ذلك إلى مرتبة التهديف الاستراتيجي، غير أن مسكوتاً عنه واحداً يظل يمور بتموجاته خلف زجاج الوعي المتخدّر. إنها العبارة الطائشة التي قالها جورج بوش ليصيب بها هدفاً، فأخطأها وأخطأته، ولكنها أصابت هدفاً آخر، عبارته تلك هي: «ائتوني به حياً أو ميتاً» قالها يوم انطلق يغزو أفغانستان باحثاً عن المتهم الأكبر في أحداث نيويورك، وأتم مدته الرئاسية المتكررة، ولم يصب الهدف. وتمر الأيام، ويكون يومُ 30 ديسمبر 2006، فتقفز سلطة الصورة إلى الأمام فتتجلى بكل سطوتها، هو مشهد إعدام صدام حسين بتوضيب مشهديّ يريد به صناع الفضاء الرمزي الأقصى غسلَ الذاكرة نهائياً من صورة البرجين المتهاويين، وهنا يتعين استدعاء قرينة سيميائية تجْلي لنا سلطة الفضاء الرمزي عبر الصورة الموضبة، والاشتغال على تخييل واقعٍ يفارق الواقعَ المعيش وإن انطلق منه. فمشهد الإعدام المعروض لم نر فيه جثة معلقة، متلاشية الأطراف، قد فارقتها الروح، ولم نر فيه لساناً متدلياً كما نرى في الأشرطة الوثائقية عن الحرب العالمية الثانية، فعملية الشنق بمعناها الدقيق لم نرها، لأن المشهد لم يعرضها علينا، فتركونا نتخيل بأنفسنا ذلك، كل منا على حسب ثراء مخياله، وأوحوا إلينا به عن طريق صعقة أرضية لجُرْمٍ وقع عليها دفعة واحدة، وهو عند التحقيق أمر لا معنى له، ولا صدقية فيه، فقد جرى العرف أن الجثة بعد مفارقة الروح يُنزل بها بالتدريج ليفحصها الطبيب الشرعي ويكتب شهادة الوفاة. وحين ارتبك الأميركيون في معادلة التحالفات العراقية والتحالفات المضادة، وأفلت الأمر من أيديهم، وبدا لهم أن يؤلبوا على نوري المالكي من كانوا حوله، سرّبوا معلومات تفيد بأن صدام حسين لم يمت بحبل المشنقة، ولم يدوّن الطبيب الشرعي وفاته هناك، وإنما أخذوه حياً إلى بيت المالكي، وأجهزوا عليه طعناً بالخناجر على مرأى مَن كان يرى… وتسأل أنت: أحق أم افتراء؟ فلا أحد يجيبك.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) 25 فيفري 2009)


أردوغان: كيف تعترف حماس بإسرائيل دون اعتراف نتنياهو بفلسطين؟

  

 
تساءل رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في مقابلة مع صحيفة غارديان البريطانية عما إذا كان اليمين الإسرائيلي مستعدا للاعتراف بدولة فلسطينية في ظل الضغط على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) للاعتراف بإسرائيل, كما كشف عن وساطة تركية لتنقية الأجواء بين طهران وواشنطن. فقد جدد أردوغان في مقابلته انتقاده لإسرائيل بشأن عدوانها الأخير على غزة, مطالبا رئيس الوزراء الإسرائيلي المعين بنيامين نتنياهو بالاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته. توقعت الصحيفة أن يؤدي تشبيه أردوغان رفض حماس الاعتراف بدولة إسرائيل برفض نتنياهو مبدأ إقامة الدولة الفلسطينية إلى مزيد من الغضب في أوساط المسؤولين الإسرائيليين. وقال أردوغان بالحرف « لقد طلبنا دائما من حماس أن تتصرف بشكل مغاير لأننا نؤيد حل الدولتين: فلسطين وإسرائيل, وعليهم أن يقبلوا بذلك كما أن على إسرائيل أن تقبل بدولة فلسطينية ». ثم تساءل رئيس الوزراء التركي قائلا « هل يقبل اليمين الإسرائيلي بدولة فلسطينية؟ إنهم لا يزالون يرفضون ذلك وفي المقابل يطلب من الفلسطينيين الاعتراف بإسرائيل, الآن اذهب إلى نتنياهو واسأله إن كان يقبل بدولة فلسطينية ». وشدد أردوغان على أن أي حل للقضية الفلسطينية يجب أن يشمل حركة حماس التي سماها حركة « التغيير والإصلاح ». من ناحية أخرى قال أردوغان إن إيران طلبت من تركيا مساعدتها في حل نزاعها مع الولايات المتحدة المستمر منذ 30 عاما تمهيدا لاستعادة العلاقات بين البلدين. وذكر أن طلب المسؤولين الإيرانيين كان قبل انتهاء ولاية رئاسة جورج دبليو بوش, مشيرا إلى أنه أوصل الرسالة حينها إلى البيت الأبيض. وأضاف أنه يفكر في إثارة هذه المسألة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي قال إنه ينوي التعاطي مع إيران خلال قمة العشرين التي ستعقد بلندن في أبريل/نيسان القادم. لكن ردة فعل المسؤولين الأميركيين على مقترح الوساطة التركية شابها في الماضي –حسب الصحيفة- نوع من التوجس. لكن غارديان أكدت أن مثل هذه الفكرة قد تحظى بمزيد من الاهتمام في ظل إدارة أوباما التي تعد مراجعة شاملة لسياسة واشنطن بعد تعهد أوباما بالتعامل مع إيران، إن هي خففت من تشدد مواقفها. ونبهت إلى تزامن تصريحات أردوغان بشأن إيران مع تعيين وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الدبلوماسي دنيس روس مبعوثا خاصا لها مكلفا بالملف الإيراني. الصحيفة أبرزت قول روس في مقال له في سبتمبر/أيلول الماضي بأن المقاربة المبدئية تجاه إيران يجب أن تكون عبر « قناة خلفية سرية ومباشرة ». وقد ساعد نمو التبادل التجاري بين إيران وتركيا في السنوات الأخيرة في توطيد العلاقات بين البلدين, فتركيا تستورد ثلث حاجياتها من الغاز من إيران كما أنها وقعت اتفاقيات أولية للاستثمار بكثافة في قطاع الغاز الإيراني. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) نقلا عن صحيفة الغارديان بتاريخ 25 فيفري 2009)


لا يستقيم وعينا الديموقراطي من دون تفكير ذاك «الاستثناء»

بقلم: صالح بشير (رحمه الله)    

 
* نُشر هذا المقال، على هذه الصفحة، بتاريخ 21/8/2005 قد يخطئ علمانيو العرب وديموقراطيوهم وتحديثيوهم، سواء أُطلقت عليهم تلك الصفات عن وجه حق، أو على سبيل التجاوز السخيّ أو زعَمها بعضهم لنفسه إدعاءً، إذ يعتبرون أن ما يعيق دعواتهم ويقف في وجهها عقبةً كأداء إنما هو حصرا بُنى مجتمعاتهم وتكلس سلطاتها وتعسفها والتيارات الدينية، تقليدية كانت، تستنكف عن أي تغيير، أم ثورية نكوصية (على ما بين النعتين من تنافر ظاهري)، تعبر عنها وتنهض بها المجموعات النضالية والجهادية. القول بذلك لا يجانب الصواب طبعا، ولا ينكره أحد، وقد يأخذ به أو ببعضه حتى من لم يكن ديموقراطيا أو علمانيا أو تحديثيا. لكن المأخذ عليه، وعلى الاقتصار عليه، أنه تعميمي لا تخصيصي، وأنه مقلد لا مجدد، يكتفي بتكرار وباستحضار إرث التنوير الأوروبي ومقولاته الكلاسيكية، في صيغة لها إيديولوجية رثّة في الغالب، ودون الإحاطة بخلفياتها الفلسفية والتاريخية، ودون القدرة على ذلك، من قبل نُخبٍ لدينا تستعجل التنظير والتصدي لإنتاج الفكر والظفر بلقب المفكر (وهذا أمر هيّن في بلدان العُرب)، دون أن تستوفي عدّة وشروط الاضطلاع بمثل تلك المهمّة. ونتاج ذلك، أو بعض نتاجه، أقله في هذا المجال وبصرف النظر عن التيارات والمشارب الأخرى (وهي ليست أفضل حالا)، وضع الفكر والثقافة السياسيين في ربوعنا، وذهولهما المقيم عن خصوصيات كثيرة، يطول الخوض فيها ولا تتسع لها هذه العجالة، بحيث لا يمكننا إلا الاكفتاء بإحداها، ممثلة في الظاهرة الإسرائيلية، وفي مفعولها أو دورها الداحض والناقـــض للديموقراطـــية في بلداننا كما يفهمها دعاتُها المحليون، إذ تستوي الدولة العبرية وتجــربتها تحديا، نظريا وفكريا، قصّرت نخب المنطقة، تلك التحديثية منها الناشدة التقدم على وجه التخصيص، في إدراكه والتصدي له. نحن، بطبيعة الحال، لا نرمي من هذا الكلام إلى استعادة وتسويغ تلك الحجة البائسة التي كثيرا ما لاكها ويلوكها المستبدون العرب، من أهل السلطة أو من أهل الإيديولوجيا، من أن قيام الدولة العبرية ووجودها، هو الذي حال دون استتباب الديموقراطية في بلداننا وأجهضه. وهو أمر، إن سلمنا جدلا بصحته، لا يرى المرء كيف ينطبق على كيانات تقع في الأطراف، نائية عن ساحة المعركة. هذا ناهيك عن أن إسرائيل ذاتها هي من يقدم الدحض الأبلغ لهذه الحجة، وهي التي أفلحت في الحفاظ على ديموقراطية نظامها، رغم الحروب والعداء الذي حاصرها، وشكل تهديدا لوجودها، أو هكذا خُيّل لها في بعض الأطوار، دون أن يفكر جنرالاتها في الانقضاض على السلطة بذريعة إنقاذ الوطن. كما أننا لن نسعى حتى إلى محاكمة الأنموذج الإسرائيلي باسم القيم الديموقراطية التي يدعيها ويخلّ بها إذ يرتضي اضطهاد الغير، على اعتبار أن ذلك، إضافة إلى ممارسات الغرب عموما، إبان الفترة الاستعمارية وبعدها، كان له بالغ الأثر في تشويه الفكرة الديموقراطية في بلدان المنطقة ولدى أبنائها. وربما أظهر تلك الفكرة على أنها ليست أكثر من بناء إيديولوجي مثل سواه، يخفي خلف برّاق شعاراته واقعا من الإجحاف. بل ما نعنيه يتجاوز ذلك ويتعداه إلى القول بأن الظاهرة الإسرائيلية تمثل تحديا مبرما ناقضا للأقانيم التي يحسبها ديموقراطيونا وتحديثيونا وعلمانيونا الشرط الضروري لكل نصاب ديموقراطي، بحيث ينتفي مثل ذلك النصاب بانتفائها. والحال أن الدولة العبرية ديموقراطية، وإنْ لمواطنيها من اليهود على نحو حصري أو يكاد، بالضد من ذلك الشرط الضروري المُفترض. فهي تأسست، ككيان وليس فقط كنظام حكم، على إرادة إيديولوجية، تتوخى، مثلها في ذلك مثل كل إرادة إيديولوجية، النبذ والإقصاء (حتى حيال اليهود غير الصهاينة) وتطويع التاريخ بالعنف، وقسر الشروط التاريخية لبلوغ هدف محدد سلفا وما كان يمكن لتلك الشروط التاريخية، بمفردها ووفق ديناميكيتها الخاصة، أن تفضي إليه، ما قد يجعل الصهيونية، فكريا، في عداد الإيديولوجيات التوتاليتارية التي شهدتها أوروبا النصف الأول من القرن العشرين. لكنها أفضت، من حيث نظام الحكم، ووفق التحديدات التي سبقت الإشارة إليها، إلى نتيجة مناقضة. كما أن للظاهرة الإسرائيلية ملمحا آخر، يُفترض أنه ينافي الأسس التي تقوم عليها الكيانات الديموقراطية والحديثة، هو تأسسها على خرافة تاريخية، وإعادة أحيائها بالضد من كل بديهية موضوعية، هي العودة إلى أرض كان يقيم فيها اليهود منذ آلاف السنين، وانتحال ذلك على أنه مصدر شرعية تاريخية من ناحية، ومن ناحية أخرى قيام الكيان على الانتماء الديني لا على الانتماء المدني، وتأسيس المواطنة عليه، بجعل الانتماء المدني، الذي تُفترض فيه النسبية والرابطة القانونية، مشروطا بالانتماء الديني، المطلق والمتسامي على كل قانون بشري، ليس فقط في علاقة الدولة بمواطنيها، بل أيضا في علاقاتها بمحيطها، ما دامت الخرائط الوحيدة التي تعترف بها إسرائيل، هي تلك الواردة في الكتاب المقدس. وهكذا، تستـــوي الظاهرة الإسرائيليــــة تسفيهـــاً ماثلا متفعِّلا في التاريخ، لكل ما يسوقه ديموقراطيونا عادةًَ شروطا لا بد من تحقيقها من أجل التحرر والتقدم وبلوغ الديموقراطية. ولعل ذلك ما يفسر تلك المفارقة التي مفادها أن الظاهرة الإسرائيلية ربما كانت أفعل في إلهام الحركات الإسلامية من سواها، تلك التي رأت فيها نموذجا على ما يمكن أن تحققه أمة مؤمنيـــن (فـــي المقام الأول، وأمة مواطنين عرضا). كما أن اعتبـــار فلسطيـــن أرض وقف إسلامي لا يجوز التفاوض عليها قد لا يكون أكثر من صدى لما يذهب إليه الصهاينة من أن الأرض تلك وعد إلهي لليهود. وإذا صح هذا الافتراض، فقد يكون من أوجه جدلية النزاع العربي-الإسرائيلي التي لا يجري التنبه لها عادة. كل ذلك للقول إن فكرا ديموقراطيا كسولا، كذلك المعمول به لدى نخبنا، لن يبلغ مراميه، إن هو لم يواجه ذلك الاستثناء الإسرائيلي، إدراكا وتجاوزا، على ما حاولنا تبيانه في هذه العجالة، التي تطرح (بعض) أسئلة أكثر مما تجزم بأجوبة. (المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 فيفري 2009)
 
 

هذا المكان لصالح بشير
 
حازم صاغيّة (*) لم تصل المقالة، هذه المرّة، يوم الخميس. لقد انقضى معظم ذاك النهار ولم تصل. والعادة كانت قد جرت على هذا النحو منذ عقد ونصف العقد تقريباً، واظب صالح بشير خلالهما على كتابة عموده الأسبوعيّ لـ»تيّارات». وصلتني، في المقابل، مكالمة من محمّد الحدّاد الذي كان صوته الآتي من تونس مرتجّاً مضطرباً، التليفون البعيد ينهش بعض أحرفه ويؤرجح بعضها الآخر. لكن الخبر بدا مفهوماً من كلمتيه الأوليين. قال محمّد إنّه سينقل لي نبأً بالغ السوء، فعرفت أنّه صالح. ذاك أن صالح بشير عاش كأنّه متّجه إلى هناك، لا حبّاً منه بالموت ولا كرهاً بالحياة، بل لأنه هكذا. منذ اليوم الأوّل الذي تعرّفت فيه إليه بدا غير متشبّث بشيء. لا ببلد ولا بأهل ولا بمال ولا بجاه ولا بمكانة أو موقع. «كذا أنا يا دنيا»، وما من داع لتنازل أو تكيّف من أيّ نوع. فهو لم يشأ لنفسه أن يكون مثقّف هامش فحسب، بل أن يكون إنسان هامش أيضاً. لم يكتب في حياته كتاباً، وكان يضجّ بأفكار تخرج منها مجلّدات. وكان من بالغ الصعوبة أن تجده في صورة أو أن تعثر له على رسم. ومن المستحيل أن ترى صالح لابساً ربطة عنق أو محاضراً في منتدى وجهاء أو حاملاً محفظة سمسونايت. وكانت الكلمات – الألقاب مما لا يجيد نطقه، فلم يتلفّظ مرّة بـ «أستاذ» ناهيك عن الكلمات الأرفع رتبة في المقامات والأنظمة، مفضّلاً، عند الاضطرار، القفز من فوق هذه العتبة المرتفعة. وكم كان ليضحك لو عرف بأن بعضهم سيسمّيه، إثر وفاته، «مفكّراً»؟ جاء صالح إلى لبنان في عداد شبّان عرب كثيرين أرادوا أن يعيشوا على مقربة من الثورة الفلسطينيّة، واستطراداً، من «المشرق»، كما لا يزال يقول أهل «المغرب»، ومن قضاياه. وكان قد مرّ على بغداد وعمّان قبل أن يحطّ في بيروت ويعمل في جريدة «السفير»، حيث التقينا، مترجماً عن الفرنسيّة ثمّ كاتباً. فكان يشبه ما كنّا نقرأه عن رحّالة جوّالين، سياسيّين أو مناضلين أو كتّاب، في زمن لم تكن حدود دوله قد ارتسمت، يضربون وتدهم في كلّ أرض ولا يطلبون سوى خيمة يؤون إليها، ما كان قبلها أتى عليه الرمل فمحاه، وما سوف يليها يُنظر فيه في حينه. وأرض صالح ما ونت مذّاك تتّسع وتكبر. فإذ أجلاه اجتياح 1982 الإسرائيليّ، في من أجلى، أقام في باريس فكتب في «اليوم السابع» وغيرها وظلّ هناك سنوات انتقل بعدها إلى روما، ثم رجع إليها فأسّس فيها موقع «الأوان» الالكترونيّ، الثقافيّ والفكريّ، قبل أن يغادرها عائداً إلى بلده تونس. لقد تمّت الدورة واكتملت بالعودة إلى الأهل، والعودات أحياناً موت وجثث تُستَردّ. وفي عداد تلك الدورة كانت تمرّ سنوات لا يملك صالح فيها شروى نقير ولا يحمل جواز سفر، وكان يموت له أخ أو أمّ في الوطن البعيد فلا يعرف بالأمر أيّ من أصدقائه إلاّ بالصدف المحضة. فصالح، ربّما خوفاً من مظهر الضعف وكرهاً منه للشفقة، وربّما خوفاً من ابتذال المشاعر واستدعاء ابتذالها من الآخرين، كان خزانة حياته الشخصيّة المقفلة بإحكام. فكان جوزف، مثلاً، يسأل ممازحاً: «هل أنتم متأكّدون من أن اسمه صالح بشير؟». لكنّه، في هذه الغضون، فقد أحد ولديه الذي اختطفه السرطان وهو في الثانية العشرين، فكان ذلك الموت الأوّل، أو أوّل الموت، ينزل بصالح الذي لم يُسمع له صراخ. فعندما يجدّ الجدّ لا يكون صالح إلاّ وحيداً، ممارساً بالكبرياء التي فيه كبرياءه، منطوياً على ألم لا ينبغي لعين أن تراه. وبقدر ما كان قاسياً على نفسه، كان خصماً سهلاً للموت، وسهلٌ استفراد الموت له، بلا أهل ولا وطن ولا عائلة ولا مال ولا معارف، أمّا في الأصدقاء فكانت حصّته منهم قليلة أيضاً. وزاد في تلك السهولة سوء العلاقة بين صالح والأطبّاء الذين آثر أن يواجه ضيق تنفّسه في الأشهر الأخيرة، من دونهم، معوّلاً على السجائر وحدها! فلم يوجد من يخبّر عن وفاته، هو المقيم وحده المزروع في عزلته زرعاً، إلاّ حنفيّة الماء التي تركها تنزّ فتزعج الجيران الذين فتحوا الباب على جثّته. وبرحيل صالح، تخسر الكلمة الدقيقة، المفكَّرة، أحد أبرز أسيادها. فقد سقط أخيراً أريستوقراطيّ التعبير، الرفيع القول، الذي لم يهبط مرّة إلى الابتذال أو الرخص أو الشعبويّة، متمسّكاً بكتابته «الصعبة»، لا يريد ان يغوي ويجتذب القرّاء وشعبيّتهم. فهو لطالما انشدّ إلى ما وراء السبب الشائع وإلى ما تحت القناعات السائدة كاشفاً عن بنية خفيّة أو صامتة تقوم عليها، سائلاً دائماً، مجيباً قليلاً، شجاعاً في إعادة النظر بقناعاته، جاعلاً اللغة ترقى إلى مصاف الأفكار والأفكار إلى مصاف اللغة، عادلاً ونزيهاً في أحكامه، دالاًّ إلى العميق في ما يتراءى بسيطاً، وإلى المركّب في ما يتبدّى شتيتاً متناثراً. وهاأنــذا أحـــذف إسـماً آخر ورقماً آخر من تليفوني ومن مفكّرتي. فقد مات صالح، ولوطأة الرمز في موته قوّة ساحقة، بعد ذكرى وفاة ميّ بثلاثة أيّام وقبل ذكرى وفاة جوزف بثلاثة أيّام أخرى. وهؤلاء يموتون من دون أن يقول لهم طبيب قلّلوا الملح أو زاولوا المشي. إنّهم هكذا يموتون كما في المعارك، أو في الملاحم، فيغيّروننا بأن يضعونا على تخوم الخرافة، ويأخذون الكثير منّا فيما نراهم يبتعدون، وهم لا يعرفون. (*) كاتب لبناني (المصدر: ملحق « تيارات » بصحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 22 فيفري 2009)


موت السياسة في مصر

  

 
فهمي هويدي (*) الخبر السار أن العديد من الفئات في مصر أصبحت تنتفض وتلجأ إلى الإضراب لكي تضغط على الحكومة دفاعا عن مصالحها، أما الخبر المحزن فهو أن مصالح الوطن لم تعد تجد قوة تغار عليها وتضغط بدورها للدفاع عنها. 1 أصبحت الإضرابات عنوانا ثابتا على جدران مصر. حتى كدنا نسأل من يضرب هذا الصباح؟ بالتالي لم يعد السؤال هل يضرب الناس أم لا، ولكننا صرنا نسأل من عليه الدور ومتى يتم ذلك؟ وهو تطور مهم جدير بالرصد والإثبات. ففي الأسبوع الماضي شهدت مصر أربعة إضرابات للصيادلة والمحامين وأصحاب وسائقي الشاحنات وعمال شركة جنوب الوادي للبترول. وحسب بيانات المرصد النقابي والعمالي في القاهرة، فإن شهر يناير/كانون الثاني من هذا العام شهد 56 احتجاجا بصور مختلفة، وحتى منتصف شهر فبراير/شباط سجل المرصد 32 احتجاجا. وقبل ذلك، في عام 2007 شهدت مصر 756 احتجاجا، راوحت بين الإضراب والاعتصام والتظاهر وتقديم الشكايات إلى الجهات المعنية في الحكومة. وهو ما لم يختلف كثيرا في العام الذي أعقبه 2008. الظاهرة بهذا الحجم جديدة على المجتمع المصري، إذ باستثناء مظاهرات طلاب الجامعات التي عادة ما تقابل بقمع شديد أدى إلى تراجعها في السنوات الأخيرة، فإن التظاهر المعبر عن الاحتجاج والغضب لم يكن من معالم ثقافة المجتمع المصري خلال نصف القرن الأخير على الأقل لأسباب يطول شرحها. فقد خيم السكون على أرجاء مصر طيلة تلك المدة، فلم نسمع صوتا غاضبا للمجتمع لا في الشأن الخاص لفئاته ولا في الشأن العام للبلد. وتعد مظاهرات 18 و19 يناير/كانون الثاني التي خرجت في عام 1977 احتجاجا على رفع الأسعار، وتمرد جنود الأمن المركزي في عام 1986 من التجليات الاستثنائية التي تؤيد القاعدة ولا تنفيها. خلال السنوات الثلاث الأخيرة حدث تحول مهم في حركة المجتمع المصري، إذ في حين لم نكن نسمع له صوتا في الشأن الخاص أو العام، فإننا أصبحنا نسمع أصواتا عدة لفئات فاض بها الكيل ولم تعد تحتمل قسوة الحياة. وهو ما أدى إلى بروز الاهتمام بالشأن الخاص، مع استمرار السكون المخيم المحيط بملف الشأن العام، رغم توالي التحديات التي كانت تستوجب وقفة حازمة من جانب المجتمع. وقائمة تلك التحديات طويلة، إذ راوحت بين تقنين تراجع الحالة الديمقراطية مع تغول المؤسسة الأمنية، وارتفاع مؤشرات الفساد في السلطة، وبيع الأصول المالية للبلد، واستشراء الهيمنة الأجنبية.. إلخ. أما لماذا خرجت الفئات المختلفة عن سكونها المعتاد، فرفعت صوتها محتجة وغاضبة في مواجهة الحكومة، فأغلب الظن أن ذلك راجع إلى سببين جوهريين. أولهما وطأة الضغوط المعيشية التي أثقلت كاهل تلك الفئات، فأفقرت الطبقة الوسطى وسحقت الفقراء، مما دفع أغلب الغاضبين إلى المطالبة بتحسين أحوالهم المادية. أما ثانيهما فيتمثل في سقوط حاجز الخوف من السلطة سواء لأنه « من طالت عصاه قلت هيبته »، كما يقول المثل العربي، أو بسبب الجرأة التي مارستها الصحف المعارضة والمستقلة في نقد السلطة وفضح ممارساتها، مما شجع آخرين على رفع أصواتهم الغاضبة والمحتجة دون وجل. 2 للشيخ محمد الغزالي مقولة أشرت إليها أكثر من مرة ذكر فيها أن انتهاك شرف البنت يقيم الدنيا ولا يقعدها في مجتمعنا، لكن العدوان على شرف الأمة لم يعد يحرك ساكنا فيها. وغني عن البيان أنه لم يكن يهون من شأن انتهاك شرف البنت، لكنه كان يستهول السكوت على العدوان على شرف الأمة، مع ذلك فالمقولة تحتاج إلى مراجعة. ذلك أن غضب الأسرة أو المجتمع الذي يحيط بها لأي عدوان على شرف بنتهم أمر طبيعي لا يحتاج إلى تعبئة وتحريض أو احتشاد، فضلاً عن أن وسائل التعبير عن ذلك الغضب تلقائية ومحدودة، وهى بمقدور كل أحد. أما الغضب لأجل العدوان على شرف الوطن فإنه يحتاج إلى ترتيب مختلف، فذلك أمر يتطلب تعبئة واحتشادا، فضلاً عن أنه يستوجب توفير أوعية تستقطب طاقات الغضب وتوظفها في الاتجاه الصحيح الذي يرد العدوان. وتلك مهمة القوى السياسية المختلفة التي تمثلها الأحزاب، باعتبار أن النخبة الوطنية هي المسؤولة عن تعبئة الرأي العام وقيادته. وهذه النقطة الأخيرة تجرنا إلى صلب الموضوع الذي نحن بصدده. ذلك أنه من الطبيعي أن يغضب الناس وأن يخرجوا عن أطوارهم عندما تضيق بهم سبل الحياة، ويتعلق الأمر بمتطلباتهم المعيشية. ولا ينبغي أن يتوقع أحد منهم أن يتظاهروا من تلقاء أنفسهم دفاعا عن الديمقراطية أو احتجاجا على الفساد أو تزوير الانتخابات أو غير ذلك من قضايا الشأن العام. وهم إذا فعلوها مرة تحت أي ظرف فإنهم سوف يتفرقون بمجرد ظهور جنود الأمن المركزي بثيابهم السوداء وعصيهم الكهربائية، ولن يعودوا إليها مرة أخرى. بكلام آخر فإن الدفاع عن القضايا العامة المتعلقة بحاضر الوطن ومستقبله من المهام الأساسية للأحزاب السياسية باعتبارها الأوعية الشرعية الجامعة للقوى الوطنية. إذ يفترض أن تلك الأحزاب لم تكتسب شرعيتها إلا بعد أن طرحت برامجها التي حددت فيها رؤيتها في حراسة الوطن والسهر على استقراره والسعي إلى النهوض به. وإذا جاز لنا أن نشبه المجتمع بالبشر، فإن الجماهير هي الجسم بكل مكوناته، أما القوى الحية والنخبة السياسية فتشكل الرأس لذلك الجسم. ولا يستطيع الجسم أن يتحرك دون توجيه من الرأس الذي يحتوى على المخ. أردت من كل ذلك أن أقول إننا نظلم الناس ونحملهم أكثر مما يحتملون حين نتهمهم بالتقاعس عن القيام بواجب هو من مسؤولية الأحزاب السياسية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني. وإذا ما حدث ذلك التقاعس فعلينا أن نتساءل أولا عن وضع الرأس، قبل أن نحاكم استجابات الجسم. 3 إذا حاولنا تنزيل هذه الفكرة على الواقع، فسنجد أن مصر تشهد حالة سياسية نادرة. إذ فيها 24 حزبا معترفا بها ولا توجد فيها حياة سياسية. وفيها انتخابات برلمانية وبلدية، ومجلس للشعب وآخر للشورى، ومجالس ثالثة محلية. مع ذلك فلا توجد أي مشاركة سياسية ولا تداول للسلطة ولا مساءلة للحكومة. والأحزاب لا تنشأ إلا بموافقة أمنية بالدرجة الأولى، ومن ثم فإنها تكتسب شرعيتها من تلك الموافقة وليس من التأييد الشعبي لها، الأمر الذي وضعنا بإزاء هرم مقلوب، السلطة فيه هي التي تشكل الأحزاب، وليست الأحزاب هي التي تشكل السلطة. ورغم عملية « الإخصاء » التي تتعرض لها الأحزاب والتي أصبحت شرطا لميلادها، فإنها تتعرض للتكبيل بعد ذلك، بحيث لا يجوز لها -بمقتضى القانون- أن تتواصل مع المجتمع، فتقيم مهرجانا شعبيا أو لقاء جماهيريا خارج مقرها، إلا بعد موافقة الأمن. لا يقف الأمر عند ذلك الحد، لأن الأحزاب على ضعفها وقلة حيلتها تظل موضوعة تحت الرقابة طول الوقت. إذ المطلوب منها في حقيقة الأمر، إما أن تظل جزءا من « الديكور » الديمقراطي، فتصبح شكلا بلا وظيفة أو مضمون، أو أن تتحول إلى أجنحة للحزب الحاكم. وأي خروج عن هذا الإطار يعرض الحزب إما إلى التجميد والمصادرة أو التفجير من الداخل، وما جرى لحزب العمل عبرة للآخرين. ذلك أن الحزب الذي أسسه الراحل إبراهيم شكري أراد أن يمارس دوره بشكل جاد وأن يمثل المعارضة الحقيقية، فصدر قرار تجميده في سنة 2000، وحين تم الطعن في قرار لجنة الأحزاب بالتجميد أمام مجلس الدولة، فإن تقرير مفوض المجلس اعتبر القرار باطلا وغير دستوري وطالب بعودة الحزب، ولكن الحكومة لم تكترث بذلك. ورغم صدور 13 حكما من مجلس الدولة لإعادة إصدار جريدة « الشعب » الناطقة بلسان الحزب، فإن الجهات الأمنية رفضت تنفيذ هذه الأحكام واحدا تلو الآخر. وإذا كان بوسع الحكومة أن تجمد أي حزب يحاول تجاوز الحدود المرسومة، فإنها لا تعدم وسيلة لتفجير الأحزاب من الداخل وتغذية الانشقاقات فيها، وهو ما حدث مع أحزاب الغد والأحرار ومع حزب الوفد. إذ ثبت أن الانشقاقات التي وقعت داخل تلك الأحزاب لم تكن بعيدة عن أصابع الأجهزة الأمنية. ما جرى مع الأحزاب تكرر مع النقابات المهنية التي ربط القانون مستقبلها بقرار من رئيس محكمة استئناف جنوب القاهرة، الذي له حق تحديد مواعيد الترشح لمجالس تلك النقابات، بما يؤدي إلى انتخاب رئيس كل نقابة ومجلس إدارتها. وإذا ما امتنع ذلك القاضي عن تحديد المواعيد -بطلب من أجهزة الأمن- فإن النقابة تجمد أو تستمر تحت الحراسة. نموذج نقابة المهندسين الموضوعة تحت الحراسة منذ 18عاما فاضح في تجسيد هذه الحالة، إذ لأن ثمة قرارا أمنيا بإخضاع النقابة وتأديبها، فإن رئيس المحكمة المذكورة ظل يتهرب من تحديد موعد لانعقاد الجمعية العمومية للنقابة طيلة هذه المدة. والحاصل مع نقابة المهندسين تكرر مع نقابة أطباء الإسكندرية التي وضعت بدورها تحت الحراسة، ومُنع أعضاؤها من ممارسة أي نشاط بداخلها. وإلى جانب ذلك فهناك سبع نقابات أخرى جُمدت فيها الانتخابات منذ ١٦ عاما على الأقل، وهى تضم الفئات التالية، الأطباء والصيادلة والأسنان والبيطريين إضافة إلى المعلمين والتجاريين والزراعيين. الشاهد أن النظام القائم لم يكتفِ باحتكار السلطة فحسب، وإنما عمد أيضا إلى تأميم المجال العام، بحيث لا يعلو صوت في بر مصر فوق صوت الحزب الحاكم، من ثمَّ تطالب كل فعاليات المجتمع وقواه الحية بأن تصبح صدى لذلك الحزب إن لم تنضو تحت لوائه وتَذُبْ فيه. 4 في نهاية المطاف، وبعد 57 عاما من الثورة على النظام الملكي وإعلان الجمهورية أصبح المجتمع المصري جسما بلا رأس، ليس لدي حنين إلى ذلك النظام، لكن ما جرى أن النظام الجمهوري فرغ من مضمونه. إذ تم اختطافه وإقصاء « الجمهور » منه عبر إضعاف وتصفية خلاياه الحية واحدة تلو الأخرى، في حين تحول الوطن إلى « وقف » سُلمت مقاليده ومفاتيحه إلى فئة بذاتها أدارته وتوارثته جيلا بعد جيل. الإضعاف والتصفية أفضيا إلى موت الحياة السياسية، مع الاعتذار للجنة السياسات. إذ تم تغييب مختلف المؤسسات المدنية الفاعلة، بحيث لم يبقَ في الساحة سوى المؤسسة الأمنية. ورغم امتلاء الفضاء المصري بالأحزاب فإنك إذا رفعت عينيك عن الصحف ومددت بصرك في ذلك الفضاء، فلن ترى شيئا، لكنك ستلمح على البعد « خيال مآتة » (الفزاعة باللهجة المصرية) تتقاذفه الرياح كتب عليه « الحزب الديمقراطي »، الأمر الذي قد يجعلك تنفجر بالبكاء أو تستسلم لضحك هستيري يظل صداه يتردد في الفضاء بلا توقف. حين يعلن موت الحياة السياسية فإنه يصبح عبثيا التساؤل عن غيرة الناس على مصالح الوطن، إذ ينبغي أن يشعر هؤلاء بأنهم مواطنون أولا، وأن تعود الحياة إلى الرأس المعطل ثانيا، وأن نكف عن الكذب والخداع ثالثا، وبعد ذلك نتكلم في الموضوع. (*) كاتب مصري (المصدر: موقع الجزيرة (الدوحة – قطر) بتاريخ 24 فيفري 2009)


هل يحق لغير المصري انتقاد النظام المصري؟

 
ياسر الزعاترة 
كان عنوان هذا المقال من الأسئلة المهمة التي طرحت نفسها كجزء من تداعيات الهجمة الصهيونية البشعة على قطاع غزة، مع أنه ليس بالسؤال الجديد، إذ سبق أن طرح مراراً وتكراراً في السابق، وإن على نحو أقل حدة من هذه المرة الأخيرة. في هذه المرة صبّت الجماهير العربية والإسلامية جام غضبها على النظام المصري، أحياناً أكثر من الصهاينة أنفسهم، إذ توجهت مسيرات كثيرة نحو السفارات المصرية في عدد كبير من العواصم، ووصل الحال ببعض المتظاهرين إلى حد رميها بالأحذية، ولا تسأل قبل ذلك وبعده عما قيل عن النظام في التغطيات والمقالات والمقابلات التي تابعت الحدث ساعة بساعة. في هذا السياق وقعت إشكالات كثيرة بين عدد من إخواننا المصريين العاملين في وسائل الإعلام العربية في الخارج بسبب التغطيات التي وجدوا فيها انحيازاً ضدهم، كما توجه بعضهم بالكثير من الغضب نحو بعض الرموز بعينها كما هي حال السيد حسن نصرالله الذي تعرض لوصلات ردح رهيبة في وسائل الإعلام الرسمية بسبب دعوته الجماهير المصرية والجيش المصري إلى التمرد لنصرة إخوانهم في قطاع غزة. ثمة نظرية يتداولها الكثيرون، خلاصتها أن المصري لا يحتمل انتقاد نظامه من قبل أي أحد، حتى لو مارس هو أعلى درجات الهجاء بحقه، ولا ندري ما هو تفسير هذه القضية؟ المهم أن هذا ما يحدث في أكثر الأحيان، ينطبق ذلك على الإنسان العادي والمثقف اليساري أو الإسلامي، بل حتى القومي في بعض الأحيان، مع ضرورة عدم التعميم، حيث رأينا وسمعنا أقواماً لا يذهبون هذا المذهب، بل ينتقدونه كذلك. نتعب كثيراً حين نضطر في كل مرة ننتقد فيها النظام المصري وسلوكياته إلى التفريق بينه وبين الشعب، مع أن ذلك تحصيل حاصل، ويحدث مع سائر الأنظمة العربية الأخرى، إذ أي نظام ذلك الذي يحظى بشعبية حقيقية بين جماهيره، بحيث يغدو ممثلاً للشعب والبلد برمته؟ يحدث أن تهجو أي نظام عربي أمام مواطنيه (بوجه حق بالطبع) فلا تجد سوى الترحيب في أكثر الأحيان، فيما يقال إن لإخوتنا الجزائريين حساسية مشابهة، الأمر الذي لم ألمسه شخصياً أثناء التعامل مع كثير من الجزائريين. والحق أن النظام الوحيد الذي يحق لسائر العرب انتقاده كما لو كان نظامهم هو النظام المصري، والسبب بكل بساطة أنه يمثل الثقل الأكبر في المعادلة العربية، وعافيته عافية للوضع العربي برمته، كما أن مرضه مرض للجميع، فكيف حين يكون المرض عضالاً على نحو لا يبشر بشفاء؟ لا أحد يزايد على المصريين في المواقف القومية والإسلامية، فهم سادتنا جميعاً، والشارع المصري هو بارومتر الحراك الشعبي العربي، وطائرة الأمة بدون الملاح المصري لا يمكن أن تقلع، وهو كلام لا نقوله من باب المجاملة، بل إنها الحقيقة التي نؤمن بها بالفعل. أما النظام المصري فلم يفرّط في القضية الفلسطينية، ولم يحاصر غزة وأهلها فقط، بل فرَّطَ في الأمن القومي المصري والمصالح العربية من العراق إلى السودان السائر نحو التقسيم (نظام الجنوب إذا وقع الانفصال فسيكون معادياً لمصر وحليفاً للإسرائيليين)، إلى الصومال وأمن البحر الأحمر، لكن هذه المعركة الأخيرة كانت بالغة البشاعة في وعي الأمة، وكان من الطبيعي أن تحظى بردود أفعال عنيفة، ربما انطوى بعضها على إساءة غير مقصودة لمصر ككل من جاهل هنا أو هناك، لكن عاقلاً لا يمكنه أن يقول إن تلك المسيرات والهتافات كانت موجهة لمصر العظيمة وشعبها الرائع. وإذا أضفنا إلى ذلك كله واقع النظام في الداخل والذي يردد إخوتنا المصريون حوله أقسى النكات، هم الذين يتميزون بحس النكتة السياسية أكثر من سواهم، إذا أضفنا ذلك، فإن الفصل بين النظام وبين الناس يغدو ضرورة ملحة. نتمنى من أحبتنا المصريين، أن لا يصعّبوا الموقف على إخوانهم العرب والمسلمين، حتى لا يشيعوا هذه النظرية القُطْريّة بين أبناء الأمة، بحيث لا يحق لأي عربي أو مسلم أن ينتقد غير نظامه، في وقت نتحدث فيه عن الوحدة والنهوض. إنها أنظمة تفتقد الشرعية الشعبية، ولا ينبغي أن يبادر أحد إلى الربط بينها وبين الجماهير، لأنها في واد آخر مختلف، وما فعله إخواننا المصريون لنصرة إخوانهم في قطاع غزة دليل عملي على ذلك.   (المصدر: جريدة العرب (يومية – قطر) 25 فيفري 2009)

 
 


رسالة عاجلة إلى أوباما: أنقذ السلام

 
العفيف الأخضر تعيين نتنياهو رئيسا لحكومة إسرائيل يشكل تحديا جديا لمشروعك السلمي الواعد بحل النزاعات الحبلى بالحروب، بالحوار. وفي مقدمتها النزاع العربي الإسرائيلي وعقدته الأعوص، النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. نتنياهو هو النقيض المباشر لهذه السياسة الأمريكية الجديدة المنسجمة مع المزاج السلمي للرأي العام العالمي المناهض للتعذيب والعنف والحرب. حكومة نتنياهو بما تمثله من شركاء، ذوي مشاريع عنصرية وإرهابية أقلها امتحان ولاء الإسرائيليين الفلسطينيين قبل تجريدهم من جنسيتهم وأقصاها ترحيل الشعب الفلسطيني إلى الأردن لتكون له وطنا بديلا، مشروع حرب. تكفي حرب واحد إسرائيلية فلسطينية جديدة لتدمر كل الرأسمال الرمزي الذي راكمْتَه بمواقفك العقلانية خلال حملتك الانتخابية ولإعادة الولايات المتحدة إلى الخازوق الأخلاقي الذي أجلسها عليه منذ زمن طويل الشعب الفلسطيني ومعه شعوب الشرق الأوسط والعالم. أنت اليوم أكثر شعبية في فلسطين من أكثر زعمائها شعبية منذ 15 عاما: 41% من الفلسطينيين يقيمونك ايجابيا حسب آخر استطلاع في الضفة الغربية وغزة. إذا كان حزب العمل قد اقتنع منذ الثمانينات بحل الدولتين، الإسرائيلية والفلسطينية، في فلسطين الانتدابية، كمخرج من خيارين أحلاهما مُرٌّ: إما دولة ثنائية القومية تكف فيها إسرائيل في المستقبل المنظور عن أن تكون دولة يهودية وإما دولة يهودية عنصرية تكف فيها إسرائيل عن أن تكون دولة ديموقراطية لكل مواطنيها، بحرمان الفلسطينيين من الاقتراع كما كان وضع الأفارقة في جنوب أفريقيا، أما حزب ليكو فما زال يعتبر أن ما يمثل خطرا وجوديا على الدولة الإسرائيلية ليس الحرب بل السلام: الحرب تدفع اليهود إلى الانصهار القومي والتضامن الغريزي أمام الخطر، أما السلام فيدفعهم بالعكس إلى الذوبان الثقافي في المحيط الشرق أوسطي. وما هو مصير الفلسطينيين في « إسرائيل الكبرى »؟ يجيب أديولوجيو وسياسيو ليكود وحلفاؤه من أقصى اليمين: الترحيل إلى الأردن ليكون لهم وطنا بديلا! حكومة نتنياهو – ليبرمان لن تقبل مفاوضات الفلسطينيين إلا على إجراءات ترحيلهم. حكومة ليكود – كاديما قد تنخرط في مفاوضات ماراطونية غايتها إضاعة الوقت لتيئيس الفلسطينيين من السلام ودفع قطاع منهم إلى حلول اليأس؟ خارطة الطريق توفر لها البضاعة المطلوبة لذلك: واجب قيام السلطة الفلسطينية بنزع سلاح كتائب القسّام و »تقويض بنية الإرهاب » وهي مهمة أسطورية قد لا يستطيع تنفيذها الجيش الإسرائيلي نفسه. ما العمل؟ المخرج من هذا الانسداد الخطِر هو نسيان الشروط التعجيزية لخارطة الطريق وتناسي المفاوضات العقيمة بين الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، غير الناضجين لحل الدولتين، التي لن تكون نتيجتها إلا تسريع انزلاق الشرق الأوسط حيث النفط وطرق نقله إلى فوضى تجعله غير قابل للحكم ومرتعا خصبا للعنف والحرب والإرهاب. بدلا من إلقاء السلاح أمام هذه العقدة العويصة، اقطعها بسيفك الذي هو ليس إلا مقترحات أوباما التي تعطي إسرائيل الأمن، كل الأمن، وتعطي السوريين والفلسطينيين الأرض كل الأرض المحتلة. العناصر الأساسية لمثل هذا المشروع السلمي قبلها طرفا النزاع العربي الإسرائيلي منذ زمن بعيد: مقترحات كلينتون، تفاهمات طابا، مبادرة السلام العربية، و »وصية » أولمرت أضف اليها « وديعة رابين » السورية وما أنجزته الوساطة التركية بين إسرائيل وسوريا. ولا شك أن الرأي الإسرائيلي، النَفور من استفزاز الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها، سيقبلها أيضا. لكن حكومة نتنياهو سترفضها أو تراوغ للالتفاف عليها بألف حيلة وحيلة. لكنها لن تجد حيلة لتفادي انتخابات مبكرة تأتي بحكومة وسط اليسار. وسط اليسار هو الذي يحكم اليوم في معظم البلدان الديموقراطية وهو، في السيناريو المتفائل، مرشح لحكم العالم. مشروعه السياسي ليس المصادمات بل التسويات، ليس الحلول القصوى بل الحلول الوسطى.   (المصدر: موقع إيلاف بتاريخ 25 فيفري 2009)
 
 
 

مسؤول بريطاني يحذر إيران من تبعات إستمرار التمسك ببرنامجها النووي
 
تونس, 25 (UPI) — حذر وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية بيل راميل السلطات الإيرانية من تبعات الإستمرار في التمسك ببرنامجها النووي، وذلك في أول رد فعل على إعلان إيران البدء في التجارب التشغيلية لمحطة « بوشهر » النووية. وقال راميل، ردا على سؤال ليونايتد برس إنترناشونال خلال مؤتمر صحافي عقده في مستهل زيارة بدأها اليوم الأربعاء إلى تونس وتستمر يومين، إن ما أعلنته السلطات الإيرانية اليوم هو « أمر محير وخطير ». وأشار إلى أن مجلس الأمن الدولي أصدر لغاية الآن نحو خمس قرارات بشأن الملف النووي الإيراني، ومع ذلك ما تزال إيران متمسكة ببرنامجها النووي. ونصح في هذا السياق إيران بالقبول بالحوافز المعروضة عليها للتخلي عن برنامجها النووي، ولكنه نبه إلى أنه إذا لم تقبل طهران بذلك، فإن المزيد من العقوبات ستفرض عليها. وكانت السلطات الإيرانية أعلنت اليوم أنها بدأت التجارب التشغيلية على أول محطة للطاقة تعمل بالوقود النووي في « بوشهر »، والتي تم إنشاؤها بالتعاون مع روسيا. وأُجريت التجارب بإستخدام « وقود مزيف »، يعتمد على قضبان الرصاص بدلا من قضبان اليورانيوم، على أن يتم إجراء تجارب لاحقة باستخدام اليورانيوم المخصب، وفقا للمسؤولين إيرانيين، وصفوا هذه الخطوة بأنها « يوم الإستقلال » للجمهورية الإسلامية. ومن جهة أخرى، رفض المسؤول البريطاني الإتهامات الموجهة لبلاده بالكيل بمكيالين أثناء تعاطيها مع القضايا العربية والإسلامية، وبخاصة منها القضية الفلسطينية. وقال إن بريطانيا تسعى جاهدة لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، وتعمل من أجل تحقيق حل الدولتين، كما تساند المبادرة العربية، وأشار إلى أنه سبق لها أن طلبت أكثر من مرة من السلطات الإسرائيلية وقف الاستيطان. ووصف المسؤول البريطاني الأوضاع في الشرق الأوسط بأنها قاسية وصعبة، وجدد مطالبة حركة حماس الفلسطينية بالاعتراف بإسرائيل، وبالاتفاقيات الدولية، وبنبذ العنف والإرهاب، لتصبح « مقبولة دوليا » على حد تعبيره. إلى ذلك، اعتبر وزير الدولة البريطاني إن إتفاق الدوحة بشأن قضية دارفور « مشجع وخطوة بالإتجاه الصحيح »، ولكنه أشار إلى أنه يحتاج إلى المزيد من الجهد لتنفيذه، بإعتبار أن الوضع في دارفور « محزن وصعب ». وكانت الحكومة السودانية وحركة « العدل والمساواة » قد وقعتا الثلاثاء الماضي في الدوحة على وثيقة تفاهم، بعد مشاورات بين الطرفين بوساطة قطرية.
 United Press International

(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 25 فيفري 2009) 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.