في كل يوم، نساهم بجهدنا في تقديم إعلام أفضل وأرقى عن بلدنا، تونس
Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia
|
TUNISNEWS
9 ème année, N 3375 du 19.08 .2009
archives : www.tunisnews.net
حــرية و إنـصاف:الدكتور الصادق شورو يعيش على الخبز والزيت منذ 40 يوما
الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان: بيـــــــــان
الجمعية الدولية المساندةالمساجين السياسيين:شادي بوزويتة و القضايا الكيدية
حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس
نص البيان الصادر عن منظمة « مراسلون بلا حدود »:تونس: السيطرة على نقابة الصحافيين
سفيان الشورابي:.. واحتوت السلطة التونسية نقابة الصحافيين
السبيل أونلاين:آلاف السجناء السياسيين المُسرّحين في تونس يعانون من الإقصاء
منصف ساسي :هذه التطورات مؤشر على امكانية وقوع انفراج
كلمة:مكتب تنفيذي جديد على رأس الاتحاد الجهوي بتونس يعيد رسم التحالفات
الصباح:رئيس واعضاء المرصد الوطني للانتخابات في زيارات ميدانية
كلمة:القضاة بين الوظيفة السيادية وحالة الدونية
الشرق الأوسط:مرشح رئاسي يشكو تعرض حزبه لتضييقات في تونس
ا ف ب:حزب تونسي معارض يتهم السلطات « بعرقلة » نشاطاته
الجزيرة.نت:معارض تونسي ينتقد تقييد حزبه
المجموعة العربية لرصد الإعلام: الإعلاميون العرب تحت الرقابة المشددة
منجي الفطناسي:تونس الأولى على الدوام
محمد الهادي بن مصطفى الزمزمي:تعقيبا على بيان 19
(الجزء الثالث) سليم بوخذير:إصابة رياضيّيْن تونسيّيْن بأنفلونزا الخنازير جراء مشاركتهما من بطولة إفريقيا
الصباح:العدّاءة «صفاء جمّالي» المصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير A(H1N1) لـ«الصباح»:
الصباح:ترفض الخضوع للكشف الطبي:غموض بشأن حمل السيدة التونسية بـ12 جنينا..
كلمة:يا « دادة »*، تونس يا ولاّدة
راديو 6 تونس:برنامج الأسبوع
مواطن:مشهد حي مقدم… ومؤخّر!
الصباح:نهاه عن معاكسة زوجته فأحاله على.. الإنعاش
يو بي أي :السعودية تدعو للمرة الأولى رؤية هلال رمضان عن طريق المناظير
رويترز:من سيخلف مبارك في حكم مصر؟
سعد الدين ابراهيم: جمال موجود في واشنطن ‘لأن والده يقدمه للمؤسسة الامريكية’
وجيه قانصو:التقية مفهوم ديني أم مؤشر إلى واقع مأزوم ؟
إسلام أون لاين:أولاد عبد الله: علمانية أوروبا لصالح المسلمين
Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (
(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)
التقارير الشهرية لمنظمة « حرية وإنصاف » حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس
أفرجوا عن سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو أفرجوا عن كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 27 شعبان 1430 الموافق ل 19 أوت 2009
الدكتور الصادق شورو يعيش على الخبز والزيت منذ 40 يوما
أكدت السيدة آمنة النجار زوجة سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو المعتقل حاليا بسجن الناظور إثر زيارتها له يوم الثلاثاء 18 أوت 2009 أن زوجها يقتات بالخبز والزيت منذ 40 يوما أنه ما زال يتعرض للمعاملة السيئة والمضايقة الممنهجة تحت إشراف إدارة السجن المذكور، وأن الإدارة مازالت تتجاهل مطلبه البسيط المتمثل في توفير براد يحفظ له الطعام الذي تأتي به العائلة من التلف في هذا الصيف الحار، كما لاحظت زوجته تدهورا كبيرا في صحته نتيجة قلة التغذية والنقص الحاد في الرعاية الصحية. يذكر أن الدكتور الصادق شورو قضى بالسجن ما يزيد عن 18 عاما ثم اعتقل بعيد الإفراج عنه بتهمة ملفقة ليحاكم محاكمة غير عادلة ويسلط عليه حكم جائر وها هو الآن يرزح تحت نير الاضطهاد الممنهج ويخضع لسياسة التنكيل والتشفي. وحرية وإنصاف 1)تستنكر بشدة معاملة إدارة سجن الناظور المخالفة للقانون والأخلاق لسجين الرأي الدكتور الصادق شورو وتستغرب التدهور الكبير والحاد في احترام القانون وحماية حقوق الإنسان. 2)تطالب السلطة بتمكين الدكتور الصادق شورو من كل حقوقه التي يضمنها له القانون وتحسين ظروف إقامته فيما يتعلق بالتغذية والمعالجة في انتظار الإفراج عنه وتمكينه من حقوقه السياسية والمدنية. 3)تعبر عن مساندتها لعائلة سجين الرأي الدكتور الصادق شورو التي عانت الأمرّين طيلة 18 عاما والتي لم تكتمل فرحتها بخروجه من السجن في شهر نوفمبر 2008 لتعود ثانية للمعاناة وتدعو السلطة إلى احترام حق هذه العائلة في العيش الكريم. 4)تناشد أحرار العالم منظمات وأحزابا إلى الضغط على السلطات التونسية للإفراج عن سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وتطالب هيئة الصليب الأحمر بزيارته في السجن المذكور والاطلاع عن كثب على وضعه الصحي. 5)تدعو السلطات السجنية إلى تطبيق القانون بكل حيادية والابتعاد عن سياسة التنكيل والتشفي التي سيحاسب مرتكبوها عاجلا أم آجلا. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
الرابطـــــــة التونسيــــــــة للدفــــــــاع عن حقـــــــــــوق الإنســـــــــان Ligue Tunisienne pour la défense des Droits de l’Homme تونس في 18 اوت 2009 بيــــــــــــــــــــــــــان
نفذت مجموعة من الصحفيين المنتمين للتجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم أو المقربين منه المؤتمر الانقلابي الذي كان يخطط له منذ مدة ضد المكتب التنفيذي الشرعي للنقابة الوطنية للصحفيين. فقد عقدت هذه المجموعة ما أسمته « المؤتمر الاستثنائي » للنقابة يوم السبت 15 أوت 2009 في خرق واضح وصريح لمقتضيات القانون الأساسي والنظام الداخلي للنقابة، وأعلنت عن انتخاب مكتب تنفيذي جديد يرأسه الصحفي جمال الكرماوي عضو التجمع الدستوري الديمقراطي. وكانت الحملة لإسقاط المكتب التنفيذي الشرعي للنقابة تكثفت اثر نشره في بداية ماي الماضي ،وبمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة، تقريرا انتقد فيه بشدة الاعتداءات على حرية الصحافة والصحفيين والرقابة المفروضة على الإعلام وعدم الاستجابة للمطالب المشروعة للصحفيين وغيرها. وقد عينت تلك المجموعة التي أطلقت على نفسها صفة ‘المكتب التنفيذي الموسع » تاريخ 15 أوت لعقد المؤتمر الاستثنائي بعد استقالة أربعة أعضاء من المكتب التنفيذي وذلك دون احترام الإجراءات والضوابط الواردة بالقانون الأساسي والنظام الداخلي، في حين عين المكتب التنفيذي الموسع المنعقد بدعوة من رئيس النقابة ، المخول وحده لتوجيه هذه الدعوة طبق الفصل 19 من القانون الأساسي، يوم 12 سبتمبر لعقد المؤتمر الاستثنائي. وقد رفع الأمر أمام القضاء بسعي من رئيس النقابة ورغم وتوضيح المحامين الذين أعلنوا نيابتهم دفاعا عن النقابة ،وقد تجاوز عددهم الخمسين، لمختلف الاخلالات التي شابت الدعوة لعقد المؤتمر الاستثنائي يوم 15 أوت وتمسكهم بما درج عليه فقه قضاء المحكمة الابتدائية بتونس من تعليق لعقد الؤتمرات المتنازع عليها كما كان الشأن في عديد الأحكام التي صدرت بتعليق عقد المؤتمر السادس للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ومؤتمرات عدد من فروعها فان الدائرة الاستعجالية بتلك المحكمة برئاسة القاضي السيد محمد علي شويخة رفضت طلب « تعليق انعقاد مؤتمر النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين المعيّن من طرف المدعى عليهم ليوم 15 أوت 2009 وإيقاف أي أعمال تمهيديّة أو تحضيريّة ترمي إلى إنعقاده في ذلك التاريخ أو بأي تاريخ لاحق إلى حين فصل النزاع الأصلي.. » في ما اعتبر « قرار سياسي مغلف قضائيا ». وقد شنت الصحف الرسمية وتلك المعروفة بارتباطها بالأجهزة الأمنية حملة تشويه واسعة ضد رئيس النقابة وأعضاء المكتب التنفيذي غير المستقيلين، وأحجمت عن نشر بيانات النقابة مكتفية بالترويج الواسع لما يصدر عن المجموعة التي خططت ونفذت الانقلاب على المكتب التنفيذي الشرعي. إن الهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان إذ تعبر عن تضامنها مع الصحفيين والمكتب التنفيذي الشرعي لنقابتهم و تشجب المؤتمر الانقلابي الفاقد لكل شرعية، تدعو السلطة ومختلف الفاعلين السياسيين إلى الكف عن التدخل في الشأن الداخلي للصحفيين وتركهم يديرون شؤونهم بأنفسهم في إطار نقابتهم المستلة، وتؤكد الحرص الدائم على ضرورة تدعيم حرية الرأي والصحافة وتوفير المناخ الملائم لممارستها. عن الهيئة المديرة الرئيــس المختــار الطريفــي
الحرية لجميع المساجين السياسيين الحرية للدكتور الصادق شورو الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين
43 نهج الجزيرة تونس e-mail: aispptunisie@yahoo.fr تونس في 19 أوت 2009
شادي بوزويتة و القضايا الكيدية
نظرت محكمة ناحية نابل اليوم الإربعاء 19 أوت 2009 في القضية عدد 78689 التي يُحال فيها السيد شادي بوزويتة ، بتهمة: هضم جانب عون أمن أثناء أدائه لوظيفته، وقضت بتغريمه بما قدره 200 دينار تونسية، وقد حضرت للدفاع عنه الأستاذة إيمان الطريقي، كما حضر للإدلاء بشهادة النفي السيد عاطف الشريشي الذي أفاد هيئة المحكمة أنه تعرّض للتعنيف الشديد من قبل أعوان الأمن واُكره على الشهادة ضد السيد شادي بوزويتة. وشادي بوزويتة وهو عضو بمنظمة حرية وإنصاف كان اُعتقل من قبل فرقة الإرشاد بمنطقة نابل بجهة الصفصاف، يوم الخميس 13 أوت 2009 وتعرّض فور إيقافه، من قبل7 من أعوان الأمن،إلى التعنيف الشيديد بحضور شابين كان موقوفين بنفس المركز (أحدهما السيد عاطف الشريشي، أدلى اليوم بشهادته لفائدة شادي) تعرضا بدورهما للتعنيف الشديد واُكرها على الشهادة ضد السيد بوزويتة، ويذكر أن السيد شادي بوزويتة وهو من مواليد بروكسال، يتعرض لتضيقات أمنية بصورة دائمة منذ إستقراره بالبلاد التونسية وإقامته بمدينة نابل مسقط رأسه سنة 2003، كما يُسجّل أن هذه كانت ثاني قضية كيدية يُحال لأجلها السيد بوزويتة بنفس التهمة: « الإعتداء على عون أمن »، كانت أولاهما القضية الملفقة عـدد12304التي أحيل فيها على محكمة ناحية نابل في 24 سبتمبر2008 وقضت في حقه حكماً بشهر سجن نافذة. لجنة متابعة المحاكمات السياسية
أطلقوا سراح كل المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 27 شعبان 1430 الموافق ل 19 أوت 2009
حــرية و إنـصاف أخبار الحريات في تونس
1)تغريم الناشط الحقوقي السيد شادي بوزويتة بمبلغ 200 دينار: قضت محكمة ناحية نابل صباح اليوم الأربعاء 19 أوت 2009 بعد النظر في القضية عدد 78689 بتغريم الناشط الحقوقي السيد شادي بوزويتة عضو منظمة حرية وإنصاف بمبلغ 200 دينار من أجل الاعتداء على موظف أثناء القيام بواجبه، وأحضر أحد الشهود الذي اعترف أمام هيئة المحكمة أنه تعرض للتعذيب الشديد وأنه أكره على الشهادة، وقد أفرج عن السيد شادي بوزويتة مساء اليوم. 2)غدا يتم عرض معتقلي نابل الثلاثة على وكالة الجمهورية: تم إعلام عائلات معتقلي نابل الثلاثة بديل الجازي والصحبي الحوات والياس سلام بأن أبناءهم سيتم عرضهم غدا صباحا الخميس 20 أوت 2009 على وكالة الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري
نص البيان الصادر عن منظمة « مراسلون بلا حدود » يوم 19 أوت 2009
تونس: السيطرة على نقابة الصحافيين
تخشى مراسلون بلا حدود على استقلالية النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين إثر استئثار المحترفين الإعلاميين المقرّبين من النظام بها في 15 آب/أغسطس 2009. في هذا الإطار، أعلنت المنظمة: « قبيل الانتخابات الرئاسية والتشريعية المرتقبة في تونس بشهرين، لا يبشّر استئثار أنصار الرئيس بن علي بالنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين بأي خير على صعيد استقلالية هذه المنظمة بوجه خاص وحرية الصحافة التي باتت شبه معدومة في البلاد بوجه عام ». إثر الجدل الذي أثير في أيار/مايو 2009، في أثناء صياغة التقرير السنوي حول وضع حرية الصحافة في تونس، قدّم أربعة عناصر من المكتب التنفيذي مقرّبون من النظام استقالتهم على نحو متقارب. وبموجب النظام الداخلي للنقابة، تؤدي هذه الاستقالة الجماعية إلى حل المكتب التنفيذي (الذي يعدّ تسعة مقاعد) المنتخب في كانون الثاني/يناير 2008 والخاضع لأكثرية « المستقلين – الراديكاليين ». وقد أعلن هذا المكتب عن تعيين موعد للانتخابات في 12 أيلول/سبتمبر. قرر أنصار النظام الذين خسروا الانتخابات في كانون الثاني/يناير 2008 تنظيم اجتماع استثنائي بالاستناد إلى أكثريتهم في المكتب التنفيذي الموسّع في 15 آب/أغسطس. وتقدّم ناجي البغوري، رئيس النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين والمكتب التنفيذي، بشكوى من محكمة تونس لإبطال هذا الاجتماع. ولكن المحكمة ردّت الطلب مؤجلةً النظر في القضية إلى 26 تشرين الأول/أكتوبر. انعقدت الجلسة الاستثنائية في 15 آب/أغسطس في المجمّع الثقافي المنزه 6 في تونس حيث عيّنت إدارة جديدة ينتمي أعضاؤها كافة إلى التجمّع الدستوري الديمقراطي الحاكم ويترأسها الصحافي جمال الكرماوي الذي يشغل منصب مستشار أمين عام هذا الحزب. وكان عدة مسؤولين عن مؤسسات الصحافة العربية حاضرين في خلال هذه الانتخابات شأن يونس مجاهد، نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحافيين. في اتصال مع مراسلون بلا حدود، اعتبر الرئيس السابق للنقابة الوطنية للصحافيين التونسيين ناجي البغوري أنه انقلاب ضد منظمة لطالما توخّت الاستقلالية قبل أن يضيف: « لكن النقابة ليست هدف النظام الوحيد. فتتعرّض منظمات أخرى شأن الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان لضغوط مماثلة ».
.. واحتوت السلطة التونسية نقابة الصحافيين
سفيان الشورابي بانعقاد المؤتمر الاستثنائي لـ«النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين» منذ أيام، وانتخاب مكتب تنفيذي جديد، تكون السلطة التونسية قد وصلت إلى المرحلة الأخيرة من عملية استيعاب نقابة الصحافيين. وقد وظّفت لهذه الغاية، ضروباً من الوسائل غير القانونية، أفرزت في نهاية المطاف قيادةً غير شرعية موالية لها. منذ إصدار التقرير السنوي الذي تناول وضعية الحريات في تونس ووصفَها بـ«الرديئة والمتدهورة»، تعرّض المكتب التنفيذي لنقابة الصحافيين الذي يسيطر عليه أعضاء مستقّلون عن الحكومة لـ«حملة منظّمة من جانب الحكومة التونسية لزعزعة النقابة» على حدّ تعبير الاتحاد الدولي للصحافيين. وكان الهدف الرئيس من هذه الحملة إطاحة المكتب واستبداله بأعضاء موالين للنظام. في فترة وجيزة، تمكّنت السلطة من دفع قلّة من الصحافيين الموالين لها، يشغلون مناصب أعضاء في المكتب التنفيذي، إلى تقديم استقالاتهم. وهو ما نتجت منه دعوة آلية إلى عقد مؤتمر استثنائي لتأليف مكتب جديد، إلّا أنّ الأزمة لم تجد طريقها إلى الحل بل ازدادت تعقيداً عندما خرق الأعضاء المستقيلون القانون الأساسي للنقابة ودعوا إلى اجتماع مكتب تنفيذي موسَّع من دون مشاركة رئيس النقابة ناجي البغوري، وحدّدوا خلال الاجتماع موعداً للمؤتمر. في هذه الأثناء، واصل بقية أعضاء المكتب التنفيذي عملهم مثلما يحدّده القانون، وعيّنوا يوم 21 تموز (يوليو) الماضي موعداً لاجتماع المكتب التنفيذي الموسّع للنظر في الاستقالات، ثم دعوا إلى عقد مؤتمر استثنائي يوم 12 أيلول (سبتمبر) المقبل. غير أن المجموعة «الانقلابية» التي حضرت الاجتماع الأخير وغادرته بعد دقائق من انطلاقه، تشبّثت بالتاريخ الذي عيّنته سابقاً قبل أن تكوّن لجنة تكفّلت الإعداد للمؤتمر. واحتجاجاً على هذا الكمّ من الخروق القانونية، رفع نقيب الصحافيين دعوى قضائية مستعجلة طالب فيها بإلغاء المؤتمر على اعتبار أنّ الجهة التي دعت إلى عقده لا تتمتّع بأي صفة رسمية، غير أن القضاء غير المستقل بطبيعته، رفض القضية من دون تعليل السبب. وهو ما ندّد به العميد السابق للمحامين عبد الستار بن موسى الذي قال: «القضية الأصلية في إبطال المؤتمر تبقى قائمة لأنّها مبدئية وعادلة». ورداً على ذلك، جدد المكتب التنفيذي تمسكه بتاريخ 12 أيلول موعداً للمؤتمر الاستثنائي، ودعا الصحافيين إلى مقاطعة المؤتمر «الانقلابي» الذي – فور إتمام أشغاله – أرسل المشاركون فيه برقية إلى رئيس الدولة عبّروا فيها عن خالص شكرهم له «لما حقّقه من إنجازات ومكاسب متواصلة لفائدة القطاع الإعلامي والصحافيين على وجه الخصوص». هكذا، نجح النظام التونسي في نهاية المطاف في احتواء الهيكل المدني الوحيد الذي ظل مستقلاً عنه، تأكيداً على طابعه الدكتاتوري. (المصدر: صحيفة « الأخبار » (يومية – بيروت) الصادرة يوم 18 أوت 2009) الرابط: http://www.al-akhbar.com/ar/node/152162
آلاف السجناء السياسيين المُسرّحين في تونس يعانون من الإقصاء
السبيل أونلاين – تونس أكّدت « الجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين » ، أن آلاف السجناء السياسيين المسرحين في تونس ، يكابدون الإقصاء الإجتماعي ، وقالت أن « وقوف الأجهزة الأمنية في تونس عند مفاصل العيش و مناشط الحياة، ضيقت على السجناء السياسيين المسرحين، من خلال الوثائق الشخصية و الوثائق الإدارية والشغل والدراسة والتنقل والسفر ما بها ألغت فرص تنميتهم لحياتهم الإجتماعية وعطلت قدرتهم على الإندماج الإجتماعي » . وعرضت الجمعية حالة السجين السياسي السابق زهير بن محمد الصالح الصفاقسي، الذي لم يتمكن من الزواج رغم بلوغه الإربعين عاما، بعد سراحه من السجن منذ 10 سنوات ، وهو بدون شغل ، ولم يتمتع بالحصول على جواز السفر ، وبطاقة عدد 03 المتعلقة بالسوابق العدلية .واعتبرت الجمعية أن ذلك نتيجة سياسة الإقصاء المقررة ضد السجناء السياسيين المسرحين . والصفاقسي من مواليد 1969.10.12 ببنزرت، جرى إيقافه بتاريخ 11 أفريل 1996، وحُكم عليه بـ 9 أعوام و4 أشهر سجناً قضى منها 3 أعوام و7 أشهر قبل أن يخلّى سبيله بموجب سراح شرطي بتاريخ 06 نوفمبر1999 ، ليَخضع بعدها إلى المراقبة الإدارية لمدة 5 سنوات . واضافت الجمعية ، في بيان تلقى السبيل أونلاين نسخة منه مساء الثلاثاء 18 أوت 2009 ، : »توقف عن الدراسة في مستوى الباكالوريا، وحاز بعد دورات تكوينية،على شهادة كفاءة مهنية، قضى سنين يبحث عن عمل لكن،التوصيات الفوقية ، كانت دائما تعرقل مسيرته المهنية، فبعد أن حصل على شغل بالمصنع التونسي للخزف، حين كان تحت إدارة السيد المنصف البوعبدي، قررت الإدارة بعد أربعة أشهر من مباشرته للعمل طرده بصورة تعسفية، فرفع ضد الشركة قضية حكمت لفائدته المحكمة بتعويضه عن الضرر الناجم عن الطرد التعسفي ». وزادت : »ظل يُرفض إنتدابُه بصورة دائمة في مجالات التشغيل المتاحة ضمن مؤهلاته، بتعلة عدم توفر الوثائق الضرورية بالملف، و »بطاقة عدد 3″ هي أهم تلك الوثيقة ، ويتوقف عليها في الغالب قبول المتقدم للشغل من قبل الجهة المشغلة، ولا تَمنح الأجهزة الأمنية » أبداً » السجناء السياسيين المسرحين مثل هذه الوثيقة « . واشارت إلى أنه » قدم طلبه الأول للحصول على جواز سفر سنة 2004 ، وبعد شهر ونصف سُلِمَ لدى مركز بوقطفة للأمن الوطني ببنزرت، جواز سفر، لكنه قبل أن يُغادر مركز الأمن ، قيل له أن عليهم إرجاع الجواز إلى وزارة الداخلية فإنتزع منه مجدداً ، وفي 25 سبتمبر 2008 تقدم بطلب ثان للحصول على جواز سفر، و تردد بعدها أكثر من عشر مرات على مركز الأمن ومنطقة بنزرت، لكن دون جدوى ». وقالت الجمعية أن الصفاقسي « سلم مطلب إسترداد حقوق بتاريخ 07 جوان 2008 إلى مكتب الضبط لدى وزارة العدل وحقوق الإنسان، فقيل له عند المراجعة أن الأمر يتوقف على قرارالأجهزة الأمنية ببنزرت، لكن المكلف بملفه لدى الأجهزة الأمنية ببنزرت، أفاده أن الأمر لا يعود إلي الأجهزة الأمنية وأن عليه، أن يلجأ إلى القضاء إن أراد ». وأكدت الجمعية أن أجهزة البوليس هي من يقرر بخصوص منحه جواز سفره ، وهي التجربة التى عاشها ويعيشها السجناء السياسيون المسرحون ، وعاينتها كل المنظمات الحقوقية في تونس وخارجها .
(المصدر: موقع « السبيل أونلاين » (أوروبا) بتاريخ 19 أوت 2009)
هذه التطورات مؤشر على امكانية وقوع انفراج
لقد كتبت فى بداية سنة اربع و تسعون مقالا بمجلة تابعة لجمعية حقوقية فرنسية و ذكرت ان الوضع التونسى مرتبط ارتباطا عضويا بالتطورات و الاحداث الاقليمية خصوصا والدولية بصفة عامة و ان اتجاه التطورات فى تونس يبقى شديد الحساسية لما يحدث خارج الحدود , فتونس كغيرها من الدول تؤثر و تتاثر بما يجري حولها فكما كانت لازمة الخليج الاولى في بداية التسعينات والاحداث لدى جيران تونس انذاك الاثر الكبير على الوضع السياسى والامني في تونس, فان احداث و تطورات المرحلة الحالية سواء اقليميا او دوليا لها الاثر الكبير علي اتجاه الاحداث بتونس و ما يمكن ان تؤول اليه التطورات لاحقا فالمتابع الاحداث المتتالية سواء على المستوى الاقليمى او الدولي و محاولة معالجتها و قراءتها بشىء من الموضوعية يمكن ان يستخلص بعض الدلالات و المؤشرات فدوليا توافرت و تشابكت عدة عوامل و تطورات لعل اهمها الازمة المالية الخانقة التى يمر بها كل دول العالم و بمستوايات متفاوتة كما ان شبه الهزيمة العسكرية الامريكية فى حربها على العراق ما و يعنى ذالك من احتمال تضرر امريكا و حلفائها اقتصاديا و ماليا و ربما امنيا و ان عدم الحسم العسكري فى حروب دول الاطلسى فى مناطق اخرى من العالم الاسلامي يزيد من تعقيد موقف هذه الدول ان هذه العوامل و غيرها جعلت دوائر القرار الغربية تعيد مراجعة سياساتها والتفكير فى اعادة ترتيب البيت الداخلي ثم ربما خارجيا, وربما تندرج فى هذا السياق ايضا التصريحات الايجابية التى ادلي بها الرئيس الامركي اوباما تجاه الاسلام والمسلمين فى خطاب القاهرة كما ان بعض وسائل اعلام عربية قد تحدثت منذ فترة ليست طويلة عن وجود اتصالات بين جهات شبه رسمية غربية و زعامات اسلامية من دول عربية وعجمية لها اهمية استراتجية فى المنطقة و ما تلا هذه التسريبات من تطورات يمكن اعتبارها نوعية لاهميتها السياسية والاجتماعية لهذه الدول كما ان التطورات لدى جيران تونس فى السنوات الاخيرة لا يمكن عزلها على هذا السياق فتسريح السلطات المصرية لاعضاء الجماعات الاسلامية من سجونها بعد التزامها بالتخلي عن العنف و كذلك فعلت ليبيا والجزائر يعد عاملا مهما لتحقيق الاستقرار وهو شرط ضرورى لتحقيق التنمية الاقتصادية والسياسية فى هذه البلدان ان خصوصية الحالة التونسية لم تمنع الجهات الرسمية فى تونس من تسريح الدفعات الاخيرة من المساجين المحسوبين على التيار الاسلامي بل بادرت بخيار تسوية ملفات المهجرين في الخارج و تبقى هذه المبادرة ايجابية في تقديري و ربما تكون هذه الاجراءات مقدمة ومؤشر لامكانية حصول انفراج سياسي و انهاء لحالة احتقان قد طالت منصف ساسي
مكتب تنفيذي جديد على رأس الاتحاد الجهوي بتونس يعيد رسم التحالفات
لطفي حيدوري انتخب مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل بتونس يوم السبت 15 أوت مكتبه التنفيذي الجديد بحصول قائمة واحدة تضم سبعة أعضاء جدد على جميع المقاعد. وقد فازت قائمة نور الدين الطبوبي بفارق شاسع عن القائمتين المنافستين لها، وهو ما بينته نسبة الأصوات المتحصل عليها، حيث تصدر الطبوبي قائمته بـ72 صوتا وحصل عبد العزيز بن عمر في آخر القائمة على 42 صوتا، في حين حصل رأس القائمة الثانية فرج الشباح على 35 صوتا. يشار إلى أنّ ثلاث قوائم وأربعة مستقلّين تنافسوا يوم المؤتمر على الفوز بثقة 114 نائبا، وسجل ترشح 29 نقابيا. وكانت معلومات تحدثت قبل المؤتمر عن إمكانية الوصول إلى وفاق بين نورالدين الطبوبي وخميس صقر لدخول المؤتمر بقائمة موحدة بوساطة من مختار الحيلي الكاتب العام لجامعة النقل المقرّب من الأمين العام عبد السلام جراد. وكشفت مصادر نقابية أنّ تعطل الوصول إلى اتفاق يعود إلى كون قائمة « الوحدة النقابية المناضلة » بزعامة الطبوبي رفضت تزكية جمال الفرجاني (قطاع النقل) مرشّح قائمة خميس صقر لمنصب الكاتب العام. كما روّجت قائمة الطبوبي وثيقة حصلت كلمة على نسخة منها، وقعها أحد النقابيين أشار فيها إلى علاقة خميس صقر بالأمين العام السابق إسماعيل السحباني وتورطه في الوشاية والشهادة ضد المعارضة النقابية لدى المكتب التنفيذي والجهات الأمنيّة. وقد رجّحت كفة قائمة الطبوبي قطاعات البنوك والمعادن والصحة والتجهيز والفلاحة والمالية والكهرباء وعملة التعليم العالي. وشهد المؤتمر الذي ترأسه بلقاسم العياري عضو المركزية النقابية معركة للبيانات غير الانتخابية، فإضافة إلى بيان رشيد النجار ووثيقته المذكورة، تم تداول بيان وقعه الكاتب العام السابق المطرود توفيق التواتي بالاشتراك مع راضي بن حسين وروضة الحمروني. وجدير بالذكر أنّه لم تتم المصادقة على التقرير المالي بما يعني حسما من نواب المؤتمر في ملف الكاتب العام السابق توفيق التواتي. كما تم توزيع بيان يتصدى لقائمة فرج الشباح بعنوان « متى تعلن النقابة العامة للتعليم الأساسي عن قيام الحزب البلشفي » تساءل فيها أصحابه عن مصير الوعود الانتخابية بمناسبة مؤتمر الأساسي الأخير المتعلقة بتنظيم تحركات من أجل إطلاق سراح مساجين الحوض المنجمي، خرست النقابة العامة بعدها وكانت تلك مجرد وعود انتخابية، على حد عبارة البيان. ولا يمكن تحديد هوية واضحة المعالم للقائمة الفائزة من حيث علاقتها بالمركزية النقابية ولاء أو معارضة، بل ربّما خلق المكتب الجهوي المنتخب لكبرى التشكيلات النقابية في البلاد، موازين قوى جديدة داخل المكتب التنفيذي المركزي ذاته. يشار إلى أنّ قضايا الحريات شغلت البيانات الانتحابية فقد دعت قائمة « الوحدة النقابية المناضلة » إلى ضرورة الالتزام بثوابت الاتحاد في الدفاع عن الحريات الفردية والعامة ومساندة كل قوى المجتمع المدني المستقل، كما طالبت بالانخراط في الدفاع عن مطالب أهالي الحوض المنجمي والعمل على إطلاق سراح المعتقلين، وتفعيل دور الاتحاد الجهوي في الدفاع عن استقلالية المنظمة وتعميق الممارسة الديمقراطية فيها. كما نددت قائمة « الالتزام النقابي الديمقراطي » بالتضييق على الحربات وضرب المنظمات المستقلة كالرابطة وجمعية القضاة ونقابة الصحفيين، وطالبت بإطلاق سراح معتقلي الحوض المنجمي. وفي ما يلي تفاصيل النتائج: نور الدين الطبوبي 72 حبيب جرجير64 محمود عاشور 62 زياد الاخضر 57 المنصف الرزقي 56 فاروق العياري 55 نور الدبن التوجاني 51 عمر بودربالة 50 عبد العزيز بن عمر 42 لطفي اللطيفي35 كمال الزنايدي32 فرج الشباح 32 بلقاسم الجمني 30 صوتا نبيل الطويهري 26 العربي اليعقوبي 25 جمال الفرجاني 23 علي الجوهري24 رمزي التواتي 21 خميس صقر21 نجوى مخلوف 21 الطيب العباشي 21 محمد الحبيب بالحاج19 محمد بن عمار 14 مصطفى اللموشي 13 هيكل المكي7 عبد الفتاح العربي 7 جمال الرزقي 5 (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 18 أوت 2009)
زيارات ميدانية
شرع رئيس واعضاء المرصد الوطني للانتخابات في زيارات ميدانية متعلقة بملاحظة ومراقبة عملية ترسيم المواطنين بالقائمات الانتخابية وتسليم البطاقات الانتخابية والتي ستغطي تدريجيا جميع ولايات الجمهورية. (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 19 أوت 2009)
القضاة بين الوظيفة السيادية وحالة الدونية
أضيف من قبل عمر المستيري
« جعلنا »، « وبادرنا »، « وحرصا منا »، « و سعينا »، « وعملنا »، « و وفّرنا »، « ونوصي اليوم »… بهذه العبارات استعرض بن علي تطورات المجال القضائي خلال اجتماع المجلس الأعلى للقضاء ليوم 3 أوت الجاري. جميع المبادرات صدرت عن الجهاز التنفيذي فيما انحصر دور القضاة، مشكورين، في حسن الاستفادة منها. إنّنا نعجز على العثور على أبسط إشارة تعطي للقضاء اعتباره كسلطة تتمتّع بالندية والاستقلالية. بيد أنّ المسألة لا تتوقّف عند لهجة التخاطب أو مضمون الكلمات. أحكام الدستور – وبالتحديد ما نصّ عليه الفصل 65 « القضاة مستقلون لا سلطان عليهم في قضائهم لغير القانون » – بقيت مجرّد لافتة تُشهر، صيانة للطقوس، لتداس في الواقع المعاش، دون رادع ولا تردّد. هكذا تحْكُمُ الإدارة سيطرتها الكلّية على المجلس الأعلى للقضاء الذي له اليد العليا على كل ما يتعلّق بالوضع المهني للقاضي، من ترقية ونقلة وقرارات تأديبية. فتحدّد تعيينات الإدارة ما يفوق ثلثي تركيبة المجلس الأعلى للقضاء – 10 مناصب من ضمن 16 – قي حين لا يُنتخب القضاة الا ستة منهم في ظروف لا علاقة لها بالديمقراطية. يفتقد القضاة التونسيون إلى الضمانات الدنيا لأداء رسالتهم في كنف الاستقلالية حيث تبقى المعايير الدولية غير معمول بها في حين تحاصرهم شتى الضغوط الادارية. فالقاضي اليوم ليس صاحب الوظيفة السيادية، بل تعامله الادارة بصفته موظف لديها لا يحق له التعبير الحرّ ولا يسافر إلا بالترخيص، إضافة إلى حرمانه قانونا من حق الطعن في الاجراءات التأديبية. لكن أبرز الضغوط التي تطال القضاة هو دون منازع قرار نقلتهم دون رضاهم. لقد أدانت خمسة قاضيات « تسليط النقل التعسفية عليهن وعزلهن عن أطفالهن وأسرهن واستثنائهن من الترقية والنقلة » منذ سنة 2005 وضمن سلسلة من الإجراءات العقابية جرّاء مواقفهن من أزمة جمعية القضاة التونسيين. كما كشفن بشجاعة لافتة « شتى أنواع الحيف والإهانة وبإفرادهن بنظام مراقبة على الحضور بالمحاكم » وتعرضهن « لاستجوابات مهينة ومتكررة بالتفقدية العامة بوزارة العدل وحقوق الإنسان ولاقتطاع مبالغ هامة من أجورهن » وذكرن « منع أعضاء الهيئة الشرعية من التنقل يوم 21- 12- 2008 الى مكان انعقاد مؤتمر الجمعية الثاني عشر وضرب حصار أمني على منازلهم »… تطلعات الانعتاق والتخلص من واقع الدونية والتبعية يشاطره اليوم الكثير من القضاة التونسيون وهو ما يفسر لجوء الإدارة في صائفة 2005 إلى خلع الهيئة المنتخبة لجمعيتهم لمجرّد رفعها مطالب تكرّس استقلالية القاضي. ولم ننس المبادرة الجريئة التي صدرت يوم 5 جويلية 2001 عن القاضي المختار اليحياوي عندما أشار إلى « الوصاية [المفروضة على القضاء التونسي] بسيطرة فئة من الانتهازيين المتملقين الذين نجحوا في بناء قضاء موازٍ خارج عن الشرعية بكل المعايير ». لقد كلفته تلك الخطوة فصله عن القضاء تلته ملاحقات ومضايقات لا تحصى واجهها ببسالة. كل ذلك جعل الحكمم يدرك اليوم أنه يواجه إرادة قوية، متعددة المشارب، تسعى إلى ارساء سلطة قضائية مستقلة. المنصوص عليها صلب « المبادئ الأساسية للأمم المتحدة المتعلقة باستقلال القضاء ». نشر النداء بتوقيع كلثوم كنّو (الكاتب العام للهيئة الشرعية لجمعية القضاة التونسيين) ووسيلة الكعبي (عضو المكتب التنفيذي) وروضة القرافي (عضو المكتب التنفيذي) وليلى بحرية (عضو الهيئة الإدارية) ونورة حمدي باسبوعية « الطريق الجديد » الصادرة في 13 مارس 2009. في « رسالة مفتوحة إلى رئيس الدولة ». (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 19 أوت 2009)
مرشح رئاسي يشكو تعرض حزبه لتضييقات في تونس
تونس – المنجي السعيداني انتقد أحمد إبراهيم المرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة في تونس، تعرض الحزب الذي يقوده، «حركة التجديد»، لتضييقات متنوعة، وذلك قبل نحو شهرين من موعد الاقتراع. وقال في ندوة صحافية عقدها أمس بمقر الحزب في العاصمة التونسية إن السلطات التونسية أبطلت عقد الجامعة الصيفية التي كانت مقررة يومي 15 و16 أغسطس (آب) الجاري، وأبطلت ندوة سياسية كان من المقرر أن تنظمها الحركة يوم 14 أغسطس (آب) بمدينة سوسة الساحلية (140 كلم عن العاصمة)، ولم تمكّن المنظمين من فضاء لتنظيم هذه الأنشطة في سنة انتخابية. وأضاف إبراهيم أن السلطات «تستهدف الحركة وتسعى لدفعها إلى الاستسلام والحد من طبيعتها الاستقلالية وإسماع التونسيين صوت معارضة حقيقية». وحول الخطوات التي قد تتخذها الحركة خلال الأسابيع القليلة التي تفصل التونسيين عن الموعد الانتخابي قال إبراهيم: «نحن دعاة حوار وسنبقى مع المشاركة النضالية في الانتخابات ولن نسعى إلى المقاطعة لأننا قوة حوار وعقلنة سياسية» على حد تعبيره. (المصدر: صحيفة « الشرق الأوسط » (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 أوت 2009)
حزب تونسي معارض يتهم السلطات « بعرقلة » نشاطاته
تونس (ا ف ب) – اتهم المرشح للانتخابات الرئاسية التونسية عن ائتلاف يساري علماني احمد ابراهيم السلطات الثلاثاء بالقيام « بممارسات رجعية » تهدف الى « عرقلة » انشطة حزب التجديد الذي يترأسه. وقال ابراهيم في مؤتمر صحافي ان حزبه كان خلال اسبوع واحد « ضحية ممارسات رجعية تعرقل نشاطاته ». وندد رئيس حزب التجديد الذي يشغل ثلاثة مقاعد في البرلمان بما اعتبره « حظرا مقنعا » لمؤتمر فكري سياسي ومدرسة صيفية وندوة للشباب وهي انشطة يعتزم حزبه تنظيمها مع اقتراب الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقررة في تشرين الاول/اكتوبر. وقال ان حزبه لم يتمكن رغم الجهود المبذولة من توفير قاعات لهذه الانشطة متهما عناصر موالين للسلطة بالعرقلة. وتحدث ابراهيم عن « تناقض » بين الاقوال والافعال مؤكدا انه لا يعتزم « الرضوخ لمثل هذه الممارسات » ولا بالوقوف متفرجا او عاجزا في الانتخابات القادمة التي تبدو « بعيدة عن كونها انتخابات حرة وذات مصداقية ». ودعا ابراهيم (62 عاما) السلطات الى تعزيز مناخ المنافسة الحرة والمساواة بين المرشحين لاعطاء الانتخابات المقررة في الخريف الحد الادنى المطلوب من المصداقية. وترشح الى هذه الانتخابات خمسة معارضين والرئيس المنتهية ولايته زين العابدين بن علي المرشح للولاية الخامسة. وكان بن علي اعيد انتخابه في 2004 بنسبة 94,4% من الاصوات وحاز حزبه على ثمانين بالمئة من المقاعد ال189 في مجلس النواب، فيما تتوزع باقي المقاعد على خمسة احزاب للمعارضة.
(المصدر: وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب بتاريخ 19 أوت 2009)
معارض تونسي ينتقد تقييد حزبه
كرر المرشح لانتخابات الرئاسة التونسية المعارض أحمد إبراهيم انتقاده لما وصفه بـ »تضييق » السلطات التونسية على أنشطة حزبه والصحيفة الناطقة باسمه، وطالبها بتوفير « حد أدنى » من شروط التنافس النزيه وذلك قبل شهرين من موعد الانتخابات. وقال إبراهيم في مؤتمر صحفي عقده أمس الثلاثاء (18 أوت) إن حركة التجديد، التي يشغل منصب الأمين الأول لها، تعبر عن « احتجاجها الكبير » بعد أن « عطلت السلطات بالكامل الاجتماعات والأنشطة السياسية العادية للحزب » في مناطق داخل تونس. وأضاف المعارض التونسي أن السلطات التونسية « تضغط » على « كل » الفنادق والنزل داخل تونس لمنعها من تأجير مساحات لعقد اجتماعات الحزب، مؤكداً أن ذلك دفع التنظيم لإلغاء ثلاثة أنشطة سياسية « مهمة » خلال الأسبوع الماضي وحده. كما اتهم السلطات بـ »تعطيل توزيع » صحيفة « الطريق الجديد » الأسبوعية الناطقة باسم حزبه، وطالبها بـ »وضع حد لهذه الممارسات الإقصائية » بتوفير « حد أدنى من شروط التنافس النزيه خلال الانتخابات ». وكان إبراهيم انتقد أكثر من مرة ما وصفه بالحصار الإعلامي الذي قال إنه وحزبه -وهو حزب شيوعي معارض ممثل في البرلمان- يتعرضان له منذ أن رشح نفسه لانتخابات الرئاسة في مارس/آذار الماضي. واعتبر في تصريحات سابقة أنه منافس جدي للرئيس زين العابدين بن علي المرشح عن حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم. وأعلنت حتى الآن خمسة أحزاب تونسية معارضة -من أصل ثمانية معترف بها- ترشيح زعمائها في الانتخابات الرئاسية. ويذكر أن حركة التجديد شاركت بانتخابات 2004 بالمرشح محمد الحلواني الذي لم يحصل إلا على نسبة 0.95 % من الأصوات بالانتخابات التي فاز بها بن علي بأكثر من 94%.
(المصدر: موقع الجزيرة.نت (الدوحة – قطر) نقلا عن وكالة الأنباء الألمانية دي بي أي بتاريخ 19 أوت 2009)
الدار البيضاء في 19 إغسطس 2009 الإعلاميون العرب تحت الرقابة المشددة
تستنكر المجموعة العربية لرصد الإعلام تدهور أوضاع الصحفيين فى العالم العربى. حيث سجلت على هامش أجتماعها الدورى بالدار البيضاء الذى أختتم أعماله اليوم ١٩ أغسطس 2009 تصاعد وتيرة التضييقات والإنتهاكات التى تطال الأعلاميين. حيث التهديدات والإعتقالات وإغلاق المنابر الإعلامية والإستجوابات والمتابعات القضائية والمنع من حرية التنقل بالإضافة الى مصادرة أكثر من 10 صحف عربية خلال الشهريين الأخيريين و حملات التشهيير بالإعلاميين. ففى المغرب طالت الإنتهاكات مجموعة من الصحفيين تمثلت فى:الإستجوابات والأستنطاقات لعدد منهم بعد تغطيتهم للإنتخابات الجماعية يونيو 2009 (الأحداث المغربية) وتلفيق التهم وإقامة الدعاوى القضائية (المساء – الجريدة الأخرى – جريدة مشعل) . وحجز ومصادرة كل من مجلتى تيل كال ونيشان بقرار من وزير الداخلية عقب نشرهما إستطلاعا عن محصلة عشرة أعوام من حكم الملك المغربي محمد السادس ، ثم تلته مصادرة الصحيفة الفرنسية « لوموند » لنشرها نفس الاستطلاع في الأسبوع التالى ، أما في تونس، تسجل المجموعة العربية بحسرة الانقلاب الذي تم ضد المكتب الشرعي لنقابة الصحفيين التونسيين، في الخامس عشر أوت الجاري، انقلاب دبرته السلطة بالاعتماد على عناصر من الحزب الحاكم في قيادة المنظمة. وقد سبق هذا الانقلاب، استخدام السلطة لجهاز القضاء في إيجاد فتوى قانونية تعطي للانقلابيين غطاء شرعي لخرق النظام الداخلي. وتأسف المجموعة للموقف غير المشرف الذي لعبه الكاتب العام للنقابة الوطنية للصحفيين المغاربة، الذي أوفدته الفيدرالية في مهمة مساعي حميدة لتفادي الوصول لحالة الانقلاب على الشرعية، غير أن ذات الموفد انتهى إلى تزكية مخزية للانقلاب، بحضوره للمؤتمر بصفته الشخصية، موقف يضاف إلى مواصلة اتحاد الصحفيين العرب وقوفه إلى جانب الحكومات العربية عوض وقوفه لجانب المهنة و المهنيين. ويتزامن هذا الانقلاب الذى نددت به الفيدرالية الدولية للصحفيين, مع استمرارا حملات التشهير التي تقودها الأجهزة الأمنية ضد الصحفيين و المدافعين عن حقوق الانسان، فى الوقت الذى يتواصل الإغلاق غير القانونى لمقر إذاعة كلمة والملاحقة الأمنية لصحفييها أسابيع قليلة قبل الاستحقاقات الانتخابية القادمة. و في الجزائر، تواصل السلطات الجزائرية ضغوطها على الصحفيين و المراسلين الصحفيين باستخدام جهاز القضاء، من أجل غلق ما تبقى من مساحات التعبير، وفي هذا المجال، تم اعتقال ومتابعة أربع مراسلين صحفيين في كل من غرداية –جنوب الجزائر-، وفي تبسة-460كم شرق الجزائر-،ومغنية غرب الجزائر والبيض جنوب غرب البلاد، ويتعلق الأمر بكل من السادة، نجار الحاج داود، ورابح لموشي، ونوري بن زنين وحسان بوراس، وقد أقر القضاء ، أحكاما بالسجن النافذ ، أسابيع قليلة بعد الانتخابات الرئاسية في حق هؤلاء. وتضاف هذه الأحكام القضائية لقائمة طويلة من المتابعات، التي تنذر بتعميق ظاهرة الرقابة و الرقابة الذاتية على الكتابات الصحفية في الجزائر، خاصة وأن عدد القضايا المعروضة تقدر بالعشرات في أسابيع معدودة، في بلد لا زالت تشريعاته تجرم جنح الصحافة. أما فى مصر فقد تعرض عدد من صحافيى وصحافيات جريدة « المسائية » المصرية المعتصمون في مقر الجريدة بتاريخ ١٤ أغسطس لاعتداءات وتحرشات جنسية وتمزيق للملابس من قبل عدد من الصحفيين الذين كانوا قد اعتدوا عليهم من قبل. وقد جاء هذا الاعتصام رداً على قرار دمج « المسائية » بصحيفة « أخبار اليوم »، كما قام جهاز الرقابة التابع لوزارة الاعلام بمصادرة صحيفة « البلاغ الجديد » بسبب نشرها لملف عن انتهاكات حقوق المصريين في السعودية ، وفى سوريا اقال وزير الاعلام السوري شفهياً الإعلامي إبراهيم الجبين من التلفزيون العربي السوري ووقف بث وإنتاج حلقات جديدة من برنامجه علامة فارقة، وقامت الجهات الامنية باستدعائه وتوقيفه لدى أحد أجهزة الأمن في دمشق بعد بث إحدى الحلقات السابقة . كما تم اقالة الصحفي أحمد تكروني في الثاني من آب/أغسطس 2009 من منصبه كرئيس تحرير الجريدة المحلية العروبة الحمصية في 14 تموز/يوليو 2009. كما قامت السلطات السورية باعتقال الصحفي العراقي سلام الشماع أثناء قدومه من دولة البحرين إلى مطار دمشق الدولي بتاريخ 26/7/2009 بسبب حمله مسودات كتب معرفية كما اقدمت السلطات السورية على اغلاق مكتب قناة المشرق الفضائية السورية في دمشق والتحقيق مع 15 إعلامي من العاملين فيه وقد جاء هذا الاغلاق بعد قيام السلطات السورية بمنع فريق القناة من التصوير في احد اسواق مدينة دمشق. أما فى العراق فقد تلقى الصحفى أحمد عبد الحسين أمين سر تحرير جريدة الصباح الحكومية تهديدا بالقتل أتر نشره في الرابع من آب/أغسطس 2009 مقالة حمّل فيها هذا المجلس الإسلامى العراقى مسؤولية سرقة مصرف في بغداد في أواخر تموز/يوليو 2009. وفى الأمارات بتاريخ ٧ يوليو صدر حكماً من المحكمة الاتحادية العليا بتعطيل صدور صحيفة «الإمارات اليوم» بنسختيها الورقية والإلكترونية لمدة 20 يوماً ، وتغريم الرئيس التنفيذي ورئيس التحرير سامي 20 ألف درهم لكلا منهما . أما فى البحرين فقد اتخذت السلطات البحرينية عدداً من الاجراءات المشددة على حرية الرأي التعبير، تضمنت حجب المئات من المواقع والمدونات الالكترونية بما فيها المعنية بحقوق الإنسان، وبمقاضاة عدد من الكتاب والصحفيين لمجرد ممارسة مهام عملهم من بينهم ابو الحسن بو حسين ولميس ضيف قد تم استخدام عدد من القوانين كقانون العقوبات لعام 1976, و قانون الصحافة لعام 2002 و قانون مكافحة الإرهاب لعام 2006 في قمع حرية الرأي والتعبير. كما سجلت المجموعة العربية نهج العقيد معمر القذافى الذى لم يقف عند حدود خنق الحريات الصحافية ببلده ليطال الصحفيين بالخارج حيث بلغ عدد الدعاوى المرفوعة ضد الأعلاميين عشرات القضايا حيث قام الرئيس الليبي فى الأعوام الأخيرة بملاحقة الصحفيين العرب قضائيا عبر سفاراته في الخارج ، من ذلك ملاحقة صحيفة الشروق الجزائرية ، و صحيفتي صوت الأمة والدستور في مصر ، فضلا عن جريدة الوطن السعودية. وأخيرا ثلاث صحف مغربية هي » المساء ، الجريدة الأولى ، الأحداث المغربية » وأمام هذه الأنتهاكات فإن المجموعة العربية اذ تعبر عن تضامنها مع ضحايا الإنتهاكات من صحفيين ونقابات ومؤسسات صحفية فهى تطالب الحكومات العربية بإحترام إلتزاماتها وتعهداتها الدولية المتعلقة بحرية الرآى والتعبير وضمان حرية العمل الصحفى وتكوين الجمعيات والحق فى التنقل والأمان الشخصى والسلامة البدنية لكل العاملين فى الحقل الإعلامى. كما تطالبها بالإلغاء الفورى لكل التشريعات المجرمة لجنح الصحافة, وكل القوانين الإستثنائية بما يضمن حق الصحفى فى ممارستة مهنته بكل حرية وفى ضمان حقه فى الوصول لمصادر المعلومات. لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالهاتف 00212675691484
منجي الفطناسي نشرت صحيفة « الصباح » قبل أسبوعين مقتطفات من دراسة أعدتها وزارة شؤون المرأة والأسرة التونسية ، أشارت فيها إلى أن عدد حالات الطلاق المسجلة خلال العام الماضي بلغ 9127 حالة، مقابل 16 ألف حالة زواج. وخلصت الصحيفة إلى أن تلك الأرقام تجعل تونس تحتل المرتبة الأولى عربيا والرابعة عالميا في نسبة الطلاق ، لافتة إلى أن أكثر من 50 % من إجمالي عدد قضايا الطلاق التي نظرت فيها المحاكم التونسية خلال العام الماضي رفعتها النساء ، وذلك في ظاهرة جديدة على اعتبار أن تلك النسبة لم تتجاوز 6 % عام 1960 أي قبل نحو نصف قرن. غير أن وزارة العدل التونسية التي دأب وزيرها على احتراف الكذب والتزوير والتدليس والتلبيس رفضت هذا الاستنتاج ، باعتبار أنه « لا يمكن من الناحية المنهجية وضع مقاربة بين البلدان بشأن أي ظاهرة بما في ذلك مقاربة نسب الطلاق، إلا إذا كانت أنظمتها القانونية مماثلة أو على الأقل متشابهة ». تتنافس الدول المتحضرة عادة لتتبوأ المراتب العليا في ميادين التسلح والتقدم العلمي والتقني والصناعي وفي تحقيق العدل الإجتماعي والرفاهية لمواطنيها في حين تتنافس تونس العهد الجديد لاحتلال الصدارة عربيا وإسلاميا في كل ما هو سيء ومنحط ومتخلف : -فهي الأولى عربيا في نسبة الطلاق وهذا بشهادة وزارة شؤون المرأة والأسرة ( وشهد شاهد من أهلها ) بسبب غياب الوعي بمفهوم ورسالة وفوائد وأهداف الزواج وحقوق الزوجين وكيفية معالجة الخلافات الزوجية عند حدوثها من جهة وبسبب ضرب وتغييب دعاة الإصلاح وفتح الأبواب على مصراعيها لدعاة الإفساد من جهة أخرى. -والأولى عربيا في معاداة الله ورسوله ( الحرب الشاملة على الدين لم تتوقف منذ أكثر من عشرين سنة ، حرب على الثوابت والمقدسات ، حرب على بيوت الله ، حرب على المصحف دنس وديس بالأقدام أكثر من مرة في سجون بن علي ، حرب على الحجاب ( تونس هي البلد الوحيد في العالم الذي يحارب الحجاب ( مسموح به حتى في إسرائيل ) والتلفزة التونسية هي الوحيدة في العالم التي لا تظهر على شاشتها المحجبات ) ، حرب على الكتاب الإسلامي ( معارض الكتاب التي تنظم في تونس تسبقها دائما حملة أمنية لشطب الكتب الإسلامية الشيء الذي دفع أصحاب المكتبات الأجانب المشاركين للإحتجاج والتهديد بالمقاطعة ) ، حرب على الدعاة الإسلاميين ( تونس البلد الوحيد الذي يمنع الدعاة من دخوله ، حتى القرضاوي وسلمان العودة دعيا لغاية خبيثة وهي تلميع سورة النظام المهترئة ، القرضاوي سمح له بزيارة خاطفة ولم يسمح لأي من كتبه بالدخول )، حرب على المواقع الإلكترونية ( كل المواقع الإسلامية تقريبا محجوبة عن المواطن التونسي)، حرب على اللحية كما تدل على ذلك الحملات المستمرة على الشباب المتدين في الأسواق و الشواطئ . أصبح السؤال التقليدي لدى البوليس المتهورعند إيقافه لأي شاب متدين لماذا أنت عامل لحية نحي عليك هالوسخ ، قاتلهم الله أنى يؤفكون سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أصبحت وسخا عند هؤلاء الحمير الهمج الرعاع. -والأولى عربيا وإسلاميا في انتهاك حقوق الإنسان والإعتداء الصارخ على كرامته وآدميته.( اقرأوا إن شئتم التقارير اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية التي تصدرها المنظمات الحقوقية ) . لم يسبق في تاريخ تونس أن دخل السجون وهجر إلى الخارج (عائلات بأكملها تفر إلى دول الجوار) وابتلعت البحار مثل هذا العدد الهائل من الأبرياء والمظلومين (لم يحدث هذا حتى في الحقبة الإستعمارية). -و الأولى عربيا في التعذيب والتنكيل والموت البطيء والتضييق على الحريات والبطش بالمواطنين العزل ، فهي البلد الوحيد في العالمين العربي والإسلامي الذي تطبق فيه المراقبة الإدارية على المساجين المسرحين ، وهي البلد الوحيد الذي ينفى فيه المواطن داخل وطنه ، وهي البلد الوحيد الذي يحرم فيه السجين السابق من حق العمل وحق الجواز وحق التنقل من مدينة إلى أخرى و حق حضور الأفراح والجنائز وحق التردد على المحامين المعارضين وحق المشاركة في التظاهرات التي ينظمها المجتمع المدني ، وهي البلد الوحيد الذي تتعرض فيه مكاتب وسيارات وبيوت الناشطين الحقوقيين للتكسير والخلع والسرقة والحرق ، وتصادر الأموال المحولة إليهم من ذويهم ومن أصدقاءهم بالخارج من البنوك ومن مكاتب البريد ، وهي البلد الوحيد الذي يعنف فيه المحامون والقضاة المستقلون ليلا نهارا أما مرأى ومسمع الجميع حتى داخل المحكمة وهم بلباس المهنة. -والأولى عربيا وإسلاميا في إشاعة الفاحشة ونشر الرذيلة في الذين آمنوا ، يقابل الحرب على القيم في تونس خطة محبوكة جيدا لتلويث عقول الشباب الذين هم العمود الفقري لأي مجتمع ، ففي ظل سيطرة اليسار المتصهين على الإعلام ووسائل التربية أريد الزج بالمرأة التونسية وتحت يافطات التحرير والحداثة والمساواة في كل مجالات القذارة ، فالمرأة في العديد من الحالات وبسبب ارتفاع نسبة العنوسة وصعوبة الأوضاع الإقتصادية صارت تعيش إلى جانب الرجل تحت سقف واحد دون عقد زواج ، وتتعاطى وتبيع المخدرات ، تنام خارج البيت والويل لوالدها إن لامها ، تجلس جنبا إلى جنب مع الرجل في المقاهي وفي ملاعب الكرة والحانات تعاقر الخمر و تلعب القمار .الشباب اليائس والمهمش يفرغ طاقاته المكبوتة في تناول الممنوعات ويعبر عن استياءه من الأوضاع الفاسدة بالعنف في الملاعب. الكلام البذيء منتشر في كل شبر من تراب الجمهورية ومن الجنسين ، المعاكسة المراودة للفتيات في كل شارع وحارة حتى وإن كن مع أوليائهن ، أكثر بلد عربي يسب فيه الدين والجلالة ، تبرج وفحش في اللباس يفوق أحيانا ما يقع في الغرب. – الأولى عربيا وإسلاميا في نسبة الجريمة ، معدلات جرائم القتل والإغتصاب والسطو المسلح في ارتفاع مدهش منذ استيلاء هذا الجرثومة على الحكم ( أصبح القتل مجانيا ولأتفه الأسباب من أجل سيجارة ومن أجل مبلغ زهيد ومن أجل هاتف جوال ، قتل الوالدين كثر في سابقة خطيرة لم تشهد لها البلاد مثيل ). – الأولى عربيا وإسلاميا في نهب الخيرات ، لصوص تونس العظام هم أقارب الرئيس وأقارب زوجته الحاجة الذين لم يبقوا على شيء في البلد إلا وضعوا أيديهم عليه ، الإقتصاد التونسي لا تحكمه نظرية اقتصادية من ذوي الإختصاص إنما هم الذين يملكون السوق ويتحكمون فيه ، هم وراء الغلاء الفاحش الذي ينذر بانفجار شعبي هائل ، يديرون شبكات كثيرة في الداخل والخارج للدعارة والسرقة وتبييض الأموال وتجارة المخدرات. من أجل هذه الإنجازات الضخمة التي تحققت في ظل عهده الزاهر وبفضل قيادته الرشيدة أعلن وتضامنا مع أصحاب الخلاص الفردي مساندتي لترشيح سيادته لولاية رئاسية خامسة حتى يكمل مشواره في تدمير البلاد والعباد وإهلاك الحرث والنسل وإفساد الأخلاق ومحاربة الحجاب والتنكيل بإخواني المبتلين الصادق شورو والمنصف بن سالم وأحمد العش وغيرهم والقضاء على كل بذور الخير في تونس الحبيبة.
(المصدر: موقع « الحوار.نت » (ألمانيا) بتاريخ 19 أوت 2009)
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد الصادق الأمين ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسّكم النّار!!
تعقيبا على بيان 19
(الجزء الثالث)
7 – تستّر بن علي على جرائم رهطه وأزلامه! ذاك هو « بن علي » رأس العصابة! الذي كان يجب عليه – لو لم يكن كذلك – أن يبادر بالاستقالة من الرّئاسة، كما يفعل الأحرار من رؤساء الدّول والحكومات والوزراء في بلاد الغرب وغيرها، كلّما تعلقت بهم أو بأحد من قراباتهم، فضيحة تطعن في أمانتهم أو تمسّ بمكانتهم وسُمعة مناصبهم! وحيث لم يكن « بن علي » من مَصافِ أولئك الأحرار الذين يبادرون – لأوّل شبهة أو ظِنّة – بالاستقالة والتخلّي طوعا عن الحكم، صيانة منهم للمنصب أن يشوَّه ببقائهم فيه مع تلبّسهم بالشّبهة أو تعرّضهم للتّهمة، حفاظا منهم على شرف المنصب أن يُساء إليه، فيسقط بسببهم قدرُه من أعين النّاس؛ فقد كان يجب على كلّ تونسيّ حرّ شريف منّا أن ينادي بإقالة « بن علي » من الرئاسة، يوم انكشفت في فرنسا فضيحة شقيقه الحبيب – شُهر منصف – بتورّطه في جريمة الاتّجار في المخدّرات! وهي الفضيحة المشهورة بقضية (Couscous Connection) ، فتستّر « بن علي » على فضيحة شقيقه تلك، أوّل الأمر بإضفاء صفة دبلوماسية عليه، وتسليمه جوازا دبلوماسيا لتمكينه من الفرار من وجه القضاء الفرنسي، ثمّ تعمّد فيما بعد حمايته من تنفيذ الحكم الصّادر عليه من أجل أفعال يجرّمها القانون التونسي نفسه، إذ ينصّ الفصل 305 من مجلّة الإجراءات الجزائية على أنّه » يمكن تتبّع ومحاكمة المواطن التونسي من طرف المحاكم التونسية إذا ارتكب خارج تراب الجمهورية جناية أو جنحة يعاقب عليها القانون التونسي.. »[1]. ولم تقتصر حكومة « بن علي » على تهريب شقيقه الجاني بتزوير صفته، بل زادت على ذلك، فأنكرت تورّطه في الجريمة أصلا قائلة » إنّه لا يوجد في سجلاّتها شخص تحت اسم « المنصف » وهو الإسم المعروف به والذي شمله الحكم الفرنسي »[2]. وإذا كان من المتعذّر – بمقتضى القانون – تسليمه إلى القضاء الفرنسي لمحاكمته، اعتبارا لمنع القانون تسليم المواطن التونسي ليُحاكَم لدى قضاء أجنبي؛ حيث نصّت الفقرة الأولى من الفصل 312 من مجلة الإجراءات الجزائية على أنّه » لا يُمنح التّسليم في الحالات الآتية: – أوّلا: إذا كان الشّخص المطلوب تسليمه مواطنا تونسيا »[3]؛ أليس من مقتضى قواعد العدل والمساواة، وعملا بشعار دولة القانون والمؤسّسات الذي يتشدّق به « بن علي »، أن يأمر بمحاكمة شقيقه هذا لدى القضاء الوطني بوصفه مواطنا تونسيا مشتبها فيه، بقطع النّظر عن مرتبته الاجتماعية أو صفته الاعتبارية! أو قرابته أو صلته برئيس الجمهورية؛ كما هو الحال مع عموم الأفراد التونسيين الذين يُحاكمون في تونس غيابيّا بمجرّد تُهم ودعاوى جزائية، هي في أغلبها شكوك وظنون وهمية، موجّهة عليهم من قِبل دوائر قضائية أجنبية، تنتهي غالبا لدى تلك الدّوائر نفسها بالحفظ ووقف التتّبع؛ ومع ذلك يصرّ حكّام « بن علي » على محاكمتهم والحكم بإدانتهم مع ثبوت براءتهم!! مثلما يفعلون مع التونسيّين المسرّحين من معتقل غوانتنامو[4] أو العائدين من البوسنة والهرسك، أو من كندا أو من سوريا أو العراق أو باكستان أو لبنان، وحتى من بلاد الخليج، والبلدان الأوروبية[5]. وكما لم يسلم الأحياء المغتربون من شرّ قضاة السابع من نوفمبر، فلم يسلم من شرّهم كذلك حتى الأموات في قبورهم!! حيث » أصدرت محكمة تونس الابتدائية حكما غيابيا بسجن تونسيّيْن اثنين هما (زياد المحرزي) و(طارق بن عمار) اللذيْن قتلا سنة 2005 في معركة الفلوجة بالعراق لمدّة 11 سنة نافذة بموجب قانون مكافحة الإرهاب »[6]. فكيف بعد كلّ هذا، يجوز لرئيس دولة أن يتستّر على مجرم، بمنع مقاضاته أو معاقبته بسبب رَحِم أو قرابة أو نسب أو مصاهرة؟! مع العلم بأنّ القانون الجزائي التونسيّ نفسه يجرّم كلّ من يتستّر على مجرم، أو يساعده على الفرار من وجه القضاء! بوصفه شريكا في الجريمة؛ وهذا عين ما فعله « بن علي » مع شقيقه في مخالفة صريحة منه للقانون التونسي الذي يزعم « بن علي » أنه الحفيظ عليه! والأمين على تطبيقه! فقد نصّ الفصل 24 من القانون عدد 52 لسنة 1992 المؤرّخ في 18 ماي 1992 المتعلّق بالمخدّرات على ما يلي: » يُعاقب بالسّجن من خمسة أعوام إلى عشرة أعوام وبخطيّة من خمسة آلاف دينار إلى عشرة آلاف دينار كلّ من حاول منع السّلط المختصّة أو تضليلها عن اكتشاف جرائم المخدّرات أو إلقاء القبض على مرتكبيها أو حاول تسهيل فرارهم أو إخفائهم.. »[7]. إنّ حماية المجرمين والجناة، وخصوصا بعد تحقّق جنايتهم وثبوت إدانتهم، جريمة موجبة للعقاب، لما فيها من تحريض على الإجرام وحضّ عليه! ومشاركة فيه؛ فكيف تغاضى ممثل الادّعاء العام التونسي عن هذه الجريمة التي ارتكبها « بن علي »، فلم يحرّك ضدّه دعوى مع أن جريمته ثابتة الأركان مستوفية الشّروط!؟ أم أنّ ممثل الادّعاء العام التونسي يكيل بمكيالين! فلا يقدر على تحريك الدّعاوى إلاّ على الضّعفاء من أهالي تونس، كما هو حاله مع الآلاف من الشباب التونسيّين المتديّنين الأبرياء الذين يُساقون باسم الإرهاب! إلى المحاكم والسّجون والمعتقلات بتهم واهية ودعاوى كاذبة!! أمّا كبار الجناة والمجرمين والعُتاة والإرهابيين من أمثال « بن علي » وعصابته وبطانته وأعوانه وجلاوزته، وأزلامه، فلا سلطان لممثل الادّعاء العام عليهم، ولسنا ندري إن كان ذلك عن تواطؤ منه معهم، جعله يضعهم في مرتبة فوق الدّستور والقانون! أم هو يعتبر ذواتهم وتصرفاتهم مصونة لا تمسّ؟! أم أنّ ممثّل الادّعاء هو أجبن من أن يتجرّأ على أدنى واحد من هؤلاء الرّهط بتحريك دعوى أو توجيه تهمة أو إحالة على التحقيق!! فهو كلما وقف على جريمة من جرائمهم أو مظلمة من مظالمهم – وما أكثرها – سارع في طمس معالمها وإتلاف شواهدها ووثائقها، وقد وصل الأمر برهط 7 – 11 إلى حدّ قتل شهود الإثبات في جرائمهم غيلة[8] دون أن يحرّك هذا الادّعاء العام ساكنا. إنّ جرائم « بن علي » ورهطه، ومظالمهم، قد طمّت في البلاد وعمّت معظم العباد، وبلغت من الكثرة ما لا يعلم إلا الله عدّها! وما علمناه منها إنّما هو شيء قليل!! كتلك الأرواح البريئة التي قارب عدّها المائة، أزهقها جلاوزة « بن على » بالتعذيب أو بالسّجن مع الحرمان من الدّواء والعلاج والغذاء! أو بالرّصاص! كما كان الحال مع أهالي الرّديّف، لقد سقطت تلك الأرواح تحت سمع « بن علي » وبصره، فما علمناه حرّك ساكنا، فأمر بمقاضاة واحد من هؤلاء الجلاوزة أو الأزلام، أو القصاص منه أو أذن بمعاقبته عقابا يكافئ جنايته، بل تستّر – كعادته – على جنايتهم بحمايتهم، وزاد على ذلك، فأمر بتكريمهم وترقيتهم!! وإذا فاتنا نحن أهاليَ تونس أن نُقيل « بن علي » من منصبه، إبّان تورّطه في التستّر على فضيحة شقيقه، أما كان يتوجّب علينا أن نعمل على إقالته بسبب ما أزهق أعوانه وجلاوزته من أرواح بريئة من خيرة أبناء تونس؟! ذلك أنّ للنفس البشرية حُرمة هي أعظم عند الله من حرمة الكعبة! كيف لا؟! وقد عدّ القرآن المجيد قتل نفس واحدة بغير حقّ، كأنه قتل لجميع الناس، حيث قال تعالى (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً) [المائدة: 32]. فكيف بمن أزهق العشرات من الأنفس ظلما وعدوانا؟! ولا ريب أنّ تبعة قتل تلك الأرواح وغيرها، تقع على عاتق » بن علي » بحكم مسئوليته الإدارية والقانونية! ذلك أن تبعات الجرائم والمظالم التي يقارفها العُرفاء والأعوان والخدم والرّقباء، كما تقع عليهم، تقع كذلك على مخدوميهم من المُدراء والكُبراء والوزراء والرؤساء، كما أشار إلى ذلك القرآن العظيم في قوله تعالى (إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ) [القصص : 8]. وهذه فضيحة تهريب أختانه للقوارب من ميناء فرنسا إلى ميناء تونس سنة 2006 وهي جريمة شوّهت سمعتنا نحن التونسيّين وسمعة بلادنا في أعين الشعوب الأوروبية، وخاصّة الشّعب الفرنسي، حيث وُصمنا بسبب رهط السابع من نوفمبر باللصوصية!! وهي وصمة عار! لا سبيل لتطهير سمعتنا وسمعة بلادنا منها إلاّ بمحاكمة أختان « بن علي » المتورّطين في تهريب هذه القوارب محاكمة علنية[9]، بمحضر سفراء الدّول الأجنبية ومراسلي الصّحف ووكالات الأنباء العالمية، وتسليط عقاب صارم على هؤلاء الجناة، يردعهم ويخضّد شوكتهم!! ذلك ليعلم كلّ من شهد المحاكمة أو علم بها أنّه لا حصانة في تونس لأحد، وأنّ الناس فيها سواء أمام العدالة، لا فرق بين حاكم ومحكوم!! فبهذا فقط نقيم دولة القانون والمؤسّسات، وبهذا فقط يكون مجتمعنا مجتمعا مدنيا متحضّرا، لا فضل فيه لأحد على آخر! ولا امتياز فيه لحاكم على محكوم؛ إذ لا معنى لمجتمع متمدّن أو متحضّر حتى يكون جميع الناس فيه – كما قال النبي صلّى الله عليه وسلم – كأسنان المُشط « [10]. 8 – سقوط عدالة بن علي بتستّره على المجرمين! كما أنّ تستّّر » بن علي » على جريمة أختانه – لصوص القوارب – كذلك جريمة كبرى تستوجب هي الأخرى دحره وزحزحته عن دست الحكم باعتباره شريكا لهم في هذه الجناية! إذ أنّ تستّر أيٍّ كان على المجرم بحمايته من التتبّع، جريمة بحدّ ذاتها! فكيف إذا كان المتستّر رئيسَ دولة، يستغلّ جاهه ومنصبه وسلطانه وصولجانه، ليضفي بذلك حصانة على الجناة والمجرمين من أختانه وقراباته وأزلامه وأصهاره وأعوانه؟! إن دين الإسلام حرّم الشّفاعة في أيّ حدّ من حدود الله، وسمّاها شفاعة سيّئة يتحمّل وزرها كلّ من يتولاّها، حيث قال تعالى (وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتاً ) [النساء : 85] . واعتبارا لعظم وزرها، وثقل تبعتها، شدّد النبيّ – صلى الله عليه وسلم – النّكير على كلّ من يشفع في حدّ من حدود الله، أو يسعى ببذل جاهه في حماية الجاني من العقوبة – حتى ولو كان هذا الجاني فاطمة الزهراء بنت رسول الله – وحاشاها من ذلك رضي الله عنها؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم » والذي نفسي بيده لو أنّ فاطمة بنت محمّد سرقت لقطعتُ يدها « [11]. إن تستّر « بن علي » – بحكم منصبه – على المجرم – أيّا يكنْ هذا المجرم شقيقا أو زوجا أو ولدا أو خَتَناً أو صهرا أو قريبا أو بعيدا – وبأيّ وجه كان هذا التستّر، سواء بمنع القضاء من تتبّع الجاني أو تعطيل محاكمته أو وقف العقاب المَقضيّ به عليه؛ فهو من قبيل استغلال النُفوذ وتجاوز للسلطة في حكم القانون الإداري!! كما أنّه في عرف الأخلاق من خوارم المروءة! بل هو في حكم الشّرع مُسقط من مسقطات العدالة، الذي يوجب حتما إقالة « بن علي » من منصب الرئاسة لانعدام أهليته بسقوط عدالته!! حيث أصبح – بتستّره على المجرمين وحمايته لهم من أيّ دعوى أو تتبّع – مغموصا بفسق!! وهو ما يجعل حكمه لتونس باطلا شرعا!! فكيف بعد هذا ينادي أصحاب البيان بمساندة ترشحّه للمرّة الخامسة، ويدعوننا فوق ذلك إلى الإجماع عليه مع بطلان حكمه بسقوط عدالته وانخرام مروءته؟ّّّ! 9 – تواطؤ ممثّل الادّعاء العام التونسي مع رهط 7 – 11 لقد تسبّب عهد السابع من نوفمبر في تردّى الوضع العام في بلادنا، وانخرام الأمور فيها بصفة رهيبة! وضعت المجتمع التونسي على شفا الهاوية! كما تشهد بذلك جميع التقارير والدّراسات وأرقام الإحصاءات المفزعة المتعلقة بالانهيار العام الشامل لكافة قطاعات المجتمع التونسي المالية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والسياسية والخلقية والثقافية والإعلامية والسلوكية والقضائية…الخ؛ الأمر الذي يحملنا على التساؤل عن ممثلي الادّعاء العام التونسي وموقفهم حيال هذه الكوارث التي تعصف اليوم بكيان المجتمع التونسي؟! فهل أن ممثلي الإدّعاء العام في سُبات عميق، أم هم متواطئون مع رهط السّابع من نوفمبر بالتغاضي عمّا يقارفونه من جرائم ومظالم ومفاسد ومناكر يشيب من هولها الولدان؟!! أما آن لممثلي الادّعاء العام التونسي في مختلف جهات البلاد المستحفَظين – بموجب القانون – على سلامة النّظام العام للمجتمع التونسي، أن يستفيقوا من رقدتهم! ويقلعوا عن تواطؤهم ليقوموا بمهمّتهم في تتبّع الجناة والمجرمين من عناصر الرهط وأذنابهم، دون اعتبار لمناصبهم أو مواقعهم، كما يفعل ممثلو الادّعاء العام في بلاد الغرب، حيث لا يعلو على الادّعاء العام فيها ملك ولا رئيس ولا وزير؛ فالكلّ هناك أمام القانون سواء! أليس من الغريب أن نرى ممثلي الادّعاء العام في الولايات المتحدة الأمريكية وفي البلاد الأوروبية وحتى في دولة الكيان الصهيوني، يحرّكون الدّعاوى العامّة ضدّ الرؤساء ورؤساء الحكومات والوزراء في هذه البلدان دون تمييز! من أجل ارتكابهم ما يخرم المروءة! من مخالفات مالية أو قانونية أو خلقية! كما كان الحال مع الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون والرئيس كلينتون والرئيس جاك شيراك، وبعض رؤساء الوزارة في إيطاليا وبريطانيا واليابان، ومع مجرمي الحرب الصهاينة في دولة الكيان الصهيوني مثل شارون وابنه، ورئيس الكيان الصهيوني موشي كاتساف ورئيس الوزراء إيهود أولمرت، والوزير ليبرمان! ولم نسمع بواحد منهم قطّ امتنع من الامتثال لأوامر المدّعي العام، متعلّلا بمنصب الرئاسة، أو رفض الدّعوى متذرّعا بالحصانة أو رفعة الرتبة أو المكانة! أو هدّد ممثّل الادّعاء العام أو توعّده – إن لم يحفظ الدّعوى – بالانتقام أو أمر بإقالته من منصبه أو مقاضاته على جرأته!! بل لقد رأيناهم جميعا يخضعون لأوامر الادّعاء صاغرين! وينصاعون لقراراته مذعنين!! بل لقد شهدنا بعضهم يسارع بالاستقالة من منصبه حال ظهور الإشاعة المتعلقة به، معتذرا لشعبه، مقرّا له بخطئه وذنبه، مُعربا عن استعداده لتحمّل تبعته!! كما كان الحال مع رئيس الوزراء الياباني « تشينزو آبي » الذي قدّم استقالته بعد عام فقط من تولّيه لمنصبه لمعاناته من سلسلة من الفضائح التي تورّط فيها وزراء من حكومته، أدّت إلى تراجع كبير في مستوي شعبيته »، وكذا الحال مع الوزيرة السّويدية للثقافة التي استقالت من منصب الوزارة من أجل انكشاف تهرّبها من تسديد الرسوم الموظفة على استخدام التلفزيون، وتوظيفها حاضنة دون التصريح بذلك لإدارة الضرائب[12]. فإلى متى نظلّ نحن التونسيين، خاضعين قسرا لسطوة حاكم جبّار؟! استولى خلسة على بلادنا، على طريقة كبار اللصوص وقطّاع الطرق، فحوّلها – بشؤم عهد التحوّل – إلى إقطاعية خاصّة به وبرهطه! وحوّل السّواد الأعظم من أهالي تونس، رهائن في هذه الإقطاعية! فهم فيها بين السّجون والمراقبة الإدارية على مدى العمر! وبين القهر والظلم والحرمان من جميع الحريات والحقوق الطبيعية! ونصب نفسه على هذه الإقطاعية ملِكا ذاته مصونة لا تُمسّ!! ثم تأتي بأُخْرَةٍ مجموعةُ 19 بعد 22 عاما من استبداد هذا الملك الجبّار بالحكم، لتنادي باستمراره، وتطالبنا نحن رهائنه وضحاياه!! بمبايعته على بقائه في الحكم واستقراره؟! 10 – اعتداء بن علي على الدّستور اعتداء على الشعب التونسي وإذا كان تستّر « بن علي » على الجناة وحمايته لهم، من الأمور التي لا يراها كثير من الناس ممّا يقدح في العدالة! أو يخرم المروءة! فكيف يرون تلاعب « بن علي » بموادّ الدّستور؟! – كما بينّاه في الجزء الأول من هذا التعقيب – فهو قد احتال على المادّة 39 من الدّستور ليجدّد ترشّحه للرّئاسة في كل مرّة دون تحديد! كما احتال على الفقرة الثانية من المادّة 40 من الدّستور للتّمديد في الحدّ الأقصى لسنّ الرّئيس من 70 إلى 75 سنة، وكذا احتياله على المادّة 41 من الدّستور ليتمتّع بحصانة قضائية مؤبّدة[13]. فيما نرى الحكومة الفرنسية – على النّقيض من صنيع « بن علي » المستخفّ بالشعب التونسي – قد أجرت سنة 1993 تعديلا على الدّستور الفرنسي يقضي بإدراج « باب جديد يتعلّق بالمسؤولية الجنائية لأعضاء الحكومة « [14]. كما جرى تعديل آخر للدّستور سنة 2000 تقرّر بموجبه التخفيض في الولاية الرئاسية في فرنسا من سبع سنوات إلى خمس سنوات « [15]. أليس في تلاعب « بن علي » بالدّستور، وتحيّله المتكرّر على موادّه، لتطويعها لتلبية رغباته وتحقيق أهوائه وشهواته، تلاعب منه بإرادة الشعب التونسي واعتداء عليه، وعبث بمصالحه وامتهان لكرامته؟! فكيف بعد كلّ هذا، يسوغ لأيّ عاقل أن يقبل بمكافأة هذا المتستّر على كبار المجرمين والجناة، المحتال على الدّستور المتلاعب بإرادة عشرة ملايين تونسي، بإعادة ترشيحه للرّئاسة للمرّة الخامسة، كما فعل أصحاب البيان 19؟! ولو أنّ هؤلاء 19 اقتصروا على أنفسهم في اتّّخاذ هذا الموقف، لقلنا إنّهم أحرار فيما يتّخذون من مواقف! وعُذرهم في ذلك أنّهم يدفعون ضريبة تنازلهم عن مبادئهم وتغيير ولائهم وتأمين عودتهم وضمان سلامتهم! ولكنّهم تعدّوا حدودهم وتجاوزوا أقدارهم بإصدارهم هذا البيان المشين والمهين لجميع التونسيّين حين ألزموهم بما ليس يلزمهم، لا شرعا ولا عقلا ولا عرفا ولا قانونا!! حيث طالبوهم بمساندة « بن علي » في ترشّحه لعُهدة رئاسية خامسة! ولم يقفوا عند حدّ تأييده في الترشّح لهذه العُهدة، بل طالبوا فوق ذلك بضرورة إجماع كافّة التونسيين على « بن علي » هذا، ليستمرّ – بل ليتسمّر – في منصبه!! فمتى كان قراره بالاستمرار في الرئاسة، والتسمّر فيها على مدى 22 عاما بل إلى ما لا نهاية! متوقّفا على إرادة التونسيين أو على رأيهم أو إجماعهم؟! 11 – ما صفة مجموعة 19؟! إنّ موقف مجموعة 19 هذا يدعونا مرّة أخرى إلى مساءلتهم عن صفتهم في توجيه هذا البيان للتونسيّين! فهل هم قد نصبوا أنفسهم من تلقاء أنفسهم أوصياءَ على الشّعب التونسي؛ مع ما في هذه الوصاية من امتهان لكرامة الشّعب التونسي كلّه، واتّهام له في رشده! وأهليته! أم هم وكلاء عن « بن علي » شأنهم كشأن الحاشرين في دولة فرعون، وكّلهم بمهمّة جمع النّاس عليه، وهي مهمّة دنيئة! لا يرضاها لنفسه كلّ حرّ شريف، يأبى الضّيم والظلم لنفسه وقومه! أم هم وكلاء عن الشعب التونسي؟! خوّلهم وحدهم حقّ التحدّث باسمه واختيار من يحكمه! مع ما في هذا الموقف من الافتئات والتزوير والكذب على الشّعب التونسي الذي ضاق ذرعا بحكم « بن علي » وعصابته وعهده النكد المشؤوم؟! فهل يملك أصحاب هذا البيان أيّ مستند في هذه الوكالة، فيخرجوه لنا؟! أم هم بَعد أن قلبوا لإخوانهم ورفاق دربهم ظهر المِجنّ، قد انقلبوا مجرّد خدّام أمناء! وصنائع أذلاّء! لجلاوزة « بن علي » يذعنون لإرادتهم ويخضعون لسلطتهم طوعا أو كرها! وذلك بتنفيذ جميع أوامرهم، مهما كانت مهينة! والاستجابة لكافة تعاليمهم، مهما كانت مشينة، ومنها إصدار هذا البيان الذي وضعوا به أنفسهم بين المطرقة والسّندان!! وهو وضع لا يُحسدون عليه! وحسبهم هذا البيان آية على ما هم عليه من ذلّة وهوان!! ولو أنّ أصحاب البيان، كانوا من العوامّ! أهل الجهل والأمية، يعيشون في مجاهل الصحراء أو في هناك أدغال إفرقيا، بعيدا عن المدنية ولا عهد لهم بالأمور السّياسية، ولا علم لديهم بأنظمة الحكم الدّستورية، لكان لهم في بيانهم ذاك عذر! لِما يكون عليه العوامّ – غالبا – من نزوع إلى تشخيص السّلطة، وتجسيدها أو تجميدها في شخص معيّن بذاته، وقصْرها عليه وحده دون سواه، كما كان حال العوامّ مع بورقيبة[16]. ولكنّهم قوم جامعيون، أشهد لمن عرفت منهم أنّهم كانوا على حظّ من التّديّن والعلم والثقافة والخُلق والدّماثة، والوعي بشؤون الحكم والسياسة؛ فهم بدافع من كلّ ذلك رفضوا بالأمس – على حداثة سنّهم – حكم الظلم والاستبداد الذي ران على البلاد، وانضمّوا مبكّرا في سني السّبعينات إلى الحركة الإسلامية، منادين مع إخوانهم إلى الحقّ داعين إلى سبيل الرشاد، مناهضين لحكام تونس المستبدّين السّابق منهم واللاّحق! فنالهم بسبب ذلك ما نال جميع إخوانهم من مطاردة وسجن واضطهاد وملاحقة، الأمر الذي حملهم على الهجرة والاغتراب عن الأهل والبلاد! وما وجودهم في بلاد الغرب بصفة لاجئين سياسيين منذ سنوات طويلة إلا نتيجة لآرائهم السياسية المناهضة لما في بلادهم من أنظمة حكم استبدادية!! فكيف – بعد كلّ هذه السنوات من النّضال، ومع استمرار الظلم في البلاد واستفحاله وتفاقم الاستبداد فيها واستحكامه – نقض أصحاب البيان 19 غزلهم من بعد قوة أنكاثا، فانقلبوا اليوم أنصارا لبن علي، رمز الفساد والظلم والاستبداد!؟ ناسين أو متناسين جرائمه وجرائره – وما أكثرها – في حقّ بلادهم وإخوانهم الذين قضوا نحبهم في زنزاناته وسجونه ومعسكراته؟! متجاهلين كذلك محنة شعبهم وأهلهم؟! 12 – البيان أمارة سفه وهوان! كيف يصحّ في العقل أن ينادي قوم يعيشون منذ ثلاثين عاما في بلاد الغرب، تشبّعوا خلالها بما في تلك البلاد من حرّية وديمقراطية، كيف ينادون بترشيح « بن علي » – الديكتاتور المحتال على الدّستور – لعُهدة رئاسية خامسة، في مخالفة صريحة للمبادئ الدّستورية! وهم يرون بأمّ أعينهم حكّام الغرب – على اختلاف نُظمهم بين ملكية وجمهورية – يتداولون الحكم بينهم دون أن يتجرّأ واحد منهم على التّلاعب بالدّستور أو العبث بالقانون! أو الاحتيال على الجمهور! فهل رأيتم – يا أصحاب البيان – أو سمعتم قطّ برئيس دولة أو حكومة في بلد غربي احتال على الدّستور بأيّ ذريعة لاستدامة حكمه أو تمديد رئاسته ولو ليوم واحد؟! وهل رأيتم قطّ في بلاد الغرب أو شهدتم حزبا أو مجموعة ناشدوا رئيسهم إعادة التّرشّح بعد انتهاء عُهدته! أو انقضاء ولايته بموجب الدستور والقانون!؟ بدعوى استكمال مخطّطاته وإنحاج مشروعاته أو بدعوى المحافظة على أمن المجتمع واستقراره!! وهي الكذبة الكبرى[17] التي يروّجها اليوم سَحَرَةُ « بن علي » أنصار الاستبداد والحكم الجبري والفساد، في استخفاف مهين بعقول التونسيين! وها أنتم أولاء تردّدونها معهم في بلاهة كنا نربأ بعقولكم أن تُصاب بها!! ولو افترضنا جدلا أنّ مجموعة من النّاس، في بلد من بلاد الغرب تواطأوا فيما بينهم ليصنعوا مثل صنيعكم أنتم مجموعةَ 19، فأصدروا بيانا مثل بيانكم، يدعون فيه مواطنيهم إلى إعادة ترشيح رئيسهم أو رئيس حكومتهم – بصفة استثنائية – لعُهدة إضافيه، في مخالفة لمبادئ دولتهم الدّستورية أو نُظمها القانونية! لجعلوا من أنفسهم أضحوكة! في أعين قومهم! ولعُدّ بيانهم ذاك مزاحا ثقيلا! لا يصدر إلاّ عن الغوغاء، ولَمَا كان لهم عند قومهم من حظّ غير الاحتقار والإزدراء!! وربما عدّهم الرئيس نفسه – الذي سعوا لمناصرته وترشيحه ومساندته – معتوهين أو سفهاء أو مجانين!! لا اعتداد برأيهم، ولا اعتبار لموقفهم! ولعلّهم لو أحيلوا على قاضي التّقاديم في دائرة الحالة المدنية بالمحكمة لحكم بتسفيههم والحَجْر عليهم، وإيداعهم بالمارستان أو بمصحّات العيادات النفسية إلى أن يستعيدوا مداركهم العقلية!! فما بال أصحاب البيان 19 – مع سلامة مداركهم – يرضون لأنفسهم أن يقفوا موقف السّفهاء والمعتوهين والمجانين؟! ولو أنّ مجموعة 19 أصدروا هذا البيان خلال إقامتهم بتونس، لوجدنا لهم كذلك عذرا في احتمال تعرّضهم للإكراه على إصدار هذا البيان! وإذن لَمَا كان لنا مساغ لنقدهم أو التّعقيب على بيانهم؛ فإنّ المُكرَهَ معذور حتّى في النّطق بكلمة الكفر مع اطمئنان قلبه بالإيمان؟! فكيف لا يُعذر من استكرهه أزلام « بن علي » على إصدار مثل هذا البيان السّفيه؟! ولكنهم أصدروا بيانهم هذا، وهم في مِنْعة من سلطة « بن علي » وسطوته، مقيمون في بلاد الغرب آمنون على أنفسهم وأموالهم وأولادهم وأعراضهم، ووظائفهم، وموارد عيشهم؛ فما يحملهم إذن على اتخاذ هذا الموقف المهين؟! أهو الهيام بحبّ « بن علي » أم هو الهوان الذي حلّ بالنفوس فأحنى منها الجباه والرؤوس! حتى أرداها في هذا الدرك المهين؟! كما قال أبو الطيب: من يهن يسهل الهوان عليه ما لجـــُـرحٍ بميتٍ إِيلامُ 13 – أصحاب البيان ينادون بمعاقبة شعبهم!! كيف يصحّ في العقل أن يصدر مثل هذا البيان المساند للاستبداد والدّاعي لاستمراره، عمّن عاشوا ثلاثين عاما في بلاد الغرب، متفيئين ظلال الحرية الفكرية والثقافية والاجتماعية، وخاصّة الحرّية السّياسية، وقاعدة التداول السّلمي على الحكم، مع تمتّع جميعهم أو معظمهم في بلد إقامتهم بالغرب بالحقّ القانوني في الترشّح لأيّ منصب – بما في ذلك منصب الرّئاسة! في تلك البلاد – فضلا عن تمتّعهم بحقّ الاقتراع والانتخاب؟! وهي حقوق هيهات هيهات أن يطمع واحد منهم في دولة « بن علي » – الذي يساندون ترشّحه للمرّة الخامسة – بنيل فتيل منها أو قطمير! وأنّي أجزم بأنّه ما بيد أحد منهم – رغم مساندتهم تلك لبن علي – بطاقة ناخب! ناهيك أن يكون لأيٍّ منهم حقّ الترشّح حتى لانتخابات بلديّة! أو حقّ المشاركة أو العضوية حتى في جمعيّة رياضية!! فمتى علمتم يا أصحاب البيان أن « بن علي » حاكم عادل حتى أيّدتموه؟! وماذا رأيتم من تقواه وصلاحه واستقامته ما أهّله لعهدة خامسة فرشّحتموه!؟ وهل وجدتم فيه من خصال الخير والزّهد والعبادة والتدين ما جعلكم تلحقونه بمصاف الخلفاء الراشدين حتى بايعتموه وبالإجماع خصّصتموه؟! كيف يا ترى استكثر أصحاب البيان 19 على شعبهم أن ينعم يوما في حياته بما ينعمون هم به من الحريّة السياسية لأكثر من ثلاثين عاما، واكبوا خلالها عديد الرؤساء الذين تداولوا بطريقة سلمية على حكم تلك البلدان، فما أُثر عن واحد من أولئك الرؤساء أنّه احتال على الدّستور لتمديد رئاسته أو سعى في الترشّح لعُهدة إضافية رغما عن الدستور أو القانون أو إرادة الشعب؟! ألا يكفينا نحن التونسيين ما عانينا – ولا زلنا – من ظلم وقهر وضيم على مدى يزيد على نصف قرن! اكتوى خلاله التونسيون بظلم بورقيبة واستبداده لثلاثين عاما، ثمّ تحدّر علينا فجأة صاحب السّابع من نوفمبر! في ذلك الليل البهيم! وها هي اليوم ثنتان وعشرون سنة ضاعف فيها من نكبتنا وزادنا مِحنا ومِحنا على محنتنا ومصائب على مصائبنا، وها هو اليوم يشحذ سكاكينه ومُداه وخناجره ليأكل منّا اللحم ويُهيض العظم! وكأني بلسان حال شعبنا التونسي يشكو ما حلَ به في عهد « بن علي » من مصائب ونكبات، قائلا: صُبّتْ عليّ مصائب لو أنّها صُبّت على الأيّام صِرن لياليَا ألا يدرك هؤلاء 19 أنّهم بإصدارهم هذا البيان المؤيّد لبن علي، إنّما أرادوا لعهد السّابع من نوفمبر – عهد الظّلم والاستبداد والجَوْر والفساد – أن يستمرّ في تونس! وكأنّهم يريدون بهذا معاقبة شعبهم! وتعذيبه والانتقام منه بتسليطهم حاكما مستبدّا ظالما عليه!! فما ذنب هذا الشّعب التونسي المسكين المغلوب على أمره، حتى ينادي أصحاب البيان – مع أنّهم من أَرُومَةِ هذا الشعب – بضرورة تواصل تسلّط الظلم والجوْر عليه بمناداتهم باستمرار « بن علي » في الحكم والإجماع عليه!؟ أهكذا يكون برّ الأبناء بالآباء؟! أو هكذا يكون ردّ الجميل بضدّه؟! أم هو كما قيل: » ومن البرّ ما يكون عقوقا »!! فأيّ هوان يرضاه أصحاب البيان 19 لشعبهم أشدّ وطْءًا من هذا الهوان؟! وأي ظلم ارتضوه له، أفظع من هذا الظلم؟! أم يحسبون أنّ الشعب التونسي قد بلغ الهوان منه في عهد السّابع من نوفمبر ما جعله شعبا مَوَاتاً! فاقد الكرامة! عديم الإحساس! جديرا بالإذلال والمهانة!! أما ترون – يا أصحاب البيان – كيف تنعم جميع الشعوب الحرّة في العالم – بما فيها عُبَّاد البقر – بحقّها المطلق في اختيار حكّامها ونوّابها ومحاسبتهم ونقدهم ومحاكمتهم، وعزلهم! في غير ما مداهنة أو صفح أو مسامحة؛ فيما نُحرَم نحن شعوب العالم العربي والإسلامي عامّة، والشّعب التونسي خاصّة، حتّى من حقّنا في أن نقول للظالم يا ظالم! أو نقول نحن التونسيين: لا!! لترشّح « بن علي » لعُهدة خامسة؟! ترى ما الذي يميّز تلك الشّعوب عنّا، وما الذي يجعلها أعزَّ مكانةً منّا؟! وماذا ينقصنا نحن التونسيّين من العقل والوعي والإدراك والتّمييز بين المصالح والمفاسد، والمعرفة بمعادن الرّجال، وما تزخر به تونسنا الحبيبة من أصحاب الكفاءت والعلم والمعرفة والخبرات والثقافة والمؤهّلات، هذا إلى جانب ما هم عليه من الصّلاح والاستقامة والرّشد والأمانة والأخلاق والشّهامة؛ حتى يحكمنا « جاسوس عسكري » شبه أمّيّ! خالي الوفاض من أيّ مؤهل علمي!! فيحرمنا من حقّنا الشرعي في اختيار من يحكمنا، تماما كما تفعل جميع الشعوب الحرّة في العالم؟! فبأيّ حقّ يا ترى نُحرم نحن أهالي تونس – على مدى نصف قرن – من حقّنا الشرعي والدّستوري في اختيار من يحكمنا بكلّ حرية وشفافية، دون ضغط أو تحيل أو خوف أو وجل؟! لنظلّ – أبد الدّهر – رهائن لرهط السابع من نوفمبر، يسوموننا سوء العذاب! فيحرموننا من جميع حقوقنا الطبيعية! ويجرّدوننا من حرياتنا الدّستورية! كلّ هذا مع تشويه سمعتنا وهتك أعراضنا وانتهاب أموالنا وانتهاك حرمات ديننا!! دون رقيب عليهم ولا نذير!! أما آن لشعبنا التونسي الأبيّ أن ينتفض على حكم « بن علي » الذي ضاعف آلامه وسفّه أحلامه وأورد أجياله موارد الهلاك!؟ فما أصدق الحكمة القائلة » الإستبداد أصل لكلّ فساد « . وللحديث – إن شاء الله – صلة فقير ربه: محمد الهادي بن مصطفى الزمزمي عنوان البريد الالكتروني:
Mohamed-zemzemi@hotmail.de [1] – مجلة الإجراءات الجزائية التونسية. منشورات المطبعة الرسمية للجمهورية التونسية. [2] – http://hadia-hani.maktoobblog.com [3]- مجلة الإجراءات الجزائية التونسية. منشورات المطبعة الرسمية للجمهورية التونسية. [4] – إنّ معظم المعتقلين التونسيين بغوانتنامو وعددهم عشرة. وجميع هؤلاء المعتقلين مطلوبون أيضا للقضاء التونسي إذ حوكموا غيابيا بأحكام تصل أربعين عاما سجنا. وقد اتخذت الإدارة الأمريكية قرارا بعدم تسليم المواطنين التونسيين إلى بلادهم بعد المعاملة السيئة وظروف المحاكمة التي جرت لمعتقلين رحّلا من غوانتنامو في جوان 2007. نقلا عن لطفي حيدوري. مجلة كلمة الالكترونية، السبت, 18. جويلية 2009. http://www.kalima-tunisie.info/kr/News-file-article-sid-304.html [5]- كما هو الحال مع محسن مقنّي ومحسن نقزّو، وأخيرا مع الكتور أحمد العشّ الذي عاد لتوه إلى تونسصباح يوم 30 . 08 2009 ليطمئن على صحة والده المريض، فاعتقل حال حلوله بالمطار بدعوى صدور أحكام غيابية عليه! فأحيل على المحكمة وحكم عليه بالسّجن النافذ مدة 4 سنوات. [6]- التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس جوان 2009 . منظمة حرية و إنصاف. راجع موقع تونس نيوز.نت بتاريخ 20. 07. 2009. [7] – المجلة الجزائية التونسية بتعليق مصطفى الصخري ط دار نهى للطباعة 2006. [8] – قصة مروان بن زينب، الطالب اللامع المهتم بالمعلوماتية الذي توفي في « حادث سير » بعدما أسر لأقربائه بأنه حين تمكن من اختراق النظام المعلوماتي الإلكتروني لقصر قرطاج « وجد قائمة بعملاء الاستخبارات الإسرائيلية الموساد، المعتمدين رسميا في تونس لمراقبة القيادة الفلسطينية ». راجع كتاب » صديقنا الجنرال زين العابدين بن علي تأليف : نيكولا بو، جان-بيير توكوا. – المترجم: زياد منى. – الناشر: قدمس للنشر والتوزيع، دمشق. – الطبعة: الأولى /2005. وكذلك قصة مقتل الموظف في وزارة الخارجية علي السعيدي حيث تعود الوقائع إلى شهر ديسمبر 2001 بعد أشهر قليلة من عودة الهالك من فرنسا وتعيينه في منصب مدير عام بوزارة الخارجية. وكان شقيقه المقيم في سويسرا قد سارع إثر الإعلان عن العثور على جثته بمحل سكنى بمدينة قفصة إلى اتهام السلطات التونسية باستدراجه وتصفيته لحيازته معلومات وملفات خطيرة تمس بشخصيات وأجهزة مهمة. يذكر المتابعون للأحداث أوائل التسعينات أنّ السيد علي السعيدي كان وراء توفير الشاهد الرئيسيّ لإدانة منصف بن علي شقيق الرئيس التونسي الحالي الذي حوكم بالإدانة في قضيّة مخدّرات واحتمى بجواز سفر ديبلوماسيّ لينتهي مقتولا في مسكنه بالمنار. كما يعرفه المعارضون التونسيّون بأنّه العنصر الذي وفّر لهم المعلومات والوثائق اللازمة للتحرك في الخارج بحكم عمله السابق في السفارة التونسيّة بفرنسا. كما نشط إلى جانبهم في المعركة ضدّ السلطة ولم يتأخّر عن مهاجمة حكّام تونس حتى رأس السلطة نفسه. راجع موقع كلمة : http://www.kalimatunisie.com/num24/index24.htm [9] – ذكرت صحيفة فرنسية نقلا عن مصدر قضائي أنّ صهري الرئيس التونسي بن علي المتهمين في فرنسا بالتورط في شبكة لسرقة اليخوت، تم فصل ملفّهما عن المجموعة المتورطة وطلب من تونس محاكمتهما في أقرب الآجال. يأتي ذلك في الوقت الذي تم فيه تحديد موعد لجلسة محاكمة شبكة السرقة تلك يوم 21 أوت الجاري في « أجاكسيو »، وتضم المجموعة المحالة 11 شخصا يوجد بينهم عماد ومعز الطرابلسي. ونقل عن أحد القضاة قوله إنّه بالاستناد إلى كون محلّ إقامة هذين الأخيرين يقع في تونس، إضافة إلى كون جريمة السرقة ارتكبت خارج الأراضي الفرنسية، فقد بدا أبسط إلى النيابة الفرنسية فصل ملف الاتهام ومحاكمة الرجلين في غضون فترة زمنية معقولة في تونس، مضيفا أنّه إذا لم تفعل تونس ذلك، فقد تقوم به فرنسا، على حد تعبيره. وكانت تحقيقات أمنية فرنسية كشفت سنة 2006 أنّ صهري الرئيس التونسي عماد ومعز الطرابلسي أشرفا على عملية سرقة ثلاثة يخوت بينها يخت على ملك مدير بنك « لازار » الفرنسي تم ضبطه في مرفأ سيدي بوسعيد. وبموجب إنابة قضائية دولية تم الاستماع إلى الشقيقين من قبل قاضي تحقيق بمحكمة تونس في ماي 2008 بتهمة « التواطؤ للسرقة ضمن عصابة منظّمة »، دون أن يتم إيداعهما بسجن الإيقاف. ويتوقّع عدد من المراقبين أنّ المنعرج الأخير في قضية صهري الرئيس بن علي بعدم محاكمتهما في فرنسا قد يكون جاء بتدخّل من الإيليزي نزولا عند رغبة الجانب التونسي، حيث يعتقد أنّ ملف القضيّة سيتم غلقه. كما تزداد الشكوك في سلامة مسار هذه القضية مع وجود أنباء تتحدث عن حرية تنقل يتمتع بها المتهم عماد الطرابلسي بين تونس وفرنسا، حيث وقّع قبل أشهر عقودا لإنشاء مركز تجاري تابع للسلسلة الفرنسية « بريكوراما ». راجع الموقع :http://www.kalima-tunisie.info/kr/News-file-article-sid-353.html [10] – مسند الشهاب للقضاعي من رواية أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم. [11] – رواه البخاري وسلم في صحيحيهما. [12] – قالت وزيرة الثقافة السويدية « سيسيليا ستيغو شيلو » إنها ستستقيل من منصبها. وقالت الوزيرة إنها لا تستطيع القيام بواجباتها بعد الكشف عن تهربها من دفع الضريبة، عن طريق الدفع لحاضنة، وعدم دفع رسوم التلفزيون المستحقة عليها. وأضافت شيلو قائلة: « إنني حزينة للغاية لتركي وزارة الثقافة بعد هذه الفترة القصيرة في الخدمة. » وكانت وزيرة الثقافة قد واجهت ضغوطاً صحفية مكثفة بعد اعترافها بأنها تهربت من دفع رسوم التلفزيون على مدى 16 عاماً، وهي الرسوم التي تبلغ قيمتها 1599 كراونة سويدية، أي ما يعادل 200 دولار أمريكي و160 يورو، سنوياً، والتي تعد من المصادر الرئيسية لتمويل وسائل الإعلام السويدية العامة، والتي كان ينبغي أن تشرف عليها بصفتها وزيرة للثقافة. وتأتي استقالتها بعد يومين من استقالة وزيرة التجارة في الحكومة نفسها، ماريا بوريليوس، لأسباب تتعلق بالتهرب الضريبي. CNN بتاريخ 15 . 11. 2006. نقلاً عن الأسوشيتد برس. [13] – راجع الجزء الأول من هذا التعقيب. أنظر كذلك التعديلات الدستورية سنة 2002. [14] – http://www.ambafrance-qa.org/spip.php?article321 [15]- جرى هذا التعديل بموجب استفتاء عام أجري في فرنسا في 24 سبتمبر 2000. [16] – فقد شهدنا في إحدى زيارت بن علي الفجئية عجوزا تونسية تستقبله بن علي وهي تردّد بأعلى صوتها » يحي بورقيبة.. »! [17] – وهي الكذبة التي سنتناولها إن شاء الله في الجزء الرابع من هذا التعقيب.
إصابة رياضيّيْن تونسيّيْن بأنفلونزا الخنازير جراء مشاركتهما من بطولة إفريقيا
تونس – سليم بوخذير أصيب رياضيان تونسيان على الأقل بفيروس أنفلونزا الخنازير خلال المشاركة في البطولة الإفريقية لألعاب القوى للناشئين، التي أقيمت مؤخرا في جزر الموريشيوس. واتهمت العداءة التونسية صفاء الجمالي اتحاد ألعاب القوى التونسي بالتخلي عنها بعد التأكد من إصابتها بالمرض » قائلة: « اتحاد ألعاب القوى استغلني كعداءة لإثراء خزينته من الميداليات، ولمّا أصابني المرض تجاهلني ». وتابعت الجمالي التي اكتشفت أعراض المرض بعد عودتها إلى تونس، في تصريحات للصحف التونسية يوم الأربعاء: « أنا مسجونة في غرفتي منذ عودتي… ونظرا لعدم توافر الوسائل الطبية الواقية من العدوى نقلت الفيروس إلى بقية أفراد عائلتي الأربعة ». واتهمت الجمّالي السلطات بمحافظة سيدي بوزيد -300 كلم جنوب العاصمة تونس- بأنها « لم تحرك ساكنا وكأنّ أمرنا لا يعنيها »، بحسب وصفها. وقالت: إن الجهاز الطبي المكلف بمتابعة المرض « لم يمد المصابين من عائلتها بالكمامات الواقية والأدوية المناسبة لمقاومته، التي نضطر إلى شرائها على حسابنا الخاص » على حدّ قولها. كن مصدرا طبيا رسميا في تونس نفى تسجيل أيّ تقصير في متابعة الحالة الصحية للعداءة الجمالي، قائلا: إن المُصابة تلقت لمدة 5 أيام الكمية اللازمة من المضاد الفيروسي « تاميفلو »، دون أن يوضح المصدر أسباب انتقال العدوى إلى كل أفراد عائلتها بحسب ما ذكرته العداءة. من جهته أقر بشير التومي -أمين عام اتحاد ألعاب القوى التونسي- بإصابة رياضيين تونسيين بين المشاركين في بطولة إفريقيا لألعاب القوى هما الجمالي والواثب علاء الدين بن حسين. وقال لصحيفة « الصباح » التونسية: إن الاتحاد « تحول إلى قاعة عمليات على امتداد 48 ساعة » بعد التأكد من إصابة بن حسين. ونفى التومي أن تكون عائلة بن حسين قد أصيبت بالعدوى، لكنه لم يشر إلى انتقال العدوى إلى عائلة صفاء الجمالي. (المصدر : موقع شبكة قنوات « أم.بي.سي. » التلفزيونية بتاريج الأربعاء 19 أوت 2009 ). الرابط :
http://www.mbc.net/portal/site/mbc/menuitem.ff2c047b71869fec9318c4cd480210a0/?vgnextoid=c38a96b26c333210VgnVCM1000008420010aRCRD&vgnextchannel=8f497fb9d32ee010VgnVCM100000f1010a0aRCRD&vgnextfmt=mbcArticle
العدّاءة «صفاء جمّالي» المصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير A(H1N1) لـ«الصباح»:
مسجونة في غرفتي منذ العودة من البطولة الإفريقية
سيدي بوزيد ـ الصباح بعد مشاركتها ضمن عناصر المنتخب الوطني في فعاليات البطولة الإفريقية الأخيرة لألعاب القوى صنف أواسط ـ وسطيات بجزر الموريس، عادت العداءة صفاء جمّالي إلى مقرّ سكناها الكائن بمنطقة «الجمّال» التابعة لمعتمدية سيدي بوزيد الشرقية. وفي غياب المعلومات الصحيحة والدقيقة حول إصابتها بعدوى أنفلونزا الخنازير خلال مشاركتها في البطولة الإفريقية لألعاب القوى بجزر الموريس، وفي ظل تضارب تصريحات الجهات الرسمية بين النفي والتأكيد لإصابتها بهذا الوباء، اتصلنا بالعداءة صفاء جمّالي وأجرينا معها الحوار التالي: متى تم اكتشاف إصابتك بعدوى الفيروس A(H1N1) ؟ عدت ليلة الاثنين 3 أوت 2009 بعد انتهاء فعاليات البطولة الإفريقية بجزر الموريس إلى منزل عائلتي، وكنت وقتها أشعر بأوجاع حادة في رأسي ولكني أحسست صبيحة الثلاثاء بأعراض غير عادية: ارتفاع درجة حرارة جسمي (حمّى) ونوبات متواصلة من العطاس والسعال بالإضافة إلى حالة من الإرهاق والفشل وسيلان الأنف، وخلتها جميعًا مجرد أعراض لنزلة برد «فريب». وفي نفس اليوم اتصل بي المسؤول عن فرع مركز ألعاب القوى بسيدي بوزيد هاتفيًا ليعلمني أن الكاتب العام للجامعة التونسية لألعاب القوى قد أخبره بوجود إصابة بعدوى فيروس أنفلونزا الخنازير في صفوف عناصر المنتخب الوطني، فشرحت له تدهور حالتي الصحية فور رجوعي إلى محل إقامتي بعد المشاركة في فعاليات البطولة الإفريقية فتم إرسال طبيب تابع لمركز رعاية الصحة الأساسية بمدينة سيدي بوزيد إلى منزل عائلتي. تفاعل السلطات كيف تعاملت الإطارات الطبية مع حالتك الصحية؟ لقد زارني طبيب تابع لمركز رعاية الصحة الأساسية فأجرى الفحوصات اللازمة وقام بأخذ عيّنة من الفيروس قصد تحليلها بأحد المخابر الطبية المختصّة خارج ولاية سيدي بوزيد، ولم أتمكن من معرفة نتيجة التحليل إلا بعد محاولات مضنية واتصالات متكرّرة بالإطار الطبي المتابع لحالتي الذي أعلمني بإصابتي بعدوى الفيروس A(H1N1) كما تم مدّي بـ10 كمامات واقية وبعض الأقراص من دواء (TAMIFLU) التي لم يجد استعمالها نفعًا ولم تخمد نوبات أوجاعي، فاضطرّت عائلتي لشراء بعض الأدوية من مالها الخاص (DOLIPRANE, ASPEGIC, DRILL) إلخ. عدوى الجهات المسؤولة والمتبنية لنشاطك، كيف كان موقفها بعد علمها بمرضك؟ لقد تخلت عني الجامعة التونسية لألعاب القوى بعد التأكد من حقيقة إصابتي بالمرض ولم يتم الاتصال بي ولو هاتفيًا من قبل مسؤوليها قصد الاطمئنان على حالتي الصحية، ولكنها أرسلت لي يوم الجمعة 14 أوت 2009 حوالة بريدية بقيمة 500 دينار لن أقوم بصرفها حتى أتبيّن غايتها، هل هي مساعدة لمجابهة مصاريف الدواء أم ماذا؟ لقد استغلتني الجامعة التونسية لألعاب القوى كعداءة لإثراء خزينتها بالكؤوس والبطولات والميداليات الذهبية ولما أصابني المرض تجاهلتني.. كيف تعيش العداءة صفاء جمّالي هذه الأيام على وقع إصابتها بأنفلونزا الخنازير؟ أنا مسجونة في غرفتي منذ عودتي ومعزولة تمامًا عن العالم الخارجي. ورغم المتابعة الصحية مازلت مريضة، والدليل نوبات العطاس والسعال التي ما انفكت تلازمني باستمرار، ونظرًا لعدم توفر الوسائل الطبية الواقية من العدوى، فقد نقلت الفيروس إلى بقية أفراد عائلتي الأربعة وهم ابنة أختي البالغة من العمر 3 سنوات (تاريخ العدوى الخميس 6 أوت 2009) وأختى الكبرى وهي أم الطفلة المصابة (الجمعة 7 أوت 2009) وأخي الأصغر (الثلاثاء 11 أوت 2009) وشقيقي الأكبر حسن الجمّالي وهو أستاذ تعليم ثانوي بولاية منوبة (الجمعة 14 أوت 2009). ورغم تفاقم مأساتنا وتردّي أوضاعنا الصحية، فإن السلط الجهوية والمحلية لم تحرّك ساكنًا وكأن أمرنا لا يعنيها والإطار الطبي المكلف بمتابعة المرض على المستوى الجهوي لم يمكن المصابين في صفوف عائلتنا من الكمامات الواقية والأدوية المناسبة لمقاومته التي نضطر إلى شرائها على حسابنا الخاص من الصيدليات… حاورها: عبد الجليل الجلالي (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 19 أوت 2009)
ترفض الخضوع للكشف الطبي:
غموض بشأن حمل السيدة التونسية بـ12 جنينا..
تونس- الصباح لا حديث هذه الأيام إلا عن خبر حمل سيدة تونسية من جهة قفصة بـ12 جنينا دفعة واحدة، وهو خبر لو تأكدت صحته فستكون الحالة هي الأولى في العالم على اعتبار أن أكبر عدد توائم سجّل في التاريخ كان لـ9 توائم لأمّ من أستراليا وذلك سنة 1967. وتبقى الأنباء إلى حد الآن متضاربة بشان تأكيدها أو عدم تأكيدها. لكن تأكيد حدوث الحمل بـ12 توأما تظل إلى حد اللحظة مدعاة لمزيد التحري والتثبت. فعائلة السيدة الحامل والقاطنة بمدينة القصر التي تبعد حوالي 7 كلم عن مدينة قفصة الواقعة بالجنوب التونسي الغربي، ما زالت ترفض رفضا قاطعا أي اتصال مباشر مع السيدة المعنية، من أي جهة كانت. كما اتصلت بها السلطات الصحية عديد المرات لمعاينة حالتها الصحية لكنها رفضت الالتقاء بهم. وحسب مصادر وثيقة الاطلاع من وزارة الصحة العمومية، فإن السيدة المعنية رفضت الخضوع إلى كشوفات طبية للتثبت من صحة حملها لـ12 جنينا. وبالتالي فإنه لا يمكن الجزم وبشكل رسمي ونهائي بصحة خبر الحمل إلا بعد تأكد الجهات المعنية وخاصة منها الطبية ليس فقط من الحمل في حد ذاته ولكن على وجه الخصوص صحة الحمل بذلك العدد الكبير من الأجنة. علما وأن أخلاقيات المهنة الطبية تنص على عدم إجبارية إخضاع أي حالة للفحص الطبي إلا في حالات التي تهدد الصحة العمومية التي تستدعي التدخل الصحي خاصة في حالات التوقي من انتشار الأوبئة.. (الإيدز مثلا). وما يدعم الشك في خبر الحمل بـ12 جنينا، هو نفي السلطات الصحية الجهوية تسجيل المرأة الحامل بسجلات العيادات الخارجية للمستشفيات الجهة، كما لم يؤكد الخبر أي طبيب مختص في طب النساء في تلك الجهة، ولم يدع أحد منهم إشرافه المباشر على فحص السيدة المعنية. غير ان أخت زوجها أكدت لـ »الصباح » أنها شاهدت بعينها انتفاخ بطن زوجة أخيها بشكل غير عادي، كما أكد لـ »الصباح » شهود عيان خاصة من أجوار العائلة والأقارب، الحالة غير العادية لحمل السيدة أصيلة مدينة القصر. ومع تواصل رفض السيدة خضوعها إلى الكشف الطبي لتحديد حقيقة الحمل من عدمه، تبقى جميع الاحتمالات واردة. وترجح أطراف طبيـة أن هذه الحالة يمكن أن تنضوي تحت ما يسمى بالحمل الكاذب Pseudocysi، أو ما يعرف Grossesuse Nerveuse قد تكون في هذه الحالة صحيحة. وهي حاله تصيب النساء اللاتي يبحثن عن الإنجاب دون ان ينجبن حيث تظهر بعض العلامات والأعراض في الحمل الكاذب كانقطاع في الدورة الشهرية وانتفاخ في البطن وتغييرات في الثديين فتعتقد المرأة انها حامل وتتهيأ لذلك نفسياً. يقول الأطباء إن الحمل الكاذب حقيقة يصورها عقل المرأة وبالتالي يتم إفراز بعض الهرمونات من الجسم التي تؤثر عليه وتتسبب بمعظم الأعراض التي تشبه الحمل الحقيقي مثل انقطاع الدورة الشهرية، والميل إلى القيء، وزيادة حجم البطن. وغالبا ما يحدث هذا الحمل للسيدات اللاتي يعانين من العقم لمدة طويلة وهذا النوع من الحمل ليست له أسباب عضوية ولكن الأسباب النفسية هي التي تسبب كل هذه التغيرات ويمكن إثبات الحمل الكاذب عن طريق الفحص، وفي الحالات المتقدمة يمكن معرفته عن طريق صور الأشعة على البطن. وإذا علمنا أن زوج السيدة أكد أن « عملية الحمل شابتها في البداية بعض الصعوبات (أجهضت مرّتين)، كما ذكر أن الأم بحالة جيّدة وهي سعيدة. » وفضّل عدم ايداع زوجته مبكرا بالمستشفى رغم اقتراح الأطباء لذلك.. » فإن حقيقة حمل السيدة بـ12 جنينا يشوبها بعض الغموض.. وتبقى المسألة مفتوحة على جميع الاحتمالات إلى حين تأكد الجهاز الطبي المختص من الحالة. هذا ويذكر أنّ هذه الحالة التي قد تكون الأولى عالميا، شهدت اهتماما كبيرا من وسائل الإعلام العالمية على إثر نشر الخبر على أعمدة «الصباح». رفيق بن عبد الله
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 19 أوت 2009)
يا « دادة »*، تونس يا ولاّدة
أم زياد طالعتنا وسائل الإعلام بخبر « معجزة » امرأة حامل باثني عشر جنينا، وهب السيدة ع.ف زوجة السيد مروان.أ المقيمين بمدينة القصر بولاية قفصة. تبارك الله أحسن الخالقين وأرجو لهذه السيدة ولادة يسيرة ولأجنّتها السلامة والصحّة. ولكن لي في خبر هذه « المعجزة » استنتاجا وطنيّا مفيدا، ولي في موضوعه التماسا حارّا لا يقلّ وطنيّة. الاستنتاج هو أنّ تونس كانت وما تزال الأم الخصبة وأنّ حمل هذه السيدة هو الدليل الجنينيّ القاطع والنهائيّ على أنّه يستحيل أن يدّعي أحد في تونس أنّه الابن الأوحد الذي لا يمكن أن يعوّضه أحد. أمّا الالتماس، فهو أكثر من الالتماس، إنّه ضراعة أرفعها إلى أجهزة الدعاية للنظام التي اعتادت أن تنسب كلّ شيء إلى « حرص الرئيس الدائم وعنايته الموصولة »، أن لا ترتكب حماقة ربط هذه « المعجزة » الدينية بحرص الرئيس الدائم وبعنايته الموصولة. لأنّه إذا كان هناك فضل في هذه المعجزة بعد فضل الله تعالى، فهو يعود إلى السيد مروان. أ والد هذه التوائم وإلى زوجته ع.ف، عفاها الله وكتب لها السلامة. (المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – محجوبة في تونس)، بتاريخ 19 أوت 2009)
راديو 6 تونس أول إذاعة حرة في تونس
برنامج الأسبوع ( 19 – 26 أوت 2009)
ـ « وثائق تاريخيّة » (عربية): تاريخ بورقيبة – الحلقة الثامنة. ـ خاص براديو 6: « أضواء على الأحداث » (عربية): حوار مع ناجي البغوري رئيس النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين حول « مؤتمر » 15 أوت ـ أخبار الحريات (عربية). ـ أخبار الحريات (فرنسية). *************************************************************************************************************************************** الموقع: www.radio6tunis.net المدوّنة: radio6tn5.blogspot.com موقعنا محجوب من طرف السلطات التونسيّة، لا يمكن الدخول إليه من تونس إلا باستعمال « بروكسي »ـ إن لم تتمكـّنوا من الدخول إلى مدونتنا حاولوا بالرقم الأعلى هكذا:ـ (tn5, tn6, tn7, …إلخ.)
مشهد حي مقدم… ومؤخّر!
بقلم: مواطن لم يكن هناك ما يوحي بأن «الوضع الأمني» في تلك البقعة الصغيرة من الشاطئ سينقلب ـ فجأة ـ رأسا على عقب.. فالجموع كانت تبدو هانئة ومطمئنة، وهي تستمتع إما بالسباحة في مياه البحر، أو بالاستلقاء على الرمل.. عائلات وأسر بجميع أفرادها كانت ضمن المصطافين يومها.. الأجواء كانت تبدو «عال العال» وفي حدود اللياقة والاحترام، فلا حالات جهر بألفاظ نابية أو منفلتة مثلا من شأنها أن تثير حفيظة رب عائلة جلس مع أفراد أسرته، ولا محاولات تجاهر بما ينافي الحياء ـ مهما كانت طبيعتها ـ صدرت عن أي من الشبان الذين كانوا يومها ضمن المصطافين… الجميع كان يبدو ملتزما بما تقتضيه أخلاقيات «الاجتماع» والسباحة في شاطئ مفتوح للعموم… هذه الحال من الهدوء المطلق، ومن الطمأنينة دخلها في البداية، شيء من الاضطراب النسبي بمجرد أن حلت بالشاطئ مجموعة من الشبان أخذوا لأنفسهم مكانا وسط الجموع وشرعوا مباشرة في نزع ثيابهم الخفيفة.. الأمر الذي أثار حفيظة بعض المصطافين وجعلهم يبادرون احترازيا بمغادرة «البقعة» في اتجاه «بقعة» أخرى من الشاطئ… طبعا لم يكن مجرد قدوم هؤلاء ما أثار حفيظة البعض، وإنما حركة أتاها أحد هؤلاء الشبان الوافدين على المكان، هي التي جعلت البعض يعجّل بمغادرة المكان ولسان حاله يقول: «السماح!»… «الحركة» تمثلت في اقدام هذا الشاب على الاكتفاء بستر عورته الأمامية، وهو يهم بارتداء تبّان السباحة، فيما كانت مؤخرته تبدو مكشوفة بالكامل لمن صادف أن وقعت عيناه عليه وهو في ذلك الوضع المزري!!! هذه الحادثة الاولى التي مثلت نذير شؤم حقيقي لكل من شاهدها ـ بالصدفة ـ من المصطافين، فعجّل مكرها بالرحيل عن المكان، تبعتها « حركات » أخرى مقرفة وخطيرة أتاها أفراد هذه المجموعة من الشبان في فترات من بينها ـ على سبيل الذكر لا الحصر ـ عدم تورعهم عن معاكسة كل فتاة أو امرأة تمر من أمامهم، حتى ولو كانت برفقة رجل ـ كائنا من كان ـ الأمر الذي كاد أن يتسبب أحيانا في حوادث عنف ومآس لولا… لولا أن أصداء تصرفات هذه «العصابة» قد بلغت ـ في الوقت المناسب ـ أفراد دورية أمنية حلت على عين المكان وبادرت في مرحلة أولى باستجواب المجموعة، ثم لتأخذهم لاحقا بعيدا عن المكان… فكان أن نقّت منهم الشاطئ كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس!
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 19 أوت 2009)
نهاه عن معاكسة زوجته فأحاله على.. الإنعاش
تونس ـ الصباح «لست أدري إلى حد الآن ما هو الذنب الذي اقترفته؟ هل أن من يغار على شرفه يعاقَب بكل سهولة؟» بهذه الكلمات بادرنا محمّد وهو لا يزال طريح الفراش بعد نجاته من موت كان محققًا لما عمد خمسة شبان إلى تعنيفه والتنكيل به. ويوضح محمّد: «كنت مارًا مع زوجتي قرب سكة الميترو في أحد الأيام القليلة الفارطة، إذ بشاب يتلفظ بكلمات نابية تجاه زوجتي فغضبت ودعوته إلى أن يحترمها ويحترمني لكنه تمادى في غيّه فنشب بيننا خصام جعل بعض المارة يتدخلون فافترقنا وذهب كل منا في حال سبيله. وبعد يومين خرجت زوجتي لقضاء بعض حاجياتها ثم عادت مذعورة وأخبرتني أن نفس الشاب عاود معاكستها. ولما خرجنا إلى الشارع شاهدناه راكبًا سيارة على ملك شقيقه فأنّبته ودعوته للكف عن تصرفاته الطائشة فانصرف بعد أن أشبعني سبًا وشتمًا… وبمضيّ بضعة أيام خرجت من المنزل الذي نقيم فيه على وجه الكراء للبحث عن منزل آخر يكون قريبًا من مقر عمل زوجتي وروضة أطفال ليدرس فيه ابني، وما إن وصلت إلى العمارات المتواجدة قرب مقهى، حتى برز لي ثلاثة شبان متقاربين في السن يحملون أسلحة بيضاء: واحد بيده موسى والآخر سيفًا وكان الثالث يحمل يحمل هراوة. ودن مقدمات انهال عليّ ثلاثتهم بالضرب والطعن ولم يمض الكثير من الوقت حتى قدم الشاب الذي كنت على خلاف معه منذ أيام قليلة فأدركت أن الجماعة مأجورين من طرف غريمي، فصحت عسى أن يسمعني أحد من المارة بالمكان فينقذني من شر هؤلاء، لكن لسوء حظي لم يمرّ أحد. حينها نزل ذلك الشاب من السيارة وسلم أصدقاءه حبلاً شدّوا به وثاقي ووضعوني بالصندوق الخلفي للسيارة…». مكالمة أنقذتني من موت محقق ويواصل الشاب محمّد كلامه وهو يتوجّع من فرط الألم محاولاً أن يتذكر اللحظات المرّة التي عاشها قائلاً: «بعد أن أخذوني إلى مكان قفر بمنطقة الوردية أنزلوني وتداولوا عليّ بالضرب والطعنات حتى أخذهم التعب والجهد من تعنيفي فتناولوا كمية من المشروبات الغازية والحلويات وكأنهم يشربون نخب تعذيبي ويحتفلون بذلك، وما إن استراحوا قليلاً حتى عاودوا ضربي من جديد وعندما أحسّوا بالتعب مجدّدًا جلسوا في نفس المكان الذي ارتاحوا فيه أول مرة وفي الأثناء تلقى أحدهم مكالمة هاتفية تعلمه بأن عائلتي بصدد البحث عني وعندها أعادوا شدّ وثاقي وأركبوني في السيارة وانطلق السائق مسرعًا. وباقترابهم من مناطق العمران أمدوني بهاتفي الجوال وأطلقوا سيقانهم للريح فتحاملت على نفسي واتصلت بأفراد عائلتي وأخبرتهم عن مكاني. وفي وقت قصير حلوا بالمكان ومن حينهم نقلوني إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة وبقيت فاقدًا الوعي لمدة أسبوع كامل والحمد للّه تماثلت للشفاء وما يقلقني حاليًا هو أن المجموعة لا تزال في حالة فرار ومازالت تهديدات ذلك الشاب متواصلة لعائلتي… دعوتي ملبحّة إلى أن تتكاتف الجهود لإلقاء القبض عليهم جميعًا ومعاقبتهم خاصة المتهم الرئيسي في هذه القضية ليكونوا عبرة لمن يعتبر..». ومن جهتنا علمنا أن أعوان فرقة مقاومة الإجرام بالفرجاني تعهدوا بالبحث في أطوار القضية. م. محمد (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 19 أوت 2009)
السعودية تدعو للمرة الأولى رؤية هلال رمضان عن طريق المناظير
الرياض – يو بي أي – دعت السعودية للمرة الأولى مواطنيها والمقيمين على أراضيها تحري رؤية هلال شهر رمضان مساء غد الخميس من خلال المناظير. وذكرت المحكمة العليا السعودية في بيان لها اليوم الأربعاء 19 أوت 2009 أن « المحكمة ترجو ممن يرى هلال شهر رمضان مساء غدا الخميس بالعين المجردة أو بواسطة المناظير إبلاغ أقرب محكمة إليه وتسجيل شهادته لديها أو الاتصال بأقرب مركز لمساعدته في الوصول إلى أقرب محكمة ». وجاء في بيان للمحكمة العليا أن « المحكمة تود من جميع المترائين الانضمام إلى اللجان المشكلة في المناطق لهذا الغرض، وتأمل ممن لديه القدرة على الترائي الاهتمام بالأمر والمشاركة فيه والاحتساب، لما فيه من التعاون على البر والتقوى ». وهذه المرة الأولى التي تعلن فيها السلطات السعودية عن إمكانية رؤية هلال شهر رمضان عن طريق العين المجردة إضافة إلى المناظير، بعدما تسبب ذلك في الأعوام الأخيرة جدلا بين فقهاء الدين في المملكة. وكان عضو هيئة كبار العلماء السعودية الدكتور عبد المحسن العبيكان طالب بتطبيق لائحة تحري الهلال التي أقرها مجلس الوزراء ومجلس الشورى في وقت سابق والتي تنص على عدم قبول شهادة رؤية الهلال « إلا إذا حضر مع اللجنة الرسمية والمراصد الفلكية لأجل أن يبين خطأه وتوهمه في رؤية الهلال ». وتأتي تصريحات العبيكان قبيل رؤية شهر رمضان المبارك وما يثيره البعض من تساؤلات بشأن إمكانية رؤية الهلال بالعين المجردة بعيدا عن المراصد. وأكد ابن العبيكان أنه لا يعقل مطلقا أن يرى الإنسان الهلال دون أن تتمكن المراصد الحديثة من مشاهدته، لا سيما أن المراصد تستطيع تكبير القمر إلى نحو 300 مرة مما تشاهده العين المجردة ». وعن استخدام المراصد الفلكية في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لرصد الهلال قال عضو هيئة كبار العلماء السعودية العبيكان « الأمر لا يختلف عليه أحد، وقد صدر قرار من هيئة كبار العلماء يجيز الاعتماد على المراصد، لكن المشكلة فيمن يزعمون رؤيته رغم عدم رؤية الجميع له، والهلال في الشرع كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية هو ما ينتشر بين الناس وليس ما يراه واحد أو اثنان ».
(المصدر: وكالة يونايتد برس إنترناشيونال(يو بي أي) بتاريخ 19 أوت 2009)
من سيخلف مبارك في حكم مصر؟
(رويترز) – تجنب الرئيس المصري حسني مبارك (81 عاما) في مقابلة مع شبكة تلفزيونية أمريكية هذا الاسبوع الاجابة على سؤال عما اذا كان سيخوض انتخابات الرئاسة مرة أخرى وقال انه لم يناقش مع ابنه قط فكرة تسليم السلطة له. وفيما يلي بعض الاسئلة التي تتكرر بكثرة حول الخلافة في مصر مع تقدم مبارك في العمر دون أن يعطي أي اشارة عن الكيفية التي ستحكم بها البلاد من بعده: ** لماذا أصبحت الاسئلة عن خلافة مبارك ملحة؟ لم يعين مبارك -الذي تولى السلطة في عام 1981 بعد اغتيال الرئيس أنور السادات- قط نائبا للرئيس وهو المنصب الذي شغله في عهد السادات. ورفضه اعطاء أي اشارة بشأن من قد يخلفه شجع التكهنات. وتحظى الشائعات بقوة دفع في كل مرة تثار فيها علامات استفهام حول صحة مبارك. وكان أحدثها عدم قدرته على حضور جنازة حفيده الذي أدت وفاته في مايو أيار الماضي الى تأجيل زيارة مبارك لواشنطن وأطلقت شائعات رغم أنه ظهر انذاك في مقابلة مطولة مع التلفزيون المصري ومقابلة أخرى مع شبكة التلفزيون الامريكية العامة (بي بي اس) أذيعت يوم الاثنين. ** ماذا يقول مبارك عن خططه للمستقبل؟ في المقابلات مع وسائل الاعلام الاجنبية التي طرحت هذه الاسئلة على مر السنين تجنب الموضوع. وعندما سئل في أحدث مقابلة عما اذا كان يعتزم خوض الانتخابات لفترة رئاسة أخرى مدتها ستة أعوام في 2011 قال مبارك ان مسألة اعادة ترشحه للرئاسة أو عدمه ليست شاغله الرئيسي. وقال مبارك حسبما جاء في نص للمقابلة « انا لا افكر في هذا الآن. » ** من هي ابرز شخصية يتوقع الناس ان تخلف مبارك؟ الرأي الاكثر شيوعا يدور حول نجله جمال (45 عاما) والذي عمل من قبل في مصرف استثماري ويجري اعداده للمنصب. ويشغل جمال الان منصبا رفيعا في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم الذي يرأسه مبارك حيث يشغل منصب أمين السياسات بالحزب. وينفي كل من الاب والابن وجود خطط هكذه. وكرر مبارك موقفه في أحدث مقابلة وقال انه لم يناقش هذا الامر مع نجله. وأضاف مبارك أن اختيار وانتخاب الرئيس مفتوح لكل الناس الذين يعود لهم القرار فيمن يختاروه ممثلا لهم وليس اختياره هو مكررا تصريحات كثيرا ما يرددها المسؤولون المصريون الذين يتركون الباب مفتوحا بقولهم ان من حق جمال أن يخوض الانتخابات كأي مصري. ** هل نقل السلطة من الاب الى الابن مسألة محسومة؟ يقول محللون لا.. حتى لو كان ذلك هو السيناريو الاكثر ترجيحا فيما يبدو. أولا هناك بعض الاسماء التي تذكر كرؤساء محتملين في المستقبل وثانيا قد لا يكون لدى جمال قاعدة للسلطة أو نفوذ لتأمين وصوله للرئاسة. ومن الاسماء الاخرى البديلة الاكثر شيوعا التي يجري طرحها عمر سليمان مدير المخابرات المصرية الذي خرج من الظل في السنوات الاخيرة ليلعب دورا علنيا على نحو متزايد كوسيط بين الاسرائيليين والفلسطينيين وبين الفصائل الفلسطينية المتنافسة. ونظرا لان الوساطة في احلال السلام في الشرق الاوسط هي موضوع يقيم عليه مبارك قدرا كبيرا من سمعته الدولية ينظر الى سليمان على انه حليف مقرب. ويقول كثيرون ان سليمان قد يكون صانع ملوك حتى لو لم يكن هو الرئيس المقبل. ومن الاسماء الاخرى التي تطرح من وقت لاخر محمد البرادعي الذي سيترك منصبه قريبا كمدير عام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ومع هذا لا يرى سوى قليل من المحللين البرادعي كمنافس جدي على الرئاسة ويقولون ان الحديث عن البرادعي ربما يعبر عن بروزه على المسرح العالمي أكثر من كونه يستند الى تقييم واقعي لنفوذه أو رغبته في ضمان الحصول على المنصب في مصر. وبينما تزول سريعا أسماء أخرى من القائمة يقول المحللون انه لا يمكن استبعاد منافسين عسكريين محتملين حتى لو لم تكن هوياتهم معروفة علنا. والرؤساء الثلاثة الذين تعاقبوا على الحكم منذ الاطاحة بالنظام الملكي في 1952 – جمال عبد الناصر والسادات ومبارك – كانوا عسكريين. ** إلى أي مدى سيكون من السهل على جمال مبارك تولي السلطة؟ قد يتوقف الكثير على ما اذا كان مبارك سيحتفظ بالمنصب حتى وفاته أم سيقرر التنحي ليفسح الطريق لمن سيخلفه. وطبقا للدستور فانه في حالة وفاة رئيس الجمهورية يتولى رئيس البرلمان الرئاسة لمدة 60 يوما الى أن تجرى انتخابات للرئاسة. ويتولى رئاسة البرلمان في الوقت الحالي فتحي سرور وهو عضو في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم. ويقول مسؤولون ان التعديلات الدستورية التي أقرت في السنوات الاخيرة أفسحت المجال في أي انتخابات رئاسية قادمة لكن المنتقدين يقولون ان التعديلات الدستورية جعلت من المستحيل تقريبا وجود أي متحد من خارج المؤسسة للمرشح الذي سيختاره الحزب الوطني. ومع هذا فان الجيش قد يستعرض قوته في وضع انتقالي هكذا ومن المحتمل أن يعرقل أي محاولة لتنصيب جمال مبارك الذي ليس له اي خلفية عسكرية. وتسليم السلطة بينما مبارك لا يزال على قيد الحياة قد يمنح جمال تأييدا سيجد معه الجيش أو أي منافس اخر صعوبة أكبر في منافسته. وينطوي أي سيناريو على تحديات. وينظر الى جمال على انه يحظى بتأييد من رجال الاعمال. ويشغل حلفاؤه مناصب وزارية اقتصادية مهمة في الحكومة التي مضت قدما في تطبيق مجموعة من الاجراءات لتحرير الاقتصاد. غير أن المحللين يقولون ان تأييد رجال الاعمال لجمال مبارك ليس مضمونا حتى النهاية. ويسعى جمال لاجتذاب الشباب. وعقد هذا الشهر منتدى حواريا مباشرا بالصوت والصورة من خلال الانترنت بالاجابة على أسئلة أرسلت له من خلال موقع (فيسبوك) Facebook ومواقع أخرى. وأشادت الصحف الرسمية بهذا الحوار بينما أشارت صحف مستقلة الى أنه تفادى الاجابة على اسئلة خصوصا تلك التي تتعلق بتوريث السلطة. ويقول محللون ان مسألة ما اذا كان يمكن لتكتيكات أخرى أن تعطي نجل الرئيس التأييد الشعبي في دولة يبلغ عدد سكانها حوالي 77 مليونا خمسهم تقريبا تحت خط الفقر مسألة أقل وضوحا. (المصدر: وكالة رويترز لألنباء بتاريخ 19 أوت 2009)
سعد الدين ابراهيم: جمال موجود في واشنطن ‘لأن والده يقدمه للمؤسسة الامريكية’
مبارك لاوباما: ما زال امامي عامان للاصلاح في مصر والشعوب العربية ‘زهقت’ من طول القضية الفلسطينية 19/08/2009
لندن ‘القدس العربي’ من خالد الشامي: قال الرئيس المصري حسني مبارك انه ناقش قضية الاصلاحات السياسية في مصر اثناء اجتماعه مع الرئيس الامريكي باراك اوباما في البيت الابيض امس، وانه أوضح له بأن ‘الاصلاحات جزء من البرنامج الانتخابي وان تطبيقها مستمر، وما زال هناك عامان لاستكمالها’. وقالت مصادر مطلعة لـ ‘القدس العربي’ ان قضية الاصلاحات استغرقت نحو ست عشرة دقيقة من الخمسين دقيقة التي استغرقها الاجتماع بين الرئيسين وهو الأول من نوعه في البيت الابيض منذ خمسة اعوام. في غضون ذلك اكدت المصادر وجود السيد جمال مبارك ‘بشكل غير رسمي’ في واشنطن ما كرّس التكهنات حول ما يسمى بسيناريو ‘التوريث’. وقالت المصادر ان جمال مبارك يقيم في فندق مختلف عن الذي يقيم فيه الرئيس المصري مع الوفد الرسمي الذي ضم وزير الخارجية احمد ابو الغيط، ووزير التجارة محمد رشيد، ووزير الاعلام انس الفقي، وامين رئاسة الجمهورية زكريا عزمي. واعتبر المعارض المصري البارز الدكتور سعد الدين ابراهيم في تصريحات خاصة لـ’القدس العربي’ ان الرئيس المصري اصطحب نجله الى واشنطن ليقدمه الى ‘المؤسسة الامريكية تمهيداً للتوريث، وان جمال ربما شارك في بعض الاجتماعات المهمة التي عقدها والده خلال اليومين الماضيين’. وانتقد ابراهيم تصريحات الرئيس للصحافي الامريكي تشارلي روز والتي قال فيها ‘ان جمال لم يتكلم معه حول امكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة’، وقال ‘اذا كان الناس جميعاً يتحدثون عن التوريث، فكيف انه لم يتحدث مع ابيه حول الموضوع’. وحول موقف الادارة الامريكية من قضية الخلافة الرئاسية قال ‘ما تقوله الادارة الامريكية لنا هو انهم لن يتدخلوا في هذه القضية، وسيتركون الأمر للشعب المصري’. الى ذلك شارك مئات المصريين في مظاهرة امام البيت الأبيض اثناء اجتماع مبارك مع اوباما، وتصدرت المظاهرة منظمة قبطية ومسلمة، ورفعت شعارات متباينة، طالب بعضها بوقف ما زعمت انه ‘اضطهاد’ للأقباط، واكدت اخرى على الوحدة الوطنية المصرية مثل ‘عاش الصليب مع الهلال’. ورفعت منظمات مدنية شعارات تطالب باصلاحات ديمقراطية وسياسية لكل المصريين بغض النظر عن ديانتهم. وقاد المظاهرة الدكتور سعد الدين ابراهيم، وكميل حليم زعيم التجمع القبطي، ودينا جرجس مديرة منظمة ‘اصوات من اجل مصر ديمقراطية’، والمعارض المصري عمر عفيفي. وصرح عفيفي لـ’القدس العربي’ بأنه يستغرب استقبال مبارك لزعماء اللوبي اليهودي في امريكا، ورفضه استقبال المواطنين المصريين المقيمين في امريكا. وأضاف ‘ان لقاء مبارك وأوباما لا يحمل أي اهمية، لأن أياً من الرئيسين لن يستطيع ان يقدم ما يطلبه الاخر، فمبارك لا يستطيع مواجهة ايران ولا تحقيق السلام بالشرق الاوسط، وأوباما لا يستطيع فرض التوريث على الشعب المصري’. وكان مبارك شدد في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده ‘جلوساً’ مع اوباما بعد المحادثات، واقتصر على سؤالين فقط، واحد من الجانب الامريكي وآخر من الجانب المصري، على انه يملك اتصالات جيدة مع الاسرائيليين، وان بيريس ونتنياهو وباراك اتصلوا به قبل سفره الى واشنطن وتحدثوا بشكل جيد، وانه أبلغهم برفض مصر القاطع لأي حلول او حدود مؤقتة للدولة الفلسطينية. وأضاف مبارك ‘ان الشعوب العربية زهقت من طول القضية الفلسطينية والعنف واللاجئين، وانها ـ اي الشعوب ـ تريد السلام وحياة افضل’. وحذر مبارك من ان بقاء القضية دون تسوية ‘سيؤدي الى مزيد من العنف’، مشدداً على ان الدول العربية ستقدم بوادر حسن نية تجاه اسرائيل، بمجرد ان ترى املاً في المفاوضات. من جهته نوه الرئيس أوباما بما اعتبره خطوات ايجابية من اسرائيل بشأن المستوطنات وتفكيك بعض الحواجز في الضفة، مشيراً الى ان تحقيق السلام يتطلب قيادات شجاعة ليس في اسرائيل وفلسطين فقط ولكن في كافة البلاد العربية. وأضاف: لقد أدرك الفلسطينيون ان اسرائيل حقيقة واقعة، ولن تختفي من الوجود، كما ادركت اسرائيل ان مصالحها على المدى البعيد تتطلب توافقاً مع الفلسطينيين وجيرانها العرب. وتعهد ان تواصل ادارته بذل الجهود لتحقيق السلام، ملاحظاً ان هذه الادارة، بخلاف ادارات سابقة، لم تترك القضية الفلسطينية الى العام السادس او السابع، بل عملت على تسويتها منذ اليوم الأول. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم 19 أوت 2009)
التقية مفهوم ديني أم مؤشر إلى واقع مأزوم ؟
وجيه قانصو * التقية من المفردات التي يرتدي الموقف منها في الدائرة الإسلامية طابعاً مذهبياً، يعوق الفرد المسلم من فهمها والتعرف اليها في معزل عن الضغط الإيديولوجي الذي يُملى عليه إما بالتأييد أو بالإدانة. كما أن الجدال المذهبي الحاد، وتوظيف الكم الهائل من النصوص الدينية حول هذا المفهوم، حجبا تاريخية المفهوم وملابسات تولده، والذي لم تكن ممارساته منطلقة من دوافع دينية، بقدر ما عكس قواعد اللعبة بين القوى في الصراع على السلطة، وفي التنافس المذهبي، وأظهر درجة اللاتسامح الحاصلة في التاريخ الإسلامي، تجاه الاختلاف والتنوع، لا على مستوى السياسي فحسب بل على مستوى المذهب والعقيدة. من الطبيعي اعتبار التقية من سمات القوى المعارضة للسلطة، والجماعات التي تتعرض لملاحقة من السلطة، أو التضامنات الاجتماعية والمذهبية ذات الطابع الأقلوي، والتي تتعرض لضغوط أو اضطهاد من الأكثرية التي لا تتسامح في الاختلاف أو التمايز عنها. أي أن للتقية دوافعها الذاتية والموضوعية، التي تشرّعها كل المجتمعات وتبررها كل القيم، بل وتتفهمها الأديان في دائرة دفع الضرر وحالات الاضطرار. ولهذا اعتُبِر سلوك التقية سمة خاصة بالشيعة في مرحلة خاصة في التاريخ الإسلامي، بسبب أن رموزها من سلالة علي ابن أبي طالب قد حُيِّدوا عن السلطة، وأصبحوا هم وأتباعهم موضوع ملاحقة قاسية من جانبها. إلا أن هذا السلوك، تحول مع الزمن، بفعل السجال المذهبي الحاد، إلى سمة لازمة وثابتة للمذهب الشيعي. أي انتقلت التقية من مسوغها التاريخي، إلى مسوغها الديني، الذي أسبغ عليها صفة الديمومة والثبات، في حين كان مسوغها منحصراً بالضرورة كما جاء في الرواية عن الإمام محمد الباقر: «التقية في كل ضرورة وصاحبها أعلم بها حين تنزل به»، و «كلما خاف المؤمن على نفسه فيه ضرورة فله فيه تقية»، و «ليس شيء مما حرم اللَّه إلا وقد أحله لمن اضطر إليه». فسقف الجواز أو حدّه الأقصى هو عدم التسبب بالضرر للآخرين أو الإساءة الى الصالح العام. لذلك ورد عن الإمام الصادق: «إنما جعلت التقية ليحقن بها الدَّم، فإذا بلغ الدَّم فليس تقية». المشكلة تكون، حين تتحول التقية إلى سلوك جماعي، أو خاصية تتسم بها جماعة بعينها داخل المجتمع، وتنتقل من دائرة الفرد إلى دائرة السلوك الثقافي، وتتخذ أبعاداً سياسية ودلالات إثنولوجية (ثقافة جمعية). بعبارة أخرى حين تلصق التقية بالتشيع، وتصبح من خصائص الانتماء الشيعي، وسمة بارزة في سلوك الشيعة السياسي والاجتماعي، فتثير بالتالي تحفظات وتساؤلات واتهامات كثيرة من الجماعات الإسلاميّة الأخرى، بعضها مُبرر والكثير منها نابع من سوء فهم وعدم مراعاة لخصوصية الاجتماع السياسي الشيعي. ولسنا هنا لندافع أو نحمِّل النصوص أكثر مما تتسع له، ولكن لنسعى الى فهم هذا السلوك من مصادره والتعرف على حدوده وضوابطه، وربطه بالظرف التاريخي والسياسي الذي نشأ فيه، الذي يؤكد لنا أن الوضعية السياسية والاجتماعية تفرض بذاتها قرب جماعة معينة من سلوك التقية أو بعدها عنه. فبقدر ما تكون جماعة معينة في حالة خلاف مع سلطة مستبدة أو في وضعية تنافس معها على المشروعية، كما هو الحال بين بني أمية وبني العباس والعلويين (أبناء علي)، فإنَّ سلوك الجماعة خارج السلطة يكون حرجاً ويتطلب توازناً بين المصرح به والمسكوت عنه أو إيحاء ظاهرياً لا يتطابق بالضرورة مع المقصد الباطني. وفي الرواية عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين: «التارك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالنابذ كتاب اللَّه وراء ظهره إلا أن يتقي تقاه. قيل: وما تقاته؟ قال: يخاف جباراً عنيداً يخاف أن يفرط أو أن يطغى». وكذا الأمر حين تتباين وتختلف خصوصيات أقلية معينة مع أكثرية أو غالبية الجماعات الأخرى داخل المجتمع، سواء في خصوصياتها الثقافية أو الدينية أو التضامنية، وهذا ما كان حاصلاً فعلاً في زمن الأمويين والعباسيين، حيث تشير إحدى الروايات من أن أحد الشيعة «امتُحِن في الإمامة يحلفونه»، وهو امتحان كان في أكثر الحالات أشبه بمحاكم التفتيش التي تمتحن معتقدات الشخص وانتماءاته وميوله. في حينه يكون الكتمان والتقليل من إظهار الاختلاف والتظاهر بموافقة المزاج والوعي السائد طبيعياً بل محتوماً، كوسيلة إجرائية لحفظ خصوصية تلك الأقلية داخل المجتمع الأوسع ومدخلاً للإندماج فيه في آن، وطريقة لتأكيد انتمائها للمجال العام وعدم الانفصال عنه أو القطيعة معه، وسلوكاً عملياً للتكيف الطوعي داخل الأمة. وفي الرواية عن الإمام جعفر الصادق: «إياك والمراء فإنه يحبط عملك وإياك والجدال فإنه يوبقك وإياك وكثرة الخصومات فإنها تبعدك من اللَّه». ولأن التقية ملازمة لظروف الضرورة أو الخوف على النفس والمال والعرض، فإن سلوك التقية أصبح الخيار الحصري والوحيد في الظروف السياسية الخانقة، حين تلاحق السلطة كل من يختلف عنها لا معها فقط، وفي ظروف المجتمع المتعصب الذي لا يقبل بالاختلاف والتنوع والتعدُّد وتسود فيه أجواء وتصرفات عدوانية ضد كل من يختلف عن الأكثرية من النَّاس. وهو خيار حَمَى الأقلية من جهة، وكبح دوافع القطيعة عندها عن المجتمع والمكان والبيئة التي تنتمي إليها أو نشأت في داخلها. ويمكن القول إن ممارسة التقية، بحسب هندسة الرموز الكبرى لها من سلالة الإمام علي، قد لعبت دوراً في كبح جماح الجماعات الخاصَّة أو الأقليات من التبجح بخصوصيتها وتأكيد فرادتها وتمايزها على حساب الجامعية التي تشبك الجميع داخل انتماء موحد ووفق مرجعية سياسية موحدة، كما أنها قللت من الحساسيات بين أقليات المجتمع، وعززت مناخ التواصل والبحث عن المشتركات، كسبيل لتثبيت وضعية تضامنية جامعة. وفي الرواية عن الإمام علي ابن أبي طالب: «حدثوا النَّاس بما يعرفون وامسكوا عنهم ما ينكرون». أي أنها حفظت للأقليات معتقداتها وخصوصياتها، من دون أن تدفع الخصوصية إلى القطيعة مع مكونات المجتمع الأخرى، أو إلى تضخم الخصوصية لتصبح مدخلاً إلى تفكك المجتمع وانقسامه وانهيار الجامعية بين مكونات المجتمع الواحد. لم تكن التقية خياراً ابتدائياً، يتعامل مع سائر الملابسات والوضعيات بالتساوي، بل هي رد فعل خاص على وضعية خاصَّة، تضع الفرد أو الجماعات أمام خيارين لا ثالث لهما، فإما خلع الخصوصية والخروج من الذات والتلبس بمحددات عقدية وسلوكية جديدة تتوافق مع أكثرية وغالبية المجتمع، وإما الانفصال الكامل عن المجتمع وتقوقع الأقلية داخل خصوصيتها وتضخيم عصبيتها على حساب المجتمع الأوسع، وبالتالي إبراز السمات الخاصَّة للانتماء على حساب الانتماء الجامع مع الخصوصيات الأخرى. في حين أن التقية، كسلوك جماعي واستراتيجي، ساعدت الأقليات على تجنب الوقوع في كلا المحذورين، من خلال الجمع بين بقاء الخصوصية وحمايتها من التهديد، وبين حفظ الجامعية الحاضنة للانتماءات والخصوصيات المتعدِّدة، وبالتالي حفظ مستويين من الانتماء، الانتماء الخاص الذي يعبِّر عن خصوصية ثقافية وعقدية، والانتماء العام الذي هو أوسع من الانتماء الخاص، ويعبِّر عن الجامع مع كل الخصوصيات الأخرى. وقد ورد في الرواية عن الحسن بن علي أن في التقية صلاحاً لأحوال الأمة وحقناً للدماء: «إن التقية يصلح اللَّه بها أمة مثل ثواب أعمالهم، فإن تركها أهلك أمة تاركها شريك من أهلكهم». ويمكننا التأكيد هنا، أن التقية مثَّلت سلوكاً انضباطياً أيضاً، خفف من أجواء الاحتقان والسجال بين الانتماءات المتعارضة والمتباينة في المجتمع، وضيق هامش الاحتكاك والمواجهة بين الخصوصيات. إذ عملت التقية على حصر التصريح بالتمايز داخل أطر اجتماعية خاصة لهدف حفظ الخصوصيات ومنع المجال العام من مصادرتها أو إلغائها من جهة، ولهدف منع هذه الخصوصيات من التعريض ولو بالكلام للخصوصيات الأخرى ومنعها أيضاً من مزاحمة الانتماء العام الجامع أو الهيمنة عليه من جهة أخرى. بذلك كانت التقية من جملة الكوابح السلوكية التي رفعت عن المجتمع عبء التوتر وأبعدته من مخاطر الصدامات الداخلية، فحقنت بالتالي الكثير من الدماء فيه، بحكم ما تحمله فكرة التقية من المداراة المتبادلة بين الاتجاهات المتباينة والمتعارضة في المجتمع، ومن الضبط الدقيق بين خصوصية وخصوصية أخرى، ومن الفصل الحكيم بين الخاص والعام. وفي الرواية عن الإمام الصادق: «إنما جعلت التّقية ليحقن بها الدَّم». لكن مهما قيل حول عقلانية التقية في التاريخ، فإنه في المقابل سلوك دفاعي، استدعاه وفرضه الخلل في إدارة الصراع ونتيجة حتمية لتضخم السلطة السياسية في الواقع الإسلامي، التي لم تكتف بقمع المعارضة، بل سعت جهدها لتثبيت مشروعيتها الدينية وتأكيد الملازمة بين الانتماء الديني والولاء السياسي. أي إلغاء حيز الاختلاف، لا على المستوى السياسي فحسب بل على المستوى الاعتقادي والمذهبي. وهو السلوك الذي قوبل من قبل غير المحظوظين ممن هم خارج السلطة، بتوسيع المسافة بين المصرح عنه وبين المعتقد به. من هنا نفهم أن التقية ليست مفهوماً دينياً، بقدر ما هو ممارسة تاريخية فرضت نفسها في ساحة الصراع السياسي والتنافس على المشروعية الدينية. هي أقرب إلى استراتيجية مواجهة، وآلية إجرائية للبقاء والاستمرار، حين تنتفي مبادئ التسامح في الاختلاف السياسي أو الديني أو العقائدي. بهذا المعنى، فإن التقية ليست خصوصية شيعية، وليس نفيها والتحامل عليها خصوصية سنية، بل هي سمة الموضع والمكان الذي تتموضع في داخله الجماعات وتمارس التقية من خلاله. فلو إن السنة كانوا أقلية داخل مجتمع ذي أكثرية شيعية حاكمة، لفرض سلوك التقية نفسه عليهم وأصبح أحد أهم الخيارات المعتمدة لديهم. تتبّع مفهوم التقية وطرق ممارسته، هو تتبّع لواقع المجتمع الإسلامي في مرحلة من مراحل تاريخه، لتأكيد أن التاريخ الإسلامي ليس فقط تاريخ السلطة الحاكمة أو الموالية لها، وليس أيضاً صراع حق وباطل داخل المجتمع، أي صراعاً على المشروعية الدينية للسلطة، بل هو ايضاً واقع تفاعلي بين طبقات وشرائح المجتمع، ومسالك متعددة ومتباينة ومتنوعة داخل واقع إسلامي أوسع من واقع المتغلب أو المنتصر أو الحاكم فيه. ليست التقية سمة جهة أو جماعة بل هي سمة الاجتماع السياسي في التاريخ الإسلامي، وسمة اجتماعه الديني والمعرفي، الذي يفرض على الأقلية أن تتخفى بمعتقداتها، ويفرض على الجماعة السياسية المعارضة أن تصمت أو تتحول إلى جماعة انتحارية. إذا كانت التقية إحدى أدوات الاقلية المضطهدة، أو سلوكاً إجرائياً للتملص من إرهاب السلطة وضغطها، فإنها في المقابل مؤشر خطير، على عجز المجتمع الإسلامي عن إدارة التنوع وحماية الاختلاف أو خلق مناخات تسامح وحرية، تبيح للمعارض في السلطة أن يعبّر عن رأيه، وتسمح للأقلية المذهبية أو الدينية أن تمارس شعائرها ومعتقداتها بحرية. التقية في جوهرها، سلوك مسوَّغ عن الاستبداد، وقابل مع تبدل مواقع القوى أن يصبح مسوِّغاً للاستبداد ومنتجاً له. * كاتب لبناني. (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم 15 أوت 2009)
أولاد عبد الله: علمانية أوروبا لصالح المسلمين
حوار – محمد أبو المجد / 19-08-2009 « النهج العلماني في إدارة النظام السياسي الأوروبي أتاح للمسلمين نوعًا من الحرية لا يجدونها في كثير من الدول الإسلامية ». تلك كانت رؤية الباحث الهولندي الجنسية المغربي الأصل الدكتور مرزوق أولاد عبد الله -أزهري الثقافة كما يحب أن يعرف نفسه، وهو أستاذ في جامعة أمستردام الحرة وعضو المجلس العلمي المغربي لأوروبا- وحاورته « مدارك » على هامش ملتقى خريجي جامعة الأزهر والذي عقد في يوليو الماضي بالقاهرة. أولاد عبد الله بدا عليه الأسى أثناء الحوار وهو يتحدث عن واقع الخطاب الإسلامي في الغرب، مبينًا أنه يفتقد للعلم الفقهي التجديدي الشامل، كما أن الخطاب ينحصر، في كثير من الأحيان في قوالب فقهية أفرزتها مصطلحات قديمة مثل: « الولاء والبراء »، و »دار الإسلام ودار الكفر »، مطالبًا بإعادة النظر فيها، ومعتبرًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- عاش وسط أهل مكة برغم كفرهم، وحزن بشدة عندما أخرجه أهلها. ويؤكد أولاد عبد الله أن رفض الحوار مع الغرب، وخاصة الهولنديين، يعد عدم تحمل لمسئولية الإسلام من قبل أبنائه، فأبناء الغرب الآن -حسب تعبيره- يريدون أن يستمعوا أكثر مما يتكلمون، وهي بلا شك فرصة ذهبية للمسلمين. الحوار مع الرجل، الذي يحب أن يصف نفسه بـ »أزهري الثقافة »، عكس وجهة نظر شاملة لإشكالية الاجتهاد الفقهي وآلية الحوار مع الغرب، وطرح تصورات جديدة عن حرية المسلمين ووضعهم في أوروبا. وإلى نص الحوار: * بعد التطورات الدراماتيكية الأخيرة التي شهدتها العلاقة بين الإسلام والغرب وتحديدًا بعد أحداث 11 سبتمبر، برزت دعوات لأسلوب جديد لتبليغ الدعوة بشكل جديد أسماه البعض « دبلوماسية الدعوة »، كان هدفها تقديم صحيح الإسلام، ومحاربة تكريس الصورة السلبية عن هذا الدين، فكيف ترى هذه الدعوة واقعيا؟ ** حقيقة أن تلك التقلبات التي ذكرتها أحدثت نوعا من الهزة وعدم الثقة بين المسلمين والغرب بعد أن تم إظهار الإسلام على أنه هو العدو وهو الذي سوف يجابه الفكر الغربي بالعنف، وأصبح هناك نوع من التخوف أفرز سياسة منظمة من المجتمع الغربي للتخويف والترهيب من الإسلام؛ وهو ما أثر بشكل عميق في نفوس الأوروبيين عامة والهولنديين بشكل خاص. فما بناه المسلمون في هولندا منذ حوالي 40 سنة بعدما نجحوا في إنشاء كيان اندماجي لهم كاد أن يقوض ويقضى عليه بتلك الأعمال، ومما زاد الطين بلة عندنا في هولندا هو إقدام شاب مغربي مسلم على قتل المخرج الهولندي « ثيو فان جوخ » بدعوى إساءته في أحد أعماله للإسلام، ووصل بعدها الهولنديون لدرجة إعلانهم عدم قدرتهم التساكن والتعايش مع المسلمين هناك؛ لأنهم أحسوا أن الإسلام يشكل خطرًا على هويتهم الدينية والثقافية والسياسية، وعلى مستقبل الاستقرار أو السلم الاجتماعي. * إذن هل يكمن الحل في نموذج جديد من الدعاة يقوم بتوصيل الإسلام بشكل « دبلوماسي »؟ ** بالطبع ولا بديل عن ذلك؛ فالأفكار المتطرفة التي تدعي أن التشدد يصنع مسلمًا أكثر تمسكًا بدينه وأكثر زهدًا وأكثر تقوى لم تأت بالنتيجة المرجوة، لكن الحل يكمن في العودة إلى المنبع وهو المنهج القرآني وأسلوب القرآن في عرض الأفكار، كما قال الله تعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ}، و{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}. هذا هو الخطاب القديم الجديد وهو الذي يحتاج حقيقة لفهم حقيقي، فالخطاب التجديدي هو الذي يمكن أن يحمل مضمون الإسلام إلى الغير، وبخبرتنا كمسلمين نعيش في المجتمع الهولندي نقول إن الهولنديين يستمعون أكثر مما يتكلمون، وقد لمسنا في أكثر من موضع رغبتهم الحقيقية في الاستماع عن الإسلام من المسلمين، غير أن نقص الكفاءات الدعوية والعلمية التي تحمل هذا الفكر الخطابي القديم الجديد هو الذي يمثل المعضلة أمامنا الآن. إذن، نحن بحاجة إلى خطاب ديني جديد بوسائل جديدة وبفكر جديد نقوم عن طريقه بعرض الأفكار القديمة بأسلوب جديد، ويمكن أن يسهم في إزاحة هذا التوتر ونشر رسالة الإسلام السمحة. * كلامكم قد يفرز سؤالا عن أولويات الخطاب الإسلامي الموجه للغرب، فما هي تلك الأولويات من وجهة نظركم؟ ** أولا يجب أن تتغلب على إشكالية وجود الكفاءات العلمية الدارسة للإسلام والواقع الأوروبي في آن واحد، فلا أتصور أن يأتي فقيه أو عالم مجتهد، حتى وإن كان متمكنا، ليخاطب المسلمين في الغرب دون أن يكون ملمًا بالواقع هناك وأسلوب الحياة المختلف كثيرًا عن العالم الإسلامي أو العربي، وما المانع مثلا أن يدرس الفقيه أو العالم فروعًا من علوم الاقتصاد والسياسة، بل والأدب الأوروبي. وأحزن كثيرًا عندما أجد من يتصدى للخطاب الإسلامي في الغرب نشيطًا كثير الحركة ولكنه قليل الفقه، ويُقدَّمون للناس على أنهم فقهاء وعلماء فيسيئون للإسلام من حيث يحسبون أنهم يحسنون إليه. وأتصور أن مجابهة مثل هؤلاء يجب أن تبدأ بتواجد قوي للمؤسسات العلمية والفقهية التي تتبنى منهج الوسطية والشمول وعلى رأسها الأزهر الشريف، ومن وجهة نظري فإن من أهم مقومات الداعي أو الفقيه في أوروبا أن يكون ملمًّا باللغة الإنجليزية؛ فالدعوة باللغة العربية هناك لا تجدي نفعًا في الحقيقة. ومن المنطقي أن من يمتلك المؤهلات السابقة، يستطيع ممارسة « دبلوماسية الدعوة » كما أسميتها في سؤالك، والخلاصة أننا نحتاج إلى دعاة جدد بفكر جديد وأسلوب جديد يفهمون الإسلام ويعرفون لغة الغرب وعقليته. * هل المشكلة بين الإسلام والغرب تكمن في صورة ذهنية يتم تصحيحها وانتهى الأمر، أم أن القضية لها أبعاد أخرى يجب مراعاتها، اجتماعية أو ثقافية مثلا؟ **لا يخفى على أحد أن هناك مخزونًا ثقافيًّا لدى الغرب، تشكل النظرة الاستعلائية على المسلمين قوامه الرئيسي، وأضيف إليه مؤخرًا اتهام المسلمين بالتطرف والإرهاب، هذه أفكار قديمة لا تزال موجودة في مناهجهم ومنعكسة على معاملاتهم معنا. لكن يبقى السؤال الآن: ما هو دور المسلمين تجاه هذا الأمر؟ لا نريد أن نلقي الأخطاء على أحد، فهناك حالة من عدم تحمل مسئولية الدعوة إلى هذا الدين على الوجه الصحيح من قبل، وقد تركنا حلبة الصراع الكوني أمام الغرب لأسباب كثيرة ليحل محلنا من يسوء صورتنا، ويغذي العقل الغربي بالأفكار السلبية عن ديننا وعقيدتنا، ولذلك فالحل يكمن في عودتنا إلى حلبة الصراع بالفكر والثقافة الإسلامية. العقد الاجتماعي الأوروبي * ولكن تحديدًا، كيف نصل إلى مرحلة تضمين الإسلام والمسلمين في العقد الاجتماعي الأوروبي؟ ** أعتقد أن هذه المرحلة تتضمن أولا ضرورة التفرقة بين الاندماج والانصهار في الواقع الأوروبي؛ فالأمر قد أثار إشكاليات على مستويات عدة عند مناقشتنا هذا الموضوع، وأدى عدم فهم الفرق بين الاندماج والانصهار إلى اختلاف في التصور ومن ثم تباين في وجهات النظر. الاندماج مع الآخر المخالف لي أمر محمود ولا يناقض المبدأ القرآني: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}، بالتالي التعارف سيفتح مجالا للحوار والفهم المتبادل، حتى نصل إلى مسلم أوروبي يعمل على رفعة واستقرار دولته الأوروبية ولا يعاديها أبدًا، وأن يكون جزءًا من السلم والأمن الاجتماعي لا عبئًا عليه. * لكن هناك مصطلحات فقهية ظهرت قد تشكل عقبات أمام الاندماج الإسلامي في أوروبا، مثل « الولاء والبراء »، و »دار الإسلام ودار الكفر »، وظهر من مسلمي أوروبا من يعادي وطنه تحت مسمى أنها دار كفر. ** ما ذكرته بالفعل هو تقسيمات فقهية معروفة لا يستطيع أحد أن ينكرها، غير أن الواقع الآن يحتاج إلى نظرة في تلك التقسيمات، فالمسلمون الآن يعيشون داخل أوروبا جنبًا إلى جنب مع غيرهم، والنبي صلى الله عليه وسلم عاش في وطنه مكة ردحًا من الزمن بالرغم من كفر غالبية أهلها، وعندما خرج مهاجرًا منها قال قولته المشهورة: «والله لولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت». إذن فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يريد صراحة أن يقيم في وطنه بالرغم من كونه « دار كفر » في ذلك الوقت، وأراد استمرار التواصل مع الكفار ودعوتهم إلى الإسلام، وعندما بعث بعدد من المسلمين إلى الحبشة مهاجرين أمرهم بطاعة ملكها « النجاشي » ووصفه بالعدل، ومارس المسلمون هناك المواطنة في أبهى صورها. الإمام الشاطبي يقول: إذا أراد الفقيه أن يصدر حكمًا شرعيًّا فإنه لابد أن يراعي ثلاثة أشياء: الظرف. الوقت. السياق. إذن المسلم عليه أن يتفاعل مع المجتمع، وأن يراقب المستجدات الفقهية وأن يكيفها وفق السياق الذي يعيش فيه، بشرط ألا يتعارض هذا مع الإسلام، فالاندماج مع المجتمع الأوروبي يتيح لك الدعوة إلى الإسلام بشكل أكثر فاعلية، إذن فلا تناقض بينه وبين مفهوم « الولاء والبراء ». إن تطبيق فكرة « الولاء والبراء » بدون فهم لمقاصدها قد يعرقل مسيرة اندماج المسلمين في المجتمع الأوروبي، وأن تكون عقبة أمام تأسيس كيان قوي للإسلام في أوروبا على المدى البعيد، وستنشأ بدلا منه ثقافة جديدة قوامها المجابهة والمواجهة والصدام بين المسلمين الأوروبيين وغيرهم من أبناء الملل الأخرى بما لا يخدم أبدًا أهداف الدعوة. بالتالي أنا أرى أن المجتمعات الأوروبية قد فتحت أبوابها للإسلام، ولكن المسلمين لم يحسنوا التصرف، ولا فهم النصوص الشرعية فهمًا مقاصديًّا عميقًا، ومن وجهة نظري أن المشكلة تكمن في بعض العقول المتحجرة التي لا تريد أن تفهم مقاصد الشريعة الإسلامية من كل آية أو حديث. علمانية أوروبا المحمودة * لكن في المقابل انتشرت في أوروبا مؤخرًا حملات كراهية للإسلام والمسلمين أخذ بعضها طابعًا متطرفًا، مثل الحملة التي أطلقها مؤخرًا نشطاء في عدد من البلدان الأوروبية تحت عنوان « لا لأسلمة أوروبا »، فلماذا يطلب من المسلمين فقط الاندماج وحسن التصرف؟ ** أعتقد أن الطبيعة العلمانية للنظام السياسي الأوروبي تضمن حدًّا مقبولا من الحقوق والحريات لأتباع جميع الديانات، بالرغم من بعض الشطط تجاه المسلمين تحديدًا، ولكن المسلمين في أوروبا يستطيعون العيش بحرية تحت مظلة هذه الأنظمة العلمانية. فإذا نظرت إلى هولندا كمثال فستجد أن للمسلمين هناك حوالي 500 مسجد، وأينما تتجه تجد المساجد موجودة في الجيش والوزارات وأماكن التعليم والمستشفيات، وهناك 40 مدرسة ابتدائية إسلامية ومدرستان ثانويتان، ومجلس إسلامي، وهي أرقام قد لا تجدها في بعض الدول الإسلامية أصلا. * هل تريد أن تقول إن المنهج العلماني في أوروبا لا يتصادم مع الحريات، لذلك فهو في مصلحة المسلمين؟ ** نعم هو في مصلحة المسلمين. * ولكن في فرنسا، وباسم العلمانية، تنتهك حريات المسلمات الشخصية في ارتداء الحجاب بحجة أنه رمز ديني ضد فكرة العلمنة، بالرغم من أن الحجاب من صميم الدين الإسلامي. ** هذا نوع من الفكر والفكر الآخر، فهي جدلية تتعلق بتطبيق مبادئ العلمانية في كل بلد، والمحك هنا هو الجوهر وليس طريقة التطبيق، وإذا كانت العلمانية في فرنسا تمنع الحجاب، فإنها في هولندا أتاحت حرية بناء المساجد، ولم تمنع الحجاب، بل دعمته، حتى النقاب نفسه لا يحظر، فالأمر من وجهة نظرهم حرية شخصية. وأنا أكرر أن النهج العلماني في إدارة النظام السياسي الأوروبي أتاح للمسلمين نوعًا من الحرية لا يجدونها في كثير من الدول الإسلامية، ولكنها العلمانية المعتدلة التي تحاول أن تنشر مبادئ الحرية، وليست المتطرفة التي تكبتها. * لكن هذا قد يسحبنا إلى سؤال آخر يتعلق بماهية دور المسلمين غير العرب والذين يعيشون في القارة الأوروبية في مكافحة إعصار « الإسلاموفوبيا ». ** أتصور أن هذا الدور يتطلب بداية ما يمكن أن نسميه « الدعوة بالسلوك » لتصحيح تلك الصورة النمطية التي يصر البعض على رسمها للإسلام، ويأتي بعد ذلك دور الدراسة الأكاديمية الواعية للعلوم الإسلامية والإنسانية والحضارية، ثم إيجاد حالة من الحوار الهادئ والدائم بين المسلمين وغيرهم من جميع الأديان، وتبقى مكافحة الأفكار المتطرفة والتيار التكفيري ضرورة ملحة لتدعيم التواجد الإسلامي في الغرب والوصول به إلى بر الأمان. تعميق المواطنة * في نقاط محددة.. كيف نصل إلى مرحلة تعميق مواطنة مسلمي أوروبا في دولهم؟ ** هناك نقطة أولية في هذا الأمر وهي التغلب على العقبة « الفقهية » التي قد يتصورها البعض، والمتعلقة بمفاهيم « الولاء والبراء » و »أرض الإسلام وأرض الكفر » والتي لا تزال عالقة في أذهان عدد غير قليل من مسلمي أوروبا ويتعاملون مع مؤسسات دولهم الرسمية والشعبية على هذا الأساس، وبرأيي أن المؤسسات الدينية والعلمية الإسلامية الكبرى في العالم لها دور مهم في القيام بعملية التثقيف الديني والفقهي المستنير لأمثال هؤلاء، وإلا فالعربة ستظل أمام الحصان. وهناك دراسات عميقة ومباشرة في هذا المجال قامت بها المراكز الفقهية الأوروبية فعليًّا، غير أنها ظلت حبيسة الأدراج ولم يكتب لها أن ترى النور حتى الآن، برغم احتياجنا كمسلمين أوروبيين لمثل هذه الدراسات الاجتهادية. وأقولها بصراحة: يجب على علماء تلك المجامع الفقهية الأوروبية التواصل مع الجمهور، والتواجد في الفعاليات الجامعة للمسلمين في أوروبا، وعلى رأسها صلوات الجمع والمناسبات الإسلامية، وعدم ترك منابر المسلمين ليرتقيها أناس لا يملكون تلك النظرة الاجتهادية التجديدية. الإسلام لا يشكل عائقًا أمام الاندماج والحوار، ولكن المسلمين أنفسهم قد يصنعون هذا الحاجز. نقطة أخرى أحب أن أشير إليها متعلقة بالتعايش مع الآخر: يجب على المسلمين في أوروبا أن يتخلوا عن أسلوب التشكيك في الأديان الأخرى لغرض استمالة أبنائها إلى الإسلام، ولا يصح أبدًا أن يكون هدفي من الحوار مع الآخر هو إثناؤه عن دينه ودفعه لاعتناق الإسلام، ولكن الحوار يجب أن يكون للتعارف والتفاهم والاندماج، كما قال الله: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}. الدعوة إلى الدين واجبة، ولكن هناك الأساليب العصرية المتعلقة بسلوك المسلم في مجتمعه، فقد يثمر فعل واحد ما لا يثمره ألف مناظرة وجدال، فالاندماج والتعايش قد يكون الآن هو الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة التي أمر بها ربنا عز وجل. * بصفتك أكاديميًّا هولنديًّا، هل لك أن تحدثنا عن معدل نمو الإسلام وأتباعه في هولندا؟ ** منحنى الإسلام في هولندا في ارتفاع برغم الحملات المسعورة التي تناله أحيانًا من بعض المثقفين الهولنديين تحت دعاوى حرية التعبير، وأستطيع أن أقول إن الفقر الروحاني الذي يعيشه المواطنون الهولنديون هو المحرك الأول لاعتناق الدين الإسلامي للتمتع بالاستقرار النفسي والروحي الموجود في هذا الدين، ويأتي الهجوم على الإسلام سببًا آخر لاتجاه الهولنديين للقراءة عن هذا الدين، فالهجوم على الإسلام كان سببًا في بحث الأوروبيين عن الإسلام. (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 19 أوت 2009)