الأربعاء، 23 يونيو 2010

Home – Accueil

TUNISNEWS

 10ème année, N°3683 du23. 06 .2010

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين

 العشريتين الدكتور الصادقشورو

ولضحايا قانون الإرهاب


السبيل أونلاين:شهادة أحد ضحايا التعذيب في تونس..السجين السياسي السابق بوراوي مخلوف

قدس برس :تونس: قلق حقوقي من المضايقات المسلطة على بعض القيادات الإسلامية

كلمة:المؤسسة الأورو- متوسطية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها السنوي

ايلاف:توفي رئيس الوزراء التونسي الاسبق محمد مزالي بعد خضوعه لعملية جراحية.

حركة النهضة تنعي الوزير الاول السابق السيد محمد مزالي

صالح عطية:حسابات الربح والخسارة في انتخابات المحامين:لماذا نجح الكيلاني؟

حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 145 – 24 جوان 2010

منصف المرزوقي:الكذابون

الشيخ الهادي بريك:حركة النهضة بين الأمس واليوم( 8 )

الصباح:يتقاضون بين 2000 و3000 دينار شهريا!:إطارات عليا في «فريقو» الإدارات التونسية

الصباح:بعضها للتحيل:ثلاثة آلاف قضية طلاق قبل البناء في 2009

الصباح:تونس الثانية عالميا في الاقبال على الفايس بوك

محمد العروسي الهاني:علي شرطاني:عمرو موسى  في غزة   3/2   » فذبحوها وما كادوا يفعلون « 

علي شرطاني :

عمرو موسى  في غزة   3/2  » فذبحوها وما كادوا يفعلون « 

عبدالسلام المسدّي:الميثاق الثقافي والولادة القيصرية

ياسر الزعاترة:فرنسا التي تغلق فضائية الأقصى وتطاردنا بلا كلل

د. بشير نافع :أوهام المصالحة الوطنية الفلسطينية

عريب الرنتاوي:المصالحة الفلسطينية «والعقدة المصرية»

الجزيرة.نت:اعتقال ليبي 15 عاما بلا محاكمة

الجزيرة.نت:موانئ السويد تقاطع سفن إسرائيل

العرب:إسرائيل أبلغت الأميركيين باكتمال استعداداتها للحرب ضد لبنان

القدس العربي:مجلس أوروبا يدعو سويسرا إلى الغاء قرارها منع بناء المآذن

القدس العربي:مجلس الشيوخ الأسباني يدعو إلى حظر النقاب والبرقع في جميع أنحاء البلاد

محمد كريشـــان:دروس فضيحة المنتخب الفرنسي في المونديال

                                                                              


 Pour afficherlescaractèresarabes suivreladémarchesuivan : Affichage / Codage / ArabeWindows)Toread arabictext click on the View then Encoding then Arabic Windows)  


 منظمة حرية و إنصاف التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس


 

شهادة أحد ضحايا التعذيب في تونس..السجين السياسي السابق بوراوي مخلوف


السبيل أونلاين – تونس – خاص + فيديو   للإطلاع على شهادة السجين السياسي السابق بوراوي مخلوف – الرابط على اليوتوب : http://www.youtube.com/watch?v=cFCJ3VRcpfs   يشكو السجين السياسي السابق بوراوي مخلوف من آثار صحية خطيرة جراء التعذيب الذي تعرض له في وزارة الداخلية التونسية عند اعتقاله بداية التسعينات من القرن المنصرم ، كما يعاني من سياسات العزل الاجتماعي التي تنفذها ضده أجهزة البوليس منذ خروجه من السجن تحت طائلة السراح الشرطي سنة 2008 ، اضافة الى معاناته من الآثار الاجتماعية التي يسببها عجزه عن ممارسة أي عمل ، ناهيك عن حرمانه وجميع أفراد أسرته من جواز السفر.   و براوي بن علي بن أحمد مخلوف ، من مواليد 15 جانفي 1960 ، ويقطن بحي فرحات حشاد بسوسة (الساحل) ، متزوج وله ثلاثة أبناء وهم : معاذ (23سنة) ، مريم (21 سنة) وسارة (19 سنة) .   وقال بوراوي مخلوف في تسجيل (فيديو) خاص بالسبيل أونلاين أنه بعد احالته من وزارة الداخلية الى السجن بقي حوالي سنتين لا يمشي بصفة طبيعية ، وأصبح يعاني شبه اعاقة من مشاكل صحية على مستوى العمود الفقري بسبب التعذيب الذي تعرض له حيث بقى معلقا (في وضع الدجاجة المصلية – روتي) لمدة أيام مسترسلة أثناء حصص التعذيب ، ووقع اهمال حالته الصحية في السجن بعد ذلك .   ونتيجة لآثار التعذيب الخطيرة التي أصابت العمود الفقري أصبح عاجزا عن العمل ، وقد كان لذلك تداعيات اجتماعية ومعاناة له ولعائلته .   ووقع اعتقال بوراوي مخلوف في شهر أفريل سنة 1991 وصدر حكم ضده مدى الحياة ، وبموجب سراح شرطي أطلق سراحه في نوفمبر 2008 ، وقال بوراوي أنه بحكم أنه محكوم مدى الحياة لم يكن هناك ملحقا للحكم بالمراقبة الادارية ، ولكن اثر خروجه من السجن لاحظ متابعة له من الشرطة كما يخضع منزله الى مراقبة دائمة من قبل أعوان البوليس ويتعرض زواره الى المضايقات ، وتتصل الشرطة بالأشخاص الذين يصافحونه ويلقون عليه السلام في الشارع أو في المسجد ، لتمارس عليهم التهديدات وتأمرونهم بعدم الاتصال به ، كما تطالبهم بالاستظهار بهوياتهم (بطاقة التعريف الوطنية) . وتعرض أحد أقاربه للتحقيق بعد أن زاره في البيت .   وبسبب تلك المضايقات التي تهدف الى « العزل الاجتماعي » التي تعتمده السلطات التونسية بحق السجناء السياسيين السابقين اصبح الناس يخشون التواصل معه.   واشار بوراوي مخلوف الى أنه وزوجته وابنائه محرومون من جوازات سفرهم بسبب العقاب الجماعي الذي تنتهجه السلطة التونسية بحق المساجين السياسيين السابقين وأقاربهم .   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 23 جوان 2010 )


الاربعاء 23 (يونيو) حزيران 2010 تونس: قلق حقوقي من المضايقات المسلطة على بعض القيادات الإسلامية  


تونس- خدمة قدس برس أدانت منظمة حقوقية تونسية ما قالت إنه « ممارسات واضطهاد » يتعرض له القياديان في حركة النهضة المهندس علي العريض والدكتور زياد الدولاتلي، من قبل أجهزة الأمن التونسية، داعية إلى وضع حد لهذه الأساليب التي يجرمها القانون، ومطالبة باحترام الحياة الخاصة لهذه العائلات التي عانت قرابة العشريتين من ويلات السجون، في إشارة إلى المساجين الإسلاميين السابقين.

 
(المصدر: وكالة قدس برس إنترناشيونال (بريطانيا) بتاريخ 23 جوان 2010)
 
 


المؤسسة الأورو- متوسطية لحقوق الإنسان تصدر تقريرها السنوي


حرر من قبل التحرير في الثلاثاء, 22. جوان 2010 أصدرت المؤسسة الأورو- متوسطية لدعم المدافعين عن حقوق الإنسان يوم الثلاثاء 22 جوان 2010 بالعاصمة الدنماردية كوبنهاجن تقريرها السنوي لسنة 2009 المنقضية. وركز التقرير على النشاطات التي نفذتها المؤسسة خلال السنة الماضية.  وجاء في تقريرها أنه رغم مرور أكثر من ستين سنة على إقرار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ورغم ما حققته بلدان العالم المختلفة من اصلاحات ديمقراطية متتابعة فإن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ماتزال بعيدة عن تلك الاصلاحات، حيث أنها تستخدم التخويف من الإرهاب والحركات السياسية والدينية المتطرفة كذريعة لقمع المعارضة السلمية، معتمدة في ذلك على إضافة قوانين جديدة بهدف التضييق على الممارسة الفعالة للحقوق والحريات الأساسية. وفي تصريح لرئيس المؤسسة إدريس اليازمي، قال »لقد تميز عام 2009 بالفرص الضائعة لتحقيق انفتاح أكبر لدى المجتمعات، وبتراجع وضع حقوق الإنسان في منطقة جنوب المتوسط ».  وذكر التقرير أن الممارسات القضائية والأمنية في كل من ليبيا وسوريا وتونس تهدف لمصادرة الحق في حرية التعبير والحصول على المعلومات وحرية التنقل وحرية تكوين الجمعيات، وكذلك للضغط على المدافعين عن حقوق الإنسان، بأسلوب تعسفي، مع افلات المخالفين من العقاب. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 22 جوان 2010)


توفي رئيس الوزراء التونسي الاسبق محمد مزالي بعد خضوعه لعملية جراحية.

 


تونس: اعلنت مصادر متطابقة ان محمد مزالي رئيس الوزراء التونسي في عهد الحبيب بورقيبه، اول رئيس بعد حصول تونس على استقلالها، توفي الاربعاء في باريس عن 85 عاما بعد خضوعه لعملية جراحية. ونشرت وكالة الانباء التونسية خبرا مقتضبا عن وفاته تزامن مع برقية تعزية من الرئيس زين العابدين بن علي الى عائلة مزالي. وقال مقربون من العائلة لوكالة فرانس برس ان محمد مزالي توفي في باريس وسينقل جثمانه الى مسقط رأسه في مدينة المنستير (160 كلم عن تونس العاصمة) حيث سيدفن الجمعة. وتحدثت الصحف عن نقله الى باريس للمعالجة على حساب الدولة التونسية في احد مستشفيات باريس بعد تدهور حاله الصحية بسبب مشاكل في عمل الكلي. يشار الى ان مزالي الذي احتل عدة مناصب حكومية ومنها منصب رئيس الوزراء من 1980 الى 1986، حائز على شهادة في الاداب والفلسفة من جامعة السوربون في باريس. وهو عضو مدى الحياة في اللجنة الدولية الاولمبية. وقد اقيل مزالي الذي كان يطمح الى خلافة الحبيب بورقيبة (1956-1987) على رأس الدولة التونسية، من منصبه العام 1986 وسافر سرا الى باريس قبيل صدور حكم عليه بالسجن من قبل القضاء التونسي بتهمة « تجاوز حد السلطة والثراء غير المشروع ». وقد الغت محكمة التمييز الحكم وسمح له بالعودة الى تونس في اب/اغسطس 2002 حيث عاش بعيدا عن السياسة مع زوجته فاطمة التي شغلت منصب وزيرة شؤون المرأة وله منها ستة اولاد.
(المصدر: موقع « إيلاف » (بريطانيا) بتاريخ 23 جوان 2010)  

بسم الله الرحمن الرحيم

حركة النهضة تنعي الوزير الاول السابق السيد محمد مزالي


 

بألم شديد وحزن عميق تلقت حركة النهضة وفاة صديق لها عزيز، الاستاذ الاديب السيد محمد مزالي الذي وافاه الاجل عن سن ناهزت الخمسة والثمانين.شغل الاستاذ محمد مزالي مواقع قيادية مهمة في الحياة الفكرية والسياسية والرياضية  التونسية والدولية: فعلى الصعيد الاول عرف بنضاله المستميت عن الحضارة الاسلامية وعن اللغة العربية باعتباره أحد أبرز أدباء تونس من خلال إصداره لأزيد من عقدين مجلة الفكر، وترأس اتحاد الكتاب التونسيين، وإصداره عدد من الكتب. ولم تشغله المسؤوليات السياسية التي تحمّلها  عن مواصلة نضاله لخدمة العربية وآدابها،  فقد ناضل باستماتة عن مشروع التعريب،  غير أنه ما أن يقطع به خطوة حتى يتدخل الرئيس بورقيبة حامي الفرنكفونية عدو العروبة والاسلام ، ليزيحه عن  وزارة التربية، وكان ذلك نفسه ما علل به عزله عن الوزارة الأولى : « عرّبت يا سي محمد أكثر من اللازم »، بينما لم يكن التعريب قد تجاوز السنة الثالثة ابتدائي، وبضعة مواد من الثانوي. كما أن السيد محمد مزالي عند توليه الوزارة الاولى سنة 1980 قاد مشروع الانفتاح والتعددية، فتم الاعتراف لأول مرة ببعض الاحزاب، وكان ينوي توسيع المشروع ليشمل كل التيارات بما في ذلك الاسلاميين، فاستقبل ثلاثة من زعمائهم :رئيس الحركة وأمينها العام الشيخ عبد الفتاح ورئيس مكتبها السياسي المهندس حمادي الجبالي،  وذلك قبل عزله بقليل(1986) ، وكان ذلك من الاسباب.ولم يقف الامر عند عزله بل أخذ خصومه يؤلبون العجوز الدكتاتور عليه، ما اضطره الى التسلل عبر الجبال الى الجزائر، فتتمّ محاكمته وتلفيق تهم الفساد له، لتبرير إصدار حكم ثقيل بالسجن عليه يضطره الى الاغتراب حوالي عقدين، نشط خلالها مع المعارضة. حركة النهضة تنعى في السيد محمد مزالي صديقا حميما ومناضلا وطنيا أصيلا من أجل الحرية والحضارة العربية الاسلامية، وتستمطر له الرحمة والغفران من الغفور الرحيم، وترفع التعزية الى أسرته الكريمة، سائلة لها الصبر والسلوان »وإنّا لله وإنا اليه راجعون »
 
الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة
 11رجب الموافق1430 الموافق23جون2010
 


حسابات الربح والخسارة في انتخابات المحامين

لماذا نجح الكيلاني؟


صالح عطية أثارت نتائج انتخابات عمادة المحامين التونسيين، الكثير من الجدل في أوساط المحامين وصلب النخب السياسية والإعلامية في البلاد، في ضوء حصول ما يصفه البعض بـ «المفاجأة الكبرى»، إثر صعود السيد عبد الرزاق الكيلاني، رئيس فرع تونس للمحامين إلى سدة العمادة.. وكانت الانتخابات قد شهدت تجاذبات كبيرة بين أطراف الصراع التقليدية في المهنة، وعرفت ساحة المحاماة تحالفات معقدة للغاية قبيل الانتخابات، وخلال القيام بعملية التصويت، بشكل لم يسمح حتى للمطلعين على شأن المهنة، التكهن بمن سيصعد إلى رئاسة العمادة، خصوصا بعد أن حمي وطيس الصراع والتصريحات والتصريحات المضادة بين «الأطياف» المعروفة.. ليس صدفة غير أن المتتبع لعملية الانتخاب و»التكتيكات» المستخدمة، سواء في التصويت أو في مستوى عملية التعبئة، يدرك أن صعود السيد عبد الرزاق الكيلاني، لم يكن من باب الصدفة، إنما حصل نتيجة عمل مدروس، اعتمد على معطيين اثنين : تضخيم بعض الأسماء المنافسة، بغاية «حرقها»، سيما في ظل وجود تحفظات من المحامين حول بعض هذه الأسماء، واعتماد سياسة «الهدوء» في الحملة الانتخابية، من خلال التقليل من الخطابة، وتوخي أسلوب «الاتصال المباشر» مع المحامين، بشكل أعطى الانطباع للمنافسين بأن صعود بعض الأسماء مثل الكيلاني أمر مستبعد، خصوصا في ضوء صراعه مع العميد السابق، البشير الصيد، ودخوله في مناكفات مع بعض الأطراف، فيما استفاد الرجل من حصيلة السنوات الثلاث الماضية التي قضاها على رٍأس فرع تونس،  حيث كانت حصيلة عمله «إيجابية» على حدّ وصف بعض المحامين.. كما استفاد عبد الرزاق الكيلاني بشكل خاص من تحالفاته التي اتخذت اتجاهات متعددة، حيث استند إلى التيار الإسلامي، وراهن على بعض التيارات اليسارية التي يعتبرها البعض هامشية في العملية الانتخابية، إلى جانب إبقائه على «شعرة معاوية» في علاقته بالبشير الصيد، إذ تفيد بعض الأخبار في هذا السياق، أن كلمة السر التي اتفق عليها الرجلان، هي التوافق على تمكين الطرف المقابل من الأصوات في صورة عدم صعود الطرف الآخر، ما زاد في بورصة الكيلاني من الناخبين، ووجد نفسه في أسبقية مريحة قياسا بـ «غريمه»، السيد البشير الصيد، الذي حلّ الثاني في النتائج النهائية للانتخابات.. حسابات خاطئة لكن «اللعبة الانتخابية»، بما تعنيه من تحالفات، مكنت عبد الرزاق الكيلاني من ناحية أخرى، من هامش إضافي في عملية التصويت، من خلال معطيين اثنين على الأقل : ــ انفراط عقد التحالف بين العميد البشير الصيد والتيار الإسلامي، ما أفقده الكثير من الأصوات التي بدت محددة إلى حدّ ما لاتجاهات الأمور في انتخابات الهيئة.. ـ وجود 3 مرشحين قريبين من التجمع الدستوري الديمقراطي، ما جعل ثلاثتهم مشتركين في ذات القاعدة الانتخابية، الأمر الذي ساهم في تشتيت أصوات الكتلة التجمعية، التي وجدت نفسها أمام ضرورة الخيار بينهم، فكان أن حصد كل واحد منهم نسبة من الأصوات غير مؤهلة للوصول إلى رئاسة العمادة..  واللافت للنظر في سياق الحديث عن نتائج انتخابات المحامين، أن الهزيمة التي حصدها مرشحو «الخلية» كما توصف في أوساط المحامين، كانت نتيجة أمرين اثنين على الأقل: ـ الرهان على التعبئة التقليدية المتعارف عليها، وهو رهان لم ينجح حتى في ضمان الحد الأدنى من الأصوات بالنسبة لمرشحيها، حيث خرج كل من السادة عبد الجليل البوراوي وإبراهيم بودربالة والهادي التريكي، بعدد أصوات لا يليق حتى بمكانتهم الاعتبارية في القطاع.. وهو ما يفسر الغضب الذي بدا على قسم من التجمعيين إثر استكمال الانتخابات وصدور النتائج..   ـ أن الحسابات التي تم اعتمادها في انتخابات عمادة المحامين، تختلف كليا عن انتخابات المحامين الشبان، وهو ما ترجمته دائما النتائج الصادرة عن العمادة، خصوصا خلال السنوات الماضية، حيث كانت تنتهي دوما بعكس ما هو متوقع صلب المحامين، قبل غيرهم من الفاعلين المعنيين بنتائج المهنة.. ولا شك أن النتائج الأخيرة المعلنة، تؤكد أن مهنة المحاماة عصية على أية «نتائج مسبقة»، مهما كان حجم الترتيبات التي تسبقها..      وعلى أية حال، فإن القائمة التي نجحت في هذه الانتخابات، لا تبعث على كثير من التحفظ، على اعتبار أن المكتب الجديد ضم بين دفتيه، تركيبة متجانسة بوسعها أن تعمل في أفق ديمقراطي وتعددي، بعيدا عن صيغة «المكتب الكتلة» مثلما هو الشأن بالنسبة للمحامين الشبان، بل يمكن القول، أن «قائمة المحاماة أولا» المحسوبة على التجمع الدستوري الديمقراطي، خرجت مستفيدة في مستوى عدد الأعضاء الممثلين في الهيئة الوطنية، وهو ما يعني أنها ربحت التمثيلية من حيث خسرت العمادة.. والسؤال المطروح في هذا السياق هو : كيف سيكون آداء الهيئة ؟ هل يهيمن عليها التجانس في المواقف و»السياسات» المتعلقة بالمحاماة، أم ستغلب عليها الحسابات السياسوية، بما يجعلها مسرحا للخلافات والتناقضات ؟ (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 جوان 2010)


حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ نشرة الكترونيّة عدد 145 – 24 جوان 2010


29 جوان 1992: اغتيال محمد بوضياف. هو أحد رموز الثورة الجزائرية. انضم إلى صفوف حزب الشعب وبعدها اصبح عضوا في المنظمة السرية. ساهم في تنظيم اللجنة الثورية للوحدة والعمل وكان من بين أعضاء مجموعة الإثني والعشرين (22) المفجرة للثورة الجزائرية. اصبح رئيسا للجزائر في جانفي 1992 بعد استقالة الشاذلي بن جديد واغتيل في 29 جوان من نفس السنة. شكر: يتقدّم الاستاذ محمد جمور بالشكر للزميلات والزملاء الذين صوّتوا لصالح ترشحه لعضوية الهيئة الوطنية للمحاميين التونسيين والذين بلغ عددهم 884 محاميا. تونس، تحالف: تمّ يوم 10 جوان الفارط خلال ندوة صحفية عقدت في نزل اريحا بالعاصمة تونس الاعلان عن تحالف جديد اطلق عليه اسم « التحالف من أجل المواطنة المساواة ». وهو يتكوّن من مستقلين والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وحركة التجديد ومجموعة الاصلاح والتنمية وحزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ. ممثلو التحالف والذين نذكر من بينهم الرفاق عبد الرزاق الهمامي ومحمد جمور ومحسن بن حمد وسمير بالريانة حضروا عددا من الاجتماعات في العاصمة والمهدية وصفاقس والقيروان وذلك من أجل تقديم برنامج التحالف. تونس، محاماة: أفصحت عملية فرز الأصوات التي انتهت اليوم الاثنين 21 جوان 2010 عن فوز المترشحين الآتية أسماؤهم لعضوية الهيئة الوطنية للمحاميين التونسيين: العميد: عبد الرزاق الكيلاني، الأعضاء: سعيدة العكرمي، شوقي الطبيب، بوبكر بن ثابت، أحمد الصدّيق، ريم الشابي، محمّد رشاد الفري، عماد الشيخ العربي. والفائزين يتوزّعون على القائمات الثلاث المشاركة وهي: قائمة « المحاماة أوّلا » المدعومة من قبل التجمع الدستوري الديمقراطي، وانتخب منها محمّد رشاد الفري وريم الشابي وعماد الشيخ العربي، قائمة « المهنية المستقلة » التي كانت تدعم العميد السابق البشير الصيد وانتخب منها بوبكر بن ثابت وأحمد الصديق، القائمة « المهنية المستقلة » وانتخب منها: سعيدة العكرمي وشوقي الطبيب. تونس، معمل السكر: تبرز القوائم المالية للشركة التونسية للسكر إلى حدود 31 ديسمبر 2009، والتي ستعرض في الجلسة العامة ليوم 29 جوان الحالي للمصادقة، أنّ هذه الشركة العمومية سجلت العام الماضي خسائر بلغت أكثر من 5 ملايين دينار. وتنضاف هذه الخسائر إلى حصيلة النتائج السلبية للشركة في السنوات الأخيرة (أكثر من 7 ملايين دينار عام 2008 على سبيل المثال). وسجلت الشركة التونسية للسكر رقم معاملات بقيمة 70.33 مليون دينار عام 2009، مقابل 86.89 مليون دينار عام 2008، أي بانخفاض يساوي 19 بالمائة. وكانت الحكومة قد أقرت -في اطار برنامج الخوصصة لعام 2010- خصخصة 68 بالمائة من رأس مال الشركة التونسية للسكر ومن ثمة تحرير سعر السكر. من موقع وابماندجر 19 جوان 2010. تونس، اضراب: اصدر الاتحاد الجهوي للشغل ببن عروس برقية تنبيه بالإضراب تتضمّن دخول عمال مؤسسة « سيما للمعادن » للتجهيزات الفلاحية في إضراب عن العمل يومي 6 و7 جويلية 2010. العمال يحتجون على انتهاك الحق النقابي ويطالبون بإرجاع النائب الأول إلى سالف عمله بعد أن تم إيقافه عن العمل بتبريرات واهية وتطبيق بنود الاتفاق المبرم مع الجانب النقابي يوم 25 جانفي 2010. الاتحاد الاوروبي، الكيان الصهيوني: تقدمت صناعة الفضاء الصهيونية التي تنتج المقاتلات الحربية والطائرات بدون طيار كتلك التي إستخدمت لقتل مدنييين فلسطينيين في الحرب الصهيونية علي غزة، بطلبات جديدة للحصول علي منح للبحوث العلمية من الإتحاد الأوروبي، الذي أعطي بالفعل موافقته المبدئية عليها. ويجدر التذكير بأن القوات الجوية الصهيونية قد إستغلت الحرب علي غزة في ديسمبر 2008 وجانفي 2009 لإختبار أحدث طائرات القصف بدون طيار، مثل طراز « هيرون » الذي إستخدم لقتل أهالي مدنيين فلسطينيين. هذا ولقد مر مشروعان لصناعة الفضاء الصهيونية مؤخرا بمراحل تقييم الطلبات المقدمة للإتحاد الأوروبي علي ذمة برامج البحوث التكنولوجية والعلمية والتي تبلغ مخصصاتها 53 مليار للفترة 2007-2013. هذا ويعتبر الكيان الصهيوني أكبر مشارك أجنبي في برنامج الاتحاد الاوروبي للعلوم. وأشار مسؤولون في تل أبيب إلي توقعاتهم بأن تتلقي الشركات ومعاهد البحوث الصهيونية حوالي 500 مليون أورو علي ذمة هذا البرنامج قبل نهاية فترته في 2013. من موقع آي بي إس اوروبا، افريقيا: يوفر الإتحاد الأوروبي إعانات مالية بنحو مليار يورو في السنة لشركات صيد الإسماك التابعة لدوله الأعضاء، بما يشمل شركات إعتادت علي ممارسة الصيد الجائر وغير القانوني في مياه أفريقيا، ما يحرم بلدان هذه القارة من موارد مالية هي في أمّس الحاجة لها خاصة جراء تداعيات الأزمة المالية العالمية التي خلقها الغرب. هذا ولقد أجرت المنظمة غير الحكومية Fishsubsidy.org المتخصصة في رصد الإعانات الأوروبية لشركات صيد الأسماك، مقارنة لسجل 42 حكما قضائيا ضد شركات صيد تتمتع بمعونات حكومية، مع التركيز علي حالتي أسبانيا وفرنسا. من موقع آي بي إس افغانستان: أثار قرار وزارة الدفاع الأمريكية بكشف النقاب إعلاميا عن وجود ثروات معدنية هائلة في الأراضي الأفغانية، موجة متصاعدة من الإرتياب في النوايا الحقيقية من وراء توقيت الإعلان عن هذا « الإكتشاف » الذي يأتي وسط تقارير متواصلة عن تعثر الإستراتيجية العسكرية الأمريكية في أفغانستان. وحملت التساؤلات المطروحة في هذا الصدد عدد من المحليين السياسيين في واشنطن إلي الإعتقاد بأن توقيت هذا الإعلان يرمي إلي عكس توجه الرأي العام الأمريكي المائل أكثر فأكثر للإقتناع بعدم جدوي الحرب علي أفغانستان. الخبر، الذي نشرته نيويورك تايمز في مقال يكاد يستند كاملا إلي مصادر وزارة الدفاع الأمريكية، أكد أن أفغانستان تحتضن ما يقرب من تريليون دولار من المواد المعدنية غير المستغلة بما يشمل كميات ضخمة من الحديد والنحاس والكوبالت والذهب والمعادن الصناعية الهامة مثل الليثيوم. وللمقارنة، يذكر أن الناتج المحلي الإجمالي لأفغانستان قد بلغ في العام الماضي زهاء 13 مليار دولار. ساراماغو: توفي يوم الجمعة 18 جوان الكاتب البرتغالي الفائز بجائزة نوبل جوزيه ساراماغو. اختار ساراماغو اللجوء إلى إسبانيا طواعية في 1992 بعد أن استثنت حكومته من قائمة ترشحياتٍ لجائزة أدبية عملَه المثير للجدل « الإنجيل حسب المسيح »، وهي رواية أثارت غضب الكنيسة الكاثوليكية البرتغالية والفاتيكان. وعرف ساراماغو بمواقفه السياسية الواضحة اذ كان ناشطا شيوعيا منذ صغره، كما عرف بمساندته المبدئية للقضية الفلسطينية ولمختلف حركات التحرر في العالم. ومن بين مؤلفاته نذكر: « بالتزار وبليموندا »، « قصة حصار لشبونة، « عام موت ريكاردو »،  « كل الأسماء »،  » « الطوف الحجري »، « العمى »، ، »الإنجيل حسب المسيح »، « قابيل »،… قائمة مراسلات حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ info@hezbelamal.org للاتصال بنا : aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى SUBSCRIBE  للإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها  aliradainfo-request@listas.nodo50.org الى UNSUBSCRIBEلفسخ الإشتراك ارسل رسالة فارغة موضوعها   http://www.hezbelamal.org/ موقع حزب العمل الوطنيّ الديمقراطيّ


منصف المرزوقي
الكذابون


ما ابهرني دوما في نظام عصابات الحق العام الذي يتحكم فينا طاقته على الكذب( وعلى عكس الواقع باتهام خصومه برذيلته كما هو الحال في التعامل مع الموساد والاستقواء بالخارج والفساد الخ) . 

 أن تضطر كل السلطة للكذب فأمر بديهي، وأن نضطر نحن الأشخاص إلي شيء منه، من يقول العكس؟
 لكن كذب بن علي وأبواقه من نوع آخر :  كذب فجّ ، مفضوح، مضحك ، سخيف، مسترسل، متواصل، بلا حياء ، بلا ذوق ، بلا تكلّف ، كذب بلاهة واستبلاه…كذب أطفال متخلفين ذهنيا.إنه كذب من نوع هناك ثلاثة شموس في السماء ،والقمر مكعب والشمس الثالثة لا تغرب أبدا، والقمر المكعب أخضر طوال شهر رمضان الذي يصومه الهندوس والمريخيين كما أوصاهم بذلك  سيادة الرئيس حامي الملة والدين.
عينة من هذا الكذب أتحفنا بها شخص يدعى بن سعد دعاه فيصل القاسم  في الاتجاه المعاكس ليلة 22 حزيران  وكان الموضوع مهزلة  » الانتخابات » في الوطن العربي وفي تونسنا المنكوبة بأمثاله وبسيده هذا الدكتور ارتكب في أقل من ساعة عددا هائلا من الأكاذيب تلقفت بعضها .
– أنه حصل في فرنسا استفتاء على النقاب ؟ من سمع  منكم بهذا الاستفتاء ؟
-أن في تونس ستة ملايين موقع أنترنت، مما يعني إذا تركنا جانبا الأطفال والشيوخ كل تونسي بطالا وعاملا يدويا له موقع ( بالطبع نسي أن يقول أن سيده منع السكايب ومنع فترة الفايس بوك وأن أغلب المواقع ومنها موقعي مغلق)
– أن هناك في تونس عشرة ألاف منظمة مجتمع مدني . طبعا من نوع جمعية أحباء الكذب وجمعي السكيرين  التائبين وجمعية السكيرين التائبين الكذابين وبقية الجمعيات الوهمية التي اختلقتها المخابرات . فاته بالطبع أن يقول أن الرابطة مشلولة منذ عشر سنوات ومجلس الحريات ممنوع وحرية وإنصاف محاصرة وكل المؤسسات المستقلة التي تعد على الأصابع مستهدفة بالمنع والتضييق والخنق.
– أن المعارضة تنقد ولا تعطي برامج والحال أن برامج أحزاب المعارضة ومنها المؤتمر موجودة منذ سنوات وأن شخصا مثلي  أو مثل راشد الغنوشي وحمة الهمامي لا يستطيع المشي في الشارع فمن أين له ولغيره أن يدعو لبرنامج .
– أن من يتقدمون ضد بن علي ليسوا كومباررس والترشح لا يطرح مشكلة . نسي أن يقول أن من ترشحوا من خارج الأحزاب الكارطونية حتى ولو كانوا ب »اعتدال « بن جعفر والشابي منعوا من التقدم، وأنني دخلت السجن أربعة اشهر لارتكابي محظور الترشح .
– أن خمس مائة ألف تونسي لم يصوتوا لبن علي في  » الانتخابات » الرئاسية الأخيرة . أول مرة اسمع هذا الرقم . ليقل لنا الكذاب كم كانت نسبة المشاركة الحقيقية . حسب أخباري لم تتجاوز 17 في المائة من كل المرسمين أي أن كل المصوتين لم يصلوا الخمس مائة ألف المذكورة .              – لكن أخطر واكبر كذبة لهذا الكذاب قوله أننا نتدرج على سلم الديمقراطية وفي نهايته سنصل  يوما التداول (متى ؟ قال ستين سنة ليست شيئا في حياة الشعوب، ربما بعد ستة قرون )
أولى مراحل صعودنا السلم في تأني وسلامة هي  » الدربة » ،  يقصد التدريب لأن الدكتور يخترع ألفاظه ككل العباقرة . وطوال العشرين سنة الأخيرة دربنا سيده خطوة خطوة على الديمقراطية. هكذا من توليه وساحة الحريات تتوسع يوما بعد يوم وعدد الجرائد المستقلة يتزايد وعدد ونفوذ جمعيات المجتمع المدني يرتفع وكل انتخاب يزيد من  » دربتنا » . بطبيعة الحال هذا الكذاب هو أول من يعلم أن سيده لم يضعنا على درب مسار ديمقراطي كما ادعى وإنما على درب مسار استبدادي شهد مصادرة كل حرياتنا التي حققناها في  الثمانيات وهدم ما بنينا من مؤسسات مستقلة وعبث بالدستور لفرض الرئاسة مدى الحياة كل هذا وهو يزكم أنوفنا بفساده وفساد عائلته .واليوم بعد نهاية الشوط الأول من « الدربة  » نحن نعيش وضع انسداد واختناق وتوقف واحتقان لا أحد يعلم كيف سينتهي.
لا شك أن هناك أكاذيب أخرى ( آه نسيت حب بن علي لبورقيبة وكيف كان يزوره في كل مناسبة) ، لكن المهم ليس عدد وحجم ما تفوه به هذا البوق من أكاذيب. أي وسيلة أخرى يملكها هؤلاء المساكين للدفاع عن وجودهم في مكان هم أقل الناس جدارة بالتواجد فيه. شعارهم بما أوصى به سيد البروبغندا النازي قوبلز : اكذبوا ، أكذبوا ، لا بد أن يبقى شيء.
من حسن الحظ أنه قانون لم يمنع قوبلز يوما من الانهيار وأنه لم يبق شيئا من أكاذيبه . بعد ساعة من « التعذيب  » وأنا اسمع صاحب الدربة يعتدي بالفاحشة على الحقيقة ، كم أثلج صدري حكم النظارة الصارم : 97 في المائة يعتبرون « الانتخابات  » في بلداننا صورية وكان نفس الرقم قبل وبعد دفاع الكذاب الصغير  عن سيدّ الأكاذيب . ضحك الرجل ضحكة صفراء لأن الرقم تغير في فاصلة ما واعتبر ذلك نصرا مبينا .    هم يكذبون علينا وعلى العالم طول الوقت بصحة الرقعة المعروفة ، لكن ماذا عنا ؟  إلى متى سنتركهم يكذبون وإلى متى سنكذب على أنفسنا بخصوص قدرة إصلاح ناس كهؤلاء؟  متى ستعيدون يا توانسة للكلمات معناها وللقيم جوهرها ؟ متى ستغضبون للشرف ، للحقيقة …لتونس حتى ينتهي هذا الكابوس.  

 


في الذكرى التاسعة والعشرين للإعلان عن حركة النهضة التونسية.

حركة النهضة بين الأمس واليوم( 8 )

 


مواصلة مع مختلف معالجات الحركة لتحديات البلاد. () ـ تميزت الحركة ـ بمثل ما لم تتميز به فيما أظن حركة إسلامية معاصرة ـ بإهتمامها الفكري الثقافي قاعدة إرتكازية لحسن فهم الواقع من مختلف أبعاده. ذلك هو معنى أن الحركة في الأصل حركة دعوية ثقافية فكرية ذات توجه سياسي. هاك أمثلة على ذلك : أ ـ مشروع الأولويات. لا يمكن الحديث عن تراث حركة النهضة دون الحديث عن مشروع الأولويات. مشروع فكري ثقافي نشأ عام 1982 في إثر سؤال منهاجي كبير : ما جنينا حتى نتعرض لهجمة أمنية بوليسية بورقيبية واسعة أي في صائفة 1981 رد فعل على الإعلان عن الحركة في السادس من حزيران من العام ذاته رغم أن بورقيبة صرح في أبريل نيسان من العام ذاته أنه لا يمانع من وجود أحزاب سياسية بالشروط التقليدية المعروفة. كان لب السؤال هو أنه لا بد أن هناك خللا ما في أدائنا ولو كان خللا فكريا فكان لا بد من ميلاد مشروع فكري دراسي كبير يشرح ( بتضعيف الراء) الأمر. تركب المشروع من أجزاء ثلاثة هي : قراءة الواقع من كل جوانبه وزواياه الذاتية والموضوعية بغرض تقويمه + دراسة ذلك الواقع ذاته بقصد معرفة إمكانات الإصلاح فيه + إستنباط رؤية في الإصلاح والتغيير تتناسب مع المنهاج الإسلامي المعروف من جهة ومع متطلبات الواقع من جهة أخرى. تجندت مؤسسات الحركة للمشروع على قدم وساق كما يقولون وسرت حياة جديدة في الحركة وجنى الناس من ذلك منافع عظيمة جديرة بقالة معروفة : لو إستقبلت من أمري ما إستدبرت لرجعت بالجماعة إلى عهد المأثورات. ولنا أن نقول : لو إستقبلنا من أمرنا ما إستدبرنا لرجعنا بالحركة إلى عهد مشروع الأولويات. من أهم تلك المنافع : … تشجيع الناس على الإقبال على الكتاب والقلم والحوار. … تواضع الناس للواقع القائم بغرض الفهم والدراسة وطرق إمكانات الإصلاح. … إلتقاء الناس على عمل جماعي يكتنفه الإختلاف بالطبيعة والضرورة بما ينمي قيم التواضع والحوار وطرق البحث والمقارنة وتقديم قيم التآخي والتحابب والتكافل حتى مع الإختلاف. وغير ذلك مما لا يوفيه هذا الحيز حقه. ب ـ التقويم. كان التقويم أول خطوات مشروع الأولويات ثم كان بعد ذلك تقليدا في الحركة التي دأبت منذ ذلك الحين حتى يومنا هذا على ضربين من التقويمات : تقويم مرحلي جامع بغرض تعريض كل شيء إلى المساءلة والمحاسبة وإعادة البناء وقد أنجز من ذلك تقويمان كبيران أحدهما في الفترة الفاصلة بين 1982 و 1987 وهو التقويم الذي أنتج ورقات المؤتمر المنعقد في ديسمبر 1986 أي ( الرؤية الفكرية + الإستراتيجية المؤقتة + ورقة التنظيم من أجل الفعل خارجه) وثانيهما في الفترة الفاصلة بين 1992 و1995 وهو التقويم الذي طرح قضية تهجير المؤسسات لأول مرة في تاريخ الحركة وأسباب وآثار المحنة الراهنة. وتقويم مرحلي مؤقت بين أداء مؤتمرين. ذانك ضربان من التقويمات في الحركة. أهم خلاصات التقويمات العامة الجامعة وحصائلهما ( ذلك معروض في الحقيقة في أكثر من إصدار وكتاب ولكن لا بأس من التذكير ببعضها ) : … علاقة السياسي بالثقافي الدعوي. كان هذا المحور هو الغالب دوما على معنى أن الرأي العام في الحركة متوجه إلى أن الإهتمام السياسي العملي من لدن الحركة ( المقصود أساسا علاقة الحركة بالسلطة التونسية القائمة وبدرجة أقل المعارضة) ما فتئ يتقدم على حساب الإهتمامات الدعوية والفكرية والثقافية وأحيانا حتى على الإهتمامات الداخلية لمتطلبات الحياة الداخلية للحركة. المقصود هنا من حصائل التقويم هو الحد من جموح السياسي إهتماما عمليا وليس إهتماما نظريا أو تحليليا بما ينشئ مناخا سياسيا مساعدا على تقدم الدعوة وما يليها من أعمال ثقافية وفكرية بسبب أن رسالة الحركة هي الإنسان بادئ ذي بدء كما تقدم بنا في حلقات منصرمة وبسبب أن السلطة في تونس من بورقيبة حتى بن علي سلطة غاشمة لا تتحمل المعارضة بأي وجه من الوجوه فما بالك إلا كانت معارضة إسلامية يتسنى لها تحريك الشعب. … علاقة القطري بالإقليمي والدولي. المقصود من هذه الحصائل في هذا المجال هو تأسيس الإصلاح المحلي في مختلف أبعاده على أسس متقاطعة مع التغيرات الإقليمية والدولية ليكون التغيير في تونس مندرجا ضمن تغيير جامع متدرج في المنطقة لئلا يكون النشاز سببا في نكسة أو ردة يسهل على أعداء المشروع التحرري بصفة عامة وأعداء المشروع الإسلامي بصفة خاصة إنشاءها. من أسباب ذلك ـ فضلا عن الأسباب العامة المعروفة ـ هو أن تونس لا تحتمل ذلك النشاز بسبب موقعها الجغرافي ورقعتها الجغرافية وعوامل أخرى يضيق عنها هذا المجال. وغير ذلك مما يمكن الرجوع إليه في مظانه المنشورة. () ـ العلاقة مع السلطة. هذا الجانب كان دوما هو مثار الإضطرابات والتشوشات التي تعوق أداء الحركة في محاولة لعزلها عن محيطها الشعبي أو تشويهها إعلاميا وتقديمها في صورة عصابة مفسدين إرهابيين متطرفين وتأليب الرأي العام الدولي والعربي ضدها أو لجرها إلى مستنقع العنف الآسن. العلاقة مع السلطة آكدة بالضرورة بسبب أن الحركة سياسية بإمتياز من ناحية ولكنها علاقة لا بد لها من التوتر بسبب أن الحركة سياسية من منطلق إسلامي من جهة وديمقراطي من جهة أخرى وهما أمران لا تتسامح معهما دولة بورقيبة ولا بن علي بأي شكل من أشكال التسامح. هي علاقة إذن لا بد لها أن تكون محكومة إما بتوتر وحكمة الحركة هنا هي في تحجيم ذلك التوتر ومحاولة إطفاء نيرانه وإبتلاع طعماته واحدة بعد الأخرى أو أن تكون محكومة بالتناغم التام أو شيئا شبيها به ولا بد للحركة هنا إما أن تتنازل عن الصفة السياسية بالكامل أو تصبح رقما حزبيا ليس له من وظيفة أرقى من وظيفة تزكية السلطة ودق طبول المديح بين يديها أو غض الطرف عن المظالم الإجتماعية والسياسية في أسوإ الأحوال. كلها خيارات صعبة ولكن على الحركة أن تختار الأيسر للبلاد من جهة والأبقى لها من جهة أخرى والأقل كلفة في كل الأحوال أو ما تكون كلفته مقصورة على الحركة وهو ما تم بنسبة كبيرة جدا إذ إلتزمت الحركة المنهاج الديمقراطي السلمي فواجهت السلطة بالصبر والحلم وإلجام الأجيج السياسي الحامي إلا في مناسبات قليلة يمكن إعتبارها أخطاء سياسية تكتيكية من مثل المشاركة العارمة في إنتخابات 2 نيسان أبريل 1989 بما إعتبر تحديا سافرا للسلطة وهي في بداية دربها. بعض محطات العلاقة مع السلطة. أ ـ لقاء مزالي من لدن قيادة الحركة عام 1985. ( الغنوشي ومورو والجبالي). كان ذلك في إثر خروج القيادة التاريخية من مرحلة سجن إمتدت من 1981 حتى 1984 وفي أعقاب وساطة ـ شبة علنية ـ قادها المحامي الفتحي عبيد بمقال شهير على صفحات جريدة الصباح اليومية بما أثمر الإفراج عن الشيخ مورو لأسباب صحية ثم لقاء مزالي الوزير الأول في تلك المرحلة شفاه الله سبحانه حيث أنه يوجد منذ أسابيع في حالة موت إكلينيكي في باريس. عرض مزالي في ذلك اللقاء على قيادة الحركة التمتع برخصة جمعية ثقافية في مقابل التنازل عن الصفة السياسية للحركة وهو ما قوبل بالرفض. لا أحد يفقه ألف باء السياسة يمكن له أن يفسر ذلك على أنه منة من بورقيبة أو من مزالي أو حبا في الجماعة ولكنها إستحقاقات السياسة المعروفة ومناوراتها المألوفة. وفي هذا المضمار لا بد من تثبيت حقيقة تاريخية مؤداها أن الحركة الإسلامية في تونس من أكبر مكاسب البلاد بعد الإستقلال إن لم تكن هي أكبر مكسب إلى جانب الحركة السياسية العامة بمختلف مكوناتها العالمانية واليسارية والحركة الحقوقية والنقابية بمختلف مؤسساتها التي كانت عتيدة في يوم ما قبل أن يجهز عليها الرئيس الحالي بن علي بعصاه الغليظة. الحركة ـ حتى وهي تتجرع آلام المحنة الإستئصالية القاسية جدا ـ مازالت ولن تزال بإذنه سبحانه مكسبا وطنيا مهما جدا إن لم تكن هي المكسب الأكبر بسبب أن قضية الهوية العربية الإسلامية للبلاد لم تكن لتأخذ طريقها المعروف ـ أي إنتصار الخط الإسلامي العروبي فيها على الخط العالماني الفرنكفوني بما يشبه الضربة القاضية ـ لولا نشوء حركة النهضة ولولا حروبها المتواصلة من أجل قضية الهوية. قضية الهوية يعرفها الجيل السابق والذي سبقه أي أيام كان بورقيبة يصنع الشعب التونسي على عينه صناعة فرنكفونية تغريبية عالمانية عجيبة وغريبة ولا يكاد يجد من ينهاه عن ذلك أو يعاتبه عليه. أما الأجيال اللاحقة التي ولدت بعدما تعربت الإدارة شيئا ما أو فرضت الصحوة الإسلامية الجديدة نفسها بمطالبها على الدولة التي تحظر على المرأة بالقانون حتى اليوم تغطية شعر رأسها .. تلك أجيال عليها أن تدرس التاريخ وتتعلم منه فهو خير مدرسة في الحياة. ما يشاهده المرء اليوم في تونس من صحوة لم يأت من فراغ ولكنه أتى من رحم خطة تجفيف منابع التدين التي فرضها نظام بن علي لمواجهة حركة النهضة وحصد آثارها وإستئصال شافتها بالكلية. ب ـ مطالب التأشيرة. تقدمت الحركة ـ بما لم يثبت في التاريخ البشري كله ـ بأول مطلب لتأشيرة عمل سياسي حزبي في إطار القانون القائم عام 1981 ثم توالت المطالب بعد ذلك مرة بعد مرة وخاصة عندما يتغير إسم الحركة. ولكن بقيت الأبواب موصودة حتى يوم الناس هذا.تقديم التأشيرة من أهم وأرشد صور العلاقة مع السلطة التي تجاوزت الحركة قضية مشروعيتها من عدم مشروعيتها مراهنة على مشروعيتها الواقعية ومعروضة عن مشروعيتها الدستورية أو الشعبية أو السياسية أو غير ذلك لأن ذلك محله مساحات أخرى. لما جاء بن علي إلى السلطة جددت الحركة مطلب التأشيرة سيما بمناسبة تغيير إسمها إلى حركة النهضة. ج ـ لقاء رئيس الحركة مع رئيس الدولة. كان ذلك بعد خروجه من السجن عام 1988 من جهة وبعد مقال له ـ وهو في السجن ـ عن مجلة الأحوال الشخصية بعنوان أنها إجتهاد مندرج في الإجتهاد الإسلامي وإتجاه المقال هو أن القضية ليست قضية قانونية ولا قضية مجلة أحوال شخصية ولا قضية مرأة ولكنها قضية حريات فردية وعامة. المقصود من الخطاب هو تطمين السلطة الجديدة ثم كان اللقاء الذي صرح بعده رئيس الحركة بأن ثقته في الله وفي رئيس الدولة كبيرة. ثم جرت مفاوضات مع ممثل رئيس الدولة أي الرويسي في ذلك الوقت وكان الإعتقاد بأن مرحلة جديدة مع السلطة الجديدة قوامها الصبر والتدرج من لدن الجانبين بعضهما على بعض لمحاولة طي الملف خطوة بعد خطوة في كل أبعاده بسبب التعقيدات الكثيرة المتلبسة به ثقافيا وإجتماعيا وسياسيا وغير ذلك. أفرج بن علي بعد ذلك على ما بقي من المساجين وآخرهم قيادة الحركة المحاكمين أمام محكمة أمن الدولة على دفعتين ثم على ما سمي بالمجموعة الأمنية. ثم أذن ـ بعد مماطلات قاتلة قذرة ـ بصدور جريدة الفجر لسان الحركة. ولكنه إذن لم تكد تجن منه الحركة شيئا بسبب أن كل عدد جديد لأسبوع جديد مهدد بالسحب فضلا عن كون كمية السحب محدودة جدا. بكلمة : عراقيل لا حساب لها في وجه تلك الجريدة ثم وئدت بالكامل وإعتقل رئيسها وطاقم تحريرها ودخلت البلاد في حالة سجن عامة لم تبدأ بالتعافي منها ـ وليس من آثارها ـ إلا قبل سنوات قليلات منصرمات. د ـ الميثاق الوطني. كان ذلك عام 1989 ومثل الحركة فيه الأستاذ نور الدين البحيري وشمل كل الألوان السياسية وبعض النخب والمؤسسات الإجتماعية والحقوقية فضلا عن السلطة. كان ذلك الحدث كفيلا بنقلة البلاد من حالة إلى حالة ولكن سرعان ما زحفت دبابات السلطة على المكتسبات والمؤسسات والتفاهمات وداست بدايات مناخ ديمقراطي واعد جدا. يبقى السؤال دوما هو من هو المتسبب في ذلك؟ وإذا كان لكل طرف نصيبه فما هو نصيب السلطة وما هو نصيب الحركة وما هو نصيب المعارضة؟ سؤال وجيه جدا ولكن قليل من ينصف فيه كل طرف. المهم هنا هو أن مشاركة الحركة في ذلك الميثاق الذي ضمنه من ضمنه ما يوجع الحركة أو يضعها في سجال مريب مع أبنائها بسبب القالة التي يصر عليها الشيوعيون ومن في حكمهم والسلطة بسبب تحالف بعضهم معها وهي قالة : العقوبات البدنية وتعارض ذلك مع مكتسبات الإنسانية. المهم من ذلك كله هو أن الحركة عبرت في أكثر من مناسبة ولن تزال على أن الجزئيات والتفاصيل ما ينبغي أن تكون حاجزا أمام إندياح الحريات والديمقراطية وأن الواقع المتطور كفيل بتوفير صيغ مناسبة للملاءمة بين مرجعيات الفرقاء إذا وضع كل واحد منهم مصلحة البلاد فوق كل إعتبار ولو كانت الحركة لا تضع مصلحة البلاد فوق كل إعتبار لتمسكت بالرفض والإحجام بسبب وجود مثل تلك القالات المسيئة التي تحمل معاني مريبة لا حاجة لنا بها بل هي بمثابة الإشاعات التي تعكر الصفو العام وتزرع الأحقاد بين الناس وغير ذلك مما هو معروف في العلاقات الإجتماعية بين الناس. ه ـ الإعلان عن كل المكاتب الجهوية للحركة. كان ذلك عام 1991 في خطوة جريئة أقدمت عليها الحركة لتلافي تواصل الهجمة البوليسية ضدها. أعلنت الحركة في مرات سابقة كثيرة عن مكاتبها السياسية والتنفيذية والإعلامية ( أعضاء الهيئة التأسيسية وأعضاء المكتب التنفيذي عام 1981 ثم الإعلان عما عرف بمكتب حمادي عام 1983 ثم الإعلان عن أكثر من مكتب إعلامي أو ناطق إعلامي بين أعوام 1981 و1984 من مثل الشيخ عبد الوهاب الكافي والأخ السويسي وغيرهما وفي كل مرة تتقدم فيها الحركة بمطلب تأشيرة تتضمن بالضرورة أسماء المكاتب. أما في عام 1991 فكان الإعلان عن كل المكاتب الجهوية في المناطق والجهات وعددهم بالمئات وكان ذلك على صفحات جريدة الصباح وغيرها. وفضلا عن ذلك فإن قيادات الحركة ظلت تتحرك بأسمائها وتمضي البيانات بأسمائها وبصفاتها السياسية بل كان ذلك قبل حتى أن يعلن عن الحركة أصلا متمثلا في بيانات يوقعها الشيخان الغنوشي ومورو عام 1980. و ـ كما إهتمت الحركة بالإعلام السياسي والفكري والثقافي بل كان ذلك الإهتمام منها مبكرا جدا أي عندما كانت تسمى الجماعة الإسلامية وذلك من خلال مجلة المعرفة التي أسسها الشيخ المرحوم عبد القادر سلامة في بداية سبعينيات القرن الميلادي المنصرم. فلما وئدت المعرفة بالرغم من أن طابعها دعوي ثقافي لا يتعرض لقضايا السياسة إلا قليلا جدا ولكن بسبب تعرضها لقضية رؤية الهلال التي كان بورقيبة ينكرها بإطلاق .. وقع وأد المجلة بالكلية. لاذت الحركة بوسيلة إعلامية أخرى هي : المجتمع عام 1979 حيث عقدت تفاهما مع صاحبها وربما كانت حماسة المجتمع للثورة الإيرانية سببا ـ إلى جانب أسباب أخرى ـ في وأدها مبكرا جدا. ما لانت قناة الحركة في البحث عن وسيلة إعلامية جديدة فكانت : الحبيب تفاهما مع صاحبها أي صاحب الرخصة ثم وئدت مجددا. ثم إهتبلت الحركة الحريات الإعلامية النسبية في أواخر عهد بورقيبة أي الإعلام الذي أنشاه التيار الليبرالي من مثل الرأي والمستقبل وصحف المعارضة بصفة عامة بما كانت تتمتع به من هوامش حرية نسبية. كما عولت الحركة في أثناء ذلك على إعلامها الداخلي بسبب أن كثيرا منه لا يكتسي أي طابع داخلي أو سري. ثم كانت تجربة الفجر التي تورط بن علي في الإذن لها وسرعان ما كفر عن ورطته بوأدها حتى اليوم.أما في فترة المهجر فكانت تجارب جريدة المتوسط من باريس وكندا وتونس الشهيدة وصوت تونس في فترة التسعينيات ثم تجربة صغيرة جدا هي تجربة قناة الزيتونة وذلك قبل أن ينداح الإعلام الإلكتروني والفضائي الذي أتاح للحركة متسعا شبه كاف للتعبير عن نفسها. كل ذلك مندرج بالطبيعة ضمن العلاقة مع السلطة أي الإعلام الذي تخاطب الحركة به السلطة والميثاق الوطني والإعلان عن مكاتبها الجهوية فضلا عن المركزية والسياسية والإعلامية. وحتى لقاء قابل . الهادي بريك ـ المانيا


يتقاضون بين 2000 و3000 دينار شهريا !إطارات عليا في «فريقو» الإدارات التونسية


عددهم غير قابل للتحديد.. ويتغير بتغير رؤسائهم ومديريهم وبتغير أمزجتهم.. مهندسون.. دكاترة.. وإطارات عليا يشتغلون في مؤسسات وإدارات عمومية.. ويتقاضون أجورا مغرية تتراوح بين ألفين وثلاثة آلاف دينار شهريا لكنّهم مجمّدون لا يفعلون شيئا ولا يقدّمون أية إضافة.. وتؤكد مصادر عليمة بهذا الملف أن الدولة تنفق على من هو مجمد بخطة مدير أو إطار عال ما تنفقه على أمثالهم ممن هم في وضعيات عادية أي قرابة 40 ألف دينار سنويا دون احتساب الامتيازات على غرار مقتطعات اقتناء المحروقات والسيارات الإدارية ومصاريف صيانتها. وتصرف هذه المبالغ الضخمة من أموال المجموعة الوطنية ولا شك أنها  تعد بسيطة جدا أمام بقية النفقات على غرار احتساب تكاليف المكاتب التي يشغلونها بدءا بأسعار العقارات الملتهبة ووصولا إلى نفقات التكييف والتسخين والتنظيف والصيانة.. وفي هذا الإطار تقول الدكتورة فاطمة المختصة في الحفر البترولي إنها مجمدة منذ ست سنوات في مؤسسة وطنية تعمل في مجال النفط وإنه ليس من السهل تحديد كلفة تجميدها لأنها لا تنحصر في الأجر الشهري الذي يقارب ثلاثة آلاف دينار بل تشمل الكلفة الباهظة «للا نشاط» المخبر الذي ترأسه كما تشمل التجهيزات المتوفرة فيه وتكاليف اقتناء الأرض التي شيد فوقها وبذلك يمكن أن تصل هذه الكلفة إلى مائة ألف دينار في السنة.        وهو نفس ما أشار إليه مهندس مجمد تحدث بمرارة عن وضعيته المهنية المقلقة.. وقال إن كلفة التجميد باهظة جدا ولا يمكن تحديدها بسهولة. وأشار إلى أن حرمان الموظف من ممارسة حقه في تقديم مردودية  هو حرمان للمجموعة الوطنية من ثمار الجهود التي بذلتها والأموال التي أنفقتها لتعليم ذلك الموظف وتكوينه.  «خالف.. تجمد» عند الاستماع إليها وهي تتحدث عن شهاداتها العلمية  في الجيولوجيا والحفريات أو عن اختصاصاتها المعرفية الدقيقة في دراسة عينات من الآبار البترولية أو عن التربصات التي أجرتها في أكبر المخابر الفرنسية والبريطانية أو عن مساهماتها في إنشاء مخبر «البنيولوجيا» الفريد من نوعه في تونس.. وعند إلقاء نظرة على الوثائق المدعمة لأقوالها.. لا يخطر على البال أن الدكتورة فاطمة موظفة مجمدة.. وهي لا تفعل شيئا في مؤسستها النفطية الوطنية غير تأكيد المواظبة على دخول مقر العمل صباحا والخروج منه مساء. قالت إنها أدخلت إلى «الفريقو» منذ سنة 2004.. وهي في أوج العطاء.. وإنها لم تتمكن طيلة هذه الفترة من الرجوع إلى ممارسة مهامها بمخبرها رغم مطالبها المكثفة التي أمطرت بها إدارة مؤسستها.. وأضافت: «بعد 29 سنة خبرة.. ورغم أنني الوحيدة في تونس التي تشغل هذا الاختصاص الدقيق فقد وجدت نفسي مجمدة.. مثل أي قطعة أثاث في المكتب لا لشيء إلا لوجود خلافات بيني وبين من يرأسني في العمل ولا لشيء إلا لأنني أطالب دائما بتطبيق القانون والتراتيب الجاري بها العمل في ميداني التسيير والتصرف». وذكرت فاطمة أن أشد ما حز في نفسها هو الحالة التي أضحى عليها المخبر الذي كونته من عدم والذي أنفقت  الدولة على تجهيزاته مبالغ هامة إضافة إلى نفقات تكوينها في انقلترا. وبينت أنه لا يعقل عرقلة نشاط هذا المخبر لأنه الفريد من نوعه في كامل تراب الجمهورية ولأن هناك طلبات عليه من شركات بترولية عالمية لإجراء تحاليل على عينات من الآبار البترولية بتونس.. وفي صورة عدم الاستجابة فإنها ستلتجئ إلى مخابر بالخارج.    لا شك أن هذه الوضعية المهنية المقلقة التي تعيشها فاطمة منذ سنوات تخنق بعض الموظفين.. وكان عدد منهم قد اتصلوا بـ «الصباح» إبان نشر تحقيق سابق عن «الفريقو في الإدارات التونسية» وطالبوا بتكثيف الرقابة داخل الإدارات التونسية للحد من هذه الظاهرة. سعيدة بوهلال (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 جوان 2010)


بعضها للتحيل ثلاثة آلاف قضية طلاق قبل البناء في 2009


تجاوز عدد قضايا الطلاق قبل البناء الثلاثة آلاف في 2009 بعد أن كان لا يتعد عددها الألف في سنة 2000, لتستأثر بذلك بنسبة 30 بالمائة من قضايا الطلاق الجملية في السنة الفارطة، ولئن تشترك مع الطلاق بعد الزواج في عديد المخلفات النفسية والاجتماعية، إلا أن لها أبعادا أكثر خطورة وأعمق تأثيرا، خاصة وأن الضحية تبقى الفتاة، أو المرأة باعتبار حملها للقب « مطلقة». فما الذي يدفع الفتاة أو الرجل إلى عقد القران قبل مدة زمنية من موعد الزواج ؟ وهل للطلاق قبل البناء أن ينقذ ما قد يسببه الطلاق بعد الزواج من تفكك أسري ومشاكل للأطفال؟ وما هي حقوق المطلقة قبل البناء؟ وكيف لها أن تتجاوز محنتها وهي الحاملة للقب «مطلقة « قبل أن تتزوج؟ خوفا من الإخفاق دفعت السيدة حياة السباعي (19 سنة) فاتورة تسرعها، وتملكها الخوف من أن تفشل علاقتها العاطفية فتسجل الخيبة الرابعة على التوالي، فدفعت خطيبها إلى عقد القران، وتقول محدثتنا « لم يسعني الشهر الذي سبق عقد القران لان افهم شخصية خطيبي، وان يتبين لي صدقه من عدمه، وبعد أن ارتبطت به قانونيا، سرعان ما سقط قناعه وبدأ يفتعل المشاكل لأتفه الأسباب، إلى درجة جعلت العلاقة مستحيلة، فقررنا الطلاق.» واصلت محدثتنا بعد أن أطرقت تتصفح ماض رمادي « لم يألمني الفراق بقدر ما تجرحني نظرات المحيطين بي المريبة, وتساؤلاتهم التي تحاصرني وتجعلني أفضل التقوقع على نفسي تفاديا لمواقف قد تقضي على ما تبقى من أمل.»  أكثر ما يضايق محدثتنا هي عبارة « مطلقة» التي يحملها مضمون الولادة، وتراجع حظوظها في الارتباط بمن يتفهم أسباب الطلاق، ولكن قضى الطلاق قبل البناء على رغبة السيدة أمال. ك في الاستمرار، إذ أنها لا تزال تتلظى تحت وطأة جروحها الغائرة، وتفسر « لطالما نصحتني أمي بالتريث قبل الإقدام على تجربة غير مأمونة العواقب،ولكن وافقت على عقد القران إرضاء لرغبة خطيبي، ولأنه يعمل بإحدى البلدان الأوروبية .» بعد عقد القران، هاجر الخطيب إلى مقر عمله وترك محدثتنا على أمل لقائه والزواج…انقطعت أخبار الخطيب المنتظر لأكثر من ثلاث سنوات قررت أمال على إثرها الطلاق غيابيا، بعد أن التفت حولها حبال الهمز واللمز من طرف أفراد العائلة والجيران. تتعدد حالات الطلاق قبل البناء، أو قبل الدخول كما يسميها البعض، ولكن تتحد في نتائجها والضغوطات التي تنجر عنها وتدفع ثمنها الفتاة أو المرأة المطلقة. ويرجع السيد بلعيد أولاد عبد الله أستاذ علم الاجتماع أسباب الطلاق قبل البناء إلى تسرع الطرفين في الارتباط بعقد لا يفك إلا بالطلاق، ويدعو إلى ضرورة الوقاية من هذه المعضلة الاجتماعية وذلك بمزيد توعية الشباب المقبلين على الزواج بضرورة التريث قبل أختيار الزوجة لتفادي الوقوع في الطلاق قبل الزواج كشر لا بد منه إذا ما استحال التفاهم وتحقيق مقاصد الزواج التي تقوم على المودة والسكن النفسي والتعاون في الحياة. ويشير المحامي كريم حوايجية إلى أن «ضمانات النص القانوني مثلت حافزا أساسيا لقضايا الطلاق بالنسبة لبعض الأزواج والزوجات الذين اعتمدوا على القانون لتصفية حسابات شخصية مدفوعين بالعناد لكسب دعوى الانفصال قبل الزواج ، فمجرد رفع دعوى غالبا ما يكون حكمها الطلاق، ويقف التسرع أو الطمع وراء معظم الزيجات التي تنتهي بالطلاق قبل البناء، اذ يمكن أن تحصل الزوجة على تعويضات لحقوقها المعنوية إذا طلب الزوج الطلاق قبل البناء، ليدخل بذلك في خانة الطلاق للضرر وتتراوح الغرامة بين الألف دينار والمائة ألف دينار.» الوجه الآخر للطلاق وعموما, قد يلجأ القرين والقرينة إلى الطلاق كحل نهائي إذا تباينت الأخلاق، وتنافرت الطباع ولم يبق مجال للإصلاح وقد يدمر الطلاق قبل البناء البعض من ثقة الفتاة بنفسها وتصعب مع ذلك مواجهة الحياة،ولكن يبقى الطلاق قبل البناء اقل وطأة من الطلاق الذي يظلم الأبناء ويحرمهم الحياة المتوازنة تحت سقف بيت يشترك الأبوان في بنائه. ذكرى بكاري (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 جوان 2010)


تونس الثانية عالميا في الاقبال على الفايس بوك


رغم ان تونس عرفت ظاهرة الفايس بوك متأخرة نوعا ما مقارنة بدول أخرى الا ان بلدنا اليوم يحتل المرتبة الثانية عالميا من حيث نسبة الاقبال. يرتبط التونسيون يوميا بالشبكة الاجتماعية حسب معلومات ذكرها محرك البحث «قوقل» حيث ان الكلمة كانت من اكثر العبارات المفتش عنها في هذا المحرك، وهي نفس النتائج التي سجلت في السنة الماضية. ولو تخيلنا مَثَل التسجيل في الشبكة الاجتماعية في الواقع سنكتشف انه كالمركز التجاري، حيث توجد مقاه أين يتحاور الناس ومحلات اين يمكن ان نختار الكثير من الملابس والسيارات، ايضا واجهات اين يمكن أن تشاهد اعلانات ومختارات من الافلام و«الفيديو كليب» من الاحداث المتسارعة.. ومجموعة من المعلومات السمعية البصرية تتنقل بسرعة خيالية. هذا المركز يحتوي على مكتبة ضخمة اين نقرأ مقالات وأشعارا، ويمكن ان تشاهد لوحات وصورا.. وافكارا وغيرها. هو عبارة عن قاعات حوار الواحدة بجانب الاخرى اين يجتمع ناس لهم نفس الاهتمامات ليتحاوروا في نفس المواضيع. فأمام الضغوط اليومية والقلق تجاه وضعية الشغل والرغبة في السفر الى الخارج والاكتشاف والبحث عن المعلومة يمكن ان يكون الفايس بوك ملجأ بالنسبة للتونسي. وباستعمال الشبكة العنكبوتية يمكن استرجاع صديق فقدناه منذ الطفولة او عرفناه في احدى الرحلات او المناسبات فيمكننا الفايس بوك من استرجاع رقمه وترتيب لقاء جديد معه. ويمكن للتونسيين عموما الاعلان عبر هذه الشبكة والارتباط مع أناس يحتاجونهم.وعموما لا يمكن حصر ما قد يقدمه الفايس بوك من خدمات. لكن عند فتح نافذة على هذه الشبكة فاننا نقوم بوضع معلومات شخصية في هذه النافذة وهو ما قد يشكل اول خطر امامنا باعتبار ان ايا كان يمكنه الاطلاع على هذه المعلومات الى جانب اخطار اخرى يمكن ان يجعل من الفايس بوك اكثر خطرا على حياتنا. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 23 جوان 2010)


بسم الله الرحمن الرحيم والصﻻة والسﻻم على أشرف المرسلين   باريس في 24 جوان 2010 بقلم محمد العروسي الهاني  كاتب تونسي قال الله تعالى إن ينصركم الله فلا غالب لكم صدق الله العظيم  الرسالة825 ح3

تقرير المقرر الخاص بحالة حقوق اﻹنسان بفلسطين

ريتشارد فولك*  


يطيب لي أن أوافي قرائي اﻷفاضل بموجز تقرير مجلس حقوق اﻹنسان الوارد بالبند الخامس من » جدول اﻷعمال تحت عنوان حالة حقوق اﻹنسان في فلسطين وفي اﻷراضي العربية المحتلة اﻷخرى جوان 2010   يبحث هدا التقرير التطورات المتصلة بحقوق اﻹنسان في اﻷراضي الفلسطينية  المحتلة في الفترة من تموز يوليو لغاية كانون اﻷول ديسمبر 2009 ويولي المقرر الخاص اهتماما أساسيا ﻹنشاء بعثة اﻷمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن النزاع في غزة و أنشطتها وأهم ماتوصلت إليه وتستعرض فيه أيضا ردود الفعل على تقرير البعثة بما في دلك اﻹنتقادات واﻹعتراضات من المجتمع الدولي وينظر المقرر الخاص في مسألة المستوطنات اﻹسرائيلية و أثرها على التمتع بحقوق اﻹنسان وفي  هدا الصدد تناقش المبادرات الحالية للحكومة اﻹسرائيلية فيما يتعلق بالمستوطنات وما تثيره من ردود الفعل على المستويين المحلي و الدولي كما تناقش أيضا الجهود  التي بدلت مؤخرا للتظاهر ضد تشييد الحكومة اﻹسرائيلية لجدار في الضفة الغربية ويولي التقرير اهتماما كبيرا للحصار المستمر الدي تضربه الحكومة اﻹسرائيلية على غزة وفي هدا السياق يسلط الضوء على آثار هدا الحصار على الجهود الهادفة إلى إعادة البناء بعد عملية الرصاص  المصبوب وعلى نداءات المجتمع الدولي المستمرة الموجهةإلى  إسرائيل لرفع الحصار ويدكر    المقرر الخاص بحالة الﻻجئين الفلسطينيين ويشدد على ضرورة إبقاء محنتهم على جدول أعمال أي مسعى ﻹحﻻل السﻻم و أخيرا يرحب التقرير بالحملة التي يقودها المجتمع المدني لمقاطعة إسرائيل وسحب اﻹستثمارات منها وفرض عقوبات عليها ﻻحتﻻلها لﻻراضي الفلسطينية   التوصيات   يركز على سبيل اﻹستعجال على التوصيات التالية المستقاة من متن التقرير -أ ينبغي لمجلس حقوق ﻹنسان أن يدعو إلى التنفيد الكامل لتوصيات لجنة اﻷمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن النزاع في غزة فيما يتعلق بكفالة أن تتم مساءلة المتهمين بجرائم الحرب الرتبطة بعملية الرصاص المصبوب وفقا ﻷصول المحاكمات

-ب ينبغي حث أعضاء مجلس حقوق اﻹنسان على إبﻻغ حكوماتهم بالدعوة إلى تنفيد التقرير فيما يتصل بممارسة الوﻻية القضائية العالمية على كل من يوجد على أراضيهم السيادية أو يدخلها وتوجد أدلة كافية على ارتكابه جرائم حرب
-ج ينغي لمجلس حقوق اﻹنسان أن يامر بإجراء دراسة أو أن يجريها هو بشأن الحرب اﻷحادية الجانب أو غيرالتناظرية فيما يتصل بمزاعم استخدام القوة والقانون اﻹنساني الدولي خاصة عندما يكون للدولة المدعية أيضا وضع السلطة القائمة باﻹحتﻻل  
-د ينبغي إعادة تأكيد حقوق الﻻجئين الفلسطينيين في حل عادل خاصة في ظل احتﻻل طال أمده وأن تكون عنصرا ﻻ يتجزء من مفاوضات السﻻم في المستقبل            -ه   ينبغي النظر إلى حملة المقاطعة وسحب اﻹستثمارات و فرض العقوبات باعتبارها وسيلة ﻹعمال حقوق اﻹنسان بما فيها الحق في تقرير المصير وينبغي توفير مبادئ توجيهية لمثل هده « الحملة  
(مجلس حقوق اﻹنسان الدورة  13 البند 5 من جدول اﻷعمال جوان 2010)  


عمرو موسى  في غزة   3/2   » فذبحوها وما كادوا يفعلون « 


  بقلم علي شرطاني – تونس   – وجه الشبه بين زيارة عمرو موسى إلى قطاع غزة وذبح بني إسرائيل البقرة:
فبقدر ما ذبح بنوا إسرائيل على عهد موسى عليه السلام البقرة لمعرفة قاتل أحد رجالهم من موقع المضطر جدا وبعد لأي شديد وتهرب من إدراك الحقيقة ومواجهتها لما كانوا عليه من باطل وظلم حتى لبعضهم بعضا، كانت زيارة عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية لقطاع غزة من موقع الحرج الشديد ومن مواقع الإضطرار، بعد أن فقدت الزيارة كل معنى لها وكل دلالة سياسية واضحة في الإنحياز لعدالة القضية الفلسطينية عموما، ولبطلان الحصار الجائر الظالم الذي يفرضه العالم الظالم على قطاع بدون أي موجب قانوني، وبدون سبب مقبول ولا مبرر معقول. فبعد أحكام خطة القتل الممنهج المختلف والمتنوع الوسائل لأكثر من المليون ونصف المليون فلسطيني في قطاع غزة، وبعد سقوط الآلاف من الشهداء والجرحى جوعا ومرضا وقتلا بواسطة أكثر الأسلحة فتكا في العالم. وفي الوقت الذي يمنع فيه العالم عن المقاومة المدافعة عن نفسها وعن أبناء شعبها الصامد في وجه الإحتلال من التزود بالسلاح، يتزود الكيان الصهيوني بكل أنواع الأسلحة وبآخر الإبتكارات منها ليقصف بها العزل هناك برا وجوا وبحرا. وفي الوقت الذي يمنع فيه العالم على هذا الشعب هناك الغذاء والماء والهواء والوقود والدواء واللباس والغطاء والإيواء، يتزود فيه الكيان الصهيوني المعتدي العنصري الغاصب بكل ضروريات وكماليات الحياة، وكان من الجهات المزودة له بذلك، الكثير من النسخ الفاسدة من النظام العربي و » الإسلامي « ، وخاصة النظام المصري الذي كان يخنق الذين من المفروض أنهم رعاياه من الفلسطينيين، والذين من المفروض أن يكون عونا ومساعدا لهم، وأن لا يكون شريكا في الجريمة إلى جانب الرباعية الدولية ومن ساندها في القبول بالحصار والموافقة عليه، على قتلهم وتجويعهم، والذي كان، إضافة إلى الكثير من المساعدات والدعم والتأييد لعصابات القتل والإجرام اليهودية الصهيونية يضخ النفط المصري والغاز المصري باتجاه العدو الذي كان يحرق به أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

فلم يكن عمرو موسى مقتنعا تماما بالزيارة  ولم يكن حريصا عليها، ولم يكن من خلال سلوكه العام مرتاحا لها، مثلما لم يكن اليهود على عهد موسى مقتنعين بذبح البقرة لإخراج ما كانوا يكتمون. ولو أنه لم يتلق أوامر أو عروضا أو إيحاءات من الطرف الصهيوني ومن الديمقراطيات الغربية والأمريكية الإرهابية في هذا الظرف الصعبة على عصابات القتل الصهيونية، ولم لم يكن النظام التركي والشعب التركي في الواجهة، ما كان عمرو موسى ليزور قطاع غزة، لأن وقت الزيارة حين كان يمكن أن تكون ذات معنى قد انتهى، ليس بعد الحرب على القطاع، والتي كان الرسميون العرب بما لا يدعو مجالا للشك طرفا فيها، وليس بعد المعاناة الطويلة التي كان يعيشها الفلسطينيون في القطاع تحديدا طيلة مدة الحصار، ولكن كان يمكن أن تكون هذه الزيارة من عمرو موسى تحديدا، لو كان حرا حقا ولو كان يريد أن يكون حرا، منذ حصول الإنشقاق الفلسطيني الفلسطيني بعد أزمة تشكيل الحكومة المنتخبة وبعد الإنقسام مباشرة، وقبل قرار ضرب الحصار الذي كان المستهدف فيه المقاومة ونهج المقاومة وحركة المقاومة الإسلامية « حماس » تحديدا.
فعمرو موسى ليس حرا ولا يمكن بحكم تكوينه الثقافي والسياسي وتجربته في الدور الذي كان له في نظام صناعة الموت المصري الإستبدادي أن يكون حرا ولا ديمقراطيا. وكان يمكن أن تكون زيارته هذه قد تمت منذ وقت طويل. وأن يكون قد أعاد الكرة إذا لزم الأمر مرارا وتكرارا مثلما تكررت زياراته للبنان إبان أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية في سنه 2008 2009 مثلما لم يكن مطلوبا من اليهود أكثر من ذبح بقرة، حتى انتهوا لتعقيدهم للموقف وللقضية إلى دفع وزنها ذهبا على حد بعض الروايات من أجل ذلك.
وقد تمت الزيارة، فقد بدا من الدكتور عمرو موسى من التعبيرات ما يفيد بكل وضوح عدم صدقه فيها، وحساباته الضيقة والحالة المرضية التي كان عليها، والسلوكات التي يريد أن تحسب له ولا تحسب عليه، والعالم كله يراقبه فيها وأنظاره مشدودة إليه، ولكل حركة وسكنة حساباتها ودلالاتها بالنسبة له وبالنسبة للمراقبين وبالنسبة لموضوع الزيارة.
فعمرو موسى زار قطاع غزة وما كاد يفعل، مثلما ذبح اليهود البقرة وما كادوا يفعلون. وقد كان ذلك واضحا من ما نقلته الصحافة في الكواليس. فقد رافق هذه الزيارة غير المرغوب فيها من طرفه ومن طرف العديد من أنظمة الحكم العربية والإسلامية وخاصة النظام المصري الذي يهمه كثيرا أن لا تكون الزيارة لحركة المقاومة الإسلامية  » حماس  » بالرغم من أن حكومة الحركة في قطاع غزة هي الحكومة الفلسطينية الشرعية المنتخبة من قبل الشعب الفلسطيني. وهي التي من المفروض أن لا تكون زيارة أي كان لفلسطين إلا لها. ولكن حركة الكواليس قبل وأثناء الزيارة تفيد بأن عمرو موسى قد كان محملا في الزيارة بالموقف الرسمي المصري وبالموقف الأمريكي الصهيوني الرسمى العربي إجمالا، وبالموقف الصهيوني الأمريكي الغربي الذي لا يريد أن تكون الزيارة لحركة المقاومة الإسلامية  » حماس،  ولا للحكومة الشرعية المنتخبة من قبل الشعب الفلسطيني كله هناك.
فـقد  » ألمح مساعده هشام يوسف لقيادي فلسطيني يوم الخميس الماضي خلال اجتماع التحضير للزيارة إلى وجود استياء مصري من الزيارة والخشية من أن تعطي مزيدا من الغطاء الشرعي لحكومة المقاومة الإسلامية  » حماس « .    
                    فبحكم طبيعته غير الشرعية، لا يعير النظام العربي اهتماما ولا يعطي قيمة للشرعية، وكذلك الشأن بالنسبة للنظام الغربي، بالرغم من طبيعته الشرعية ومن إيمانه بها، إلا أنه يكون دائما على خلاف ذلك عندما يتعلق الأمر بالمستعمرات وبدول الأطراف.
فقد قيل لعمرو موسى  من أكثر من طرف شعبي وحقوقي وإعلامي وحتى رسمي أحيانا، كان عليك أن تكون قد زرت قطاع غزة بصفتك أمين عام الجامعة العربية أكثر من مرة، وأنت من يمكن أن تكون محايدا، وأن تتعامل مع كل الأطراف والمكونات على قدم المساواة.  
فكان لسان حاله يقول كيف يمكن أن تكون هذه الزيارة بتلك الصفة وأنا من أنا في ذلك الموقع على المستوى الدولي والعربي الإسلامي والإقليمي؟ قالوا يمكن أن تكون الزيارة في أي وقت ومنذ البداية للشعب الفلسطيني في القطاع، والذي لا تستطيع في الحقيقة أن تقوم بذلك إليه إلا بالتنسيق مع قياداته السياسية والأمنية والعسكرية في المقاومة أحب من أحب أو كره من كره. وكان يمكن أن لا تكون معنيا فيه بمن يستقبلك وبصفته السياسية، طالما أن قيادة هناك تتمتع بالشرعية الشعبية الحاصلة عليها من خلال صندوق الإقتراع، وبشرعية المقاومة والصمود. وكان عليك أن تفعل ما كانت تدعوك إليه الجماهير ويطالبك به أحرار الأمة والعالم، وفي ذلك شرف كبير لك وللجامعة العربية.
فكان لسان حاله يقول دائما كيف يمكن أن تكون زيارتي لجهة أهلها منقسمون على أنفسهم، وكل طرف فيها يدعي الشرعية لنفسه، وأنا مسؤول عن منظمة تحظى باحترام العالم وقبوله بها وملتزمة بالمواثيق الدولية، وعليها مسؤوليات أمام الأنظمة الممثلة لها وأمام العالم، ولا تكون الشرعية عندي من خلالها إلا بمن يعترف له العالم بالشرعية. فالشرعية عندي ومن خلال موقعي هي الشرعية الدولية أولا وليست الشرعية الشعبية.
فقد كان يقال له كما كان يقال لغير إن الثقافة الديمقراطية التي يتغنى بها العالم ليست الشرعية الدولية فقط ولكن الأهم من ذلك الشرعية الشعبية، فالأصل في العالم نفسه أن لا شرعية دولية لمن لا شرعية شعبية له. فكان يمكن، بل يجب أن لا تكون مع الشرعية الدولية إلا حين تكون مع الشرعية الشعبية. أم أن الأمر هنا يجب أن يكون على خلاف القاعدة، وقد تعلق بالعرب وبالعروبة بالإسلام والمسلمين؟
وقد كان لسان حاله يقول دائما وأي معنى لهذه الزيارة المدعو للقيام بها منذ بداية المشكل الفلسطيني الجديد، وقد اختلط عندي الأمر ولم يعد الحليم يعلم أين الصواب وكيف يمكن أن تسير الأمور وإلى أين؟
وهو الذي كان يقال له جماهيريا ونخبويا أكثر من مرة، أن الأمر على قدر كبير من الوضوح ولا لبس فيه. فالوضع الفلسطيني معلوم والشرعية الشعبية والدولية معلومة لمن، وكان يمكن أن لا تعقد الأمور إلى هذا الحد، وقد توافد على القطاع الكثير من الأحرار ومن الرسميين، والتقوا بالقيادات السياسية هناك، و » حماس  » ليست في حاجة كبيرة لمن يعترف أو لا يعترف بها. فالذي يهمها هو الإعتراف الشعبي الفلسطيني. وهي موجودة ومسيطرة وصاحبة اليد الطولى والكلمة الأخيرة هناك. ويكون واهما وكاذبا على نفسه من يعتبر زيارته لقطاع غزة بعيدة عن حركة المقاومة الإسلامية  » حماس  » لأنها هي التي تستطيع القبول بمن تقبل فيدخلها، وهي التي تستطيع رفض من ترفض دخوله فلا يدخلها.
فإذا كان عمرو موسى قد زار قطاع غزة، فإن زيارته لها لا تكون، أحب أم كره، إلا اعترافا بشرعية الحكومة الشرعية هناك، والتي تمثلها حركة  » حماس  » صاحبة الشرعية الشعبية والدولية.
وإذا كان بنو إسرائيل قد أدركوا الحق في النهاية وقبلوا به وجاؤوا له مذعنين بعد مكابرة ومراوغة وعناد وذبحوا البقرة وما كادوا يفعلون، فإن عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية لم يستطع أن يدرك الحق ولم يقبل به وظل متجاهلا له، وكانت الزيارة وما كاد ليقوم بها، لما كان يمكن أن تكون كلفتها وخوفا من استمرار الفضيحة في حقه، أمام وجود قوة دولية أخرى ذات تطلع حديث للساحة العربية الإسلامية، تتمتع بالشرعية الشعبية والدولية مازال الرسميون العرب لم يحسموا أمرهم في كيفية التعامل معها، وهي التي لها علاقات أوثق بالغرب وبأمريكا وبالكيان الصهيوني نفسه.  


الميثاق الثقافي والولادة القيصرية


عبدالسلام المسدّي 2010-06-23 عندما عقدت اليونسكو مؤتمرها السنوي لعام 2003 (29 سبتمبر) كان كل شيء جاهزاً كي تتحول جهود عقدين من الزمن إلى ميثاق يعطي المشروعية الكاملة لمعاهدة دولية تكون بمثابة «الإعلان العالمي عن التنوّع الثقافي» وتكون ملزمة، ومن أهم بنودها إقرار حق الدول في انتهاج السياسات الثقافية التي تحددها لنفسها، وإقرار مبدأ حماية المنتج الثقافي الخاص بكل شعب من الشعوب، وعن ذلك ينجم بالاستتباع الحتمي حق كل شعب في التمسك بلغته القومية بوصفها الرمز الأكبر لهويّته الثقافية. والأهم في ذلك كله هو أن تكون المعاهدة مُلزمة للمنظمة العالمية للتجارة بحيث تصبح محمولة على تعديل قوانينها بما لا يمس من بنود المعاهدة الثقافية. وهنا كلّ بيت القصيد، فالولايات المتحدة عادت إلى منظمة اليونسكو -بعد انسحابها منها مدة عقدين- معلنة رفضها لمشروع التنوع الثقافي، ولا أحد يعترض على عودتها، فإن لم يكن خوفا، فأملا في انتعاش جوهري لميزانية العمل الثقافي الدولي. فبِمَ نخرج من كل ما سلف ونحن نتحسّس خيوط الحلّ والعَقد بين السياسة والثقافة واللغة متسائلين عن أسباب انحجاب الوعي بها لدى أولي الأمر عندنا؟ فضلا عن العمل العربي الثقافي المشترك الذي كان غائبا تماما عن الزخم الدولي في كل تلك الظروف. أما على صعيد السياسة الدولية فتأكيد حقيقة -كثيرا ما شك فيها أصحاب السرائر البيضاء والمقاصد الناعمة- وهي أن العولمة كل لا يتجزأ، وأن الثقافة داخلة تحت طائلة السياسة، وسيف الاقتصاد مسلول على جوانح الثقافة. ثمّ تأكيد الحقيقة الأخرى وهي أن القول بالخصوصيات الحضارية -كالإيمان بالتنوع الثقافي الخلاق- يعرقل آليات التعميم الذي أبحر فيه الخطاب المسوّق للتهم الجاهزة المعلبة يومئذ: تهمة الاستنقاص الذاتي، وتهمة استشراء العنف، وتهمة الحضارة الدنيا حيال الحضارة العليا. وأما على صعيد التأمل النظري عند التنقيب عن حيثيات نشأة الأفكار وملابسات رواجها فمن المهم أن نراجع مقولة صدام الحضارات وذلك على مستويين، أولهما أن نشأتها سابقة في الزمن للفترة التي اكتسحت فيها فجأة عالم التداول الثقافي والجدل السياسي، فهي مقرونة بما صاغه الباحث البريطاني برنارد لويس منذ عام 1964 قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة عام 1974، ومنذئذ انخرط سياسيا في منتدى غلاة المحافظين فنشر كتابين، الأول (ما الذي حدث؟ الإسلام والغرب والحداثة). والثاني هو (الإسلام في أزمة). ثمّ حصل استثمار هذه الأفكار بنهج مكيافليّ، يسّرته الحيثيات التاريخية. أما المستوى الثاني فيتصل بضرورة «التحييث» الصحيح، فكل ما انتعشت به فكرة صدام الحضارات كنقيضة مباشرة لمبدأ حوار الثقافات لا يمكن فك شفرته إلا في ضوء تلك الأنفاق التي كان يمور فيها الجدل داخل قلعة اليونسكو في الغياب الرسمي للولايات المتحدة. بعد سنتين من عودة الولايات المتحدة إلى اليونسكو حل موعد الحسم في موضوع التنوع الثقافي بالتصويت على المعاهدة الخاصة به في (20 أكتوبر 2005) وعلى مدى الأيام العشرين التي سبقت جلسة الاقتراع كانت وزيرة الخارجية يومئذ كندوليزا رايس تهاتف وزراء الخارجية لكل الدول الأعضاء بغية إقناعهم برفض المعاهدة، ويوم الموعد كان التصويت صارخا، صوتت بالموافقة 148 دولة، وصوتت بالرفض دولتان هما الولايات المتحدة وإسرائيل، وتذكر الناس أن للمسألة جذورا سابقة، ففي عام 1950 عقدت اليونسكو مؤتمرا عاما حول قضية الأعراق، وكانت الإنسانية تكابد في سبيل تضميد جراح الحرب العالمية الثانية التي أشعلتها كوابيس التفاضل العرقي، وأوكل الساهرون على تنظيم المؤتمر إلى رائد البحث في حقول علم الإناسة كلود ليفي ستروس مهمة إعداد الوثيقة المبدئية، فكتبها بعنوان «العرق والتاريخ» وختمها بضرورة صيانة التنوع الثقافي في عالم تهدده الرتابة والنسقية الواحدة. في العالم النامي -وفي جل أقطارنا العربية تحديداً- كانت الثقافة دوما هي كبش الفداء عند حصول أدنى ضائقة اقتصادية، وشيئا فشيئا تحولت الثقافة إلى كبش الفداء عند أولى مفارقات السياسة الدولية، وهكذا ما انفك الشأن الثقافي يحمل أعباء السياسة ثم يقع تطويعه؛ كي يكون رأس القاطرة في الحملة النسقية التي تسعى إلى صهر الهويات الإنسانية في «هوية» استباقية جديدة ستكون هي بالفعل «اللاهوية». هكذا تتراءى في الأفق الإنساني مظاهر تنبئ بتغير المرجعيات الثقافية ولا سيما منها ما كان جامعا مشتركا بين كل النظريات الإناسية. ويأتي في طليعة المفاهيم التي تذعن الآن لمراجعات حادة مفهوم الخصوصيات الثقافية، ذاك الذي كان من الفرضيات المسَلم بها، والذي على أساسه تشكلت كثير من العلاقات الدولية وانتظمت آليات العمل الثقافي الدولي المشترك. فبعد عقدين من انطلاق الميثاق الثقافي العالمي الذي هيّأته الأمم المتحدة، وباشرته منظمة اليونسكو، وكان مرماه البعيد أن يتم إقرار الإعلان العالمي للخصوصيات الثقافية، وَجد العالم نفسَه على عتبة تاريخ جديد ينتظم حلقاته سلك من النواميس مغايرٌ لما ألفناه ولما ألِفته الإنسانية منذ أن حطت الحرب الكونية الثانية أوزارها، وشكلت بموجَب ذلك ضوابط تحكم علاقات الشعوب. جوهر الملامح الجديدة الطارئة على المشهد الإنساني هو سعي السلطة الدولية المتفردة يومئذ إلى إلغاء مفهوم الخصوصيات الثقافية، أو على الأقل إلى الركون بها في الزوايا المعتمة لتتقلص جاذبيتها، فتكف عن أن تكون حافزا دافعا نحو إثبات الذات الجماعية. وإذا كان هذا المسعى متركزا على إلغاء النتوءات الفارقة بين الثقافات فهو إلى نكران التميز داخل الثقافة الواحدة أقرب وأشد إصراراً. ولئن ساعدت الإدارة الأميركية (2000 – 2008) بغلوّها على استشراء الشطط والإجحاف فإن مسألة النفوذ الثقافي الدولي من الثوابت التي لا تتغير بتغيّر نزلاء البيت الأبيض، بل من المحتمَل جداً أن الخطاب المسالم الذي حلّ محلّ الخطاب المجاهر بالعداء (2009) سيساعد على ترسيخ التجاوب الإنساني الشامل مع الأسلوب الأميركي ذي المعاملة الرحيمة. في هذا الظرف التاريخي الذي تبلغ فيه أزمة المفاهيم أوجها، وتصعد المشاعر الجماعية إلى ذرى حساسيّتها، يتردد من حين إلى آخر في وسط رجال الفكر والإبداع، وفي دوائر أهل القرار العربي أيضا، حوار بين الجهر والهمس مداره: كيف السبيل إلى إغناء الثقافة العربية من خلال امتدادها الجغرافيّ وتنوعها الإقليميّ؟ إننا –نحن العربَ– نمر اليوم بامتحان تاريخي خطير عسير، ونواجه إشكالات لا تقف عند حدود الشأن السياسي وما يلازمه من شؤون اقتصادية وأمنيّة، وإنما نواجه وضعا يمكن في كل لحظة أن ينفجر تحت وقع تناقضاته، ويكون انفجاره هديّة ذهبيّة على طبق فضيّ تتلقفها القوى الدولية لقمة سائغة بلا عناء.  
abdessalemmseddi@yahoo.fr    (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 23 جوان 2010)
 


فرنسا التي تغلق فضائية الأقصى وتطاردنا بلا كلل


ياسر الزعاترة 2010-06-23 ليس غريباً على الجهات المعنية في فرنسا أن تمنع بث فضائية الأقصى على قمر «نور سات» الذي يأخذ خدماته من قمر «يوتيل سات» الفرنسي، وذلك بدعوى بثها لمواد تعزز الكراهية، لاسيما أننا في عصر ساركوزي الذي لم يسبق أن دخل قصر الإليزيه رجل بمثل انحيازه للهواجس الإسرائيلية. والحق أن فرنسا لم تكن في يوم من الأيام متسامحة مع الإعلام الإسلامي بسائر تجلياته، وأتذكر أننا حاولنا توزيع مجلة «فلسطين المسلمة» التي كانت تصدر من لندن في فرنسا نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات فلم نفلح، في حين وقعت مساءلة الشاب الذي تعاون معنا لهذا الغرض في باريس. الآن وفي ظل ساركوزي يبدو المشهد أكثر سوءاً، ونرى أن فرنسا قد دخلت في منافسة مع الولايات المتحدة في إثبات الولاء للدولة العبرية، وها هو القرار الذي اتخذ في الكونغرس بخصوص مطاردة «الفضائيات التي تحرض على الإرهاب» ولم يتحول إلى قانون بعد يطبق من قبل الفرنسيين، أولا بحق فضائية المنار (على القمر الأوروبي)، وثانيا بحق فضائية الرحمة، وثالثا بحق فضائية الأقصى، ولا نعرف ما الهدف التالي؟ عن أية كراهية يتحدث الفرنسيون، وهل ثمة من يبث الكراهية في هذا الكون أكثر من دولة الاحتلال وحاخاماتها الذين يتسابقون فيما بينهم على إهدار دماء الشعب الفلسطيني، بما في ذلك الأطفال أنفسهم؟! الأكيد أن استهداف الأقصى ومن قبلها المنار والرحمة إنما هو استهداف لبرنامج المقاومة، بخاصة الذي يتبنى الخط الإسلامي، لاسيما أن دور المحطة في بث روح المقاومة في الشعب الفلسطيني هو دور مهم ولافت، الأمر الذي ينطبق على المنار، فيما كان استهداف الرحمة مفاجئا لأن اهتمامها بالسياسة جد محدود، وقد تبين أن لذلك صلة بالحديث عن اليهود. إذاً هو استهداف لإعلام المقاومة الذي يؤثر تأثيرا بالغا في الوعي الفلسطيني والعربي والإسلامي، ولو كان بوسعهم شطب «الجزيرة» ذاتها لما توانوا عن ذلك، الأمر الذي قد ينطبق على محطات عديدة تنطق بلغة الأمة وإن بدت سياستها متفاوتة بهذا القدر أو ذاك. والحق أنه من العبث لوم الفرنسيين أكثر من العرب، فمن أوقف الأقصى قبلهم كان قمر «نايل سات» لصاحبته الشقيقة الكبرى، ومعها فضائية الحوار والعالم، لكنها تجاوزت ذلك من خلال قمر «نور سات» الذي يأخذ خدماته من «يوتيل سات» ويلتقط على نفس ترددات «نايل سات»، ويبدو أن ثمة تحريضا فلسطينيا وعربيا على هذه المحطات، أعني من تلك الدول التي تشعر بعبء الخطاب الذي تتبناه. حتى الآن تبث الأقصى على قمر «عرب سات»، لكن ذلك لا يبدو كافيا، إذ إن أغلب الناس قد ثبّتوا لواقطهم على قمر «نايل سات»، لكن كثيرين سيضيفون قمر «عرب سات» إذا اضطروا لذلك، ولا نعرف إن كان القمر الجديد الذي ستطلقه قطر (اسهيل) سيستوعب هذه القنوات، ويكون خارج سياق الضغط الفرنسي والأوروبي، أم ستنطبق عليه ذات السياسة؟ هو ثمن تدفعه هذه المحطات بسبب تبنيها لبرنامج المقاومة ورفض المشروع الصهيوني، لكن البرنامج المذكور لن يتراجع حتى لو غابت هذه المحطة أو تلك، فالأمة معه بقلبها وروحها، وكانت كذلك قبل زمن الفضائيات وستبقى بعده وفي كل الأحوال، وعموما فإن ثورة الإعلام صارت أكبر من قدرة أي أحد على محاصرتها، إذ بوسع المحطة أن تبث من خلال الإنترنت في حال سدت الأبواب في وجهها أو تعاود البث على نفس القمر والتردد تحت اسم جديد، هذا إذا لم تؤدِّ الإدانة الشعبية عربيا وإسلاميا إلى وقف القرار عبر صيغة اتفاق بين الفرنسيين وإدارة القناة. والنتيجة أننا متأكدون من أن صوت الأقصى وصوت المقاومة سيجد له سبيلا إلى الناس رغم أنف الصهاينة والمتصهينين في طول هذا العالم وعرضه.    (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 23 جوان 2010)  


أوهام المصالحة الوطنية الفلسطينية


د. بشير نافع

بين حين وآخر، تشهد الساحة الفلسطينية والعربية م:وجة جديدة من جهود المصالحة الفلسطينية. آخر هذه الجهود هي تلك التي رافقت وتلت زيارة الأمين العام لجماعة الدول العربية، السيد عمرو موسى، لقطاع غزة. إلى جانب حواراته مع ممثلي القوى السياسية الفلسطينية في القطاع، ومع ما بات يعرف بهيئات العمل المدني، التقى عمرو موسى برئيس حكومة حماس في غزة، السيد إسماعيل هنية. لا يعرف على وجه اليقين لماذا بادر أمين عام الجامعة العتيدة فجأة إلى زيارة غزة، وهو الذي يفترض أن يكون زار القطاع منذ زمن طويل. ثمة من يعتقد أن الزيارة أوعز بها من قبل بعض الدول العربية، التي وجدت نفسها في مواجهة مأزق مهين بعد حادثة السفينة مرمرة، وتوتر العلاقات التركية الإسرائيلية، ومن ثم تصدي إردوغان لمطلب فك الحصار عن قطاع غزة. وهناك من يرى أن عمرو موسى، الذي توشك ولايته في أمانة الجامعة أن تنتهي بدون إنجاز يذكر، أراد من الزيارة تحقيق انتصار إعلامي، يعزز من فرصة ترشحه لمنصب الرئاسة المصرية، إن اتيحت له مثل هذه الفرصة المستبعدة. أياً كان الأمر، فقد ذهب الأمين العام إلى غزة وهو يحمل معه افكاراً ما حول تحقيق المصالحة المنشودة بين غزة حماس ورام الله السلطة الفلسطينية. والواضح أن هنية لم يخيب أمل الأمين العام، وقدم له اقتراحات إضافية للالتفاف على الخلافات التي منعت إنجاز المصالحة، منذ طرحت القاهرة ما يعرف بالورقة المصرية قبل عام ونصف العام. خلال الأيام القليلة التالية لزيارة موسى القصيرة، اندلعت حمى المصالحة عبر المدن والعواصم، وتداولت وسائل الإعلام اقتراحات، بدت متناقضة أحياناً، لكيفية تحقيق اتفاق الطرفين وإطلاق العملية من جديد. وحتى بعد أن أعلن مسؤول مصري أن التوقيع على الورقة المصرية، كما هي، شرط أولي لبدء العملية، بغض النظر عن أية اقتراحات أخرى، لم يتراجع حراك موجة المصالحة الجديدة. مهما كان الأمر، فالواضح أن جهود المصالحة الفلسطينية تحركها دوافع خاطئة، بنيت على افتراضات خاطئة، وتغفل إلى حد كبير الحقائق الصلبة الآخذة في التبلور في الساحة الوطنية الفلسطينية. أن تنقسم حركة وطنية على نفسها هو بالتأكيد شأن فادح التكاليف؛ إذ ليس ثمة حركة تحرر وطني حققت الانتصار وهي منقسمة ومتصارعة. والانقسام الفلسطيني يكاد يكون فريداً في عمقه وتجلياته؛ فهذا ليس انقساماً سياسياً وفكرياً وحسب، بل انقسام جغرافي أيضاً، يضيف عبئاً جديداً على أعباء تشتت الشعب الفلسطيني في المنافي. ولذا، فإن كل جهد لتحقيق مصالحة وطنية فلسطينية هو أمر إيجابي، بلا شك. ولكن ما يحرك أغلب جهود المصالحة ليس الاهتمام الخاص بوضع الحركة الوطنية الفلسطينية وصلابة قوامها. الحقيقة، أن عدداً من الدول العربية لعب أدواراً متفاوتة من قبل، ومنذ الثلاثينات من القرن الماضي، للمحافظة على قدر من الانقسام داخل صفوف الحركة الوطنية الفلسطينية، وجذب ولاء جهة أو أكثر من القوى الفلسطينية، أو حتى صناعة قوة سياسية من لا شيء، لتأمين موضع قدم في الساحة الفلسطينية. بتحول القضية الفلسطينية إلى القضية العربية الرئيسية، وبروزها محوراً تدور حوله تدافعات القوى وتوازناتها، اعتبرت العواصم العربية الكبرى، أو عواصم الجوار الفلسطيني، أنها إن لم تستطع قيادة الشأن الفلسطيني كله، فلابد على الأقل أن تكون بين من يقررون أو يؤثرون على هذا الشأن. صحة وعافية الحركة الوطنية الفلسطينية ليست على الأرجح ما يحرك جهود المصالحة. المحرك الأولي والرئيسي لهذه الجهود هو الافتراض بأن توحيد الفلسطينيين، تحت قيادة سلطة الحكم الذاتي، سيسهم مساهمة كبيرة في دفع عملية السلام في مساقها الإسرائيلي الفلسطيني إلى الأمام. منذ وقع الانقسام بين غزة ورام الله، ولدت مقولة إسرائيلية مفادها أنه وإن كان الرئيس عباس رجل سلام بالفعل، وإن لم يكن لدى الجانب الإسرائيلي من اعتراضات جوهرية أو كبيرة على سياساته وعلى توجهات حكومته، فالرجل ضعيف، لا يمثل الفلسطينيين جميعاً، وغير مؤهل قيادياً لاتخاذ قرارات التفاوض الصعبة وإمضاء عملية السلام إلى نهاياتها. وسرعان ما تبنى الأمريكيون والأوروبيون المقولة الإسرائيلية، وأخذوا في تردادها في اللقاءات مع الزعماء والمسؤولين العرب. وحتى دوائر الحكومة التركية لم تنج من تقبل فرضية الانقسام/ المصالحة. ما يردده أغلب المصالحين العرب والفلسطينيين، أو ما يستبطنونه، أن مصالحة بين غزة ورام الله ستؤكد قيادة عباس للشأن الفلسطيني، وتضعه في موقع تفاوضي أقوى؛ وحتى إن لم تساهم مساهمة ملموسة في دفع عملية السلام إلى الأمام، فستعمل على تجريد الإسرائيليين من مبررات ترددهم، وتعريهم أمام الأوروبيين والأمريكيين. هذه، بالطبع، فرضية ساذجة، إن دلت على شيء فتدل على أن عجز القطاع الأوسع من الساحتين السياسيتين العربية والفلسطينية عن التحرر من وهم التسوية التفاوضية القائمة على حل الدولتين. الاتفاق الأخير في مسار أوسلو، الذي بنت قيادة منظمة التحرير عليه الآمال بالوصول إلى دولة فلسطينية، كان اتفاق واي ريفر في 1996. كل ما شهده مسار التسوية بعد ذلك كان انقلاباً، بهذه الدرجة أو تلك، على ما حصلت عليه سلطة الحكم الذاتي بعد توقيع اتفاق أوسلو. والحقيقة، أن حكماً ذاتياً محدوداً لمناطق الكثافة السكانية في الضفة الغربية هو كل ما يمكن للإسرائيليين أن يعطوه للسلطة الفلسطينية، بغض النظر عن التوجه السياسي للحكومة الإسرائيلية. وصول مسار أوسلو إلى نهايته لم يحدث في عهد نتنياهو أو الليكود، بل في عهد باراك وحزب العمل. وعباس، الذي طالما ردد الإسرائيليون ثقتهم في نواياه السلمية عندما كان عرفات رئيساً للسلطة، لم يتول الرئاسة الفلسطينية بعد الانقسام بين غزة ورام الله، بل منذ وفاة عرفات المريبة. ولم يزدد وضع سلطة الحكم الذاتي في عهد عباس إلا سوءاً. مسار أوسلو انتهى، وحل الدولتين لم يعد سوى سراب، وتصور أن المصالحة الفلسطينية ستأتي بدولة فلسطينية، ليس إلا تمريناً جديداً في السراب. بيد أن هناك ما هو أفدح في الافتراضات المؤسسة لجهود المصالحة. أثقل هذه الافتراضات فداحة، تلك التي تغفل حجم الافتراق في الساحة السياسية الفلسطينية. دور فتح في إعادة بناء الهوية وحركة التحرر الوطني الفلسطينية، هو أمر لا يمكن لمؤرخ أن يتجاهله. كانت النكبة قد أطاحت بالجماعة الوطنية الفلسطينية وفرضت عليها شتاتاً جغرافياً واسع النطاق؛ فاقم منه فقدان الثروة والمقدرات ومصادر الرزق، وانقسام سياسي وإيديولوجي متزايد. بارتكازها إلى الهوية الوطنية، وتبنيها الكفاح المسلح، قفزت فتح فوق الشتات الجغرافي والانقسام الإيديولوجي. وليس ثمة شك أن مؤهلاتها تلك جعلتها في موضع أفضل من منافسيها عندما وسعت هزيمة 1967 من الهامش المتاح أمام الحراك الوطني الفلسطيني. وسرعان ما استطاعت الحركة، التي ولدت في معسكرات اللجوء على يد حفنة من جيل الخمسينات من خريجي الجامعات العربية، أن تقود الحركة الوطنية ومنظمة التحرير، وتعيد بناء وحدة الشعب وتحدد أهدافه. بيد أن فتح ما بعد اتفاق أوسلو ليست فتح الستينات والسبعينات. ليس هذا بالتأكيد مجال قراءة التراجعات التراكمية التي أثقلت كاهل فتح وأفقدتها موقع قيادة الإجماع الوطني، من برنامج النقاط العشر إلى توقيع اتفاق أوسلو. ولكن هناك ما هو أسوأ؛ فباعتبارها حزب سلطة الحكم الذاتي، لم تستطع فتح أن تتحرر من الخراب الذي أحدثته السلطة في المجتمع الفلسطيني، ومن التراجعات التي حملها برنامج السلطة ومنظمة التحرير للتسوية. وعندما أخذت الانتفاضة الثانية في إحداث آثارها العميقة في جسم السلطة والقيادة الفلسطينية، وفي سلم أولويات سلطة الحكم الذاتي وتحالفاتها، لم تستطع فتح حتى الحفاظ على وضعها حزباً للسلطة. في النهاية، فقدت فتح موقعها في قيادة الحركة الوطنية والإجماع الوطني، وفقدت تأثيرها على جسم سلطة الحكم الذاتي وتوجهاتها. فتح اليوم هي أشبه بشبح صغير للحركة التي قادت حركة التحرر الوطني منذ منتصف الستينات وأعادت بناء الهوية الوطنية، وشاهد زور على سلطة الحكم الذاتي، السلطة التي يفترض أن تكون قد ولدت من رحمها وأن تخضع لقيادتها. في طورها الأخير، لم تعد سلطة الحكم الذاتي تعبيراً عن الحركة الوطنية الفلسطينية، لا في صيغتها الفتحاوية الوسيطة، صيغة الدولة الفلسطينية المستقلة، ولا في صيغتها الحمساوية. مشكلة السلطة في رام الله ليست بالضرورة مع حماس، بل أصلاً، وبغض النظر عن التدافع في الساحة السياسية الفلسطينية، مع فكرة نضال الشعب، أي شعب، من أجل التحرر والاستقلال. الخطيئة الأولى، بالطبع، كانت في تحول مشروع التحرر الوطني، قبل إنجاز ولو جزء ملموس من أهدافه، إلى سلطة وحكم وطبقة حاكمة. ولكن التدهور استمر باطراد بعد ذلك، عندما أصبحت السلطة أسيرة المساعدات الغربية، من ناحية، وتدفق الموارد من القناة الإسرائيلية، من ناحية أخرى. وشيئاً فشيئاً، تعاظم ارتباط السلطة الأمني بالأمن الإسرائيلي، مصلحة وقناعة وشرطاً للوجود. خطط وسلطة الجنرال دايتون لم تعد سراً بالتأكيد؛ ولكن المشكلة ليست في دايتون، المشكلة أن بقاء السلطة وطبقتها الحاكمة لم يعد يستند إلى شرعية تعبيرها عن الحركة الوطنية الفلسطينية وأهدافها، بل إلى الرضا والاطمئنان الإسرائيليين، وفي شكل منفصل عن التقدم أو التعثر في مسار التسوية والمفاوضات. بكلمة أخرى، لم يعد هناك ثمة ما يجمع بين رام الله وغزة ليؤسس لمصالحة وطنية فلسطينية. وربما حتى استخدام ‘وطنية’ هنا ليس في موضعه الصحيح.  

(المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 جوان  2010)  


المصالحة الفلسطينية «والعقدة المصرية»


عريب الرنتاوي  
عادت نبرة التشاؤم لتطغى على مواقف وتصريحات « المشتغلين » بالتوسط بين حركتي فتح وحماس، بعد أن راجت لأيام وأسابيع قليلة نبرة تفاؤل مبالغ بها، نجمت في الأساس عن استعداد « الأخوة الأعداء » لتذليل العقبات وتجاوز « العقدة المصرية » إن جاز التعبير، وهي العقدة الناجمة عن إصرار القاهرة على عدم فتح « الورقة المصرية » للحوار، ووضع وزير خارجيتها ورئيس مخابراتها الورقة في كفة وهيبة مصر وكرامتها ودورها وإرثها وتاريخها في كفة أخرى، في موقف غير موفق وغير مفهوم على الإطلاق. أسفرت الجهود كما قلنا في هذه الزاوية قبل أربعة أيام، عن تفاهم على إنجاز مذكرة تفاهم بين فتح وحماس يسبق توقيع الأخيرة على الورقة المصرية كما هي، على أن تكون المذكرة التي يسميها البعض بـ »الوديعة » جزءا من الاتفاق الشامل، وتوطئة لترجمته بأقل قدر من التعقيدات، ولقد أفادت مصادر الوسطاء وتصريحاتهم بأن الجانبين تجاوزا الورقة المصرية إلى ما هو أبعد من ذلك: تشكيل حكومة تكنوقراط (مستقلين)، وهي خطوة متقدمة على مضمون الورقة المصرية، وللحظة من الوقت ، بدا أن ثمة تناغما بين رام الله وغزة ، إلى أن عاد هذا الحراك إلى المربع الأول، مربع تبادل الاتهامات والمسؤوليات. إن كان من حاجة لتحديد مسؤلية التعثر الذي أصاب محاولات ما بعد أسطول الحرية لإنجاز المصالحة، فإن كافة المصادر تشير إلى مسؤولية رئيسة تتحمل وزرها الدبلوماسية المصرية، فقد ظهر الوزير أحمد أبو الغيط، في غير مناسبة، معبراً عن موقف القيادة المصرية الرافض لفكرة « مذكرة التفاهم » أو « الوديعة » ، مشترطاً هذه المرة توقيع الورقة المصرية كما هي، ومن دون ملاحق أو ودائع أو بروتوكولات إضافية، وبكثير من التصرفات التي تحيل الوسيط إلى جزء من المشكلة وسبب في استمرارها وتفاقمها، بدل أن يكون جزءا من الحل وأداة تسيير وتيسير. الفلسطينيون اتفقوا أو كادوا يتفقون على « مخرج » من استعصاء الورقة المصرية وهيبة القاهرة ومكانة مصر ، حماس قبلت بتوقيع الورقة كما هي بعد إنجاز الوديعة، وعباس سهّل الأمر بتمكينه الوسطاء (المصري والخضري) من السير على هذا الطريق، إلى أن جاء الموقف المصري في إصراره على « الورقة المصرية من دون زيادة أو نقصان »، فعطّل الجهد والمبادرة، وأعاد الأمور إلى المربع الأول. ولم تكتف القاهرة بهذا الموقف، بل أجهضت الوساطة التركية وهي في مهدها، عندما رفضت استضافة اجتماع لفتح وحماس بحضور أحمد أبو الغيط وأحمد داود أغلو، باعتبار أنها صاحبة الوكالة الحصرية بالوساطة بين فتح وحماس، وعملا بمقولة: « لا برحمك ولا بخلي رحمة الله تنزل عليك ». بعد صدور هذه المواقف المصرية، المفاجئة لكل الرهانات والتوقعات (كانت مفاجئة لنا كذلك)، عادت الأطراف إلى خنادقها القديمة، تلقي باللائمة بعضها على البعض الآخر، بدل أن تتفق على تحييد الوسيط المصري، أو على الأقل نزع « وكالته الحصرية » لهذا الملف. أوساط في فتح بدأت تتهم حماس بالتراجع عن مواقفها السابقة، وتتهم إيران وسوريا بالمسؤولية عن ذلك، وأوساط في حماس بدأت تتهم عباس والسلطة بالخضوع للإملاءات الأمريكية، والعودة إلى المربع الأول، لا أحد يتهم مصر إلا الفصائل الصغيرة التي لا تعتمد على القاهرة في حركتها وتحركها. في المعلومات المتوافرة من مصادر عدة، أن الموفد الأمريكي جورج ميتشيل لعب دورا في تحريض القاهرة على القيام بما قامت به ، فالسيناتور الأمريكي ما زال على قناعته بأن لحظة الوحدة والمصالحة لم تحن بعد، وأن الأولوية يجب أن تعطى لاستئناف المفاوضات المباشرة وغير المباشرة، وأن هذه الأولوية تحتاج سلطة متخففة من حماس وخطابها لا سلطة مثقلة بقيود المعارضة، وقد سبق لميتشيل أن حرّض في أكتوبر من العام الماضي على الاتفاق الذي كان قيد الإنجاز في القاهرة، فما كان من الأخيرة (القاهرة) سوى أن أصدرت « الورقة المصرية » متخففة من الكثير من مبادئ الاتفاق ونقاطه الرئيسية، ما جعل توقيع حماس عليه أمراً متعذرا بعد أن كان وشيكا، وكلنا ما زال يذكر تصريحات خالد مشعل شديدة التفاؤل في القاهرة أواخر أيلول/ سبتمبر 2009. المايسترو الأمريكي، وليس « الفقيه الولي » هو من يعرقل المصالحة والحوار والوحدة الوطنية، ولقد دللت تجربة المحاولات السابقة أن هذا المايسترو يتدخل دائما في ربع الساعة الأخير، وأن تدخله يلقى دائما الاستجابة الكاملة من قبل القاهرة ورام الله، ألا تذكرون تصريحات ديك تشيني حول اتفاق صنعاء، ألم تأتكم أنباء جو بايدن ومواقفه من محاولات إتمام المصالحة، ألم تنبر « كوندي » لاتفاق مكة وحكومة الوحدة؟ تاريخ الحوار وسجل المصالحة يعيد نفسه هذه الأيام، والذين أجهضوا المحاولات السابقة يتجهون لإجهاض هذه المحاولة، ويبدو أنهم نجحوا إلى حد لم تعد تجد معه النداءات والمناشدات، فاللعبة أقوى من فتح ومن حماس، وزمن الحصانة التي تمتعت بها مؤسسات صنع القرار الفلسطيني ولّى على ما يبدو، والفلسطينيون اليوم بحاجة للقرار وليس للحوار، بحاجة لقيادات قادرة على اتخاذ قرار وطني مستقل، حتى وإن كنّا ما زلنا في الزمن الرديء الذي أصبحت فيه غزة ورفح هي المكان الوحيد لاختبار الهيبة وصون المكانة وحفظ الأدوار. لقد دعونا من قبل إلى « تعريب » الوساطة المصرية بين فتح وحماس، وقلنا بأن هذه الوساطة هي عبء على المصلحة والمصالحة الفلسطينيتين، لاندراجها لسياقات سياسية إقليمية ومحلية (مصرية) وخضوعها لحسابات وتحسبات لا ناقة للفلسطينيين فيها ولا جمل، سواء تلك التي تتعلق بدور النظام المصري الإقليمي المتآكل أمام أدوار إقليمية صاعدة، أو تلك المتصلة بإشكالية العلاقة بين النظام والإخوان المسلمين محلياً، وسيبقى الشعب الفلسطيني يدفع ثمن استمرار الانقسام وتعثر جهود المصالحة، طالما ظل الوسيط المصري ينظر لهذه المسألة من هاتين العدستين، فهل من مخرج من هذا الاستعصاء ؟  
 المصدر: المستقبل العربي


اعتقال ليبي 15 عاما بلا محاكمة


خالد المهير–ليبيا طالبت عائلة مواطن ليبي اعتقل منذ 15 عاما السلطات الليبية والجمعيات الحقوقية الوطنية، وعلى رأسها مؤسسة القذافي التي يقودها سيف الإسلام نجل الزعيم الليبي، بالعمل للإفراج عنه أو تقديمه إلى محاكمة عادلة، لا سيما بعد انقطاع أخباره وتعذر زيارته منذ سبعة أعوام. واعتقل إسماعيل أرحومة (30 عاما) منذ عام 1996، ولا تتوفر لدى عائلته التي تقطن في بنغازي أي معلومات عن التهم الموقوف بشأنها إلا ما يدور حول انتقاداته لسياسة البلاد في ذلك الوقت وأثناء الجلسات العامة، مع تأكيدها على عدم صلته بالجماعات الإسلامية. وفي عام 2000، احتجز أرحومة في زنزانة انفرادية لمدة ثلاث سنوات، وبعد هذا التاريخ عادت به الأجهزة الأمنية إلى سجن « بوسليم » ثم نقل إلى سجن « عين زارة » ومازال معتقلا فيه حتى الآن بحسب ما ذكرته عائلته. انقطاع وتعذر وقال علي أرحومة شقيق المعتقل للجزيرة نت إن العائلة لم تعد على علم بمصير ابنها منذ عام 2003، وانقطعت جميع أخباره بعد تعذر زيارته قبل سبعة أعوام. وذكر أن شقيقه بات معروفا في سجن « عين زارة » بمدينة طرابلس بالسجين رقم واحد. وقال علي إنه لا توجد أدلة إثبات على سجن شقيقه, فإدارة السجن تقول إنه « أمانة » لديهم أودعها مسؤول كبير في الدولة، والحراس ينفون وجود سجين بهذا الاسم. واعتبر أن 15 عاما كفيلة بعقابه أيا تكن جريمته، و »إذا ارتكب جريمة في حق الدولة لم يعد في حاجة حتى إلى محاكمة بعد كل هذه الأعوام خلف القضبان ». أمنية أم أما أمه التي مضى بها العمر وأثقلت صحتها الأمراض، وهي في انتظار الإفراج عنه، فقالت إن أقصى أمانيها هي أن تتمكن من رؤيته قبل رحيلها إلى جوار ربها الأعلى، لكن إحساسا عميقا يراودها بأنها لن تراه. وكانت والدة أرحومة الأم المهدية الزنتاني ناشدت عبر مواقع الإنترنت الليبية الأمن الليبي لزيارة ابنها. وتساءلت « هل لديكم أولاد؟ وهو شعوركم بفقدان الابن 15 عاما جفت فيها الدموع، وتعثرت فيها الصحة؟ ».  وقالت الزنتاني إن أرحومة ذاق من عذاب الدنيا ما يكفي, فقد توفي والده وهو في غياهب السجون, وحرم من زواجه بعد أن كان يستعد له قبل القبض عليه. وطالبت الأم بالكشف عن قضية ابنها بعد كل هذه السنوات, والكشف عمن يقف وراء اعتقاله، مؤكدة في حال السماح لها بزيارته أن « الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ».  
تعليق حقوقي وفي وقت لم تتمكن فيه الجزيرة نت من الاتصال بالأجهزة الأمنية المعنية، تأسف المدير التنفيذي لجمعية حقوق الإنسان محمد طرنيش على هذه الحالة، وقال في تصريح للجزيرة نت إن ملف المعتقل المعني ضمن عدة ملفات لم ترد الأجهزة الأمنية على استفسارات الجمعية بشأنهم. وأضاف طرنيش أنه على الدولة استكمال خطواتها « الإيجابية », إما تقديم أرحومة وغيره إلى المحاكمة، أو الإفراج عنه والسماح بالزيارة، وجدد مناشدته لأعلى السلطات الأمنية بسرعة التحرك لإغلاق مثل هذه الملفات الحقوقية. وحسب قانون العقوبات الليبي فإن اعتقال أي شخص وحجز حريته دون محاكمة يشكل ضربا من ضروب الاعتقال التعسفي, الذي يشكل جناية الحرمان من الحرية المعاقب عليها بالمادة (428 عقوبات) في صورتها المشددة لوقوعها تحت نص الفقرة 2 بند (ب) من المادة المذكورة. كما تشكل في ذات الوقت الجريمة المنصوص عليها بالمادتين (433،434 عقوبات) اللتين تعاقبان على القبض على الناس دون مبرر والاعتقال غير المشروع.  
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 21 جوان  2010)


موانئ السويد تقاطع سفن إسرائيل


بدأ عمال الموانئ في السويد الأربعاء حملة مقاطعة للسفن والبضائع الإسرائيلية احتجاجا على العدوان الإسرائيلي الذي استهدف نهاية الشهر الماضي أسطول الحرية المتضامن مع غزة وخلف تسعة شهداء في صفوف المتضامنين. وخلال مدة المقاطعة التي تستغرق أسبوعا, سيمتنع 1500 من المنتسبين إلى اتحاد عمال الموانئ عن تفريغ أو شحن أي من السفن الإسرائيلية في أي من موانئ البلاد التي تساهم بنسبة 95% في تجارة السويد الخارجية. وقال المتحدث باسم الاتحاد رولف أليكسون إن سبب المقاطعة يكمّن في الهجوم الإسرائيلي على القافلة التي لقيت دعما من اتحاد عمال الموانئ وأيضا بسبب الحصار على غزة الذي يستهدف المدنيين. وفي سياق حملة المقاطعة, رفض عمال في ميناء غوتبرغ بجنوب السويد شحن أو تفريغ حوالي عشر حاويات تحوي بضائع إسرائيلية. ويعتقد مسؤولون سويديون أنه لن يكون لهذا التحرك الاحتجاجي سوى أثر طفيف على التبادل التجاري مع إسرائيل والذي يمثل 0.2% فقط من مجمل التجارة الخارجية للسويد. وفي تصريحات تزامنت مع بدء حملة مقاطعة سفن الشحن الإسرائيلية, دعا رئيس اتحاد عمال موانئ السويد بيورن بورغ إلى تحقيق دولي في الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية الذي ضم متضامنين سويديين مع الفلسطينيين المحاصرين في قطاع غزة. ووصف بورغ الإعلان الإسرائيلي عن تخفيف الحصار المضروب على غزة منذ سنوات بأنه غير كاف. (المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) بتاريخ 23 جوان  2010)
 


باريس طلبت إبلاغها مسبقا بالضربة إسرائيل أبلغت الأميركيين باكتمال استعداداتها للحرب ضد لبنان


2010-06-23 بيروت – وكالات  ذكرت صحيفة «المستقبل» اللبنانية أن إسرائيل أبلغت واشنطن باكتمال استعداداتها لضرب لبنان، وأن باريس طلبت إبلاغها مسبقا بالضربة. وقالت الصحيفة إن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يبدو أنه بلغته معلومات بشأن الضربة المزمعة، طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إعلامه مسبقا بأي هجوم عسكري ستشنه إسرائيل على لبنان، حتى يتم بسرعة تحييد القوات الفرنسية العاملة في «اليونيفيل» كي لا تتعرض للخسائر أولا، ولا يواجه الإليزيه إحراجا شعبيا فرنسيا هو بغنى عنه». وبحسب الصحيفة فقد جاء الطلب الفرنسي في 28 مايو الماضي خلال اللقاء الذي جمع ساركوزي ونتنياهو في الإليزيه، بعد أن علم الرئيس الفرنسي أن إسرائيل اتخذت قرار الحرب ضد لبنان وتنتظر «الظروف الإقليمية والدولية الملائمة». ويبدو استنادا إلى مصادر مطلعة ومختلفة -كما تقول الصحيفة- أن «باريس لديها معلومات أبرزها من واشنطن، تؤكد النوايا الإسرائيلية بشن الحرب على لبنان بهدف إلحاق ضربة قاسية جدا وإن كانت لن تكون نهائية لـ (حزب الله) في لبنان، وأن هذه الضربة ليست فقط للثأر لحرب 2006 وإنما -وهو الأهم- لأسباب استراتيجية تتعلق بوجود إسرائيل وموقعها ودورها في منطقة الشرق الأوسط». ومضت الصحيفة إلى القول إن المعلومات الآتية من واشنطن تفيد «أن وفدا إسرائيليا يضم مجموعة مهمة من الضباط العاملين والمتقاعدين والخبراء من مختلف المواقع، التقى في العاصمة الأميركية مجموعة من المسؤولين والخبراء الأميركيين، وعرض عليهم الوضع كما يرونه في إسرائيل، وهو يقوم على: * أن الخطر النووي الإيراني هو وجه المواجهة وليس أصلها. * أن «حزب الله» هو «القنبلة النووية الإيرانية» الفعلية في المنطقة. * أن استمرار التوتر العسكري، ونمو قوة «حزب الله» الصاروخية وإمكانات وقوع حرب واسعة وشاملة لن يكون المدنيون الإسرائيليون بعيدين عنها، لأن خسائر مرتفعة ستقع بينهم، قد أنتج نوعا من الانقلاب في تركيبة إسرائيل على الصعيد الاستراتيجي المستقبلي. * أن التدريبات اكتملت تقريبا، وهي مستمرة والقرار بالحرب قد اتخذ لكن لن ينفذ حاليا؛ لأنه يجب ترك فترة سماح للرئيس باراك أوباما لإكمال استحقاق الانتخابات النصفية للكونغرس في الخريف المقبل. * أن صواريخ «سكود» لم تصل إلى «حزب الله» في لبنان،. لكن إسرائيل تملك معلومات إلى جانب هذه الواقعة تؤكد أنه جرى تدريب مجموعات من المقاتلين من «الحزب» على استخدام صواريخ «سكود». * إسرائيل مقتنعة أن سوريا وإيران لن تتدخلا مباشرة في أي حرب ضد «حزب الله» في لبنان، مهما بلغت ضراوتها وقساوتها. جدير بالذكر أن إسرائيل نفذت قبل نحو شهر مناورات للدفاع المدني تحسبا لهجوم صاروخي على أراضيها مع تصاعد التوتر في المنطقة على خلفية تقارير إسرائيلية عن نقل سوريا صواريخ من طراز «سكود» إلى حزب الله في لبنان. وهدد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله بقصف «كل السفن العسكرية والمدنية والتجارية المتجهة إلى المواني الإسرائيلية» في البحر المتوسط، في حال إقدام إسرائيل على حصار الشاطئ اللبناني في أي نزاع جديد محتمل.    (المصدر: « العرب » (يومية – قطر) بتاريخ 23 جوان 2010)


مجلس أوروبا يدعو سويسرا إلى الغاء قرارها منع بناء المآذن


6/23/2010 ستراسبورغ- دعا برلمانيو مجلس أوروبا الأربعاء سويسرا إلى الغاء قرارها بمنع بناء المآذن الذي أصدرته في ضوء استفتاء شعبي، كونه يعتبر تمييزا بحق المسلمين في هذا البلد. وعقب نقاش حول (الاسلام والتيار الاسلامي وكره الاسلام في أوروبا)، دعا المجلس البرلماني سويسرا إلى المصادقة على الغاء قرارها منع بناء المآذن منعا كاملا. وأوصى المجلس في بيان بالغاء المنع في أقرب وقت ممكن لانه اجحاف بحق المسلمين. وأوضح البيان أن بناء المآذن يجب أن يكون ممكنا على غرار أجراس الكنائس مع احترام ظروف الأمن العام وكيفية تنظيم المدن. ووافق السويسريون في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر بأكثرية 57,5% على تعديل للدستور السويسري يقضي بمنع بناء مآذن جديدة ما أثار ضجة في العالم لا سيما في البلدان الاسلامية. ورفعت جمعية اسلامية شكوى بتهمة التمييز أمام المحكمة الاوروبية لحقوق الانسان التي لم تبت الدعوى حتى الآن. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 جوان  2010)


مجلس الشيوخ الأسباني يدعو إلى حظر النقاب والبرقع في جميع أنحاء البلاد


6/23/2010 مدريد- وافق مجلس الشيوخ الأسباني الأربعاء على اقتراح يطالب حكومة رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو بحظر ارتداء النقاب والبرقع في الأماكن العامة. ويتطلب الاقتراح من الحكومة اتخاذ إجراءات قانونية ضد من ترتدي النقاب، الذي لا يغطي العينين، أو البرقع، الذي يغطي العينين. وتمت الموافقة على الاقتراح بأغلبية 131 صوتا مقابل 129، وصوت حزبان محافظان لصالح الاقتراح في حين عارضه الاشتراكيون الذين ينتمي إليهم ثاباتيرو وآخرون. وينص الاقتراح الذي تقدم به حزب الشعب المعارض ذو التوجهات المحافظة على أنه يتعين على أسبانيا حظر أي معاملة أو عادات أو ممارسات تمييزية من شأنها أن تحد من حرية المرأة. وعلى الجانب الآخر، أكد الاشتراكيون أن الطريقة الأمثل لمعارضة النقاب ينبغي أن تكون من خلال التعليم وتفعيل التشريع الحالي الذي يمنع من يغطين وجوههن من دخول المباني العامة. وتجدر الإشارة إلى أن ثماني بلديات أسبانية، معظمها في منطقة قطالونيا الشمالية الشرقية، حظرت أو تخطط لحظر النقاب في الأماكن العامة. ويسعى المجلس إلى منعه في جميع أنحاء البلاد. ويرى المنتقدون أن الجدل حول النقاب والبرقع في أسبانيا ليس إلا وسيلة لجمع النقاط السياسية حيث أن عدد من يرتدينه قليل جدا. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 جوان  2010)
 
 


دروس فضيحة المنتخب الفرنسي في المونديال


محمد كريشـــان 6/23/2010 ‘قلت للاعبين إن أطفالنا وأولادنا هم من قد يتوقفون عن اعتباركم أبطالا. إنها أحلام رفاقكم وأصدقائكم ومشجعيكم هي ما قد تكون تحطمت. إنها صورة فرنسا هي التي تأذت’ … هكذا تحدثت وزيرة الرياضة الفرنسية روزيلين باشلو عقب فضيحة المنتخب الفرنسي في مونديال جنوب إفريقيا، قبل أن تضيف بأن ‘كارثة أخلاقية’ قد حصلت وبأن ‘لا شيء سيعود كما كان من قبل’. هذه الفضيحة لم تكن الأداء الكروي غير المقنع للمنتخب بل إبعاد لاعبه نيكولا أنلكا لشتمه المدرب ريمون دومينك وما أعقب ذلك من إضراب اللاعبين عن التدريب تضامنا معه في تمرد غريب من نوعه. هي فضيحة بلا شك… ولكنها قد تكون متوقعة إذا أخذنا في الاعتبار عناصر القضية التي تفاعلت دراميا في لحظة أزمة فأفرزت في النهاية ما أفرزته. عناصر صادف أن وجدت اليوم في المنتخب الفرنسي وفي مناسبة كروية يحبس العالم كل أنفاسه متابعا لها، لكنها مرشحة أن تحدث نفس الأثر وربما أسوأ لو هي تضافرت في مجتمعات أو مؤسسات أو جمعيات أو أحزاب أو نقابات أو غيرها مما يتابعه الناس باهتمام خاص وأحيانا بإعجاب مبالغ فيه. لنرتب معا عناصر هذه الأزمة: ـ قائد مجموعة، هو في هذه الحالة مدرب المنتخب، لا يحظى لا باحترام ولا بحب من يشرف على تدريبهم. هو بالنسبة إلى كثيرين منهم الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب. رجل ينظر إليه اللاعبون، وكثير من المعلقين، على أن الأقدار هي التي جاءت به إلى هذا المنصب دون كفاءة خاصة ولا باع طويل في هذه اللعبة. وهو فوق ذلك لا يتمتع لا بسحر خاص ولا بسلاسة في تعاملاته الإنسانية مع الفريق، يعاملهم بجفاء وتعال حمل لاعبين سابقين أشهرهم زين الذين زيدان على ترك الفريق في فترة من الفترات قبل أن يعود إليه لاحقا شعورا بالواجب. ومع ذلك لم يتجرأ أصحاب القرار على إبعاد هذا المدرب وظلوا على عنادهم فتركوه على قلوب لاعبين لا يحترمون قدراته الكروية ولا خصاله الإنسانية. ـ لاعبون هم وحدهم من يصنع الفرجة وليس المدرب، لا أحد يستمع إلى رأيهم مع أنهم هم الأبطال الحقيقيون في المشهد كله. لم يكن يؤرق أصحاب القرار إن كان هؤلاء اللاعبون يحبون مدربهم ويحترمونه أم لا، يتجاوبون معه أم أن جدارا من الجفاء والصد يتسع يوميا بينهم وبينه. لم ير هؤلاء في المنتخب سوى مدربه فاحتفظوا به رغم أنف الجميع فكان أن أضاعوا الفريق وحطموا آمال جماهيره. حتى وزيرة الرياضة الفرنسية لم تجد مفرا وهي تتحدث بتأثر شديد إلى وسائل الإعلام أن تقول إنه بعد العودة إلى فرنسا لا بد أن نستمع إلى كل الأطراف، بمن في ذلك اللاعبون ‘الذين قد نكون لم نستمع إليهم بما يكفي’. اعتراف متأخر. ـ جمهور تابع كلا من المدرب واللاعبين في أزماتهم السابقة دونما تدخل أو على الأقل دون أن يسمع الآخرين صوته. أخذت الجمهور الأماني فقال لا يهم اقتناع كفاءة المدرب ولا حب اللاعبين له أو حتى تفاهمهم معه. لا يهم ذلك طالما أننا نرى الكرة تسرح وتمرح في الملعب وتدخل شباك هذا المنافس أو ذاك. لم يكن يخطر ببال هذا الجمهور أن تراكم الاحتقان والعناد في تنفيسه قد يصل بالأمور إلى تطاول لاعب على مدرب وشتمه بأقسى العبارات بذاءة أو عدم تدرب اللاعبين وما يدريك أنهم قد يرفضون يوما ما النزول إلى الملعب مرة واحدة. مؤشر إيجابي واحد يتيم في كل أزمة المنتخب الفرنسي أن لجنة التحقيق أو الفحص التي ستنشأ لاحقا لدراسة حقيقة ما جرى والمسؤول عنه هي لجنة خارجية لأن اللجان الداخلية ليست منزهة عن الهواء أو بعيدة عن التجاذبات. ها هي الكرة تعلمنا جميعا… ربما أكثر مما تمتعنا!!. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 23 جوان  2010)

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.