الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

Un effort quotidien pour une information de qualité sur notre pays, la Tunisie. Everyday, we contribute to a better information about our country, Tunisia

TUNISNEWS

9 ème année, N 3466 du 18.11.2009

 archives : www.tunisnews.net

الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو

ولضحايا قانون الإرهاب


حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس اللجنة التونسية لحماية الصحافيين: بيان صحف المعارضة الثلاث « الطريق الجديد » و »الموقف » و »مواطنون »:بلاغ صحفي السبيل أونلاين:عاجل..البوليس يراقب بيت مراسلنا في تونس الناشط الحقوقي المعتقل بسجن المرناقية زهير مخلوف هند الهاروني:عبد الكريم الهاروني محاصر ليلا  نهارا المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية:استاذة تتعرض للاهانة في مدرسة اعدادية  بالمهدية السبيل أونلاين: لجنة حماية الصحفيين قلقة من إستهداف الصحفيين في تونس ايلاف :بن بريك يحاكم في باريس مطلع العام بتهمة « العنف » السبيل أونلاين:عاجل:بحارة قرقنة يتظاهرون للمرة الثانية خلال أسبوعين ضد ظاهرة « الكيس » العربي القاسمي :الرّاحل مجاهد الذيبي … رمز للثبات محمد مسيليني :بلاغ صحفي القدس العربي:المفوضية الاوروبية والوكالة الفرنسية للتعاون تمنحان تونس 43 مليون يورو ايلاف :معارض تونسي يؤكد جدية مطالبة فرنسا بالاعتذار وكالة الأنباء الألمانية: 60 % من المصابين بأنفلونزا الخنازير في تونس من طلاب المدارس صحيفة الشروق المصرية:جمارك نويبع تحبط تهريب 50 كيلو هيروين إلى تونس صحيفة الصباح: 338 إصابة بأنفلونزا الخنازير… %60 منها في الوسط المدرسي والجامعي صحيفة الصباح:بعد قرار تعليق موسم الحج:  ترسيم الآلي في السنة القادمة… الطاهر العبيدي :قراءة في شعارها للمرحلة المقبلة ‘شمسنا لا تغيب’: قناة ‘الجزيرة’ وطن للمعذبين؟ د. خــالد الطراولي:في التغييــر والإصــلاح والمصالحــة [4/5] فتحي بالحاج: افتتاحية المسيرة :ضد الاستبداد  القدس العربي:الاحزاب السياسية العربية صحيفة العرب:الإصلاح والفرصة الضائعة  عمر الفاروق:السيّد عماد الدّين الحمروني : ابق معتنيا بتحبير برقيات الثناء للسلطة  أحسن  شوقي بن سالم :تحيا فرنسا..يحيا الاستعمار القدس العربي:الف جندي سوداني لتأمين ‘معركة المونديال’ ومنع احداث عنف دموية بين الجزائريين والمصريين العربية نت :ابكوا على العرب ..! القدس العربي:فضيحة دبلوماسية عربية قاضي الإرهاب الفرنسي الشهير في لقاء خاص مع « الإسلاميون.نت » وكالة رويترز للأنباء:شركة فرنسية تستعد لاستئناف رحلاتها السياحية الى صحراء موريتانيا وكالة رويترز للأنباء:أمريكا: جناح القاعدة في أفريقيا أقل خطورة على أوروبا

 


 

(Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows)To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


منظمة حرية و إنصاف

التقرير الشهري حول الحريات وحقوق الإنسان في تونس

جانفي200
فيفري2009    

أفريل 2009     
جوان2009  https://www.tunisnews.net/20juillet09a.htm      جويلية 2009  https://www.tunisnews.net/23Out09a.htm   أوت/سبتمبر2009    


الحرية لسجين العشريتين الدكتور الصادق شورو الحرية لكل المساجين السياسيين

حــرية و إنـصاف منظمة حقوقية مستقلة 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com *************************************************************************** تونس في 01 ذو الحجة 1430 الموافق ل 18 نوفمبر 2009 أخبار الحريات في تونس


1)    زيارة الناشط الحقوقي زهير مخلوف: زار الأستاذ محمد النوري مساء اليوم الأربعاء 18 نوفمبر 2009 الناشط الحقوقي السيد زهير مخلوف المعتقل حاليا بسجن المرناقية، كما زارته أيضا زوجته وابنته (نورس) وابنه (يحيى)، وقد أكدوا صحته الجيدة ومعنوياته المرتفعة. 2)    الصحفي بن بريك يمثل الخميس أمام المحكمة: يمثل الصحفي توفيق بن بريك الخميس 19 نوفمبر 2009 أمام المحكمة لمقاضاته من أجل تهمة كيدية على خلفية نشاطه الإعلامي. 3)    محاصرة الناشط الحقوقي عبد الكريم الهاروني: يواصل أعوان البوليس السياسي مراقبة الناشط الحقوقي عبد الكريم الهاروني الكاتب العام لمنظمة حرية وإنصاف مراقبة لصيقة، ويتواجدون بالقرب من منزل عائلته بالكرم وكذلك بالقرب من مقر عمله. 4)    حتى لا يبقى سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء القضبان: لا يزال سجين العشريتين الدكتور الصادق شورو وراء قضبان سجن الناظور يتعرض لأطول مظلمة في تاريخ تونس، في ظل صمت رهيب من كل الجمعيات والمنظمات الحقوقية، ولا تزال كل الأصوات الحرة التي أطلقت صيحة فزع مطالبة بالإفراج عنه تنتظر صدى صوتها، لكن واقع السجن ينبئ بغير ما يتمنى كل الأحرار، إذ تتواصل معاناة سجين العشريتين في ظل التردي الكبير لوضعه الصحي والمعاملة السيئة التي يلقاها من قبل إدارة السجن المذكور. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

اللجنة التونسية لحماية الصحافيين * بيان تونس في 19 نوفمبر 2009

 


يمثل اليوم 19 نوفمبر 2009 الزميل توفيق بن بريك أمام المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة بعد أن ظل رهن الاعتقال منذ يوم 29 أكتوبر الماضي. وتأتي محاكمة الزميل بن بريك في وقت تصاعدت فيه حدّة الانتهاكات والاعتداءات ضد الصحفيين بشكل يبعث على الكثير من الانشغال والقلق، فبالإضافة إلى سجن بن بريك تعرض عدد من الزملاء إلى اعتداءات ومضايقات مختلفة بلغت حد الاختطاف والتعنيف، ولا يزال الزميل زهير مخلوف رهن الاعتقال في انتظار المحاكمة بسبب إعداده شريطا مصورا حول تدهور الوضع البيئي بالمنطقة الصناعية بنابل.  وإذ تندد اللجنة التونسية لحماية الصحافيين مرة أخرى بسجن الزميل بن بريك بسبب مقالاته وآرائه فإنها: 1 – تطالب بإطلاق سراحه فورا واحترام القوانين والمواثيق التي تحمي الصحفيين وتضمن لهم آداء مهامهم بعيدا عن كل أشكال الضغوطات. 2 – تذكر بان محاولة تكميم أفواه الصحفيين عن طريق الترهيب والاعتداءات الجسدية والمعنوية، وعن طريق ضرب هياكلهم النقابية الشرعية، لن تؤدي إلا إلى المزيد من توتير الأوضاع بالبلاد وتشويه سمعتها، وهي في الأخير لن تثني الصحفيين عن القيام بواجباتهم التي يمليها عليهم انخراطهم في هذه المهنة.        اللجنة التونسية لحماية الصحافيين  


بلاغ صحفي

اجتمع مسؤولو صحف المعارضة الثلاث « الطريق الجديد » و »الموقف » و »مواطنون » صباح اليوم لمتابعة قرار الإحتجاب الجماعي لمدة أسبوع احتجاجا على ما تتعرض له من تضييق متزايد في مستوى التوزيع، وقرروا ما يلي: أولا – التوجه بالشكر لكل مكونات المجتمع المدني والديمقراطيين في الداخل والخارج الذين عبروا عن تضامنهم مع صحافة المعارضة، ويُعبرون عن ارتياحهم للصدى الإيجابي للإضراب لدى الرأي العام لتحسيسه بالعراقيل المتزايدة الموضوعة أمام حرية الإعلام. ثانيا – اعتبارا لأن تلك الخطوة كانت تنبيها إلى خطورة الحصار التوزيعي والمطالبة برفعه، فإنها إذ تعود إلى الصدور هذا الأسبوع، تقرر استمرار التشاور لمتابعة اتخاذ الخطوات الملائمة، وتدعو مكونات المجتمع المدني وكل القوى الحية إلى مواصلة الإلتفاف حول مطلب الحريات الإعلامية الذي يشكل مفتاحا لتحقيق الديمقراطية في بلادنا.   تونس في 17 نوفمبر 2009 الموقف          الطريق الجديد                  مواطنون رشيد خشانة      هشام سكيك            عبد اللطيف عبيد  

عاجل..البوليس يراقب بيت مراسلنا في تونس الناشط الحقوقي المعتقل بسجن المرناقية زهير مخلوف


السبيل أونلاين – تونس – عاجل عادت عناصر البوليس السياسي مجددا خلال الأيام الماضية إلى مراقبة منزل مراسلنا في تونس المناضل الحقوقي المعتقل بسجن المرناقية منذ 20 أكتوبر الماضي زهير مخلوف . وأكدت أم يحي زوجة زهير أنها لاحظت تواجد أعوان البوليس قبالة البيت ، وعبّرت عن إمتعاضها من الحصار البوليسي الذي يفرض عليها منذ إعتقال زوجها . وعمد جهاز البوليس إلى حرمان أم يحي من مزاولة عملها ، حيث هدد أصحاب المعارض التى تشارك فيها بصناعاتها الحرفية في حالة السماح لها بعرض منتوجاتها اليدوية ، وقد تلقت إشعارات من أصحاب تلك المعارض بتهديدات البوليس لهم مما منعها من مواصلة عملها المعتاد . وتعرضت عائلة زهير إلى الترويع الحصار بهدف الجويع منذ إعتقاله على خلفية تصويره شريط فيديو عن الحي الصناعي بنابل حول التلوث البيئي والظروف السيئة للحرفيين بالحي المذكورة .  
(المصدر :السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 18 نوفمبر 2009)


بلاغ عاجل هند الهاروني الهاتف : 216.71971180 الجوال : 216.93439770 تونس في 18 نوفمبر 2009—1 ذو الحجة 1430

عبد الكريم الهاروني محاصر ليلا  نهارا


منذ الصباح الباكر، قامت السيارة التابعة لمنطقة الأمن بقرطاج « Citroën ZX »  بمتابعة الحافلة التي امتطاها أخي عبد الكريم متجها إلى شغله و أمام مقر عمله مكثت سيارتان طوال اليوم تلك التي تتبع منطقة الأمن بضفاف البحيرة « Ford » رمادية اللون رقم  2960 تونس 56 و أخرى جديدة « Fiat »  و رقمها 5123  تونس 99. و في المساء، التحقت بهما السيارة البيضاء « ISUZU »  التي تبعته عند مغادرته مقر عمله حوالي الساعة الخامسة و النصف حتى عودته إلى بيتنا بالكرم الغربي و مكثت أمام منزلنا لمراقبته. و أوجه نداء إلى الجهات المعنية و إلى  جميع المتضامنين معنا إلى وضع حدّ لهذا الحصار الذي يهدد أمن أخي عبد الكريم  و سلامته و استقرار أسرته و لجميع أفراد عائلتنا./.

استاذة تتعرض للاهانة في مدرسة اعدادية  بالمهدية


تعرضت يوم امس 17 /11 / 2009 استاذة تعمل بالمدرسة الاعدادية سيدي زيد بالمهدية الى عملية اعتداء لفظي واهانة من طرف ولي تلميذة وتتمثل صورة الواقعة كما يلي: أرسلت أستاذة تلميذة إلى الإدارة . ما كان على المدير إلا أن طلب منها ولي أمرها خرجت التلميذة و جلبت أخاها موظف محترم في البريد التونسي و عوضا أن يتصل بالإدارة توجه مباشرة إلى قاعة الأستاذة فثار وصاح و زمجر و سب وشتم و ثلب ولما قالت له الأستاذة اتصل بالإدارة قال أنا آخد حقي بيدي .أيها الموضف لو تطاول عليك مواطن في مركز البريد ماذا كنت تفعل : قضية اعتداء على موظف أثناء القيام بواجبه . لكن الأستاذ أو المدرس هو الجدار القصير يقفز فوقه من هب و دب . من المسؤول عن هذا ؟ لقد قزم المدرس و أصبحب دون حماية تريدونه أن يجتهد لقد قتلتم فيه الضمير و تتساءلون لماذا تدنى مستوى التلاميذ ؟ ثم بالنسبة إلى إدارة الإعدادية المنشور الوزاري واضح تغلق الأبواب بعد الراحات ولا يدخل أي أجنبي إلا إلى الإدارة أين المدير ؟ أين الحارس ؟ لماذا لم يقع تطبيق المنشور الوزاري ؟ كان من الممكن أن تقع جريمة . أرجو من الإدارة الجهوية بالمهدية مساءلة المدير و توجيه العقاب الذي يستحقه حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث في مؤسساتنا استاذ – المهدية المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية Observatoire tunisien des droits et des libertés syndicaux

طالبت بإطلاق سراح توفيق بن بريك وذكّرت بإعتقال زهير مخلوف 

لجنة حماية الصحفيين قلقة من إستهداف الصحفيين في تونس


السبيل أونلاين – تونس – خاص   نددت اللجنة التونسية لحماية الصحافيين بسجن الصحفي توفيق بن بريك بسبب مقالاته وآرائه ، وطالب بإطلاق سراحه فورا واحترام القوانين والمواثيق التي تحمي الصحفيين وتضمن لهم آداء مهامهم بعيدا عن كل أشكال الضغوطات.   وأكدت اللجنة أن « الزميل زهير مخلوف رهن الاعتقال في انتظار المحاكمة بسبب إعداده شريطا مصورا حول تدهور الوضع البيئي بالمنطقة الصناعية بنابل ».   ويمثل بن بريك أمام المحكمة الابتدائية بتونس العاصمة يوم 19 نوفمبر 2009 بعد أن ظل رهن الاعتقال منذ يوم 29 أكتوبر الماضي.   وقالت اللجنة في بيان وصل السبيل أونلاين ، أن « محاولة تكميم أفواه الصحفيين عن طريق الترهيب والاعتداءات الجسدية والمعنوية، وعن طريق ضرب هياكلهم النقابية الشرعية، لن تؤدي إلا إلى المزيد من توتير الأوضاع بالبلاد وتشويه سمعتها، وهي في الأخير لن تثني الصحفيين عن القيام بواجباتهم التي يمليها عليهم انخراطهم في هذه المهنة » ، حسب نص البيان .   وأشارت اللجنة التى تشكلت حديثا ، إلى أن محاكمة بن بريك ، تأتي في وقت تصاعدت فيه حدّة الانتهاكات والاعتداءات ضد الصحفيين بشكل يبعث على الكثير من الانشغال والقلق.   وقد تعرض عدد من الصحفيين إلى اعتداءات ومضايقات مختلفة بلغت حد الاختطاف والتعنيف ، كان من بينهم مراسل قناة الجزيرة في تونس لطفي حجي والصحفي المستقل سليم بوخذير ، والصحفي لطفي حيدوري ، والمحرر في « راديو كلمة » عمر المستيري ، والصحفي المولدي الزوابي ، وغيرهم ، اضافة إلى الإنتهاكات الحقوقية الواسعة التى عرفتها تونس خلال الأسابيع والأيام الماضية .   (المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 18 نوفمبر 2009)  

بن بريك يحاكم في باريس مطلع العام بتهمة « العنف »


باريس: من المقرر ان يمثل الصحافي والمعارض التونسي توفيق بن بريك المسجون في تونس بتهمة الاعتداء على امرأة، امام محكمة في باريس في كانون الثاني/يناير المقبل بتهمة ممارسة « العنف » على امرأة، حسب ما قال وكيله الذي ندد مع ذلك بما وصفه انه « شرك » قضائي. وتعود الوقائع الى اذار/مارس 2004 خلال رحلة قام بها الصحافي الى باريس مع المشتكية كوثر كوكي وهي من التابعية التونسية ايضا وكانا قد سافرا معا من تونس. ورفعت كوثر كوكي شكوى وقالت انها تعرضت « للاعتداء من قبل بن بريك »، حسب قال وكيلها لمجد بوغانارا. واوضح لوكالة فرانس برس انها « زارت طبيبا واثار الاعتداء ظاهرة عليها. وقد وضع الطبيب تقريرا ومنعها من العمل لمدة ستة اسابيع ». اما الوكيل الفرنسي للصحافي بن بريك المحامي وليام بودون فاعتبر من ناحيته ان الامر يتعلق ب »قصة غريبة » وقال انه « متأكد » ان موكله سيحصل على « براءة » في هذه القضية التي قال انها تشبه « شركا ». واوضح ان الطرفين اختلفا في فندق بباريس وان المرأة رفعت شكوى وضعت بعد ذلك في الحفظ بتهمة « الاغتصاب ». ويواجه الصحافي التونسي وضعا مشابها في تونس. وقد اعتقل في 30 تشرين الاول/اكتوبر وسيمثل الخميس امام محكمة في العاصمة التونسية بتهمة « العنف والتعرض للتقاليد واتلاف املاك الغير طوعا ». وهو متهم بالاعتداء على امرأة. اما محاموه ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان فيعتبرون ان اعتقاله مرتبط مباشرة بالمقالات التي يكتبها في الصحافة الفرنسية ضد نظام الرئيس زين العابدين بن علي والتي نشرت قبل الانتخابات الرئاسية الاخيرة.  
 
(جريدة ايلاف اليومية الإلكترونية -بتاريخ 18 نوفمبر 2009)

عاجل:بحارة قرقنة يتظاهرون للمرة الثانية خلال أسبوعين ضد ظاهرة « الكيس »


السبيل أونلاين – تونس – خاص وعاجل   للمرة الثانية خلال أسبوعين يتظاهر مئات من البحارة في جزر قرقنة (صفاقس) احتجاجا على عدم التدخل الصارم لقوات الأمن الساحلي لمنع ممارسة الصيد العشوائي و الامسؤول من طرف فئة جديدة غير مشروعة و لا أخلاقية للصيد الساحلي في سواحل قرقنة أو ما يعرف بالصيد بـ »الكيس » .   هذه المرة أيضا قطع البحارة المتضررون الطريق الفاصل بين شرق الجزيرة و غربها بتجمعهم في منطقة ما يسمى بالمشاع رافعين شعارات و لافتات « لا للكيس.. لحماية الثورة البحرية »، « الكيس تخريب لاقتصادنا  » .   هذا و قد سجل اليوم تدخل سلطات الأمن لمنع المتظاهرين من بلوغ نقطة التجمع بإنزال البحارة من الحافلات و مضايقتهم و كأن الأمن لا يتدخل سوى على اليابسة و مشاكل البحر ليست من مشمولاته.   و الجدير بالذكر أنه خلال الاحتجاجات السابقة في نفس الظروف و نفس المكان و بحضور المسؤولين الأمنيين و السياسيين في الجزيرة يتم وعد البحارة باتخاذ التدابير اللازمة لمنع الكيس. و هذا ما تم فعلا ، لكن لم يمتد هذا الحرص سوى أسبوع واحد لتعود قوات التعزيز إلى قواعدها في صفاقس و ليعود بالتالي الكياسة إلى سالف عهدهم و كان شيئا لم يكن.   عودة الكياسة هذه المرّة كانت بالمئات و هم يعملون مع بعضهم البعض متجمعين أينما حلوا في أرجاء الشريط الساحلي ليحولوا دون تدخل البحارة القراقنة بينهم مهددين إياهم في سلامتهم و أمنهم علاوة على تهديدهم في مورد رزقهم الوحيد.   و الجلي أن قوات الأمن الساحلي بالمنطقة غير كافية تماما أمام الأعداد المتزايدة و المتوافدة يوميا على سواحل الجزيرة .   بتجمعهم اليوم و للمرة الثانية في أقل من أسبوعين ، يرسل بحارة قرقنة نداء استغاثة إلى كل مسؤول أمني و إلى كل فاعل سياسي لنجدتهم من أجل حماية المخزون البحري و الثروة السمكية لا سيما و أن موسم الإخطبوط لا يزال في أوله و هؤلاء الكياسة يمثلون الخطر الأكبر للقضاء عليه و استنزاف المخزون في فترة قياسية جدا.   من ياسين بن شيخة – تونس   
(المصدر : السبيل أونلاين (محجوب في تونس) ، بتاريخ 18 نوفمبر )

السلام عليك ورحمة الله وبركاته وبعد

إنّا لله و إنّا إليه راجعون

كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ (27) الرحمان يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (27) ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً (28) فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (29) وَادْخُلِي جَنّـــــــَتِي (30) الفجر


بمزيد من الأسى و الألم بلغنا نبأ وفاة الأخ مجاهد الذيبي ليلة الثلاثاء على الأربعاء 18 نوفمبر 2009.  نسأل الله له القبول و الرحمة و المغفرة و أن يسكنه فسيح جنانه مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا كما نسأل الله الرحمان الرحيم أن يتحنن على أهله و ذويه و يرزقهم جميل الصبر و عين اليقين. للقيام بواجب التّعزية : 0041219223762 الرّجاء نشر الخبر على الموقع العربي القاسمي

لله ما أعطى ولله ما أخذ


انتقل إلى جوار ربه المغفور له عبد الرحمان شعبان والد الشقيقين فؤاد شعبان اللاجئ السياسي بفرنسا على خلفية المحاكمات التي شملت حركة النهضة سنوات 90 وحليم شعبان الناشط الحقوقي والنقابي وكاتب عام جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي وسيشيع جثمان الفقيد اليوم الأربعاء 18-11-2009 بمقبرة مدينة قربة من ولاية نابل إثر صلاة العصر وأمام هذا المصاب الجلل تقف جامعة نابل بكل خشوع راجية من المولى سبحانه وتعالى أن يتقبل الفقيد بواسع رحمته ومغفرته ورضاه وأن يرزق كافة أفراد عائلته جميل الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون. جامعة نابل للحزب الديمقراطي التقدمي

 

الرّاحل مجاهد الذيبي … رمز للثبات


 
إنّا للّه وإنّا إليه راجعون ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل   لا أدري من أين أبدأ الكلام ولا كيف أستجمع العبارات لأصوغ المعنى الذي يليق برجل مثلك !!!! لقد عرفت فيك الرّجل الثابت الذي حين أراه ألمح في عينيه بريق الصّدق ورصانة الرّجال و أذكر قول الله عزّ وجلّ :(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا) … نعم ، أشهد لك أمام الله بما علمت وخبرت أنّك لم تغيـّر و لم تبدّل و أنّك ظللت على العهد ثابتا راسخا رسوخ الجبال الشّم … أذكر لك قدومك من البعاد وتحمّل مشاقّ السّفر و أنت تقاوم المرض و لم تستسلم وتأتي إلى لقاءات الزّيتونة مهتمّا بأمر المسلمين مقبلا غير مدبر تسأل عن أخبار البعيد والقريب من إخوانك … أذكر لك حبّك لإخوانك والتماس الأعذار لهم. زرتك في مرضك الأخير و كنت في المستشفى في غاية الإعياء و لكن كنت أيضا في غاية الرّشد والثبات مسلّما الأمر لله راضيا بقضائه وقدره غير ساخط فاعتذرت بين يديك عن التّأخّر في زيارتك ولكنّك قطعت عليّ الكلام و لم تتركني أكمل و أقدّم الأعذار و كأنّك خشيت عليّ أن أبالغ فأكذب بل وذهبت تلتمس الأعذار لإخوانك الذين لم يزوروك … لله درّك كم أنت كبير … شددت على يديك وفاضت عيناي وجالت بخاطر عبارة عامّية نردّدها في ريفنا الجميل (شوف الحالة ، ليّام راهي تعكس الرّجالة ، إذا طلع العام وبان هلاله ، حتّى الرّضيع اتشيب ليه اشفارة) وتعاظمت أمامي رغم جسمك النّحيف الذي نخره المرض. علمت حينها أنّ « رأس المال » بخير أي أنّ المرض قد نال الجسم وأعياه و أتعبه لكنّه لم يزد الرّوح إلاّ ثباتا ونقاء وطهرا وعزما ومضاء والحمد لله   أخي مجاهد … أيّها الرّاحل الحبيب ، أيّ فراسة و أيّ إلهام أوحيا لأبويك أن يسمّياك بهذا الإسم : مجاهد !! والله إنّه لإسم على مسمّى : واليت الله ورسوله وتبرّأت ممّا سواهما وأخرجت من بين أهلك وذويك بغير ذنب ولا جريرة وعانيت ويلات الغربة والهجرة القصريّة ولكنّك لم تنحني و لم تقبل الدّنية في دينك ومبادئك ولم تساوم على قيّمك ولم تلن شكيمتك في إنكار الظّلم على الظّالم وظللت تعطي وتعطي بما تسمح به الظّروف والأحوال حتى قضيت و أنت على العهد. فما أجملك و أنت باق و ما أروعك وأنت راحل. رحلت بهدوء وتركت لنا موروثا عظيما من أخلاق الثبات ومقاومة الظّلم سيظل يسري في ذاكرة وقلوب إخوانك وأخواتك يستحثّهم نحو الهدف المنشود : « الكرامة والحريّة للخضراء وشعبها » أيّها الرّاحل الفذّ … سيظل طيفك يحلّق في كلّ مجامعنا و أنشطتنا و سيظل صوتك يدوّي بنبراته المتميّزة في كلّ لقاءاتنا. أيّها الرّاحل الذي غيَّبه الموت عنا في لــمـــح البصـــر، أيّها الغصن المتساقط من زيتونتنا المباركة لقد رجّتنا  فجيعة رحيلك على غفلة منــا وسنظلّ نستيقظ على نار رحيلك ولئن كان موتك آخر مطافات العذاب لك فسيظلّ لنا محطّة أخرى من محطات العذاب. أنت ترحل باسما مُبتسما مستبشرا بوعد ربّك ..أما نحنُ .. الباقين الواقفين تحت شمس النبأ الحزين فيمتصنا فم النبأ حتى آخر قطرة منا ويصبح الجُرح أكثر نزيفا ويموت فينا ومنّا الكثير ولكن … وحدهــا ذاكرتنا لا تموت وحدهُ إحساسنا لا يتوقف وحدهُ ثباتنا لا ينكسر  عندما يرحل الأصدقاء .. يرحلُ جزء منا وعندما يرحل مَن يحبنا.. ترحل أجزاء منا وعندما يرحل من نحب .. نرحل كُلنا   مجـــــــــــــــــــاهد !! مهلا …. لماذا تركتنا ؟؟ عهدناك رفيق درب لا تكلّ ولا تلين فلماذا غادرتنا وآثرت العودة ؟؟   عفوا أخي هي عودة ولكن ليست كسائر العودات… إليك خواطر حدّثت بها نفسي و أراها تنطبق عليك تماما ولا غرابة فأنت أخ درب وفيّ:   سأعود حتما يا بلادي شامخـــا »يغلي دم الأحرار في شرياني*  «من قصيد « رسالة في ليلة التنفيذ » للشهيد هاشمي الرفاعي   لأبث من هديي رحيقا شافيـــــا يبني العلا في عزّة و أمان ***** أو قد أعود يا بلادي هامــــــــدا حُنِّطت في نعشي و في أكفاني و يزفُّني أهلي و أمّي باكيــــــة و يغيب في ذاك الثّرى جثماني فأغيض في ذاك السّبات ظالمي و أُرغِّم الباغي العُتُل الجاني و أُقضّ في نومي الأزلِّي ظالمي و أُشعّ من قبري هدى الرّحمان يكفيني من قدري بأنّي ميِّتـــــا رغم الطّغاة رجعت للأوطان و يظلّ يصدر من رفاتي دائما قبس من النّور و من نيرانِ النّار للظّلم تدكّ حصونـــــــــه و النّور للزّيتونة و الإخوان ضًمّ الفؤاد إليك أرحم غربتي أطفئ بطول عناقك نيراني   وَمَن يهَاجِرۡ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ يَجِدۡ فِى ٱلأَرۡضِ مُرَٲغَمً۬ا كَثِيرً۬ا وَسَعَةً۬‌ۚ وَمَن يَخرُجۡ مِنۢ بَيتِهِۦ مُهَاجِرًا إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ يُدۡرِكهُ ٱلمَوۡتُ فَقَدۡ وَقَعَ أَجرُهُ ۥ عَلَى ٱللَّهِ‌ۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورً۬ا رَّحِيما (١٠٠)النّساء   هنيئا لك مجاهد بأجر وفير و بمغفرة من ربّك ورحمة و إلى لقاء في جنّات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر فضلا منه وكرما   أخوك العربي  

بسم الله الرحمان الرحيم السيد عبد الوهاب الهانئ يتوجه الى عموم التونسيين الحاصلين على اللجوء السياسي في أنحاء العالم والى السلطات التونسية من اجل وضع حد لمأساة إنسانية وحقوقية ….

Facebook / AIDOUN ILA TOUNES

http://www.facebook.com/video/video.php?v=105856282758254&oid=216677883568 عاشت تونس للجميع بدون استثناء عبد الجليل السعيدي


بسم الله الرحمن الرحيم بلاغ صحفي

الأمين العام للحزب يشارك في ندوة دولية بالمغرب ويلتقي عددا من الأمناء العامين لأحزاب سياسية مغربية


شارك الأمين العام للحزب الأخ احمد الاينوبلي في ندوة دولية بالرباط حول « الحماية الفرنسية بالمغرب بين التاريخ والذاكرة والسياسة « نظمها مركز الذاكرة المشتركة والمستقبل.  وشارك في هذه الندوة ثلة من المؤرخين والمفكرين من المغرب وموريتانيا وليبيا وفرنسا وإسبانيا، وتناول المشاركون مجموعة من القضايا منها « مفهوم الذاكرة والاستعمار » و »العلاقة بين الذاكرة والتاريخ » و »إلى أي حد يكشف الماضي الاستعماري الفرنسي عن تعقد العلاقة بين الذاكرة والاستعمار » و »الكتابة التاريخية عن المرحلة الاستعمارية ».  كما التقى الأمين العام للحزب خلال زيارته للمغرب عددا من الأمناء العامين لأحزاب سياسية مغربية وعددا من الشخصيات السياسية والإعلامية. عن الأمين العام محمد مسيليني  

المفوضية الاوروبية والوكالة الفرنسية للتعاون تمنحان تونس 43 مليون يورو


تونس ـ وكالات: منحت المفوضية الأوروبية والوكالة الفرنسية للتعاون الدولي تمويلا جديدا للحكومة التونسية بقيمة إجمالية في حدود 43 مليون يورو، وذلك لتمويل مشاريع بيئية في البلاد. وذكرت وكالة الأنباء التونسية الحكومية مساء الإثنين، أن هذا التمويل الجديد هو قرض بقيمة 40 مليون يورو، وهبة بقيمة 3 ملايين يورو، وقد تم التوقيع على اتفاقية شروطه على هامش ندوة نظمتها اليوم في تونس الوكالة الفرنسية للتنمية بالتعاون مع وزارتي البيئة والتنمية المستديمة والتنمية والتعاون الدولي التونسيتين. وأشارت إلى أن هذا التمويل الجديد سيخصص لتنفيذ مشاريع حكومية تستهدف القضاء على مظاهر التلوث الصناعي ومعالجة النفايات. ونقلت عن وزير البيئة التونسي نذير حمادة قوله عقب التوقيع على اتفاقية هذا التمويل، إن بلاده ‘ملتزمة باستكمال العملية الانتقالية البيئية من خلال إدراج بعد الاستدامة في صلب مختلف القطاعات الاقتصادية وتأمين إدارة بيئية في الموارد الطبيعية (مياه وتربة وسواحل). كما أكد أن تونس التي لا تتجاوز تكلفة التدهور البيئي فيها، نسبة 2.1’ من الناتج المحلي الخام، تسعى إلى ملاءمة منظومتها التشريعية في المجال البيئي مع القوانين الدولية وبخاصة منها الأوروبية. يشار إلى أن الندوة التي نظمتها اليوم الوكالة الفرنسية للتنمية بالتعاون مع وزارتي البيئة والتنمية والتعاون الدولي التونسيتين تهدف إلى إرساء برنامج تبادل وبلورة أفكار استراتيجية بين تونس وشركائها الأوروبيين بشأن أهم الإشكاليات البيئية التي تواجهها. (المصدر: « القدس العربي » (يومية – لندن) بتاريخ 18 نوفمبر 2009)  

أكّـد أن دعوة فرنسا للاعتذار والتعويض هي حق مشروع وجدي معارض تونسي يؤكد جدية مطالبة فرنسا بالاعتذار


تونس – وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء- وصف معارض سياسي تونسي مطالبته الحكومة الفرنسية بالاعتذار لبلاده عن فترة الاستعمار وصرف تعويضات مالية بـ »المطلب الجدي وليس بالونا انتخابيا دعائيا »، كونها مبادرة منطلقها « ثوابت ومرجعات فكرية كحزب مناهض للاستعمار ومخلفاته ». وأضاف الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي والمرشح السابق للانتخابات الرئاسية الاخيرة، احمد الاينوبلي  أن حزبه « لقي مساندة لمطلبه من المؤتمر الخامس للأحزاب العربية »، الذي انعقد الأسبوع الماضي بدمشق وقد تبناها المؤتمر الذي شارك فيه 107 حزبا عربيا واعتبرها « بندا من بنود جدول أعماله »، وهو ما يؤكد ان حزبه « لا يتاجر سياسيا بدماء شهداء الوطن والأمة ولا يستعمل نضالات الشعب العربي يافطة للدعاية الانتخابية أو للمتاجرة « . وحول الخطوات المقبلة، قال الاينوبلي إن المبادرة « أضحت مبادرة مؤتمر الأحزاب العربية وفي كل الأقطار العربية التي عرفت الاستعمار والهيمنة »، مضيفا أن مطالب الجزائر لفرنسا في نفس هذا الإطار « خطوة على الطريق الصحيح …وكل طريق يبدأ بخطوة ». واعتبر « قانون تمجيد الاستعمار الذي سنه المشرعون الفرنسيون كرد على المطلب الجزائري محاولة من الدولة الفرنسية للهروب من الواقع الماثل أمامها، ولن يفيدها ذلك مستقبلا بل على العكس سيضر بمصالحها عاجلا أم أجلا لأن هذا القانون السيئ الذكر يظهر أن فرنسا مازالت غارقة في ماضيها الاستعماري ومازالت عقلية الهيمنة تسيطر على سياساتها « . هذا ونفى الاينوبلي وجود أية ضغوط من حكومة بلاده أو من الحزب الحاكم على مبادرته التي أطلقها خلال حملته الانتخابية الأخيرة كمرشح رئاسي، و قال »نحن حزب معارض مستقل التنظيم والقرارات، نعلن مبادرتنا انطلاقا من المصلحة الوطنية والتزاما بخطنا السياسي وثوابتنا »، نافيا في ذات السياق وجود أية علاقة بينها وبين انتقادات شخصيات وأحزاب فرنسية لسجل تونس في مجال حقوق الإنسان والحريات والتعبير. ونوه الاينوبلي إلى « أن تعميم المبادرة وتبنيها من كافة الأقطار العربية على الأقل التي استعمرت من طرف فرنسا سيجعلها أمام استحقاق جدي ومطلب يستحق منها الالتفات إليه والرجوع عن مكابرتها وتعنتها وان لم تفعل ستكون هي الخاسر الأكبر مستقبلا ». وبخصوص أي انعكاس متوقع للدعوة على العلاقات الاقتصادية الجيدة لتونس بفرنسا، قال الاينوبلي إن « دعوة فرنسا للاعتذار للشعب التونسي والتعويض له ليست إلى القطيعة أو إلى الخصومة مع فرنسا بل مطالبة بحق مشروع »، منوها إلى أن « الاستجابة ستفتح المجال رحبا أمام علاقات حاضنة لمصالح البلدين على قدم الاحترام المتبادل وتطوي صفحات الماضي الاستعماري الأليم ». وقال إن حزبه الممثل في البرلمان بتسعة نواب « حريص على المحافظة على مصالح تونس مع فرنسا ولكن لا من موقع التابع الذي تحاول فرنسا فرضه بل من موقع الشريك على أساس التكافؤ ». يذكر ان حقبة الاستعمار الفرنسي لتونس امتدت لنحو 75 سنة منذ 1881 إلى 1956 . (المصدر: « إيلاف » (لندن) بتاريخ 16 نوفمبر 2009) الرابط: http://www.elaph.com/Web/Politics/2009/11/503751.htm

60 % من المصابين بأنفلونزا الخنازير في تونس من طلاب المدارس


تونس : الألمانية أعلن مصدر طبي مساء أمس أن نحو 60 % من الإصابات التي تم اكتشافها في تونس بفيروس « إيه/إتش 1 إن 1 » المعروف بأنفلونزا الخنازير « سجلت في الوسط المدرسي » وأن السلطات ستغلق المدارس التي قد يتفشى الوباء بشكل كبير بين طلابها.  وذكر نور الدين عاشور مدير عام المرصد الوطني للأمراض الجديدة والمستجدة التابع لوزارة الصحة العمومية خلال مقابلة مع التليفزيون التونسي أنه تم اكتشاف إصابات « مجمعة » (مكثفة) وصلت إلى 10 إصابات بالمدرسة الواحدة ، قائلا : »سنركز على تفادي انتشار الفيروس في الوسط المدرسي بزيادة المراقبة أو غلق فصول أو مدارس بأكملها إذا لزم الأمر ».  وارتفع العدد الإجمالي للإصابات بأنفلونزا الخنازير في تونس حتى يوم منتصف الشهر الجاري إلى 338 إصابة منها 201 إصابة تم اكتشافها بين طلاب المدارس الابتدائية والثانوية.  وسجلت أعلى معدلات الإصابة بالفيروس خلال الأسبوع الأخير من شهر أكتوبر الماضي والذي تزامن مع عودة الدراسة في مدارس أجنبية بتونس إذ تم اكتشاف أكثر من 100 إصابة دفعة واحدة بين طلاب هذه المدارس.  وأعلنت وزارة الصحة التونسية أمس الأول عن تسجيل أول حالتي وفاة بالفيروس في تونس لرجلين قالت إنهما « يعانيان من أمراض مزمنة نجمت عنها مضاعفات أدت إلى الوفاة رغم العلاج الطبي السريع » الذي تلقياه.  واستوردت تونس حتى الآن 100 ألف جرعة من اللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير من أصل 700 ألف جرعة مقرر شراؤها.  يذكر أن الحكومة التونسية كانت أعلنت إلغاء الحج والعمرة هذا العام تحسبا لتفشي العدوى بالفيروس بين مواطنيها ونقلهم الوباء إلى تونس لدى عودتهم. (المصدر: وكالة الأنباء الألمانية بتاريخ 18 نوفمبر 2009  )

جمارك نويبع تحبط تهريب 50 كيلو هيروين إلى تونس


سامى جادالحق – حمادة الشوادفى –   أحبطت الإدارة العامة لجمارك نويبع وجنوب سيناء، برئاسة كمال نجم أكبر محاولة تهريب للمخدرات عبر ميناء نويبع، وضبطت 50 كيلو من الهيروين النقى كانت معدة للدخول إلى تونس عبر ميناء نويبع وردت معلومات إلى المقدم أمير بهجت، رئيس مباحث الميناء، تفيد بأن مهربى المخدرات قد أعدوا شحنة كبيرة، من مخدر الهيروين لإدخالها إلى مصر تميهدا لنقلها إلى دولة تونس الشقيق، عبر ميناء نويبع، داخل إحدى الشاحنات الكبيرة القادمة من العقبة إلى نويبع. وقد تم عمل فريق بحث بين مباحث الميناء، وحسن عبدالظاهر، مدير الفحص بالأشعة، للكشف وضبط السيارة المحملة بالمخدرات. واستطاعت جمارك نويبع عن طريق جهاز الكشف بالأشعة، الموجود بالميناء ضبط شاحنة كبيرة قادمة من الأردن، تحمل رقم 54093\60 الأردن، ومحملة بمنتج «الكيك المحشو»، وبها جسم غريب أسفل كابينة السائق. وبتفتيش الشاحنة عثر بها على نحو 32 لفافة، بداخلها نحو 50 كيلو من مخدر الهيروين النقى، تم إخطار السلطات المصرية بالواقعة، وتحريز المخدرات المضبوطة، والقبض على السائق، أحمد تسلم هادى، ويحمل جواز سفر رقم 60\3510، أردنى الجنسية، وإحالته إلى النيابة العامة فى نويبع. واعترف المتهم أمام المباحث بأن الشحنة معدة لنقلها إلى تونس لصالح شركة «التوفيق».  وهذه العملية هى الثانية من نوعها خلال عشرة أشهر، حيث ضبطت جمارك نويبع 169 كيلو حشيش، داخل شاحنة قادمة من الأردن، إلى مصر فى شهر يناير الماضى، وتمت إحالتهم إلى محكمة جنايات جنوب سيناء، التى أصدرت الأسبوع الماضى حكما بإعدام أربعة متهمين أردنيين فى هذه القضية.  كما تمكنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالسويس من إحباط محاولة تهريب كمية كبيرة من مادة الهيروين المخدر عبر نفق الشهيد أحمد حمدى، حيث تم ضبط أحمد صلاح محمد قاسم، 33 سنة، عاطل، وأمين جمال محمد، 36 سنة، مندوب مبيعات، ومقيمان بمنطقة القشيش بشبين القناطر، التابعة لمحافظة القليوبية، حال استقلالهما إحدى السيارات داخل نفق الشهيد أحمد حمدى، وبحوزتهما شحنة مواد مخدرة كان يتم التجهيز لتوزيعها على تجار المخدرات والأعراب بالسويس.  وردت معلومات للواء مصطفى عامر، مساعد الوزير للإدارة العامة لمكافحة المخدرات، باستعداد المتهمين لتوزيع شحنة المخدرات، وبإجراء التحريات بمعرفة ضباط الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بالسويس، تم رصد تحركات المتهمين، وبتفتيش السيارة عثر بحيازتهما على 10 كيلو هيروين وعدد 2 طربة من مادة البانجو وزنت نصف كيلوجرام بالإضافة إلى عدد 2 هاتف محمول ومبلغ 430 جنيها. وتحرر المحضر اللازم، وأخطرت النيابة العامة لمباشرة التحقيق.  (المصدر: صحيفة الشروق المصرية بتاريخ 18 نوفمبر 2009)

  

338 إصابة بأنفلونزا الخنازير… %60 منها في الوسط المدرسي والجامعي


 وزارة الصحة: الفيروس دخل مرحلة الانتشار السريع أسعار التلاقيح ستكون في حدود 10 دنانير تونس ـ الصباح  دخل انتشار فيروس 1N1AH في تونس مرحلة الانتقال بين المجموعات أو مرحلة الانتشار الجماعي للمرض، بمعني أن حامل الفيروس الان ينقل العدوى بصفة تكاد تكون آلية بين عائلته والمحيطين به. وقد بلغ عدد الاصابات المؤكدة بالفيروس إلى غاية 15 نوفمبر الجاري حوالي 338  حالة وتوفي شخصان. وسجلت حوالي 60 بالمائة من الحالات الجديدة (201 حالة) في الاوساط المدرسية والجامعية لا سيما في المؤسسات التربوية التابعة للبعثة الفرنسية. وأكدت مصادر وزارة الصحة العمومية خلال الندوة الصحفية الملتئمة عشية أمس بحضور كل من محمد بن العايبة المدير العام للصحة ومنجي الحمروني مدير الرعاية الصحية الاساسية ونور الدين عاشور مدير عام المرصد الوطني للامراض الجديدة والمستجدة، أنه لوحظ تسارع في انتشار الفيروس ابتداء من الاسبوع الاخير لشهر أكتوبر حيث سجلت 35 حالة جديدة وتزايد العدد خلال الاسبوع الاول من شهر نوفمبر ليصل إلى 44 حالة جديدة ثم قفز عدد الحالات الجديدة ليبلغ حوالي 154 حالة خلال الاسبوع الثاني من شهر نوفمبر. وأكدت المصادر ذاتها أن 95 بالمائة من الحالات المسجلة كانت عادية وتلقى الجميع العلاج في منازلهم باستثناء حوالي 20 حالة فقط أقامت في المستشفيات. الوضع في المؤسسات التربوية وفيما يتعلق بالوضع الحالي في المؤسسات التربوية أشارت مصادر الوزارة أنه تم غلق مؤسستين بصفة ظرفية ولمدة أسبوع وهي على التوالي مدرسة paul verlain  ابتداء من 10 نوفمبر ومعهد Gustave Flaubert بداية من 13 نوفمبر في حين تقرر مواصلة متابعة الوضع بالنسبة إلى معهد Pierre Mendés  France. أما بخصوص المؤسسات التربوية والجامعية الوطنية فقد سجلت خلال الايام الاخيرة عدة إصابات مؤكدة بالفيروس بكل من المعهد الرياضي بالمنزه ومدرسة إعدادية بنابل ومدرستين ابتدائيتين بالعاصمة. وتؤكد مصادر وزارة الصحة أنه يتواصل حاليا متابعة تطور الوضع بالمؤسسات التي سجلت فيها حالات إصابة، وذلك لاتخاذ القرار والاجراءات الضرورية والتي تم الاعلان عنها في السابق والمتمثلة في غلق كل قسم تسجل فيه أكثر من 3 إصابات وغلق كل مدرسة تسجل فيها أصابات في أكثر من 3 أقسام. الانتشار في الجهات سجلت حالات الاصابة المؤكدة بالخصوص في إقليم تونس بحوالي 215 حالة وفي صفاقس حوالي 28 حالة ونابل 38 حالة إلى جانب بنزرت التي سجلت 14 حالة إصابة. وذكر مدير الرعاية الصحية الاساسية أنه بعد دخول الفيروس في مرحلة الانتقال بين المجموعات يتوقع أن يصل الفيروس إلى بقية الجهات داخل البلاد لا سيما أن عيد الاضحى على الابواب وستكون هناك حركة سفر كثيفة بين الجهات. وفيما يتعلق بحالتي الوفاة المسجلة(شاب من المهدية يبلغ 34 عاما وشاب من العاصمة يبلغ 36 عاما) ذكرت مصادر الوزارة أنهما كانا يشكوان من أمراض مزمنة (الكبد في الحالة الاولى والقلب في الحالة الثانية) وهو ما أدى إلى مضاعفات خطيرة نجمت عنها الوفاة. وقد بينت التحاليل سلامة عائلاتهم والمحيطين بهم. التلاقيح من جهة أخرى أشار المدير العام للصحة إلى انطلاق عملية تلقيح أعوان الصحة وأعوان الدولة يوم 9 نوفمبر الجاري فيما ينطلق تلقيح المصابين بأمراض مزمنة خلال الاسبوع الجاري كما تم ضبط روزنامة للغرض تتواصل بصفة تدريجية خلال موسم الشتاء.وقد تم إلى حد الان توريد 100 ألف وحدة من مجموع 700 ألف وحدة مبرمجة وستصل بقية الكمية على دفعات خلال الاسابيع القادمة. وأضاف مدير الرعاية الصحية الاساسية في هذا السياق  أن التلاقيح بالنسبة للمصابين بالامراض المزمنة والحوامل والاطفال يتم الان بصفة مجانية وبوصفة طبية من الطبيب المباشر. وبعد فتح باب التلاقيح للعموم سيكون سعر الجرعة من التلقيح في حدود 10 دنانير. الاستراتيجية الوطنية للوقاية وتحدث المدير العام للصحة عن الاستراتيجية الوطنية للتصدي لانفلونزا الخنازير مشيرا إلى أنه نظرا لتزايد عدد الحالات خلال الفترة الاخيرة والتسارع المحتمل لانتشار الفيروس مع موسم الشتاء، ستركز الاستراتيجية خلال الفترة القادمة على التقليص من انتشار الفيروس  واحتواء انعكاساته الصحية وذلك من خلال اعتبار كل شخص تظهر عليه علامات النزلة حالة أصابة مشبوهة والتكفل بها عبر التركيز في رفع العينات على حالات معينة ثم تقديم المعالجة بالادوية المضادة للفيروس لكل شخص تظهر عليه أعراض النزلة من بين الفئات ذوى الاختطار. هذا إلى جانب تفعيل تدابير العزلة خاصة بغلق المؤسسات التربوية والجامعية في حال بروز إصابات جماعية. ويبقي الاهم الذي سيتم التركيز عليه خلال الفترة المقبلة هو تكثيف عمليات التحسيس الموجهة لمختلف الفئات ودعوتهم لانتهاج أساليب تجنبهم العدوى على غرار الالتزام بقواعد حفظ الصحة كغسل اليدين مرات عديدة في اليوم وتجنب الاحتكاك بالاشخاص المصابين إلى جانب مراجعة الطبيب في حال بروز أعراض النزلة، مع دعوة المصابين بالامراض المزمنة والحوامل لمراجعة أطبائهم المباشرين للقيام بالتلاقيح… يذكر أن تلقيح المرأة الحامل يكون خلال فترة 6 أشهر و9 أشهر من الحمل. منى اليحياوي (المصدر: صحيفة الصباح ( يومية – تونس)  بتاريخ 18 نوفمبر 2009 )

 

بعد قرار تعليق موسم الحج: ** تمتيع المسجلين هذا العام بالترسيم الآلي في السنة القادمة ** 600 مسافر تحصلوا على تأشيرة الدخول إلى السعودية ** الحجر الصحي ضروري عند العودة

 


تونس – الصباح: نفى وزير الشؤون الدينية أبو بكر الأخزوري بصفة قطعية وجود أي تسرع في قرار تعليق الحج هذا العام من جانب السلط التونسية… معتبرا أن تأجيل أداء هذا المنسك أملته اعتبارات فضلى تتعلق بالسلامة الصحية لحجيجنا وللمجموعة الوطنية ككل مع الاستئناس بأحكام الشريعة. وأضاف الأخزوري ردا على تساؤل – الصباح – في هذا المعنى «أن تونس كانت تعد لتنظيم موسم الحج وشرعت في ذلك بصفة جدية ككل سنة إلا أنه عند تقدير عدم الاستطاعة الصحية على خلفية تفشي وباء أنفلونزا الخنازير تم العدول عن المواصلة في هذه الاجراءات وأخذنا قرارنا بأيدينا وبكل مسؤولية لما فيه مصلحة الجميع دون أن نفكر قط في تعطيل أي حكم شرعي». وكان الوزير أعلن خلال لقاء صحفي انتظم أمس عن تمتيع الحجاج المسجلين بالقائمة النهائية بعد اجراء الفحص الصحي الثاني بالترسيم الآلي بقائمة الحجيج السنة القادمة إثر تعليق الحج هذا العام. وفي ذات السياق ثمّن المتحدث تفهم الرأي العام لاجراء التأجيل إلا أنه عرّج على ما سجل في الأيام الأخيرة من محاولات البعض السفر إلى السعودية وقد تحصلت مجموعة تناهز 600 نفر على التأشيرة سعيا إلى الحج مشددا على أن قرارالتأجيل نافذ وأن كل من ارتأى خلاف ذلك وتمكن من السفر يخضع آليا عند العودة مباشرة إلى اجراءات السلامة الصحية التي تقتضيها خطة التوقي من فيروس أنفلونزا الخنازير وذلك بالبقاء في الحجر الصحي منذ وصول المطار مدة أيام تنقطع فيها أسباب التواصل مع العائلة والأسرة الممتدة حفاظا على سلامة الجميع وتوقيا من الانتشار العريض للوباء.. حول هذه الظاهرة استوضحت «الصباح» عن التحركات التي تقوم بها الوزارة لمعالجتها.. وتمت افادتنا بأن التحرك ليس من مشمولات الشؤون الدينية وإنما يعود إلى وزارة الشؤون الخارجية التي اتخذت الاجراءات اللازمة. كما توجهنا بسؤال حول الاجراءات المتخذة لتطويق الخسائر التي تكبدتها وكالات الأسفار في ضوء تعليق العمرة والحج هذا العام واكتفى السيد بوبكر الأخزوري بالإشارة إلى أن الحديث يصح عن «ضياع» فرص ربح وليس خسائر مالية وستتدخل الدولة باجراءات دعم لهذه الوكالات من خلال تخفيض بعض الأداءات وربما منح دعم مالي.. أضحية العيد خص وزير الشؤون الدينية جانبا من تدخله في اللقاء الاعلامي الدوري للحديث عن «علوش العيد» داعيا المواطن الى الامتثال للخطاب الديني وإقامة الأحكام الشرعية دونما اغراق أو إسراف مذكرا بأن الأضحية ليست واجبة وانما هي سنة مؤكدة على من لا يحتاج إلى ثمنها طيلة عام وبأن الأضحية الواحدة تجزي العائلة الممتدة وبالتالي فإن المطلوب عقلنة الاستهلاك وتحاشي الإسراف. وتعليقا على فحوى الفتوى الصادرة مؤخرا عن احدى البلدان الاسلامية والتي تبيح الاستدانة  لاقتناء أضحية العيد وهو ما يتضارب مع الدعوة للاعتدال في الانفاق بهذه المناسبة، عقب الوزير على سؤالنا بالتأكيد على مبدإ ترشيد الاستهلاك وعدم تحميل الميزانية العائلية ما لا طاقة لها به مستندا إلى امتناع بعض الصحابة عن اقامة الأضحية رغم سنيتها ليبينوا لعامة الناس أنها ليست واجبة وتجنب احراج الأسر. رسكلة وتكوين هذا وتناول اللقاء محاور أخرى يتعلق بعضها بمزيد تفعيل دور معهد الشريعة خاصة في مستوى الرسكلة والتكوين وفي هذا الإطار ستخصص الدورة التكوينية العاشرة للأساتذة المؤدبين وقد تقدم لها أكثر من ستين مترشحا بالتوازي تحرص الوزارة على ضمان لامركزية اشعاع هذه المؤسسة وتوسيع نطاق نشاطها. على صعيد آخر وبعد أن ذكّر بأمهات الندوات المنتظمة بمناسبة اقرارالقيروان عاصمة للثقافة الاسلامية سنة 2006 استعرض وزير الشؤون الدينية برامج التظاهرات القادمة ومنها ما سيتطارح موضوع القضاء في افريقية فيما ستخصص أخرى لتنظيم ملتقى فكري دولي على هامش الاحتفال بمائوية الشيخ محمد الطاهر بن عاشور. كما ستتعدد المساهمات والمشاركات التونسية في منتديات فكرية دينية بعدد من البلدان الاسلامية. منية اليوسفي (المصدر: « الصباح » (يومية – تونس) بتاريخ 18 نوفمبر 2009)  

عودة المهجرين التونسيين بين الإرادة والمستحيل

 


سليم بن حميدان   تظل قضية المهجرين التونسيين مثار اهتمام وطني، خصوصا عقب المؤتمر التأسيسي للمنظمة الدولية للمهجرين التونسيين، الذي انعقد  في جينيف يومي 20 و21 جوان 2009.   لقد شكل تأسيس هذه المنظمة تتويجا لجهود وحوارات مجموعة من مناضلي المهجر استغرقت زهاء السنتين تقريبا.   تاريخيا، بدأت قضية العودة تطفو على سطح الاهتمام المهجري بعيد ضمور الحراك الوطني على إثر ضمور  » حركة 18 أكتوبر » وما أنتجه ذلك من مشاعر فشل وإحباط شبيهة بالمشاعر القومية بعد كل نكبة عربية.   مشاعر الإحباط هذه أنتجت وعيا شقيا تحت مسمى النقد الذاتي والمراجعات التي ارتكزت جميعها على مقدمة مركزية : استحالة التغيير بالوسائل والأحزاب والشخصيات الفاعلة في ساحة المعارضة الوطنية بجميع أطيافها.   وقد أفضى هذا الوعي الشقي لدى بعض أصحابه إلى خلاصة عبقرية مفادها قلب استراتيجية المقاومة ليصبح المظلوم هو المستهدف لا الظالم. فكل ما حل بنا من شرور وكوارث، في منظور هذا الوعي الشقي طبعا، سببته أحزاب متنطعة استولت عليها قيادات نرجسية تتبعها « قواعد » مثالية ولا يستند نضالها العبثي المدمر إلا إلى مقاربات سياسوية تغذيها مراهقة فكرية لم تفقه شيئا في علوم السياسة وفنون الحرب والدبلوماسية!   تجلت هذه الروح الانهزامية في عديد المقالات المنشورة على مواقع الانترنيت، ثم تحولت بسرعة فائقة إلى مسار سياسي هو ذات المسار الذي أدى إليه فكر الهزيمة العربية : التطبيع مع الغاصب.   سيبقى لهذا الفكر والمسار طبعا أنصار ومنظرون إلى أن ينتهي الاستعمار والاستبداد من على وجه البسيطة. وسيجد له من المبررات الفكرية والسياسية وحتى الأخلاقية، فيما هي واقعية وبراغماتية، ما يؤسس به لمشروعية وجوده ضمن مربعات التدافع الإنساني.   بعض أصحاب هذا الخط من المهجرين عاد إلى تونس في إطار « عقد إذعان » حيث يذعن المغلوب لإرادة الغالب ويقبل بكل شروطه، مهما كانت مجحفة، أملا في تحسينها مستقبلا بعد إثبات حسن السيرة والإقلاع نهائيا عن معصية المعارضة… ولا يزال فريق آخر منهم يتودد ويأمل وينتظر !   وبغض النظر عن خلفيات أنصار التطبيع ودوافعهم، إذ فيهم عرفاتيون ودحلانيون، فإن النتيجة واحدة : الموت السريري بعلقم القهر الداخلي (الضمير) بعد أن تجرعوا من كأس الذلة والابتزاز أكوابا.   على الضفة الأخرى، من مشهد التهجير المؤلم، يقبع مئات المناضلين وقد أعياهم الحنين إلى أهل كرام ووطن كسيح. ازداد شقاؤهم أضعافا وهم يشاهدون رفاق دربهم ومحنتهم يتسللون لواذا إلى أحضان المتغلب شاكرين فضله ومعددين خصاله ومتهمين من خالفهم ورفض سلوك دربهم بالتنطع والفشل واستغلال مآسي الآخرين.   كانت اللحظة حرجة والصراع على أشده، داخل كل مناضل، بين نداء الفطرة (العودة إلى الوطن مهما كان الثمن) وصرخة الضمير (التضحية بالوطن من أجله).   وفي أتون هذا الصراع تخلق الوليد الجديد: المنظمة الدولية للمهجرين التونسيين، في محاولة للجمع بين المتناقضات بأن تكون العودة كريمة عبر تحسين شروطها والضغط حقوقيا لتوفير ضمانات الأمن والكرامة.   جاءت المنظمة إذن لتخرج مطلب العودة من دائرة المعالجة الأمنية وتحرره من قبضة المخابرات ووزارة الداخلية. ولسنا ندعي كسبا إذا ما اعتبرنا نقل الموضوع إلى وزارة العدل وتداوله تحت قبة البرلمان التونسي وفي أعمدة الصحافة الرسمية (الشروق والصباح) قبيل مؤتمر المنظمة وبعيده، قد جاء على خلفية الحراك الإعلامي للمهجرين والثقل الأخلاقي والإنساني لملفهم الأمر الذي سبب قلقا حكوميا عبرت عنه تصريحات رسمية رفيعة المستوى.        وقد كان انعقاد مؤتمر جينيف في ظل وضع خيم فيه تسليم كامل بحقيقة تربع النظام الحاكم سيدا مطلقا لا منافس له في لعبة التوازنات السياسية، وتعددت مقاربات المؤتمرين، أي المهجرين أنفسهم، للموضوع باختلاف تصوراتهم للحلول الممكنة.   وفي واقع الأمر لم تكن هذه المقاربات أو التصورات متناقضة، في جوهرها أو في أهدافها، رغم الرفض القاطع لتسييس مطلب « العودة الآمنة والكريمة » لدى شريحة كبيرة من المؤتمرين، لأن هذا الموقف ينطلق بدوره من خلفية قراءة لها « عقلانيتها السياسية ».   فلا يطرح الأمر إذن إطلاقا من زاوية « الخلفية أو الروح النضالية » للمؤتمرين ولا يطال حتى نظرتهم « الموحدة » للطبيعة القهرية للنظام بل يطرح في إطار مطلب الفاعلية التماسا لأنجع السبل « النضالية »، حقوقية كانت أم سياسية، لتحقيق مطلب العودة.   إن نقطة الاختلاف الجوهرية بين المهجرين التونسيين كانت ولا تزال مرتبطة بالمسار الأصوب للتسوية بين خياري المعالجة الفردية والحل الشامل.   وباعتبار التكلفة الباهظة للمعالجة الفردية، وعيا وكرامة، وللحل الشامل، شقاء وتضحية، اتفق المهجرون في جينيف على إستراتيجية الحد السياسي والأخلاقي الأدنى الذي يجعل من مطلب العودة ممكن التحقيق في ظل الوضع الراهن دون ثمن من كرامة، ولكن مقابل تحييده وفصله عن باقي الحقوق والمطالب المدنية والسياسية.   هذا الموقف، ينبثق من خلفية براغماتية « مشحونة » بأثقال أزمة سياسية حادة محاولا حلحلتها وفتح معابر جديدة داخلها لكنه أيضا موقف مسكون بروح الإباء و المسؤولية الوطنية والوفاء التاريخي لنضالات رفاق الدرب من الذين دفعوا الثمن غاليا، موتا وسجنا وتعذيبا لأجل الحرية والكرامة.   إنه موقف جديد وخطير، في مضمونه السياسي من حيث استعداده للتنازل، غير أنه لم يصب لحظته التاريخية فيما هي رغبة مماثلة أو استحقاق أكيد لدى الطرف المقابل، أي النظام الحاكم، إذ تدل كل المؤشرات للأسف الشديد، على تواصل بل تفاقم حالة الصمم والانسداد بما يجعل من العودة الكريمة أمنية مستحيلة أشبه ما تكون بالسراب الذي يتراءى للمهجر المتيم بحب الأوطان عصي المنال.   باختصار، تبين لجموع المهجرين أن ليس للنظام الحاكم أي استعداد للاستجابة لمطالبهم وقد شكلت قضية الدكتور أحمد العش رسالة مضمونة الوصول وواضحة الدلالة على إصرار السلطات التونسية لا على التعامل القضائي فحسب بل على الابتزاز والمقايضة الرخيصة التي تقصد الإهانة والإذلال.   ولسنا نذيع سرا إذا ما قلنا بأن أكثر الرؤى تشاؤما لم تكن تتوقع أن يلقى الدكتور أحمد العش المصير المعلوم خاصة وقد تجنبت عودته ملامسة الخطوط الحمراء وتوفرت فيها من الأعذار الإنسانية (مرض والده وغياب أحكام معلومة صادرة في حقه) ما يجعلها خارجة تماما عن سياق المغالبة السياسية. بل إننا نجزم بأن الرجل لم يتسن له تجنب الأسوأ إلا باتخاذ الاحتياطات الحقوقية اللازمة (لجنة الدفاع الدولية) والتي شكلت وسيلة ضغط خصوصا لاعتبار الطبيعة المهنية للقائمين عليها المتزامنة مع ظرف انتخابات تسلط فيها الأضواء على كل ما يحدث في تونس.   وعليه، فإن مسار التسوية الفردية لا يفضي، إلى حد الآن، إلا إلى مصير أوحد: الخضوع الكامل لإجراءات الجهازين الأمني والقضائي والإقلاع نهائيا عن « معصية » المعارضة السياسية، أي العودة إلى ما قبل التاريخ في المسيرة النضالية.   غير أن الوعي والاحترام المبدئي الكامل لاختيارات المهجرين، المتضمن في مبادئ المنظمة ومقررات مؤتمرها التأسيسي، دفعا قيادة المنظمة إلى توجيه رسالة داخلية لجميع أعضائها عبرت فيها بوضوح عن تجندها للدفاع عن الراغبين في التسوية الفردية مع تأكيد التزامها المبدئي بمواصلة النضال حتى تحقيق الحل الشامل وإنهاء محنة التهجير بعودة آخر مهجر إلى أرض الوطن في أمن وكرامة.   خطان متمايزان يفرقهما السياسي ويوحدهما الحقوقي تحت عنواني الإرادة والاستحالة.   يعي جميع أعضاء المنظمة أن عودتهم، في إطار مقررات لائحتهم العامة المنبثقة عن المؤتمر التأسيسي، هي من قبيل المستحيل في الظروف الراهنة، ولكنهم يدركون في المقابل أن مستحيل اليوم قد يكون ممكن الغد وأن ليس لهم إلا الإرادة والصبر سلاحا لتحقيق الأمل شريطة أن تكون هذه الإرادة متوهجة ومتحررة في ذاتها من أمراض العمل الجماعي والزعامة الوهمية.   

قراءة في شعارها للمرحلة المقبلة ‘شمسنا لا تغيب’: قناة ‘الجزيرة’ وطن للمعذبين؟


الطاهر العبيدي 2009/11/16 ذاك هو عنوان شعار قناة ‘الجزيرة’ في المرحلة المقبلة، وبالتأمل في طيات هذا العنوان الجديد، نستطيع أن نستدل على إيحائية المعنى والأبعاد التي تستبطن التحول من مرحلة استفزاز الوعي، إلى الانتقال إلى مرحلة إشعاع العمق، ضمن آليات جديدة، تستفيد من سنوات المراكمة، وتستدعي لحظات الصعود والنزول وتستبق الآتي، من أجل التحول في اتجاه التوزع خارج مناطق التشخيص والتوصيف، للمرور نحو تعميق التجربة، عبر كساء جديد لا يلغي الموروث، ويجدّد المقاس وفق التدرّج في الأعمار والتطور في الأفكار، ولئن كان الشعار الجديد اختار الصعود فوق السحاب وملامسة العلياء، فيعني أن مهمّة القناة في المرحلة القادمة ستكون مهمة من الوزن الثقيل، ذلك لأن من اختار أن يشعّ على الآخرين لا يمكن إلا أن يكون في حجم الشعاع، وفي مستوى الإضاءة من خلال انتصار الشمس على الظلام، ليمكن لنا تمييز الثوب الجديد من الثوب القديم، ممّا يجعل القناة مرّة أخرى أمام امتحان لا نعتقد أنه يسير، خصوصا إذا ما اكتفت بترقيع الثوب القديم، وحاولت صبغه أو قصّ الكمامات، أو إضافة بعض الجيوب الخارجية، أو بعض الأحزمة التمويهية، ممّا يجعل المشاهد قد يتفطن إلى عملية ‘البريكولاج’، فيصبح التغيير نوعا من الجراحة المغناطيسية التي تنتهي بانتهاء مفعول السحر البياني، أو نوعا من إشعال النار في الخطب المبتل. ما وراء التعبير اللغوي وحين نحاول وضع هذا الشعار أمام مرآة ما وراء التعبير اللغوي، تتراءى لنا أن قناة ‘الجزيرة’ اختارت ارتداء بدلات رواد الفضاء، في محاولة لتخصيب إعلام ظل في مختبرات التحميض لمدة 13 سنة، من أجل الاستجابة إلى منطق التطور، بالاعتماد على رأس المال الرمزي التي ادخرته القناة في أرصدة الذاكرة التجريبية، مستندة لرأس المال البشري الاحتياطي، قصد البحث في طبقات ثوب يتلاءم مع لسعات حريق الشمس، التي وإن كانت عنوان الإيقاظ والنور وعنوان الحياة، فهي في الجهة الأخرى عنوان الاحتراق والظمأ والعرق والحركة، وبالتالي فمن تعلقت همته بالصعود إلى الأعلى يعني أنه اختار ركوب الصعاب وتحمّل المشقة، وتحدّي قوانين جاذبية الاسترخاء والاستلقاء بين أحضان السبات، ولو حاولنا تفكيك هذا الشعار الذي يجمع بين اليقينية والتصميم في عدم الغياب والذبول والإصرار على الانتقالية إلى التغيير المنشود، فسنكتشف أن قناة ‘الجزيرة’ قد تنتقل من محطة التأسيس الأفقي وعملية رجّ الضمائر، إلى محطة التخطيط العمودي، وستخرج من فترة الكشوفات الصدرية إلى مرحلة ما فوق الأشعّة الحمراء، لمحاولة الاستبيان والتبيين، وبين طيات عدم الغياب الرمزي للكلمة، نقرأ أن هناك نوعا من الاعتداد بالنفس، ما يجعل القناة تحت المجهر، أمام شعار جديد كل حروفه توحي بتغيير كهربائي، وبين الوفاء لمبدئية الالتزام بصدقية هذا الوعد المسبوق، وبين تحقيق التغيير المنشود، تصبح القناة أمام اختبار مكشوف بين ما هو موجود وبين ما هو موعود، فتتمطط بذلك الأعناق للبحث عمّا وراء المقصود، خلف هذا الشعار الذي تمازجت فيه حرارة التعابير المستنسخة من بزوغ الشمس، والانتصار على فصول الصقيع، والتوثب في اتجاه الترحال نحو الاحتراق من أجل سموّ الأهداف. ما الجديد التي ستتميز به القناة؟ وهنا يتساءل المشاهد بكثير من الفضول ماذا يمكن أن يغيّر شعار ‘الجزيرة’ الجديد؟ وماذا يمكن أن يضيف في واقع عربي تأكله الحرائق، وفي ظل انحباس سياسي يسدّ القلوب والأنفاس، وفي مناخ اقتصادي يؤذن بالخراب، أو لعل المشاهد يتساءل مرة أخرى ما الجديد الذي ستتمايز به قناة ‘الجزيرة’ في المرحلة المقبلة أمام طوفان المواقع الالكترونية، وانهمار الصحف والمجلات، وتضخم الفضائيات العابرة للقارات، وهل نحن بحاجة إلى شعارات أخرى وحالنا كما حالنا منذ عشرات السنوات ما زلنا نسدد الهزائم بالتقسيط وأخرى ندفعها بالفوائض، وما زلنا نجتر العطل الفكري ونمضغ الهوان السياسي، ونعاني من توحش الاستبداد، ومصابين بسكتة تاريخية، منذ مئات الأعوام ما زلنا نتخبط في كتب التاريخ عن من قتل الحسين ؟ ونبحث عن الجناة، ومن كان أجدر بالخلافة ومن المسؤول، ونجلد الأجساد ونلطم الخدود وننتف الرؤوس، وغيرنا يستفيد من هذه الخلافات ويؤجج فينا الفتن وينشر الحرائق ويمول الصراعات. إعلام يحرض الانسان ضد نفسه لعل المشاهد العربي الذي تنهمر فوق رأسه منذ عشرات السنوات كل فصول مفاوضات السلام الحدباء، يدرك أن ‘الجزيرة’ كما غيرها لا تملك حقيقة الأشياء، وأنها كما كل المحاولين المنحازين لتشخيص الداء لا تستطيع تغيير الفصول والألوان، وأنها لا تملك حلولا فضائية لكل عناوين الرسوب والاشتباك. وبعصارة الجواب، ومن خلال مسيرة 13 عاما من البث والرأي والرأي المضاد، نسجل على كل الصفحات أن المشاهد وإن تحرّك من موقع التفرج على الأحداث إلى مناصرة الباحثين عن الوعي المفقود، الساعين إلى إيقاظ الحلم الموؤود، والانقلابيين على الفكر المهزوم، فهو بات يبحث عن إعلام يحرّض الانسان ضد نفسه، للانتقال به من سكونية الحجر إلى حركية النار وجدلية الأسئلة، إذ لا قيمة في نظره لإعلام يخاطب الفراغ، ففي ظل عملية المداهمة المستمرة وحالات المصادرة والتفتيش تبقى الروح بحاجة إلى وقود من الحرية، من هنا وبعيدا عن تواتر الشعارات وتراصفها، يبقى المشاهد المطعون في قوته، المغتال في وطنه، المقضوم في جيوبه، المذبوح في كرامته، ينتظر أن تكون ‘الجزيرة’ قلعة يحتمي تحت أسوارها كل الفارين من لسعات الاضطهاد الاجتماعي وكل المعذبين في صمت، وكل الشرائح المتوارية عن الأنظار، وكل الأفكار المبدعة الواعية بقضايا العصر، الآتية من نبض المكان ومن نبض الزمان، المتحصنة بإشراقات التاريخ الإنساني، والمستشرفة للمستقبل الآمل بعيدا عن التناطح الثقافي، والتقاتل الحضاري، والتراكل المذهبي، المعتمدة الحوار مبدأ والاختصاص مسلكا، والمعرفة منهجا والحجة دليلا وتثوير الوعي أسلوبا، من أجل إعلام لا يزحف على البطون، ومن أجل صورة انقلابية على الرداءة والسكون، من أجل خبر متدثر بعرق الجياع والفقراء، من أجل تحليل سياسي هادف، وبحث فكري ناضج، وحوار أدبي صارخ، وتحقيق ميداني عميق، ومن أجل حلم يرفض كساد الكلمات..وكساد الجماهير.. وطن يلغي الحدود والمسافات فقناة ‘الجزيرة’ التي يطمح لها مشاهد ما بعد 13 سنة من الإرسال، هي تلك المحطة المرئية التي لا تتردد في فتح نوافذ تخترق الظلام، لأن الاعلام الجماهيري هو نزيف متواصل، وولادة شريفة من رحم الحنجرة والميكروفون ، ليكون فعل رقي وتغيير، ذلك لأن الإعلامي الحقيقي هو الذي يقف على الخط الفاصل بين الحياة والموت، بين المكتب والميدان.. فقناة ‘الجزيرة’ يرغب جمهور المشاهدين أن تكون وطنا يلغي كل الحدود والمسافات، ليحتضن كل المعذبين كل المثقفين المسكونين بهاجس البناء والتغيير، للمساهمة في تلاقح الحضارات، وتزاوج الثقافات لاستعادة الإنسان المفقود. صحافي وكاتب تونسي مقيم بباريس taharlabidi@free.fr  

في التغييــر والإصــلاح والمصالحــة [4/5]

الجزء الرابع : المعارضة : أدعو إلى تجميد الأحزاب والدعوة لمؤتمر إنقاذ


د. خــالد الطراولي ktraouli@yahoo.fr ملاحظــــة : هذه الورقة التي نقدمها بين أيديكم والتي تحملها خمسة أجزاء تمثل اجتهادا في مسألة التغيير المقبلة عليها تونس، وتشكل رأي اللقاء الإصلاحي الديمقراطي في قضية التوريث وتمرير الحكم ودور المعارضة المدنية والجماهير التونسية والحركة الإسلامية في هذه المحطة الخطيرة التي تمر بها البلاد، والتي تستدعي كثيرا من المسؤولية، كثيرا من الوعي، وكثيرا من القيم! وصدق الحداد حين قال : لو ما أعلّل نفسي بانتظار غد // لقلت خاب الذي أرجوه في بلدي! بعدما عالجنا في الأجزاء الثلاثة الأولى المعطيات المتوفرة والإمكانيات الموصولة لمواجهة التوريث نخلص في هذا الجزء والذي يليه إلى المرور إلى طرح مبادرات خاصة عملية تندرج في منهجية مواجهة التوريث والعمل على بناء أصول حركة نوعية متصاعدة من أجل إنقاذ البلاد في ظل عمل واع وممنهج ومسؤول لا يقصي أحدا ولا يهمش أي طرف أيا كانت ضفته ينوي ويسعى من أجل تونس للجميع بحقوق مصانة ودولة قانون. إن المرحلة التي دخلت فيها البلاد تعتبر بالخطورة بمكان، حيث يبدو جانب المجهول طاغيا ومهيمنا بما يحمله من شكوك وظنون ومخاوف على مستقبل تونس سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وثقافيا. ولقد مثلت الانتخابات الأخيرة لحظة الصفر لانطلاقة هذا المشوار المخيف نحو المجهول، مما يعظم مسؤولية كل فرد وكل مجموعة تريد الخير لتونس وأهلها. وتعتبر المعارضة الاحتجاجية والحركة الإسلامية احدى الأطراف الأساسية في معادلة التغيير وتحمل على عواتقها مشروع تغيير وتمكين ديمقراطي. لا تختلف المعارضة التونسية عن المعارضات في العالم في كونها تبحث عن مكان تحت الشمس لتصل إلى منصة التمكين، ولو كان المشهد سليما فإن التنافس الديمقراطي كفيل بأن يعطي لكل ذي حق حقه دون تمييز، غير أن المشهد التونسي لم يبلغ هذه الدرجة وغاص في أوحال الاستبداد وأقصيت المعارضة الجادة وشُيِّد ديكور لمعارضة داخل خيمة السلطان. الوحدة النضالية : كل يريدها وكل لا يسعى إليها! العنوان البارز حقيقة في المشهد المعارض هو تشرذمه وغياب وحدته النضالية، والذي يستسمحني القارئ العزيز والإخوة المعارضون أن أتحدث عنه من موقع المسؤولية التاريخية والواجب الوطني والمرجعية المقدسة التي أحملها وحب الخير لهذا الوطن العزيز ومن منطلق الدفع بالعمل المعارض نحو أطر أكثر ثراء وفاعلية، وهي دعوة لا تدعي أستاذية على أحد ولا وقوفا على الأعراف ولكنها وبكل لطف وتواضع هموم يحملها كل مواطن من أجل بناء وطن الكرامة للجميع، وأردت الأخذ بأحد أطرافها للتعبير عنها من خلال هذه  المقاربة والمبادرة التي تحملها. لو أردنا تشخيص حال المعارضة التونسية الاحتجاجية لوجدنا أن هناك خللا متمكنا ومحكما في وضعها وفي تفاعلها مع واقعها، وليس هذا الخلل اكتشافا فريدا أو مفاجآ، فالوحدة والتوحد ظلا شعارا يُرفَع وخطابا يُسَوَّق، فلا يخلو مقال أو ندوة أو لقاء بين المعارضة إلا سمعت الجميع يتحدث بضرورة وحدة المعارضة وأنها السبيل الأساسي لتحريك عملية المواجهة والتغيير نحو منازل أفضل، ثم يعود كل طرف إلى بيته فرحا مسرورا. غير أنه ما إن يختلي كل فريق بأهله وذويه حتى يعيد قراءة واقعه ويهيمن الأنا والطموحات الشخصية والحسابات الحزبية ثم نرى ضمورا لمسألة الوحدة النضالية وخيبات وراءها في انتظار لقاء آخر وموعد جديد مع المعارضة حتى أضحت الوحدة ظاهرة صوتية. إن منهجية العمل الفردي، اضطرارا أو خيارا، تؤدي إلى منهجية مقابلة من الاستفراد وهذه الصورة شغلت حيزا من أعمالنا، وشاهدنا تجربة تاريخية لها لما وقعت الحركة الإسلامية في قطبية رهيبة بينها وبين السلطة سعيا منها أو فخا منصوبا، وتفردت في المواجهة، فاستُفرِدَ بها وطالتها أيادي التجفيف والاستئصال والمتابعة. وهي منهجية خدمت السلطة ولا تزال من باب فرق تسد والعمل المشتت لا يسمن ولا يغني ويبقى حراكا في مكانه. لقد كانت تجربة 18 أكتوبر رائدة وفعالة رغم بعض الهنات التي شابتها، لما حملته من وعي ومسؤولية وإرادة تجاه وحدة المعارضة إلا أنها انتهت بانتهاء المناسبة وبخلوها من تأسيس هيكلي للفكرة. فعمل المعارضة لن يكون فعالا إذا كان تكتيكيا فقط وغابت الاستراتيجيا أو تأخرت، وعمل المعارضة لن يكون جديا إذا كان مناسباتيا، نترقب موعدا أو عيدا أو حدثا لنتفاعل معه ونملأ الصورة والمشهد حتى إذا انطفأت الأنوار وعاد كل طرف إلى ركنه عدنا مع الجميع وغسلنا الأيدي في انتظار دعوة جديدة للحضور…عمل المعارضة لن يكون ذا جدوى وذا فعالية إذا لم تصنع الحدث ولا يبقى تابعا للآخر يفرض عليه أجندته وتوقيته وحتى المكان الذي يتحرك فيه…عمل المعارضة لن يحمل مصداقية وتجاوبا إذا لم يبتعد عن الشعارات والخطابات الجوفاء المسقطة ويقرر الدخول في بناء البرامج والحلول…عمل المعارضة لن يكون جماهيريا ولن يلتفت إليه الشعب إذا بقي نخبويا يعيش ترفا فكريا وترنيمات البحث عن الديمقراطية والحرية والتعددية وترك مجال الخبز والشعير والرغيف من نوافل القول والعمل. نحو  » حركة من أجل تونس «  إن الوحدة النضالية للمعارضة هي الطريق الوحيد لكي لا تكون ظاهرة صوتية، وحتى تستطيع أن تكون رقما أساسيا في معادلة التغيير والإصلاح، فتغريد بلبل واحد لا يكفي لاستدعاء الربيع! من أجل ذلك اسمحوا لي أن أتقدم إلى المعارضة الاحتجاجية التونسية [والباب يبقى مفتوحا لغيرها] بهذا المقترح الذي يحمل كثيرا من الجرأة ومن الراديكالية، ولكنه يبني على بياض وبوضوح، ولولا غرز الإبرة لما استقام الثوب : 1 / إني أدعو أولا إلى تجميد كل أحزاب هذه المعارضة وأعينها بالإسم: حركة النهضة التونسية، الحزب الديمقراطي التقدمي، حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، حزب التكتل، حزب العمال الشيوعي، واللقاء الإصلاحي الديمقراطي. وليتم هذا الإعلان عبر ندوة صحفية في مشهد إعلامي ضخم يهيأ له بدقة وعناية عبر حملة إعلانية كبيرة تسبقها، وتدعى لها كل وسائل الإعلام. لتحمل رسالة ذات عنوان واحد وهو أن المشهد السياسي المنغلق والمزيف لا يحتمل وجود أحزاب جادة، وإن وجدت فهي مقلّمة الأظافر معاقة التحرك مسلوبة الفعل، بل إن وجودها في حد ذاته يخدم الاستبداد عبر مقولة مغشوشة وخطاب أجوف: الديمقراطية موجودة وخير دليل عنها وأحسن تعبير لها وجود هذه الأحزاب ووجود صحفهم وانعقاد مؤتمراتهم! 2 / إن الدعوة بعد التجميد يجب أن يتبعها مباشرة عقد مؤتمر عام لهذه المعارضة يمثل مؤتمرا للإنقاذ وتفعيلا عينيا وواقعيا ومباشرا لوحدة المعارضة المنشودة، وتشكيلا مؤسساتيا لهذه الوحدة عبر إعلان اسم لها من مثل « حركة من أجل تونس » وتكوين جهاز تسييري [أو مكتب تنفيذي] يجمع ثلاثة أفراد عن كل حزب ولا بأس أن يلتحق به بعض المعارضين المستقلين الذين أثبتوا من خلال مواقفهم وكتاباتهم وحراكهم انتمائهم للصف المعارض، كما يجب أن يفتح الباب لمن يريد من المنتسبين سابقا أو لاحقا للحزب الحاكم والذين أثبت الواقع مدى وطنيتهم ورفضهم لمواقف النظام، ولعل الجناح البورقيبي مهما كانت اختلافاتنا المبدئية مع الرئيس السابق، فإن قبولهم في المؤتمر من شأنه أن يعطيه مصداقية أكثر وتنوعا وشمولية، وليكون بحق مؤتمر الإنقاذ. وقد جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم على دستور المدينة كل من يريد مواطنة كريمة للجميع، وهؤلاء إخواننا وإن جاروا علينا، وتجمعنا بهم أواصر الدين والوطن. ولتكن مهمة هذا المكتب التنفيذي للمؤتمر التأسيسي للإنقاذ طرح برنامج عام واضح المعالم بسيط الفهم والاستيعاب شاملا لمطالب التونسيين من مثل : ـ إفراغ السجون من معتقلي الرأي. والسهر على استقلالية القضاء. ـ إعلان الجمهورية الثانية بما تعنيه من دستور جديد وإجراء انتخابات حرة ونزيهة على كل المستويات. ـ إعلان الديمقراطية في البلاد وما تحمله من حريات عامة وتعددية وحقوق المواطنة. ـ تنزيل العدالة الاقتصادية والاجتماعية بما تعنيه من محاسبات ومراجعات وإعلان الحرب على المحسوبية والفساد. ـ مراجعة منظومة القيم عبر برمجة جديدة لمؤسسات الإعلام والتربية والتعليم والثقافة والأسرة والطفولة. ـ طرح علاقة مميزة مع الغرب أساسها حضاري ومبنية على ثقافة التعارف ولقاء المصالح المشتركة وعدالتها بعيدا عن العداء والاستعداء. 3 / بعد كسب هذه الوحدة وتشكيلها المؤسساتي وطرح برنامج جامع لها، يجب تفعيلها وتنزيلها وتجميع الناس حولها، عبر مبادرات ميدانية وإعلامية من مثل الندوات والاعتصامات والحضور على الفضائيات وعلى مواقع النات وغيرها من التظاهرات والمبادرات السلمية. إن هذه « الحركة من أجل تونس » تتكون ولاشك من أيديولوجيات مختلفة ومرجعيات متعددة، ونحن لا ندعو إلى ذوبان هذه الفسيفساء ولا مسحها وتجميع كل الأطراف في « اتحاد اشتراكي » على الشاكلة المصرية الناصرية عبر حل الأحزاب، ولكنه طرح وقتي يعيش محطة التغيير حتى إذا وصلنا إلى نهايتها وسقط التوريث ووقع التمكين، رُفع التجميد ورجعت الأحزاب إلى إطارها القديم في سياق مشهد سياسي سليم وديمقراطي.

ـ يتبـــــع ـ

ينشر بالتزامن مع موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net نوفمبــر 2009


افتتاحية المسيرة ضد الاستبداد


 فتحي بالحاج لا يمكن أن نغفل دور العامل الخارحي في تأبيد التخلف،  لقد تعرض الشعب العربي على مدار تاريخه الطويل إلى حملات عسكرية وغزوات متتالية، لكنه تمكن في كل مرة من مواجهة هذا الغزو وطرده. ولم تكن حرب التحرير التي اندلعت منذ عشرينات القرن الماضي إلا دليل على حيوية هذا الشعب وقد توجت حركته في الخمسينات من تحقيق النصر وطرد العديد من جحافل الاستعمار. لكن هذه الانتصارات سرعان ما ضاعت يوم تركنا الاستبداد يقرر مصيرنا. أعاد الاستبداد الاستعمار إلى بيوتنا بعد أن طرده أجدادنا. وعدنا إلى النقطة الصفر..نواجه من جديد الاستعمار والاستبداد.. يتبادلان الأدوار في انهاك الشعب العربي.. ذلك أن الاستعمار والاستبداد شيئ واحد كلاهما يكمل الآخر. صحيح أن معركة التحرير لم تنته في الخمسينات ولكننا يمكن أن نقول أن الأمة العربية في الخمسينات وفي الستينات من القرن الماضي قد تمكنت اكتشاف طريق التقدم من خلال اكتشاف أن الوجود الاستعماري عامل في تابيد التخلف..وفتحت بمعارك التحرير حقبة جديدة متطلعة إلى التقدم وتمكنت من أن  تجعل من الخطاب التحرري الذي يرفع كرامة الانسان العربي هو الخطاب السائد. لكن الأنظمة القطرية نجحت طيلة العقود الخمس الماضية في عملية تجفيف لمبادئ التحرير والاستقلال والحرية والكرامة للانسان العربي. فالدولة التي فرضت بالحديد والنار على الشعب المنهك من سنوات الاستعمار فأتت متعارضة متناقضة مع التكوين التاريخي والموضوعي للمجتمع، ثم لاكتساب مشروعية تفتقدها بدأت الدولة في عملية ضرب وقطع وتدمير لكل ما من شأنه أن يشكل عامل معادلة أو مقاومة لسيطرة هذه الدولة على المجتمع. بعد سنين من الصراعات المتتالية انتصرت مرحليا الدولة القطرية ، وتم تدجين المجتمع لصالحها، وتمكنت من القضاء على القوى المدنية والأهلية الحية، سواء عبر الاسكات القسري والقهري والتغييب المتعمد من خلال القمع أم من خلال عملية الترويض، مستخدمة ما تمثله الدولة من عوامل استقرار آني، واغراء بما تمتلكه هذه الدولة من امكانيات لاستمالة بعض العناصر. وسيطرت عليها بالكامل (إلغاءً أو إلحاقاً وتبعية)،   وحولت المجتمع إلى اسير تتصرف به كما تريد…  من غدر بشعارات التحرير والكرامة حرية الوطن والمواطن؟   إنه الاستبداد الذي سعى إلى قتل كل ما هو وطني وتقدمي في هذا الأمة.. إن الاستبداد هو الفيروس الذي يقتل يوميا كل شئ حي في هذه الأمة ويحوله إلى حطام. بدءا من الانسان وصولا إلى مكونات الأرض. إن وصولنا هذا المستوى المنحدر والخطير في أفكارنا وسياساتنا العملية التي نعاني فيها جميعاً هو النتيجة المنطقية لسنين الاستبداد بكل مظاهره في حياتنا العامة والخاصة، الذي يزداد تعمقا وتجذّرا في كافة مناحي  حياتنا فردياً ومجتمعياً…الاستبداد يعيق حركة التطور الاجتماعي، يخرب التاريخ والحضارة والحياة الإنسانية الطبيعية…لأنه يقف ضد حرية الإنسان، يعيق مقدرته على التطور، و يشل طاقة التفكير واستخدام العقل. إن الاستبداد عنوان التخلف وقتل النفس البشرية المبدعة الخلاقة، إن محاولة لاعادة الانسان إلى المرحلة الحيوانية، شل مقدرته الفكرية وملكة التفكير والذكاء، الاستبداد عنوان للموت البطئ.  أن الأنظمة الشمولية التي وصلت إلى السلطة بقوة السلاح أو تلك التي فرضتها الاتفاقات الاستعمارية تمكنت من السيطرة على الدولة القطرية وعلى كل الامكانيات المتاحة. قتلت ببطء شعارات حرية الوطن والمواطن. وتسلطت النخبة الجديدة على رقاب العباد والبلاد، وحافظت على طغيانها ووجودها بالسيف والعسف والقمع والاستبداد.. بعد أن أفرغت شعارات النضال العربي من مضامينها..وحولتها إلى شعارات فشل.. نجحت الدولة القطرية في جعل الجماهير مأسورة في أيديها، من خلال عملية تحييدها وتخريب ضميرها الجمعي بشعارات « أولا » التي أدخلتنا في كهوف لم نعد نر لها أولا ولا آخر… وضاعف جسم الدولة عناصر لمناعته في مواجهة دعوات الوحدة العربية في  الأجهوة الأمنية، وجند لهذا مرتزقة لإعادة كتابة التاريخ القطري، وتعويم الشعارات القومية من خلال تبنيها لافشالها.. وتم اغتصاب شعارات التحرير والوحدة للدفاع على الجهاز الذي يشكل النقيض لها الدولة القطرية. ونجحت بعض الدول الفاشلة في تحويل « الخطاب الوحدوي »   إلى حزام أمني، وإلى عامل لتأبيد الدولة القطرية في مواجهة أي مطلب وحدوي. تمكنت الدولة القطرية من أن تستوعب الجماهير وطموحااتها لأنه لم يكن هناك جسم ينافس ويضاد الدولة القطرية، فأصبحت الجماهير لا ترى أحلامها إلا من خلال الدولة القطرية. لقد غاب الذي كان يوظف الدولة القطرية لصالح القضايا القومية، بحكم علاقته المباشرة مع الجماهير أو لنقل انكسر الخيط الرابط بين الجماهير والأهداف أداة التواصل، فاحتوت الدولة القطرية الجماهير بعد أن سيطرت أو سرقت قبلها شعاراتها..مثال التجربة الليبية السودانية والبعثية في العراق وفي سوورية  وقد استبعدت الجماهير من ساحة الفعل السياسي..تفاقمت وضعية الاستبداد في وطننا العربي  وأدى إلى تأبيد التخلف وإطالة كل مظاهر الانحطاط الحضاري، والبشري، وإلى وصول قلة لا تمتلك مؤهلات الادارة والقيادة إلى قمة الادارة في بلادنا، وتجسدت هذه الوضعية في كل أجهزة الدولة من القمة إلى القاعدة. وكان الاستبداد ولازال هو الأسلوب الوحيد الذي تمكنت به بعض الوجوه أن تفرض نفسها على هرم السلطة. وقد تفننت أنظمتنا وحكوماتنا المستبدة والمتسلطة في التنكيل بالعباد، من الضغط المستمر على كل محاولة تمرد أو تحرر حقيقية، ووأدها في المهد، حتى لا تتنمو ولا تشكل مثالا يحتذى به سواء داخل القطر أو داخل الأمة العربية لذلك لم يكن أن نستغرب من أن يتحالف المستبدون في الوطن العربي. ، وليس من المستغرب أن تحاصر أي محاولة جدية اصلاحية في الوطن العربي، تحاصر من الداخل بتكميمها وإجهتاضها وتحاصر من الخارج من خلال حملات التشويه، والتحقير مسنخدمينا في ذلك كل ما يمكن أن يساهم في تشويه التجربة، من دين وسياسة وحداثة وأصالة ومعاصرة، كل ما يمكن أن يساهم في وأد التجربة. لم يكن من اهتمامات النظام العربي الرسمي ضمان أبسط حق من حقوق الإنسان وهو حق التعبير عن الرأي والاعتراض السلمي الهادى‏ء على الممارسات الخاطئة والسياسات الظالمة الفاسدة والمفسدة والتي تنفذ علانية هنا وهناك، وفعلت فعلها التخريبي في جسد هذه الأمة، ليس من حق المواطن الاعتراض أو حتى الاشارة إليها، فيكفي أن يشير إليها حتى وإن كانت في مستوى محلي أو جهوي إلا ووجهت له تهمة معاداة السلطة، ومحاولة المس من هيبة رئيس الجمهورية وتغيير هيئة الدولة بالقوة وإضعاف الشعور القومي. وتبدأ سياسة التجويع والمحاصرة، وتبدأ معها رحلة عذابمن  سولت له نفسه، بالحديث أو حتى بالتلميح لهذه المظاهر التي أصبحت عامة.  إن صمت الشعب العربي من المحيط إلى الخليج على كل تلك الهزائم والماسي السياسية والاجتماعية ما هو إلا نتيجة منطقية لكل تلك الممارسات الظالمة التي ارتكبت بحقه. ويعود إلى ما انتجته هذه الآلة القمعية من تأصيل لقيم الخوف فيه، وسيادة قيم الانتهازية والنفعية والفردية. ولذلك لا يمكن أن ننتظر من مواطن جائع خائف محبط مستضعف، عاطل عن العمل، فاقد للأمل، إلا الصمت، والخوف والذل، إذ لا يمكن أن نطلب منه أن يخرج مناصراً لقضايا الحريات، أو القضايا الوطنية، إنه مشدود من أمعاءه إلى هذه الأنظمة. لقد تمكنت الدولة القطرية من أسر المواطن العربي بالعديد من الهموم والمخاوف والأزمات والضغوطات اليومية على الصعيد الشخصي ما يكفي لشل تفكيره في القضايا الأخرى..أما النخبة العربية فقد تحولت بوق دعاية للخيارات الكبرى للدولة القطرية ومبرر للاستبداد السياسي….وساهمت في عملية تخريب بإرادة وبدون إرادة عندما تنازلت عن هدف التحرير والتوحيد..وسكنت لمطالب الدولة القطرية..وتراجعت على مطالب للتحرر والوحدة.. علينا ألا نغفل الدور  السلبي الأساسي لهذه النخبة لتبرير الاستبداد تحت دعاوي عدة. إن ما تم هي عملية تخريب تخريب للإنسان تخريب الأرض وتخريب للحضارة.  وبالنتيجة كان من الطبيعي جداً أن نصل إلى ما وصلنا إليه من انهيار وتفكك وتفرق، بالرغم من سيطرة الدولة القطرية المتغولة على شرايين الحياة. إن سيطرتها  تتجلى في قمع كل ما من شأنه أن يرمز إلى المقاومة أو الممانعة في بنية المجتمع. إن النظام العربي الرسمي يقوم على تحالف بين  أنظمة تسلطية قائمة على مفاهيم القوة والضبط والقمع والكبت، لقد إنعدمت كل مفاهيم الحوار والتواصل ، وسادت لغة الاخضاع، والردع  مما أبعد الجماهير على معرفة الحقيقة والمساهمة الايجابية في الشأن العامإن الاستبداد هو أم المشكلات التي  تعيشها الأمة ، وهي لا تستطيع أن تنفض عن نفسها ركام التخلف والاهتراء الحضاري، وتتحرك في الحياة والتاريخ لتنهض وتتطور وتزدهر وتنافس.. إن الحرية هي الطاقة التي تدفع الانسان إلى الخلق والابداع والاضافة، ذلك أن الانسان الحر هو وحده القادر على الفعل. اما الذي مازال يعاني استبدادا داخليا وخارجيا، فانه مازال في وضع الدور السلبي  يتقبل بسهولة كل ما يسوقه الاستبداد إليهيمكن أن نقول أن التحدي الأول التي تواجهه الأمة العربية من قواها العاملة والمنتجة ومثقفيها هو كفية  استرجاع حريتها ومقدرتها على الاختيار أولا..إن ضرب الحلقة الأولى في سلسة التخلف العربي يكون بمواجهة ظاهرة «الاستبداد السياسي» السبب الأول والرئيسي لكل المآسي التي تعانيها الأمة العربية. إن أي حديث عن التغيير والاصلاح في الوطن العربي لن يكتب له النجاح مالم يكن مدخله القضاء على الاستبداد الذي ولد كل  مظاهر الفساد والافساد التي استثرت في واقعنا العربي. إن التقدم العربي لن يكون إلا على اساس  نشر قيم الحرية والعدالة.. إن أول خطوة للقوميين وهم يدعون إلى تحرير الأرض العربية من قبضة القوى الغازية ، والارادة العربية من أسر الدوائر الأجنبية  هو أن يكونوا في مواجهة قوى الاستبداد في الأقاليم العربية التي نقول أنها مستقلة لأن الاستبداد هو الحليف الموضوعي  لقوى الهيمنة الأجنبية…. www.almacira.com

الاحزاب السياسية العربية


محمد كريشان 18/11/2009 كلام لمسؤول مصري يكاد يتكرر على أكثر من لسان في أكثر من دولة عربية رغم اختلاف المعطيات: يقول مصطفى الفقي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري إن الأحزاب السياسية في بلاده في غالبيتها’ أحزاب مصطنعة وفوقية وأحزاب تقوم على أساس أشخاص’، مضيفا أن الحياة الحزبية المصرية كانت وستظل دائما ضعيفة، معتبرا أن ‘هذه الأحزاب باتت راضية بوضعيتها وتقبل بأن تعمل في إطار من الديكور السياسي ليس إلا’. وأكد الفقي في لقاء مع قناة ‘دريم’ المصرية الخاصة أمس الأول أن الإخوان المسلمين لا يمثلون قوة ضاغطة حقيقية في البرلمان المصري، وأن الأصوات الثمانية والثمانين التي حصلوا عليها في مجلس الشعب ليست سوى أصوات عقابية للحكومة على سوء أدائها وتراجع الخدمات، مضيفا أن ‘الإسلاميين يستخدمون الديمقراطية الغربية ويرضون بها فقط كسلم للوصول للسلطة مما يعكس حجم الانتهازية السياسية التي تحكم سلوكياتهم’. كما شدد الفقي على أن الرئيس حسني مبارك يعتبر ‘ضمانة للاستقرار في مصر’، بيد أنه عاب عليه تفويته بعض الفرص التاريخية التي كانت مناسبة لإحلال بعض الإصلاحات الضرورية في البلاد. ومع أن بعض الدول العربية لا تخلو من مثل هذا المنطق على لسان أكثر من مسؤول إلا أنه يسجل للفقي، على الأقل، أنه لم يستثن الحزب الوطني الحاكم من تقييمه القاسي للأحزاب في بلاده، والذي أرجع جزءا كبيرا منه على ما سماه ‘التفاف المواطن المصري تاريخيا حول السلطة’، كما أنه لم يتردد في صياغة بعض الملاحظات الحذرة عن رئيس الدولة الذي وصفه كذلك بأنه ‘لا يؤمن بسياسة الصدمات الكهربائية والقرارات العنيفة’. كثيرا ما يتقدم عدد من المسؤولين العرب، خاصة في معرض التعليق على نتائج انتخابات برلمانية ما والفوز الساحق للحزب الحاكم، ليقولوا تقريبا ما معناه ما ذنبنا إن كنا حزبا شعبيا كبيرا وكانت بقية الأحزاب ضعيفة مهزوزة؟!! وليمضوا من هناك مباشرة إلى انتقاد الإسلاميين لديهم سياسة ونوايا. عمليا هذا يعني أنك تعاير من ارتضى الدخول معك في تنافس انتخابي بأنه ضعيف، أما القوي فأنت لا تقبل به لأنك لديك عليه كذا وكذا من الملاحظات التي تبرر الإقصاء. النتيجة أنك، كحزب حاكم، لا تقبل المنازلات الانتخابية إلا مع من أمنت ضعفهم أما من تخشى قوتهم فأنت كفيل بخلق مبررات إزاحتهم وجيهة كانت أم مفتعلة. هنا السلطة هي من تفرض قواعد اللعبة التي تريد وبالتالي فهي تسخـّف الحياة السياسية والحزبية لتبقى لها الصدارة الدائمة ثم تتقدم متبرمة من هذا الواقع حتى تكاد ترثي لحالها أو تعزيها لبقاء هيمنتها مكرهة!! من ناحية أخرى، لا يقدم رئيس الدولة وهو عادة رئيس الحزب الحاكم، إلا على أنه ‘القائد الضرورة’ بشكل يعني أن البلاد بدونه لا تساوي شيئا وأن هذه البلاد باتت عاقرا على إنجاب من يوازيه ناهيك عن من يفوقه مكانة وكفاءة. المفارقة أن هذا كله يجري وسط حديث لا يتوقف عن ‘دولة القانون والمؤسسات’ التي تعني بداهة أن أركان الدولة وأعمدة النظام السياسي أقوى من الأشخاص مهما كانوا. وطالما استمر حديث السياسيين في بلادنا العربية عن حزب حاكم لا يقهر وقائد ملهم لا يبلى فإن هذا القدر المحتوم لا يعني شيئا آخر غير موت الحياة السياسية التي تقوم بداهة على صراع أفكار وبرامج يجري دوريا فحصها وامتحانها عبر انتخابات حرة ونزيهة. أما الوصول لانتخابات بعد أن يكون الحزب الحاكم قد أحكم قبلها قبضته على دوائر الدولة جميعها وعلى كل منظمات البلاد ونقاباتها وجمعياتها، الحكومية منها وغير الحكومية، فهو ضحك واضح على الذقون. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  18 نوفمبر 2009)

 

الإصلاح والفرصة الضائعة

   


عبدالسلام المسدّي  حين انطلقت في تونس أشغال قمة الملوك والرؤساء العرب السادسة عشرة (22 – 23 مايو 2004) بعد أن تأجلت سبعة أسابيع عن موعدها الأول كان كثير من آمال مؤتمر الإسكندرية حول قضايا الإصلاح العربي الذي انعقد قبيْل موعدها الأول قد تبخرت. كان واضحاً أن فكرة الإصلاح أثقلُ من أن تتحمّلها النفوس السياسيّة في واقعنا العربي لا سيما إذا اقترنت بصيغة أمْريّة جازمة، سواءٌ وفدت من الخارج أو انبثقت من الداخل، فنحوَ الخارج كان الرد الذي أجمعت عليه رموز السياسة الرسمية أننا بلدان ذات سيادة، ونحوَ الداخل أن لبلداننا خصوصيّات وهي التي تحدد طبيعة الإصلاح ونسقه، ولا مجال لوصفة جاهزة. والذي زاد في حساسيّة السياسيّين العرب صدورُ التصورات والحلول من المجتمع المدني، وفكرةُ المجتمع المدني نفسُها لم تنضَج بعدُ عربيّا، بل إن واقعنا العربي هو الذي لم ينضج بعدُ لاستساغتها والاعتراف بها. ومهما قلّبت بين الأوطان فلن تعثر على موطئ ترى فيه انسيابا في العلاقة بين السلطة وما يسمى بالمنظمات غير الحكومية. لذلك تقول إن الأشراط الأوليّة الدنيا لقيام الديمقراطية السياسية على الشكل الأمثل لم تتحقق بعدُ. وكانت اللغة على موعد لتستوعب -لفائدتها وعلى حسابها في آن واحد- الجدلَ السياسي العميق تحت غطاء البحث عن الأبلغ والأفصح والأرشق، وهكذا تحوّل الهمّ التاريخي الأكبر من مسمّيات القضايا إلى أسمائها، وكم يعاني واقعنا العربي من تلك الاهتزازات النفسيّة الشائعة بيننا حتى الآن، والتي هبط بها علينا هدير سيول التاريخ المتجمّعة تطفو على سطحها الرّغى البيضاءُ: فكم نرى صاحبَ الأمر يخطب حول المعضلات، وبمجرّد أن تفيض قريحته بالصياغة البليغة في التصريح بها، وفي تشخيصها، ثم في رسم خريطة علاجها، حتى يبتسم انتشاءً، وتعلوَ وجهَه ملامحُ البِشر، وقد يبادر أهل الولاء بامتداحه فيتلقى التهانيَ معضودة بالدعاء الزكيّ: «لا فُضَّ فوك». وكأن في اللغة سحراً إذا وَعدت أنجزت، وإذا قالت فعلت. منذ البداية كان على الخِوان شرطٌ مبدئي وهو الاستغناء عن لفظ الإصلاح رغم تعلق بعض الدول به وفي مقدمتهم: البلدُ المستضيف تونس، ومصرُ التي اصطحبت معها وثيقة الإسكندرية بعد أن تولى رئيسُها افتتاحَ مؤتمر الإصلاح العربي وتثمينَ جهود المجتمع المدني في الوطن العربي قاطبة. وقدّم الأشقاء السعوديون بديلا لكلمة الإصلاح، إذ كان الحوار اللطيف الناعم دائراً حول الدالّ لا حول المدلول، لأن المدلول مسكوت عنه بافتراض أن أمره محسوم لدى الجميع، ودلالته في الضمائر والنفوس أوضح من أن يُختلَف عليها! كان البديل المقترح هو لفظ التغيير، وهو لفظ عريق، أثيرٌ في القلوب، ولم أعجَبْ في حياتي من شيء كما عجبت من تواتر استشهاد الناس والسياسيين خاصة بالآية الكريمة (إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم: الرعد 11) وهي تحكي صدى الآية (ذلك بأن الله لم يكُ مغيّراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم: الأنفال 53). والجميع يسوقونها في معرض الحث على تغيير حال الضعف والهوان إلى حال القوة والسّؤدد عن طريق العمل الكادّ والسعي الدؤوب، وهم يغفلون عن أن التغيير في أصل اللغة خروجٌ من الحال الطبيعية إلى الحال المغايرة، أي مغادرة الوضع السويّ إلى غير السويّ، لأن الغير والغيرية من الدلالات المنبوذة لما تحمله من معانٍ قدحية، وبهذا المعنى تحديداً جاءت الآية الكريمة إذ جاءت تقص قصة الأقوام الذين تجبّروا وظلموا (كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله فأخذهم الله بذنوبهم) الأنفال 52. لم تكن هذه الدقائق في الخطاب والرقائق في الشروح من هموم المحفل السياسي الأعلى إبان إعداد قمة الملوك والرؤساء، ولكن همسة أخرى جاءت تومئ أن لفظ التغيير غيرُ ملائم، فلفظ التغيير كرّسته أدبيات الخطاب الرسمي في البلد المستضيف للدلالة على النقلة التاريخية التي حدثت في (7 نوفمبر 1987) عندما وُضع حدّ لدولة الاستقلال الأولى وقد شاخت بعد شبابها المتأنق، واهترأت بعد شموخها الوقاد، ووصلت بالبلاد إلى مأزق حادّ جعلها على حافة فتنة ملتهبة، فانبعثت دولة الاستقلال الثانية، وسُمّيت دولة التغيير، وسُمّيَ تاريخها تاريخ التغيير. وقد خفيت هذه اللطائف على الأشقاء السعوديين، وكان ذلك غريبا منهم لما عُرفوا به من حنكة مكتومة بالغة. عندئذ جيء بالبديل الأنسب وهو العهد، وتم إعداد ما سُمّي بوثيقة العهد، والعهد لفظ أثيل، ناصع، شفيف، مُستلهَم من النص القرآني المعجِز، وليس يوجد أصفى منه وأخلصُ كي نؤدّيَ به المعنى الذي نستعمل له جميعا مصطلحَ الالتزام، ومن أبرز دلالاته المضمَرة وظلاله الموحية: (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً) الإسراء 34. وتمخضت عن القمة العربية السادسة عشرة ثلاثة أشياء: إعلان، ووثيقة، وبيان، الإعلان سمّي إعلان تونس، والوثيقة سُميت وثيقة العهد والوفاق والتضامن، والبيان سُمّي بياناً بشأن مسيرة التطوير والتحديث في الوطن العربي، وفي الأثناء تم تجاهل وثيقة الإسكندرية تجاهلا مطلقا، تلك التي صيغت كي تجسّم –ربما لأول مرة– تآزراً تاماً بين المجتمع المدني والقائمين على مصير الوطن العربي. وتقرأ النصوص الثلاثة فترى يقينا أن اللغة على لسان القادة تركَب مركبا صعبا، إنها تتقاطر خجلا وإعياءً، كأن على أكتافها أحمالا تريد أن تلقيَها أرضا وتمرّ: (استمرار الجهود وتكثيفها لمواصلة مسيرة التطوير في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية تحقيقا لتقدم المجتمعات العربية النابع من إرادتها الحرة بما يتفق مع قيمها ومفاهيمها الثقافية والدينية والحضارية وظروف كل دولة وإمكانيّاتها). وغير عسير عليك –إن شئت أن تتسلى– أن تشرح هذا النص فتخرج لك منه لآلئ الفِكَر وجواهر الرؤى فتسعد أيما سعادة، وأن تشرحه دون عسف في التأويل فلا تظفر منه إلا بسرابٍ كلما دنوتَ منه نأى عنك. فإن أخذك الكد وأضناك التملّي فتستعْجَب كيف استساغ الحريصون جدا على طهارة اللغة ونقاء ألفاظها باسم الصفاء الأجلّ أن يقبلوا لفظ التطوير وهو مستحدَث، مولَّد لم ينطق به الأوائل على صيغة الفعل أصلاً، وكيف استساغوا عبارة التحديث وهي قرينة الحداثة، والحداثة –في رأي السلف– بدعة وكل بدعة ضلالة… ولك أن تعيد قراءة تلك النصوص وقد تبيّنت الآن بعد مضي كل هذه الأعوام ألا أحد من القادة العرب اتخذ يوماً باسم الإصلاح السياسي قراراً وقال إنه به ينفذ وصايا القمة. ولكنك ستستمتع ببعض مفاصل الخطاب، وتستطيب ترتيلَها لأنها تدغدغ لديك غريزة الحُلم: (تعميق أسس الديمقراطية والشورى، وتوسيع المشاركة في المجال السياسي والشأن العام وفي صنع القرار في إطار سيادة القانون، وتحقيق العدالة والمساواة بين المواطنين، واحترام حقوق الإنسان وحريّة التعبير وفقا لما جاء في مختلف العهود والمواثيق الدولية والميثاق العربي لحقوق الإنسان، وضمان استقلال القضاء، بما يدعم دور مكوّنات المجتمع كافة بما فيها المنظمات غير الحكومية، ويعزز مشاركة فئات الشعب كافة، رجالا ونساء، في الحياة العامة ترسيخا لمقومات المواطنة في الوطن العربي). وبصرف النظر عما يقتضيه الالتزام بمقتضيات الواقع العربي وحيثيات خصوصياته، وعمّا يَحُف بتقويمنا لمنجَز بيت العرب من تفهّم ورضا، أو من احتراز وتشكك، فإن معيارا قويا يندفع أمام ناظرنا ولا مجال للاختلاف في أمره، وهو أن حصيلة القمة لم تقدّم رداً تاريخياً مقنعاً تواجَه به مبادرة الإدارة الأميركية المتعلقة بالشرق الأوسط الكبير كفضاء (جيو- سياسي) وبالتالي (جيو- استراتيجي) يتطلب نشر الديمقراطية. ومِن عبث التاريخ أن هناك –مِن غير العرب– مَن سيتصدى لمشروع الشرق الأوسط الكبير.  (المصدر: صحيفة العرب ( يومية – قطر)  بتاريخ 18 نوفمبر 2009 )

السيّد عماد الدّين الحمروني : ابق معتنيا بتحبير برقيات الثناء للسلطة  أحسن

 


شذّ السيّد عماد الدّين الحمروني عن عادته المقزّزة التي دأب عليها في تونس نيوز و المتمثّلة في تحبير  برقيات و بيانات التهنئة و التبريك للسلطة في تونس من باب التزلّف و التقيّة بمناسبة و بغير مناسبة ليكتب مقالا رديئا حول مسألة الهويّة الفرنسيّة بين الحجاب و النقاب كاشفا عن درجة مفزعة من التخلّف و الجهل متوهّما  أنّه يقارع العلمانيّة في فرنسا و ينتصر لما سمّاه الإسلام المحمّدي الأصيل و هو الإسم الحركي للتشيّع الصفوي الذي يعتبر عماد الحمروني أحد أبواقه في تونس و خلط في هذا المقال بين عديد القضايا و المفاهيم ليخلص في زبدة حديثه إلى أنّ من أسلم المجتمع و دافع عن حضور الإسلام في بلد العلمانيّة و الثورة الفرنسيّة هو إسلام الخميني و جهود المسلمين الشيعة و من شوّه الإسلام و تآمر عليه هو الإسلام الوهابي و الخليجي و عملائه من المثقفين المرتزقة المخدوعين الذين عدّد منهم محمد أركون و طارق رمضان و محمّد الشرفي و الصدّيقي (و أظنه يقصد يوسف الصدّيق) في تجنّي مجاني على اجتهادات هؤلاء المتنوّرين الذين أسهموا في عرض بعضا من الحقيقة المستنيرة و التقدّميّة للإسلام بعيدا عن خزعبلات نظريّة الولي الفقيه و شطحات السلفيّة المتحجّرة الوهابيّة . هذا ما يكشف البعد الاستقطابي لمقال الحمروني في باب الاصطفاف إلى المعسكر الإيراني في مقابل المعسكر السعودي و إسهامه من باب « الذود » عن قلعة الإسلام الأصيل في تلميع الخلفيّات الرجعيّة لحكّام إيران  الذين يحكمون بسلطة تيوقراطيّة مغرقة في  الاستبداد و انتهاك الحريّات التي انكشفت عورتها على إثر الانتخابات الرئاسيّة الأخيرة و ما ظهر للعالم من وحشيّة و ساديّة ذلك النظام تجاه مواطنيه المعارضين و لعلّ آخر مهازلها إعدام الناشط الكردي حسانيان رغم مناشدات الهيئات الحقوقيّة العالميّة بعدم تنفيذ ذلك الحكم . ليس هذا الحديث في السياق الاستقطابي ذاته بل إنّ النظام الرجعي العميل في السعوديّة لا يقلّ بشاعة و تخلّفا عن غريمه الإيراني فهما يتنافسان على  توظيف الإسلام في خدمة أغراضهما السياسيّة و الحفاظ على عرشيهما  في بوادر استفاقة عقلانيّة و لا نقول علمانيّة للشعوب التي اكتشفت زيف هذه النظم العابثة باسم الدّين و المشوّهة لقداسته بما تقترفه من خيانات و جرائم في حق شعوبها فإيران تسعى لامتلاك السلاح النووي  و تترك خمسة ملايين من شعبها يعيش تحت خطّ الفقر بل و ترفع الدّعم عن المواد الضروريّة  لأجل تنفيذ حلمها الإمبراطوري  أمّا السعوديّة فإنّ أمراءها  غير مقصّرين في تبديد ثروة الأجيال القادمة  من مواطنيها        و القصص الخياليّة عن تبديد تلك الثروة لا تكاد تنقطع يوما واحدا فضلا عن إغراق السّاحة الإعلاميّة و الفنيّة في مستنقع من الرداءة  و التمييع الذي تسعى لتلميعه من خلال قنوات اللّحى المتدليّة …لذلك لا يمكن للحمروني أن يعرّفنا من هم المسلمين الصادقين  لأنّه يغرّد داخل نفس السّرب القروسطي  فقط نذكّره أنّ إمامه الخميني كان يقيم  في باريس قبل « الثورة » و لم نسمع أنّه خلال تلك الإقامة أخرج مظاهرة تدافع عن الحجاب أو النقاب أو سمع له صوتا يناصر قضايا الشعوب التي كانت تضطهدهم فرنسا الاستعماريّة  كما أنّ أوّل رئيس لجمهوريّته الإسلاميّة  أبو الحسن بني صدر يقيم إلى اليوم في باريس و لم نشاهده حتّى من باب إسلاميّته الإصلاحيّة يتكلّم في موضوع الحجاب أو النقاب  كما أن ّ الحجاب يفهم الدّفاع عنه شيعيا و إيرانيا أمّا النقاب فهو حسب علمي  خاصيّة سلفيّة  وهابيّة و إلاّ لماذا لا نرى المنقّبات في شوارع طهران   بل لماذا لا نرى مذيعات قناة المنار أو العالم  أو الكوثر مثلا  يرتدين هذا الزيّ المختلف عليه شرعيا ؟؟؟ يقول السيّد الحمروني في مقاله ما نصّه : « وقع زلزال عظيم في فرنسا مازالت آثاره بارزة إلى اليوم ، فقد إهتزّ بيت العلمانيّة من القواعد! و تعرّت حقيقة الثّقافة الغربيّة وسقطت جميع إدّعاأتها.إنقسم أبناء الجمهورية العلمانية و دبّ الخلاف بينهم، فمنهم من ساند قرار الطّرد على خلفيّة أن الحجاب رمز ديني قوي ومس بحقوق المرأة و مخالف للمواطنة        و يضر بالعقد الإجتماعي و منهم من عارض القرار، معتبرا أنّه يمسّ بالحريّة الفردية و بحق التّعليم لكلّ مواطن خصوصا الشّباب و على الدّولة قبول كلّ الطلاّب بدون تمييزعرقي أو ديني و أنّ المدرسة العلمانيّة قادرة على إحتواء هذه الظاهرة. بعد جدل طويل أسقط مجلس الدّولة قرار الطّرد وأعتبره مخالف للدّستور و سمح للفتيات المسلمات العودة إلى المدرسة بالحجاب، إنّه نصر عظيم حقّقه المسلمون في ذلك العام » ليت السيّد الحمروني يعلمنا ما إذا كان حصل في جمهوريّته الإسلاميّة الإيرانيّة حدثا واحدا يشابه الجدل الذي سرد لنا حيثياته حول الحجاب في فرنسا حول أيّ قضيّة خلافيّة داخل معسكر المتديّنين و الشيعة منهم بالتحديد ؟ أليست صحف الإصلاحيين تغلق بالعشرات ؟ أليسوا يسجنون و يعذّبون ؟ أليس السنّة في إيران مقموعون  و محرومون من بناء مسجد لهم في طهران ؟  و عليه لماذا ينسب قرار مجلس الدّولة الفرنسي حول الحجاب إلى قوّة ضغط الإسلام المحمّدي الأصيل و ليس إلى ديمقراطيّة القرار و نزاهة القضاة الذين حكّموا دستورهم الذي لا يقمع مواطنا بسبب عقيدته الدينيّة  هذا دون إعطاء صكّ أبيض للفرنسيين في باب احترام الحريّات و الديمقراطيّة لكن على الأقل هم أبعد بأشواط عن ممارسات نظام الملالي الظلامي. و آخر سؤال أطرحه على الأخ الحمروني الغيور على نقاوة الإسلام المحمّدي الأصيل في  جانبه الشكلي المتمثل في الحجاب و النقاب  لماذا لا يتوجّه برسالة كتلك البارع في كتابتها إلى السلطات التونسيّة ليدعوها  و يضغط عليها كما ضغط الخميني على الفرنسيين لتتوقف حملات الملاحقة للمحجّبات في تونس   و يلغى المنشور 108 المانع صراحة للزيّ الطائفي و عشرات المذكّرات الوزاريّة التي تبعث في مفتتح كل سنة دراسيّة لتجرّم الحجاب و اللحية ؟؟ رغم أنّني شخصيا  لا أعتقد في ارتباط الحجاب بالأمر الدّيني بقدر ارتباطه بالحريّة الشخصيّة  أم أنّ البطولات سهلة خارج الحدود ؟؟؟
عمر الفاروق

تحيا فرنسا..يحيا الاستعمار


السيّد أحمد الاينوبلي الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الوحدوي تجاوز كلّ الخطوط الحمراء بدعوته فرنسا إلى الاعتذار للشعب التونسي عن سنوات الاحتلال وما اقترفته السلطة الاستعمارية آنذاك من جرائم في حقّ المواطنين التونسيين في كفاحهم من أجل الاستقلال. ولو كان السيّد أحمد الاينوبلي مواطنا عاديّا لطالبت فورا بالكشف عن مداركه العقلية لكنّه مسؤول أوّل عن حزب سياسيّ ورجل قانون لذا فدعوته نكران للجميل لدولة عظمى لم تتركنا خارج التاريخ فجاءت بعساكرها وشبابها وعصاباتها ذات يوم لتسكن بيوتنا وتزرع أرضنا وتعلمنا وتطبّبنا حتى نصبح مواطنين متحضرين يستحقون الحياة. السيّد أحمد الاينوبلي أخطأ مرتين..المرّة الأولى حين طالب فرنسا بالاعتذار والثاني حين أصرّ على دعوته. والخطأ الثاني يجعلني أخشى على الرّجل من تنتصب له محكمة دولية تبحث عن معاقل الانحراف في عقله وتتهمّه في سياق تحقيقاتها بتشجيع الهجرة غير السريّة ومساندة ودعم الكورسك. شخصيّا تابعت الجدل الذّي أعقب دعوة السيّد أحمد الاينوبلي وقرأت جلّ التعليقات واستنتجت أنّنا مجتمع يحتاج إلى بناء مدارس خاصة لعدد لا يستهان به من نخبه ليتعلموا قيم الجدل الديمقراطي. ولا أدّعي أنّني ديمقراطيّ جدّا لكن على الأقلّ أحترم الرأي الآخر وإن كنت أختلف معه. وأريد أن أسجلّ ملاحظات جوهريّة لأني لست بصدد كتابة مقال أو دراسة إنّما هي مجرّد خواطر. 1ـ هل أنّ إحترام الرأي الآخر يدفع البعض ممن أتعبوا أذننا بمسيرتهم الديمقراطية بالتّهجم الشخصي على الاينوبلي بوصفه مواطنا تونسيّا قبل أن يكون مسؤولا سياسيّا أوّل في حزب معارض. 2ـ ما علاقة النسبة التي تحصّل عليها السيد الاينوبلي في الانتخابات الرئاسية بدعوته فرنسا إلى الاعتذار عن فترة استعمارها لبلادنا ودفع تعويضات مالية لكلّ مواطن قمعته السلطة الاستعمارية آنذاك. 3ـ أليس الاستعمار في القيم الديمقراطية سلبا للحريّة والإرادة والحقّ في الحياة. 4ـ لِمَ يسعى أغلب الذين رفضوا دعوة الاتحاد الوحدوي الديمقراطي إلى إيهامنا بأنّهم وحدهم من يملكون الحقيقة ويصنّفون أنفسهم ضمن « الديمقراطيين الحقيقيين » وغيرهم هم مجرّد « ديكور ». أليس هذا أبشع وجه الاستبداد؟ 5ـ ألم تعتذر إيطاليا عن فترة استعمارها لليبيا.. أولم تعتذر أستراليا الحديثة للسكان الأصليين لهذه القارة فالاعتذار ليس بدعة. لا أدري صراحة لماذا انتفض البعض دفاعا عن فرنسا ولولا بقية حياء لهتفوا (تحيا فرنسا..يحيا الاستعمار) وإن كنت غير متأكدّ أنّهم لم يفعلوا ذلك بعد. قد لا أوافق السيّد أحمد الاينوبلي في وصفه للبعض بالحركيين الجدد ولكنّي لا أختلف معه في أنّ فرنسا باتت قاعدة خلفية للذين لا يعترضون على تكرار النموذج العراقي في دولهم. شخصيّا أعبّر عن دعمي لموقف السيّد أحمد الاينوبلي وموقف كلّ مواطن في دعوة فرنسا وغيرها من الدّول إلى وقف تدخلها في الشأن الداخلي لأيّ دولة مستقلة ففرنسا ليست جنّة ديمقراطية لمن يعتقد ذلك. شوقي بن سالم إعلامي وناشط سياسي

الف جندي سوداني لتأمين ‘معركة المونديال’ ومنع احداث عنف دموية بين الجزائريين والمصريين


18/11/2009 الخرطوم ـ ‘القدس العربي’ – من كمال حسن بخيت: ازدحم مطار الخرطوم امس وامس الاول بالطائرات المدنية والحربية التي تحمل الاف المشجعين من الجزائر ومصر استعدادا للمباراة الفاصلة بين الفريقين مساء اليوم باستاد المريخ بأمدرمان العاصمة الوطنية للسودان. وقد اكمل الفريقان استعداداتهما للمباراة، وشهدت شوارع الخرطوم تجمعات متعددة لانصار الفريقين الذين حضروا امس وامس الاول بطائرات نقلتهم من الجزائر والقاهرة بلغت اكثر من عشر طائرات من الجزائر واربعين من القاهرة حتى مساء امس، بينما حضر بعض من المشجعين المصريين برا. وكانت حافلة المنتخب المصري تعرضت للرشق بالحجارة بعد انتهاء التدريب الخاص بالفريق على ملعب فريق الهلال السوداني. واستدعت البعثة مراقب المباراة لمعاينة الحافلة، كما قدمت له ولممثل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) شكوى حول الحادثة. من ناحية أخرى أعلنت الحكومة الجزائرية في بيان إرسالها 200 طبيب وعناصر من الدفاع المدني والشرطة إلى السودان للتكفل بـ10 آلاف مشجع جزائري بدأوا يتوافدون منذ أمس على الخرطوم لحضور تلك المباراة. وذكر بيان أن السلطات الجزائرية أقامت مخيما خاصا لاستقبال المشجعين الجزائريين في الخرطوم، وأشار إلى أنها اتخذت الإجراءات اللازمة لنقل نحو 500 مشجع جزائري لا يزالون في القاهرة إلى السودان. وامر الرئيس الجزائري بوضع طائرات النقل العسكرية بتصرف المشجعين (..). وأكدت الحكومة استعدادها لاستعمال طائرات الجيش لنقل المشجعين، مشيرة إلى أن تذاكر المباراة سيتم شراؤها من طرف سفارة الجزائر في السودان لتسلم بعدها إلى المشجعين الجزائريين. من جانبه أمر وزير الطيران المدني المصري أحمد شفيق بزيادة الجسر الجوي لنقل المشجعين المصريين إلى الخرطوم إلى 40 طائرة بدلا من 25 لاستيعاب الراغبين في المشاركة في مؤازرة المنتخب المصري. وعلمت ‘القدس العربي’ ان السلطات السودانية اتخذت اجراءات مشددة لمنع حدوث اي احتكاك بين مشجعي منتخبي مصر والجزائر عقب مباراتهما المرتقبة اليوم. وتقرر توسيع حرم ستاد نادي المريخ الذي ستقام فيه المباراة، اذ ستقام بوبات الدخول على بعد ثلاثة كيلومترات، على ان تشكل الجماهير السودانية حائطا بشريا بين الجمهورين المصري والجزائري في بوابات الدخول البالغ عددها، 16 بوابة. وبالنسبة لما بعد المباراة تقرر ان يكون هناك ثلاث ساعات فارقا بين مغادرة الجمهورين، وسيعتمد ترتيب الخروج على نتيجة المبارة. وقالت مصادر ان هناك قلقا حقيقيا من تفجر العنف بعد المباراة ، اذ قام مشجعون جزائريون بمحاصرة الفندق الذي يقيم فيه اعلاميون مصريون، ما منعهم من الخروج لاداء عملهم. وقال شهود ان الجزائريين بدوا اكثر انتشارا في الخرطوم، بعد الجسر الجوي الذي اقامته الحكومة الجزائرية. واشارت انباء الى وقوع جريح مصري امس اثر اعتداء من مشجع جزائري بالقرب من السفارة المصرية بالخرطوم. واعربت مصادر امنية عن مخاوفها من ان الوضع الامني قد يخرج عن السيطرة مع وجود نحو ثلاثين الف جزائري مشجع بالخرطوم، وسط توتر بالغ، ورغبة بعضهم المعلنة في ‘اخذ الثأر’ من المصريين. وبالامس التقى الرئيس عمر البشير برؤساء وأعضاء البعثتين الإداريتين للمنتخبين المصري والجزائري لكرة القدم. فيما كشفت ولاية الخرطوم عن جملة من التدابير لإجراء مباراة مصر والجزائر اليوم عبر خطة أمنية، ورفع درجة الاستعداد القصوى للقوات النظامية بمشاركة (15) ألف جندي. وقال د. عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم في مؤتمر صحافي بشرطة الولاية أمس حول خطة تأمين المباراة، إن الرئيس عمر البشير وجه بالاستعداد الجيد للمباراة، وقال إن اللجنة الأمنية لها حق التصرف في (15) ألف جندي من الشرطة والجيش والامن. وأضاف: أعلنا درجة الاستعداد القصوى تحسباً لأي طارئ، وتابع: تلقينا توجيهات صريحة من الرئيس عمر البشير بالاستعداد الجيد لتأمين المباراة، وتسهيل مهام البعثات واللاعبين.وأكد الخضر اكتمال الاستعدادات كافة خاصة الادارية، وزاد: ان اجراءات الهجرة تجاوزت فيها السلطات المختصة الإجراءات التقليدية في الدخول والخروج لبعثات الفريقين. وبمبادرة من وزارة الشباب والرياضة الجزائرية من المتوقع ان يصل عدد من قدامى لاعبي المنتخب الجزائري لكرة القدم إلى الخرطوم لتشجيع منتخب بلادهم في المواجهة الفاصلة مع نظيره المصري اليوم. وسيقوم الوفد الذي يضم لاعبين من جيلي الثمانينيات والتسعينيات بتوزيع حقائب تحوي مؤنا على المشجعين الجزائريين الموجودين في الخرطوم. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  18 نوفمبر 2009)

ابكوا على العرب ..!


عبد الله الشيخي هكذا نحن العرب لم ندع كلمة عسكرية، ولا مصطلحاً حربياً إلا استخدمناه، ولكن أين؟، للأسف في منافساتنا الرياضية، وكأننا ندخل حرباً مع العدو!. بهذا الأسلوب العسكري، استقبل العالم مباراة القاهرة بين مصر والجزائر، وانتهت المباراة ـ وليست المعركة ـ، وحقق أبناء حسن شحاته مبتغاهم منها، ولم يفقد أبناء رابح سعدان الفرصة!. لكن الحرب ما زالت قائمة ـ كما يصورها الجانبان، والتعبئة في الطرفين لم يشهد التاريخ القريب لها نظيراً، وهو مايعطي انطباعاً سيئاً على أننا لا نستطيع التحكم في أعصابنا عند المواقف الصعبة!. لم يحدث هذا فقط على مستوى الإعلام مشاهد ومقروء، فقد سقط الإعلام في البلدين سقوطاً ذريعاً، وتعدى ذلك إلى بعض الشخصيات الرياضية الكبيرة في البلدين الشقيقين!. تمنيت قبل مباراة المنتخبين الأخيرة، لو أن طرفاً آخر في المباراة كان منتخباً غير عربي، حتى نتحد كلنا كعرب، ونقف خلف المنتخب العربي. ما رأيناه، ونراه الآن لا يمكن أن يتخيله العقل، خاصة أنه يحدث بسبب مباراة كرة قدم بين منتخبين عربيين، تتطلب وجود العقل والحكمة، واحترام المنافس، ورفع شعار الروح الرياضية. صحيح أن الحدث كبير، وأن التنافس على بطاقة الصعود لكأس العالم، وهذا حلم كل منتخبات الدنيا، ولكن المطلوب فريق واحد فقط، وكان باستطاعتهما أن يصلا معاً، لو أنهما أظهرا هذه الشجاعة من الأدوار السابقة. أمام كل هذا الضجيج، قررت أن أكون في مباراة اليوم الفاصلة مشجعاً محايداً، رغم أنني تعاطفت أثناء التصفيات مع المنتخب المصري، وهذا أمر طبيعي جداً، كونه كان يمر بمنعطف طرق، فإن فاز المنتخب الجزائري اليوم، فهو جدير، وإن تمكن المنتخب المصري من تأكيد فوزه السابق، فهو أيضاً جدير، والنتيجة في النهاية أننا كعرب أصبح لنا ممثل في النهائيات. ما يجب أن نبكي عليه، هو حال منتخباتنا العربية ـ في آسيا وإفريقيا ـ، فربما كان مونديال 2010، هو أسوأ مونديال يمر على الكرة العربية، منذ نهائيات كأس العالم عام 1978 في المكسيك. اسألوا عن تونس، والسعودية، والمغرب، والعراق، وابحثوا في أسباب غيابهم عن هذا الحدث العالمي الكبير، وتحسروا على البحرين التي عاندها الحظ للمرة الثانية، حتى منتخبنا العربي الوحيد يقف في طريقه فريق عربي آخر. كرات بينية * فكرة إقامة مباراتين للمنتخب مع منتخب زائر فكرة جيدة، لكنني مازلت أرى أن بعض العناصر الموجودة في المنتخب لا تخدم التوجه العام الذي نتطلع إليه، والهدف الذي نريد تحقيقه، وهو إعداد منتخب شاب لمونديال 2014. * اعتذار مدرب فريق الأهلي، الأرجنتيني جوستافو ألفارو عن الاستمرار، ربما يكون في صالح الفريق، الذي لم تظهر عليه بصمة مدربه الذي كلف كثيراً، ومن المهم الآن البحث عن مدرب معروف، وأنصح الإدارة الأهلاوية بالمدرسة الأوروبية « إيطاليا، فرنسا، البرتغال ». (المصدر:العربية نت بتاريخ 18 نوفمبر 2009)

فضيحة دبلوماسية عربية

عبد الباري عطوان 18/11/2009 كشف برنامج وثائقي بثته القناة التلفزيونية الانكليزية الرابعة ان اللوبي الاسرائيلي استطاع تجنيد نصف وزراء حكومة الظل في حزب المحافظين البريطانيين لخدمة المصالح الاسرائيلية والدفاع عن سياساتها، وذلك من خلال دفع تبرعات وصلت في مجملها الى عشرة ملايين جنيه استرليني. حزب المحافظين البريطاني يتفوق بأكثر من عشرين نقطة على حزب العمال الحاكم في استطلاعات الرأي، وبات في حكم المؤكد فوزه في الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في شهر ايار (مايو) المقبل كحد أقصى، مما يعني ان انصار اسرائيل في حكومة الظل هم الذين سيسيطرون على الحكومة، ويوجهون دفة سياساتها ضد العرب بشكل خاص، والمسلمين بشكل عام. هذا الكشف التلفزيوني الخطير المدعّم بالأرقام والوثائق، يؤكد حقيقتين اساسيتين، الاولى تتعلق باحتقار السياسيين البريطانيين للعرب والاستخفاف بهم، رغم الخدمات الجليلة التي قدمها ويقدمها العرب كحكومات وشركات، لبريطانيا ومصالحها السياسية والاقتصادية، والثانية تتعلق بفشل الدبلوماسية العربية، بل وانعدام وجودها، ناهيك عن تأثيرها، رغم الرهط الكبير من الدبلوماسيين العرب والسفارات العربية الفارهة في العواصم الغربية. الدبلوماسيون العرب في معظمهم مشغولون بكل شيء ،الا القضايا المتعلقة بواجباتهم، مثل استقبال زوجات وابناء الزعماء والاسر الحاكمة، وكلها اسر حاكمة هذه الايام، يتساوى فيها الجمهوريون والملكيون، وترتيب جولات التسوق والترفيه وحركة التنقلات. ومن المفارقة ان معظم هؤلاء السفراء يعينون في العواصم الغربية اما بهدف العلاج او الراحة، او الابعاد. السفارات العربية في بريطانيا تقيم سنوياً عشرات حفلات الاستقبال، تدعو اليها آلاف الشخصيات والقيادات البرلمانية والاقتصادية البريطانية، وتدفع عشرات الملايين من الجنيهات الاسترلينية لدعم اعمال خيرية ومؤسسات بريطانية، ومع ذلك تنجح جمعية اسرائيلية في بزّ هؤلاء جميعاً، وتجنيد معظم النواب واللوردات البريطانيين في خدمة السياسات العدوانية الاسرائيلية. نتلقى في هذه الصحيفة، مثل غيرنا، عشرات البيانات الصحافية شهرياً من هذه السفارة العربية او تلك، مزينة بصور سعادة السفير وحرمه وهما يستقبلان الوزراء والنواب واللوردات البريطانيين اثناء حفل الاستقبال الذي نظمه سعادته بمناسبة العيد الوطني لبلاده، لنكتشف بعد ذلك ان معظم هؤلاء هم من المجندين لمصلحة اللوبي الاسرائيلي. ‘ ‘ ‘ نذهب الى ما هو اكثر من ذلك ونشير الى جود المئات من اللوردات واعضاء مجلس النواب يعملون كمستشارين لدى حكومات وسفارات وشركات عربية، مقابل رواتب خيالية، ثم نُصدم عندما نرى اسماء هؤلاء، او معظمهم، تتصدر قوائم اللوبي الاسرائيلي في بريطانيا. هذا دليل على اننا فاشلون، منافقون، سذج، نفتقر الى الجدية والمنهج العلمي والاخلاقي لخدمة قضايانا، بل اننا لا نريد اصلاً تحرير الاراضي المحتلة والمقدسات العربية والاسلامية. الحكومات العربية قدمت، وما زالت تقدم، خدمات غير عادية للغرب، وبريطانيا على وجه الخصوص، نشتري اسلحتهم، ونقدم لشركاتهم العقود التجارية المغرية، ونستثمر مئات الآلاف من المليارات في عقاراتهم وشركاتهم، ونخرج اقتصادياتهم من عثراتها بشراء السندات، وخلق الوظائف للعاطلين، ومع ذلك يهرع سياسيوهم الى اسرائيل، مقدمين لها كل الطاعة والولاء، ويتآمرون ضدنا، ويصوتون في الامم المتحدة والمحافل الدولية ضد قضايانا العادلة. حزب المحافظين هذا الذي يتجند نصف وزراء حكومة ظله في خدمة اللوبي الاسرائيلي، مدين للعرب ،والمملكة العربية السعودية بالذات، ببقائه في الحكم لأكثر من عشرين عاماً، فلولا صفقة اليمامة للاسلحة التي وقعتها السعودية مع السيدة مارغريت ثاتشر زعيمته في الثمانينات، وبلغت قيمتها 75 مليار دولار في حينها (حوالى 200 مليار دولار بمقاييس اليوم) لما استطاعت المرأة الحديدية اخراج الاقتصاد البريطاني من ازمته الطاحنة التي اطاحت بحكومة جيمس كالاهان العمالية، وجاءت بالمحافظين الى سدة الحكم. ورثة السيدة ثاتشر في الحزب ينسون كل هذه الخدمات وينحازون الى اسرائيل ويعملون في خدمة مصالحها، وهي الدولة التي اُدينت، ومن خلال تقرير لقاض يهودي صهيوني، بارتكاب جرائم حرب ضد الانسانية اثناء عدوانها الاخير على قطاع غزة. العيب ليس في هؤلاء النواب واللوردات فقط، وانما فينا نحن كعرب، الذين تحولنا الى اضحوكة في العالم، بسبب هذه الانظمة الفاسدة، ودبلوماسييها الفاشلين عديمي الضمير الوطني والاخلاقي. هذه الانظمة الفاسدة التي حولتنا الى مهزلة في العالم بأسره، هي المسؤولة عن حالة الانهيار التي نعيشها حالياً على المستويات كافة، وهي التي خلقت الفراغ الاستراتيجي الحالي الذي سارعت الى ملئه قوى غير عربية. في الماضي القريب كنا اسرى مفهوم خاطئ يقول ان اللوبي اليهودي المؤيد لاسرائيل يجلس على قمة امبراطوريتين هائلتين، مكّنتاه من توظيف العالم الغربي في خدمة اسرائيل ومصالحها، الاولى مالية، والثانية اعلامية، لنكتشف متأخرين ، كعادتنا، ان هذه كذبة كبرى. فنحن الآن نملك صناديق سيادية مستثمرة في الغرب تبلغ قيمتها اكثر من ثلاثة تريليونات دولار، وتتدفق الى خزائننا عوائد نفطية تصل الى 800 مليار دولار سنوياً، ونستطيع شراء شركات العالم وصحفه وتلفزيوناته جميعاً، ومع ذلك تنجح جمعية لوبي اسرائيلي في بريطانيا بتجنيد غالبية النواب البريطانيين بأقل من عشرة ملايين جنيه. ‘ ‘ ‘ اشترينا انديه كروية بريطانية ولاعبين بمئات الملايين من الجنيهات. ولم نترك عقاراً فخماً إلاّ وهرعنا لضمه الى امبراطورياتنا المالية، وفتحنا اراضينا وقواعدنا الجوية والبحرية والبرية، وما زلنا، للطائرات والدبابات والسفن الحربية البريطانية والامريكية لغزو بلد عربي (العراق)، وآخر اسلامي (افغانستان)، وشاركنا بفاعلية في الحرب على الارهاب، ووفرنا الحماية بذلك للمواطنين والشوارع في بريطانيا، ومع ذلك نتلقى الصفعات من السياسيين والحكام البريطانيين، بينما يحصد الاسرائيليون المنافع والتأييد والمساندة لممارساتهم العدوانية ومجازرهم في حق اهلنا واشقائنا. نقول لليبيين والسعوديين والخليجيين والجزائريين، وكل العرب الذين يفتحون بلادهم على مصارعها امام الشركات الغربية، دون شروط او قيود، ‘كفى’ لقد طفح الكيل. آن الأوان ان نخاطب هؤلاء بلغة المصالح.. آن الأوان ان نكون جديين، نعرف كيف نخدم قضايانا، وان نفرض احترامنا. لقد مللنا من لعب دور المغفل، وقرقنا من كوننا اضحوكة. اما السفراء العرب في بريطانيا فنقول لهم ان كشف المحطة التلفزيونية الرابعة المذكور هو ‘وصمة عار’ في سجلاتهم وتاريخهم، ودليل دامغ على فشلهم وعجزهم، رغم مئات الملايين التي ينفقونها، من عرق البسطاء الجوعى، على حفلاتهم الباذخة تحت مسمى خدمة العرب والمسلمين. كلمة اخيرة للنواب البريطانيين المسجلين على قوائم اللوبي الاسرائيلي، والمحافظين منهم على وجه الخصوص، وهي ان شراءهم بهذه المبالغ الرخيصة والتافهة، وانخراطهم في خدمة دولة عدوانية مارقة، هو الذي يؤدي، الى جانب اسباب اخرى، الى ازدهار تنظيمات متشددة مثل القاعدة، وتهديد مصالح بريطانيا وامن مواطنيها في الداخل والخارج. (المصدر: صحيفة « القدس العربي » (يومية – لندن) الصادرة يوم  18 نوفمبر 2009)

قاضي الإرهاب الفرنسي الشهير في لقاء خاص مع « الإسلاميون.نت »

جون لوي بروغيير: لا حوار مع القاعدة ومراجعات الجهاديين « تكتيك »! الإسلاميون لا يملكون شخصيات محورية  


هادي يحمد 18-11-2009 جون لوي بروغيير إذا كان « أسامة بن لادن » المطلوب الأول لأجهزة الاستخبارات الغربية فإن « جون لو بروغيير » -وكما يتندر البعض- هو « المطلوب الأول للجهاديين في العالم » ففي « مكتب » في الدائرة الثامنة من العاصمة الفرنسية باريس استقبلنا قاضي فرنسا الأشهر « جون لوي بروغيير » أو « صائد الإرهابيين » كما يسمونه بمناسبة صدور كتابه « ما لم أستطع قوله » (Ce que je n’ai pas pu dire) وهو الكتاب الذي لخص فيه ثلاثين سنة من العمل كرئيس الجهاز القضائي المكلف بمكافحة الإرهاب بفرنسا. بنظراته الحادة واعتداد مبني على معرفة دقيقة بتفاصيل الحركات الجهادية في العالم لم يتردد « بروغيير » في القول إنه « لا يصدق مراجعات بعض الجماعات الجهادية وتخليهم على العنف ».. معتبرا أنه مجرد « تكتيك » وفي هذا الحوار الخاص مع موقع « إسلاميون.نت » يكشف عن سر ما يعتبره « استثناء فرنسيًّا في تجنب العمليات الإرهابية »؛ بالرغم من تأكيده الدائم بالاحتمال القائم لتعرض فرنسا لهجمات، كما يعرج « بروغيير » على ملفات الحرب على الإرهاب في من الجزائر والباكستان وأفغانستان. وفي ما يلي الحوار كاملا مع « جون لوي بروغيير »: * تقولون إنه ليس من الصدفة أن لا تقع عمليات إرهابية بفرنسا منذ سنة 1996 ( تاريخ آخر تفجير في محطة مترو في باريس ) فما تسمونه « بالاستثناء الفرنسي » مقارنة بغيرها من الدول الغربية هو نتيجة ماذا تحديدا بحسب رأيك؟ – الأكيد أنه نتيجة يقظة كبيرة ونشاط حرفي من قبل الأجهزة الأمنية الفرنسية منذ حوالي خمسة وعشرين سنة وحتى قبل صعود تنظيم القاعدة على مسرح الأحداث وهي يقظة بدأت منذ بداية الحرب الباردة والتي قامت فيها العديد من المنظمات الفلسطينية آنذاك باستهداف الأراضي الفرنسية كالتفجيرات التي قام بها تنظيم « فتح – المجلس الثوري بقيادة أبو نضال » (عملية الحي اليهودي « ري دي روزي » سنة 1982) وغيرها من العمليات.     قائد تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وسط مقاتليه بعد سقوط حائط برلين دخلنا في مشكل آخر في فرنسا وهو الأحداث الجزائرية الدامية وظهور (GIA) « الجيا » (الجماعة الإسلامية المسلحة في الجزائر) وواكبنا الأخطار المتأتية طوال السنوات الأخيرة مع تغيير عناوين التنظيم الذي تحول اليوم (تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي)، (AQMI والذي مر بمرحلة سمي فيها « بالجماعة السلفية للدعوة والقتال » GSPC). ولكن مع بداية سنوات التسعينيات كان الأمر مختلفًا، وكانت الجيا هي ممثل التيار السلفي الراديكالي الجهادي وكانت لها نفس إيديولوجيا القاعدة اليوم في المناداة بالخلافة العالمية والجهاد العالمي وغيرها من الشعارات الأخرى، ويجب أن أذكر هنا أن أيمن الظواهري الذي كان في ذلك الوقت أمير الجماعة الإسلامية المصرية ثم أصبح اليوم الرقم الثاني في تنظيم القاعدة كان في زمن الجيا على اتصال مباشر بقيادات الجهاد العالمي في العاصمة البريطانية لندن آنذاك، من أمثال « أبو قتادة » و »أبو حمزة ».. والجيا الجزائرية كما يجب أن نتذكر أنه مع صعود العنف الإسلامي في الجزائر بين سنتي 1993 – 1994 كان لنا نفس الظاهرة في مصر وكانت هذه الجماعات تستهدف آنذاك إما قوات الأمن وإما السياح، ويجب ألاّ ننسى أنه في تلك الفترة أي سنة 1993 تحديدا حدث الهجوم الأول بالمتفجرات على برج التجارة العالمي في نيويورك. وفي هذا الجو كنا نحن في قلب المعركة وخاصة أننا لا زلنا محط تهديدات عديدة وتعرض مواطنونا إلى عمليات اغتيال في الخارج وفي نهاية سنة 1994 (25 ديسمبر تحديدا) وقع تحويل طائرة للخطوط الجوية الفرنسية في رحلتها بين الجزائر وباريس من قبل عناصر تابعة لجمال زيتوني (قائد الجيا في ذلك الوقت) ولقد توصلت تحقيقاتنا (عن طريق وثائق وجدت في شقة تابعة لأحد عناصر الجيا في لندن) إلى أن مشروع تحويل هذه الطائرة وخطفها كان يستهدف استعمالها في عملية انتحارية فوق باريس أي أن فكرة استعمال الطائرات كسلاح ولدت قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر بحوالي عشرة سنوات. واكبت من قريب عملية خطف الطائرة التي أحبطتها القوات الفرنسية الخاصة في مطار مرسيليا ثم عرفنا بعدها بسنة سلسلة التفجيرات الإرهابية الدامية التي ارتكبتها الجماعة الإسلامية المسلحة ما بين يوليو وأكتوبر 2005 ثم تلتها بسنة الهجوم الذي وقع في محطة مترو 1996 وهو آخر هجوم وقع في فرنسا في مثل هذا الأجواء عملنا؛ أي في ما أسميه بفترة  » سنوات الرصاص ». وبشكل عام ومنذ تلك الفترة التي هزت فرنسا عملنا بجهود أمنية وبمكتب قضائي مضاد للإرهاب كنت أقوده من أجل استباق التهديدات والتحرك ضدها في الوقت المناسب بطرق قانونية ضد كل الأشخاص الذين لهم علاقة بالإرهاب سواء من الناحية اللوجستية او العملياتية، وقمنا بجهود من أجل متابعة كل الخلايا الناشئة أو التي كانت بصدد التشكل وإحباط عملها في المهد وحتى في مرحلة التفكير أحيانا قبل التحرك، وهذا ما جعلنا نوقف العديد من الأشخاص الذين كانت لهم نوايا أو مبادرات ميدانية من أجل القيام بأعمال ما، وربما كانت أبرز قضية تبرز هذا المجهود الاستباقي هي إحباط العمليات الإرهابية التي كانت تستهدف تفجير كاتدرائية ستراسبورج سنة 2000، والتي نسقنا فيها الجهود مع البلجيكيين والألمان وتمكنا من إيقاف الخلية التي كانت قاب قوسين من تنفيذ عمليتها، وهي مجموعة كانت لها علاقة « بالجماعة السلفية للدعوة والقتال » التي خلفت « الجيا » (الجماعة الإسلامية المسلحة)، وكان من ضمن أفرادها أشخاص ينتمون إلى جماعات جهادية دولية أخرى. اتساع نواة العنف * رغم استقرار الأوضاع في الوقت الحالي تواصلون التحذير من مغبة وقوع عمليات إرهابية بفرنسا وتقولون إن احتمال تعرض فرنسا إلى تفجيرات إرهابية « أمر محتمل جدا », إلى ماذا تستندون في تسريب مثل هذه التحذيرات؟ – التهديد في رأيي يبقى قائما لأسباب عدة؛ أولها أن الوضعية الباكستانية – الأفغانية التي تزداد كل يوم تدهورا وخاصة في منطقة القبائل وباكستان بشكل عام ونلاحظ أن نواة العنف اتسعت وهناك جماعات لا تتردد في تصدير هذا العنف إلى مناطق أخرى (عملية بومباي والحدود الإيرانية) في إطار ما أطلقوا عليه « الجهاد العالمي »، كما نتابع في الوقت الحالي تطور بعض الجماعات الجهادية في آسيا الوسطى وخاصة في أوزباكستان، ولنا أدلة على ارتباطات بين عناصر معينة في هذه الجماعات مع عناصر أخرى في أوروبا وفي المغرب العربي مع « تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي » (AQMI) وكذلك « الجماعة الإسلامية المقاتلة في ليبيا » (GISL) و »الجماعة الإسلامية المقاتلة في المغرب » (GISM) وتطور عمل هذه المجموعات التي تمددت من أجل هز استقرار منطقة الساحل ومنطقة الصحراء جنوب الجزائر والتي أصبح فيها تنظيم « القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي » بمثابة ممثل القاعدة الرئيسي في المنطقة، وتمدد التنظيم جنوبا في اتجاه مالي وموريتانيا، وهذه الأخيرة أصبحت المعقل الثاني للتنظيم في المغرب العربي بعد الجزائر، وبنفس منطق هذه الجماعات في الانتشار جنوبا والقيام بعمليات في منطقة ما تحت الصحراء فإنها تبحث منذ مدة عن استعادة سيناريو 1995 من أجل نقل العنف إلى شمال المتوسط وتحديدا إلى فرنسا ومحاولة توجيه رسائل إلى « خلايا نائمة »، والتي يمكن أن تكون موجودة في بلادنا أو في البلاد الأوروبية التي تجاورنا. *ولكن تنظيما مثل « القاعدة في البلاد المغرب الإسلامي » يواجه في الوقت الحالي صعوبات كبيرة في الجزائر أمام الضربات الموجعة التي يوجهها له الجيش الجزائري، وهو بالنسبة للعديد من المراقبين يعيش مرحلة نضوب في قدرته على التجنيد في صفوف الشباب الجزائري.. هل باستطاعته فعلا أن يقوم بتجنيد أفراد له في فرنسا أو يعاود إحياء خلاياه النائمة؟! – نعم هذا واقع التنظيم إلى حد ما في الجزائر، ولكنه يمكنه بشكل ما ومن أجل الخروج من حالة الانسداد هذه تحريك « خلايا نائمة » في مكان ما في بلادنا وحتى الاتصال بناشطين مستعدين لعمل أمر ما أو أشخاص بعيدين عن المراقبة الأمنية من أجل تحريكهم للقيام بعمليات معينة لصالح هذه المنظمة. * عندما تتحدثون عن عملية توسع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في منطقة الساحل جنوب الصحراء الكبرى وخاصة تجاه مالي والتشاد هل تعتقدون أن نشطاء القاعدة قادرون على تجنيد المسلمين الأفارقة وخاصة لما نعلمه من طبيعة « الإسلامي الإفريقي » التقليدي من ابتعاد عن كل ما هو حركي وعنيف بعكس الإسلام الأفغاني والباكستاني الذي يبدو أكثر قابلية لذلك؟ – قولك وجيه إلى حد ما ولكن الواقع يثبت أن موريتانيا التي تنتمي إلى منطقة الساحل تعيش حالة تجنيد كبيرة في صفوف تنظيم القاعدة، ويجب أن نشير إلى أنه من هذه المنطقة خرجت علينا عناصر شديدة التشدد، من أمثال مفتي تنظيم القاعدة الموريتاني (أبو أنس الموريتاني) ونعلم أن القواعد الصحراوية المورتانية أصبحت حامية لظهر القاعدة في الجزائر والكثير من عناصر القاعدة الجزائرية يتحركون بسهولة في الصحراء الموريتانية. * بخصوص تنظيم « القاعدة » الجزائري والجماعات المغاربية المرتبطة به أو التي تتبنى نفس أفكاره, ما رأيكم في المراجعات التي أعلنت عنها العديد الحركات الجهادية وأذكر بالخصوص « الجماعة الإسلامية » و »الجهاد » في مصر و »الجماعة الليبية المقاتلة » وبعض السلفيين الجهاديين في المغرب؟    أعضاء من الجماعة المقاتلة بعد الإفراج عنهم – أعتقد أن كل ما تقول به هذه الحركات هو مجرد « تكتيك » ينطلق من مبدأ الانحناء للعاصفة حتى تمر العاصفة كما يقال؛ فلدينا معلومات أكيدة تقول إن « الجماعة الليبية المقاتلة » (التي أجرت مراجعاتها وأطلق أفرادها من السجون الليبية) على سبيل المثال منخرطة بشكل كبير في المعركة التي يخوضها تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في الجزائر، ووصلتنا معلومات تقول بأن المقاتلين الليبيين فكروا لكثرة عددهم في تنظيم القاعدة في تكوين جماعة أو « فيلق » خاص بهم ضمن قاعدة الجزائر والصحراء، كما نجد في القيادات العليا للقاعدة الجزائرية قيادات تنتمي إلى « الجماعة الليبية المقاتلة ». مستقبل الظاهرة الجهادية * تحددون الخطر الأكبر وربما مستقبل الظاهرة الجهادية الإسلامية في منطقة الباكستان – أفغانستان فكيف ترون الوضع الآن في هذه المنطقة؟ – هذا هو المعقل الكبير في الوقت الحالي ونلاحظ أن الخلايا الأوروبية وفي مناطق أخرى قد عاودت تحركاتها من أجل الاتجاه إلى هذه المنطقة للتطوع بعد أن كان العراق في وقت سابق قبلة هؤلاء، وفي الساحة الباكستانية وبحسب معلوماتنا التي ترجع إلى سنة 2002 والتي تكررت في سنتي 2004 و2006 أن المشكل أن هناك أسلحة ومعدات للجيش الباكستاني وصلت إلى أيادي الإرهابيين، وهذا يطرح أكثر من سؤال حول بعض أدوار بعض المسئولين في الجيش الباكستاني، وهو أمر لاحظناه بالرجوع إلى فترة « الجنرال برويز مشرف » (الرئيس الباكستاني السابق) الذي قام بلعبة مزدوجة؛ فقد أعطى الانطباع للأمريكيين أنه يشتغل لصالحهم في إطار حربهم على الإرهاب، ولكن من جهة أخرى كان يدعم الأحزاب الأصولية والعديد من المنظمات الأخرى، وخاصة إتاحة المجال لعناصر معينة في الجيش من أجل التواصل مع العناصر المتطرفة والقاعدة في منطقة القبائل.. وجرى التواصل مع هؤلاء عن طريق ما يسمى « التضامن القبلي الباشتوني »، وخاصة لقرب العديد من قيادات الجيش الباشتونية مع زعماء هذه القبائل المتمردة المنتمين إلى نفس العشيرة الباشتونية، وبحسب المعلومات التي نملكها فإن أقساما عديدة من الجيش قدمت مساعدتها لطالبان باكستان باسم التضامن القبلي، والسؤال المطروح اليوم هو: هل هذه الوضعية ما زالت قائمة حتى بعد رحيل مشرف؟. * وماذا بالنسبة للوضعية في أفغانستان؟ – أعتقد أن المشكل ليس عسكريا فقط ولكنه أيضا سياسي ويجب التفريق في رأيي بين الوضع الأفغاني والوضع الباكستاني في مقاومة الإرهاب؛ لأن شرعية « حامد كرزاي » في أفغانستان أصبحت محل شك، ووقع الاحتجاج على الانتخابات، ولا نملك بالتوازي الرجل القوي في البلاد، وما يتحكم في البلاد هم قادة الحرب القدماء، بالتوازي مع استشراء الفساد كثيرا.. والقاعدة وطالبان تنتعشان من هذا الواقع الأليم؛ أما عسكريا فيبدو أن الأمريكيين أنفسهم واعون بصعوبة مهمتهم، وبالتالي يجب الوصول إلى إعادة بناء الدولة وإعطاء أمل للأفغان؛ لأننا يجب ألاّ ننسى أن القوى الغربية والأمريكية تعتبر في نظر المواطنين قوى احتلال، وهو الأمر الذي توظفه حركة طالبان جيدا. * وماذا عن المطلوب رقم واحد في العالم أسامة بن لادن.. هل تعتقد أنه ما يزال على قيد الحياة؟ – أعتقد ذلك, ليس لدي معلومات معينة, ولكن من المرجح أن يكون في منطقة القبائل الباكستانية, والمعلومات في هذا الملف لا تعطى هكذا!. * لنفترض جدلا أنه تم القبض على بن لادن وعرض للتحقيق أمامكم ما السؤال الذي يشغلك حول هذا الرجل؟    أسامة بن لادن والظواهري – ليس هناك سؤال محدد هناك العديد من الأسئلة؛ ولكن السؤال الأهم ربما هو ما الذي جعل قضية اختفائه وعدم القبض عليه تدوم كل هذا الوقت وهل يتمتع بدعم ما يمنع من القبض عليه!! * هل تلمحون إلى إمكانية تمتعه بحماية أطراف أو دول معينة؟! – نعم.. من جماعات معينة وربما من أطراف نافذة وكل الاحتمالات قائمة, فلا يمكن أن يواصل اختفاءه طوال هذه المدة هكذا دون أن يكون متمتعا بتضامن ومساعدة قوية!. * من بين المئات من الإسلاميين الذين استجوبتهم هل هناك شخصية أثارت انتباهك أكثر من غيرها؟ – لا.. هل تعلم أن مشكل الإسلاميين أنهم لا يملكون شخصيات محورية وليس هناك قادة مركزيون ويتحركون بمنطق الجماعة والقطيع, وكل شخص فيهم يملك مؤهلات عادية ويكررون شخصيات بعضهم البعض وليس هناك شخصية مميزة على غيرها؛ طبعا هناك شخص أذكي من شخص آخر، ولكن في العموم فهم لا يملكون التميز الفردي. مشكلات العالم الإسلامي وظاهرة العنف * من خلال مئات الملفات التي أشرفت عليها في مواجهة الجماعات الإسلامية.. ما العوامل والمبررات التي تدفع شابًّا مسلما إلى الانزلاق نحو العنف والقيام بعمليات إرهابية؟ – طبعا هذا السؤال يتعلق بالإجابة على سؤال المرور إلى « الراديكالية » وبشكل عام وفي الأوساط الإسلامية ليس هناك طريق واحد يؤدي إلى الراديكالية، ولكنها طرق متعددة تتعلق أغلبها بالتجربة الفردية، طبعا هناك الدوافع الخارجية، فالحرب على العراق كانت حافزا خارجيا والمشكل الإسرائيلي – الفلسطيني وهو مشكل قديم غير أن مشكل العراق ظل الملف الأبرز عن طريق المغامرة الخاطئة التي قام بها جورج بوش. * الباحث الفرنسي « فرنسوا بورغا » يقول كما يقول العديد من الباحثين في الإسلاميات بأن جزءًا من معالجة مشكلة التشدد الإسلامي والعنف يأتي من حل مشاكل العالم الإسلامي وخاصة القضية الفلسطينية؟ – لا أعتقد ذلك.. نعم ربما سيسهل عملية إقناع الشباب بالعدول عن الإرهاب، ولكنه لن يوقفه؛ فلا شك أن أوضاع الشرق الأوسط زاد من عمق مشكلة الإرهاب، ولكنها لم تخلقه، وأنا لا أوافق هذا التوجه الذي يقول بأن حل مشكل الإرهاب يأتي من حل القضية الفلسطينية الإسرائيلية؛ فهذه القضية وقع توظيفها من قبل بروبجندا القاعدة لا أكثر ولا أقل، فهؤلاء لهم عقيدة اسمها « الجهاد العالمي » تهدف إلى تغيير العالم وإجباره على الخضوع لمعتقداتهم الخاطئة. * وماذا تقول للذين يقولون بأنه يجب التفاوض مع القاعدة وطالبان؟ – طالبان في أفغانستان شيء والقاعدة شيء آخر.. لا يمكن أن تتفاوض مع شخص هدفه الأساسي هو تحطيمك. صحفي تونسي مقيم بباريس.  

شركة فرنسية تستعد لاستئناف رحلاتها السياحية الى صحراء موريتانيا

نواكشوط (رويترز) – قالت شركة بوينت أفريك الفرنسية للرحلات السياحية يوم الثلاثاء إنها ستستأنف تسيير رحلات طيران عارض أسبوعية الى مدينة اطار الصحراوية الموريتانية بعد عام من توقفها نتيجة مخاوف أمنية. وستبدأ الرحلات من باريس الى اطار في ديسمبر كانون الاول بعد انتهاء التدريب لتحديد المناطق الامنة في موريتانيا حيث شن مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة هجمات. وأعلن مسلحون اسلاميون مسؤوليتهم عن قتل أربعة سياح فرنسيين في أواخر عام 2007 ثم عن قطع رؤوس جنود دورية موريتانية في سبتمبر أيلول 2008. ولا تزال فرنسا تنصح رعاياها بتوخي أقصى درجات الحذر عند زيارة موريتانيا. وقال فيليب فريوند الذي أنشأ ويدير شركة بوينت افريك « سيكون هناك تدريب على الاجراءات الضرورية لضمان أمن السياح – ما ينبغي البحث عنه وما الخطوات التي ينبغي اتخاذها في حالة حدوث شيء غير طبيعي. » وتراجع تدفق السياح الفرنسيين على موريتانيا بعد أحداث قتل السياح في ديسمبر 2007 وعلقت الشركة في مارس من العام الماضي رحلاتها الى أطار في شمال موريتانيا والتي تمثل قاعدة لزيارة القرى الصحراوية في تلك المنطقة. وتلقت موريتانيا وهي احدى عدة دول بغرب أفريقيا شن فيها مسلحو تنظيم القاعدة هجمات ضد الاجانب وقوات الامن المحلية مساعدة من الولايات المتحدة لمكافحة الارهاب حتى وقع انقلاب العام الماضي ادى الى وقف المساعدات. ولكن زعيم الانقلاب الجنرال محمد ولد عبد العزيز تعهد بالابقاء على الضغط على الاسلاميين وفاز منذ ذلك الحين بانتخابات وهو ما مهد الطريق امام الدول المانحة لتأييد النظام. وقال وزير السياحة الموريتاني بمب ولد درمان ان الحجوزات تبدو جيدة بالفعل وان معدلات التشغيل « لن تكون مثل العام الماضي بأي حال ». ولكن وزارة الخارجية الفرنسية مازالت تنصح مواطنيها في موريتانيا بالتزام أقصى درجات الحذر وتحثهم على تجنب السفر الى أماكن نائية أو البقاء بها. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 17 نوفمبر 2009)

أمريكا: جناح القاعدة في أفريقيا أقل خطورة على أوروبا

واشنطن (رويترز) – قال مسؤول امريكي في مجال مكافحة الارهاب ان احتمالات قيام جناح القاعدة في شمال أفريقيا بشن هجمات على أوروبا هي الان أقل ترجيحا بسبب الضغط الذي تمارسه قوات الامن الجزائرية على التنظيم. لكن دانييل بنجامين منسق مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية الامريكية صرح بأن المتشددين صعدوا من عملياتهم في منطقة شاسعة بأفريقيا تعرف باسم حزام الساحل وهو شريط الى الجنوب مباشرة من منطقة الصحراء الكبرى. وصرح بنجامين بأن بعض شركاء واشنطن المقربين في أوروبا في مكافحة الارهاب أعربوا عن قلقهم من ان يتمكن المتشددون الذين يعملون تحت لواء تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي من وضع خلايا لهم في أوروبا وشن هجمات هناك. وقال بنجامين للجنة فرعية في مجلس الشيوخ الامريكي مختصة بالعلاقات الخارجية « نحن نرى الان ان احتمال مثل هذا التوسيع في نطاق العمليات في المدى القريب أقل ترجيحا عما كان منذ بضع سنوات مضت. « وهذا يرجع بدرجة كبيرة الى الضغط الذي تتعرض له الجماعة في الجزائر. » وأضاف بنجامين ان قوات الامن في الجزائر نجحت نسبيا في احتواء وتهميش خلايا تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي في شمال شرق البلاد من خلال تفكيك خلايا المتطرفين وتعطيل عملياتهم. وقال بنجامين لاعضاء لجنة مجلس الشيوخ انه الى الجنوب في مناطق مثل موريتانيا ومالي والنيجر زاد التنظيم الاسلامي المتشدد من هجماته في السنوات القليلة الماضية ومنها هجمات استهدفت مواطني الدول الغربية. وفي العام الحالي قتل التنظيم رهينة بريطاني خطف من على الحدود بين مالي والنيجر في تحول الى العنف بدلا من تكتيك سابق كان يقوم على عمليات خطف واطلاق سراح الرهائن بعد الحصول على فدى. وقال بنجامين انه على الرغم من ان المتشددين يشكلون خطرا مستمرا على الغربيين الا انهم لا يستطيعون ان يشكلوا خطرا حقيقيا على الحكومات او على الاستقرار الاقليمي ومن غير المرجح ان يلقوا تأييدا ذا شأن من السكان المحليين. وقال جوني كارسون مساعد وزيرة الخارجية الامريكية لاعضاء مجلس الشيوخ ان على الولايات المتحدة ان تواصل القيام بدور داعم لا دور قيادي في مكافحة الارهاب في تلك المنطقة. وأضاف كارسون « يجب الا نسعى لتولي مسؤولية هذا الامر. هذا لا يخصنا واذا فعلنا.. فذلك يمكن ان يكون له عواقب سلبية على مصالح الولايات المتحدة على المدى البعيد. » وصرح بأن المساعدات الامريكية توجه في الاساس من خلال برنامج الشراكة في مكافحة الارهاب عبر الصحراء. (المصدر: وكالة رويترز للأنباء بتاريخ 17 نوفمبر 2009)

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.