الأربعاء، 15 نوفمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2368 du 15.11.2006

 archives : www.tunisnews.net


هيأة 18 أكتوبر للحقوق والحرّيات: بــــــــــلاغ  صحـــفي

التضامن التونسي: محنة مساجين الرأي في تونس تتواصل – من السجن الصغير إلى السجن الكبير

الحملة الدولية من اجل حقوق الانسان: حمادي الجبالي ومنصف المرزوقي تحت الحصار

نورالدين الخميري: السّجين السياسي عيسى العامري في خطر

عائلة الهادي الغالي: السجين الهادي الغالي في إضراب عن الطعام وحياته في خطر

اللجنة الجهوية للدفاع عن المجتمع المدني بالقيروان: بيــــــان

الاتحاد الجهوى لاصحاب الشهادات العليا المعطلين عن العمل: بيان تنديد و استنكار

إسلام أون لاين: المصحف في المرحاض.. جريمة بلا عقاب في تونس!

الجزيرة.نت: أمنيستي ترحب بإفراج تونس عن السجناء وتطلب المزيد

وات:السيد عبد الوهاب عبد الله في القيروان – كل جهات البلاد تناشد بن علي الترشح لـ «رئاسية» 2009

الحياة: بوتفليقة: سأعود إلى بيتي عندما أشعر بأن لديّ مشاكل صحية

رسالة هند الهاروني الى شقيقها السجين عبد الكريم الهاروني

محمد الهادي بن مصطفى الزمزمي:  وأنت يا كرشيد اتّق الله! ولا تتّبع خطى بلعام بن باعوراء!!

كريمة: في ذكرى 7 نوفمبر 2006

آمال الرباعي: حجابي قناعة وفرض من الله لم يفرضه علي الرجل كما لا يستطيع أن يمنعه علي أي « رجل »

صـابر التونسي : ســواك حــار

الحبيب أبو ليد المكني: حوار هادئ مع السيد الطاهر بن حسين

د.خــالد الطــراولي: إليك سيدتي تعظيم ســـلام

علـي شرطـــــاني: التداعيات السلبية « للنظام العربي الإسلامي »على أوطان وشعوب الأمة

مرسل الكسيبي: تفاعلا مع بحث أكاديمي قدم لفائدة مركز دراسات الشرطة الأوربية ببروكسيل

محمد العروسي الهاني :  رسالة مفتوحة للسيد وزير الفلاحة حول دور الفلاحة في التنمية الجهوية و المحلية و مزيد العدل في هذا المجال الحيوي الهام

رويترز: صحافي تونسي يتهم مدرب الصفاقسي باهانته عقب هزيمة الفريق


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


هيأة 18 أكتوبر للحقوق والحرّيات

  تونس 14نوفمبر 2006

 

هيأة 18 أكتوبر للحقوق والحرّيات

بــــــــــلاغ  صحـــفي

 

انعقدت هيأة 18 أكتوبر للحقوق والحرّيات في دورتها الحادية عشر لسنة 2006،

وفي بداية أشغالها توقّفت عند أهمّ المستجدّات الوطنيّة، وسجّلت بإرتياح إطلاق سراح الدفعة الجديدة من المساجين السياسيّين ومن بينهم خاصّة الخمس شخصيّات من ذوي الأحكام الثقيلة، وإجراءات خفض العقوبة لعدد أخر منهم. لكنّها تعتقد انّ التباطئ في إنهاء محنة المساجين وعائلاتهم لايدلّ على الجدّية المطلوبة في معالجة الجوانب الإنسانيّة والإجتماعيّة والأخلاقيّة الملحّة لهذا الملفّ المزمن ناهيك عن جوانبه الوطنيّة والسياسيّة العاجلة التي من شأنها إحلال الطمأنينة في النفوس وإجلاء سُحب الخوف عن سماء تونس، من خلال سنّ قانون العفو التشريعي العامّ وإطلاق حرّية التعبير والتنظّم دون إقصاء.

كما عبّرت الهيأة وهي تسجّل هذه الإجراءات عن انشغالها الشديد لإتّخاذ ملفّ المساجين الجُدُد بإسم « قانون مكافحة الإرهاب » اللادستوري أبعاد متضخّمة لإعتبارات سياسيّة صرفة لاعلاقة لها بالوقائع الأمنيّة في بلادنا، ممّا يؤكّد مضيّ السلطة القائمة في إعادة صناعة « شبح الأخطار المحدقة » لتبرير إنغلاقها وتعليق حقوق التونسيّين وحرّياتهم.

وفي نفس السياق توقّفت الهيئة عند النداء الذي أطلقته الغرفتين النيابيّتين بإعادة ترشيح الرئيس الحالي مرّة أخرى لولاية جديدة، واعتبرته مؤشّرًا على انطلاق حملة منظّمة على طريقة النُظُم الشموليّة التّي حكم عليها التاريخ. وهي إذ تؤكّد أنّ مثل هذه النداءات انّما تبرهن مجدّدًا على فقدان الحكم لشرعيّته السياسيّة التّي أقامها على الوعد بالتغيير الديمقراطي وعلى فقدانه الشرعيّة الدستوريّة التّي بناها على رفض الرئاسة مدى الحياة ووضع تونس على طريق التداول السلمي على الحكم، وعلى مدى انخرام حال المؤسّسات التي أصبحت بمثابة غرف لرجع صدى قرارات نظام الحكم الفردي، فإنّها تدعو إلى الكفّ عن مغالطة الشعب والإستهتار بإرادته وإلى وضع حدّ للإستهزاء بذكاء التونسيّين.

 

وبعد التداول في جدول الأعمال المعروض عليها انتهت الهيئة إلى القرارات التالية:

 

أوّلاً: إطلاق تحرّك وطني في العاصمة والجهات والمهجر بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان تحت شعار « حرّية التنظّم » وذلك أيّام 8 و9 و10 ديسمبر المقبل. وبهذه المناسبة تدعو هيئة 18 أكتوبر هيئات المجتمع المدني وأحزابه التّي لم تحصل على ترخيص إلى تجديد طلبها وتدعو كافّة الفعاليّات إلى دعم هذا التحرّك بحضور ميداني.

 

ثانيًا: الرفع من وتيرة الحوار داخل حركة 18 أكتوبر وخارجها في نطاق الإستعداد إلى التئام الندوة الوطنيّة للمعارضة التي أقرّت الهيئة مبدأ إنعقادها في أفق شهر جوان 2007، وحدّدت تاريخ 05 جانفي 2007 موعدًا لعقد ندوة مفتوحة حول قضيّة المساواة بين المرأة والرجل للإعلان عن المواقف الرسميّة والنهائيّة لمختلف مكوّنات حركة 18 أكتوبر بشأنها.

 

ثالثًا: اقرار جملة من الإجراءات لبعث ورشات العمل القانونيّة حول الإصلاحات التشريعيّة التي تقترحها حركة 18 أكتوبر في مجال الحقوق والحرّيات.

 

عن هيأة 18 أكتوبر للحقوق والحرّيات

 مكتب التنسيق


 

التضامن التونسي

SOLIDARITE TUNISIENNE

40rue du Landy 93300 Aubervilliers

Tél/ Fax: 01 43 52 09 86

soltunis@hotmail.com

 

باريس، في 15 نوفمبر2006

 

محنة مساجين الرأي في تونس تتواصل:

من السجن الصغير إلى السجن الكبير

 

 شدت في الأشهر الأخيرة انتباه الرأي العام التونسي الحملة على  حرية المحجبات وانتهاك حقهن في اللباس الشرعي،  في الوقت الذي تم فيه الانشغال عن محنة مساجين الرأي ومعاناة عائلاتهم اليومية. 

 

وقد عمدت السلطات التونسية في بداية هذا الشهر إلى إطلاق سراح مجموعة من مساجين حركة النهضة طالت محنتهم بعد أكثر من عقد ونصف قضاها هؤلاء المظلومين في غياهب السجون.

 

محنة المسرّحين

 

لكن الخروج من السجن في تونس لا يعني انتهاء المحنة. فهناك العديد من المسرّحين ما زالوا يعانون من شتى المضايقات المادية والمعنوية، وخضع البعض إلى التوقيع والتحقيقات في مراكز الشرطة، بينما  حاصر البوليس السياسي بيوت البعض الآخر   وأهلهم وأقاربهم مصادرا بذلك  ما تبقى لهم من ابسط حقوقهم في  المواطنة  و الحياة الأسرية و الاجتماعية و من حقهم في العمل و التنقل و استخراج بطاقة هوية  و جواز سفر –  هذا علاوة   عن حقهم الطبيعي والدستوري في النشاط السياسي، وتحولوا من سجن صغير إلى سجن كبير. ومن بين الأمثلة الصارخة، فرض حالة العزلة على المناضل عبد الله الزواري، وشبه حالة إقامة جبرية على د. منصف بن سالم، وتسليط الضغوط على المناضلين الأمين الزيدي وعلي العريض وحمادي الجبالي.

 

بالنسبة لهذا الأخير،  فقد صّعدت السلطة التونسية الإجراءات الأمنية التعسفية ضده وضد أسرته بتشديد الرقابة ومحاصرة بيته  بصفة مستمرة ومكثفة باستعمال كل الوسائل ومنها  دخول بيوت جيرانه والاستقرار بشرفاتها و فوق سطوحها للتكشف السافر على داخل بهو بيته وانتهاك وهتك  حرمة  بيته وأهله متعدية بذلك على كل الأعراف  و الآداب والقوانين. وجاء هذا التصعيد خاصة بعد الزيارة التي أداها المناضل الجبالي إلى الدكتور منصف المرزوقي رئيس حزب »المؤتمر من اجل الجمهورية » للترحيب به بعد عودته إلى تونس و لشكره على ما قام به من دور طلائعي وشجاع في نصرة القضايا العادلة والدفاع  المستميت عن الحريات وحقوق الإنسان وذلك  منذ ما يزيد عن ربع قرن.

 

وليس غريبا أن يعمد النظام التونسي إلى ممارسات تعسفية ضد الطرفين. فكان نصيب د. المرزوقي اضطراره لاختيار الإقامة الجبرية لنفسه  تجنبا لمضايقات الشرطة في الشارع. أما المناضل الجبالي، فقد كانت قمة الممارسات التعسفية القمعية ضده،   الإرادة الواضحة لإفشال فرح ابنته بكل الوسائل والأشكال، حين عمد جمع من أعوان الشرطة السياسية على مرأى ومسمع من كل الحاضرين، مساء يوم  السبت 04/11/2006 ليلة زفاف ابنته على إجبار صاحب قاعة الأفراح بعدم فتحها أمام العروسين والمدعوين بتعلة  عدم وجود ترخيص من مركز الشرطة المحلي وبذلك تم إبطال الحفل في جو من الحيرة و الخوف والرعب من جراء إيقاف جميع سيارات المدعوين و مطالبتهم باستظهار بطاقات التعريف و تسجيل أرقام السيارات، وهو ما حدا بأهل العروس و بمن تبقى من المدعوين لإتمام حفل الزواج في بيت الجبالي أين  سبقتهم سيارات البوليس وحاصرت كل الطرق المؤدية إلى البيت و لمراقبة كل صغيرة و كبيرة  ومن فوق  سطح جاره المقابل لمدخل بيته بعد إطفاء أنوار  الشارع –  و الحرص الشديد على منع وصول أفراد فرقة  » السلامية » أو من تبقى منها  وكذلك محاولة منع  اقتناء ووصول الكراسي و أدوات الأفراح…

 

 معاناة مساجين الرأي

 

وليست محنة من تبقى في السجن بأقل من محنة المسرّحين. وهذه صور معبّرة عن عمق المأساة التي يعيشها مناضلو الحرية:

 

– ما زال بعضهم يعاني من السجن الانفرادي كما هو الحال للمناضلين العجمي الوريمي ونجيب اللواتي.

 

–  تقوم مجموعة من مساجين الرأي بسجن المهدية، بوراوي مخلوف، عبدالحميد الجلاصي، الهادي الغالي، محمد صالح قسومة .بإضراب جوع منذ الخامس من نوفمبر احتجاجا على أوضاعهم المتدهورة والمطالبة بإطلاق سراحهم بعد ما يزيد عن 15 سنة من السجن.

 

– إن الوضع الاجتماعي لعائلة المناضل أحمد الابيض،  والموجود في سجن 9أفريل بالعاصمة،  يبعث على القلق الشديد، حيث يوجد الأطفال عند أخوالهم إثر وفاة الأم منذ أكثر من سنتين.

 

– كما أن عائلة الأستاذ عبّو والتي تعيش في حالة من الرعب المتواصل والمحاصرة المستمرة ازدادت تشديدا بعد عملية الاعتصام التي قامت بها مجموعة من عائلات المساجين السياسيين في بيت السيدة سامية عبو ثاني أيام عيد الفطر. 

 

 – سجلت المنظمات الحقوقية حالات خطيرة في صفوف  هؤلاء المساجين الذين لم يطلق سراحهم على الرغم من حالتهم الصحيّة المتدهورة. وهذه أمثلة على هذه الحالات المأساوية:

 

 

السجين فتحي العياري

 

أصيل مدينة القيروان

 

سجن المرناقية

 

أعزب

 

في السجن منذ حوالي 10 سنوات ومدّة الحكم 30 سنه

 

مصاب بسرطان الغدّة الدرقية

 

وهو في عزلة مع مجموعة من السجناء

 

السجين فرج الجامعي

 

أصيل مدينة تونس العاصمة

 

حاليا في سجن المرناقية

 

في السجن منذ حوالي 16 سنة ومدّة الحكم 30 سنة

 

طلّقت زوجته غصبا و هو أب لخولة و سيرين و هما في رعاية والدته السيدة فاطمة البالغة من العمر 70 سنة. مصاب بعدة أمراض منها القلب و الجهاز الهضمي و ضغط الدم وهو في عزلة مع مجموعة من السجناء.

 

 

السجين رضا البوكادي

 

أصيل مدينة تونس العاصمة

 

حاليا في سجن برج العامري

 

يعاني من مرض القلب وخاض العديد من اضرابات الجوع المطولة طيلة السنة الماضية مما زاد في تدهور حالته الصحية بشكل خطير.

 

– هذا وإن مئات الشباب مازالوا رهن الاعتقال التحفظي بموجب ما سمي « بقانون مكافحة الارهاب » سيئ الذكر.

 

 

وأمام هذه الوضعية المأساوية لمساجين الرأي داخل السجن الصغير أو الكبير ، فإن جمعية التضامن التونسي:

 

–   ترفع صوتها رافضة لهذه الممارسات الظالمة التي و مع الأسف تزخر بها تقارير المنظمات المحلية والدولية  والتي يندى لها جبين كل تونسي لأنها وصمة عار لتونس والتونسيين جميعا. 

 

–  تناشد كل الأطراف وجميع القوى الديمقراطية والحقوقية و الإنسانية  إلى تحمّل مسؤوليتها كاملة في قضية الدفاع عن الحرية و الكرامة، و إلى التصدي لجميع الانتهاكات،  وإلى فرض احترام القانون والحقوق الأساسية للجميع دون استثناء،  والعمل على سن قانون العفو التشريعي العام.

 

الكاتب العام

فتحي الناعس

 

الحملة الدولية من اجل حقوق الانسان

حمادي الجبالي ومنصف المرزوقي تحت الحصار

 

يتعرض المهندس حمادي الجبالي والدكتور منصف المرزوقي الى حصار شديد بمراقبة كل تحركاتهما ومحاصرة بيتهما والتضييق على زائريهم

ويكاد يكون الحصار سياسة ثابتة في سلوك السلطة حيث تحاصر مقرات الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وخاصة فرع بنزرت الذي تعرض الى محاصرة شديدة حينما زاره وفد من السفارة الامريكية فاعتلى رجال الامن الاسطح بطريقة هستيرية بعثت الرعب في نفزوس المواطنين الذين يجهلون سبب هذه المحاصرة كما تحاصر قوات البوليس مقر المجلس الوطني للحريات ومكتب المحامية سعيدة العكرمي كما سبق لقوات البوليس محاصرة منزل السجين السياسي محمد عبو

 

وانن في الحملة الدولية من اجل حقوق الانسان

نحي صمود المحاصرين وخاصة المهندس حمادي الجبالي والدكتور منصف المرزوقي

نستنكر وبشدة سياسة الحصار التي تنتهجها السلطة ضد المهندجس حمادي الجحبالي الرئيس الاسبق لحركة النهضة والدكتور منصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من اجل الجمهورية وكل المناضلين والنشطاء السياسيين والحقوقيين

 

نطكالب السلطة برفع الحصار عن مقرات المنظمات الحقوقية مثل الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان ومكتيب الاستاذة سعيدة العكرمي

 

ندعو المواطنين الى فك الحصار عن المناضلين بزيارة المحاصرين في كل الاوقات والجرأة في مواجهة الحصار الغير قانوني

 


لاهاي /جمال الدين الفرحاوي

الأخوان بوراوي مخلوف  وعبد الحميد الجلاصي

في إتصال هاتفي مباشر مع الأستاذ حمادي الجبالي المناضل السياسي والسجين القيادي الإسلامي والذي أطلق سراحه بعد ستة عشر سنة سجنا والذي أقدم نظام القمع والتسلط على افساد  فحفل زواج إبنته وذلك بتاريخ 5/11 2006بعد تعمد أعوان اللاأمن غلق قاعة الأفراح وترويع المدعوين عن طريق طلب هوياتهم وتسجيل أرقام سياراتهم وتفاصيل هذه المهزله البوليسيه موجودة علىصفحات تونس نيوز في رسالة بعث بها الأستاذ الجبالي للرأي العام قلت في هذا الإتصال والذي تم يومه15 /11/2006 أعلمني الأستاذ حمادي بأن الأخوين بوراوي مخلوف وعبد الحميد الجلاصي قد دخلا في إضراب مفتوح عن الطعام للمطالبة بإطلاق سراحهما بغد أن أمضيا قرابة17 عاما رهن الإعتقال وقد أعلم الأستاذ الجبالي بأن الأخوين قد عوقبا بالنقل التعسفي إلى سجني المهديه والمنستير كما أعلم الأستاذ الجبالي بأن قوات البلطجة قد ضيقت الخناق على الدكتور المرزوقي بشكل سافر وطالب جميع الأحرار والمناضلين بمحاولة فك الحصار عليه ومواساته  عن طريق الإتصال بهعلى الرقم التالي 0021624190400

الدكتور المرزوقي يهيئ لخطوته التاليه

وفي إتصال هاتفي مباشر مع الدكتور المرزوقي  أشار إلى أن تصرفات البوليس السياسي أصبحت أكثر عدائية وسفورا غير أنه أصر على التحدي وقال بأنه لن يصبر على هذه التصرفات كثيرا وانه بصدد دراسة كيفية الإنتقال ألى الخطوة التالية.

وقد دعا الدكتور المرزوقي جميع الناشطين في الحقلين السياسي والحقوقي إلى التحرك لرفع  الحصار على المناضلين داخل الوطن وللمبادرة بالتحرك وعدم الإكتفاء بالصمت والتفرج والقول للدكتور المرزوقي  كما وحث الشعب وخاصة مكوناته النضاليه على كسر حاجز الخوف والتصعيد السلميللإنطلاق نحو التغيير الذي بات ولا بد أن تدور عجلته


 

بسم الله الرحمان الرحيم

 
 السّجين السياسي عيسى العامري في خطر  
 

بلغنا للتوّ من مصادر قريبة جدّا من عائلة السّجين السّياسي عيسى العامري أنّ وضعيته الصحيّة في خطر جرّاء ما ألمّ به من مرض نتيجة الأوضاع السيّئة بالسّجون التّونسيّة ،هذا وقد إمتنعت إدارة السّجن عن معالجته  أو نقله إلى المستشفى

علما وأنّ زوجته في آخر زيارة له بالسّجن  المدني بالكاف لم تتمكن من مقابلته لشدّة المرض الذي أقعده  عن الحركة

لذا فإننا نحمّل النّظام التونسي مسؤولية أي إنعكاس صحّي للسّجين كما نناشد بالمناسبة  كل المنظّمات الإنسانية والأحزاب الوطنية ومنظّمات المجتمع المدني  للتدخل لتمكين السيد العامري من حقه في العلاج .

 
نورالدين الخميري  ـ ألمانيا
2006.11.15  

السجين الهادي الغالي في إضراب عن الطعام وحياته في خطر

 

دخل ابننا السجين السياسي الهادي الغالي (البالغ من العمر 57 سنة) في إضراب مفتوح عن الطعام منذ يوم الأحد 5 نوفمبر 2006 وذلك احتجاجا على أوضاعه السجنيّة المتردية وللمطالبة بإطلاق سراحه بعد أكثر من 15 سنة من الاعتقال. وقد فوجئت زوجته، عند زيارتها له يوم السبت الفارط، بتدهور حالته الصحية بشكل يبعث على القلق والانشغال، حيث لم يكن قادرا على الوقوف واضطرّ للجلوس على كرسي طيلة فترة الزيارة. كما أعلمها أنه تقيّأ الدم أكثر من مرّة وسط لامبالاة إدارة السجن، وأكد على قسوة المعاملة التي ينتهجها المدير الجديد للسجن المدني بالمهدية. وللتذكير، فإن الهادي الغالي قد حُكِم عليه صائفة 1992 بالسجن مدى الحياة في إطار « القضية العسكرية » رقم 76110 وهو لم يكن عسكريا. ولقد أجمع الملاحظون والمنظمات الحقوقية على افتقاد تلك المحاكمة لأدنى مقوّمات المحاكمة العادلة. إنّ معاناة ابننا الهادي وأطفاله وزوجته وكلّ عائلته قد طالت وأصبحت – أكثر من أيّ وقت مضى – غير قابلة للاحتمال، كما أنّ حياته اليوم أضحت في خطر محقق بعد 10 أيام من بداية إضرابه عن الطعام والتعقيدات الصحية الناتجة عن ذلك. ونحن – بعد نداءاتنا العديدة إلى السلط التونسية وآخرها رسالة خاصة إلى رئيس الجمهورية مؤرخة في 9 سبتمبر 2006 – إذ نطالب بإطلاق سراحه الفوري، فإننا نناشد كافة الهيئات والمنظمات الحقوقية والرأي العام الوطني والعالمي الوقوف إلى جانبنا من أجل إنقاذ حياة ابننا الهادي الغالي ووضع حدّ للمظلمة المسلطة عليه. 15 نوفمبر 2006
عن عائلة الهادي الغالي شقيقه كمال الغالي kamelghali@yahoo.fr لمراسلة السجين: السيد الهادي الغالي السجين رقم 14717 السجن المدني بالمهدية المهدية – تونس


 

اللجنة الجهوية للدفاع عن المجتمع المدني بالقيروان

القيروان في 14-11-2006

بيــــــان

 

يتأكد يوما بعد يوم أن الادارة الجهوية للتعليم بالقيروان قد اتخذت العنف أسلوبا وحيدا للحوار مع كل من يقصدها.

فبعد تعنيف المعلمين أثناء احتجاجهم على الطريقة التي وقعت بها حركة نقلة زملائهم ، جاء دور العاطلين عن العمل من أصحاب الشهائد الذين تعرضوا للضرب والاهانة . فقد حاول السادة :

 

– معز العياري

– مختار العيفاوي

– جمال الجلاصي

-عزالدين الحميدي

– مجيد الشيحاوي

– وليد الغانمي

 

– وكلهم من اللجنة الجهوية لاصحاب الشهائد العاطلين عن العمل – مقابلة المدير الجهوي للتعليم لشرح وضعهم ، آملين في المساعدة في انتدابهم. فلم يكتف المدير الجهوي برفض مقابلتهم بل تكفل » الحارس  » وهو المدعو نورالدين الحاجي بضربهم وجرهم خارج الإدارة مخلفا أضرارا مادية بليغة لبعضهم.

ثم تكفل  رجال الأمن الموجودين على عين المكان برمي عنصرين من المجموعة على بعد كيلومترات من مدينة القيروان . كما تعرض السيد سمير بن ريانة ، وهو من النشطاء السياسيين بالجهة ، إلى الاعتداء من نفس الحارس حين حاول الاتصال بأعضاء اللجنة المحتجين.

وقد حاول المتضررون استخراج شهائد طبية من مستشفى الاغالبة بالقيروان فوجدوا حضورا امنيا بالمستشفى ،مما جعل الادارة ترفض مدهم بذلك  رغم خطورة الضرر البدني لدى بعضهم.

واللجنة الجهوية للدفاع عن المجتمع المدني التي تندد بالسلوك المتخلف الصادر عن الادارة الجهوية للتعليم وتعتبر ان هذا السلوك الهمجي لا يمت للتربية بأية صلة فإنها ترفض كذلك سلوك رجال الأمن المتواطئ مع هذه الممارسات.

كما تعتبر اللجنة رفض المستشفى تسليم شهائد طبية للمتضررين متناقضا مع حياد الجهاز الصحي ورسالته ودوره الإنساني ، كما انه يشكل سابقة خطيرة في التعامل مع المواطنين.  

عن اللجنة الجهوية للدفاع عن المجتمع المدني

مسعود الرمضاني


بسم الله الرحمان الرحيم الاتحاد الجهوى لاصحاب الشهادات العليا المعطلين عن العمل

بيان تنديد و استنكار

بنقردان في15-11-2006 امام اصرار وزارة التربية والتكوين الى انتهاج اللا موضوعية والعشوائية في الانتدابات فى سلك التعليم الثانوي والتي كان اخرها الانسة سمية رجايبية مولودة سنة1981 في منطقة القلعة الكبرى و متحصلة على الاستاذية في العلوم الطبيعية لسنة 2004 * غير ناجحة بالكاباس* في خطة استاذة متعاقدة باحدى المعاهد ببنقردان علما و ان طريقة الانتداب عبر التعاقد تكون منطقيا عبر مراعات الوضع الاجتماعي والسن و سنة التخرج . وهذه الانسة لا تملك من هذه المؤشرات الا انها ابنة معتمد  لكي تختلف على مجموع الاساتذة العاطلين بالجهة الذين يفوق عددهم ال150 مجازا في هذه الشعبة  وفيهم من فاتت مدة بطالته ال8 سنوات ومنهم من شارف سن الياس في الوضيفة العمومية و اغلبهم من ذوي الوضعيات الاجتماعية الجد متردية. علما و ان هذه الظاهرة اصبحت مالوفة اذ سجلنا في نفس هذه المعتمدية قي السنة الفارطة ما يقارب على خمس حالات تجاوز مشابهة لم تستطع السلط المحلية وقتها تفسيرها الا بسنفونية التعليمات والقرارات الفوقبة *الامر يتجاوزنا * وفي هذا الصدد تحول يوم الامس عدد كبيرمن الخريجين الى مقر المعتمدية ببنقردان للاستفسار و التعبير عن غضبهم فقوبلوا برد السيد المعتمد و رئيس البلدية الذي لم يحرج عن التعبير عن الاسف والعجز امام القرارات الصادرة من لدن الوزير وان الامر يتجاوزهم بالرغم من انهما ادرى بخصوصيات المعتمدية و اعلم بالوضعيات الاجتماعية تستحق الشغل بحالةعاجلة. وامام كل هذه التجاوزاتو الممارسة الغير مسؤلة فاننا نعبرمجدددا و مطلقا ·*الاستنكار و التنديد الشديدين بهذه الممارسات التي لا تساهم الا في التهميش تعميق التميز بين ابناء الوطن الواحد. ·*رفضنا القاطع لكل انواع المحسوبية والرشوة ·*الغاء كل المناضرات المشبوهة و على راسها الكاباس. · *دعوة الى جميع اصحاب الشهائد المعطلين عن العمل في كامل انحاء الجمهورية و كل مكونات المجتمع المدني للتصدي لهذه التجاوزات التي تعتبر تقويضا لمفاهيم العدالة الاجتماعية. والسلام. عن عضو الاتحاد الجهوي لاصحاب الشهائد العليا المعطلين عن العمل ببنقردان. النفطي المحضي    -96355361     


 

المصحف في المرحاض.. جريمة بلا عقاب في تونس!

 

تونس- محمد الحمروني- إسلام أون لاين.نت

« أراد أحد الشرطيين استفزاز سجين إسلامي فرمى المصحف الشريف في المرحاض« ..

هذا المشهد الذي تكرر للمرة الثانية خلال أقل من 6 أشهر لم يحدث في قاعدة جوانتانامو أو في دولة غير إسلامية بل جرى في تونس، الدولة العضوة بمنظمة المؤتمر الإسلامي، كما كشفت مصادر حقوقية.

وحذرت إزاء ذلك « الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في تونس » من « التمادي في تجاهل مشاعر المواطنين التونسيين وملايين المسلمين بالاعتداء على كتاب الله« .

وشدّد البيان -الذي تلقت إسلام أون لاين.نت نسخة منه اليوم الأربعاء- على أن « تكرار الانتهاكات لرموز الدين الحنيف يشير إلى أن هذه الممارسات أصبحت تمثل سياسة متعمّدة من قبل السلطات لإذلال الشعب التونسي وإهانته« .

وطالبت الحملة الحكومة التونسية بالسعي لتدارك الموقف والمبادرة بمعاقبة الجناة.

من جانبها كشفت الجمعية الدولية لمساندة المساجين التونسيين مؤخرا -في بيان لها- عن قيام ناظر إحدى غرف السجن المدني بمرناق (جنوب العاصمة تونس) باستفزاز السجين الإسلامي محمد التايب ورمى المصحف الشريف في المرحاض.

وأضاف البيان أن عددا من المعتقلين السياسيين من الإسلاميين دخلوا في إضراب عن الطعام يومي 6 و7 نوفمبر الجاري احتجاجا على هذه الواقعة التي جرت مطلع الشهر الجاري وعلى معاقبة زميلهم.

ليست السابقة الأولى

وتعتبر هذه المرة هي الثانية -في هذا العام- التي تكشف فيها منظمات حقوقية وجمعيات مدنية تونسية عن عمليات تدنيس للمصحف الشريف بالسجون التونسية.

وكشف عن الواقعة الأولى فرع الرابطة التونسية لحقوق الإنسان ببنزرت في بيان صدر في شهر يونيو الماضي، تحدث فيه عن قيام مدير السجن المدني برج الرومي ببنزرت (شمال البلاد) بضرب أحد السجناء الإسلاميين بالمصحف وركله المصحف الكريم بعد أن سقط على الأرض.

وقامت السلطات حينها بفتح تحقيق قضائي ضد عدد من أعضاء فرع الرابطة الذين وقعوا على البيان وعلى رأسهم رئيس الفرع على بن سالم، ومازالت القضية المتعلقة به أمام المحاكم.

وكانت والدة المعتقل الإسلامي أيمن الدريدي -الذي كان وراء الكشف عن عملية التدنيس الأولى للرابطة الحقوقية- قد قالت إن ابنها يتعرض لحملة ضغوط رهيبة من أجل سحب شهادته، وقالت إن عملية تنكيل كبيرة تعرض -ولازال يتعرض- لها منذ أن كشف عن عملية ركل المصحف.

حملة منظمة

على جانب آخر ربط بيان الحملة الدولية من أجل حقوق الإنسان في تونس بين عمليات التدنيس للمصحف الشريف وبين « منع المسلمات من ارتداء الحجاب، ومحاصرة المساجد باعتقال المئات من روادها الشباب وتعذيبهم بموجب قانون مكافحة الإرهاب، وعزل الأئمة من ذوي العلم والورع« .

وشدّد على أن « هذا لن يزيد إلا من عزلة تونس عن محيطها العربي والإسلامي، وتغذية مشاعر السخط والغضب لدى أبناء الشعب التونسي المسلم« .

وفي أعقاب حملة أطلقتها السلطات التونسية بداية العام الدراسي في منتصف سبتمبر الماضي للتضييق على الطالبات المحجبات، وإجبارهن على توقيع التزام بخلع الحجاب، شنت السلطات حملة مماثلة على الأئمة من ذوي الشعبية في المساجد؛ حيث قامت بعزل العشرات منهم خلال النصف الثاني من شهر رمضان واستبدلت بهم أئمة اختيروا -بحسب صحف تونسية- على أساس ولائهم للسلطة.

وقف الانتهاكات

من جهته ندّد الأستاذ محمد النوري رئيس الجمعية الدولية لمساندة المعتقلين السياسيين بما تتعرض له مقدسات الشعب التونسي من تدنيس في السجون التونسية.

وطالب في تصريحات لإسلام أون لاين.نت السلطات بالتدخل لوقف مثل هذه الانتهاكات وفتح تحقيق بشأنها ومعاقبة المسئولين عن ارتكاب مثل هذه الأفعال، معتبرا أن السكوت عن هذه الانتهاكات من شأنه أن يشجع على تكرارها.

أما المحامي عبد الرؤوف العيادي -نائب رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المعارض- فقد علق على هذه الواقعة قائلا لإسلام أون لاين.نت: إن « عدم إنزال السلطات التونسية العقاب الصارم والرادع بمن قاموا بعملية التدنيس الأولى، وسعيها في المقابل إلى محاولة إسكات الأصوات التي نددت بالعملية عبر التهديد بالملاحقة القضائية من شأنه أن يشجع على مزيد من اقتراف مثل هذه التجاوزات بحق الرموز والمقدسات الدينية للتونسيين« .

ورأى العيادي أن « هذه الانتهاكات تأتي ضمن سياق عام للتنكيل بالإسلاميين، سواء كانوا في السجن أو خارجه »، مشيرا إلى أن « الهدف من مثل هذه التصرفات هو محاولة كسر إرادة هؤلاء الشباب وإذلالهم وجعلهم عبرة لغيرهم« .

وعبّر العيادي عن خشيته من « أن يصبح الاعتداء على المقدسات الإسلامية في تونس أمرا شائعا وسلوكا عاديا لدى البعض من المنتسبين لأجهزة السلطة بسبب التهاون في معاقبة المذنبين« .

مأساة المعتقلين الإسلاميين

وتعيد هذه الاعتداءات للواجهة معاناة المعتقلين الإسلاميين في تونس الذين قضى بعضهم إلى حد الآن أكثر من 15 سنة سجنا في ظروف قاسية جدا.

وعن هذه المعاناة، أبدى زياد الدولاتلي -الوجه الإسلامي وأحد الرموز الكبيرة لحركة النهضة التونسية سابقا- أسفه الشديد لتواصل محنة المعتقلين الإسلاميين وعلى رأسهم معتقلو حركة النهضة مطالبا بوضع حد لهذه المأساة الإنسانية التي طالت أكثر مما يجب، حسب قوله.

كما نادى بسن قانون العفو التشريعي العام، مذكرا بأن هذا المطلب أصبح مطلب المجموعة الوطنية ككل وعلى رأسها هيئة 18 أكتوبر للحقوق والحريات التي تضم مختلف ألوان الطيف السياسي والمدني التونسي والتي تشكلت على إثر إضراب الجوع الذي خاضه 8 من قادة ورموز العمل السياسي والمدني بتونس في أكتوبر 2005.

 

(المصدر: موقع إسلام أون لاين بتاريخ 15 نوفمبر 2006)

 


 

أمنيستي ترحب بإفراج تونس عن السجناء وتطلب المزيد

 

رحبت منظمة العفو الدولية بإفراج السلطات التونسية عن خمسين سجينا سياسيا, لكنها قالت إن المئات ما زالوا خلف القضبان.

 

وقالت المنظمة إن مائة سجين من حركة النهضة المحظورة صدرت بحقهم أحكام ظالمة بأوائل التسعينيات لم يطلق سراحهم بعد, وبعضهم بحاجة ماسة للعلاج بسبب التعذيب وظروف السجن القاسية.

 

استمرار المضايقات

 

وأشارت المنظمة إلى استمرار المضايقات بحق أسر السجناء الحاليين والسابقين وبحق ناشطي حقوق الإنسان, كما أن حرية التعبير والاجتماع مقيدة.

 

وأصدر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أول أمس في الذكرى الـ19 لتوليه السلطة -التي يدوم الاحتفال بها عشرة أيام- عفوا شمل محمد عكروت وحبيب اللوز وكلاهما رئيس للنهضة سابقا, بعد أن قضيا 15 عاما من حكم بالسجن مدى الحياة صدر في 1992 بتهم التورط بمحاولة انقلاب عسكري.

 

وإضافة إلى سجناء حزب النهضة تقول المنظمة الحقوقية إن هناك أربعمائة سجين آخر اعتقلوا بموجب قانون مكافحة الإرهاب الذي صدر في 2003 بتهمة السعي للقتال بالعراق.

 

وتنفي تونس احتجاز سجناء سياسيين وخرقها حقوق الإنسان بما فيها التعذيب, وتتهم أقلية من المنشقين بتشويه صورة البلاد بالخارج.

 

(المصدر: موقع الجزيرة.نت بتاريخ 15 نوفمبر 2006 نقلا عن « وكالات »)


 

السيد عبد الوهاب عبد الله في القيروان:

كل جهات البلاد تناشد بن علي الترشح لـ «رئاسية» 2009

* القيروان (وات):

خلال إشرافه مساء الاثنين بالقيروان على اجتماع عام خصص لتحليل مضامين خطاب الرئيس زين العابدين بن علي في الذكرى 19 للتحول استبشر السيد عبد الوهاب عبد الله عضو الديوان السياسي للتجمع الدستوري الديمقراطي  وزير الشؤون الخارجية وحيا الحماس التلقائي الفياض لاطارات ومواطني ولاية القيروان على غرار بقية جهات البلاد في مناشدة الرئيس زين العابدين بن علي الترشح للانتخابات الرئاسية لسنة 2009 ومواصلة قيادة تونس لضمان مستقبلها وعزتها وتعلقهم المتين والثابت بشخص صانع التغيير المنقذ للبلاد والضامن لنجاحاتها قائلا: «كل تونسي وتونسية يكن نفس الشعور بالمحبة وبالثقة الكاملة في الرئيس زين العابدين بن علي».

وأكد عضو الديوان السياسي ان هذا الحماس ليس غريبا على الشعب التونسي المتعلق برئيسه رجل الاصلاح والانجاز الذي برهن دوما على قدرته على حسن القيادة واستشراف المستقبل والذي حقق المكاسب ووضع البلاد على مسيرة التنمية الشاملة والديمقراطية.

واستعرض في هذا السياق خصال الرئيس زين العابدين بن علي وحسه الانساني المرهف مشيرا بالخصوص الى قيم التضامن والتآزر التي زرعها رئيس الدولة في سلوك كل التونسيين والتونسيات.

وأكد اعتزاز التونسيين جميعا بالقيادة الرشيدة لصانع التغيير وانجازاته التي تتواصل في بلادنا يوما بعد يوم مذكرا بالقرارات الجديدة التي اعلن عنها الرئيس زين العابدين بن علي في خطابه بمناسبة الاحتفال بالذكرى التاسعة عشرة لتحول السابع من نوفمبر التي غطت جميع المجالات وطالت كل الفئات وكل جهات البلاد.

كما ذكر عضو الديوان السياسي أن الرئيس زين العابدين بن علي أرسى خلال سنوات التغيير دولة القانون والمؤسسات وركز مبادئ علوية القانون الذي يسري على الجميع دون استثناء مؤكدا ان الخطاب الأخير لرئيس الدولة أضاف لبنة جديدة في مجال حقوق الإنسان وتعزيز الحريات العامة إذ أذن بدعم صلاحيات الهيأة العليا لحقوق الإنسان والحريات الأساسية وتكليفها بمهام جديدة حيث أصبح بإمكان رئيسها زيارة السجون ومراكز الإيقاف بدون إذن مسبق ورفع تقارير إلى رئيس الجمهورية.

وبيّن السيد عبد الوهاب عبد الله أن هذا الإجراءيدحض من جديد مزاعم نفر قليل من المتشدقين بالديمقراطية وحقوق الإنسان والذين يستقوون بالخارج ويروجون الأكاذيب ويحاولون الإساءة إلى تونس.

وبخصوص وضع الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان أكد السيد عبد الوهاب عبد الله انها شأن داخلي ليس للسلطة دخل فيه مذكرا بالموقف الثابت من أن الرابطة تعد مكسبا وطنيا يجب المحافظة عليه ومضيفا أن القانون يجب أن يحترم من طرف كل التونسيين تكريسا لعلويته وأن الحريات الفردية وحرية التعبير والصحافة مصانة في تونس وهي تشكل رافدا من روافد الديمقراطية والتعددية في العهد الجديد.

وأبرز الوزير من جهة أخرى ما تضمنه خطاب الرئيس زين العابدين بن علي من قرارات وإجراءات عديدة لدعم اليات التشغيل والاقتصاد مبرزا أن التشغيل يبقى أولوية من أولويات البرنامج الرئاسي لتونس الغد.

وبعد أن ذكر بالمكانة المرموقة التي تتبوأها المرأة التونسية بفضل مسيرة إصلاحية متكاملة وبفضل الدفع الهام الذي شهدته في عهد التغيير بهدى من الرئيس زين العابدين بن علي حيث أصبحت وضعيتها نموذجا يحتذى أكد السيد عبد الوهاب عبد الله مسؤولية المرأة التونسية التاريخية في المحافظة على مكاسبها والتصدي للمظاهر الغريبة عن المجتمع التونسي كاللباس الطائفي الدخيل والوقوف حصنا منيعا ضد الرجعية ودعاة الشد إلى الوراء.

وفي سياق حديثه عن سياسة تونس الخارجية أكد السيد عبد الوهاب عبد الله انها مبنية على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في شؤون الغير مشيرا إلى التقدير والاحترام الكبيرين اللّذين تلقاهما الديبلوماسية التونسية من قبل نظيراتها.

كما أشار عضو الديوان السياسي إلى النجاحات التي ما انفكت تحققها الديبلوماسية التونسية التي أرسى دعائمها الرئيس زين العابدين بن علي مبرزا في هذا المجال انتخاب تونس وبعدد من الأصوات ملفت للنظر في أول تركيبة لمجلس حقوق الإنسان الجديد التابع للأمم المتحدة والتأييد الذي تجده المبادرات الرئاسية في المحافل الدولية.

وبين السيد عبد الوهاب عبد الله في الختام أن تونس مقرة العزم على مواصلة مسيرة الإصلاح والتحديث ومتمسكة بشخص وخيارات قائدها الرئيس زين العابدين بن علي مبرزا انه لا سبيل للتخلي عن مثل هذه القيادة.

 

(المصدر: صحيفة الشروق التونسية الصادرة يوم 15 نوفمبر 2006)


تونس تتوقع ارتفاع النمو الاقتصادي الي 6 العام المقبل

 

تونس ـ رويترز: قال محمد النوري الجويني وزير التنمية والتعاون الدولي التونسي ان من المتوقع نمو الاقتصاد التونسي بنسبة ستة في المئة في عام 2007 نتيجة زيادة تدفق الاستثمارات والصادرات.

وقال الجويني للصحافيين انه يتوقع ان يحقق النمو الاقتصادي ستة في المئة ومن الممكن تحقيق هذا الهدف بجذب مزيد من الاستثمارات وزيادة الصادرات. واردف قائلا ان كل قطاعات الاقتصاد مهمة ولكن تونس تحرص علي جذب تدفق اكبر الي قطاع القيمة المضافة لاستيعاب 80 الف شخص من الساعين الي العمل والذين يدخلون الي السوق سنويا.

ويسهم ما يسمي بقطاع القيمة المضافة مثل الصناعات الغذائية بعشرين في المئة من اجمالي الناتج المحلي لتونس.

وتتوقع الحكومة التونسية ان ينمو الاقتصاد بنسبة 5.3 في المئة بشكل مجمل في عام 2006 مقابل 4.1 في المئة في عام 2005 بفضل نمو قطاع الخدمات.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 15 نوفمبر 2006)

 


بوتفليقة: سأعود إلى بيتي عندما أشعر بأن لديّ مشاكل صحية

الجزائر – محمد مقدم     الحياة     – 15/11/06//

 

أكد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة أنه تعافى تماماً من مرض شديد أصابه قبل عام. ودافع في شدة عن وضعه الصحي الذي أثار قلق الجزائريين إثر احتجابه ستة أسابيع متواصلة الصيف الماضي. وقال في غضب رداً على أسئلة الصحافيين الذين تابعوا لقاءه ووزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس، إنه يشعر بأنه «رجل في كامل العافية». وطالب بالكف عن التساؤل عن وضعه الصحي.

 

وهذه المرة الأولى التي يتطرق فيها بوتفليقة إلى وضعه الصحي منذ عودته إلى الجزائر بعد نقله نهاية العام الماضي إلى فرنسا، حيث خضع لعملية جراحية في المستشفى العسكري الفرنسي «فال دوغراس»، وأبقي رهن الرقابة الطبية شهراً. وقال بوتفليقة للصحافيين وهو يرافق ساركوزي الذي أنهى زيارة أمس إلى الجزائر: «إنكم تصنعون خبزاً مملوءاً بالزبدة من العدم. كنت مريضاً… مريضاً جداً. ولقد تعافيت بطريقة خارقة للعادة». وأضاف: «يجب التوقف عن الحديث عن وضعي الصحي (…) أنا رجل بالتأكيد مثل الآخرين. ومن الواضح جداً أنه عندما تكون لدي مشاكل صحية، فسأعود إلى بيتي بصفة نهائية».

 

وكان الرئيس الجزائري استقبل مطولاً الوزير الفرنسي في قصر الرئاسة في المرادية، في حضور وزير الداخلية يزيد زرهوني والوزير المنتدب دحو ولد قابلية والمستشار الديبلوماسي في الرئاسة عبداللطيف رحال. وأدى التداول الإعلامي لمرض بوتفليقة إلى تعظيم الشكوك التي أحيطت به. ونُقل الرئيس إلى المستشفى العسكري في عين النعجة لعلاجه مما قيل إنه قرحة في المعدة. لكن أطباء فرنسيين تحدثوا لاحقاً عن احتمال إصابة الرئيس بمرض عضال، ما كذبه آنذاك الطبيب المرافق للرئيس الدكتور مسعود زيتوني.

 

واعترف بوتفليقة في رسالة مطولة إلى الشعب الجزائري بعد خروجه من المستشفى العسكري الفرنسي «فال دوغراس»، بخطورة الوعكة الصحية التي كان يعاني منها. وقال إن مرحلة المرض كانت «أيام المحنة». ورد على ما رددته الأوساط الطبية والإعلامية الفرنسية عن وضعه الصحي، مؤكداً أن ما نشر «إشاعات وأراجيف مغرضة».

 

(المصدر: صحيفة الحياة الصادرة يوم 15 نوفمبر 2006)


 

رسالة هند الهاروني شقيقة عبد الكريم الهاروني تسلّمها ليلة  صدور العفر الرّئاسي الذّي شمل ا طلاق سراح 5 مساجين سياسيّين من حركة النّهضة  سراحا شرطيّا من مجموع 16 شخصا في سجن المرناقيّة و قد تمّ الحطّ بثلث المدّة المتبقّية لعبد الكريم الهاروني أي بقي له ما يعادل 4 سنوات و أشهر أخرى …. بسم الله الرّحمان الرّحيم و الصّلاة   و السّلام على نبيّنا و حبيبنا محمّد و  على آله و صحبه أجمعين الى يوم الدّين عيد فطر سعيد و كلّ عام  و كلّ لحظة و أنتم بخير و الى خروج قريب من السّجن باذن الله الكرم الغربي في 06 شوّال 1427 الموافق ل 28 اكتوبر 2006 بعد قراءة الفاتحة ترحّما على والدتنا العزيزة السّيّدة  رحمها الله و أدخلها جنّة الفردوس الأعلى,آمين’آمين’آمين يا ربّ العالمين’ أقرؤك يا أخي العزيز كريم أحسن تحيّة تليق بك و بصدقك و أمانتك و صبرك و حبّك للخير و لأهله أينما كانوا’ جزاك الله خيرا كثيرا في الدّنيا و في اللآخرة ان شاء الله. نسأل الله أن يقبل أعمالنا جميعا ويغفر لنا و يرحمنا و يعتقنا من النّار في شهر رمضان و أن يجعل  عيد الفطر مباركا علينا و عليك يا أخي الحبيب و على اخواننا جميعا في سجن المرناقيّة و على و طننا و عاى أمّة حبيبنا محمّد صلّى الله عليه و سلّم. السّلام عليكم في هذه السّنة حلّ علينا شهر رمضان و عيد الفطر المباركين و قد فارقتنا أمّنا الحبيبة السّيّدة و قد فارقنا معها رحمها الله صلاتها و صيامها الّذي لم تتركه أبدا رغم أمراضها و معاناتها فكانت تصوم شهر رمضان كاملا و لا تترك فريضة الصّلاة و التّسبيح لله بالوضع الّذي كانت تستطيع التّماسك عليه بسبب مرضها. و قد كانت أمّي السّيّدة رحمها الله أيضا تطيل عند الدّعاء في الصّلاة حتّى تبكي و كنت أسمع صوتها و هي تحاول من صبرها المعهود التّكتّم حتّى لا تجعلنا نتأثّّر من حولها كما أنّها كانت رحمها الله تبقى أوقاتا طويلة  »في بركون بيت القعاد » أو في غرفة بيت نومها و هي  ترفع أيديها الى الله عزّ و جلّ و هي متذرّعة  اليه و مكثرة من الدّعاء اليه خاصّة أن  »يفرّج كربك و يخلّص حقّك » و يعيدك الينا جميعا في أقرب الآجال. لقد كانت امرأة  و والدة و صديقة صابرة على الكرب العظيم فكانت دائمة التّسبيح بعد ما تيسّر من قصر السّور على فراشها قبل النّوم في كلّ ليلة  كما أنّها أكثرت من التّسبيح في الأيّام المعدودات الأخيرة فكنت أسمعها من ضمن ما تقول  »يا ربّ يا خالقي’يا ربّ يا خالقي … » مستنجدة به عزّ و جلّ- و ستجد يا أخي الوفيّ كريم في هذه الرّسالة قصيدة أمّي بمناسبة عيد ميلادها الأخير- انّا لله و انّا اليه راجعون’ اللهمّ أجرنا في مصيبتنا و أخلفنا خيرا منها. و لا حول و لا قوّة الا بالله العليّ العظيم -لن  ننساها أبدا ما  حيينا الى أن نلحق بها باذن الله في جنّة الفردوس الأعلى. لقد كانت أمّي السّيّدة رحمها الله مثال في الحكمة و رجاحة العقل و البلاغة و الصّبر و الحنان و العطف و المحبّة و القلب الكبير و الصّلح و المعاشرة الطّيّبة و الجيرة الحسنة و النّصيحة الطّيّبة و نصرة الحقّ و كره الظّلم و العدوان بأنواعه و الاستباق لفعل الخيرات و الكلمة الطّيّبة و المفرحة الصّدقة و لله الحمد و تبارك الله كم هم كثيرون, كبارا و صغارا رجالا و نساء و أطفالا الّذينتأثّروا لوفاتها و ذكروا من بعيد أو من قريب خصالها الكريمة و دعوا لها بالرّحمة و الجنّة و كلّ الخير- فانّها امرأة صالحة كوّنت أجيالا طيّبة فهي باذن الله تركت صدقات جارية و ابن بارّ اسمه كريم يدعو لها و أدعية و تلاوة للقرآن و صدقات من أبنائها الآخرين أيضا و زوجها الوالد العزيز عمر رفيق دربها لأكثر من 46 سنة و زيارتها الدّائمة للتّرحّم عليها في القبر لأنّ العبرة بالنّتائج في الأعمال فالأعمال الصّالحة لا تورّث الا الأعمال الصّالحة’ اللّهمّ ارحم والدتنا السّيّدة و اجعل أعمالنا كلّها صالحة لوجهك الكريم فتقبل الينا و أنت راض عنّا و ضاحك الينا و نشرب شربة هنيئة لن نضمأ  بعدها أبدا من يد حبيبنا و نبيّنا و شفيعنا  محمّد صلّى الله عليه و سلّم يوم القيامة يوم لا يفلح الا المفلحون. » انّ الله لا يخلف الميعاد » -صدق الله العظيم سبحان الله له الحمد و له الشّكرندعوه أن يرزقنا الصّبر من عنده  حتّى أنّنا نشعر دائما بوجودها معنا في المنزل. أهديك يا أخي و صديقي الحميم كريم دعاء تفريج الكرب : لا اله الا الله الحليم الكريم لا اله الا الله العليّ العظيم لا اله الا الله ربّ السّماوات و الأرض و ربّ العرش العظيم. و في هذه الرّسالة أيضا أهديك دعاء جميلا.  و الآن تقبّل منّي يا أخي الحبيب كريم أخلص التّهاني بمناسبة عيد الفطر المبارك منّي أنا أختك الّتي تحبّك كثيرا و تحترمك أكثر-هندة- و كلّ أفراد العائلة  و هم جميعا  بخير و الحمد لله و السّلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته و مغفرته و رضاه و الى اللّقاء قريبا ان شاء الله دعاء : اللهمّ من اعتزّ بك فلن يذلّ و من اهتدى بك فلن يضلّ و من استكثر بك فلن يقلّ و من استقوى بك فلن يضعف و من استغنى بك فلن يفتقر و من استنصر بك فلن يخذل و من استعان بك فلن يغلب و من توكّل عليك فلن يخيب و من جعلك ملاذه فلن يضيع و من اعتصم بك فقد هدى الى صراط مستقيم اللّهمّ فكن لنا وليّا و نصيرا’ و كن لنا معينا و مجيرا انّك كنت بنا بصيرا امين-امين-امين يا ربّ العالمين ———————————————- أمّي أحببت ايمانا بعد الله والدتي                 أحببت فيها خصالا لست ناسيها فأنت يا أمّي حنانا قد حوى عمري           و أنت حضنا لأيّامي و ماضيها فلا اللّيالي نسيت ما ألمّت بك                   و لا عيونا قد احمرّت مآقيها كم قبّلتني شفاه عند غسق الدّجى                    كم هدهدتني حنوّا أياديها أنام نوما عميقا و هي ساهرة                    و عند انبلاج الصّبح أناديها تشقى مرارا لاسعادي و هي عابسة              فلست أدري بأيّ جهد أكافيها ارجو رضاها و فاء و هي سيّدة              أعيش أسرا و آلامي تداويها فيا ربّ اكتب رضاك فخرا لها                        فأنت بأمّي رحيم فأبقيها صفر    5  /  1427   2006/   5  مارس
 
عبد الكريم أهدى هذه القصيدة للوالدة رحمها الله في آخر عيد ميلاد لها : 5مارس2006

 

 


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمّد النبي الصادق الأمين

 

وأنت يا كرشيد اتّق الله!

ولا تتّبع خطى بلعام بن باعوراء!!

 

اطّلعت على مقال بعنوان (اتّق الله يا شيخ) للدّكتور صــــادق كرشيـــــد[1] – أستاذ بجامعة الزيتونة نشرته تونس.نيوز.نت – نقلا عن جريدة الصباح التونسية بعددها الصادر يوم 1 .11. 2006.  

وقد تضمّن المقال هجوما من كاتبه على قتاة الجزيرة الفضائية، وعلى العلامة الشيخ يوسف القرضاوي، موجّها إليه اتّهامات كبيرة وإهانات فظيعة، كما طفح المقال بعبارات المديح لحاكم تونس والثناء عليه وعلى عهده وحكمه! والأخطر من كلّ هذا ما ذهب إليه الدكتور مدرّس الجامعة الزيتونية من الإنكار الصريح للباس المرأة الشرعي – أعني الخمار – وإنكاره كذلك للإجماع الذي هو أحد الأدلة الشرعية، مزيّنا بذلك لحكّام تونس حربهم على الإسلام وشرعه وشعائره ومظاهره، سيرًا على خطى بلعام بن باعوراء[2].

 

كرشيد وشخصيته المتلوّنة

 

لقد كشف هذا المقال القناع عن شخصية كاتبه المتلوّنة تلون الحرباء! فترى الدكتور كرشيد متقلّبا بين مختلف المهمّات كالشريد! فبينما تبصره هجّاء  متقمّصا شخصية الشاعر(الحطيئة) – ولكن بلا قافية – للقحدح في قناة الجزيرة والطّعن في الشيخ القرضاوي ومن سمّاهم بالمتواطئين معه! إذ تجده قد انقلب مدّاحا متقمّصا شخصية الشاعر (ابن هانئ) – وبلا قافية كذلك – في مدح حاكم تونس وعهد التغيير، ثم فجأة تكتشفه قد انقلب رُؤبة وعينا للبوليس أو عونا لفِرقة التفتيشات يدقّق مع إدارة الجامعة في هوية إحدى الطالبات في الدفاتر والسجلات، وتارة يتقمّص شخصية صحافي مولع بالأكاذيب والدّعايات لما حقّقه ما يسمّيه (عهد التغييير المبارك)! من منجازات! وطورًا يظهر علينا  متنكّرا في عباءة العلماء الراسخين والفقهاء المجتهدين، لإنكار خمار المرأة الشرعي! وإسقاط دليل الإجماع الشرعي!

وهكذا جمع كرشيد بين النقائض! فخرج بذلك عن صفة العالم وسَمْتِ العلماء! إذ ليس من شيم العلماء التقلّب أو التلونّ كالحرباء! ولا من شأن العالم أن ينازع في باطل أو يعين قومه في باطل مستحلاّ ما حرم الله سبحانه، كيف وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «  مَثَلُ الذي يعين قومه على غير حقّ كمَثلِ بعير تردّى في بئر فهو ينزع منها بذَنَبِه « [3].

ومع حرص كرشيد على إظهار صفته دكتورا مدرّسا بالجامعة الزيتونية؛ فقد ورد بمقاله من التعابير السقيمة العامية والأخطاء اللغوية ما لا يُغفتر في حقّ من يدّعي بلوغ هذه المرتبة العلمية! بل نربأ بطالب الثانوية أن يقع فيها!

 

الأخطاء اللغوية

 

* فمن أخطائه اللغوية – على سيبل المثال لا الحصر – استعماله لفظة (مفبركة) وهي لفظة أعجمية (فرنسية) متداوَلَة في اللهجة العامية التونسية؛ وكذا كلمة (سيناريو) فهل يليق بدكتور مدرّس في الجامعة الزيتونية للشريعة وأصول الدين أن يستعمل مثل هذه الألفاظ الدخيلة والكلمات الهجينة! وفي لغة الضاد من وفرة الألفاظ والعبارات والغَنَاءِ بالمعاني والمشتقّات ما يُغني عن التسوّل والاستجداء من باقي اللغات! كما عبّر عن ذلك شاعر النيل حافظ إبراهيم – رحمه الله بلسان حال اللغة العربية أبلغ تعبير حيث يقول:

وسِعتُ كتابَ اللهِ لفظًا  وغايــةً    وما ضِقتُ عن آيٍ به أو صفاتِ

فكيف أضيقُ اليوم عن وصف آلةٍ    وتنسيقِ أسماءٍ لِمُختَرَعـــاتِ

أنا البحرُ في أحشائهِ  الدرُّ كامِـنٌ    فهل سألوا الغوَّاصَ عن صَدفَاتِي

أم أنّ الزيتونة التي كانت بالأمس عرين لغة الضاد، قد أصابتها في هذه العهود النكدة لوثة العُجمة والعيّ والعقم! فجعلت شيوخها ومدرسيها – ناهيك عن كثير من طلابها والدارسين فيها يلثغون بألفاظ أعجمية وعبارات عامية سارية على الألسن وجارية بها الأقلام . فإذا هي كما قال حافظ إبراهيم:

سَرَتْ لوثةُ الأعاجم فيها  كما سرَى    لُعابُ الأفاعي في مَسيلِ فُراتِ

فليس إذن بمستغرَب أن يخرج علينا كرشيد يوما بمقال فيه ألفاظ عِبْرِيَّةٍ، بعدما صارت لغة الصهاينة مقرّرا رسميا في الجامعة الزيتونية! لا لغاية علمية – طبعا – ولكن تنفيذا لسياسة التطبيع التي ينتهجها حكّام عهد (التغيير) الذي يصفه كرشيد ب(المبارك)!! إنه حقا مبارك! ولكن على الصهاينة وأذنابهم!

* ومن الأخطاء اللغوية كذلك استعماله نعت (السياسوية) لمن أسماهم ب(الطائفة) التي اتّهمها بأنها (تدّعي تمثيل الدّين والتكلّم باسمه)! وهو استعمال خارج عن قواعد اللغة العربية وأساليبها البيانية! ولقد كنّا نظنّ أن مثل هذه العبارات والصيغ والنعوت والصفات ممّا اختلقته التيارات المعادية للمنهاج الإسلامي، وأقحمته في خطابها بقصد الطّعن في خصومها جريا منها على طريقة توليد الصفات والنّعوت والمصطلحات في اللغة الفرنسية! فإذا بشيخ من مشايخ الزيتونة تستهويه هذه المصطلحات الغريبة على اللسان العربي، فتجري على لسانه وقلمه! وهو ما يشي بأن شيخ الزيتونة كما أصابته لوثة العُجمة، فقد عصفت به كذلك أعاصيرُ هذه التيارات، وجرفته أمواجها عن عرين الزيتونة لترمي به معهم في جحر الضبّ؛ فلا عجب أن نراه يتكلّم بلسانهم وينافح عن منهاجهم.

كما وقفنا بالمقال على أخطاء أخرى كثيرة – ما لم تكن تصحيفا من قبل جريدة الصباح – فهي أخطاء غير مغتفرَة لدكتور مدرّس بالجامعة الزيتونية للشريعة وأصول الدين فمن هذه الأخطاء:

* قوله: (..هو اخفاء الصدر عن اليعون)! وهو خطأ مطبعي وصوابه (العيون) وهذا الخطأ ينمّ عن تعجّل الكاتب في دفع المقال للنشر دون مراجعة.

* قوله: (أنّه لا وجود اليوم لمؤسسة بالجمهورية التونسية يؤمها تحمل هذا الاسم)! فقوله (يؤمها تحمل) تعبير سقيم وكلام لا معنى له، إذ لا فاعل لفعل (يؤم) وبسبب سقوط الفاعل من الجملة فقَد الكلام معناه؛ وواضح من السياق أن الكاتب يريد أن يقول (يؤمها الطلاب) فسقط الفاعل! وهذا يؤكّد عدم مراجعة الكاتب لمقاله قبل نشره؛ لأن العبرة لديه بتسجيل المواقف واسترضاء الأسياد ولو كان ذلك على حساب قواعد لغة الضاد!

* (بضع الاختصاصات) خطأ، وصوابه (بعض). ولا يخفى الفرق بين بضع وبعض.

* خطأ شنيع في آية الأحزاب حيث كتبها (ذلكم أظهر لقلوبكم) والصوّاب { ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ } بالطّاء لا بالظاء! وفرق كبير بين أطهر وأظهر!

هذا الخطأ في آية قرآنية ينبئ عن احتمال عدم استظهار كرشيد للقرآن عن ظهر قلب؛ فإن صحّ هذا فهو دليل آخر على مدى الانهيار الذي حاق بالجامعة الزيتونية! وهيئتها التدريسية في هذا العهد النكد! إذ لم يكن معهودا في أيام الزيتونة الزاهرة أن يؤمّها طالب غير حافظ للقرآن عن ظهر قلب، فما ظنّك بالعلماء والمدرسين فيها؟!

ومن عجب ألاّ ينتبه دكتور في الجامعة الزيتونية للشريعة وأصول الدين لما يكتب! وأعجب من ذلك أن يستهين بقدر آي الذكر الحكيم؛ فلا هو تحرّى الصواب في كتبها ورسمها، ولا حتى كلّف نفسها أدنى جهد لمراجعتها بقصد تصحيح ما قد تسرّب إليها من تصحيف ولا تحقّق من سلامتها من أيّ تحريف. إن الخطأ أمر بشريّ، ولكن الخطأ في القرآن لا يُعذر فيه المسلمُ العادي بَلْهَ الدكتور المدرس بالجامعة الزيتونية!

ولعلّ الأوامر التي قد تكون صدرت من جهات رسمية بضرورة استنفار العناصر الزيتونية ذات الولاء للسلطان بدل القرآن! وتجنيدها لتكون رِدْءاً للحكومة في حربها هذه على اللباس الشرعي، لم تسعفه بوقت للمراجعة! والأرجح أن المطامع التي يتقاتل عليها عناصر هذه الطائفة المتمشيخة حملت الدكتور على نزول الميدان! فراغ إلى تدبيج هذا المقال في غمرة انفعال واستعجال، فقَد معها القدرة على التركيز الذهني, لتدارك ما وقع فيه من أخطاء.

* ومن أخطائه كذلك قوله (كانت النسوة يلبسن خمورا يسدلنها) والخمور مفردها خَمْرٌ – وهي العصير المُسْكِرُ. وليس من شأن (الخَمْرِ أو الخمور) أن تُلْبَسَ من النّساء ولا من الرجال! وإنما تَلْبَسُ النساءُ (الخِمَارَ)، فما وجه ذكر الدكتور للخُمُورِ في هذا المقام الذي يتحدّث فيه عن الخمار؟! أم أن دكتور الجامعة الزيتونية يجهل أن (خِمَار) يُجْمَعُ على (خُمُر) و(أخْمرَة) لا على خمور!

تلك طائفة من الأخطاء اللغوية ممّا وقع فيه الدكتور، ألمعنا إليها على عجل دون استقصاء لكثير منها.

الهجوم على الجزيرة والشيخ القرضاوي ونعته بالكذب 

بدأ كرشيد مقاله بعنوان (اتق الله يا شيخ!)! وهو كلام ظاهره النصيحة والأمر بتقوى الله، وباطنه غمز في الشيخ القرضاوي، واتّهام له بفعل منكر يستوجب أن يتقي الله بالإقلاع عنه.

فهل صدر عن الشيخ القرضاوي في هذا المقام ما يعتبر منكرا في الشرع يستوجب التوبة؟ وما هو ترى المنكر الذي يتعيّن على الشيخ القرضاوي أن يتوب إلى الله منه؟ إنه استمع – كعادته في برنامج الشريعة والحياة – إلى سؤال طالبة تدعى (زينب) تستفتي الشيخ في حكم الحجاب وهذا نصّ السؤال:

– زينب: نعم! بالنسبة للتشكيك في آية من آيات القرآن الكريم وهي آية الحجاب فنحن في تونس الطالبات المتديّنات نتعرض منذ مدة طويلة لمحنة لا مثيل لها فالحجاب ينزع منّا بالعنف ونمنع من دخول الجامعة وهذا في جميع الكليات والثانويات في تونس.. في الأماكن العامة.

 

زينب: سؤالي أريد أن أعرف موقف فضيلة الشيخ والعلماء من الزي الإسلامي لأنه في تونس لا يعترف بهذا الزي ويقال إنه لباس دخيل!

 

فأجاب الشيخ يوسف القرضاوي:

– آية الحجاب آية قرآنية ثابتة محكمة لم يعترها نسخ ولا أي شيء بإجماع الأمة طوال القرون الماضية { ولْيَضْرِبْنَ جُيُوبِهِنَّ ولا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ} { وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا ولْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} هكذا جاء في سورة النور وجاء في سورة الأحزاب { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأَزْوَاجِكَ وبَنَاتِكَ ونِسَاءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ } فلا يجوز في بلد مسلم أن تُنهى المسلمة عن لبس الحجاب. أقلّ ما يطلب من الدولة المسلمة التي تعترف بأن الإسلام دينها أقل ما يُطلب منها أن تترك النساء حرائر يخترن ما يشأن. واحدة تختار الميني جيب وواحدة تختار الميكرو جيب وواحدة..وواحدة تختار الحجاب وواحدة تختار النقاب..حتى يعني هذا راجع إلى الحرية الشخصية ما دمنا نعطي حرية المرأة تلبس ما تشاء قصيرا طويلا تلبس موضة تلبس.. ما أحد يتدخل فيها لماذا نتدخل في أمر المتدينة؟

أنا حتى اعترضت على فرنسا وقلت لهم إن هذا يتنافى مع حريتين من الحريات الأساسية التي يتضمنها ميثاق حقوق الإنسان الحرية الشخصية، والحرية الدينية؛ لأن أنت معناها أنت تجبرني على أن أخالف ديني وأن أعصي ربي… » .

 

فماذا كان موقف كرشيد من  المسألة؟ لقد زعم كرشيد قائلا: » لا بدّ من التأكيد على أنّ حصّة يوم الأحد 15 أكتوبر 2006 من برنامج «الشريعة والحياة» في قناة «الجزيرة» مفبركة…أنّ الأمر مصطنع. تواطأ صاحبه مع هؤلاء الذين تربطه وإياهم علاقة ايديولوجية ليست خافية على ذي بصيرة…نقول لمن نسج هذا السيناريو إنه كذب مفضوح وبهتان صارخ، والشيخ القرضاوي يعرف جيدا حكم الكذب في الشرع العزيز. وحسبي هنا أنّ أذكره بالتّرهيب الذي جاء في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم… ».

هكذا نعى كرشيد على الطالبة سؤالها وعلى الشيخ القرضاوي جوابه وعلى الجزيرة برنامجها للشريعة والحياة – المتواصل على مدى عشرة أعوام – وعلى خصوم الحكومة من التونسيين المغتربين، متهما الجميع بالتواطؤ! فأي تواطؤ يدعيه كرشيد في إجابة عالم على سؤال سائل؟! وماذا قال الشيخ القرضاوي في جوابه؟ فهل قال منكرا من القول وزورا يستجوب التوبة أو أخطأ الحكم الشرعي عن عمد! حتى يقول له كرشيد  » اتق الله يا شيخ « ! وذاك جواب الشيخ القرضاوي بنصّه؛ فانظر هل ترى فيه من منكر أو زور أو خطإ أو قصور!؟

لقد أجاب الشيخ القرضاوي مبيّنا حكم الشرع في لباس المرأة؛ فهل في بيان العالم لحكم شرعي إثم أو منكر يستوجب التوبة منه؟! وهل على الشيخ القرضاوي من موقعه كعالم أن يمسك عن الجواب فيتنكّر للعهدة الإلهية المعلقة في أعناق العلماء والفقهاء بوجوب التحذير والإنذار عند المراجعة أو السؤال أو الاستفتاء كما نصّ على ذلك القرآن: { فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} [التوبة: 122] أم على الشيخ القرضاوي أن يكتم ما أمر الله العلماء ببيانه من الحقّ { تُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ } [آل عمران:187] لئلا يتّهمه رهطُ السبعة وثامنهم كرشيد!! بالتّواطؤ! ولا أظنّ الدكتور مدرّس بالجامعة الزيتونية يجهل القاعدة القائلة بأنّه   » لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة « . ولو كان في هذا البيان ما يغيظ حاكمَ تونس وسدنَتَه. فنقول له كما قال المتلمّس:  » فابرق  بأرضك ما بدا لك وارعُدِ « .

إنّ تحامل كرشيد على الدكتور الشيخ القرضاوي – وهو العالم الذي نذر نفسه وحياته لنُصرة دين الله وإعلاء كلمة الحقّ لا يخاف في ذلك لومة لائم، ولا يرهب صولةَ ظالم – ونعته بأبشع النعوت وأشنعها من مثل (تعمّده مجانبةَ الصّواب، وأنه يتعالى ويرنو إلى زعامة العالم الاسلامي وحكمه باسم الرهبانية والباباوية. وأنه يرأس جمعية وهمية لعلماء المسلمين، واصما إياه بالحقد والضغنية!؟ والنأي عن الهدى والصّواب، متّهما إيّاه – وحاشاه – بالكذب والبهتان! منذرا له بعواقب الكذب داعيا إياه إلى التوبة!

وما كان أولى بكرشيد أن يعظ نفسه بهذا الكلام وما كان أحراه وهو وأسياده – الذين نصبوه، أو نصب نفسه تطوّعا للدفاع عنهم –  بإعلان توبتهم ممّا هم فيه من الكذب. وإنما مثلنا ومثلهم كما قال القائل  » رمتنا بدائها وانسلّتِ  » .

هذا الهجوم الأهوج على الشيخ القرضاوي ينمّ عن إسفاف صاحب المقال وخروجه عن أدب المناظرة وآداب النصيحة والنقد النزيه. كما أنّه يمثّل صدى لمدى حقد حكّام تونس على الشيخ القرضاوي وضغنهم عليه – خصوصا بعد أن فشلت حيلتهم في استرضائه واستمالته يوم أوعزوا – قبل عامين – لسفيرهم في قطر بزيارة الشيخ القرضاوي وتقديم تفسير التحرير والتنوير هديّة – بل رشوة – له! بقصد استدراجه للتغاضي عن جرائمهم والسكوت عن فضائحهم. ولكنّ الشيخ – حفظه الله – وقف كالجبل الأشمّ غير آبه لهذه الحيل والخزعبلات الشيطانية التي مرد عليها حكّام تونس! ومضى في كشف عوارهم وهتك أستارهتهم على رؤوس الأشهاد؛ كما فعل في برنامج الشريعة والحياة، غير متهيّب ولا متردّد! فكان حقّا شجى في حلوق حكّام تونس، جعلهم يشرقون بِريقِهم! فراغوا إلى عناصر الطائفة المتمشيخة يستَعْدُون بهم للهجوم على الشيخ ويغرُونَهم به سبّا وشتما وإهانة وافتراء واتهاما! تماما كما تغري اللئام سفاءها بالكرام! وفي هذا السياق جاء مقال الدكتور كرشيد طافحا بتلك الإهانات والشتائم والاتهامات للتنفيس عمّا حاك في صدور أسياده من غلّ وغيظ على الشيخ القرضاوي! وهذا لسان حال الشيخ القرضاوي يردّ عليهم على الطريقة القرآنية قائلا: { قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} [آل عمران: 119] .

ألا فليعلم كرشيد أنه سيتحمّل وزر مقاله وحده يوم القيامة { يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } [النحل:111].

ونحن نسائل الدكتور كرشيد – الذي اعتبر حصّة الشريعة والحياة مفتعَلة ومصطنَعَة – ما وجه الاصطناع أو الافتعال في هذه الحصّة؟! ودأب الجزيرة وعادتها في كلّ برامجها على مدى عشر سنوات تناول مختلف القضايا التي تشغل بال الناس – بقطع النظر عن مواقف الحكومات – فأيّ حرج ترى على الجزيرة في تناولها لقضيّة الحجاب بصفة متجرّدة! وإذا كان حكّام تونس موقنين بوجاهة موقفهم وسلامة خيارهم في الحملة على اللباس الشرعي! فما الذي يضيرهم من تعرّض برنامح الشريعة والحياة لمسألة الحجاب؟! هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ هذه الحصّة بالذات من برنامج الشريعة والحياة لم تكن مخصّصة لمسألة الحجاب، بل كانت مخصّصة أصلا للحديث عن القرآن بمناسبة شهر رمضان، وهذا عنوانها (القرآن الكريم في شهر القرآن) ما هو موقعه في ديننا وتاريخنا؟ وكيف نُقل إلينا؟ وهل هناك اختلاف في نصوصه، وما هي قراءات القرآن؟

وهو ما يجعل دعوى كرشيد التصنّع أو الافتعال للحصّة كاذبة.

لقد جاء سؤال الطالبة (زينب) للشيخ القرضاوي عرَضًا فأجاب عليه كما أوردناه آنفا؛ فأين إذا ما زعمه كرشيد من الافتعال في هذه الحصّة؟ وأين هو التواطؤ المفضوح؟

فإن كان جواب الشيخ من قبيل (الكذب المفضوح والبهتان الصارخ والمتاجرة بالمقدّس والتشويش المغرض على أمن البلاد، وسلامتها) كما زعمت يا كرشيد؛ فما جوابك عمّا جاء بسؤال الطالبة (زينب) من تعرّض الطالبات المتديّنات لنزع الحجاب منهنّ بالعنف ومنعهنّ من الدراسة وملاحقتهنّ في الأماكن العامة وتشكيك حكّام تونس في آيات القرآن المتعلّقة باللباس الشرعي ووصفهم هذا اللباس بالدخيل! هل هي وقائع حقيقية أم دعاوى وهمية؟

فإن كان حكمك على الحملة التي يشنّها أعضاء الحكومة وحزب التجمّع الدستوري وأعوانهم من أمثالك على نساء تونس وبناتها تطبيقا للمنشور108! بأنّها وهمية! ولا وجود لها! فما وجه نشرك أنت لهذا المقال وإثارتك فيه لمسألة الخمار ووقوفك ظهيرا للحكومة مدافعا عنها مجتهدا في إنكار شرعية الخمار منكرا دليل الإجماع الشرعي عليه؟ ألا تكون أنت بهذا صاحبَ التمثيلية المصطنعة وبطلَها في الآن نفسه، سالكا في ذلك مسلكَ (بلعام بن باعوراء) في تسخير علمك بالشرع لتزيين المنكر والحضّ عليه؟!

وماذا تقول في اعتراف أسيادك مثل ابن علي والخزوري ومهنّي وبن ضياء وعبد الوهاب وأضرابهم بشنّ هذه الحرب وإشعالها وتأجيج نارها؟! وتلك وقائعها الميدانية اليومية شاهدة على مدى فظاعتها وشدّة ضراوتها. فإن لم تكن رأتْها عيناك، ولا سمعتْ صداها أذناك، ولا انغمستَ في حمأتها الوبيئة بلسانك وقلمك! فإذن فَلْتَبْكِ يا كرشيد على حواسّك الموءودة! ولتَقْبَل العزاء في مداركك المفقودة!  

وأما إن كنت مُقرّا بوجود هذه الحملة على اللباس الشرعي، فما معنى وصفك لحصّة برنامج الجزيرة بأنها تمثيلة مصطنَعَة! وأن ما جاء فيها (كذب مفضوح وبهتان صارخ) وهذه تصريحات الحكومة الرسمية، وتلك وقائع حملتها الميدانية على الساحة التونسية كلّها شاهدة بصدق دعوى الطالبة صاحبة السؤال؟! فإذن أين يا كرشيد الافتعال؟! وما وجه اتهامك الجزيرةَ والشيخَ القرضاوي، ومن أسميتهم بأصحاب التوجّهات غير السوية بالتمثيل والمتاجرة بالمقدَّس والتشويش المغرض على أمن البلاد وسلامتها والكذب والافتعال والبهتان؟! وكلّ ذلك واقع فعلاً من حكّام تونس أنفسهم بتعمّدهم إشعال نار هذه الفتنة دون إدراك منهم لسوء عاقبتها عليهم هم قبل غيرهم؛ فلولا أنهم هم الذين أشعلوها داخل البلاد؛ أكان للجزيرة أو من سميتهم (الطائفة السياسوية التي ادّعت أنها تمثل الدين، وتوهم بأنها تتكلّم باسمه) إثارتها من خارج البلاد أو افتعالها أو اصطناعها أو الحديث عنها؟! ألم تقرأ يا كرشيد ما جاء في الأثر: » الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها « . أليس من أيقظوا هذه الفتنة هم حكّام (عهد التغيير) أليسوا هم أصحاب (المتاجرة بالمقدّس والتشويش المغرض على أمن البلاد، وسلامتها، الناؤون عن الهدى والصواب والمصابون بداء التعصّب واسوداد القلب وعمى البصيرة والحقد والضّغينة) على الإسلام وأهله بتعمّدهم تبديل كلام الله وتحليل ما حرّم الله! وإلزام المتصوِّنات من نساء تونس وبناتها على النزول على حكمهم الباطل قهرا وحملهنّ على التعرّي قسرا!

 

الاستخفاف بعقول المشاهدين

 

قال كرشيد (وإن كان يمكن أن ينطلي الأمر على المشاهدين من الأقطار العربية الأخرى، فإنه لا يمكن أن ينطلي على المشاهد التونسي…) .

فمع ما في هذا القول من البطر والكِبْرِ وغَمْطِ الناس واستخفاف بالعقول والمدارك، فهو ينطوي كذلك على إهانة للمشاهدين عامّة والمشاهد التونسي خاصّة! فهل تصديق هذا المُشاهد أو تكذيبه لِمَا يُبَثُّ في القنوات الفضائية رَهْنُ إشارة حكّام تونس، وهل هم الأوصياء على مداركه وعقله وفهمه، يتحكّمون فيه بآلة تحكّم عن بُعد! ليصدّق ما يأمرونه بتصديقه، ويكذّب ما يأمرونه بتكذيبه!

وما قول كرشيد ذاك إلاّ أمانيّ يعزّي بها حكّام تونس أنفسهم عن الحسرة التي تأكل قلوبهم بسبب عجزهم عن قطع برامج الجزيرة عن المشاهد التونسي! فلّما لم يكن لهم يَدَانِ بقطعها أو قطع المشاهد التونسي عنها، قطعوا علاقتهم بدولة قطر! وإذا كنتم – يا كرشيد – على ثقة بنضج المشاهد التونسي، فلا ينطلي عليه أمر حصّة الشريعة والحياة ولا غيرها من الحصص، فما موجب قطعكم لبثّ خطاب الرئيس السويسري إبّان انعقاد مؤتمر الملدعلومات الدولي بتونس، وهو ما عكّر العلاقة مع سويسرة بسبب ما ارتكبتم من فضيحة؟!

وما الداعي لقطعكم العلاقة مع قطر وإغلاق السفارة واستدعاء السفير؟! وإذا كنتم بحقّ على ثقة بوعي المشاهد التونسي فلِمَ تطوّقونه بأسيجة المراقبة والتنصّت، والتصنّت لرصد جميع اتصالاته الهاتفية! ولِمَ تتحكّمون في علاقته بشبكة المعلومات الدولية؟! ولِمَ تحرمونه من حقّه الشرعي والطبيعي والدّستوري والقانوني في الاتصال بمختلف المواقع الإسلامية والسياسية، فيما تفسحون له المجال فقط للدّخول إلى مواقع الفساد والانحلال والإباحية!

إنّ قطع حكّام تونس العلاقةَ مع قطر، وقطعَهم المُشاهدَ التونسي عن المواقع الجادّة بشبكة المعلومات الدولية، ورصدَ اتصالاته الهاتفية وغيرها، كلّ ذلك يكشف القناع عن منهاجهم الفرعوني في الحكم والتحّكم في عقول أهالي تونس ومداركهم وكأني ب(ابن علي) طاغوت تونس يردّد من جديد ذلك الشعار الفرعوني المقيت { مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى } [غافر: 29] .

إن المشاهد التونسي اليوم يتلظّى بجحيم عهد التغيير – الذي يتغنّى به كرشيد – ولا يرى في هذه الحصّة إلا أنها غيض من فيض! ولو خصّصت الجزيرة وسواها من القنوات الفضائية كلّ برامجها للحديث عن محنته ومعاناته ونكبته على مدار الساعة لما أمكنها الإحاطة بها أو استقصاؤها.

ولكنّ هذا المشاهد المحروم من حقّه، المطعون في عِرضه، المُهان في كرامته المحصاة عليه أنفاسه، يجد فيما يبثّ من مشاهد محنته في قناة الجزيرة وسواها شهادة إدانة لحكّام السابع من نوفمبر وعهدهم النكد من جهة، كما يجد فيها بعض عزاء وتسرية عن قلبه المكلوم، من جهة أخرى.

* يقول كرشيد (وأما المشاهدون من الأقطار العربية الأخرى، فقد ينطلي عليهم أمر هذه (التمثيلية)!

وذاك أيضا مثار حسرة مضاعفة في قلوب حكّام عهد التغيير الذين أخرج الله أضغانهم وهتك أستارهم، وكشف دخائلهم بواسطة قناة الجزيرة، فلله درّها. فما أصدق قول القائل:

إذا جاء موسى وألقى العصا    بطل السحر والساحر

حقّا لقد بطل السّحر وافتضح السَّحَرَةُ! ووقف المشاهدون في الأقطار العربية والعالمية على فضائح حكّام عهد الغيير وفظائعهم! التي صدمت النفوس وأكمدت القلوب، وأثارت السّخط العام من الأمة العربية والإسلامية والعالَم كلّه عليهم. وتلك الأيدي المبسوطة إلى السماء وهذه الألسنة التي تلهج بالدّعاء، كلّها شاهدة بمدى سخط أهل الأرض عليهم، فما بالك بأهل السماء!

تلك الفضائع التي طالما سعوا في أخفائها وإنكارها، ثم ها هم أولاء وُقوفٌ حيارى مشدوهين! وقد ضُبطوا بجناياتهم متلبِّسين! فلا حيلة لهم بقطع البثّ الفضائي عن أولئك المشاهدين، ولا سلطة لديهم في التحكّم في مداركهم أو توجيه عقولهم! لتكذيب ما يُبثّ هنا أو هناك من أنباء جرائمهم!

* شكّك كرشيد في شخصية الطالبة (زينب) صاحبة السؤال الذي أهمّه وأغمّه وأقضّ مضجعه، فلم يهدأ له بال حتى تحقّق من أمر هذه الطالبة حيث قال (وبحكم أنني من مدرّسي هذه الجامعة، راجعت الأمر مع الادارة فتبيّنت أنه لا يعدو أن يكون محض افتراء اذ لا وجود لطالبة اسمها «زينب» تغيّبت عن الدروس هذه الأيّام ) كلّ ذلك ليقيم الدّليل على أن (زينب) هذه شخصية وهمية لا وجود لها!! وكأن كرشيد يريد بإنكاره وجود هذه الطالبة أنه لا وجود تبعا لذلك لحملة على اللباس الشرعي في تونس! وأن الأمر كلّه محض افتعال!

وأنا أسائل الدكتور عمّن كلّفه بهذه المهمّة أو قام بها من تلقاء نفسه على سبيل التصرّف الفضولي! أو حسبةً لله!! أو قُربة لأسياده!! وهل كان التفتيش والتحقيق في أمر هذه الطالبة – (اللغز المحيّر) للدكتور وزمرته – بمعيّة أعوان بوليس أمن الدولة! أم تطوّع الدكتور بدافع الوطنية! للقيام بذلك لوحده نيابة عنهم أو طمعا في  الأجر والثواب منهم!

وما يعنيك أنت – الدكتور المدرّس بالجامعة الزيتونية – من أمر هذه الطالبة حتى تترك من أجلها بحوثك وطلابك ومحاضراتك ودروسك ومراجعاتك! وتذهب إلى إدارة الجامعة لفحص الدفاتر والسجلات، والتدقيق في هوية طالبة والتنقيب عن صورتها، والتنقير عن صفتها والتحقيق في وجودها أو عدمها! تماما كما يفعل بوليس الاستخبارات! متنكّرا بهذا الصنيع الشنيع لصفتك كدكتور مدرّس في الجامعة، متقمّصا صفة جاسوس أو عين للمخابرات بحثا عن هذه الطالبة! فهل هذه وظيفة أساتيذ الجامعات؟! أم هي من المهمّات والوظائف الجديدة التي استحدثها عهد التغيير (المبارك)!! وأوكلها إلى مدرّسي الجامعة الزيتونية وسواها من الجامعات والمؤسّسات العمومية والخصوصية؛ التي حوّلها عهد التحوّل إلى دوائر استخبارية! ملحقَة بوزارة الداخلية! أهكذا غيّر عهد التغيير (المبارك)! مهمّة مشائخ الزيتونة ودكاترها – ومنهم الدكتور كرشيد – من علماء ومدرّسين ودعاة إلى رُؤبَةٍ، وعيون ووشاة وملاحيق تابعين لفِرقة أمن الدولة أو فِرقة الاستعلامات، موكَّلين بمهمّة التجسّس والتحسّس على التونسيين طلابا ومدرّسين وعمّالا وموظّفين، ومواطنين وحتى المتّصلين منهم بقناة الجزيرة! شأن هذه الطالبة المسكينة! فإن يكن كرشيد وزملاؤها موكّلين للقيام بهذه الدّسيسة! فهنيئا لكرشيد ومن شاكله هذه الوظيفة الخسيسة!

 

الجامعة الزيتونية والشموخ الزائف

 

يقول كرشيد (ومنذ فجر التحوّل الذي شهدته تونس في السابع من نوفمبر 1987، أصبحت الزيتونة جامعة شامخة تضمّ معاهد عليا هي: المعهد الأعلى لأصول الدّين، والمعهد الأعلى للحضارة الاسلامية، ومركز الدراسات الاسلامية بالقيروان، إضافة إلى بضع الاختصاصات الحديثة كالملتيميديا والملتيميديا المطبقة على الفنون الاسلامية، وكل هذه المؤسسات ترجع بالنّظر إلى وزارة التعليم العالي، يدرس بها طلبة تونسيون، وآخرون من جنسيات عدة، عربية، وافريقية، واسيوية).

راح كرشيد ينسج من اسم الجامعة الزيتونية للشريعة وأصول الدين عكاظية مديح لسيّده والثناء عليه بما ليس فيه! وكلّنا يعلم حال الزيتونة اليوم وما آلت إليه من مصير بائس! وما كان تقسيمها إلى ثلاثة معاهد، إلا مؤامرة حاكتها بطانة عهد التغيير المُلحِدَة لضرب الزيتونة والقضاء عليها قضاء مبرما! وتركيز عناصر من فصيلتهم للتدريس بالجامعة الزيتونية للشريعة وأصول الدين – يعرفهم كرشيد حقّ المعرفة – ولعلّه هو اليوم أحد مطاياهم لتنفيذ مشاريعهم وتحقيق مآربهم من حيث يدري ولا يدري! 

فأيّ شموخ يدّعيه كرشيد للجامعة الزيتونية للشريعة وأصول الدّين بعد تفتيتها على يد عهد التغيير المشؤوم الذي يصفه – كذبا وزرا – بالمبارك؟! وأي بركة في هذا التغيير؟! و(صانع التغيير)! – كما يسمّونه – هو أوّل من سنّ في تاريخ تونس – البلد الإسلامي – قانون المساجد عدد 34 لسنة 1988 مؤرخ في 3 مايو 1988 وجعل التطوّع بالتدريس في المساجد جريمة موجبة للعقاب!

أيّ شموخ يدّعيه كرشيد للجامعة الزيتونية للشريعة وأصول الدّين في عهد التغيير؟! وهي الجامعة الإسلامية الوحيدة في العالم الإسلامي التي لا يوجد بأيٍّ من معاهدها مسجد[4] ولا يُرفع فيها للصلاة أذان! وهي الجامعة الإسلامية الوحيدة في العالم الإسلامي التي يُمنع الطلاب فيها والمدرّسون من أداء الصّلاة!

أيّ شموخ يدّعيه كرشيد للجامعة الزيتونية للشريعة وأصول الدّين وهذه حُرماتُ الشريعة فيها منتهَكَة وفروض الدين فيها معَطَّلة!!

أما رأيت يا كرشيد! المدرّسات والطالبات يُستكرَهن في الجامعة الزيتونية على التعرّي! والتخلّي عن لباسهنّ الشرعي! أما أبصرتَ بأمّ عينيك – إن كان لك عينان تبصران – أعوان الشرطة المنتصبين على أبواب الجامعة الزيتونية نفسها مرابطين على عتباتها على مدار الأيام والشهور والأعوام، ينزعون الخُمُرَ عن رؤوس المدرّسات! والطالبات!

أيّ شموخ يدّعيه كرشيد للجامعة الزيتونية للشريعة وأصول الدّين في عهد التغيير؟! وعهد التغيير هذا هو الذي فرض تدريس اللغة العبرية! للطلاب التونسيين بالجامعة الزيتونية للشريعة وأصول الدين، تحقيقا لسياسة التطبيع مع الصهاينة!! فهل ترى في هذا شموخا للجامعة الزيتونية أم شموخا للدّولة الصهيونية التي مكّنها عهد التغيير المشؤوم من رقابنا والتسلّل إلى عقر دارنا؟!

أيّ شموخ يدّعيه كرشيد للجامعة الزيتونية للشريعة وأصول الدّين في عهد التغيير؟! وأيّ بركة لهذا التغيير!؟ وهو الذي استباح حمى الجامعة الزيتونية، فحوّلها بؤرة للفجور والفسق والمجون! فإن كنت يا كرشيد في ريب من هذا، فدونك الدلائل التي لا يسعك إنكارها ولعلّك كنت من شهودها:

– وزير الشؤون الدينيّة يشرف على مباريات لطالبات الشريعة في السباحة بالبيكيني: نشرت مجلّة المجتمع الخبر الآتي بيانه  » أشرف علي الشابي وزير الشؤون الدينيّة في تونس على سباق في مسبح كليّة الشريعة في تونس وقد شاركت في المسابقة طالبات كليّة الشريعة في تونس وكنّ يرتدين البيكيني! وبعد إعطائه لإشارة الإنطلاق لطالبات الشريعة اللاّتي يرتدين البيكيني في تونس علّق الوزير على ذلك مبتهجا بقوله الآن تخلّصت الزيتونة من عقدتها « [5] – تنشيط ثقافي البرهان الثاني: نشرت مجلّة حقائق التونسية بركن في الكواليس الخبر التالي – تنشيط ثقافي –  » أحيت الفنّاتة الصاعدة منيرة حمدي سهرة فنّيّة رائعة!! في رحاب معهد أصول الدين التّابع للجامعة الزيونيّة!! وفي نفس السياق وتلقيحا للطّلبة ضدّ التطرّف!! تمتّع الطّلبة بمشاهد الألعاب السحريّة للمنوّم المعناطيسي الشهير حمّادي بن جابلله الفرشيشي!! » [6].

أيّ شموخ يدّعيه كرشيد للجامعة الزيتونية للشريعة وأصول الدّين في عهد التغيير مع ما نرى من حال النسوة المتبرّجات المدرّسات بالجامعة الزيتونية للشريعة وأصول الدّين ومظاهرنّ الفاضحة، المخالفة للشرع، حيث يدرّسن حاسرات الرؤوس مكشوفات النحور والصدور! مثل منجية السوايحي ووسيلة بالعيد، فهل هذا من مظاهر الشموخ أم هو من الشروخ التي أوقعتها الطائفة الإلحادية بصرح الجامعة الزيتونية وكيانها، تمهيدا لهدم بنيانها وطمس آثارها!

ولا يتّسع هذا المجال لضرب أمثلة من المسخ الفظيع والدرك الوضيع الذي آلت إليه المناهج والمقرَّرات بمختلف هذه المعاهد التابعة للجامعة الزيتونية والمدرّسين فيها، إلا من عصم الله.

فأيّ بركة ترى لهذا العهد، الذي برَكَ بِكَلْكَلِهِ! على أهالي تونس فخنق أنفاسهم وأيّ شموخ لهذه الجامعة مع ما أصابها من دمار وشروخ؟!

ولولا خشية الإطالة على القارئ لضربنا مزيدا من الأمثلة على النّكبة التي حلّت بالجامعة الزيتونية للشريعة وأصول الدين. وفيما أوردنا من الأدلّة ما يكفي لجعل دعوى كرشيد في شموخ الجامعة الزيتونية داحضة! وشهادته ببركة التغيير ساقطة!

 

وللحديث صلة إن شاء الله

 

وكتبه فقير ربه:

 محمد الهادي بن مصطفى الزمزمي

 


[1]  – صادق كرشيد هو الاسم الصحيح لكاتب المقال وقد جاء بجريدة الصباح (كشريد) – مصحفا- والصحيح ما أثبتناه.

[2]  – بلعام بن باعوراء:  قيل هو رجل كان قد أوتي علما كثيرا، فاستعمله في المكائد ومعاصي الله. وقد وردت بشأن مكائده لموسى عليه السلام أخبار كثيرة. فانتقم الله منه. وقيل هو ممّن عناهم القرآن  في قوله تعالى { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ } [الأعراف : 175].

[3]  – أخرجه أحمد في المسند.

[4]  – كان بكليّة الشريعة مسجد يؤدّي فيه المنتسبون للكلية الصلوات الخمس. ولكن أزلام عهد التغيير المشؤوم أمروا بإغلاقه ومنع الصلاة فيه!

[5] مجلة المجتمع في عددها 1063 ص 15 الصادر بتاريخ 7 ربيع الأول 1414 هج / 24. 08. 1993..

[6]  مجلة حقائق التونسية بعددها 379..

 

(المصدر: موقع الحوار نت www.alhiwar.net بتاريخ 15 نوفمبر 2006)


الحياة الكريمة حقّ لكلّ البشريّة مهما كانت معتقداتهم و مهما كانت انتماءاتهم مع احترام اللختلاف في الرّأي و عدم الاقصاء أو التّمييز أو الحرمان من الحرّيّة و التّعبير عن القول لأنّ الاختلاف هو سنّة الحياة و به تتقدّم الانسانيّة و تنمو حقّا

كريمة  

   

في ذكرى 7 نوفمبر 2006

  

الحكم على صذّام حسين بالاعدام  في العراق   مجازر جماعيّة في فلسطين على مرأى العالم و لا نسمع غير الاستنكار و الشّجب   انتخابات الكنغرس فوزحزب الدّيمقراطيّيني الولايات المتّحدة الأمريكيّة و عفو رئاسي في تونس بمناسبة مرور 19 سنة على تولي الرّئيس زين العابدين بن علي الحكم لما لم يقع الافراج عن كلّ المساجين السّياسيّين لحركة النّهضة المحضورة ؟  هل محا ولة ما لكسب الوقت ؟    الى الرّأي العام العالمي و المجتمع الدّولي  كفى صمتا و تآمرا و تفرّجا على المعذّبين و المياجين السّياييّين و المقابر الجماعيّة في العالم و المجازر اللاانسانيّة في بيت حانون و غيرها في عالم يتحدّث عن الدّيمقراطيّة و يرفعها شعارا له في كلّ المنابر و يتحدّث عن حقوق اللنسان  فالوقت حان و الكلّ يتغيّر بين الّحظة و الأخرى موازين القوى بدأت تتغيّر ووعي الشّعوب أصبح حقيقة قائمة و لن تقبل الكذب و الاهانة أكثر ممّا مضى المعتد ظاهر و الضّحيّة ظاهرة و الحقّ ظاهر و الباطل ظاهر دافعوا عن العدالة و ناضلوا من أجل ارجاع الحقوق الى أصحابها و من أجل محاسبة مقترفي الجرائم ضدّ الانسانيّة بكلّ أنواعها عفو 7 نفمبر في تونس يتضمّن كما صرّحت به الجمعيّة الدّوليّة لمساندة المساجين السّيلسيّين قي تونس : معدّل 55 سجينا سياسيّا من حركة النّهضة سراحا شرطياّ و لم يفرج عن   ما  عادل 70 من نفس الحزب و اكتفى الرّئيس باالاحاطة لهم ب ثلث المدّة المتبقّية من العقوبة هذه المرّة و هي كما هو الحل في مناسبات عفو سابقة وقد أعلنت السّلطات التّونسيّة أنّ الرئيس زين العابدين بن علي بنفسه هو الّذي اهتمّ بملفّ السّراح الشّرطي.    و الحال أنّ المساجين السّياسيّين الّلذين خرجوا بموجب هذا العفو بالسّراح الشّرطي تقع مطالبتهم في مراكز الأمن  بالتّرّدد عليهم و يتركونهم ينتضرون كثيرا من الوقت و في أوّل يوم من خروجهم من السّجن يسالوهم عن معلومات من نوع سياسي : ماذا كنت تفعل سابقا و مذا تنوي أن تفعل مستقبلا و السّراح الشّرطيّ يعني أن يطلب من السّجين المفرج عنه ان يوقّع يوميّا في اقرب مركز شرطة من مقرّ سكناه كما نّ على هذا الشّخص يقع الزامه بعدم مغادرة منطقة سكنه الا اذا رخّصت له الشّرطة بذلك و الأكثر من ذلك أنّه لا يقع تمكينه من عمل فلا يكفي انّه كان في السّجن بل الأكثر من ذلك فانّ عمليّة الحضور اليومي الى مركز الشّرطة لتوقيع حضوره تمنعه من العمل هذا ان تمكّن من وجوده و هو أمر صعب للغاية . ثمّ انّ من سبقوا هذه الدّفعة التّي وقع الفؤاج عنها في هذه المناسبة خير مثل عمّا تعانيه هذة النّخبة من اضطهاد و ظلم فهي على سبيل المثال ايضا تعيش في مراقبة مستمرّة و هي عرضة للمساءلة و حتّى التّعرّض للتّهديد عند القيام بتعبيرها عن رأيها و يقع اثقال كاهها في المحاكم  بشتّى أنواع القضايا  و الحصارات الأمنيّة على بعض المنازل لهؤلاء الأشخاص,,, و وقع اللعتداءبالعنف على بعض عائلات المساجين السّياسيّين من قبل الأمن لأنّهم طالبوا بحقّ  مشروع تكفله لهم كلّ القوانين الدّوليّة و المعاهدات الدّوليّة و المبادئ الانسانيّة و الكرامة البشريّة و كلّ الأديان السّماويّة ألا و هو المطالبة بطريقة سلميّة و مشروعة باطلاق سراح ذويهم من السّجون الّذين حوكموا باطلا و زجّ بهم في السّج -عدد من هذه العائلات عبّروا عن ارائهم و بصورة سلميّة لم يعتدوا على أحد اذ قاموا باعتصام و اضراب عن الطّعام ليوم واح-. و الكلّ يشهد بذلك في الأوصات الحقوثيّة التّونسيّة و العالميّة و منظّمات حقوق الانسان المحلّيّة مثل الرّابطة التّونسيّة للدّفاع عن حقوق الانسان و منظّمات دوليّة للدّفاع عن حقوق الانسان و غيرها من الهيئات و الجمعيّات ذات المصداقيّة و الاختصاص اذ أنّها تابعت و  حضرت محاكمة الأعداد الكبيرة لقياديّي و أعضاء حركة النّهضة و ذلك في أوث 1992 في المحكمة العسكريّة و أكّدت بأنّ المحاكمة لم تستجب لأصول المحاكمة العادلة        و حركة النّهضة في تونس  يعود ياريخ تاسيسها الى 06 جوان 1981 كانت تسمّى حركة الاتّجاه الاسلامي الّذي لقي ترحيبا واسعا في المجتمع و ردّا عنيفا من السّلطة في عهد الرّئيس السّابق الحبيب بورقيبة : اعتقالات و محاكمات و تزييف للانتخابات ليتكرّر نفس المشهد في 1987 و ثالثة في 1991    و هي حزب سياسي له برنلمجه و يطالب بحرّيّة التّعبير عن الرّأي  و النتخابات الحرّة و النّزيهة وتدعو الى تجربة فكريّة و ساسيّة لا اقصاء فيها و لا استبداد و فيها يتمتّع الاسلاميّون بحقّ المشاركة في الحتلة العامّة و بواجب خدمة البلاد في ظلّ مناخ من الحرّيّات الحقيقيّة و القوانين العادلة و المؤسّسات الممثّلة و في اطار التّنافس النّزيه و التّداول السّلمي على السّلطة و لاحكم مدى الحياة و كلّ القرائن و الدّلائل  تدلّ بالدّليل القاطع عن أنّ أصحاب هذا الحقّ هم رهائن و ضعوا في السّجن محاولة للقضاء عليهم للاستفراد بالسّلطة في هذا الباد و هم مازالوا يدفعون ثمن نضالهم من أجل الحرّيّة و قبل كلّ عفو رئاسي لدفعة من هؤلاء المظلومين نتيجة تنامي الدّعوات في الدّاخل و في الخارج الى اطلاق سراح كلّ المسلجين السّياسيّين و سنّ العفو التّشريعي العام يأخذ الحزب الحاكم في سبّهم بشتّى النّعوت عسى أن يجد صدى عند الرّأي العام بامكانه أن يصدّق ذلك و مجموع هذه النّعوت جعله يدور حول . ‘التّطرّف و الارهاب و غيرها  و كلّها تهم لا تمتّ لهؤلاء النّاس بصلة من قريب و لا من بعيد حتّى أنّهم لم يحملوا السّلاح أبدا في البلاد و لم تسمح السّلطة التّونسيّة لأيّ منظّمة مدافعة عن حقوق الانسان محلّيّة كانت أو دوليّة للدّخول الى السّجون و اللطّلاع على الأوضاع هناك الأ مؤخّرا و لكن فقط لمنظّمة الصّليب الأحمر الدّولي فقط و قد زارت هذه المنظّمة عددا من مسا جين حركة النّهضة و كرّرت مقابلة عدد من القياديّين منهم و الأعضاء في العديد من هذه السّجون    ثمّ انّ العديد من المحاكمين في نفس القضيّة هم لاجؤون في العالم الغربي الأروبّي خاصّة ليس لهم الحقّ في الرّجوع الى بلادهم و عائلاتهم  و التّعبير عن رأيهم بحرّيّة و دون الزّجّ بهم ماشرة في و السّجون الى يومنا هذا و لم نسمع عن أيّ عفو رئاسيّ قد شملهم     مفردات يجب الانتباه عند استعمالها في سياقها مثلا    قيمة الأمن و اللستقرار: النّموّ و التّقدّم في أيّ مجال كان في البلاد لا يعد كذلك عندما يكون على حساب حياة و كرامة وانسانيّة و ظلم لأنّ ما بني على باطل فهو باطل. هذه قيمة لا وفّرفي مجتمع بزجّ شريحة في السّجن و الصق شتّى التّهم بها للتّخلّص منها ثمّ أنّ الحلّ الأمني لا يجد حلولا لهذه القضايا وقد ثبت ذلك بالتّجربة و لكن بالحوار الحقيقي الّذي يعيد حقّا حقوق هؤلاء النّاس الّذين دفعوا ضريبة كبيرة من أجل الوطن و الحرّية ومن اجل الشّعب التّونسي  حتّى أنّ عددا منهم قد مات في السّجن  و آخرون يعانون من امراض و عاهات مزمنة لحقت بهم في السّجون و آ خرون يشكون من أمراض مزمنة و مازالوا يقبعون في السّجون و صعوبة الامكانيّات المادّيّة لهم و لعائلاتهم التّي أصبحت مؤلمة جدّا في أغلب الأحيان و الى غير ذلك من المعاناة  و المطلب الأصلي هو أن يتمتّع هؤ لاء المظلومين بالعفو التّشريعي العام فورا حتّى لاتتأزّم الأوضاع أكثر فأكثر عاى ما هي عليه الآن و تمكين هؤلاء المساجين السّياسيّين من حقوقهم كاملة و بالملموس و لا أن يقع فقط اخراجهم من السّجون كعمليّة تحويلهم من مكان الى آخر فقط و يمنعوا من استرجاع حقوقهم كاملة كمواطنين تونسيّين سلبوا من حرّيّتهم في السّجن و خارجه طوال ربع قرن من الزّمن     يكفي من الموت البطئ داخل السّجن و خارجه في هذه البلاد حتّى أنّ العفو الرّئاسي في تونس لا يعطى في مناسبات الأعياد الدّينيّة كما يقع استثناء بعض الأعياد الوطنيّة


حجابي قناعة وفرض من الله لم يفرضه علي الرجل كما لا يستطيع أن يمنعه علي أي « رجل »

بقلم : آمال الرباعي

 

إن موضوع الحجاب* (الخمار) انتقل من معركة داخلية تهم نساء تونس وبناتها بالأساس إلى معركة تبنتها جهات عدة.

 

على المستوى الإسلامي: فالعقيدة تفترض حق النصرة والمسلمون يؤمنون بالحديث مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له كامل الجسد بالسهر والحمى. فإذا اعتدي على الدين من قبل غير المسلمين انتفض كل المسلمين للدفاع عن دينهم أما إذا اعتدي على الدين من طرف من يدعون أنهم مسلمون ويحاربون أحكام الله تتهاطل الدعاوى هذا شأن داخلي لا يحق إلا للتونسي أن يدلي بدلوه فيه. فتصبح الإقليمية هي الإطار المسموح بالتحرك في داخله .

 

على المستوى الحقوقي: لأن المرأة من حقها أن تختار لباسها بما تقتضيه الحرية من معنى . إلا أن هذه النصرة الحقوقية محتشمة لحد كبير فليت الديمقراطيين والديمقراطيات كانوا أكثر ديمقراطية وتشبعا أكثر بمعنى الحرية حتى لا يتهموا المرأة التي اختارت الحجاب بالبلاهة التي تسببت في التغرير بها أو بالجهل الذي جعل المتدينة تلجأ إلى الدين تنفيسا عن ما تعانيه من مشكلات اجتماعية ونفسية.

 

إن الحرية قيمة إذا تشبعنا بها خلت مقالاتنا وكتبنا وتنظيراتنا من كيل التهم للمرأة المسلمة الملتزمة بحجابها (بخمارها) بالجهل والسذاجة وقلة الوعي وما إلى ذلك من نقائص تتهم بها وتنسب حياكتها للرجال وكأن المرأة التي ارتدت اللباس الإسلامي والذي أعني به كل لباس ساتر غطى جسد المرأة طاعة لربها وحفظا لإنسانيتها، إذ أن ستر الجانب الذي تتفنن النساء في إبرازه قبل بروزهن من بيوتهن كي لا يكون أول ما يلفت النظر إليها هو جسمها وشكلها قبل إنسانيتها، كأن هذه المرأة المحجبة (المختمرة) والداعية للحجاب (الخمار) لم تتعلم ما تعلمه الرجال ولم تتخصص كما تخصص الرجال في علوم مختلفة فلو كان الحجاب نصيب الساذجات والجاهلات لما وجدنا الدكتورة والأستاذة والمهندسة والحاصلة على قدر من العلوم يخول لها الفهم والتمييز علاوة على أن ليس كل متعلم ذكيا وليس كل أمي سخيفا أو ساذجا. فأمهاتنا أغلبهن أميات لكن فهمهن يفوق في مرات كثيرة أساتذة لهم باع في العلم والمعرفة.

 

إن الحرية لا تتجزأ فإذا آمنا بأن للمرأة الحق في اختيار لباسها من العار أن نتهمها بالسذاجة والجهل إذا اختارت الخمار لا لشيء إلا لأننا لا نعتقد في فرضيته أو لا نؤمن بمن فرضه فإذا اختلفت المقدمات اختلفت النتائج بالضرورة ولو بشكل جزئي.

 

* أوردت كلمة الحجاب لما درج عليه أهل تونس من استعمال والمقصود هو الخمار. وهو لا يعني النقاب في عرف أهل تونس أو الحبس في البيوت بل اللباس الساتر لكامل الجسد ما عدا الوجه والكفين.

 


 

ســواك حــار

 

*… صعدت السلطة  من الإجراءات الأمنية التعسفية ضدي وضد أسرتي بتشديد الرقابة ومحاصرة بيتي  بصفة مستمرة ومكثفة باستعمال كل الوسائل ومنها  دخول بيوت جيراني والاستقرار بشرفاتها و فوق سطوحها للتكشف السافر على داخل بهو بيتي وانتهاك وهتك  حرمة  بيتي وأهلي متعدية بذلك على كل الأعراف  و الآداب والقوانين   وعندما طالبت هؤلاء الأعوان(بالزى المدني) بالكف عن هذا الصنيع و احترام كرامة وحرمة العائلات   أجابوني بكل صلف  و تحدي » بأنهم  باقون هنا وانه بإمكاني الاتصال بالشرطة  وإعلامهم بذلك » (حمادي الجبالي)

ما دمت تحيا وتنعم في دولة « لا ظلم بعد اليوم » و »تونس » لكل « التونسيين » والبوليس لكل المواطنين فأقرّ عينا بمرتبة المواطن. وكلّما ذكرتَ يندرج ضمن الشهائد المتكررة التي تحرص « تونس »على قطفها. وكان أليق بك أن تكفي « رجال » « امننا » مؤونة تسلق الجدران والسطوح وتكفي جيرانك عناء الضيافة القصرية بأن تجعل جدران بيتك وسقفها من زجاج فنحن في عهد الشفافية وليس للمواطن ما يخفيه عن « دولته »!!

 

*هذا ومازال لحد كتابة هذه الأسطر الحصار البوليسي قائم حول بيتي بتسخير كل الإمكانيات من سيارات ودراجات نارية و أعوان مترجلين لمتابعتي أينما تنقلت حتى لقضاء شؤوني العائلية مثل التسوق أو زيارة أقاربي (حمادي الجبالي)

ذلك عين التكريم ومساوات المواطن بالمسؤول والرئيس بالمرؤوس!! أم أنك تزعم أن « رئيسنا » يتنقل بمفرده أو يتذمر من الحماية التي ترافقه!!

 

 و*هو ما حدا بنا و بما تبقى من المدعوين للعودة إلى بيتي لإتمام حفل الزواج أين وجدت سيارات البوليس  وقد سبقتنا لمحاصرة كل الطرق المؤدية إلى البيت و لمراقبة كل صغيرة و كبيرة  ومن فوق  سطح جاري المقابل لمدخل بيتي بعد إطفاء أنوار  النهج (حمادي الجبالي)

إقامة حفلات الأعراس في القاعات العامة « بدعة » والرجوع إلى  البيت أصل و »سلطتنا سباقة لمحاربة كل بدعة ودخيل والرجوع بنا إلى الأصل والأصيل! 

 

*وممّا استوقفني بصفة خاصة رسم لشعار الجمهورية التونسية « هذّبته » إحدى المعتصمات بما يقتضيه حالها. فرسمت سفينة الحرية وشراعها مقيد بالسلاسل وسيف النظام وهو يقطر دما وميزان العدالة وقد مالت كفته (أم زياد « كلمة »)

فاتك سيدتي أن: السلاسل التي تقيد رمز الحرية (الشراع) هي المسؤولية وإلا صارت الأمور فوضى! وأما السيف الذي يقطر دما فهي دماء المشاغبين والعابثين من أمثال الطفل شعيب زروق الذي أنهى ليلته في المستشفي وسط الدماء على حد وصفك! بقيت كفة العدالة المائلة وأمرها بيِّن وهو حظ العائلة المالكة في حقوق خاصة للأقربين فهم أولى بالمعروف!!

 

*الكويت (رويترز) – قال العضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار في الكويت يوم الاثنين ان الهيئة تريد بيع جزء من حصتها في البنك التونسي الكويتي للتنمية.(وكالة روترز لأنباء)

إجراء وقائي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من النهب المسلح « بالسلطة »!!

 

 و*قال السعد « نحن مستعدون أن ننزلها (حصتنا) حتى الى عشرة بالمئة اذا وجد مستثمر جاد. »(وكالة روترز لأنباء)

إنها إهانة غير مقبولة واتهام « لمستثمرينا » من العائلة العلوية والعائلة الطرابلسية بعدم الجدّية!

 

*في حين تقرر السماح لسيارات الاجرة (لواج) بإنزال الركاب خارج نقاط العبور المنصوص عليها ببطاقة الاستغلال  وعدم الترخيص  في حمل الركاب  خارج  هذه النقاط  الى جانب اعتماد  المسلك  الاقصر في السفرة….  شرط عدم حمل أو انزال الركاب. (منشور صادر عن وزارة المواصلات)

حتى لا يتمكن المناوؤن  والإرهابيون والمتطرفون من استعمال وسائل النقل دون المرور بنقاط المراقبة والتفتيش!!…إجراء حكيم يفرض « الأمن » على المواطن فرضا!! وسبيل لجني شيء من الرشاوي « المباحة »!!

 

*واعتقادي  أن فتح باب المعلومة  ليس في حاجة الى  نقاش فياض ولا الى اجتماعات مطوّلة فالامر رهين شيء واحد فقط: صلاحيات اكثر للمكلفين بالاعلام كي  ييسروا  للاعلاميين الوصول الى مصادر الخبر في أسرع وقت.  ففي دولة القانون  والمؤسسات ليس هناك ما يستدعي اخفاؤه عن مواطنيها.(الصباح الأسبوعي 13 نوفمبر)

  من الذي كذب عليك وأوهمك بأننا في دولة القانون والمؤسسات، أم إنها مجرد حيلة منك ليحشر الإعلاميون أنوفهم فيما لايعنيهم ويتحدثوا عن مصادر الثراء السريع للبعض أو عن نشر غسيلنا والحديث عن علاقة القصر بالمافيا والسرقة والتهريب…!!

 

*واحقاقا للحق فإن الاعلام  السمعي البصري الرسمي فقد الكثير من بريقه في المجال بعد أن تجاوزته  القنوات المحلية والاجنبية الاذاعية والتلفزية في كسب ودّ التونسي كل حسب ما يعرضه له من مواد وموائد سياسية وفنية واجتماعية دسمة.(الصباح الأسبوعي 13 نوفمبر) من أين أتى البريق الذي فقده إعلامنا؟ ما أعلمه أن فاقد الشيء لا يعطيه وإن وجدت بريقا مفقودا فابحث له عن صاحبه في غير الجهة التي ذكرت!!

 

سواك هذه المرة ليس لأصحاب النصوص وإنما للذي كان سببا في كتابتها، يستثنى من ذلك منشور وزارة المواصلات!

 

ســواك: صـابر التونسي 


 

حوار هادئ مع السيد الطاهر بن حسين

الحبيب أبو ليد المكني

 

 » فالآن وقد اقتنع كل العلمانيين بان التيار الأصولي من مكونات المجتمع السياسي التونسي و من حقه أن يعمل بحرية و حتى أن يحكم فلا مبرر لدى حركة النهضة لنهج التقية ـ ذلك أن المطلوب من كل طرف في هذه المرحلة من تطور العمل السياسي في تونس هو الوضوح في المواقف و الدفاع الحازم على معتقداته مهما كانت ، إذ ليس فينا من هو مخول لإعطاء صكوك « التوبة » ديمقراطية كانت أو إسلامية كما أن المطلوب من السلطة هو أن تضع من الآن الضوابط التي تمنع التيار الأصولي أو أي تيار شمولي آخر من تهديد مكتسباتنا الحضارية في حالة وصوله إلى الحكم عن طريق انتخابات حرة و نزيهة  » .( من مقال للسيد الطاهر بن حسين نشر بموقع آفاق تونسية بتاريخ 10 مارس 2006 م وتمت اعادة نشره لاحقا على صحيفة الوسط التونسية)1

 

يبدو أن السيد الطاهر بن حسين قد اختار كلماته بعناية في هذه الفقرة بحيث تشكل أرضية للتوافق بين قوى المعارضة الديمقراطية والإسلامية ، رغم أن إشارته إلى أن كل العلمانيين قد اتفقوا على أن ما يسميه التيار الأصولي من مكونات المجتمع التونسي تفتقر إلى الدقة وهو أول من يعلم أن الطائفة العلمانية الحاكمة في البلاد و من يتحالف معها، لا يتفقون معه في هذا الرأي ، و رغم أن مطالبته للدولة بأن تضع من الضوابط ما يمنع أي تيار شمولي من تهديد المكتسبات الحضارية للبلاد تبدو دعوة مثالية لا تستند إلى ما هو معلوم بالضرورة من توجهات هذه الدولة الاستبدادية .

 

1 ـ على طريق وضوح المواقف

 

ولأنني أردت أن تكون هذه المساهمة حوارا في إطار مكونات هيئة 18 أكتوبر فأنني اقبل بما جاء في هذه الفقرة من تأكيد على نبذ عقلية الإقصاء و العمل على فتح المجال للتدافع بين القوى في كنف الاعتراف المتبادل و رفض كل أنواع الوصاية و العمل على وضوح المواقف و بلورة المشاريع السياسية التي لا تترك مجالا لأي تأويل يستفيد منه اتجاه استبدادي باسم الحداثة أو الدين ، و أوافق على أن تُبنى مؤسساتنا السياسية التي ستحكمنا على أساس القيم التعاقدية بدل القيم الموروثة مهما كانت قداستها أو عراقتها بما يوفر الضمانات القانونية الكافية حتى لا يفرض أي طرف مهما كانت مرجعيته نظاما شموليا يجعله يستأثر بالقرار ، يبقى أن القيم التعاقدية التي نقبل بها لا يجب أن تقصي أي مصدر من مصادر التشريع لا باسم الحداثة ولا بموجب مقتضيات الهوية العربية الإسلامية ليبقى الشعب حرا في اختيار ممثليه في البرلمان و الحكومة إسلاميين كانوا أو علمانيين ويبقى المجال مفتوحا لأن تحكم الشريعة الإسلامية أو غيرها من الشرائع على ضوء نتائج صناديق الاقتراع وبطبيعة الحال سيكون هناك كما ذكرنا النصوص الدستورية و القانونية التي ستمنع أي نوع من أنواع الاستبداد بالقرار سياسيا كان أو ثقافيا أو اقتصاديا …

 

بيد أنني رغم هذه الفقرة الهامة لست مطمئنا إلى أن السيد الطاهر بن حسين و المدرسة التي ينتمي إليها تؤمن معي حقا بمضامينها وقد تابعت في المدة الأخيرة عدة مقالات للسيد الفاضل كما تابعت مداخلاته في قناة الحوار التونسي شعرت بعدها أن الأمر ما زال يحتاج إلى حوار طويل حتى نصل فعلا لأرضية مشتركة بيننا نبتعد بها عن المناطق الرمادية و السوداء بحيث ينفتح المجال واسعا ليتواصل التدافع و الصراع بين المشاريع الثقافية والسياسية بكل أبعادها في كنف الحرية والمسؤولية وبعيدا عن كل أنواع الاستبداد والإقصاء واثقين في الروح المدنية العالية التي يتمتع بها مجتمعنا ومستأنسين بكل التجارب الإنسانية الناجحة

 

أردت أن تكون البداية بما يشكل قاسما مشتركا بين أهم مكونات المعارضة التونسية اليوم و التي رسمها السيد طاهر بن حسين في خاتمة المقال المشار إليه ، بيد أن الملاحظ أن هذه الخاتمة لم تكن منسجمة مع مضمون هذا المقال و لا كثيرا مما قاله أو كتبه السيد الكريم فقد قدم تحليلا لتصريحات أدى بها الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة رأى فيها تجليا لعقلية الوصاية على المجتمع التونسي وتضاربا بين الإعلان عن الرغبة في العمل المشترك مع بقية أطياف المعارضة و التستر على عقيدة الفرقة الناجية التي يحق لها فرض تأويلها لنصوص الدين الإسلامي على بقية المواطنين ..لكنني أيضا لمست في مداخلاته و كتاباته نوعا من الوصاية التي يجعلها لما يسميه بالقوى التقدمية أي أنه يرفض الوصاية إن جاءت من التيار الإسلامي ولكنه يستزيد منها إذا كان القائم عليها تياره التقدمي..

 

و لا اعرف على وجه الدقة هل أن الشيخ راشد قد رد على هذا المقال أو أن أحدا من رفاقه قد فعل ذلك ولم أشأ أن أكتب شيئا في الموضوع لأنني أولا :

أجهل تماما السياق الذي جاءت فيه التصريحات التي استند إليها السيد الطاهر في مقاله و أدرك أن الصفة المزدوجة التي يحملها الشيخ راشد كداعية ومفكر إسلامي من ناحية و رئيس حزب سياسي من ناحية أخرى تجعل من المستحيل عليه أن يوفق بين مقتضيات الخطاب السياسي الذي يخضع لمتطلبات مرحلية محددة و مقتضيات الخطاب الدعوي الإسلامي الذي لابد أن يتقيد بما هو معلوم من الدين بالضرورة و ينسجم مع مقولات فقهية و عقائدية هي محل إجماع علماء الأمة الإسلامية …

 

ولأني ثانيا : اعتبرت أن المقال أيضا قد جاء في سياق الحوار الدائر بين مختلف أطراف المعارضة بما يؤسس لأرضية مشتركة ومتينة تشكل قاعدة انطلاق لفعاليات نضالية جديدة و مبتكرة لهيئة 18 أكتوبر وبالتالي فلا فائدة من جدل قد يضر أكثر مما ينفع

 

و رغم أن ما كتبه السيد بن حسين يحمل في طيا ته ما يفهم على أنه تشكيك واضح في نوايا الإسلاميين واعتبار مرجعيتهم  » تتنافى مع أبسط المبادئ الديمقراطية » و يتضمن ما يدل على أنه يأتي كمحاولة استباق الأحداث و التصريح بالنتائج التي تبدو في نظر صاحبها حتمية وبالتالي فهو يسرع للإعلان عنها فبل الأوان حتى يسجل سبقا نظريا و إعلاميا يؤهله فيما بعد إلى نبوء ما يأمل من مكان الريادة التي يظن أنه يستحقها ضمن تحالف القوى الديمقراطية التونسية . وهو قد يفهم على أنه محاولة جديدة لإقناع الشركاء في هيئة 18 أكتوبر بأن لا جدوى من العمل المشترك مع الإسلاميين ما داموا متمسكين بمرجعيتهم الإسلامية … رغم كل ذلك اعتبرت أن من حقه الدفاع عن مواقفه و محاورة منافسيه

 

بيد أنني وجدت نفسي مقبلة على كتابة هذه المساهمة بعد أن لاحظت أن السيد الطاهر بن حسين قد تناول تصريحات الأستاذ نجيب الشابي لقناة الحوار ومحتوى مقاله الذي يشرح فيه إشكالات الهوية لدى الحزب الديمقراطي التقدمي بأسلوب فيه بعض التعالي و النرجسية و التي تدل على نزعة وثوقية في فكر  » المجموعة الأفاقية » التي ينتمي إليها وقد كانت من نقاط الارتكاز في ذلك الرد قيامه بالتشكيك في قدرة الحزب الديمقراطي التقدمي على الاستمرار كتجربة ناجحة في الجمع بين تيارين الأول تقدمي وعلماني والثاني إسلامي ديمقراطي وهو يقترب في ذلك مع إشارة سابقة لأحد أركان النظام الدستوري والتي »تتحدث » عما تسميه بالتحالف ضد الطبيعة 2 .

 

وقد كفاني الباحث التونسي الطاهر لسود في مقاله الذي أعادت نشره  » تونس نيوز » يوم 11 /7/06 الرد عليها، لنكتشف من خلال ذلك الرد أسبقية الأيديولوجيا على السياسة في فكر هذه المجموعة وهو ما يجعلها تخطئ في تحليل الظواهر المجتمعية خاصة ما يتعلق منها بإشكاليات الهوية و الثقافة وتتعجل الوصول إلى استنتاجات سرعان ما يثبت بطلانها ولكنها تواصل التعامل مع الآخر تقييما لحاضره واستشرافا لمستقبله ، على أساسها . و قد تصل في ذلك إلى ما يمكن أن يوصف بالانقطاع عن الواقع .

 

ومساهمتي هذه تحاول أن تعبر أن بعض مواطن الاختلاف مع السيد الطاهر بن حسين و المدرسة التي ينتمي إليها دون أن يرقى ذلك إلى حوار بين أنصار المرجعية الإسلامية و أنصار المرجعية « التقدمية  » ودون أن يعني ذلك البحث عن خصومة مع السيد الفاضل الذي أحترم مواقفه و أفكاره و أقدر مساهماته المعتبرة في فك الحصار الإعلامي على المجتمع المدني الذي ينتمي إليه .

 

2- في إشكالية التأويل النصي و التنزيل السياسي

 

اعني بالتأويل النصّي ما يركز عليه السيد الطاهر بن حسين في كل مداخلاته وكتاباته التي تتناول الحركة الإسلامية من أنها تتبنى تأويلا معينا للنصوص الشرعية تحاول أن تفرضه على بقية أفراد المجتمع وهو ما سيرسي قطعا نظاما استبداديا باسم الدين يشكل بالتبعية التنزيل السياسي لمشروعها الأصولي ، فعملية الربط الحتمي بين المرجعية الإسلامية و الاستبداد تمثل إحدى الأفكار الرئيسية في الخطاب الذي تتبناه المجموعة « الآفاقية الجديدة » ..

 

يعبر السيد الطاهر عن ذلك في أحد مقالاته فيكتب : » و لكن الثابت هو أن كل تيار سياسي يطرح نفسه كوصي على معتقدات مشتركة لا بد أن يحمل مشروعه في طيا ته بذور الاستبداد ذلك أن التيار الذي يريد أن يحكم بإرادة الله سوف يصل حتما بتأويله لهذه الإرادة ، بل و سوف يفرض حتما إرادته الخاصة على كونها إرادة الله و السبب هو أن هذا التأويل سوف يكون حتميا باعتبار أن كتاب الله نزل في ظروف بعيدة كل البعد عن ظروف مجتمعاتنا …  » و على أساس هذه المقولة المركزية يدافع عن رأيه في أن مرجعية أي حركة إسلامية  » تتنافى مع أبسط المبادئ الديمقراطية  » بل تتنافى أيضا مع قيم التسامح و الاعتدال. ففي إجابة عن سؤال يتعلق برأيه في وصف حركة النهضة بالاعتدال « قال : » أنه لا يستطيع أن يصف هذه الحركة بالاعتدال طالما بقيت تتمسك بمرجعيتها الإسلامية أو بأنها تعمل من أجل إرساء الحكم على أساس تأويل معين للدين » .لينتهي لما يشبه نفي قيم التسامح و الاعتدال عن الإسلام جملة و تفصيلا .

 

و أظن أن السيد الطاهر بن حسين غير مطلع بما فيه الكفاية على التطور التي طرأ على الفكر السياسي الإسلامي في السنوات العشر الأخيرة أو أنه في احسن الأحوال يتابع ذلك لكن بنظارات « أفاقية تقدمية  » لا تهتم بمفردات الواقع إلا بما تطابق مع المنهج الأصولي الماركسي في التحليل و الاستنتاج و القناعات الخاصة بالكاتب 3وبالتالي فلم يستطع أن يستوعب أن الإسلاميين يمكنهم أن يستفيدوا من كل المناهج الدراسية و العلمية وهم يحتفظون بمقولاتهم الأساسية التي يستمدونها من مرجعيتهم الإسلامية ، وأن المرجعية الإسلامية نفسها تتسع لكم هائل من المدارس الفكرية والسياسية قد تصل إلى التضارب ذلك أن الاعتقاد في الإسلام الواحد لا ينفي تعدد المشاريع السياسية التي قد تبدأ بالاختلاف في التأويل الذي يعرفه الكاتب جيدا لتنتهي بالتعبير عن مصالح مختلفة و أهداف مشتركة أو متعارضة بحكم الاختلاف بين المجتمعات الإسلامية في درجة نموها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي و في إطار المجتمع الواحد بحكم اختلاف المصالح بين الفئات و الشرائح و الطبقات الاجتماعية وبحكم التدافع الأزلي بين قوى الاستبداد وقوى العدالة والتحرر ،ولعلني في هذا المجال أستفيد من جملة وردت في مقال لكاتبنا قال فيها : » كلنا يعلم بأن الإسلاميين لا يمثلون تيارا متجانسا لا سياسيا و لا عقائديا ، ذلك أنك تراهم في طيف يمتد من بن لادن إلى أردوغان و بالتالي فإن المرجعية الإسلامية أصبحت لا تكفي وحدها لتحديد موقف من التحالف مع التيارات السياسية ذات المرجعية الإسلامية  » ، وكلام كهذا كان يمكن أن نعتبره استيعابا للواقع ومطالبة للإسلاميين التونسيين بالوضوح الكافي في مشروعهم السياسي ولكنه إذا ربط بفقرات أخرى مقروءة أو مسموعة فإن المرجح هو أن السيد الفاضل يحتفظ بقناعاته القديمة التي نشا عليها منذ أن كان يراجع في كل كبيرة وصغيرة محتوى الكراسات الصفراء التي كانت مجموعة آفاق التونسية تصدرها في الستينات من القرن الماضي و التي كانت تؤكد أن التقدمية بمضامينها الماركسية ستنتصر حتما على الرجعية الدينية . و أن الدين بكل تعاليمه و مؤسساته وقيمه ومقاصده ليس إلا من بقايا الماضي التي لازالت تفعل في الحاضر لاعتبارات نفهمها في سياق المرحلة التاريخية التي يعيش فيها المجتمع التونسي و التي سيم حتما تجاوزها أم اليوم فترجمتها التي يحدد الكاتب مواقفه على أساسها فهي أنه بقدر ابتعاد السياسيين عن المرجعية الإسلامية يكون اقترابهم من المحفل الديمقراطي وترشحهم للقيام بدور ما إلى جانب القوى التقدمية في إرساء النظام الديمقراطي المنشود و في المقابل بقدر اقترابهم من المرجعية الإسلامية قرآنا وسنة نبوية بكون ابتعادهم عن المدنية والديمقراطية ، ويكون نشاطهم عنوانا للتخلف والرجعية و تكون تضحياتهم عبثية ،وتكون آمالهم بدون معنى و بالتالي فلا يعتد بعدد مساجينهم و إن تضخم(4) و لا فائدة من حماسهم للقضايا العربية و إن كان بمستوى حماس التونسيين في نهاية الأربعينات عندما توجه العديد منهم لأرض فلسطين أو في السبعينات لما كان التقدميون منهم يتطوعون للقتال مع المنظمات الفلسطينية . ففي إجابة عن سؤال يتعلق بالمقارنة بين حماس بعض قوى اليسار التونسي في أواخر الستينات للقضية الفلسطينية و حماس السلفية الجهادية للقتال من أجل تحرير العراق شدد السيد طاهر بن حسين على أن الفرق بين الحالتين كبير لأسباب تتعلق بالفكرة التي كان يحملها أولئك وهي فكرة تقدمية و الفكرة التي يحملها هؤلاء وهى السلفية الجهادية و التي تجعل التحاقهم بدون معنى مبررا ذلك بأنهم يذهبون إلى هناك ولا يعرفون على وجه الدقة ماذا ينتظرهم ،والحقيقة ـ كما أرى ـ أنه لا فرق عمليا بين أولئك وهؤلاء فجميعهم لم يكن يعرف على وجه التحديد ما ينتظرهم هناك و جميعهم يشتركون في الحماس لقصية تحرير الأرض العربية و التحرير هو التحرير سواء تم باسم الإسلام أو باسم التقدمية و لكنه فرق قيميّ تقدر أهميته حسب اختلاف العقيدة فهؤلاء سيرون أنهم يجاهدون في سبيل الله وهم تبعا لذلك يرجون ثوابه في الدنيا والآخرة و أولئك يرون أنهم يقومون بواجبهم الوطني و القومي و الله أعلم بإيمانهم …

 

وعندما يكتب السيد الطاهر بن حسين في معرض رده على الشابي « وبكل صراحة لا أرى كيف يستطيع الأستاذ الشابي أن يوفق بين ليبراليته السياسية المعلنة وبين التحالف مع تيار يعتبر أن المجتمع الإسلامي هو الذي يتولى الله فيه سلطة التشريع ، تشريع القوانين و القيم و الموازين ، ما يتعلق منها بالفرد و المجتمع و الدولة وما يتعلق بالناحية المادية و الروحية خاصة و أنه يعلم علم اليقين بأن الدعوة للحكم بأمر إلهي هي في الواقع تغطية لتشريع وحاكمية المجموعة التي احتكرت لنفسها بالقوة والتكفير تأويل إرادة الله  » يترك لنا المجال لنفهم أنه غير متابع للتحولات الكبيرة التي طرأت على الخطاب الإسلامي و التي أصبح يقربها كثير من الباحثين و مختلف مكاتب الدراسات ذات العلاقة بالموضوع في أوروبا و أمريكا الشمالية والتي أصبحت واضحة من خلال سلسة الندوات الحوارية التي انعقدت في هولندا و تركيا و بريطانيا و …وهو كذلك لم يكلف نفسه عناء البحث في الخطاب السياسي الذي يمارسه الغنوشي نفسه لأنه ما زال يثق في مقولاته التي اعتنقها في شبابه و لا زال يعض عليها بالنواجذ وفي الوقت نفسه يبدو أنه لا يفرق بين فكر حركة النهضة و فكر الإسلاميين التقدميين الذين يتحالف معهم الأستاذ الشابي ، فعنده كل الذين ينطلقون من الإسلام يحملون تأويلا معينا للنصوص يريدون فرضه على المجتمع بما يفضي لإرساء نظام تيوقراطي …

 

وحتى لا نطيل على القارئ الكريم نلخص الأمر بأن المشكل هو أن السيد الطاهر بن حسين الذي يعلن « أنه ليس ضد إرادة الله إن كانت واضحة بوضوح قانون الصحافة التونسي » يختزل هذه الإرادة في مصطلح التأويل بدلالاته المختلفة لينتهي إلى أن كل تأويل هو ليس إرادة الله بل إرادة صاحبه و أن النصوص القطعية نفسها لا يعتد بها » لأنها نزلت لمعالجة ظروف بعيدة كل البعد عن ظروف مجتمعاتنا » وهكذا لم يبقى من الإسلام إلا بعض المقاصد والقيم العليا التي نجدها تقريبا في كل الديانات و الثقافات بحيث لم تعد لنا حاجة للمرجعية الإسلامية من أساسها فضلا عن حاجتنا لحركة سياسية تستند إلى الإسلام . وكل الكلام الذي سيقال بعد ذلك عن قبول التعايش بين الإسلاميين و « الآفاقيين  » هو من قبيل مسايرة التيار و أخذ هؤلاء على قدر عقولهم و لا ننسى أن المجموعة الآفاقية هذه لا زالت تحمل آثار تجربة في التحالف مع السلطة التونسية في سنوات الرصاص الأولى عندما حاولت الاستناد إلى قوة الدولة لاستبعاد الحركة الإسلامية عن الساحة و إعطاء نفسها الفرصة دون منافس لتنزيل رؤاها التقدمية على المجتمع و لكنها اكتشفت بعد ذلك أنها لم تفد نفسها فقط بل أفادت قوى الاستبداد التي تمكنت من نسف أسس المجتمع الديمقراطي…

 

هوامش

 

1 ــ يمكن مطالعة المقال على صفحات الوسط التونسية

2 ـ أنظر رد السيد نجيب الشابي على السيد الطاهر بن حسين يوم 14 نوفمبر 2006 م على موقع الحزب الديمقراطي والتقدمي و موقع الحوار نت

3 ـ نلاحظ هنا أن المحاور السيد لطفي الهمامي من حزب العمال الشيوعي كان في تحاليله مستندا إلى مفردات الواقع مطلعا على حقائق الأرض بحيث كانت مداخلاته متألقة في التحليل و الاستنتاج رغم أنه يشترك في مرجعيته الماركسية مع محاوره المذكور فالمشكل ليس في المرجعية ولكنه في اعتماد مبدأ أسبقية الأيديولوجيا على السياسية

4 ـ في مداخلته على قناة الحوار التونسي يوم 12 نوفمبر ذكر السيد الطاهر بن حسين أنه يعتقد أن عدد مساجين اليسار التقدمي هو أكبر من أمثالهم من الإسلاميين وقدم رقم 400 في محاكمة أواخر السينات وحدها ، دون أن يعير اهتماما لأرقم الأربعين ألفا الذي تتحد عنه مصادر أخرى بالنسبة لمساجين الإسلاميين والذين نكل بهم الجهاز الأمني التونسي ، وليس المهم عدد المساجين بل الأهم في نظرنا أن المتحدث نفسه صرح في مناسبة سابقة أنه لا يفهم إلى حد الآن لماذا وقعت المواجهة بين حركة النهضة والسلطة في بداية التسعينات ؟؟؟ وهذا معناه أنه لم يعر الموضوع أهمية تذكر كسياسي وباحث وإعلامي

 

(المصدر: صحيفة الوسط التونسية الالكترونية بتاريخ 14 نوفمبر 2006)


إليك سيدتي تعظيم ســـلام

 

د.خــالد الطــراولي

ktraouli@yahoo.fr

 

قيل عنك زورا وافتراء « شاورها وخالف عليها »، قيل عنك في أروقة الماضي المظلم أنك لا روح لك ولا ضمير… مكانك الدهاليز الملتوية والغرف المظلمة والبقاع الضيقة، لا صوت لك، فصوتك عورة، ولا رأي لك فأنت جسد وبضاعة… ظلمك التاريخ فاستبعدك، وجار عليك الحاضر فهمشك واعتدى على قرارك، لم تخرجي عند البعض من متعة نظر وملمس، ومن قطعة تضاف لتحسين المشهد…لم تبلغي الرشد عند البعض فنازعوك حقك في الخيار.. نسوا وهم يرتّبون أحوالهم وحساباتهم الضيقة والموسّعة أن « النساء شقائق الرجال » وأن «  هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها  » نسوا أن المجتمع الأعرج مجتمع مهزوم لا يتقدم، مجتمع راسب لا يتحرك، وإن تحرك يوما فهو يترنح يمينا وشِمالا حتى يسقط، همه الاستواء أكثر منه التقدم…

 

سيدتي بكل حياء العذراء أحدثك… أزعجوك في تونس فاعتدوا على حقك في الملبس، حقك في عبادة ربك، حقك في احترام هويتك، حقك في حريتك، فرفضت الاستكانة ومغادرة الركح، أرغموك ظلما وعدوانا على الالتزام سلبا على أوراق لا تحمل أي بذرة من حياء، ضد الهوية والشعيرة والحرية، أرادو منك أن تغربي عن الوجوه، أن تغادري المشهد، أن تلتحقي ببيتك وتغلقي باب حجرتك وتتدثري بالظلمة من جديد، أرادوا إعادتك إلى مستنقع عهد الجواري والعبيد، بعيدا عن ديار العلم والعمل والفعل والتفاعل…جعلوا صوتك عورة، كصوت الرجال المقموع، فلا تتكلمي… وقنّنوا رأيك عورة، كرأي الرجال المنبوذ، فلا تبديه… ودوّنوا خيارك عورة، كخيار الرجال المرفوض، فلا تعلنيه… وجعلوا حريتك عورة، كحرية الرجال المفقودة، فلا تأملي وتحلمي…

 

رفضتِ الانسحاب، رفضتِ القبول بالإذلال وبالهزيمة، فلبستِ السفساري رغم صعوبته ومشاقه في تعاملك اليومي وفي دراستك، وأعلنتِ الوقوف في موقف قلّ فيه الواقفون… قلتِ للظلم: نحن هنا ولن نغادر الصورة، فالصورة نحن بنيناها بأيد وإنا باقون، جعلناها صورة حالمة آملة متنوعة ذات ألوان، تظهر للجميع أننا بنات تونس الوفيات، بنات تونس الصابرات والثابتات…

 

وغير بعيد…، من أرض بلاد العماليق، من بيت المقدس وأكناف بيت المقدس تطلع علينا نساء عاليات الهمة، ربّين أجيالا على حب الوطن وتحمّلن الجوع والتجويع من أجل أن تستمرّ القضية ولا يشوبها الملل…نساء محجبات يغادرن منازلهن تحت الرصاص ويهرولن تحت الرصاص نحو مسجد محاصر من جيوش مدججة بالسلاح، اعتصم داخله رجال صامدون… لم يخشين إلا لله، والرصاص يلف من حولهن، والموت يترصد بهن ولا يسأل عن جنس الضحية، لم يتقاعسن عن نداء الضمير ونداء الوطن، وأنقذن فلذات الأكباد وأرباب البيوت في انتظار إنقاذ الوطن… استشهدت اثنتان وجرحت وفزعت البقية، ولكن الابن عاد والأخ عاد والزوج عاد ولم تذهب القضية… لقاء عجيب يتجدد من تونس إلى فلسطين  بين محراب وحرية وحجاب…

 

دروس المرأة المسلمة في ديارنا ليست وليدة ردات الفعل والعواطف ولا من اكتشافات الحاضر بل هي رسائل دائمة ومسترسلة تنبع من تاريخ بعيد غير أنه وقع تهميشها، رسائل تحمل قصة أوطان جريحة، أوطان مختطفة، عربد عليها عدو ظالم أو ابن وطن جائر… رسائل تحمل عنوانا كبيرا وقع طمسه : « نحن المرأة الإنسان » رسائل تحمل حروفا كُتبت من ذهب…  » نحن هنا في تونس، في فلسطين، في بلاد العرب، في بلاد الله الواسعة… لن نبخل عن الأمة بذواتنا، سنستمر نبراسا ونموذجا لشعوب مقهورة وأوطان مسلوبة… سنستمر حرائر، سنستمر بشر.. »

 

وراء كل شعب محرر لا شك ودون مواربة أن هناك امرأة، أُمّا كانت أو بنتا أو زوجة..، وراء كل شعب مناضل ابحثوا يا سادتي عن المرأة… وعن كل نجاح وانتصار، عفوا لا تسألوا عن المرأة، لأنها بكل تواضع وكل حياء هي النجاح وهي الانتصار.  

 

  المصدر : موقع اللقاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net


 

التداعيات السلبية « للنظام العربي الإسلامي »على أوطان وشعوب الأمة

بقلــم:علـي شرطـــــاني

 

وبما أن الشعوب ظلت خاضعة عقودا من الزمن لسياسة الإستخفاف والتضليل والإرهاب، فقد وقعت في السقوط بالرضى، ومات فيها الشعور بعزة الأوطان، وأسقطت من حسابها قوة الشعوب، وأصبح لا ينتظر منها إلا الإسراع لمعانقة جلاد جديد وإعطائه شرعية مواصلة تدمير ما أبقى عليه سلفه من بقايا عزة وكرامة قد تكون باقية في نفوس بعض الأحرار من أبناء الشعب. وإغراق الوطن في مزيد من الديون وزيادة الأزمات استفحالا والمشاكل السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والإعلامية وغيرها تعقيدا. وليبق الشعب « السيد » بلا سيادة كالعادة. ولتبق الأوطان الحرة « المستقلة » مرهونة عند كبار سماسرة المال والذهب والأعمال في العالم.

 ألا يكون القائد بذلك قد قضى على الشعب الوارث في الأصل للوطن، وهو الذي لم يعد له أي اعتبار عنده إلا بقدر ما يكون خادما وعابدا له. ويكون قد قضى كذلك على الوطن الذي هو التركة الوحيدة ربما التي لا تفني إلا أن يشاء الله، ولم يبق له أي اعتبار عنده إلا بقدر ما تتوفر له فيه من طاعة عمياء هو في الحقيقة غير أهل لها، وما تقدم له فيه من خدمات وما يحصل عليه فيه من إجلال وتقدير يرتقي إلى حد التوجه فيه إليه بالعبادة « والناس له كارهون.

يقول تعالى: « ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله* ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب* أن تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب* وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرأوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ».

 ولعل الحب المشار إليه هنا هو الحب الطوعي الصادق وغير الواعي للمستفيدين، والحب الإجباري للأغبياء والمغفلين الذين تغرهم المظاهر ويستهويهم الخطاب التعبوي المعسول الذي يعدهم فيه المستبد ويمنيهم وما يعدهم كالشيطان إلا غرورا.

وليس هذا الذي وقعت الإشارة إليه مبالغة أو تحاملا أو كراهية أو حقدا أو بعضا أو جموحا في الخيال أو مثالية أو تهويلا، وإنما هي الحقيقة كما تبدو لي ماثلة في واقع جماهير الشعب، وداخل وخارج حدود الأوطان. وهي الحقيقة المرة التي لا يراها الكثير من الناس، والتي لا يقوى على مرارتها إلا من يسوءهم أن تكون أوطانهم على هذه الحالة السيئة البائسة، وشعوبهم متنقلة من سيء إلى أسوء في عصر تزداد فيه الأوطان عزة والشعوب حرية وتقدما وتطورا كل يوم. وهي الحقيقة التي يوهم الكثير من الناس من هذه الشعوب القابعة داخل حدود هذه الأوطان أنها ليست على الأقل على هذا الحد من الوضوح وعلى هذا القدر من الخطورة شفقة منهم على أنفسهم ومحاولة إخفاء واقع مؤلم تفاؤلا أو تعزية لأنفسهم أو تجاهل لواجب يترتب به عليهم. عسى الله أن يحدث بعد ذلك أمرا. وليس هذا كذلك إنكارا لما أحدثته هذه الأنظمة وهذه القيادات مما تعتبره نقلة نوعية على مستوى البناء والتشييد والتطور وبناء الدولة العصرية، ولكننا نعتبر أن هذا الذي حصل هو من القليل جدا مما يمكن أن يحصل من كثير جدا من الممكن الحصول في حال وجود وضع سياسي أفضل يتمتع فيه الإنسان بقدر من الحرية والكرامة يشعره بمزيد الإعتزاز بوطنه وبمزيد الإنتماء لأمته، ويفجر فيه طاقات الإبداع والعطاء.

 ذلك أن هذه الأمة لم تصب بالعقم بعد، ولكن عوامل الإستبداد السياسي والإلحاق الحضاري والغزو الفكري جرت عليها الويلات والكوارث. وأصبح أبناء الشعوب في القطر الواحد بين حر يتعقبونه ويضيقون عليه، وعبد يستعملونه، وغبي يستخفونه. وإذا كانت الأوضاع على هذا النحو من الرداءة، فكيف يمكن أن يكون لهذا الذي أنجز أي اعتبار وأي قيمة حين يقاس بما هو ممكن الإنجاز، باعتبار الزمن والطاقات البشرية والإمكانيات المادية. فإذا كانت هذه الشعوب تملك طاقات بشرية هائلة وإمكانيات مادية ولو متواضعة على الأقل، وقد مضت عليها عقود من الزمن وهي تنضح عطاء لتجد نفسها بعد ذلك وفي النهاية أنها مازالت تعول في وجبتها اليومية على ما وراء البحار.

فأي إنجاز هذا الذي يتحدث عنه أو يمكن أن يتحدث عنه هؤلاء الطواغيت المستبدون أو يعترف لهم به من يريدون منه أن يعترف لهم به أو من يريد أن يعترف لهم به.

ومما يزيد الأمر خطورة ويتعاظم معه الشعور بالمرارة، ليس مقارنة ما هو كائن وموجود بما هو ممكن الوجود فقط ، ولكن عندما نرى شعوبا وأمما قد قطعت أشواطا في البناء الحضاري، وارتقت إلى مصاف الشعوب والأمم الراقية والرائدة في مجالات العلم والتقنية وفنون السياسة والإقتصاد والإجتماع والثقافة والإعلام في وقت قياسي اقصر بكثير من الوقت المتاح لنا، وبإمكانيات مادية أقل بكثير من الإمكانيات المادية التي تزخر بها أوطاننا، وبقدرات بشرية ليست أكثر تفوق ولا أعلى مهارة وكفاءة ولا أكثر عدد من الطاقات البشرية المهدورة هنا وهناك في العالم كله، يستفيد بها أعداء الأمة ويستعان بها عليها، وقد توفرت لها مناخات من الحرية أجزلت وتجزل فيها العطاء العلمي والمعرفي والتقني بما يعود بالنفع للإنسانية كلها، وبحظوظ أقل وللأسف الشديد لشعوبها وأوطانها وأمتها التي هي في أمس الحاجة إليها والتي هي على حال يرثي لها. 

 والذي يزيد الأمر خطورة والأزمة استفحالا والنفس مرارة والمشكلة تعقيدا أن تظهر علينا هذه الكيانات الرسمية المتورطة في الإبقاء على شعوب الأمة على حال من الإنحطاط والضعف والمذلة والهوان بما يصم آذاننا من ضجيج أبواق الدعاية وحشد الأعذار لها، متجهة في ذلك إلى تبرئة ساحتها من كل مسؤولية عما تعانيه شعوب الأمة وأقطارها من ذل وهوان، ومحملة المسؤولية الكاملة للقوى الدولية الغربية أوروبية كانت أو أمريكية أو صهيونية يهودية، وهي في الحقيقة قوى لا يخفى في أغلب الأحيان تحالفها معها، وتعلن في صراحة ووضوح خاصة في أواخر العقد الأخير من القرن العشرين وأوائل القرن الواحد والعشرين وقد حسم المر في الحرب الغربية الباردة لصالح الطبقة البورجوازية ورأس المال الربوي الإحتكاري الإمبريالي الصهيوني أنه لا سبيل إلى حياة بدون التواصل معها، والقبول بشروطها والإذعان لسياساتها ومخططاتها وأوامرها ونواهيها. بما في ذلك الذين يرسلون عبر الإعلام الذي يملكون عليه السيطرة الكاملة خطابا استهلاكيا متشنجا ومتوترا يظهر من خلاله العداء لهذه القوى الدولية والإستعداد للمضي في مواجهتها ومقاطعتها، واصلين في ذلك حد إعلان الحرب عليها، مثلما كان يصنع جمال عبد الناصر ونظام حزب البعث في كل من سوريا والعراق عبر مراحل مختلفة من تاريخ شعوب الأمة، ونظام الحكم الفردي الاستبدادي القبلي في ليبيا وغيرها … وهي ليست في الحقيقة أقل انسجام معها ولا أقل قبول لها ولا أقل تواصل معها، من تلك التي ساد عندها الإعتقاد أنه لا بقاء لها خارج فك ارتباطها بها.

 وإذا كانت هذه الكيانات معذورة في ما لا زال يحيق بالأمة من المخاطر الناجمة عن ضغوطات هؤلاء الأعداء الخارجيين وفي بعض ما يسببونه لها من تهديد ومشاكل للإبقاء عليها على ما هي عليه من ضعف وانحطاط وتبعية. فهي ليست معذورة في ما هي قادرة عليه مما لا يقل خطرا عما تعتبر نفسها غير قادرة عليه. والذي أحسب أنها يمكن أنها كانت أو يمكن أن تكون قادرة عليه – وقد أصبح ذلك واضحا- هو الإعتراف بفشلها والإعلان عن إفلاسها. وهي يمكن أن تكون قادرة على فسح المجال للقوى الوطنية والطاقات البشرية الهائلة المبدعة الحرة لممارسة حقها في ما يصلح شعوبها وأوطانها وأمتها. وهي يمكن أن تكون قادرة كذلك على وضع ثروات الشعوب وإمكانياتها المادية كلها في متناول أبنائها وبين أيديهم وتحت تصرفهم. كما يمكن أن تكون قادرة على فتح الحدود بين أقطار شعوب الأمة الواحدة وهي التي ستتكفل بعد ذلك بإلغائها. وهي وحدها التي مازالت رغم كل شيء مؤمنة بذلك، وهي القادرة عليه:

1- إعادة للأمور إلى نصابها.

2-  ومحو لآثار الإحتلال الغربي لأمتنا.

3- وإزالة كل الحدود والحواجز التي لا سابقة لها في تاريخها على الأقل على النحو الذي هي عليه اليوم على امتداد مساحاتها الجغرافية وعلى تنوع أجناسها وشعوبها ولغاتها وألوانها وثقافاتها، وذلك هو مصدر ثرائها وقوتها وخلودها. ولعلها القادرة كذلك على تجرع البلسم الشافي من الإصابة بمرض الهيام بالسلطة والإستبداد بها على خلفية أن هؤلاء الزعماء المتوارثين للسلطة هم وحدهم أصحاب المهمات الكبرى والصعبة، وهم الذين لم يجد الدهر بمثلهم من قبل ولا هو ممكن أن يجود بمثلهم من بعد.

 وأما باقي أبناء الأمة وخاصة ممن يختلفون معهم في الرأي ويقفون من سياساتهم وبرامجهم ومناهجهم موقف المعارض الجاد، فهم يعتبرونهم فاقدين لأهلية قيادة جماهير الأمة، وأنهم مازالوا غير قادرين على قيادة الشعوب والإرساء بالأوطان على شاطئ الأمان. ولعل « النظام الإسلامي » في إيران بالرغم من منزعه الطائفي الذي أصبح الأمر يدعو إلى التحفظ عليه والنظام في السودان الذي مازلنا نأمل أن تكتمل وتستجمع له الشروط والظروف المناسبة واللازمة، وإن كان ذلك يبدو بعيد المنال، أن يكونا استثناء في ذلك. وأما ما زاد على ذلك من الأنظمة التقليدية والعلمانية الوراثية فإنها مازالت عند هذه  الاعتبارات، وهي في الحقيقة اعتبارات لاغية ولا أساس لها من الصحة، بل العكس هو الصحيح. وهم إنما يعلنون ذلك ويؤكدون عليه تصريحا أو تلميحا لإعطاء مبرر لوجودهم الدائم في سدة الحكم، ولإعطاء معنى حسب زعمهم لوطنيتهم الراسخة، والتي لا يمكن أن يشكك فيها مشكك.

 أولا يعلم هؤلاء الزعماء أنه على افتراض فقدان أبناء الشعوب لهذه الأهلية المراد توفيرها فيهم، ووجود هذا القصور الذي أصبح ملازما لهم، أنهم هم المسؤولون على ذلك، وقد عجزوا على امتداد عقود من الزمن على إخراج أبناء هذه الأمة من العتمة التي تلفهم، والعجز والقصور اللذان أصبحا ملازمين لهم ؟

والذي يبدو أكثر وضوحا أنه لا يرجى شقاء أمة أصيبت في رأسها وفي أعلى هرمها إلا بإزالة الداء الملم بهذا الرأس أوقطعه.

إن هذه الأنظمة قادرة على مراجعة حساباتها والثوب لرشدها وإجراء مصالحة مع شعوبها ومع منهج الأمة الذي مازالت رغم كل شيء متمسكة به ومؤمنة به، ولكنها وللأسف الشديد مازالت مقرة العزم على التمديد في عمر الأزمة التي تعيشها هذه الأمة ومصرة على المضيء في غيها وضلالها وعدم القيام بما هي قادرة على القيام به وفعله وإنهاء ووضع حد لما ينفذ على الأمة من برامج ومخططات الأعداء. ولا أعتقد ولا يجب أن يسود عندنا الإعتقاد أن هذه الأنظمة بحكم طبيعتها الإستبدادية، وبحكم تورطها في انتهاج سياسات مزيلة للكرامة وقاتلة للروح المعنوية ومخلة بشرف الشعوب والأمة والأوطان، وتجاهلها لهويتها وتراثها وتاريخها وإرثها الحضاري كله، ستقبل يوما بمراجعة حساباتها والقبول بالمضي حتى في بعض ما نحسب أنها قد تكون قادرة عليه من إصلاحات قبولا طوعيا وبمحض إرادتها الحرة، وإلا فإننا سنكون في هذه الحالة واهمين. بل الذي يجب أن يسود من اعتقاد راسخ عندنا، وإذا كنا فعلا واعين بخطورة المسألة، ومتأكدين من فهمنا الصحيح لطبيعة هذه الأنظمة وطبيعة هؤلاء الحكام والنخب الداعمة لهم أنهم لن يقبلوا بهذه الإصلاحات وهذه المطالب والعمل بهذا الذي وقعت الإشارة على أنهم قادرون عليه في صورة من الصور، والنزول إلى هذه الساحات إلا أن يجروا لها جرا، ويسحبوا إليها سحبا. وهناك من النتائج اليوم ما يؤكد هذه القاعدة، وقد وقع استدراج بعض هذه  الأنظمة وهذه القيادات والنخب الخادمة لها والمعينة لها على ظلمها واستبدادها إلى ساحات من الصراع أرحب بموجب التغييرات والتحولات الدولية الخارجية، وبموجب اشتداد الضغط الشعبي الداخلي الذي مارسته وتمارسه القوى الوطنية الإسلامية والقوى العلمانية الداخلية والخارجية- لكي لا نغمط لأحد حقا- والتي دخل البعض منها وللأسف الشديد في تحالفات استراتيجية مع هذه الأنظمة ومع هؤلاء الحكام في كثير من الأوطان، مما جعل الضغط يخف عنهم ويزداد شدة على القوى السياسية والشعبية الممثلة في القوى الإسلامية أساسا وهي التي كان لها الدور الأكبر في فرض بعض الإصلاحات وإجبارهم على إحداث بعض التنازلات. ولكن ماذا بعد الفشل والإفلاس ؟ ومال الفائدة المرجوة من الإعتراف بهما أو إنكارهما والأمور آخذة طريقها إلى حيث لا يعلم أحد، والأمة واقعة بين مطرقة التحالف الغربي الصليبي الصهيوني وسندان طائفة من أبنائها المتطرفين التكفيريين المتغربين الذين أصبحوا يتمتعون  بتأييد ودعم هذا التحالف الرهيب الذي يملك كل أسباب القوة، وعنده استعداد دائم لتقديم كل شيء للارتقاء بهم إلى سدة الحكم والإبقاء عليهم فيه، ويعمل جاهدا على تعميق الهوة بينهم وبين الإسلام، والتأكيد على أن لا يكون للحركة الإسلامية أي دور في الحياة السياسية، إلا أن يكون دور هامشي عند الإقتضاء وعند اشتداد الضغط، بما يجعل الأمور غير قابلة للخروج على نطاق السيطرة. وهذه هي الخلفية التي وقع بها قبول بعض التيارات في الحركة الإسلامية من طرف بعض الأنظمة في العالم الإسلامي كله.

إن اشتداد الخصومة في الإسلام بين الأنظمة السياسية المختلفة المناهج والولاءات، والتيارات الإسلامية في الحركة الإسلامية المعاصرة يتمثل في :

1- اعتبار أن الحكام في المنطقة العربية والعالم الإسلامي قد أساؤوا للإسلام وأداروا له ظهورهم، وهم قد ذهبوا في الكفر وما يشبه الكفر وقريبا منه أي مذهب، واتبعوا غير سبيل المؤمنين بعدم اعتماد كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دستورا لشعوب الأمة، واتخذوا بدلا منها دساتير وقوانين وتشريعات تنظم حياة أبناء شعوب الأمة دون أي اعتبار تقريبا لعقيدة الإسلام وشريعة الإسلام إلا ما كان مصادفة أو ما لم يجعل الغرب لهم بديلا عنه، أو ما وقع الإقتناع بالعمل به تضليلا، وذلك ما تراه وتقول به مختلف التيارات في الحركة الإسلامية.  

2- وفي اعتبار الأنظمة السياسية أن الذي تنظم عليه حياة الشعوب هو فهم للإسلام يختلف مع فهم القوى الإسلامية المختلفة له. وهو فهم معاصر مراع فيه تطور الأوضاع في الزمان والمكان. أو هو فهم لا باس به ولا باس فيه باعتباره لا يتعارض في مجمله مع الإسلام تارة عند البعض، وباعتبار أن الإسلام عند البعض الآخر دين، وبما أن عصر سيادة الأديان قد ولى فإن الفصل بين الدين والسياسة لا مندوحة فيه، وهو خيار استراتيجي لا حياد عنه ولا سبيل إلى غيره ولا إلى مراجعته تمكينا للسياسة التي تعتبر النخبة العلمانية اللائكية المكونة للسلطة في هذه الأنظمة خاصة والداعمة والمعاضدة وحتى المعارضة لها أن التدين يعيقها، وصونا للدين الذي تعتبر أن السياسية تلوثه وتفسده، وليكون الدين مسألة شخصية بحتة لكل فرد مطلق الحرية في الإلتزام بإقامة شعائره أو تركها. وكان كل ذلك خلافا لما جاء الإسلام داعيا إليه الناس من إلزام لهم بالقيام بكل الشعائر التعبدية التي أمر الله عباده  بعبادته بها والتقرب إليه بها، ولما لها من مضامين وأبعاد أخلاقية واقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية لا فصل فيها بين عالم الغيب وعالم الشهادة، ولا فصل فيها بالتالي بين الدنيا والآخرة. فلا اعتراف في الإسلام بالفصل بين كل هذه المناشط والإهتمامات اليومية للإنسان المؤمن وهي تدخل في إطار كدحه المتواصل إلى الله « قل إن صلاتي ونسكي ومحيايا ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ». وهم يقولون إن للدين فضاءاته ومساحاته وساحاته، وللسياسة منابرها وميادينها وآلياتها ومشكلاتها. هكذا قدم لنا الغرب هذه المفاهيم الغريبة عن ديننا وثقافتنا وحضارتنا وتاريخنا وحاضرنا وماضينا، الذي لا يريد أن يكون له علاقة بمستقبلنا في فكره وثقافته انطلاقا من فهمه للدين المسيحي البابوي الكنسي وأورد فلاسفته ومفكروه ذلك الفهم في صيغ عامة وأحكام ومطلقة وقع سحبها وتعميمها على جميع الأديان السماوية المحرفة والصحيحة، والوضعية والوثنية على حد سواء. وقد كان لليهود في هذه الصياغات وإصدار هذه الأحكام الدور الأكبر من مواقع الشتات والإنغلاق في الحارات التي كانوا يحشرون أنفسهم فيها. يقول أرشنت لاهران في كتاب صدر له عام 1860 بعنوان المسألة الشرقية الجديدة « إن أي عضو في الجنس اليهودي لا يمكن أن يتخلى عن حق شعبه الذي لا جدال فيه والأساسي بأرض أجداده دون أن يتبرأ من ماضيه وأجداده… إن دعوة عظيمة محجوزة لليهود ليكونوا ممرا حيا بين القارات الثلاث أنكم سوف تكونون حملة المدنية الأوروبية التي ساهم بها جنسكم لحد بعيد »

وباعتبار أن الدين اليهودي هو الدين الوحيد الذي لا يعتبر نظاما لشعب ما في وطن ما لأن اليهود في

الشتات ليسوا شعبا ولا وطن لهم. وليسوا على ما أصبحوا عليه من تعدد اللغات وتعدد الألوان وتعدد الأوطان وتعدد الثقافات شعبا.ولا يمكن أن يكون لهم بذلك وطن. وبهذا الإنخراط في إفساد الأديان على أهلها من الشعوب التي لأديانها تلك أهمية عندها وأدوار لها في أوطانها، ولطالما خضع اليهود في الشتات لكل القوانين والشرائع والنظم القائمة على أديان الشعوب التي لهم في أوطانها وجود والمتأثرة بها، تبقى الديانة الوحيدة غير المعنية بكل هذا الذي قيل في الدين في المنظومة الفكرية الغربية هي ديانتهم اليهودية. ورغم أن الحركة الصهيونية يشار إليها على أنها حركة قومية على أساس علماني إلا أنها كانت الدولة الوحيدة التي أكدت وجودها في احتلال فلسطين العربية الإسلامية على أساس ديني توراتي. وكان ذلك واضحا منذ البداية في أقوال وتصريحات الداعية الأول إلى تأسيس وبعث هذا الكيان تيودور هرتزل وهو القائل: « لا معنى لإسرائيل بدون القدس ولا معنى للقدس بدون الهيكل »(1)وفي قول بن غوريون « … إن كل يهودي يجب أن يهاجر إلى إسرائيل إن كل يهودي أقام خارج إسرائيل منذ إنشائها يعتبر مخالفا لتعاليم التوراة … وهذا اليهودي يكفر يوميا باليهودية… » « …كما أن كل من يعيش خارج إسرائيل يعتبر بلا رب »(2).

وهكذا تلقى الكثير من أبناء الأمة الإسلامية الجاهلين تمام الجهل بالإسلام الذي هو الدين الوحيد الذي ألزم الله نفسه بحفظه « إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون »هذا الفهم للدين كما روج له اليهود والغربيون عن طريق ثقافتهم في أوطاننا.وهو الفهم الذي ينأى الإسلام بنفسه عنه، ولا يمكن أن يتنزل فيه ولا يشمله، ولا شيء يجعله في إطار المماثلة للأديان الأخرى سوى أنه دين، ولكن ليس ككل الأديان.

3- واعتبار أن الدين ليس إلا أفيونا للشعوب. وأنه لا يعدو أن يكون مجرد خدعة تاريخية يستغل بها أرباب المال الطبقات الكادحة في المجتمع عند طائفة من النخبة المثقفة التي في ظل رواج الثقافة الشيوعية والإشتراكية القائلة « بأن الإنسان هو الذي خلق الله وليس الله هو الذي خلق الإنسان » والتي لم يسعفها الحظ في الإرتقاء إلى سدة الحكم إلا في بلاد قليلة جدا من المنطقة العربية والعالم الإسلامي كله إذا استثنينا البلدان الإسلامية التي كانت واقعة تحت نير الإستعمار السوفياتي سابقا.

– واعتبار الإسلام نظام سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي ملكي وراثي استنادا إلى التاريخ وإلى الواقع في مرحلة رابعة مثل النظام السعودي الذي يكفي أن يكون ضاربا عرض الحائط بمبدأ الشورى الذي يمنح الإنسان حق الإختيار الحر وبإرادة حرة من يجري عليه أحكام كتاب الله وسنة رسول الله

صلى الله عليه وسلم ممن يرضى من ذوي الكفاءة والعلم والصدق والإخلاص والورع والأمانة من

المسلمين بقطع النظر عن جنسه أو نسبه أو لونه أو غناه أو فقره امتثالا لأمر الله سبحانه وتعالى في قوله: « وأوامرهم شورى بينهم » وقوله « فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر » وحقه في ممارسة السلطة والرقابة والمحاسبة، وموطنا أركان الملك العضوض الذي أقام صرحه الطلقاء أبناء الطلقاء من بين أمية على أنقاض حكم الشورى الذي أمر لله المسلمين بإقامته بينهم، ودعوة الناس كافة للعمل بمبدأ

الشورى، كما يدعوهم كافة إلى الإسلام عامة، ومبرما تحالفا استراتيجيا مع أعداء الأمة من أمريكيين

وبريطانيين ومن ورائهم اليهود الصهاينة منذ إسقاط هذه القوى المعادية لنظام الخلافة بل لنظام الإمبراطورية العثمانية الذي، وإن كان لا يختلف في ظلمه ومخالفته لكثير من قيم الإسلام ومبادئه وآدابه وتشريعاته وأحكامه وأصوله عن هذا النظام. ولكنه وعلى ما هو عليه من مخالفات وانحرافات كان ممثلا لوحدة الأمة وتماسكها بالرغم مما كانت عليه من الإضطراب في العلاقات والتفكك. والله سبحانه وتعالى يقول : « لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا » .

ـــــ

(1) ممنوع من التداول – محمود عوض.

(2) الصهيونية ليست حركة قومي – بديعة أمين.

                                                                

 بقلــم:علـي شرطـــــاني

                                                                         قفصــــــــــة

                                                                         تونـــــــــس     

 


 

تفاعلا مع بحث أكاديمي قدم لفائدة مركز دراسات الشرطة الأوربية ببروكسيل

 

مرسل الكسيبي*-الوسط التونسية: تفضل أحد الزملاء الاعلاميين البارزين من تونس بطرح هذه الأسئلة البحثية علينا قصد تقديم نصها لمركز أكاديمي يعنى باعداد الدراسات لفائدة مركز دراسات الشرطة الأوربية ,وقد ارتأينا من باب الشفافية في العمل مع كل الجهات التي تتوجه الينا بالسؤال أو الاستفسار,نشر نصها على صحيفة الوسط التونسية مرفوقا بأجوبتنا عليها وذلك قصد اطلاع الرأي العام على مايشغل الدوائر الأوروبية من تساؤلات وهموم وهواجس . وفيما يلي نص هذه الأسئلة من المركز الأكاديمي المذكور مشفوعا بالأجوبة التي قمت بتحريرها لترسل لدوائر أرادت استكشاف مايدور في ذهن ومخلدة النخبة العربية والاسلامية المعارضة والمقيمة فوق التراب الأوربي :  1. ما هي نظرتكم للنموذج الديمقراطي الأوروبي ؟ مرسل الكسيبي : بعد تجربة اقامة راوحت العقد ونصف بأوربا ,ومن منطلق خبرتنا مع مكونات الفضاء الجمعياتي والحزبي العام فاننا ننظر بعين الاحترام والتقدير للنموذج الديمقراطي الأوربي ونعتبره تجربة حرية بالدرس والنظروالتأمل من قبل النخب السياسية العربية,اذ أن الديمقراطيات الغربية تبقى في تقديرنا تجربة متقدمة لامجال لمقارنتها بالنماذج السياسية العربية الأقرب الى الروح البدوية وروح التسلط والسطو على امكانيات ومقدرات مجتمعاتنا الأهلية والمدنية في أغلب بلادنا العربية -باستثناءات قليلة طبعا يمكن أن نلمس فيها بداية تحولات نحو تلمس طريق دولة القانون والمؤسسات. 2. إلى أي مدى يصلح  » النموذج الأوروبي الديمقراطي  » ليشكل مرجعية معيارية لتحقيق التطلعات الديمقراطية في المجتمعات الإسلامية ؟ مرسل الكسيبي :اننا نعتبر النموذج الأوربي الديمقراطي مرجعية انسانية أبدعها العقل- الذي وهبنا الله اياه – مستهديا في ذلك بتجارب بشرية كثيرة عانت من الصراعات والصدامات الداخلية والخارجية نتيجة تسلط حكم الفرد او العائلات أو دهاقنة السياسة أو الدين أو أصحاب النفوذ الاقطاعي القديم,ولذلك فاننا نجد أنه من الواجب على مجتمعاتنا العربية والاسلامية التعلم من هذه التجارب من باب أنها ملك للانسانية جمعاء ولايمكن اعتبارها ثقافة دخيلة على المنطقة أو بضاعة مستوردة جاءت من وراء البحار,على أنه من الممكن الوقوف على بعض الخصوصيات الثقافية للمجتمعات الاسلامية وذلك من اجل تنسيب واقعي وهادئ ومرن عند تطبيق النموذج الديمقراطي الأوربي ونقصد على سبيل المثال ضرورة احترام عقائد وقيم ومقدسات ومثل مجتمعاتنا المسلمة من باب أن ذلك يعتبر من شروط انجاح التجربة عند التنزيل ليس أكثر او أقل -ضمان تطبيق ناجح ومنساب في علاقة تفاعلية مع خصوصيات عوالم المقدس تستفيد من تجربة أزمة الرسوم الكاريكاتيرية والدروس المستخلصة منها وكذلكم تتجنب استفزاز العقائد والأديان الأخرى حتى وان شكلت أقلية في مجتمعاتنا الاسلامية. 3. ما هي حسب رأيكم سلبيات النموذج الديمقراطي الأوروبي ؟ مرسل الكسيبي :يعتبر النموذج الديمقراطي الغربي في واجهته السياسية رائدا بكل المعايير ولايمكن في هذا الاطار أن نتحدث عن نتائج سلبية مباشرة وملموسة عند تطبيقاته الميدانية,الا أنه وككل تجربة بشرية تحتاج الى تطوير يمكن التنبه الى قيمة حماية عقائد الأقليات وحقوقهم الدينية ضمن رؤية تتجاوز الاطار الثقافي المسيحي الى رؤية كونية تعتقد في قيمة الانسان بعيدا عن اللون أو الجنس أو المعتقد أو بلاد المنشأ-يمكن تعزيز هذا النموذج الديمقراطي الأوربي الرائد بالاعتراف الرسمي بالديانات الأخرى كمكون رسمي لمجتمعات متعددة الأعراق والثقافات تحرص جميعها على العيش في ايخاء المواطنة الأوربية والائتلاف الانساني الجامع. 4. ما هو موقفكم من حقوق الأقليات المسلمة في أوروبا ؟ مرسل الكسيبي :مازالت تحتاج الى حماية بالنص القانوني والدستوري,كما روح جديدة بعيدة عن مشاعر الكراهية والعنصرية التي تمرر ضمن دائرة الخطاب الاعلامي المليء بالهواجس في أوقات الأزمات والأحداث الارهابية المنبوذة والقبيحة والاجرامية التي تقع في هذا القطر أو ذاك. 5. أيهما أفضل من وجهة نظركم النماذج الأوروبية للديمقراطية أم النموذج الأمريكي؟ مرسل الكسيبي :ربما لن أكون دقيقا جدا في الاجابة عن هذا السؤال وذلك بحكم عدم معايشتي للتجربة الديمقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية,غير أنني يمكن ان اتحدث عموما عن مدرسة الديمقراطية الغربية بروح الاشادة الكبيرة ولاسيما اذا عززت ذلك بمزيد من الانفتاح الايجابي على الأقليات وضمنت للمواطنين من اصل مشرقي مزيدا من العدل والمساواة. 6. ما هو موقفكم من السياسة الخارجية الأوروبية وسياسة الجوار ؟ مرسل الكسيبي :السياسة الخارجية الأوربية تحتاج الى مزيد من التعاطي العادل مع قضايا المنطقة العربية والاسلامية وذلك عبر الانفتاح على المجتمعات المدنية والتيارات السياسية المعتدلة في المنطقة العربية والاسلامية المجاورة,هذا علاوة على ممارسة قواعد اخلاقية صارمة في عدم السكوت على الأنظمة القمعية العربية وتعديها المستمر على حقوق المواطنة وذلك عبر الزامها بماأمضت عليه من عقود شراكة ومواثيق دولية تعهدت فيها باحترام قيم حقوق الانسان والمسار الديمقراطي في بلادها. 7. ما هي نقاط القوة ونقاط الضعف حسب رأيكم في سياسات الاتحاد الأوروبي ؟ مرسل الكسيبي :يمكن اعتبار احترام القانون والمسالك القضائية المستقلة ومساواة رجل السياسة مع بقية المواطنين في حالة الخصومة القضائية مع اعطاء قيمة كبرى للدراسات السياسية والبحوث في رسم التوجهات الداخلية والخارجية من أهم نقاط قوة السياسات الأوربية.أما عن نقاط الضعف فهي تأثر الموقف السياسي بالخطاب الاعلامي الضاغط والموجه في اطار من سوء الفهم الثقافي في مراحل الأزمات مع مايلعبه عنصر المال في تشكيل قوة ضاغطة على المنافسة الانتخابية في مراحل الاستحقاق الانتخابي وهو مايعني ربما المساس بعنصر الكفاءة والأهلية في افراز ممثلي المجتمعات والبلدان الأوربية. 8. هل قام الاتحاد الأوروبي بالدفاع عن الحقوق السياسية للإسلاميين؟ مرسل الكسيبي :نعم قام الاتحاد الأوربي مشكورا على ذلك بالدفاع عن الحقوق السياسية للتيارات الاسلامية المعتدلة التي تنبذ العنف في الوصول الى السلطة او المشاركة فيها أو الحفاظ عليها,وهو مايعني أن هذا الاتحاد مؤهل اكثر من غيره من الأطراف العالمية من أجل لعب دور رئيس في انهاء الصراع القائم بين بعض البلاد العربية ومعارضيها من المدارس الاسلامية المعتدلة والوسطية-ينتظر منه دور أكبر في هذا الاتجاه من أجل قطع الطريق على مدارس العنف والتشنج التي صنعتها أخطاء الأنظمة العربية عبر تماديها في سياسة القمع والتسلط دون قيد أو رقيب. وما الذي يمكنه أن يفعل في هذا السياق ؟ مرسل الكسيبي :بامكانه الضغط على الحكومات العربية من أجل الزامها الحازم والصارم باحترام القيم العالمية لحقوق الانسان والمواثيق الدولية المناهضة للتعذيب والاعتقال السياسي والمناهضة أيضا للتعدي على الحريات الخاصة والعامة المنصوص على حمايتها في قرارات صادرة في الغرض عن هياكل الأمم المتحدة ومجالسها الثقافية والاقتصادية والاجتماعية. 9. هل تعتقدون بأن أوروبا مؤيدة للديمقراطية أم أنها تقف إلى جانب الاستبداد؟ مرسل الكسيبي :في بلادها تقف قطعا مع الديمقراطية وخارج بلادها فانها تقدم مصالحها الثقافية و الاقتصادية والهواجس التاريخية على ضرورات احترام القيم الكونية لحقوق الانسان والديمقراطية وخاصة في المنطقة العربية والاسلامية. 10. إذا كانت سياسة الاتحاد الأوروبي غير مؤثرة بشكل كبير في تطور الأوضاع السياسية والثقافية للمجتمعات الإسلامية، فكيف تفسرون ذلك من وجهة نظركم؟ مرسل الكسيبي :أفسر ذلك بغياب الارادة السياسية في الغرض وبوجود لاعبين دوليين اخرين مؤثرين في سياساتها الخارجية بالمنطقة العربية والاسلامية كما قدرة ودهاء أنظمة العالم الاسلامي على المغالطة الخارجية والتزييف والتسويق السياسي الخادع من أجل استمرار ابتزازها لدعم الحكومات الأوربية. 11. كيف تنظرون لمستقبل تعاونكم مع أوروبا ؟ مرسل الكسيبي :أعتبره مشرقا ومشرفا وواعدا برغم وجود كثير من الصعوبات نتيجة تشويش الأنظمة القمعية على معارضيها وصورتهم السياسية والفكرية المعتدلة من منطلق ابتزاز الدعم المالي والاقتصادي والسياسي والأمني من الحكومات الأوربية التي تعتبرها بعض أنظمة المنطقة العربية بمثابة « البقرة المالية والسياسية » الحلوب التي ينبغى استمرار تدفق لبنها ولو باعتماد اساليب الغش والتلبيس والخداع . 12. ما هي مجالات التعاون المحتملة بينكم وبين أوروبا، ومدى « استعداد كم »1* لتعميق التعاون مع الاتحاد الأوروبي ؟ وأي المجالات التي تفضلونها أو تعطونها الأولوية ؟ مرسل الكسيبي :مجالات التعاون كبيرة وفسيحة ويمكن ان تغطي كل اوجه الحياة ومناشطها في كنف الاحترام والتفاهم وبعيدا عن الأحكام المسبقة ومناطق الالتباس التي هي من صنيعة الجهل بثقافات الاخرين أو هي صناعة متقدمة لأكاذيب وافتراءات بعض الحكومات المستبدة أو بعض الأجنحة المتطرفة أو الفاسدة فيها والمعادية بالضرورة لقيم العصر السياسية والحداثية بمفهومها القانوني والدستوري والمؤسساتي. أما عن الاستعداد للتعاون الفكري والثقافي والسياسي في اطار الاحترام المتبادل فاننا نرحب به ونعتبر اياه ضرورة من ضرورات التعايش بين مكونات الفضاء الأوربي والمنطقة العربية والاسلامية عموما. أما مانقدمه من مجالات تعاون فهو يخضع لضرورات المرحلة في تونس حيث نعتبر الأولوية للملف السياسي والحقوقي واستصدار العفو التشريعي العام هذا علاوة على رفع الحصار عن الاعلام وكل مكونات الفضاء الحقوقي والسياسي. تم تحرير هذه الأجوبة في منتصف شهر رمضان المنقضي من سنة 1427 ه *مدير ومسؤول التحرير بالوسط التونسية : reporteur2005@yahoo.de *1تم التحوير جزئيا لهذا السؤال وذلك قصد تأقلمه مع الوضع السياسي الشخصي لمحرر الأجوبة -الأستاذ الكسيبي. -تم النشر على صحيفة الوسط التونسية بتاريخ 13 نوفمبر 2006


بسم الله الرحمان الرحيم

و الصلاة و السلام على أفضل المرسلين

                                                                                                                                                 تونس في 13/11/2006 

  بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

كاتب عام جمعية الوفاء

 

الرسالة رقم 165 على موقع الحرية تونس نيوز

بصراحة : رسالة مفتوحة للسيد وزير الفلاحة حول دور الفلاحة في التنمية الجهوية و المحلية و مزيد العدل في هذا المجال الحيوي الهام

 

على بركة الله وبعونه و توفيقه نواصل الحوار مع المسؤولين على الصعيد الوطني خلال شهر نوفمبر 2006 بعد ان وجهت 4 رسائل خلال شهر مفتوحة لسيادة الرئيس بمناسبة الذكرى التاسعة عشرة للتحوّل و بعد نشر الرسائل المشار إليها من 31/10/2006 إلى الرابع من نوفمبر الجاري فكرت في تطوير حلقات الحوار الإعلامي الإلكتروني و فتح مجال الحوار مع السادة الوزراء حسب الطريقة الممتازة التي توختها جريدة العمل الغراء لسان الحزب الحر الدستوري التونسي سنوات 1966-67-1968 في ركن هام عنوانه مع الناس أي المواطن يسأل و المسؤول يجيب و قد ساهمت في هذه الحلقات من يوم 6 جويلية 1966 مع السادة حسان بلخوجة و زير الفلاحة و الحبيب بورقيبة الإبن و زير الشؤون الخارجية و محمد الجدي وكيل كاتب الدولة للفلاحة و عزوز الرباعي المدير العام للشركة التونسية للتوزيع و غيرهم و كان بحق حوار ديمقراطي هام و هادف و اليوم بعد 40 سنة تذكرت هذه الحلقات الحوارية الديمقراطية الممتازة و حذفت اليوم و لم تعوّض بأي برنامج آخر و اليوم أصبح الحوار غير موجود و منابر الحوار داخل هياكل الحزب أخذ أسلوب آخر و لم يبقى الحوار الحزبي الجهوي بالحرارة و الصراحة و الوضوح و الحرية التي كانت خلال سنوات 75-76-77-78-79 و 1980 في عهد حكومة المرحوم المناضل الهادي نويرة الوزير الاول و الأمين العام للحزب و قد شمل الحوار كل المجالات دون حدود و خطوط حمراء… و دون خوف فالمناضل الدستوري يتحدث في كل المواضيع الحساسة و لم يقاطع أو يخشى من أحد و يشعر المناضل بنخوة و صراحة و جوّ ديمقراطي و لو امام السيد وزير الداخلية … و فعلا حصلت حوارات حارة و نقاشات هامة و صريحة مع السيد الطاهر بلخوجة و زير الداخلية و مع السيد إدريس قيقة وزير الداخلية بعده.بمقر لجنة التنسيق الحزبي بباب البنات التي تفرعت عليها اليوم 7 لجان تنسيق أخرى بالوردية و باردو و المرسى و المنزه و أريانة و منوبة و بن عروس مع بقاءالأم تونس المدينة و قد كان الحوار لا يهمل شارده و لا واردة بصراحة كبيرة و حماس و طني فياض حتى أنّ المؤلفة قلوبهم عندما يحضرون النقاش و الحوار الحر يبهتون و يعجبون و يقولون الحزب الحاكم فيه هذا الحوار الديمقراطي الحرّ و بعضهم دخل الحزب و انخرط نتيجة ما لمسه من حرية و تعبير : هذا هو حزب التحرير … إلى جانب الأركان القارة بجريدة العمل منها الركن الذي أشرت إليه في البداية … و اليوم تغيرت الامور و الصحف أصبحت لها أولويات أخرى … و تصورات أخرى مواكبة للأحداث كما قالها لي مدير عام صحيفة يومية هامة … و اعتبارا للتعتيم الإعلامي لمدة أعوام … و بعد المحاولات اليائسة في صحفنا اليومية إلتجأنا إلى موقع الحرية و الديمقراطية موقع تونس نيوز الذي واكب حرية الكلمة و فتح الأبواب للتعبير الحر.و منذ سنة و 3 أشهر اصبحنا نكتب بحرية كاملة و بدون حدود و هذه الرسالة هي رقم 165 أي بمعدل مقال كل يومين بينما كما اشرت آنفا بدأت الكتابة في الصحافة يوم 6 جويلية 1966 أي منذ أربعون عاما لم نكتب إلا 97 مقالا طيلة 40 سنة و في موقع تونس نيوز كتبت 165 مقالا و هذا الرقم وحده يعطي فكرة واضحة على حرية الإعلام الإلكتروني العصري الذي لا يعرف الكبت الإعلامي و لا الرقابة الذاتية و لا المقص الحار الذي يلعب دور هام في التسلط على مقالاتنا و يطمسها و يحذف 80 بالمائة من المقال و يبقى المقال مبتوار مثل قميص عثمان …؟

سيادة الوزير ،

أردت قصدا الإطالة في شرح هذه المعطيات و المعلومات التاريخية حتى لا يعلق أحد من المسؤولين لماذا الكتابة على موقع الانترنات و في الخارج بالذات أردت سرد هذه المعطيات حتى يدرك كل مسؤول وطني عاقل و رصين بأنّ الكبت الإعلامي و العمل بالمثل . اشرب و إلا طيّر قرنك …

 

سيادة الوزير،

بعد هذه الملاحظات التاريخية يسعدني أن أتقدم إليكم بواسطة موقع الانترنات الديمقراطي بالخواطر و الملاحظات التالية حسب المحاور المبوبة و أهميتها و نجاعتها و جدواها

أولا : ضرورة إعادة مراجعة توزيع و إسناد الضيعات الفلاحية الكبرى حيث كما أسلفت في الرسائل التي وجهتها لسيادة الرئيس مؤخرا حول التبذير و غير ذلك من الاشياء … فإن » هناك بعض الفنيين و المهندسين و اعضاء الإتحادات الجهوية و الوطنية للفلاحة يتمتعون و يتحصلون على ضيعات فلاحية هامة ذات مردود هام و كبير فبعضهم اسندت إليه ضيعة فلاحية بها آلاف اشجار الزياتين و منهم من خضر الحيازة كما يسمونها في صفاقس بـ150 ألف دينار و الآخر بـ170 الف دينار هذا في مجال الزيتون فقط دون الموارد الأخرى من تربية الدواجن و الأبقار و الأغنام و غيرها و من الغريب أنّ هؤلاء كانوا في مهامهم الإدارية يتقاضون حوالي ألف دينار في الشهر يصبح اليوم مدخوله السنوي 150 ألف دينار و هناك شبان يحملون شهادة الإجازة و هم في حالة بطالة لماذا هؤلاء الشبان هم من أبناء صاحب الضيعة و من أبناء بلدة الحنشة أو صفاقس لماذا يحرم الشبان من خيرات البلاد و لم نهتدي لإدخال خمسة شبان مع صاحب الامتياز حتى تقسم الخبزة على 6 عائلات عوضا عن اسرة واحدة محظوظة و في هذا المجال هناك مسؤولين إستغلوا مسؤولياتي في الإتحاد التونسي للفلاحة سواء على المستوى الوطني أو الجهوي و تحصلوا على ضيعات هامة و لهم مداخيل أخرى و منهم من كان في مجلس النواب و ربما هناك من يملك أكبر مركب صيد بحري بلانسي : و بدون تعليق و العدل الإجتماعي يقتضي  توزيع الثروة بأكثر عدالة إجتماعية

ثانيا : إسناد القروض الفلاحية

إنّ القروض الفلاحية في مجال دعم المشاريع الفلاحية للشبان الراغبين في بعث مشاريع فلاحية مندمجة حسب الشروط المعمول بها و التي تشرف عليها وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية منذ عقود و لا يخفى أنّ المقدار المالي المخصصة لبعث مشروع فلاحي خاصة شراء الأرض لبعث المشروع و الذي حدد بـ100 ألف دينار كان عام 78 يشري حوالي 40 هكتار على حساب ألفين و خمسمائة دينار للهكتار الواحد بجهة الوطن القبلي و حوالي 80 هكتار بجهة القيروان و القصرين و سيدي بوزيد أما اليوم فهذا المبلغ لا يفي لشراء 4 هكتارات بالوطن القبلي و 10 هكتارات بالجهات البعيدة في زغوان أو الفحص او القيروان و المطلوب العمل على إرتفاع المبلغ إلى 250 ألف دينار للشباب الذي يريد بعث مشروع فلاحي مع مزيد المرونة و الدعم لإنطلاق المشروع دون عراقيل و لا صعوبات أو غلق الابواب : في عديد المجالات إنطلاقا من تحليل التربة و المياه إلى إنطلاق المشروع المتكامل بأكثر مرونة و سهولة و دون انتظار طويل حتى لا يفشل الشبان الراغبين في بعث المشاريع الفلاحية العصرية و خدمة الأرض و تشبيب الفلاحة

ثالثا : التخفيض في فائض القروض الفلاحية كلنا يعلم أنّ الفائض المعمول به لفائدة الشبان الراغبين في بعث المشاريع الفلاحية حسب السن و الشروط أنّ هذا الفائض كبير 5 بالمائة و أن » فترة الإمهال قصيرة بالنسبة للتشجير هناك بعض الأنواع لا تنتج بصفة فعلية و بكثافة إلا في العام الخامس و السادس و لا يمكن أن تكون الفترة أقل من خمسة أعوام مع حذف الفائض في فترة الإمهال و أنّ لا تتجاوز الفائض 3 بالمائة إذا أردنا بحق التشجيع على تشبيب الفلاحة.

رابعا : القروض الموسمية للفلاحين الصغار يجب أن لا تجاوز الفائض 5 بالمائة عوضا عن 9 بالمائة حاليا حتى لا يرهق الفلاح و لا يثقل كاهلة بالفائض خاصة الفلاحين الممتازين و الذين يتعاملون مع البنوك بالثقة و إلتزم العهود

خامسا : التشجيع على الإنتاج الفلاحي علمنا المناضل الزعيم الهادي نويرة رحمه الله طيلة فترة حكمة كوزير أول و إقتصادي ناجع و ناجح يؤمن بالعدل الإجتماعي و يتمسك بإعطاء حقوق الناس و يشجع الفلاحين  على مزيد الإنتاج في الزيوت – و الحبوب – و اللحوم – – و التمور وقد كان حريصا على الدفاع على اصحاب الإنتاج و مراعات المستهلكين و في إحدى المناسبات شعر رحمه الله بغبن و تلاعب من طرف المصدرين الفرنسيين في مجال التمور … فاخذ سيارته و ذهب إلى قابس و اتصل بصديقه العروسي المرزوقي رحمه الله و لم يتناول العشاء إلا بعد أن تفاهم معه على قبول التمور بالسعر الذي يرضي الفلاحين

و حصل الاتفاق ما أحوجنا اليوم إلى عقل اقتصادي ووطني غيور أمثال المرحوم الهادي نويرة رحمه الله و قضية تسعير الزيت هذا العام لا بد من أن يراعي تكلفة الإنتاج و جمع الصابة و التكلفة و مصاريف الفلاح طيلة عامين و إرتفاع مادة المازوط 6 مرات في عامين من 490 إلى 740 حاليا و الأدوية و الاسمدة و سعر ساعة الجرارة التي إرتفعت من 10 دينار إلى 15  و نرجو أن نأخذ بيد الفلاح و نرعى كل الجوانب المذكورة و أن تكون الاسعار الجديدة تحافظ على موازين الفلاح حتى لا تتكرر عملية عام 1997 أو العام الديوان الوطني للزيت سعر الزيت باثمان بخسة و في اواخر فيفري إرتفعت الاسعار 3 اضعاف و الخاسر هو الفلاح المسكين أما هذا العام فإنّ الخاسر هو صاحب المعصرة و ندرك تمام الإدراك ما حصل لأصحاب المعاصر عام 2006 و بعضهم أصاب بالذهول و الحيرة و بعضهم أصيب بأمراض فجئية نتيجة الخسارة الكبيرة.

فأين حماية اصحاب المعاصر و أين التعويض و لماذا لم نأخذ بأيديهم في هذه الظروف الصعبة و نطرح على الاقل فائض القروض…

 

قال الله تعالى : و قل إعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون  صدق الله العظيم 

بقلم محمد العروسي الهاني

مناضل دستوري

كاتب عام جمعية الوفاء

الجوال 22.022.354

 


 

رويترز: صحافي تونسي يتهم مدرب الصفاقسي باهانته عقب هزيمة الفريق

 

تونس ـ رويترز: قال صحافي تونسي امس الاثنين ان مراد محجوب مدرب فريق الصفاقسي التونسي الذي خسر لقب دوري ابطال افريقيا لكرة القدم بعد هزيمته في مباراة اياب الدور النهائي أمام الاهلي المصري بهدف. بان المدرب أهانه وهدده بالضرب بعد أن سأله عن مدي مسؤوليته عن هزيمة الفريق.

 

وقال عبد السلام ضيف الله وهو صحافي باذاعة موزاييك الخاصة لرويترز محجوب حاول افتكاك الة التسجيل وهددني بالضرب بعد أن سألته عن جدوي التغييرات التي احدثها خلال المباراة وعن مسؤوليته في خسارة المباراة .. وأضاف ضيف الله لقد رد بطريقة عنيفة وقال لي انت لا تعرف كرة القــــدم قبل أن يهـــــدد بتعنيفي .. ولم يتسن الحصول علي تعليق فوري من محجوب لكن صحـــــافيين أكدوا لرويترز حدوث هذا الامر.

 

وأهدر الصفاقـــــسي التونسي ليل السبت فرصة احراز لقب ابطـــــال افريقيا لاول مــــــرة في تاريخه بعد هزيمته امام الاهلي بهدف سجله محمد أبو تريكــــة في الدقيقة الـــثانية من الوقت المحتسب بدلا من الضائع للشوط الثاني. ورد المدرب المخضرم مراد محجوب المعروف بهدوئه بشكل قوي علي صحافي من التلفزيون التونسي أيضا قائلا له لا تفقهون الكرة .

 

وشنت وسائل الاعلام المحلية حملة شرسة علي المدرب واتهمته بانه السبب في ضياع اول لقب دوري ابطال افريقيا لتونس لان التوفيق لم يحالفه في احداث تغييرات تحد من سيطرة الاهلي. وانتقد محجوب الحكم واتهمه بانه تسبب في ضياع اللقب من فريقه. وفاز الاهلي بلقب دوري ابطال افريقيا للمرة الخامسة في تاريخه بعد تغلبه في اياب الدور النهائي علي الصفاقسي التونسي 1/صفر يوم السبت في تونس. وكانت مباراة الذهاب في القاهرة انتهت بتعادل الفريقين 1/1.

 

** تعليقات متصفحي الخبر على موقع صحيفة « القدس العربي »:

 

كـــــــــريـــم ـ تونس

 

انـــه من الـمؤسـف أن نــرى هـؤلاء الأفراد لا يـحـتـرمون بـعضـهم ، لا من قـريـب ولا من بعـــيد . الصـحـفيون في بـلادنـا لا يـفـقـهـون مـعـنى احـترام الـطرف الأخر . فـانـهم غـالـبا ياتـون بالأسـئـلة التـي تـثـير الأنـزعاج عند الـطرف الاخـر مـثلمـا حصـل هـنا. الــصـحفي الـذي يـسـتـفـز الـمـدرب باسـئلـته الـحمـقاء ، بــعد انــتـهاء مـبـارات نـهـائي ، هـو غـير مــؤهــل لـمـمـارسـة هـذه المــهنـة ، خـاصـة و أنـه الأن يــشـتـكي مـن مـعـاملة الـــمدرب تــجـاهـه عــوض أن يــعـترف بانه هـو الـذي ارتـــكـب الـخـطأ. يــا اخـي الــصـحـفي ، كــيف تـسـأل مـدرب مـثـل مـــراد مـحـجوب لــمـاذا قـام بـتغــير هـذا أو ذاك اللاعــب خـلال الـمـبـارات ؟ هـل هـو نــــسي أن يـسـتـشـيـرك أم أنــك تــسـأل من أجـل الاسـئلة فـقط ؟ زد عــلى ذلـــك انــكم تـحرجـون الـمـدربـيـن بـالركـض ورائـهم و الـقاء اســئـلة بــطـريـقة عـنـيـفة ، غـالـبا مــسـتـفـزة و فـاقـدة لــكل مـنـطـقـية . تـــعلمـوا أولا كــيف تـتـعـامـلون مـــع مـــهـنـتـكم قــبـل اللــوم عـلى الـغـيــــر .

 

 

——————————————————————————–

لا .. يا محامي …. ؟

خالد – تونس

 

 انت تدافع عن المدرب مراد محجوب وتعمدت اهمال الصحفي بعدم ذكر اسمه وكانه اقترف جريمة كبرى بطرح اسئلة منطقية ليس فيه اي ازعاج الا اذا كانت الحقيقة تزعج ؟ الا اذا كانت الاسئلة التي لا ترضي هوى المدرب تزعج انا تابعت ما حدث واستمعت لتفاصيل ما جرى بين الصحافي والمدرب على امواج اذاعة موزاييك والمردب مراد محجوب حسب ما تابعت لم يتحلى بالروح الرياضية وكان عنيفا في تعامله مع الصحفي لذلك لا تعمد الى المغالطة حتى وان كان من حقه ان يكون الى جانب المدرب مراد محجوب لكن ليس من حقه ان يغالط الراي العام بموقف كالذي كتبه بقي ان اقول انه على مدرب كرة القدم ان يحترم الصحفي والاحترام يجب ان يكون متبادلا ونحن متيقنون ان ماحدث هو حالة غضب عابرة من المدرب مراد محجوب لانه اصلا عرف باخلاقه العالية والاكيد ان الذي حدث حادث عابر لا يجب تحميله اكثر مما يستحق

 

——————————————————————————–

رد عـلى الاخ الذي لم يذكـر اسـمه !

كـــــريـــم ـ تونس

 

الــصحـفي لـه الـحـق في طــرح أسـئـلة عـلى الـمدرب ، لـــكن يـجب أن لا يـتدخل فـي أمـور لا تــعني الـقارئ أو المـشـاهد. نـــعم الـنـيـة من وراء الـسـؤال كـان بـغـيـة الاطـاحة بـمـصـداقـية مـراد مـحـجـوب كـــما لـو أن الــهزيـمة في مـبارات نـهائي ، بـهدف سـجـل في وقــت بـدل ضـائع ، كـان خـطأ من المـدرب ؟!!!؟ هـــل هـذه مـحـاولـة للاطـاحـة بـالمـدرب أم لا ؟ ألـظـاهرة مـعـهودة عـندنا في تــونـس : الـمـدربون يـطردون من وضـائفـهـم بـسـبـب تــهـور بـعـض الـصـحـفـيـين . نــحـن حطـمـنا الرقـم الـقـيـاسـي فـي تـعـيـيـن الـمـدربـيـن وفي الـتـخـلص مـنـهم بـنـفـس الـسـرعـة الـتي عــيـنـوا بهـا . خـذ مـثل المـلعب الـتونـسي الـذي اسـتـعمـل في 10 سـنـوات ما لا يـقل عـن 24 مـدربا ، و الامـثلـة تـتراكم !

 

——————————————————————————–

و نعم الشجاعة

علي التونسي

 

الصحافة التونسية بقدر ما تهاجم الرياضيين و الفنانين, لا تكتب اي شيئ واقعي عن الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية. لم يكذب من قال انه اسوأ اعلام في العالم و اكثره نفاقا و انتهازية.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 15 نوفمبر 2006)


Home – Accueil الرئيسية

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.