الأربعاء، 22 فبراير 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
6 ème année, N° 2102 du 22.02.2006

 archives : www.tunisnews.net


د. منصف المرزوقي: إلى الشارع أيها التونسيون  والتونسيات ولا خوف بعد اليوم هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات: بـلاغ صحفــي الاتحاد الجهوي للشغل بتونس يدعو إلى تجمع عمالي للاحتجاج الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: منع اليوم التضامني مع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
الشرق: تونس: معارضون يدعون للاحتجاج للمطالبة بحرية الاجتماع
نهضة.نت: تونس تصبح عضوا في المؤتمر اليهودي الأوروبي 
حوار متصفحي « إسلام أون لاين » مع الشيخ راشد الغنوشي :صعود الإسلاميين..الآفاق والتحديات خميس بن علي الماجري: متى نحكّم عقولنا ؟ { 2 / 3 }
لطفي الفايدي:إليك يا معلمي القرآن والدين فضيلة الوالد عبد الرحمن خليف رحمه الله الهادي بريك:  يكفيك في حياتك خلق كريم


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows ) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).

 

إلى الشارع أيها التونسيون  والتونسيات ولا خوف بعد اليوم

 

    د. منصف المرزوقي   الستراتجيا التي يطبقها هذه الأيام  نظام التزييف والفساد والقمع تجاه شعبنا ونخبه المناضلة هي سترايجيا ثعبان Boa. وهذا ثعبان غليظ يلتف ببالغ الهدوء والبطء حول ضحيته يخنق أنفاسها شيئا فشيئا  بعيدا عن الضجيج والأضواء.ومن مظاهر هذه الستراتيجيا القمع الاستباقي ومحاصرة النشطاء والتضييق عليهم ومنع كل تحركاتهم وملء الشوارع بالجيوش الجرارة من شرطة سرية ومنحرفين أطلقوا خصيصا من السجون للترويع والتنكيل . هكذا يستطيع أحقر ما يوجد اليوم في المجتمع أن يهين ويعتدي جسديا أو بأبشع الألفاظ  على أحسن ما فيه : أم زياد وعلي بن سالم شيخ المقاومين وعبد الرؤوف العيادي  وراضية النصراوي ومحمد عبو وغيرهم من كبار محامي الحرية  وكم من رجال ونساء أفاضل آخرين.
 وتجاه هذه الظاهرة الجديدة التي تنذر بشلل كل نفس سياسي في بلاد جعلها هذا الدكتاتور صحراء بلقع في كل الميادين التي تحي بها الشعوب ،الخيار أمامنا  الموت البطيء  أو المواجهة .
 
تتطلب  ستراتيجيا المواجهة  التي يفرضها علينا نظام كم  أظهرت الأحداث  أنه لا يصلح ولا يصلح:
–  القطع  نهائيا مع المطالب الهامشية ، فهذا الديكتاتور
 لن يطلق أبدا  المساجين السياسيين،
 ولن يسمح أبدا بحرية التعبير،
 ولن يقبل أبدا بحرية التنظم .  
 وهو سيواجه كل الطلبات، حتى أبسطها، بنفس الشراسة والتعصب والانغلاق والعجرفة التي يواجه بها أي نوع من المطالب. ولأن كل ما نطالب به دون جدوى منذ سنوات وما لن نحصل عليه يوما مع هذا الرجل ،هو من تبعات النظام الاستبدادي الذي يدمر روح شعبنا ومؤسساته ويهدد مستقبل أطفالنا بصفة لم يسبق لها مثيل في تاريخنا المعاصر، فإن حقنا و واجبنا تجاه أمنا تونس  أن تتوجه لأصل الداء الذي ينخر في جسدها  لا لأعراضه.

فلنجعل من نهاية الدكتاتورية، وبكل وضوح ، هدفنا الأوحد والقاسم المشترك بيننا  ولنتجمع حول  مطلب يتيم هو  عودة السيادة للشعب عبر انتخابات حرة ونزيهة  تعيد بناء دولة شرعية في خدمة هذا  الشعب لا في خدمة العصابات التي تذله وترعبه وتسنزفه  .
– القطع النهائي مع  نشاط يقتصر على  المجتمع المدني و التوجه للمجتمع  ككل بتبني مطالبه في المجال الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
– القطع النهائي مع  وسائل أظهرت حدودها وتدور اليوم في  حلقة مفرغة من العجز والتفاهة  منها البيانات والتقارير والاجتماعات في القاعات المغلقة أو الجري وراء وسائل الإعلام لتضخيم أحداث لا تصنع التاريخ.
فإلى الشارع أيها التونسيون والتونسيات كلما دعيتم لمظاهرة ، وإلى مسؤولياتكم أيها الشباب والطلبة والعمال في كل مراكزكم لتنظيم كل وسائل الاحتجاج الشعبية السلمية ،  وإلى سفارات الدكتاتور وهي مجرد أوكار وزارة الداخلية مبثوثة في كل أرض لمراقبة الجالية في الخارج….كل هذا لفتح الطريق أمام الإضراب العام  والانتفاضة الشعبية الديمقراطية السلمية.
إنها الوسائل الوحيدة لجعل تونس تمر من عهد الأمن إلى عهد الأمان، من حكم العصابات إلى حكم المؤسسات ، من انحطاط الأخلاق والثقافة والقيم الذي  مثله  هذا الدكتاتور الذي ابتلينا به،  إلى عودة الروح للجسم الذي التف حوله الثعبان . وإذا الشعب يوما أراد الحياة ….. ***          22 فبراير 2006 

 

هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات: بــلاغ صحفــي  
تونس في 21 فيفري 2006 اشتدت التضييقات على النشاط الجمعياتي والحزبي خلال الأشهر الأخيرة إلى درجة أنه أصبح من غير الممكن للأحزاب والجمعيات عقد اجتماعات بمقراتها. فمقرات الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان مغلقة منذ شهر سبتمبر 2005 ومحاصرة باستمرار من طرف أعوان الأمن السياسي الذين يمنعون الدخول إليها حتى على رئيس الرابطة وأعضاء الهيئة المديرة وأعضاء هيئات الفروع. ويتعرض المجلس الوطني للحريات والجمعية التونسية لمقاومة التعذيب والجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين وجمعية القضاة التونسيين (المكتب الشرعي) ومركز تونس لاستقلال القضاء ونقابة الصحافيين التونسيين ورابطة الكتّاب الأحرار والتجمع من أجل بديل عالمي للتنمية (راد أتاك) لحصار دائم وللمنع من الاجتماع والقيام بأنشطة. كما أصبح الاجتماع بمقرات الحزب الديمقراطي التقدمي والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات وهما حزبان قانونيان يخضع، سواء في العاصمة أو في الجهات، لإرادة الأمن السياسي الذي يقرر أي اجتماع يعقد، وأي اجتماع يمنع، وأي مواطن يدخل مقر الحزب، وأي مواطن يمنع عليه الدخول. ففي الأسابيع الأخيرة فقط منع الأمن السياسي ما لا يقل عن عشرة اجتماعات بمقرات الحزب الديمقراطي التقدمي والتكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات بالعاصمة وبالجهات (سوسة، صفاقس، قابس…). وتتعرض هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات منذ إعلان تأسيسها في مطلع شهر ديسمبر الماضي، إلى المحاصرة والحرمان من عقد اجتماعات. كما يتعرّض أعضاؤها إلى الملاحقة والتعنيف وحملات التشويه عبر عدد من الصحف المأجورة. وفي نفس الإطار تعرض مؤخرا قياديات وقياديون من أعضاء التنسيق الجمعياتي للتعنيف ومنعوا من دخول مقر الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات ومن عقد اجتماع للإعداد لندوة بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. إن هدف السلطة من هذا السلوك هو شلّ كل نشاط جمعياتي وحزبي مستقل ومنع القائمين به من إبلاغ مواقفهم من القضايا الوطنية إلى الرأي العام ومن توسيع قاعدتهم والإبقاء على احتكار السلطة لكل الفضاءات وإحكام سيطرتها على المجتمع. إن هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات إذ تعتبر حرية الاجتماع من أبسط الحقوق الأساسية التي من دونها لا يمكن الحديث عن حياة سياسية تعددية، فإنها: –   تدين تواصل الحصار الأمني الذي يشل الحياة السياسية –   تتمسك بحقها وحق كل التنظيمات في حرية الاجتماع والنشاط. وتعلن عن: –   تنظيم تجمع عام حول الحق في الاجتماع بمقر التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات يوم الجمعة 24 فيفري 2006 على الساعة الثالثة بعد الزوال. –   إطلاق حملة وطنية من أجل الحق في الاجتماع والتنظّم إيمانا منها بأن ذلك هو المدخل الأساسي لبناء مجتمع ديمقراطي تعددي يضمن الحقوق والحريات لكل المواطنين. هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات قام صباح اليوم البوليس السياسي باستعمال العنف لمنع مناضلي الأحزاب والجمعيات غير المعترف بها من دخول مقر الحزب الديمقراطي التقدمي للمشاركة في الندوة الصحفية التي تنظمها هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات. وقد كان ضمن هؤلاء المناضلين أعضاء في هيئة 18 أكتوبر من بينهم حمة الهمامي، الناطق الرسمي باسم حزب العمال الشيوعي التونسي، والأستاذة راضية النصراوي، رئيسة جمعية مقاومة التعذيب، والأستاذ رؤوف العيادي، كاتب عام حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، والأستاذ العياشي الهمامي، رئيس لجنة مساندة الأستاذ محمد عبو، ولطفي حجي، رئيس نقابة الصحفيين ومراسل الجزيرة.نت بتونس. كما تم تعنيف مراسل العربية.نت الصحفي سليم بوخذير ومنعه من تغطية أشغال الندوة.  
(المصدر: قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي يوم 21 فيفري 2006)    

الاتحاد الجهوي للشغل بتونس يدعو إلى تجمع عمالي للاحتجاج

 

دعا الاتحاد الجهوي للشغل بتونس العاصمة يوم الثلاثاء 21 فيفري الجاري عموم نقابيي الجهة للتجمع بدار الاتحاد نهج محمد علي بتونس. وكان سبق أن تجمع عدد من الإطارات النقابية يوم السبت 18 فيفري بدعوة من الاتحاد الجهوي احتجاجا على استنطاق الشرطة بمركز القرجاني لكل من الكاتب العام للاتحاد الجهوي السيد توفيق التواتي والسيدة روضة الحمروني عضوة المكتب الجهوي للاتحاد بتونس العاصمة. وقد اتضح أن الاستنطاق يتعلق أساسا بمحتوى « يومية » أصدرها الاتحاد الجهوي ضمن نشاطاته العادية، ويبدو أن السلطة لم يرق لها أن تتضمن اليومية تواريخ حساسة مثل ذكرى انتفاضة الخبز يوم 3 جانفي 1984 وذكرى الاضراب العام يوم 26 جانفي 1978. ويقال أن أوساطا في السلطة احتجت رسميا على الأمين العام للاتحاد من هذا الصنيع معبّرة عن اغتياضها من عدم إدراج بعض التواريخ مثل 20 مارس « عيد الاستقلال » و7 نوفمبر ذكرى الانقلاب سنة 1987. وحسب المعلومات المتداولة فإن أعوان البوليس حاولوا جر كل من التواتي وروضة الحمروني لاستنطاقهما حول ما يروجه البعض عن « علاقة وتجاوزات أخلاقية… » وقد نادى النقابيون في تجمع يوم السبت بعقد تجمع عمالي يوم الثلاثاء 21 فيفري وبعقد هيئة إدارية جهوبة في القريب حول الموضوع ذاته. ويبدو أن عدد كبير من أعضاء الهيئة الإدارية الوطنية احتجوا على استنطاق زميلهم واعتبروا ذلك تدخلا في الشؤون النقابية ومسعى من السلطة للمس من استقلالية المنظمة وتعدي على الحريات النقابية. وقد شكلوا وفدا للاتصال بالأمين العام لتحميله مسؤولية الوقوف في وجه هذه المحاولات التي تستهدف في النهاية المنظمة ككل وليس ملف اليومية سوى ذريعة. وقد طالب الأمين العام عبر الوفد المذكور بإلغاء تجمع يوم الثلاثاء والهيئة الإدارية حتى لا ترى السلطة في ذلك تصعيدا يعسّر عليه مساعيه من أجل طي صفحة هذا الملف المفتعل. وتروج أخبار أن الأمين العام الذي انسحب من مكتبه يوم الثلاثاء مبكرا قبل انعقاد التجمع الاحتجاجي (منتصف النهار) قد غضب كثيرا من انعقاد التجمع ومن محتوى تدخل توفيق التواتي فيه. أما توفيق التواتي فقد هاجم أطرافا داخل الاتحاد لم يرق لها تمسك الاتحاد الجهوي باستقلاليته عن المكتب التنفيذي الوطني كما لم يرق لها النجاح الذي حققه فريق المكتب الجهوي. وذكر التواتي أن المكتب الجهوي يعاني من ضغوط منذ سنة 2003 وأنه بمعية زملائه بالمكتب الجهوي خيروا الصبر على تلك الضغوط والتعامل معها بهدوء غير أن الكأس لم تعد تحتمل وأكد إصراره على الاستمرار في نهج الاستقلالية والديمقراطية. وأكد التواتي أن المسألة كلها تتصل بالمؤتمر القادم للاتحاد العام سنة 2007 وأضاف أنه هو ومكتبه سيصمدون حتى بعد المؤتمر القادم وأنهم سيصوتون خلاله بمنتهى الديمقراطية والاستقلالية وسيرفضون كل الاملاءات مهما كان مأتاها. وجاء السيد التواتي في خطابه خلال التجمع على جملة من المواقف التي اتخذها المكتب الجهوي والتي أثارت غضب أطراف كثيرة في السلطة ولكن أيضا في الاتحاد. وقال أن من الطبيعي أن تواجه السلطة المكتب الجهوي بما تراه صالحا وهو أمر لا يستغربه ولكن أن تتحول بعض العناصر التي تتعامل سرا وجهرا من البوليس إلى عناصر لتحريض السلطة على الاتحاد الجهوي وعلى المنظمة ككل فهو أمر غير مقبول. وقد أثار خطاب التواتي حماس النقابيين الذين حضروا من كل القطاعات وشوهدت فيه وجوه من مختلف التيارات بما في ذلك بعض العناصر من حزب العود الذين يناصبون التواتي العداء بعلاقة بالتكتلات التي هي بصدد التشكل في أفق مؤتمر 2007 القادم. ورفعت أثناء التجمع العديد من الشعارات من أبرزها « بالروح بالدم نفديك يا اتحاد » وكذلك « اتحاد مستقل والقواعد هي الكل ». ويبدو أن هذا الخطاب أثار غضب الأمين العام الذي رأى فيه تحديا من التواتي ومن المكتب الجهوي ككل، ولا يستغرب أن يبدأ في « تحضير ملف » لا يعرف ما سيكون مآله… إن الاستمرار في هذا الملف قد يكون سببا في انقسامات خطيرة تهدد مستقبل الاتحاد.
 

(المصدر: قائمة مراسلة حزب العمال الشيوعي التونسي يوم 21 فيفري 2006)  


الرابطــة التونسيـــة للدفــاع عن حقــوق الإنســان

21، نهج بودليــر – العمــران – 1005 تونس

الهاتف : 71.280596

الفاكس : 71.892866

 

أخبار سريعة

 

منع اليوم التضامني مع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان

 

قامت قوات الأمن بمختلف مناطق البلاد بمنع الرابطيين والمناضلين المساندين للرابطة من دخول مقرات الفروع التي تتواصل محاصرتها ومنع دخولها منذ شهر ديسمبر 2005 بصفة غير قانونية ودون أي مبرر شرعي وهذا من أجل شلّ نشاط الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.

 

وقد كانت الهيئة المديرة بالتنسيق مع الفروع حدّدت لنهاية الأسبوع المنقضي، جملة من التحركات الميدانية تتمثل في التجمع أمام مقرات الفروع المحاصرة وتوزيع بيان بالمناسبة لتعيد مجددا الإحتجاج على هذا المنع الذي يشكل جرائم يعاقب عليها القانون.

 

ويأتي هذا التحرك أسبوعا قبل الجلسة المعينة ليوم 25 فيفري 2006 بالمحكمة الإبتدائية بتونس للنظر في القضية المعلقة ضدّ الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التي راج قبل انعقاد قمة المعلومات وأثناءها أنها ستطرح من طرف جميع القائمين بها.

 

وفيما يلي شريط الأحداث :

 

السبت 18 فيري 2006 :

 

         فرع القيروان : إجتماع عام تضامني بمقر الإتحاد الجهوي للشغل بالقيروان.

·        حضور أمني مكثف حول مقر الإتحاد

·        حضور نقابي وحقوقي هام

 

         فرع المنستير : إجتماع عام وتوزيع بيان الهيئة المديرة للرابطة وذلك بمقر حركة التجديد بقصيبة المديوني.

·        محاصرة لكل مداخل مدينة قصيبة المديوني بقوات هامة غير معتادة من مختلف الفرق الأمنية، حالت دون وصول المنخرطين وأعضاء هيئة الفرع.

·        محاصرة مقر حركة التجديد وعدم السماح لغير منخرطي الحركة بالوصول إلى المقر.

 

         فرع المهدية : إجتماع تضامني بمقر الإتحاد الجهوي للشغل.

·        محاصرة الطرق المؤدية إلى مقر الإتحاد ومنع منخرطي وأعضاء هيئة الفرع من الوصول إلى مقر الإتحاد بالقوة

·        بعد تدخل من المركزية النقابية حول محاصرة مقر الإتحاد لدى وزارة الداخلية تمّ السماح للمنخرطين بالإلتحاق بقاعة الإتحاد وانعقاد الإجتماع التضامني

 

         فرع ماطر : التوجه إلى مقر الفرع وتوزيع بيان الهيئة المديرة

·        قوات أمن هامة غير معتادة عدديا تحاصر هيئة الفرع ومنخرطيه في الطريق الرئيسي بحيث حالت دون وصولهم إلى المقر

·        تمنعهم حتى من ارتياد المقاهي

 

         فرع بنزرت : التوجه إلى مقر الفرع وتوزيع بيان الهيئة المديرة

·        قوات هامة تحاصر الطرق المؤدية إلى المقر تحول دون وصول المنخرطين وأعضاء هيئة الفرع

·        مطاردة المنخرطين عبر الشوارع منعهم من ارتياد المقاهي

 

         صفاقس الشمالية : التوجه إلى مقر الفرع وتوزيع بيان الهيئة المديرة

·        محاصرة المقر من قبل أعداد هامة من قوات الأمن

 

         قليبية – قربة :

·        بالرغم من أن التحرك مبرمج ليوم الأحد 19 فيفري 2006 تمّ منع أعضاء هيئة الفرع من ارتياد المقاهي

 

الأحد 19 فيفري 2006 :

 

         فرع سوسة : التوجه إلى مقر الفرع وتوزيع بيان الهيئة المديرة

·        محاصرة المقر من قبل أعداد هامة من قوات الأمن

·        إجتماع عام أمام المقر وتوزيع بيان الهيئة المديرة

 

         فرع قبلي : التوجه إلى مقر الفرع وتوزيع بيان الهيئة المديرة

·        محاصرة مقر الفرع الشيء الذي حال دون وصول هيئة الفرع للمقر

·        توزيع بيان الهيئة المديرة

 

         فرع توزر – نفطة : التوجه إلى مقر الفرع وتوزيع بيان الهيئة المديرة

·        محاصرة مقر الفرع مما أدى إلى الحيلولة دون وصول هيئة الفرع للمقر

·        توزيع بيان الهيئة المديرة

 

         فرع جندوبة :

·        محاصرة مقر الفرع وكل الطرق المؤدية إليه بأعداد هامة من قوات الأمن منذ الصباح الباكر رغم عدم برمجة تحرك ليوم الأحد 19 فيفري 2006.

·        يوم الثلاثاء 21 فيفري 2006 تمّ منع اجتماع هيئة الفرع بالمقر، وتوجه أعضاء هيئة الفرع إلى الولاية لمقابلة الوالي غير أن أعوان الأمن التحقوا بهم وطلبوا منهم مغادرة الولاية بعد أن رفض جميع المسؤولين مقابلتهم.

 

         فرع قليبية – قربة : التوجه إلى مقر الفرع وتوزيع بيان الهيئة المديرة

·        محاصرة مقر الفرع مما أدى إلى الحيلولة دون وصول هيئة الفرع للمقرّ

·        توزيع بيان الهيئة المديرة

 


شهادة أخرى للسجين لطفي السنوسي

ينقلها: الحبيب امباركي

في سجن برج الرومي سنة 1991 استقر بنا المقام في غرفة .11. بها بيت خلاء واحدة وكان عددنا 80 سجينا. ولم يكن بالغرفة ماء مما يضطرنا إلى التزود من الماء المجلوب من حنفية الساحة الداخلية للسجن مع دفع ثمنه من أموالنا الخاصة بل وصل الأمر إلى حد تجميع مياه الأمطار الراكدة في الحفر داخل ساحة الفسحة واستعماله للوضوء وقضاء الحاجة.

شهادة السجين رضا البوكادي

ينقلها: الحبيب امباركي

في 3 أوت 1996 تم عزلي بجناح السجن المضيق بالغرفة رقم 7 و تتميز بالاتساخ و إضاءة رديئة لا تسمح بتمييز الأشياء إلا بصعوبة و قد وضع الفانوس الكهربائي بكوة صغيرة جدا على علو يزيد على خمسة أمتار في أعلى جدار الغرفة و مغطاة بسياج حديدي متشابك و قضبان فلا يرى الفانوس ولكن اثر شعاعه فقط , و يقتصر الأثاث الذي تحتويه الغرفة على حشية

Matelas  وغطاءين متسخين تنبعث منهما روائح كريهة وهي ممتلئة  قملا و بقا إضافة إلى الرطوبة الشديدة بسبب انعدام التهوئة

إذ إن الشباك الوحيد المطل على الفسحة الخارجية وقع سده بستار حديدي به ثقب صغيرة.

وبالإضافة إلى الاكتظاظ و ضعف الإنارة والتهوئة تميزت بعض السجون بمشكلة إضافية هيا الانقطاع المتكرر للماء والنقص الفادح في التزويد به وخاصة في فصل الصيف مما ينجر عنه مشاكل صحية متأتية من عدم إمكانية الاستحمام دوريا و كثرة الروائح المنبعثة من بيت الخلاء واتساخ الغرف والادباش


تونس: معارضون يدعون للاحتجاج للمطالبة بحرية الاجتماع

تونس – الشرق – باريس – وكالات 

دعا معارضون تونسيون ينتمون لتيارات سياسية مختلفة امس الثلاثاء الى تجمع عام يوم الجمعة المقبل للمطالبة بالحق في الاجتماع احتجاجا على ما وصفوه بالحصار الامني المفروض على انشطتهم بشكل يشل الحياة السياسية في البلاد.

وقال اعضاء من هيئة 18 اكتوبر للحقوق والحريات التي انشئت في ديسمبر الماضي في مؤتمر صحفي: ان هذا التجمع العام الذي سينظم يوم الجمعة المقبل يأتي نتيجة «تعنت السلطة وصدها وحصارها المتكرر لأي انشطة واجتماعات لأحزاب المعارضة التي تتمسك بحقها في النشاط الحر». وتتبنى هيئة 18 اكتوبر مطالب ثمانية معارضين تونسيين اضربوا عن الطعام خلال قمة للمعلوماتية عقدت بتونس في نوفمبر الماضي للمطالبة بحرية التعبير وحرية التجمع واطلاق المساجين السياسيين.

وقال نجيب الشابي امين عام الحزب الديمقراطي التقدمي وأحد ابرز الشخصيات التي خاضت الاضراب: «نريد ان نؤكد خلال التجمع العام تمسكنا بحقنا في النشاط بحرية. ولن يكون هذا هو التحرك الوحيد الذي سننقل به التوتر للشارع». ويمنع القانون التونسي التظاهر والتجمعات العامة دون ترخيص مسبق. وقال بيان للهيئة وزع على الصحفيين انها ستطلق ايضا حملة وطنية من اجل الحق في الاجتماع دون ان تعلن عن تفاصيلها. وانتقد الشابي ما وصفه «بالوضع الحقوقي المفزع في البلاد». وقال «باستثناء ليبيا وكوريا والصين لم يعد مثيلا لتونس في انتهاك الحقوق والحريات في العالم».

الى ذلك اوقفت اجهزة مكافحة التجسس الفرنسية اسلاميين تونسيين اثنين قرب باريس « للتحقق » من احتمال ضلوعهما في تقديم دعم لوجستي لشبكة تم تفكيكها في ايطاليا عام 2002، على ما افاد مصدر مقرب من الملف امس الثلاثاء. واوضح المصدر ان جهاز مكافحة التجسس قام بتوقيف المشتبه بهما بناء على انابة قضائية من القاضيين جان فرنسوا ريكار وجان لوي بروغيير المتخصصين في مكافحة الارهاب. كما تم توقيف ثلاثة اشخاص آخرين من اوساط الاسلاميين التونسيين. وسيتم استجواب التونسيين المقيمين في فرنسا منذ فترة طويلة، بشأن احتمال ضلوعهما في تأمين دعم لوجستي لمجموعة فككها القضاء الايطالي عام 2002 ويشتبه بأنها خططت لاعتداءات داخل ايطاليا وخارجها.

(المصدر: صحيفة الشرق القطرية الصادرة يوم 22 فيفري 2006)


 

تونس تصبح عضوا في المؤتمر اليهودي الأوروبي 

 

أصبحت تونس عضوا في المؤتمر اليهودي الأوروبي الذي يتولى الضغط على القيادات السياسية الأوروبية لنصرة القضايا اليهودية والإسرائيلية والتصدي لمعاداة السامية.

 

وقد صوت أعضاء المؤتمر الـ 41 لصالح انخراط تونس يوم الأحد الماضي

:

 

http://jta.org/page_view_breaking_story.asp?intid=1447

 

(المصدر: موقع نهضة.نت بتاريخ 21 فيفري 2006 على الساعة 10 و59 دقيقة مساء بتوقيت لندن)

 

وهذا هو نص الخبر كما نُشر على الموقع المذكور:

 

Tunisia joins European Jewish Congress

 

The European Jewish Congress voted to make Tunisia a member of its organization on Sunday.

 

There are approximately 1,500 Jews living in Tunisia.

 

The European Jewish Congress is made up of leaders of 41 European and North African communities.

 

It is affiliated with the World Jewish Congress and fights anti-Semitism in Europe, and champions Jewish and Israeli causes with European politicians and the European Union.

 

(Source: a breaking news on the site jta.org, le 19 février 2006)

URL: http://jta.org/page_view_breaking_story.asp?intid=1447


 

حوار متصفحي « إسلام أون لاين » مع الشيخ راشد الغنوشي ، مؤسس حركة النهضة الإسلامية بتونس  

صعود الإسلاميين..الآفاق والتحديات 

 

اليوم والتاريخ: الثلاثاء 21 فيفري 2006

الوقت:  مكة     من… 18:00…إلى… 19:50

غرينتش     من… 15:00…إلى…16:50

 

الإخوة والإخوات.. لقد بدأ الحوار، وستتوالى الإجابات تباعاً إن شاء الله.

هشام أبو جعفر    – المغرب

الاسم

موظف

الوظيفة

« حماس تعتقل بعض قيادات الجهاد الإسلامي، على إثر العملية الاستشهادية التي نفذتها هذه الأخيرة في تل أبيب ». هل مثل هذا السيناريو محتمل؟

السؤال

بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله.. الابتلاء بالحكم هو كالابتلاء بالاضطهاد على يده، وحياة المؤمن كلها ابتلاء إخواننا في حماس المجاهدون اجتمع عليهم اليوم البلاء بالحكم والبلاء بمقاومة الاحتلال نسأل الله العون لهم، ونتوقع منهم كما أن الله يسّر لهم النجاح في المقاومة والنجاح في خدمة الشعب ضمن مؤسسات المجتمع المدني ويسّر لهم العمل على جمع كلمة الصف الفلسطيني، فلم يتورطوا في دم فلسطيني وصابروا على تحمل ظلم القريب، وهو الأشد مضاضة، نتوقع منهم ونرجو لهم مواصلة النجاح في جهادهم على كل المستويات، ومنها: الجهاد في مستوى السلطة رغم علمنا بأن السلطة في فلسطين الوهم فيها أكثر من الحقيقة، وأن مجاهدي حماس نتوقع منهم أن يعيدوا وضع القضية الفلسطينية في موقعها الصحيح على أنها ليس قضية سلطة وإنما قضية مقاومة، كما نتوقع من كل الغيورين على القضية الفلسطينية بدلاً من أن يضغطوا على حماس لتخفيض سقفها أن يبذلوا لها الدعم لمواصلة تحرير فلسطين كما هو ميثاقها، وإذا هي لم تتورط قط في دم فلسطيني حتى وإن كان علمانيًّا شيوعيًّا أو شرطيًّا ظلومًا جهولاً فنتوقع منهم من باب أولى ألا يتورطوا في دم مجاهد.

الإجابة

أمير    – الجزائر

الاسم

أستاذ

الوظيفة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وأهلاً بكم أستاذنا الجليل في حوار إسلام أون لاين. وسؤالي لكم: كان لنجاح حركة المقاومة حماس أصداء في كل العالم إلا أنه يطرح سؤال هل هذا بالفعل إحراج للحركة كما يدعي البعض أم أنه إحراج للقوى الغربية التي اعتادت أن تكيل بمكيالين؟

السؤال

ليس هو النجاح الباهر الذي حققته حماس بفضل الله، ثم بفضل مجاهداتها ومرابطاتها لا يمثل إحراجًا لحماس وإنما هو مبعث شكر لله سبحانه وتعالى، وهو في الآن ذاته ابتلاء آخر تبتلى به نسأل الله العون لها حتى تنجح في كل ما ابتليت وتبتلى به. أما كون هذا النجاح إحراج للقوى الغربية فهذا صحيح؛ لأن القوى الغربية هي نفسها يمثل نجاح حماس والإسلاميين في أي مكان، ولا سيما في فلسطين ابتلاء حقيقي لهذه القوى وما تدعيه من حرص على الديمقراطية وتبن لإستراتيجية نشرها في العالم حتى باستخدام الجيوش والأساطيل، هاهي اليوم أمام أنظار العالم وبمراقبة المؤسسات الدولية وبشهادة المنافسين تحقق قوة إسلامية نجاحًا نظيفًا باهرًا خرج ليس من بندقية ولا من دبابة وإنما من صناديق الاقتراع فكيف ستتصرف هذه القوى الديمقراطية الغربية والأمريكية وحتى النخب العربية التي طالما احتكرت الحديث باسم الديمقراطية؟ كيف ستتصرف هل ستقبل بما أفرزته صناديق الاقتراع وتسلم بشرعية سلطة حماس وتقدم لها الدعم الذي كانت تقدمه لأسلافها رغم ما اشتهر عنهم من فساد أم ستتراجع عن ذلك شاهدة على نفسها بزيف شعاراتها وبما تعانيه من أزمة أخلاقية حقيقية تتمثل في ازدواجية المعايير وانعدام النزاهة والإخلاص للمبادئ والقيم؟ إذن القوى الغربية والدول العربية والنخب من كل ملة يتعرضون أمام نجاح حركة حماس لامتحان حقيقي، نرجو لهم النجاح وعدم الافتضاح.

الإجابة

همام    – 

الاسم

طبيب

الوظيفة

أستاذنا الكبير الأستاذ راشد الغنوشي.. ماذا ترون في النتيجة التي حققها الإخوان المسلمون في مصر؟ وهل هم قادرون فعلاً على أن يكونوا صوت الشعب داخل البرلمان بالنتيجة التي حصلوا عليها؟

السؤال

نهنئ إخواننا قادة الدعوة الإسلامية في مصر بما أجرى الله على يدهم من نجاح باهر وكسب معتبر للإسلام والديمقراطية ولمصر والوطن العربي كافة، وهي نتيجة يستحقونها، بل يستحقون خيرًا منها فلقد شهدت الانتخابات بشكل سافر أنهم القادة الحقيقيون المنتخبون الذين اختارهم الشعب المصري لحكمه، لولا ما ساد هذه الانتخابات رغم أنها أقل سوء من سابقاتها من بلطجة واستخدام سافل وسافر للمال الحرام لشراء الذمم وتزييف الإرادات والنتائج. شهدت هذه النتائج عن تحول حقيقي ولك أن تقول زلزال حصل في التوازنات الشعبية لصالح الخيار الإسلامي خيار (الإسلام هو الحل) ورغبة جامحة في التغيير وطي صفحة الفساد السلطوي والقمع والتمرد على القانون من قبل المفترض فيهم أن يكونوا حراسه. لقد ضاق شعب مصر بحكم الفرد والعائلة والكرباج والنفاق والنهب وبرهن على أنه يتطلع إلى حكم نزيه ديمقراطي عادل يستمد مرجعيته من عقيدة الأمة عقيدة الإسلام، بينت الانتخابات كذلك أن جيلا قد حكم لمدة نصف قرن وأفلست بضاعته وفت في عضده الفساد حتى زكم الأنوف واستهلك وانتهت صلاحيته وأن جيلاً آخر شابًّا بصدد الحلول محله شاهدًا على أن الإسلام اليوم في مصر وفي غيرها من بلاد العروبة والإسلام يقوم بعملية تجديد النخبة أو تشبيب النخبة، وأنه لا يمنع إنجاز هذه المهمة وبسرعة غير القمع في الداخل والدعم الخارجي وهما لا يصلحان إلى الأبد مصدرًا لشرعية أي حكم، ومسألة تغيير الحكم في مصر وبلاد العروبة والإسلام لصالح القوى الديمقراطية وعلى رأسها الإسلاميون مسألة آن أوانها وهي مسألة وقت ليس إلا. أما كون الإسلاميين في مصر وفي غيرها قادرين أم غير قادرين على تحقيق الأمال المتعلقة بهم في نظافة الحكم وفي دمقرطته وتحقيق العدل وحكم القانون وتوحيد صف الأمة وتقديم الدعم لجبهات المقاومة وخاصة في فلسطين فهذا ما تشهد له أو عليه التجربة ،إذن لا يمكن الحكم على الإسلاميين إلا من خلال إتاحة فرصة التجربة لهم كما أتيحت لغيرهم بعيدا عن كل منطق وصائي فلا وصية على الشعب. جرب الإسلاميون المصريون في حقول صغيرة، ولكنها مهمة عبروا فيها عن كفاءة عالية في الإدارة والديمقراطية والبحث عن الوفاق بدل الانفراد وذلك من خلال النقابات مثلاً وهي نقابات عملاقة مثل نقابة المهندسين والأطباء والمحامين والمهنيين والمدرسين، وهيئات التدريس ونقابة الصحفيين وفي كل ذلك برهنوا على كفاءة عالية دليلها القطعي إعادة انتخابهم مرة بعد المرة من قبل النخب وهي بمئات الآلاف التي تشكل عضوية هذه النقابات، صحيح أن إدارة نقابة غير إدارة دولة ولكن من ينجح في إدارة شركة أو نقابة أو جامعة له أن يرشح نفسه لما هو أعلى من ذلك ، وليكون الحكم عليه أو له من خلال التجربة وليس هناك من سبب يدعو للتشكيك في كفاءة الإسلاميين من قبل النخب الأخرى أولاً: لأن النخب العلمانية التي حكمت حتى الآن ليس في رصيدها من النجاح ما يصلح مجالا للمفاخرة والاعتزاز، أو بكل المقاييس كوارث وفضائح. ثانيًا: هؤلاء الإسلاميون الذين رشحوا للحكم ليسوا قادمين من الصحاري والبوادي هم مثل بقية النخب قادمون من الجامعات والإحصاء يبين أنهم كلهم ينتمون إلى عالم النخبة جامعيون ودكاترة، فليس لزملائهم العلمانيين ما يتفوقون عليهم من حيث البضاعة العلمية. ثالثًا: يتميز الإسلاميون عن نظرائهم من النخب بأن لهم خطابًا قريبًا من قلوب الناس قادر على تعبئة أوسع قطاعات الجماهير وهذا عنصر مهم لكل مشروع تنموي في حين أن الخطاب العلماني يخاطب الناس من مكان بعيد أو بلغة تشبه اللغة الصينية. رابعًا: في رصيد الإسلاميين عامل آخر للنجاح هو توفرهم على خُلق وتربية لا يجعل منهم ملائكة بالتأكيد فكل ابن آدم خطاء ولكن يعطيهم قدرا من الحصانة أكثر من زملائهم العلمانيين في مواجهة إغراءات الفساد التي اجتاحت أنظمة الحكم في بلادنا والعالم، وبالخصوص حيث تغيب الرقابة، رقابة الصحافة الحرة والقضاء المستقل والانتخابات النزيهة، مما جعل الحكم في مصر والعالم العربي أشبه ما يكون بأنظمة المافيات. أخيرًا: الشعوب التي تنتخب الإسلاميين ما يجوز بحال الحط من وعيها واحتقار رأيها واختيارها بل الديمقراطية تفرض احترام رأي هذه الجماهير التي صوتك للإسلاميين بنسب عالية ، خلاف ذلك هو الدكتاتورية والوصاية الأبدية على الشعوب. دعوا الشعوب تختار، احترموا اختياراتها وانتظروا.

الإجابة

ابراهيم عريقات    – الإمارات العربية المتحدة

الاسم

مساعد تنفيذي

الوظيفة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الكريم كيف تقرأ و تفسر صعود الاسلاميين الحالي في بعض الدول من خلال صناديق الاقتراع .. وهل هذا لان الشعوب تريد التغيير من باب التغيير فقط ام انه اقتناع بالاسلاميين وبمنهجهم .. وهل تعتقد ان الاسلاميين يملكون برامج جاهزة لمعالجة المشاكل المعاصرة وكيف يمكننا ان تقيم تجربة اسلامية ما بالحكم ؟ مع تحياتي و تقديري

السؤال

في ما سبق الجواب.

الإجابة

مروان عطاش    – 

الاسم

طالب جامعي

الوظيفة

تحية محبة صادقة للشيخ الجليل راشد الغنوشي.. رغم أن الغرب شكل قوة ضغط كبيرة على الدول العربية والإسلامية لتبني النظم الديمقراطية فإنه استشعر القلق حينما بدت بوادر اكتساح إسلامي في الانتخابات التشريعية المصرية الأخيرة، ومن قبلها تركيا والمغرب والبحرين وفلسطين… كيف يمكن للحركات الإسلامية الصاعدة أن تبدد هذا القلق الدولي غير المشروع؟

السؤال

فعلاً الغرب يبدو في محنة مترددا بين الوفاء لمبادئه الديمقراطية وبين الاستماع والميل إلى هواجسه، ولا سيما تلك التي يرددها بالليل والنهار أعداء الديمقراطية وعلى رأسهم اللوبيات الصهيونية والأنظمة العربية المتعفنة المرتجفة من كل تحول ديمقراطي والتي تستجير بالغرب لإنقاذها من موجة الديمقراطية التي تكتسح العالم، بدعوى أن مصالحه ومصالح أتباعه ستكون في خطر محقق لو استمرت هذه العملية وأخذت مداها وأفرزت خصوم الجميع أي القوى الغربية وعملائها في المنطقة. كيف يمكن للإسلاميين أن يطمئنوا هؤلاء جميعًا على أن العملية الديمقراطية إما أنها لن تأتي بالإسلاميين بينما المرجح أن تأتي بهم، كما حدث في فلسطين وفي تركيا ومن قبل في الجزائر وتونس لولا الدبابات وأجهزة البوليس التي سحقت صناديق الاقتراع وعاقبت الفائزين بالاستئصال، أو أن الإسلاميين فيما لو أتوا لن يمثلوا تهديدًا للأنظمة القائمة أو للمصالح الغربية، وأعني هنا بالمصالح الغربية الكيان الصهيوني بالذات؟ ليس مثل هذا التطمين مطلوبًا؛ لأن جوهر الديمقراطية هو تداول السلطة فإذا كان هناك ديمقراطية، فالمنتظر أن فريق من النخبة يذهب وفريق من النخبة يأتي ليس ذلك فحسب، بل هنالك سياسات معرضة للتبديل وليس كما تريد جماعة فتح اليوم أن تصادر إرادة الشعب الفلسطيني في تغيير السياسات كما تغيير الأشخاص وإعطاء الفرصة للفريق الجديد أن يضع موضع التنفيذ البرنامج الذي انتخب من أساسه وهو برنامج المقاومة والتحرير. مطلوب من القوى الإسلامية تعميق ثقافة الحرية والمواطنة والحوار والسماحة والاعتراف بالآخر ونبذ أساليب العنف طريقًا لحسم الخلافات السياسية واحترام الإرادة الشعبية ومنها احترام نتائج صناديق الاقتراع والقبول عن طوع ورضا لما تفرزه من نتائج بما يحسم ما يروج من اتهام للإسلاميين من استخدام للديمقراطية والقبول بالانتخابات مرة واحدة تلك التي تصعد بهم إلى السلطة مطلوب تبديد كل هذه الأوهام مطلوب كذلك تعميق مبادئ حقوق الإنسان ومنها حقوق الأقليات وحقوق النساء ومشاركتهن في كل مجالات النشاط الاجتماعي والسياسي والثقافي على قدم المساواة. هل مطلوب تطمين القوى الدولية بأن الإسلاميين سيحافظون على سياسات اقتصادية ظالمة وعلى احتلال غشوم أم أن يعيدوا النظر في كل ذلك، المطلوب هو الأخير، إذن هل معنى ذلك أن ليس هنالك مجال لتطمين الخائفين من الخيار الإسلامي ومن صعود الإسلاميين؟ بلى هنالك مجالات مشروعة للتطمين وتتمثل أساسًا: داخليًّا: تطمين كل النخب على اختلاف أيديولوجياتهم مهما تباينت مع الإسلاميين من أن قيمة الحرية والتعددية وحق الجميع بالتساوي في امتلاك الوطنية وحقوق فيه متساوية أن ذلك ليس موضوع مراجعة ولا موضوع مساومة من قبل الإسلاميين، بل هي من مبادئهم الثابتة نادوا عليه أيام المعارضة وسيحافظون عليه بعد وصولهم للحكم، بل مطلوب من الإسلاميين أن يركزوا على ديمقراطية التوافق أكثر من تركيزهم على ديمقراطية المنافسة المفتوحة والمغالبة، حتى لو أعطت الديمقراطية للإسلاميين أن يحكموا بانفراد كما حصل في فلسطين أو في تركيا فما يناسب المرحلة هو تجميع كل القوى لمواجهة التحديات الكبرى التي تتعرض لها أمتنا؛ ولذلك مطلوب من الإسلاميين الحرص على المشاركة للكل والجميع والبحث عن مواثيق وطنية مشتركة وبرامج جامعة ومشتركة. المجال الآخر للتطمين فيما يخص الخارج: تأكيد وفاء الإسلاميين بكل التزامات الدولة على الصعيد الخارجي واحترام القوانين الدولية والمواثيق والحرص على السلام العالمي العادل ومقاومة كل ضروب العدوان بأي مسمى وإن يكن الإسلام على الحرمات، حرمات الأشخاص والدول والحدود، فنداء الإسلام واضح: « يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود » وحتى مراجعة هذه العقود وينبغي أن تظل قابلة للمراجعة ينبغي أن يكون ذلك وفق القانون، ودون غدر ولا خديعة « فانبذ إليهم على سواء ».

الإجابة

مراد    – لبنان

الاسم

 

الوظيفة

شيخنا الفاضل.. سلام الله عليك أولاً.. وأدعو الله أن يحفظك للأمة الإسلامية ذخرًا فكريًّا ومعنويًّا وسياسيًّا.. سؤالي هو.. هل من الحكمة أن يركب الإسلاميون موجة التغيير الموجودة في المنطقة بفعل الضغوط الأمريكية..؟؟ ولو تجاوبوا إيجابيًّا مع هذه الضغوط على ديكتاتوريات المنطقة.. هل يقدح هذا الأمر في مصداقيتهم وشعبيتهم؟؟ خصوصًا في ظل غوغائية القوى العلمانية التي فقدت مساندة الغرب وجهل بعض القوى المتشددة التي ترفض أي نوع تعامل مع الغرب، وخصوصًا أمريكا في معركة التغيير في الشرق الأوسط والدول الإسلامية..؟ وشكرًا.

السؤال

هنالك فرص مهمة للتغيير مطلوب عدم التفريط فيها.

الإجابة

noureddine    – المغرب

الاسم

employee

الوظيفة

salam alaykom my question is about morocco, jamaat aladl wal ihsane is one the most controversial islamic movements, you certainly know about it and about its aakida so please please tell me if its believes are correct in the lights of shariaa wa maa alihtiram

السؤال

اعرف الحق تعرف أهله.

الإجابة

منظمة التجديد الطلابي    – المغرب

الاسم

جمعية شبابية مغربية

الوظيفة

مرَّت الجماعات والتنظيمات السياسية ذات المرجعية الإسلامية في العالم العربي بفترات عصيبة، تنحت في صخر الأنظمة بحثًا عن مكان لها تحت الشمس، لممارسة حقها المشروع في التعبير عن نفسها دون ملاحقات أو مطاردات أو محاولة التهميش المتعمد. و بعد تمكُّنها ِمن فرض نفسها على الساحة السياسية لمحاولة اقتناص الشرعية من السلطات. هل باستطاعة هذه الحركات الصاعدة تشكيلَ الحياة السياسية في العالم العربي و الاسلامي؟!

السؤال

شعوبنا الإسلامية تمسكت باستمرار بدينها حتى وإن أساءت على نحو أو آخر فهمه أو التعامل معه وكان سوء الفهم ذاك سبب انحطاطها . هذه الشعوب قد حققت اليوم قدر غير يسير من استعادة اكتشافها للإسلام وحقائقه والتعامل الجاد معه والعمل على تعطير الحياة بكل مناشطها في إطاره، وهذه الحركة حركة اكتشاف الإسلام وتوجيه الحياة به حركة نشطة وممتدة وتتعمق يوما بعد يوم وهي واصلة بإذن الله إلى التمكين لدين الله في الأرض حتى لا يبقى بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله كلمة الإسلام وحتى يكون الملك كله لله. بصرف النظر عن مدى إصابة هذه الحركة الإسلامية أو تلك في الفهم أو التطبيق، فالحق شاهد على الرجال والحركات وليس العكس.

الإجابة

محمد علي    – تونس

الاسم

صحفي

الوظيفة

شيخنا المفكر الأستاذ راشد الغنوشي نحن في شوق لكم في تونس، وننتظر اليوم الذي تعودون فيه. سؤالي: ما هي الآمال في عودة حركة النهضة إلى تونس؟ وهل هنالك من بوادر للتصالح مع النظام التونسي؟

السؤال

لم تخرج حركة النهضة من تونس، ومنذ تأسست الحركة الإسلامية في البلد الحبيب تونس في بداية السبعينيات، ولا سيما بعد أن اقتحمت الساحات السياسية والاجتماعية في بداية الثمانينيات، ورغم كل البلاء الذي انصب وظل ينصب على رأسها من قبل الدولة المستبدة المتحكمة بشكل وحشي في مصير البلاد والعباد فقد ظلت الحركة الإسلامية معطى رئيسيًّا في معادلة السياسة التونسية. كل الخطط والسياسات التي انتهجتها الدولة منذئذ تعتبر مواجهة الإسلاميين محركها الرئيس ولا يزال الأمر كذلك، بل إن المعطى الإسلامي اليوم يبرز أكثر ويزداد إسهامه في الحراك السياسي والاجتماعي في البلاد، وذلك ضمن تطورات الأوضاع الداخلية والأوضاع الإقليمية والعربية والإسلامية والدولية كلها اليوم تتجه إلى استشراف تحولات كبرى هي على الأبواب، ومنها: ما يحصل في البلد الحبيب من مؤشرات كثيرة تدل على نهاية مرحلة، واستشراف أخرى، ومن ذلك: عودة الحراك السياسي المعارض القوي من خلال تشكل حركة 18 أكتوبر وما ترمز إليه من تجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها السلطة في وجه المعارضة وفرضت الصراع والظنون وسوابق الأحكام بين القوى الإسلامية وبقية القوى الديمقراطية المعارضة في مسعى لضرب هذا بذاك، ومنع ضحايا القمع في أن يتحدوا في وجه جلاديهم، ولكن هؤلاء أي ضحايا القمع برهنوا اليوم أنهم غير مستعدين ليواصلوا الاندراج الموضوعي الواعي أو غير الواعي ضمن خطة السلطة هذه، الطيف الواسع المعارض في المستوى السياسي ومؤسسات المجتمع المدني الذي شارك في حركة 18 أكتوبر والذي يمثل أوسع تمثيل للتيارات السياسية والمجتمعية يرمز إلى وضع حد لحالة التآكل ومعارضة المعارضة بدل الوقوف صفًّا واحدًا في وجه الاستبداد والفساد والمافيا والتفريط فيما تبقى من استقلال البلاد، وهو ما يجعل البلاد في حالة استشراف حقيقي لتحولات كبرى. كيف لا ونحن في نظام فردي مطلق في حين أن هذا الفرد كل الروايات متضافرة على أنه يمر بحالة مرضية متقدمة، فكيف سيكون مآل البلاد إذا لم تحكم النخبة المعارضة وخاصة في 18 أكتوبر زمام أمرها وتتهيأ لتكون البديل أو على الأقل الفيتو على كل بديل يبشر أو يفاجئ الناس بـ7 نوفمبر؟

الإجابة

سعيد    – 

الاسم

مهندس

الوظيفة

الأستاذ راشد الغنوشي.. نحن نحبكم في الله ونقدر جهودكم في إدارة الصراع مع الحكومة التونسية الظالمة رغم كل ما تعرضت له حركتكم حركة النهضة الإسلامية من تنكيل، ومحاولة استئصال صمدتم على نهجكم المعتدل والسلمي، فهل ترون أن شباب الصحوة الجديدة التي تعمّ تونس قادر على مواصلة نفس النهج؟ وما السبيل لذلك؟

السؤال

جزى الله الأخ والابن خيرًا على حسن ظنه. تقديرنا أن الله حافظ دينه وأن كيد الكافرين والمنافقين إلى تباب « فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون » إن أعمق ما في ضمائر التونسيين وثقافتهم وتاريخهم هو الإسلام؛ ولذلك فقد باءت بالفشل كل محاولات سلخ هذا الشعب عن دينه وهويته وامتداده الحضاري في العالم العربي والإسلامي من أجل ربطه بما وراء البحار، وكانت ولادة الصحوة الإسلامية الأولى في بداية السبعينيات على يد ثلة من الشباب تعبيرًا عن مطلب شعبي وملح، وحاجة متأكدة للإسلام دفاعًا عن الهوية والأخلاق والنسيج الاجتماعي المعرض للتمزق، ولم يمر عن هذه الصحوة غير عقد واحد حتى فشت وانتشرت في كل البلاد ومؤسسات المجتمع وبالخصوص مؤسسات الحداثة، حيث التخريب أشد ما يكون، ولم تصبر دولة القمع والتغريب فبادرت منذ بداية الثمانينيات على شن حملات قمع واستئصال لا تكاد تفتر حتى تستأنف بأشد، وبلغ عدد المساجين في بداية التسعينيات أكثر من ثلاثين ألفًا، وفرضت خطة تجفيف الينابيع وصودرت حتى الكتاتيب وحتى الكتاب الإسلامي التراثي وطورد الحجاب واتخذت المساجد مصايد للشباب حتى هجروها، وظن بأنها ستكون نهاية الإسلام وفي الأقل نهاية الصحوة الإسلامية، ولكن مرة أخرى يثبت شعب تونس أنه شديد التمسك بإسلامه وعروبته، وأن القمع لم يزده في المحصلة إلا تعلقًا بهذه الهوية، ومن هنا كانت الصحوة الثانية فعمرت المساجد بأوسع مما كان في أي وقت مضى، وفشت شعائر الدين ورموزه على كل صعيد وفي كل الطبقات، وعاد حجاب التونسية يزهو ويعتز في ساحات الجامعات وفي كل الميادين رغم المطاردة المتواصلة. صحيح أن هذه الصحوة الثانية وهي الأوسع تفتقد إلى التأطير وتشقها كثير من التوجهات بما فيها بعض التوجهات المتشددة، وبعضها يميل إلى استخدام العنف إن في داخل البلاد أو بحثًا عن ساحات خارجية مثل العراق، وأنا بهذه المناسبة أنصح الشباب المسلم التونسي بأن يعتصم بمناهج الاعتدال الإسلامي، وينأى بنفسه عن كل نهج تكفيري وإقصائي، ويلتزم بأساليب التغيير السلمية التي سلكتها الصحوة الأولى والتي منها جاء الأنبياء والرسل، أما البحث عن ساحات للجهاد مثل الساحة العراقية ورغم أن حق المقاومة مضمون لكل محتل فإن الأوفق والأقرب إلى الواقع أن يتولى أهل كل بلد النهوض بالطريقة المناسبة التي يختارونها لدفع الاحتلال عن بلادهم، ولا سيما أن علماء العراق لم يوجهوا نداء لعامة الأمة الإسلامية أن يلتحقوا بهم ليشاركوهم في المقاومة، ففي شبابهم من العدد والعدة والكفاءة ما ينهض بهذه المهمة، وليس على إخوانهم في كل مكان إلا أن يدعموهم بما يطلبونه من وسائل الدعم المقدور عليها. قلت إن هذه الصحوة الثانية رغم ما يبدو على بعض أجنحتها من تشدد فإن ذلك مفهوم بسبب غياب التأطير وبسبب عنف الهجوم على الإسلام وعلى دعاته فكان مفهومًا أن يكون رد الفعل من نفس الجنس، حتى وإن لم يكن ذلك غير مجد بل هو ضار بالتأكيد؛ لأنه يخدم حجة الخصم الباحث عن أي مبرر ليقول إنه في مواجهة الإرهاب، وليسم كل معارض له يطالبه بوضع حد لحالة الاستبداد والفساد والالتحام بحركة التحول الديمقراطي في العالم اتهامه بأنه في حالة حرب مع الإرهاب ولا صوت يعلو صوت المعركة ولا مجال للحديث عن أي تحول ديمقراطي. أحسب أن البيئة التونسية ليست صفحة بيضاء يمكن لكل صاحب فكرة أو دعوة مهما كان من أي جهة تم استيرادها أن يكتب عليها ما يشاء، هاهنا بيئة إسلامية عريقة في إسلامها استقر فيها توجه ديني ومذهبي محدد اختاره أهل البلاد عن طواعية، فينبغي للشباب الإسلامي ولكل دعاة الإسلام أن يحقروا هذا المنهج وأن يلتحقوا به وإن ظهر أي اعوجاج فيه فينبغي تقويمه بتؤدة وبدون عنف ولا تكفير ولا تبديع، المشكل اليوم في تونس ليس فساد التدين الشعبي رغم ما فيه من شوائب وإنما الاستبداد فيجب أن تتحد كل الإرادات وكل القوى في مواجهة هذا الطاعون الذي لا ينتظر منه في البلاد خيرًا ما استمر؛ ولذلك مطلوب فكر معتدل يبسط الإجماع بين كل فئات المقاومة للاستبداد والفساد، تلك هي مشكلة تونس اليوم. أخيرًا.. تقديرنا أنه كما انتهت الصحوة الأولى إلى التواصل مع تراث الإصلاح في تونس الذي بدأ منذ القرن التاسع عشر في مؤسسة الجامع الأعظم جامع الزيتونة وعلمائه مع أنها بدأت بنوع من القطيعة مع ذلك التراث فإن الصحوة الثانية ستئول إلى نفس المصير التحامًا بالصحوة الأولى، والبناء عليها إن شاء الله تعالى.

الإجابة

حسام الدين عوض    – مصر

الاسم

مدير التسويق

الوظيفة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,أرجو أن تتقبل تحياتي ودعواتي لكم في تونس بالتوفيق والسداد وسؤالي لسيادتكم هو ما هي وجهة نظركم في الصراع الفكري الموجود بين مختلف الفصائل الإسلامية وهل هو يندرج تحت باب إختلاف أمتي رحمة أم لكم لسيادتكم رأي آخر؟؟ وهل الأحداث الأن علي الساحة العالمية تدفعهم للتوحد في مواجهة الهجمة الشرسة علي الإسلام ؟؟ ولسيادتكم خالص الشكر

السؤال

أمة الإسلام واحدة هكذا شاء لها ربها مهما اختلفت فهومها ووجهات نظرها ما ظلت دائرة في إطار مرجعية الإسلام ، والاختلاف يمكن أن يكون رحمة فهو مركوز في أصل الخلقة ولا مناص من البحث عما هو جامع مشترك بين المسلمين فأهل القبلة أمة واحدة يقول النبي صلى الله عليه وسلم : « من صلى إلى قبلتنا وأكل ذبيحتنا فهو مسلم » مطلوب إذن الحذر كل الحذر من مناهج التكفير والمسارعة إلى التبديع والقطيعة فالأمة الإسلامية لا يمكن أن تجتمع إلا على مناهج الاعتدال والسماحة مع الاختلاف والالتزام بنهج نجتمع على ما اتفقناعليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه تلك القاعدة التي سنها رجال المنار، رددها وشهرها الإمام البنا رحمة الله عليه. فلا تكن أخا الإسلام طرفا في أي منهاج أو حركة تكفير فذلك شؤم عظيم ، واعمل وسعك على التأليف بين قلوب المسلمين وجمعهم على الكثير مما هو متفقون عليه من قواعد الإسلام وأخلاقياته ومحرماته وحدوده ولا تجعل عينيك مركزتين باحثتين عن الاختلاف فستضيع عمرك دون أن تنتهي إلى شيء إلا عملا في أمة محمد بمزيد من التمزيق مما ليس فيه قربة إلى الله ولا تقدم للأمة .

الإجابة

saad    – 

الاسم

الوظيفة

العالم المتحضر وصل الى نهاية التاريخ.وهو يعلم ان من سيعيد التاريخ هم الاسلاميين فلماذا هده الحرب الشرسة عليهم

السؤال

قال تعالى: (ولولا دفاع -قراءة- الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض)  

الإجابة

احمد    – فرنسا

الاسم

etudient

الوظيفة

السلام عليكم.. نحن جميعا سعيدون بفوز حماس و صعود الحركات الاسلامية المعتدلة، لكن هل ستقدم الحكومات العربية الدعم لحكومة حماس ام انها ستحني راسها لكوندوليزا رايس التي حذرت من تقديم أي مساعدة للحركة؟

السؤال

« فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات » نسأل الله الهداية للجميع، والوقوف صفا واحدا لدعم صمود برنامج حماس برنامج المقاومة والتحرير.

الإجابة

إبراهيم    – فلسطين

الاسم

 

الوظيفة

بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما هو موقع جماعتكم التونسية بين الشعب التونسي وما هو حضورها في الحكومة؟ هل هي أكبر حركة إسلامية في تونس وأي فكر إسلامي معاصر تتبنى؟ ما مدى قربكم من الإخوان المسلمين فكريا وماديا؟ هل الواقع ينبئ بأن الحركة الإسلامية في تونس ستحقق نتائج حماس قريبا؟

السؤال

أولاً: الانتخابات النزيهة وحدها عندما تتوفر هي التي تحدد مدى شعبية أي حركة. وإلى أن تحضر في تونس فنحن ندعي أننا أكبر حركة معارضة في البلاد. ومن أراد أن يكذبنا فليقم الانتخابات. ولو تأكدوا من ضعفنا لسمحوا بمشاركتنا. ثانيا: نحن نتبنى فكر الوسطية والاعتدال ومن رموزه في عصرنا الشيخ محمد طاهر بن عاشور والشيخ الثعالبي ورشيد رضا ومحمد عبده و حسن البنا ويوسف القرضاوي ومحمد الغزالي ومالك بن نبي… إلخ. ثالثا: إنما المؤمنون إخوة ونحن جزء من حركة الإسلام في العالم ولنا خصوصيتنا. رابعا: علم ذلك عند الله.

 

يونس    – المغرب

الاسم

طالب علم

الوظيفة

بارك الله في الشيخ الجليل راشد جعله الله دائما على سبيل الرشاد ونحن معه إذا ما طلبت من الشيخ الجليل أن ينتقد التجربة الإسلامية التونسية في عناوين عامة.

السؤال

نحن نرحب بكل نقد منصف رحم الله من أهدى إلينا عيوبنا.

الإجابة

shahinaz    – 

الاسم

 

الوظيفة

أستاذنا العلامة الجليل.. بارك الله فيكم مشكورين ترى كيف تقوم الشعوب بالدور المنوط بها لنصرة الاسلاميين فى ظل الحكومات العربية المستبدة؟ وماذا تعتقدون فضيلتكم بشأن التحديات الهائلة لحركة حماس العظيمة خاصة المالية بعد التهديدات اللعينة للعرب والمسلمين من مساندة حماس نصرها الله وسدد خطاها.. وجزاكم الله خيرًا.

السؤال

مطلوب من كل مسلم فردًا وجماعة أن يعين على فعل الخير وتكثيره وعلى مقاومة الشر وتقليله قدر الوسع. أما ما تهدد به حماس وأهل فلسطين من تجويع بسبب إصرارهم على تحرير بلادهم فهو منكر أي منكر. هؤلاء لا يعلمون أن الله هو الرزاق ذو القوة المتين، وأن شعب فلسطين في عز من أمته ولن تعتذر أمة تعمرها صحوة إسلامية واسعة لحاكم يتقاعس عن نصرة مجاهدي فلسطين. إذا عجز هؤلاء عن إرسال جيوش لدحر الاحتلال فلا أقل من أن يدعموا الصامدين في الصف الأول يقومون باسم كل الأمة وأحرار العالم بهذا الواجب، إن التقاعس عن ذلك خيانة وأي خيانة وجبن أي جبن ومطلوب من الشعوب ألا تصمت على هؤلاء، بل أن تحملهم على القيام بواجب الحد الأدنى على الأقل.

الإجابة

حسام حمد    – الإمارات العربية المتحدة

الاسم

موظف

الوظيفة

الأستاذ الكريم سلام الله عليكم ورحمته وبركاته أحب أنأ أتوجه أليكم بتوجس معظم الشعوب الإسلامية من أنكم -أي الإسلاميين – لا يمكن أن تحكموا بدون موافقة الغرب القوي وأن ترك حماس علي سبيل المثال هو بإذن منهم حتي يستطيعوا الإيقاع بهم ومرجع ذلك عندهم هو اختلاف موازين القوي الرهيب بين الحركات الإسلامية والغرب؟ فما هو تعليق سيادتكم علي ذلك القول؟ ووفقكم الله لما يحب ويرضي

السؤال

الغرب قوي ولا شك وليس هو قوي بالحق وإنما هو قوي بضعفنا وتفرقنا ولقد علمتنا سنن الحياة أن قوي اليوم ضعيف الغد وضعيف اليوم قد يكون قوي الغد (وتلك الأيام نداولها بين الناس) نعم الغرب قوي ولكنه ليس إلها (وأما عاد فاستكبروا في الأرض بغير الحق وقالوا من أشد منا قوة أولم يروا أن الله الذي خلقهم هو أشد منهم قوة) الغرب قوي ولكنه ليس بالحق ولكن بالباطل . الغرب قوي ولكنه ليس فعالا لما يريد، ولا يقول للشيء كن فيكون، ومن هنا يظل مكان واسع للمقاومة ، ولقد شهد القرن العشرين احتلال العالم الإسلامي كله تقريبا، ولم ينتهي القرن إلا وقد أجليت جيوشه تجر أذيال الخيبة وما تبقى منها من ذيول لن يكون لها إلا نفس المصير ، أما ما يتحدث عنه الأخ من أن نجاح حماس وراءه إرادة غربية فهو إغراق في تأليه الغرب وأنه وراء كل شيء ولا يحدث أي شيء إلا بإرادته وكأنه يقول أن المقاومة في فلسطين وراءه الغرب وأن المقاومة في العراق وراءه الغرب وأن الثورات في أمريكا اللاتينية وراءها أمريكا وهذا إسراف في اعتماد التفسير التآمري واحتقار لإرادة شعوبنا وشعوب العالم الثائرة ضد الطغيان ، فافتحوا أبصاركم ، شغلوا عقولكم ، أدركوا أن قوة أمريكا والغرب والحكام والجيوش كلها محدودة ونسبية وأن شعوبنا تتوفر على طاقات عظيمة للمقاومة وللانتصار كما انتصر آباءنا على ألوان الاحتلال وأجلوا الجيوش وانتصرت المقاومة في جنوب لبنان وخرج الصهاينة مذعورين كالفئران وكما فروا من غزة سيفرون من باقي الأراضي المحتلة وستتوحد الأمة وتحتل مكانها تحت الشمس أمة كريمة عزيزة بين الأمم بإذن الله (ويومئذ يفرح المسلمون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم وعد الله لا يخلف الله وعده ) فكفوا عن هذا التفكير السقيم.

الإجابة

فاطمة    – تونس

الاسم

موظفة بالبريد

الوظيفة

شيخنا وأستاذنا إننا نحبك في الله , وقد حيل بيننا وبينك فجزا الله هذه الوسائل التي وصلتنا بك سؤالي : لا يزال النظام يشدد علينا قمعه وقبضته , ويمنعنا من ارتداء الحجاب , وإذا ما تمسكنا به منعنا من العمل والدراسة , فضلا عن الإعتقال والتعذيب وسؤالي هو كيف ننصرف وقد طال إبتلاءنا. وطلبي هو أن تبلغوا صوتنا إلى المنظمات الدولية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان ؟ أليس من حقنا ان نلبس ما نراه مناسبا

السؤال

جزاك الله خيرا أيتها المؤمنة الصادقة المجاهدة والابنة العزيزة البارة . ما يقوم به جيلك المسلم المجاهد من اعتزاز بالاسلام وحمل للوائه والدعوة إليه بالقول والعمل والتطبيق هو فخر لهذا الجيل وصفحة مشرقة في سجل الكفاح الإسلامي فاثبتي ومن معك على هذا الحق وذدن عليه بالنفس والنفيس ، ولن يضيع هذا الدين ما دام في الأمة مثلك ، لا سيما والإسلام في حالة صحوة ومده في حالة ارتفاع وأمواجه تتلاطم في العالم، ولن تبقى تونس العزيزة ولها في الإسلام أمجاد وأمجاد لن تبقى جزيرة معزولة عن محيط هادر بالإسلام وإن هي إلا سويعات باقية في هذا الليل البهيم وتشرق شمس الإِسلام على الخضراء ، (فاصبر وما صبرك إلا بالله).

الإجابة

منير    – أمريكا

الاسم

طالب

الوظيفة

السلام عليكم ورحمة الله هل قدر الإسلاميين أنهم لابد أن يتعاملوا مع الأمريكان , لكي يسمح لهم بتولي السلطة , ماذا تقول في أردوغان الذي لم يستقبل خالد مشعل

السؤال

الأمريكان قوة من قوى العالم المتعددة وليسوا إلها فعالا لما يريد ، ودين الإسلام دين واقعي يتعامل مع الجميع يصالح من صالحه ويعادي من يعاديه فليس تولي السلطة في أي بلد في تقديرنا طريقه دبابة أمريكية يأتي على ظهرها وإنما الحصول على إرادة شعبية حقيقة تعبر عنها صناديق الاقتراع ، وفي هذه الحالة إذا رضيت أمريكا فأهلا وسهلا وإذا لم ترض فلن يغير ذلك سنن الكون والاجتماع. أما عن حزب العدالة والتنمية في تركيا فهو حزب سياسي يصيب ويخطئ ويتصرف وفق خطته وما يقدر عليه وفي موضوع حماس لم يكن موقفه الأفضل ولم يكن كذلك الأسوء فحكومات عربية كثيرة حتى الآن لم تهنئ حركة حماس أصلا مثل تونس وما لف لفهافقد تلقت حماس التهنئة واستقبلت في تركيا وتلقت التعبير بالاستعداد لدعمها، والمنتظر أن يكون المستقبل أفضل .

الإجابة

سمير    – ألمانيا

الاسم

باحث

الوظيفة

الأستاذ راشد الغنوشي هل لكم أن توجزوا لنا أهداف حركة النهضة الإسلامية , ودورها في الإصلاح , وهل بالفعل تطرحون أنفسكم وحركتكم كمشروع نهضة لأمة الإسلام ؟

السؤال

أعيدك إلى وثيقة المؤتمر السابع لحركة النهضة الذي شرح أهدافها ومنهاجها وخطتها وهو منشور في موقع www.nahdha.net .

الإجابة

هارون    – تونس

الاسم

ممرض

الوظيفة

شيخنا ومعلمنا إننا لم ننسك ولن ننساك، وها نحن نتابع أخبارك، ولن يمنعنا نظام القمع من حبك والاقتداء بك. سؤالي هو ماذا تمثل حركة 18 أكتوبر من أمل للتونسيين مما هم فيه مما أصبح يعرف بالاستثناء التونسي؟ فالحراك السياسي من حولنا على أشده ونحن من احتقان إلى احتقان.

السؤال

جزاك الله خيرًا أيها الابن البار، وفيما سبق الجواب.

الإجابة

هاني    – 

الاسم

 

الوظيفة

أنا غير متفائل بهذا الصعود؛ لأن حماس فازت في وقت إسرائيل قررت اتخاذ خطوات أحادية الجانب؛ لذا حماس في موقف ضعيف أيضًا لا ننسى أن العالم المنافق الغربي يضغط على حماس للاعتراف بدولة الكيان، وينسى وجوب تحميل إسرائيل مأساة، بل والاعتراف بحقوق للشعب الفلسطيني هذا جانب، الجانب الآخر هو فشل كل تجارب الإسلاميين في الحكم بدءًا من السودان وأفغانستان عدا إيران والإسلاميون في الأردن ومصر عبارة عن ترس لحماية النظام، فلذلك الوضع ميئوس منه، ولا ننسى إسلاميو العراق الذين شرعوا الوجود الأمريكي في العراق.

السؤال

ليس الرجال ولا الحركات مقياس للحق، وإنما العكس هو الصحيح يقترب الناس من الصواب بقدر اقترابهم من الحق، والحق في هذه الحالة لا يحمل صفة الإطلاق، بل النسبية. الفشل والنجاح مسألة نسبية في الأمثلة التي ذكرتها، مطلوب من المسلم أن يكون واقعيًّا ومبدئيًّا، وألا يحكم على الناس بمن فيهم إخوانه إلا بالقياس إلى منهاج الاعتدال ورعاية الظروف التي يتحركون فيها حتى لا يكون عليهم قاسيًا وظالمًا، كما أنه مطلوب من المسلم ألا يكون مدفوعًا باليأس فإنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون، ولا سيما أن الأمة في حالة صحوة وصعود وموجها هادر وكلما حصلت مناسبة انتخابية إلا وكان صوت الإسلام هو المعلى. فلماذا هذه القساوة، ولماذا التصور أن الأمريكان وراء كل شيء، وأن طريق الحق ونصرة الإسلام طريقه واحد هو الذي يتبناه هذا الحزب أو ذاك كالحكم على مناهج التحول السلمي الديمقراطي أنها مناهج فاشلة بإطلاق، مع أن الأمة في القديم والحديث جربت المناهج المخالفة مثل نهج العنف وكانت النتائج غالبًا كارثية، بل مأساوية وشواهد ذلك ما حصل في الجزائر ومصر وسوريا وما إليها، فلماذا هذه الرؤية الأحادية لقضايا شديدة التشابك والتعقيد.

الإجابة

Dr. Ahmad Raouf    – ألمانيا

الاسم

Surgeon

الوظيفة

Dear Sir, How do you see the solution of the eternal conflict between practicing the sincere islamic political agenda and the international pressures? A clear example for that is the current situation of Hamas movement.. My best regards

السؤال

نهج حماس نهج جهادي شامل وواقعي معتدل، ونحن نزكي هذا النهج ونسأل الله لأهله التوفيق. وواجب الأمة النصرة والدعم لمهمة المقاومة والتحرير التي تخلت عنها جيوش العرب، وتصدى لها شعب فلسطين البطل نيابة عن الأمة.

الإجابة

مجاهد    – إندونيسيا

الاسم

مدير شركة

الوظيفة

السلام عليكم ورحمة الله.. الأستاذ راشد الغنوشي، هل قادة الحركة الإسلامية والذين أنت منهم قادرون على بلورة مشروع للنهضة وتسلم الحكم في ظل هذه الأوضاع المعقدة والتحديات الكبيرة؟ وإذا كان هنالك مشروع فهل يمكن أن تكشف عنه؟

السؤال

فيما مضى الجواب، فتأمل يرحمك الله.

الإجابة

محمود ياسين    – 

الاسم

 

الوظيفة

شيخنا العزيز.. كيف يمكن للمسلم -بعيدا عن الحكومات العربية المتآمرة- تقديم العون لحماس لتواجه التحديات مرفوعة الرأس؟ شكر الله لكم.

السؤال

من رام الدعم لن يعدم وسائله.

الإجابة

خالد البوقرعي    – المغرب

الاسم

 

الوظيفة

السلام عليكم ورحمة الله.. أستاذنا الفاضل: كيف تقيمون تجربة حزب العدالة والتنمية المغربي؟

السؤال

تجربة واعية، بخير كثير.. نسأل الله لهم مزيدًا من التسديد والتمكين.

الإجابة

محمود    – فلسطين

الاسم

معلم

الوظيفة

كيف ستستثمر الحركة الإسلامية فوز حماس؟

السؤال

فوز حماس ليس مجرد انتصار للحركة الإسلامية وإنما هو انتصار لكل حركات التحرر والمقاومة في فلسطين وفي المنطقة العربية وفي العالم، لقد هللت دول كثيرة وشعوب كثيرة في أمريكا اللاتينية لهذا الانتصار، وقد يستقبل خالد مشعل هناك قبل أن يستقبل في دول عربية كثيرة فلندع جانبًا مسألة توظيف هذه القضية وليقدم الجميع لها أقصى ما يستطيع من دعم بعيدًا عن كل منزع حزبي أو طائفي، فهذه قضية الأمة وليست قضية حزب، بل قضية الإنسانية.

الإجابة

samer    – فلسطين

الاسم

 

الوظيفة

تحية.. ألا يعتقد الضيف الكريم أن هناك العديد من القوى الإسلامية تمارس إرهابًا فكريًّا مع كل من يختلف معها سياسيًّا أو فكريًّا عن طريق التكفير وخلع ثوب الإسلام عنهم؟ وهل توافق الرأي فيما يقال من البعض أن من يسقط مدافعًا عن وطنه من الحركات التي لا تعتبر في إطار الحركات الإسلامية لا يمكن إعطاؤه صفة الشهادة؟ مع الشكر.

السؤال

مسألة التكفير من أخطر العلل والأوبئة والمنكرات مطلوب من كل حريص على دينه أن يتجنب التورط في هذه المسائل الصعبة والدقيقة مما هي عمل القضاة وليست عمل الدعاة، ومسائل القلوب ومسائل الاعتقاد من مسائل القلوب أمرها متروك إلى الله « هو أعلم بمن اتقى »، وليس ذلك تمييعًا لمسائل الاعتقاد أو تورطًا في الإرجاء وإنما هو وضع لها في موضعها أنها ليست من وسائل الدعوة العامة. أما الشهادة فهي مسألة شرعية وليست مجرد وصف سياسي أو نضالي فالشهيد من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فلقي ربه في هذا الطريق مقبلاً غير مدبر، ومن في معناه، ومن أراد التحري فليَعُد بالمسألة إلى مظانها في كتب الفقه.

الإجابة

abdel maksoud    – مصر

الاسم

accountant

الوظيفة

السلام عليكم أستاذنا الجليل الأستاذ الغنوشي تحية طيبة، وبعد.. ما هو تعليق سيادتكم عما نشر من أن الإدارة الأمريكية هي التي رسمت لهذا الصعود لتيار الإسلام السياسي كما يقولون عنه لعدد من الأهداف، منها أولاً محاربة التيار المتشدد المتمثل في القاعدة والجهاد، والثاني ما يسمى بالانتحار السياسي لهذه الحركات بأن تفشل في إدارة دول متهالكة ومنهوبة، وأيضًا يمارسون ضدهم ضغوطًا لجعلهم يتنازلون عن بعض مبادئهم، وبالتالي يفقدون شرعيتهم أو الفشل في توفير البديل، وبالتالي تنقلب عليهم الشعوب وفي كل الحالات فالغرب هو الفائز.

السؤال

قد أجيب عن مسألة التفسير التآمري، فتأمل يرحمك الله.

 

احمد سالم    – 

الاسم

 

الوظيفة

ما رأيكم بالنسبة للضجة التي أثارها اليساريون والعلمانيون بالنسبة لسفر زعيم العدالة والتنمية المغربي الأخ عثماني إلى أمريكا؟.. وهل تستجيب أي دعوة لزيارة أمريكا؟

السؤال

لا يزال المسلمون يرتبطون مع الدول الغربية، ومنها الولايات المتحدة بعلاقات تبادل اعتراف وتعاون رغم ما تأتيه هذه الدول من مظالم في حق هذه الأمة ودولها وجماعاتها، وبالخصوص ما تقدمه من دعم غير محدود للكيان الصهيوني المغتصب وللحكومات الظالمة. ولذلك من حق العدالة والتنمية أو أي جماعة إسلامية أخرى السير في الأرض تعريفًا ببرامجه وذبًّا عن قضايا وطنه، ودفعًا لما تروجه القوى الصهيونية والمعادية عامة للإسلام وأهله من تشويه لصورة تلك الجماعات وأهدافها، ولا نرى في هذا السير في الأرض ضيرًا من دين أو مصلحة، وبالخصوص إذا قدرت هذه الجماعة أن ذلك مفيد لها أو تدفع به ضرًّا تتوقعه، ملاحظة: الجماعات العلمانية تتوجس شرًّا من كل حوار يحصل بين جماعات إسلامية وقوى غربية؛ لأنها ترى فيه الطامة الكبرى، وكأن ذلك يجرد دول الظلم أو جماعات التغريب المتشددة من أهم مصادر شرعيتها (الدعم الغربي)؛ لأنها ترى الجماعات الإسلامية تعبث بمصادر ذلك الدعم أو تهدده، وكأنها مُصِرّة على أن تستمر ناطقة باسم عالم الإسلام، بل باسم الإسلام ذاته في غيبة الإسلاميين أصحاب الحق، أما إذا صدر النكير من جماعات إسلامية أخرى فهو من نوع التنافس السياسي، ولكنه استعمال غير مشروع؛ لأن هذا الأمر يتعلق بمجرد اجتهاد يمكن لهذه الجماعة أن تقبله أو ترفضه، ولكن ليس لها أن تشن حملة مسعورة ضد منافس سياسي وكأن المسألة تتعلق بمعلوم من الدين بالضرورة، وليس الأمر كذلك.

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 21 فيفري 2006)

وصلة الحوار: http://www.islamonline.net/livedialogue/arabic/Browse.asp?hGuestID=vtIjP9


 
 

متى نحكّم عقولنا ؟ { 2 / 3 }

خميس  بن  علي  الماجري

mejrikhemis@yahoo.fr

 

إنّني أرغب من خلال كلّ مقالاتي إثراء حوار علميّ جادّ ومسئول يستهدف رسم معالم طريق حلّ الاشتباك القائم في السّاحة التّونسيّة بين شراسة غلوّ السّلطة وإفراطها في محاولات استئصال الظّاهرة الإسلاميّة  وآنتقامها من الدّين ـ  دين الدّولة والشّعب تاريخا وحاضرا ومستقبلا  ـ وبين تفريط نهضة المهجر واستسلامها لشروط اللّعبة السّياسيّة بتطويع الإسلام دين ربّ العالمين للمساومات ….

        …………………………………………………………….

وإذا تكلّم السّياسيّ تقية ليرضي من هبّ ، وتلوّن البرجماتيّ في دين الله خوفا ممّن دبّ ، وسكت العالم بأحوال السّياسيّين والمتلوّنين ، والجاهل يجهل  ، فمتى  يتبيّن الحقّ ؟؟؟

 

خميس بن علي الماجري .

mejrikhemis@yahoo.fr

 

بسم الله الرّحمان الرّحيم

 

تعرّضت في الجزء الأوّل من مقالي إلى الدّور المناط لوزير الشّؤون الدّينيّة  » أبو بكر الأخزوري  » في تنفيذ خطّة « التّجفيف  » تساوقا مع الخطّ العام للدّولة التّونسيّة كلّها ، بما فيها أعلى هرم السّلطة ، حتّى أنّ المرء ليتعجّب ويتساءل كيف يقع رئيس دولة في مثل هذا « المستنقع » ؟ فقد أعلن للعالم يوم 25 جويلية ـ يوليو ـ 2005 بمناسبة ذكرى إعلان الجمهوريّة قائلا : » إنّنا في تونس البلد العريق في الحضارة العربيّة الإسلاميّة نصون عاداتنا وتقاليدنا ونعتزّ بكلّ ما هو منها بما في ذلك اللّباس المحتشم المعهود في مدننا وأريافنا ، ولا إحتراز أو رفض لدينا إلاّ اللّباس الوارد علينا من الخارج والّذي يرمز به إلى انتماء سياسيّ معيّن ... »

لقد إختزلت السّلطة كما هي طبيعة الأنظمة الشّموليّة الإسلام في مسائل العبادات ، بل حتّى العبادات عودي أهلها . ولذلك حصرت دولة  » التّجفيف  » لوزارة الشّؤون الدّينيّة الكالحة مهمّة بشعة ، هي تزوير الدّين تحت حجّة التّحوّلات الإجتماعيّة ، و مقاومة الصّحوة تحت عنوان  » تونسة التّديّن » باعتبار أنّ الخضراء منفتحة ومعتدلة ، وأنّ الصّحوة الجديدة  ماضويّة ومنغلقة .ولذلك إنطلقت في حملة جديدة مسعورة  تحارب الفكر والتّديّن المشرقيّين ومنعت الحجاب، والثّوب الخليجي ،واللّحى المرسلة ، وفرضت الآذان على الطّريقة التّونسيّة وبناء المساجد على المعمار التّونسيّ ،وطباعة واحدة في نصف قرن للمصحف الشّريف ، وقراءة القرآن على مدار السّاعة في جامع الزّيتونة . فهذا هو الدّين عند سلطة إبن عليّ . وهذا ما يوضّح بكلّ جلاء أنّ السّلطة لها  مشكل مع الإسلام ذاته تصوّرا وإلتزاما. وهذه هي المشكلة  في حقيقتها : المستهدف هو الإسلام في عقائده وأخلاقه ونظمه ومن يعبّر عنه من تمثّل عامّ في أشخاص ومؤسّسات فضلا عن أفكاره المتحرّرة من الأهواء والشّبهات ، وأنّ اللاّفتات الّتي ترفعها السّلطة من هنا وهناك في تبنّيها للإسلام ، ما هي إلاّ تضليلات ..ومن ثمّ لا تعجب من خطب المدح الغربيّة لهذه الخطّة ، لما قدّمته من خدمات عظمى للغازي الأمريكي ، وآخرها ما جاء على لسان وزير حربها رومسفلت . 

و من المعلوم أنّ المسألة الإسلاميّة في تونس تشهد صراعا بين قطبي النّهضة والسّلطة . تقدّم الأولى تحت ضغوط ، إسلاما   » مشوّها  » وتقدّمه الثّانية « عقيما  » …

وحتّى لا يبقى الإسلام يعاني بين الطّرفين ، لا بدّ من معالجة صحيحة يخلص بها  من تجاذبهما السّياسيّ .. لقد تعرّض الإسلام في تونس إلى عمليّة آختطاف وتوظيف لصراع سياسيّ مرير بينهما، انتهى بخسارة الجميع شعبا ومعارضة وسلطة ، خسر شعبنا الدّين الحامي، وخسرت السّلطة الممعنة في التّوحّش والفوضى ثقة شعبها ، وصدمت الأمّة في إسلاميّين هبّوا يوما وقالوا إنّهم سيحقّقون طموحات شعبهم .

 إنّ الإسلام لا يمكن أن يتحمّل أخطاء النّاس ولو كانوا يعملون له ، ولا يمكن أن يخضع للابتزاز أو للانتهاز من طرف أحد . وعليه  فنرفض أن يعدّل من أيّ كان تحت أيّ نوع من الظّروف ، كما نرفض كذلك أن تعاقب السّلطة الإسلام – دين الشّعب – لأنّ فريقا من النّاس راحوا يعارضونها به …

لذلك لابدّ أن يعمل العقلاء عامّة وطلبة العلم منهم خاصّة على تحييد الإسلام من  » الرّحي  » بين الطّرفين . وأن يعملوا على حفظه من محاولات التّأويل والتّحريف والتّركيب والتّوليف والتّشويش والاحتراف حتّى  يبقى صافيا نقيّا كما نزل ، يزيلون عنه ما علق به من تحريف السّلطة ، وتشويه المعارضة . دين عدل بين ظلمين ، ووسط بين تطرّفين ، وهدي بين ضلالتين ، وحقّ بين باطلين ، واستقامة بين اعوجاجين ، وحنيف بين بدعتين ، بسيط بين تعقيدين ، فطريّ بين مركّبين ، و سيّد بين آحتكارين، و مرجع للطّرفين ، وحكم للمتنازعَين..

إنّ أخطر شيء على الأمّة تزييف دينها. ومن نافلة القول التّأكيد على أنّ البلد قد تفشّى فيها الأمّيّة الدّينيّة بمكر من السّلطة وبتفريط من النّهضة، وانّ السّاحة التّونسيّة تعاني أزمة فكريّة غثائيّة حادّة أفقدت توازنات النّاس ، فصار الدّخل ، وثار الدّخن ، وضعفت البصيرة ، وعزّ اليقين ، وقلّ التّوكّل ، وندرت السّنّة ، وفرّخت البدعة ، وكثر الدّجل ، وآنتشرت الخرافة ، وتكاثرت مظاهر السّحر والشّعوذة ، وعظم الكرب ، وضاق الحال ، وعمّت الفوضى والفساد في البرّ والبحر، وتوسّعت الجريمة ، وانتشر الفقر ، وضاع النّاس وجاعوا ، ورتع المضلّون المضلّلون في البلد وباضوا وفرّخوا وصفّروا ، فتقاطر على كلّ ناعق منهم أعداد كبيرة من ناس الخضراء ، شيبها وشبابها ، ليعقدوا لهم أديانا باطلة ، أو ينتحلوا لهم نحلا محاها الإسلام من الخضراء منذ قرون . وعليه لا بدّ من هبّة جادّة للذّود عن حمى الشّريعة ، وللدّفاع عن شعبنا العزيز الّذي خضع لعمليّة تدمير كامل يشمل كلّ مستويات الحياة والمعاد !!

إنّ البلاد  – لا قدّر اللّه – مقبلة على فتن عظيمة لم تعرفها تونس الحديثة من قبل .فتن التّحارب الإسلامي الإسلامي :الفرقي والطّائفي والمذهبي . وهذا المكر يعدّ له ويخطّط باللّيل والنّهار من طرف تحالف الآستئصاليّين الفاسدين من الأمن البائر واليسار الانتهازي الفاجر. وعليه فلا نجاة من ذلك على حدّ قول الشّيخ محمّد الطّاهرابن عاشور- رحمه اللّه – إلاّ بتدقيق أوضاعنا الذّهنيّة وبضبط المدلولات الفكريّة وبتخليص معاني الشّريعة من الاشتباه والالتباس .

وإنّ الحوار الّذي أجرته مجلّة  » كلمة  » اليساريّة مع أعضاء المكتب السّياسي لنهضة المهجر، ليبيّن بكلّ جلاء ما ذكرت أعلاه ، أنّ خطاب نهضة المهجر ، لم يرتق بعد إلى مستوى المحنة الّتي يعانيها شعبنا الأعزل وإلى مستوى التّحوّلات الخطيرة الّتي شهدها مجتمعنا بعدما خلا الجوّ لمشروع التّضليل .ولا يزال القوم يصرّون على عدم التّعاطي مع القضايا بالجدّ والعزم والحزم ، والأمّة في كلّ مكان بمن فيهم الصّحوة الجديدة في تونس تقاوم ، ونهضة المهجر لم تستطع أن تقاوم كمشة من أعداء الشّريعة هرعوا إليها ،  وهم ليسوا أقوى من بيت العنكبوت . ولكي لا أطيل عليك البحث أخي القارئ ، فإنّ ما صدر عنهم يحتاج إلى مؤلّف ، ولكنّني  رأيت أن أتوقّف بعجالة على مسألتين إثنتين : الصّحوة الجديدة في تونس ، و مجلّة الأحوال الشّخصيّة …

 

1 الصّحوة الجديدة :

 قال الدّكتور عبد المجيد النّجّار وهو يجيب مجلّة كلمة عن السّلفيّة الجديدة في تونس : نحن كذلك لا نعرفهم. نسمع عن ظاهرة سلفية فيها شيء من التطرف والأخبار تأتينا ولا نعرف منهم زعيما. ونحن أيضا تمثّل لدينا نقطة استفهام ومشكلة نبحث لها عن جواب..وقال : هم يأخذون أفكارهم من خارج تونس، من الخليج ومن غير الخليج…

وقال محمّد بن سالم: تركت الساحة فارغة أمام كل من يأتي بفكرة غريبة …. هم يأخذون أفكارهم من خارج تونس، من الخليج ومن غير الخليج … أنا أقول إنّه عند ضرب المعتدلين يترك المجال واسعا أمام المتطرفين…. ويحدث اليوم في تونس أنّ من ترتدي الخمار مقموعة ممنوعة أمّا التي ترتدي النقاب فمسموح لها بالدخول والخروج بدون مشاكل حتى تعطي الصورة الكريهة للإسلام وللإسلاميين بشكل عام….. هؤلاء الشباب الذين يريدون التدين اتخذوا لهم شيوخا أحاديّي النظرة فوقعوا في أفق ضيق ووقعوا في الفهم الأحادي وفي هذه السلفية المتطرفة… ولهذا وجدت المشارب الأخرى نفسها أكثر حرية في العمل السري.

…. خاصة وأنّهم يكفّرون المعتدلين، فنحن بالنسبة إليهم مثلكم تماما خارجون عن الدين .. فهم يجعلوننا كفارا لا نفهم الدين، والدين الحقيقي والحقيقة الواحدة هي عند هؤلاء الناس .

فهل نقول إنّ نهضة المهجر التقت مصلحتها مع السّلطة تماما في معاداة الصّحوة الجديدة وآتّهامها بالإنغلاق مرّة وبالتطرّف أخرى وبالمشرقيّة وبالتّكفير أطوارا ، بل تصبح مشكلة عند الدّكتور النّجّار لأنّه  لم يجد لها حلاّ : نحن كذلك لا نعرفهم. نسمع عن ظاهرة سلفية فيها شيء من التطرف والأخبار تأتينا ولا نعرف منهم زعيما. ونحن أيضا تمثّل لدينا نقطة استفهام ومشكلة نبحث لها عن جواب.

 ولك أن تشهد أخي القارئ التّناقض الصّارخ بين عضوين في المكتب السّياسي بين إبن سالم وبين النّجّار فالأوّل يعرف شيوخ هذه الصّحوة في حين أنّ الثّاني لا يعرف منهم أحدا   …

كما ذهب بن سالم إلى إستعطاف اليسار بذلك المنهج المخادع عندما  تعاظم بمرجعيّاته الّتي يسمّيها منفتحة  وهذا منهج ذليل في بيان إنفتاحه على كلّ شيء حتّى يبدي نفسه للعالم أنّه منفتح . فمرجعيّاته مركّبة من كلّ شيء ،من الطّاهر الحدّاد والكتب الدّينيّة والفلسفيّة ، ومنهجه خليط من كلّ شيء . وهذه شهادة منه على أنّ القوم لا يهتمّون بالعلم الشّرعيّ …أمّا الشّباب الجدد فوقعوا في السّلفيّة المنغلقة المتطرّفة .

لقد أقحم بن سالم اليسار معه في حملته المعادية لإخوان العقيدة ، من أجل ترقيق عواطف اليسار والإستقواء بهم على إخوانه الذين يزعم أنّهم يكفّرونه تماما كما يكفّرون اليسار وجعلهم في صفّهم بقوله :  خاصة وأنّهم يكفّرون المعتدلين، فنحن بالنسبة إليهم مثلكم تماما خارجون عن الدين…قلت : ما أشطر القوم على إخوانهم ، وما أنعمهم مع أعداء الشّريعة .. فعوض أن يوجّه صواريخه للأعداء يوجّهها لإخوانه ويجعل نفسه واليسار في خندق واحد ضدّ الغزاة المشارقة الجدد ، وهو يصرّح أنّه لم يلتق بهم ولم يرهم ولا يعرفهم ، أمّا اليهود التّوانسة فقد صرّح لقناة الزّيتونة قائلا  » إنّهم إخواننا  » .

ولا أريد أن أفتح ملفّات حرجة  لأذكّر ابن سالم بأصوله الصّوفيّة المنحرفة فضلا عن المواقع المحرجة الّتي تحمّلها ، والّتي لا يعقل أن تبيح له أن يترأّس المكتب السياسيّ لو كان في القوم فقه وعقل ، لأنّ ذلك يبيّن عن تخبّط القوم الّذي يزيد في  تعقيد ألملفّ النّهضوي ويعمّق أزمة المرتهنين في مقابر السّجون التّونسيّة  .

..قال الأستاذ ابن سالم : … وعندما كانت الحركة الإسلامية موجودة كان الكثير ممن تنزع نفوسهم إلى التدين تحتضنهم الحركة الإسلامية، وهي بطبيعتها منفتحة لأنّ الأتباع ينشئون على مطالعة الكتب الدينية والفلسفية..ـ لاحظ أنّه لم يقل كتب العلم الشّرعي ـ كلّ هذه المنظومة الفكرية يجبر الأعضاء على مطالعتها وتلخيصها فنشأت على طابع من الاعتدال والانفتاح.وهو ما تطوّر عبر مراحل نحو الإيجابية. لما إنضربت الحركة و انتهاء هذا الأمر، هؤلاء الشباب الذين يريدون التدين اتخذوا لهم شيوخا أحاديّي النظرة فوقعوا في أفق ضيق ووقعوا في الفهم الأحادي وفي هذه السلفية المتطرفة.

  ودون مناقشة هذه السّفسطة المضحكة ، فكما قيل: لا يشهد للعروس إلاّ أمّها ، إلاّ أنّه لك أن تكتشف ـ حضرة القارئ الكريم ـ مدى رضا الرّجل عن نفسه وتزكيته لحركته . إذ ليس من منهج الشّرع العزيز، أن يزكّي المرء نفسه أو منهجه ؟ وهذا أثر من آثار الإنحراف الحزبيّ الّذي أدمنته نهضة المهجر الرّاضعة من حليب الكنيسة الإخوانيّة الّتي اشتهرت بتزكية الذّات، فهم دائما يصفون أنفسهم بالإعتدال والوسطيّة ويخطّئون كلّ من يقول بخلافهم، بل يصكّونه بحكم سياسيّ إقصائيّ وإستئصالي . وهذا ما يكشف عن عصبيّة حزبيّة منغلقة مغرورة بوهم أنّها دائما على الحقّ .  قال الأستاذ الغنّوشي وهو يخاطب من بقي معه: والمهمّ أن نستيقن أنّنا على الحقّ على طريق خدمة وطننا وامّتنا وديننا . رسالة عيد الفطر تونس نيوز 13 / 11 / 2005 وهذا من قبيل زعيمه القائل : » فدعوتكم أحقّ أن يأتيها النّاس ولا تأتي أحدا … إذ هي جماع كلّ خير وغيرها لا يسلم من النّقص !! » ص 232 مذكّرات الدّعوة والدّاعية للشّيخ حسن البنّا . و قال القرضاوي وهو يزكّي منهجه الوسطيّ  ـ زعم ـ على أنّه هو الإسلام الصّحيح  : » الإسلام الصّحيح كما دعا إلى ذلك المجدّدون الأصلاء جمال الدّين والكواكبي ومحمّد عبده ورشيد رضا وإقبال وحسن البنّا  » .. من أجل صحوة راشدة للقرضاوي ص101

لقد دعتنا الشّريعة الغرّاء إلى الحرص على تحرّي شروط قبول الأعمال من عقيدة صحيحة وإخلاص تام ، وآتّباع كامل للحبيب المصطفى، وتحرّي للحلال ، وكفّ عن الظّّلم ،  ثمّ حضّت بعد ذلك على عبادة الإشفاق ، وهي حالة شعوريّة قلبيّة يجب أن تصحب كلّ عمل المؤمن العارف ، ودليله من الكتاب : إنّ الّذين هم من خشية ربّم مشفقون 57 والّذين هم بآيات ربّهم يؤمنون 58 والّذين هم بربّهم لا يشركون 59 والّذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنّهم إلى ربّهم راجعون 60 أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون 61 . سورة المؤمنون. قالت عائشة رضي الله عنها : » يا رسول الله أهو الّذي يسرق ويزنى « ؟ قال :  » لا يا ابنة الصّدّيق ! بل هو الّذي يصوم ويصلّي ويخاف أن لا يتقبّل منه « . لذلك قال الحسن البصري : جمع ألمؤمن إتقانا وخشية ، وجمع ألمنافق إساءة وأمنا !!!

 فكيف يرضى إبن سالم عن حاله ؟ ولا أريد أن أتعرّض إلى عقائد القوم وعباداتهم وما فيهما من الخلط والجلط ! و حالهم غير خاف على كلّ متابع عارف فلماذا إذن يطعن في صحوة مازالت بعد لم تستو على ساقها .

لماذا هذا التّحامل على هؤلاء الشّباب المستضعف، وهم يؤسّسون لفتح جديد . فهل هذه أخلاق رجل له جذور صوفيّة ؟ ما أبشع الحزبيّة وما أرعب التّعصّب وما أشرس السّياسي الضّعيف !!!

إنّ هذا الأثر يدلّ على المسير ، وإنّ هذا الخطاب ليكشف عن حال نهضة المهجر الأنانيّ ، والمستعدّ لآستعداء الإخوان وآستصناع الحرابة وتشغيل الحالقة وتقديم إخوان العقيدة إلى » البلدزور » الهائج .إنّ هذا الأسلوب « القذر »، لا يحقّق إلاّ مصالح العلمانيّة في تونس ويخدم مشاريعهما ، والّتي من أهمّهاّ تمزيق وحدة الإسلاميّين، وزيادة إلحاق الكوارث بالشّعب .

إنّ الغريب ، أنّ المكتب السّياسي يريد أن يجعل من وجوده الشّرعي السّياسي » صناعة عدوّ الجميع « ، سلفيّة متشدّدة ومتطرّفة مشارقيّة ، ونحن جميعا لا نعرف عن هذه الصّحوة إلاّ عودة عارمة محمودة إلى التّديّن والّتي جلبت لهم المعاناة والملاحقة والإحاطة !!!.

إنّه ليس من الإسلام في شيء أبدا أن يكون المرء العادي ّإنتهازيّا ،فكيف بجهاز كامل يقيم رأسماله على ذلك ولا ينتصر لهم في مواجهة أسد ضار يفتك بشباب غضّ طريّ قد يأخذ به الثّأر إلى مزيد من الحسم فيما تبقّى من أخيار النّهضة وعقلائها الّذين عجزوا أن يوقفوا دوّامات التّدهور والإنهيار الحاصل في المتمسّكين بالقيادة رغم أنّها لا تكسب أيّة شرعيّة …

  إنّ الخلق العظيم ليلزم كلّ مسلم أن يفرح بهذه العودة للصّحوة الجديدة ، وأن ينتصر لها ، وأن يأخذ بيدها ، وأن يعينها عملا بقواعد الإسلام المقرّرة بوجوب نصرة المسلم عامّة والمستضعف خاصّة ، والوقوف مع المظلوم ، وعدم التّخلّي عن الأخ في كلّ الأحوال وفي التّعاون على البرّ والتّقوى  : ألمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ولا يخذله ، كلّ المسلم على المسلم حرام : دمه وماله وعرضه …..مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم …

بل يا ليت نهضة المهجر ترتقي إلى تحمّل أخطاء هؤلاء الشّباب ـ إن حصل منهم ولا نعلم أنّ ذلك حصل ـ فتتحمّل الأذى من أجلهم . كان بين إبراهيم بن يزيد النّخعي والحجّاج عداء ، فأمر الحجّاج رئيس شرطته بالقبض على إبراهيم وإيداعه السّجن فأنطلق رئيس الشّرطة إلى منزل إبراهيم بن يزيد التّيمي لا النّخعي خطأ . فقبض غليه وأودعه السّجن ، وأذيق في السّجن ألوان العذاب . ولمّا قيل له : لماذا لا تخبرهم بأنّك إبراهيم بن يزيد التّيمي ولست بالنّخعي ؟ قال : ما كنت لأرمي به في العذاب وهو بريء لأنقذ نفسي !!!يا ليت عملنا السّياسي يرتقي إلى مستوى هؤلاء العظام !!

يا نهضة المهجر هل آذتكم الصّحوة الجديدة ؟ بالتّأكيد  لا ؟ فلماذا هذا الإعتداء عليهم وهم يعانون من رحي آلة التّدميرالبوليسي اليومي . ها أنتم أؤلاء  توادّون من حادّونا زمنا طويلا، وظاهروا على حربنا  ،وتحالفوا مع السّلطة ،وذبحونا ذبحا بليغا ، ونالوا من الإسلام نيلا عظيما ،وأثخنوا في شعبنا إلى العظام ، وأنتم اليوم لا تريدون أن تزعجوهم أبدا وهم أوهن من بيت العنكبوت ، إنّهم يمالقونكم ، ويريدون أن يردّوكم عن دينكم إن آستطاعوا كما ردّوكم عن  » سلفيّتكم  » ، ثمّ هم مستعدّون أن ينقلبوا عليكم في أيّة لحظة، بمناسبة أو غيرها . لقد واليتم قوما ظلمونا ، ومن أعان ظالما سلّطه الله عليه، ومن رضي البيات في عرين الأسد فلا عجب إن افترسه يوما.والله تعالى يقول :ولا تركنوا إلى الّذين ظلموا فتمسّكم النّار وهل ثمّة ظلم أعظم من أنّهم يعادون شرع الله تعالى ؟؟؟

يا نهضة المهجر:  » القضاة ثلاثة : إثنان في النّار وواحد في الجنّة  » ! وقد يقضي القاضي في ربع دينار فيدخل  بذلك إلى النّار.  فكيف في عقائد النّاس وأسمائهم !

أليست الصّحوة الجديدة مظلومة ؟ فلماذا تحاكمونهم ؟ ولماذا التّنكّر لحقوق الإسلام وحقوق نصرة المظلوم وحقوق المستضعفين ؟ بل حتّى لو ظلموكم يا صخور نهضة المهجر فإنّ الشّرع يلزمكم أن تنتصروا لهم . وكيف نفهم بياناتكم المتكرّرة في معاداة هذه الصّحوة الّتي تبحث عن طريق النّجاة من جحيم العدوان ! ألأنّهم أيتام بين مآدب لئام ؟ أم لأنّهم منافسون جدد ؟ أم لأنّهم ليس لهم لسان دفاع ؟ أم لأنّ العمل السّياسي لا بدّ أن يقوم على الغيبة والنّميمة وأكل لحوم أبرياء  تهمتهم الوحيدة أنّهم  ليسوا نهضويّين ؟ أم أنّ طبيعة المرحلة تقتضي تسليمهم والتّضحية بهم ثمّ التّخويف بهم لتركبوا على الوسطيّة والإعتدال والإنفتاح ؟  فكيف ستلقون شعبكم غدا بمثل هذا المنهج الرّديء   » القتال تحت راية عميّة  » ، منهج الغاية تبرّر الوسيلة دون نظر إلى  قيم الخلق العظيم .  وكيف سيلقى أحدكم ربّه يوم لا ينفع حزب ولا جماعة ولا تنظيم إلاّ من لقي الله بقلب سليم ناصح لله في سبيل الله لا يرجو إلاّ نصرة دين الله ، لا حزبا ولا جماعة ولا فرقة ولا طائفة ولا سمعة ولا جاها ولا سلطة   » فمن كان يرجو لقاء ربّه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك به أحدا  » و » من قاتل لتكون كلمة الله العليا فهو في سبيل الله  »

وهب أنّ الصّحوة الجديدة ظلمتكم فهلاّ تجدون لهم عذرا وهم إخوانكم في الدّين ! فلماذا  تخلّيتم عنهم ولم تنصروا لهم كما إنتصرتم لليسار ؟ وهب أنّهم ظلموكم ، فهلاّ تجدون لهم عذرا ، وقد وجد الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم العذر لأقوام آذوه وقاتلوه متعلّلا بأنّهم لا يعلمون . فقال: اللهمّ إهد قومي فإنّهم لا يعلمون !

وأنا أتحدّى إبن سالم أو غيره ممّن تبقّى من » صقور » نهضة المهجر أن يقولوا ما يجرح مشاعر اليسار العلماني ولو بكلمة واحدة ! ولقد تبيّن لكم أنّهم يريدون إرضاءهم بالسّكوت عن مزابل مجلّة الأحوال الشّخصيّة الّتي صاغها بورقيبة المعقّد ، بل لقد ذهب الغنّوشي يساندهم إلى مستوى إضراب جوع بدعيّ في قضايا مشبوهة ، كأن يقدّم أحدهم طلبا في فتح خمّارة ، فترفض السّلطة طلبه  فينحاز إليه ، ويقول إنّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّّه لمظلوم ويفتخر بذلك الإنجاز الضّّخم  ثمّ يمنّ  به على اليسار في كلّ مرّة ، ويتسوّلون به من أجل قبولهم كطرف إسلاميّ « وسطيّ » . لقد أذلّ هؤلاء الوسطيّة الشّرعيّة الصّامدة على الدّين كلّه ، والمقاومة لكلّ انحراف عنه ، المتميّزة بالشّهادة على العالم بالحقّ ، العادلة في أحكامها بالقسط ، المتمسّكة بالشّريعة الكاملة والمهيمنة ، وبذلك تشهد هذه الأمّة على كلّ الأمم لمقاومتها لا لتميّعها ، ولثباتها لا لتلوّنها. «  وكذلك جعلناكم أمّة وسطا لتكونوا شهداء على النّاس ويكون الرّسول عليكم شهيدا  »  .  

ثمّ لماذا هذا الإنقلاب على هؤلاء الشّباب وقد كنتم تعدّونهم منكم وتواصلا طبيعيّا لكم . قال الغنّوشي فيما مضى :  » فكانت الصحوة الثانية امتدادا على نحو أو آخر للصحوة الأولى – التي لم تكن كما يحلو للبعض ترديده نتاجا لحركة سياسية بل كانت هي الأصل والحركة السياسية الحاملة للمشروع الإسلامي فرع عنها – ، وشكلا آخر من أشكال الانتفاضة الهادئة التي داست بالإقدام على خطة وضعت تحت تصرفها مقدرات دولة وانفتحت لتمويلها خزائن البنوك الدولية في ظروف دولية مناسبة … ووصفها بالإعتدال والوسطيّة على مذهبه فقال: … ومن قبل الحركة الإسلامية ، تعززت بالصحوة الجديدة الممتدة أوسع من أي تنظيم ورغم توزع السبل بها وأمامها إلا أنها لن تحيد في المحصلة النهائية -رغم التأثر بحركات العنف المنبعثة من ردود الأفعال على المقت المحلي والدولي الذي تتعرض له الأمة –  عن الطبيعة التونسية الهادئة ومسار الصحوة الأولى التي رفضت في تصميم واع الاستدراج إلى حمأة العنف وجنبت نفسها والبلاد بفضل الله مزيدا من الكوارث والتعقيدات معتصمة بثوابت الإسلام مرجعية قيمية وسطية متسامحة وبأساسيات النظام الديمقراطي الحديث نموذجا للحكم وللمعارضة وأولوية الحرية والقبول بالتدرج سبيلا للإصلاح.. من مقال للغنّوشي : في تونس سلطة ومعارضة  نعم لإسلاميّي الخارج لا لإسلاميّي الداخل؟ (1من2).

 وقال : غير أنه في سماء تونس تلتمع  إضاءات وبشائر لعل أهمها الانعطافة الواسعة للمجتمع التونسي في كل المستويات وخاصّة الشباب نحو الدين وتعاليمه ورموزه من صلاة وحجاب وكتاب ومناشط جادة .وتتجلى أهميتها في دلالاتها العظيمة ومنها حيوية المجتمع التونسي وأصالته الإسلامية العميقة التي أذكتها الحركة الإسلامية المعاصرة خلال ربع قرن والتي استعصت على خطط التجفيف والاستئصال والحصار التي تعرض لها الإسلام ودعاته وتراثه، وقدمت للبلاد نماذج عظيمة من الرجال والنساء علما وأدبا وشجاعة وصبرا على البلاء ومرابطة على نهج الوسطية السمحاء،بعيدا عن كل ضروب الغلو والتشدد والتعانف….. تظل هذه الصحوة العارمة المباركة أهم النجوم الثاقبة البارقة في ليل تونس مبشرة بقرب انقشاعه إن شاء الله إذا هي بحثت عن استعادة الإجماع مجددا إلى بلد مزقت نخبته مذاهب التشدد العلماني وما انبنى عليها من مصالح فئوية لا تزال تعمل ليل نهار على توسيع الهوّة بينها وبين جماهير الناس …. من مقال للغنّوشي : كلمة إلى أبناء الصحوة ..

وقال : وما الصحوة الإسلامية العارمة التي تخترق كل طبقات المجتمع ومدنه وقراه وأجياله وبالخصوص أجيال الشبيبة من فتية وفتيات…. ليس كل ذلك سوى بعض مؤشرات وإرهاصات ولادة جديدة للسياسة ومدخلا لبث الحياة في الموات وإيذانا بطور جديد من تحرك جماهيري واسع خيوطه تتجمع بسبب القمع الاقتصادي والسياسي والديني، يوشك أن تستعيد به تونس الحبيبة شبابها وموقعها في خريطة العالم الزاحف صوب حياة ديمقراطية  بلا زيف ولا قمع ولا إقصاء.. من مقال له : المعارضة التونسية وظاهرتا الموت والولادة .

وقال : المقاومة هي العنوان الأبرز على صفحات أمتنا على كثرة العناوين ونحن نقف على رأس سنة جديدة. المقاومة على اختلاف أنواعها وميادينها.. وليس ما يجري في فلسطين المحتلة وفي العراق.. غير بعض العناوين الأبرز، لكن غيرها كثير.. الأوبة العارمة في أوساط الفتية والفتيات صوب المساجد ولباس التقوى حتى في البلاد التي تعرضت لأشد وأدق وأحكم مخططات غسل الأمخاخ والتدمير العقدي وتجفيف الينابيع مثل تونس …من مقال له : 1426 هجرية سنة المخاض الكبير…

لقد تعامل المنظّر مع الصّحوة الجديدة بمنهج تبنّيها أوّلا ثمّ محاولة الإلتفاف عليها عبر دعوتها إلى تبنّي فكرها في نصح مغشوش ، حيث دعاها أن تقرأ إلى  » مشائخ و مجدّدي » حركته في مقاله منذ البدء كان الدين حركة شباب . بل دعا حركته إلى أن تتحمّل مسؤوليّتها في رعاية هذه الّصحوة ، وهذا جميل منه ، فقال : »  أن تتحمّل الحركة مسؤوليتها في الرعاية حتى تكون هذه الصحوة راشدة، تستضيء بها البلاد والحركة ولا تحترقان  » . من مقال : منذ البدء كان الدين حركة شباب .  ولكنّ الأستاذ ـ مع الأسف ـ كان أوّل من خرق تلك الدّعوة حيث عمد ـ غفر الله له ـ  إلى طعنها في الظّهر حيث لم يثبت ـ كعادته ـ على تلك المواقف، بل سرعان ما آنقلب عليها فهاجمهم ، وخاصمهم ، لأنّ الرّيح دارت فيجب الدّوران معها ،فهو الّذي  قال : » خير للشّاطر أن يكون سبّاقا « . حوار المرحلة ص58 لياسر الزّعاترة. فقلّب موقفه منهم وجاءنا بخطاب جديد وتناسى كلّ ما قاله فيما ذكرت من أقواله أعلاه :  »  الصحوة العارمة المباركة … أهم النجوم الثاقبة البارقة في ليل تونس …. المعتدلة ، الوسطيّة  … المقاومة … الإرهاص على ولادة جديدة لتونس الحبيبة …  »  وألغى كلّ  ذلك ونسخه بأقوال مصادمة لكلّ غيور على العمل الإسلاميّ كلّه ، و » صنع منهم عدوّا للجميع  » في مقالات له متعدّدة فجعلهم غولا مرعبا مخيفا فهم بتعبيراته : أصوليّون ،إستئصاليّون ،غلاة ، خوارج ، متشدّدون ، متطرّفون ، مشارقيّون ، غير عقلانيّين … وهلمّ جرّا وبدأ يدخل في كلّ تلك المصطلحات في تحليلاته السّياسيّة ، ويقحمها قسرا للإبتزاز السّياسي ، فكأنّه يقول ـ مع مكتبه السّياسي ـ فإمّا نحن  » الوسطيّون   » وإلاّ الآخرون  » أعداء الجميع  » . وممّا جاء منه في هذا الصّدد : «  ….واتخذوها درعا للهجوم على الإسلاميين دون تمييز، وليس متشدّدو الإسلاميين واستئصاليّوهم أوفر حظا من الصواب من إخوانهم في الغي متشدّدي العلمنة …. يقابلها على الطرف الآخر غلاة الإسلاميين وهم لا يقلون عن هؤلاء حقدا على أهل الوسطية الإسلامية، قد يبلغ حد استباحة الدماء متقفّين خطى أسلافهم من الخوارج. …  » من مقال له : التّحالف مع الإسلاميّين مطلب المرحلة أم سير ضدّ الطّبيعة .  أنظر مقاله هذا فهو يطفح بهذه المعاني الصّانعة لهذه الفزّاعة  »  أعداء الجميع  » ،  وأحسب أن لا وجود لهؤلاء في الخضراء إلاّ أن تكون إستعلامات الأستاذ الغنّوشي أقوى من إستعلامات إبن علي ، وإلاّ لرأينا محاكمات جديدة بشعة لهؤلاء  . فالله المستعان !!!

ومن تجنّي الأستاذ ـ هداه الله وغفر له ـ في إنبات بدعة التّفريق بين التّديّن المشرقي والتّديّن المغربي قوله : 

 «  فلا يبعد أن تكون التوجهات المغاربية التي ذكرت والتي دأب أحد كبار الدارسين للإتّجاهات الفكرية في أمة العرب والمسلمين وهو الباحث المغربي محمد عابد الجابري على وصفها بالعقلانية مقابل غلبة التوجهات العرفانية على نظيرتها في المشرق….. مذاهب التشدد الوافدة على المنطقة من المشرق….. أنتجت هذا النوع من الشباب اليائس والفكر البائس الذي وجدت فيه بضائع التشدد الواردة من بيئات عربية منغلقة تربة صالحة للنمو… بعيدا عن التلظي بنيران الصدام التي أضرمتها إيديولوجيات التطرف الحداثوي التي غلبت على نخب الحكم والتوجيه في القطرين المجاورين.. وعن الرد عنها: التطرف والعنف باسم الإسلام… من أحداث عنف على يد بعض الفصائل الإسلاميّة الصّغيرة المتأثّرة في خطابها بواردات التّشدّد المشرقيّ …«   الخطاب الديني في المغرب العربي :

 ولا أريد أن أتعرّض إلى تناقضات المنظّر العديدة ، فقد كان من أكثر النّاس تحمّسا  لترشيح المشارقة  إلى قيادة العالم فقد جعل  ـ ولا يزال ـ  من الخميني والبنّا والمودودي قيادات للأمّة وزعماء الإصلاح في القرن الماضي ، ولم يجعل من بينهم مغربيّا واحدا !!! كما لا يخفى عليك حضرة القارئ الكريم  تماهي الغنّوشي  في التّرابي وما أبعد الأخير عن المغرب الكبير …

أمّا اليوم ـ وقد فقد الأستاذ كلّ شيء ـ  بدأ يرفع شعارات العقلانيّة والمقاصد الّتي كان يرفعا اليسار الإسلاميّ في السّبعينات ، وحجّته  في ذلك ، أنّ الشّاطبي وإبن خلدون وإبن عاشور مغاربة ، فهم القيادة الحقيقيّون والمصلحون الأفذاذ … فاللّهمّ نسألك نعمة العقل و الثّبات في الأمر…

كلّ هذه هي أقوال الأستاذ المنظّر ـ أسأل الله أن يهديه ـ وهي لا تدلّ إلاّ على إبتزاز رخيص ، لقد كان بالأمس عندما كان معزولا وحده ، وقد رفضه العلمانيّون الّذين يسمّيهم أركان  » المجتمع المدني  » الّذين كانوا شركاء ل »الأسد » الّذي تغدّى بنا ، ولمّا حان وقت العشاء بهم ، جاؤوا للغنّوشي يخوّفون به السّلطة ، فجازاهم الغنّوشي بآنقلابه على الصّحوة الّتي كان يخاف عليها، فصار يخوّف بها ومنها ، فجاءت نصوصه الجديدة الّتي تستجيب لطبيعة المرحلة الجديدة ، فسقطت نهضة المهجر في تداول العملة أكثر رواجا الّتي يسوّق لها قوى الإحتلال : التّشدّد والتّطرّف والتّكفير ، وتشويه الصّحوة السّنّيّة ـ  نحسبها والله حسيبها  ـ  .

فهل يمكن أن تجتمع مصالح العلمانيّة في تونس بمن فيهم السّلطة  ومعها نهضة المهجر في معاداة الصّحوة الجديدة الّتي نحتاج جميعا إلى معرفتها وتفهّمها والتّعامل الشّرعيّ معها  ؟؟؟

وهل سقطت نهضة المهجر في نفي الإخوان المخالفين وتسويغ إستئصالهم وتقديمهم  فريسة سمينة وقربانا ثمينا  لرجال الرّعب والخوف في تونس . لقد وجّهت نهضة المهجر بنادقها  إلى الأخوّة .ولا شكّ أنّ هذا المسلك يرفضه الشّرع الطّاهر، والخلق النّزيه ، والمنافسة الشّريفة …إنّ منطق: إمّا نحن وإمّا الإرهاب ! علمه العالم أنّه منطق الغزاة الّذين آستباحوا كلّ شيء حتّى عنوان الحرب على الإرهاب . والله المستعان !!!

إذا أرادت نهضة المهجر أن تكون ، وأن تستعيد ثقة شعبها ،وان تسترجع مصداقيّتها ،  فلابدّ أن تتخلّص من هذا الخطاب فلقد عدّ السّلف الكلام المذموم أعظم من شهادة الزّور . درء تعارض العقل والنّقل 3 / 384. إنّ المرء ليعجب من هذا الخطاب الّذي تشترك فيه النّهضة مع السّلطة في مقاومتها للفكر والتّديّن المشرقيّين وقد جاء ديننا كلّه من الشّرق والتّونسيّون من أربعة عشر قرنا تدين بإسلام مشرقيّ : عقيدة قديمة للأشعريّ الشّامي ، ومذهب مالك المدني ، وقراءة قالون المدنيّ ..ثمّ إنّ المرء ليستغرب من تصريحات من يسمّون أنفسهم فقهاء الواقع ،إذ كيف يريدون أن يقفوا سدّا منيعا أمام عالميّة الفكر في زمن « العولمة » وأمام زمن سقوط حائط برلين ، وأمام زمن الإنترنت ، ألمثل هذا الضّيق توقع الحزبيّة بأصحابها في التّقوقع وجهل الواقع …

لنهضة المهجر أن يتّقوا الله عزّ جلّ وأن يسدّدوا خطابهم ، ويصحّحوا أداءهم على أصول الحنفيّة السّمحاء وثوابتها ، وأن يقطعوا مع الأوهام  ، وأن لا يشتروا الخصومات مع شباب غضّ طريّ هم في أشدّ الحاجة إلى الرّحمة ، ولا يكونوا عباد الله الفاتحين لأبواب الحرابة ،  فإنّهم يؤسّسون لشرّ عظيم وفتنة عمياء . نسأل الله العافية !!!

ولتعلم نهضة المهجر أنّ تونس ما عادت كما كانت ، ولئن قبل كلّ الإسلاميّين سابقا ، أن يعملوا ضمنها لأصول متّفق عليها وهي العمل لهذا الدّين، فلقد خرجت عن تلك المعاهدات ، فخضعت لفلك شروط اللّعبة السّياسيّة وقيّدتها ، كما تكبّلت بمصالح المنتفعين وأثقلت بالذّنوب والمظالم  . كما عليها أن تتخلّص من عقدة الممثّل الشّرعي والوحيد ، فقد ولّى ذلك العهد !!!

فالحاصل ، أنّ العمل  السّياسي لنهضة المهجر، متميّز بخطاب متلوّن من جهة و مشحون بعداوة الشّباب المكابد والمحروم من حقّ العبوديّة ،من جهة أخرى .  فما أجرأهم على الموحّدين، وما ألينهم مع العلمانيّين، وما أنعمهم مع الطّغاة . فلقد رأيت منظّر الصّحوة الأولى ينال من الصّحابة ومن الأجيال المفضّلة بالتّنقّص والتّعييب . حيث أشار كم مرّة باللّمز والهمز إلى عمرو بن العاص  والى خاله الملك المجاهد صهر النّبيّ صلّى الله عليه  وآله وسلّم وكاتب وحيه – رضي اللّه عنهما – وغيرهما. فآنظر – يا رعاك اللّه – ماذا يقول في خاله الصّحابيّ الجليل : الوالي المنشقّ معاوية بن أبي سفيان، وقد غلبت عليه – غفر الله له – شهـوة الملك وعصبيّة القبيلة، فلم يكتف بأن انتزع الأمر من أهله بل ومضى في الغيّ!! لا يلوي على شيءٍ حتّى صمّم على توريثه كما يوّرث المتاع لابنه وعشيرته، فجمع في قصّته المشهورة ثلّة من المرشّحين للخلافة من الجيل الثّاني من الصحابة، وأمام ملأ من النّاس قام أحد أعوانه يخطب بصفاقة… وحيـنئذ بدأ مسلسل الشّر والفساد، مكرّساً الدكتاتوريّة والوصاية والعصمة، مقصياً الأمّة عن حقّها، مبدّداً طاقتها في جدلٍ عقيم حول الخلافة والاستخلاف ….. انتهى قوله . هكذا يعامل الغنّوشي بعض أصحاب النَّبِيّ- صلّى الله عليه وسلّم- ، فيسيء بهم الظّنّ ويطعن فيهم الطّعن العنيف دون إعتماد على دليل ، بل يحاكمهم بمناهج الغرب . هذا قول الأستاذ في خاله معاوية وذرّيته . فماذا يقول في قول رسول الله صلّى الله عليه  وآله وسلّم عن خلفاء بني أمية الفاتحين، والمحطمين لعروش ودول الكافرين والغائضين للرّوافض والزنادقة والملحدين، لا يزال هذا الدّين عزيزا منيعا إلى اثني: عشر خليفة كلّهم من قريش . أخرجه مسلم في الإمارة حديث (1821) وأخرجه البخاري نحوه في الأحكام حديث (7222) وأحمد نحوه (5/87).وذكر النّبيّ صلّى الله عليه  وآله وسلّم أنّ عهد الأمويّين رغم انّه ملكيّ ولكنّه رحمة فقال :  أوّل دينكم نبوّة ورحمة ، ثمّ ملك ورحمة ، ثمّ ملك وجبريّة ، ثمّ ملك عضوض . رواه الدّارمي 2 /  114

كما جرّح الأستاذ – هداه اللّه – وتنقّص ممّن قال بمسألة الاستخلاف في الحكم ، وهو بذلك لا يتنقّص من الصّحابة فقط ،الّذين استخلفوا ، كما فعل أبو بكر مع عمر ورضي بذلك الأصحاب الكرام ، بل برسول اللّه – صلّى الله عليه  وآله وسلّم – وهو على رأي كثير من أهل العلم أنّه – صلّى الله عليه  وآله وسلّم – أشار في كم من مناسبة وكم من حديث أن يخلفه أعظم  أصحابه وأحبّهم من الرّجال إليه . منها حديث المرأة الّتي جاءته – صلّى الله عليه  وآله وسلّم – فقالت له : أرأيت إن جئت  ولم أجدك ؟ قال: إن لم تجديني فآتي أبا بكر .. قال الأمام الشّافعيّ – رحمه اللّه –  في هذا الحديث دليل على أنّ الخليفة بعد رسول اللّه – صلّى الله عليه  وآله وسلّم – أبو بكر .. كتاب الاستيعاب لابن عبد البرّ 3 / 966…ويستغرب الأستاذ ويتنقّص من فطاحل علماء الأمّة مثل ابن حزم الثّائر – على حدّ تعبيره –  والغزالي وابن تيميّة وابن رشد وابن خلدون لأنّهم أجمعوا مع  الأمّة  على الاستخلاف . انظر الحرّيات العامّة ص163 . قال الأستاذ – هداه اللّه – :  »  ويشعر المرء بالقرف من استمرار هذا العفن قائماً في تراثنا الدّيني وفكرنا السّياسي، ويضع يده مباشرة على هذه الألغام التي قوّضت حضارة الإسلام وأسلمتنا إلى الانحطاط، إنّه من غير ثورة شاملة تطيح بهذه السّموم التي لا تزال تجري في دماء الأمّة وتشلّ طاقتها وتجهض انتفاضتها، وتحبط أحلام نهضتها، فلا أمل في انطلاقة متينة قويّة قاصدة منتجة الحضارة من جديد في أمّتنا…  فويل لتاريخ الازدهار من ليالي الانحطاط، هل نحن أهل لوراثة الخلافة الرّاشدة ونحن نلقي عليها بمزابل انحطاطنا؟  « الحريّات العامّة«  ص162 . وقال : فقد غدا الاستبداد طابعا مميّزا لها جميعا  بل غدا مؤسّسة تعيد إنتاجه في مستويات مختلفة ... من تجربةالحركة  ص 218  . وقال  ـ وهو يتحدّث عن أخيار النّاس من القرون المفضّلة  بنصّ النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ـ :  » فتنكّب عنها الأحفاد لأنّهم لم يكونوا في مستواها وقد أشربوا رحيق الأكاسرة والأباطرة وبقايا العصبيّة القبليّة النّتنة ، فأغشى أبصارهم ظلام القرون الحرّيّات العامّة  ص163 .

قلت : ليس غريبا أن يقذف الأستاذ الصّحوة الجديدة ، وقد ذكرت لك ـ حضرة القارئ ـ بعض نصوص تمرّد الرّجل على ثوابت أجمعت عليها الأمّة ، بل طعن في أفضل ناس هذه الأمّة بشهادة الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم :  خير النّاس قرني ثمّ الّذين يلونهم ثمّ الّذين يلونهم ثمّ الّذين يلونهم…

 

وقلت : سبحان الله ، كيف يشطّب الأستاذ بجرّة قلم واحدة مجد الأمّة الّتي دحرت الفرس والرّوم والتّتار والصّليبين وعاداها كلّها من أجل مسألة فرعيّة جعلها أصلا من أصول الدّين وعقيدة للولاء والبراء ، خالف فيها المسلمين بميزان الهوى الّذي عدّله وضبطه بميزان قيم الغرب الدّيمقراطيّة . فبها حكم على أمّة  الوسط العظيمة بالانحطاط والمزابل .. فاللّه المستعان !!! أمّا الحكّام المزوّرون ، والملوك الأحياء الّذين آستخلفوا وورثوا الحكم ولدا عن والد فكم من مناسبة يخاطبهم بصفة الملوكيّة فها هو يقول في محمّد السّادس دون أن أعلّق :… وهو ما تنبّه إليه الملك الشّابّ  .. أمّا فصيل التّوحيد والإصلاح  فقد قاد عمليّة نوعيّة واسعة لتطبيع علاقة الحركة الإسلاميّة في المغرب مع العرش العلويّ الّذي يتميّز عن كلّ أنظمة المنطقة المغاربيّة بحرصه على آستمداد شرعيّته من الإسلام والانتساب إلى العائلة النّبويّة الشّريفة . من مقال له : الخطاب الدّيني في المغرب العربيّ. وقال : «   ـ في ملك الأردن ـ :   جلالة الملك الحسين … وحتّى جلالة الملك الحسن الثّاني … المتوسّط س 1 ع 12 ص 3 بتاريخ 17 /08/ 1993. بل مدحهم كم مرّة أمام العالم على القنوات الفضائيّة ، بل قد يحلّ ضيفا عليهم ويأكل ممّا يأكلون ويشرب ممّا يشربون ،  بل قد يدعى لأداء مناسك الحجّ من طرفهم فلا آغبرّت له ساق ولا شعثت له رأس .

وهل هؤلاء الّذين سأذكرهم وصلوا إلى السّلطة بالإنتخابات الدّيمقراطيّة الّتي يموت عليها ومن أجلها : لقد دافع  بآستماتة يائسة  بائسة على مجلس الحكم في العراق وهو المنصّب من طرف الغازي الصّليبي !

ولطاغية اليمن وحليفه المهزوم  . قال الغنّوشي : » فنحن نشهد لعلي عبد اللّه صالح وحليفه الاشتراكي بالسّبق و الرّيادة المتوسّط س 1 ع 12 ص 3 بتاريخ 17 /08/ 1993. وقال لطاغية الجزائر زروال :  إلى الأخ الأمين زروال رئيس الدّولة الجزائريّة  .. لقد أغراني بالكتابة إليك نزاهتك ونظافة يدك وعمق وطنيّتك ، وهي عملة نادرة في مستوى النّخبة …  أيّها الأخ الرّئيس …  من رسالة له بتاريخ 08/02/ 1994 . وقال : »  أمّا ليبيا فالحالة الثّقافيّة فيها هنا تشبه على نحو ما الحالة الموريطانيّة في أنّ البلدين لم يشهدا قطيعة بين التّراث والحداثة ن فحتّى الوثيقة المرجعيّة للدّولة الكتاب الأخضر يحتلّ فيها الاسلام موقعا مهمّا ، واللاّفتات في كلّ مكان تعلن أنّ القرآن هو شريعة المجتمع .. الخطاب الدّيني في المغرب العربي.

وآنظر إليه  كيف يمدح التّرابي و الخميني و ماذا يقول فيهم :

    المجدّد القائد العلاّمة المجاهد  الشّيخ حسن التّرابي،

وإلى قائد الثورة الإسلاميّة المعاصرة الإمام الخميني ،و… يتمتّع بتأثير معنويّ هائل فيطاع طاعة تامّة ويتصرّف في خمس المال –

مجلّة المعرفة س5 ع 2 بتاريخ 12 /02 / 1979، وقد غاب عنه أنّ هذه لصوصيّة الاحتراف الدّينيّ يرفضها العقل السّليم وليس فيها نصّ شرعيّ  بيّنها اللّه عزّ وجلّ في قوله يا أيّها الّذين أمنوا إنّ كثيرا من الأحبار والرّهبان ليأكلون أموال النّاس بالباطل ويصدّون عن سبيل اللّه . التّوبة 34 وهكذا يمدح لصوصيّة الخمس وصوفيّة الطّاعة ويجعلها شرعة ومنهاجا . فاللّه المستعان. ولو رأيت الأستاذ  كيف

يحترم ماركس ولينين وكاسترو

. آنظر نحن مع العمل المشترك . وبوتن  ألم يصنع الرّئيس الرّوسي بوتن سابقة إذ طلب العضويّة الشّرفيّة في منظمّة المؤتمر الإسلامي . وذلك ضمن قراءة نافذة للمستقبل ، وفي تواضع بعيدا عن طموح مغرور .. من مقال الغرب والدّيمقراطيّة والإسلام .  ولو رأيته كيف  يمدح ابن بريك الماركسي ب- الشّجاع – ومحمّد مواعدة العلماني ب –  رجل جريء  و..أخونا المناضل الكبير – كما أنّني لم أر في حياتي مسلما يراسل  امرأة أجنبيّة عنه ولو كانت امرأة سجين . وهذا من سوابق الرّجل وآنظر بماذا  يخاطبها  ب : »  الأخت المجاهدة المناضلة الصّامدة السّيّدة فضيلة حرم أخينا المناضل الكبير الدّكتور مواعدة والأبناء والبنات الأوفياء الشّامخين  » ومدح آخرين :  » والقاضي الهمام المختار اليحياوي …  وخميّس الشّمّاري سيّد ورمز مناضل ورجل ديمقراطيّ في الصّفّ الأوّل في حقوق الإنسان المتوسّط س 1ع 5 تاريخ 25 / 03 /  1993.... وكيف يبكي آن ماري شمّل المستشرقة الألمانيّة ، وانظر – يا رعاك اللّه بماذا يصفها – وهو لا يعلم هل ماتت على الكفر أم على الإسلام ؟ : » علاّمة الإسلاميّات الكبيرة الفقيدة…ولم تكن تعوزها روحيّة وفدائيّة العلماء المجاهدين ..السّيّدة العظيمة كالطّود الأشمّ…الرّاحلة النّاسكة المتبتّلة… فحقيق على المسلمين… أن يمجّدوا ذكراها وأن ينشروا آثارها ومآثرها في العالمين…  حركة النّهضة… ترفع تعازيها إلى أسرتها وزملائها و… وواللّه لا أذكر انّه ترضّى عن معاوية مرّة واحدة  – وقد عشت معه ردحا من الزّمن – في حين أنّه يترضّى عن الضّال الخميني ويعزّي الإيرانيين في آبنه أحمد  ويترحّم عليه ويتضرّع إلى اللّه …. تونس الشّهيدة س 1 ع 22  ص 8  بتاريخ 17 / 3/ 1995. وكيف بكى زهير اليحياوي المناضل الأبيّ والمواطن الغيور الّذي أفرده بمقال : زهير اليحياوي  رمز لجيل جديد من مناضلي الحرية صدّره بقول المتنبّي : إذا كانت النفوس كبارا  ……  تعبت في مرادها الأجسام وممّا جاء  « …… حتّى لتخال أحدهم في صورة الفارس الذي تحدّث عنه النبي عليه السلام مسرجا فرسه شاهرا سيفه ينتظر كل هيعة حقيق على تونس أن تفخر بأن زهيرا اليحياوي من أبنائها، باعتباره رمزا لجيل جديد متمرد ثائر… كانت هجرته إيجابية وليست سلبية، ويعدّ زهير أحد أبطاله… لتونس أن تفخر بزهير… تونس … لا تملك إلا أن تعبر عن عمق حزنها لفقدانها ابنها البار زهير… حق لتونس ولأمه الحنون وأسرته المناضلة ولرواد الحداثة أن يحزنوا عليه، فعلى مثل هذا الفتى يحق الحزن. ولا يخفف من اللوعة على فقده وعظيم الرجاء في رحمة الله أن يتقبّل عبده زهيرا بواسع فضله وجوده وكرمه فنحن نشهد أن فيه خصالا مما يحب الله ورسوله … وهو سبحانه أعلم بعباده وبهم أرحم . وداعا أيها الابن العزيز والوطني الغيور والكريم ابن الكرماء. . .  وإذ أعزي جيل الشباب في أخيهم زهير وأسرته الكريمة المناضلة وكل الأسرة التونسية الكادحة من أجل تونس حرة كريمة ديمقراطية عربية مسلمة، فإني أستحسن الأخذ بالمقترح الذي ارتآه الشاب سامي ابن عبد الله وعزّزته هيآت سياسية، الداعي إلى اتّخاذ يوم وفاة زهير13-3-05 ذكرى سنوية لشجب العدوان على مناضلي الانترنيت . ويختم مقاله بقوله تعالى  يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون » آل عمران . موقع  تونس نيوز. رقم 1763_  . قلت لم يقل عشر هذا الكلام في مشائخ العلم والصّحوة في تونس كسماحة الوالدين الشيّخ محمّد الأخوة أو النّيفر – رحمهم الله – 

وكيف يبكي صديقه القوميّ اليمنيّ  جار اللّه العمر وكيف يساند الشّيوعي حمّة الهمّامي في  بيان 03/ 02/2002 . وكيف يبكي على من جاء بالأمريكان إلى العراق ….. وابن علي رئيس دولتنا …وأمريكا لها شرف …  وأمريكا صاحبة إصلاح وخطّطت لجعل العراق منارة الشّرق الأوسط تهدي الحائرين إلى أنوار وبركات الدّيمقراطيّة الأمريكيّة والشّرف الأمريكيّ. من مقال له بعنوان من دلالات الحدث التّونسي موقع  تونس نيوز رقم 1507

وهو يحترم  رؤوس الكفر العالمي ،  فقال:  » وليس ماركس ولا لينين وكاسترو – مع الآحترام لهم  نحن مع العمل المشترك . وغير ذلك كثير جدّا …

إنّ الرّجل فاته الأدب مع الصّحابة جميعا بمجرّد طعنه في أحدهم . ومعاوية ستر من هتكه فقد هتك بيت الصّحابة جميعهم .. ولكنّ الرّجل سبق وأن خانه الأدب مع الأنبياء كذلك في طعنه في بعضهم . واليك الأدلّة

فقد إتّهمهم بالفشل في أمر لم يكلّفهم به اللّه تعالى في الجمع بين الإصلاح العقائدي و السّياسي فقال  » وهو تعبير صارخ عن فشل مهمّة الجمع بين الإصلاح العقائدي و السّياسي معا. » الحركة الإسلاميّة ومسألة التّغيير ص 25 ..قلت ولعلّ هذه التّقليعة أثر من غرس الخميني القائل :  » لقد جاء الأنبياء جميعا من أجل إرساء قواعد العدالة ، لكنّهم لم ينجحوا . حتّى النّبيّ محمّد خاتم الأنبياء الّذي جاء لإصلاح البشريّة لم ينجح في ذلك « .من خطاب ألقاه في  ذكرى مولد المهدي  في 15 شعبان 1400 هجري .

وقال الغنّوشي :  » وموسى أجاب قومه بغضب …ومات حسيرا .. »  وقال في سليمان قولا لم أجده حتّى في كتب الإسرائيليّات  »  وسليمان قتل خيله وجيشه . » نفس المرجع.

 وهكذا ينال الأستاذ من الأنبياء عليهم السّلام بنيله من سليمان و موسى ، أسوة بشيخه الرّوحي المجدّد الضّال الخميني ، ويحرّف مهامّهم فيجعلها تحقيق الحرّيّات قال فانّ تحقيق وحفظ الحرّيّات العامّة يعدّ الهدف الأساسي من بعثة الرّسل .مقاربات في العلمانيّة والمجتمع المدني  ص 21 . أمّا الأمّة والشّعوب المسلمة البسيطة الّتي لم تصب بالدّخن فتقول بقول القرآن المبين ، أنّ الهدف الأساسي من بعثة الرّسل وخلق آدم وإنزال الكتب هو توحيد اللّه تعالى وأن لا يشرك به شيئا قال تعالى ولقد بعثنا في كلّ أمّة رسولا أن آعبدوا اللّه وآجتنبوا الطّاغوت . النّحل 36

وآنظر كيف ينال من مخالفيه المتمسّكين بقول جمهور الأمّة في إشارات النّبيّ لآستخلاف أبي بكر  وتقوّل أدعياء التّسنّن على نبيّهم ، فأوّلوا إنابته لأبي بكر في الصّلاة على أنّه آستخلاف الحرّيات العامّة ص 162 

ولو رأيته كيف يقسو ـ في حماس ـ  على من قال »  إنّ المرأة خلقت من ضلع أعوج  » تسليما لما ثبت عن النّبيّ المعصوم صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وجعله تأويلا  » يكرّس تبعيّة المرأة للرّجل على الصّعيد الاجتماعي وانمحاء شخصيّتها وذوبانها في شخصيّته وتكريس التّميّز والأفضليّة على أساس الجنس « . المرأة بين القرآن وواقع المسلمين ص 15 .ويذهب إلى تأويل النّصوص الحديثيّة النّبويّة حتّى تتلاءم مع نضال الحركة النّسائيّة المعاصرة ،بل حتّى يزايد بها على بورقيبة المعقّد .  آنظر إلى نفس المرجع .

ولو سمعته في دروسه المسجديّة العامّة كيف كان يحرّض البنت الصّغيرة أن تضرب أخاها دفاعا عن نفسها متى ضربها ! فما رأيك لو تنشأ البنت التّونسيّة على ضرب الرّجال ! فتصوّر حجم الكوارث الّتي ستحصل في ظلّ نظام إضطهد فيه الرّجال أمام تبجّحه أنّه ساوى بين الجنسين ، بل وحّررها من إستبداد الرّجل .

 ولست أدري ماالّذي جرّ الأستاذ إلى إنكار نصوص واضحة الدّلالة ويلوي أعناقها إلاّ للمزايدة على بورقيبة الّذي آجتمعت عليه عقد عظيمة ليدّعي كذبا انّه حرّر المرأة  . كما كان ولا يزال يتنقّص من علماء الأمّة السّنّة وينال منهم تماما كما يفعل الشّيعة فقال : «   قاموا بصفقة تاريخيّة لهم الشّريعة والحكّام لهم السّلطة . الحركة الإسلاميّة والتّغيير ص 30 . والوفاق التّاريخي بين العلماء والحكّام . نفس المرجع ص 31

كما ذكر أنّهم وظّفوا من طرف الحكّام وجعلوهم أدوات للاستبداد . قال هداه الله : « … متّخذة من الدّين ومؤسّساته وعلمائه مجرّد أدوات تستخدم عند الحاجة …وكانت محنة الإسلام وعلمائه عظيمة مع هذه الدّولة فآختار بعضهم المعاضدة للحكّام جريا على عادة علماء الإسلام… » ونسي أنّ سادة العلماء إمتحنوا من طرف من يشبهه في فهم الإسلام كالمعتزلة وغيرهم !!!

وقد ذهب كذلك بعيدا ، حين يشبّه الله تعالى بالمخلوق ، في قوله :  » نظام الحكم في تونس ينتمي إلى أعتى الدّكتاتوريّات ذات العلامة المميّزة من مثل تنظيمه انتخابات يضمن فيها نجاحه المتكرّر بالنّسب الخياليّة   99،99 في المائة الّتي لا يمكن أن  يحصل عليها حتّى الأنبياء . بل ربّ العزّة ذاته لم يبلغ المؤمنون به قطّ هذه النّسبة . أقلام أون لاين س 1ع 2 أكتوبر2001 .وقد كان بالأمس يقول : ثقتي في الله وبن عليّ ….

ودون تعليق على هذا الهراء والّذي يكشف عن عدم إحترام الرّجل لأبجديّات التّوحيد ،ذلك  أنّ أبسط العوام يعلم أنّ ضرب الأمثال للّه من أشدّ المحرّمات ، وأنّ تشبيه الخالق بالمخلوق من أعظم الممنوعات . والرّجل شبّه خالقه ومعبوده بالطّغاة المزوّرين . وما علمت أنّ سلفيّ العقيدة ـ كما ذكر هو عن نفسه ـ  يرمي بالألفاظ العظيمة دون نظر في مدلولاتها أتصيب أم تخطئ ! إنّها السّياسة المتفلّتة من الشّريعة ، المزهوّة بالكلام ! فاللّه المستعان !

 قارن أخي القارئ بين هذه الأقوال وبين ما قاله في السّلف وفي بعض الصّحابة وفي فشل الأنبياء وفي العلماء الطّراطير المتواطئين وفي تشبيه ربّه بخلقه وغير ذلك كثير والله تعالى هو الهادي إلى سواء السّبيل .

 أعذرني قارئي الكريم عن هذه النّقول القليلة فما أردت إلاّ أن أشير إلى منهج الرّجل في تطييش الكلام  وتنقّصه من الآخرين ، وكثرة تنقّلاته وتلوّنه في دينه ، وعظم تناقضاته ، وفي تحريفه في فهم الشّريعة ، ومن نيله من الأخيار ، ومن تعظيمه للأشرار ، ومن فعل ذلك فقد جعل نفسه عرضة للخصومات . ولقد حذّر السّلف الفاضل من هذه الفتنة . فقد جاء عن عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى : » من جعل دينه عرضة للخصومات أكثر التّنقّل . »  رواه الدّارمي رقم 310 والآجري في الشّريعة ص56 والبغوي في شرح السّنّة 1/217 .

إنّ الّذّي صدر عن نهضة المهجر في حقّ الصّحوة الجديدة ليعدّ حقّا تفلّتا أخلاقيّا ، حيث حكمت على صحوة جديدة بالتّطرّف والإنغلاق والمشرقيّة وغير ذلك ممّا يشينها بما صدر من مظهرهم أو بما جاءهم من بعض المسجونين في قبور الطّغيان ،ولم نقرأ لهم كتابا أو بيانا أو خطابا ولا نعرف منهم زعيما أو شيخا أو غير ذلك .، فكيف يحاكم عاقل صحوة بأحكام بعض المساجين الّذين قد نجد لهم أعذارا !!!

إنّ ما صدر من قيادة نهضة المهجر ظلم لا يقبل وآبتزاز لا يرضي !!!

لتنته نهضة المهجر ومنظّرها خاصّة عن هذا الخطاب القائم على الكبر والغرور وتنقّص المخالف وتشويهه فضلا عن خطاب الإستقواء باليسار لذبح الصّحوة الجديدة

والله  ، إنّ موقف أعضاء المكتب السّياسي ورئيسهم من الصّحوة الجديدة  بأنّها متطرّفة  ومشرقيّة وغير ذلك من التّهم السّياسيّة ،  ذكّرني بموقف بعض مشائخ الزّيتونة المتحالفين مع بورقيبة ، عند بداية ظهور الصّحوة الأولى في بداية السّبعينات محذّرا السّلطة من الوهّابيّة الّتي ستأكل الأخضر واليابس في تونس الخضراء .

 فهل التّاريخ يعيد نفسه وتقف نهضة المهجر اليوم نفس ذلك الموقف  ؟؟؟

وهل قرّرت نهضة المهجر أن تنتحر وتفشل في كلّ شيء، فلقد خسرت في كلّ معاركها بما في ذلك المعركة الأخلاقيّة !!!

أدعو السّياسيّن المتحكّمين في الدّين المختطفين له ، القضاة على من خالفهم ، أن يرفعوا أيديهم عن الصّحوة  

و أدعو  العقلاء في النّهضة أن يوقفوا  تدهور نهضة المهجر وتجاوزاتها الأخلاقيّة في تعاملها مع من خالفها ، وأن يجسّدوا الشّعارات البرّاقة الّتي يخادعون بها النّاس .

لقد  جاء دور عقلاء نهضة الدّاخل أن يتحمّلوا الأمانة ويوقفوا هذا التّدهور ويفكّوا هذا الإنسداد ؟؟

وهلاّ من عقلاء يوقفون هذا النّزيف ويطفئون هذه النّيران قبل أن ينطلق الحريق ويعزّ الخلاص .

أرى خلل الرّماد وميض نار                                              ويوشك أن يكون لها ضرام

لئن  لم  يطفها  عقلاء  قوم                                               يكون  وقودها  جثث  وهام

فإنّ  النّار  بالعودين    تذكى                                              وإنّ  الحرب  أوّلها    كلا م

إلى الصّحوة الجديدة البريئة الّتي حاكمها الجميع ظلما وعدوانا : تمسّكوا بالسّنّة ولو أن يبقى أحدكم وحده ، فإنّه ما يذهب أهل الإسلام ولكن يذهب أهل السّنّة ، حتّى ما يبقى في البلد منهم إلاّ رجل واحد … فتمسّكوا بها إذا رغب عنها أكثر النّاس ، وعظّوا عليها بالنّواجذ وإن أنكر ذلك أكثر النّاس ، ولا تنتسبوا إلاّ إلى اللّه بالعبوديّة له وحده ، وإلى رسوله بالإتّباع لما جاء به وحده ، ولا تنتسبوا إلى أحد غير اللّه ورسوله ، فلا شيخ ولا طريقة ولا مذهب لا طائفة ،ولا مناصب ولا ولايات فإنّ تلك الأمور لا يقوم لها سوق إلاّ بمخالفة  ما جاء به الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم..إنّكم غرس الله الجديد طالما تمسّكتم بالعلم،وتخلّقتم بالحلم ،وتخلّيتم عن الوهم قال صلّى الله عليه وآله وسلّم : » لا يزال الله يغرس في هذا الدّين غرسا يستعملهم فيه بطاعته إلى يوم القيامة  » أحمد وإبن ماجة وغيرهما بإسناد حسن .

يا شباب الصّحوة ، يا أمل تونس الجديد إن أخلصتم للّه دينكم ، وجرّدتم الإتّباع كنتم من إخوان النّبيّ حقّا ،  الغرباء القابضين على الجمر صدقا، وكنتم المهاجرون العابدون في زمن الهرج بدّا ، ومن ثمّ إنتظروا أنّ أكثر النّاس ـ بل كلّهم ـ لائم لكم ، متسخّط عليكم ، فأنتم عندهم أهل شذوذ وبدعة ، وتطرّف وشدّة ، ودعاة ماض وآنغلاق ، وخروج على السّواد الأعظم والفراق..

 قال تعالى :  ثمّ جعلناك على شريعة من الأمر فآتّبعها ولا تتّبع أهواء الّذين لا يعلمون  18 إنّهم لن يغنوا عنك من الله شيئا وإنّ الظّالمين بعضهم أولياء بعض والله وليّ المتّقين 19  الجاثية . 

أسأل الله الكريم ربّ العرش العظيم أن يجعلنا من المتّقين الّذين يصلحون عند فساد النّاس …


إليك يا معلمي القرآن والدين فضيلة الوالد عبد الرحمن خليف رحمه الله

 

لطفي الفايدي القيرواني lotfi_elfaidi@yahoo.fr

 

قال تعالى: » من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه, فمنهم من قضى نحبه, ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا« 

وقال أيضا: » يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية, فادخلي في عبادي وادخلي جنتي« 

 

وأخرج الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه عن عبد الله بن عمر بن العاص رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتَى إذا لم يبقي عالما اتخذ الناس رؤساء جهلا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا.

 

وصحَ عنه أيضا صلى الله عليه وسلم, إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاثة, صدقة جارية وعلم ينتفع به, وولد صالح يدعو له, أو كما قال صلى الله عليه وسلم

 

مع حدود الساعة الرابعة ظهرا من مساء يوم الأحد 19 فيفري 2006 الموافق 20 محرم 1427 رن هاتف منزلي وإذا بأحد أبناء القيروان في كندا يخبرني بصوت كله حزن وألم بوفاة شيخنا الفاضل أبو محمد عبد الرحمن خليف  » إن لله وإن له راجعون  »

 

أنهيت المكالمة مع كندا لأتصل مباشرة بمنزل الشيخ رحمه الله في القيروان حيث وجدت أخي وصديقي الدكتور عبد الله عبد الرحمن خليف الابن الأصغر لفضيلة الشيخ فقدمت له التعازي, وأخبرني بأن الجنازة ستتم غدا الاثنين 21محرم 1427 على الساعة العاشرة صباحا من أمام المسجد الكبير بالقيروان

 

وما إن أنهيت المكالمة ووضعت السماعة حتى انهالت دموعي وانتابني إحساس لا مثيل له بالحسرة والألم. نعم إنها دموع وحسرة وألم مزجت بذكريات الماضي, ذكريات عقد ونصف من الزمن, ذكريات القيروان, والجامع الكبير, وحومة الجامع بما فيها المطهر الذي ذكره الأخ أحمد القديدي في تونس نيوز بتاريخ 20فيفري 2005 تحت عنوان( ذكريات مع الشيخ عبد الرحمن خليف )

 

دموع على فقدان أب كريم ومربٍ عظيم كانت حلقته تحفيظ القرآن (الملاَ) وما يتبعها من دروس شرعية كل ليلة بالجامع الكبير جامع عقبة, معين ينبض, وزاد ينمو لشباب حي الجامع وما حوله, جعلت بعضهم يعشق هذا الدين ليرحل في ما بعد خارج القيروان وتونس طالبا للعلم الشرعي فهذا قصد الشام و الآخر توجه إلى الأزهر وثالث نزل تحت الصحراء الغربية حيث بلاد شنقيط (موريتانيا) وهم جميعا يكنون لشيخهم الفاضل وأستاذهم المحب كل معاني الحب والوفاء والدعاء

 

وحسرة وألم على ما ينتظر القيروان وجامعها الكبير بعد وفاة هذا العلم من أعلام أرض عقبة بن نافع وسحنون التوفي وأبو الحسن القابسي

 

وفي هذا أذكر كلام أخي الهادي بريك في تونس نيوز بتاريخ 20 فيفري 2006 تحت عنوان (من يذب عن حياض محمد صلى الله عليه وسلم بعد ترجلك أيها الفارس الهمام)…اللهم عمَر مسجده ومدينة القيروان بأسرها بأحب تلاميذه إليك وأكثرهم علما وفقها وجهادا.

 

في سنة 2003 كنت قد دعوته رحمه الله لزيارتنا في سويسرا, ولم تكن تلك المرة الأولى التي أدعوه فيها فكانت إجابته رحمة الله عليه (يا بني إن حللت عندكم ودخلت مساجدكم وحاضرت فيها وسئلت, فبماذا سأجيب فبماذا سأجيب؟؟؟ رحمة الله عليك يا أبا محمد, يا من عفتك وعرفك القريب والبعيد بصفاء سريرتك وصدق علمك وعملك.

 

لقد كان فضيلة الوالد عبد الرحمن خليف رحمه الله الشيخ المعلم الذي تكامل علمه وعمله ووافق سره علانيته مثالا للعلماء العاملين والصابرين والمحتسبين, إنني لن أنسى ذلك الموقف العظيم الذي أكرمنا به أثناء الانتخابات التشريعية سنة 1989, حيث جمعنا رحمه الله في « بيت العدة » وهو الاسم الذي يطلق على ماجور منبر جامع عقبة من ناحية اليمين وحدثنا بإسهاب عن سبب مشاركته في تلك الانتخابات ولقد لمسنا فيه رحمه الله صدق الخطاب ووضوح الرؤية, لقد كان رحمه يحب هذا الدين ويدافع عنه بل أنه وكما ذكر فضيلة الشيخ راشد الغنوشي (…وقد كان رحمه الله من السابقين إلى احتضان النواة الأولى للحركة الإسلامية ورعاها إلى أن اشتد عودها. وقف كالجبل الأشم في وجه الغطرسة البورقيبية وهي في أوجها فتصدى لمحاولة بورقيبة انتهاك حرمة الصيام مما كلفه حكما طويلا بالأشغال الشاقة…)

فضيلة الوالد عبد الرحمن خليف رحمك الله سامحني ولتسامحني أرض القيروان و أهلها الطيبين إن لم اشهد جنازتك التي شهدها أكثر من20 ألف مشيع, حتى النساء حضرنها ولم يكن من عادة القيروانيات شهود الجنائز ؟ واقتصرت أنا في ديار الغربة (المنفى) على مشاهدة جنازتك في أخبار التلفزة التونسية لمدة سبعة ثوان لا أكثر. سامحني أيها الرجل العظيم الذي بلغت من التسعين ورسالة الدعوة إلى الله لم تفارق فكرك ووجدانك داخل أرض الخضراء وخارجها

 

فأما داخل تونس فردودك على من هاجم الحجاب الإسلامي وقال إنه دخيل على الثقافة التونسية بل إنه موروث إغريقي حيث جاء كلامك في قناة (

ANB) [..هذا الذي يقال ماهو إلا فقاقيع ستذهب بها الريح ] ثم أنشدت قائلا

 

عصر المناكر ألقى على العقول ستارة

كم من أناس أصيبوا في دينهم بالخسارة

تنافسوا في اقتباس الرذائل المستعارة

وبالغباوة سموا كل المخازي حضارة

 

وأما خارج القيروان وتونس فأذكر تلك القصيدة العصماء ذات السبعين بيتا التي جادت بها قريحتك سنة 1988 وليس كما ذكر الأخ العزيز سليم بو خذير في تونس نيوز 20 فيفري 2006 تحت عنوان (رحيل العلامة التونسي عبد الرحمن خليف عن عمر يناهز 89 سنة ورسالة إلى « عقلاء أوروبا » للتمسك بالحياة الروحية) بأنها وجهت منذ أشهر قليلة إلى منظمة اليونسكو بقصد صياغتها بلغات متعددة وتنشرها وهي تحت عنوان إلى شعوب أوروبا

 

من وراء البحر الوسيط أنادي                    يا ذوي الفكر من شعوب أرويا

****

كل شيء ميسر لكم الآن فما                    البطء يا شعوب أوروبا

قد دعاكم محمد مثل كل الخلق                 توبوا إلى المهيمن توبا

     إنه فاعلموا.رسول إليكم                         فاستجيبوا لآخر الرسل قربا

 إقرأوا الآن ما دعاكم إليه                        في كتاب تفسيره ليس صعبا

****

  فكروا فكروا ولا تستهينوا                         قبل أن تحمل المنية رعبا

   سوف لا ينفع اعتذار بجهل                       عندما يرجف المحاسب قلبا

           حين يدعوه ربه يا عبيدي                         هل أحببت الرسول أو كنت تأبى؟

           وعليكم تحية وسلام                                 يا ذوي الفكر من شعوب أوروبا

 

وخير رثاء لنفسك الطاهرة الزكية يا والدي وشيخي هو ما قاله رسولنا عليه الصلاة والسلام حين فقد ابنه إبراهيم (إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وأنا على فراقك يا أبا محمد لمحزونون و لا نقول إلا ما يرضي ربنا. إن لله وإنا إليه راجعون 


 

 يكفيك في حياتك خلق كريم

 

من أسباب تخلفنا عن هدي الاسلام هذا السبب فتدبره مليا :

نقسم الاسلام إلى عقيدة وعبادة ومعاملة وخلق أحيانا وأحيانا أخرى نعالج الخلق على أنه محور منفرد بذاته . تلك نظرة للاسلام ليست سليمة حتى لو كانت صحيحة والحقيقة أنها صحيحة لاغراض دراسية تعليمية أما تطبيقيا فوق الارض فكيف يتسنى لي أن أفهم أن الصلاة ليست خلقا كريما وفيا حييا حيال ولي النعمة أو أن الزكاة ليست خلقا رحيما حليما تعاونيا تضامنيا تكافليا حيال المحتاج أو أن الدعوة ليست خلقا إنسانيا نبيلا حيال الناس أو أن الحكم ليس خلقا عادلا منصفا مقسطا أمينا بين الناس ؟

أنا من المعترضين بشدة على كون الخلق في الاسلام محورا مستقلا بذاته كالعقيدة مثلا أو العبادات أو المعاملات . لك أن تتصور العقيدة حين يخرج منها الخلق أو يضعف جدا أو العبادة أو المعاملة . أليست تذوي حتى تموت حقيقة وروحا ثم صورة وشكلا ؟

سندي في ذلك قوله عليه السلام  » إنما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق  » و  » أقربكم مني منازل يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا  » و » إن فيك لخصلتين يحبهما الله ورسوله : الحلم والاناة  » الخ … .

لابل سندي في ذلك قوله  » وإنك لعلى خلق عظيم  » . خلقه عظيم مع ربه ومع نفسه ومع الناس من موالين ومعارضين ومسالمين ومحاربين ونابغين وساذجين بل ومع العجماوات ومرافق الطبيعة .

لقد جنى علينا التصور التجزيئي للحياة وللانسان وللاسلام أيما جناية ويا لها من نكاية .

 

ثلاثة أيام مع الحبيب عليه السلام ضيفا على أبي أيوب : من يضيف من ؟

أجل من يضيف من ؟ تدبر هذا ثم أجب على سؤالي من يضيف من ؟

 » ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الايمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يلقى في النار وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله « .

تدبر هذا كذلك لتعرف من يضيف من ؟

قال الفاروق له يوما  » إنك لاحب إلي إلا من نفسي  » فقال له عليه السلام  » لايا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك « . فوافق عمر فقال له عليه السلام  » الان يا عمر « .

تدبر هذا لتعرف من يضيف من ؟ لما قال المشركون لخبيب بن عدي وهو يعد ليصلب  » هل تريد أن يكون محمد ـ عليه  السلام مني ومنك ـ مكانك وأنت في بيتك آمنا معافى ؟ » قال  » أبدا والله لا أرضى أن يشاك شوكة في إخمص قدمه وهو في بيته وأنا الان أصلب بين أيديكم  » فقال أبوسفيان ـ رضي الله عنه ـ  » لم أر أحب من أصحاب محمد لمحمد ـ عليه السلام مني ومنك « .

 

ناقة مأمورة تأوي إلى جدار ليتيمين في المدينة ثم إلى بيت رجل يحب الله ورسوله :

هرع الناس إليه عليه السلام كل منهم يريد الاستئثار به ضيفا عنده يمسكون برسن الناقة وهي تأبى عليهم ذاك ويقول لهم دعوها إنها مأمورة . ترى لم ؟ أولا لانها فعلا مأمورة تقاد بمعجزة إلهية هي ذات المعجزة التي تجعل الوليد الجديد يفتح فمه ويحرك عضلات وجهه ليمص لبنا سائغا من حلمة ثدي أمه . ثانيا ليرفع عنه سبحانه حرجا مع هؤلاء المضيفين وكلهم يحب الله ورسوله ولكن عندما يستوون في ذلك فإن حكما أخرى يجريها سبحانه قد نعلمها فيما يأتي وقد تظل مجهولة عندنا دهرا أو أبد الدهر .

 

تدبر معي هذا الخلق مليا لعلنا نحشر مع من أحببنا حتى لو إنطبق علينا قول الشافعي :

قال الامام الشافعي : أحب الصالحين ولست منهم ـــ عسى أن أنال بهم شفاعة

كان بيت أبي أيوب الانصاري يتكون من طابقين سفلي وعلوي وكان ينوي تخصيص الطابق العلوي له عليه السلام إكراما له فلم يفلح في توسلاته سيما أنه عليه السلام قدم له بتيسير الطابق السفلي لزواره وفيهم الكبير والصغير والمريض الخ … فقبل على مضض وذات يوم أهرق ماء في الطابق العلوي فلم يفلح الزوجان في تجفيفه حتى سقط شئ منه إلى الطابق السفلي وربما أصابه عليه السلام أو بعض أغراضه فماتا أو يكادان كمدا وكانت فرصة سانحة جدا لاقناعه عليه السلام بالتحول إلى الطابق العلوي ففعل عليه السلام وكانا يعدان له ما تيسر من الطعام فيأكله ويسرعان إلى تتبع مواضع يده الكريمة عليه السلام تبركا فيلعقان ما يمكن لعقه وذات يوم إكتشفا أنه لم يأكل من الطعام المعد له شيئا فخافا على نفسيهما خوفا شديدا فلما سألاه قال عليه السلام بأن المانع الوحيد هو إحتواء الطعام على غير العادة على شجرة الثوم أوالبصل ولا يناسبه تناول ذلك لانه رجل يناجي .

 

1 ــ خلق التسابق إلى إكرام الضيف : نختلف نحن معهم في أمور هنا منها أننا نعد الضيف حملا ثقيلا  لانه سيخصم من معاشنا قدرا معلوما ومنها أننا نتكلف في إكرامه كثيرا بما يحرجه هو ويحرجنا نحن وربما يحرج من نقترض منه مالا لاجل ذلك كما نختلف معهم في أمر آخر مهم وهو أننا عندما نكون ضيوفا على الناس نتصرف بفضول واسع فنسأل عن كل شئ تقريبا ونباشر كل نقاش حتى لو كان من الخصوصيات الدانية جدا فنلجئ الناس إلى حسن التخلص بل ربما إلى الكذب بل ربما تدخلنا في كيفية ترتيب البيت ووضع كذا مكان كذا . نحن قوم ضعف فينا الايمان بقيمة البركة لفرط إيماننا بقيمة المادة . ليسأل كل واحد منا الان سؤالا صريحا : ماذا لو طلبت من صديق أو رفيق أو زميل أو قريب تمكينك من زيارته في بيته فأشعرك في لحن القول بإستحسان تأجيلها أو إلغائها أصلا أو طلب منك موضوع الزيارة أو صرح لك بذلك ؟ بداية يجب أن نصارح أنفسنا بأننا لا نطلب الزيارة بل نعلم بها في أحسن الاحوال وفي أحيان كثيرة يكون ذلك الاعلام سويعات قليلة قبل دق جرس الباب . هل نحن مسلمون بإختصار في باب الزيارة والاستئذان ؟ أم نحن عرفيون ؟

روى لي صديق منذ مدة كبيرة قال : زارني في بيتي صديق صحبة زوجته وفور دخولهما قال لزوجته بحضرتنا جميعا خذي معك أختك ـ يقصد زوجتي ـ وإذهبا إلى بيت النوم بينما أجلس أنا وصديقي للحديث في بيت الجلوس . قال : فنهرته زوجتي وقالت له إما أن نجلس معا وحيث أختار أنا ربة البيت كلما لا ينظر واحد منا إلى عورة الاخر وإما تفضل بالانصراف وتعلم أدب الضيافة والزيارة قبل أدب الاختلاط . والحقيقة أن الحوادث المماثلة لا تحصى .

 

2 ــ خلق المبالغة في إكرام الضيف بحس جميل مرهف ليس فيه تكلف ولا تصنع : من أدوائنا أن المبالغة عندنا لا تعني سوى المبالغة الكمية فنبالغ في كثرة الحديث وكثرة الالحاح على الضيف أن يأكل ويشرب ونقسم له الايمان المغلظة في ذلك حتى نجعله يندم على اليوم الذي تعرف فيه إلينا أو ألجأه إلى ضيافتنا . أنظر إلى مبالغة أبي أيوب في الاكرام : مبالغة كيفية تعكس حسا مرهفا بالجمال والكمال والادب وذلك بتحرجه من سكناه فوقه عليه السلام أي في الطابق العلوي. إسأل نفسك بصراحة : هل ينتبه واحد منا اليوم لمثل ذلك الحس الجمالي المرهف ؟ الخلق يختلف عن القانون لانه ليس من جنسه . القانون يعلم الحدية والخطية والنمطية والتأبي على المرونة أما الخلق فيعلم الجمال والكمال والجلال . إنظر إلى التوسط في أدب أبي أيوب : دعاه بلطف شديد إلى سكنى الطابق العلوي ولكن لم يلح عليه كثيرا . لم وما الدليل ؟ لان الالحاح على الكرام نبذ للكرم وسفالة والدليل أنه عليه السلام لفرط حيائه ـ كالعذراء في خدرها ـ لا يلح عليه أحد في مباح إلا عمل به حتى لو كان في ذلك عنت له ومشقة وكبد . لو ألح عليه لصعد ولك أن تلاحظ كذلك أنه عليه السلام إختار الطابق السفلي لعدم إحراج مضيفه وخاصة أم أيوب فلا يناسبه خلقا وحياء وكرما أن يظل مارا عليهما كلما نزل أو صعد ولكنه ظفر بالحجة المقنعة عندما قال لهما بأن الطابق السفلي أنسب لزواره ففيهم المريض والكبير … غير أنه لم يملك حيلة عندما سقط الماء فلبى لهما ما أراداه من قبل وهذه بتلك . ألا تقرأ في كل ذلك معاني التعامل الخالي من التكلف والتصنع ولكنه مملوء حبا وودا . أجل إذا حضر الود غاب التكلف والعكس صحيح.

كان الماء قدرا منه سبحانه مقدورا يلبي رغبة الضيف وضيفه في آن واحد .

 

3 ــ خلق الحياء وخلق التجمل والتطيب  : الحياء خلق فطري في الانسان وأحسن مثال على ذلك هو كون الحيوان لا يستحي من الخروج عاريا تماما لا يستر عورة مغلظة بل لا يستحي أن يسافد أنثاه على مرأى ومسمع من كل الناس والحيوانات بينما يتحرج الانسان من ذلك . ذلك الحرج الذي يجده الانسان في نفسه هوالحياء . الدليل على كون الحياء أعرق خلق في الانسان ـ كل إنسان فطرة ـ هو أن كل إنسان ـ إلى يوم الناس هذا ـ لو أنكشفت سوأته المغلظة بغتة بحضور من لا يرغب فيهم ودون سابق إضمار منه علته حمرة أو رعشة صغيرة أو إضطرب ولو قليلا جدا ولو حاول أن يعوض ذلك بإبتسامة أو حركة . لذلك يقال بأن آخر خلق يقف حصنا ضد فقدان المناعة الذاتية الخلقية هو خلق الحياء فلا يكذب الكاذب ولا يسرق السارق ولا يزنى الزاني ولا يظلم الظالم … حتى يخصم شئ من حيائه . لم كان خلق الحياء بالمرأة أوفق وأقرب وأليق من الرجل ؟ حتى يجعلها دوما مطلوبة بعز وكرامة وحرية لا طالبة للرجال فإذا نفضت عن نفسها ثوب الحياء زهد الرجال فيها وإضطرت هي لطلبهم وعندها تفقد بقدر ذلك من حريتها وكرامتها وعزها . تلك هي الفكرة الاصلية للاسلام حيال المرأة وضعا ولباسا ومنزلة وعملا .

من سوء أدبنا اليوم لما نكون ضيوفا أو مضيفين التصريح أو التلميح بتعليق حول الاكل المقدم ولو روجعنا في ذلك تحضرنا العلة الجاهزة المستندة إلى الاخوة والاختلاط العازل لحواجز الكلفة . تلك كذبة كبرى نمارسها دوما ولئن تجرعها الرجل فإن المرأة لن تسمح أبدا بالعدوان على مملكة بيتها ومطبخها ولو هزلا أو تلميحا . نحن نحسن الكذب في كل المواضع والمواضيع التي يحرم فيها الكذب أما حين يكون الكذب فريضة في مثل تلك الحال فإننا نستنكف عنه . وفي المعاريض مندوحة عن الكذب كما قال عليه السلام .

إكتفى عليه السلام بعدم الاكل ولم ينبس ببنت شفة ولا بإيماءة  تدل على عدم رضاه عن الاكل كيف وكان عليه السلام  » ما عاب طعاما قط  » فلما سئل عن ذلك قال الحقيقة لان المعاريض هنا لن تمر بسلام من ناحية ثم ليعلم الناس أدبا نبويا جما يلتزمه هو لمناجاته الملك أو مبالغة في التنزه وبالنسبة لنا نحن قال فيه  » من أكل من هذه الشجرة فلا يقربن مصلانا  » في إشارة إلى حق الناس عليك في الزينة والطيب والجمال والكمال والجلال والفضل والريح المحبب .

هل نغالي نحن اليوم في إحدى الاتجاهين ؟ إما أن نحرم على أنفسنا الثوم والبصل وسائر ما يخلف ريحا خبيثة وإما أن نعتزل الناس في الصلاة والاسواق ؟ ذلك مجرد مثال حي لتعدد التعامل مع الاسلام وآدابه حتى لا ننكر التعدد بدعوى وجود النص الصحيح الصريح .

 

فبالخلاصة فإن أحداث الهجرة تعلمنا طرفا غير يسير من خلق النبوة في أدب الضيافة والطعام والحياء والجمال والمجاملة وحسن التخلص وكل ذلك نتعرض له يوميا في حياتنا فالخلق هوالعمل الوحيد الذي تحتاج إليه دوما وفي كل لحظة إلا في ساعات نومك فإما أن تكون منفردا وحيدا لك خلق مع ربك ومع نفسك ومع من يجب عليك الاتصال بهم هاتفيا مثلا تهنئة أو تعزية أو مجرد وصل وسؤال عن حال أو تعاتبا أو تغافرا أو طلب علم وإما أن تكون في الناس ولك خلق معهم أعلاه طرا : الصبر على سلوك شائن في حقك والشكر لسلوك محمود .

 

أجل لو لم يجن المرء من إسلامه سوى خلق كريم حليم رحيم يعز به نفسه ويكرم به الناس تواضعا لهم في غير ذلة وقوة على كل ظالم في غير نقمة وحقد … لضمن قربى محمد عليه السلام يوم القيامة . هلا علم الناس أن الافلاس الاخلاقي يفضي إلى النار حتى مع الايمان والصلاة والصيام والزكاة والحج بصريح الحديث الصحيح وأن  » التضخم  » الاخلاقي ـ في مقابل الافلاس بلغة الاقتصاد ـ نجى رجلا موسرا من النار وأدخله الجنة لمجرد كون الملائكة عثرت في إحدى صحائفها بأنه  » كان يتجاوز عن المعسرين « . بذات الحديث الصحيح ؟

 

الهادي بريك / ألمانيا


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.