الأربعاء، 18 فبراير 2009

Home – Accueil

TUNISNEWS

8 ème année, N 3193 du 18 .02 .2009

 archives : www.tunisnews.net


الطلبة المضربون عن الطعام يوميات الإضراب والصمود (1-2-3-4-5-6-7)

حــرية و إنـصاف:أخبار الحريات في تونس

محمد العيادي : شكرا لكم جميعا : اصدقاء وبيروقراطية نقابية وسلطة

كلمة:الحجب يطال مدونتي المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية

مجموعة من النقابيين من قفصة: رسالة مفتوحة إلى الأخ الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل

السبيل أونلاين : والدة الشاب علاء الدين الحرباوي قلقة على مصير ابنها

الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان فرع توزر ـ نفطة: بـــــيــــــان

بيان الاتحاد الديمقراطي الوحدوي في ذكرى تأسيس اتحاد المغرب العربي

يو بي أي: حزب تونسي معارض يحمل القادة المغاربة مسؤولية تفويت فرصة ترسيخ بناء إتحاد المغرب العربي

كلمة:بن علي يطالب بتجاوز عقبات الوحدة المغاربية ويحمّل المسؤولية لغيره

صابر التونسي في القديد المالح:اتحاد المغرب العربي ولد مشوّها ونشأ معوّقا

هيومان رايتس ووتش:التقرير العالمي 2008: التظاهر بالديمقراطية يقوض الحقوق

كلمة:ملة العلاقات العامة متواصلة… »اتصالات تونس » الأكثر انفتاحا

الحوار.نت :كلمة حرّة :إستكملت الدولة في تونس شروط التقهقر الثلاثة

صلاح الدين الجورشي: تونس: بداية مُـتـجـهـّمـة لسنة سياسية غير عادية

كلمة:في تونس..الاعتقال لمن يطالب بوقف الاعتقال

كلمة:لجنة عسكرية تقرّر تمديد احتجاز تونسي في غوانتنامو

 زياد الهاني: أيها الأعزاء:أصحاب مدونة »صحفي تونسي »

الحزب الديمقراطي التقدمي:دعـــــــــــــــــــــوة

الحبيب فريعة:توضيــــــــــــــــــــــــــــــح نورالدين الهاشمي:توضيــــــــــــــــــــــح خالد الكريشي:إرهــــــــــــــــــــــاب الدولة

د. منصف المرزوقي يشارك في برنامج حواري بقناة فرنسا 24

موقع الشيخ راشد الغنوشي : تقرير مصور لنشاط الشيخ راشد الغنوشي في مؤتمر  » غزة النصر  » في مدينة اسطنبول

الصباح:إيطاليا:1200 مهاجر غير شرعي على لائحة الترحيل الإيطالية.. والبداية بـ 500 مرحّل قبل موفى مارس

الصباح:ندوة الإعلام الديني وتحديات العصر: صورة الإسلام والمسلمين في «مرايا» وسائل الإعلام والاتصال الغربية

الصباح:وزير السياحة: الموسم السياحي لسنة 2008 حقق نتائج قياسية على كل المستويات

يو بي أي:تفاقم عجز الميزان التجاري التونسي بنسبة 47.3% خلال يناير الماضي

محمد كريشان:هوغــــــــــــو تشافيـــــــــــــــــــــز

عبد السلام المسدّي : التلفزيون واختزال التاريخ

منير شفيق:منير شفيق يكتب: بعد قطاع غزة.. فتح ملف الضفة الغربية

   عبد الباري عطوان:ترهيب المسلمين في بريطانيا

درور غلوبرمان:العنصرية الجديـــــــــــــــــــــــدة

عبد الله الطحاوي :تحرير محمد عبده من قارئيه

محمد علي الحسيني:لماذا العـــــــــــــــروبة أولا؟

الحياة : مساجد سنية وشيعية تكسر حاجز الفصل المناطقي وتعاود نشاطها قبل إعادة إعمار ما دُمر منها

عبدالله الأشعل:ثلاث قراءات عربية للثورة الايرانية


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe Windows (

(To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


قائمة الموقعين على مبادرة حق العودة  http://www.manfiyoun.net/list.html الرجاء من المقتنعين بهذه المبادرة إرسال الاسم وبلد الإقامة وسنة الخروج من تونس على البريد الالكتروني للمبادرة:


الطلبة المضربون عن الطعام
يوميات الإضراب والصمود
(4-3-2-1)

اليو الأول 11/02/2009

 
اليوم الأول من الإضراب على الطعام الذي يخوضه خمسة طلبة من أجل حقهم في الرجوع إلى مقاعد الدراسة بعد طردهم على خلفية نشاطهم النقابي بمقر الإتحاد العام لطلبة تونس محاصرة المقر: أعداد كبيرة من أعوان البوليس بالزي المدني مرابطة بشارع نابلس أين مقر الإتحاد لتسجيل كل كبيرة وصغيرة وكل حركة خارجية يقوم بها المناضلون. كما تم غلق البوابة الصغيرة الرابطة بين مأوى السيارات بشارع نابلس وشارع جان جوراس والتي كانت تمثل طريقا مختصرة للوافدين على المقر والقادمين من اتجاه وسط العاصمة وذلك تسهيلا لمهمة أعوان الأمن الصحافة متضامنة: عبر مجموعة من الصحافيين عن تعاطفهم مع المضربين عن الطعام من خلال حضورهم بالمقر وتسجيلهم لكلمات المساندة. وقد حضر كل من اسكندر العلواني عن جريدة الوطن وسفيان الشورابي عن جريدة الطريق الجديد ونزهة العلبوشي عن راديو6 كما حضر وفد عن جريدة الموقف ووفد آخر عن جريدة مواطنون تجاوز عدد الممضين على العريضة الوطنية في اليوم الأول أكثر من 120 إمضاء عبرت منظمة النساء الديمقراطيات عن تضامنها ومساندتها للمضربين ومطالبهم من خلال حضور الأستاذة سندس قربوج كممثلة عن المنظمة  أجواء مقر الإضراب: أجواؤ احتفالية يعيشها مقر الإتحاد منذ بداية الإعتصام والإضراب عن الطعام. عدد الطلبة المساندين يرتفع يوميا وأجواء احتفالية أثثها المناضلون من خلال رفع الشعارات وترديد الأغاني الملتزمة ومساندة الرفاق المضربين برفع معنوياتهم. كما أثرى الرفاق التحرك بتأثيث المقر بالملصقات والشعارات والبيانات المساندة وتم تخصيص كراس من الحجم الكبير لكتابة كلمات موجهة للمضربين لشحذ معنوياتهم ولتدوين هذه الذكرى النضالية تحركات بالأجزاء الجامعية لمساندة المضربين كلية الحقوق والعلوم السياسية بتونس: شهدت الكلية في اليوم الأول اعتصاما وإضرابا عاما عبر فيه مناضلو الجزء عن استنكارهم لكل ممارسات السلطة في حصارها للنشاط النفابي ومحاولات تقويض القاعدة الشعبية للإتحاد العام لطلبة تونس المعهد العالي للعلوم الإنسانية « ابن شرف » تونس: شهد المعهد حضورا طلابيا غفيرا لتأثيث فعاليات حفل أحيته فرقة العودة للفن الملتزم تحت شعار « من أجل إرجاع المطرودين إلى مقاعد الدراسة » المعهد العالي للغات بتونس: شهدت ساحة المعهد اجتماعات عامة مطالبة بارجاع المطرودين، كما قام مناضلو الجزء بإمضاء عريضة مساندة للمضربين المعهد التحضيري للدراسات الأدبية والعلوم الإنسانية « القرجاني »: قام مناضلو الجزء بتأثيث المعهد بتظاهرة حائطية تعرف بالمضربين ومطالبهم كلية العلوم الانسانية والاجتماعية 9 أفريل: شهدت الساحة الحمراء بالكلية اجتماعات عامة شفعت بإمضاء عريضة لمساندة المضربين وحلقة نقاش حول مزيد دعمهم ومساندتهم عن لجنة الإعلام  
 

يوميات الإضراب 2 اليوم الثاني 12 فيفري 2009

 
في اليوم الثاني من الإضراب الذي يخوضه الطلبة المطرودين على خلفية نشاطهم النقابي في الجامعة صلب الإتحاد العام لطلبة تونس بيان المكتب التنفيذي: أصدر المكتب التنفيذي للإتحاد العام لطلبة تونس بيانا وقعه الامين العام عو الدين زعنور أعلن فيه فيه تبنيه المطلق للإضراب في إطار تحركات مناضليه دفاعا عن حقهم في التعليم دون قيد أو شرط، وتمسكه بعودة المطرودين وإطلاق سراح المساجين من مناضليه بعيدا عن سياسة التسويف والمماطلة والوعود الزائفة، هذا وفي استعداد تام للحوار الجدي والمسؤول لمعالجة الملفات النقابية بعيدا عن مناخ التوتر والتشنج التي لا تخدم مصلحة الجامعة لجنة طبية: زار المضربين في اليوم الثاني للإضراب وفد طبي للقيام ببعض الفحوصات الطبية على المضربين كانت نتيجتها إيجابية إجمالا وفود طلابية على مقر الإضراب: شهد المقر في اليوم الثاني وفودا طلابية غفيرة طوال يوم كامل، كتعبير عن المساندة، عبر فيها الحضور عن تضامنه اللامشروط مع الطلبة وحقهم في الرجوع إلى مقاعد الدراسة وإطلاق سراح كل المسجونين على خلفية نشاطهم النقابي حوار مفتوح داخل المقر: تناول الطلبة المساندون داخل المقر مناقشة مجموعة من المواضيع، تناولت في أغلبها جملة من القضايا الوطنية، كسنة الحوار مع الشباب الجامعة التونسية للسنمائيين الهواة: زار المضربين عدنان المدب عضو في الجامعة التونسية للسنمائيين الهواة، وعبر عن مساندة الجامعة لمطالب المضربين المشروعة الجامعة التونسية لنوادي السينما تتضامن: كما زار عادل غزال نائب رئيس الجامعة التونسية لنوادي السينما مقر المضربين وعبر عن مساندة الجامعة المطلقة للمضربين بيانات المساندة: أصدرت المكاتب الفدرالية للإتحاد العام لطلبة تونس الآتي ذكرها بيانات مساندة للمضربين عبروا فيها عن مساندتهم للمضربين: المكتب الفدرالي للمدرسة الوطنية للمهندسين المكتب الفدرالي بمعهد الصحافة وعلوم الأخبار المكتب الفدرالي بكلية العلوم ببنزرت المكتب الفدرالي بالمعهد العالي للعلوم الانساتية « ابن شرف » بتونس المكتب الفدرالي بالمدرسة العليا للتجارة المكتب الفدرالي بالمعهد العالي لإطارات الطفولة بقرطاج درمش المكتب الفدرالي بكلية الآداب بمنوبة المكتب الفدرالي بالمعهد الأعلى للغات تونس المكتب الفدرالي بكلية الحقوق بتونس المكتب الفدرالي بكلية العلوم بتونس المكتب الفدرالي بكلية الاقتصاد والتصرف بصفاقس المكتب الفدرالي بكلية الطب بصفاقس المكتب الفدرالي بمدرسة التقنيات وعلوم الصحة بصفاقس الكليات تتضامن المعهد الوطني للشغل والدراسات لاجتماعية: في إطار المساندة المطلقة للمضربين عن الطعام نضم طلبة المعهد تظاهرة حائطية واجتماعات عامة مطولة المعهد العالي للفن المسرحي: ساند طلبة المعهد الرفاق المضربين من خلال اجتماع عام تناول الإضراب كحدث رئيسي رافقها توزيع بيان المكتب التنفيذي المعهد العالي للغات تونس: تم تعليق صور الرفاق المضربون على الطعام وتوزيع بيان المضربين وبيان المكتب التنفيذي تخللها اجتماعات عامة كلية العلوم الانسانية والاجتماعية 9 أفريل: نظم نادي الأدب بالكلية أمسية شعرية دامت قرابة الساعتين ذلك بعد التنسيق بين المكتب الفدرالي مع النادي المذكور. هذا وقد وقع التطرق في عدة مناسبة إلى إلقاء كلمات مساندة من طرف المشاركين في النادي معهد الصحافة وعلوم الأخبار: ساند طلبة معهد الصحافة المضربين في يومهم الثاني بتوزيع بيان المكتب التنفيذي علة عموم الطلبة والدعوة لحلقة نقاش شارك فيها عديد الطلبة للتباحث حول سبل المساندة كلية العلوم ببنزرت: ساند طلبة العلوم ببنزرت المضربين عبر اجتماع عام تطرق لمشروعية التحرك لإيجابية مطالبه تخلله تحرك بالمبيت الجامعي حسن النوري المعهد التحضيري بالقرجاني: أقام طلبة المعهد اجتماع عام لمساندة المضربين المعهد العالي للتنشيط الشبابي والثقافي ببئر الباي: ساند طلبة الجزء المضربين من خلال اجتماع عام اخباري وتوزيع بيان المضربين عن لجنة الاعلام  
 

يوميات الصمود 3 – 13/02/2009

 

في اليوم الثاني من الإضراب الذي يخوضه5 طلبة من أجل حقهم في الرجوع إلى مقاعد الدراسة بعد طردهم تعسفيا على حلفية نشاطهم النقابي، شهد مقر الاتحاد محاصرة من طرف أعوان أمن بالزي المدني مما جال دون وصول عدة وفود لمساندة المضربين منع ومحاصرة: تعرص وسام السعيدي الأستاذ المحامي والمناضل بالإتحاد العام لطلبة تونس إلة المنع من دخول المقر من قبل قوات الامن السياسي المرابطة تحت المقر كما تعرضت طالبتان من ابن شرف إل محاولة منع من الدخول إلى المقر وافتكاك بعض الأغراض والأغطية التي كانت بحوزتهما والتي كانتا ينويان تقديمها للمضربين في شكل هدية رمزية تعرض الدكتور سامي نصر الصحافي بجريدة الموقف والأستاذ محمود الذوادي الكاتب العام لنقابة الصحفيين التونسيين السابقة إلى المنع من دخول مقر الإضراب ومساندة الطلبة المضربين من قبل قوات البوليس بتعلة وجود تعليمات بيانات مساندة أصدرت لجنة من قدماء الإتحاد العام لطلبة تونس بيان مساندة للمضربين وعبروا فيه عن تضامنهم وتبنيهم لمطالب المضربين المشروعة وحقهم في العودة إلى مقاعد الدراسة أصدر المرصد الوطني للحقوق والحريات النقابية بيان نساندة للمضربين وقعه منسقه محمد العيادي اللجنة الطبية زارت اللجنة الطبية المضربين وتابعن حالتهم الصحية بعد القيام بالفحوصات اللازمة والتي كانت نتائجها إيجابية عموما مكالمة هاتفية: اتصل الأستاذ محمد العيادي منسق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية هاتفيا بالمضربين ليعبر عن مساندته للمضربين في حقهم في العودة إلى مقاعد الدراسة وفد من قدماء الاتحاد يزور المضربين: في اليوم الثاني للإضراب زار وفد من قدماء الإتحاد العام لطلبة تونس المضربين وعبروا عم مساندتهم المطلقة لهذه الحركة النضالية في الدفاع عن حق الدراسة,. ويتكون الوفد من الطاهر قرقورة عضو مكتب تنفيذي سابق، نبيل السبعي ووسام السعيدي وفد من طلبة القرجاني: في حركة رمزية لمساندة المضربين، حضر بالمقر وفد من طلبة القرجاني وقاموا بالقاء كلمة عبروا فيها عن تبنيهم لهذه الحركة النضالية ومشروعيتها عريضة مساندة: وصل عدد الامضاءات المساندة للإضراب قرابة 300 إمضاء بعد 3 أيام من الإضراب إضراب جوع مساندة للأمين العام: دخل مجموعة من مناضلي الاتحاد في إضراب جوع مساندة للأمين العام عز الدين زعتور الذي يمثل يوم السبت 14-2-2009 امام المحكمة بقضية مفبركة محاكة ضده تعود حيثياتها إلى سنة 2007، والتي تأتي في إطار ضرب المنظمة ومحاولة ثنيه على القيام بدوره في انجاز المؤتمر الموحد بيانات مساندة: أصدرت مجموعة من المكاتب الفدرالية بيانات مساندة إضافية للتي سبق نشرها سابقا: المكتب الفدرالي للمعهد الوطني للشغل والدراسات الإجتماعية بتونس، المكتب الفدرالي بكلية العلوم الانسانية والاجتماعية 9 أفريل، المكتب الفدرالي بالمعهد الاعلى للدراسات التكنولوجية، المكتب الفدرالي بالمعهد التحضيري للدراسات الهندسية ببنزرت تحركات في الكليات في اليوم الثالث للإضراب ارتفعت وتيرة التحركات بارجاع الطلبة المضربين وانصافهم في مطالبهم المشروعة وفي ما يلي قائمة الكليات: المعهد التحضيري للدراسات الأدبية واللغات القرجاني: شهد المعهد اجتماع عام مع توزيع بيان مساندة للمضربين المعهد العالي للعلوم الانسانية « ابن شرف » بتونس: قام مناضلو الجزء بتوزيع بيان مساندة للمضربين مستنهضين الرأي العام الطلابي كما أثثوا الكلية بتظاهرة حائطية المعهد العالي للنتشيط الشبابي والثقافي ببئر الباي: تم استحضار يوميات صمود الاضراب وتعليق صور المضربين بالمعهد كلية الآداب بمنوبة: تم تأثيث ساحة الكلية بمعلقات حائطية المعهد الأعلى لإ\ارات الطفولة بقرطاج درمش: شهد المعهد اجتماع عام وتم توزيع بيان المطتب التنفيذي على عموم الطلبة، كما تم توزيع بيان المكتب المضربين ويوميات الصمود كلية العلوم بتونس: شهدت الكلية تظاهرة حائطية معرفة بقضية الطلبة المضربين، كما قام مناضلو الجزء بتوزيع يوميات الصمود على الأساتذة كلية الحقوق بتونس: قام مناضلو الجزء بتظاهرة حائطية، كما واصل طلبة الكلية الإمضاء على عريضة المساندة التي وصلت إلى 250 إمضاء المبيت الجامعي طريق منزل عبد الرحمان ببنزرت: شهد المبيت جملة من الاجتماعات العامة المعرفة بقضية الطلبة المطرودين عن لجنة الاعلام
 
يوميات الصمود 4- 14/02/2009

 

في اليوم الرابع من الإضراب الذي يخوضه5 طلبة من أجل حقهم في الرجوع إلى مقاعد الدراسة بعد طردهم تعسفيا على حلفيه نشاطهم النقابي، شهد مقر الاتحاد محاصرة من طرف أعوان أمن بالزى المدني مما حال دون وصول عدة وفود لمساندة المضربين. بالإضافة إلى ذلك شهدت المحكمة الابتدائية بتونس جلسة محاكمة الأمين العام للاتحاد العام لطلبة تونس عزالدين زعتور التي اجّلت إعلان الحكم إلى يوم 25 مارس, و قد دخل أكثر من ثلاثون مناضلا في إضراب جوع بيوم احتجاجا على هذه المحاكمة الجائرة, و قد تم منع الرفاق من الوصول للمحكمة. -اللجنة الطبية زارت اللجنة الطبية المضربين وتابعن حالتهم الصحية بعد القيام بالفحوصات اللازمة والتي كانت نتائجها إيجابية عموما -منع و محاصرة : تم منع كل من السيد سمير بالريانة, عضو الهيئة التأسيسية لحزب العمل الوطني الديمقراطي, و السيد لطفي بن عزيزة, من الوصول الى مقر الاتحاد و زيارة الرفاق المضربين. – زيارة: زيارة وفد من جريدة ‘مواطنون’, و قد عبروا عن مساندتهم لمطالب الإضراب – رسائل مساندة : بلغتنا رسائل الكترونية مساندتا للمضربين في حقهم في العودة إلى مقاعد الدراسة من: سلمى الجلاصي : صحفية محمد علي التوزي : مناضل سابق في الهياكل النقابية المؤقتة عماد الدايمي : ناشط في المؤتمر من اجل الجمهورية محمد العيادي : المرصد الوطني للحقوق و الحريات النقابية -بيانات مساندة: أصدرت مجموعة من المكاتب الفدرالية بيانات مساندة إضافية للتي سبق نشرها سابقا: المكتب الفدرالي للمعهد الوطني للشغل والدراسات الاجتماعية بتونس، المكتب الفدرالي بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية 9 أفريل، المكتب الفدرالي بالمعهد الأعلى للدراسات التكنولوجية، المكتب الفدرالي بالمعهد التحضيري للدراسات الهندسية ببنزرت, المكتب الفدرالي بملية العلوم القانونية والسياسية و الاجتماعية بتونس, عريضة مساندة: وصل عدد الإمضاءات المساندة للإضراب قرابة 800 إمضاء بعد 4 أيام من الإضراب عن لجنة الاعلام
 
 
يوميّـــات الصّمود 5+6 (اليوم الخامس والسادس) 15+16 فيفري 2009 إضراب جوع من أجل الحق في الدّراسة  
بعد 6 أيام من إضراب الجوع المفتوح الذي يخوضه 5 طلبة بسبب طردهم من الجامعة على خلفيّة نشاطهم النقابي ،وفي تواصل صمت وتجاهل وزارة التّعليم العالي لهذه الحركة الاحتجاجية المطلبية،وأمام حضور أمني مكثّف أمام مقر الإتّحاد، حيث يواصل الطلبة إضرابهم بكل عزيمة وإقدام معرّضين حياتهم إلى الخطر. 1/- قضية عدلية ؟ أعادت السلطة إحياء ملف القضية المدنية المرفوعة ضد محمد السوداني وأيمن الجعبيري المضربان منذ 6 أيام عن الطعام لثنيهم عن مواصلة الدفاع عن حقهم في الدراسة ولقد حدّدت المحكمة موعد المحاكمة يوم 25 مارس تزامنا من موعد محاكمة الأمين العام. 2/- زيارات كما تواصلت الزّيارات المكثّفة للمكاتب الفيدرالية و الطلبة لمقر الإضراب، إضافة إلي زيارة كل من الصحفي سمير بو عزيز عضو هيئة تحرير موقع « الأوان » و رئيس تحرير جريدة مواطنون جلال الحبيب للمضربين معربين عن مساندتهم لهم كما زارت فاتن خليفة ممثلة عن جامعة قفصة للحزب الديمقراطي التقدمي المضربين مصحوبة برسالة مساندة من المكتب الوطني للشباب الديمقراطي التّقدمي المنعقد بقفصة. و يواصل البوليس السياسي محاصرة مقر الاتحاد العام لطلبة تونس ومحاولة منع الزائرين من طلبة و ممثلين عن الحركة الديمقراطية من الوصول إلي مقر الاتحاد ترسيخا لسياسة القمع التي تنتهجها السلطة تجاه المنظمة و مناضليها و لمزيد التعتيم الإعلامي علي الإضراب وقع منع الصحفي و عضو هيئة إدارية سابق صبري الزغيدي من الالتحاق بالمقر 3/-اتصالات هاتفية: اليوم (5 و 6) لإضراب الجوع – وصلت رسالات مساندة من فلسطين (الفنانة ريم البنّة) و عديد الطلبة المقيمين بفرنسا – اتصل بالمضربين كل من الطالب وليد الشريف المقيم بروسيا وليلى المرنيسي أصيلة المغرب ومقيمة بباريس ـ اتصل هاتفيا من باريس رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية السيد منصف المرزوقي ـ اتصال مساندة للمضربين من هيئة تحرير موقع « تونيس نيوز » الالكتروني 4/-الجزيرة المغاربية: أخبرت الجزيرة المغاربية في الحصاد ألمغاربي عن إضراب الجوع و اتصل كل من الأمين العام السابق للاتحاد العام لطلبة تونس سمير حمودة و رئيس اتحاد الطلبة العرب ومسئول عن الاتحاد العالمي للطلبة و أعربوا عن مساندتهم للمضربين وللاتحاد العالم لطلبة تونس وللأمين العام الذي يحاكم من أجل قضية ملفّقة. تقوم الجريدة الالكترونية « التونسية » بإصدار أخبار يومية حول المضرين والتطورات 5/- حملة منظمة و مشبوهة تستهدف الاتحاد انطلقت حملة منظمة في الصحف المأجورة تستهدف الاتحاد العام لطلبة تونس بكل مكوناته و المؤتمر الموحد المزمع عقده في 10 و11 و12 افريل – الشروق: هل فقدت السلطة كل الحجج ؟ صدر نص بالشروق ينتقد المؤتمر الموحد و يعتبره لا يراعي مصالح الطلاب خاصة في تاريخ انعقاده 10 و 11 و12 افريل فترة الإعداد للامتحانات (خطئ ، سير عادي للدروس) فهل فقدت السلطة كل الحجج و أصبح مسئولوها لا يجدون تبريرا مقنعا لرفض انعقاد مؤتمر اتحاد الطلبة. – – كل الناس: عبد العزيز الجريدي: بين حلم التأجيل و كابوس الانجاز – يبدو أن إضراب الجوع الذي يشنه 5 من مناضلي الاتحاد وحالة الالتفاف الطلابي حولهم و حول الاتحاد العام لطلبة تونس الذي قررت هياكله العليا عقد المؤتمر في 10_11_12 أفريل قد أصاب عبد العزيز الجريدي بالدوار ومن المؤكد أن رنات الهاتف الصادرة عن مكاتب الوزارات قد زادت من اضطرابه فكتب يحلم: أن المؤتمر سيؤجل وستشكّل اللجان وستوزّع الانخراطات وتنعقد الانتخابات. أكيد أن عبد العزيز الجريدي سيفيق مذعورا على طبول الانجاز في 10_11_12 أفريل عندها قد لا يسلم من الجنون 6/- تحرّكات بالكلّيات المدرسة الوطنية للمهندسين بقابس – نضّم طلبة الجزء تظاهرة حائطية مع توزيع يوميات الإضراب و بيانات الاتحاد و بيانات المضربين و كافة المكونات إضافة إلي عريضة مساندة للمضربين و تنظيم حلقة نقاش واسعة مع الطلبة كلية الآداب صفاقس- قام مناضلو الإتّحاد بتوزيع و تعليق يوميات الإضراب وبيانات الاتحاد و المكونات المساندة للإضراب إصدار بيان مساندة للإضراب من قبل المكتب الفيدرالي الآداب صفاقس عريضة مساندة للمضربين نقاش مع الطلبة حول الإضراب و أهدافه خاض طلبة الحي الجامعي الياسمين اعتصاما احتجاجيا مساندة للطلبة المضربين عن الطعام الاقتصاد صفاقس- وزّع طلبة الجزءعريضة مساندة للمضربين، كما قامو بتعليق بيانات المساندة ويوميّات الإضراب. معهد اللغات تونس- واصل طلبة الجزء توزيع العريضة المساندة للمضربين الحقوق 1 تونس- نضّم طلبة الجزء اجتماعات عامة و نقاش مع الطلبة ، إضافة لتوزيع بيانات وعريضة مساندة للمضربين وتوزيع مداخلات تحسيسية في المدارج بهدف التّعريف بالإضراب. الحقوق 2 تونس- وزّع طلبة الجزء عريضة لمساندة المضربين عن الطّعام. معهد الصحافة و علوم الإخبار- وزّع مناضلو الإتّحاد بالجزء بيان الإضراب ،بالإضافة إلى حلقات نقاش مع الطلبة حول أسباب الإضراب و أهدافه علوم بنزرت – نضّم مناضلو الإتّحاد إجتماعات عامة بساحة الكلّية ،رافقها توزيع عريضة لمساندة المضربين. آداب سوسة – تواصل الاجتماعات العامة التحسيسية و المساندة للمضربين ،مع بيان المكتب الفيدرالي وبيانات المكونات المساندة للإضراب عن لجنة الإعلام : وســام الصّغير  
 
يوميات الصمود 7 – 17/02/2008 إضراب جوع من أجل الحق في الدّراسة

 

اليوم السابع من الإضراب الذي يخوضه الطلبة المطرودون على خلفية نشاطهم النقابي في الجامعة صلب الإتّحاد العام لطلبة تونس بالمقر المركزي للإتّحاد بنهج نابلس-تونس. 1/-تلاميذ معهد 18 جانفي بجبنيانة يساندون الاضراب: دخل 6 تلاميذ من معهد 18 جانفي 1952 بجبنيانة ولاية صفاقس في اضراب جوع رمزي بيومين تضامنا مع الطّلبة المطرودين مطالبين برجوعهم الى مقاعد الدّراسة. 2/- التّقرير الطبيّ: حضرت في اليوم السّـابع للاضراب لجنة طبيّة الى مقر الاتّحاد العام لطلبة تونس و مدّتنا بالتّقرير التّـالي: « بعد 7 أيّـام من الاضراب بدأت بعض الأعراض تظهر على المضربين و هي حالات اعياء و انخفاض في ضغط الدّم مع ارتفاع لدقّـات القلب. و في ما يخصّ المضرب أيمن الجعبيري فهو يعاني من أعراض قرح في المعدة تمثّل خطرا على صحّته في الأيّـام القليلة القادمة، و المضرب محمّد بوعلاّق يعاني من التهاب في كامل الفم » و أكّدت اللّجنة الطبيّة ضرورة تدخّل عاجل لسلط الاشراف و تمكين الطّلبة من حقّهم في التّرسيم حرصا على عدم حصول مضاعفات. 3/- مسيرة رمزيّة و وقفة تضامنيّة: اثر توجّه مناضلي الاتّحاد الى مقر الاضراب بنهج نابلس تعرّضوا الى الاستفزازات من بعض ملّيشيات الحزب الحاكم تطوّرت الى حد تبادل العنف بمحطّة الجمهوريّة للأرتال بتونس الّتي انطلقت منها مسيرة جزئيّة في اتّجاه المقر بنهج نابلس رفعت شعار « صامدين صامدين لإرجاع المطرودين » شفعت بوقفة تضامنيّة أمام المقر رفعت فيه الحناجر نشيد الاتّحاد. 4/- العريضة الوطنيّة : فاق عدد المساندين بإمضاءاتهم في العريضة الوطنيّة الألف و مائة إمضاء في انتظار التحاق العرائض الممضاة في الجهات. 5/- منع و محاصرة : لا يزال مقر الاتّحاد العام لطلبة تونس – نهج نابلس في حالة حصار أمني مع منع بعض الطّلبة المتعاطفين من الالتحاق به. 6/- الوفود و الزّوار : حضر بمقر الاتّحاد العام لطلبة تونس في اليوم السّـابع الأستاذة المحامية آسيا بالحاج سالم ممثّلة عن النّساء الدّيمقراطيّـات و الصحفيّة فاتن الحمدي ممثّلة عن راديو كلمة، كما حضر وفد صحفي ممثّل عن جريدة مواطنون ترأسه رئيس تحريرها السيّد جلال الحبيب. 7/- مكالمات هاتفيّة : اتّصل بالمضربين هاتفيّـا في اليوم السّـابع كلّ من السيّد محمّد العيّـادي منسّق المرصد الوطني للحريّـات النّقابيّة، و السيّد محمّد فرح عضو اللّجنة المركزيّة للحزب الدّيمقراطي التقدّمي، و السيّد ماهر حنين عضو المكتب التّنفيذي بالمؤتمر 18 خارق للعادة للمنظّمة الطلاّبيّة و عضو المكتب السّيـاسي للحزب الدّيمقراطي التقدّمي، كما اتّصل بهم عدد كبير من المناضلين من أجزاء جامعيّة عديدة. وقد عبّر جميعهم عن تضامنهم مع الطّلبة المطرودين و مساندتهم اللاّمشروطة لقضيّتهم العادلة. 8/- رسائل مساندة : تلقّى المضربون رسائل مساندة في اليوم السّـابع للاضراب من جامعة الحزب الدّيمقراطي التقدّمي بقابس و السيّد الحبيب ستهم مناضل بالحزب الدّيمقراطي التقدّمي و الصّحفي زياد الهاني. عبّر جميعهم عن مساندتهم للمضربين و مستنكرين عدم تمكين سلط الاشراف الطّلبة من حقّهم المشروع في الرّجوع الى مقاعد الدّراسة. 9/- تحرّكات بالكليّـات : *- كليّة العلوم ببنزرت : شهدت ساحة الكليّة اجتماع عام يعرّف بحيثيّـات الاضراب، توّجه مناضلو الاتّحاد مع مجموعة من المتعاطفين باعتصام رمزي في الادارة طالبوا من خلاله ارجاع المطرودين الى مقاعد الدّراسة. التحق بهم مناضلو المعهد العالي للدّراسات التكنولوجيّة ببنزرت بعد محاولة منعهم من دخول الكليّة من طرف الأمن الجامعي. *- كليّة الاقتصاد و التصرّف بصفاقس: شهدت ساحة الكليّة حضور جماهيري كبير تخلّله اجتماع عام معرّف بالمضربين و مطالبهم المشروعة. *- كليّة الآداب بصفاقس : قام مناضلوالكليّة بامضاء عريضة مساندة للمطرودين، كما قاموا بتعليق يوميّـات الصّمود. *- المعهد التّحضيري للدّراسات الهندسيّة بتونس المنار : شهد المعهد اجتماع عام طالب فيه المتدخّلون ارجاع الطّلبة المطرودين الى مقاعد الدّراسة و اطلاق سراح المسجونين على خلفيّة نشاطهم النّقابي و السّياسي. *- كليّة العلوم بتونس : شهدت مدارج الكليّة مداخلات أثناء الدّروس تعرّف بآخر تطوّرات اضراب الجوع، قام بها مناضلو الاتّحاد الّذين عبّروا لنا بدورهم عن شكرهم لتعاون الأساتذة. و قد تفاعل الطّلبة و شكّلوا وفودا قامت بزيارة مقر الاتّحاد بالعاصمة. *- كليّة الحقوق بصفاقس: تدخّل منخرطو المنظّمة الطلاّبيّة في اجتماع عام بالكليّة و عرّفوا بقضيّة المضربين و طالبوا من منبرهم بارجاع كلّ المطرودين الى مقاعد الدّراسة و اطلاق سراح الطّلبة المسجونين. *- المعهد التّحضيري للدّراسات الأدبيّة و اللّغات ‘القرجاني’: قام أكثر من مائة طالب بالاعتصام داخل المعهد طيلة الفترة المسائيّة أثّثوه بمداخلة أدّاها المضرب محمّد السّوداني على لسان المضربين باستعمال الهاتف، عبّر فيها عن تماسكهم و صمودهم من أجل مشروعيّة مطابهم. *- المعهد العالي للعلوم الانسانيّة « ابن شرف »: قام مناضلو المعهد بتوزيع مطويّـات و تأثيث السّـاحة بالمعلّقات و يوميّـات الصّمود مواصلين في تعبئة الرّأي العام الطلاّبي. عن لجنة الإعلام


أطلقوا سراح جميع المساجين السياسيين حــرية و إنـصاف 33 نهج المختار عطية 1001 تونس الهاتف / الفاكس : 71.340.860 البريد الإلكتروني :liberte.equite@gmail.com تونس في 23 صفر 1430 الموافق ل 18 فيفري 2009

أخبار الحريات في تونس

1)    اعتقال و مضايقة السيدين العجمي الوريمي و محمود البلطي : وقع يوم الثلاثاء 17 فيفري 2009 اعتقال السجينين السياسيين السابقين السيدين العجمي الوريمي و محمود البلطي بمنطقة الشرطة بشط مريم بالنسبة للأول و بمنطقة الشرطة بجندوبة بالنسبة للثاني و ذلك لاستجوابها حول موضوع انتمائهما إلى حركة النهضة باعتبارهما أمضيا على عريضة تنسب إليهما تلك الصفة ، و قد تم استجواب السيد العجمي الوريمي من طرف عونين من إدارة أمن الدولة تنقلا خصيصا من تونس العاصمة إلى منطقة الشرطة بشط مريم و دام الاستجواب من الساعة التاسعة صباحا إلى الساعة الثالثة بعد الظهر كما استجوب أعوان البوليس السياسي بمنطقة الشرطة بجندوبة السيد محمود البلطي و دام الاستجواب من الساعة الرابعة بعد الظهر إلى حدود الساعة السادسة مساء. 2)    اعتقال مجموعة جديدة من الشبان المتدينين بمنطقة الوردية : اعتقل البوليس السياسي منذ يوم 9 فيفري 2009 مجموعة جديدة من الشبان المتدينين أصيلي منطقة الوردية بتونس العاصمة من بينهم الشابين لطفي بن الهامل بن بلقاسم محمدي و حسن بن الهادي بن الاخضر العبيدي و قد تم إيداعهما بسجن المرناقية على ذمة قاضي التحقيق. عن المكتب التنفيذي للمنظمة الرئيس الأستاذ محمد النوري

 


شكرا لكم جميعا : اصدقاء وبيروقراطية نقابية وسلطة

 

تعرضت مدونات المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابة  ( ثلاثة مدونات ) إلى عملية حجب ( مدونتين يوم الاثنين 16 /02 /2009 وواحدة اليوم الأربعاء ) كما لاقت مدونتي الشخصية  » مدونة صامد  » نفس المصير ابتداء من اليوم الأربعاء 18 / 02 / 2009 ورغم فداحة المصاب وكبير الخطب, يسعدني أن أتقدم  بجزيل الشكر وخالص العرفان لكل من تضامن مع المرصد سواء كانوا مواطنين عاديين او نقابيين او حقوقيين , كان تضامنهم مؤثرا منهم من اقترح مساعدة تقنية لتجاوز الحجب ومنهم من عبر عن رغبته في الانضمام إلى المرصد وكلهم كانوا متفقين على ضرورة أن يكمل المرصد مشواره خدمة لمصالح العمال والنقابيين فلهم جميعا ألف شكر ومثلها من التحية . كما يسعدني أن أتوجه بالشكر أيضا أصالة عن نفسي ونيابة عن مناضلي المرصد إلى البيروقراطية النقابية البالية التي ترجت السلطة أن تحجب مدوناتنا لأنها أصبحت تسبب لهم إزعاجا وإحراجا كبيرا واعلمها فقط أن عملية الحجب كانت لها نتائج عكسية تماما وزادت من أصدقائنا وأنصارنا ومن شهرتنا داخليا وخارجيا .لقد قدمتم للمرصد خدمة لا تقدر بثمن فألف شكر ومثلها من التحية والى معركة قادمة ( ربما نذكركم بخير عند احتفالنا بمرور 30 سنة على تأسيس المرصد سنة 2038 أطال الله عمرنا وقصر في أعماركم , لكن على كل حال لن نكرمكم ). أما الشكر الثالث والأخير فهو لصاحبة الجلالة السلطة الأولى : تأكدوا إننا لم نذكركم في مدوناتنا بخير أو شر وهذا ليس خوفا منا آو جبنا بل رغبة منا في ترك السياسة لأهلها أولا وثانيا رغبة منا في توجيه جهدنا الأكبر نحو خدمة عمال تونس ونقابييها الواقعين تحت براثن بيروقراطية نقابية عفنة همها الوحيد تواصل مصالحها وامتيازاتها ولو على حساب معاناة عمال بسطاء تتراجع يوما بعد يوم مكاسبهم وحقوقهم ,شكرا لكم لقد  قدمتم دليلا مقنعا لكل مشكك في انتمائنا وفي نوايانا وفي صدقيه مشروعنا .وحددتم لنا موقعا لن نحيد عنه أبدا . لقد  أصاب المرصد خير كثير من عملية حجب  مدوناته ارجوا أن تواصلوا الحجب  مرات أخرى حتى يزداد عدد أصدقائنا ويشتد عودنا  » وان غدا لناظره لقريب  »  كما يقول قراد بن اجدع . محمد العيادي نقابي مستقل منسق المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية  

الحجب يطال مدونتي المرصد التونسي للحقوق و الحريات النقابية  
 
نشرة في مواطنة  عزّزت شرطة الانترنت في تونس سجلّ جرائمها أمس بحجب مدونتي المرصد التونسي للحقوق والحريات النقابية الذي تأسّس في 1 ماي 2008 على يد جمع من النقابيين والمناضلين من مختلف الانتماءات والجهات. ويعرّف مسؤولو المرصد هيئتهم بـ » المستقلة عن الاتحاد العام التونسي للشغل من ناحية التسيير والتنظيم وأنّ له صبغة نقابية بحتة وملتزم بالحيادية والموضوعية في كل تقاريره وبياناته.
 
(المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 17 فيفري 2009)


رسالة مفتوحة إلى الأخ الأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل

   

بعد إطلاعنا على قرار المكتب التنفيذي بعقد مؤتمر الإتحاد الجهوي للشغل بقفصة يوم 25 فيفري 2009 :   1.نعبر عن استغرابنا عن تحديد موعد المؤتمر المذكور والحال أن العديد من المناضلين النقابيين من الجهة والذين تتوفر فيهم شروط الترشح يقبعون في السجون من أجل نشاطهم الاجتماعي والنقابي. 2.نطالب المكتب التنفيذي بتأجيل عقد مؤتمر الإتحاد الجهوي للشغل بقفصة لضمان حق النقابيين المسجونين من الترشح لعضوية المكتب التنفيذي الجهوي حسب القانون الأساسي والنظام الداخلي للإتحاد العام التونسي للشغل وللاتفاقيات الدولية التي تخص حرية العمل النقابي وحماية المسؤول النقابي، وحتى يتسنى للجنة النظام الداخلي فتح تحقيق داخلي لتحديد المسؤوليات حول التجاوزات الحاصلة داخل الإتحاد الجهوي للشغل بقفصة والتي تمس بمصداقية العمل النقابي بالجهة ونذكر بالخصوص تجميد النقابيين والتحريض على إيقافهم ومحاكمتهم. 3.نطالب بإعفاء السيد عبيد البريكي من رئاسة المؤتمر الجهوي وتعويضه بعضو محايد من المكتب التنفيذي على اعتبار أن السيد البريكي موال لشق معروف على المستوى الجهوي والوطني ومستهتر بالأخلاق النقابية وصل به الحد إلى التهجم على النقابات الأوروبية التي آزرت مناضلي الحوض المنجمي في صحيفة يومية وذلك يوم محاكمتهم بالذات،  وذلك لتقديم عبارات الولاء ولتملص من موقف المكتب التنفيذي إزاء الحركة الاجتماعية بالحوض المنجمي، وهو ما يؤكد جهله للتاريخ الحقيقي للإتحاد  العام التونسي للشغل وللأزمات التي مر بها ونذكر بالخصوص أزمتي 78 و85 وبأبجدية التضامن النقابي، وعدم إيمانه  بالعمل النقابي المستقل وهو ما يدفعه للهروب من اجتماعات الهيئة الإدارية والمكتب التنفيذي التي تستدعي أخذ مواقف واضحة ومبدئية ما عدى القضايا القومية أو لتجميد النقابيين وإيقافهم ، لينزل ضيف في كل مرة على النقابات الأوروبية أو الكندية أو السورية أو لينضم ندوة بمدينته المفضلة الحمامات لترديد الشعارات الثورية وللترويج وتمرير برامج ومشاريع السلطة في الآن نفسه.   وأخيرا فإننا نعول على أخوتكم التدخل العاجل لفض المشاكل المطروحة بالجهة وأولها إطلاق سراح مناضلي الحوض المنجمي  المسجونين وإرجاعهم لسالف عملهم.   تفضلوا الأخ الأمين العام بقبول فائق عبارات الاحترام والتقدير.   مجموعة من النقابيين من قفصة


والدة الشاب علاء الدين الحرباوي قلقة على مصير ابنها

 

السبيل أونلاين – خاص – تونس أوقف الشاب علاء الدين الحرباوي اصيل مدينة المنستير ، يوم الإربعاء 04 فيفري 2009 ، وذلك من قبل منطقة المنستير وأحيل بعد يومين الى مقرات وزارة الداخلية بالعاصمة تونس ، والى حدّ اليوم لا تزال عائلته تجهل مصيره وتشعر بقلق على حياته ، وترفض الداخلية إطلاق سراحه والإجابة على استفسارات عائلته . وقد تخطى ايقاف الحرباوي المدة القانونية للإيقاف التحفظي ، حيث بلغ الى حد الآن أسبوعين في حين أن القانون يمنع ايقاف المعتقل أكثر من أربعة أيّام . وتطالب والدته بإطلاق سراح ابنها دون تأخير ، وتدعو الهيئات الحقوقية والمحامين بالوقوف الى جانبها للكشف عن مصيره والعمل على اطلاق سراحه .
من زهير مخلوف – تونس (المصدر : السبيل أونلاين ، بتاريخ 18 فيفري 2009 )  


الرابطـة التونسيـة للدفـاع عن حقـوق الإنسـان فرع توزر ـ نفطة نفطة في : 18 فيفري 2009  بـــــيــــــان  

إن هيئة فرع توزر ـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بعد اطلاعها على الأحكام الصادرة بحق المتهمين ( نقابيين وموظفين ومعطلين عن العمل ) في قضية الأحداث المتعلقة بحق الشغل وشفافية الإنتداب التي شهدتها مدينة الرديف ونظرا لكون القضية مرتبطة عضويا بحق الشغل الذي هو حق مقدس يتماهى مع الحق في الحياة فإن هيئة الفرع 1.تطالب بإطلاق سراح كل الموقوفين وإرجاع العاملين إلى سالف عملهم وإلى مقاضاة المتسببين الفعليين في حدوث هذه الأزمة الاجتماعية 2.ترى أن القضايا الاجتماعية الحقيقية كقضية الحق في الشغل التي شهدتها مدينة الرديف لا يمكن معالجتها أمنيا بل بالحوار الجاد مع الأطراف المعنية ومكونات المجتمع المدني 3.تدعو كل القوى الحية في البلاد والغيورة عن الحقوق التي هي أساس استتباب الأمن ( أحزاب سياسية ومكونات المجتمع المدني ) إلى بذل كل الجهود الممكنة لإطلاق سراح المساجين والوصول إلى معالجة للأزمة ترجع الحقوق لأصحابها .  
عن فرع توزرـ نفطة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الرئيس شكري الذويبي


بيان الاتحاد الديمقراطي الوحدوي في ذكرى تأسيس اتحاد المغرب العربي
تحل اليوم 17 فيفري 2009 الذكرى العشرون لتأسيس اتحاد المغرب العربي. ستظل تمثل هذه الذكرى أملا عريضا لدى جماهير شعبنا العربي في هذه المنطقة من وطنه الممتد لأنها كانت استجابة لنداءاته الصارخة وتتويجا لمرحلة نضال الآباء الأولين خلال الكفاح التحريري عبر اتحاد « نجم شمال أفريقيا » والعمل المسلح بانطلاق الثورة التحريرية لبلاد المغرب العربي ضد الاستعمار الفرنسي وصولا إلى مؤتمر طنجة سنة 1958. تأتي هذه الذكرى ونحن نتطلع إلى تجسيد عملي لأهداف هذا الاتحاد من خلال المباشرة الفعلية في القيام بإجراءات محسوسة تنقل هذا الحلم من الصيغة النظرية أو الشعار المعلن من قبل كل السلطات الحاكمة في أقطار المغرب العربي إلى واقع يعيشه الناس، عبر التكامل الاقتصادي والتواصل الثقافي والتفاعل السياسي وانسياب حركة المواطنين والتنسيق والتكامل الفعلي  بين أقطاره وقبل ذلك كله مواجهة دعاوي التجزئة وقواها التي خلقتها وتقوم برعايتها وتستفيد من استمرارها. إن التجسيد الفعلي لهذا الاتحاد يمثل الآن وغدا ضرورة ملحة – باعتبار التحديات السياسية والاقتصادية والثقافية التي لا حياة كريمة فيها إلا للكيانات الكبرى – بالنظر للإمكانيات البشرية والمادية المتوفرة في المغرب العربي وتؤهله للاعتماد على الذات وبناء كيان موحد قوي محل إجماع شعبي هو الأقدر على حل المشكلات القطرية المزمنة وتامين الحاجيات والمصالح ويحقق للمواطن العربي في هذه المنطقة أسباب الكرامة والحرية والتقدم. وبذلك يصبح مدخل للوحدة العربية الشاملة. انطلاقا من كل ذلك فان الاتحاد الديمقراطي الوحدوي: 1 – يؤكد مجددا أن وحدة المغرب العربي ضرورة إستراتيجية ومطلب تاريخي وشعبي في الأقطار العربية المغربية الخمسة. 2 – يحي كل إرادة سياسية وحدوية صادقة في هذا القطر أو ذاك تعمل من أجل التجسيد العملي لهذا الاتحاد وأهدافه. 3 – نحمل أصحاب القرار السياسي في أقطار المغرب العربي المسؤولية التاريخية ومسؤولية تفويت الفرص العظيمة لهذا الاتحاد على شعوبنا وندعو إلى الاستجابة لصوت شعبنا في كل أقطاره وتجاوز حالات التوتر والعداء غير المبرر بين أنظمتها وان تنطلق جديا في بناء الاتحاد. 4 – نتوجه بالدعوة الملحة إلى أصحاب الضمائر الوطنية الصادقة في المغرب العربي من نخب سياسية وفكرية وفعاليات جماهيرية ونقابية إلى الضغط بشتى الصيغ والأساليب على حكوماتها من أجل تجاوز خلافاتها لصالح بناء جدّي للاتحاد. وفي هذه الذكرى يعلن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي أن اتحاد المغرب العربي هو مطلب وطني وقومي شعبيا وضرورة إستراتيجية لا يمكن التنازل عنهما سبيلا لتحقيق الوحدة العربية الشاملة فضلا عن كونه وفاء للشهداء الذين رفعوا هذا الشعار أثناء جهادهم ضد الاستعمار الغربي. عاشت نضالات شعبنا من أجل الحرية والوحدة والانعتاق. الأمين العام احمد الاينوبلي  

حزب تونسي معارض يحمل القادة المغاربة مسؤولية
تفويت فرصة ترسيخ بناء إتحاد المغرب العربي

 

تونس , تونس, 18 (UPI) — حمّل حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي التونسي المعارض اليوم الأربعاء قادة الدول المغاربية مسؤولية تفويت فرصة ترسيخ بناء إتحاد المغرب العربي على الشعب المغاربي. ودعا الإتحاد الديمقراطي الوحدوي في بيان وزعه اليوم لمناسبة الذكرى العشرين للإعلان عن تأسيس إتحاد المغرب العربي،ما وصفهم بأصحاب القرار السياسي في الدول المغاربية إلى الإستجابة لصوت الشعب المغاربي في كل أقطاره بشأن هذا الإتحاد. كما دعا في بيانه الذي حمل توقيع أمينه العام أحمد الأينوبلي أصحاب القرار السياسي في الدول المغاربية،إلى « تجاوز حالات التوتر والعداء غير المبرر بين أنظمتهم للإنطلاق في بناء الإتحاد ». وجدد الإتحاد الديمقراطي الوحدوي التونسي،وهو حزب معارض معترف به وممثل بالبرلمان،التأكيد على أن إتحاد المغرب العربي هو « مطلب وطني وقومي، وضرورة إستراتيجية لا يمكن التنازل عنهما ». وتأسس إتحاد المغرب العربي في السابع عشر من فبراير/شباط 1989 ليكون تكتّلا اٍقتصاديا،وهو يتألف من خمس دول هي تونس والمغرب والجزائر وليبيا وموريتانيا. غير أن مسيرة هذا الإتحاد تعطلت منذ العام العام 1994، حيث لم يتمكن من عقد قمة لرؤساء دوله بسبب الخلافات بين الدول الأعضاء، وبشكل خاص الخلاف المغربي-الجزائري حول الصحراء الغربية. ولم تفلح الاٍتّصالات المكثفة التي شهدتها العواصم المغاربية منذ عام 1994 في تجاوز هذه الخلافات،وعقد هذه القمة المؤجلة،رغم تأكيد كافة العواصم المغاربية على أنها تعتبر الاٍتّحاد المغاربي « خيارا إستراتيجيا ».

Copyright 2009 by United Press International. All rights reserved. Message: 20090218-181755-1129 NewsService: UPI Arabic NewsProduct: Politics IPTC Codes: 11010000 11002000 (المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 18 فيفري 2009)


بن علي يطالب بتجاوز عقبات الوحدة المغاربية ويحمّل المسؤولية لغيره

 

 
نشرة وائل لندلسي طالب الرئيس بن علي قادة اتحاد المغرب العربي بـمضاعفة الجهود من اجل تجاوز الصعوبات لتفعيل العمل المغاربي المشترك ضمن الاتحاد المتعطل بسبب تراكم الخلافات بين أعضائه الخمس. وقال بن علي في رسائل وجهها إلى القادة المغاربة في الذكرى 20 لقيام الاتحاد « إن الإيمان بالمشروع المغاربي والتمسك بالاتحاد كخيار استراتيجي لا محيد عنه يمليان على قادة المنطقة مضاعفة الجهود من أجل تجاوز الصعوبات ورفع التحديات ». وعادة ما يركّز الخطاب الرسمي التونسي على تحميل كلّ من الجزائر و المغرب و ليبيا مسؤولية تعطّل بناء الوحدة المغاربية ، ويهمل ما تسببت فيه تونس من سياسة تقوم على التوجه لإرضاء نزوات الغرب في مجال الاقتصاد على حساب الدفع نحو اللحمة المغاربية التي تنشدها شعوب البلدان الخمس منذ تخلّصها من الاستعمار. بالإضافة إلى عدم سعي المسؤولين إلى بثّ الحياة في مؤسسات هذا الاتحاد المُترهّل، والتمسّك بالتفاصيل و الأمور الإجرائية التي تخفي عدم جدية الحكومة التونسيّة لتحقيق عمل مغاربيّ مشترك. ولم يعقد اتحاد المغرب العربي الذي أنشئ في العام 1989 سوى قمة واحدة عام 1994 بالعاصمة تونس.  
 
(المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 17 فيفري 2009)  


اتحاد المغرب العربي ولد مشوّها ونشأ معوّقا

 

 
نشرة صابر التونسي في القديد المالح, سيادة الرئيس زين العابدين بن علي عضو مؤسس من أعضاء اتحاد المغرب العربي، ولكن لخلل ما لا نعلمه ولا ندري إن كان السيد الرئيس ـ الذي يعلم ما أعلن وكثيرا مما أخفي ـ يعلم لماذا بلغ هذا الإتحاد 20 سنة دون أن ينشأ نشأة سوية أو يشتد عوده فقد ولد مشوّها ونشأ معوّقا؟ عشرون سنة هي في عمر المؤسسات عمر طويل بل لعه يجوز أن نقول أن هذه المؤسسة قد بلغت أرذل العمر دون أن تمر بمرحلة بلوغ. لعله كيد من الأجانب فنحن أمة مفعول بها دائما.  بل لعل الأمر من تخاذل الشعوب وتحالفها مع أعداء الخارج وتربصها بالحكام الدوائر! وقد يكون هذا التفسير هو الأقرب للواقع فالخمسة المؤسسون لم يبق منهم غير « حجر الواد » العقيد والجنرال، وأما سي الشادلي فقد أقعد أي أحيل على التقاعد وابن الطايع تشبث بالكرسي ولكن الكرسي لم يتشبث به فركله ركلة أوقعته خارج البلاد معارضا لاجئا وأما صاحب الجلالة فالموت حق وحوض كل الناس وارده ولكن الطواغيت لا يتعضون.   الإتحاد المغاربي مطلب شعبي، وما أحلاها من كلمة تلك التي يرددها كل مغاربة المغرب الأقصى أميّهم ومتعلّمهم: »مغرب عربي واحد » ولكن هذا المغرب العربي الواحد لن يكون واقعا مالم يقم على إعادة تأسيسه فريق جديد من أبناء الشعب المغاربي وليس من جلاديه!  إنا لذلك عاملون! … ومنتظرون!! 
(المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 17 فيفري 2009)  


التقرير العالمي 2008: التظاهر بالديمقراطية يقوض الحقوق

 

 
التقرير يغطي الانتهاكات في البحرين ومصر والأردن وإسرائيل ولبنان وليبيا والمغرب والسعودية وسوريا وتونس والإمارات (واشنطن، 31 يناير/كانون الثاني 2008) – قالت هيومن رايتس ووتش اليوم بمناسبة إصدار التقرير العالمي لعام 2008 إن النُظم الديمقراطية الراسخة تقبل بالانتخابات المعيبة وغير المنصفة لتحقيق المصالح السياسية. وبالسماح للحُكام الأوتوقراطيين بالتظاهر بأنهم من الديمقراطيين دون مطالبتهم بصيانة الحقوق المدنية والسياسية التي تجعل الديمقراطية فعالة؛ فإن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وغيرها من النُظم الديمقراطية المؤثرة تخاطر بتقويض حقوق الإنسان في شتى أرجاء العالم. وقال كينيث روث، المدير التنفيذي لـ هيومن رايتس ووتش: « أصبح من اليسير للغاية على الحُكام الأوتوقراطيين أن يتظاهروا بالديمقراطية ويفلتوا بتظاهرهم هذا ». وتابع قائلاً: « وهذا لأن حكومات غربية كثيرة تصر على الانتخابات لا أكثر. ولا تضغط على الحكومات بشأن قضايا حقوق الإنسان الأساسية التي تجعل الديمقراطية فعالة، قضايا مثل حرية الصحافة والتجمع السلمي وعمل المجتمع المدني التى تسمح بمنافسة فعلية مع الحكومات ».    وفي التقرير العالمي لعام 2008، تتناول هيومن رايتس ووتش أوضاع حقوق الإنسان في أكثر من 75 دولة. وتتعرض هيومن رايتس ووتش لتحديات حقوق الإنسان التي تتطلب الانتباه، وتشمل الفظائع المُرتكبة في تشاد وكولومبيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومنطقة أوغادين بأثيوبيا والعراق والصومال وسريلانكا ومنطقة دارفور بالسودان، وكذلك المجتمعات المغلقة أو التي تتعرض لقمع شديد في بورما والصين وكوبا وأرتريا وليبيا وإيران وكوريا الشمالية والسعودية وفيتنام.    وقالت هيومن رايتس ووتش إن على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن تصر على أن تفعل الحكومات المزيد لعقد الانتخابات، وأن تطالب الدول بصيانة الحقوق التي يكفلها القانون الدولي، بما في ذلك حرية الإعلام وحرية التجمع والاقتراع السري.    وقال كينيث روث: « يبدو أن واشنطن والحكومات الأوروبية مستعدة لقبول حتى أكثر الانتخابات إثارة للريبة طالما الشخص (المُنتصر) هو حليف إستراتيجي أو تجاري ».    كما يوثق التقرير الإساءات التي وقعت في « الحرب على الإرهاب » والتي ارتكبتها الولايات المتحدة وفرنسا وباكستان وبريطانيا بالإضافة لدول أخرى. وجاء أيضاً في الفصل الخاص بالولايات المتحدة أن الولايات المتحدة هي صاحبة أعلى نسبة لسجن الأشخاص في العالم، وتبلغ نسبة الرجال السود المسجونين إلى نظرائهم من البيض، نسبة ستة إلى واحد.    وعن الشرق الأوسط، فالتقرير يغطي انتهاكات حقوق الإنسان في 13 دولة:    ·  تدهورت أوضاع حقوق الإنسان في البحرين في عام 2007. فعلى الرغم من إصلاحات الملك شيخ حامد بن عيسى آل خليفة التي أمر بها في عامي 2001 و2002، فإن الحكومة لم تبذل إلا القليل لإضفاء المؤسسية على ضمانات حماية حقوق الإنسان المشمولة في القوانين. وتستمر الحكومة في تعريض حرية التعبير والتجمع وتكوين الجمعيات للانتهاكات، وفي فرض قيود تعسفية.  · صعّدت مصر من الهجمات على المعارضة السياسية في عام 2007. في مارس/آذار دعّمت الحكومة قانون الطوارئ بإدخال تعديلات على الدستور، وإدخال أساس مستمر للاحتجاز التعسفي ومحاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية ومحاكم أمن الدولة. واعتقلت الحكومة الآلاف من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وحاكمت بعض القيادات من الأعضاء في محاكم عسكرية. كما اتهمت الصحفيين وأصحاب المدونات الذين انتقدوا انتهاكات حقوق الإنسان، وقامت بإغلاق منظمات حقوقية ومنظمات خاصة بحقوق العمال.  ·الأحداث التي هيمنت على عام 2007 هي الاقتتال بين الجماعات الفلسطينية، واستيلاء حماس على السلطة في غزة، والأزمة الإنسانية الجسيمة في غزة نتيجة للحظر الإسرائيلي. ويعتبر حصار إسرائيل لغزة – الذي يحرم 1.4 مليون من سكان غزة من الطعام والوقود والعقاقير الطبية المطلوبة للبقاء على قيد الحياة – مما يرقى لمستوى العقاب الجماعي الذي ينتهك القانون الدولي. وتستمر الجماعات الفلسطينية المسلحة في شن هجمات صاروخية عشوائية ضد المناطق المدنية في إسرائيل، في انتهاك للقانون الدولي. وللمرة الأولى منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية وغزة في عام 1967، توفى فلسطينيون نتيجة للاقتتال الفلسطيني الداخلي أكثر ممن قُتلوا نتيجة للهجمات الإسرائيلية.  ·تراجع الأردن في عام 2007 على صعيد حماية ممارسة الحقوق الأساسية. وسوف يقيد مشروع قانون للمنظمات غير الحكومية كثيراً من حرية تكوين الجمعيات، أما القوانين الجديدة الخاصة بالصحافة والحق في المعلومات فجاءت أقل من المتوقع. وهدد مشروع قانون جديد للأحزاب السياسية تواجد الأحزاب الصغيرة، بزيادة الحد الأدنى المطلوب من الأعضاء الممولين إلى 500 عضو. والانتخابات البرلمانية التي تم عقدها في نوفمبر/تشرين الثاني تبعاً للقانون الانتخابي القديم، كانت في مصلحة المناطق الريفية المناصرة للنظام قبلية الطابع، على معاقل المعارضة القوية في المراكز الحضرية الكبيرة.  ·  تدهور وضع حقوق الإنسان في العراق تدهوراً ملحوظاً على امتداد غالبية فترات عام 2007، وتسبب العنف الطائفي في تزايد عدد العراقيين النازحين إلى زهاء 4.4 مليون شخص، ونصفهم خارج البلاد. وأدت العمليات العسكرية الأميركية وعمليات الأمن العراقي في بغداد إلى تزايد حاد في أعداد المحتجزين ليبلغ 25000 محتجز رهن احتجاز الولايات المتحدة وحدها. وقضي بعض المحتجزين عدة سنوات رهن احتجاز الجيش الأميركي دون توجيه اتهامات إليهم أو مثولهم للمحاكمة. وأعدمت الحكومة العراقية الرئيس السابق صدام حسين في أواخر ديسمبر/كانون الأول 2006 ورئيس المخابرات برزان التكريتي بعد أسبوعين، وهذا إثر محاكمة تشوبها ثغرات وأخطاء جسيمة.  · في لبنان تسببت الأزمة السياسية والأمنية في إضعاف مؤسسات الدولة وتقويض حقوق الإنسان. كما تسببت المواجهة العسكرية التي دامت ثلاثة أشهر بين القوات المسلحة اللبنانية وجماعة فتح الإسلام الإسلامية المسلحة؛ في تدمير غالبية أجزاء مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين، وتوفي أكثر من 40 مدنياً أثناء القتال. وتزايد التعذيب والمعاملة السيئة للمشتبهين الأمنيين. واستمر اللاجئون الفلسطينيون في مواجهة التمييز المتفشي. أما اللاجئون العراقيون فقد وجدوا أنفسهم عرضة لخطر الإعادة بالإكراه. ويواجه الخدم المنزليون الوافدون خطر الاستغلال والإساءة من أصحاب العمل في ظل قدرة متواضعة على السعي للتعويض القانوني.  ·  تسارعت وتيرة تكامل ليبيا في النظام الدولي في عام 2007 رغم استمرار انتهاكات الحكومة لحقوق الإنسان. وفي يوليو/تموز أفرجت الحكومة عن العاملين الطبيين الستة الذين تم تعذيبهم وحوكموا محاكمات غير عادلة وسجنوا لثمانية أعوام جراء مزاعم بإصابتهم الأطفال بفيروس الإيدز. وفي أكتوبر/تشرين الأول ربحت ليبيا مقعداً في مجلس الأمن. وبدافع من الاهتمام بمجال الأعمال وتعاون ليبيا في مكافحة الإرهاب، دعمت الولايات المتحدة وبعض الحكومات الأوروبية من صلاتها بليبيا على امتداد العام. إلا أن الحكومة الليبية مستمرة في سجن الأشخاص جراء انتقادهم للنظام السياسي للبلاد وزعيمها معمر القذافي، وتفرض قيوداً شبه شاملة على حرية التعبير وتكوين الجمعيات والتجمع.  · يقدم المغرب صورةً مختلطة عن حالة حقوق الإنسان؛ فقد خطا خطواتٍ هامة نحو معالجة انتهاكات الماضي، وهو يتيح فسحةً كبيرة للمعارضة والاحتجاج العلنيين وقلل من التمييز ضد المرأة في قانون الأسرة. لكن السلطات تواصل، بمساعدةٍ من المحاكم المتعاونة معها، استخدام التشريعات القمعية أحياناً لمعاقبة معارضيها المسالمين، خاصة من ينتهكون تابو انتقاد الملك أو الملكية، أو من يشككون في « مغربية » الصحراء الغربية، أو من « يسيئون إلى » الإسلام.  · لا تزال أوضاع حقوق الإنسان سيئة بشكل عام في المملكة العربية السعودية. وقد ضعُفت الضغوط الدولية والمحلية لتنفيذ إصلاحات، ولم تجر الحكومة أية إصلاحات هامة في عام 2007. وتم تقييد حرية تكوين الجمعيات والتعبير، واستمرت المحاكمات غير العادلة والاحتجاز التعسفي وإساءة المعاملة والتعذيب للمحتجزين، كما استمرت القيود المفروضة على حرية التنقل وغياب أي محاسبة رسمية، وما زالت كل هذه الأمور من بواعث القلق الأساسية. ويميز القانون السعودي والسياسات السعودية ضد المرأة والعمال الوافدين والأقليات الدينية، خاصة الشيعة والطائفة الإسماعيلية من السعوديين.  · تتحمل حكومة السودان المسؤولية الأساسية عن أزمة دارفور التي نشبت منذ خمسة أعوام، والتي تسببت في نزوح قرابة 2.4 مليون شخص وأسفرت عن اعتماد 4 ملايين شخص على المساعدات الإنسانية.  ·  شهد الوضع السيئ لحقوق الإنسان في سوريا مزيداً من التراجع في عام 2007. فالحكومة فرضت أحكاماً قاسية على عدد من النشطاء السياسيين والحقوقيين. ومازال قانون الطوارئ المفروض منذ عام 1963 سارياً إلى الآن، وقد تم انتخاب الرئيس بشار الأسد للمرة الثانية في مايو/أيار 2007 بنسبة تأييد بلغت 97 في المائة من الناخبين، وتم عقد الانتخابات البرلمانية في أبريل/نيسان 2007، ولم يقم الرئيس ولا البرلمان الجديد بتقديم أي إصلاحات.  ·  تستخدم تونس خطر الإرهاب والتطرف الديني ذريعةً لقمع المعارضة السلمية. وثمة تقارير متواترة تتمتع بالمصداقية تتحدث عن استخدام التعذيب وسوء المعاملة لانتزاع الاعترافات من المشتبه فيهم أثناء احتجازهم. كما يتعرض السجناء المحكومون إلى سوء معاملةٍ متعمد. واستمر عدد السجناء السياسيين في التزايد، مع اعتقال السلطات لأعداد من الشباب في مداهمات شملت جميع أرجاء البلاد. وصعبت السلطات من حياة السجناء السياسيين المفرج عنهم، بمراقبتها لهم عن قرب، وحرمانهم من جوازات السفر والوظائف، كما هددت بعضهم باعتقالهم مجدداً إذا تكلموا عن السياسات الحكومية وحقوق الإنسان.  · بالرغم من أن اقتصاد الإمارات العربية المتحدة يواصل تحقيق نموٍ هائل، فلا يزال المجتمع المدني يتسم بالركود، كما كان التقدم بطيئاً في مجال حقوق الإنسان. ومارست السلطات ضغوطاً رَقابية على عددٍ كبيرٍ من النشطاء، مما أعاق عملية الرصد النشيط للانتهاكات وكشفِها، والتي كان من شأنِها أن تُلفت الأنظار إلى انتهاكات حقوق الإنسان وتساعد على الحد منها.  ويشمل التقرير العالمي لعام 2008 مقالات عن سياسة الصين الخارجية، وكيفية مساعدة النشطاء في صياغة مبادئ يوغياكارتا الخاصة بحقوق المثليين، وعن العنف الموجه للأطفال في المدارس وفي البيوت وفي الشوارع والمؤسسات، وعمل الحكومة البريطانية على تآكل الحظر ضد التعذيب بواسطة « الضمانات الدبلوماسية » ضد المعاملة السيئة. وأشار التقرير السنوي إلى بعض التطورات الإيجابية التي طرأت على محاسبة زعماء قاموا بانتهاكات. إذ يخضع الآن للمحاكمة جراء انتهاكات لحقوق الإنسان ألبرتو فوجيموري وتشارلز تايلور، رئيسا بيرو وليبيريا السابقين. وتعقد المحكمة الجنائية الدولية أول جلسة محاكمة لها في مايو/أيار.   
 
(المصدر : موقع منظمة « هيومان رايتس ووتش » بتاريخ 31 جانفي 2009) .  الرابط :  http://www.hrw.org/legacy/arabic/docs/2008/01/31/usint17943.htm
 


ملة العلاقات العامة متواصلة… »اتصالات تونس » الأكثر انفتاحا

 

 
نشرة في مواطنة,  بعد تصنيف تونس في المركز الأوّل عربيا في جودة الحياة والأماكن التي يُستطاب فيها العيش، ذكرت وسائل إعلام حكوميّة انّه تمّ تصنيف تونس ضمن الخمسة بلدان الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي فتحت أسواقها في قطاع الاتصالات للمستثمرين الأجانب وذلك وفق تقرير « الهيئة العربية للمحللين الاقتصاديين ». والهيئة العربية للمحللين الاقتصاديين هي مجموعة أردنية مختصة في تحليل نسبة الخوصصة والمساهمات العمومية في قطاع الاتصالات بالنسبة للهاتف القار والجوال في البلدان المذكورة. وعلى الرغم من أنّ تقريرها الأخير وُظّف من قبل الحكومة التونسية في حملة العلاقات العامة التي أعلنتها بهدف تحسين صورتها القاتمة خصوصا فيما يتعلّق بمجال الحريات ، فإنّ هذه الهيأة لا تضع في معايير « الانفتاح » الخدمات التي تُسديها شركات الاتصال في الدول المعنيّة ومدى التزامها بخدمة حرفائها وعدم التمييز بينهم.  يشار إلى أنّ شركة اتصالات تونس دأبت على قطع خدماتها على الصحفيين المستقلين والمعارضين السياسيين والحقوقيين دون موجب قانونيّ رغم التزامهم بدفع المعاليم في الآجال المحددة. وثبت في أكثر من مناسبة تورّط هذه الشركة في جرائم قطع الخطوط الهاتفيّة أو مراقبتها أو قطع خدمة الربط بالانترنت بعد أن نصّبت نفسها « خصما سياسيا » و انحازت لصالح الجهات الحاكمة. (المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 17 فيفري 2009)  


كلمة حرّة 

إستكملت الدولة في تونس شروط التقهقر الثلاثة

   

1 ــ انتشار واسع للرذيلة 2 ــ جريمة تقضي على ما بقي من رحم إجتماعي. 3 ــ دولة بوليسية مشروعها الأوحد : تكميم الأفواه وإلجام الأقلام ونشر الخوف. إذا كان أهل الإجتماع في القديم والحديث متواضعين على أن تلك الأعراض الثلاثة آنفة الذكر إذا إجتمعت ثم تحولت إلى ظاهرة إجتماعية فإن محلها في التشخيص المخبري : كيان ترعرعت فيه حلقات السرطان الفتاكة فهو مع كل عربدة جديدة يزداد ذبولا وعجزا .. إذا كان ذلك كذلك في قاموس أهل الذكر ( أطباء المجتمعات ) فإن تونس إستكملت شروط التقهقر الثلاثة غير أن فرق الإنقاذ ولجان الطوارئ من سياسيين ونقابيين وإعلاميين ومفكرين ومصلحين وحقوقيين تواصل عملها مسابقة عقارب الساعة رغم الحصار وضروب التنكيل غير المحدودة .. تلك هي خلاصة المشهد التونسي : دولة بوليسية بإمتياز شديد تقود المجتمع بفعالياته الفردية والجماعية إلى الهلاك مع مطلع كل شمس جديدة ومجتمع يمانع ويكافح ولكن أثخنته الجراحات المؤلمة حقا عندما إجتمعت عليه ورزح تحت كلاكلها الثقيلة عقودا كالحة عجفاء.. هاك عينة حية من السرطان الذي يعصف بالمجتمع. 1 ــ هذه قصة ترويها الممثلة ليلى الشابي  ( وشهد شاهد من أهلها ) لجريدتي الشروق والصباح التونسيتين في آخر أيام نوفمبر ( تشرين الثاني ) المنصرم. قالت أنها أرسلت إبنتها لبرنامج ستار أكاديمي ( برنامج تلفزي رسمي ) ضمن دورة تأهيلية لتحسين الصوت والأداء الفني وغير ذلك وحاولت في الأثناء الإتصال بإبنتها هاتفيا للإطمئنان عليها فلم تتمكن من ذلك بذرائع واهية وبعد وساطات في ذلك الإتجاه أخبرتها إبنتها في الهاتف بلهجة تونسية بأن ( الأمور ما تعجبش وسأحكي لك القصة بعد رجوعي ) إسترابت الأم المسكينة وساورتها الظنون السيئة وعند رجوع إبنتها روت لها أن أسئلة التأهيل وبرنامجه كان جنسيا فاضحا بالكلية ومن الأسئلة المطروحة على فتيات تونس المرشحات لفنون التمثيل : ( لو كنت في بيت مغلق مع فتى ماذا تفعلين معه؟ ـ هل يزعجك أن تخلعين ثيابك بالكامل وتبقين عارية بالكامل أمام الكاميرا؟ ) وغير ذلك مما لا يروى لا باللسان ولا بالقلم لفرط فحشه وإيغاله في الإفساد في الأرض.. 2 ــ وهذه تصريحات للد. ربوج مديرة الرعاية الصحية بوزارة الصحة العمومية بتونس نشرتها الشروق التونسية قبل أسبوع واحد تقول فيه بأن أول أسباب الإصابة بمرض السيدا عافاكم الله جميعا ( فقدان المناعة الذاتية ) هو مباشرة الجنس دون واق ثم تأتي المخدرات في المركز الثاني سببا لإصابة حوالي 1500 مريض في العام المنصرم منهم 362 إمرأة و120 طفل دون سن الخامسة عشر ومات من هؤلاء جميعا حوالي 450. إذا إطلعت على كل ذلك وأكثر منه مما يضيق عنه هذا المجال فلا تنس أن تونس ( دولة حرة مستقلة ذات سيادة الإسلام دينها والعربية لغتها والجمهورية نظامها ) وأن المجتمع التونسي مسلم بالكامل وعربي بالكامل ومالكي بالكامل وعلى طريقة الإمامين سحنون وإبن الفرات بالكامل والجنيد السالك بالكامل وأنه مجتمع صغير لا يزيد عن عشرة ملايين وأن أكثر من نصفه شباب رغم الخطط الجهنمية القديمة المتجددة لوأد الإنسان عبر تحديد النسل من جهة وتعقيم المرأة وتأخير سن الزواج وإشاعة الفاحشة مباحة بالقانون من جهة أخرى .. التلفزة التونسية .. خير مؤسسة تشرح لك حقيقة الرذيلةالتيتغرق البلاد في وحل الإفساد في الأرض بإسم اللحاق بركب الأمم المتقدمة وتذويب الفوارق بين الشعوب إنفتاحا على الحضارات والثقافات .. هاك عينة من سرطان الجريمة التي تنسف الرحم الإجتماعي وقيم التراحم والتكافل.
1 ــ أوردت الشروق التونسية في الأسبوع المنصرم أن شابا  ( 22 عاما ) بمنطقة المظيلة من ولاية قفصة قتل أمه بطعنات سكين من خلفها غدرا بسبب أنها أيقظته من نومه ثم ذهبت تعد له فطور الصباح ومعلوم أن هذا الشاب جامعي في السنة الثانية. طلب العلم لمدة تزيد عن 15 سنة كاملة فكانت حصيلة المشروع التربوي التونسي اللائكي الفاسد : إيغال في عقوق الوالدين (لا بل الأم ذاتها التي تكون الجنة تحت قدميها ) إلى حد لا يوده العدو لعدوه لولا ضرورات المقاومة عن الأرض والعرض .. 2 ــ كما أوردت الجريدة ذاتها أن والدا  ( 70 عاما ) قتل إبنه ( 31 عاما ) في غرب العاصمة تونس بساطور حاد في أثناء نومه لإشتباهه بمعاقرته للخمرة أم الخبائث .. هل تصدق أن والدا يقتل فلذة كبده .. إذا صدقت ذلك فهل تصدق أنه يقتله بتلك الطريقة الموغلة في الشناعة والقذاعة والوحشية .. إذا لم تصدق هذا ولا ذاك فصدق هذا : بسبب إجازة التبني قانونا في تونس منذ الإستقلال ( 1956 ) بمفعولاته المالية والتوارثية والنسبية وحقوقه المادية والمعنوية فإن كثيرا من العائلات التونسية إختلطت أنسابها ـ والعياذ بالله ـ حتى تزوج الأخ أخته وهما لا يعلمان فطرأت نكبات عائلية وتصدعات في الرحم العائلي .. لعل إكتشاف إختبارات ( دن أ) وغيرها تحصر الشر في مستواه المادي على الأقل .. أما الدين في تونس فلم يعد يصلح لدولة تحدثت حتى بلغت عنان السماء فتصدعت .. 3 ــ كما أوردت الجريدة ذاتها أن شريكا في الروحية ( ولاية سليانة ) إختطف زوجة شريكه ورهنها عنده مطالبا بمبلغ مالي قدره 30 مليون مليم تونسي .. تلك هي حصيلة ثقافة نصف قرن كامل من حقوق المرأة وكرامتها التي كفلتها مجلة الأحوال الشخصية .. 4 ــ شاب يدخل معهدا تعليميا عموميا ويقتل بطعنة من سكين تلميذا بريئا بعدما ظن القاتل أن ذلك التلميذ هو المعتدي على بعض أصدقائه أو أقربائه في مشاجرة خارج المعهد .. يكفيك أن تتصفح الإعلام التونسي من مثل الشروق والصباح وغيرهما حتى تدرك أن الجريمة في تونس هي خبز يومي وليس ذلك سوى فتات من فتات من موائد القضاء التونسي الذي ينظر في تلك الجرائم .. عالم الجريمة في تونس ليس له نظير قطعا في البلاد العربية والإسلامية بسبب تعدي حرمات الرحم حتى تواترت جريمة قتل الولد أمه وأباه وأخاه وزوجه وعمه وخاله وليس قتلا رحيما ولكن طعنا بالسكين وضربا بالسواطير ودسا للسم .. سل التونسيين عن جرائم السطو والسرقة والنهب والسلب التي يتعرض لها الفلاحون وصغار المربين للماشية وسل عن حالات الغش والخديعة والتكالب على دينار واحد والتكاثر في الزينة والمال والدوس على ميثاق الشرف الآدمي والبشري وليس الإسلامي أو ميثاق الرحم أو الجيرة أو الزمالة أو الصداقة .. سل بنفسك وطالع فيما تنقله الصحف والجرائد .. أما عن جريمة الدولة فحدث ولا حرج ألف ألف حديث .. ولا حرج. عينات جديدة : 1 ــ الأستاذ عبد الوهاب المعطر يقصف بالتهديد الضريبي لإسكات لسانه وإغماد قلمه وهو حقوقي بارز ومعارض معروف .. 2 ــ مواصلة الحرب ضد حرية المرأة إذ نقلت جمعية حرية وإنصاف الحقوقية في بيان لها بتاريخ  13 فبراير شباط الجاري 09 أن شرطيات بالزي المدني يقمن بحملات ضارية في أسواق ولاية نابل ضد ظاهرتي الإلتحاء عند الذكور وحمل الزي الإسلامي فوق رؤوس النساء والفتيات تطبيقا للقوانين السارية ومنها : عدم الإخلال بالمظهر الحضاري للبلاد التونسية وخاصة في حضرة السواح الأجانب ومن لا يعرف تونس ومدنها الساحلية خاصة ربما يظن أن السواح الأجانب ( أغلبهم أروبيون ) يأتون الى البلاد التونسية مختمرين متنقبين أو نصف عراة على الأقل .. لا بل هم يأتوننا عراة بالكامل حتى أضحت شواطئ تونس الدافئة الجملية حرام على كل تونسي وكل تونسية بسبب تحويلها من لدن السياحة الأجنبية إلى مواخير متنقلة وساحات دعارة مبتذلة .. وأخيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــرا … 1 ــ لك أن تقول بإطمئنان كبير أن الدولة البوليسية في تونس إنفصلت بالكامل تقريبا عن وتدين يوفران لها المشروعية ويحميانها من الإنهيار وهما : أ ــ الأصل العربي الإسلامي : ويكفي الدولة عارا وشنارا أنها تطبق منذ عقدين كاملين خطة تجفيف منابع التدين في إستثناء تونسي لا وجود له لا في التاريخ الغابر للبشرية ولا في التاريخ الحاضر فوق الأرض .. ب ــ المعاصرة : التي تقتضي حدا أدنى من الإستجابة للحركة الحقوقية الدولية والحركة الإعلامية الحرة ومواثيق حقوق الإنسان وكرامة الناس وحق المرأة والإنتماء إلى المنظومة الديمقراطية المعاصرة بأدنى درجات الإنتماء سواء حزبيا أو حقوقيا أو إعلاميا أو قضائيا.. ليس شيء من ذلك قطعا : بل مزرعة خاصة للعائلة وأصهارها وشركائها من قوى قمع ولوبيات مال فاسد وإرتباطات بالصهيونية ودوائر الهيمنة الدولية .. 2 ــ الدولة في تونس هي السرطان الذي يثمر أخطر داءين يعصفان بالمجتمع وهما : أ ــ حالة الفساد الأخلاقي الواسعة التي لا تتعرض لأدنى مقاومة بسبب الدرس البليغ الذي لقنته الدولة قبل عشرين عاما ـ ومازال متواصلا ـ إلى حركة النهضة لما أصرت على تغيير المنكر وهي حالة تجاوزت حالة الفساد إلى حالة الإفساد في الأرض بما ينذر صدقا وعدلا بزلازل إجتماعية وإنهيارات غائرة في موازين القيم الخلقية الإنسانية وليس الإسلامية فحسب .. ب ــ حالة الجريمة الواسعة التي تهدد التماسك العائلي والتراحم العشائري والتكافل الإجتماعي وهي مقومات الوجود والحياة في كل مجتمع .. الطريقة التي بها أمسكت الدولة المجتمع ومؤسسات الدولة وفعاليات المجتمع على مدى نصف قرن كامل ( ثلاثة منه في العهد البورقيبي وإثنان في العهد الأخير ) .. هي المسؤولة عن ظهور الجريمة التي تقطع أوصال الرحم وتفتك بالتكافل والتراحم وكذلك عن ظهور الفساد الأخلاقي وهي مسؤوليات تجد صداها بجلاء ووضوح في البرنامج التربوي والمشروع الإعلامي والخطة الثقافية والإستراتيجية العامة لميزانية الدولة ومصارفها وأبوابها بصفة عامة وعمادها : تأخير التربية رغم قيامها على اللائكية وتقديم عصا البوليس وحضوره في كل زقاق ونهج مما زرع الخوف وشجع على الفساد والجريمة لأنه شريك فيها في الأغلب ولكن في الجرائم الكبرى من مثل ( قتل شقيق الرئيس تاجر المخدرات الدولي المعروف ـ شبكات الإتجار بالجنس ).. الخلاصة : مقتضى ذلك هو قطعا : مسؤولية كل تونسي وكل تونسية مسؤولية إسلامية ووطنية كبيرة مساهمة مع فعاليات التغيير حقوقيا وإعلاميا وسياسيا وفكريا ودعويا وإصلاحيا بصفة عامة في وقف الإنهيار الشامل الذي لن يعصف بالدولة وحدها ولكن يعصف بالدولة ومؤسساتها وبالمجتمع ومؤسساته :  » وإتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة « . تلك مسؤولية وطنية لمن يعز عليه وطنه وتلك مسؤولية إسلامية لمن يعز عليه إسلامه وتلك مسؤولية قومية لمن يعز عليه قومه وتلك مسؤولية الشهم الكريم الذي يجمع بين حبه لقومه وحبه لوطنه وحبه لدينه .. (المصدر: موقع « الحوار.نت (ألمانيا) بتاريخ 17 فيفلري 2009)


 تونس: بداية مُـتـجـهـّمـة لسنة سياسية غير عادية

رغم أن سنة 2009 الجارية هي سنة الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي ستنظم خلال شهر أكتوبر أو نوفمبر القادم، إلا أن الأوساط السياسية التونسية لا تزال تتعامل مع هذا الاستحقاق الهام بنوع من الفتور. وفيما يرى البعض أنها قد تكون في حالة بحث عن أفضل الوسائل التي تـُمكن كل حزب من تحقيق مكاسب أقصى، لا تزال الأوساط السياسية والمعارضة بالخصوص تحت وقع التشدد الذي أظهرته السلطة مؤخرا في تعاملها مع أكثر من ملف، وفي مقدمتها ملف معتقلي أحداث الحوض المنجمي (جنوب غرب البلاد). في الواقع، يبدو أن السلطة لا تربط بين ملف الحريات وملف الانتخابات، وهو ما تجلى بوضوح في الأسابيع الأخيرة. فالذين توقعوا بأن تكون السنة السياسية الحالية سنة انفراج ولو محدود على صعيد الحريات، بوغتوا بسلسلة من الإجراءات والقرارات المناقضة تماما لتوقعاتهم. فبعد إعادة اعتقال ومحاكمة الصادق شورو، الرئيس السابق لحركة النهضة المحظورة بعد شهر واحد من الإفراج عنه إثر اعتقال استمر 17 عاما ونيف، جاءت الأحكام القاسية التي صدرت في حق الذين اتـُهموا بالوقوف وراء أحداث الحوض المنجمي، والتي تراوحت بين عامين وثماني سنوات في مرحلة الإستئناف، ثم تمت مصادرة أحد أعداد صحيفة « الطريق الجديد » الناطقة باسم حركة التجديد (الحزب الشيوعي سابقا) المعارضة، كما اتخذ قرار ضد إذاعة « كلمة » التي تديرها الصحفية والناشطة الحقوقية سهام بن سدرين، والتي تبث من إيطاليا عبر شبكة الأنترنت والقمر الصناعي « هوتبيرد ». وبين مختلف هذه الوقائع، سجلت مجموعة أخرى من الأحداث التي تصب في اتجاه واحد سمته استمرار التشدد مع من تتهمهم الصحف الموالية للحكم بـ « العمالة للخارج ». « تشدد هيكلي » من تلك الأحداث التي أثارت الاستغراب ما حصل للاجئ السياسي بألمانيا السيد مرسل الكسيبي، الذي بعد أن ظن بأن ملفه قد سُـوّي، حيث تمكن من الدخول إلى تونس في مناسبتين من دون أن يعترضه أي إشكال، وهو ما جعله يكتب بإيجابية عن تونس وعن نظام الحكم، لكنه عندما قبل النصيحة وقام بالإعتراض على القضايا الغيابية التي تعلقت به أمام القضاء في وقت سابق، إذا به يفاجئ بأحكام بالسجن تصدرها المحكمة التي نظرت في الاعتراض، مما جعله يتوجه مباشرة إلى المطار، ويعود لاجئا كما كان وهو لا يكاد يصدق بأنه قد نجا من اعتقال كاد أن يغير مجرى حياته. وبطبيعة الحال، تعرض للسخرية والهجوم من جميع الذين كان يُحاول من قبل إقناعهم بأهمية المراهنة على المصالحة مع النظام. بسؤاله عن قراءته لكل هذه المؤشرات التي تلاحقت في الفترة الأخيرة، لاحظ السيد حاتم الشعبوني، عضو الهيئة السياسية بحركة التجديد المعارضة، أن تراكم هذه الوقائع السلبية جاء في أعقاب وقائع أخرى إيجابية، مشيرا بالخصوص إلى التسامح الذي تعاملت به السلطة مع المعارضة ومنظمات المجتمع المدني، والذي بلغ حد السماح للأحزاب والجمعيات « المغضوب عليها » بتنظيم مسيرات تضامنية مع غزة. لكن الشعبوني اعتبر في المقابل أن هناك ما وصفه بـ « التشدد الهيكلي »، المتمثل حسب رأيه في « استمرار وضع سياسي يتميز بهيمنة الحزب الحاكم والتحكم في الإعلام والتضييق على كل قضاء مستقل ». أما عن كيفية الربط بين هذه المؤشرات والانتخابات القادمة، يؤكد حاتم الشعبوني أيضا أنه لا توجد حاليا « تحويرات جوهرية من شأنها أن تفتح المجال لكي تكون الانتخابات القادمة انتخابات حقيقية تقوم على المنافسة والتشويق ». ويضيف قائلا: « ليست هناك مؤشرات حول توفر إرادة سياسية لتغيير هذا الوضع الذي يتطلب تنقية الأجواء بإطلاق سراح من حوكم من أجل آرائه وتحركاته المشروعة، وكذلك تحرير الإعلام وتحوير جدي للمجلة الانتخابية ». خبر غير مؤكد… ودكاكين سياسية سياسي آخر، لم تفاجئه الوقائع التي تم سردها أعلاه، ورأى فيها تكرارا لسيناريو سابق يفترض بأنه أصبح معروفا لدى الجميع. وهو سيناريو قائم على المعادلة التالية: يجب التشدد في البداية من أجل خلق حالة سياسية يمتزج فيها القلق بالانتظار، ومع اقتراب موعد الانتخابات يقع فسخ ما سبق، وتتخذ إجراءات تعيد الوضع إلى ما كان عليه، وتعيد الأمل للأوساط السياسية الحائرة. ويلتقي هذا الرأي مع خبر غير مؤكد راج في الفترة الأخيرة، يزعم أصحابه بأن هناك في الأفق احتمال صدور عفو رئاسي قد يشمل عددا واسعا من مساجين الحق العام، إلى جانب من حُوكم في قضايا رأي مثل معتقلي « الحوض المنجمي »، ولا يُعلم إن كان ذلك سيشمل الدكتور الصادق شورو أم لا. ومن المؤكد أن هذا الاحتمال – إن صحّ – هو الذي ينسجم مع مقتضيات الانتخابات القادمة التي ستمثل بكل المقاييس محطة هامة في سيرورة الحزب الحاكم، وقد تشكل مدخلا لتدشين مرحلة سياسية جديدة يُحتمل أن تتبلور معالمها خلال السنوات الخمس القادمة. من جهة أخرى، لم تتبلور بعد معالم التكتيك الانتخابي لدى مختلف الفرقاء السياسيين، سواء بالنسبة لما يوصف بـ « الأحزاب البرلمانية » (أي الممثلة بعضو واحد على الأقل في مجلس النواب) أو تلك المنضوية تحت مظلة « حركة 18 أكتوبر » (تضم أحزابا معترفا بها لكنها غير ممثلة في البرلمان وأخرى محظورة). ومع أن الجميع مشغولون بترتيب أوضاعهم الداخلية، إلا أنه من المتوقع أن تتجه أغلب الأحزاب نحو المشاركة الفردية في الانتخابات التشريعية، وذلك بعد الفشل الكبير الذي منيت بها جميع تجارب التنسيق الثنائية أو الثلاثية في المراحل السابقة، ما أكد أن عقلية « الدكاكين السياسية » تغلبت على ثقافة التحالف والعمل المشترك أو الجبهوي. مقترح طريف في هذه الأجواء، تقدم رئيس حركة الديمقراطيين الاشتراكيين، السيد إسماعيل بولحية، بفكرة تشكيل ما أطلق عليه « الأغلبية الرئاسية »، أي تكوين تحالف واسع لدعم البرنامج السياسي للرئيس بن علي الذي سيستند عليه في حملته الانتخابية القادمة. هذه الفكرة التي وصفها البعض بـ « الطريفة » تدفع في اتجاه التخفيف من حدة هيمنة الحزب الحاكم على الحياة السياسية، وتشجيع الرئيس التونسي على الانفتاح على أطراف سياسية أخرى مؤيدة له وتشاطره الرؤية والتوجه، إضافة إلى كونها قد تفتح الباب أمام احتمال تعيين وزراء من خارج دائرة التجمع الدستوري الديمقراطي، بعد تجربة تعيين وزير مستقل في الحكومة (الراحل محمد الشرفي من 1989 إلى 1994)، أو سفراء من بعض الأحزاب البرلمانية (حركة الديمقراطيين الاشتراكيين والاتحاد الوحدوي الديمقراطي)، وهي الخطوة التي سبقتها تعيين كوادر عليا فيما يصفها البعض بـ « أحزاب الوفاق » على رأس مؤسسات أو شركات تابعة للقطاع العام. ولعل المشكلة التي تعاني منها الخارطة السياسية التونسية، تتمثل أساسا في أن واقع الأحزاب السياسية منفصل كليا عن حجمها الحقيقي وإمكانياتها الفعلية. ولهذا فإن حجم مشاركتها في المؤسسات البينية، بما فيها المؤسسات الدستورية، لا يعكس تمثيليتها الحقيقية على الميدان، حيث لم تتوفر في المرحلة السابقة الشروط الطبيعية التي من شأنها أن تحقق تنمية حزبية حقيقية. بساطة.. وتعقيد.. و »حركية » بطيئة إذا كان المشهد السياسي العام بقي ثابتا، حيث يستبعد السيد هشام الحاجي، عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية، أن تؤدي الانتخابات القادمة إلى « عملية فرز جديدة »، وبالتالي فإن موازين القوى « لن تشهد تغييرا يذكر » حسب رأيه، فإن المشهد الإعلامي الرسمي قد طرأ عليه شيء من التغيير الذي يحتاج إلى وقفة. لم تنفتح وسائل الإعلام السمعية والبصرية على المعارضة أو نشطاء المجتمع المدني والوجوه المستقلة، فهذه الخطوة لا تزال بعيدة فيما يبدو، لكن ما حدث هو الانطلاق في بث برامج جديدة شدت اهتمام الجمهور العريض. هناك تساؤلات حول من يقف وراء هذه البرامج أو بعضها، لكن من الواضح أنها أزالت شيئا من الكآبة عن الإعلام الرسمي المتجهم، وبدأت تخفف من عزلة الإذاعة والتلفزيون، وقد تقلل شيئا ما من منافسة الفضائيات الشرقية. من هذه البرامج الجديدة برنامج يحمل عنوان « نقاط على الحروف » في قناة حنبعل الخاصة. وقد شكلت الحلقة الأولى مفاجأة للجمهور السياسي، إذ لأول مرة منذ أواخر الثمانينات تعطى فيها الكلمة في قناة تلفزيونية محلية لمثقف تونسي مستقل هو السيد محسن مرزوق (يتحمل حاليا مسؤولية الأمانة العامة للمؤسسة العربية للديمقراطية ومقرها الدوحة) إلى جانب مثقف عربي يقيم في تونس (د. عبدالله تركماني من سوريا)، ليدليا برأيهما في موضوع العلاقة بالإسلاميين. وخلافا للكثيرين، أكد ضيفا الحلقة على أنه بالرغم من خلافهما مع الحركات الإسلامية من منطلق سياسي وأيديولوجي، إلا أنهما اعتبراها واقعا قائما يجب التعامل معه بشكل ثقافي وسياسي، أي ضمنيا عدم التعاطي معها أمنيا. ولا شك في أن حلقة من هذا النوع، يتم بثها بدون استعمال المقص الشهير قد تجعل منها « اختبارا » في ملامسة ما كان ولا يزال يعتبر « خطوطا حمراء ». كما أن قائمة ضيوف الحلقات القادمة قد تحمل مفاجئات غير متوقعة، بعد أن تم الاتصال بالباحث الشاب سامي براهم، ذي التوجه الإسلامي المستنير، والدكتورة المستقلة في تفكيرها وانتمائها آمال غرامي، المختصة في الإسلاميات. وهذا يعني أن نافذة تفتح على خيار إعلامي جديد وجاد. هكذا يبقى الوضع التونسي شديد البساطة مقارنة بحالات مشابهة عربيا، لكنه يحمل في طياته – في الآن نفسه – شيئا لا بأس به من التعقيد. ومع أن طابعه المهيمن هو التشدد الأمني والتعامل الصارم مع الخصوم، إلا أنه يكتنف داخله في المقابل نوعا من « الحركية »، التي قد تكون بطيئة أو غير بادية للعيان غير أنه قد يكون من الخطإ إهمالها وعدم أخذها بعين الاعتبار. صلاح الدين الجورشي – تونس ( المصدر : موقع « سويس إنفو » بتاريخ 18 فيفري 2009 ).  الرابط : http://www.swissinfo.ch/ara/news_digest.html?siteSect=104&sid=10340250&cKey=1234940782000&ty=st
 


في تونس..الاعتقال لمن يطالب بوقف الاعتقال

 

 
نشرة وائل لندلسي    اعتقل عناصر أمن بالزيّ المدنيّ في مدينة بنزرت اليوم 17 فيفري الناشط الحقوقي طارق السّوسي عضو الهيئة المديرة للجمعية الدولية لمساندة المساجين السياسيين واقتادوه إلى منطقة الشرطة وعاملوه معاملة سيئة دون الاكتراث بحالة ضحيتهم الصحية (من ذوي الاحتياجات الخاصة). وعلى إثر تجمع الناشطين الحقوقيين أمام مقر فرع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ببنزرت للمطالبة بإطلاق سراح السيد طارق السوسي تدخلت أعداد كبيرة من أعوان البوليس السياسي بالقوة و اعتدوا بالعنف الشديد على المحتجين واعتقلوا الناشط السياسي و الحقوقيّ  خالد بوجمعة عضو منظمة حرية و إنصاف واقتادوه إلى جهة مجهولة. و كان لراديو كلمة هذا الحديث مع السيد طارق السوسي مباشرة بعد اخلاء سبيله. للإستماع إلى الحوار اضغط على الرابط التالي: http://www.kalimatunisie.com/ar/14/40/307/
(المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 17 فيفري 2009)


لجنة عسكرية تقرّر تمديد احتجاز تونسي في غوانتنامو

 
نشرة لطفي حيدوري  نظرت منذ فترة لجنة عسكرية في غوانتنامو في ملف المعتقل التونسي هشام السليطي المحتجز منذ سنة 2002 وأقرّت الإبقاء عليه لفترة غير محددة. وأفاد أحد أعضاء منظمة ريبريف البريطانية في تصريح لكلمة أنّ هشام السليطي لم يتقرر مصيره بعد حيث لم تثبت براءته أو إدانته بكونه من المقاتلين الأعداء، وسيتواصل التحقيق في ملفّه. والسليطي هو واحد من عشرة تونسيين معتقلين في غوانتنامو كان مقيما بالعاصمة الأقغانية كابل حيث فتح محلا لبيع اللحوم قبل أن يفرّ من هناك عند زحف قوات تحالف الشمال مدعومين بالقوات الأمريكية، وألقي عليه القبض على الحدود الأفغانية الباكستانية. وصدرت في وقت سابق أحكام غيابية بالسجن 40 عاما على السليطي في محكمة عسكرية بتونس، كما حكم عليه غيابيا في بلجيكا بالسجن خمس سنوات ضمن المجموعة المتهمة بتدبير اغتيال القائد الأفغاني شاه مسعود وأغلبها من التونسيين. (المصدر: مجلة « كلمة » (أليكترونية محجوبة في تونس) بتاريخ 17 فيفري 2009)  
 


أيها الأعزاء:أصحاب مدونة »صحفي تونسي »

 

 
تعرضت مدونّتكم « صحفي تونسي » للحجب في تونس للمرة الخامسة على التوالي في ظرف عشرة أشهر. لن يمكنكم بالتالي الدخول للمدوّنة عبر البوابة الاكترونية: http://journaliste-tunisien5.blogspot.com الرقيب «عمّار 404» الذي نفّذ ضربته ظهر الثلاثاء 16 فيفري 2009، يمكنه أن يفخر بإنجازه البطولي!؟ العمل جار على خرق الحجب وإعادة المدونة إليكم في تونس أحبّ عمّار أم كـره. مع فائق المودّة  زياد الهاني  

الحزب الديمقراطي التقدمي جامعـة بــــنزرت 40 نهـــج بلجيـكا- بنزرت دعــــــــــــــوة
  تتشرف جامعة بنزرت للحزب الديمقراطي التقدمي بدعوتكم لحضور الندوة التي سيقدم    خلالها الأستاذ عبد الوهاب معطر مداخلة بعنوان:      النشاط السياسي والجمعياتي بتونس في أفق 2009   وذلك يوم السبت 21 فيفري 2009  على الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال بمقر الجامعة.  

حضوركم إثراء للنقاش

   


توضيح  
باريس  18/02/2009 بسم الله الرحمان الرحيم
اننى الممضى أسفله الحبيب فريعة المولود   فى14/05/1957   أعلن واجدد تأكيدى على انه لم يعد لى صلة بأيّة جهة سياسيّةاو حزب او جمعية منذ أوائل ااتسعينات   كما أعلن عدم إنخراطى فى أي نشاط سياسى أو جمعياتى    و السلام الحبيب فريعة


توضيح

2009/02/18 باريس في  

إنّي الممضي أسفله السيّد نورالدين الهاشمي المولود في 1962/05/18 بتونس و المقيم بباريس, أعلن أنّني ليست لي صلة بأيّة جهة سياسيّة منذ سنة 1992.  

 
نورالدين الهاشمي
 

الحرية أولا وأخيرا إرهاب الدولة

 

بقلم خالد الكريشي   الإرهاب،تسمية حديثة لظاهرة قديمة ما فتئت تملأ أروقة الأمم المتحدة والمؤتمرات والندوات والمجالس العامة والخاصة والبرلمانات وتشغل بال رجال الفكر والسياسة والقانون والإقتصاد والإعلام في كامل المعمورة وهي ظاهرة إجتماعية من أشد المسائل تعقيدا لأنه من أكثر المصطلحات تداولا ومن أرزها حاليا على الساحة الدولية ،والإرهاب موضوع حساس كدراسة نظرية وهو موضوع فضفاض لا يمكن حصره في إطار محدد خصوصا حين نطبق التعبير الشائع : » من يعتبر إرهابيا من وجهة نظر أحدهم يعتبر بطلا ومناضلا في سبيل الحرية من وجهة نظر آخر « ومن يريد وضع تعريف جامع مانع للإرهاب كمن يمتطي صهوة جواد جامح لا يعرف أين يأخذه أو كمن يسير على الرمال المتحركة المليئة بالألغام وذلك بسبب تعدد الإيديولوجيات في العالم وإختلاف نظرة الدول للإرهاب إنطلاقا من توظيفها للمصطلح لما يخدم مصالحها . وبعيدا عن التعريفات المتعددة والمتناقضة أحيانا وإنطلاقا من أن ما لا يدرك كله لا يترك كله حاولت الموسوعة السياسية تعريف الإرهاب بكونه إستخدام العنف غير القانوني أو التهديد به من أجل تحقيق هدف سياسي معين مثل كسر روح المقاومة والإلتزام عند الأفراد وهدم المعنويات عند الهيئات والمؤسسات » وبذلك فإن الإرهاب قد يكون صادرا عن الأفراد والجماعات كما قد يكون – وهذا على عكس ما يتصوره البعض – صادرا عن دولة من الدول ،وإرهاب الدولة هو أخطر مصادر الإرهاب الدولي من حيث حصوله في إطار « الشرعية الدستورية » ومن حيث إتساع تأثيره على البشرية فهو يشمل جميع أعمال العنف والأعمال الإرهابية التي تقوم بها الدولة ضد الأفراد والجماعات أو دول أخرى بقصد الإنتقام ودون مبرر قانوني أو بهدف تحويل صفة الإرهاب عنها وتقوم الدولة بهذه الأعمال إما بنفسها مباشرة عبر أجهزتها الأمنية والعسكرية والحزبية أو غير مباشرة عبر إستعانتها ببعض الجماعات والمنظمات والأفراد التي تكون أغلبها ذات طبيعة سرية وفي حال ممارسة الدولة الإرهاب الخارجي ضد دولة أخرى وضد شعوب أخرى فإنه يكون يديلا عن الحرب ،أما إرهاب الدولة الداخلي فتمارسه ضد شعبها عامة ومعارضيها خاصة للحفاظ على نظامها السياسي ويتخذ عدة صور مثل الإرهاب الدعائي والإعلامي والإرهاب الإقتصادي والإرهاب الفكري والثقافي  والصحي والرياضي  …وبذلك فإن إرهاب الدولة يحدث عندما تخالف الدولة المبادئ الأساسية والأحكام المستقرة في القانون الدولي بما في ذلك أحكام قانون حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي وتصبح الدولة الإرهابية مسؤولة أمام القانون الدولي وما يترتب على ذلك من جزاءات وتعويضات عن الأضرار التي تلحقها بدولة أخرى أو بأفرادها. كان الكشف عن العمليات السرية التي قامت بها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في العالم الثالث وأعمال الدول الإستعمارية عاملا مهما في إقرار فكرة إرهاب الدولة ،فقد أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها عدد 61/40 المؤرخ في 11 ديسمبر 1985 وجود إرهاب الدولة وعرفته بكونه الإرهاب الذي تمارسه الدولة والذّي يستهدف تقويض النظام السياسي والإجتماعي لدولة أخرى » رغم معارضة الولايات المتحدة الأمريكية ورفضها الإقرار من الناحية القانونية والسياسية بوجود أصلا إرهاب دولة متذرعة بأن الدولة لا تمارس الإرهاب بل كل ما تفعله أنها تحتكر ممارسة العنف إحتكارا شرعيا للدفاع عن نفسها خارجيا وللمحافظة على النظام والقانون داخليا وتزعمت داخل المنتظم الأممي توجها قويا يستبعد إرهاب الدولة ويقصر الإرهاب على الجماعات والأفراد ومن أكثر الفقهاء القانونيين الرافضين لمفهوم إرهاب الدولة هم الفقهاء الأمريكيين ولهذا السبب وإضافة لعدم قبولها التمييز بين الإرهاب والمقاومة مازالت الولايات المتحدة الأمريكية إلى اليوم ترفض عقد مؤتمر دولي حول الإرهاب . ورغم ذلك يظل تبني وتعريف الجمعية العامة لإرهاب الدولة قاصرا لأنه أقر فقط إرهاب الدولة الخارجي وغفل عن ممارسة الدولة للإرهاب الداخلي تجاه شعبها بوصفه الوجه الحقيقي لإرهاب الدولة فكلمة الإرهاب إقترن ظهورها  تاريخيا بتصرفات الدولة تجاه شعبها  وظهر الإرهاب كمصطلح بظهور الدولة إبان  الثورة الفرنسية فيما سمي « بعهد الرهبة » الممتد من 10 مارس 1793 إلى 28 جويلية 1794 ومارسته « لجنة السلامة العامة » برئاسة روبسبيير الذّي خلف 40 ألف ضحية وسجن 300 ألف شخص بدعوى تهديدهم للدولة والثورة وأن « هؤلاء يجب أن ̓يحكموا بالحديد لأنه لا يمكن حكمهم بالعدالة » على حد قول سان جيست  عضو لجنة السلامة العامة.   (المصدر: صحيفة « مواطنون »، لسان حال التكتل الديمقراطي للعمل والحريات، (أسبوعية معارضة – تونس)، العدد 93   بتاريخ  18 فيفري 2009     2008 )  

د. منصف المرزوقي يشارك في برنامج حواري بقناة فرنسا 24

بسم الله الرحمن الرحيم  حول مؤتمر « غزة النصر »

 

عقدت الحملة العالمية لمناصرة فلسطين، وهي احدى فعاليات الحملة العالمية لمقاومة العدوان ، مؤتمرا تحت شعار  » غزة النصر » وذلك في مدينة اسطنبول أيام 12 – 13 – 14 من الشهر الجاري، بمشاركة شخصيات علمية وفكرية وسياسيه، يغلب عليها التوجه السلفي، قدم معظمهم من الخليج، مثل الشيخ ناصر العمر، والشيخ عمر الأشقر، والدكتور وليد الطباطبائي والدكتور ناصر الصانع النائبان الكويتيان، والدكتور محمد الأحمري، والدكتور عبد الله النفيسي، الى عدد كبير من أساتذة الشريعة، الى جانب ممثلين لحركات اسلامية مثل الشيخ حارث الضاري رئيس هيئة علماء المسلمين في العراق، والشيخ همام سعيد المراقب العام للإخوان المسلمين في الاردن، والشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، والأستاذ الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح بالمغرب، كما حضر القياديان في حركة حماس محمد نزال وأسامة حمدان. وتولى افتتاح المؤتمر الدكتور وليد الطبطبائي نائب رئيس الحملة الدولية لمقاومة العدوان بتلاوة رسالة رئيس الحملة الشيخ  الدكتور سفر الحوالي.   وحيّى الشيخ الدكتور سفر الحوالي  في رسالته  المجتمعين، معتذرا عن تغيبه بسبب المرض،  مؤكدا  » ان النصر في غزة قد تحقق بعدما فشلت كل الرايات من القومية والإشتراكية وغيرهما وبقيت راية الإسلام ».   ولقد ابتدا الندوة الأولى أحد أبرز المفكرين السياسيين الإسلاميين الدكتور عبدالله النفيسي، فقدّم تقديرا عاما للموقف لخصه بكلمة مأثورة « ويل للعرب من شر قد اقترب » محذرا من الإستراتيجيا الدولية الجديدة، المتمثلة في تطويق المنطقة بقوة الحلف الاطلسي، داعيا الى نفض اليد من كل الأنظمة، منبها الى خطر الطابور الخامس في الإعلام، داعيا الى مواجهته بكل الوسائل. كما تعرض  للمشاكل التي لا بد للمقاومة ان تضعها في الحسبان وهي تتعامل مع الدول العربية، وفي مقدمتها الطغيان السياسي المتمثل في أقليات حاكمة وأكثرية مهمشة، وسوء توزيع للثروة، والإحتلال الأجنبي المباشر وغير المباشر. ولقد فهمت مداخلته  في نهايتها أنها تلقي  بعض الشك حول فعالية المقاومة وانتصاراتها في لبنان وفلسطين!!، بما أثار قدرا من الحيرة وحتى الإمتعاض، في وسط مفعم بالحماس قدم للإحتفاء بنصر مؤزر.    ورغم أن الأساذ النفيسي قد سافر تاركا وراءه زوابع، إلا أن الردود عليه قد تواصلت ، مؤكدة أن قدوم الحلف الأطلسي لحماية ربيبته اسرائيل، دليل ضعفها وهزالها، وأنه لن يخيف أمة تعيش عنفوان صحوتها، وقد هزمته أكثر من مرة، وستهزمه وترد عدوانه بإذن الله. فقد انهزم في الجزائر من قبل، وحديثا في العراق، ويوشك أن يعلنها في افغانستان.    ومن جهته أكد  المفكر السعودي محمد الأحمري في رؤيته للمستجدات  « أن فلسطين لا تحررنا فقط بل هي توحدنا » وشدد على ضرورة التأمل في عوامل نجاح حركة حماس التي تعود  » الى الدين، والعمل المتواصل، ونظافة اليد، وعلى الجميع التحلي بذلك والمحافظة عليه  » وفي معرض الرد على الدكتور النفيسي أكد الدكتور الأحمري  » أن حلف الناتو سيتراجع اذا اتجه الى الخارج » مستشهدا في ذلك بأقوال بعض الغربيين وختم كلمته بالقول  » ان العقل متشائم والإرادة متفائلة »   وخلال عدة جلسات تولى عدد من الشيوخ والأساتذة تقديم ست عشرة مداخلة  حول « دور العلماء في النوازل المعاصرة » وحول » فقه ادارة الازمة في الصراع مع العدو » وحول « مستقبل الصراع مع العدو ». وفتح المجال في نهاية كل ندوة للتعقيب والمناقشة وكان من ذلك تعقيب الشيخ راشد الغنوشي على معنى لاحظ أنه تكرر في أكثر من مداخلة،  ألا وهو  عدم التمييز بين اليهودية والصهيونية،  » مع أن اليهودية ديانة سماوية، اعترف بها الإسلام  وعاش أهلها آمنين في ظله على امتداد تاريخه – على ما بهذه الديانة  من دخن- وعلى ما يبدو من تواطئ معظم معتنقيها مع المشروع الصهيوني الإمبريالي » وأضاف الغنوشي  » أن الصهيونية حركة عنصرية معتدية احتلت جزء عزيزا من ارض الإسلام، وتكيد له ولأهله على كل صعيد، وهي حركة لئن نجحت بدعم استعماري في استقطاب معظم اليهود، إلا أنها ظلت مرفوضة من  بعض الجماعات اليهودية  التي شاركت في كل المسيرات المناهضة للصهيونية باعتبارها في نظرهم حركة علمانية ملحدة » .إن الإسلام كما قال الغنوشي  » قد تعايشت في ظله كل الأقوام على اختلاف دياناتهم ونحلهم، فلم يتلوث تاريخه  بحروب التطهير العرقي أوالديني، فنحن نقاتل اليهود وغيرهم  ليس بسبب معتقداتهم فهم أحرار فيها (لا إكراه في الدين) وإنما من أجل دفع عدوانهم على بلادنا بالإغتصاب  وعلى أهلنا بالقتل والتشريد، فأهل الكتاب ومثلهم غير المسلمين عامة « ليسوا سواء » فهم بين مسالم لنا  أمرنا الله بمسالمته والبر به، ومعتد علينا أوجب علينا دفع عدوانه قال تعالى »لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم، إن الله يحب المقسطين. إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم، أن تولهم، ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون » « الممتحنة…… » وقال الغنوشي  » إن الجهاد من أجل تبليغ الدعوة قد كفتناه الثورات التحررية الحديثة، التي فتحت أبواب العالم أمام كل الأفكار والمعتقدات، فامتدت مساجد الإسلام ومراكزه ومجتمعاته الى كل القارات، مما لا سابقة له ، وما كان ممكنا في ظل الانظمة الاقطاعية والكنسية المغلقة، مما لم يبق معه حديث جاد عن فتح، اللهم سوى الفتح الفكري والدعوي عبر كل وسائط الإعلام والفن الحديثة، بعد أن تحول العالم الى قرية مفتوحة »   ولقد فوجئ الشيخ بما أثارته مداخلته القصيرة(دقيقتان) من حركة تململ واحتجاج بين عدد غير قليل من الحاضرين، فأعطيت الكلمة لأحدهم الشيخ « عمر الاشقر » ، فعبّر عن خطورة هذا المنحى باعتباره يبطل شرعية الفتح وينقض أسس النبوة. وأنهيت الجلسة عند ذلك الحد،غير أن ذلك لم ينه احتجاج بعضهم مطالبا بحق الرد رافعا صوته بأن هذا التوجه  يصادم المعتقدات السلفية!ويبطل النبوة. وفي جلسة لا حقة أثار الدكتور حارث الضاري الموضوع بشكل غير مباشر مؤكدا ضرورة تحمّل الراي المخالف، فلقد اتسعت الحضارة الاسلامية لكل الديانات والمذاهب، وجاء ذلك في سياق حديثه عن العراق أما  عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال فقد دعا نخبة الأمة وعلمائها  » للدفاع عن المقاومة وثقافتها وأبجديتها بالكلمة واللسان والقلم ضد المخذلين والمعوقين » وأضاف  » لقد سالت دماء غزيرة عزيزة، كنا أحرص الناس عليها، ولكن استراتيجية الكيان الصهيوني قائمة على سفك الدماء. لقد انتصر الدم على السيف، وأحفاد بدر على أحفاد خيبر، وكان لهذا الإنتصار دور في كشف الحقائق، وفضح العملاء والمرجفين » وأشار نزال الى أن المطلوب اسرائيليا اليوم هو تعميم « نموذج الضفة الغربية » التي يوجد فيها ثلاث جنرالات أمريكيين هم فريزر ودايتون وجونز، يشرفون على سياسة ضرب المقاومة، مؤكدا وجود أكثر من 600 معتقل من حماس وفصائل المقاومة في سجون السلطة، التي » كان وزيرها للصحة ووزير الشؤون الإجتماعية مع عدد كبير من المقاتلين يستعدون لإستلام قطاع غزة بعد انجاز المهمة، والإجهاز على حركة حماس بيد صهيونية ». و أثنى الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق الدكتور حارث الضاري على انجاز المقاومة الفلسطينية وقال  » ان انتصار غزة هو انتصار لكل قوى المقاومة في العالم… وأن الأمة الإسلامية لن تعيد كرامتها الا بالمقاومة ».  وأثناء المؤتمر وجه العشرات من الدعاة والمفكرين منهم الشيخ راشد الغنوشي وعمر سليمان الأشقر ومحسن العواجي نداء الى الحكام والشعوب بأن يتعاملوا مع الحكومة المنتخبة لإيصال المساعدات الى غزة معتبرين « السلطة المنتهية ولايتها » فاقدة للشرعية ولا تمثل الشعب الفلسطيني، مؤكدين على ضرورة فتح المعابر معتبرين » السفن الحربية في مياه المسلمين بمثابة اعلان حرب ».  واختتم المؤتمر بتلاوة البيان الختامي، الذي أكد على شرعية حكومة اسماعيل هنية، داعيا الفلسطينيين الى رفض ولاية سلطة عباس، اذا ما أقيمت انتخابات جديدة. وكانت للشيخ جملة من الاتصالات والمناشط الاعلامية ، فاستضافت قناة الهلال التركية وعلى امتداد ساعتين الشيخ راشد الغنوشي والأستاذ محمد نزال والدكتور وليد الطبطبائي للحديث حول انتصار غزة ودعم المقاومة ودور الحكومة التركية بقيادة رجب طيب اردوغان في فضح ادعاءات الصهاينة خاصة من خلال الموقف الشجاع لرئيس الوزراء اردوعان في ملتقى دافوس. كما كان للشيخ راشد الغنوشي مداخلات في قناة الجزيرة وقناة الرافدين وبعض الحوارات الصحفية. ملاحظات:1- اختتم المؤتمر بسهرة إنشاد قدمتها فرقة من الطلبة العرب في تركيا  أمتعت الحضور بأناشيد حمساوية  استخدمت فيها عدة آلات موسيقية. كانت هناك خشية  أن ينفض عن السهرة كثير من الحاضرين ممن لا يجيزون هذا الضرب من الفنون وبالخصوص مع استخدام الآلات.ولكن المفاجأة أن لا أحد غادر موقعه. هل كان ذلك مجاملة ومراعاة للموقف أم كان تطورا في الموقف؟ 2- بين وصلة إنشادية وأخرى أخذ رئيس الفرقة  العهد على الحاضرين « لن نعترف بإسرائيل..لن نعترف بإسرائيل.الاسلام ديننا والقرآن دستورنا..الجهاد سبيلنا..الموت في سبيل اله أعلى أمانينا »                                                                                                      3- كما كان عريف الحفل بين وصلة وأخرى  يحرض على التطوع لغزة معلنا عما يصله فكانت تترواح بين المائة ألف دورا وبين مبالغ صغيرة بمختلف العملات وبلغت في المحصلة مئات الآلاف. 4- لوحظ غياب كامل لأهل المذهب الشيعي ، وما تجرأ أحد على ملاحظة ذلك بسبب ما  هو معروف من موقف متشدد بين التيارين السلفي والشيعي.كما لوحظ غياب أي عنصر قيادي اخواني من مصر أو سوريا أو تحريري 5- ومع ذلك يحسب للتيارالسلفي تنظيمه لهذا المؤتمر أحتفاء بانتصار منظمة فلسطينية معروفة بانتمائها الاخواني، محل أكثر من مؤاخذة سلفية. وهو ما يؤكد أهمية القضية الفلسطينية ومركزيتها لدى كل التيارات الاسلامية بما يحملها على تجاوز كثير من خلافاتها في هذا المجال.إنها بركة دماء الشهداء تجمع القلوب وتوحد الصفوف 6- لم يسجل خلال المؤتمر تدخل لعنصر نسائي ، بل قدمت الى رئاسة احدى الجلسات ورقة من قبل أحد الحضور، قرأ الملاحظة التي حملتها . ومضمونها احتجاج على وجود عدد من النساء داخل القاعة ،اتخذن زاوية في الجانب الخلفي الايمن من القاعة. قرأها مدير الجلسة داعيا الى أن تتخذ لهن قاعة أخرى. شكت احداهن محتجة على دعوتها من المغرب ثم مواجهتها بمثل هذه الاهانة، فلم  تجب بشيء. 7- لوحظ غياب كامل في المؤتمر لممثل للسلطة أو للحزب الحاكم وحتى لبلدية اصطنبول رغم أن المؤتمر حافل بالتمجيد لتركيا الخلافة ولزعمائها وبخاصة الطيب رجب اردوجان ولحزبه العدالة والتنمية. إلا أن الحضور التركي وبالخصوص في الجلسة الختامية لم يكن قليلا ممثلا خاصة بمسؤول كبير من حزب السعادة وبعدد من الأدباء ومسؤولي المؤسسات الخيرية مثل جمعية الإهاها التي ذكر الناطق باسمها الدكتور عمر فاروق أن قيمة أعمالها في غزة تجاوزت 10مليون دولارا، مؤكدا أن الشعب التركي كله مع غزة حتى فئة الشذاذ. 8- عاب أكثر من شيخ استخدام مصطلح »مقاومة » وكان الاوجب استخدام مصطلحنا الشرعي « الجهاد »، إلا أن الشيخ الضاري لم ير في ذلك بأسا ، إذ لا عبرة بالمباني إذا تحددت المعاني. 9- تلا في الاخير الدكتور طباطبائي النائب الكويتي نائب رئيس الحملة الدولية البيان الختامي ممثلا للتيار السلفي الأكثر انفتاحا. حيى البيان انتصار غزة الباهر داعيا كل قوى الامة الى الدعم الجاد للجهاد والمجاهدين وتقديمه الى الحكومة الشرعية في غزة…والملاحظ أن البيان وصف العدو وصفا سياسيا أنه صهيوني، وليس وصفا عقديا أنه يهودي . إلا أن ذلك لم يمنع توصيف الصراع بأنه عقدي. 10- لوحظ حضور الصديق الاستاذ معن بشور  الأمين العام السابق للمؤتمر القومي  والمعروف بنشاطه الواسع على الصعيد العربي والاسلامي، ذكر أنه لولا خطابات قليلة  في المؤتمر لاستبد به بشكل مطلق الشعور بالغربة.فرغم أن المؤتمر ينعقد في دولة علمانية إلا أن شعورا عاما قد ساد في المؤتمر وكأنه ينعقد في ظل السلطان عبد الحميد.  
 تقرير مصور لنشاط الشيخ راشد الغنوشي في مؤتمر  » غزة النصر  » في مدينة اسطنبول http://www.ghannoushi.net/index.php?option=com_content&view=article&id=219:2009-02-17-16-54-25&catid=36:news&Itemid=53 (المصدر: موقع الشيخ راشد الغنوشي بتاريخ 18 فيفري 2008)

 


إيطاليا:1200 مهاجر غير شرعي على لائحة الترحيل
الإيطالية.. والبداية بـ 500 مرحّل قبل موفى مارس

 

تونس – الصباح: من المنتظر ان تنطلق السلطات الايطالية في عملية ترحيل حوالي 1200 مهاجر تونسي غير شرعي موضوعين على قائمة الترحيل وذلك قبل موفى شهر مارس المقبل.وستنطلق العملية في الايام القليلة القادمة بترحيل حوالي 500 مهاجر غير شرعي وصلوا التراب الايطالي بالطرق الممنوعة سواء عبر السواحل التونسية أو الليبية وتم القاء القبض عليهم واعتقالهم في جزيرة لمبادوزا. وقد عقدت أطراف مسؤولة تونسية وايطالية منذ ايام جلسات عمل تركزت اساسا على محاربة الهجرة غير القانونية وفي المقابل دعم وتطوير قبول العمال التونسيين في إيطاليا وبحث سبل مضاعفة رخص العمل الممنوحة للمواطنين التونسيين بشروط مضبوطة ومقننة عبر اتفاق ثنائي مبرم بين البلدين منذ سنوات يؤطر وينظم هجرة اليد العاملة التونسية نحو ايطاليا.وقد حققت تلك الاتفاقية نتائج جد هامة في مجال الهجرة واعتبرت من الآليات المهمة التي ساهمت في الحد ولو نسبيا من أعداد المهاجرين غير الشرعيين. وتقتضي هذه الاتفاقية أن يقوم الجانب الايطالي بمنح تأشيرات الهجرة سنويا لـ2000- قبل الحد من هذا الرقم في وقت لاحق- من التونسيين ممن تتوفر فيهم شروط الهجرة وأهمها حصولهم على عقود عمل وإلحاقهم بدورات تدريبية على المهن التي سوف يعملون فيها في الشركات والمصانع الإيطالية وكذلك خضوعهم لدورات تعلمّ اللغة الإيطالية الى جانب تقديم المطالب والقيام بالاجراءات لدى مكاتب التشغيل.     تشديد العقوبات   وكانت تونس سّنت سنة 2003 قانونا تميز بتشديد العقوبات الموقعة على المهاجرين غير الشرعيين وعلى وسطاء التهريب. ووسع هذا القانون من الجرائم المتعلقة بالهجرة غير الشرعية.    حيث جرّم قانون 2003 كل من « كونوا عصابات أو تنظيمات بغرض تنظيم عمليات هجرة سرية، أو الأشخاص المتهمين بالمساعدة في تنظيم عمليات الهجرة، سواء بإرشاد من يرغبون في الهجرة أو تسهيل عبورهم للدول التي يرغبون في الهجرة إليها، أو إيواء الأشخاص المهربين أو تهريبهم، أو إعداد أماكن لإخفائهم، وتوفير وسائل النقل لهم، أو القيام بعملية النقل في حد ذاتها، أو الأشخاص الذين تخلفوا عمدا عن إعلام السلطات المختصة بما لديهم من معلومات عن عمليات تنظيم هجرة سرية ».   كما جاء قانون 2003 ليشدد من العقوبات على الأشخاص الذين انخرطوا في جريمة الهجرة السرية بالسجن لمدد تتراوح ما بين 3 أشهر و20 عاما، وبغرامات مالية يمكن أن تصل إلى 100 ألف دينار تونسي. وأعطى القانون المحكمة حق وضع المجرمين قيد المراقبة الإدارية، أو منعهم من الإقامة في أماكن محددة إذا كان ذلك يساعدهم في مباشرة جريمة الهجرة غير الشرعية.   مشروع نموذجي   وتعمل كل من تونس وايطاليا اليوم على تجريب مشروع نموذجي في تونس لإضفاء الشّفافيّة على خصائص سوق الشّغل بِبلد المنشإ (تونس) وببلد الاستقبال (إيطاليا) وذلك بالتّأكيد خاصّة على إمكانيّات تَقاطُع العرْض والطّلب في مجال الكفاءات ممّا يساعد على الإدماج المهني ويساعد على تعطيل الهجرة السّرّيّة قبل انطلاقها. هذا الى جانب فتْح شبابيك خدمات بِمكاتب التّشغيل في المدُن التّونسيّة المُستهدَفة. وتعمل هذه الشبابيك المُوحَّدة للخدمات الاجتماعيّة لِمُساعدة المهاجِر المُحتمَل على معرفة الاجراءات الخاصة بالهجرة الشرعية والتعرف على عروض الشغل والاختصاصات والاختيار بأقصى ما يُمكن من وعي لاختصاص ومكان العمل. وهي اجراءات تمت بالتنسيق بين البلدين خاصة أن ايطاليا تبقى في حاجة أكيدة لليد العاملة المختصة،لكن من مصلحة الجميع أن تهاجر هذه اليد العاملة بالطرق الشرعية المتفق عليها عو ض « الحرقان » الذي ذهب بأرواح العديد من الشبان.   سفيان رجب   (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 18 فيفري 2009 )  
 

  ندوة الإعلام الديني وتحديات العصر:
                  

صورة الإسلام والمسلمين في «مرايا» وسائل الإعلام والاتصال الغربية

  تونس ـ الصباح: في اليوم الثاني من اشغال الندوة العلمية التونسية المصرية المشتركة حول «الاعلام الديني وتحديات العصر» التي انعقدت على مدى يومي امس وأمس الاول (16-17 فيفري) بأحد نزل العاصمة كان الموعد مع اربع محاضرات اشتملت عليها الجلسة العلمية الثانية من هذه الندوة برئاسة الدكتور محيي الدين عبد الحليم أستاذ الاعلام بجامعة الازهر بمصر.   «صورة الإسلام في الصحافة الناطقة بالانكليزية» اولى هذه المحاضرات قدمها الدكتور حسين أمين الاستاذ بالجامعة الأمريكية بالقاهرة بعنوان «صورة الإسلام في الصحافة الناطقة بالانكليزية» وقد حاول من خلالها رصد ملامح الصورة التي «ترسمها» الصحافة المكتوبة الناطقة بالانكليزية للإسلام من خلال ما تنشره من مقالات وأخبار عن الإسلام كدين وعن العالم الإسلامي. الدكتور حسين امين وبعد ان طرح في مدخل محاضرته عديد الأسئلة حول طبيعة العناصر والدوافع التي تكون تقف ـ ربما ـ وراء تشكل تلك الصورة السيئة ـ عموما ـ والمشوّهة للإسلام والمسلمين في الصحافة الناطقة بالانكليزية وبخاصة منها البريطانية.. عاد ليؤكد على مدى التأثير الكبير لوسائل الإعلام في توجيه وحتى «تشكيل» الرأي العام في المجتمعات الغربية.   11 سبتمبر 2001، خط فاصل فعن تاريخ 11 سبتمبر 2001، تاريخ الهجوم على برجيْ التجارة العالمية بنيويورك قال الاستاذ المحاضر ان هذا التاريخ يشكّل «خطا فاصلا» في مسار طبيعة الصورة التي دأبت الصحافة البريطانية المكتوبة على تقديمها عن الاسلام والمسلمين اذ تعمقت وبوضوح بداية من هذا التاريخ معالم التشويه في هذه الصورة وصار الحديث عن الاسلام مرادفا او يكاد للحديث عن الارهاب.. فجريدة «الغارديان» البريطانية ـ مثلا ـ يضيف الدكتور حسين امين ومن خلال مجموعة مقالات نشرتها في الفترة ما بين 2002 الى 2008 تهم العالم الاسلامي والمسلمين كانت تبدو وكأنها تشن حملة كراهية مسترسلة ضد الاسلام والمسلمين.. ونفس الشيء يمكن ان يقال ايضا عن الصحافة الامريكية.. بل ان الرئيس الامريكي السابق بوش نفسه ـ يضيف المحاضر ـ كان بتصريحاته يمثل أحد الاطراف النشيطة في ادارة هذه الحملة.. «لقد كان الامر اشبه بالحملة التي اطلقتها وسائل الاعلام الالمانية النازية في عهد هتلر في حق اليهود!!» ـ يضيف المحاضر. ولان مثل هذه الحملة الخطيرة ـ حملة تشويه صورة الاسلام والمسلمين في الصحافة الغربية الناطقة بالانقليزية ـ يجب ان تتوقف فان الدكتور حسين امين دعا في ختام محاضرته الى ضرورة ان تتولى جهات اعلامية عربية واسلامية زمام المبادرة للرد بمنطق اعلامي اكاديمي على مثل هذه الاساءات والادعاءات.. فالاساءة للرسول الكريم ـ مثلا ـ من خلال الرسوم الكاريكاتورية لا يمكن بأي حال من الاحوال ان تكون من باب «حرية الصحافة والتعبير» وربط الاسلام بوصفه ديانة ربطا مباشرا بالارهاب لا يمكن ان يستمر اكثر لما له من خطورة  ولما يتضمنه من تحريض على معتنقي هذا الدين أينما كانوا..   الفكر الديني في الفضائيات العربية اما المحاضرة الثانية في اطار اشغال اليوم الثاني من ندوة «الاعلام الديني وتحديات العصر» فكانت للدكتورة ثريا السنوسي الأستاذة بمعهد الصحافة وعلوم الاخبار بتونس وجاءت تحت عنوان «الفكر الديني في الفضائيات  العربية» وقد حاولت من خلالها رصد خصائص الفضاء الاعلامي الديني ـ شكلا ومضمونا ـ كما تعكسه 43 قناة دينية فضائية بعضها متخصص وبعضها جامع أحصتها المحاضرة وقالت انها ظهرت للوجود تباعا منذ سنة 1998 تاريخ ظهور أول فضائية دينية متخصصة ممثلة في قناة «اقرأ» التي تملكها مؤسسة  «الآرتي».   الشكل والمضمون على امتداد محاضرتها حرصت الدكتورة ثريا السنوسي على جلاء طبيعة وخصائص الفكر الديني المبثوث عبر هذه الفضائيات الدينية ـ كما حرصت على تصنيفها بحسب «توجهاتها» بين قنوات دينية جامعة وقنوات دينية متخصصة وثالثة تجمع او لنقل تخلط بين الديني والسياسي مثل قناة «المنار» اللبنانية و«الاقصى» الفلسطينية.. وذلك قبل ان تنتهي الى تسجيل بعض الملاحظات والاستنتاجات من بينها ـ مثلا ـ ان هذه الفضائيات والقنوات الدينية بعضها يروّج لخطاب ديني منغلق وبعضها الاخر يروّج لخطاب يحاول أن يكون معتدلا.. وان بعضها الآخر يحاول ان يكون متخصصا وهذا سيساعد تدريجيا ـ كما تقول  المحاضرة ـ على تحسين مستوى الخطاب الديني المبثوث عبر هذه الفضائيات. اما عن المآخذ فأهمها يتمثل في ذلك الخطاب المتشدد كثيرا الذي تروج له بعض الفضائيات الدينية وهو امر بالغ الخطورة.. ثم ان الاعلام الديني مطالب بتطوير ذاته وآلياته ـ تضيف الدكتورة ثريا السنوسي وذلك حتى يمكنه الاضطلاع برسالته الثقافية والدينية بأسلوب علمي وعصري.. ذلك ان الرسالة الاعلامية الدينية لا تتحقق اهدافها بالنوايا الطيبة ـ فقط ـ وانما ايضا عبر الأخذ بالوسائل العلمية وفق قوانين علوم الاتصال وآلياتها.   الإسلام في الانترانت! اما المحاضرتان الثالثة والرابعة في اطار هذه الجلسة العلمية الثانية والاخيرة من ندوة «الاعلام الديني وتحديات العصر» فكانتا بامضاء كل من الدكتور عفيف الصبابطي الاستاذ بجامعة الزيتونة بعنوان «مظاهر الاختلاف في تناول المسألة الدينية عبر شبكة الانترنات» والدكتور محمد الشحات الجندي الاكاديمي المصري وعنوانها «صورة الاسلام عبر شبكة المعلومات الدولية للانترنات» وقد حاول كلاهما رصد ما يروّج له وما يروج من فكر اسلامي وآراء دينية عبر شبكة الانترنات.. ففي حين حرص الدكتور الصبابطي في محاضرته على تقديم نماذج لآراء دينية يتبادلها بعض مستعملي الانترنات من الاسلاميين حول قضايا محددة مثل مسألة حرية المرأة.. ذهب الدكتور محمد الشحات الجندي في محاضرته الى رصد ما تروجه بعض المواقع على هذه الشبكة العنكبوتية من اساءات للاسلام والمسلمين.   محسن الزغلامي   (المصدر: جريدة الصباح (يومية – تونس) بتاريخ 18 فيفري 2009)  


وزير السياحة: الموسم السياحي لسنة 2008 حقق نتائج قياسية على كل المستويات صمود نسبي للقطاع أمام الأزمة الاقتصادية العالمية  

تونس-الصباح: « حقق الموسم السياحي لسنة 2008 نتائج قياسية على كل المستويات » ذلك ما أكده السيد خليل العجيمي وزير السياحة في لقاء صحفي عقده يوم أمس بمقر الوكالة التونسية للاتصال الخارجي خصص لمزيد التعريف بالقرارات الرئاسية المتخذة مؤخرا لدفع القطاع، ولأهم نتائج الموسم السياحي المنقضي وآفاق الموسم الجديد.  وأفاد الوزير أن مؤشر عدد الوافدين تجاوز لأول مرة عتبة الـ7 ملايين سائح خلال السنة الماضية، ونفس الشيء بالنسبة لعدد الليالي المقضاة التي بلغت أكثر من 38 مليون ليلة محققة ارتفاعا بـ 1,8 بالمائة مقارنة بـ2007. كما حققت المداخيل السياحية ارتفاعا ملحوظا بـ6،8 بالمائة بواقع 3,35 مليون دينار (1,78 مليون أورو). المداخيل السياحية ارتفعت لتتجاوز مداخيل سنة 2001، أي أكثر من 9 بالمائة. وهو مؤشر على تحسن مردودية القطاع، إذ وصل معدل مدخول الليلة الواحدة إلى 96 دينارا بزيادة 8 بالمائة. كما تم تسجيل عودة بعض الأسواق التقليدية إلى نسق نمو ايجابي على غرار السوقين الايطالية والألمانية. لكن المهم في هذا الجانب حسب ما أكده الوزير هو في « الصمود النسبي للقطاع أمام الأزمة الاقتصادية العالمية التي بدأت تظهر آثرها على القطاع السياحي في العالم منذ النصف الثاني من سنة 2008، على اعتبار أن نسبة النمو المتوقعة تقدر بـ4,2 بالمائة، تتجاوز نسبة النمو المتوقعة في العالم للقطاع السياحي حسب المنظمة العالمية للسياحة والتي لا تتجاوز حاليا 2 بالمائة. علما وأن نسبة النمو العالمي للوافدين كانت تبلغ 5 بالمائة خلال النصف الأول من السنة الماضية. وذكر السيد خليل العجيمي بأهمية قرارات المجلس الوزاري المنعقد بتاريخ 4 جانفي 2008، والتي كان لها الأثر الايجابي في دفع القطاع، على غرار قرار عملية إعادة توزيع الاعتمادات وتركيز الجهود على الأسواق التقليدية على حساب بعض الأسواق الأخرى، وبعث خلية يقظة منذ سبتمبر 2008، تتضمن مباحثات واتصالات مباشرة مع متعهدي الرحلات، لمتابعة تداعيات الأزمة المالية العالمية. علاوة على إقرار برنامج لجودة المنتوج سواء من ناحية الإحاطة والدعم او المراقبة.   برنامج التأهيل والجودة   جدير بالذكر أن برنامج التأهيل وجودة المنتوج السياحي يشمـل 55 مؤسسة سياحية، ويتضمن وضع برنامج جودة على غرار إيــزو 9001/14001/22000. وتركيز منظومة السير إلى الأمام في المطابخ، وتركيز تكنولوجيات حديثة، واقتناء البرمجيات المستعملة في قطاع السياحة، ونظام اليقظة الاستراتيجية.   وقد تقدم بمطالب الانخراط في منظومة التأهيل إلى موفى السنة الماضية 210 مؤسسات، تمثل 26 بالمائة من جملة الوحدات الفندقية، و42 بالمائة من جملة الأسرة. وتمت الموافقة المبدئية لـ141 مطلبا. علما وأنه تمت المصادقة على 55 مخطط تأهيل مع موفى 2008.   يذكر أيضا أنه تم في السياق ذاته، الشروع في تنفيذ 36 مخطط تأهيل أي حوالي 75 بالمائة من مجموع المخططات المصادق عليها. ومن المقرر أن يتم إقرار مواصلة برنامج تأهيل المؤسسات الفندقية خلال المخطط الحادي عشر وتحديد هدف تأهيل 200 وحدة بطاقة استيعاب تساوي 90 ألف سرير.   قرارات رئاسية   تجدر الإشارة إلى أن القرارات الرئاسية المتخذة على إثر انعقاد مجلس وزاري بتاريخ 13 فيفري الجاري تتمثل في تخصيص ميزانية إضافية للقيام بعمليات ترويج واسعة النطاق، تعزيز النقل الجوي الدولي باتجاه توزر وتدعيم النقل الجوي الداخلي نحو طبرقة وتوزر، إقرار برنامج لتأهيل النزل يرتكز على الجانب اللامادي مع تعصير مراكز التكوين التدريب المهني بالتنسيق بين جميع الأطراف المتدخلة.    من القرارات الأخرى استكمال إنجاز مشاريع ملاعب القولف في الآجال المحددة، والإسراع بتسويق المسالك التاريخية والأثرية وتطوير المهرجانات الدولية الكبرى. فضلا عن إيلاء مزيد من العناية الجمالية المحطات السياحية ونظافة محيطها، والإذن بعرض نتائج الدراسة استراتيجية حول تنمية السياحة في أفق سنة 2016 على استشارة موسعة لأهل المهنة والاختصاص، ودعوة المهنيين إلى مزيد العناية بجودة المنتوج وإيلاء اهتمام خاص بتنشيط الوحدات السياحية.   رفيق بن عبد الله   (المصدر: جريدة الصباح ( يومية – تونس) بتاريخ 18 فيفري 2009 )
 

تفاقم عجز الميزان التجاري التونسي بنسبة 47.3% خلال يناير الماضي
 
تونس, تونس,  18 شباط-فبراير (يو بي أي) — تفاقم عجز الميزان التجاري التونسي خلال شهر يناير/كانون ثاني الماضي بنسبة 47.3% بالمقارنة مع النتائج المسجلة خلال الشهر نفسه من عام 2008 الماضي. وأظهرت بيانات إحصائية نشرها اليوم الأربعاء المعهد الوطني التونسي للإحصاء (مؤسسة حكومية)، أن قيمة عجز الميزان التجاري التونسي بلغت خلال الفترة المذكورة 17 مليون دينار (12 مليون دولار). وأرجع المعهد تفاقم عجز الميزان التجاري التونسي إلى تراجع الواردات التونسية خلال الفترة المذكورة بنسبة 17.6% ، لتصل قيمتها إلى 1.81 مليار دينار(1.29 مليار دولار)، مقابل تراجع الصادرات بنسبة 12.5% ، إذ بلغت قيمتها 1.64 مليار دينار (1.17 مليار دولار). وأشار في بياناته الإحصائية إلى أن سبب تراجع الواردات التونسية خلال يناير/كانون الثاني الماضي يعود إلى تراجع واردات قطاع الطاقة والمحروقات بنسبة 67.1% ، لتبلغ قيمتها 109.9 مليون دينار (78.5 مليون دولار)، بالاضافة الى تراجع واردات قطاع المناجم بنسبة 14.9% ، إذ بلغت قيمتها خلال الشهر الماضي 51.5 مليون دينار(36.78 مليون دولار). وترافق هذا التراجع مع إنخفاض حجم صادرات قطاع الطاقة التونسي خلال الفترة نفسها بنسبة 22.3%، إذ بلغت قيمتها 204.7 مليون دينار(146.21 مليون دولار)، بالإضافة إلى تراجع صادرات قطاع المناجم بنسبة 34.6%، لتصل قيمتها إلى 121.1 مليون دينار(86.5 مليون دولار).    
(المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 18 فيفري 2009)  

  هوغو تشافيز  
محمد كريشان ‘إذا لم يشأ الله أمرا آخر وإذا لم يشأ الشعب أمرا آخر فاعتبروا أن هذا الجندي (تشافيز) مرشح من الآن لرئاسة الجمهورية للفترة 2013 – 2019’.. هكذا تحدث الرئيس الفنزويلي منتشيا بعد ظفره بنتائج الاستفتاء الذي بات يسمح له بعدد غير محدد من مرات الترشح لانتخابات الرئاسة بعد أن كان الدستور حاصرا لها في مرتين لا غير بما لم يكن يسمح له بالترشح لمرة ثالثة في العام 2013. حجة تشافيز، الذي انتخب في 1998 وأعيد انتخابه في 2006، في ما أقدم عليه رغم أنه سبق أن خسر استفتاء سابقا في كانون الأول (ديسمبر) 2007، أنه يحتاج إلى فسحة زمنية تتجاوز الاثني عشر عاما (مدتان رئاسيتان) لاستكمال إصلاحات ‘ثورته البوليفارية’ وبالتالي فلا بد، حسب نفس المنطق، من البقاء في السلطة لفترة أطول، على الأقل مبدئيا لغاية 2019. ومع أن تشافيز حصل على ما أراد بأسلوب ديمقراطي وعبر الاحتكام إلى الشعب وبنتائج لم تطعن فيها المعارضة، رغم تحفظها على تجنيد إمكانات الدولة لإنجاح الـ ‘نعم’ في الاستفتاء، فإن ما حصل في فنزويلا، وقد باتت الآن أول بلد في أمريكا الجنوبية يفتح الباب أمام إعادة انتخاب الرئيس بلا حدود، يطرح من جديد مسألتين على قدر كبير من الأهمية هما مدى وجاهة البقاء الطويل في السلطة حتى وإن كانت تلك رغبة شعبية حقيقية وقيمة أية إصلاحات في أي بلد إذا كانت فقط مرتبطة ببقاء رائدها أو رحيله. نظريا التعديل الدستوري في فنزويلا لا يعني بالضرورة رئاسة مدى الحياة لأن تشافيز بإمكانه دائما التقدم إلي أي انتخابات رئاسية مقبلة بدون أن يعني ذلك آليا الظفر بها طالما استمرت الانتخابات بعيدة عن التزوير، كما أن نسبة المعترضين على هذا التعديل مضافا إليها نسبة أولئك الذين لم يدلوا بأصواتهم لسبب أو لآخر تناهز نصف الشعب تقريبا بحيث أن أي تعثر في وعود تشافيز قد يخصم من رصيده الشعبي ويضيف لرصيد خصومه بحيث قد نصل إلى موعد 2013 وقد تغير القليل أو الكثير من ملامح الصورة الحالية. نقاط القوة في سياسات تشافيز هي الصحة والتعليم والسكن وهو ما استفاد منه بالأساس الطبقات الشعبية الفقيرة، خزانه الانتخابي الحقيقي، مقابل نقاط ضعف ثلاث أيضا هي الفساد والتضخم وانعدام الأمن. وإذا كانت سياسات الرئيس الفنزويلي قد حازت على قدر من الشعبية جعلت نتائج الاستفتاء تتغير بعد أكثر من عام بقليل فإن السؤال هو لماذا لا يمكن الاستمرار في هكذا نهج دون بقاء الرئيس شخصيا في دفة القيادة ولماذا لا يبدو أنه نجح في خلق تيار أو مؤسسات مقتنعة بقوة برجاحة نهجه بما يجعلها قادرة على المضي فيه بوجوده أو بدونه. إن أي مشروع إصلاحي، حقيقي بالطبع وليس مطية لاستمرار الحكم لا غير، لا يمكن أن يستقيم إذا ارتبط مصيره فقط بشخص الرئيس لأن احتمال انتكاسته تبقى قائمة باستمرار في هذه الحالة فضلا عن أن تجارب العالم أثبتت في معظمها أن البقاء طويلا في الحكم يجلب من السلبيات ما يطمس الإيجابيات إن لم يعصف بها بالكامل. والخوف هنا هو أن يتراجع مع الأعوام منسوب إنجازات تشافيز لصالح ازدياد الفساد وغيره من العيوب الملتصقة بالضرورة بإطالة أمد أي حكم وقد تتضخم نوازع الزعامة عند الرجل بما لا يجعله يعدم أي تعليل آخر، مقنع أو مفتعل، للبقاء في الحكم وفي الاحتمال الأسوأ تزويره الانتخابات لتحقيق ذلك، أو ربما إقدام المتنفذين في حكمه، الحاليين ربما أو المحتملين، على خيار من هذا القبيل لاستمرار مصالحهم الضيقة وليس لاستمرار الإصلاحات.   (المصدر: جريدة القدس العربي (يومية – بريطانيا) بتاريخ 18 فيفري 2009)  


التلفزيون واختزال التاريخ  
عبد السلام المسدّي  لئن انطلقت ظاهرة التوالج الفعال بين عالم الواقع وعالم الصورة المنقولة مع أحداث مايو 1968 الفرنسية فإن مسلسل المشاهد الرمزية القصوى قد تجسم بشكل توظيفي جديد يوم العاشر من نوفمبر عام 1989 حين اندفعت الجماهير الألمانية، بمعاولها البسيطة، ومـطارقها اليدوية، تنقر الإسمنت المسلح السميك لتنسف جدار برلين نسفاً، وكل المشاهدين يسرح بهم خيالهم موحياً لهم أن فعل الهدم هو فعل هؤلاء الجماهير، ولا يهتم الناظرون عبر المشاهد التلفزيونية بالحقيقة التي هم أدرى بها، فخلخلة الجدار الإسمنتي السميك لا تتسنى إلا بجرافات كاسحة، وبجرارات عملاقة، ولكن الصور المختارة –في مجملها– تغيّب عن المشاهدين فعل الهدم الحقيقي، وتركز على إظهار عيّنة من الجماهير يتسلقون أعلى السور، ويقفون على شرفاته المتداعية، يصفقون، ويرقصون، وبأيديهم المعاول، كأنما التقويض الفعلي هو من صنع أيديهم الآدمية العزلاء عن آليات التقويض الجبارة. كانت الصورة بالغة الدلالة، وإذ قد هللت بالحدث أكبرُ العواصم الغربية، وابتهجت معها موسكو –عاصمة اتحاد الجمهوريات السوفييتية في ذاك الزمن– على لسان ميخائيل غورباتشوف، ولم تصمت ممسكة عن التعليق إلا بكين، فقد تحولت صورة المواطنين الألمان –شرقيين وغربيين وهم يرقصون على أنقاض الجدار– إلى رمز كثيف، إنه يترجم بامتلاءٍ بالغ عن فرحة العالم الغربي بانتصار الرأسمالية على الشيوعية، وهو ما كان يعني انتصارَ فلسفة الاقتصاد الليبرالي على فلسفة الاقتصاد الموجّه، ويعني بالاستتباع المنطقي انتصارَ النظام الديمقراطي على النظام الشمولي. وتجيء الصورة المتكررة التي تعيد إحياء حدث الهدم باختزال عجيب للزمن، فالبناء انطلق يوم 13 أغسطس 1961 بأسلاك شائكة أقامتها ألمانيا الشرقية –التي كانت تتسمّى باسم جمهورية ألمانيا الديمقراطية– على طول 164 كلم من الحدود الفاصلة، ثم تحولت الأسلاك إلى أكداس من الركام والأنقاض، حتى تم تشييد البناء نهائيا في شهر مايو 1962. أما هدم الجدار بعد 28 عاماً فاستغرق أياماً عدة، ولكن المشهد التلفزيوني لا يستوفي من الزمن إلا بضع دقائق كي يلغي من الذاكرة الإيحاءات المصاحبة للجدار، بدءاً بالاسم الذي أطلقه الغرب عليه، فقد سمّوه جدار العار، أو قل جدار الخزي، وسموه أيضا الستارَ الحديديّ. هنا تكمن دلالة الفضاء الرمزي، وهنا تتجلى مقومات العالم المفارِق، عالمِ ما فوق الواقع، عالم الخيال بدل عالم الواقع. ثم جاء تفجير برجي التجارة العالمية بنيويورك في الحادي عشر من سبتمبر 2001 فكان الحدث من أقوى العمليات التدميرية التي عرفها تاريخ البشرية خارج إطار الحروب الدائرة عَلَناً على محور الزمن، واستقرت الصورة في أبعاد رمزية لا متناهية، والذي يَغيب عن الوعي هو أن الأميركيين لم يوعزوا –على ما نعلم– لأحد بأن يكف عن إعادة عرض المشهد على الشاشات المختلفة، والحال أنهم كثيراً ما يوعزون للأنظمة «الصديقة» بما يشاؤون، والسبب في ذلك رمزي هو الآخر، ورمزيته من الدرجة المركبة، فمواصلة عرض الصورة –كما دأبت على ذلك بعض الفضائيات هنا وهناك– تخدم مصلحة الإدارة الأميركية من حيث ترسخ –في تقديرها– مشروعية حربها على الإرهاب طيلة عهد جورج بوش. وإذا رمنا أن نستجلي على وجه الدقة مفهوم الصورة المبثوثة، ومفهوم فضاء الدلالات الرمزية المقترنة بها، كفانا أن نتخيل أن اللقطة التي ظهرت فيها الطائرتان وهما تصدمان البرجين، ثم الانفلاق الذي تهاوى به المعماران بتعاقب زمني يسير، والتي لم تدُمْ –في البث التلفزيوني– إلا دقيقتين؛ لم يقع تسجيلها لا من طرف مصورين هواة، ولا بكاميرات المراقبة، وهو أمر كان يمكن أن يحصل فعلاً، فلنتخيلْ أن المشهد قد أفلت من قبضة البصر الإنساني الشامل، ثم لنتخيلْ الاختلاف الجوهري الذي كان يحصل في مستوى فاعلية الإجراءات التي اتخذتها الإدارة الأميركية بعدئذٍ؛ ذاك الفارق التقديري بين تخليد المشهد أو انفلاته هو الذي نقيس به مفهوم الفضاء الرمزي الذي نتحدث عنه. كلنا يذكر مقال جون بودريار –الفيلسوف العتيد– في جريدة «لوموند» الفرنسية، بتاريخ 3 نوفمبر 2001، بعنوان «جوهر الإرهاب» حيث حلل التراكب الرمزي بين الفضاءات: فضاء الواقع، وفضاء الوعي، وفضاء الخيال، فتتشكل رمزية الدلالة بما يجعل تفجير البرجين مجازاً حقيقتُه تفجير العولمة. ما يهمنا هنا هو أن هذا الفيلسوف ما كان له أن يكتب ما كتب لو لم تظهر صورة التفجير على الشاشة بكل اختزالاتها الموحية. وعن هذه المسألة نتحدث، فليس سياقنا هذا سياق الحكم القيمي لا على الفعلة، ولا على حوافزها، ولا على المتسبب فيها، وإنما غرضنا هو محاولة الإحاطة بهذا المجال الدقيق من الاستكشاف، ألا وهو فضاء دلالات الرمز. وبين أيدينا شهادة للفيلسوف كوبرستون، الأستاذ في جامعة كاليفورنيا، صاغها عن مشهد الرعب يوم تفجير البرجين، وما يهمنا منها أنه لم ير الأحداث على أرض الواقع ولكن رآها كما رأيناها جميعا من خلال الصورة المسجّلة. ما يهمنا –مرة أخرى– هو سلطة العالم الافتراضي حيث يحل المخيال محل الحقيقة الواقعية، يقول: «شعرت برغبة في البكاء ولم أبكِ، ومع ذلك لن أمسح من ذاكرتي مشهد القافزين من الطوابق العالية، منهم اثنان لم تتحدد هويتهما حتى الآن، ألقيا بنفسيهما إلى التهلكة يمسك كل واحد منهما بيد الآخر. ويبدو أن الذين قفزوا فضلوا أن يموتوا باختيارهم على أن ينتظروا اللهيب الذي كان يلتهم المكاتب من ورائهم. فما عسى أن تكون تلك النيران التي الموت فيها أفظع من الانتحار؟ ومما فوجئت به في الأيام والأسابيع والشهور التي تلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر أنه لم يخطر ببال أحد من المراقبين الأميركيين أن يقيس فعل خاطفي الطائرات بنفس هذا المنطق. فقد اختار الخاطفون الموت لأنفسهم ولآخرين بديلاً لشيء بداً لهم أفظع من الانتحار. فما عسى أن يكون هذا الشيء الذي يُستهان أمامه بقتل آلاف من الأبرياء؟» (عن الأهرام: 9 مارس 2002).   abdessalemmseddi@yahoo.fr   (المصدر: موقع جريدة العرب (يومية – قطر) بتاريخ 18 فيفري 2009)  


بعد قطاع غزة.. فتح ملف الضفة الغربية

      

منير شفيق (*)   كثيرون بل أكثر من كثيرين لم يستطيعوا أن يهضموا، أو يتفهموا، ما حدث من انقسام فلسطيني إلى سلطتين، إحداهما في رام الله والأخرى في قطاع غزة. وقد مثل الأولى الرئيس محمود عباس وحكومة سلام فياض (غير الشرعية)، ومثلت الثانية حماس وحكومة إسماعيل هنية المقالة بعد الرابع عشر من يونيو/حزيران 2007. وهي حكومة الوحدة الوطنية التي اكتسبت شرعيتها من تكليف الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في حينه، وتصويت المجلس التشريعي بإعطائها الثقة. منذ نجاح حماس بأغلبية مقاعد المجلس التشريعي عبر انتخابات لم يشكك أحد في نزاهتها، انقسم الوضع إلى شرعيتين، وعمليا منذ مطلع عام 2006. والانقسام في جوهره يتعلق بالسياسة وليس صراعا على السلطة، كما حاول البعض أن يصوره، ويخفي بعده السياسي. فالخلاف السياسي قديم (قبل اتفاق أوسلو وبعده) بين فتح وحماس ثم انتقل إلى صراع حول السلطة بعد انتخابات المجلس التشريعي 2006. وهنا أصبح بالإمكان أن يصوره من يرغب في ذلك عن وعي أو دون وعي، على أنه صراع على السلطة (أو الكراسي). من يتابع المواقف التي عبر عنها الاتجاه الذي قرر منذ أول يوم إسقاط حماس وإفشال حكومتها، ووصل به الأمر في قطاع غزة إلى استخدام سيطرته على بعض الأجهزة الأمنية (الأمن الوقائي والمخابرات) وبغطاء من محمود عباس، الذي قاتل في صراعه مع الرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات من أجل نزع مسؤوليته عن الأجهزة الأمنية لإتباعها للحكومة عبر وزير الداخلية، ولكنه راح يقاتل بعد أن أصبح رئيسا للسلطة من أجل إبقائها بيده وحرمان حكومة هنية ووزير داخليتها من أية صلاحية عليها. وهو ما دفع إلى تشكيل قوة أمنية موازية في قطاع غزة تحت سلطة وزير الداخلية، كما دفع الرئيس محمود عباس إلى عدم الاعتراف بها أو بشرعيتها. و »بلا طول سيرة »، كما يقول الخطاب الشعبي، انتهى الأمر في قطاع غزة إلى ما سمي بالحسم العسكري من جانب القوات التابعة لحكومة هنية، علما بأن البادئ، بلا شك، كانت قوات الأمن الوقائي. وقد صدرت قبل ذلك خطابات معلنة تتهدد أو تتوعد بالحسم ضد حكومة هنية علما بأن ذلك الحسم في القطاع، أضر أول ما أضر، بحماس وحكومة الوحدة الوطنية التي ترأسها إسماعيل هنية. فبعد أن كانت الحكومة الشرعية لكل من الضفة الغربية وقطاع غزة، أصبحت حكومة مقالة محصورة في قطاع غزة. من يتابع الخطوات الفورية، والحاسمة التي اتخذها محمود عباس بعد الحسم من قبل الأجهزة الأمنية في قطاع غزة إثر مسلسل من الاقتتال، يلحظ أن ما حدث كان هبة مجانية له، أو فرصة اهتبلها ليتخلص من حكومة الوحدة الوطنية بإقالتها، ومن المجلس التشريعي بعدم الالتفات إليه، وإحلال « المجلس المركزي » الفاقد الصلاحية منذ زمن والملفق وغير الشرعي عمليا مكانه، في إعطاء الشرعية لكل الخطوات التي اتخذها أو سيتخذها. فلم يعد النظام الداخلي المعدل المرجعية الدستورية للسلطة. وبهذا جاء بحكومة سلام فياض، بداية على أنها حكومة طوارئ، ثم حكومة تسيير أعمال، ثم حكومة دائمة تمثل السلطة بلا عود إلى المجلس التشريعي، أو استناد إلى النظام الداخلي المعدل (الدستور). على أن كل ما تقدم من إجراءات وإعلان قطيعة مع حماس وحكومة هنية، وضع في خدمة السياسة، وهذا هو الأهم والأخطر. فكان فاتحة الانتقال إلى المفاوضات السرية الثنائية التي أطلقها مؤتمر أنابوليس. وهنا أصبح الانقسام سياسيا بامتياز، أو كشف عن حقيقته باعتباره انقساما سياسيا بين اتجاهين رئيسين. بل إن الخط السياسي الذي عبرت عنه المفاوضات الثنائية السرية حيّد عمليا حركة فتح التي فقدت سلطتها على حكومة رام الله، وأصبحت مجرد غطاء لها من خلال محمود عباس. وكذلك حول اللجنة التنفيذية الفاقدة النصاب والصلاحية إلى شاهد زور على عملية المفاوضات التي تجري باسم منظمة التحرير الفلسطينية دون أن تكون فصائل المنظمة بما فيها تلك التي استمرت عضويتها في اللجنة التنفيذية، موافقة عليها، ولا سيما الجبهة الشعبية (كما يعلن على الأقل). ولأن المطلوب هو أن تمضي المفاوضات الثنائية السرية، وبإشراف مباشر ويومي، من قبل وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس من دون أن يكشف ما تم التوصل إليه من تفاهم؛ استخدم الانقسام « قميص عثمان »، وراح « يتعثر » به كل من لا يريد أن يطرح الموضوع في بعده السياسي، فأصبح الانقسام موضوعا في ذاته كأن من الممكن الحديث عن مصالحة أو وحدة وطنية، من دون مناقشة الخط السياسي الذي فرضه محمود عباس وسلام فياض على الساحة الفلسطينية، أي خط المفاوضات الثنائية السرية، وتفكيك خلايا المقاومة في الضفة الغربية، تنفيذا من طرف واحد للبند الأول من خريطة الطريق. هذا وما كان أسهل أن يصار إلى تجاهل المفاوضات أو عدم الاصطدام السياسي بها تحت حجة أنها « عبثية »، ولن نصل إلى شيء. ومن ثم تحويل النقاش إلى الأشكال والصيغ والأطر حول الوحدة الوطنية. وأصبح إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في آن واحد هو « المخرج » من أزمة الانقسام. وذلك من دون الانتباه إلى أن الضفة الغربية أصبحت محتلة تماما، ومجزأة بحكم سبعمائة حاجز (محسوم) فلم يعد هنالك حتى مناطق (أ)، ومن دون الانتباه إلى أن قوات الأمن التي بنتها حكومة سلام فياض لم تعد تلك التي بناها ياسر عرفات. والأهم من ذلك أن الانتخابات يمكن ألا تعالج الانقسام، بل إنها ربما تؤدي إلى انقسام أعمق وأشد. والدليل على ذلك أن الانتخابات السابقة نفسها هي الرحم الذي خرج منه الانقسام الحالي، وذلك حين أفرزت شرعيتين متصارعتين. والخلاصة أن الانقسام الفلسطيني هو انقسام سياسي بين إستراتيجيتين، إحداهما تتجسد في خط المفاوضات، فالمفاوضات، إلى ما لا نهاية، مع استمرار التوسع في الاستيطان والحفريات تحت المسجد الأقصى، وزيادة الحواجز، وصولات الاغتيالات والاعتقالات والدوريات التي تذرع شوارع رام الله أكثر من تغلغلها في أية مدينة أو بلدة أخرى في الضفة الغربية. وفي المقابل هناك خط مقاومة وممانعة يسقط المفاوضات، أو ما بينهما من خط « مع مبدأ التفاوض، ولكن ليس التفاوض الذي يجريه محمود عباس ». وليس مع سياسات حكومة سلام فياض في تفكيك خلايا المقاومة وبناء أجهزة أمنية لا علاقة لها بـ »السياسة »، أو بالشعب الفلسطيني. شنت حرب العدوان على قطاع غزة، وقد طالت إلى 22 يوما، وذهبت بعيدا في قتل الأطفال والمدنيين، وهدم البيوت والبنى التحتية، وتخللتها محاولات برية للسيطرة على القطاع، ففشلت ميدانيا وكان البعض يظن أنها ستحسم الموضوع. وجاءت هذه الحرب لتكشف حقيقة المواقف الفلسطينية والعربية والإسلامية والعالمية شعبيا ورسميا. فلم يعد من الصعب أن تحدد تخوم سياسات كل طرف ومحتواها بأعلى درجات الدقة. أما فلسطينيا، فهنالك ما عكسته المواقف داخل القطاع. ولكن الأهم والأوضح كان المواقف في الضفة الغربية من حيث كيفية « التضامن » مع ذلك الجزء من الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وإلى أي مدى، خصوصا، من جهة المشاركة الفعلية في الصدام مع قوات الاحتلال ليكون الهدف الانخراط في الحرب عمليا. وبالمناسبة، لو كان هنالك قرار سياسي للدخول في معركة أو إعلان انتفاضة ضد الاحتلال خلال الـ22 يوما لقصرت المدة، ولفتح ملف الاحتلال في الضفة مع ملف وقف إطلاق النار، وجاءت التهدئة والانسحاب بلا قيد أو شرط. طبعا هذه نقطة أخرى ليس هنا مكان مناقشتها والتوسع فيها، ولكن لا شك في أن فرصة ثمينة ضاعت بسبب المستوى المتدني للمناصرة والمواجهة في الضفة الغربية. طبعا من دون أن نسقط من حسابنا دور حكومة سلام فياض وقواتها الأمنية في القمع « والإنجاز ». وقد ساعدها على ذلك تدني مستوى مواقف عدد من الفصائل في مناصرة قطاع غزة، وإلا كان القمع سيكسر حتما، ولا يبقى من مكان لحكومة سلام فياض. يجب أن يلاحظ هنا قبل مغادرة هذه النقطة أن الانقسام الفلسطيني يتحمل مسؤولية الوضع الذي قام في الضفة الغربية في ظل حكومة سلام فياض وسياسة المفاوضات. وذلك من جهة ما حدث من تنازلات داخل تلك المفاوضات، وهو ما ستكشفه الأيام القريبة القادمة عندما يضع جورج ميتشل التوصل إلى اتفاق على الطاولة، لأنه سيبدأ من حيث انتهت تلك المفاوضات، ويسعى لإنجاز ما توقفت عنده أو تعثرت إزاءه. والانقسام الفلسطيني كان كارثة على الضفة الغربية أيضا من جهة التوسع الاستيطاني في ظل المفاوضات، وما تم من حفريات وبناء كنيسين أحدهما تحت المسجد الأقصى وثانيهما قربه، وما « أنجزته » حكومة فياض من تفكيك خلايا المقاومة إلى جانب التوسع في بناء الجدار والاستيلاء على الأغوار وبناء الطرق الالتفافية وزيادة الحواجز وخطوات تهويدية إضافية في الخليل والقدس. ولكن من جهة أخرى لم يمنع هذا الانقسام من تحقيق نصر تاريخي للشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان على قطاع غزة سواء على مستوى الصمود والمقاومة أو على مستوى المظاهرات والاعتصامات التي عمت كل عواصم الأقطار العربية ومدنها وكذلك على مستوى الدول الإسلامية بل على مستوى العالم كله. ويكفي أن نلحظ العلم الفلسطيني الذي يرمز إلى القضية الفلسطينية مرفرفا فوق القارات الخمس، حتى نتأكد أن الانقسام لم يصل إلى حد القضاء على القضية الفلسطينية كما روج له البعض من المعادين للمقاومة أو من المؤيدين لخط محمود عباس. بل كان أفضل من وحدة في ظل خط محمود عباس، وإن كانت الوحدة الفلسطينية تفضله كثيرا لو قامت على أساس خط المقاومة والممانعة وامتدت المعركة من رفح وإلى جنين. فها هنا يجب أن ترى سلبيات الانقسام وليس بالمعنى الذي أراده البعض، أو وضع كل البيض الفلسطيني في سلة محمود عباس وسلام فياض. ولهذا فإن ما ظهر من مؤشرات خلال الأسبوع المنصرم مثل عقد اجتماعين لوفدين من فتح وحماس، ومثل البحث الجدي لفتح معبر رفح، يفترض بعد إنجاز المصالحة وفتح الحوار أن يركز على حل مشكلتين فلسطينيتين: الأولى تتعلق بإيجاد وفاق وطني حول التهدئة في قطاع غزة وإدارة القطاع وتضميد الجراح والتعويض والمساعدات وإعادة البناء. والثانية فتح ملف الاحتلال في الضفة الغربية لأن المشكلة الحقيقية الآن ومنذ الانقسام في يونيو/حزيران 2007 هي في الضفة الغربية. فمن جهة ثمة ضرورة لوقف المفاوضات، وعدم السماح للرئيس محمود عباس ومستشاريه وحكومته بالمضي في السياسات التي اتبعوها، ويبدو أنهم يريدون مواصلتها مع ميتشل للوصول إلى تسوية لا بد من أن تكون تصفوية بامتياز؛ لأن الاعتراف بـ »يهودية » الكيان الصهيوني يعني تهجير الفلسطينيين الذين بقوا في فلسطين تحت احتلال « الدولة العبرية » وذلك لأن المقصود، كما أعلن، من « يهودية الدولة » أنها لليهود فقط. ثم سيطر حق العودة تحت عنوان التعويض وهو الاسم الحركي للتوطين والوطن البديل. ثم سيقبل بمبدأ تبادل الأراضي بحيث تثبت المستوطنات الكبرى ولا سيما حول القدس وفي القدس مقابل أراض في النقب الفلسطيني المغتصب بدوره عامي 1948 و1949. وذلك فضلا عن الأراضي والمياه من وراء الجدار، كما في مناطق الأغوار. وهكذا لتقوم « الدويلة » على أجزاء من الضفة وعاصمتها القدس (أجزاء من القدس الشرقية). وأضف « الاعتراف العربي » بكل ذلك وبالدولة العبرية وفقا لـ »مبادرة السلام العربية »، مدعوما بموضوعية نرضى بما يرضى به الفلسطينيون » (والمقصود ما يرضى به محمود عباس وسلام فياض) مع إجراء استفتاء مزور بالتأكيد في الضفة الغربية. ولكن هذا جانب في فتح ملف الضفة الغربية لأن الجانب الآخر المقابل يتطلب الاتفاق أو الوفاق الوطني من أجل مقاومة الاحتلال بكل أشكال المقاومة لدحره عن الأراضي المحتلة في 1967، بلا قيد أو شرط، واعتبار الجدار والمستوطنات وكل المتغيرات التي استحدثت في القدس أو تحت المسجد الأقصى باطلة ولا يجوز المساومة عليها. ولهذا يجب أن ترفض نظرية « حل الدولتين » لأنها تتضمن تقديم كل التنازلات الآنفة الذكر ثمنا لإقامة دويلة فلسطينية، علما بأن فتح وكل الفصائل تأسست أصلا على التحرير الكامل ورفض « الدويلة الفلسطينية ». وبالمناسبة، لقد تسللت بدعة تقديم شعار الدولة الفلسطينية ليوضع قبل تحرير الأرض من الاحتلال ولتسقط كل الحقوق الفلسطينية (والعربية والإسلامية) في فلسطين التاريخية، لأن الحديث عن حل الدولتين يعني « العوض بسلامتك » بالنسبة إلى ما اغتصب واحتل عامي 1948 و1949 وقامت عليه دولة الكيان بما في ذلك التهجير والحرمان من حق العودة، والحق في الممتلكات الفردية، ناهيك عن الحق في تقرير المصير الذي هو حق حصري للشعب الفلسطيني وفقا للقانون الدولي وهو ما تؤكده المرجعيات الأخرى الوطنية والعروبية والإسلامية والإنسانية. إن رفض ما يسمى « حل الدولتين » يجب أن يكون جزءا من الوحدة الوطنية الفلسطينية، كما يجب أن يوضع دحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات هدفا للمقاومة. أما بعد تحرير الأرض فلكل حادث حديث سواء كان ما يمكن أن يقوم من سلطة أو دولة أو استمرار الاستمساك بحق العودة ورفض نتائج حرب 1948-1949 أو كلاهما. طبعا قد يكون بعض ما تقدم فيه الكثير من الخلاف داخل الساحة الفلسطينية، كالموقف العربي الرسمي. ولهذا يمكن أن يحصر الاتفاق في فتح ملف الاحتلال في الضفة الغربية تحت هدف دحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات وهدم الجدار بلا قيد أو شرط. فتلكم هي المهمة الرئيسة بعد تسوية الوضع في قطاع غزة المنتصر عبر فتح كل المعابر وفي المقدمة معبر رفح فتحا دائما، وتهدئة لا تختلط بحصار أو اغتيالات. ————— (*) كاتب فلسطيني   (المصدر: موقع الجزيرة نت بتاريخ 15 فيفري 2009)  


ترهيب المسلمين في بريطانيا  
عبد الباري عطوان
تعكف الحكومة البريطانية حالياً على وضع خطط تستهدف التضييق على الجالية الاسلامية، من خلال تصنيف أبنائها إلى ‘معتدلين’ و’متطرفين’، في اطار استراتيجيتها المزعومة الرامية إلى مكافحة الارهاب، الأمر الذي قد يعطي نتائج عكسية تماماً، ويصب في مصلحة تكريس ظاهرة العداء للاسلام ‘الاسلاموفوبيا’ المنتشرة حالياً في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية واضفاء شرعية رسمية عليها. الاستراتيجية الجديدة هذه، التي ستعلن في الشهر المقبل رسمياً، وقد تتحول إلى قوانين ملزمة تعزز قوانين الطوارئ التي دخلت حيز التنفيذ فعلاً، تضع جميع أبناء الجالية الاسلامية البريطانية، وعددهم يفوق المليون ونصف المليون، تحت المراقبة وفي قلب دائرة الشكوك، وسيعتبر متطرفاً، وفق تصنيفها، كل من: يطالب باقامة الخلافة الاسلامية أو توحيد الأمة الاسلامية تحت راية دولة واحدة. ينادي بتطبيق الشريعة الاسلامية ويروج لها. يؤمن بالجهاد، أو المقاومة المسلحة في أي مكان في العالم بما في ذلك الكفاح المسلح لتحرير فلسطين في مواجهة الآلة العسكرية الاسرائيلية الجبارة. يجادل بأن الاسلام يحرّم الشذوذ الجنسي، وان من يمارسه يرتكب خطيئة يعاقب عليها الخالق جلّ وعلا. يرفض ادانة قتل الجنود البريطانيين في العراق وأفغانستان. والتطرف هنا هو كلمة ملطفة لـ ‘الارهاب’، وكل من تلصق به هذه التهمة، قد يعامل معاملة الارهابي في المطارات والموانئ والمعاملات الحكومية، وربما يتعرض للاعتقال باعتباره يشكل خطراً على الأمن. فقوائم الارهابيين المحتملين التي أعدتها وزارة الأمن الداخلي الأمريكي تضم أكثر من مليون شخص غالبيتهم الساحقة من المسلمين، ويتعرضون لأبشع الاهانات في المطارات الأمريكية، وكاتب هذا المقال أحدهم. ان مجرد التفكير بمثل هذه الخطط، ناهيك عن تطبيقها، يكشف عن نظرة عنصرية تمييزية راسخة ضد المسلمين في بريطانيا، تذكرنا بمحاكم التفتيش في أوروبا، والمكارثية في الولايات المتحدة الأمريكية، لأنها تجعل من كل مسلم متهماً وعليه ان يثبت براءته، وتحاكمه بشكل مسبق على أفكاره لا أفعاله، وتلصق به تهمة التطرف، لأنه مارس الحق في التفكير والتزم بمبادئ دينه وتعاليمه. هذا تدخل سافر في المعتقدات الدينية والفكرية لمواطنين مسلمين لأن كل ذنبهم انهم مسلمون ويحملون أسماء وملامح غير أوروبية. فالشريعة الاسلامية التي تجرّمها هذه الخطط، وترى ان المطالبة بتطبيقها، أو الترويج لها أحد مبررات الاتهام بالتطرف، هي أحد الأركان الأساسية للعقيدة الاسلامية، حتى ان اساقفة بريطانيين مشهود لهم بالتبحر في العلوم الدينية، ويحوزون أعلى الدرجات فيها، مثل الاسقف روان ويليامز اسقف كانتربري الذي طالب بتطبيقها في بعض الحالات وادخال بعض نصوصها في القوانين البريطانية، مثل قانون الأحوال الشخصية، وتعرض بسبب ذلك لحملة ارهاب فكري كادت أن تطالب بصلبه. اما فيما يتعلق بمسألة الشذوذ الجنسي وتحريم الاسلام لممارسته، فهذا لا يعني ان المسلمين متطرفيون، فالدين المسيحي نفسه يعارض الشذوذ ويحرمه، وهناك الملايين من المسيحيين البريطانيين يرفضونه في وضح النهار، والمشرّع البريطاني لم يقره إلا قبل أربعين عاماً فقط، بينما استمرت الكنيسة في معارضته حتى يومنا هذا. فلماذا يحق لهؤلاء اخذ كل حقوقهم بما في ذلك الزواج ولا يحق لاخرين ايا كانت عقيدتهم الاعتراض بطرق ديمقراطية. ولا نفهم لماذا يعارض مسؤولون بريطانيون مسألة المطالبة بالخلافة الاسلامية، ويعتبرونها دعوة للتطرف، فبريطانيا نفسها عضو في الاتحاد الأوروبي، ويمثلها نواب في برلمانه، مثلما هي عضو في حلف الناتو، فلماذا تحرّم على مواطنيها المسلمين ما تحلله لنفسها ولمواطنيها المسيحيين؟ فهل الوحدة الأوروبية حلال والوحدة الاسلامية كفر وزندقة؟ ولعل النقطة الأخطر في هذه الخطط العنصرية الاستفزازية تلك المتعلقة بالجهاد، وتجريم المقاومة المسلحة حتى في فلسطين في مواجهة الاحتلال الاسرائيلي والمجازر الدموية الوحشية التي يرتكبها ضد الفلسطينيين الأبرياء العزل. فهل يريد المسؤولون البريطانيون أن يقدم الفلسطينيون باقات الورود والرياحين لقتلة أطفالهم حتى لا يتهموا بالتطرف؟ الجهاد فريضة على كل مسلم اذا تعرضت أراضيه للاحتلال من قبل قوات أجنبية غازية، والحكومة البريطانية نفسها أيدته ودعمته عندما رفع رايته المجاهدون الأفغان لتحرير أراضي بلادهم من الاحتلال السوفييتي. واستقبلت العاصمة البريطانية قادة المجاهدين استقبال الأبطال عندما حلوا ضيوفاً على حكومتها مثل الشيخ صبغة الله مجددي الذي فرشت له السجاد الأحمر عندما زارها على رأس وفد من المجاهدين في مطلع الثمانينات. من حقنا ان نسأل الحكومة البريطانية، وأي حكومة أوروبية أخرى قد تحذو حذوها، السؤال نفسه بطريقة مختلفة: ما هو موقفها من أبناء الجالية اليهودية الذين يؤيدون المجازر الاسرائيلية الدموية الأخيرة في قطاع غزة ويبررونها، وهي التي أسفرت عن تمزيق أجساد 1350 شخصاً، من بينهم 450 طفلاً، هل ستصنف هؤلاء على انهم متطرفون ارهابيون أيضاً يقفون في خندق دولة ترتكب جرائم حرب ضد الانسانية؟ الجاليات الاسلامية في الغرب عموماً، وبريطانيا بشكل خاص، تتعرض إلى عملية تحريض خطيرة لم تعد مقتصرة على الأحزاب والجماعات اليمينية المتطرفة، وانما من قبل هيئات حكومية عليا أيضاً، وهذا يتعارض كلياً وللأسف الشديد مع قيم التسامح والمساواة والعدالة والديمقراطية التي تعتبر من صميم الحضارة الأوروبية الحديثة التي يحاول منظّروها نشرها وتطبيقها في مختلف انحاء العالم، الاسلامي منه بشكل خاص. الاسلام يُستخدم حالياً كفزاعة، أو احدى الأدوات الأساسية التي توظفها الحكومات الغربية لنشر ثقافة الخوف في أوساط مواطنيها، وبما يعطيها المبررات والذرائع، لحرمانهم من حقوقهم المدنية التي ناضلوا طيلة قرون من أجل ترسيخها، وهي الحريات التي لعبت الدور الأبرز في النهضة الأوروبية الحديثة في المجالات كافة. السيدة ستيلا يمنغتون رئيسة جهاز الاستخبارات البريطانية (MI5) أصابت كبد الحقيقة عندما حذرت، في تصريحات أدلت بها مؤخراً، من تحول بريطانيا إلى دولة بوليسية بسبب تدخل وزرائها في الحياة الخاصة للمواطنين والتلصص على هواتفهم واتصالاتهم ورسائلهم الالكترونية. فقبل ثلاثة أشهر تقريباً أفاق المجتمع البريطاني على حادثة اقتحام الشرطة مكتب وزير في حكومة الظل المعارضة، ومصادرة حاسوبه الآلي، وتفتيش مقتنياته، لانه شكك في الأرقام الرسمية حول معدلات الهجرة، وأمور أخرى، وهي سابقة لم يحدث لها مثيل منذ قرون. ان مثل هذه السياسات التي تقلص من الحريات والحقوق المدنية للمواطن، تلتقي في نتائجها مع أهداف الجماعات الارهابية التي تقول انها تحقد على الغرب بسبب اسلوب حياته المختلف القائم على الحريات والمساواة والعدالة. ولا نبالغ اذا قلنا انها تخدم الارهاب، وتصعّد موجات التطرف، وتبذر بذور الكراهية والشعور بعدم الانتماء في أوساط الجاليات الاسلامية الأمر الذي يجعل بعض أبنائها صيداً سهلاً لمن يريدون تحويلهم إلى قنابل بشرية، اللهم إلا إذا كانت الحكومة الحالية تريد تحقيق هذه الأهداف مجتمعة أو متفرقة. هذه الخطط تشكل خطراً كبيراً على أمن المواطن البريطاني، علاوة على كونها انتهاكاً لأبسط حقوق الانسان التي كفلتها المواثيق والمعاهدات الدولية، ولهذا يجب ان تتكاتف كل فئات المجتمع البريطاني للحيلولة دون تمريرها، لانها ستعتبر نقطة سوداء في تاريخه، ربما أكثر سواداً من نظيراتها الأمريكية مثل التعذيب في سجن أبوغريب، ومعتقل غوانتانامو في كوبا.   (المصدر: جريدة القدس العربي (يومية – بريطانيا) بتاريخ 18 فيفري 2009)


العنصرية الجديدة    

درور غلوبرمان في البيت الذي تربيت فيه لم يكن هناك شيء خاص. مجرد بيت من الشقق في حيفا العمالية. ولكن بين العائلات البرجوازية كانت هناك واحدة مختلفة. فضلا عن الصراخ الذي كان يصدر عن نوافذ البيت نحو الشارع والكلب العنيف المرابط في مدخل الباب رغم احتجاج الجيران، اتذكر على نحو خاص تلك المرة التي صرخت فيها الجارة على امي وعلي من النافذة ‘ايها الاشكناز المزيفون’؟ كنت صغير السن اكثر من ان افهم لماذا وحتى في المرحلة التعليمية الوسطى لم افهم ما الذي يربط بين التلاميذ الذين يحبذون مضايقتي ومضايقة اصدقائي بشكل دائم، بعنف لفظي وجسدي، دون سبب ظاهر للعيان. اقصد عياني أنا. ربما ممكن اتهامي بتبلد الاحاسيس: لم ار فارقا كبيرا بين ترجمان وغلوبرمان. ولكن لماذا الباز وابوطبل يلقون علينا الكرات والبصاق؟ الامر بدأ يتضح بمعونة رفيق في العمل. شاب عنيد وحساس. كانت لديه ملاحظات على الجميع. ولكن في اللحظة التي لا تتفق فيها معه، كنت على الفور تصبح عنصريا متعاليا. وعندما كان بضعة رفاق يحاولون معا اقناعه بانه مخطىء، كان يخلص نفسه من خلال اطلاق الشعار المطلق: ‘انتم اشكناز جدا؟’ بدأت افكر بتعابير عنصرية معاكسة فقط حين التقيت الجار الجديد. فلم يأت حاملا كعكة للترحيب بانتقالي، بل رشقني وزوجتي بشتائم من النوع الوضيع لان صافرة انذار السيارة ازعجته في الليل. ‘انتم الاشكناز لا يهمكم الا اموالكم الـ …’ مثلا، بل انه بعد ذلك حاول المس بي جسديا. وهدأ بمعونة الشرطة، وبعد حديث لتقريب القلوب لساعة اعترف الرجل الذي يقترب عمره من الخمسين: كمن تربى في عائلة شرقية في يافا، كأنه مفعم باحساس الدونية الهائل في كل ما يتعلق بأصله وثقافته وهو يخجل من العربية التي تربى عليها والموسيقى التي يسمعها. يخجل مني. حتى عندما تبين ان الموسيقى العربية هي هواية مشتركة بيننا، بقي خجلا بمجرد كينونته. اذن جلدتي بيضاء واسم عائلتي ابيض بقدر لا يقل. ولكن في كل ما يتعلق بالحوادث التي تنم عن رائحة عنصرية، اعرف موقف الضحية افضل بكثير من موقف المنفذ. ولكن هذا ليس مجرد احساس شخصي. التنكيل بالاشكناز اصبح مقبولا على المستوى الوطني. ‘هؤلاء الاشكناز، بعد قليل سنقتلهم، ولكن بهدوء’، اوضح مدرب كرة القدم والمفكر غاي لوزون لمراسل يديعوت احرونوت’. ولكن من هو لوزون الى جانب بوبييل الرجل الذي اعطى شرعية لكل انواع النازية في العالم ضد الفردمانيين جميعا. فليأتِ الاشكنازي الذي كان سيتجرأ على ان يتحدث هكذا نحو اي شرقي. هذا ليس مجرد شغب من تملأهم احاسيس الدونية فهي تستند على نحو مشوه، الى ظلم واقعي كان منتهجا في العقود الاولى لاقامة الدولة، وليس الثورة المبررة لمحافل الاكاديمية والسياسية الشرقية منذ السبعينيات، والثمانينيات، والتسعينيات. ولكن في السنوات الاخيرة بدأ تحول واضح. ابناء الطوائف الشرقية يصلون الى كل المواقع الاساسية في الحياة العامة الاسرائيلية: رئيس الدولة، وزير الدفاع، رئيس الاركان، رئيس حزب العمل، مقدمو البرامج الاخبارية الرائدة. الحاجز الوحيد امام المساواة الاجتماعية يبقى الشعور بالمهانة نفسه.   معاريف 17/2/2009   (المصدر: جريدة معاريف (يومية – الكيان الصهيوني) بتاريخ 17 فيفري 2009)  

تحرير محمد عبده من قارئيه

 

عبد الله الطحاوي قامت مكتبة الإسكندرية في نهاية عام 2008 بإصدار كتاب ضخم عن الإمام محمد عبده حوى أعمال المؤتمر الذي عقدته المكتبة في مئوية الإمام، لكن عندما نحاول أن نقترب من شخص الإمام محمد عبده نجد أنفسنا أمام فضاءات كثيفة من كتابات وقراءات راكمت نصوصه، وكل يدعي وصلا بتراثه! تبدو القضية معقدة كثيرا، اختلط فيها الشرح بالنص، والتعليق بالأصل، فهناك تلاعب أيديولوجي وتوظيف سياسي ومذهبي تم ممارسته على التوازي داخل تراثه في الكثير من الفكر الإسلامي والاستشراقي على السواء. من أي أرضية يمكن أن نطل بها على الأستاذ الإمام؟ هل باعتباره جزءا من رؤية تاريخية لاهوتية تجسد سلسة لمجددين في تاريخ الإسلام فيها ابن تيمية والأشعري وابن عبد الوهاب؟ وبالتالي هل هو ممهد لحركة الإحياء والتجديد التي جاءت بعده، أم هو على رأس تيار ليبرالي فيه لطفي السيد وطه حسين؟ .وهل خطابه معقد لدرجة التناقض كما يقول بعضهم؟ أم هو نص مفتوح قابل للتحميل والتوجيه في أي مسار؟ وهل نص محمد عبده بلا ملكية يجب أن يسند إليه ملاك مساندون؟ ثمة توافق أن نصوص محمد عبده غير مكتفية بذاتها، وأنها في حاجة لنصوص من خارجها تفككها، وبات السؤال المذهل جدا: أين محمد عبده الحقيقي وسط كل هذه الدراسات؟ كيف يمكن للعقل الأكاديمي أن يقرأ النص المكتوب لغايات علمية دون أن يلبسه معطفه الفكري، ويفرض عليه منطقه، ويجرده من سياقه، ويفكك وحدته؟ والآن نحن بصدد دراسة ليست جديدة في زمنها، لكنها جديدة في منهجها وهي أطروحة دكتوراه في السربون للباحث التونسي محمد الحداد تحت إشراف المفكر الجزائري محمد أركون بعنوان: « محمد عبده.. قراءة جديدة في خطاب الإصلاح الديني » الذي صدر عن دار الطليعة ببيروت في طبعته الأولى 2003م في 240 صفحة. معظم الدراسات الكثيرة المتعاملة مع تراث الإمام توحي أحيانا أننا لسنا أمام استنفاد معرفي لأفكار محمد عبده، لكن في الحقيقة نحن إزاء اكتفاء بمنهج واحد للتعامل مع النصوص المدروسة.. منهج بلغ حدوده القصوى، ولم يعد ينتج منذ أمد بعيد سوى المكرر، بحسب صاحب الدراسة.   التاريخ والتوحيد يلاحظ أن المنهج الغالب في معظم الدراسات التي يعنيها الباحث تدور حول أثرين رئيسيين، هما: تاريخ الإمام، ورسالة التوحيد، واللذان أشرف عليهما الراحل السيد رشيد رضا؛ حيث يبدو بنظر الباحث أن معظم الكتابات لم تبرح تصاريف وتفاسير السيد رضا برغم توقيعات عشرات الباحثين. والشخص المدروس « الإمام » هو غاية تلك الدراسات وتحديد موقعه هو مرامها عبر ثنائيات شهيرة باتت توجه الدرس العربي والاستشراقي، مثل التقليد والتجديد، والأصالة والتغريب، العقل أم النص، يقول المؤلف: « وهي دراسات تتحرك في الغالب من مواقع أيديولوجية سافرة، ناهيك أن صورة الإمام قد تتغير أكثر من مرة بتغير قناعات الدارس الواحد فضلا عن الفئة الكثيرة، كما تشهد على ذلك كتابات الدكتور محمد عمارة، جامع الأعمال الكاملة الذي غير قناعاته الأيديولوجية أكثر من مرة، وجعل صورة محمد عبده متنقلة معه حسبما استقر عليه يقينه الأيديولوجي ».   بين يدي المنهج أما الطموح المنهجي الذي تتغياه الدراسة فهو فهم محمد عبده فهما جديدا، لكن داخل تفاصيل الكتاب تسكن بيانات النهج الأركوني؛ فهي جزء من مشروع كبير في تجديد التعامل مع الخطابين التاريخي والديني، ويعترف الكاتب بذلك كثيرا. ويرى الكاتب أن نصوص محمد عبده يجب أن ينظر إليها بوصفها نصوصا مفتوحة، وهذا لن يتم إلا بتحليل النص بحسب المآل والمصير الذي آلت إليه الفهوم والنصوص اللاحقة به وليس حسب اللفظ والمعنى، وأن هذا الإجراء التحليلي هو الذي سيخرجنا من الشكلانية البنيوية إلى البنيوية التاريخية. وبالتالي حدود النص لدى الباحث لا تبدأ بالعنوان وتنتهي عند آخر جملة، بل بتواصل النص بفضل أجيال الشراح والمتأولين وبالطبع يقصد في طليعة هؤلاء الشراح السيد رشيد رضا الذي يقول عنه: « لن نتهم رشيد رضا بأنه حرف نصوص عبده؛ إذ لم يقم بأكثر من التعامل معها حسب آليات التأويل القديم.. تماما كما أن المهم في أرسطو أو ابن رشد ليس ما قالاه، بل ما كان ينبغي أن يقولاه، وكذلك لم يكن يهم رضا من أمر عبده دقائق مواقفه بل قابليته لأن يحشر ضمن شبكة تأويلية للإسلام تمتد من ابن تيمية إلى العصر الحديث ».   الأخير ليس الأفضل دائمًا يقدم الباحث قراءة نقدية تطمح إلى البحث في الوسائل التي كانت الرؤية تتم بواسطتها، والمفاهيم والمصطلحات والمسلمات الذهنية، وإعادة طرح الخطاب المدروس والمصاعب التي أرهقته، وكشف الكبت الذاتي الذي حال دون تقدمه نحو أهدافه. تتجه الدراسات عادة إلى عرض أفكاره الأخيرة؛ باعتبار أن آخر النصوص هي أفضلها.. الدراسة عكست المسار، وميزت بين مرحلتين يفصل بينهما تاريخ عودته إلى بيروت بعد توقف صحيفة « العروة الوثقى »، وأطلقت عليها مؤلفات الشباب، وأخرى لمرحلة النضج، والفارق بينهما ليس زمنيا ولكنه تفريق فرضته تحولات السلطة المرجعية من الأنا المعبرة، إلى مرجعيات مطلقة تضمن صحة القول. وهذا يفترض -بحسب الباحث- الالتفات إلى الدلالات المضمرة داخل خطاب عبده وهو ظاهرة ملاصقة لكل خطاب كطريقة مراوغة للمحرمات اللغوية، واستباق الاعتراضات المتوقع توجيهها إلى الخطاب.. تلك الخاصية داخل الخطاب جعلت الكثير ومنهم عابد الجابري اعتبار أن ثمة تناقضا يعتري بنية نصوص الإمام، وأيضا من ضمن التقنيات المنهجية التي يقترحها الباحث لفك شفرات نصوص الإمام وهو تفهم حالات النفي الغالبة على نصوصه والتي لا تمثل حالة ضعف بل هي اختيار إستراتيجي في تحديد علاقات التخاطب، وثمة دلالات لا تفصح عن نفسها إلا في ظل دلالات أخرى، وهذا يحتاج رد المنفي للمثبت داخل سياق مشروعه.   الإصلاح للجميع ومن الملاحظ عند الباحث أنه يحاول تجاوز الجدل الدائر حول حداثة الإمام أو محافظته، ومن ضمن المقاربات المنهجية التي يطرحها الباحث لفهم نصوص الأستاذ الإمام مقاربة الإصلاح الديني، ويطرح المقاربة عبر سؤال دال مفاده: هل الإصلاح « بالمفهوم الغربي » ظاهرة مشتركة بين المجتمعات قابل للتعميم؟ الكاتب لا يخفي انحيازه نحو تعميم المصطلح مع مراعاة التباينات، وبوصف الإصلاح إحدى مراحل الانتقال من ثقافة محورها اللاهوت إلى ثقافة محورها الإنسان بحسب أركون. ثم يتوسع في الجدل عن المنهج الإصلاحي العام بوضع سياقات متشابهة ومتقاطعة بين التجربتين الإسلامية والمسيحية على صعيد السلطة الدينية يقول الكاتب: « صحيح أنه لا وجود لكنائس في الإسلام، ولكن هناك مؤسسات تراقب المعرفة الدينية وتحتكرها، وتحاكم السلوك الفردي والجماعي لأجل نسف الوساطة.. دعا عبده إلى التخلص من الترسانة اللاهوتية المدرسية الموروثة في العصر الوسيط، وينقل في موضع آخر أن مفهوم « الفرقة العقدية » هو الجدير باحتلال موقع الكنيسة في الثقافة المسيحية. وينقل الباحث أن كلا المصلحين لوثر وعبده كانا معنيين بفصل الدين والمعارف الأخرى، بل وكلاهما حاول إصلاح أنظمة التعليم، بل وأوشكا أن يخرجا منه مبكرا لعقم المناهج. ويحاول حداد كثيرا استنطاق أقوال متشابهة وتلفظات قريبة بين عبده ولوثر لا يهدف بها إلى تقريب اعتباطي بين أقوال منافية لروح التاريخية الحديثة، بل غايته من ذلك بقوله: « الإشارة إلى وجود حدود مشتركة لأن التاريخ الشامل الذي يحلل الأنظمة الثقافية والاجتماعية الموجهة.. من هنا يصبح الارتباط ممكنا، بل ضروريا »(!!)   ومحاور التفكير الناجمة عن الخطاب الإصلاحي للإمام التي تجلت برأي الإصلاح هي: أ ـ نقل العقائد من ميدان التقليد إلى ميدان الاجتهاد؛ لتحقيق طموح الإنسان الحديث الباحث عن تدين معقول. ب ـ انتهاك سلطة المحرم، ولم يكن عبده يرى نفسه ملزما بالاستنجاد بمراجع قديمة، وكان يحتج على آرائه باستعمال مباشر للنص المقدس وتأويل شخصي لهذا النص. ج ـ خفف عبده من ضغط التراث والتقليد على حقول ثقافية وتاريخية، وتصور الكون والأخلاق، وتتمثل عبقريته في مصاحبة حركة تاريخية واقعة وهي حركة الإصلاح الديني في الغرب. د ـ أضعف خطاب الإمام روح الأرثوذكسية (أي روح التقليد والجمود) وثقافتها، برغم أن مقصده لم يكن في البداية غير إحياء الثقافة المتداعية التي يشاطرها المبادئ العميقة، وفتح على مصراعيه باب التواصل مع الثقافة الحديثة.   رشيد وتاريخ الإمام يرى الباحث أن صفة التلمذة للإمام كثيرا ما تم ادعاؤها والتنازع عليها في حياته وبعد مماته، والأحداث حسبما جاءت في الدراسة أن هناك لجنة تم تشكيلها سنة 1905 أخذت على عاتقها جمع وتحرير وترجمة آثار الإمام ضمت شخصيات قريبة من محمد عبده منها سعد زغلول وقاسم أمين، ولم يكن رشيد رضا من بينها، وأيضا لم يكن ممن حضروا مراسم الدفن ولا الخطباء.. ويجزم الباحث أن السيد رشيد رضا لم يعرفه إلا فترة وجيزة في حياته، وشهادة رضا على عبده تطرح نفس إشكال شهادة عبده على الأفغاني. لكن الحظ كان إلى جانب رشيد رضا؛ حيث تسارعت الأحداث السياسية في مصر فشغلت أعضاء اللجنة والتي معظمها من السياسيين، ويقول الباحث: « ونرجح أنهم فقدوا الرغبة في ذلك أيضا كي لا تلتصق بهم تسمية « حزب الإمام »، أو الاتهام بمعاداة الأسرة العلوية (أسرة محمد علي باشا) ومهادنة الحماية البريطانية »، فتخلوا عن المشروع لرشيد رضا وأوكلوا إليه مهمة جمع الآثار بحسب الدراسة، كان أول جزء صدر هو الجزء الثاني (المنشآت) الذي جمع جزءا من آثار عبده، واتفقت اللجنة تحت ضغوط سياسية على إسقاط أجزاء من الكتابات، وعند صدور الطبعة الثانية وزوال الظروف لم يستدرك رشيد رضا ويعيد الكتابات التي تم إسقاطها. ويؤكد الباحث أن رشيد رضا تخلى عن اتفاقه مع اللجنة على إصدار نص عن حياة الإمام كان قد راجعه بنفسه قبل وفاته، ويضيف: « واتجه رضا إلى إعداد مجلد ضخم حول الإصلاح أقحم فيه الأفغاني، ثم أقحم فيه نفسه، واستغله لعرض آرائه الشخصية، وفرض من خلاله صورة الإصلاح القائم على ثالوث هو ثالوثه ». وصار محمد عبده -بحسب الباحث- جزءًا من سلسلة تجديدية وضعها رشيد رضا تجمع كلا من: عمر بن عبد العزيز، وأحمد بن حنبل، وأبو الحسن الأشعري، وابن حزم، والغزالي، وابن تيمية، وابن قيم الجوزية.. على الرغم من أن التنازع كان على أشده بين هذه التيارات أشعرية وحنبلية وظاهرية، وخرق الباحث لإجماع أجيال منعقد للسيد رشيد رضا بحسبانه الشارح الأكبر لنصوص الإمام، وحاول أن يؤيد ذلك ببعض الكتابات التي تنحو نفس منحاه نحو السيد رشيد رضا.   عبده بعد الثورة وإذا كانت ذكرى محمد عبده من العناصر الرمزية التي أقحمت لدعم الإصلاح وجدله في كل عصر، فإن الأمر كان يستدعي مراجعة صوره في كل مرحلة، وهو ما تم كما يشير الباحث مع الثورة حتى تكون صورة عبده موافقة لخط الثورة، وفي سنة 1955 نشر عثمان أمين الصيغة العربية لأطروحته حول عبده، حيث أراد أن يسقط عليه حاجات جيله، وجعل منه محمد البهي أزهريا معتدلا على صورته وعلى صورة الشيخ المراغي، واعتبره الشيخ الصعيدي والعقاد مصلحا متحمسًا، أما طاهر الطناحي فاعتبره ثوريا استجابة لرغبة مرحلة.. كما بدا عبده ليبراليا مع مصطفى عبد الرازق وعبد المنعم حمادة، وجعلوه على رأس تيار يضم لطفي السيد وطه حسين وعلي عبد الرازق. وينقل الباحث أن المحافظين شكك الكثير منهم في ولائه الوطني والديني؛ فهذا سليمان دنيا قد جاوز بالعقل حده، وعدل بعقله الحقائق الشرعية من الحقيقة إلى المجاز، بحسب الشيخ محمد الذهبي، أما سيد قطب فقد اتهمه بالإفراط بالعقلانية، وتحويل الحاكمية من الله إلى العقل البشري، أما إخوان تونس فصنفوه والطهطاوي ضمن الشيوخ المغرر بهم غربيا.   ملاحظات على الآثار يقول محمد الحداد: « شهد خطاب عبده عمليات توظيف عديدة، لكن أكثرها خطرا تلك التي ذهبت إلى حد تحريف آثاره أو التشكيك في نسبتها إليه »، ويضرب مثلا بذلك برسالة « الواردات في سر التجليات »، وهي رسالة صوفية سلمها عبده قبل وفاته إلى رشيد رضا الذي نشرها في الطبعة الأولى في المنشآت ثم حذفها في الطبعة الثانية. ويرى حداد أن السيد رشيد لجأ بتعبيره إلى أساليب ملتوية؛ للتقليل من شأنها وجعل القراء يعتقدون أن عبده قد تراجع عن آرائه الجريئة فيها، وينقل عنه أنه -أي الإمام- قد تمكن من عقيدة السلف بعد أن اهتدى إليها بالإجمال، ويضيف حداد: « وعندما نشر محمد عمارة الأعمال الكاملة ذهب إلى أبعد من ذلك فنفى الأثر كليا عن عبده.. نفس الكلام ينطبق تقريبا على كتاب « الحاشية على شرح الدواني للعقائد العضدية » من السيد رشيد رضا، والدكتور عمارة. أما رسالة التوحيد فثمة اتهام صريح للسيد رشيد رضا بحذف فقرات تتعلق بمسألة خلق القرآن؛ « حيث كان محمد عبده أول المعاصرين الذين يدافعون عن مذهب خلق القرآن، وقد عبر عن رأيه بوضوح في الحاشية على الدواني، وأعاده باختزال في رسالة التوحيد ».   بالنسبة لتفسير القرآن فقد اعترف أن يخرج باستنتاجات بموقف الشيخ رشيد رضا، « فعبده لم يفسر كل القرآن ولم يحرره بنفسه، بل إن رضا هو الذي قيد دروسه في التفسير وواصلها بعد وفاته ».   المسالك إلى التراث وهذا الفصل طبق فيه حداد تقنيات منهجه الذي اتجه للتعامل مع الإمام بوصفه مفكرا يعمل في إطار الوعي الجمعي الذي يعايشه، والكشف عن آليات تعامله مع الموروث، وتعامل الوعي الإسلامي مع صورته وعلى نصوصه، ووصل إلى عدة نتائج منها: – هناك تواصل في الخطاب الديني لعبده بين مجموعة النصوص التي دعاها الباحث بمؤلفات الشباب والنصوص الأخرى رسالة التوحيد ودروس التفسير. – تمثل جهد عبده في محاولته قراءة نقدية للمذاهب العقائدية ولاستدلالاتها، وهذا وجه مما كان يعده اجتهادا. – ينتهي عبده بتقليص ميدان العقيدة إلى أقصى حد ممكن بأن يجعله متعلقا بثلاثة مبادئ كبرى اجتمعت حولها كل الأديان والمذاهب وهي الألوهية والنبوة والميعاد. – الفارق بين نصوص الشباب وغيرها يرجع إلى عدة أمور منها ما هو ظرفي؛ فنصوص الشباب كانت خلاصة نقاشات أطلقها محمد عبده في حضور الأفغاني بين مجموعات صغيرة من المختصين، أما رسالة التوحيد فقد ألقاها درسا عاما في بيروت والقاهرة.   اكتشاف الصورة من الأكيد أن جمال الدين الأفغاني -بحسب الباحث- هو الذي فتح المسالك للباحثين في التراث، حط بمصر وفي متاعه عشرات المخطوطات الثقافية التي كانت قد نضبت، وعنه استنسخها عبده ومعه دخل عالما جديدا مختلفا عن السنية العربية المنغلقة. والأفغاني يمثل آخر الشخصيات العظمى التي أنتجتها مراكز الحضارة الإسلامية، وبمتابعة المسالك انتهى الباحث أن عبده لم يكن سلفيا بل سينويا (نسبة لابن سينا) إشراقيا، مرجعيته لم تكن ابن تيمية، قرأ تراث ابن سينا عبر شبكة تأويلية كبرى التحمت فيها إشراقية السهرودي، والطوسي، والشيرازي، وابن عربي. وتشابك كل ذلك مع علم كلام جديد مثله الإيجي والجرجاني والدواني « هذا الفضاء الثقافي الواسع الخصب وفر لعبده الكثير من الإجابات الجديدة حول مسائل قديمة: العالم والمادة.. الله والكون.. الإنسان والمصير… إلخ، لكن الأهم أن ذلك الفضاء قد رسخ لديه موقف التأويل الإدماجي، أي القابلية، لاستقبال كل الآراء وإدماجها في نظام مفتوح قائم على مبدأ التعددية على نقيض التأويل الإقصائي السلفي ». الدرس المهم الذي وصل إليه حداد أن آلية التأويل الإدماجي كانت هي خطة عبده والتي جعلت نتائج شرح العقائد المبكرة المنحازة إلى وحدة الوجود والرؤية الإشراقية هي ذاتها النتيجة التي وصل إليها في رسالة التوحيد، وإن اختلفت الطريقة، وإذا كان علم الكلام القديم قد احتوى أرسطو وأفلاطون، فلما لا يحتضن علم الكلام الجديد سبنسر ولوبون؟. وأن الحق الباطل ليس خطا يفصل الإسلام عما قبله أو خرج عنه، والحكمة حقيقة متعالية في التاريخ يدعمها الوحي مرة والعقل مرة أخرى، وقد اكتشف تلك المنهجية عند ابن رشد والفارابي، وقد أطلق عبده لقب حكيم على بعض معاصريه من فلاسفة الغرب، ويرى حداد أن محمد عبده من المؤمنين أن الحكمة واحدة لا تغير، وأنه قد خلخل وهم الفرقة الناجية. والتمييز بين ميدان الإيمان والتفكير الديني أمر ضروري، وأن الحقيقة لها مراتب متعددة، وخلص حداد أن الصورة السلفية التي أعطاها السيد رشيد رضا كان له دور كبير في تشكيل هذه الصورة لتتلاءم مع مناخ جديد.   ملاحظات حاول حداد انتزاع صورة محمد عبده من نزاع لم يهدأ حتى الآن، وحاول أن يترفع به عن دائرة التلاعب الأيديولوجي وهذا مهم، ونجحت فيه الدراسة بشكل كبير ولافت، إلا أنه حاول أن يصنع له صورة جديدة تبدو أحيانا تتجاوز الصورة المنطقية والتاريخية التي تسفر نصوص الإمام عنها، بل وجعله في حالة خصومة مع معظم المتعاملين مع تراثه، لاسيما كل من لا يستخدم ذات المنهج التاريخي بأدوات الباحث، الذي يجب النظر إلى عمله كونه أحد البدائل وليست الرؤية الوحيدة. كما أن اجتهادات الحداد تحركت في إطار الينبغيات التي حفلت بها الدراسة التي تدفع نصوص الإمام في اتجاه بعينه، كما يلاحظ كثرة التعميم الشديد في أحكامه على شراح ونقلة تراث الإمام لاسيما السيد رشيد رضا، ووجود اتهامات مستبطنة بعدم أمانة الإحيائيين على نصوص التجديديين، وكأنه مطلوب من حركات الإحياء أن تتوافق حديا مع كل نصوص واجتهادات الإصلاحيين، وألا يكون لهم الحق في القراءة والتوظيف المنهجي بآلياتهم لدعم موقفهم وخلق موقف تواصلي تاريخي مع حركة العقل الإسلامي عبر آلية الحذف والإضافة. لكن يبقى السؤال الذي طرحه الكتاب، وهو: هل نحج السيد محمد رشيد رضا والدكتور محمد عمارة في التعامل المنهجي مع تراث الأستاذ الإمام؟ وما هي حقيقة أدوارهم المعرفية إزاء تراثه؟ وهي أسئلة تحتاج إلى استكمالات بحثية أخرى —————————- (*) من أسرة إسلام اون لاين   (المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 18 فيفري 2009)


لماذا العروبة أولا؟

 

 
بقلم العلامة السيد محمد علي الحسيني* يثير طرح موضوع العروبة إشکاليات و حساسيات متعددة الابعاد و الجوانب و باتت في نظر العديد من الشرائح الفکرية و الاجتماعية العربية موضوعا قد أکل عليه الدهر و شرب و انه ليس لا يخدم الواقع العربي بشئ وإنما يساهم أيضا في تخلفه و إدخاله في معمعات و متاهاة هو في غنى عنها. ولئن کنا في المجلس الاسلامي العربي في لبنان قد أکدنا مرارا و تکرارا على هذا الموضوع و أعتبرناه بمثابة الجوهر و العمود الفقري الذي يستند عليه المجلس و السبب الاساسي و الاهم لإنبثاقه، لکننا في نفس الوقت لسنا نبغي من وراء مفهوم العروبة الدعوة الى عرقية بغيضة تقوم على اساس من إقصاء الآخر أو رفضه و تهميشه لإعتبارات غيرشرعية و انسانية و قانونية. العروبة التي دعونا و ندعو إليها ليست دثارا نتلحف به طمعا في إکتساب عطف و رضا و تإييد الجماهير العربية مثلما إنها لن تکون مجرد شعار حماسي القصد الاساسي من طرحه إشغال  الجماهير به من أجل تمرير أجندة حزبية أو سياسية ضيقة الافق لاتخدم واقع و طموحات و أماني الغالبية الساحقة من الجماهير العربية، کما انها ليست بضاعة معروضة في دکاکين النخاسة السياسية تکون من نصيب الذي يدفع أکثر، بل أن العروبة التي ندعو إليها هي ذات العروبة التي أحبها النبي العربي الهاشمي و تفاخر بها وهي ذات العروبة التي تنبض في أعماق کل عربي أصيل يؤمن بمبادئ النخوة و الشهامة و المروءة و الشجاعة و الانسانية، عروبتنا هي بناء معروف بأساسه و مشهور بأعمدته التي ترتکز عليها وإنها تعتمد على مبدأ الجمع و التوحيد و نبذ التفرقة و التشتت و التهميش و الإنغلاق.   ان ترکيزنا على العروبة و الدعوة الملحة لها و منحنا إياها أولوية قصوى وتفضيلها على خيارات قطرية ضيقة، يعود اساسا لإيماننا العميق بأنها المخرج الوحيد الذي لابد للعرب المرور من خلاله للتغلب على المصاعب و التحديات التي تواجه حاضرهم و تهدد مستقبلهم، وان الخطر عندما يداهم العرب فإنه ليس بالامکان حصره بقطر عربي محدد وإنما يهدد الاقطار العربية الاخرى و يجعلها ضمن الهدف، وقطعا فإن العروبة التي ندعو إليها ليست بتلك القياسات و الابعاد الحزبية الضيقة وليست أيضا بتلك الصيغ المشوهة و الناقصة و العرجاء التي تدفع المواطن العربي لسياقات ضالة و مضللة وإنما هي بنفس القياسات و الابعاد التي إبتدعتها العقلية العربية منذ غابر الازمان و جاء الاسلام ليمنحه عزا و شرفا و مجدا و رفعة لتکون نموذجا و مثلا أعلى لکافة الامم و الشعوب في کل أرجاء المعمورة. وعندما نقول ان العروبة التي ندعو إليها هي بنفس قياسات و أبعاد العقلية العربية السحيقة فإننا نرکز هنا على البعد الاخلاقي المميز للشخصية العربية و محتواها الانساني المشرئب بروح النخوة و الشهامة و نصرة الظلوم و مساعدة الضعيف و رفض الظلم و الطغيان و ماإليها من خصال حميدة يجدها المرء مجسدا في التراث العربي عبر مختلف العصور و الازمنة وهنا تتجسد مسألة الاصالة بعمقها التأريخي الحضاري لتنير لنا قوة الاساس الاجتماعي للعروبة ولکون العروبة(حالها حال أي من السنن التأريخية) کانت معرضة لمراحل سلبية تفتقد خلالها بعضا من جوانبها الاساسية، فقد شرف الله سبحانه و تعالى امة العرب بدين الاسلام الذي صار ظهيرا و سندا قويا للعروبة بعد أن هذب و نقح الاصول الاخلاقية لها و جعلها أکثر شمولية و تسامحا، فإن العروبة قد خرجت من القوقعة التأريخية المحددة بزمن أو فترة أو مرحلة معينة وإکتسبت عمقا معاصرا جعلها تتمکن من مواکبة کل العصور و المراحل التأريخية المختلفة، ومن هنا فإن العروبة التي ندعو إليها(وهي العروبة الحقة و الاصيلة لأجدادنا)تتميز بالاصالة و المعاصرة، أصالة قومية و معاصرة ذات بعد ديني أخلاقي و تعتبر الخيار القومي ـ الاخلاقي ـ الديني الاساس و المعيار الاهم في التفاضل ومن هنا، فإننا نرى أن العروبة بهذا المفهوم، لاتفضل قطرا عربيا على آخرا و لاتمنح الاولوية لأي دولة عربية مشرقية کانت أم غيرها، على دولة عربية أخرى بل لکل منها خصائصها و مميزاتها المحددة لکن کل الاقطار العربية بالاماکن جمعها و صهرها في بوتقة واحدة هي العروبة التي من الممکن إعتبارها صمام أمان لکل الاقطار.  ولقد کان الخطأ الاکبر الذي وقعت فيه الاحزاب و التنظيمات و الجمعيات العربية ذات الانتماء القومي، إنها أخذت جانبا محددا من العروبة، جانب يخدم أهدافها القصيرة المدى متصورة بأن مربط الفرس يکمن في إزاحة النظم العربية الحاکمة و التشکيك بالقادة و الزعماء العرب وهي بذلك أهملت واجبها الاساسي بتربية و صقل الذات العربية التي تعرضت و تتعرض لهجمات عدوانية شرسة من قبل أعدائها المختلفين وبدلا من إعداد الاسس الکفيلة بتوفير الضمانة الاساسية لأمن قومي عربي حديدي من خلال بناء الشخصية العربية و إعادة الاعتبار الذي منحه الله سبحانه و تعالى لها، فإن تلك الاحزاب و المنظمات و الجمعيات شغلت الناس عن قصد أو دون قصد بمعارك وهمية و جانبية مع النظم العربية الحاکمة لتساهم بذلك في إضعاف هذه الانظمة بدلا من تقويتها و إسنادها، أما أعداء العروبة و المتربصين شرا بها، فإنهم کانوا لايريدون خيرا لأي من الطرفين، أي انهم کانوا يعادون الانظمة العربية الحاکمة بنفس الدرجة التي کانوا يعادون بها تلك القوى السياسية المعادية لحکامها وهم بذلك حققوا هدفا مهما و حيويا بإختراق الامن القومي العربي و نخر جانبين أساسيين منه يتجليان في العمق الجاهيري و النخبة القيادية، وعليه، فإن العروبة التي دعت إليه تلك الاحزاب لم تفلح في إقناع الشخصية العربية وإن کانت قد ألهبت حماسه و أثارت مکامنه الغرائزية، إذ انها لم تنجح في کسب عقله الباطن ليصل الى درجة الايمان اليقيني بها، رغـم اننا نرفض تلك الدعاوي التي تقول بأن العروبة قد سقطت بسقوط تجارب و مبادئ تلك القوى السياسية العربية لإيماننا الراسخ بأن العروبة کمفهوم متکامل الجوانب من المستحيل سقوطه(حاله حال أية قيم و مبادئ حضارية ذات محتوى إنساني)وان الذي سقط هو مفهوم و رؤية تلك الاحزاب للعروبة. وان تلك الاحزاب و التنظيمات التي کانت ترفع عقيرتها ليل نهار بالدفاع عن الامة العربية نست أو تناست إنها بحملتها الشعواء ضد النظام العربي الرسمي و ضد الزعماء و القادة العرب قد ساهمت في تشتيت الشارع العربي و تجزئته بما يخدم مصالح و أهداف و أجندة معادية للعرب و بدلا من أن ينتبهوا لحقيقة مهمة و إستراتيجية تتجلى في أن الامن القومي العربي يجب أن يکون محصورا بيد الزعماء و القادة العرب، فإنهم إستداروا على هذه الحقيقة و شوهوها أيما تشويه و طرحوا بدائل غير منطقية و بعيدة کل البعد عن الواقع بحيث لم يصادف أن تم مثل هکذا طرح في أية بقعة أخرى أخرى من العالم، واننا نرى لو أن تلك الاحزاب عملت من أجل تعبأة الشارع العربي و توجيهه ضد العدو الحقيقي وليس الانشغال ببعضهم البعض لکان واقع العرب في الوقت الحاضر مختلفا أيما إختلاف عن الذي نعيشه. اننا نعطي الاولوية للعروبة من أجل رص الصفوف العربية و توحيدها بأساس فکري و أخلاقي جامع ينير دروبها أمام کل المنعطفات و الدياجير المظلمة مما يؤهلها للإنتباه لأعدائها الحقيقيين و توجيه الشارع العربي للإلتفاف حول زعمائهم و قادتهم لإفراغ المؤامرات و الدسائس و الفتن المختلفة من محتوياتها الخبيثة التي ترکز على تهميش دور الزعامة العربية و جعلها منفصلة عن الامة لکي يتصيدون مايشاؤون في المياه العکرة، واننا في المجلس الاسلامي العربي في لبنان رأينا و نرى أن أهم واجب قومي ينتظر الامة العربية هو أن تقوم بتعبأة نفسها لتصبح ظهيرا و سندا قويا و متينا للزعامة العربية کي تقوم بإنجاز مهامها و واجباتها التأريخية بخصوص صيانة الامن القومي العربي و حفظه من کل خطر أجنبي داهم مهما کان مصدره أو مضمونه.  
 
* الامين العام للمجلس الاسلامي العربي في لبنان. المكتب الصحفي الفلسطيني لبنان  

مساجد سنية وشيعية تكسر حاجز الفصل المناطقي

وتعاود نشاطها قبل إعادة إعمار ما دُمر منها

 
 
بغداد – حسين علي داود     الحياة     – 18/02/09// فوجئ اهالي حي ابو دشير (جنوب بغداد) ذات الغالبية الشيعية بصوت الآذان يخرج من «جامع ياسين» السني من وسط الدمار والصمت الذي لفه لمدة عامين. وعلى رغم ان سقف الجامع ما زال مكشوفاً بعدما كانت تغطيه القبة التي دمرت بعد ساعات من تفجير القبتين الذهبيتين في سامراء عام 2006، والتصدعات المنتشرة على حيطان المسجد تنذر بانهياره، لكن اعادة افتتاحه رمزياً كانت اشارة الى ان الحرب الطائفية طوت آخر أوراقها كما يقول الاهالي. فقد اجتمع  بعض وجهاء منطقة ابو دشير، من اهل السنة، فيما بينهم لإعادة افتتاح المسجد. وقال ابو مصطفى ان «الاوضاع الامنية جيدة جداً، والحواجز الطائفية كسرت. ونحن بحاجة الى مسجد لنقيم الصلاة فيه من جديد». ويضيف: «لا يوجد اليوم ما يمنع اعادة فتح مساجدنا التي دمرت ايام العنف الطائفي، لكن المشكلة أمام اعادة نشاطها تكمن في الدمار الذي تعانيه، إذ ما زالت الانقاض تلف هذه المساجد التي لم تعد صالحة للصلاة، فلجأنا الى إذاعة قراءة القرآن والآذان في الجامع من خلال آلة تسجيل بانتظار اعادة ترميم المسجد من جديد». يذكر انه في 22 شباط (فبراير) 2006 فجّر مجهولون مرقد الامامين العسكريين في سامراء، ما أشعل فتيل أعمال عنف طائفية واسعة أسفرت عن مقتل الآلاف، كما طاولت العشرات من مساجد السنة والشيعة في مناطق مختلفة من العاصمة وبعض المدن الأخرى. وفي حي البياع، الذي كان يعد معقلاً لـ«جيش المهدي»، تم افتتاح «جامع الرحمن» الذي يعود لأهل السنة وسط فرح وابتهاج الاهالي من الطائفتين الذين اعتبروا ذلك اعلانا رسميا بانتهاء تلك الحقبة المريرة من الاقتتال الطائفي الذي لم يستثن الجوامع واماكن العبادة الشيعية والسنية على حد سواء. ويقول الشيخ احمد المعموري من اهالي المنطقة لـ«الحياة» ان «افتتاح المسجد يمثل حدثاً مهماً. فالفصل الطائفي الكبير الذي شهده الحي كسر بإعادة افتتاح هذه المسجد»، مشيرا الى ان «وجهاء المنطقة يعملون حاليا على اعادة المهجرين السنة الى منازلهم في الحي بعد تحسن الاوضاع الامنية». يذكر انه بعد الغزو الأميركي للعراق في آذار (مارس) 2003 وقعت حوادث متفرقة تمثلت في مهاجمة مسلحين مساجد سنية، وتم الاستيلاء على أعداد منها وتحويلها الى حسينيات. وبرر هؤلاء المسلحون عملهم بأن هناك مناطق في بغداد تسكنها غالبية شيعية ولا يوجد فيها مسجد شيعي واحد بسبب الحظر الذي يقولون انه كان مفروضاً عليهم من جانب النظام السابق فيما جاء العنف الطائفي ليكرس هذه الظاهرة. ويقول الشيخ حارث العبيدي، امام وخطيب سني ومقرب من الوقف السني لـ«الحياة» ان «هناك لجاناً شكلت بالتعاون بين الوقفين السني والشيعي اخيرا للقيام بعملية احصاء واعادة تأهيل الجوامع والمساجد التي دمرت في فترات الاحتقان الطائفي» مشيرا الى ان «المشكلة الحالية تبرز في تخصيص الموارد المالية لإعادة تأهيل المساجد المدمرة». ولفت الى اننا «فوجئنا بقيام العديد من المواطنين والاهالي بفتح المساجد المغلقة عبر مبادرات فردية، ثم مراجعة الوقفين السني والشيعي لإبلاغهما برغبتهم في مد هذه المساجد بأئمة وخطباء لخدمة المصلين من جديد»، موضحا ان «العديد من القياديين في التيار الصدري فاتحوا الوقف السني باستعدادهم لإعادة العديد من المساجد السنية التي تقع في مناطق شيعية». ويوضح العبيدي انه «تم اخيرا افتتاح العديد من مساجد اهل السنة في مناطق الشعب والحرية والشعلة كانت مغلقة حتى وقت قريب، ما يعكس انتهاء تلك الحقبة التي شهدت اقتتالا طائفيا كانت المساجد احد ابرز ادواته وضحاياه على حد سواء». في الجانب الآخر يشير رئيس ديوان الوقف الشيعي صالح الحيدري الى ان «العديد من الحسينيات التي تم هجرها واغلقت بعد تصاعد موجة اعمال العنف عاودت نشاطها في العديد من المناطق السنية، كما في حي الجهاد والغزالية».  

 (المصدر: صحيفة « الحياة » (يومية – لندن) الصادرة يوم  18 فيفري 2009)
 

ثلاث قراءات عربية للثورة الايرانية

 

 
عبدالله الأشعل ابتداء لا يمكن القول إن العالم العربي الشعبي والرسمي مجمع على قراءة واحدة للثورة الإسلامية في إيران، ويمكن أن نقسم القراءات العربية إلى ثلاث أساسية، تمثل صورة إيران في العالم العربي بعد مضي ثلاثين عاماً على ثورتها الإسلامية. القراءة الأولى تنظر إلى إيران نظرة تقليدية في سياق التوجه القومي القديم، فترى تطورها خطراً على العالم العربي تماماً مثلما كانت تنظر إلى تركيا في الماضي وإلى إسرائيل، ولم يجد هذا الفريق اختلافاً في إيران الملكية عن إيران الإسلامية، فكلتاهما دولة فارسية لها مشروع يتمدد بطبيعته على حساب العالم العربي ـ على الأقل ـ في منطقة الخليج، بل يعتبر جزء من هذا الفريق أن إيران أخطر على العالم العربي من إسرائيل، وأن التفاهم بينها وبين إسرائيل ممكن، لذلك يرى خطراً في التسلح النووي الإيراني. هذا الفريق تحركه دوافع قومية ودوافع علمانية، من حيث أن إيران دولة أيديولوجية ترفع شعار الإسلام المناهض للاتجاه العلماني، لذلك اعتبر هذا الفريق سقوط نظام صدام حسين كارثة وفرصة لإيران للتوسع. القراءة الثانية ترى أن إيران دولة إقليمية ثارت على الفساد والظلم لتصحيح أوضاع شعبها، وكان رد فعلها عنيفاً ومتطرفاً على حالة الانفلات الاجتماعي والديني، وطمس الهوية الإسلامية للشعب الإيراني في عهد الشاه، وأن إيران الإسلامية بسبب زوال الشاه الصديق للغرب، وبسبب طابعها الإسلامي، وبسبب الرغبة في التحرر من التبعية الغربية، تعرضت للحصار وتحريض العراق عليها لإضعافها وكسر شوكتها، لكن إيران صمدت، وقادت صراعاً سياسياً محموماً ضد الولايات المتحدة، وبذلك دخلت إلى دائرة الاحتكاك «بالنظم المعتدلة»، وأن الحكم الايراني تمكن خلال الثلاثين عاماً الماضية من الاستمرار، ومن توسيع رقعة نفوذه على حساب الانسحاب العربي السياسي من جميع القضايا العربية، بحيث أصبحت إيران الطرف الآخر مع الولايات المتحدة في الملفات العربية. أما الدول العربية الرئيسية فقد قنعت بمهاجمة إيران إعلامياً والتحريض عليها سياسياً، وكذلك فعلت مع معكسر المقاومة العربية الذي تسانده إيران، وأن نجاح طهران في تعظيم أوراقها جعلها نداً للولايات المتحدة التي قد تضطر في النهاية إلى الحوار معها وربما اقتسام النفوذ ، بعد أن تملكت إيران ورقة مهمة في أفغانستان، وورقة أهم في التصنيع العسكري، وثالثة في لبنان، ورابعة في سورية، وورقة خامسة في فلسطين، وورقة سادسة مع روسيا والصين، ووظفت قدرتها الاقتصادية لزعزعة التحالف الأوروبي – الأميركي ضدها. يرى هذا الفريق، الذي أنضم إليه، أن تخلي العالم العربي عن أوراق القوة العربية هو الذي شجع إيران على التقدم في العراق، لذلك من مصلحة العالم العربي أن يقيم حواراًَ بناء مع إيران، حتى لا يصحو يوماً وقد اقتسمت إيران المنطقة العربية مع واشنطن، وتوافقت مع إسرائيل على إحكام السيطرة على الجسد العربي الذي يكاد يفقد مراكز التأثير والتنفيذ والقرار.  أما الفريق الثالث فهو الفريق الطائفي، الذي يرى أن الثورة الإسلامية في إيران محدودة الأثر في الخارج، لأنها ثورة شيعية وأن ظهورها قد أشاع عدم الاستقرار في المنطقة، وقوّى جانب الشيعة ضد السنة، وأشعل فتيل الأزمة بين المسلمين، كما أن مساندتها المقاومة العربية التي يراها هذا الفريق تطرفاً وعنفاً لا لزوم له، فقد فرق العالم العربي بين المقاومة والاعتدال، مثلما فرق بين النظم العربية داخل الأوطان العربية في لبنان وفي فلسطين وفي العراق. وقد تسببت هذه السياسة الإيرانية في توتر العلاقات بين مصر وحماس، وبين مصر وسورية، وبين السعودية وكل من حماس وسورية، وبين مصر والسعودية من ناحية وحزب الله من ناحية أخرى. وبذلك أسهمت القوة الإيرانية في تمزيق العالم العربي وتمزيق الصفوف العربية الداخلية خدمة للمشروع الإيراني، الذي تمسك بالجزر العربية الثلاث في الخليج، ولا يفترق عن إسرائيل في أطماعه تجاه المنطقة العربية.   (المصدر: جريدة الحياة (يومية – بريطانيا) بتاريخ 18 فيفري 2009)  

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.