الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

 

11 ème année, N°4157 du 16.11.2011


كلمة:المرزوقي رئيسا جديدا للبلاد

المصدر:نورالدين البحيري:  » كل ما ينشر من اخبار وتسريبات عن تشكيلة الحكومة المرتقبة هو من باب التخمينات ليس إلا »

الصباح:اختفاء مئات «الحارقين» بينهم أحداث منذ 8 أشهر في ظروف غامضة!

التونسية:قضية »القنزوعي » سياسية و »الباجي قائد السبسي » و »رشيد عمار » و كمال لطيف يحركون كواليسها !!!

التونسيةفي اللقاء الإعلامي الدوري بالوزارة الأولى: توظيف 400 عون أمن بقطر…تكثيف التواجد الأمني

بناء نيوز:انتداب مربي أطفال بالكويت

بناء نيوز:التصريح بالحكم بشأن الموقوفين في قضية الجمهور المغربي يوم 21 نوفمبر

بناء نيوز:بحضور عبد الفتاح مورو : تزكية محمد المختار السلاّمي في رحاب جامعة الزيتونة لاستعادة منصب الإفتاء

الفرع الجامعي لأساتذة وباحثي التعليم العالي بصفاقس:بيان اجتماع عام

بيان اجتماع المنستير الثاني:لتيار العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية

سويس إنفو:امين عام حزب النهضة الاسلامي في تونس تحدث عن « خلافة سادسة »

علــــي مطير:بين الجمهورية الثانية والخلافة الرّاشدة السّادسة

كلمة:الاتحاد الأوروبي يلتزم بالعمل مع السلطات الجديدة

الصباح:كمال الجندوبي:سنقترح على «التأسيسي» إحداث هيئة دائمة ومستقلة تشرف على الانتخابات

كلمة:أرشيف البوليس السياسي :هل تأخر الوقت لمعالجته ؟

يو بي أي:أخبار الاقتصاد:تونس تستورد 80% من القمح المخصص لصناعة الخبز

الصباح:صدور «الكتاب الأبيض» تقديم رؤية جديدة للتنمية الجهوية

محمد جدلاوي:أسرار وكنوز الطبيعة في تونس استغلالها يوفر مئات ألاف مواطن الشغل ويحول بلادنا إلى جنة على وجه الأرض

نصرالدين السويلمي:يطالبون النهضة بفصل الدين عن الدولة

دهماني شفرود:لهذه الاسباب فقط يجب أن نكرّم أمير قطرفي تونس ونعتزّ بعلاقات وثيقة مع دولة قطر

عادل السمعلي: ما مدى مصداقية القول بفوز الاحزاب ذات الوعود الكاذبة؟

يسري الساحلي:أنا متضامن معك أيها الرئيس بشار

يسرى بن ساسي:صحوة مثقف

الحياة:6 أبريل تنفي علاقتها بفتاة الإنترنت العارية.. وعلياء تتراجع: لست عضوة فيها

يسري الساحلي:برلسكوني إيطاليا و البرلسكونيون العرب

خالد زروان:الثورة المضادة: ثورة أمريكية شاملة وحرب ناعمة على الإسلام بأموال وأبناء المسلمين!


Pour afficher les caractères arabes suivre la démarche suivan : Affichage / Codage / Arabe Windows) To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic Windows)


تابعواجديد أخبارتونس نيوزعلى الفايسبوك

الرابط

http://www.facebook.com/pages/Tunisnewsnet/133486966724141



علمت كلمة من مصادر خاصة انه تم الاتفاق رسميا بين الأحزاب الثلاثة المشكلة للتحالف على الدكتور المنصف المرزوقي رئسا مؤقتا للبلاد فيما يرجح ان يتولى الدكتور مصطفى بن جعفر رئاسة المجلس التأسيسي. و كان السيد محمد بنور الناطق الرسمي باسم التكتل أعلن في وقت سابق أمس أن رئيس التكتل اجتمع أمس مع المنصف المرزوقي في محاولة لتقريب وجهات النظر حول توزيع المسؤوليات العليا في الدولة و أهمها منصب رئيس الجمهورية.
و افاد السيد سمير بن عمر عضو المكتب السياسي لحزب المؤتمر من اجل الجمهورية انه من المنتظر أن يتم الإعلان اليوم الثلاثاء عن اسم الرئيس المقبل للبلاد.
و بذلك تتوزع المناصب العليا في الدولة بين الاحزاب الثلاثة المشكلة للتحالف ليكون السيد المنصف المرزوقي رئيسا مؤقتا للبلاد و ليكون بذلك الرئيس الرابع للبلاد بعد الحبيب بورقيبة و الرئيس المخلوع و السيد فؤاد المبزع فيما سيتولى السيد حمادي الجبالي الامين لحزب النهضة رئاسة الحكومة و سيتولى على الارجح الدكتور مصطفى بن جعفر رئاسة المجلس الوطني التاسيسي.
يذكر ان المجلس التاسيسي سيعقد اولى جلساته بدعوة من الرئيس المؤقت يوم 22 نوفمبر الجاري .
كما انه من المنتظر ان تكون الجلسة الافتتاحية جلسة احتفالية يشارك فيها عدد من الشخصيات السياسية و الدولية التي لم تتضح معالمها بعد.
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 15 نوفمبر 2011)
<  


اعتبر السيد نورالدين البحيري الناطق الرسمي باسم حركة « النهضة » ان كل ما ينشر من أخبار وتسريبات عن تشكيل الحكومة المرتقبة « هو من باب التخمينات ليس إلا « . وأوضح في تصريح مساء يوم الاثنين لـ »وات » عبر الهاتف أن الاعلان عن تشكيل الحكومة لن يتأخر وسيتم حالما تنشر النتائج النهائية لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية ويتم الاتفاق على أرضية الإصلاح السياسي والبرنامج الاقتصادي والاجتماعي بين كل من حركة النهضة وحزب المؤتمر من اجل الجمهورية والتكتل الديمقراطي من اجل العمل والحريات. وأشار إلى « حصول تقدم في هذا الاتجاه « . وأضاف البحيري ان المشاورات الثلاثية ما تزال مستمرة كما يتواصل انعقاد الاجتماعات بمقرات الأحزاب الثلاثة على مستوى اللجان المكلفة باعداد ارضية العمل للمرحلة المقبلة خاصة في ما يتعلق بالقانون المنظم للسلط العمومية وصلوحيات رئيس الدولة وهي النقاط التي قال عنها « إنها ما تزال محل نقاش وحوار وبحث عن توافقات « . وكانت أنباء تم تداولها على نطاق واسع على شبكة الانترنات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أعلنت عن انتهاء المشاورات الخاصة بتشكيل الحكومة، مرجحة ان تحصل فيها حركة النهضة على 10 حقائب فيما سيكون رئيسها حمادي الجبالي مع الابقاء على عضوين من الحكومة المؤقتة الحالية هما عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع الوطني ومصطفى كمال النابلي محافظ البنك المركزي . وتشير نفس الانباء الى تولي السيد مصطفى بن جعفر رئاسة الجمهورية والسيد المنصف المرزوقي رئاسة المجلس الوطني التأسيسي .
(المصدر: موقع المصدر الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 15 نوفمبر2011)

<



« القلب يوجع والكبدة مشوية ».. « لا إطعمنا نوم ولا فرح ولا رمضان ولا عيد وأولادنا مفقودين.. لا نعرفوا حيين وإلا ميتين ».. »صمت رهيب من الحكومة المؤقتة والقنصلية التونسية ببلارمو ضاعفت من مأساتنا ».. « أين أبناؤنا ».. « يا حكومة وين وين أولادنا المفقودين ».. كلها عبارات ظلت مئات العائلات التونسية من مختلف مناطق الجمهورية.. من القصرين .. من رأس الجبل.. من جرزونة.. من حمام الأنف.. من الهوارية.. من جبنيانة.. ومن عدة مدن وولايات أخرى ترددها منذ عدة أشهر بعد تقطع السبل أمامها وعجزها عن الاتصال بأبنائها الذين »حرقوا » إلى إيطاليا خلال الربيع الفارط وعجز الحكومة المؤقتة وخاصة مصالح وزارة الخارجية وقنصلية تونس ببلارمو عن فعل ملموس يضع حدا لهذه المأساة. إعداد: صابر المكشر فعدد كبير من أبنائنا التونسيين استقلوا مراكب الموت لـ »الحرقان » إلى إيطاليا هربا من جحيم البطالة والفقر والتشرد الذي عانوا منه لسنوات في ظل حكم المخلوع وعصابته وبحثا عن مستقبل أفضل يؤمنون به حياتهم.. ولكن بعض هذه الرحلات لم يعرف مصيرها بعد في ظل الاختفاء الغامض لمئات »الحارقين » وعدم اتصالهم بعائلاتهم والأداء المتذبذب للقنصل التونسي ببلارمو الذي ضاعف من معاناة هذه العائلات حسب ما أفادنا به عدد كبير من آباء وأمهات المفقودين، إذ أكد لهم سابقا ان أربعة مراكب تقل 126 حارقا تونسيا(16+32+54+24) وصلت يوم 2 مارس الفارط إلى سواحل لمبدوزا او بانتالاريا وكلهم في صحة جيدة رغم ان أحد هذه المراكب تعطب أثناء الإبحار خلسة ولكن السلط البحرية الإيطالية أنقذت راكبيه الـ 32 بينهم قاصر لا يتجاوز عمره التسع سنوات(حديث مسجل للقنصل التونسي ببلارمو على الأنترنات) ولكن فيما بعد لم تتمكن عائلاتهم من معرفة مصيرهم وظلت تتساءل في حرقة(ما دامهم حيين وينهم؟) ولكن القنصل التونسي ببلارمو لا يملك إجابة شافية في ظل »التقنية » التقليدية والبسيطة التي اعتمدها في البحث عن المفقودين والمتمثلة في الهويات والصور، والحال كان يفترض منذ البداية أن يعتمد »تقنية » البصمة لتأكيد أو نفي وجود »الحارقين » بالمعتقلات وذلك بالتنسيق بين مصالح وزارة الداخلية ووزارة الشؤون الخارجية التونسيتين ووزارتي الداخلية والخارجية الإيطاليتين، باعتبار أن الهويات التي يدلى بها »الحارقون » عادة ما تكون وهمية كما ان الصور لا يمكن ان تكون تقنية صحيحة مائة في المائة.
عائلات بعض المفقودين في دار « الصباح »
بعد تنسيق بيننا وبين التونسية »ريبيكا » المقيمة بإيطاليا والتي تطوعت للبحث عن المفقودين التونسيين هناك وبين عماد السلطاني شقيق أحد المفقودين كان اللقاء نهاية الأسبوع الفارط بدار « الصباح » والذي جمعنا بعدد من أمهات وآباء وأشقاء عدد من أبنائنا المفقودين بإيطاليا منذ نحو ثمانية أشهر..  
كان الألم يعصف بقلوب الجميع.. يتراءى لك بين أعين الجميع وعلى ملامح الجميع.. امهات تبكين في صمت.. آباء ينتظرون مجرد معلومة وإخوة يلهثون وراء خبر يقين بوجود إخوتهم على قيد الحياة.. فالقاسم المشترك بين هؤلاء هو البحث عن فلذة الكبد.. الوصول إلى حقيقة تحدد مصير أبنائهم وإخوتهم الذين »حرقوا » إلى إيطاليا أثناء موجة »الحرقان » التي عرفتها سواحلنا بعد الثورة وتحديدا بداية من غرة مارس الفارط.
فوالد المفقود كريم مباركي أكد أن ما لا يقل عن 684″حارقا » تونسيا مازالوا في عداد المفقودين واستشهد بقائمة أرسلتها وزارة الخارجية الإيطالية إلى نظيرتها التونسية بتاريخ 10 أفريل 2011 تشير إلى وصول 684 مهاجرا تونسيا بطريقة غير شرعية إلى السواحل الإيطالية غير أن مصير هؤلاء مازال مجهولا، مشيرا على سبيل الذكر أن ابنه كريم مباركي موجود اسمه بالكامل في هذه القائمة التي قيل أنها لـ »حارقين » وصولوا إلى اليابسة ولكنه لم يتصل بعائلته بعد ليؤكد أنه حي يرزق رغم ان كل الدلائل تشير إلى أنه على قيد الحياة.
وهنا تدخلت زوجته وأكدت انها شاهدت ابنها على شاشة التلفاز في أخبار القناة الإيطالية الخامسة يستقل رفقة مجموعة من رفاقه مركبا أثناء اقترابهم من اليابسة، وأضافت انها تحصلت على التسجيل المصور وتأكدت بما لا يدع مجالا للشك أن ابنها هو ذاته الموجود في التقرير المصور لأخبار القناة الخامسة الإيطالية خاصة انه كان يحمل ذات الملابس.
أمهات شاهدن أبناءهن
نفس السيناريو تكرر مع عدد من الامهات من بينهن والدة صبري الصولي ووالدة رامي الغريسي ووالدة محمد العابد اللاتي أكدن أنهن شاهدن أبناءهن في تقارير إخبارية إيطالية ولكن منذ ذلك الوقت لم يعرفن مصيرهم ولا يعلمن أين تم نقلهم.
وأعلمتنا والدة أحد المفقودين ويدعى زياد انها شاهدت تسجيلا مصورا بتاريخ 24 أفريل الفارط يظهر فيه إبنها رفقة نحو مائة تونسي يفترشون الأرض بالقرب من البحر ويحيط بهم أعوان الأمن، مضيفة أن ابنها كان أثناء التسجيل يحمل ذات الملابس التي غادر بها البيت قبيل مشاركته في عملية اجتياز الحدود خلسة.
« العين بصيرة واليد قصيرة »
إلى ذلك أفادتنا ليلى حمدي أن شقيقيها زياد حمدي(من مواليد 1981) ومحسن حمدي (من مواليد 1983) أبحرا خلسة رفقة عدد من الشبان يوم 29 مارس الفارط انطلاقا من سواحل سيدي منصور فيما أفاد شقيق المفقود رياض الجنحاوي أنه (من مواليد 19 أفريل 1983) شارك في عملية »حرقان » في حدود الساعة الخامسة من صباح يوم 14 مارس الفارط رفقة أربعة من أبناء حيه وعدد آخر من الشبان انطلاقا من سواحل جبنيانة.
وأشارت شقيقة المفقود رمزي الولهازي انه (26 سنة) »حرق » رفقة 21 شخصا من سواحل الهوارية يوم غرة مارس 2011 وقد اتصل زوج شقيقتها بعد نحو ثلاثة أشهر بالقنصلية التونسية ببلارمو وسلمهم صورة رمزي فطمأنه المسؤولون ووعدوا بأن يتصلوا به ولكن تلك الوعود ظلت واهية ولم تتلق العائلة أي اتصال إلى اليوم.
وقال شقيق المفقود أمين صالح أنه (25 سنة) أبحر خلسة من سواحل سيدي منصور يوم 29 مارس الفارط ولكن لم يتسن إلى اليوم معرفة مصيره شأنه شأن مئات الشبان التونسيين الذين ركبوا قوارب الموت حاملين أحلامهم بتكوين مستقبل أفضل…
رحلات مجهولة
تعددت الرحلات غير الشرعية أثناء موجة »الحرقان » التي شهدتها السواحل التونسية بعيد الثورة بسبب الانفلات الامني والرغبة الجامحة في الهجرة إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط ولكن ذلك لم يمر دون ان يخلف الألم والحيرة لآن مئات »الحارقين » التونسيين مازالوا في عداد المفقودين ومن بينهم هؤلاء الذين أبحروا خلسة أيام غرة مارس و14 مارس و29 مارس 2011 رغم أن عددا كبيرا منهم شوهد في التقارير الإخبارية التلفزيـــــة على القنوات الإيطاليـــــة لدى وصولهم إلى إيطاليا وهو ما يطرح أكثر من سؤال حول ملابسات هذا الاختفاء لذلك يواصل أهالي المفقودين »كفاحهم » من أجل الوصول إلى الحقيقة وكشف سر هذا الاختفاء، لذلك طرقوا كل الأبواب آخرها الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان.
البصمة
ونظرا لعجز السلطات التونسية ببلارمو امام هذا الإشكال نادى أهالي المفقودين بضرورة اعتماد البصمة لتحديد مصير أبنائهم، وهنا قال عماد السلطاني شقيق أحد المفقودين: » بما أن السلطات الإيطالية تأخذ بصمات كل المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى أراضيها وحتى نجنب انفسنا التعب أناشد وزارة الخارجية التونسية ان تنسق مع مصالح وزارة الداخلية قصد الحصول على بصمات »الحارقين » المفقودين ممن يملكون بطاقات التعريف الوطنية وإرسالها إلى وزارة الخارجية الإيطالية التي تسلمها بدورها إلى وزارة الداخلية الإيطالية قصد التأكد بصفة قطعية من دخول صاحب البصمة المعنية التراب الإيطالي أو لا ». (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 نوفمبر2011)

<


 

وزارة الداخلية رفضت تقديم كشف حول قضايا التعذيب التي رفعت ضد الامنيين في عهد المخلوع قضية

« القنزوعي » سياسية و »الباجي قائد السبسي » و »رشيد عمار » و كمال لطيف يحركون كواليسها !!!


 
عقدت هيئة الدفاع عن السيد محمد علي القنزوعي المدير العام السابق للأمن الوطني السابق ومدير المصالح المختصة و كاتب الدولة السابق و المتهم في قضية براكة الساحل المتكونة من الأستاذين حسن الغضباني و بشر الشابي ندوة صحفية عقدتها اليوم بنزل البيت الأبيض بمحمد الخامس والتي حضرها ممثلو مختلف وسائل الإعلام اتهمت فيها وزارة الداخلية بالتأمر على منوبهم وفي أجواء ذكرتنا بحماسة مرافعات جلسات المحاكم افتتح الأستاذ المحامي حسن الغضباني اللقاء الذي قال في مستهله انه لم تكن في نية هيئة الدفاع أن تعقد هذا اللقاء إلا انه وبعد أن اتضح أن قضية براكة الساحل حادت عن المسلك القانوني الطبيعي لم يعد بالوسع سوى الالتجاء إلى أجهزة الإعلام لنوضح للرأي العام ما يدور في كواليس العدالة حول هذه القضية ووجه الغضباني أصابع الاتهام إلى وزارة الداخلية بالتأمر على موكله بعد أن اخلف السيد توفيق الديماسي مدير الامن العمومي وعده بتقديم إحصائيات حول نسب تقديم شكاوي حول التعذيب ضد إطارات ورجال امن زمن نظام المخلوع والتي بت فيها القانون.
كما صرح الغضباني أن محمد علي القنزوعي شغل عديد المناصب كمدير عام للأمن وسفير في عديد الدول وكان توجهه امنيا بحتا ولم يكن له أي توجه سياسي مضيفا أن منوبه تعرض إلى مظلمة باعتبار انه كان زمن حدوث قضية براكة الساحل يشغل منصب مدير عام للمصالح المختصة أي انه يقوم بالتنسيق الإداري بين جميع المصالح في وزارة الداخلية ولم يباشر صفة الضابطة العدلية ولم يكن يمضي على أي بحث يجريه أي عون وبالتالي لم يشرف على أي عملية استنطاق أو بحث أو تعذيب إضافة إلى أن جميع الملفات خالية بنسبة 100 بالمائة من أي إثبات يفيد بوجود تعليمات أو أوامر من القنزوعي لمباشرة اعتداء على الحرمة الجسدية للموقوفين ولم يذكر احد من الشاكين أن القنزوعي قد حضر عملية استنطاق أو اعتداء إضافة إلى أنه هو من طلب من عبد الله القلال إيقاف القضية بعد أن اتضح أنها ملفقة وقد استجاب له وزير الداخلية آنذاك و قال أن أعوان الضابطة العدلية اثبتوا للعدالة أن هذه القضية مفبركة واتخذ في شانها قرار سياسي بعدم إحالة هؤلاء العسكريين على العدالة مضيفا أن القضاء العسكري على بينة من كل حيثيات القضية باعتبار أن هناك ضابطا سام في الجيش كان يحضر ويشهد وينقل يوميا كل تطورات الأبحاث إلى القيادات العسكرية وهي كانت على بينة من كل شيء الا أنها انتهجت التعتيم الكامل.
وأكد الغضباني أن الأبحاث في قضيه براكة الساحل قد خالفت نزاهة القضاء وشهدت خروقات عدة وأوجدت التهمة قبل البحث وتقصي الحقائق إذا أنها غيبت المباشر الحقيقي للأبحاث في القضية عز الدين جنيح مدير امن الدولة آنذاك واكتفت النيابة العمومية بإحالته في حالة فرار كما وقع جلب كل من عبد الرحمان القاسمي و محمد الناصر العليبي و التي أثبتت الأبحاث أن لا علاقة لهما بالقضية من جهة أخرى بين الاستاذ حسن الغضباني أن قضية براكة الساحل تعتبر أول قضية تخرق فيها إحكام الفصل 5 من مجلة الإجراءات الجزائية و بهاخرق لأساس التشريع الجزائي حيث قال بصريح العبارة أن وكيل الجمهورية قام بخرق الفصل 5 سالف الذكر وإحالته طبقا للفصل 101 من نفس المجلة مبديا استغرابه من هذا التصرف كما أفاد بان حاكم التحقيق المدني باشر القضية لمدة شهرين وانتهى بها التخلي عنها لفائدة القضاء العسكري مضيف عند الاتصال به أن القضية لا تسقط بمرور الزمن لأنها متعلقة بالاعتداء على الإنسانية !!.
وأكد الأستاذ حسن الغضباني أن المحاكم التونسية تمارس القضاء تحت ضغط الشارع وانه لا حديث عن التقدم في غياب العدالة القضائية وان الأغلبية الساحقة من رجال القانون ضالعين في الفساد فترة حكم الرئيس المخلوع.
و ابرز في نفس السياق أن عذر قلم التحقيق في الإحالة طبقا لما تمسك به الشاكون عندما وقع سماعهم ومخاوفهم من انقلاب المعطيات ضدهم إذا وقع تقديم شكاية زمن حكم المخلوع لم يكن مقنعا معللا ذلك بوجود ألاف القضايا التي رفعت ضد العديد من إطارات ورجال امن طيلة 23 سنة الماضية وحسم فيها الأمر لصالح المشتكين وانه ترافع في العديد منها القضية سياسية وتديرها أيادخفية
أكد الاستاذ  » بشر الشابي » أن قضية براكة الساحل هي قضية سياسية وان الزج « بالقنزوعي » في حيثياتها تمّ بعد تصريح الوزير الأول السيد الباجي قائد السبسي وتحديدا يوم 17 جانفي 2011 على قناة نسمة وحيث قال فيه « شد القنزوعي اعصروه يطلع منو الزيت ».
كما بين أن موكله تعرض إلى مظلمة وان القضاء مازال يعمل بالتعليمات و لا حديث عن نزاهة القضاء واستقلاليته إلا بتعيين وجوه جديدة
كما ذكر أن هناك أياد خفية وراء الزج بموكله في قضية براكة الساحل و التعتيم الكامل على حيثياتها وهم رشيد عمار الذي يرى ان عودة العسكريين المتضررين إلى سالف نشاطهم قد يشكل خطرا على منصبه ! والباجي قائد السبسي وكمال لطيف الذي كانت بينه وبين محمد على القنزوعي العديد من المشاكل مضيفا أن هناك اتفاقا بين وزارة الداخلية ووزارة الدفاع للتخلص من التتبعات ظ وان هناك تعليمات من القضاء العسكري والعدلي لايقاف المنوب كما ابدى استغرابه من عدم إثارة قضية التعذيب المرفوعة ضد الوزير الاول المؤقت السيد الباجي قائد السبسي !!
آما عن حالة محمد علي القنزوعي فقد أفادت هيئة الدفاع آن ظروفه الصحية سيئة للغاية و قد نقل أربع مرات إلى قسم جراحة القلب بمستشفى المنجي سليم بالمرسى إضافة إلى سوء ظروف إقامته وتدهور حالته النفسية عائشة السعفي (المصدر: صحيفة « التونسية » الإلكترونية(تونس) الصادرة يوم 15 نوفمبر 2011)

<


في مقابلة النادي الإفريقي والمغرب الفاسي… وأهم مستجدات القضايا المتعلقة ب »بن علي » و أزلامه…


انتظم صباح اليوم اللقاء الإعلامي الدوري في عدده الثالث و الأربعين بقصر الحكومة بالقصبة و قد خصص أساسا لمستجدات الوكالة التونسية للتعاون الفني على مستوى توظيف تونسيين بالخارج و تم تقديم أكثر المعطيات عن أحداث الشغب و العنف التي جرت بمطار تونس قرطاج و ملعب رادس أثناء مقابلة الترجي الرياضي التونسي و الوداد البيضاوي المغربي و التي كان يقف وراءها فئة من جمهور المغرب .كما تطرق اللقاء الى مستجدات الميدان القضائي وتناوله القضايا التي تعلقت بالرئيس المخلوع و أتباعه وعائلته.
فقد أفاد السيد « عمر الجيلاني » الرئيس المدير العام للوكالة التونسية للتعاون الفنّي أن الوكالة تمكنت خلال السنة الجارية من توظيف 11 ألف و 200 متعاون فني بمختلف المناطق الجغرافية للعالم و هو مؤشر طيب مقارنة بالسنة الماضية حيث لم يتم توظيف سوى 10 ألاف و 500 متعاون مشيرا الى أن 80 بالمائة منهم يتم توظيفهم ببلدان الخليج و من المجالات التي يتم فيها التعاون الفني نذكر قطاع التعليم و الصحة و الفلاحة و الصيد البحري إذ أن تونس تكتسب في هذه المجالات الكفاءة العالية مما يخول لها منافسة البلدان الأخرى.
و أكد الرئيس المدير العام للوكالة أنه تم توظيف 400 عون وإطار أمني من شرطة و حرس و وحدات تدخل خلال شهر أوت الماضي لدى وزارة الداخلية القطرية مؤكدا أن القانون التونسي لا يمنع انتداب أعوان أمن بالخارج و أن هذه العملية طبيعية حيث أن قطر ستنظم كأس العالم لسنة 2022 و ما انتداب أعوان أمن تونسيين إلا لخبرتهم في الحفاظ على الأمن العام .
وبما أن الوكالة تعمل على إيفاد الخبراء و الاستشارين بالخارج فقد تم إرسال 42 خبيرا تونسيا الى عدد من البلدان قصد تقديم النصح و الإرشاد في عدد من المجالات على غرار نظام الجودة و التكوين المهني و المجال البيئي و المجال الصحي و التنظيم الإجتماعي للعائلة…
و قي سؤال التونسية المتعلق بالعراقيل التي تقف وراء انتداب تونسيين بالبلدان الأوربية أفاد أن طلبات الشغل متوفرة لكن مشاكل الحصول على التأشيرة هو العائق الأساسي كما أن درجة إتقان اللغة الانجليزية ضعيفة جدّا وهو ما يعوق ضمان عمليات توظيف بالبلدان الأوربية مذكرا أن الوكالة تمكنت من توظيف 300 عون تمريض بإيطاليا سنة 2010 و توظيف ممرضين ب بلجيكيا خلال في سنة 2009 إلا أن انتداب الأطباء غير ممكن و يتطلب علاقات سياسية قوية مؤكدا أن نسبة الإعتراف بشهادة التعليم العالي التونسية أصبحت محترمة.
و تجدر الإشارة الى أن الوكالة التونسية للتعاون الفني هي مؤسسة حكومية أحدثت سنة 1972 و من مهامها توظيف الإطارات التونسية بالخارج وإيفاد خبراء ومستشارين تونسيين بالخارج علما و أن خدماتها مجانية 100 بالمائة.
و قدم السيد « هشام المؤدب » ممثل وزارة الداخلية أكثر معطيات على أحداث العنف و الشغب التي جدت يوم السبت 12 نوفمبر الجاري أثناء مقابلة الترجي الرياضي التونسي و الوداد البيضاوي المغربي إذ أن وزارة الداخلية أخذت جميع إحتياطاتها الأمنية لإنجاح المقابلة وذلك بتوفير 5000 عون أمن إلا أن بعض العناصر من الجمهور المغربي حاولت إقتحام المكان المخصص لجمهور الترجي و تهشيم تجهيزات الملعب و عند التصدى لهم تم الإعتداء على أعوان الأمن بالعنف مما أدى الى كسر ساق إطار أمني سامي بوزارة الداخلية و تابع السيد « هشام المؤدب » أنه لم يتم إتخاذ أي قرار في شأنهم بعد نهاية المقابلة.
كما بين ممثل وزارة الداخلية أنه أثناء مغادرتهم الى المغرب أمنت وزارة الداخلية نقلهم الى مطار تونس قرطاج الدولي إلا أن مجموعة منهم تشابكت فيما بينها وأقدمت هذه المجموعة على تخريب تجهيزات المطار و لا سيما قاعة الإنتظار و عند تدخل أحد أعوان الأمن قامت بالإعتداء بالعنف على إطار أمني سام و هو يقيم حاليا بأحد مستشفيات العاصمة و على إطار بالخطوط التونسية و وعلى إحدى عاملات النظافة الذين رفعوا شكوى ضدهم و بناء على ذلك تمت إحالة 11 فردا منهم على النيابة العمومية التي بدورها أطلقت سراح فردين لصغر سنهما.
و أوضح ممثل وزارة الداخلية أنه سيتم تكثيف التواجد الأمني أثناء مقابلة النادي الإفريقي بنظيره المغرب الفاسي التي ستدور يوم السبت 19 نوفمبر الجاري .
هذا وأبرز الناطق الرسمي بإسم وزارة الداخلية أنه في إطار الحفاظ على الأمن العام بالبلاد تم إيقاف 42 ألف شخصا خلال العشرة أشهر الأخيرة و قد تم تحرير 100818 قضية تضمنت جرائم مختلفة منها 25276 ألف قضية تتعلق بالإعتداء بالعنف و 12880 قضية تتعلق بالإعتداء على الأملاك العامة و الخاصة.
و في إجابته عن سؤال التونسية المتعلق بتصريح عميد المحامين التونسيين الذي يفيد أن أعوان الأمن انسحبوا من ولاية سيدي بوزيد تزامنا مع أحداث العنف أكد السيد « هشام المؤدب » أن مثل تلك التصريحات حزّت في نفس أعوان وزارة الداخلية خاصة و أن الندوة الصحفية تزامنت مع مقتل أحد الأعوان بولاية قايس مشيرا الى أنهم كانوا سيرفعون قضية عدلية ضدّ العميد إلا أنهم خيروا التريث على عدم الانسياق وراء التصريحات المستفزة و التي وراءها أغراض غير بريئة مضيفا أن التعامل الأمني سيكون بالمستوى المطلوب مع أي جهة سياسية كانت.
و بالنسبة لمستجدات سير القضايا التي تورط فيها الرئيس السابق و أقرباؤه و بعض الوزراء و المسؤولين السامين أفاد السيد « كاظم زين العابدين » ممثل وزارة العدل أن النيابة العمومية بالمحكمة الإبتدائية بتونس أذنت بفتح تحقيق قضائي في قضية الخوصصة بشركة النقل منذ 3 نوفمبر الجاري من أجل فساد مالي و إستغلال نفوذ و الإضرار عمدا بالإدارة إذ تورط فيها الرئيس السابق و صهره « صخر الماطري » ووزير التجارة ومستشار سابق للمخلوع و المدير العام السابق للشركة وأحد الخبراء إذ أقدمت هذه المجموعة من الأفراد على تنفيذ خطة مدروسة في نطاق خوصصة الشركة المذكورة لفائدة مجمع « برنساس هولدينغ » التابع لصخر الماطري وإظهارها في صورة الإفلاس بعد أن تم التخفيض في مدخراتها إذ تم توزيع 12 مليون دينار من مرابيحها بين المساهمين كما تم التخفيض في عدد السيارات المباعة و بيعها الى « صخر الماطري » ب22 مليون دينار إلا أنه عندما تم بيع 40 بالمائة منها بقيمة 51 مليون دينار سنة 2009 تبين أن عملية بيعها لفائدة صهر الرئيس المخلوع تمت بناء على المحاباة له و تجاوزات للنصوص القانونية المعمول بها.
كما تورط الرئيس السابق و وزير الفلاحة سابقا و « نفيسة الطرابلسي » في قضايا إستغلال نفوذ إذ تم تمكين المدعوة « نفيسة الطرابلسي » من ضيعة فلاحية دولية بولاية زغوان دون أن يتم إمضاء عقد كراء بين المتهمة و وزارة الفلاحة بالاظافة الى أن الوزارة لم تطالبها بالخروج و هو ما يعتبر خرقا للقوانين المعمول بها في مستوى استغلال الأراضي الدولية و قد أكد ممثل وزارة العدل أن النيابة أذنت بفتح تحقيق قضائي في هذا الملف. كما بين السيد كاظم زين العابدين » أن وكيل الجمهورية بالمحكمة الإبتدائية بتونس كلف أحد القضاة بالتحقيق في التجاوزات المسجلة بمبنى « بوزارس » بباريس الذي أن كان مخصصا لإيواء دار ثقافة تونسية إلا أن الحقيقة كانت مغايرة إذ أنه كان مقر لحزب التجمع الدستوري الديمقراطي المنحل.
و أعلن السيد كاظم زين العابدين أن وزارة العدل بصدد توفير مقر مؤقت للمحكمة الإبتدائية بسيدي بوزيد قصد توفير الظروف الملائمة لتمارس المحكمة نشاطها العادي. خديجة (المصدر: صحيفة « التونسية » الإلكترونية(تونس) الصادرة يوم 15 نوفمبر 2011)

<



تونس – بناء نيوز تعتزم مؤسسة كويتيّة مختصّة في رعاية الأطفال وتنمية قدراتهم بالتعاون مع وزارة شؤون المرأة، انتداب مربّي طفولة من الجنسين وذلك في إطار تدعيم أفاق التعاون والتبادل بين البلدين وحرصا على فسح المجال أمام الاطارات التربويّة في مجال الطفولة من أجل استثمار تجاربها والتفتح على مجالات أخرى.
وعلى الراغبين في الترشّح الاتصال بمدير المشرق العربي بالوكالة التونسيّة للتعاون الفني أحمد سعادة أو الاتصال بمقر الوزارة وذلك في حدّ أقصاه يوم 20 نوفمبر2011. ومن الشروط التي يجب أن تتوفّر في المنتدبين هي:
– أن يكون متحصلا على شهادة جامعيّة في اختصاص رعاية وتنشيط الطفولة. – خبرة لا تقلّ على السنتين. – اتقان اللغة الإنجليزية. – لا يتجاوز عمر المترشح الخامس والثلاثين سنة.
(المصدر: موقع بناء نيوز الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 15 نوفمبر 2011)

<


التصريح بالحكم بشأن الموقوفين في قضية الجمهور المغربي يوم 21 نوفمبر وزير فلاحة سابق متهم بفساد مالي صحبة مدير عام شركة نقل تونس


تونس- بناء نيوز- رمزي أفضال قال كاظم زين العابدين ممثل وزارة العدل في اللقاء الإعلامي بالوزارة الأولى إنه تم فتح تحقيق قضائي بخصوص عملية خوصصة شركة النقل التي كانت على ملك الدولة وتم التفويت فيها لصالح صهر الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي صخر الماطري. ويشمل التحقيق في هذه القضية ايضا وزير سابق للتجارة ومدير عام الشركة.
أما القضية الثانية فهي تخص أيضا الرئيس المخلوع ووزير فلاحة سابق وسميرة الطرابلسي من أجل عقد كراء أرض ضيعة فلاحية ب » قصر العلقة » بصواف من ولاية زغوان. وقد تم التفويت في هذه الضيعة دون أي عقد قانوني ودون دفع ثمن الكراء. وأضاف كاظم زين العابدين ايضا بانه تم النظر يوم 14 من هذا الشهر في ملابسات مبنى  » بوتزاريس » بباريس والذي يأوي دار الثقافة التونسية هناك، حيث تم الكشف على أن حزب التجمع المنحل كان يتصرف فيه دون أي شكل قانوني.
وبخصوص التقرير الذي قدمته لجنة تقصي الحقائق في قضايا الرشوة والفساد قال ممثل وزارة العدل إن هذه الملفات أو اغلبها تم فتح تحقيق فيها. اما في ما يخص الموقوفين على خلفية أحداث العنف التي قام بها جمهور الوداد البيضاوي في مطار تونس قرطاج الدولي قال إنه تم إيقاف 11 شخصا 9 منهم صدرت ضدهم بطاقة إيداع بالسجن أما 2 منهم فقد تم إطلاق سراحهما، وسيصرح بالحكم في شأن الموقوفين يوم 21 نوفمبر الجاري.  
(المصدر: موقع بناء نيوز الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 15 نوفمبر 2011)

<



تونس – بناء نيوز – منير بودالي حظي الشيخ محمد المختار السلاّمي العلاّمة الزيتوني والمفتي الأسبق للجمهورية التونسية والفقيه الدولي في أحكام الاقتصاد الاسلامي بحفاوة كبيرة اليوم في جامعة الزيتونة التي دعي إلى منبرها لإلقاء « الدرس الافتتاحي » في التفسير، للسنة الجامعية الحالية، وكان ذلك بمدرج ابن خُلدون بالمعهد الأعلى لأصول الدين.
طلبة عديدون وأساتذة زيتونيون جددٌ وقدامى واكبوا الدرسَ الأكاديمي، الأول من نوعه منذ تبنّت جامعة الزيتونة تقاليد أكاديمية تعمل بها جامعات عالمية عريقة، بالتأكيد ليست أعرق منها. وكان من أبرز الحاضرين الأستاذ عبد الفتاح مورو خريج كلية الشريعة وأصول الدين، قبل تحوّلها إلى جامعة.
وعقب الدرس الدسم اجتمعت ثلة من الزيتونيين في جلسة منبسطة جرى خلالها تجاذب أطراف الحديث حول العلوم الاسلامية ودورها اليوم في تقدم البلاد وبناء الصرح الحضاري. واتجه حديث الجمع إلى حث الشيخ السلامي (من مواليد عام 1925 بمدينة صفاقس) على تولّي مهمة الافتاء من جديد في تونس ولكن وفق مقاربة تأخذ بالفاعلية وتقطع مع الصورة النمطية التصغيرية التي دأب الانحطاط زمن المخلوعيْن على تكريسها، مقاربة تضع مفتي الديار في مهمة حضارية تنبع من رؤية متسعة للارتقاء بالأمة نحو معالي الأمور، بعيدا عن سفسافها. وارتجل الأستاذ عبد الفتاح مورو بقوّة بيانه المعهود التأكيد على وجاهة تلك التزكية التلقائية للعلاّمة السلاّمي الذي تمسّك بالاعتذار، تهيُّبا من ثقل الأمانة مثلما سبق له أن تركها في الماضي.
وحظي هذا التوجه بدعم ظاهر من حضور ذلك المجلس، حتى أن الأستاذ عبد الجليل سالم رئيس جامعة الزيتونة المنتخب أعرب عن وجاهة الاقتراح مشيرا إلى أن الزيتونة ستقدّمه إلى الحكومة التونسية المقبلة. وهو ما يعني صراحة أن النخبة الجامعية في العلوم الشرعية ارتأت بديلا ضروريا للمفتي الحالي الشيخ عثمان بطّيخ صاحب بعض المواقف – وأحيانا غياب المواقف – المثيرة للجدل.  
(المصدر: موقع بناء نيوز الإلكتروني ( تونس ) بتاريخ 15 نوفمبر 2011)

<


الاتـحــاد الـجهـــوي للشغــل بصفــاقـــس الفرع الجامعي لأساتذة وباحثي التعليم العالي بصفاقس صفاقس في 12 نوفمير 2011

بيان اجتماع عام


نحن أساتذة وباحثو التعليم العالي بجهة صفاقس المجتمعون يوم السبت 12 نوفمبر 2011 بدار الاتحاد الجهوي للشغل بدعوة من الفرع الجامعي وبعد تدارسنا للمستجدّات الأخيرة على الساحة الجامعيّة نعلن عن ما يلي : وقوفنا المبدئي مع كلّ زميل أو زميلة يمكن أن يتعرّض إلى أيّ نوع من الاعتداء على حريته الشخصيّة من أيّ جهة كانت وتجندنا للدفاع عن الحريات العامة والخاصة لكل أفراد الأسرة التربوية داخل الحرم الجامعي، ندين التوظيف السياسي لأيّ موقف في هذا الاتجاه وندعو إلى التعقّل وعدم الإنجرار وراء الدعوات لإضرابات أو ردود فعل غير محسوبة النتائج لقطع الطريق على القراءات الخاطئة لمثل هذه الدّعوات في هذا الظرف الدّقيق الذي تعيشه الديمقراطية الوليدة في تونس. ندعو الجامعة العامّة إلى التشاور والحوار مع القواعد النقابيّة قبل اتخاذ المواقف التي قد تفرق وتنعكس سلبا على القطاع وتزيد من تأزّم العلاقات داخل العائلة الجامعيّة أو مع بقيّة الأطراف الوطنيّة. نطالب مديري وعمداء المؤسسات الجامعيّة المنتخبين بتحمّل مسؤوليّاتهم إزاء أيّ اعتداء على الحريات الخاصّة والعامّة والأكاديميّة وتطويق أيّ انحراف في المؤسّسة مهما كان مصدره واتخاذ الإجراءات الضرورية لمحاصرته وإنارة الرأي العام حول حقيقته.
ع/المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي بصفاقس –الكاتب العام مساعد مجمد عباس ع/الفرع الجامعي لأساتذة التعليم العالي بصفاقس – الكاتب العام – عارف المعالج

<


بسم الله الرحمن الرحيم بيان اجتماع المنستير الثاني لتيار العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية

المنستير في 14/11/2011


انعقد في مدينة المنستير اجتماع لكتلة نواب العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية في المجلس الوطني التاسيسي بحضور النواب الفائزين في ولايات: زغوان، سوسة، المنستير، القيروان، سيدي بوزيد، صفاقس1، باجة، قفصة، القصرين، سليانة، منوبة، قبلي، مدنين، وشارك عبر الهاتف نواب ولايات الكاف، جندوبة، قابس، تطاوين، وأيطاليا. وحضر الأخوان خليفة الشورابي والحضري محمودي، وهما عضوان في هيئة التنسيق الوطني في تيار العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية. تراس الاجتماع الدكتور محمد الهاشمي الحامدي رئيس تيار العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية عبر خدمة الهاتف المصور SKYPE. تطرق الاجتماع الى عدة موضوعات مهمة تتعلق بالتطورات السياسية في الساحة الوطنية وبنشاط تيار العريضة الشعبية وتم الاتفاق على ما يلي: 1 ـ التنديد بأشد العبارات بالحملة الإعلامية الشرسة والظالمة التي يتعرض لها تيار العريضة الشعبية وبوجه خاص رئيس التيار الدكتور محمد الهاشمي الحامدي. 2 ـ التنديد بعملية العزل والإقصاء السياسي التي يتعرض لها تيار العريضة الشعبية من طرف العديد من الأحزاب والجهات السياسية في البلاد والتي تجلت بوجه خاص بإقصاء تيار العريضة الشعبية من المشاورات الخاصة بترتيب الوضع السياسي الجديد في البلاد وفي الاجتماع الذي عقد بقصر قرطاج يوم 12 نوفمبر 2011، لتحديد موعد انطلاق أعمال المجلس الوطني التأسيسي. 3 ـ أكد المجتمعون أن الحملة الإعلامية الظالمة وعملية الإقصاء السياسي اللتين تستهدفان تيار العريضة الشعبية، إنما تعبران عن استهانة و »حقرة » لمئات الآلاف من أبناء الشعب التونسي الذين أيدوا العريضة الشعبية بحماس في الانتخابات. 4 ـ شدد المجتمعون على ضرورة صدور اعتذار رسمي من رئيس الجمهورية المؤقت ومن الأحزاب الرئيسية في المجلس التأسيسي ومن التلفزة الوطنية ووكالة تونس أفريقيا للأنباء، على أن يوجه هذا الاعتذار الى أنصار العريضة الشعبية بوجه خاص والى الشعب التونسي بوجه عام. 5 ـ اتفق المجتمعون على عقد اجتماع جديد يوم الأحد المقبل 20 نوفمبر 2011، لتقييم الموقف السياسي في ضوء ردود الفعل المرتقبة من الأطراف والجهات السياسية المذكورة في هذا البيان. 6 ـ اختار المجتمعون الأستاذ الهاشمي الحذيري المحامي منسقا للهيئة القانونية الاستشارية، التي ستساعد الكتلة النيابية لتيار العريضة الشعبية لصياغة مشروع الدستور الجديد ومشاريع القوانين التي ستتقدم بها الكتلة وتعرضها للنقاش في المجلس الوطني التأسيسي خلال الفترة المقبلة. وأكد المجتمعون أن الباب مفتوح أمام أنصار العريضة الشعبية من محامين وقانونيين للعمل مع الأستاذ الهاشمي الحذيري ضمن هذه الهيئة التطوعية. 7 ـ أكد المجتمعون أن القوائم الانتخابية التي شاركت باسم العريضة الشعبية في دوائر تونس1، تونس2، بن عروس، اريانة، توزر، والتي لم تفز بمقاعد في الانتخابات تعتبر جميعها قوائم منحلة ولا صلة لها لا من قريب ولا من بعيد بتيار العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية. 8 ـ قرر المجتمعون فصل النواب الخمسة الذين فازوا بمقاعد في المجلس الوطني التأسيسي باسم العريضة الشعبية ثم انشقوا عنها وأعلنوا ذلك في وسائل الإعلام، قرر المجتمعون فصلهم فصلا نهائيا، مع التأكيد بأنه لم تعد لهؤلاء النواب المفصولين أية علاقة بتيار العريضة الشعبية لا من قريب ولامن بعيد وهؤلاء هم: معز كمون في دائرة صفاقس 2، وطارق بوعزيز بدائرة نابل 1، ومنصف الشارني بدائرة نابل 2، وجلال فرحات بدائرة المهدية، ومحمد الصالح شعيرات بدائرة بنزرت. وتم التأكيد على ضرورة مواصلة المساعي القانونية لاسترداد هذه المقاعد لفائدة العريضة الشعبية، عبر التظلم ورفع دعاوى قانونية لدى المحكمة الإدارية. 9 ـ كلف المجتمعون رئيس الكتلة النيابية الدكتور عبد المنعم كرير بترشيح أسماء بديلة من القوائم الانتخابية التي ترشحت في دوائر صفاقس2، نابل1، نابل2، المهدية وبنزرت، بحيث تؤول هذه المقاعد الى هذه الأسماء البديلة في حال كسب القضايا المرفوعة لدى المحكمة الإدارية. وفي الختام أكد المجتمعون أن الكتلة النيابية لتيار العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية متحدة ومتماسكة، وأنه يحق لأنصار العريضة الشعبية خاصة ولجميع أفراد الشعب التونسي قاطبة، أن يطمئنوا الى أن تيار العريضة الشعبية سيكون قوة سياسية مؤثرة وصادقة ونزيهة، تعبر عن أشواق الشعب للحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وتعمل بالليل والنهار لتحقيق أهداف الثورة التونسية، وبناء النظام الديمقراطي واعتماد نظام الصحة المجانية ومنحة البطالة والتنقل المجاني للمسنين، وإنشاء ديوان للمظالم وإنشاء ديوان للزكاة ووزارة لعمالنا بالخارج. نترحم على أرواح شهداء ثورتنا المجيدة، وندعو بالشفاء العاجل لجرحاها، ونسأل الله العون والتأييد والتوفيق، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. للاتصال ولمزيد من التوضيح: د. عبد المنعم كرير 96629804 إبراهيم قصاص 97338955 أيمن الزواغي 27810499 أسكندر بوعلاقي 97405683 حنان ساسي 22493558 الجديدي السبوعي 96182654 محمد الحامدي 94204880

<



اثارت تصريحات لحمادي الجبالي الامين العام لحزب النهضة الاسلامي ومرشحها لرئاسة الوزراء في تونس اشار فيها الى « خلافة سادسة » جدلا بشان « ازدواجية » خطاب الاسلاميين خصصت له صحيفة « المغرب » التونسية اليومية صفحتها الاولى وصفحتين داخليتين. ونشرت الصحيفة على صفحتها الاولى صورة للجبالي معتمرا عمامة ومرتديا رداء اشبه بلباس خلفاء المسلمين وعنونت « الخليفة السادس حمادي الجبالي : الخطأ ». وتحت عنوان « حمادي الجبالي يتحدث عن خلافة سادسة » نشرت الصحيفة نص كلمة القاها امين عام حزب النهضة الاحد في سوسة مسقط راسه في الساحل الشرقي التونسي، قال فيها بالخصوص مخاطبا انصار حزبه « يا اخواني انتم الآن امام لحظة تاريخية ، امام لحظة ربانية في دورة حضارية جديدة ان شاء الله في الخلافة الراشدة السادسة ان شاء الله، مسؤولية كبيرة امامنا والشعب قدم لنا ثقته، ليس لنحكم لكن لنخدمه ». ويعتبر المسلمون السنة انه كان هناك اربعة خلفاء راشدين في تاريخ الاسلام هم ابو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن ابي طالب ويضاف اليهم الخليفة الاموي عمر بن عبد العزيز. من جانب آخر علق الجبالي على حضور ضيفة فلسطينية الاجتماع الشعبي قائلا « حضور الاخت من فلسطين هذه اشارة ربانية، من هنا ينطلق بعون الله فتح القدس ان شاء الله، من هنا بدات الثورة العربية ومن هنا انتصر الشعب التونسي ومن هنا الفتح بعون الله، تاكدوا اخواني »، بحسب نص كلمته الذي نشرته الصحيفة. واعتبرت الصحيفة في مقال بعنوان « حمادي الجبالي : الخطأ » علقت فيه على هذه التصريحات ان خطاب الجبالي « كان تعبويا دينيا مسجديا ذكرنا بخطاب قيادات الحركة الاسلامية في السبعينات » من القرن الماضي. وتساءلت « هل يمكن لمن يبشر بخلافة سادسة ان يؤتمن على الجمهورية الثانية؟ وان يؤسس فعلا لنظام مدني يسمح بالتداول السلمي على السلطة؟ » مضيفة « لم يصوت التونسيون على خلافة راشدة سادسة او سابعة ولا على تحرير القدس بل على مجلس تاسيسي لجمهورية ديمقراطية ». وختمت تعليقها بقولها « لا يشك احد في الخصال الشخصية والسياسية والتنظيمية للسيد حمادي الجبالي (..) لعل هذه الخصال قد تخوله قيادة حركة اسلامية اما رئاسة الحكومة فنعتقد انها تستوجب خصالا اخرى وقد اثبت السيد الجبالي يوم الاحد في الاجتماع الشعبي لحركة النهضة بسوسة بانه لا يتوفر عليها الى حد الآن ». وجاء في مقال آخر بالصحيفة « ان تضارب قياديي النهضة لا يبعث على الطمانينة وهذا ما اكدت عليه بعض الناشطات والحقوقيات التونسيات اللواتي ذهبن الى حد القول ان النهضة +ارتدت فستان الديمقراطية اثناء العرس الانتخابي لتخلعه بعد فوزها+ معربات عن قلقهن وخوفهن من ازدواجية خطاب النهضة ». وياتي هذا الجدل في خضم احتدام المشاورات بشان خارطة طريق ومناصب المرحلة الانتقالية الجديدة التي تنطلق الاسبوع القادم في تونس مع اول جلسات المجلس الوطني التاسيسي في 22 تشرين الثاني/نوفمبر. وفي حين لم يبد اي طرف سياسي رئيسي في تونس اعتراضه على مقترح النهضة تعيين الجبالي رئيسا للوزراء، يتوقع ان يحسم حزبا المؤتمر من اجل الجمهورية والتكتل من اجل العمل والحريات الثلاثاء توزيع منصبي رئيس المجلس التاسيسي ورئيس الجمهورية بين زعيميهما منصف المرزوقي ومصطفى بن جعفر، بحسب العديد من المصادر الحزبية. (المصدر: موقع « سويس إنفو »(سويسرا) بتاريخ 13 نوفمبر 2011)

<



منذ الإعلان عن نتائج الانتخابات المجلس الوطني التأسيسي والتي أسفرت عن فوز حزب حركة النهضة ومن لّف لفّها بأغلبية المقاعد حتّى تصاعدت رسائل الطّمأنة للشعب التونسي من قيادات هذه الأحزاب الفائزة ، وآخر الرسائل وجّهها صراحة أمين عامّ الحزب حمادي الجبالي للتّجار والصّناعيين ثمّ لأصحاب النّزل والعاملين في قطاع السياحة وقبل ذلك كان الدكتور المنصف المرزوقي قد وجّه نفس مضمون الرسالة للقطاع المالي .
ولكن يطالعنا قبيل تشكيل الحكومة نفس من كان بالأمس يطمئن ومن هو مبوّب ليكون رئيس وزراء بخطاب أقلّ ما يقال فيه أنّه لا يطمئن وأنّه يكرّس ما يقال عن هذا الحزب من ازدواجية الخطاب ومن أنّ الحركة تخبئ برامجها الحقيقية ولم تكشف بعد أوراقها أو وجهها الحقيقي و ما تفعله قبل وبعد الانتخابات لا يعدو أن يكون مساحيق وأقنعة تضعها لا غير. فكيف لزعيم سياسي أن ينعت خطابه بأنّه « ربّانيّ » وحضور أخت من فلسطين اجتماعه الاحتفالي بانتصار الحركة بأنّه  » إشارة ربّانية  » ؟ كيف لزعيم يتأهّب للاضطلاع بمهمّة رئاسة الحكومة في بلد يعاني لأشهر من الهزّات الاجتماعية و الاقتصادية وأهله من ضيق العيش وشظفه، وشعب يتطلّع إلى تحقيق وعود بالحرية و الكرامة و الديمقراطية ؟ كيف لهذا السياسي أن يتحدّث عن الانطلاق في تأسيس الخلافة الرّاشدة السادسة وعن الفتح ، بعد أن كان بالأمس القريب يتحدّث في حملته وخطبه عن الدولة المدنية وعن الانفتاح وحلّ معضلات شباب هذا البلد من البطالة وغيرها ، هل ستحلّ بالدّخول في جيوش الفتوحات وفرض الخلافة؟
قد يدعونا بعضهم إلى وضع هذا الخطاب في سياقه وإطاره ولكلّ مقام مقال ويمكن أن يكون ذلك صحيحا لو كان الخطيب شخصا آخر أمّا وأنّنا أمام رئيس الحكومة المرتقب ، أمام من قام بحملة الطمأنة بنفسه فإنّه من الواجب عليه استعمال خطاب زعيم سياسي لا دينيّ ، وهو دائما وفي كلّ الظروف والأحوال في موقع تحفّظ ، ولابدّ أن تستوعب خطبه كلّ التونسيين لأنّ من انتخبه ليسوا بالضرورة من أنصار حركته أو أنصاره واُنتخبوه لبرنامجه المعلن وليس المتستّر أو الضمّني .
وعلى مسؤول في موقعه أن يزن كلّ كلمة ينبس بها . وفي كلمة فإنّ هذا الخطاب ليس مناسبا ولا ملائما له أوّلا وللظرف الانتقاليّ الحسّاس التي تمرّ به بلادنا ، ومادام في موقعه فإنّه سيعامل أينما حلّ وكيفما تكلّم بعقليّة تصيّد الأخطاء ولو كان بين أنصاره في احتفالية الانتصار، فالانكسار يدعوه أوّلا إلى التواضع وإلى استيعاب كلّ التونسيين والتحسّب لكلّ لفظ ينبس به ولو بالهمس ، والانكسار يعني المصارحة وعدم المغالطة فإن كان نظام الحكم أو النظام السياسي الذّي يؤمن به هو الخلافة فليكن ذلك وعليه أن يعرضه على الشعب وإن كان مع نظام سياسي جمهوريّ مثلما أعلن في برامجه والتي حاز بها على ثقة الشعب فليبق في الجمهورية وليعلنها جمهورية ثانية أو أولى كما تحلو للبعض أمّا التراوح بين الجمهورية والخلافة أمر يبعث عن التخوّف والريبة والشكّ .
وبين هذا وذلك فالثابت أنّ الحركة بصدد الرجوع إلى الخطاب الدّيني بقوّة وبوادر ذلك جاءت من أمينها العامّ. ومن المؤكدّ أنّ الشعب بعد هذا الخطاب الذّي قوّض كلّ التطمينات بحاجة إلى حملة طمأنة جديدة قبيل الانتخابات القادمة . علــــي مطير

<



أكد مجلس الشؤون الخارجية التابع للاتحاد الأوروبي في بلاغ نشر أمس استعداده لتعميق و تكثيف التزاماته مع السلطات التونسية المنتخبة و مع المجتمع المدني في تونس في نطاق تنفيذ الإصلاحات بهدف الاستجابة لطموح و أمل الشعب التونسي في بناء مجتمع أكثر عدلا. و جدد البلاغ التزام الاتحاد الأوروبي بإطلاق مفاوضات جديدة حول اتفاقية تبادل حر كاملة و معمقة مع تونس بهدف التوصل الى الاندماج الاقتصادي التدريجي في السوق الأوروبية وجدد الاتحاد الأوروبي تأكيد استعداده على وضع الدعم المخصص لتونس حيز التنفيذ في أسرع الآجال وذلك بما يتوافق مع الحاجيات التي تعبر عنها تونس وتقدم البلاد في تجسيم برنامجها الإصلاحي. . كما جدد التزامه باستئناف واستكمال المفاوضات الخاصة بخطة العمل الجديدة التي ستدعم العلاقات بين الطرفين عبر « شراكة متجددة ».
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 15 نوفمبر 2011)

<



كشف كمال الجندوبي رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ان التقرير النهائي للهيئة سيتضمن توصية الى السلط العمومية والمجلس الوطني التأسيسي تنص على « ديمومة الهيئة واستمراريتها ووضعها في مرتبة دستورية قصد تنظيم المحطات الانتخابية المقبلة ».
وقال الجندوبي خلال لقاء صحفي عقدته الهيئة يوم أمس بالعاصمة أعلنت خلاله عن النتائج النهائية لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي: » سنقوم بكل ماهو ضروري للحفاظ على مكسب الهيئة وعلى الأعمال التي قامت بها المادية منها والمعرفية وتدعيمها وحمايتها من التلاشي والانذثار. »
قبل ان يضيف: » نحن عازمون على أن ننجح في تثبيت مؤسسة جديدة في تونس تعتني بتنظيم الانتخابات في تونس ولها جميع الصلاحيات، وتقوم بدور الضامن لكل عمليات التداول على السلطة. »
واعلنت الهيئة خلال الندوة عن النتائج النهائية للانتخابات بعد تصريح المحكمة الإدارية بكافة طلبات الطعون الانتخابية المقدمة اليها والتي قضت بقبول 6 طعون أصلا وارجاع 7 مقاعد للعريضة الشعبية كانت قد اسقطتها الهيئة عند اعلانها عن النتائج النهائية الأولية، ورفض بقية مطالب الطعون، وذلك طبقا للمرسوم الانتخابي الذي ينص على أن تنشر الهيئة النتائج النهائية بعد بت المحكمة الإدارية في الطعون الانتخابية، على أن تدرج بالرائد الرسمي، وبموقعها على الانترنيت.
وقدمت الهيئة خلال الندوة الصحفية ملفا اعلاميا تضمن النتائج النهائية الاجمالية وحسب الدوائرالانتخابية، والاحصائيات المتعلقة بالانتخابات، من نسب المشاركة في التصويت، وعدد الأوراق الملغاة والأوراق البيضاء.. 52 بالمائة نسبة المشاركة
وبلغت نسبة الناخبين الذين قاموا بالتصويت بـ52 بالمائة من جملة الناخبين المحتملين سواء المسجلين اراديا او المسجلين آليا. علما أن عدد الناخبين المسجلين اراديا بلغ 48 بالمائة من جملة الناخبين الذي يفوق عددهم 8مليون ناخب. في حين بلغ عدد الناخبين المحتملين بالخارج 720 ألف ناخب، من بينهم 214 ألف ناخب مسجلين اراديا.. أي أن أكثر من 4 مليون و94 ألف ناخب قاموا بالاقتراع منهم 4 مليون و308 ألف قاموا بالاقتراع في تونس، و214 ألف بالخارج.
87 بالمائة مقترعين اراديا قاموا بعملية التصويت، في حين قام 13 بالمائة فقط من المسجلين آليا بالتصويت
وبلغت نسبة الأوراق الملغاة 3,6 بالمائة بجميع الدوائر (2,3 بالخارج، و3,7 بالمائة بتونس)، وهي نسبة وصفها رئيس الهيئة بـ »الضعيفة » رغم ما قيل حول صعوبة التعامل مع ورقة الاقتراع، وعكس ما كان تصوره البعض بأن الأوراق الملغاة ستكون بنسبة كبيرة.
أما الأوراق البيضاء فقد بلغت نسبتها 2,3 بالمائة (0,7 بالمائة في الخارج، و2,4 بالمائة في تونس). في حين بلغت الأصوات الصحيحة المحتسبة نهائيا 4 مليون و53 ألف صوت تقريبا. وثمن الجندوبي جهود كل الاطراف المساهمة في العملية الانتخابية في كافة مراحلها ومنها بالخصوص الحكومة والادارة التونسية وجهازى الأمن والجيش الوطنيين مؤكدا ان الهيئة تمكنت بالرغم من كل الصعوبات التي واجهتهـــا من انجاح هذه التجربة الاولى من نوعها في تونس فنيا وسياسيا.
نواة الإدارة الانتخابية
واشارأن الهيئة توفقت في تأسيس نواة الإدارة الانتخابية لكن مجالات عديدة تهم العملية الانتخابية ما تزال في حاجة للتطوير والتدقيق مثل قائمة الناخبين، مبينا ان الهيئة توفقت رغم ضيق الوقت في تكوين اكثر من 50 الف متدخل في العملية الانتخابية في ظرف 4 أشهر، مثمنا ما أسماه بتراكم الزاد المعرفي والقانوني لدى اعضاء الهيئة بفروعها ولجميع اعضاء الفرق رغم انعدام الاختصاص في العملية الانتخابية، كما حيا « جنود الخفاء » الذين ساهموا في انجاح العملية الانتخابية.
وعن سؤال تعلق بموقف الهيئة من قرارات المحكمة الإدارية اكد كمال الجندوبي على احترام الهيئة لقرارات المحكمة الادارية قائلا  » نحن لا نعلق على قرارات القضاء ». غير ان بوبكر بن ثابت كاتب عام الهيئة عبر عن استغرابه من تعمد عضو في هيئة المحكمة التعليق على قرار الجلسة العامة قبل اصدار حكمها.
كما أكد أن طريقة احتساب الأصوات وقسمتها على القائمات الفائزة والتي تم فيها احتساب الأوراق البيضاء لم تتغير، علما أن المحكمة الإدارية منحت مقعدا اضافيا لحركة النهضة بعد تقدمها بطعن تحتج فيه على احتساب الأوراق البيضاء في دائرة مدنين.
النتائج النهائية
في ما يلي النتائج النهائية للانتخابات بعد ان بتت المحكمة الادارية في الطعون والتي تحصلت بموجبها حركة النهضة على 89 مقعدا يليها الموتمر من اجل الجمهورية على 29 مقعدا ثم العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية 26 مقعدا.
وتحصل حزب التكتل من اجل العمل والحريات على 20 مقعدا والحزب الديمقراطي التقدمي على 16 مقعدا يليهم حزب المبادرة والقطب الديمقراطي الحداثي بـ5 مقاعد لكل منهما وحزب افاق تونس 4 مقاعد ثم قائمة البديل لحزب العمال الشيوعي التونسي بـ 3 مقاعد وحركة الديمقراطيين الاشتراكيين وحركة الشعب بمقعدين لكل منهما فيما تحصلت 16 قائمة على مقعد لكل منها.
رفيق بن عبد الله (المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 15 نوفمبر2011)

<



تغطية راديو كلمة لفعاليات الندوة الخاصة بالتصرف في أرشيف البوليس السياسي و سبل حمايته
افتتحت يوم السبت بأحد نزل العاصمة أشغال الندوة الخاصة بأرشيف البوليس السياسي و التي نظمها مختبر الديمقراطية ومركز التحكم الديمقراطي في القوات المسلحة بجينيف (DCAF)تحت عنوان « أرشيف البوليس السياسي من تحديات الانتقال الديمقراطي » و التي تواصلت ليوم الأحد بحضور السيد الأزهر العكرمي الوزير المكلف بالإصلاحات بوزارة الداخلية الذي اختتم أشغال هذه الندوة . و تهدف هذه الندوة تهدف إلى توعية المجتمع المدني و أصحاب القرار وزعماء الرأي بوجود أرشيف البوليس السياسي وإثارة نقاش حول مسألة التصرف المؤسساتي في الأرشيف بتونس و اقتراح خارطة طريق لأعضاء المجلس التأسيسي المرتقب .
هذا و قد حضر هذه الندوة السيد الطيب البكوش وزير التربية في الحكومة المؤقتة و الرئيس الشرفي للمعهد العربي لحقوق الإنسان إضافة إلى عدد من الخبراء الدوليين و المحليين في مجال حماية الأرشيف و عدد من الشخصيات الحقوقية وممثلين عن جمعيات حقوقية وبعض السفراء وممثلين عن المؤسسة الأمنية إلى جانب عدد من الإعلاميين.  
الأستاذة فرح حشاد رئيسة مختبر الديمقراطية أكدت في مستهل هذه الندوة أن الهدف من تنظيم مثل هذه الملتقيات يصب في خانة البحث عن ديمقراطية خاصة بتونس و سبل إرسائها و تعزيزها و أن اختيار ملف أرشيف البوليس السياسي كأول الملفات التي يتناولها المختبر يعود إلى أهمية هذا الموضوع في مستوى تحقيق الانتقال الديمقراطي السليم نظرا لارتباط هذا الموضوع بالعدالة الانتقالية.
هذا وتم عرض فيلم وثائقي بعنوان « ذاكرة في خطر » حول أساليب و أرشيف البوليس السياسي تضمّن شهادات لشخصيات حقوقية وسياسية تعرضوا إلى مضايقات و انتهاكات من قبل جهاز البوليس السياسي إضافة إلى شهادات لمحللين حول تركيبة هذا الجهاز وطرق عمله في العهود السابقة ، الذي صرح مخرجه الصحفي ثامر المكي بأنه حاول من خلال هذا الفيلم الدفع إلى التفكير في أرشيف البوليس السياسي و البحث عن ماهيته و تركيبته وطريقة عمله .
تأكيد على دور المجتمع المدني في مجال حماية أرشيف البوليس السياسي
السيد أرنولد ليتود مدير العمليات لإفريقيا و الشرق الأوسط بمركز جينيف للرقابة الديمقراطية على القوات المسلحة أكد في تدخله ضرورة تشريك المجتمع المدني في ملف التصرف في أرشيف البوليس السياسي مركز على الدور المهم والرئيسي للمجتمع المدني تعزيز الديمقراطية و تحقيق الانتقال الديمقراطي.
من جانبه أبرز وزير التربية في الحكومة المؤقتة الطيب البكوش الذي حضر بصفته رئيسا شرفيا للمعهد العربي لحقوق الإنسان، أهمية موضوع حماية الأرشيف بشكل عام لأهميته خاصة في مستوى التأريخ وحفظ الذاكرة الوطنية والأرشيف الخاص بالبوليس السياسي بشكل خاص والذي اعتبره أخطر أنواع الأرشيف ووصفه بالموضوع المتشعب والمعقد مشيرا في الوقت نفسه إلى اختلاف طرق التعامل مع الأرشيف باختلاف الأنظمة الديكتاتورية و الديمقراطية.
و أوضح الوزير أن ملف حماية أرشيف البوليس السياسي يتصل مباشرة بعملية الانتقال الديمقراطي التي لا يمكن أن تتحقق إلا بوجود عدالة انتقالية التي قال أنها تختلف عن العدالة القضائية لأنها عدالة استثنائية لأنها تعالج القضايا من وجهة نظر سياسية مبرزا أن هذه العدالة لن تتم إلا بتكاتف جهود الدولة و المجتمع المدني و تكاملها .
كما أشار البكوش إلى أن وزارة الداخلية يمكنها الاستفادة من هذه الندوة في مستوى الإصلاح عبر الإطلاع على شهادات الخبراء الدوليين في مجال التصرف في أرشيف البوليس السياسي الذين شهدت بلدانهم مراحل انتقال ديمقراطي و ثورات أدت إلى سقوط أنظمة دكتاتورية و بروز أنظمة ديمقراطية.
مقترحات متعددة
هذه الندوة تهدف إلى توعية المجتمع المدني و أصحاب القرار وزعماء الرأي بوجود أرشيف البوليس السياسي و إثارة نقاش حول مسألة التصرف المؤسساتي في الأرشيف بتونس و اقتراح خارطة طريق لأعضاء المجلس التأسيسي المرتقب و هذه النقطة الأخيرة هي ما حاول المتدخلون التطرق إليه .
إذ تطرق الصحفي المستقل هيثم المكي إلى ضرورة التفريق بين مفهومي أمن الدولة الذي لا تستقيم دولة إلا بوجوده ومفهوم البوليس السياسي باعتباره جهازا كان الهدف من بعثه التنكيل بالمعارضين وملاحقتهم و مضايقتهم و تشديد الخناق عليهم خدمة لمصالح الدكتاتورية و ضمان استمرارها داعيا إلى ضرورة التسريع بحماية أرشيف البوليس السياسي كي لا يقع في يد السلطة السياسية المرتقبة و تستخدمه كورقة ضغط في الفترات القادمة و كعنصر فاعل و مؤثر في الحياة السياسية نظرا لخطورة الملفات التي جمعها البوليس السياسي طيلة فترة الديكتاتورية خاصة و أن أغلب الملفات و التهم كما هو معروف كانت ملفقة ومغلوطة و لا تحتوي جانبا كبيرا من الصحة.
كما دعا المكي إلى ضروة التسريع بسن تشريعات قانونية تضمن الحق في الوصول إلى هذا الأرشيف لحمايته من الطمس و الإتلاف و ضرورة إعطاء هذا الأرشيف إلى هيئة مستقلة متكونة من خبراء في المجال . من جانب آخر دعا الناشط الحقوقي المستقل محمد بن شعبان إلى ضرورة أن لا يتم الوصول إلى هذه الملفات إلا عن طريق القضاء أن لا يتم عرضه للعموم مستشهدا كلامه بحادثه وقعت بحامة قابس تمثلت في إحراق شخص لنفسه بعد وجود وثائق بأحد المراكز تفيد بكونه كان يتعاون مع أجهزة البوليس السياسي.
القاضية ليلى بحرية ممثلة جمعية القضاة دعت إلى حل ملف أرشيف البوليس السياسي بصفة عقلانية إرادة سياسية و متابعة من قبل مكونات المجتمع المدني و دعم كلامها الصحفي لطفي الحاجي الذي حضر بصفته عضوا بالهيئة المديرة للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان الذي دعا كذلك إلى ضرورة إزالة ثقافة البوليس السياسي و « عقلية البولسة  » مشيرا في الوقت نفسه إلى تواجد عناصر البوليس السياسي بكافة القطاعات دون استثناء (صحفيين، محامين ، رجال أعمال ،ديبلوماسيين …) و هذا الأمر أكده السيد الطيب البكوش لدى روايته لتجربته مع البوليس السياسي في الحقبتين البورقيبة عندما كان أمينا عاما للاتحاد العام التونسي للشغل و البنعلية عندما كان رئيسا للمعهد العربي لحقوق الانسان .
تجارب مختلفة
الخبراء الدوليون في مجال حماية أرشيف البوليس السياسي حاولوا من جانبهم من خلال تدخلاتهم إعطاء لمحة عن كيفية سير هذه العملية ببلدانهم حتى تستفيد البلاد التونسية منها و الذين بينوا أنه لا توجد طريقة مثلى ووحيدة لحماية الأرشيف فلكل بلد و لكل تجربه خوصياتها و الكلام للسيد الطيب البكوش و لذا لتونس إمكانية استنباط تجربة خاصة بها.
السيدة داغمار هوفيستادت ممثلة عن المفوض الاتحادي لمحفوظ أمن الدولة بألمانيا أكدت ضرورة حماية أرشيف البوليس السياسي لمعرفة كيف كان يعمل هذا الجهاز و كيف اخترق كافة أجهزة الدولة و تحدثت عن كيفية احتلال المواطنين الألمان للستازي و هو المبنى التابع لجهاز المخابرات ألمانيا الشرقية وحمايتهم لهذه الوثائق (مثل ما حصل في الحالة المصرية بعد اقتحام مبنى وزارة الداخلية من قبل المحتجين ) ثم تدخل الدولة الألمانية الموحدة بشكل سليم و توفير كافة المستلزمات المادية و اللوجستية لحماية هذا الأرشيف و استغلاله كما يجب لتحقيق العدالة الانتقالية.
أما بالنسبة لتجربة رومانيا التي راواها السيد فيرجينو طارو نائب رئيس المجلس الوطني لدراسة محفوظات الجهات الأمنية برومانيا فتفيد أن حماية أرشيف البوليس السياسي تم بالتعاون بين السياسيين ورجال الأمن و الشرطة خاصة بعد سقوط النظام الشيوعي بروسيا الذي كانت له بسطة و نفوذا وتدخلا في طرق عمل أجهزة المخابرات الدول التي كانت منضوية تحت لوائه.
و عن تجارب أمريكا اللاتينية تحدثت السيدة كايت دويل و هي خبيرة بأرشيف الامن الوطني بالولايات المتحدة الأمريكية و أبرزت أن القليل من الأرشيف تحصلت عليه الحكومات الديمقراطية بأمريكا اللاتينية بسياقات مختلفة.
إذ تم فتح أرشيف المؤسسة العسكرية بالمكسيك بإرادة سياسية من طرف رئيس الدولة المنتخب ديمقراطيا أما في البرغواي فإن الأمر تطلب فترة زمنية طويلة مما جعل العديد من المورطين والجلادين يغادرون البلاد و لم يتمكن أغلب أهالي الضحايا من الوصول لهذه الملفات وهذا بالطبيعة ما لا نريده لبلادنا فالانتقال الديمقراطي يتطلب عدالة انتقالية و هذه العدالة لن تتم إلا بفتح ملف البوليس السياسي و معالجة أرشيفه .
هل تأخر الوقت؟؟
المتتبع للشأن السياسي في تونس يعرف أن العديد من الوثائق و الأرشيف الخاص بالبوليس السياسي قد تم إتلافه و هذا ما أكده أغلب المتدخلين و أن هذا الملف لم يتم التطرق إليه إلى اليوم دون وجود تبريرات مقنعة . هذا الكلام أكده السيد الطيب البكوش الذي قال أن الحكومة الانتقالية لم تتطرق بالمرة إلى هذا الشأن رغم مرور أكثر تسعة أشهر على « الثورة » وقرب انتهاء مهمتها مفندا في الوقت نفسه الإدعاءات بتدمير جانب كبير من الأرشيف بشكل عام والأرشيف الخاص بالبوليس السياسي و هو أخطر الأنواع.
الضابط سمير الفرياني الذي سجن على خلفية نشره لمقال يفضح فيه إعدام بعض من أرشيف البوليس السياسي ، أكد في تدخله صحة كلامه وإتلاف قيادات أمنية رفيعة المستوى لملفات احتوت لتعليمات خاصة كما تساءل الفرياني عن الجهة التي استفادت من هذا الأرشيف طيلة العشرة أشهر للتي تلت سقوط نظام بن علي البوليسي.
مختار الطريفي الرئيس السابق للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان شدد من جانبه على ضرورة التشريع و تشديد العقوبات لأن القوانين الحالية في مستوى حماية الأرشيف غير رادعة حسب رأيه داعيا في نفس الوقت إلى التسريع بفتح تحقيق لمعرفة ملابسات و من يقف وراء تدمير الأرشيف.
السيد لزهر العكرمي لدى اختتامه لأشغال هذه الندوة صرح أنه بعد خمسة أشهر من عمله كوزير مكلف بالإصلاح لدى وزير الداخلية ، صرح أنه سيصدر كتابا أبيضا هو بمثابة خارطة طريق يتضمن خطة للتصرف في أرشيف البوليس السياسي و مضمونها أن يتم تسليم هذا الأرشيف للجنة مستقلة ترأسها شخصية وطنية يشهد لها بالثقة و الكفاءة إضافة إلى ممثلين عن وزارة الداخلية و ممثلين عن وزارة الدفاع و مؤرخيين و عضوين عن مجلس النواب ,وستقوم هذه اللجنة بمعالجة هذا الأرشيف عبر الحفاظ على كل الوثائق و الحقائق التي تهم المصلحة العامة و إعدام كل الوثائق المتعلقة بالحياة الشخصية حتى لا يتم استعمال هذه من قبل السياسيين مستقبلا لابتزاز بعضهم البعض.
كريم وناس
(المصدر: مجلة « كلمة » الإلكترونية ( يومية – تونس)، بتاريخ 13 نوفمبر 2011)

<



تونس, تونس, 15 تشرين الثاني-نوفمبر (يو بي أي) — قالت وزارة الصناعة التونسية إن تونس تستورد 80 % من الحبوب التي تستخدم في صناعة الخبز. ونقلت وكالة الأنباء التونسية الحكومية اليوم الثلاثاء، عن محسن بولعراس مندوب وزارة الصناعة في اللجنة التونسية لشراء الحبوب، قوله إن تونس « تستورد 80 % من الحبوب التي تستخدم في صناعة الخبز لتأمين الحاجيات الإستهلاكية للمواطن التونسي ». وأضاف بولعراس أثناء مشاركته في لقاء تونسي- فرنسي حول الحبوب، أن 20% المتبقية يتم تأمينها من الإنتاج التونسي للحبوب، مشيراً الى أن مساهمة الإنتاج الوطني التونسي في صناعة بقية المواد الغذائية المشتقة من القمح الصلب، تقدر بنحو 60% . ويقدر الإستهلاك السنوي للحبوب في تونس بنحو 21 مليون قنطار، فيما تقدر واردات تونس من القمح نحو 10 ملايين قنطار. وتشير التقارير إلى إرتفاع المعدل السنوي لاستهلاك الفرد التونسي من الحبوب بأكثر من الضعف مقارنة باستهلاك المواطن الأوروبي، بالنظر إلى إعتماد النظام الغذائي في تونس بشكل كبير على المعجنات. ويقدر المعدل السنوي لاستهلاك الفرد التونسي من الحبوب بنحو 250 كيلوغراماً، بينما يستهلك المواطن الأوروبي 130 كيلوغراماً سنوياً، الأمر الذي ساهم في إرتفاع الواردات التونسية من الحبوب. (المصدر: وكالية يو بي أي (يونايتد برس إنترناشيونال) بتاريخ 15 نوفمبر2011)

<



يقترح «الكتاب الأبيض» الذي أصدرته وزارة التنمية الجهوية والذي وسيتم تقديمه إلى الحكومة المقبلة رؤية جديدة للتنمية الجهوية تنبني على طاقة كل جهة تونسية ومسؤوليتها في تحديد نموها الاقتصادي والاجتماعي وبنائه.
ويطمح «الكتاب الأبيض» إلى تجسيم مقاربة جديدة للتنمية الجهوية ذات أسس ديمقراطية وموجهة نحو التقليص من الفوارق الاجتماعية والاقتصادية بين جهات البلاد.
ورسم القسم الاول من «الكتاب الابيض» حصيلة الفوارق الجهوية المسجلة خلال العشريتين الأخيرتين. ولاحظ «الكتاب الأبيض» ان الجهات الداخلية هي المناطق الأقل تصنيعا في البلاد وهي تحتضن نسبيا عددا اقل من الانشطة القادرة على حفز مسار التنمية الجهوية.
ويبرز الفوارق الكبيرة الموجودة بين الجهات، وخاصة تلك المتصلة بالبطالة والفقر والصحة والتعليم والاستثمار. وفي ما يهم نسبة بطالة خريجي التعليم العالي بينت هذه الوثيقة ان ولايات المناطق الداخلية التونسية تعرف نسب بطالة تتجاوز بصفة ملحوظة المعدل الوطني.
وعلى سبيل الذكر لا الحصر تسجل ولاية قفصة معدل بطالة في حدود 47.4 بالمائة، اي ضعف المعدل الوطني المقدر (23.3 بالمائة) تليها ولايات سيدي بوزيد (41 بالمائة) وجندوبة (40.1 بالمائة) وقابس (39.4 بالمائة) وتطاوين (39.1 بالمائة) والقصرين (38.9 بالمائة).
وتشير الوثيقة ايضا الى الفوارق الجهوية في مجال الفقر، اذ اوضحت ان منطقة الوسط الغربي (القيروان وسيدي بوزيد والقصرين) هي الاكثر فقرا بنسبة 12.84 بالمائة أي ثلاثة اضعاف المعدل الوطني المقدر بنسبة 3.75 بالمائة.
ويبرز «الكتاب الابيض» الفوارق الكبيرة في مجال التعليم ذلك ان ولايتي القصرين والقيروان تسجلان ارفع نسب الانقطاع عن الدراسة بنسب على التوالي تصل الى 4 بالمائة و3.5 بالمائة في ما يهم السنة الدراسية (2010/2009) تليها ولايات سيدي بوزيد (2.6 بالمائة) وسليانة (2.5 بالمائة) وجندوبة (1.6 بالمائة) مقارنة ببن عروس (0.1 بالمائة) واريانة (0.3 بالمائة).
وفي ما يتعلق بالقطاع الصحي اعتبرت الوثيقة «أن تحسن مؤشرات الصحة يخفي تباينا جهويا ملموسا».
وتبرز هذه الفوارق بين المناطق الداخلية والساحلية على مستوى معدلات مؤمل الحياة ووفيات الرضع.
ويظهر «الكتاب الابيض» ان مؤمل الحياة يصل الى 77 سنة في ولايتي تونس وصفاقس في حين انه لا يتجاوز 70 سنة في ولايتي القصرين وتطاوين. وأوضح ان معدل وفيات الاطفال يصل الى 21 بالمائة في الجنوب و23.6 بالمائة بالوسط الغربي أي معدلات ارفع من المعدل الوطني (17.8 بالمائة) وفق معطيات 2009.
وفي مجال الاستثمار ابرز «الكتاب الابيض» (الصادر عن وزارة التنمية الجهوية) أن ولايات الساحل الشمالي تستأثر بأرفع قيمة من الاستثمار الخاص بالنسبة للساكـــن الواحد (2010/1992). وتصل ارفعها إلى 9508 دينار»للساكن الواحد في زغوان و8672 دينار/للساكن في المنستير و8189 دينار/للساكن ببنزرت في حين تقدر في سيدي بوزيد وجندوبة وقفصة وسليانة على التوالي بقيمة 2758 دينار/للساكن و2635 دينار/للساكن و2613 دينار/للساكن و2601 دينار/للساكن.
وفي سبيل تجاوز هذه الفوارق يقدم «الكتاب الابيض» 49 مقترحا يرمي اساسا الى ربط الجهات المتأخرة بالجهات المتقدمة من اجل استغلال عناصر جذب وتأثير التجمعات السكنية وإدماج كل الجهات في الاقتصاد العالمي بشكل يجعلها تنصهر في مسار تنمية نشيط ومستديم.
وأوصت الوثيقة بإرساء شبكة صلبة من القطارات الجهوية السريعة بتواتر منتظم عبر استعمال البنى التحتية الحالية وإرساء قاعدة بيانات جهوية حول أداء نظام المستشفيات وإرساء نسيج جمعياتي للدعم المدرسي ودعم اللامركزية.
وتقترح الوثيقة أيضا تعبئة قدرات المؤسسات العمومية الكبرى وتحسيسها بضرورة خلق ديناميكية اقتصادية في الحوض المنجمي مولدة لمواطن الشغل وضمان التكامل بين الجهات وتطوير المناطق الصناعية على طول الحدود وتثمين المواقع الأثرية في المناطق الداخلية وتيسير نفاذ العموم الى الثقافة.
وفي ما يتعلق بالاستثمار اوصت نفس الوثيقة بدفع الحوافز المباشرة (مساعدات ومنح للاستثمار) عوضا عن التشجيعات غير المباشرة (الاعفاء الجبائي) وحث الباعثين على الاستثمار في مجال البنى التحتية في مناطق التنمية الجهوية وتحسين البنية الاساسية للنقل داخل الجهات وفي ما بينها.
واقترح «الكتاب الابيض» في الختام احداث وزارة تنمية جهوية ومحلية «حقيقية» تستعيد صلاحيات وزارة الداخلية في مجال التنمية المحلية ووزارة التجهيز في ما يهم التهيئة الترابية ووزارة التخطيط في ما يخص التخطيط الجهوي.
(المصدر: جريدة « الصباح » (يومية – تونس) الصادرة يوم 13 نوفمبر2011)

<



بقلم الأستاذ محمد جدلاوي/ خبير دولي في التشغيل والموارد البشرية  
السر الأول: اكتشاف بحيرة مائية عذبة في أعماق الصحراء التونسية:الاستغلال يوفر أكثر من 250 ألف موطن شغل . السر الثاني: بالدليل أفاق قطاع البترول وإمكانيات لإنتاج الطاقة البديلة:الاستغلال يوفر 50الف موطن شغل. السر الثالث:بالدليل ثروات طبيعية سطحية وباطنية بمختلف جهات الجمهورية: الاستغلال يوفر 50الف موطن شغل, الحل الأول للتنمية والتشغيل في تونس: بحيرة مائية عذبة في أعماق الصحراء الجنوبية التونسية(الاستغلال يوفر 250 ألف موطن شغل) – في تونس كنز ازرق يرقد منذ قرون في أعماق الصحراء التونسية انه كنز الشريط الحدودي التونسي الجزائري الليبي، والولايات المتحدة الأمريكية على دراية بأهميته منذ الستينات ثم كان أخر اهتمام بالكنز الأزرق وحسب مصادر موثقة خلال سنة 2004 حيث تلقى الرئيس الأمريكي بوش خلال شهر افريل 2004 تقرير من مستشاري البتاغون يحذرون فيه من الآثار الكاريثية للاحتباس الحراري على المدى القصير مما سيؤدي إلى أزمة في المياه ويوصي التقرير  » باليقظة التامة لاتخاذ الاحتياطات والإجراءات اللازمة للسيطرة على مصادر المياه العذبة أينما كانت واعتبار مصادر المياه قضية إستراتيجية وأولوية وطنية أمريكية « ، وما يهمنا أن هذا التقرير كان مرفق بخرائط مسح بأجهزة متطورة للمياه الجوفية في العالم منها بحيرة مياه جوفية في عمق الصحراء التونسية. في أعماق الصحراء التونسية بحر من المياه العذبة
– دعم هذا الاكتشاف خبراء من اليونسكو الذين أكدوا علميا وجيولوجيا وميدانيا وجود خزاناً باطنياً عميق أو بحيرة من المياه الجيدة في جنوبي البلاد يقدر احتياطية بنحو 60 مليار م3 أي ما يعادل حجم مياه السد العالي في مصر، ويتوزع بحر المياه الجوفية عبر الشريط الحدودي لتونس والجزائر وليبيا مع تأكيدات من المختصين على أنّ هذه الموارد المائية الباطنية في المنطقة قد تكفي لقرون قادمة. – يذهب الخبراء إلى أنّ استغلال هذا الرصيد المائي الهائل سيقلب ليس فقط وجه الزراعة رأسا على عقب في تونس بل يضمن تنمية حقيقية من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال وخاصة القضاء النهائي على البطالة ،بل أن بعض الخبراء يذهبون إلى حد أن تونس قد تصبح في حاجة إلى يد عاملة أجنبية ، إضافة إلى أهمية هذا المشروع في تحسين ظروف حياة المواطن وصحته ،من ذلك أن المواطنين في الجنوب وخاصة في قبلي و دوز و سوق الأحد يستهلكون إلى حد الآن مياها غير مرتبطة بشبكة شركة الصوناد تصل ملوحتها إلى درجة غير قابلة للاستهلاك الآدمي مع دراسات تتوقع بداية نضوب كبير لمنسوب الطبقة السطحية من المياه في المنطقة بحلول سنة حول 2030.
– في عام 1998، أطلقت تونس والجزائر وليبيا مشروعاً مشترَكاً يهدف إلى إنشاء آليّة للتنسيق في الغرض ومنذ سنة 2007 شرعت الجزائر في حفر 24 بئرا عميق بالصحراء لاستخراج جزء من حصتها من هذه المياه من باطن الأرض و تحويلها للمناطق الداخلية عبر أنبوبين على مسافة 750 كيلومترا تدعمها 6 محطات من الحجم الكبير وبغرض الإسراع بتنفيذ المشروع الذي يعتبر من مشاريع القرن التي تعول عليها الجزائر فقد تم تقسيمه على عدة شركات في حين تعهدت ثلاثة شركات أخرى بالقسط المتعلق بوضع الأنابيب بحيث أن هذا المشروع الضخم سيضمن لسنوات عديدة ألاف الوظائف لسكان المناطق التي يمر عبرها المشروع إضافة إلى إنعاش عديد الشركات ذات العلاقة بمستلزمات المشروع ،
– قبل ذلك كانت ليبيا من أكثر المستفيدين من بحر المياه الجوفية لكن ليس على مستوى نفس الخزان المائي الجوفي وذلك عبر مشروع النهر الصناعي العظيم علما وان ليبيا لا تمتلك أي مورد مائي سطحي عذب حيث تعتمد الموارد المائية بنسبة 95% منها على المياه الباطنية .
أهمية هذه الثروة المائية في توفير 250 ألف موطن شغل مع ضمان تنمية حقيقية:
– في البلاد التونسية تبلغ مساحة الأراضي الصالحة للزراعة حوالي 10 ملايين هك القسم الأكبر منها يستخدم الأساليب الزراعية القديمة، ويخصص إنتاجه للاستهلاك المحلي المباشر،ويؤمن قطاع الفلاحة 12 % من الناتج الداخلي الخام ويشغل نسبة 16 % من اليد العاملة النشيطة الجملية وهي نسبة ضئيلة مقارنة مع نسبة البطالة المرتفعة في البلاد
-كان النظام المخلوع يتعلل بان سبب تخلف الفلاحة نقص في مياه الري في حين أن الواقع هو وصفة للتخلي عن إنتاج معظم المواد الفلاحية بدعوة غلاء تكلفتها وضعف مردودها، مما يبرر استيرادها من الخارج بأقلّ تكلفة مع عمولات في الغرض باستثناء بعض المواد مثل القوارص وزيت الزيتون، وبالتالي الدعوة إلى رفع الدعم نهائيا عن المواد الغذائية الضرورية ،وفي تناقض صارخ بين التعلل بانخفاض المنتجات الزراعية ونقص مياه الري، نطالع خبر لوكالة رويترز خلال شهر جويلية 2010 يؤكد أن وزارة الفلاحة التونسية تعتزم تأجير 9640 هكتار من الأراضي الزراعية عالية الخصوبة لمستثمرين أجا نب والأراضي المخصصة للتأجير الدولي موزعة على 16 منطقة بثمان ولايات بين شمال و شرق البلاد وذلك في شبه تعتيم إعلامي .
– تعللت السلط التونسية بان عملية تأجير الأراضي الزراعية الوطنية هو وصفة للإصلاح الفلاحي من اجل تعزيز الصادرات الزراعية والأمن الغذائي للبلاد في حين أن خلفية هذه الوصفة ما هي إلا خيارات تسعى لرهننا بالخارج و بقائنا تابعين له حتى في المواد الأساسية و المنتوجات الفلاحية. حتى ان المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة اعتبر تأجير الأراضي الزراعية نوعا من « الاستعمار الجديد ».لفائدة صناديق استثمار أجنبية أو كبريات الشركات لإنتاج منتجات زراعية وغذائية يُعاد تصديرها لتحقيق أرباح هامة على حساب أبناء البلد مع التفقير السريع لخصوبة الأراضي ومواردها المائية . – هنا يكون في حسن استغلال هذه الثروة المائية الضخمة ضمان فعلي للتشغيل في مختلف التخصصات وتنمية حقيقية لمختلف جهات البلاد بحيث نرجع إلى الأصل أي إلى الفلاحة كخيار استراتيجي للتشغيل بالتنمية. تفعيل هذا التوجه كخيار استراتيجي للتشغيل بالتنمية عبر بوابة الفلاحة
مع وجود الثروة المائية لابد من إستراتيجية واقعية على المدى القصير والمتوسط وهو ما ستسعى منظمتنا إلى الدفاع عنه ذلك ان المطلوب: – توفير الموارد البشرية الكفاءة في التخصصات الفلاحية عن طريق برامج تحفيزية لإعادة رسكلة وتدريب وتكوين عشرات ألاف العاطلين عن العمل من مختلف المهن والتخصصات التي يعاني أصحابها من صعوبة الإدماج في الحياة المهنية .  
– خطة وطنية لاستقصاء وتسوية واستصلاح الأراضي القابلة للزراعة والفتح الجدي لملف كراء الأراضي والضيعات الفلاحية وتوفير الأرض ومياه الري والظروف المناسبة للتمويل والاستثمار لكل شاب يرغب في خدمة الأرض ولكل مستثمر عموما ووفق ضوابط وإستراتيجية وطنية محددة.
– رفع إنتاجية القطاع الزراعي وتحسين أدائه عن طريق الاستغلال الأمثل لمدخلات الإنتاج من ارض وماء وغيرها ، وتعزيز القدرة التنافسية للمنتجات الزراعية ، والاستخدام الأفضل للتكنولوجيا والأبحاث الزراعية، وتحسين البنى التحتية والخدمات المقدمة في المناطق الريفية بحيث تصبح مناطق جاذبة للعيش والإقامة، ودفع عجلة التنمية الزراعية المستدامة في كل جهات الوطن بدون استثناء أو إقصاء.
-وضع خطة تسويق خارجية مدروسة لتسهيل تصدير المنتجات الزراعية والغذائية الوطنية وعلى سبيل المثال تلاقي مختلف منتجات الزراعة البيولوجية في تونس طلب كبير في الأسواق الخارجية وخاصة الأوروبية مع ارتفاع عوائدها فعلى سبيل المثال يبلغ سعر اللتر الواحد من زيت الزيتون المنتج عن طريق الزراعة البيولوجية أكثر من عشرة دنانير  » 51ر7 دولار » ويرى بعض الخبراء أن زيادة الأراضي المخصصة للفلاحة البيولوجية يمكن آن تصل عائدات منتجاتها البيولوجية من العملة الصعبة معدل العائدات المتأتية من تصدير الفسفاط التونسي وبالتالي يتجه التركيز على هذا القطاع من الفلاحة من حيث العمل على استجابته للمقاييس والضوابط العالمية في الإنتاج والترويج. تمويل هذا المشروع من الأموال المنهوبة:
-كلفة استغلال مياه المشروع بلغت قرابة مليار دولار أمريكي بالنسبة للجزائر فان تكاليف الجزء الأول من المشروع بالنسبة لتونس يمكن أن تكون اقل من هذا المبلغ والطريف انه حسب مؤسسة السلامة المالية العالمية فان الفساد المالي يفقد تونس قرابة مليار دولار سنويا أي ما من شانه تمويل القسط الأول من هذا المشروع وعليه يقترح بتوجيه جزء من الأموال المنهوبة والمهربة من الرئيس المخلوع وعائلته ومقربيه ورموزه إلى تمويل هذا المشروع العملاق الحل الثاني : قطاع البترول في تونس وإمكانيات لإنتاج الطاقة البديلة:الاستغلال يوفر 50الف موطن شغل.
الحل الثاني كمورد مساعد للقضاء على البطالة وإنجاح المسيرة التنموية والرفاهة الاجتماعية ينقسم إلى جزئين أولهما البترول وثانيهما شمس الصحراء: – بالنسبة للبترول فكما نعرف تونس هي امتداد جيولوجي وحدودي مع الأراضي الجزائرية والليبية وهما دولتان غنيتان بالنفط عكس تونس وهو ما جعل العديد من الخبراء والشركات الأجنبية تتشبث بالاستثمار في عمليات المسح والاستكشاف لقناعة علمية بوجود مخزون هام من النفط في تونس ودليل ذلك أن عدد الرخص المسندة للتنقيب لشركات أجنبية تجاوزت خمسين رخصة – غير أن هنالك استنتاجات منطقية تشير إلى تعتيم حول حقيقة النتائج الايجابية لعمليات الاستكشاف ربما لعدة اعتبارات أهمها خشية شركات حقوق رخص التنقيب من ضخامة العمولات والرشاوي المطالبين بدفعها لبعض العناصر المتنفذة التي قد تصل إلى حد الاستحواذ على حقوق الإنتاج كاملة من ذلك أن شركة النفط والغاز الكندية التي تنشط في تونس ابتدأت عملية التنقيب عن النفط منذ سنة 2009 ولم تعلن على أهم نتيجة ايجابية إلا في أواخر شهر مارس 2011 أي بعد الثورة حيث أعلن غاري هيدس المدير التنفيذي للشركة لوكالة رويترز أن التقييم الأولي اظهر وجود مخزون هام من النفط في معتمديه بوحجلة الشمالية يفوق مليار برميل من النفط المحزون . – كما أن الجزائر جد مهتمة بالتنقيب وإنتاج النفط في المياه الإقليمية التونسية لقناعتها بوجود محزون هام من البترول الممتاز في مناطق محددة ولامتلاكها لخرائط مسح زلزالي ثلاثي الأبعاد وهو مسح مغناطيسي يمكن من معرفة إذا كان باطن الأرض يحتوي على نفط وبين هذا المسح انه يوجد في تونس احتياطي نفطي هام جدا لذلك فهي تتفاوض مع تونس حول مشروع شراكة بين شركة « سونتراك » الجزائرية والمؤسسة التونسية للأنشطة البترولية للاستغلال المشترك للإنتاج كما صرح بذلك وزير الطاقة الجزائري. -هذه المؤشرات الايجابية حول الثروة النفطية في تونس جذبت أيضا دولة خليجية كانت ترغب في إحداث مشروع كبير يتمثل في مصفاة للنفط بالصخيرة غير أن فساد بعض المسؤولين حرم تونس من توفير حاجياتها من المحروقات مع فائض والاهم من ذلك توفير ألاف مواطن الشغل. مع الإشارة إلى انه إضافة إلى البترول تؤكد تقارير جيولوجية وخرائط أقمار اصطناعية وجود كميات هائلة من الغاز الطبيعي على مستوى حدودنا الجنوبية البحرية مع ايطاليا وهو ما يبرر اهتمام ايطاليا بهذه المنطقة . – كل هذه المعطيات تبشر بكل خير وهو ما يجعل قطاع البترول في تونس واعد بل وربما يكون المفاجأة السعيدة الكبرى لثورتنا المجيدة وبالتالي يمكن أن يكون القطاع على المدى القريب مستوعب لليد العاملة الوطنية بإعداد كبيرة في صورة توفر شروط أهمها الشفافية مع إستراتيجية موضوعية في الغرض وإعادة هيكلة وتطهير القطاع خاصة إذا علمنا أن ابرز شركة وطنية تنشط في القطاع تعاني من غموض في عدد من الملفات التي تشتغل عليها مثل ملف « بريتش غاز » وملف « بيتروفاك » ورغبة بعض الإطراف في تهميش دور هذه المؤسسة الوطنية العريقة على مستوى الاستكشاف مثل عرقلة عمل بعض مخابرها ،واعتباطية عمليات التنقيب حيث يتحدث البعض على سبيل المثال على حفر بئر نفطية بمنطقة داخلية بتونس بكلفة ناهزت تسع مليارات رغم أن خبراء المؤسسة أكدوا عدم وجود مخزون نفطي في الموقع. -وبالتالي هدف منظمتنا الكشف عن أسرار قطاع البترول في تونس بكل شفافية من اجل آن يلعب دورا استراتيجيا في التشغيل والتنمية. الحل الثالث: شمس الصحراء التونسية ودورها في التشغيل
– الصحراء التونسية القاحلة والملتهبة والمتروكة في الجنوب التونسي هي بقية الكنز الثاني حيث تشير تقارير علمية وجغرافية أوروبية أن الصحراء التونسية تعتبر من أفضل المواقع في العالم لإنتاج الطاقة الشمسية إضافة إلى موقع البلاد الاستراتيجي وقربها من أوروبا مما يجعل بلادنا قطب عالمي بيئي في إنتاج وتصدير الطاقة النظيفة أي الشمسية خاصة إلى أوروبا . -هذا الملف يلاقي اهتمام كبير من الولايات المتحدة الأمريكية وكذلك بعض الدول الأوربية للاستفادة من الصحراء التونسية في إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية خاصة بعد الوعي بخطورة الكوارث البئية التي يمكن آن تسببها المحطات النووية لإنتاج الكهرباء ،وهو ما صرحت به علنا وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال زيارتها الأخيرة في شهر مارس 2011 لتونس والتي أكدت على أهمية الصحراء التونسية في إنتاج الطاقات النظيفة إضافة إلى زيارة العديد من المسؤولين الأمريكيين لتونس بعد الثورة على غرار السيد سيراش كيمار مساعد وزير التجارة الأمريكية والذي أعلن أن مشروعا أمريكيا في مجال الطاقة النظيفة سيتم انجازه في تونس بمنطقة البرمة بالجنوب التونسي كما آن ايطاليا وفرنسا لهما نفس التوجه . – في صورة تحقق المأمول فان ذلك يعني حتما ألاف مواطن الشغل إضافة إلى اعمار الصحراء، وسبحان الله نلاحظ آن مشروع استغلال خزان المياه الباطنية في الصحراء يكمل مشروع إنتاج الطاقة البديلة وفي الصحراء أيضا . الحل الرابع: استكشاف وتثمين الثروات الطبيعية بمختلف جهات الجمهورية لتوفير 50الف موطن شغل. رغم مساحة تونس الصغيرة فان لكل ولاية نوعية مختلفة من الثروات المعروفة والمجهولة والمسكوت عنها وعلى سبيل المثال جهة مثل تطاوين غنية بثروات طبيعية سطحية وباطنية تعتبر إستراتيجية حيث اكتشفت : – طبقة هائلة من الجبس الأبيض الممتاز بسمك يصل إلى 600متر وهو اكبر ثاني مخزون عالمي… – كميات هائلة من أندر أنواع الرخام التي تصنف في الرتبة 24 عالميا – مخزون ضخم من أفضل أنواع الطين المطلوب خارجيا في صناعة مواد التجميل والعلاج الطبيعي -مساحات شاسعة لنوعية من الرمال الغنية بمادة السيليس بنسبة تصل إلى 97 بالمائة وتستعمل هذه النوعية من الرمال في صناعات هامة منها صناعة البلور وبعض أجزاء الحواسيب والتعريف … ويتجه استكشاف ووضع خريطة وطنية لمختلف الثروات الطبيعية السطحية والباطنية في كل مناطق البلاد التونسية من اجل التعريف و تثمين هذه الثروات وحسن استغلالها في مشاريع تنموية مدروسة للقضاء على البطالة ودعم مجهودات التنمية الجهوية الفعلية .
 
 
حكومة المجلس التأسيسي و الإمكانيات الآنية للنهوض بسوق الشغل وهيكلة آلياته
 
 
يمكن لحكومة المجلس التأسيسي أن تشرع من اليوم الأول لإدارتها للبلاد في النهوض بسوق الشغل وهيكلته كالأتي: – ضمان العدالة والمساواة والقضاء على الجهويات والانتماءات الحزبية في التشغيل ومراجعة برامج المناظرات التي يطغى علي اختباراتها طابع التسييس.ولتحقيق هذا الهدف تسعى منظمتنا إلى أن تشرف وزارة التشغيل والتكوين على كل مناظرات الانتداب في الوظيفة العمومية بحيث تعبر كل الوزارات والمؤسسات العمومية سنويا عن حاجياتها من الأعوان والإطارات مع تحديد التخصصات والشروط المطلوبة وتوجه في بداية كل سنة مالية هذه الحاجيات إلى وزارة التشغيل والتكوين لتتولى إدارة متخصصة على مستوى هذه الوزارة تتكون من خبراء ومستشارين في التشغيل مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والاستقلالية تنظيم مناظرات وانتدابات كل الوزارات والمؤسسات والإعلان عن قائمة الناجحين بكل استقلالية والتقليل من مدة الإعلان عن نتائجها. – تدعيم التوظيف في سلك أساتذة التعليم الثانوي واعتماد مبدأ الأقدمية في التخرج والحالة الاجتماعية للالتحاق بالتدريس ،حيث انه لا يعقل تكوين أستاذ تعليم ثانوي لمدة أربع سنوات في الجامعة التونسية ثم يحدد حقه المشروع في الشغل بمناظرة من 50 سؤال حول السياسة والاقتصاد ومواضيع أخرى لا تهمه في الاضطلاع بهمته. – العمل على زيادة طاقة استيعاب انتداب طالبي الشغل من أساتذة التعليم الثانوي في تخصصات محددة للعمل ليس فقط في المعاهد الثانوية وإنما في مؤسسات وطنية مختلفة وخاصة بالنسبة لأساتذة اللغات وعلم الاجتماع والنفس والموسيقى والتخصصات المشابهة… – هيكلة مختلف المصالح العمومية التي تعنى بالتشغيل وضمان استقلاليتها بعيدا عن الولاءات والبرامج السياسية لمختلف الأحزاب السياسية . – مراجعة كل آليات التشغيل الحالية وخاصة عقود الإعداد للحياة المهنية في اتجاه إلزامية الانتداب بعد انتهاء فترة التربص إلا في صورة عدم الكفاءة الفعلية للمتربص. – فصل مهمة التشغيل على مهمة العمل المستقل بحيث تكون هنالك وكالتان وكالة وطنية تنشط فقط في التشغيل في تونس وفي الخارج وبالتالي وتدمج في هذه الوكالة الجديدة وكالة التعاون الفني التي تنشط حاليا في مجال التشغيل بالخارج. – بعث وكالة وطنية جديدة للعمل المستقل من مشمولاتها التشجيع والمرافقة في بعث مشاريع الشباب ويكون في صلب هذه الوكالة بنك لأفكار المشاريع مع تجميع مراكز الإعمال ومحاضن المؤسسات والبنك التونسي للتضامن وبنك تمويل المؤسسات الصغرى والمتوسطة داخل هذه الوكالة الوطنية الجديدة. – السعي إلى ببعث إذاعة وطنية متخصصة في التشغيل والتنمية الجهوية تهدف إلى النشاط الإعلامي في كل ما يتعلق بسوق الشغل من عروض واليات واستشارات وبرامج حوارية في الغرض… وأيضا كل ما يتعلق ببعث المشاريع خاصة للشباب ومن برامج تنموية واستكشاف وتثمين للثروات الطبيعية. من اجل تونس فقط والله الموفق
جميع الحقوق محفوظة برنامج من إعداد الأستاذ محمد جدلاوي/ خبير دولي في التشغيل والموارد البشرية مستشار في الشؤون الإدارية والمالية/ مدرس متعاون بالجامعة التونسية /رئيس منظمة « حلول للبطالة بالتنمية » للتواصل عبر البريد الالكتروني التالي: oscd14@gmail.com

<



نصرالدين السويلمي –
 
تونس – في الأيام الأخيرة ومن على العديد من المنابر الإعلاميّة مرئيّة ومسموعة و مقرؤة ظهرت حالة من الغزل الطارئ لحركة النهضة من طرف بعض الأحزاب التي وصلت إلى التأسّيسي في حالة منهكة وأخرى لم تصل وبعض الشخصيّات التي شاركت وفشلت أو تلك التي لم تشارك أصلا لعلمها المسبق بالمآلات، هذا الغزل المشترط جاء منافيا للعقل والنقل وفي خصام سافر مع الحدود الدنيا للمنطق، حيث تتابعت تصريحات بعض الشخصيّات الحداثيّة من على المنابر الإذاعية والتلفزيّة وحتى الصحف، وعدت من خلالها بالدخول في تعاون وثيق وبلا تحفّظ مع حركة النهضة وأكّدت أنّ هذا من شأنه أن يساهم في خروج البلاد بأمان من المرحلة الانتقالية ومن ثمّ تحقيق أهداف الثورة بأقصى سرعة ودون إهدار للوقت في التجاذبات الفكريّة والعقائديّة، أمّا الشرط الوحيد الذي استلطفه بعض الرفاق واعتبروه خطوة سهلة المنال ستوفر الكثير من الجهد عليهم وعلى النهضة هو وجوب إقرار الحركة بمبدأ فصل الدين عن الدولة والإنضواء الكلي تحت راية « ما لقيصر لقيصر وما لله لله » ، وإذا كانت هذه الدعوة قد تبدو مفهومة حين صدرت من أولئك الدخلاء عن السّاحة السّياسيّة والغرباء عن تاريخ الصراع الفكري في تونس وساسة 15 جانفي فإنّها لا تبدو كذلك عندما صدرت عن شيوخ الحداثة وأرباب اللائكيّة، بل تلوح ماكرة أقرب إلى الاستفزاز منها إلى الدعوات التي تحمل في طيّاتها بعض الأمل، لانها تعرف من اين اتت حركة مثل النهضة وإلى اين تتجه مثلما تعرف اشد المعرفة مرجعيتها ومرد شعبيتها ، وإنّه من البدع التي تكاثرت هذه الأيام دعوة الحزب الأول في تونس للتخلي عن مطالب غالبيّة الشعب لارضاء أقليّة النخبة، والأكيد أنّ مثل هذه الدعوات عادة ما تولد ميتة لأنّها لن تتنصل حركة من تاريخها ومن إرادة الجماهير التي استأمنتها على تحقيق أهداف الثورة من أجل نخب تمارس الشهوة المحرّمة حين تخذل شعبها و تنتهك ثوابته ثم هي تتطلع إلى أصواته يوم الاقتراع.. خابت نخب « جبحها » هنا وقلبها وعقلها هناك، ولدت هنا وعاشت وترعرعت هناك.. كل ما بينها وبين شعبها شهادة ميلاد!.

<


الحمد لله وحده ما شدّني لكتابة هذا المقال هو ما سمعته وما قرأته في الفترة الأخيرة عن هذه الحملة المسعورة حول إمكانية دعوة أمير قطر ، لحضور الجلسة الأولى الإفتتاحية للمجلس التأسيس بتونس و التي تقوم عليها بعض الأقلام وتسعى لترويجها بين أبناء الشعب التونسي وكأنه حدث يهم كل فرد من أفراد شعبنا – وليس أمرا خاصا بقيادات هذه الدولة في كيفية سياسة دواليبها وحسن إدارتها لكل التوازنات الدولية .. ليس هذا فقط بل بعض المقالات تريد أن تقدم هذه الزيارة المرتقبة لسمو امير دولة قطر لتونس وكأنها زيارة لشخص غريب عارض ثورتنا ووقف ضدّنا ….فيبدو أن هناك حساسية لبعض كتّاب تونس _أصبحت زائدة عن اللزوم تضع كل دول الخليج في خانة واحدة بسبب إيواء المملكة السعودية للديكتاتور الهارب بن علي … نرجو التثبت في الرجال والمواقف وعدم خلط الأوراق والتركيز على أهم المحاور التي تفيد بلدنا في المرحلة الراهنة ونتجنّب المغالطات ولاسيما من الصحفيين في تونس الذين هم يعتبرون المرآة العاكسة لخيارات بلدنا .وشكرا  


بقلم الأستاذ/ دهماني شفرود لماذا لا ينطلق الإنسان العربي بطرح علامات استفهام باتجاه ايجابي حول الدور المتنامي لدولة قطر، اقتصاديا وسياسيا وإعلاميا ؟؟؟؟ لماذا لا ننطلق من طرح هذا السؤال لنحاول أن نقلّد هذا البلد الصغير وننسج برامجنا وخططنا على منواله بحثا عن التطور والنموّ السريع ؟؟؟ لماذا لا نحاول -نحن أبناء أمة العرب- أن نتشبث بتقليد أبناء جنسنا ( العرب ) ونسير على نهج العلامة التونسي فيلسوف علم الإجتماع ابن خلدون في تحليله الممتاز لقاعدة  » المغلوب مولع بتقليد الغالب  » في كل الأمور ؟
لماذا يحاول أن يصرّ –بعض أبناء تونس – هذه الأيام أن « يقيموا الأرض ولا يقعدوها  » عندما تسرّبت بعض الأخبار لدعوة أمير قطر مع غيره من زعماء العرب لحضور أول جلسة افتتاحية لمجلس يؤسس لمستقبل قانوني لشعب عريق رزح لمدة 53 سنة تحت الحكم الفردي والإستبداد الفكري؟
لماذا يحاول بعض التونسيين هذه الأيام أن يعارضوا تصدير مبادئ ثورتهم الهادئة بمسارها الديموقراطي الرصين لغيرهم من الشعوب ؟؟ لماذا ذهب البعض لمهاجمة قطر وأميرها – الرجل الذكي والقائد الصبور- عندما انتشرت الأخبار أنه سوف يتوجه لزيارة تونس هذه الأيام ؟؟ ولماذا اتهمت ولا زالت تكال التهم لحركة النهضة إلى حد اليوم بأنها متواطئة مع هذا الرجل القائد المقدام الذي قاد ويقود شعبه نحو تطورسريع ومدهش لا مثيل له في هذا القرن في كل قارات الدنيا ؟؟
أليست قطر هي التي صنعت ثورة في الإعلام العربي ؟؟ أليست قطر هي التي جرّأتنا على نقد أنفسنا وطرد مشاعر الخوف والإنهزامية والانبطاح لفلول الديكتاتوريا العربية ؟؟ أليست قطر هي التي أرسلت من خارج الحدود –عن طريق فضائيات الجزيرة- وبدون استئذان قادتنا وحكامنا برامج وحقائق حرّكت فينا حب الإيثار وحب الثورة على إعلام مرتكز على التهليل والتطبيل لبن علي وحاشيته فقط ؟؟
ولنفترض أن قطر أساءت لدولة ما أو حاولت التباهي واستعراض قوتها التقنية والعلمية أمام دول أخرى عظمى وكبيرة الجغرافيا وعريقة التاريخ… فهل هذا كافي أن نقاطع دولة حديثة تسير بخطى ثابتة ومدروسة وتحقق يوميا تقدما وازدهارا لشعبها وفي كثير من المجالات ؟؟
لماذا هذا التوجس الكبير والخوف الشديد من تدخل قطر في شؤوننا الداخلية وكأنّ قطر أو أميرها سوف يأتي لتونس ويعطينا دروسا في الديموقراطية أو في إدارة شؤون بلادنا !!!! لماذا نعم لماذا نحن –بعض التونسيين – نريد أن نوحي للعالم ولغيرنا أننا الأفضل وأننا قادرون على تعليم الناس ولسنا قابلين لمن يعلمنا أو يتعاون معنا ؟؟ أعتقد أن- النرجسية والأنانية – مرضا خطيرا وحبا للذات زيادة عن اللزوم وهو مهدد لشعبنا ولمصالحه الآنية والمستقبلية .  
نحن شعب صنعنا ثورة تلاحمت فيها كل القوى التونسية بدون استثناء من اليسار لليمين للوسط وللعروبييين وحتى أقصى الشيوعيون -الذين رفضهم العالم العربي منذ قرون … هذه الفئات كلها في اعتقادي أنها في حاجة لجهود كل الخييرين من أبناء أمتنا العربية والإسلامية بدون استثناء من قطر للسعودية للكويت وصولا لدول المغرب إلى حدود دول النمور الأـسياوية –دول المعجزات الإقتصادية ماليزيا وأندونيسيا ..
لنتواضع ونعرف قدرنا – نحن شعب تونس – شعب يعشق الحرية ويأبى أن يأكل لقمته إلا واقفا ( وهذه ميزة نتميّز ونعتزّ بها ) ولكننا نعييش في بلد موارده الإقتصادية محدودة ، نحتاج فيه لكل مستثمر عربي ولكل خبرة أجنبية مستعدة باخلاص للتعاون معنا للنهوض ببلدنا .
لماذا نرى تكالبا من بعض الكتاب والصحف حول علاقة النهضة بقطر والسعودية والكويت ؟؟؟ ما العيب في ذلك وهذه دول تكنّ لنا احتراما وتقديرا لشعبنا وثورته وقدراته الشبابية وخبراته !! أليس من حق تيّار النهضة الذ ي سلّمه الشعب التونسي ثقته في هذه الإنتخابات المتميّزة – اليس من حقه أن يسعى لجلب الموارد والإستثمارات وفرص الشغل والعمل لأبناء هذا الشعب الأبي ؟؟؟ أليس من حقه أن يتوجه لدول الخليج – دول الموارد – ليقنعها للقدوم والإستثمار والمشاركة في بناء تونس الحديثة ؟؟؟ أهؤلاء أعداء لنا وهم الذين أووا وناصروا وأعالوا العديد عائلات المثقفين التونسيين والعلماء المهجّرين والطلبة المطاردين من ظلم بورقيبة وزين العابدين بن علي لمدة تزيد عن ثلاثين سنة ؟؟؟؟
العجب العجاب من السيد عادل العبيدي الذي يهلّ علينا بمقال  » تونس ـ ما سر التقارب المثير للجدل بين حركة النهضة ودولة قطر؟ والذي يقدم فيه وكأن قدوم أمير قطر لتونس جريمة كبرى تساوي جريمة زيارة شارون !!!!
ألم يزر أمير قطر دولة لبيا ؟ ومصر ؟؟ ووجد الترحاب تلو الترحاب ؟؟؟ كفانا انتهازية ومزايدة على الآخرين فالعالم يعلم بأسره من هي دولة قطر ؟ ومن هو الأمير – القائد الشجاع – الذي يكفيه فخرا أنه يحتضن أعضم قناة إعلامية (إخبارية وثقافية وسياسية وتربوية ) تجاوز إشعاعها مختلف القنوات العالمية من مثل  » البي بي سي » والأم بي سي » وغيرها . بالله عيلنا كيف نسعى لنبني تونس ونعلن عزلتنا وانقطاعنا من أكبر الدول – التي تتوسل إليها أعضم الدول الإقتصادية من مثل أمريكا وبريطانيا ويترجونهم بأن يشرّفونهم للإستثمار لديهم مقابل كل شيء ؟ صحيح هذه الدول الخليجية على صغر حجمها الجغرافي وقلة عددها السكاني لا تمثل شيئا اليوم في عالم الموازنات الحربية ولكننا نحن اليوم نعيش زمن االانكماش الإقتصادي والانتشار الواسع للمعلومة والإستخدام الجيد للتقنية لبلوغ التقدم والتطور والرقي لا زمن المناورات الحربية والتوسعات الإقليمية . فهذه دولة قطر التي تحولت في أقل من 39 سنة بعد استقلالها، إلى دولة محورية تستقطب وتتزعّم مختلف السياسات الدولية والإقليمية، رغم أنها لا تملك قدرة عسكرية ضخمة ، لتترجم قوتها الاقتصادية إلى لاعب استراتيجي في المنطقة .
إن هذه الجزيرة الصغيرة، تؤكد الدراسات أنها مرشحة مستقبلا لإعادة هيكلة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. إن العديد من الرؤى ترى أن قطر أصبحت تلعب دورا أكبر من قدراتها، مما جعل شكوكا كبيرة تحوم حول النوايا الخفية للدور الذي بدأت تلعبه هذه الجزيرة الصغيرة في الخليج العربي، من خلال عائلة آل ثاني، حيث نظام الحكم الوراثي لم يخرج من عائلة آل الثاني، أوّلهم الشيخ محمد بن ثاني آل ثاني، وآخرهم الشيخ حمد بن خليفة آل الثاني. وهذا ما أثار حسد بعض جيرانها التي تشترك معها في طبيعة هذا النظام الملكي الوراثي ولكنها تعجز حتى الآن أن تلعب هذا الدور الإقليمي الهائل- التي تلعبه حاليا قطر- في تحريك شعوب الأمة ودفعها نحو التحرركما تشهد بذلك كل الدوائر العالمية . فلماذا الخوف من زيارة أمير هذه الدولة المتقدمة ؟؟
فرغم أن السياسة الخارجية لدولة قطر تُمليها طبيعة تحالفاتها مع واشنطن وبريطانيا، فإنها لم ولن تسعى لأحتلال شعب ما ، لكون الجيش القطري، بكل تخصّصاته وفروعه، لا يتجاوز 12 ألف جندي، من عدد إجمالي السكان لا يتجاوز مليون وسبعمائة ألف نسمة، موزعين على مساحة لا تتجاوز 11 ألف وأربعمائة وخمسين مترا مربعا. بكل هذه الحقائق برزت قطر على الساحة الدولية بشكل لافت خلال حرب الخليج الأولى ثم الثانية. ويأتي الاستقرار في الدولة القطرية، انطلاقا من اقتصادها القوي الذي يعتمد أساسا على البترول والغاز والسياحة وحسن استقطاب المستثمر الأجنبي ، حيث يبلغ الدخل الفردي السنوي في قطر 100 ألف دولار، وهو أعلى النسب في العالم، كما أن نمو اقتصادها سجل في 2010 ما يقارب 11 بالمائة. وتعد كذلك من أكبر الدول المصدرة للمحروقات و المنتجة للغاز في المنطقة أليس من الحري بنا أن نغبط هذ ه الدولة على حسن إدارتها لمواردها ونتقرّب منها ونستفيد من علاقاتنا معها لأبناء شعبنا الذين ينتظرون حلولا عاجلة مناّ أم نبقى ندرس النوايا وندفع بالضنون إلى أبعدها ونبحث عن سبب زيارة راشد الغنوشي لقطر مباشرة بعد فوز حزبه في الإنتخابات ؟؟؟
ونعلق ونزيد تعليقا ونستبهت ونمعن في تقصي وملاحقة قادة النهضة الذي منحهم هذا الشعب العريق –شعب تونس الأبيّ- الثقة المطلقة و داس الديكتاتورية المتوارثة من بورقيبة لبن علي في يوم 14 جانفي نهائيا !!! إن الدور المتنامي الذي لعبته وتلعبه قطر منذ عقد من الزمن، يبدو أنه سبب لها حسدا كبيرا من دول عربية تعتبر عضمى –في فلسفتها الذاتية – ، فقطر ، أضحت تنافس وتتحدى دولا عربية محورية مثل الجزائر ومصر وسوريا والسعودية ولبيا ذات الجغرافيا الكبيرة والإمتداد الساحلي الشاسع .
وهذا ما تأكد أخيرا وبرزمن خلال دور قناة الجزيرة بصفة أكبر خلال تغطيتها للثورات العربية، انطلاقا من تونس ومصر وصولا إلى لبيا و سوريا واليمن وهو ما يسجل لها تتويجا –بلا منازع – من كل الدول العربية الأخرى التي إما أنها انكفأت متفرجة على قوة هذا التغيير الزاحف أو أنها انحازت لخندق الثورة والتغييرات الداخلية السريعة حتى لا يصلها الطوفان .
وهكذا -يقول جيفري فليشمان- معلقا على الدور العملاق لهذه القناة المتالقة في سرعة نشر الخبر والتاثير على الأحداث « …. تمكن ملايين العرب في المقاهي والمجالس في شتى أنحاء الشرق الأوسط من متابعة تفاصيل الإطاحة بدكتاتور تونس من خلال التقارير المتواصلة لصحفيي قناة الجزيرة الذين حبسوا أنفاسهم وواصلوا ليلهم بنهارهم لتوفير المعلومات عن تونس أولا بأول .. » وكما يقول الكاتب المغربي رشيد شريت :
« لا ينكر إلا جاحد أو حاقد الدور الهائل لقناة الجزيرة القطرية في تحريك عجلة النقاش السياسي العام لا سيما في تونس ، وفتح الباب أمام المعارضة السياسية والفكرية والثقافية العربية للإدلاء بوجهات نظرها، ورفع سقف الحوار والانتهاء من عصر المحرمات الإعلامية العربية نسبيا » قطر : دعم متناهي النظير لثورة تونس وبقية الثورات العربية
وعليـــــــــــــه فإن الدور المشهود الذي تضطلع به دولة قطر الشقيقة في مؤازرة الثورات العربية يستحق وقفة تقدير وتأمل في نفس الوقت، لا صرخة خوف وفزع من زيارة أميرا متألقا لتونس الذي أحبّها وأحبّ شعبها .
فمنذ تفجُّر الثورة التونسية في 17 ديسمبر 2010م، برزت دولة قطر على الساحة بموقف واضح في تأييد تلك الثورات، ودعم تطلعات الشعوب نحو تحقيق الحرية والعدالة والكرامة، وإزالة الأنظمة الدكتاتورية الظالمة التي جثمت على صدور شعوبها عقوداً كئيبة من الزمن، ولم يكن الموقف القطري باهتاً أو مضطرباً أو غامضاً أو رافضاً لتلك الثورات، أو مؤيداً وداعماً لتلك الأنظمة، وإنما كان موقفاً داعماً للشعوب؛ سياسياً وإعلامياً وإنسانياً.. ومشاركاً على الصعيد الدولي أيضاً في الوقوف مع حق الإنسان العربي في ثورته. فقد بدت قناة «الجزيرة» من قطر في غالب بثّها منذ اليوم الأول حريصة على إبراز الحقيقة من ساحات تلك الثورات، التي حرصت الأنظمة الحاكمة وإعلامها على إخفائها أو إظهار عكسها، وحرصت تلك القناة بكل ما أوتيت من إمكانات مهنية وفنية في كشف زيف وتضليل أبواق مناهضي حراك الثورات العربية، وكانت صوت الصدق والحق لتلك الثورات، وكانت من أهم العوامل المساندة لها على الاستمرار والنجاح، ولاقت في سبيل ذلك التشويش على بثّها، ومنع مراسليها من العمل، واعتقال العديد منهم، بل وسقوط بعضهم شهداء، واقتحام مكاتبها وطرد موفديها مع كَيْل الاتهامات الباطلة لها. كما كان الموقف القطري الرسمي على نفس المستوى من المسؤولية؛ حيث كان أول نظام يعترف بالثورة المصرية، وكان له الأثر الفعّال في التحرك على مستوى عال لإنقاذ الشعب الليبي من حرب الإبادة التي شنّها على شعبه الثائر، ووجّه رسائل واضحة للنظام الليبي بوقف الحرب على شعبه، وشارك في جهود عقد جلسة مجلس الأمن التي فرضت الحظر الجوي على ليبيا، وسيّرت قطر أكثر من قافلة إغاثية لإنقاذ الجرحى، ومدّ المدن الليبية بالأغذية والمواد الطبية، ووصلت أول طائرة دولية من قطر تحمل مساعدات إغاثية إلى المطارات الليبية، كما لم تتخلف قطر عن الإسهام في إنقاذ المصريين من العمالة الوافدة العالقة في الأراضي الليبية بإرسال سفن لنقلهم إلى مصر، وكانت الدولة العربية الوحيدة التي اعترفت بالمجلس الانتقالي للثوار، ومازال الدور القطري الفاعل يتواصل مع كل الثورات، رغم ما يسبب ذلك من تعرُّض العلاقات للتوتر مع أنظمة البلاد التي تفجّرت فيها الثورات. لقد كان أولى بـ«الجامعة العربية» أن تبادر بالقيام بما تقوم به قطر، خاصة فيما يتعلق بالجانب الإنساني، ومساعدة منكوبي تلك الثورات، خاصة في اليمن وليبيا وسورية، لكن الجامعة اكتفت بالصمت مثل كل الصامتين حيال تلك الثورات، وذلك انعكاس لتردد موقف «النظام العربي» عامة.. ولو أن جامعة الدول العربية بادرت منذ اليوم الأول للثورة التونسية لفتح ملف إصلاح النظام العربي بقوة وجرأة؛ لتمّ قطع الطريق على ما يحدث من مجازر للشعوب العربية في ليبيا واليمن وسورية.. لكنها أبت إلا الصمت والسكون.. وتلك هي مصيبة النظام العربي مع كل القضايا الإستراتيجية الكبرى. وإننا لنحثّ باقي الدول العربية على القيام بالدور الإنساني والقومي لدعم الشعوب العربية في خياراتها في التغيير، فشكراً لقطر على دورها المميَّز لنصرة الشعب التونسي وبقية الثورات العربية. قطر وجهة عالمية للاستثمار : مثال يحتذى به
أشاد العديد من قادة العالم بالتحوّلات الكبيرة التي تحتلها دولة قطر إقليميا وعالميا، معتبرا أن مناخ الاستثمار المتنوع في قطر جعلها اليوم وجهة عالمية للاستثمار جذبت أنظار أقطاب العالم كافة. وقال وزير خارجية كوسوفو- الجمهورية الصغيرة الناشئة في إقليم البلقان- في تصريح لوكالة الأنباء القطرية (قنا) « …إن دولة قطر نجحت في استخدام النهضة الاقتصادية التي شهدتها البلاد بحكمة في كافة المجالات، مشيراً إلى أن الدوحة أصبحت مركز جذب للاستثمارات العالمية ومنها الأوروبية بفضل هذه النهضة.. وأكد أن تنامي دور دولة قطر في مجال الاقتصاد والسياحة والتكنولوجيا والعلوم والأبحاث أسهم في بناء دولة حديثة ومتطورة على كافة الأصعدة.
ورأى أن نجاح دولة قطر في جذب الاستثمارات الأجنبية بجانب نجاحها في الفوز باستضافة مباريات كأس العالم لكرة القدم عام 2022 من شأنه خلق مجالات هائلة للأعمال والاستثمارات المتنوعة، التي ستشمل مختلف القطاعات، معتبرا أن قطر نجحت في تقديم صورة جديدة لها تعكس تقدما ملحوظا في مجالات التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية وكذلك البيئية والعلمية. وقال :
« إن قطر كسبت احترام وتقدير العالم بعدما بهرت الجميع باستضافاتها للعديد من الفعاليات الرياضية والمبادرات السياسية، وأيضا الاقتصادية والاجتماعية خلال السنوات القليلة الماضية، منوها بأن الدوحة ستصبح العمود الفقري للمنطقة العربية خلال السنوات القادمة  » إن هذه الدولة الصغيرة التي تتقرب لها دول الشمال والجنوب وتسعى للإستفادة من تجربتها التنموية الرائدة يؤسفني وبكل مرارة أن نجد في تونسنا ومن أبناء بلدي وفي هذه اللحظة التاريحية اليوم من بعد الثورة من يدعو الناس بمقالاته لمقاطعتها أو عدم استضافة قادتها بحجة واهية وهي « حماية القرار الداخلي  » أو بحجة  » تعاملها الحميم مع النهضة والخوف من التاثير عليها  » وكأن النهضة ليست هي الحركة السياسية الناضجة التي نجحت قيادتها في إدارة الحوار مع شعبها ولفترة قصيرة بعدما رجع قادتها من المنافي وخرجوا من السجون مشتاقين لنسائم الحرية ومتلهفين لخدمة شعبهم الأبيّ . استطاعت هذه الحركة السياسية أن تحصد ثقة أبناء شعبها وبكل جدارة وعلى مرأى من كل فضائيات الصحافة المحلية والدولية . فمتى سيترك بعض الصحافيين في تونس الفرصة لهذا الحزب العتيد لإبراز إمكانياته في المساهمة في تحديث تونس والتقدم بشعبها نحو الأمام ؟؟

<



شد إنتباهي مؤخرا حديث المناضل والنقابي اليساري الهاشمي الطرودي في برنامج الجزيرة المغاربية حول ما يسمى أخطاء وتجاوزات الحملة الانتخابية لبعض الأحزاب وخاصة منها تلك الفائزة بالانتخابات وما لفت نظري أكثر هو قوله أن الأحزاب الفائزة قد غشت وأستبلهت الناخبين بإعتبار أن الانتخابات كان موضوعها المجلس التأسيسي وكتابة الدستور وليست إنتخابات برلمانية أو رئاسية لتقوم تلك الاحزاب خلال الحملة بالتعريف ببرامجها الاقتصادية والاجتماعية وإطلاق الوعود الكاذبة لجلب الناخبين ( وعود القضاء على البطالة والتفاوت الجهوي وبسط العدالة إلخ.) إن مثل هذه المواقف والآراء ترددت كثيرا بعد إعلان نتائج الانتخابات وسمعناها أكثر من مرة في الوسائط السمعية والبصرية وفي الجرائد الورقية والإلكترونية إلا أن الذي أدهشني أن يتبنى الاستاذ الهاشمي الطرودي نفس الموقف ويعيد علينا نفس الاسطوانة التي يرددها بعض الذين لم ترق لهم ولم يهضموا بعد نتائج الانتخابات وخاصة أن أستاذنا المحترم معروف بمواقفه العقلانية وبعد النظر والقدرة الفائقة على الفهم والتحليل مما دعاني لكتابة هذه السطور القليلة لعل فيها توضيحا كافيا لما أبهم عن الفهم في الحملة الانتخابية
لا شك ولا إختلاف أن بعض الاحزاب المستحدثة بعد 14 جانفي والتي تبحث عن الشهرة لاستقطاب الناخبين قد ألتجأت لإطلاق وعود كاذبة ومزيفة لكسب القاعدة الشعبية وهذا الامر مكشوف وفاضح ولا يختلف فيه إثنان ولكن ما غاب عن الاستاذ الطرودي أن هذه التشكيلات الحزبية لم تتحصل ولو على مقعد واحد في المجلس التأسيسي وخرجت من الانتخابات بيد فارغة وأخرى لا شيء فيها وهذا يعكس ضرورة ذكاء الناخب التونسي وقدرته الفائقة على التمييز بين الوعود الصادقة والأوهام الكاذبة مع الاشارة أن وسائل الاعلام التونسية وهي تركز بطريقة مكشوفة على فوز قوائم الشعبية وإتهامها بالشعبوية وخداع الناخبين تؤكد أن المشهد السياسي عندنا مازال لم يبلغ بعد درجة الوعي والنضج الكافي لفهم ظاهرة العريضة وكان من الأولى ومن واجبهم -لو كان لهم بعد نظر ورغبة جدية في فهم الظواهر الاجتماعية والسياسية- أن يستشيروا أهل العلم من أخصائي علم النفس والاجتماع لفهم ظاهرة العريضة عوض إطلاق الشطحات والنطحات الاعلامية حول هذه المسألة.
من جانب آخر أن الحملة الانتخابية هي بالضرورة حملة تعريفية ودعائية للأحزاب والقائمات المستقلة والوضع القاتم الذي كان عليه المشهد السياسي التونسي يحتم على الأحزاب أن تعرف ببرامجها السياسية والاجتماعية والاقتصادية بعد عقود من الجفاف والكساد التي كادت تقضي على ملكة التفكير والتجديد والابداع وكان أكثر من طبيعي أن تنطلق الاصوات الجادة من أسرها وتعبر عن نفسها بكل ما أوتيت من وسائل التواصل والاتصال ويعتبر ذلك حالة صحية ومفيدة وليس فيه أي إنحراف عن مباديء الحملة الانتخابية مادام القانون يسمح بذلك والناخب التونسي في أمس الحاجة وبالغ الشوق لمعرفة برامج الأحزاب بعد خمسة عقود عجاف إن كل الحملات الانتخابية في العالم تقوم على الدعاية والوعود وليس هناك قانون في العالم يمنع إطلاق الوعود بما في ذلك الوعود الزائفة والكاذبة لأن كلمة الفصل في هذا الشأن هي للناخب الذي من المفترض أن يكون على درجة من الفهم والوعي لفرز الغث من السمين وهذا ما تم بالضبط حسب إعتقادي الشخصي في هذه الانتخابات إلا أن بعض الذين لم ترق لهم نتائج الانتخابات إنبروا يتحدثون بدون علم ولا بينة عن فوز أصحاب الوعود الزائفة ونسوا أن تناسوا أن أغلبية الذين أطلقوا الوعود الخيالية مسحهم الناخب التونسي من مخيلته ولم يستأثروا الا بالنزر اليسير من الاصوات . وفي هذا الشأن لا بد من التمييز بين الوعود الزائفة حقيقة وواقعا والتي يخيل لك أن صاحبها تمكن في غفلة من الزمن على الاستحواذ على مصباح علاء الدين السحري ( الآن الآن وليس غدا) وبين الوعود الطموحة الواعدة التي تتراوح على مدد زمنية محددة لا تقل عن خمس سنوات وضمن شروط محددة ( النهضة المؤتمر التكتل ) وأنا أرى أنه من البلاهة بمكان أن تخصص الحملة الانتخابية للتعريف ببرامج الدستور التأسيسي القادم وبنوده القانونية المفصلة والمتشعبة فالإطلاع على برامج الأحزاب وتوجهاتها العامة كفيل بإعطاء فكرة للناخب عن التوجهات الممكنة للدستور القادم وإن كنت شخصيا لا أعطي لمسألة كتابة الدستور أكثر من حقها كما يفعل البعض لأن مشكلتنا في تونس ليس في كتابة النصوص القانونية ولنا ترسانة معتبرة من القوانين المدنية والاجرائية الجادة ولكن المشكل كل المشكل في تفعيل القوانين وأخذها مأخذ الجد بإتخاذ آليات إجرائية صادقة لكي يتم تفعيل تطبيق هذه القوانين بدون إلتفاف أو تأويل يحيد بها عن تحقيق الاهداف الحقيقية لتطلعات الشعب التونسي والأهم بالنسبة لي من كتابة الدستور الجديد هو الضمانات القانونية والاجرائية لكي لا يتم القفز عليه أو التلاعب به كما حدث ذلك إبان العهدين البائدين. عادل السمعلي خبير مالي وبنكي مهتم بالشأن العام samaaliadel@yahoo.fr جريدة الصباح ( يومية – تونس ) 15 نوفمبر 2011

<



سيدي الرئيس الملهم القائد المناضل البطل الخ…… بشار الأسد
أتابع بكل أسف و حزن ما تتعرّض له سوريا من مؤامرات من قبل « الشعب السوري الحرّ و الأبيّ » الذي إنتفض ضد حكمكم « الغير رشيد » طلبا للحرية و الكرامة و العدل (و هذه كلها هي أساس العمران)…لا أجد الكلمات التي أعبّر بها لكم عن عميق إعجابي بما تسمّونها أزمة أو فتنة و إذا كان طلب الحرية فتنة فما أحلى الفتن و أسأل الله أن يفتن بقية الدول العربية التي مازالت ترزح تحت نير الإستبداد. لقد تابعت هروب « صانع التغيير » (بالفعل بن علي صنع التغيير العربي بهروبه وهذه شهادة حق) الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ذات يوم بارد من جانفي رغم أنه بذل أكثر من خمسين سنة من عمره في خدمة بلاده في مختلف المجالات (و العهدة على القائل)..كانت أكيد صدمة حقيقية لك و لأمثالك من الحكام المستبدّين جعلت العروش من تحتكم تتهاوى و لأن المصائب لا تأتي فرادى تعرّضت « جبهة الديكتاتورية » إلى مزيد من الإنتكاسات فقد إشتعلت مصر ضد « فرعون النيل » بطل الحرب (ضد غزة) و السلام (مع إسرائيل) حسني مبارك ليسقط هو الآخر بالضربة القاضية في أقل من شهر…لحقت به بعد ذلك ليبيا التي ثارت على « مجنون الصحراء الأخضر » العقيد الليبي معمر القذافي و اليمن التي تريد إزاحة علي عبد الله صالح و إعادة البسمة إلى اليمن السعيد..أكيد أنك عشت أكثر من عشرة أشهر من الذهول و الدهشة فالشعوب التي لم تكن تجرأ على فتح أفواهها إلا عند طبيب الأسنان و الشعوب التي لم تكن تخرج للشارع إلا للتنزّه و قضاء الحاجيات رفعت عقيرتها بالصياح و غزت الشوارع و طالبت بإسقاط الأنظمة و كان لها ما أرادت..كان تغييرا حقيقيا و ثورة « تصحيحية » فعلية لمسار التاريخ و الشعوب العربية نقلنا من الصمت المخزي إلى الجهر بالحق و من الذلّ إلى المطالبة بالعدل و الكرامة… أمام ما تشهده سوريا اليوم من قمع رهيب طال كل أفراد الشعب دون إستثناء كان يجب أن أعلن عن تضامني معك يا سيادة الرئيس..يا آخر « إمبراطور » في الحكم العلوي و آخر ديكتاتور ستعرفه سوريا إن شاء الله..أنا متضامن معك يا بشار الأسد على شاكلة تضامن الأنظة العربية مع قضية فلسطين… متضامن معك أو بالأحرى مشفق عليك لأنني أرى نظامك يلفظ أنفسه و لا تقدر على فعل شيء فعقارب الساعة لا تعود أبدا للوراء… أنا متضامن معك في حربك المقدسة ضد الحرية و الكرامة التي ينادي بها « الشعب السوري ». أنا متضامن معك في القرارات الشجاعة التي أقدمت على إتخاذها و على الإصلاحات التي بادرت إليها و إن كان لا يرى لها أثر بالعين المجردة فالنّية كانت موجودة و لكل رئيس ما نوى. أنا متضامن معك يا سيادة الرئيس فتاجك الذي ألبسك إياه والدك لن ترضى أبدا أن تنزعه عنك أيادي الشعب الكادح و الفقير.. أنا متضامن معك يا بشار لأنك الشخص الذي لأجله وقع تحوير الدستور في أقل من 24 ساعة بدون إستشارة الشعب كأن البلد و ساكنيه ملك لك و لعائلتك. أنا متضامن معك لأنك صمام الأمان لسوريا فلولاك لهجمت إسرائيل عليها من كل جانب و لولا حكمتك لما كان الجولان « سيعود » يوما إلى الوطن. أنا متضامن معك لأن المؤامرة كبيرة و الأعداء يتربّصون بك من كل جانب و أكبر أعدائك الآن هو شعبك نفسه. أنا متضامن معك لأن حكمك الرشيد جعل من سوريا عاصمة الأمويين مجرد صحراء قاحلة يرتع فيها حزب البعث الأوحد الذي أتى على الأخضر و اليابس. أنا متضامن معك أيها الأخ الرئيس لأنك قريب من شعبك أليس في كل حي قد نصّبت ثكنة و عسكرا يحمون « الوطن » من « أبناء الوطن ». أنا متضامن مع حكومتك يا سيادة الرئيس فهي لم تعد تعرف يمينا من شمال و زلزال الإنشقاقات غير بعيد. أنا متضامن و بحزم مع قوات شرطتك و قمعك و هي التي تواجه بشجاعة كل يوم متظاهرين حفاة عراة مسلّحين « بالصراخ و الهتاف » و لكن يبدو أنك ثقيل الإدراك فلم تفهم بعد مطلبهم. أنا متضامن و بحزم مع قوات جيشك التي تركت الحدود آمنة للجيش الإسرائيلي و راحت تسفك دماء الشعب السوري و تقصف المدن بالصواريخ و كأني بها في حرب شعواء. أنا متضامن مع تلفيزيونك البائس و القنوات التي تدور في فلكه لأنها تدور في حلقة مفرغة و تعيد سيناريو سبقنا أن رأيناه في تونس و مصر و ليبيا. أنا متضامن مع برلمانك الذي مازال مصبوغا بلون واحد هو لون النفاق و التزلّف لشخصك فهذا المسخ الذي تسميه زورا برلمان و الذي يجمع تحت قبته أراذل القوم ممن لا يعرفون سوى التصفيق و الهتاف بحياتك لا يمثّلون سوريا و لا الشعب السوري و لا حتى أنفسهم, منذ متى كانت البيادق تتحكم في مصائرها؟ أنا متضامن و بشدة مع صحفييك « البشاريين » الذين يتبرأ منهم و من مقالاتهم حتى القلم الذي يخنقونه بأياديهم الآثمة و يجبرونه على ما كتابة ما لا يرضي أي ضمير. أنا متضامن معك لأن نهايتك إقتربت و ساعة زوال نظامك قد دقّت…مصير الطغاة الذين سقطوا قبلك كان الهروب و السجن و القتل و لا أدري ماذا سيكون مصيرك أنت و لكن يحقّ لي أن أبشّرك يا بشار من الآن أن الشعب سينتصر فتلك سنة الله الخالدة…يقال أنك طبيب عيون و لا أظنّك تحتاج لنظارات المؤتمر من أجل الجمهورية فالرؤية باتت واضحة .للجميع..إنج بجلدك تلك نصيحتي إليك… يسري الساحلي yosri1909@yahoo.fr

<



إن أبرز ما عكسته الثورات العربية اليوم هو هذا الانفصام الواضح بين طبقات الشعب الكادحة و النخب المثقفة –إذا ما استثنينا مجموعة تكاد تعد على الأصابع- فأقامت الدليل المبين على إما على فوقية العلاقة و افتراضيتها بين المثقف و الفئات المظلومة و المهضومة حقوقها في مجتمعه أو على تماس يشوبه النفاق و التملق أو على انعدامها أصلا فبدى هذا الأخير كمن يختلي بنفسه في جزيرة نائية عن هموم أبناء وطنه المقضة و معاناتهم المذلة و لم يستفق إلا على مشاهد أوداجهم تشخب عندما و نياطهم تسيل بالدم.. و المفروض أن المثقف هو ضمير مجتمعه الحي و صوته النابض بالحق و وجدانه الخافق بصرخات البائسين و المفروض أن يكون دوما أول من يفضح واقعا تمرغ فيه كرامة الانسان و تستباح حقوقه فيغدو مناضلا جديا في محاولة تغييره أو التخفيف من وطأة مرارته و يقود أفراد شعبه إلى التمرد على ضراوة الاستبداد و فحش الاستغلال المفطومة عليه أنظمة الحكم و الطبيعي أنه هو أيضا من يدافع عن القيم و المبادئ و يشكل بالنسبة إلى الشعوب مرجعية تستمد منها ثراء الخطاب الانساني المموج بكل المآثر الأخلاقية الرفيعة و المعاني الوجودية السامية من عدل و مساواة و كرامة و حرية.. ينظر إليه المواطن كخط مستقيم لا ينحني و لا يعرج في المواجهة .. ويخشاه الحاكم و ينضي له فنونا من المطاردات و الملاحقات و النفي وصولا إلى ألوان من التعذيب .. و تكون إبداعاته الفكرية و رؤاه و تطلعاته المستقبلية بمجتمعات يسودها الحق منسجمة مع منواله في التعامل مع السلطة و نفوذها بالرغم مما قد تلوح به هذه الاخيرة أيضا من مغريات المال و اجتذابات المناصب بالتوازي مع مسلكها القمعي… لكننا اليوم قد شهدنا فصدا لا مسبوقا للمثقف و دوره عن الحركات الشعبية التي خرجت بعفوية مطلقة في بدايتها المتوهجة قد أشعلها فتيل الظلم و ألهبها نير القهر ما جعله يتململ و يبحث له عن مكان ما.. و تبيان ذلك أن المثقف –إلا من رحم ربي و هم قليل- كان إما غارقا في قضايا غريبة عن واقع مجتمعه و إما مطأطأ رأسه و بإرادته لنظام الحكم بحثا عن مصلحة شخصية و نفع ذاتي موظفا في ذلك ملكاته في المجاملة و مواهبه في المغازلة فيظفر بإيما محاباة و يغنم بالحظوة و التبجيل و إما ملما بقضايا مجتمعه مدركا لها لكنه يرمز فحسب و يتحدث بالإشارات و الهمزات و الغمزات غير قادر على التعبير عنها بجرأة و عمق.. إلا أن الجماهير قد تولت أمرها بنفسها هذه المرة و خرجت لوحدها ظهورها لسياط العذاب و صدورها لرصاص المنية فإذا هو يتخبط في أقواله و يتعثر في مواقفه و يناقض في كثير من الأحيان نفسه و ما كان يدعو إليه الشعوب و يحاول أن يضبط ميزانا يتنبأ من خلاله بأي الكفتين الحكومة أم الشعب سترجح لينتقي في أي مسار سيمشي وفي أي طريق سيمضي فكانت فارقة مؤسفة في غائية وظيفته الاجتماعية الانسانية و هادفية أفكاره و نظرياته التنويرية.. لقد أبانت هذه الثورات و كشفت فعلا ما طوته سجية الكثير من المثقفين من أنانية و تغليب للمصلحة الذاتية و للحسابات القصيرة الضيقة فلاحظ الكثيرون تصدعا في أقوالهم و انشقاقا في ردود أفعالهم و انكماش العديدين في قوقعة معزولة.. إن الضرر الكبير ليس في ما حصل من عفوية هذه الحركات الشعبية و نجوزها عن القيادة النخبوية و لكن في مصيرها و مدى تحقيقها لنتائجها و مما زاد الطين بلة أن هذه النخب إذ حاولت استيعاب الجماهير من جديد سعت إلى أدلجة أهدافها و تسييس أولوياتها و حرفها عن مسارها الصحيح في اتجاه يخدم مآربها و يؤمن مصالحها .. فلا يكفي أن الجماهير كانت هي السباقة في الاندفاع نحو مطالبها الاستعجالية المشروعة و لكن النخب تراخت في تأطيرها التأطير الصحيح و اللازم و فرضت عليها من جديد قيودها الذاتية و فكرها المنزوي عن الأهداف الحقيقية للثورات و تجلت مظاهر ذلك في أكثر من مناسبة باستثارة قضايا فرعية و مجانبة ليس وقتها أو التركيز على الجانب السياسي دون غيره.. إن المجتمعات لترقى بمدى تراص النخبة المثقفة مع الشعب وتخليلها بالقيم و المبادئ و رفع منسوب وعيها الثقافي و المدني و السياسي و تلفيعها برداء المثل الانسانية و الأخلاق النبيلة لكن الواقع اليوم أن المثقف أماط عنه وظيفته التاريخية الجادة و اكتسى رداء التكسب المادي و التفكير النفعي في سياق عصر لا يعترف بسوى النفوذ السياسي لغة و المال سلطة.. و في غياب من يدعم لغة الحق ويكرس سلطة الأخلاق في المجتمعات و هو الدور الذي انسلخ عنه معظم المثقفين في سبيل منافع شخصية ..في غياب استنهاض حقيقي للوعي الجماعي و المسؤولية المشتركة تبنى عليه المجتمعات العقلانية السليمة نتساءل عما إذا كانت الثورات ستحقق فعلا بعضا من طموحاتها و أحلامها ذلك أن الجماهير تحتاج إلى من يعمل على إيواء و ليس احتواء ثوراتها و تكثيف و ليس تغليف أهدافها و تغذية لا تجزئة مدلولاتها القيمية و نتساءل عما إذا كان المثقف في شمس هذه الصحوة الشعبية سوف يصحو للقيام بدوره الحقيقي و الضروري و المنزه عن كل شخصانية تضلله و تنأى به عن رسالته البديعة في الارتقاء بالعقليات و تنقية المدركات من التباس المفاهيم و التعريفات و تضمين حياة الشعوب المبادئ الرفيعة لمنحاها الكوني و الأهداف السامية لوجودها الانساني .. يسرى بن ساسي dc.yosra@live.com

<


اتهمت جهات أمنية بتشويه صورة الحركة 6 أبريل تنفي علاقتها بفتاة الإنترنت العارية.. وعلياء تتراجع: لست عضوة فيها


لندن – كمال قبيسي، القاهرة – مصطفى سليمان
نفت حركة 6 أبريل نفياً قاطعاً انتماء الفتاة علياء ماجدة المهدي إلى الحركة، وقالت الحركة في بيان حصلت « العربية نت » على نسخة منه « بفحص أعضاء الحركة في قوائم العضوية لم نجد اسما للفتاة علياء التي وضعت صورتها عارية على الإنترنت بدعوى الحرية ». بدورها تراجعت علياء المهدي وكتبت على صفحتها بالفيسبوك: « أنا لست ولم أكن في أي وقت عضوة في حركة 6 أبريل ولم أقل بانتمائي إليها وصورتي العارية التقطتها في شقة والداي وليس في شقة شريكي ». وكانت قد كتبت سابقا على الفيسبوك بأنها التقطت بنفسها صورها العارية وهي في شقة شريك لها اسمه عامر، وفيه أيضاً التقطت صوراً للعراة الذين نشرت صورهم في المدونة، ووعدت بنشر المزيد. كما أنها قالت بانتمائها للحركة منذ اليوم الأول لنشرها صورتها التي تحدث عنها عدد كبير من المواقع، وكانت ما تزال تكتب ذلك حتى اليوم الثلاثاء في مدونتها وموقعيها بالفيسبوك والتويتر، إضافة أن صديقها كريم عامر، كتب منذ أيام بانتمائه وانتمائها للحركة.
طارق الخولي: الفتاة عميلة لتشويه حركة 6 أبريل
وقال طارق الخولي المتحدث باسم الحركة لـ »العربية نت »: « ليس من أعضاء الحركة من هم على مثل هذه الصفات الإباحية إطلاقا، وأن هذه الفتاة ليست إلا إحدى عملاء جهاز أمن الدولة السابق « الأمن الوطني » حاليا تم استخدامها لتشويه الحركة وشبابها أمام الرأي العام المصري والعربي بعد النجاحات التي حققتها ومساهماتها في الثورة المصرية، وبعد أن أصبح لها صدى رائعا لدى الجمهور المصري. ولفت طارق الخولي إلى أن عضوية الحركة ليست سهلة من خلال الانضمام لها عبر الإنترنت وتسجيل الأسماء فقط، ولكن هناك إجراءات تسبق قبل قبول أي عضو بالحركة أهمها تقديم طلب عضوية ثم تحديد موعد لمقابلة شخصية للمتقدم يتم بعدها قبول أو رفض المتقدم للعضوية ». وأكد طارق الخولي أن من ثوابت الحركة أنها لا تقبل الملحدين أو أصحاب الأفكار الجانحة تحت مسمى الحرية، فنحن شباب محافظ يرفض مثل هذه الممارسات ونحث أعضاء الحركة دائما على أن يكونوا مثلا وقدوة لغيرهم في الالتزام الأخلاقي ». وأضاف الخولي « بل إنه حتى أثناء المظاهرات نرفض تماما الشعارات البذيئة أو الشتائم ضد المسؤولين خاصة الشرطة، فكيف نقبل عضوية مثل هذه الفتاة ».
 
وكانت فتاة مصرية، تتم الأربعاء 20 سنة من عمرها، نشرت صورة لها وهي عارية بالكامل في مدونتها الخاصة، كما وفي تويتر وفيسبوك، وأعلنت ها ثورة تحررية « أون لاين » بدأ جدار الحياء العربي يتصدع بسببها، مع إعلان عربيات أخريات عن النية بنشر صورهن وهن عاريات أيضاً. والصورة المستمرة إلى الآن، في المواقع الثلاثة إضافة إلى يوتيوب، هي للمدونة علياء ماجدة المهدي، التي ما إن مرت دقائق على نشر صورتها في الإنترنت يوم الأحد الماضي حتى تزاحم عليها كوكتيل من عشرات آلاف الغاضبين والفضوليين والمشجعين وغير المصدقين ممن كتبوا تعليقات بالعربية وغيرها من اللغات الحية، عكست ما يبدو أنهم ما يروه لأول مرة من فتاة عربية. وقد كتبت « العربية.نت » رسالة قصيرة لعلياء في موقعها بالفيسبوك لتعلمها عن رغبتها بالتحدث إليها حول الصورة التي « نظر » فيها حتى فجر اليوم الثلاثاء أكثر من 250 ألف مشاهد، إلا أن صاحبتها لم ترد على الرسالة، في إعلان منها ربما لعدم رغبتها بالتحدث عن موضوعها وتركه غامضاً يأتي بالمندهشين والفضوليين. وتبدأ علياء مدونتها التي سمتها « مذكرات ثائرة » بصورتها الكبيرة وتحتها كتبت مستبقة أي انتقاد: « حاكموا الموديلز (العارضات أجسادهن أمام الرسامين) العراة الذين عملوا في كلية الفنون الجميلة حتى أوائل السبعينات وأخفوا كتب الفن وكسروا التماثيل العارية الأثرية، ثم اخلعوا ملابسكم و انظروا إلى أنفسكم في المرآة واحرقوا أجسادكم التي تحتقروها لتتخلصوا من عقدكم الجنسية إلى الأبد قبل أن توجهوا لي إهاناتكم العنصرية أو تنكروا حريتي في التعبير ». وتحت عباراتها نشرت صورة لشاب، يبدو أنه مصري أيضاً، وهو جالس وعار بالكامل يمسك بقيثارة، إضافة إلى لوحة لرسام اسمه فادي موريس، وهي لجسد فتاة عارية، ثم صور ورسومات لأجساد فتيات عاريات، أهمها الرئيسية وقد كررتها 3 مرات، وفي إحداها وضعت على فمها شريطاً لاصقاً، وآخر على عينيها علامة. أما الثالث، والمفترض أن يكون على أذنيها، فوضعته في الصورة على مكان آخر. وهناك 238 تعليقاً حتى الآن على محتويات الصفحة التي سمتها « فن عاري » في مدونتها، علماً أن 114 شخصاً فقط هم أعضاء فيها. أما عدد الزائرين للمدونة، وهم من جميع الدول العربية ومن الخارج، فتراهم يزدادون 3 أشخاص كل ثانيتين كمعدل. والمنتقدون لعلياء أكثر إجمالاً من مؤيديها. لكن الغريب أن المؤيدات أكثر من المنتقدات، وبعضهن وعدن بنشر صورهن « عندما يحين الظرف المناسب »، بحسب ما قالت إحداهن، وهي سورية مقيمة في ألمانيا. علياء: الصورة في شقة شريكي أما المعلقون في تويتر وفيسبوك على ما أقدمت عليه فهم بالآلاف ويزدادون 3 أو 4 معلقين في الثانية الواحدة كمعدل، ولم يجدوا حلاً لاستيعاب جميع التعليقات إلا بفتح « هاش تاغ » خاص بها وبصورتها سموه #NudePhotoRevolutionary على تويتر، إضافة إلى صفحة خاصة بها على فيسبوك. في تلك الصفحة تروي علياء أنها كتبت في حسابها ب »تويتر » حين نشرت فيه صورتها العارية بأنها فعلت ذلك « كتعبير عن حريتي » على حد تعبيرها. وترد عليها معجبة اسمها Sal Okail بالفيسبوك، فتحييها قائلة chapeau ya alia أي « أرفع لك القبعة » كتعبير عن تأييد ما أقدمت عليه، لذلك فالإنترنت قد تكتظ عما قريب بصور العشرات من أمثال علياء. أما « حركة شباب 6 أبريل » فنفت عبر صفحتها على الفيسبوك اليوم الثلاثاء ما سمته « أكاذيب على وجود عضوة فى الحركه تنشر صوراً لها عارية، وهى المدعوة علياء ماجدة المهدي » مؤكدة أن علياء « ليست ولم تكن يوما عضوة في الحركة » بحسب ما ورد في نفيها.

ورد خطأ بالمقال السابق و إليكم المقال مصحّحا مع الإعتذار برلسكوني إيطاليا و البرلسكونيون العرب

أعلن رئيس الوزراء الإيطالي ليلة السبت 12 نوفمبر إستقالته من منصبه كرئيس للوزراء وهو ما خلّف إرتياحا واسعا في صفوف الشعب الإيطالي الذي خرج ليعبّر عن سعادته برحيل رجل عرف بفضائحه و تجاوزاته الأخلاقية أكثر مما عرف بكفاءته المهنية. رحل برلسكوني في صمت و دون أن تسفك قطرة دم إيطالية واحدة في حين كان يجب أن يسقط (لكنه سقوط نحو الأعلى) أكثر من 300 شهيد في تونس و 400 في مصر و 30 ألف في ليبيا و لا ندري كم من أرواح بريئة ستكلّف سوريا و اليمن لنرى حكامنا يرحلون هم أيضا غير مأسوف عليهم تلاحقهم لعنات الله و الشعب و التاريخ. بقطع النظر عن الأسباب التي أدّت لرحيل برلسكوني و أهمّها إختياراته الإقتصادية الفاشلة التي كلّفت إيطاليا خسائر فادحة و جعلت الشعب الإيطالي « يريد إسقاط رئيس الوزراء » فإن النقطة البارزة التي لا ينبغي المرور عليها مرور الكرام هي أن ما يفصل الدول العربية عن الدول الغربية ليس البحر و البر و الحدود و لكن الحرية و التداول السلمي على المناصب (العادية و السامية على السواء) و أهم من كلّ ذلك إحترام القانون و علويته. تحضرني هنا حادثة وقعت في بريطانيا إبان الحرب العالمية الثانية حينما وقع تحويل أحد المناطق إلى قاعدة جوية عسكرية و كان مجاورا لمنزل أحد المواطنين مما تسبّب في إقلاق راحته و إزعاجه فقام باللجوء إلى القضاء الذي أمر بإخلاء القاعدة العسكرية و هنا رفع الأمر إلى ونستون تشرشل بإعتبار أن البلاد في حالة حرب فما كان منه إلا أن قال : » لأن تخسر بريطانيا الحرب خير عندي من أن يعطّل فيها تنفيذ حكم قضائي واحد ». هكذا كان قادة أوروبا يفكّرون و يصوغون مستقبل بلدانهم في إطار من الخضوع الكامل للقانون أما البلدان العربية فكانت تغرق في أوحال الإستبداد وصار القانون مجرّد خرقة بالية لا يعيره أحد إهتماما و لا يستعمل إلا كسلاح ضد المعارضين و المفكّرين الأحرار و المخالفين. لقد إبتليت الدول العربية بحكام فصّلوا القانون على مقاسهم بما يرضي شهواتهم و رغباتهم و جعلوا من القضاء وسيلة لإرهاب خصومهم و صار القضاة مجرد دمى بأيديهم يخضعون خضوعا كاملا لسلطانهم و ليس لسلطان الحق و الأمثلة هنا أكثر من أن تعدّ و تحصر. و نحن في سنة 2011 لم نر أوروبا تحيد كثيرا عن الخطّ الذي رسمه لها الآباء المؤسّسون و لعلّ رحيل برلسكوني يعتبر هنا خير دليل إذا ما قارنّاه برحيل أي زعيم عربي خاصة خلال هذا العام الذي شهد سقوط ثلاثة أصنام في إنتظار البقية.في ممالك العرب لا يرحل الزعيم إلا بفعل ملك الموت أو بالقهر بإنقلاب أو إغتيال أما التداول على المنصب الأسمى في الدولة فأن تطير الرؤوس أهون عند حكامنا من أن تطير التيجان. على خلاف ما عندنا لم يكن هذا واقع الحال في إيطاليا فقد كان صوت المعارضة الإيطالية مسموعا و كانت الصحف و القنوات التلفيزيونية و الإذاعية مفتوحة للمعارضين ليعبّروا و يحتجّوا و يقدّموا رؤى و تصورات مختلفة عن تلك التي يقدّمها الحزب الحاكم.لم نر أو نسمع بمعارض إيطالي إعتقل أو زجّ به في السجون أو إختطفه البوليس السياسي الإيطالي, لم نر معارضا منفيّا عن التراب الإيطالي يتكلّم من باريس أو من واشنطن. لم يخرج علينا « برهان بسيّس » إيطالي ليمدح برلسكوني و يثني على خياراته آناء الليل و أطراف النهار. لم يعقد البرلمان الإيطالي جلسة ليؤكد من خلالها أن إيطاليا ملتفّة حول شخص برلسكوني و تعتزّ بالإنجازات التي حقّقها و تثمن عاليا المكتسبات التي وقعت في عهده.لم تخرج علينا وزارة الداخلية الإيطالية ببيانات تتهم من خلالها عناصر إرهابية بإشاعة الفوضى و عصابات ملثمة بالتخريب. لم تقم الداخلية الإيطالية كذلك بحجب المواقع في الإنترنت و لا بحملات مداهمة و إعتقال لأي مواطن إيطالي فقط لأنه طالب برحيل برلسكوني كما أنها لم تقمع بكل شراسة و وحشية المظاهرات السلمية التي خرجت للإحتجاج على تردّي الأوضاع المعيشية و لم تطلق رصاصة واحدة ولو مطاطية أثناء المظاهرات. لم يقم الجيش الإيطالي بالنزول إلى الشوارع و محاصرة المدن و لم تقصف روما بالطائرات و لم تدخل المدرّعات ميلانو و جنوة و لم تصبح تورينو مدينة أشباح و لم تشهد المعابر الحدودية مع فرنسا و سويسرا تشييد مخيمات للاجئين الإيطاليين. لم نر أيضا أي صحيفة إيطالية تتهجم على قناة « أورونيوز » مثلا و تتهمها بإستغلال « حوادث معزولة و حالات إجتماعية » لإثارة الفتنة و البلبلة في إيطاليا و لم تخرج علينا الجمعيات الإيطالية بأي بيان يستنكر الحملة على رئيس الوزراء الإيطالي. لم يعقد كذلك الإتحاد الأوروبي جلسة لبحث « تجميد عضوية إيطاليا » لإنتهاكها حقوق الإنسان و لم يشر أحد لا من قريب و لا من بعيد إلى تدخل حلف الناتو كل ما في الأمر هو أن الإتحاد الأوروبي ظل يعقد الإجتماع تلو الإجتماع للبحث عن حلول إقتصادية لإنقاذ إيطاليا و اليونان لأن أوروبا و ليس العالم الإسلامي من ينطبق عليه الحديث الشريف  » المسلمون كالجسد الواحد إذا تداعى منه عضو تداعى له الآخرون بالسهر و الحمى », نحن لم نحرّك ساكنا أمام المجاعة التي أصابت إخواننا في الصومال و لا في غيرها من المصائب التي ألمّت بأمة الهلال في حين أن الأوروبيون هم بالفعل جسد واحد و إن كان لهم ألف لسان. نحن لم نر أي من السيناريوهات الفاشلة و المسرحيات السيئة الإخراج و التمثيل التي يقدّمها لنا كل حاكم عربي إنتهت مدة صلاحيته و حان وقت رحيله… لا أحسب أن برلسكوني خرج سعيدا من مقر رئاسة الوزراء و أكيد أن نفسه كانت تتوق للبقاء مزيدا من الوقت و لكن القانون كان هو الفيصل بينه و بين الإيطاليين فحمل أمتعته و عاد مواطنا إيطاليا عاديا ليس متهما بإرتكاب جرائم حرب و لا يلاحقه الإنتربول و لا محكمة الجنايات الدولية. ربما يحقّ لنا هنا فعلا أن نقول أن إيطاليا ليست تونس و مصر و ليبيا و سوريا… يسري الساحلي yosri1909@yahoo.fr

<


الثورة المضادة: ثورة أمريكية شاملة وحرب ناعمة على الإسلام بأموال وأبناء المسلمين! الكشف عن ملامح الجانب الأمريكي السعودي من شبكة الإلتفاف على الثورة!


بقلم خالد زروان « هذا سوف يدشن أعظم ثورة منذ نزول القرآن منذ ألفية ونصف تقريباً. وهذا بدوره سوف يساعد الأمريكيين على إطلاق ما أسماه الرئيس رونالد ريغان « الثورة الأمريكية الثانية » من أجل إكمال الثورة الأولى. » (1) روبارت كرين (2) – جوان 2005 مصمم الثورة الأمريكية المضادة التي تحصل في تونس اليوم وفي البلاد العربية! 1- المقدمة لقد كان إنحسار المشروع العلماني على النمط الفرنسي في تونس محسوساً ظاهراً للعيان منذ هروب بن علي وتعبير الناس بدون رقابة عن آرائهم. وأصبح اليوم لفرنسا أيتام لا عزاء لهم أمام ميل الناس المحسوس الظاهر للإسلام ونظامه. وفي نفس الوقت فإن النظام اللاشرعي والهيئات اللاشرعية، ومن ورائهم الغرب بطم طميمه وأنظمة المنطقة التي ترتعد فرائصها من إمكانية صعود الإسلام للحكم، قد دفعوا الناس من خلال مسار إنتخابي إلتفافي على إرادتهم -قانون الإنتخابات مع التدليس الإعلامي- إلى التصويت على خيارات علمانية! وأدلى 46% فقط من الناس بأصواتهم -عكس تطبيل الإعلام- وأعطى معظمهم اصواتهم لمن ظنوا أنه قد يكون أقل بعداً عن الإسلام. وقد ظهرت الكثير من الدلائل والوثائق التي تشير إلى إتصالات حركة النهضة منذ مطلع العشرية الفائتة مع الإدارة الأمريكية خصوصاً. الشيء الذي ألقى لأنظمة المنطقة ولإعلامها بحبل إلتقفته من أجل التشكيك، ليس في المسار الإلتفافي على الثورة والقائمين عليه والمشاركين فيه من مثل حركة النهضة وحسب، وإنما مصلحة الأنظمة اقتضت التشكيك في ثورة شعبية عفوية برمتها، أملاً في إتقاء ثورة الشعب الذي يرزح تحت نيرها أو أملاً في إخماد ثورة هي أصلاً مشتعلة. فمن الذي يقف وراء حركة النهضة؟ وما هو مشروعهم؟ وماهو امتداده؟ وقبل أن ندخل في صلب الموضوع، نريد أن نشير بصفة لا تدعو مجالاً للشك إلى أن المشروع الأمريكي الذي بدأ العمل فيه منذ بداية التسعينات والمجهودات التي تبعته من أجل دعم الديمقراطية في « الشرق الأوسط » أي بلادنا الإسلامية، كانت قد وصلت إلى طريق مسدود عندما أشعل محمد البوعزيزي النار في جسده وإنطلقت شرارة الثورة في تونس. فمسار الحروب الأمريكية والصدام العسكري من أجل فرض الديمقراطية قد فشل فشلاً ذريعا وزاد من بغض المسلمين للولايات المتحدة. كذلك فإن الجمعيات المفرخة من المشروع الأمريكي والتي تأخذ تمويلات من الإدارة الأمريكية -DRL- ومن صندوق دعم الديمقراطية -NED- لم يكن لها وجود ولا أثر يذكر في الإحتجاجات قبل وحتى بعد هروب بن علي لبعض من الوقت. والشعارات المرفوعة إبتداءً في تونس كانت كلها من أجل عيش كريم وكرامة ولم يكن هناك شعار واحد يدعو إلى ديمقراطية ولا إلى حريات ولا إلى نظام رأسمالي وسوق حرة، التي كانت كلها من أسباب إنفجار بركان غضب الشعب على النظام والمنظومة والقائمين عليها! وإنما كان هذا المشروع الأمريكي كعجلة إحتياط وكان أقرب ما تحت يد الإدارة الأمريكية من أجل التحكم في ديناميكية الثورة والحد من نوعيتها وتوجيهها إلى تحقيق أهداف الإدارة الأمريكية بدل تحقيق ذاتها ومباديء الشعب الذي قام بها. ونظراً للمجهودات السابقة للإدارة الأمريكية في المنطقة عموماً، فإنها لم تفعل غير تحريك شبكاتها التي لم يكن لها وجود ولا أثر في الثورة نظراً لانبتات طبائع أعمالهم وأفكارهم عن عمق هوية الشعب ومبدئه . فحتى نكون واضحين: هناك ثورة شعب يريد تحقيق عيش كريم وعزة وكرامة وذلك بفرض ارادته النابعة من أعماقه ومن هويته الإسلامية. وهناك ثورة مضادة تعمل على: 1/ افشال تطلعات الشعب في العيش الكريم والعزة والكرامة وتريد اعادته إلى بيت الطاعة الأجنبية وتعمل على أن لا يحصل تغيير جذري يهدد أنظمة المنطقة والمنظومة الرأسمالية برمتها 2/ جعل سقف لإرادة الشعب وخطوط حمراء لها لا يجوز له أن يتجاوزها. وفي أطار الثورة المضادة يندرج المشروع الغربي عموماً في تونس والمنطقة، متحالفين في ذلك مع حركات وأحزاب وشخصيات ومع أنظمة المنطقة. ولا يفوتنا هنا كذلك قبل أن ندخل في صلب الموضوع أن نذكر بكتيبين صغيرين حجماً ولكنهما قيمين من حيث المضمون ونقاء ووضوح الرؤية السياسية، صدرا أواسط التسعينات من القرن الماضي: كتيب (3) « الحملة الأمريكية للقضاء على الإسلام » الذي أصدره ووزعه حزب التحرير سنة 1996 وكتيب (4) « مفاهيم خطرة لضرب الإسلام وتركيز الحضارة الغربية » الذي أصدره ووزعه حزب التحرير سنة 1998 وسوف تفهمون بعد إكمال قراءة هذا المقال أن حزب التحرير كان بالمرصاد لما تخطط له الادارة الأمريكة منذ بدأ التفكير فيه وفضحه للأمة من أجل أن تتقيه. وهذا لعمري إنه لمن الإبداع في التفكير والعمل السياسيين وقمة في الصدق وفي وضوح الأفكار والرؤية السياسية.وبرهان على ريادة هذا الحزب والرائد لا يخذل أهله. 2- لماذا هذا المقال؟ يوم 5 نوفمبر 2011 ، صرح ويليام تايلور منسق الولايات المتحدة للتحولات في الشرق الأوسط، لوكالة الصحافة الفرنسية أن الولايات المتحدة ستكون « مرتاحة/ راضية » لفوز حركة الإخوان المسلمين بالإنتخابات المصرية. وأكد ان الولايات المتحدة سوف تحكم على الأحزاب المنتخبة في الشرق الأوسط استنادا « على أفعالهم ، وليس على اسمائهم »! واضاف انه لم يجتمع مع مسؤولي جماعة الاخوان المسلمين في زيارته الأخيرة إلى القاهرة ولكنه مستعد لذلك متى اتيحت الفرصة. وقال أن ما يسمى ثورات الربيع العربي ورغبة إجراء انتخابات ديمقراطية يخلق بيئة تكون فيها جماعات مثل جماعة الإخوان المسلمين قادرة على إستئصال الجماعات الارهابية ! (5) في مقال بداية سنة 2010 تحت عنوان « الخيبة والخسران لمن وثق فحص الإسلام من خلال منظار الأمريكان »(6) بقلم خالد زروان، كانت لنا مقدمة جاء فيها: « تشتد الحرب الثقافية تعقيداً خصوصاً مع تجنيد الأعداء لكثير من أبناء الأمة المستغفلين أو المضبوعين في مجهوداته الحربية. فأمريكا تحارب الإسلام، بأبناء الإسلام، وبأموال المسلمين، ولقد صدق الله وعده رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم عندما سأله فأجابه: « يَا مُحَمَّدُ اِنِّي اِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَاِنَّهُ لاَ يُرَدُّ وَاِنِّي اَعْطَيْتُكَ لاُمَّتِكَ اَنْ لاَ اُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ وَاَنْ لاَ اُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى اَنْفُسِهِمْيَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِاَقْطَارِهَا – اَوْ قَالَ مَنْ بَيْنَ اَقْطَارِهَا – حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا  » صحيح مسلم – كتاب الفتن وأشراط الساعة » انتهى. اليوم وبعد إنطلاق ثورة عفوية لشعب مظلوم نهاية 2010، وتكالب محاولات الغرب وأنظمة المنطقة وأحزابها المرتبطة بالأجنبي للإلتفاف عليها منذ هروب بن علي، نجد أنفسنا مجبرين على العودة إلى نفس الموضوع. موضوع محاربة عودة الإسلام إلى الحكم والدولة. حرب على الإسلام بأبناء الإسلام، وبأموال المسلمين. هذه المرة ليس فقط لكشف مؤسسات فكرية ثقافية مرتبطة بالجهد الفكري الثقافي في الحرب الناعمة على الإسلام، ولكن، وبعد أن قفز مشروع الأمريكان المعروف تحت عنوان « الإسلام المعتدل » فجأة، كجواب للإدارة الأمريكية على إنطلاق شرارة الثورة المفاجئة في تونس من مرحلة الإنسداد والعجز الفكري قبل إنطلاق الثورة إلى مرحلة تنفيذ سياسي مرتجل -نظراً لفجاءة الثورة- في إطار مشروع سياسي متكامل بدأت ملامحه الفكرية تبرز منذ سنة 1993, فإن هذا المقال نحاول أن نكشف فيه بجلاء، ملامح المشروع الأمريكي، حقيقته، من يقوم عليه وامتداده. كشف موثق لدقائق شبكة تمر إلى التجسيم السياسي لأهدافها وهي تعود في أصلها إلى إلتقاء شيوخ معممين وبعض من النخبة ذوو التوجه القومي الإسلامي من الذين قد يثق فيهم كثير من الناس، مع مستشارين للإدارة الأمريكية أواسط التسعينات، على مشروع مشترك بينهم. ونود الإشارة إلى أننا نقوم بهذا العمل تبرئة للذمة أمام الحسيب الرقيب ثم أمام امتنا وشعبنا حتى يعوا على حقيقة ما يحاك بثورتهم وما يراد بهم، عسى أن تجتمع القلوب على الوعي على هذه الثورة المضادة ولفظها لفظ النواة وتعتصم بحبل الله المتين وتمكن لدينه في الأرض بإقامة شرعه ونظامه في دولة الإسلام دولة الخلافة. 3- مركز الوليد بن طلال للتفاهم الإسلامي المسيحي – جامعة جورج تاون بواشنطن تأسس مركز التفاهم الإسلامي المسيحي (CMCU) سنة 1993 في جامعة جورج تاون الأمريكية. وفي سنة 2005 تلقى المركز معونة قدرها 20 مليون دولار من الوليد بن طلال -من عائلة آل سعود متملكة جزيرة العرب- الذي سبق أن قدم شيكاً ب10 ملايين دولار لعمدة مدينة نيويورك اثر هجمات 11 سبتمبر 2001 ولكنه لم يقبل منه! وأصبح المركز يحمل إسم مركز الوليد بن طلال للتفاهم الإسلامي المسيحي وأضافوا حرف (A) رمزاً لأسم الوليد لمختصر إسمه فأصبح ACMCU.(7)). ويقوم على هذا المجلس أساساً منذ تأسيسه الدكتور جون اسبوزيتو باحث في الإسلام في جامعة جورج تاون ومستشار الإدارة الأمريكية وكما سيتضح لاحقاً عضو مؤسس ل »حلقة الأصالة والتقدم » وسط 1997 ومؤسس مركز دراسة الإسلام والديمقراطية نهاية سنة 1997 الذين سنعرف بهما تالياً. 4- الشبكة الرئيسية « حلقة الأصالة والتقدم »: مشروع إنقاذ حضارة غربية محتضرة وتمييع حضارة إسلامية عائدة. أواسط سنة 1997 إلتقت مجموعة من كبار المستشارين والمفكرين الأمريكيين مع بعض رموز التيار الإسلامي في البلاد العربية وأعلنوا اثرها عن تأسيس « حلقة الأصالة والتقدم » « Circle oF Tradition and Progress » « COTP » (8). والمجموعة المؤسسة هي: الدكتور كمال أبو المجد (مصر)- الدكتور طه جابر العلواني (فرجينيا)- الدكتور محمد عمارة (مصر)- الدكتور طارق البشري (مصر)- الدكتور دافيد ب. بوريلي (انديانا)- الدكرور شارل بوتروورث (واشنطن)- الدكتور لويس كنتوري (ماريلاند)- الدكتور جون لويس ايسبوزيتو (واشنطن) – الشيخ راشد الغنوشي (تونس) – عادل حسين (مصر)- فهمي الهويدي (مصر)- الدكتور ليونارد ب. لدجيو (واشنطن)- الدكتور عبد الوهاب المسيري (مصر)- الدكتور بشير نافع (المملكة المتحدة)- الشيخ يوسف القرضاوي (قطر)- منير شفيق (الأردن)- الدكتور أنتوني سيوليفان (ميتشيغان)- الدكتور جون فول (واشنطن) قائمة الأسماء باللاتينية: Dr. Kamal Abu al Majd (Egypt)- Dr. Taha Jabir Alwani (Virginia) – Dr. Mohammad Amara (Egypt)- Tariq al Bishri (Egypt)- Dr.- David B. Burrelli (Indiana)- Dr. Charles Butterworth (Washington DC)- Dr. Louis Cantori (Maryland)- Dr. John L. Esposito (Washington DC)- Sheikh Rashid al Ghannoushi (Tunisia)- Adel Hussein (Egypt)- Fahmi Huweidi (Egypt)- Dr. Leonard P.- Liggio Washington DC)- Dr. Abdelwahab al Massiri (Egypt)- Dr. Basher Nafi (United Kingdom)- Sheikh Yousuf al Qaradawi (Qatar- Munir Shafiq (Jordon)- Dr. Antony Sullivan (Michigan)- Dr. John Voll (Washington DC) المشروع الملتقى عليه هو مشروع شمولي الهدف منه إصلاح النظام الرأسمالي والحضارة الغربية بصفة عامة وإدماج الحضارة الإسلامية فيها. وهذا ما جاء في إعلان نوايا الحلقة: « يحق للمشروع الحداثي النابع أساساً من عصر التنوير الأوروبي، أن يزعم تحقيق انجازات كبيرة في الميادين التقنية والسياسية الإجتماعية. ولكن الكثيرين في شتى أنحاء العالم قد لمسوا النتائج الهدامة التي احدثتها الحداثة: طغيان المادية، إنحطاط الأخلاق، إختلال شامل لميزان التنمية، تدمير العائلة والمجتمع وتراجع المعتقدات الدينية. هناك حرص مغرور وسخيف في المشروع الحداثي، بأن تحقيق الذات الإنسانية يمكن تحقيقها فقط على أسس مادية وإعتقاد في الإستقلالية المطلقة لإدراك الإنسان وقدرته المفترضة على إبتكار منظوماته الأخلاقية والثقافية بمعزل عن أي إعتقاد في شيء أسمى منه. المشروع الحداثي، الصادر عن زعم ضحل بعقلانية متحللة من كل القيم، قد أصبح يمثل تهديداً للحياة نفسها. حلقة الأصالة والتقدم قد تم انشاؤها من أجل تشجيع وتطوير الحوار والنقاش والبحوث العلمية بين أكادميين وشخصيات عامة ملتزمون بالمحافظة على القيم الدينية والتقليدية وتحقيق التقدم في العالم الإسلامي، في الغرب وفي كل مكان. سوف يكون هناك تركيز خاص على مواجهة الإفراط في الحداثة، مع ايلاء إهتمام خاص بنقد التجربة المادية، السلوكية والعلمانية الأصولية المعاصرة. كل أنشطة الحلقة سوف تكون ذات طبيعة بحثية فكرية. الحلقة سوف لن تنخرط في الدعوة لأي نوع محدد من السياسات العامة. من ضمن أشياء أخرى كثيرة، سوف تشمل هذه الجهود تشجيعاً على الشمولية سواءً في الفرد أو المجتمع. الشمولية الإجتماعية التي نبحث عنها سوف تشمل حكومة مسؤولة وديمقراطية، حرية الفرد الأساسية وحقوق الإنسان ونظاماً إقتصادياً يكون حراً وإنسانياً. الذي نهدف إليه هو إنشاء توازن بين الروحي والمادي وإستعادة الذي يسمى ب »الأشياء الدائمة » لفترتنا. وبصفة أوسع، تهدف الحلقة إلى تشجيع النشاطات الفكرية المصممة من أجل إصلاح القطيعة المعاصرة بين الإقتصاد والأخلاق، بين العقل والدين وبين الإنسان والله. وقبل كل شيء، نأمل في تشجيع تفاهم أكبر بين الأديان وفي المساهمة في الإصلاح بين الشعوب وفي تعاون دولي. نحن نؤمن بالقيم الغير قابلة للتغيير والتي تجلت في تعاليم جميع الأنبياء -عليهم السلام- وفي حضارات عظيمة على مر العصور. نعتقد كذلك في سمو الله وحاجة الإنسان للتوجيه الإلاهي واستمرارية أهمية الديانات النبوية للمسلمين واليهود والمسيحيين. تعهد الإصلاح كان دائماً في قلب المشروع الإسلامي كما هو متداول في أعمال علماء وباحثين من أمثال الغزالي، إبن تيمية ، جمال الدين الأفغاني، محمد عبده، رشيد رضا، محمد إقبال، باقر الصدر ومالك بن نبي. كل هؤلاء المصلحين الكبار حاولوا حل المشاكل الناجمة عن الخلل المتكرر بين سعي الإنسان لتحقيق حاجاته الدنوية ورخائه المادي من جهة وبين حقيقة الله والأولوية القصوى للمسائل الروحية، من جهة أخرى. نعتبر أن حلقة الأصالة والتقدم، مبادرة جديدة في هذا المشروع الطويل واللانهائي للإصلاح. تماماً كما كانت هناك ضرورة إسلامية دائمة للإصلاح، كان هناك أيضاً دائماً بحث غربي عن الله وعن سبل الحفاظ على التراث الثقافي. الإعتقاد في قانون طبيعي متجذر في الدين وإعتراف بأهمية المزاعم من الماضي كانت سمة مميزة للفكر الغربي على الأقل منذ توماس آكويناس -توما الأكويني- Thomas Aquinas. في العصور المتأخرة، تجلت هذه الضرورة الدينية الغربية والتقاليدية نفسها في أعمال مفكرين مثل: إدموند بروك – Edmond Burke- ، إيريك فويلين -Eric Voegslin-، روسال كيرك -Russel Kirk- وجيرهارد نيامير -Gerhart Niemeyer. جميعاً، نعتقد أن الدافع الإسلامي للأصلاح والسعي الغربي للفهم الديني توفر أساساً متيناً لمساعينا المشتركة. نحن ندعم سير العلاقات الدولية على أساس احترام جميع الحضارات في العالم. نحن نعارض كل المحاولات الرامية إلى تصدير أو فرض نظم ثقافية، دعم الأنظمة الديكتاتورية، أو عرقلة التحولات الديمقراطية. إننا مقتنعون بأن محاولات إعادة اختراع الحرب الباردة مع المسلمين المستهدفين بصفتهم أعداء للغرب، أو تحديد الغرب كعدو لدود للإسلام، هي مؤسفة ويجب تجنبها. نحن متحدون في اعتقادنا بأن كل مثل هذه الصيغ المانوية سوف تعوق التعاون بين المسلمين والغرب، ومن المرجح على مر الزمن أن يكون له أثر سلبي كبير على كل من الاستقرار الدولي والسلام العالمي. » إنتهى نص إعلان النوايا « حلقة الأصالة والتقدم » التي أسستها الشخصيات المذكورة أعلاه ومنها الغنوشي والقرضاوي ومستشارون للإدارة الأمريكية. ويضيف انطوني سوليفان أحد المؤسسين في مقال له في جانفي 2001 في موقع ميديا مونيتورز (9) حول أهداف الحلقة بقوله « الهدف الذي ترمي إليه الحلقة من خلال البحث والمؤتمرات والنشرات هو إعادة ادماج الإسلام المتوسطي والعربي في محيط العالم الغربي الذي مثل طويلاً جزءًا هاماً منه. هدف الحلقة هو تحقيق هذا في إطار عوامل المحافظة الثقافية، حاكمية ديمقراطية وحرية فردية » إنتهى. وكما هو ملاحظ فإن الإشكال المطروح على الحلقة لحله هو اشكال أنتجته الحضارة الغربية وهدف الحلقة هو إنقاذ الحضارة الغربية من الإندثار وذلك بتطعيمها بقيم ومباديء نابعة من الأديان والحضارات وخصوصاً. يسمونها أرضية مشتركة تمكنهم في نفس الوقت من احتواء المسلمين في إطار نظام عالمي غير نظام الإسلام نظام دولة الخلافة الصاعدة. فكان هذا الإعلان بمثابة إعلان ميلاد دين جديد يصلح النظام الرأسمالي ويطيل في عمره. وهذا الدين، ليس من الإسلام في شيء وإن وجدنا مسلمين كالقرضاوي والغنوشي وعمارة والمسيري وغيرهم من ضمن مؤسسيه! وقد مر نشاط الحلقة منذ سنة 1997 بفترات نشاط وفتور حسب الظروف الدولية. وقد قامت ببعض من المؤتمرات العلنية في أمريكا ولندن. ولكن المشروع كان يتقدم على قدم وساق ولم يتوقف لحظة وكان يتخمر وتزداد خلاياه إنتشاراً خصوصاً بين مسلمي الغرب وخصوصاً مسلمي أمريكا وبريطانيا ويزداد إنتشاره ظهوراً في البلاد العربية خصوصاً منذ سنة 2005. والهدف هو إنشاء مرجعية فكرية للمسلمين قائمة على الأرضية المشتركة مع الأديان الأخرى. ويوم 29 جانفي سنة 2010 إلتقى العديد من المؤسسين منهم طوني سيوليفان وهو من مؤسسي الحلقة ومسؤول برامج المتوسط والشرق الأدنى في صندوق الدراسات الأمريكية بواشنطن، في ما يسمى « المعهد العالمي للفكر الإسلامي » -IIIT- بفرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، من أجل إحياء الحلقة وإنعاشها (10). وتم الإتفاق على ذلك. والمعهد، أحد مؤسسيه هو طه جابر العلواني أحد أعضاء الحلقة وهو على ملك شركات مجموعة صفاء المملوكة له. وتضم المجموعة مجلس الفقه لشمال أمريكا -FIQH- الذي يرأسه وتضم المعهد العالي للعلوم الإسلامية والإجتماعية -GSISS-. وطه جابر العلواني هو رئيس جامعة قرطبة الإسلامية التي يعمل فيها لويس كانتوري أحد أعضاء الحلقة وأحد مؤسسي مركز دراسة الإسلام والديمقراطية -CSID-، مديراً! لويس كانتوري -Louis CANTORI-، مسيحي (9)، عمل مستشاراً للخارجية الأمريكية ودرس في العديد من الأكاديميات العسكرية الأمريكية -توفي سنة 2008-. ويوم 12 نوفمبر الجاري 2011, اجرت صحيفة « الأحرار » لقاءً مستفيضاً مع راشد الغنوشي، وفي تقديمه تأكيد لإمتداد نشاط هذه الحلقة إلى حدود اليوم: « أحد مؤسسي حلقة الأصالة والتقدم، التي تعنى بالحوار الإسلامي المسيحي، والتي تضم عددا من كبار المفكرين الإسلاميين والأوروبيين والأمريكيين. »(11) مما يوحي بأن الحلقة حية ونشطة بعد قرار تنشيطها في جانفي 2010. 5- مركز دراسة الإسلام والديمقراطية -CSID- أو كما يحلو لمؤسيسيه تسميته « مداد »، ونسميه « مضاد »، أي مضاد لثورة الشعب! وفي اواخر سنة 1997 تم انشاء مركز دراسة الإسلام والديمقراطية -CSID-. وقد قام على انشائه خصوصاً جون اسبوزيتو مدير مركز الوليد بن طلال للحوار الإسلامي المسيحي بجامعة جورج واشنطن الذي كان يشغل في بداية التسعينات مستشاراً لدى وزارة الخارجية الأمريكية وكانت له علاقات وثيقة بجماعة الإخوان المسلمين -من ابرزهم طه جابر العلواني- وحماس -أحمد يوسف-. ولعب لويس كانتوري أيضاً دوران بارزاً في إنشاء المركز. يشار إلى أن لويس كانتوري كان « مستشاراً » لأحمد يوسف لمدة طويلة. وكان رضوان المصمودي من ضمن مجلس الإدارة. ومهمة المركز كما يشير على صفحته على الأنترنات هي: « إنتاج بحوث توضح إلى أي مدى تكون هذه المبادئ الغربية حلالا (جائزة) من وجهة النظر الإسلامية (أي، استنادا إلى القرآن وأقوال الرسول الكريم محمد (ص)، والمكونات الأساسية الأخرى من التقاليد الإسلامية) على أمل أن يؤدي ذلك إلى نشر المعرفة في المجتمع مسلم وأفضل تجهيز للتعامل مع تحديات اليوم. » وتمويل المركز من مجهودات مركز الوليد بن طلال ومن كتابة الدولة لحقوق الإنسان والشغل -DRL- في الحكومة الأمريكية ومن صندوق دعم الديمقراطية -NED-. وقد أفتى طه جابر العلواني فتوى موجودة على صفحة المركز تفيد بأن عمل المركز هو في سبيل الله وبالتالي فإن الزكاة تحل له ويحث المسلمين على الزكاة للمركز الذي صنعته أمريكا وتموله وتقوم عليه مخابراتها! ونفس هذا المركز هو الذي بدأ منذ سنة 2005 بنسج إتصالات مع رموز حركة النهضة في تونس (12) وقد خرجت وثائق ويكيليكس فاضحة لتلك الإتصالات. وتتضح لنا تمثيلية ومراوغة المركز وبعض الناشطين البارزين في المجهود الأمريكي في تونس -رضوان المصمودي وهو من مديري المركز مع بعض الأسماء الذين كانوا يتمتعون بالدعم المالي واللوجستي الأمريكي كمركز الجاحظ ومديره صلاح الدين الجورشي ومصطفى الفيلالي وحمودة بن سلامة وهم مما يسميهم الأمريكيون البيس كوربس – Peace Corps- -وهم شبكة أصدقاء أمريكا في الخارج يجتمعون مع أصدقاء البلد من الأمريكيين بالنسبة لتونس يسمون FOT -Freinds of Tunisia – أو FOE بالنسبة لمصر- من أجل إبعاد شبهة الدعم الأمريكي عن النهضة حتى تكون لها حظوظاً أوفر في الإنتخابات وذلك في ترشحهم إلى جانب مورو الذي ادعي قبل الإنتخابات أنه هو الذي يمثل الإسلام المعتدل في تونس وأنه لم يعد ينتمي لحركة النهضة، ولم تحصل قائمته على أي مقعد نظراً لتفطن الناس لوجود الأمريكيين فيها. ثم يعود بعد الإنتخابات ليقول أنه لا يريد شق حركة النهضة وإنما يريد إصلاحها من الداخل (13) مع تأكيد الغنوشي بعد الإنتخابات أن مورو لم يغادر النهضة حتى يعود إليها بل وكان قد رشحه إلى منصب رئيس الحركة في المؤتمر القادم. ويرى البعض أن مورو قد يكون المرشح الأمثل لحركة النهضة لرئاسة تونس. والغنوشي؟! الغنوشي كما سيتضح لاحقاً دوره في المشروع الأمريكي أكبر من دور رئيس لتونس! فمركز دراسة الإسلام والديمقراطية -CSID- الذي كما يحلو لمؤسيسيه تسميته « مداد »، نسميه « مضاد »، فهو مضاد لثورة الشعب وهو منسق الثورة الأمريكية المضادة السائرة حالياً في تونس وفي المنطقة عموماً! 6- أمريكا من الصدام مع المسلمين إلى الحوار معهم منذ سنة 2005 وبعد أن اصطدمت نظرية صموئيل هانتينغتون (Samuel Huntington) في « تصادم الحضارات وإعادة صياغة النظام العالمي – صادر سنة 1996- » التي اتبعتها الإدارة الأمريكية بالفشل في العراق وإزداد كره وبغض المسلمين للولايات المتحدة نتيجة اجرامها وإرهابها في المنطقة برمتها، برزت دعوات من مفكرين ومراكز بحث مثل جالوب وراند توصي جميعها بوجوب بناء شبكات ممن يسمونهم « الإسلاميون المعتدلون » كتب جون اسبوزيتو سنة 2005 كتاباً مع مجموعة من الباحثين، اصدره مركز جالوب عنوانه « هل يمكنكم سماعي الآن: ماذا يحاول مليار مسلم أن يقولوا للولايات المتحدة » وبرز كتاب « الإسلام والحوار الشامل » (14) الصادر سنة 2005 عن جامعة لندن شارك فيه العديد من كبار المفكرين والباحثين الأمريكيين والبريطانيين منهم جون اسبوزيتو وروبرت ديكسون كرين -مستشارين لرؤساء الولايات المتحدة- وقدمه الأمير حسن بن طلال -عم ملك الأردن الحالي-. كل هذه الأعمال كانت تدعو إلى الحوار مع المسلمين والبحث عن أرضية مشتركة معهم من أجل ادماجهم في النظام العالمي بدل الصراع معهم، بل وإستغلال خاصية المحافظة والقيم التي يتميز بها المسلمون من أجل مقاومة نزعة العلمانية المتطرفة في الحضارة الغربية. ثم برز سنة 2007 تقرير راند وذهب التقرير مذهباً عملياً تطبيقياً في كيفية تحديد مواصفات الإعتدال حسب المفاهيم الأمريكية وطريقة وآليات وإمكانيات إنشاء شبكات من الإسلاميين المعتدلين. وإنتشرت ما يسمونها الجمعيات المدنية التي تدعو للديمقراطية كإنتشار النار في الهشيم وكان صندوق دعم الديمقراطية الأمريكي يوزع سنوياً دعماً مالياً على عشرات الجمعيات في أمريكا وفي بلادنا (تونس مصر المغرب …). 7- طبيعة الثورة المضادة الأمريكية: إستلهام أنموذج للثورة من « حلقة الأصالة والتقدم » منذ سنة 2005 مطلع جوان 2005, كتب الدكتور روبرت كرين (2) – Dr. Robert D. Crane- مقالاً مثيراً عنوانه « العراق: صياغة أنموذج ثورة للقرن 21 » (1). وروبرت كرين الذي كان قد شارك أيضاً في كتابة « الإسلام والحوار الشامل » (11) هو مستشار الرئيس الأمريكي الأسبق نيكسون للشؤون الخارجية، رئيس جمعية هارفارد للقانون الدولي، ونائب مدير مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض سابقاً، وكان سفيراً في عهد رونالد ريغان في الإمارات العربية المتحدة ومسؤولا عن علاقات الوساطة الديبلوماسية مع جماعات الإخوان المسلمين المختلفة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (2). وهو مؤسس « مركز الحضارة والتجديد » في أمريكا، ومدير النشر في « المعهد العالمي للفكر الإسلامي – IIIT » برئاسة طه جابر العلواني أحد أعضاء « حلقة الأصالة والتقدم » وأحد مؤسسي مركز دراسة الإسلام والديمقراطية -CSID-. في مقاله يكشف -حرفياً مترجم- أن « الحركة المسكونية العالمية « حلقة الأصالة والتقدم » هي المبادرة الواعدة والأكثر تبشيراً على المستوى النظري. حلقة الأصالة والتقدم التي يقودها تقريباً الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة في تونس والبروفيسور لويس كانتوري ». كما يكشف أيضاً أن مباديء الحلقة التي تم الإعلان عنها في إعلان النوايا ل »حلقة الأصالة والتقدم » -المترجم أعلى- والذي كان قد نشره في أفريل 2000 في مجلته « The Grand Strategy of Justice » التي يصدرها المعهد الإسلامي للدراسات الإستراتيجية -أمريكي- قد ألهمت صياغة دستور العراق ويعرض مقدمة الدستور العراقي الذي صاغه الإحتلال الأمريكي والذي يعكس نفس مباديء »حلقة الأصالة والتقدم ». ويكشف أنه بصدد تفسير وتحليل مباديء الحلقة في خمس -5- مجلدات عدد صفحات كل مجلد 500 صفحة… -يبدو أن مجلداته الخمسة لازالت تتمتع بالسرية التامة لدى الإدارة الأمريكية-! ويؤكد في خاتمة مقاله أن -حرفياً-: « للعراقيين فرصة لجعل دستور العراق أنموذجاً للدساتير في العالم الإسلامي ومن أجل إقامة المؤسسات والسياسات اللازمة لتطبيقه. هذا سوف يدشن أعظم ثورة منذ نزول القرآن منذ ألفية ونصف تقريباً. وهذا بدوره سوف يساعد الأمريكيين على إطلاق ما أسماه الرئيس رونالد ريغان « الثورة الأمريكية الثانية » من أجل إكمال الثورة الأولى. نحن جميعاً قد ذهبنا بعيداً عن مسارها والتهديدات للحضارة العالمية تتفاقم. ولكن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم قال « إِنْ قَامَتْ السَّاعَةُ وَفي ِيَدِ أَحَدِكُمْ فَسِيلَةٌ ،فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ لَا يَقُومَ حَتَّى يَغْرِسَهَا؛ فَلْيَغْرِسْها » » إنتهى النقل المترجم من مقال روبرت كرين. سنة 2005 كانت إذاً سنة المنعرج في السياسات الأمريكية وفي إستراتيجية التعامل مع البلاد الإسلامية والإسلام والخلافة القادمة. وكانت مباديء « حلقة الأصالة والتقدم » التي كان القرضاوي والغنوشي وعمارة وشفيق والمسيري والعلواني والبشري ونافع من مؤسسيها وكان الغنوشي من قوادها، مصدر إلهام للقيام بالثورة الأمريكية الثانية، التي يتم وضعها موضع التطبيق الآن في تونس في إطار ثورة مضادة وإلتفاف على ثورة تونس المباركة من أجل توجيهها إلى حيث تريد الإدارة الأمريكية: 1- إقصاء الإسلام نهائياً عن تنظيم شؤون الحياة والدولة والمجتمع. 2- تأبيد الإنقسام وقداسة حدود سايكس بيكو. 3- وترسيخ الثقافة الغربية. وفي هذا الإطار يجب أن تفهم كل كتابات الغنوشي وتحركاته. فليس عجيباً أن نجد الغنوشي يتبع خطى عبد الوهاب المسيري ويسير اشواطاً أكثر منه في التأصيل للعلمانية الجزئية. فهما من نفس الحلقة. وليس عجباً أن نجد للقرضاوي فتوى تجيز القتال في صفوف الأمريكان في أفغانستان وليس عجباً أن نقرأ للقرضاوي فتوى جديدة بعنوان « خصائص الإسلام الذي ندعو إليه » (15) « يأخذ من الديمقراطية أحسن ما انتهت إليه من الصيغ والضمانات، لحماية حقوق الشعوب في مواجهة الحاكمين، ويأخذ من الاشتراكية أمثل ما انتهت إليه من الصيغ والضمانات، لحماية حقوق الفئات المطحونة في مواجهة المالكين والقادرين، ويستفيد من كل الآراء والنظريات، وإن كانت فلسفتها الأساسية مرفوضة عنده، كفلسفة فرويد، وماركس، ودوركايم. » صدرت على موقعه في سبتمبر 2011 وفي خضم تكالب الثورة المضادة وخصوصاً الجانب الأمريكي منها على ثورتنا… فهم جميعاً يعملون للتمكين للدين الأمريكي الجديد المعتمد على ما يسمونه -« الحكمة الكونية » -Universal Wisedom- والذي يشار إليه في دستور العراق والذي تريد أمريكا ترسيخه في دساتير العالم الإسلامي من خلال ثورتها المضادة الحالية. وهو ما يقارب « وحدة الأديان » في مفهومه بل وقد يطابقه! ولقد إستدار الزمان اليوم كما هيئته زمن هدم الإنجليز الخلافة: مبشرون بالدين الأمريكي الجديد والثورة الأمريكية الجديدة على ثورة الأمة بدعم مباشر من الأمريكان كما كان الشريف حسين مبشراً بالثورة العربية على الخلافة بدعم مباشر من الإنجليز. وبدل لورنس العرب وفيلبي نجد ايسبوزيتو وكانتوري وكرين. وبدل الشريف حسين ومحمد عبده وجمال ألدين الأفغاني الماسونيين نجد راشد الغنوشي ويوسف القرضاوي ومحمد عمارة وفهمي الهويدي وعبد الوهاب المسيري ومنير شفيق وغيرهم من مؤسسي حركة مسكونية عالمية تبشر بدين أمريكا الجديد المعتمد على « الحكمة الكونية »! وقود الثورة الأمريكية المضادة هم أبناء البلاد الموجودين في أمريكا والموجودين داخلها والمال مال المسلمين! ونرى عملياً إضطلاع قطر بدور مراقب تنفيذي للمشروع الأمريكي في المنطقة! ونسأل الناس والأهل في تونس وفي المنطقة عموماً أن تعوا على ما يحاك بنا وأن تعدو على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بالنواجذ وأن تلتفوا حول مشروع الخلافة الراشدة على منهاج النبوة وحول ابنائكم من حزب التحرير وتنصروهم وتمكنوا لدين الله وتتموا ثورتكم ثورة عودة الخلافة الراشدة النظام الوحيد الكفيل بتحقيق السعادة والرعاية والكفاية والرفاه وإستئناف الحياة الإسلامية والعيش الإسلامي للأمة وللبشرية جمعاء، وأن يلفظوا مشروع الثورة المضادة الأمريكية الذي تجلت وافتضحت جميع معالمه! { يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ قَدْ جَآءَكُمُ ٱلرَّسُولُ بِٱلْحَقِّ مِن رَّبِّكُمْ فَآمِنُواْ خَيْراً لَّكُمْ وَإِن تَكْفُرُواْ فَإِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً} النساء 170 خالد زروان المصادر (1) Iraq: Developing a Model Revolution for the Twenty-First Century -2005- Robert D. Crane http://theamericanmuslim.org/tam.php/features/articles/iraq_developing_a_model_revolution_for_the_twenty_first_century/003636 (2) روبرت ديكسون كرين http://www.twf.org/bio/RDCrane.pdf (3) الحملة الأمريكية للقضاء على الإسلام http://www.hizb-ut-tahrir.org/PDF/AR/ar_books_pdf/hamlah_amricyah.pdf (4) مفاهيم خطرة لضرب الإسلام وتركيز الحضارة الغربية http://www.hizb-ut-tahrir.org/PDF/AR/ar_books_pdf/mafaheem_khatirah.pdf (5) America « Satisfied » if Brotherhood Islamists Win Egypt Elections http://www.familysecuritymatters.org/publications/id.10759/pub_detail.asp U.S. Special Coordinator Says U.S. “Satisfied” If Muslim Brotherhood Wins Egyptian Elections; William Taylor Is V.P. Of U.S. Federal Organization Close to U.S. Muslim Brotherhood http://globalmbreport.org/?p=5247 (6) الخيبة والخسران لمن وثق فحص الإسلام من خلال منظار الأمريكان http://almostanear.maktoobblog.com/188/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%A8%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D9%84%D9%85%D9%86-%D9%88%D8%AB%D9%82-%D9%81%D8%AD%D8%B5-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%86/ (7) مركز الوليد بن طلال للتفاهم الإسلامي المسيحي http://acmcu.georgetown.edu/about/ (8)The Circle Of Tradition And Progress – A Statement of Purpose (Initially Published in MESA Newsletter, August 1997) http://iiit.org/NewsEvents/News/TheCircleOfTraditionAndProgress/tabid/259/Default.aspx (9) The West, Mediterranean Islam and The Search for a New Beginning by *Antony T. Sullivan January 14, 2001 http://www.mediamonitors.net/sullivan1.html المقال مترجم للعربية:  » الغرب والعالم الإسلامي البحث عن بداية جديدة » أنطوني ت. سوليفان http://www.maaber.org/issue_june05/lookout4.htm (10) Reviving the Circle of Tradition and Progress: The Past as Prologue? http://iiit.org/NewsEvents/News/tabid/62/ArticleType/ArticleView/ArticleID/168/PageID/158/Default.أسبكس (11) « الشيخ راشد الغنوشى يتحدث ل.الأحرار. حول ضوابط تجديد الفكر الإسلامى » 12/11/2011 http://www.ikhwanwiki.com/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE_%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%86%D9%88%D8%B4%D9%89_%D9%8A%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D8%AB_%D9%84.%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AD%D8%B1%D8%A7%D8%B1._%D8%AD%D9%88%D9%84_%D8%B6%D9%88%D8%A7%D8%A8%D8%B7_%D8%AA%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%83%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%89 (12) Révélations. Six ans avant la chute de Ben Ali, Washington préparait déjà la carte islamiste pour la Tunisie http://www.algerie-focus.com/2011/08/01/revelations-six-ans-avant-la-chute-de-ben-ali-washington-preparait-deja-la-carte-islamiste-pour-tunisie/ (13) Constituant des listes indépendantes : Cheikh Mourou pourra-t-il battre Ennahdha http://ns1.leaders.com.tn/article/constituant-des-listes-independantes-cheikh-mourou-pourra-t-il-battre-النهضة (14) ISLAM AND GLOBAL DIALOGUE -2005- Préface par Prince Hasan Ibn Talal http://xa.yimg.com/kq/groups/23042566/1838460639/name/islam+and+global+dialogue.pdf (100) « خصائص الإسلام الذي ندعوا إليه » د. يوسف القرضاوي http://www.qaradawi.net/fatawaahkam/30/5189-2011-09-19-07-54-00.html مصادر أخرى فتوى طه جابر العلواني بالزكاة لمركز دعم الديمقراطية وإعتبار عمله في سبيل الله! https://www.csidonline.org/about-csid/membership المعهد الملكي للدراسات الدينية -الأردن- http://www.riifs.org/ U.S. Muslim Brotherhood Hosts Tunisian Muslim Brotherhood Leader at D.C. Forum; Meets Later With U.S. Senators http://globalmbreport.com/?p=4538 أمريكا تحضر الخارطة الإسلامية ست سنوات قبل سقوط بن علي http://www.algerie-focus.com/2011/08/01/revelations-six-ans-avant-la-chute-de-ben-ali-washington-preparait-deja-la-carte-islamiste-pour-tunisie/ مركز دراسة الإسلام والديمقراطية https://www.csidonline.org مدونة المصمودي على دمديجاست وتقول الكثير … http://www.demdigest.net/blog/?s=Masmoudi إصدار عدد 2 من المجلد رقم 2 من مجلة المسلم الديمقراطي التي يصدرها مركز دراسات الإسلام والديمقراطية الذي يرأسوه رضوان المصمودي، جوان 2000 https://www.csidonline.org/documents/pdf/md_june00.pdf

<

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.