الأربعاء، 13 ديسمبر 2006

Home – Accueil الرئيسية

TUNISNEWS
7 ème année, N° 2396 du 13.12.2006

 archives : www.tunisnews.net


المجلس الوطني للحريات في تونس: انشغال على حياة مساجين سياسيّين قطعت صلتهم بعائلاتهم حركة النهضة بتونس: بيان توضيحي الجزيرة.نت النهضة تتبرأ من تونسي معتقل في تركيا بتهمة الإرهاب اللقـــاء الإصلاحي الديمقراطي: بيان توضيحي : حتى لا تختلط الأوراق طلبة تونس: أخبار الجامعة يسألونك عن « تونس نيوز » سليم بوخذير: صُنِع في تونس  – لحظة بلحظة مع رحلة التحدّي إلى سجن الكاف . . هدى النعيمي: عنف اجرامي.. وفصيل طلابي معاد للديمقراطية الحبيب أبو وليد المكني:  الليبراليون العرب  و عقدة الخوف من الإسلاميين الدكتورة رجاء بن سلامة نموذجا مخلص التونسي: مؤتمر اتحاد الشغل من سوسة إلى المنستير- هل يعيد التاريخ نفسه؟ علي كردي: ما الذي يمكن أن يضيفه التيار الإسلامي للحياة السياسية؟ زهير الخويلدي: ‏العمل النقابي زمن العولمة منذر الشارني: المحكمة الإدارية أنصفت الموظفين وتجاهلت السياسيين مهاجر تونسي: عصارة خواطري … آدم: عفوا سيدي الشرطي؛ أنت مخطئ المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية لـ«الصباح»: نسعى لمعرفة عناوين الكتب الدينية والأشرطة التي يتداولها الناس لمواجهة التيار المتشدّد الصباح وزير العدل وحقوق الإنسان فـي نـدوة دوليـة:«مجلة الأحوال الشخصية في ظاهرها الحقوق الأسرية والشخصية للإنسان وفي عمقها الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وتؤسس لحقوق سياسية» رشيدة القيلي: من ينصف القاضي من الطاغي ؟ توفيق المديني:المساعدات الدولية والأنظمة الفاسدة .. محمد كريشان: انتفاضة الطالباني! حسين المحمدي تونس: التطرف مهنة وصنعة وأسلوب حياة…الويل لمن يقترب.. جمال مذكور: الحجاب وحاجة الحكومات العربية للنقاب رويترز: خبراء: الخلافة الإسلامية حلم لا حقيقة


Pour afficher les caractères arabes  suivre la démarche suivante : Affichage / Codage / Arabe ( Windows )

To read arabic text click on the View then Encoding then Arabic (Windows).


المجلس الوطني للحريات في تونس   
  تونس في 13 ديسمبر  2006 

انشغال على حياة مساجين سياسيّين قطعت صلتهم بعائلاتهم

 

     يطالب المجلس الوطني للحريات في تونس بالكشف عن مصير سجناء سياسيّين انقطعت أخبارهم عن عائلاتهم في ظروف غير قانونية. فقد تواترت حالات حرمان سجناء من رؤية عائلاتهم لمدد طويلة دون مبرر قانوني. ·       

حالة السجين السياسي عبد الحميد الجلاصي

: الذي حرم من زيارة عائلته في سجن المرناقية منذ 4 أسابيع واختلفت مبررات الإدارة. ففي يوم 18 نوفمبر أعلمت إدارة سجن المهدية زوجته أنّه تمت نقلته إلى سجن المسعدين وفي ولكنّ إدارة هذا السجن نفت وجوده لديها. وباللجوء إلى الإدارة العامة للسجون والإصلاح في تونس أكّدت لشقيقه « عبد المجيد » وجوده فعلا في سجن المسعدين عكس ما صرّحت الإدارة هناك. وبالعودة لزيارته في الأسبوع الموالي قيل لهم إنّ عبد الحميد الجلاصي يمتنع عن الزيارة وتكرّرت هذه التعلة لعدم زيارته في الأسبوعين الموالين. وكان عبد الحميد الجلاصي قد أعلن لعائلته في آخر زيارة يوم 11 نوفمبر 2006 في سجن المهدية أنّه سيدخل في إضراب جوع للمطالبة بإطلاق سراحه. وقد اعتقل الجلاصي في أفريل 1991 وحوكم أمام المحكمة العسكرية ببوشوشة أوت 1992 ضمن قضايا حركة النهضة بالسجن المؤبد. ·      

حالة السجين السياسي عبد اللطيف بوحجيلة:

الذي حرم من زيارة عائلته دون سبب قانوني مدة 5 أسابيع غير أنّه أحضر يوم 12 ديسمبر في حالة إعياء بدني لافت يساعده عونا سجون في تنقله. وقد تم قطع الزيارة بعد أن سقط مغشيا عليه بعد دقائق قليلة أثناء زيارة والده له.  وكان بوحجوكان بوحجيلة قد أعلم والده يوم 7 نوفمبر 2006 أنّه دخل في إضراب جوع احتجاجا على حرمانه من المعالجة ويطالب بتتبع عون سجون اعتدى عليه. وقد اعتقل عبد اللطيف بوحجيلة منذ 1998 وحكم عليه بـ11 سنة سجنا.   والمجلس الوطني للحريات: –       يعبّر عن انشغاله الكبير لانقطاع أخبار السجين السياسي عبد الحميد الجلاصي وما قد يحدق بسلامته من مخاطر في ظروف خارج القانون. –       ينبّه إلى خطورة الحالة الصحية للسجين السياسي عبد اللطيف بوحجيلة المضرب عن الطعام. –       يعتبر أنّ عائلات المساجين السياسيّين صارت تنال نصيبا من العقوبات. ويذكّر بأنّ الفصل 14 من القانون عدد 52 لسنة 2001 المتعلق بنظام السجون يوجب على إدارة السجن إعلام عائلة السجين « كلما تم نقله من سجن إلى آخر » وهو الخرق الحاصل في حالة عبد الحميد الجلاصي. كما أنّ الفصل 22 المتعلق بالتأديب الباب الثاني ينصّ على أن لا يتجاوز الحرمان من الزيارة مدة 15 يوما. وهو الخرق الحاصل في الحالتين. –       يحمّل السلطات التونسية المسؤولية الكاملة على الانتهاكات التي ترتكبها إدارات السجون ضد السجناء السياسيّين. –       يطالب بإطلاق سراح جميع المساجين السياسيين.   عن المجلس الناطقة الرسمية سهام بن سدرين


 

بسم الله الرحمان الرحيم حركة النهضة بتونس  بيان توضيحي  
نقلت بعض وسائل الإعلام الأيام الأخيرة، عن مواطن تونسي يدعى « مالك شراحيل » معتقل بتركيا بتهم تتصل بالعنف والإرهاب، ادعاءه الانتماء إلى حركتنا. والنهضة إذ تؤكد عدم انتماء السيد مالك شراحيل إليها،  فإنها، وبصرف النظر عن مصداقية ما ينسب إليه من تهم من عدمها، فذلك من شأن القضاء النظر والبت فيه، تذكر بمبادئها الثابتة في التمسك بالمنهج السلمي سبيلا للإصلاح والتغيير ورفضها كل صنوف العنف والإرهاب فكرا وممارسة. 23‏ ذو القعدة‏،  1427 الموافق 13‏ ديسمبر‏، 2006 حركة النهضة بتونس الشيخ راشد الغنوشي


النهضة تتبرأ من تونسي معتقل في تركيا بتهمة الإرهاب

 

 
تبرأت حركة النهضة التونسية من مواطن تونسي معتقل بتركيا، على خلفية تهم تتصل بالعنف والإرهاب، ويدعى الانتماء إلى الحركة المحظورة. وهكذا « تنفي الحركة ما تناقلته بعض وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية من أنباء » حول كون مواطن تونسي يدعى « مالك شراحيل » اعتقل بتركيا ينتمي إلى حركة النهضة. وتذكر الحركة في بيان توضيحي وصلت الجزيرة نت نسخة منه ويحمل توقيع رئيسها الشيخ راشد الغنوشي بمبادئها الثابتة « في التمسك بالمنهج السلمي سبيلا للإصلاح والتغيير ورفضها كل صنوف العنف والإرهاب فكرا وممارسة ». على صعيد آخر توجهت زوجة السجين السياسي التونسي عبد الحميد الجلاصي بنداء إلى المنظمات الإنسانية الدولية للتدخل العاجل من أجل إطلاق زوجها المسجون منذ 16 عاما. وقالت زوجة الجلاصي في اتصال مع الجزيرة إنها فقدت أي اتصال بزوجها منذ أكثر من ثلاثة أسابيع وإنه نقل من سجنه بمدينة المهدية إلى جهة مجهولة بعد أن بدأ إضرابا عن الطعام للمطالبة بإطلاقه، وأضافت أن صحة زوجها المصاب بأمراض مزمنة تدهورت.
( المصدر:الجزيرة.نت بتاريخ  13 ديسمبر 2006)


 

بسم الله الرحمان الرحيم

اللقـــاء الإصلاحي الديمقراطي

بيان توضيحي : حتى لا تختلط الأوراق

 

فاجأتنا أوساط المعارضة التونسية أمس الأول بالإعلان عن تأسيس تحالف جديد يجمع أربعة أحزاب معترف بها يحمل اسم اللقاء الديمقراطي. ومع احترامنا وتقديرنا لكل عمل معارض وطني يسعى إلى تجميع قواه من أجل الصالح العام ومقاومة الاستبداد وترسيخ واقع الحرية في البلاد، فإننا في اللقاء الإصلاحي الديمقراطي نعبر عن اندهاشنا واستغرابنا عن اختيار هذا الاسم لهذه الجبهة. ورغم أن حركتنا ليست « ماركة مسجلة » ولم تسع في الوقت الراهن إلى طلب تأشيرة عمل قانوني، فإننا نرى أن الأمانة الأخلاقية والنزاهة السياسية وعلاقة الاحترام والتقدير بين أطراف المعارضة يملي عدم الانجرار وراء هذا الاختيار لهذه المسميات المتقاربة حتى لا تختلط الأوراق ويقع تداخل عند المواطن والمتابع للشأن التونسي في مستوى المشاريع والمرجعيات والخطط وآليات العمل ومقاربات التنزيل.

ونحن في اللقاء الإصلاحي الديمقراطي إذ نعبر عن قلقنا وعتابنا للإخوة في التحالف الجديد، نود أن نذكر بأن اللقاء الإصلاحي الديمقراطي قد وقع إنشاؤه في المهجر في 23 ماي 2005 وأعلن عن ذلك في بيانه التأسيسي المعلن والمنشور على عديد المواقع التونسية.

واللقاء الإصلاحي الديمقراطي، حركة سياسية مدنية ذات مرجعية إسلامية وديمقراطية تسعى للمساهمة بدور فاعل داخل المشهد العام، وتطمح لتأسيس مشروع فكري وحضاري يتجاوز القطر التونسي وجوابه الإجرائي، ويعانق أبعاد الحرية والعدالة والأخلاق، ويرتكز على قراءة واعية وراشدة للموروث والحاضر، لا تنبذ العقل ولا تعادي النقل ولكنها تستأنس بهما لفهم واقع متحرك وضاغط من أجل بناء إنسان الغد ومجتمع الرفاه المادي والروحي.

ونحن في اللقاء الإصلاحي الديمقراطي، رغم المحاولات المتكررة والمستمرة لتهميش صوتنا وإقصاء دورنا والاستخفاف بحالنا واستبعاد أي حضور أو وجود لنا في المشهد السياسي التونسي قولا وفعلا من بعض الأطراف، فإننا نؤكد على أن مشروعنا وليد عزيمة دائمة وإرادة فاعلة وصبر ومصابرة وثبات على المبادئ، وتوكل على الله وحب للوطن. وهو ليس فلتة سيطويها التاريخ كما طوى غيرها، ولا نزوة تنتهي بانتهاء العرس وافتراق المدعوين، ولا ردة فعل حملتها أيام يأس وإحباط وتشنج وتصفية حسابات… ولكنه مشروع تغييري واعد وقع إعداده وتنزيله على وعي ورشد، وفي إطار خطة عمل جادة استقرأت الماضي دون مواربة واستشرفت المستقبل دون عناد، ووجدت أن المشهد السياسي التونسي يحمل فراغا في بعض جوانبه وجب ملئه والمساهمة في الدفع به إلى ميدان الفعل النزيه والواعي، وأن الطرح الفكري والحضاري يستلزم قراءة جديدة ومتجددة وجب ملامستها وتوليد خطاب مغاير في إطار المنقول والمعقول.  وهو يسعى بكل هدوء وبعيدا عن العواصف وردات الأفعال والدخول في متاهات الهدم والشتم، على تكوين عقلية البناء وثقافة العمل المتواصل والدءوب الواعي بفقه المرحلة ومتطلباتها من أجل بناء الإنسان المكرّم.

« ..فأمّا الزَّبدُ فيذهب جُفاء وأمّا ما ينفعُ الناسَ فيمكثُ في الأرض.. » (الرعد 17)

عن اللقـــاء الإصلاحي الديمقراطي

 

د. خــالد الطــراولي

بــاريس في 23 ذي القعدة 1407 / 13 ديسمبر 2006

المصدر : موقع اللقـــاء الإصلاحي الديمقراطي www.liqaa.net


 

الرابطة التونسية للدفاع على حقوق الإنسان

ترحّمــا على روح الفاضــل الغدامســي

بمناسبة الذكرى السادسة لوفــاة

الفقيــد الفاضــل الغدامســي

ينتظم موكب ترحم على روحه الطاهرة بمقبرة الجلاز وذلك يوم الخميس 14 ديسمبر 2006 على الساعة الرابعة والنصف بعد الزوال.

كل عائلته وأصدقائه والذين عرفوه وأحبوه سيتجمّعون حول ضريحه للذكرى.

(المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 12 ديسمبر 2006)


تدهور الحالة الصحية للسجين السياسي عبد الحميد الجلاصي

الحوار نت/ خاص : ذكرت قناة الجزيرة في نشرتها المغاربية ليوم الأربعاء 13/12/2006ان صحة السجين السياسي السيد عبد الحميد الجلاصي والمسجون في تونس والذي يشن اضراب جوع منذ عشرين يوما قد تدهورت بشكل يدعو للقلق .

كما ذكرت القناة ان زوجته وقع استدعاؤها من طرف الامن للتحقيق معها متهمين اياها بالاتصال بالمنظمات الحقوقية والدولية للتحسيس بوضعية زوجها وبحالته الحرجة جدا.

التحرير.

(المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 13 ديسمبر 2006)


طلبة تونس WWW.TUNISIE-TALABA.NET  السنة الأولى:  العدد رقم 12 الأربعاء 13 ديسمبر 2006 أخبار الجامعة

كلية الحقوق بسوسة

وقعت يوم الثلاثاء 12 ديسمبر مواجهات بين أطراف من الإتحاد العام لطلبة تونس و منافسيهم استعملت فيها العصي و الحجارة و قد خيم جو من التوتر على الكلية كامل اليوم.

انتخابات المجالس العلمية

عرفت الحملة الانتخابية التي انطلقت يوم الإثنين 11 ديسمبر تنافسا شديدا في بعض المؤسسات الجامعية وفتورا في البعض الآخر خاصة بسبب دخول الطلبة في المراجعة التي تسبق الامتحانات المقررة لما بعد عطلة الشتاء مباشرة. وقد غادر آلاف الطلبة كلياتهم ومعاهدهم للشروع في التحضير للامتحانات وهو ما سيؤثّر في نسبة المشاركة. ويطرح هذا الأمر مشكلة توقيت موعد الانتخابات وهو ما يجب مراجعته خلال السنوات القادمة. وقد عمدت بعض الأطراف اليسارية وكذلك الدساترة إلى ترهيب العديد من المترشحين خاصة ذوي الخلفية الإسلامية من التقدم إلى الانتخابات وذلك خوفا من أن تتقلّص حظوظهم في النجاح ببروز قطب جديد طال غيابه عن الساحة ومثّل اختفاؤه من ساحات النضال خسارة كبرى للجامعة وللمجتمع ككل. وفي انتظار ما ستسفر عنه النتائج يوم الخميس 14 ديسمبر نأمل أن تكون الإدارة محايدة وأن تقبل مختلف الأطراف بالتعايش فيما بينها خدمة لقضايا الطلبة وحفاظا على مصلحة الحركة الطلابية. اعتقال مترشح في صفاقس اعتقل مساء الثلاثاء 12 ديسمبر الطالب وسام الأطرش الطالب بالمعهد التحضيري للدراسات الهندسية بصفاقس بعد إعلان ترشحه لانتخاب ممثلي المرحلة الأولى بالمجلس العلمي بالمعهد. ولم يفرج عنه إلى حد كتابة هذا الخبر

كلية العلوم بتونس

نظمت القائمة المستقلة التي تضم الطالبين زياد بومخلاء وكريم الصيفي اجتماعا عاما في منتصف نهار يوم الإثنين 11 ديسمبر لتقديم بيانها الانتخابي والتعريف ببرنامجها. وقد تم تعليق صور المترشحين وبيانهما الانتخابي في مختلف أنحاء الكلية وقاما بالاتصال بالعديد من الطلبة الدارسين في المرحلة الأولى بالكلية. هذا وقد قام مرشحو الاتحاد العام لطلبة تونس والطلبة الدساترة بتعليق بياناتهم الانتخابية.

الاعتقالات متواصلة في صفوف الطلبة

لا يكاد يمر أسبوع إلاّ وتحصل إيقافات في صفوف الطلبة سواء خارج الكلية أو في الطريق العام أو في مقرات سكناهم. وآخر حالة هي يوم الأربعاء 22 نوفمبر 2006 باعتقال الطالب علي الشاوش الذي يدرس بالسنة الثالثة علوم فيزيائية بكلية العلوم بتونس وهو أصيل منطقة بوجربوع من معتمدية الحنشة بولاية صفاقس.

المعهد العالي لمهن الموضة بالمنستير: حملة على المحجبات

تواصل الكاتبة العامة بالمعهد العالي لمهن الموضة نجلاء طبقة حملتها المسعورة على الطالبات المحجبات رافضة حتى مجرد وضع « الفولارة التونسية » التي تدعي السلطة أنّه مسموح بها. وقد عمدت إلى إجبار العديد من الطالبات على توقيع التزام بعدم ارتداء « اللباس الطائفي » وقد رفض البعض منهن ذلك وغادر مقاعد الدراسة في حين لا يزال البعض الآخر يتصارع مع هذه المسؤولة المتهورة التي كثيرا ما تخاطب الطالبات بالقول  » ما تعرفش إلّي أنتِ في institut de mode صحّح وإلاّ ما تدخلش »

مؤتمر اتحاد الشغل: هل يطرح موضوع تشغيل أصحاب الشهادات العليا للعاطلين ؟

تعمد العديد من الأطراف الطلابية على تحسيس المؤتمرين الحاضرين الحاضرين في أشغال اتحاد الشغل أيام الخميس والجمعة والسبت 14 و15 و16 ديسمبر بنزل سقانص الشاطئ بالمنستير وتبنّي قضيتهم التي أصبحت قضية المجتمع التونسي بأسره. ورغم أنّ المركزية النقابية اتخذت قرارا بغلق الأبواب أمام غير المؤتمرين فإنّه تبقى أمام الطلبة لإيصال صوتهم وبقوّة إرسال البرقيات والبيانات والاتصال الفردي بالمؤتمرين وإقناعهم بأنّ طرح موضوع بطالة أصحاب الشهادات العليا سيدعّم مكانة الاتحاد ويجعل منه منظمة في خدمة المجتمع ككل وليس الشغالين فقط.

وفاة طالب في حادث مرور

انتقل إلى جوار ربه خلال الأيام الماضية الطالب وليد اللفّات المتخرج من المعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجية بتونس INSAT. وقد جد الحادث على الطريق السريعة الرابطة بين الزهراء وحمام الأنف من ولاية بن عروس عندما نزل المرحوم من سيارة والده حوالي الساعة الثامنة صباحا للتوجه إلى إحدى المؤسسات وكان الضباب يخيّم على المنطقة وفجأة قدمت سيارة من الخلف لتصدم وليد ثم تلتها سيارة ثانية صدمته هي الأخرى فتوفي على عين المكان. وقد حضر جنازته عدد غفير من المواطنين من أهالي حي الهواء الطلق والزهراء وبومهل وكان في الحضور عدد هام من الطلبة بكَوه بحرقة شديدة.

معهد الزهراء: تلميذة تصفع أستاذتها !!

شنّ أساتذة معهد الزهراء بتونس يوم الثلاثاء 12 ديسمبر 2006 إضرابا عن العمل احتجاجا على إقدام إحدى التلميذات على صفع مدرّستها. وقد عبّروا عن غضبهم الشديد بسبب تفاقم ظاهرة الاعتداء على رجال التعليم من قبل التلامذة وتهاون الإدارة في التصدّي لهذه السلوكيات الخطيرة المهينة للمربّين ولرسالتهم النبيلة. وقد تصاعدت الاعتداءات على الأساتذة خلال السنوات الأخيرة داخل المعاهد وخارجها بالتوازي مع انهيار القيم والأخلاق داخل المؤسسات التعليمية. ومن يقف للحظات أمام المعاهد يصاب بالذهول ويرى العجب العجاب من تصرفات منحطّة وكلام وألفاظ هابطة…

(المصدر: « أخبار الجامعة » من موقع « طلبة تونس »، السنة الأولى، العدد رقم 12 بتاريخ 13 ديسمبر 2006)

 

يسألونك عن « تونس نيوز »:

 

إن من أجمل وأروع ما يمكن أن يحصل لفريق متطوع يقوم بخدمة إعلامية مجانية في بلد تكتم فيه الأصوات وتقمع فيه الأقلام مثل تونس أن يُحاسب ويُعاتب ويُلام ويُساءل من طرف قراءه والمشتركين في نشريته. إن هذا يعني ببساطة أن المشروع المتواضع الذي انطلق قبل 7 أعوام تقريبا لم يعد ملكا للفريق المحدود جدا القائم عليه وإنما لكل قراءه ومشتركيه ومتصفحي موقعه يفرحون لتطوره ويتألمون لتراجعه ويحرصون على استمراريته وارتقائه ونموه ويعتبرونه مكسبا ثمينا لهم قبل كل شيء.

 

في هذا الإطار، بعث إلينا أحد الأخوة القراء بمجموعة من التساؤلات والملاحظات التي ساورته أو ترددت من حوله بخصوص أداء فريق تونس نيوز في الآونة الأخيرة. ونظرا لما تتسم به هذه الأسئلة من أهمية وشمولية وتعميما للفائدة ننشرها مرفوقة بأجوبتنا عليها كي يطلع عليها الجميع.

  

 

1- لُوحظ ضمور بعض أعداد تونس نيوز إلى حد غير مسبوق (خاصة القسم اللاتينى منها) وهذا ليس بفعل غياب مواد على الانترنت. فيا ترى ما هو السبب ؟؟؟

– ليس هناك سبب محدد ولكنها الظروف التي تعتري البشر من مرض وغفلة ونسيان وانشغالات شتى. كما أن مساهمات القراء التونسيين باللغة الفرنسية (أو اللغات اللاتينية عموما) ليست كثيرة جدا وهي تتراجع من يوم ليوم.

 

2- عدم مواكبة النشر على الانترنت وهناك مقالات وأخبار تنشر على النت وبعد وقت طويل تنشر على تونس نيوز بل ونشر مواد مستهلكة وبتواريخ قديمة نسبيا (وهنا لا نعنى المواد التى يقع إعادة نشرها للإستشهاد أو لأخطاء وردت فى نشرها)

– عادة ما نحرص على متابعة الجديد والحديث لكن هذه الظاهرة موجودة أحيانا ومردها سببان: حرصنا على عدم تضخيم حجم الرسالة اليومية حتى لا نثقل كاهل صناديق البريد الألكتروني للمشتركين والإختيارات التحريرية التي تؤدي إلى تقديم أشياء وتأخير أخرى.   

 

3- هناك تكرار فى نشر المقالات والأخبار فكم من مرة تتكرر المادة فى نفس العدد كما أن هناك مواد تعاد فى اليوم التالى من نشرها..

– هذا خطأ يحدث في بعض الأحيان بسبب الإستعجال وعدم المراجعة الدقيقة في الساعات الأخيرة من اليوم.

 

4- عدم إنتظام المراسلة وهناك من يشكو من عدمها أصلا بشكل غير مفهوم..

– هذا صحيح والسبب تقني بحت ونحن نعمل على تلافيه وتصحيحه في أقرب وقت.

 

5- هناك من اشتكى من عدم نشر مواد أرسلت إليكم..

– في العادة ننشر كل ما يرد علينا باستثناء حالات محدودة جدا لموانع قانونية أو أخلاقية معلومة للجميع.   

 

6- هناك انطباع لدى البعض أن هناك تغييرا في السياسة التحريرية فى تونس نيوز مثل نشر الصور على غير عادتكم ووضع عناوين لا تتعلق بالوضع التونسى ليست ذات أهمية مقارنة بمواد موجودة على النت لا تتعلق بالشأن التونسى .. وغير ذلك..

– هذا مجرد انطباع لا أساس له من الصحة. نشر الصور هو محاولة بسيطة للتأقلم مع التطورات التقنية على الشبكة أما المواد التي لا تتعلق بالوضع التونسي فهذا ليس بالأمر الجديد حيث أننا عادة ما نهتم ببعض التطورات المهمة في الجوار المغاربي أو في العالم العربي أو في شتى أنحاء العالم. فنحن لا نعيش في جزيرة معزولة اسمها تونس لا تتأثر بما يدور حولها.   

 

7- كثير من الإيميلات تصلكم ولا تتلقى مراسلاتكم ….الرجاء أن تراجعوا أرشيف الإيميلات لديكم لأن هناك الكثير من الإخوة كانت تصلهم مراسلة تونس نيوز ولما وقعت عملية الإختراق منذ فترة لم تعد تصلهم المراسلة

– هذا صحيح ومثلما أسلفنا فنحن بصدد معالجة هذا الخلل التقني بما هو متاح لدينا من إمكانيات. وبالمناسبة نؤكد للسادة القراء أننا لا نغفل أي رسالة ونحرص على أن لا ننسى أي طلب اشتراك.

 

8- هناك أناس داخل تونس لا يستطيعون الدخول للمواقع التونسية وليس لهم من مصادر للمعلومات غيركم فنرجو الإنتباه لذلك.

– « ما توصّـي يتيم على نواح »

 

مرة أخرى نجدد الشكر الموصول للقارئ الكريم الذي تفضل بطرح هذه الأسئلة ونسأل الله تعالى أن نكون دائما عند حسن ظن الجميع وفي مستوى ثقة قراءنا ومشتركينا ومواطنينا عموما.

 

فريق تونس نيوز

13 ديسمبر 2006


صُنِع في تونس : لحظة بلحظة مع رحلة التحدّي إلى سجن الكاف . .

 
* القلم الحرّ سليم بوخذير كلّ وسائل النظام التونسي المعتادة في الهرسلة التي ألفها النُشطاء طوال السنوات الماضية (الحواجز الأمنية المتكرّرة في الطريق ، التعنيف ، المراقبة الأمنية.. إلخ ) ، حضرت في رحلتنا إلى الكاف يوم الخميس الماضي ، ولكنّ حضرت معها أيضا الوسائل غير المألوفة منها وأعني تلك الوسائل التي حسِب عديدنا أنّها راحت مع سنوات السبعينات و الثمانينات من ذلك الإستعانة بالميليشيات المأجورة لتعنيف المخالفين و لكيل السباب و لمآرب أخرى ، ف »العهد السعيد » و »نطحه الشديد » أبى إلاّ أن يُخرجها لنا يوم الخميس من « أرشيفه الزاهر » ليتحفنا بها يومها .. و حتّى تكتمل الصورة جيّدا و يكون اليوم برمّته يوما على الطريقة النظامية التونسية الخاصة جدّا في هذا المضمار ، لم يشأ رأس الحكم أن يمرّ علينا خميس الإعتداءات ذاك ، دون أن تلتقطه له كاميرات مأجوريه التي كانت حولنا في الذهاب و الإياب ، لينقلوا إليه الشريط لمُشاهدته عساه! يُشبع « نهمه » الساديّ في رؤية من قالوا لا لتسلّطه و هُم ينالون العقاب الذي يحسب خائبا أنّه يُزحزح و لو قيد أنملة من إصرارهم على إستعادة الحرية لهذا البلد .. بدأت رحلة التحدّي إلى الكاف على الساعة السابعة صباحا و 25 دقيقة ، حضر الأستاذ سمير بن عمر و الأخت سامية عبّو إلى منزل الأستاذ عبد الرؤوف العيادي حيث كنّا في إنتظارهما أنا و الدكتور المنصف المرزوقي ، توكّلنا على الله و قصدنا الكريم ، في إتجّاه الكاف .. منذ اللحظة الأولى تفطّنا إلى عدد من أعوان البوليس السياسي على متن سيارة كانوا بصدد مراقبتنا قرب منزل الأستاذ العيادي ، إنطلقنا في إتّجاه مقصدنا فتابعونا ، ولكن و دون قصد منّا وجدنا أنفسنا نسلك الطريق التقليدية للكاف بدل الطريق الحديثة السريعة التي قد يكونوا حسبوا أنّنا سنسلكها ، ذلك أنّ أربعتنا غابت عنّا سهوا وقتئذ الطريق المؤدّية إلى الطريق السريعة ، فقلنا : ما المشكل ؟ ليكنْ أن نمضي إلى الكاف من الطريق التقليدية ، و الِخيرة في ما إختاره الله .. و من الواضح أنّ حكاية توجّهنا على الكاف من تلك الطريق قد نفعت نسبيا ذلك أننا في نصيب أكبر منها لم نُصادف أي! حاجز أمني ، و قد حسب بعضنا للحظات أنّ سلكنا لتلك الطريق قد فاجأ أعوان البوليس الذين قالت السيدة عبّو إنّها تعوّدت أن ينصبوا لها على طولها أعدادا بالغة من الحواجز الأمنية في رحلاتها السابقة .. قطعنا مسافات ذات بال دون أيّ مشكل و الدكتور المرزوقي يحدّثني عن ذكرياته السيئة جدا مع هذه الطريق التقليدية إلى الكاف ذاكرا أنّه في كلّ حياته لم يسلكها إلاّ لزيارة السجن ، مرات كان يسلكها لزيارة الأستاذ نجيب حسني زمن سجنه و مرات لزيارة شقيقه في سجن الكاف و هذه المرّة لزيارة محمد عبو ، إلى حين وصولنا إلى منطقة لست أذكر إسمها (المهم أنّها قبل منطقة تستور ببضع الكيلومترات) ، عندها حدث الإيقاف الأوّل ، كانت سيارتنا تسير ببطء وراء حافلة تسير ببطء و كدنا نتجاوز عون المرور الماثل مُلاصقا للطريق بما أنّ الحافلة كادت تُغطّينا عنه ، إلاّ أنّ العون تفطّن في آخر لحظة إلى وجود سيارتنا فصاح مُصفّرا ( نعم صاح مُصفّرا .. لم أجد أسلم من هذا التعبير لوصف طريقة تصفيره التي كانت مدوّية جدّا و سريعة جدّا من فرط خوفه أن نمرّ بجانبه قبل إنطلاقه في التصفير! ) .. إستجبنا و توقّفنا ، طلب العون من الأستاذ بن عمر أوراق السيارة دون تقديم السبب ، فسلّمه إيّاها وقد أبدى ال! عون ما يكفي من الإشارات الدالّة على أنّه كان يعرفنا جيدا و أنّه مأمور بمحاولة تعطيلنا ليس أكثر و لا أقل .. مضت عشرات الدقائق فأعاد لنا الأوراق في صمت تامّ و دون أن يجيب عن سؤالنا البسيط : لماذا أوقفت سيارتنا بالذات ؟ إنتهت حينها أولى حلقات مسلسل الحواجز الأمنية ، بعدها بدقائق واجهنا أكبر حاجز أمني صادفنا طوال الطريق و ذلك بمدينة تستور ، أعدّوا لنا حاجزا حديديا بوسط المدينة و معه عدد كبير من أعوان الأمن على اليمين وعلى الشمال ما بين أعوان بالزي الرسمي وآخرين بالمدني و لا مُوجب معلن لذلك ، فقط قالوا إنّهم يُريدون أوراق السيارة و بطاقات تعريف رُكّابها .. رفض أربعتنا تسليم بطاقات التعريف ما لم يعطونا مُوجبا صريحا ، و فيما إتّهمتهم السيدة سامية بأنّهم إنّما ينفّذون تعليمات معتادة بمحاولة تعطيلها في كلّ زيارة إلى زوجها ، دخل معهم الدكتور المرزوقي في حوار سريع ذكّرهم فيه أنّ منطقة الشمال الغربي تنفرد بتقديم نسب عالية من المنتوج الوطني الفلاحي و مع ذلك ترزح تحت سيف نقص المكاسب و التنمية و يتخبّط شبابها في براثن البطالة المُطّولة طالبا من الأعوان أن لا يحموا نظاما ينا! ل خير هذه الربوع ولا يُعطيها ما تستحقّ ، فتظاهر الأعوان بعدم الإصغاء ، عندها توجّهت أنا إلى المواطنين الذين تجمّع عدد منهم حولنا لإستجلاء أمر هذا الحاجز الأمني الكبير الذي من الواضح أنّهم لم يتعوّدوا بمثله سابقا في مدينتهم ، و أخذت أوضّح لهم بعد أن طال إنتظارنا ، أنّ كلّ هذا الحاجز هو من أجل 4 تونسيين شرفاء رفضوا الفساد الفاحش الذي مارسه نظام بن علي على الثروات العامّة و الذي بسببه يُعاني عديدهم من الخصاصة ، كان من بين الحضور مُسنّين إشتعلت رؤوسهم شيبا و طفحت وجوههم شهامة و شموخا ، ردّوا على كلامي بالموافقة مُحرّكين رؤوسهم ، فما كان من أعوان البوليس إلاّ أن شرعوا عندها في تفريقهم و بعضهم عُومل بخشونة رغم سنّه ، مُصرّين مرّة أخرى على تسلّم بطاقات التعريف فيما إعتذر أحدهم سرّا إلى السيدة عبّو ذاكرا لها أنّهم يُنفّذون « تعليمات عليا » هو غير موافق عليها ، سلّمنا على مضض بطاقات التعريف بعد طول إنتظار و طول شجار معهم .. جاء الحاجز الأمني المُوالي بعد إستئنافنا السير بأقلّ من دقائق ، وكان المكان هذه المرّة شبه خال من السكان ، وكالعادة طلب أعوان الحرس أوراق السيارة و بطاقات التعريف (تجاوز عددهم 7 و كانت على ذمتهم سيارتان) فرفضنا ، والمُفاجأة! أنّ أحدهم لم يُمانع حين دعاه الدكتور المرزوقي إلى عدم الإستجابة لتعليمات صادرة من نظام لايحترم القانون ، في أن يُقرّ لنا أنّه يحترم جيّدا الدكتور المنصف و الطريق الذي إختاره و لكنّه يضطرّ لتنفيذ هذه التعليمات خوفا على مورد رزقه ! رفض الأستاذ بن عمر تسليم أوراق السيارة و رفضنا ثلاثتنا تسليم بطاقات تعريف كالعادة ، و شرعت أنا و الدكتور المرزوقي وقتها في ردّ فعل جديد على الحواجز الأمنية و هو أن نمضي على الأقدام فيما تمكث سامية و سمير بالسيارة . قطعنا مسافة لا تقلّ عن 5 كيلومترات أنهكتنا نسبيا ، و بعدها « أفرج » الأعوان على سمير و سامية و السيارة فإلتحقا بنا لنستأنف السير على متن السيارة ، لكن ما لبثنا أن تعرضنّا إلى حاجز جديد ، مارسنا نفس الطريقة عيد المرّات : سامية و سمير بالسيارة و أنا و الدكتور المرزوقي على الأقدام في إتّجاه الكاف دون أن ننبس ببنت شفة للأعوان ، و بعد كلّ مسافة هامّة نقطعها على الأقدام يُفرجون على السيارة و راكبيها فيلتحقان بنا ليُركباننا .. إستمرّت هذه الحكاية طوال المسافة التي تبقّت لنا على مدينة الكاف ( 70 كلم ) ، سوىّ أنّ المدّة الزمنية الت! ي كان الأعوان يحتجزون فيها سامية و سمير و السيارة صارت تطول في آخر حاج زين لنقطع أنا و المرزوقي مسافات مُنهِكة جدّا ، و قد إزدادت رحلة الأقدام سوءا في مرحلة مُوالية عندما إنخفضت درجة الحرارة جدّا و صار الزمهرير قويّا لافحا من كلّ الجهات الأربع لجسدينا الفارعين و المطر يهطل بغزارة فوقنا نحن اللذيْن لم يكن لدينا مطريّة ، و الأمر المُنهك أيضا أنّ الطريق صارت جبلية في تلك المراحل بها صعود ، كان كلّ ذلك يزيدنا إصرارا على المواصلة و شخصيا لم أكن أتصوّر في حياتي أنّني سأقدر يوماعلى قطع كلّ تلك المسافات على القدمين و لكن إرادتنا على الوصول إلى الكاف مهما كان الثمن كانت أقوى وقتئذ من كلّ مشاق الرحلة ، للحظات كنت أنسى الطريق و أتأمّل ملامح رفيق الرحلة ، كنت أرى فعلا جبالا عديدة على اليمين وعلى الشمال و لكن أيضا كنت أرى أن الذي يسير معي جبلا هو الآخر.. جبلا صلبا من الإرادة الحديدية و الإصرار الكبير ، شاهقا بحقّ لا تقهره الرياح .. كان ذلك يزيدنا إصراراعلى السير دون هوادة و السخرية من كلّ المشاق .. و في تلك المراحل من رحلة الأقدام بدأت أكتشف أنّنا مُراقًَََبيْن من قبل سيارتين واحدة كانت تسير ببطء أمامنا ( نوعها « برلنقو » على ما أذكر) و الثانية كانت رباعي! ة الدفع وراءنا ، و بدا لي للحظات أنّ العون الماكث في السيارة الأولى كان بصدد تصويرنا بواسطة كاميرا.. كان عدد الحواجز التي إعترضتنا في الإجمال تسعة على ما أذكر ، و لم أعد أذكر بالتحديد كم قطعت مع الدكتورالمرزوقي من مسافة على الأقدام ، المهمّ أنّها تفوق 20 كلم في المُحصّلة .. بلغنا المدخل الرئيسي لمدينة الكاف في حدود الساعة الواحدة ظهرا أي بعد أكثر من 5 ساعات بحالها ! و لاحظنا في آخر 10 كلم أنّ الأعوان المنتصبين على الطريق لم يعودوا يوقفوننا و إنّما يكتفون بمعاينة السيارة ، و في مدخل المدينة لم يوقفنا أحدا سوى أنّ سيارات أمنية عديدة رافقتنا منذ الدخول بعضها أمامنا و بعضها وراءنا . . فهمنا عندها أنّ الجماعة أعدّوا لنا شيئا خفيّا في الكاف ماداموا قد سمحوا بدخولنا هكذا بكلّ بساطة. . لم نسلك الطريق إلى السجن لأنّنا قرّرنا الغداء أوّلا و مُلاقاة الأستاذ طارق العبيدي الذي كان في إنتظارنا في الكاف مُلاحقا من قبل سيارة أمنية منذ الصباح ، توجّهنا معه إلى مطعم بالمدينة و كان عدد الأعوان المُلاحِقين ما بين المُترجّلين و من كانوا على متن السيارات كبيرا ، تناولنا الغداء و كن! ت أنا أوّل المُغادرين لأدخّن سيجارة بباب المطعم ، لاحظت عندها أنّ السي ارت الأمنية بدأت تنتقل من جهة أمام المطعم إلى الجهة المُجاورة لسيارتنا ، لم أفهم الأمر ، و لكن فور مُغادرة الجميع للمطعم سمعت الدكتور المرزوقي الذي كان يسير ورائي قليلا يُردّد عبارة : « هاهم بدؤوا .. » ، لم أفهم ما الذي كان يعنيه و لكن سرعان ما فهمت حين سمعت واحدة تصيح في وجهه : »يا مرزوقي . . يا عميل الأمريكان . . يا صهيوني. . » نظرت نحوها فوجدها بمُصاحبة عديدين ذكورا كلّهم صاروا بدورهم يرمُون الدكتور المرزوقي بأبشع النعوت و تكاثر عدد المعتدين من كلّ جهة ، من أمامنا و من ورائنا ، إنطلق هجوم من السبّ و الشتم و البصاق و التعنيف بسرعة سريعة نحو خمستنا ، عديدهم وجّه لكمات و ركلات نحو الدكتور المرزوقي و حين إلتحمنا به ليصعد السيارة و نُغادر صاروا يضربوننا بدورننا و إحداهنّ وجّهت لكمات إلى سامية عبّو التي حاولت مقاومتهم و إلتحق آخر بها لضرب سامية ، صعدنا السيارة التي شرعوا بسرعة في تهشيمها و قطع مقابض أبوابها ثمّ قطعوا مراياها على اليمين و الشمال ، كان عددهم كبيرا يفوق 70 معتديا ، و كانت ملامحهم و ملابسهم تدلّ أنّهم من المنحرفين الذين يمكن أن تستأجرهم بما قلّ من المال و حتّى رو! ائح أجسامهم كانت كرهة من قلّة نظافتهم ، صعدنا إلى السيارة بصعوبة شديدة وسط اللكمات و الركلات ، و رمقنا عندها أعوان البوليس بالزيّ المدني و هم يُصوّرون المشهد الوحشي بأكثر من كاميرا محمولة و الشماتة في عيونهم ، و مع ذلك أصريّنا على التوجّه على متن السيارة إلى السجن و أجسامنا مُصابة و سيارتنا مهشّمة جزئيا ، فهمنا عندئذ أنّ أعداد الميليشيا التي جلبوها لنا في المطعم كانت في الواقع في إنتظارننا قُبالة السجن في البداية و لذلك تركنا أعوان البوليس ندخل الكاف حاسبين أنّنا سنتوجّه أوّلا إلى السجن و لا نتوجّه إلى مطعم للغداء أوّلا ، و حين رأونا توجّهنا إلى المطعم جلبوهم لنا إلى هناك . . فور سلكنا للطريق إلى السجن لاحقتنا سيارات البوليس و معها أعوان الميليشيا ، لم نتمكّن من توقيف السيارة بحُرّية لأن الهجوم هذه المرّة كان كاسحا جدّا ، فصار عدد المعتدين أكبر و أصبح العنف من ركل و لطم و لكم هو سيّد الموقف ، في لحظات مّا صار كلّ منّا يختفي عن أنظار الآخر من فرط أعداد المُعتدين التي غطتّنا ، نلْنا الكثير من الضرب و من البُصاق و الشتم حتّى بعد صعودنا واحدا واحدا إلى السيارة بمعجزة إلاهي! ة و بمقاومة شديدة لهم ، و هم الذين كانوا يتعمّدون منعنا من صعودها بهدف مزيد التنكيل بنا ، كان مشهدا مريعا تواصل زهاء 25 دقيقة ، و بين كلّ هذا و ذاك كان البوليس يُصوّر بالكاميرات المحمولة مُتشمّتا ، و في كلّ مرّة كُنّا نُحاول إغلاق أبوب السيارة للمغادرة كانوا يفتحونها بالقوة ليوجّهوا لنا مزيد الشتائم واللكمات والركلات و أصرّت عندها السيدة عبّو على الخروج من السيارة مردّدة : »لن يمنعني شيء عن زيارة زوجي حتّى و لو قتلوني اليوم . . » ، و كنت أنا و الدكتور نُصْعِدُها بالقوّة إلى السيارة وسط سيل من السُباب و اللكم و الركل . . لن تُصدّقوا من أنقذنا من المعتدين و فسح المجال لسيارتنا لتغادر ، إنّه عون من أعوان السجن حضر سريعا و أقفل الأبواب و دعانا للمغادرة ، غادرنا رغم إصرار أعوان البوليس على عدم إبعاد السيارات القادمة من الإتّجاه المُعاكس ، و في النهاية أبعدوهم ، و غادرنا في إتّجاه الطريق إلى العاصمة و لاحقتنا سيارت أمنية عديدة سرعان ما تضاءل عددها ليصير سيارتين فحسب رافقتانا إلى العاصمة . . و في الطريق و في كلّ مرّة كنّا نتوقّف لضمان الردّ على المكالمات الهاتفية التي كنّا نتلقاّها بإعتبار ضعف الشبكة عند السير ، كانت السيارتان تتوقّفان ليخرج أحد الأ! عوان و يصوّرنا بواسطة الكاميرا المحمولة . . بلغنا العاصمة عند المغرب تقريبا و أجسامنا مُصابة جدّا لاسيما السيدة عبّو و سيارتنا مهشّمة و مُلاحقة من قبل سيارتين ، و لكنّ إرادتنا صارت أقوى على رجم الشيطان المُعادي للحريّة . . رجمه بكلّ ما أوتينا من قوّة ، و بقوّة أكبر على رجمه من تلك التي كانت لدينا قبل رحلة التحدّي إلى الكاف . . كان هذا شريطا مكتوبا لكلّ أطوار رحلة التحدّي إلى الكاف ذهابا و إيابا تابعتموه يا أحرار تونس و العالم عبر « تونيس نيوز » لتعرفوا حجم ما بلغه هذا الطاغوت الذي يحكم بلادنا من تسلّط فتكشفون إعتداءاته في كلّ الدنيا ، تماما مثل ذلك الشريط المُصوّر الذي ناله بن علي عبر كاميرات مأجوريه ليستلذّ بمُشاهدة مُتحدّيي تسلّطه و هم ينالون العقاب . . و قد خاب عقابه ، و لكن لم يخبْ تحدّينا . . و لن يخيب . . لن يخيب . .


 

عنف اجرامي.. وفصيل طلابي معاد للديمقراطية

لقد فوجئت كغيري من الطلبة بالاحداث التي حدثت في كلية العلوم بتونس، والتي سعى فيها طلبة من الفصيل المشبوه  » النقابيون الراديكاليون » إلى الاعتداء على بعض الطلبة المترشحين لانتخابات المجلس العلمي.  وليست هذه المرة الاولى التي يمارس فيها هذا التيار الانبوبي المشوّه الاعتداء على الطلبة وخاصة إذا كانت ممارستهم ديمقراطية او ينتمون إلى التيار الاسلامي. فقد سبق أن تعرض الطالب زياد بن سعيد أو غسان بن خليفة وغيرهم من طلبة الاتحاد العام لطلبة تونس إلى عنف هذه الفئة. ويبدو ان هذا الفصيل المدعوم من قوات الامن ولنا عديد المؤشرات التي تدل على ذلك يسعى إلى تحقيق ما فشل فيه طلبة التجمع من سيطرة على الطلبة وذلك باستعمال العنف وخطاب ايديولوجي اقصائي غريب عن الجامعة التونسية. إن التهديد بالتصفية والقتل وتشويه الوجه كما قال وسام السعيدي « سنمنعكم من دخول الكلية ونطاردكم في كل مكان » لهو تصرف نازي اجرامي يقع تحت اعين رجال الأمن وبصرهم وفي انتخابات المجالس العلمية التي عرف تاريخها في الجامعة التونسية بالنزاهة والتحاور العقلاني بين الطلبة. إننا نتوجه لوزارة الداخلية لتحمل مسؤوليتها في كبح هذه المجموعة الاجرامية. ونطلب من أساتذتنا الكرام دعم العملية الديمقراطية في الجامعة وعدم الرضوخ لمجموعة ارهابية دموية لا علاقة لها بالطلبة. كما نطلب من كل الفصائل الطلابية التعبير عن موقف الاستنكار والتوحد حتى لا تصبح الجامعة التونسية تحت سيطرة مجموعة اجرامية. وإذا تواصلت ممارسات هذه المجموعة فإن الطلبة والشرفاء منهم خاصة سوف يتبعون كل الطرق وأقول كل الطرق للدفاع عن حقهم في جامعة حرة وديمقراطية.  هدى النعيمي طالبة تونسية   مراسلة خاصة بتاريخ 13  ديسمبر 2006


تتمة…

الليبراليون العرب

 و عقدة الخوف من الإسلاميين

الدكتورة رجاء بن سلامة نموذجا

الحبيب أبو وليد المكني

 

           يعبر الليبراليون الجدد باستمرار عن شعورهم بالقلق الشديد على  حاضرهم و مستقبلهم و يعتمدون من أجل ذلك أساليب مختلفة  أهمها الضغط بما يملكون من منابر و وسائل إعلامية  حتى يصبح من الجائز إخضاع النصوص الدينية من قرآن كريم وسنة مطهرة إلى النقد و التحليل بأدوات تحليلية نشأت في العالم الغربي و تفترض مند البداية أن هذه النصوص ليست متميزة في حد ذاتها و لكن هالة القداسة التي تتمتع بها تعود إلى جهد بشري متشبع بالأسطورة و الخيال الخصب و عمليات الخصاء الرمزي للمسلمين ، بمعنى الحجر على تفكير الناس و فرض وجهة معينة لتعليب التفكير و صرف النظر عن مختلف مصادر المعرفة الأخرى ، وذلك حتى يتم  إخضاع المجتمع للمؤسسة الدينية المتحالفة مع السلطة السياسية وكل ذلك في الحقيقة من أجل الحفاظ على فاعلية مواثيق وعقود اجتماعية موروثة تضمن مصالح طبقية محددة ، و من ذلك الحديث عن الهوية والأصالة و الخصوصية الحضارية  و الحقوق التاريخية  و المقدسات و  الشرف و العرض و … و الليبراليون بصفة عامة و الجدد منهم بصفة خاصة يقدمون أنفسهم على كونهم أنبياء الحداثة و الحرية و التفكير العلمي .الذين سيوقظون الأمة من سباتها لتصحو على أطباق العقلانية و التحرر من الأسطورة و أسر التراث ، لكنهم يصطدمون بالواقع المعقد الذي لا يخضع في الحقيقة إلى أي نوع من القوالب وبالتالي فكلما ظنوا أنهم اقتربوا من  تحقيق الهدف  تبين أن ذلك هو سراب يحسبه الظمآن ماء .. فالقدماء من الليبراليين  اعتمدوا أداة الدولة القطرية لتحقيق أهدافهم ، لكنهم فشلوا بأقدار معينة ويريد الجدد أن يسيروا على نفس الطريق مسلحين بمناهج التفكير الأنثروبولوجية و الألسنية وعلم النفس الاجتماعي و مستندين على ثقافة العولمة الأمريكية  ، بيد أنهم يصطدمون بظاهرة الصحوة الإسلامية التي تحولت بمرور الزمن إلى شبكة من المؤسسات الاجتماعية و الثقافية و السياسية وحققت انتشارا كبيرا في العلم الإسلامي وخارجه و أصبحت تدق بقوة أبواب السلطة مما يتسبب في قلق شديد لخصومها، لذلك تشتد هجماتهم عليها .

   وكما أشرت في مقدمة المقال تمثل الدكتورة رجاء بن سلامة نموذجا مهما ضمن النسق الليبرالي الذي  حاولت أن أحدد بعض سماته و مكوناته و أهدافه ولقد وجدت في مقالين لها عن الحجاب و الختان ما يؤكد قراءتي لهذا الفريق و يحفزني على المساهمة في الرد على بعض هذه الأفكار .

3ــ عقدة الخوف من الإسلاميين

 لا شك أن الكتاب و المفكرين الذين يبحثون في قضايا تتعلق بالتراث و النص المؤسس للحضارة و الثقافة الإسلاميين سيشعرون بالتهيب و حتى الرهبة من ولوج هذه النصوص المقدسة و التعرض للتقاليد و العادات الراسخة وبالتالي يحتاج المرء حتى يلج هذا الباب إلى قدر من الشجاعة قد لا يتوفر في كثير من  الناس كما يحتاج إلى تمكن معرفي في ميدانه يعطيه الثقة في نفسه و في قدرته على تحمل المسؤولية فيما يكتب و يقول ، ومن هذه الناحية كنت منذ البداية قد عبرت عن موقفي من الدكتورة وأكدت على حقها المشروع في التعبير عن رأيها و أنني أجد لها و لأمثالها دورا كبيرا في تحقيق النهضة العربية ونشر المعرفة وثقافة التنوع كما أردت من خلال لفت الانتباه إلى عدم استكمال الإسلاميين  لبلورة مشروعهم التأكيد على التنوع  في الساحة  الإسلامية بحيث لا مجال للأحكام النمطية التي كثيرا ما يقع فيها الليبراليون الذي يحلو لهم التعميم و التقليل من أهمية الاختلاف في هذه الساحة ، وهو أمر لن يكون أبدا في مصلحة الحوار بين الفريقين لأنه سيشكك في صدقية التحاليل الليبرالية ويؤكد نظرية الأطراف اليمينية المتشددة في أن ملة الكفر واحدة وأن التعايش في كنف التعدد و التنوع الديني و المعرفي ضرب من الهراء والعبثية و أن الحق واحد و الطريق واحد و الهدف واحد . الحق كما فهمه السابقون والطريق هو الذي كان عليه السلف فقط و الهدف هو بناء دولة الطهر و النقاء التي يحق لها انتظار العون والتوفيق من السماء بما سيحل مشاكل الأمة و يحرر أراضيها …

الخوف من الإسلاميين يبرز مثلا في قول الدكتورة : » . وإذا كان بعض ممثّلي هذا التّيّار يعمد إلى الآن إلى التّكفير الصّريح في استراتيجيته الخطابيّة، فإنّ البعض الآخر يعتمد أساليب أكثر حذرا ولكنّها لا تختلف عن التّكفير إلاّ في درجة العنف. ومن هذه الأساليب مطالبة  الخصم بالاعتذار عن رأيه، ومنها الدّعاء بالهداية للمخالف في الرّأي، وهي أساليب وصاية أبويّة من البديهيّ أنّ ما يفصلها عن أخلاقيّات الحوار الدّيمقراطيّ سنوات من النّضج النّفسيّ الضّروريّ لقيام حياة مدنيّة وسياسيّة. ولذلك، فرغم كلّ الاختلافات في درجة العنف، يبقى مفهوم الفاشيّة الإسلامويّة ذا وجاهة، بحيث لا يمكن أن نتخلّى عنه لمجرّد أنّ الرّئيس الأمريكيّ الحاليّ نطق بالعبارة، وإلاّ تملّصنا أيضا من الدّيمقراطيّة لأنّها أحد الشّعارات التي يستخدمها هذا الرّجل في خطابه السّياسيّ. وما قضيّة الحجاب اليوم، وما منع الإسلاميّين إبداء الرّأي الشّخصيّ فيه في بعض البلدان العربيّة سوى دليل ساطع على الطّبيعة الشّموليّة للإيديولوجيا الإسلاميّة، مهما اختلفت تعبيراتها، ومهما اختلف حاملوها « 

فكثرة استعمال الكلمات التي تفيد  معاني السيطرة و العنف و والوصاية و الحجر على الرأي الحر  وصولا إلى الفاشية  والشمولية وعدم التمدن و التفتيش الدقيق عن أي كلمة تفيد معنى قريبا أو بعيدا للتكفير والتشكيك المستمر في صدقية الخطاب الإسلامي  الذي يعلن تبنية صراحة للديمقراطية كل هذا يراد به التعبير عن عدم الاطمئنان و الخوف من المستقبل و الإيحاء بأنهم « فاعل خير » و صوت للحرية في محيط هائج من الاستبداد المتعطش » لدماءهم الزكية » وأنهم في حاجة أكيدة لحماية من الخارج الذي نجح في صنع الحداثة و يجب أن لا يتأخر عنهم بالمساعدة لفرض المناهج اللبرالية في التفكير و الاقتصاد و التشريع و … وبالتالي فليس من الغريب أن يظنهم فريق المقاومة وتيار الهوية  طابورا خامسا يعمل في البلاد العربية والإسلامية لحساب القوى المتربصة بالأمة لتفتيتها و السيطرة على خبراتها و الهيمنة عليها وهم يقدمون الدليل على ذلك بمساندة المشاريع الاستعمارية .

2 ــ الربط بين الحجاب و ختان الأنثى مساعدة للبوليس

قامت الدكتورة بمقاربة للحجاب و الختان  من خلال الرجوع إلى نص أسطوري تقول أنه مؤسس لفكرة الحجاب عند العرب و يتمثل في قصة هاجر التي اغتاظت منها سارة سيدتها السابقة زوجة إبراهيم كما تغتاظ المرأة العاقر من ضرتها الولود، فتأمر بختانها و تصر على إبعادها  نحو الصحراء البعيدة . وحتى تتستر هاجر على دمائها السائلة منها وضعت العباءة « ( الجلباب) الذي كانت تستر بدنها و تتدلى من وراءها لتخفي شيئا من الدماء النازفة ، ثم أكملت الصورة المستندة إلى التحليل الأتثتروبولوجي وموضوع النجاعة الرمزية للأسطورة  لتنتهي إلى أن الحجاب و الختان يعبر عن تصور للمرأة يقوم على إخضاعها لسيطرة الرجل و إقناعها بدونيتها  رغم أن العنف كما تقول الأسطورة قد جاء من امرأة نحو أختها المرأة وبالتالي فلا ندري كيف أراد الرجل بهذا العمل أن يفرض على المرأة سيطرته الذكورية ليتحول ذلك إلى أسطورة ناجعة في إقناع المرأة العربية بدونيتها إلى اليوم حتى وإن كان 99, 99 من الرجال و النساء العرب لم يسمعوا أبدا بهذه القصة في قسمها التراجيدي الذي تتحدث الدكتورة عن نجاعته الرمزية في الخصاء الاجتماعي .

عن الخصاء الاجتماعي تقول الدكتورة : »

فما يجمع بين الختان والحجاب هو أنّهما شارة توضع على الجسد الأنثويّ لإخضاعه إلى التّنظيم الاجتماعيّ للمتعة وتنظيم الاختلاف الجنسيّ وتبادل النّساء. وضع الشّارة على ما هو جسديّ هو أحد تعريفات الخصاء حسب المحلّل النّفسانيّ جاك لاكان، ولكنّ هذه الشّارة يمكن أن تكون رمزيّة بدل أن تكون واقعيّة، أي يمكن أن يكون لها حضور في الواقع النّفسيّ فحسب. يمكن أن تنتظم المجتمعات بمجرّد وجود تهديد بالقطع والعقاب لا بالقطع نفسه، وبمجرّد وجود حجاب نفسيّ لا بالحجاب نفسه، ومجرّد الشّعور بالإثم النّاتج عن عقدة أوديب القائمة أوّلا على تحريم نكاح الأمّ والأب… »

لن أخوض في موضوع الختان باعتباره عادة فرعونية وليست عربية لا أدري  حجم أهميتها وهل هي في طريقها إلى الاندثار كما يقول البعض أو أنها لا زالت تمثل ظاهرة مقلقة وأن الجهود الإسلامية للقضاء عليها لا زالت دون المطلوب كما تقول الدكتورة ، و أعبر عن رفضي للمقاربة الجنسية للحجاب رغم حرص الكثيرين من الفريقين على ذلك ، فالمقاربة الأحب إلى نفسي هي تلك التي تنطلق من فلسفة الحرية و المساواة وفسح المجال للمرأة العربية حتى تقوم بدورها كاملا في  مختلف المجالات سواء كانت محجبة أو سافرة ، الإسلاميون في تونس أرادوا بالدعوة للحجاب وليس النقاب و دون الالتزام بشكل معين أن يفتحوا أمام المرأة المتدينة آفاق العمل و الحركة خارج البيت ، طالبة للعلم و موظفة و عاملة و رمزا لعدم التعارض بين الإسلام و الحداثة ، يمكن أن يكون تنزيل هذه الفكرة في الواقع لم ينجح كما يجب لأنه اصطدم بعوائق رواسب الانحطاط و الاستبداد من تقاليد المجتمع الأبوي وأنانية الرجل العربي وتأثيرات النزعات السلفية المحافظة ومقتضيات المغالبة و الصراع السياسي …و لكن اختزال الحجاب في البعد الجنسي ليس بصحيح على الإطلاق .

 و أرفض الجمع بين الختان بالنسبة للمرأة و الحجاب الذي تدافع عنه تيارات الإسلام الحركي   في هذا الوقت الذي تنظر فيه الدكتورة من نافدة قاعة المحاضرات التي تلقي فيها درسها لتشاهد عددا من المحجبات  يتوقفن عند الباب و لا يسمح لهن بالدخول إلى الجامعة لمتابعة دروسهن ، و منهن طالبات للدكتورة جئن ليستمعن لمحاضرتها التنويرية ،وغير بعيد من هناك يمكن أن يجر بعض أعوان البوليس تونسية متحجبة من شعرها إلى أقرب مركز شرطة فيسمعونها شيئا من قاموس ألفاظهم القذر و يجبرونها على إمضاء التزام بعدم ارتداء » الزي الطائفي » …

 عندما تكتب الدكتورة رجاء بن سلامة عن الحجاب باعتباره الوجه الآخر لختان البنات البغيض في تونس حتى و إن عبرت بصراحة في آخر مقالها عن رفضها للتعامل الأمني مع المتحجبات، لا يكون ذلك أبدا  مشاركة في حوار فكري وتعبير عن وجهة نظر من أخصائية في علم من العلوم الإنسانية و لكنه مساندة في وقتها الضروري للبوليس الذي ينفذ أوامر عليا و مشاركة في الحملة الرسمية على المحجبات التونسيات وتبرير لاضطهادهن و فرض الجهل عليهن حتى لا تبرز في المستقبل منهن من ستزاحم على مقعد في مجلس النواب كما فعلت المتحجبة التركية الدكتورة مروة قاوقجي التي أصدر  الليبراليون الحداثيون أمرا بتجريدها من جنسيتها التركية وفرض الهجرة عليها إلى أمريكا …

ليس الأمر أبدا من ناحيتي اعتراض على حق أي كان في التعبير عن رأيه في الحجاب و الدعوة إلى السفور لأنني أرفض بشدة مثلا أن يفكر البعض في مضايقة النسوة الغير محجبات في مصر مثلا بعد أن تعاظمت ظاهرة الحجاب  أو أن يكفر البعض نساء تونس السافرات بأي صيغة من الصيغ و أعتقد أن تلك مبالغة لا تريد بها الدكتورة وجه الله ، فلم يقل أحد من الذين  يعتد برأيهم في هذا المجال بأن الحجاب ركن من أركان الإسلام ، من رفضه يكون قد خرج من الملة ولكنه لباس التقوى و التقوى شحنة من الإيمان تزيد و تنقص أما غير المؤمنين فمن حقهم أن يكفروا ولكن لاحق لهم في إصدار الفتاوى باسم الدين أما آراؤهم  حول الدين من منطلقاتهم المرجعية إذا جاءت في إطار هادئ ومستند إلى مرجعية علمية و لا يقصد به الاستفزاز و الإهانة و التسفيه فسأكون أول من يدافع عن حقهم في التعبير عنها .

Benalim17@yahoo.fr


مؤتمر اتحاد الشغل من سوسة إلى المنستير: هل يعيد التاريخ نفسه؟

خضعت كلّ مؤتمرات الاتحاد العام التونسي للشغل بأشكال متفاوتة لمنطق »الإجماع » المكرّس لهيمنة الأمين العام من ناحية وبنسب متفاوتة لإرادة السلطة وفقا لمستوى تناغمها مع الأمين العام و تبعا للدرجة صفاء العلاقة بينهما. وقد مثل مؤتمر سوسة أوّل فرصة لتنافس جدّي بين قائمتين متساويتين في حضوضهما. ورغم أنّ الخلاف لم واضحا بما فيه الكفاية لدى كلّ النقابيين نظرا لانعقاد هذا المؤتمر بعد فترة غير وجيزة من تعطيل الممارسة النقابية(حيث ضرب الاتحاد من 1985الى 1988 ووقع تنصيب الشرفاء وركّز « الاتحاد الوطني ») لكن النقابين المواكبين للشأن النقابي كانوا يعرفون أنّ اسماعيل السحباني الذي قاد إحدى القائمات كان التحق بمجموعة الشرفاء صحبة أحمد بالرميلة ثمّ انفصل عنها ليلعب الدور الذي أوكل إليه في مؤتمر سوسة. كما يدرك النقابيون أيضا أنّ علي بن رمضان « مهندس » القائمة الثانية كان أوّل من أوقفتهم السلطة على خلفية أزمة 85، وكان الوحيد الذي وقف ضدّ تغيير المسئوليات وضدّ الاستجابة لرغبة السلطة في سحب الأمانة العامّة من عاشور و إسنادها للصادق علوش وكان أيضا أكثر النقابيين تحمسا طوال الأزمة للمحافظة على وحدة الهياكل الشرعية وعلى مقاومة التنصيب والانشقاق. ولمن لم يكن مواكبا لهذه الحقبة من تاريخ المنظمة يكفي الرجع لفترة ما بعد مؤتمر سوسة للوقوف على السلوك الذي مارسه السحباني بوصفه أمينا عاما وللإطلاع على مسار علي رمضان الذي أعلن تباينه مع أغلبية المكتب التنفيذي في أوّل مجلس وطني بعد المؤتمر ثمّ أقصي بعملية تدليس سافرة أثناء مؤتمر الكرم أصبح يقرها كلّ الفاعلين النقابيين ممّن واكبوا تلك الفترة. مؤتمر سوسة وخطأ اليسار النقابي لقد كان التباين واضحا وجليا بين التوجهين ورغم ذلك اختار مناضلو اليسار النقابي في تلك الفترة الاصطفاف وراء اسماعيل السحباني وقائمته بدعوى إن علي بن رمضان « إخوانجي » و لسنا في حاجة لنرد على هذا الادعاء لأنّنا نعتقد أنّ السلطة تمثل أقدر جهة على إثبات هذه التهمة( لو توفر لها أبسط دليل ماديّ على صحتها) واستغلالها لمحاسبة بن رمضان. و لا نضنّ أنّ أصدقائنا من اليساريين مازالوا متشبثين بهذا الرأي اللهم إلا إذا كانوا يعتقدون بأنّ السلطة لم تفعل ذلك من موقع مجاملة بن رمضان ومحاباته. هل يتكرر الخطأ في مؤتمر المنستير؟ وبمناسبة انعقاد مؤتمر المنستير يكاد يتكرر نفس المشهد فالأمين العام السيّد عبد السلام جراد يريد المحافظة على أغلبية مكتبه التنفيذي المتخلي مع تعويض عنصرين( عرفا بعلاقتهما الطيّبة مع علي بن رمضان) بمرشحين آخرين تحرص السلطة على تواجدهما في المكتب التنفيذي المقبل ليعززا هيمنتها على المنظمة. في حين يعلن علي بن رمضان رفضه لهذا التوجه ويقرر تقديم قائمة منافسة تجمع عديد الوجوه المناضلة من ضمن النقابيين الذين أثبتوا قدرتهم على تحمل مسئولياتهم في اتخاذ المواقف المدافعة على استقلالية المنظمة سواء في علاقة برفض دعوة شارون أو من خلال الانحياز في الانتخابات الراسية الأخيرة لمرشح على حساب مرشح آخر، أو من خلال رفض المشاركة المذلة في مجلس المستشارين، أو من خلال رفض تقديم موعد المؤتمر خدمة لأجندة السلطة أو من خلال رفض الانقلاب على مقررات مؤتمر جربة في ما يتعلق بتحديد عدد دورات تحمل المسئولية في المكتب التنفيذي الوطني، أو من خلال تبني بعض التحركات و النضالات التّي لم تكن محل إجماع داخل المكتب التنفيذي.    في خضم هذا الواقع ترتفع أصوات لبعض نقابيي اليسار داعية لتكوين قائمة » يسار »وهو حق مشروع من حيث المبدأ. غير إنني أود مناقشة هؤلاء الأصدقاء من جهة المبررات المقدمة ومن جهة النتائج المرتقبة. حيث يدعي هؤلاء الأصدقاء بأنّ حرصهم على تقديم قائمة خاصّة بهم مردّه رغبتهم في التمايز على كلّ من قائمة الأمين العام المرتهنة للسلطة وعلى قائمة على بن رمضان المجسمة لتالف « إخواني-انتهازي »(وهي تقريبا نفس الحجّة التّي اعتمدوها في مؤتمر سوسة) وإنّنا فعلا نستغرب هذا التبرير خاصّة من قبل مناضلي أحد التيارات المنخرطة في « هيئة 18 أكتوبر » وبعدما صرّح زعيمه في أكثر من مناسبة(آخرها هذا الأسبوع من خلال إحدى الأسبوعيات) »بأنّه لا يرى أيّ حرج في الالتقاء مع الاسلاميين من أجل مقاومة الدكتاتورية » فعن أيّ تحلف يتكلم هؤلاء ؟ وهل يفقهون فعلا حقيقة ما يقولون؟    أمّا السبب الثاني لاستغرابنا من هذا التبرير فيعود لمفهوم اليسار لدى الجماعة.فهل اليسار يعني أنماطا وقوالب يفترض إسقاطها على الواقع بقطع النظر عن نتائجها سلبية كانت أم ايجابية؟ وهل اليسار يعني إطلاق مواقف دون تقدير لمدى تأثيرها في الواقع ولمدى مساهمتها في تطويره وفق المأمول والمنشود؟    إنّ ما يعتزم أصدقاؤنا اليساريون فعله اليوم بتقديم « قائمة اليسار »يصبّ من حيث هم واعون أو غير واعين في دعم قائمة السلطة و تطوير حظوظها في السيطرة على المنظمة. إننا مناضلي اليسار (في ظلّ محدودية تمثيليتنا وعجزنا على كسب الأصوات للعب دور المنافس الجدّي للفوز بمواقع في القيادة الوطنية) مدعوون للتأثير في مضامين المؤتمر من خلال خوض نقاش جدّي مع الأطراف الفاعلة لحملها على تبنّي جزء من مطالبنا وعلى إدخال تحويرات أساسية على النظام الداخلي بما يعزز الممارسة الديمقراطية ويؤمن استقلالية المنظمة. إن سلوكنا اليساري اليوم  يجب أن يراعي حجمنا داخل المنظمة ويكتفي بالانتصار للأفضل من ضمن الأطراف المتنافسة بدل التمايز عنها أو ممارسة « الحياد السلبي »المؤدي في النهاية لدعم الأسوء .    ختاما إني أدعو كلّ النقابيين من ذوي التوجه اليساري ليتعاملوا مع الواقع بموضوعية وببراقماتية فيتجاوزوا المنطق الدغمائي ويطرحوا على أنفسهم المهام التّي تتماشى وحجمهم وتعكس قدرتهم على التأثير في الواقع. وندعوهم للتفاعل الايجابي مع الأرضية التي طرحها البعض من أعضاء الهيئة الإدارية الوطنية وان يساهموا في إثرائها وأن يشتركوا في التعبئة من أجل خلق حركية نضالية داخل المؤتمر تساعد على تعزيز دور القواعد وتضمن مشاركتها الواسعة في صياغة القرار النقابي وتحصن المنظمة ضدّ كلّ التجاذبات الخطيّة وضدّ كلّ أشكال التوظيف الفئوي والهيمنة والتسلط أيّا كان مصدرها. مخلص التونسي


ما الذي يمكن أن يضيفه التيار الإسلامي للحياة السياسية؟

علي كردي

إن المتتبع للمشهد السياسي العام في الوطن العربي والإسلامي لا يمكن ان يخطئ مدى الحضور المتميز للتيار الإسلامي الذي بات يتمتع بشعبية متنامية تخوله التقدم في كل منافسة سياسية نزيهة. وهو ما بات يمثل مأزقا حقيقيا لخصوم هذا التيار المحليين والدوليين. إلا أن هذه المكانة والحظوة التي يتمتع بها التيار الإسلامي ليست قدرا محتوما وإنما هي مكانة مشروطة بمدى قدرة هذا التيار على تحقيق مصالح الفئات التى أولته ثقتها. فهذه المكانة قبل أن تؤول إلى التيار الإسلامي كانت قد تبوأتها تيارات أخرى وطنية وقومية ويسارية غير أنها جميعا أخفقت في  تحقيق مصالح شعوبها مما جعل هذه الأخيرة تغير قبلتها مرة تلوى الأخرى. فهل يكون حظ الإسلاميين أوفر من غيرهم؟ وما الجديد الذي يمكن أن يضيفه  التيار الإسلامي للحياة السياسية؟

يبدو من خلال استقراء تجارب الحركات الإسلامية في التعاطي مع مسألة الدولة أن التيار الإسلامي لم يكن واعيا بما فيه الكفاية بتعقيدات الدولة الحديثة بأجهزتها الأمنية والعسكرية الضاربة، وتنظيمها الإداري الضخم، وما تتمتع به من قدرة هائلة على الرقابة والضبط، وهو ما عكسته بوضوح تجربة الحركة الإسلامية في السودان وأفغانستان ثمّ أخيرا فلسطين. ذلك أن الخطاب الإسلامي لا يعكس وعيا بالقطيعة التاريخية الحاصلة بين النموذج التاريخي للدولة / الخلافة ونظام الدولة الحديثة التي تأسست على ادعاءات شمولية واسعة النطاق إلى جانب احتكار أدوات العنف بيدها، والانفراد باستخدام هذا « العنف المشروع » بحسب تعبير ماكس فيبر. « الدولة الحديثة هي أشبه ما يكون بالآلة الصماء التي لها معقوليتها الإكراهية الخاصة التي لا تعبأ كثيرا بنوعية الايديولوجيا أو المطالب الأخلاقية والدينية أو نوعية الأشخاص القائمين عليها » في حين أن النموذج التاريخي للدولة الإسلامية قد تميز بما كان يتيحه للمجتمع من هامش واسع لحرّية التصرّف في الشؤون العامّة، ومن المسؤولية في البناء الحضاري، إذ لم تكن الدولة الإسلامية تمسك من السلطات بصفة قويّة مباشرة إلاّ على سلطة الأمن، بالمعنى الموسّع، الذي يشمل دفع العدوان الخارجي، وإقامة العدل بين الناس، وإشاعة الطمأنينة فيهم، وذلك من خلال مؤسّسات الجيش والشرطة والحسبة والقضاء وما يدخل في حكمها. أمّا المهامّ البنائيّة فهي في مجملها تركت في إنجازها للأمّة، ولم يكن للدولة إلاّ دور الإشراف العامّ، وتوفير الشروط الممكّنة من الابتكار ومن الإنجاز. أما الدولة الحديثة فهي كيان أو تركيب اصطناعي أبدعه الأفراد الهدف منه خدمة المجتمع، وهي قد  تأسست على النظام الذي يعني اكتشاف أسهل الطرق وأقربها إلى تحقيق الأهداف المنشودة والمصالح المرغوبة. والدولة الحديثة من جهة أخرى نتيجة لوعي قومي أو عصبية قومية حسب المفهوم الخلدوني، قامت على أساس توحيد وتركيز وسائل السلطة ومراكزها من جيش وإدارة، واقتصاد، ويمكن القول بأنها عكست علاقة الوعي القومي بنظام الإنتاج الرأسمالي الصاعد فهي لم تكن مجرد انتقال من « الديني » إلى « السياسي » كما يبدو في الظاهر. فكل دولة إلا ولها ميولات طبيعية نحو التمدد والسيطرة بغض النظر عن نوعية القائمين عليها ومدى التزامهم الأخلاقي والديني. ولهذا السبب لم تختلف تجربة الإسلاميين في السلطة كثيرا عن تجارب غيرهم. بل أن الدولة التي أريد لها أن تكون الأداة الناجعة لحل مشكلات المجتمع وتجاوز حالة العطالة التاريخية التي ألمت بالوجود الإسلامي تحولت بدورها إلى عبء ثقيل على المشروع الإسلامي نفسه. لقد ترافق بناء الدولة الحديثة مع تغيير جذري في بنية العقل السياسي، بحيث تم تهميش البعد الأخلاقي للسياسة، وبالتالي تحولت السياسة بصورة أساسية إلى شأن « علمي » يمكن اختزالها أو حصرها في مسألة تقنية محددة. أضف إلى ذلك أن المجال الاقتصادي قد اجتاح بدوره المجال السياسي، وفرض عليه مفهوم النموذج الاقتصادي فتحولت السياسة إلى مجرد سوق تتم فيه المبادلات وتقضى فيه المصالح وفقا لما تقتضيه قوانين السوق وموازين القوة التي تتحكم فيه.

ولم يعد النظام السياسي هو المحرك للحياة الاجتماعية بالدرجة الأولى فقد تقلص دوره، وحلت محله مجموعة من المفاهيم المجردة مثل « المجتمع، والبنية الاجتماعية والثقافة، والسوق. ولاشك بأن إفراغ السياسة من غاياتها ومثلها النبيلة سيؤدي لا محالة إلى فراغ مهول، ومخيف قد يدخل الإنسانية في عصر التوحش التكنولوجي.

هذه الإشكالية الخطيرة هي التحدي الحقيقي أمام التيار الإسلامي. فالتحولات الكبرى التي شهدها العالم في العقد الأخير من القرن الماضي والمتمثلة في انهيار المنظومات الفكرية، وما رافق ذلك من ثورة الاتصالات وتسارع العولمة الاقتصادية، وما سيترتب عن ذلك من تغيرات جوهرية على مختلف الأصعدة والنشاطات البشرية.

كل هذا يجعل من الضروري التعامل مع الدولة بإعتبارها شراّ لا بدّ منه ومن ثم العمل على الحد من غلوائها وكف يدها عن التمدد والسيطرة على المجتمع والاستيلاء على مقدّراته. أي العمل على التخفيف من وطأة الدولة وتجريدها من ادعاءاتها الشمولية، مع العمل على تحويل ما أمكن من صلاحياتها إلى المجتمع الأهلي، بحيث لا يبقى منها إلا ما كان ضروريا لإدارة الاجتماع السياسي وليس أكثر.

هل ينجح التيارالإسلامي في هذه المهمة ومن ثمّ إعادة الاعتبار للمجتمع الأهلي؟

هناك عدة مؤشرات تدل على أن هذا الهدف ممكن التحقيق. من بينها وجود النموذج التاريخي والذي كانت فيه الدولة لا تمسك من السلطات إلا بما اعتبر ضروريا لتحقيق مهمة الجباية وحماية التخوم في حين يحتفظ المجتمع الأهلي بما دون ذلك من السلطات. وهو ما أفسح مجالا واسعا من حرّية الإنجاز الحضاري للأمّة. ولمّا كانت هذه المهامّ ذات البعد الاستراتيجي في البناء الحضاري قد تكفّلت بها الأمّة، فإنّه رغم ما تعرّضت له الدولة من اضطرابات سياسية، وانكسارات عسكرية مدمّرة، فقد ضلّت الحضارة الإسلامية تنمو في شتّى المجالات.

المؤشر الثاني فيتمثل في توفر الأمّة العربية والإسلامية على مقدّرات مادّية وثروة ضخمة، فمن الإمكانيات الزراعية، إلى المعادن، إلى المناخ الطبيعي الملائم للبناء الحضاري، والموقع الجغرافي الاستراتيجي. وهي تتوفّر على مقدّرات بشرية ضخمة تستند إلى قوّة شبابية متنامية، بالإضافة  إلى قوّة ترابط اجتماعي بين خلايا الأمّة ومكوّناتها الاجتماعية.

وهي تتوفّر أيضا على مقدّرات قيمية من شأنها الدفع إلى النهوض، تلك القيم الدينية التي تقوم على مبدأ الاستخلاف الذي يجعل من التعمير في الأرض أفضل أنواع العلم والعمل المهمّة الأكبر للإنسان، بل الغاية من وجوده أساسا.

المؤشر الثالث فهو ما يمكن رصده من ظواهر وأحداث كلها شواهد على أنه كلما خفت قبضة الدولة على المجتمع الأهلي وأُفسح له المجال ليأخذ المبادرة ظهرت إنجازات أعلى كفاءة في الأداء، وأرقى نوعا في النتائج، مثلما هو الحال في مجال الأعمال الاجتماعية من صحة وتعليم ورعاية اجتماعية حتى أصبحت المؤسسات الحكومية عنوانا للرداءة والفوضى وتدني المستوى. المؤشر الرابع يتمثل في القدرات الهائلة التي أبانت عنها الشعوب في مقاومة الظلم الخارجي الذي تتعرض له الأمة سواء في فلسطين أو لبنان أو العراق أو أفانستان أو القوقاز، وذلك في مقابل عجز فظيع وفشل ذريع للدولة. كل هذه المؤشرات تدل على أن تحرير قوّة الفعل الحضاري الكامن في الأمة أمر ممكن، وأن السبيل إليه يمر بالضرورة عبر إعادة صياغه الدولة والعمل على التخفيف من وطأتها والعمل على تحويل ما أمكن من صلاحياتها إلى المجتمع الأهلي بما يسمح بإعادة الفعالية الحضارية إلى جسم الأمّة، لتكون هي صاحبة الحقّ المطلق في تدبير شؤونها. ذلك هو التحدي الحقيقي المطروح على التيار الإسلامي. فإذا أفلح فلن يضيره بعد ذلك إن لم يكن على رأس السلطة.

(المصدر: مجلة  أقلام أون لاين العدد التاسع عشر السنة الخامسة/ نوفمبر – ديسمبر   2006)

 

 

‏العمل النقابي زمن العولمة

زهير الخويلدي ينعقد المؤتمر 21 للإتحاد العام التونسي للشغل أيام 14/15/16 ديسمبر الجاري في مدينة المنستير تحت شعار:صمود,نضال,تقدم وفي ظل توقعات بتجديد المكتب التنفيذي الحالي بنسبة تفوق 40% ومع وجود قناعات بديهية لدى المؤتمرين وهي أن اتحاد الشغل هو مدرسة الديمقراطية وساحة للحوار العقلاني واحترام الرأي الآخر والتشريع لحق الاختلاف وإمكانية تحقيق التفاهم بين المواقف المتنوعة والمتباينة. ورغم عدم وضوح الرؤية واتصاف المشهد بالضبابية وغياب تحالفات وقوائم حقيقية مغايرة لقائمة الأمين العام الحالي خاصة بعد الجو الوفاقي الذي ساد لدى انعقاد المجلس الوطني في طبرقة والتي عكرته أحداث عيد الشغل بتوزر والمناقشات الساخنة في الهيئة الإدارية مؤخرا إلا أن التفاؤل يحدو العديد من النقابين بخصوص إنجاح المؤتمر وافتكاك بعض المكاسب للطبقة الشغيلة خلال المداولات مثل الحفاظ على وحدة واستقلالية الاتحاد والدفاع عن المبادئ التي ضحى من أجلها جيل الرعيل الأول من المؤسسين والنضال من أجل حصر العضوية لمدتين نيابيتين فقط والانفتاح على العنصر النسائي من خلال التشريك في المكتب التنفيذي والزيادة في عدد المنخرطات وتفعيل دورهن في اتخاذ القرارات وخاصة مطلب الكرامة والمساواة. هذا التفاؤل الذي يحدو الجميع فيما سيحمله لنا المؤتمر يخفي بعض التحديات والصعوبات التي يعاني منها الاتحاد شأنه شأن كل النقابات في عصر العولمة وفي زمن تفككت فيه إيديولوجيات الجنات الموعودة وطغت النيوليبرالية وشعارات الانفتاح والشراكة مع الاقتصاد العالمي ومن بين هذه التحفظات نذكر ما يلي: –       تعاظم القطاع الخاص وتقلص دور القطاع العام. –       بروز نزعة الموالاة واعتناق الخطاب السائد. –       البيروقراطية والشخصنة والصراع حول المقاعد. –       البطء في التحرك لمساندة المسألة الوطنية والقضايا القومية والتردد بشأن الدفاع عن الهوية. –       طغيان النزعة الإصلاحية واحتكار دواليب التسيير في دوائر ضيقة. –       عودة العقلية الجهوية وتفضيل الانتماءات القبلية في بناء التحالفات مما يتنافى مع عقلية المؤسسة وقيم الحداثة. هذه التحديات لابد أن يأخذها المؤتمرون بعين الاعتبار من أجل أن يتمكنوا من الرد عليها والعمل على اجتيازها لأن النقابة مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني وتمثل الرابطة التي تجتمع على أساسها طبقة العمال لتدارس أوضاعهم والدفاع عن مصالحهم الجزئية المشتركة.  وتتمثل وظيفتها في: –       حماية أعضائها ضد الأحداث الجزئية العارضة. –       رعاية مصالح العمال الخاصة ضمن مجالهم الخاص. –       تزويد العمال بالتربية اللازمة لتكوين الآخرين من أجل الدفاع عن مصالحهم. –       يتم اختيار أعضاء النقابة وفقا لصفات موضوعية تتعلق بمهارتهم واستقامتهم وجدارتهم. –       عضو النقابة هو عضو في رابطة لا يقصد ربحا عارضا وإنما هو من أجل النطاق الكلي. –       ممارسة عضو النقابة موهبته الخاصة في الدفاع عن مصالح زملائه هو حق طبيعي. –       الأساس الأول لحفظ المجتمع من الصراع والفوضى هو قيام النقابة بدورها الطبيعي. –       كرامة العامل هي النقطة المحورية التي يدور عليها عمل النقابة. –       تولي النقابة عنايتها بالمسألة الوطنية وتنخرط في النضال من أجل القضايا القومية وتساهم في صيانة القيم الكونية وقضايا التحرر أمميا. من هذا المنطلق فإن العمل النقابي هو ممارسة يومية تحصل في إطار التنظيم النقابي، وبارتباط معه و تحت إشرافه من أجل التعرف على المشاكل والمطالب القطاعية والمركزية للعمال. والنضال السلمي الديمقراطي وفق برنامج محدد سلفا في إطار النقابة من أجل إيجاد حلول للمشاكل وتلبية المطالب المختلفة.ويتمحور النضال النقابي حول تحسين أوضاع الشغيلة المادية والمعنوية، وتحقيق كرامتها. مع الدفاع عن هوية العمال وثقافتهم لوحدة تاريخهم ومصيرهم ولتضامنهم مع غيرهم من الشغيلة والهيئات العمالية.  على هذا النحو يتوزع العمل النقابي على أربع دوائر أساسية: 1)  الدائرة الاقتصادية : تسعى النقابة إلى تحسين الأوضاع المادية الشغيلة عن طريق السعي إلى رفع مستوى الأجور بما يتناسب مع متطلبات العيش اليومي، والسكن واللباس والخدمات الاجتماعية المختلفة كالتعليم والصحة والتنقل والترفيه… الخ. 2) الدائرة الاجتماعية: تسعى النقابة إلى رفع مستوى تعليم الشغيلة وتحقيق شروط تعلم أبنائها وتمكينهم من اكتساب المؤهلات المختلفة التي تمكنهم من الانخراط في سوق العمل، وتعمل على تحقيق التعويضات المختلفة ورفع مستواها، وتوفير الحماية الاجتماعية لأفراد الشغيلة وأسرهم وفرض التأمين على الأخطار المختلفة من قطاع إلى آخر، وضمان الحصول على تقاعد مناسب ومبكر خاصة بالنسبة للمهن الشاقة مثل التعليم . 3) الدائرة الثقافية: تحرص النقابة على الرفع من المستوى الثقافي للشغيلة عن طريق تمكينها من ممارسة الأشكال الثقافية الملتزمة بالإضافة إلى تشجيع الإنتاج الثقافي الراقي مما يساعد على نمو سليم يتناسب مع ما يقتضيه العصر ومع روح الهوية الحضارية للمجتمع.  4) الدائرة السياسية: تلتزم النقابة بمعاداة النظريات السياسية العنصرية والممارسات الشمولية التي تمتهن حقوق الانسان وتعتدي على سيادة الشعوب وتحط من الرموز التاريخية للدول وتسعى في سبيل ذلك الى مناهضة الجانب البشع والمتسلط من العولمة وتربط النضالات المطلبية للشغيلة بباقي نضالات الهيئات الاجتماعية العالمية الأخرى من أجل الرفع من مستوى نمط العيش والأمل في الحياة لدى الانسان أين ما كان.  إن نضال بمثل هذه الشروط والتطلعات لا يمكن أن يرتبط بحزب أو بعرق، أو بعقيدة معينة، إنه نضال لا اتجاه ولا عرق ولا ملة له. إنه نضال ذو طابع كوني وكوسموبوليتي يحدث في أي مكان من العالم،تتحكم فيه طبقة اجتماعية مستغلة كباقي الطبقات الاجتماعية الأخرى التي يتعين عليها أن تمارس كافة أشكال الصراع التي يعتبر الصراع النقابي أحدها من أجل تحسين أوضاعها المادية والمعنوية والدفاع عن هويتها وكرامتها الوطنية ضد الامبريالية بالقضاء على أسباب الاستغلال المادي والاضطهاد العرقي. إن ما يحتاج إليه المجتمع هو نقابة تناضل من أجل الهوية والعقلانية والديمقراطية التي تكون من الشعب وإلى الشعب. وما تحتاج إليه الشغيلة هو نقابة مبدئية ديمقراطية وتقدمية وشعبية ومستقلة. ونقابة كهذه يمكن أن ينخرط فيها أي عامل كيفما كان جنسه أو لونه أو عقيدته. أملنا كبير في أن يكون المؤتمر 21 للإتحاد عرسا للنضال والديمقراطية تتكرس فيه الإرادة الجماعية للعمال وطموحات الشرائح الأخرى من المجتمع من طلبة وحقوقيين ونخبة مثقفة وأملنا أن يتحمل المؤتمرين مسؤولياتهم ويعملوا على انتخاب قيادة جديرة قادرة على مواجهة هذه التحديات في المرحلة القادمة وعلى صيانة مكاسب الاتحاد التاريخية في الاستقلالية والنضالية وتحقيق الصمود والتقدم المنشودين بالنسبة للجميع. *كاتب فلسفي.

 

المحكمة الإدارية أنصفت الموظفين وتجاهلت السياسيين

منذر الشارني

 

للإنصاف يمكن القول بأن المحكمة الإدارية أنشأت فقه قضاء محترم بخصوص دعاوي تجاوزالسلطة التي يرفعها المواطنون ضد مقررات الإدارة الماسة بحقوقهم والصادرة عن مختلف الوزارات والهياكل المحليه والجهوية. وهذا يعد في حد ذاته مكسبا للقضاء التونسي وللمتقاضين وذلك بالرغم من أن بعض الوزارات ترفض تنفيذ الأحكام الصادرة عن القضاء الإداري بدون أي مسوغ قانوني، وهوما يفتح الباب أمام طلب التعويض ويثقل ولا شك الخزينة العمومية بفعل ذلك الإمتناع.

 

ويعاني القضاء الإداري من معضلة أخرى تتمثل في طول نشر القضايا أمامه رغم حرص المحكمة على وضع أجال للإدارة أو للمتقاضين لتقديم مذكراتهم الكتابية في آجال محددة والا يختم التحقيق وتحال القضية للمرافعة ، مع الملاحظ أن حالات التأخر عن الجواب ترجع في الغالب إلى جانب الإدارة لأن المتقاضي يكون في العادة حريصا على الجواب في أقرب الآجال ربحا للوقت واختصاراللآجال .

 

وهناك معضلة أخرى تمثل تحديا هاما للقضاء الإداري وتتمثل في الطعون التي تقدمت بها الأحزاب التي لم تعترف وزارة الداخلية بوجودها والى اليوم لم يصدر عن القضاء الإداري التونسي أي قرار قضائي في إلغاء قرارات وزير الداخلية في هذآ الشأن خلافا لما هو الحال بآلنسبة إلى القضاء المصري الذي ساهم بفقه قضائه الجريء في الحدّ من تعسف الإدارية وفي إرساء التعددية الحزبية في مصر.

 

ولآشك أن النخب السياسية التونسية تنتظر من القضاء الإداري أن يبت في أقرب الآجال في الطعون التي تقدمت ضد امتناع وزارة الداخلية عن قبول ملفات اعتمادها أو قرار الوزير بالاعتراض ضد تأسيسها. وكذلك الطعون التي تقدمت بها القوائم الانتخابية بسبب مالقيته من الإدارة من إسقاط لأسباب غير قانونية ونتيجة غياب الحياد.

 

ولكن من ناحية أخرى فإن أحكام المحكمة الإدارية أنصفت المئات من المتقاضين وأرجعت إليهم حقوقهم وكرست فقه قضاء جدير بالاحترام:

 

من ذلك قضايا الحرمان من جوازات السفرللعديد من الأسباب التي تعللت بها وزارة الداخلية . إلأ أن المحكمة الإدارية ألغت قرارات الإدارة وقضت لفائدة المدعين بتمكينهم من وثيقة السفر. وفي أغلب قراراتها أعتبرت المحكمة الإدارية أن ما يسمى « بالدواعي الأمنية  » لا يمكن أي سببا في الحرمان من الجواز. كما أن وجود قضايا جزائية جارية لا يحول كذلك دون التمكين من هذه الوثيقة .

 

ففي قرار قضائي مؤرخ سنة 1988 أعتبرت المحكمة أن التعلل بالمحافظة على سمعة البلاد أو بوجود تتبعات ضد صاحب جواز السفر لا يبرران سحب الجواز منه.

 

وفي قرار آخر مؤرخ سنة 1999 أعتبرت أن تعر ض مواطن لتحجير السفر من دولة أجنبية لايكفي في حد ذاته لاتخاذ قرار في سحب الجوآز طالما ثبت أن مدة التحجير قد أنتهت.

 

وذهبت المحكمة في قرار مؤرخ في 2001 الى أن لكل مواطن الحق في الحصول على جواز سفر و لا يقيد هذا الحق إلأ بنص صريح على أن تؤول الاستثناءات تأويلا ضيقا.

 

وقضت المحكمة بأن عدم خلاص خطية لايعطي الإدارة الحق في رفض تمكين بعض آلمواطنين من آلحصول على جواز سفر أو تجديده.

 

وفي مجال الوظيفة العمومية فقد أنصف القضاء الإداري العديد من الأعوان والإطارات الذين تعرضوا إلى الحيف. من ذلك أحد القرارات المبدئية الصادر سنة 2000 والذي أعتبرت فيه المحكمة أن ما أستندت إليه الإدارة من معلومات حول السيرة الشخصية للمدعى أثناء دراسته لإعفائه من العمل

 

بالوظيفة العمومية لا يستقيم قانونا لمخالفته مقتضيات الفصل 10 من قانون الوظيفة العمومية. وهذا الفصل ينص على أن الملف الشخصي للعون يجب أن يحتوي على الوثائق المتعلقة بحالته المدنية ووضعه العائلي وكذلك المعطيات المتعلقة بوضعه الإداري… ويجب ألأ يحتوي الملف المذكورعلى أي إشارة تتعلق بأفكاره السياسية أو الفلسفية أوالدينية.

 

والأكيد أن هناك مئات القرارات الأخرى المتعلقة بحماية الحق في التنقل والعمل وباقي الحريات التي نص عليها الدستور والقوانين . وهذه الأحكام تؤكد الدورالذي يلعبه القضاء في بناء دولة القانون والمؤسسات وفي الحد من تعسف الإدارة تجاه أعوانها أو تجاه عموم الناس.

 

إلأ أن المعضلة تبقى دائما في امتناع جهة الإدارة عن تنفيذ أحكام المحكمة الإدارية وذلك بالإصرار على عدم إرجاع الأعوان المفصولين إلى وظائفهم أو بعدم تسليم المواطنين جوازات سفرهم .

 

والأكيد أن فقه القضاء الإداري يمكن أن يتقدم ويمكن أن ينتكس بحسب تدخل السلطة التنفيذية في عمله، وكذلك بحسب قدرة قضاة المحكمة على الصمود أمام الضغوطات ويؤدي نشر فقه القضاء الإداري إلى مزيد التعريف بالأحكام الصادرة وكذلك الى مزيد وعي المواطن بحقوقه وحرياته .

 

إلأ أن ما نلاحظه في هذا المجال هوأن نشر أحكام المحكمة الإدارية قد أنقطع أو يكاد وهو أمر يبعث على الحيرة وعدم الارتياح لأنه قد يشكل مؤشرا على عدم الرضى عن أداء المحكمة. ونظرا لتماس القضاء الإداري – مثل القضاء الدستوري -بالأوضاع السياسية ، فإن هناك علاقة جدلية بينهما. إذ أن شجاعة القضاء الإداري يمكن أن تسهم في التطورالسياسي ومن جهة أخرى فإن توفر مناخ من الحريات يساهم بدوره في استقلال القضاء الإداري واصداره للأحكام العادلة و تنفيذها بدون مشاكل أوضد من الإدارة .

 

(المصدر: موقع الحزب الديمقراطي التقدمي بتاريخ 12 ديسمبر 2006) 


 

 

عصارة خواطري …

بقلم: مهاجر تونسي

 

اردت من خلال هذه المراسلة ان اسرد عصارة خواطري لعلها تجد آذانا صاغية او قلوبا واعية فيمن لا خير فيهم في هذا الزمن الذي لن انعته بالزمن الرديء لاننا كما قال الشاعر:

 

نعيب زماننا و العيب فينا … وما لزماننا عيب سوانا

 

وان لم تجد آذانا صاغية فلعلي اكثر الناس حاجة لان اصغي لها و اتدبرها حتى اطبقها و القى الله و انا ممن آمن و اتبع ايمانه تصديقا بالعمل آمين

 

فلا خير في……………………………

 

-حاكم يحكم بغير ما انزل الله: يشرع كما شاء و يحل الحرام و يحرم الحلال ظلما و افتراء. يحرم الحلال من النساء و يحل مثنى و ثلاث و رباع في البغاء. يحل الخمر و الميسر و ما يصاحبهما من البلاء و يفعل المنكر ما ظهر منه و في الخفاء. و لله البقاء ما عاد هنالك مساجد و لا مستجاب من الدعاء لانه لا مساجد فتحت و لا اخرى بنيت و لا اخرى جددت, فالكل يشكو الجفاء. الصيام موائد افطار لاهل الرخاء و العشر الاواخر اكتظاظ مقاهي صيفا و شتاء و انا لله و انا له راجعون و ما اشده من لقاء. لا خير فيه ابدا من زاغ بنا عن سنة المصطفى. لا خير فيه من حكمنا طاغوتا و ابتزازا و كان كابوسا ينزف دماء. وا تونساه!! وا امتاه!! واعروبتاه!! وا اسلاماه!!

 

لا خير في…

 

– رعية لا تعرف من العزة و الكرامة و الانفة و الشجاعة الا ما توارثته من « اساطير » عن اجدادها من اوائل المسلمين و من تبعهم باحسان الى يوم الدين و لتونس في جارتها الجزائر اكبر دليل, فمن ضحى بالغالي و النفيس كانت له العزة و من استكان و هان اصابه الهوان. و اسالوا ماذا يفعل الجزائريون لو ان عون بوليس مد يده القذرة على شريفة من شريفات المسلمين….

 

لا خير في…

 

_صحافة لا تعرف الا لغة التزمير و لا تؤمن الا في الكسب الرخيص..و الكسب الرخيص لا يجلب الا المصائب.فماذا ننتظر من موظف مهمش يستنزف راتبه في البحث عن صديقة جديدة او التسكع بين مقاهي الضواحي او التخنث في الملاهي الليلية؟ ولان سالتموني اين نجد الصحافيون المثاليون فلن تتيه عني الاجابة ذلك ان السجون التي بنيت على انقاض المساجد كانت و لا تزال مثواهم الاخير. لا خير فيكم ان لم ترفعوا اصواتكم فوق اصوات قطاع الطرق فما ولدوا ليسوموكم سوء العذاب و الهوان و انما ولدتم لتكون منكم عصبة يجاهدونهم باللسان…

 

لا خير في…

 

_ائمة آخر الزمان ممن يرون في الحجاب تبرجا و في قصير الثياب تعففا. لا خير فينا اذا صلينا ورائهم او في تلامذتهم ان اخذوا عنهم علمهم الجاهل. لا خير في اساتذة في جامعات الفقه ان كان فقههم يوجه ضد الاسلام.و ان كانوا اشربوا النفاق و سوء الاخلاق فليعلموا ان الله غالب على امره و ليمكنن الله لدينه و لياخذنهم اخذ عزيز مقتدر و ان كانت حصونهم تحميهم الآن فمن يحميهم من هادم حصونهم؟ هل ستحميك جراتك و استخفافك بالفاروق يا استاذة علوم القرآن او استهزائك بالحجاب؟ او انت يا فصيح اللغة العربية و ان كانت فصاحتك لم تتجاوز الاحاديث الضعيفة؟ و الماكر الآخر الذي لم يكفه استخفاف الآخرين بالحجاب فراح يصب جام حقده على القميص… لا خير فيكم و لا في مفتيكم ان لم تتوبوا و لكلمة حق عند سلطان جائر خير لكم جميعا من افتاء قرن باسره. حتى و ان كان افتائكم ليندى له الجبين. اما اختنا الرافضة للحجاب فان لم تتب و تستغفر فو الله ليضعن الله بينها و بين الحجاب حجابا….

 

لا خير في…

 

_امن و بوليس سموهم كيفما شئتم ان لم يضمنوا الامن للمسلمين من اعدائهم المسلمين (حتى لا اصبح تكفيريا). و لا خير فيهم ان امسوا يسومون المساجين سوء العذاب و اصبحوا في عرض النساء ينهشون كالكلاب. لا خير في آباء سلموا ابنائهم للسلطة و اذا سالته قال: يا اخي ما العيب في ان يشتغل في الشرطة؟ يا من مددتم اياديكم و بطشتم على اخواننا و الله ان يوم القيامة لحق. سيقتص الله لهم منكم و ستعلمون لمن الملك يومئذ. افعلوا ما شئتم و ما الله بمخلف وعده و الله قوي ذو انتقام.

 

لا خير فينا ان…

 

لم نقف لمساندة اخواننا في كل مكان… ان لم ندعو لهم و لنا بالتمكين…ان لم نجاهد بالقلم و اللسان… ان لم نربي بناتنا و البنين.. على حب الوطن و الدين.. ان لم نامر بالمعروف و ننهى عن المنكر و لم نعتز الا بكلمة التوحيد..ان لم نطهر اهالينا و عشيرتنا من الديوث الذي يرى العيب في زوجته و ابنته و لا يحرك ساكنا فذلك مسكين..لا يدخل الجنة و لا يشم رائحتها و لو من بعيد.. ان لم نسارع بتوطيد الاسلام في ربوع انفسنا و من حولنا حتى لا يكبر الولد و يختفي في المجتمع و نحن في غيبوبة. و لو سالته عن رسول الله يرد قائلا ما معنى رسول الله؟ (كما يحدث الآن في تونس خاصة في الطبقات الراقية) فمن نربيه على سنة الحبيب سوف يصبح محمديا و من نربيه على خطوات الشيطان و كاس العالم في كرة القدم و اليد و الكتف و المفاصل سينشغل بهم جميعا عن الاسلام و ستضيع حنجرته في الصياح على ما لا ينفع عوض ان يستعمل صوته في مواضع الحق… و لكي نتمكن من ذلك كله وجب علينا ان نستيقظ لاحياء………………..صلاة الفجر فلنكن من رجال الفجر و اهل الصبر فهنالك يكمن الاجر و لن يمكن الله لنا حتى نمكن لدينه في انفسنا و لنشتغل باحياء سنن رسولنا الاعظم و سنرى اثر ذلك قريبا ان شاء الله ….

 

هذه ان شاء الله خواطر تعتلج بنفسي و نفسي اقصد اصلاحها و اخواني اقصد نفعهم. و لجبال الصبر في سجون الجبابرة اقول صبرا فالفرج ليس ببعيد و الصبح ان شاء الله قريب و لتعلمن ان سجنكم انما هو خلوة لكم مع بارئكم نغبطكم عليها. فنعم الاجر اجركم و لمثل ذلك فليعمل العاملون…

 

(المصدر: موقع الحوار.نت بتاريخ 13 ديسمبر 2006)

 


 

عفوا سيدي الشرطي؛ أنت مخطئ

بقلم: آدم

 

التاريخ يوم الأربعاء (6 ديسمبر 2006، التحرير) حوالي الساعة الرابعة؛ المكان تونس العاصمة في تقاطع شارع اليونان بشارع الحبيب بورقيبة

المشهد؛ بوليس ممسك بسترة مواطن في الأربعينات من عمره؛ يبدو من مظهره انه موظف اتضح فيما بعد انه صاحب شركة.

الشيء الملفت للانتباه بغض النظر عن تفاصيل القصة هو طريقة تعامل الشرطي مع هذا المواطن؛ كان يمسك بسترته بطريقة توحي انه يتعامل مع مجرم او منحرف؛ رغم أن مظهر الرجل و أسلوب حديثه كانا يوحيان بأنه رجل محترم جدا. كان الشرطي يصيح في وجهه و يقول له” هيا معي الى المركز” إلا أن الرجل رفض مخبرا إياه انه لم يفعل شيئا لييتم أخذه للمركز كما طلب منه مرارا ان ينزع يده من سترته وان يعامله باحترام؛ الا أن الشرطي رفض؛

 

كان الرجل يقف الى جانب سيارة سوداء من نوع نيسان باترول رباعية الدفع ذات لوحة رقم 6847 تونس 85؛ محتجا على طريقة رفع السيارة من طرف أعوان الشرطة؛ لاحظت الناس أن السيد محترم ولا يستحق أن يعامل بتلك الطريقة؛ فتجمع الكثير من المارة حوله؛ ذهبت إلى الشرطي و أخبرته بأن طريقة تعامله مع السيد غير معقولة؛ فإذا بضابط يوجه لي الكلام ” هل أنت محامي؟” أجبته بالنفي فقال: ” إذا اصمت هذا الأمر لا يعنيك”.

 

ذهبت إلى السيد ع.س و سألته عن تفاصيل الحكاية أنا و بعض المارة المتضامنين معه؛ اخبرنا بأنه لاحظ أن العون قام برفع السيارة بطريقة فيها الكثير من الإهمال مما قد يؤدي إلى الإضرار بالعجلة؛ فإذا بالشرطي ينتفض غضبا و يقول له؛ أنا اعلم بعملي؛ و هذا ليس شأنك؛ ثم طلب منه بطاقة التعريف فاحتد الحوار وهو ما ادى إلى المشهد الذي وصفته سابقا؛ وكان المسكين سيؤخذ فعلا إلى مركز الشرطة لولا أننا وقفنا إلى جانبه ولاحظ البوليس ان هناك تضامنا من المارة مع هذا السيد؛ فتراجعوا عن ذلك؛ و الجدير بالذكر هنا أن الشرطي اعتذر في الأخير للرجل رغم انه تدخل فيما لا يعنيه حسب رأيه .

 

السؤال المطروح هنا هل يحق للمواطن أن يحاسب البوليس إذا رأى أن هذا الأخير مخالف؛ هل ارتكب هذا الرجل جريمة عندما عبر عن استيائه من طريقة رفع السيارة؟؟؟

 

اذا كانت الشرطة في خدمة الشعب أليس من حق المواطن أن يمارس الرقابة على البوليس؛ من يحاسب البوليس إن أخطأ؛ أعوان الشرطة محلفون و بالتالي فان كل ما يقولونه صدق بينما يجد المواطن نفسه متهما بالكذب في مواجهة أي عون محلف حتى و إن كان مراقب تذاكر؛ احد زملاء هذا الشرطي اعتبر أن ما قام به هذا المواطن هو تعدى على موظف أثناء أداء عمله؟؟؟؟؟؟

هل هذا معقول؟؟؟ لماذا يؤدي أي نقاش بسيط مع عون امن إلى طلب بطاقة التعريف واقتياد هذا الأخير إلى مركز الشرطة؟؟ لماذا يبقى مصير المواطن مرتبطا بأخلاق الشرطي و مزاجه؟؟

 

لماذا لا تكون هناك شرطة الشرطة لتحاسب المخالفين من جهاز الأمن؛ فعلى حد علمي رجال الأمن هم بشر و ليسوا ملائكة ؛ أي أنهم معرضون للخطأ كغيرهم من بني البشر؛ أنا شخصيا لاحظت في المرات التي حدث و أن تعاملت فيها مع الشرطة أن هناك فرقا كبيرا بين الحديث مع عون عادي والحديث مع ضابط؛ الضباط يحسنون التعامل مع المواطن بصفة أحسن بكثير مقارنة بالأعوان؛ و هذا الكلام لا يمكن طبعا تعميمه؛ و لكن هذا ما لاحظته على الأقل في تجربتي الشخصية؛ و هو حسب رأي يعود إلى اختلاف التكوين و التأطير؛ لذلك أرجو من السلط المعنية أن تتفطن إلى ذلك و يعاد النظر في كيفية تكوين الأعوان؛ حتى يتم تلافي مثل هذه المشاكل و تبقى علاقة المواطن بالجهاز الساهر على أمنه ودية.

 

(المصدر: نص نشره « آدم » على « المدونة التونسية » بتاريخ 11 ديسمبر 2006)

الرابط: http://attounissia.blogspot.com/2006/12/blog-post_11.html

 

 

 


 
 

المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية لـ«الصباح»:

نسعى لمعرفة عناوين الكتب الدينية والأشرطة التي يتداولها الناس لمواجهة التيار المتشدّد

 

تونس:الصباح: نزلت السيدة ودودة بدران المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية ضيفة على تونس للمشاركة في اللقاء السنوي الخامس للشبكة العربية للنوع الاجتماعي والتنمية الذي يختتم أشغاله اليوم بضاحية قمرت فكان لنا معها لقاء حدثتنا فيه عن مشاغل المرأة العربية وتحديدا عن المعوقات التي تحول دون وصولها إلى مواقع القرار والمشاركة في الحياة السياسية وعن الصورة الرديئة التي يروجها الكثير من وسائل الإعلام وخاصة الفضائيات منها وعن معاناتها من الأمية وتعرضها للعنف.. كما إستفسرناها عن برامج المنظمة لحماية الفتاة المراهقة والشباب العربي من الإنبتات والغزو الثقافي وتأثيرات التيارات الدينية المتشددة.. 

تقول السيدة ودودة بدران متحدثة عن محدودية مكانة المرأة العربية في صنع القرار: «لقد تم تنظيم 8 منتديات.. وكل واحد منها أصدر جملة من التوصيات.. وتبينا في البداية مواقف الدول العربيةمنها.. ورأينا أن هناك توصيات لم تنفذ مثل تلك التي تتعلق بالمرأة وقانون الأحوال الشخصية إذ مازالت محاكم الأسرة غير موجودة وموضوع خلاف في كثير من الدول كذلك الشأن بالنسبة لصندوق النفقة.. وهذا يبين أن قوانين الأحوال الشخصية في حاجة إلى تعديلات كثيرة فنذكر على سبيل المثال أن قضايا الطلاق تبقى تحت أنظار المحاكم في بعض الدول لفترة  اكثر من 15 سنة.. وهي لا تدرك أن مسألة الاستعجال ضرورية في مثل هذه الحالات مراعاة للجانب الإنساني للمرأة»..  ولكن ماذا عن المشاركة السياسية للمرأة العربية؟؟ عن هذا السؤال أجابت محدثتنا أن العديد من الدول العربية أرست الكثير من البرامج لتشريك المرأة في البرلمان والمجالس المحلية ومواقع صنع القرار الا انها لم تحصل على حقوقها في عديد المجالات.. كما برزت مشكلة النسبية أي لماذا تحدد الدول نسبا معينة للمرأة في البرلمانات كأن نقول 20 بالمائة من المقاعد ستخصص للمرأة فهل أن هذه العملية دستورية أم غير دستورية..

وترى الدكتورة بدران أن تمكين المرأة من تلك الحصة في مجال الحياة السياسية هامة.. كما يمكن أن يكون هناك اتفاق في الأحزاب السياسية على منح حصص للنساء..

 

وقالت «نريد التعرف عن المشاكل التي تواجه النساء للمشاركة في الحياة السياسية وقد تبين خاصة أن البرامج غير مستمرة وغير متواصلة ولا يقع تقييمها بالكيفية المطلوبة أو توثيقها.. والمطلوب الآن هو التنسيق بين المؤسسات العاملة في مجال المــرأة».

 

المرأة والإعلام

تحدثت المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية عن المرأة والإعلام وقالت إنه في الكثير من الفضائيات أصبحنا نشاهد  المرأة إما تستخدم كسلعة للإشهار والإغراء أو تصور كإمرأة «مسترجلة». وعلى المستوى الاقتصادي شددت على أنه على المرأة العربية أن تقتحم سوق الشغل وأن تكون لها حرية التصرف في العائدات المالية التي تحصل عليها من هذا العمل.. وأمامها الآن فرصة ذهبية للحصول على حقوقها الاقتصادية..

 

وبالنسبة للمرأة التونسية لاحظت أنه بعد خمسين سنة من إرساء مجلة الأحوال الشخصية نجد الرجل التونسي متقبلا لفكرة مساواة المرأة مع الرجل.. كما أن المرأة التونسية كانت ومازالت لها رغبة في الحصول على حقوقها وهو أمر مهم للغاية لأنــــــه إذا لم تكن للمرأة رغبة في الحصول على حقوقها لا يمكنها أن تتقدم..

 

تغيير العقليات

عن سؤال حول دور منظمة المرأة العربية في تغيير العقليات و الثقافة السائدة حول المرأة قالت الدكتورة بدران: «إنه ليس من السهل تغيير العقليات لأن ذلك يتطلب أجيالا ونحن مازلنا نطالع في الكتب المدرسية نصوصا تروج لثقافة تقليدية لمجتمع ذكوري فالأم مازال دورها يقتصر على تربية الأطفال والطبخ.. لكن المنظمة واعية بهذه المسألة وعملت على إرساء مجمع القوانين العربية وهو يتكون من مستشارين كبار من مختلف الدول العربية الأعضاء.. ولنا إستراتيجية إعلامية لدعم صورة المرأة العربية وبرنامج لتشجيع البحث والدراسة فــــي مجال المرأة وبرامج أخرى تتعلـــق بإستراتيجية الشباب العربي في دعم دور المرأة في العالم العربــي»..

وترى الدكتورة أنه تم تكوين فرق عمل من فئة الشباب وهي ممثلة عن البلدان العربية الأعضاء وتمت الاستنارة بأعمالهم لتحديد المشاكل الأساسية التي تعاني منها النساء العربيات وتبين لهم أنه لا توجد دراسات ميدانية في عديد الدول العربية حول مكانة المرأة..وقالت: «نعتقد أن للشباب دورا كبيرا جدا في تغيير الثقافة المستقبلية حول المرأة العربية ويجب أن تستغل جهودهم في مجالات بناءة ويجب توفير البديل السليم لهم لحمايتهم».

 

بين التشدد والانبتات

عبرت الدكتورة بدران عن رغبتها في الحديث عن ظاهرة انتشار المد الديني المتشدد وتأثيره السلبي على دور المرأة العربية ومما يعيق حصولها على حقوقها..

وقالت: «لنا دراسة تتعلق بالخطاب الديني المعاصر تجاه المرأة ونحن نريد من خلالها أن نعرف عناوين الكتب الدينية والأشرطة التي يتداولها الناس لنقدر على مواجهة التيار المتشدد.. فالتيار الديني المتشدد خطير.. حتى أن هناك نساء في بعض الدول أصبحن يشجّعن رجالهن على الزواج بأخريات؟؟

لكن ألا ترون أنه في المقابل هناك انبتات وتأثر شديد بالغرب؟؟ أولا تعتبرون أن هذا الأمر أيضا خطير؟؟ حول هذا التعليق قالت الدكتورة: «نحن لا ننفتح على الغرب.. ولكننا لا نريد أن نتأثر به».. ومن البرامج الأخرى التي تهتم بها المنظمة نجد العنف ضد المرأة.. فالعنف ضد المرأة لا يحظى ببرامج لمقاومته في جل الدول العربية.. أما أهم المشاكل التي تعاني منها المرأة العربية على حد قول الدكتورة بدران فهي الأمية إذ هناك أكثر من سبعين بالمائة من نساء بعض الدول أميات.. ولا ننسى  ايضا  معضلة  البطالة  التي  أصبحت  متفشية  في العديد  من الدول  العربية.

 

سعيدة بوهلال

 

(المصدر: جريدة « الصباح » التونسية الصادرة يوم 13 ديسمبر 2006)

 


 

وزير العدل وحقوق الإنسان فـي نـدوة دوليـة:

«مجلة الأحوال الشخصية في ظاهرها الحقوق الأسرية والشخصية للإنسان وفي عمقها الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وتؤسس لحقوق سياسية»

 

قمرت ـ الصباح

 

افتتحت صباح امس في احد نزل الضاحية الشمالية للعاصمة الندوة الدولية حول «الحداثة والتنمية وحقوق الانسان، اي تفاعل مع مجلة الاحوال الشخصية في تونس؟» وستمتد هذه الندوة التي حضرها عدد من الضيوف الاجانب على مدى يومين. وقد افتتح هذه الندوة التي تنظمها وزارة شؤون المرأة والاسرة والطفولة والمسنين السيد البشير التكاري وزير العدل وحقوق الانسان الذي بدأ كلمته بابراز دور مجلة الاحوال الشخصية التي اعتبرها رمزا من رموز الحداثة في تونس وعلامة وضاءة في تاريخها المعاصر تجلى من خلالها التفاعل بين الاصالة والحداثة والموروث والمستحدث. واعتبر الوزير ان هذا المعطى هو سر نضارة هذه المجلة وموقعها في المنظومة القانونية. وذكر بأن مجلة الاحوال الشخصية ليست مجرد تشريع ينظم الاسرة ويضبط حقوق وواجبات افرادها بل هي انجاز حضاري يستمد جذوره من تاريخ تونس الاجتماعي والفكري ويؤثر في الحاضر ويمهد للمستقبل. واشار السيد البشير التكاري ان هذه المجلة هي نتاج حركة اصلاحية رائدة ساهم فيها عديد المفكرين والساسة والمصلحين الذين تميزوا بفكر تنويري اصيل استند الى روح السماحة والوسطية والعدل في الاسلام واعترف بذلك للمرأة بحقوقها وبمكانتها وبدورها الاجتماعي بما ساهمت به من نضالات ابان حركة التحرير الوطني. وقال بأن مجلة الاحوال الشخصية شكلت منذ صدورها رمزا للحداثة في تونس ومنطلقا لمنظومة حقوق الانسان ومحركا للتنمية الشاملة التي تعيشها بلادنا.

 

مصدر للحداثة

 

وقال السيد وزير العدل ان مجلة الاحوال الشخصية يرجع لها الفضل في الحداثة التي تعيشها تونس اليوم في مختلف المجالات الحياتية الخاصة والعامة فهي الضامنة لحقوق المرأة وايضا لحقوق الاسرة ومصلحة الاطفال وكذلك الرجل الذي تحرر من عقد موروثة ظلت رواسبها قائمة على مدى السنين. وعدد الوزير الانجازات الاجتماعية التي تحققت بفضل هذه المجلة مثل الغاء الطلاق الارتجالي ونظام تعدد الازواج والزواج العرفي..

 

واضاف الوزير ان مجلة الاحوال الشخصية كانت ولا تزال اداة مكرسة للحداثة التشريعية والرمز القوي والفاعل في حركة تحديث مختلف الهياكل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية في بلادنا مما جعلها منطلقا اساسيا وحقيقيا لمنظومة حقوق الانسان في تونس.

 

اصلاحات وتنقيحات لمسايرة تحولات المجتمع

 

واشار الوزير الى التنقيحات التي خضعت اليها مجلة الاحوال الشخصية منذ صدورها وخاصة تنقيح 12 جويلية 1993 الذي جسم خطاب الرئيس زين العابدين بن علي يوم 13 اوت 1992 الذي تضمن اكثر من 30 اصلاحا شمل عدة فصول من مجلة الاحوال الشخصية الى جانب المجلة المدنية والمجلة الجنائية ومجلة الشغل بهدف دعم حقوق المرأة والطفل ومسايرة التحولات العميقة التي يشهدها مجتمعنا حيث اصبحت للمرأة مكانة داخل الاسرة وخارجها.

 

وعدد الوزير ما جاء في اصلاح 1993 من قرارات لفائدة الاسرة بصفة عامة والمرأة والطفل بصفة خاصة حيث اصبحت المرأة تشارك الرجل في تسيير شؤون الاسرة وتربية الاطفال وتساهم في الانفاق ان كان لها مال.

 

كما جاء هذا التنقيح ليطور فضاء الاسرة وذلك باعتماد التخصص فيه بادراج خطة قاضي الاسرة الذي اضحى يدير اجراءات الطلاق الاولية والصلحية ويحرص على مصلحة الاطفال. واشار الوزير الى ارتقاء مبادئ مجلة الاحوال الشخصية الى مرتبة دستورية منذ 1997 حيث اصبحت من القيم الاساسية للجمهورية حفاظا على حقوق المرأة من كل تراجع وتقهقر.

 

وذكر السيد البشير التكاري ان مجلة الاحوال الشخصية تتناول في ظاهرها الحقوق الاسرية والشخصية للانسان وفي عمقها الحقوق الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وتؤسس لحقوق سياسية مبناها الديمقراطية التعددية  الناتجة عن الحوار البناء والمشاركة الفاعلة للجميع دون استثناء او تهميش باعتبار ان الحواروالمشاركة البناءة تبدأ من الكيان العائلي الصغير لتصل الى الكيان المجتمعي الواسع.

 

وعدد الوزير دور المرأة اليوم في تونس واحتلالها اعلى المناصب الادارية والوظيفية وهو مبعث للاعتزاز والافتخار.

 سفيان رجب

 

(المصدر: جريدة « الصباح » التونسية الصادرة يوم 13 ديسمبر 2006)

 


من ينصف القاضي من الطاغي ؟
                                        بقلم / رشيدة القيلي
                                                    r5r51400@yahoo.com
انه رجل .. وقلما يبكي الرجال
انه قاض .. والقضاة لا يبكون ..
ولا تتأثر أحكامهم بدموع الآخرين ..
ولهذا قيل ( يخسر دموعه من يبكي أمام القاضي )
وليس ذلك فحسب ..
انه عضو مجلس نواب أيضا ..
كفل له القانون تمتعه بالحصانة ..
ورغم كل هذه المؤهلات الحديدية ..
التي تنبئ عن شخصية قوية ، وعيون جافة ..
 فقد اغرورقت بالدموع عينا  القاضي احمد سيف حاشد
لم تكن دموعه  نتاج ضعف شخصية
أو تأثرا بموقف عاطفي
أو  تقطيع حبة بصل
أو تعرضه لغاز مسيل للدموع
لا شيء من ذلك كله أو ما شابه ..
فما هي الحكاية بالضبط ؟
الحكاية يا أبناء وبنات اليمن السعيد ( سابقا )..
أن ثلة من الحقوقيين والصحفيين والمثقفين ..
اعتصموا أواخر رمضان أمام مقر المخابرات القمعية..
المسماة زورا وكذبا  (الأمن السياسي) ..
وما هي في حقيقة الأمر إلا ( الخوف السياسي )..
اعتصمنا من اجل معرفة مصير الناشط 

(علي الديلمي )

الذي خطفته  المخابرات من مطار صنعاء..
فتم اقتياد القاضي حاشد إلى داخل مقر  السياسي
بحجة انه مندوب عن الحاضرين للتخاطب مع القادة
وعلى مدى ساعة تقريبا ..
والمعتصمون ينتظرون خبرا سارا عن لقاء القاضي بالطغاة ..
فعاد إلينا القاضي خاليا حتى من ( خُفي حنيش )
و

(راجح حنيش )

هو المسئول الثاني في الأمن السياسي

والذي كنا نؤمل أن يقابله القاضي حاشد..
لكن القاضي عاد بعيون مملوءة بالدموع  ..
أتعلمون السبب ؟
يا عيييييباه  ! وهل هناك من يجهل السبب ؟؟
لقد انتهك ضابط وجنود المخابرات كرامة القاضي..
ورغم معرفتهم بمكانته وحصانته ..
لكنهم أوسعوه سبا  وهزورة وربما ضربا ..
لم تمنعهم حرمة أواخر الأواخر من انتهاك الحرمات..
لم يمنعهم وجود أهل الصحافة والرقابة الحقوقية ..
من ممارسة هوايتهم المفضلة في إيذاء خلق الله ..
كانوا يمتهنونه ونحن نظنهم يحاورونه..
كانوا يمسحون بحصانته  ارض الزنزانة ..
ونحن ننتظر كالأطفال  عودة الأب بالحلوى ..
لكنه عاد بالمرارة والقهر ..
فبكى وحق له البكاء ..
وما كان بكاء الضعف أو الخوف..
لقد بكى  لأنه أدرك فاجعة الوطن ..
وأحس بسطوة شر الأجهزة البوليسية ..
بكى لأنه شعر بالهوان رغم كل حصانته
فأيقن بأن المواطن اشد هوانا  وذلا ..
بكى لأنه قال في نفسه :
إذا كنت أنا أجد كل هذه الإساءة
فكيف بالمواطن المسكين ؟!
فأينا لا يبكي إن هو وقف في موقفه ؟!
لقد رأيت بأم عيني دموع عينيه ..
ولهذا أقول لوزير الداخلية ولرئيس جهاز المخابرات..
كما قال لهما حاشد في مجلس النواب :
أنتما كاذبان !
لأنهما أنكرا حدوث أي إساءة للقاضي !!
ومن ينفي حدوث الإساءة هو كاذب بامتياز..
ولا يمكن لنا أن نصدقهما ونكذب أعيننا ..
فأعيننا رأت عيون القاضي حاشد رأي العين .
بينما كانا يرفلان في حلل الراحة والاسترخاء في بيوتهما ..
فيما نحن والقاضي نشارع ونبرطع من مكان إلى آخر..
ختاما ..
على مجلس النواب أن يواصل مساءلته للمسيئين
وأن يكون صارما في معاقبتهم حتى لا تبقى (  الحصانة  )
في مفهوم هؤلاء الظلمة  مجرد (  حصانة )
أي زوجة ( الحصان الحاكم ) الذي لا يُسأل ولا يُساءل فيما ضرب زوجته !!
 
تنويه
 
دأبت صحيفة تافهة على نشر كتابات مسفة منسوبة إليّ..
وإذا قال ( العشملي ) فكذبوه ..
 فإن الكذب كان عشمليا  !
 
  =====
نُشر في صحيفة الأُمة يوم الخميس 7/12/2006م  
 


المساعدات الدولية والأنظمة الفاسدة ..
 توفيق المديني  

 
انطلاقا من المقولة الميكيافيلية الشهيرة » الغاية تبرر الوسيلة »، دخل الأوروبيون في جدال مع البنك الدولي ، حول السياسة التي يجب اتباعها تجاه البلدان التي يعم فيها الفساد.ففي المؤتمر السنوي الذي عقده البنك الدولي في سنغفورة في نهاية سبتمبر الماضي أوضح الأوروبيون وجهة نظرهم بالقول :أن الغاية تكمن في مساعدة السكان ،بصرف النظر عن  أن القائد السياسي فاسد، قليلا أو كثيرا.أما البنك  فهو منظمة دولية أنشأت في عام 1945لمساعدة التنمية و مكافحة الفقر. ويشكل هذا الموقف ضربة موجعة لرئيس البنك الدولي بول ولفووفيتز ، الذي عينه جورج بوش قبل خمسة عشر شهرا، و الذي جعل من مكافحة الفساد، وزد على ذلك ضد  » الحاكمية السيئة « أولويته. و إذا قال ولفووفيتز أن مكافحة الفساد هي أولويته، فلأنه أصابه الألم من رؤية مستوى الحياة لنحو 600 مليون إفريقي  لا يتقدم ، جراء الفساد.وعندما يتكون هناك حاكمية سيئة ، كماهو الحال في كونغو كينشاسا زمن موبوتو، فإنه يمكنك أن تقدم كل الأموال ،  ولكن من دون أن يقود إلى  تحسن في الوضع. لقد تفاجأ ولفووفيتزبوضع  حكومات مثل تانزانيا أ و إثيوبيا، وضعت في سلم  أولوياتها إنجاز الحاكمية الجيدة. ولكن لا يكفي أن يكون الرؤساء أو رؤساء الحكومات  مقتنعين  بضرورة الشفافية و النزاهة، بل يجب على الوزراء ، و المستشارين ، و حتى الشعوب أن تتقاسم القناعة ذاتها ، من أن الحاكمية الجيدة هي الشرط الرئيس لأي إقلاع اقتصادي، و لرفاهية السكان.فمكافحة الفسادهو شرط جوهري للتنمية، لكنه ليس هدفا في حد ذاته.حسب وجهة نظر ولفووفيتز، الذي يعتبر  سنغفورة نموذجا للفضيلة.  لقد أراد تعزيز أيضا هذه الاستراتيجية، بيد أن التحالف بين الأوروبيين و عدد من البلدان النامية القلقة على خسارة القروض أجبره على تليين موقفه. وإذا استشهدنا بمقولة ميكيافيلي ، فلأن بول ولفووفيتز من المحافظين الجدد المتشددين الذي  دفع الرئيس جورج بوش إلى إعلان الحرب على العراق،و لأن الأب الروحي للمحافظين الجدد هو الفيلسو ف ليو شتراوس، التي تتعارض إيديولوجيته مع البراغماتية  الميكيافيلية،يريد إعادة الأخلاق إلى السياسة.( من قاموس علم الأخلاق ، و الفلسفة الأخلاقية، تحت إشراف مونيك كانتو-سبيربر، بوف 1996،). هل يجب مساعدة دولة أمير مشكوك في أمانته؟يجيب  بول ولفووفيتزبالرفض. » المساعدة التي نقدمها يجب أن تستخدم للأهداف التي نرسمها.و الأهداف التي نرسمها تتمثل في إرسال الأطفال إلى المدارس، ومساعدة الأمهات على كسب أرزاقهن ،وخلق فرص العمل للناس الفقراء، لا أن نرى مواردنا يعبث بها أشخاص فاسدون و شديدو اللهفة على المال ». ومنذ خمسة عشر شهرا، وجد ولفووفيتزأن موظفي البنك الدولي البالغ عددهم 10000، متكيفون مع الفساد، فقام بإصلاح المنظمة من خلال إلغاء مئات الملايين من الدولارات من القروض المخصصة لبلدان مثل  الهند، و كينيا،و إثيوبيا، وبنغلادش. من الناحية الاقتصادية، الحجج كلها تصب في مصلحة سياسة ولفووفيتز. و لكن هل نستثني الصين ، التي استطاعت أن تحقق تنمية حقيقية و كبيرة، على الرغم من أن الفساد موجود في مختلف مراتب النظام .و الأمر عينه يعمم على آسيا كلها.بيد أن هذه الملاحظة لا يجوز أن تكون نهج سلوك :الدراسات التي قام بها الاقتصادي دانيال كوفمان من البنك الدولي، أظهرت أنه  » في المعدل الوسطي البلدان المزودة بحاكمية جيدة حققت تنمية أسرع من البلدان التي تسود فيها حاكمية سيئة، فضلا عن أن فاعلية المشاريع  الممولة من البنك الدولي  ألحقت بها أضرارا في البلدان ذات الحاكمية الضعيفة و التي تعاني من الفساد. تقوم الحاكمية الجيدة من وجهة نظر البنك الدولي على مجموع من المعايير:حرية التعبير، و الاستقرار السياسي،و نوعية الخدمات العامة مثل التربية و التعليم، وقدرة الدولة على انتخاب و تطبيق القانون،و احترام العقود، وأخيرا، مستوى الفساد. وهناك المعيار الاقتصادي الآخر وهو الأكثر اتساعا. فإذا كانت السياسات الليبرالية(التحرير الاقتصادي، و الخصخصة) التي يطالب صندوق النقد الدولي و البنك الدولي بتطبيقها قد توجت بإخفاقات في الأعم الأغلب، في البلدان النامية،فللأنها كانت منسوخة عن الوضع السائد في البلدان الغربية المتطورة ، التي تفترض وجود دولة قانون قائمة الذات. والحال هذه ، نادراما يكون الأمر كذلك في البلدان النامية. يشرح لنا أستاذ العلوم الاجتماعية في معهد الدراسات العليا، جان كوسي ، في مقالته المنشورة في مجلة الاقتصاد السياسي أبريل 2006، التي حملت العنوان التالي: هل إن البنك الدولي تغير؟: »إن تسوية واشنطن يجب أن تطبق بحكمة لا بطريقة ميكانيكية.(…)يجب تحقيق التوازن بين الدولة و السوق(…)و لايوجد مجموع كوني من القواعد(…) و يجب الاعتراف بتعقيد و تنوع تجارب النمو(…)و أن يكون للإنسان فهم جيد للعوامل  غير الاقتصادية- تاريخ ، ثقافة، و سياسة » لقد أثارت هذه الأولوية المؤكدة من قبل هذا المحافظ الجديد الأميركي العديد من الأسئلة.و ينتقد الاقتصادي الفرنسي بيار جاكيت من وكالة التنمية الفرنسية، هذه الرؤية الساذجة التي تقوم على الاعتقاد أن استئصال  هذا المرض مع اشتراط الحاكمية الجيدة للبلدان ، سوف تكون كافية للقضاء على الفقر. إن المهمة هي أعقد من ذلك بكثير.و زد على ذلك ، فإن اقتصاديي البنك الدولي هم الآن الأوائل الذين يدافعون عن هذه الفكرة. في مؤتمر سنغفورة ، دافع الأوروبيون عن فكرةمحددة، « وهي أن مهمة البنك الدولي هي قبل كل شيء تخفيض الفقر ». و الحقيقة أن مكافحة  الفقر تمر مباشرة عبر مكافحة  الفساد. وهكذا،كان  ولفووفيتزعلى حق، وقد وجد تشجيعا من عدة بلدان و منظمات غير حكومية . يبقى أن الفساد موجود ، وسيظل . و لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما العمل لمكافحته؟ * كاتب اقتصادي
 

(المصدر: صحيفة  الخليج  الإماراتية الصادرة يوم 13 ديسمبر 2006)

انتفاضة الطالباني!

محمد كريشان

 

فعلا شر البلية ما يضحك ، فقد علق رئيس العراق الجديد جلال الطالباني علي تقرير بيكر ـ هاميلتون فقال انه يتعامل مع العراق كمستعمرة صغيرة يفرض شروطه عليها وتجاهل حقيقة كوننا بلدا سيدا ومحترما (!!)

 

وأضاف أن هذا التقرير يعتبر نوعا من الاهانة للشعب العراقي (..) هذا ليس من صلاحياته، نحن دولة مستقلة نرسم سياستنا في البلاد، لدينا برلمان وحكومة وحدة وطنية، نحن نتولي شؤوننا.. لا بيكر ولا غيره (!!) معربا عن رفضه الكامل لهذا التقرير الذي يتضمن فقرات خطيرة من شأنها تقويض السيادة والدستور . الغضب وصل بالطالباني أن قال أيضا انه سيبعث برسالة للرئيس الأمريكي يعبر له فيها عن رفضه لهذا التقرير المخالف للدستور العراقي مع أنه ما من أحد طلب رأيه أو رأي غيره في الأمر لأن التقرير ببساطة موجه للرئيس بوش وهو من يحق له أولا وأخيرا رفض توصياته أو قبولها ضمن احترام الدستور الأمريكي لا دساتير دول أخري ـ حتي وان كان الأمريكيون هم من صاغوها فيما تكفل غيرهم بالتوقيع عليها ـ فالتقرير باختصار تقرير أمريكي وضعه أمريكيون للخروج من مأزق أمريكي وما عدا ذلك كله تفاصيل لا يأبه لها أصلا أصحاب القرار في واشنطن.

 

لا أحد بامكانه الجزم بمدي جدية جلال الطالباني وهو يقول هذا الكلام حانقا، مع أن المسألة مبدئيا جدية ولا تحتمل الهزل، لأن الطالباني بصراحة يبدو من خلال كلامه السابق في مشهد درامي رهيب يجسد مأساة من أطلق الكذبة ثم صدقها، فالوطنية كما قال قاسم أمين تعمل ولا تتكلم وما من شيء أقدم عليه الطالباني وجماعته من قادة العراق الجدد طوال هذه السنوات الماضية تفيد أنهم يملكون فعلا هذه النخوة الوطنية العالية وهذه العزوة في الحديث عن السيادة ومستلزماتها، فهم بداية أول من توسل وشجع الأمريكيين علي القدوم الي بلادهم للاطاحة باستبداد صدام حسين، ولهؤلاء الأمريكيون الفضل الأول والأخير في تنصيبهم حكاما جددا للبلاد، وهم أيضا من رفض مجرد وصف الوجود الأمريكي علي أرضهم بالاحتلال، وهم كذلك أول من يولول ويلطم اذا ما سمعوا حديثا عن دعوة لانسحاب أمريكي من بلاد الرافدين، فأني لهؤلاء أن يصحوا ذات يوم للتفوه بما تفوه به الطالباني وهم أول من يفترض أن يعلم أن العين لا تعلو علي الحاجب !!.

 

لو قال أحد غير الطالباني ما قاله لصدقناه أو علي الأقل التمسنا له عذرا أما أن يفعلها الطالباني نفسه، وهو علي علم بكل ما يعلم، فأمر لا يتحمل سوي أحد احتمالين اما أنه يعيش في وهم كبير صور له كل ما جري في السنوات الماضية أنه استعادة العراق لسيادته أو أنه يستغفل من يتحدث اليه بهذا الكلام ويستخف بأي حد أدني من الفطنة لديه، وفي كلتا الحالتين هناك مشكل قائم. من حق أي كان أن يمدح تقرير بيكر هاميلتون أو يهجوه لكن أن يأتي هذا الهجاء من الطالباني وبحجة السيادة واستقلالية القرار فالمسألة عصية علي الهضم فعلا!! انها تذكر بقصة ذاك الرجل الذي قصد الامام مستفتيا ما العمل بعد أن زني بامرأة وحملت منه بالحرام، فقال له الامام: لقد وقعت في مصيبتين مصيبة الزنا ومصيبة الحمل منه فلماذا لم تعزل عن المرأة حتي لا تبوء باثم الولد فوق اثم الزنا؟ فأجاب الرجل: يا شيخنا لقد بلغني أن العزل مكروه.. فرد الشيخ منتفضا: ويحك… بلغك أن العزل مكروه ولم يبلغك أن الزنا حرام؟!! لقد رأي الطالباني، الذي تحدث الي الصحافيين ووراءه علم بلاده الذي أيد قرار مسعود البارزاني انزاله من فوق المباني في الشمال الكردي، أن كل المصائب التي حلت ببلاده واحتلالها بالكامل وتدميرها بمثابة المكروه الذي فرضته الاطاحة بالدكتاتورية، أما تقرير بيكر ـ هاميلتون الذي تعامل في نهاية الأمر مع العراق تعامل المحتل مع البلد الذي احتله وليس تعامل جمعية خيرية مع أطفال أبرياء، فرآه الطالباني حراما!!

 

الآن فقط عرفت لماذا ضحك صدام حسين ملء شدقيه عندما أخبر وهو في زنزانته أن من صار رئيس العراق من بعده هو جلال الطالباني.

 

(*) صحافي تونسي

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 13 ديسمبر 2006)

 

التطرف مهنة وصنعة وأسلوب حياة…الويل لمن يقترب..
 
حسين المحمدي تونس .أعضاء مجلس النواب ومجلس الشورى ورؤساء المؤسسات والدواوين والوزراء وغيرها من هيئات الرقابة والمحاسبة والتفقد..هي نتاج خيارات واختيارات ورؤية للثروة والإنسان والطبيعة. الرجال المشرفون على هذه الهيئات تم ويتم اختيارهم بالتنصيص والتخصيص والنوعية والدراسات الأمنيةالمتنوعة والمتعددة ومثلها من الاختبارات للنواياوالأهداف ولمايمكن أن يذهب إليه في أتعس الحالات متمرّد ما من هؤلاء؟ .الدراسات الأمنية(ولااقصدوزارةالداخلية)لأفكاروسلوكيات كل واحدقبل تحمله المسئولية هي أساس خلق أساساالهيكل والحزب والهيئة.ثم على أساس الهدف من الهيكل يتحدد نوع المسئول.الهياكل خلقت وتخلق منذ1987لشرعنةالفسادوالنهب والتزويروعادةمايكون الأمر بجامعيين ومن رجال القانون؟ .في إطار هذه الروح من الخلق والإبداع وجد مجلس النواب وجاء الشورى وولدت الأحزاب والجمعيات وعلى تنوع هذه الهيئات ظاهريا فهي كلها تشترك وولدت من انتخابات غير موجودة بل كفربكلمةانتخاب وتنافس وجدية.هذامن الأساس أمابعد18سنةفصارهذاجنايةوكفرا.إذالكل تورّط ماليا وأخلاقياأوأخلاقياأوماليا.وبالتالي صارعصابةمفسدةتديروضعهامع كل ريح.أي عناصرأزمة يديرون أزمات.ونجحواإلى حداليوم في الإبقاء على الأزمات لأنهم عنوانهاوبها يبررون البقاء.وغرب يحمي لأنه لا يريد لتونس ولغيرهاأن تخرج من إطارالأزمات ويشارك في عملية لاستدامةلمصائبنا رجال الإسلام السياسي لحسابات لئيمةولقصرنظروتفكير.(انظرمقالي بتاريخ27 نوفمبر2006.) .مع تنوع وتعددالشهائدالعلمية(العلم نوروقيم وأخلاق ومسئولية)والشرائح العمريةوبعض التجارب؟ صارت فضاءات من المفروض أن تكون هامة مسرحا لمنع الحرية وقتل الجدية ومراقبة أين يمكن أن تبرزلوأدهاقبل أن تصبح جنينا.يعني منع وجودمجلس نواب حقيقي وقبل هذاأحزاباحقيقية وهيئات رقابية أو محاسباتية بجد.بكلمة أخرى ضمان عدم محاسبة رجال الكومبارس. يوم9ديسمبر2006 ..شهادة جديدة لبنعلي حول الأرض هذه المرة؟طبعا الطليان هنا. .منحت وتمنح هذه الهيئات مع كل خطاب رئاسي في تونس(في الواقع نتيجة تحالفات بين رجال داخل هذه الهيئات الدولية ورجال الكذب والعجز في تونس؟تواطؤ خطير جدا ومعلوم من الأطراف؟وذلك لتاطير بنعلي وعدم جعله يرى العجز والكذب؟حتى لا يخرج رجال فرنسا من القصر؟رجال المافيا الإيطالية من القصر؟رجال بعض المنافع لاسبانيا؟..)كل أنواع الشهادات وفي كل المجالات…انظر نوعيتها ومكانها ومن يسلمها؟مع كل خطاب؟الصحف التونسية متوفرة. ..الكذب على الأموات…ومنذ أيام فقط صدر تقرير التنمية البشرية لسنة2005 وغابت الفضائيات عن تناوله إلا بما خدم ويخدم الانظمة المتعفنة.خوفا من تهاويها؟أقدّم لرجال دافوس والبنك الدولي وغيره كذب من رجال الكذب خلال مناقشة ميزانية2006.يعني المقال جاهزمنذ سنة تقريبا وآخر يوم من مناقشةميزانية2007 نكتب ونترك المجال للمقارنة؟وهذا كله مع تنبيهنا.الكذب أسلوب عمل وحياة..لنرى.. ميزانية2006. .انتقى رجال الحكم اليوم منذ1984 من سيحكم تونس قبل انقلاب7نوفمبر1987 .وذلك بالمقاس والذهن والملف والدور والقدرة على تصريف الكذب والتدمير والمغالطة وعدم فك الارتباط بهذا وبهم..ويتواجد هؤلاء الفطاحلة بمجلس النواب؟والمؤسسات والوزارات والسفارات و…حلقة مغلقة لا ينفذ منها ولو جنين صغير للحرية وبرعاية فرنسية إيطالية واسبانية معلنة الى حد اليوم؟ربما ما خفي كان اكبر؟ .تقنيا الميزانية تمر بأربعة مراحل وهي..الإعداد(التحضير)وهي الأساس لان من يعد يعود إليه التنفيذ يعني البيرقراطية ولهذا كما سنرى مع2007 .لماذا فلان وفلان رئيس مصلحة وكاهية مدير ومدير ومدير عام ورئيس مدير عام وكاتب دولة ووزير ومستشار وسفير ومسئول امني وديواني…وفي هيئات الرقابة والمتابعة والمحاسبة…يعني عنكبوت رهيب جدا يصنع شخصا ويلتف حوله وفي الواقع على الحرية وبالتالي فسح المجال تونسيا من هنا الى مليون عام للتطرف والفساد.وهو النموذج العربي مع تفاوت في المسرح. .هذا الإعداد ينطلق من مؤسسات وادارات تابعة لوزارة ما.فتحوصل تلك الوزارة التعاسات وترسلها كمقترح للوزارة الى وزارة المالية وبدورها هذه بعد تجميع تلك التعاسات توجهها الى ما يقال عنه مجلس وزراء؟وبدوره يدرس؟ويحيا الى رئاسة الجمهورية والرئاسة تحيل الى مجلس النواب؟ .ذكرت هذا للقارئ الكريم ولكل إنسان يحترم نفسه حتى يقف عند المسرحية.منطلقها ونهايتها وما بينهما.في النهاية البيرقراطية تفعل ما تريد والآخرون كومبارس.عفوا نحن كومبارس.الآخرون يتلقون مالا وامتيازات وحصانات وقروضا واعفاءات ويملكون مفاتيح الجنة..وغرب يربّت على أكتافهم…هو يعلم أنهم من أتعس ما يكون ويحميهم؟من هنا ينطلق التغيير عربيا. .ثم مرحلة المناقشة؟نائب اختارته السلطة التنفيذية التي تصوّرت الميزانية واليها يعود التنفيذ؟والتنفيذ والمراقبة؟في كلمةالإدارة تحكم.وبماذا تحكم طالماأن الفسادهوقاعدةأساسية؟بالأمن والعصا والتطميع والحماية الخارجية.وحديث حول الخارج والخيانة؟وأمريكا وإسرائيل والعراق ونجادي؟ وهناك من رجال الإسلام السياسي والقومية واليسار من يحمي سلطات الكذب والتدمير؟على مر التاريخ هكذا كان هؤلاء…لنتأمل في ما يجري داخل العراق ولبنان ومصر وعبر جل الدول العربية زواج بين هؤلاء ورجال الفساد.هذا ما عرته الى حد الآن الحرب على الإرهاب.وهذا شخصيا ما كتبت واكتب حوله.وما سنركزه عليه لاحقا من اجل المستقبل. .ولعل ما يثير الاهتمام هنا هو تعيين على راس دائرة المحاسبات(الزجر المالي؟)كاتب دولة محبط وبعد أن تتم الاطاحة به ويخرج فيه وعنه كل أنواع الإساءات الصحيحةوالمغلوطة…يعني من عنوانه نعرفه..المحكمة الادارية ذاتها يتم تكبيل كل من هو داخلها…حلقة محكمةالتصور والتنفيذ والمتابعة ورجال هذه الحلقة انطلقوا في الإعداد ل2014مبدئيا؟لها زمن الحديث عن التطرف؟هذه الحلقة هي من يعطي الأرقام والمؤشرات ودافوس وغيره يعيدون الإنتاج. .تثبيتا لهذا القول لدافوس ولغيره من المنتديات.أقدم شهادات رسمية داخل قبة ما يقال عنه برلمانا ومن رجال قيل إنهم نوابا؟(ونحن قدمنا للعالم العكس.وما سنقدمه سيقول بموت كل من يكذب.) وذلك خلال حديثهم(عادة)عن ميزانية2006.(الحديث عن2006.بعدأن قدم الوزيرالأول بيان  الحكومة لسنة2007 و قصدي حتى يرى الإنسان الفرد بيان السنة الماضية والحالية.رد وزير المالي بخصوصه أمس واليوم؟الوزير الأول؟تدخلات النواب؟ذات الذهنيات.انظر الصحف أمس واليوم. .يعني أردناهذاالمقال أن لا يكون تحليلياأواستنتاجياأو تقديما لرؤية.بل هذا متاعهم انس واليوم. هنا يتبين أي واحد الصدق من الكذب.ومنوال ما يقال عنه تنمية.واختيارات.ونظرة أصلا للتونسي؟ للفقير والغني؟للطبقة الوسطى.للجباية تحصيلا وتوزيعا.للتشغيل فعلا.هذا وغيره من هنا يبرز وليس من شهادات أو غيرها.مستويات الوزراء؟وأسئلة النواب؟أي حقيقة الأحزاب؟ وزير المالية قال في ميزانية2006 .انه سيركز على تخفيض نسبة التداين الخارجي الى45في المائة. وهنا أترجى القارئ التونسي الى ما قاله وزير المالية في ميزانية1987 .وهو منهم.كما قال نواب 2006.حول ذات الميزانيةبالتركيز على مكافحة التهرب الجبائي؟هو يتحدثون عن هذا؟والعفو عن صغار التجار والحرفيين؟…نقف هناوالفاهم يفهم…وهذايقول بان ذهنية1986 هي ذاتهاودليلي.. ميزانية1986 و1987 . .هذه العودة تحتمها المقارنة الموضوعية.وتذكير رجال السلطة بأنهم ذاتهم في ذلك الزمن واليوم بعد 20سنة بالتمام والكمال؟جرّموا بعضهم لان يكون انقلابا وحافظوا على ذات المنهج إن لم يكون بمنهج أتعس وأكثرغباء.وهنايرجى الرجوع الى كلام بنضياء والقروي والزواري والقلال ومهني والودرني(من موقع آخر)والحاج قاسم والزنايدي والجيلاني والبحري والعقربي والمبزع والغنوشي وكل الوزراء دون استثناء وكل رجال الأحزاب المعترف بهاوالنواب والمجالس البلدية..الصحف موجودة بتاريخ نوفمبر وديسمبر 1987 وجانفي1988…هم من شتم.وهم من نهب وينهب….هم من يتصور الميزانية وهم من ينفذ ومن يراقب؟ .الصحافة التونسية التي أتحفتنا بنقل ما يقوله نواب القروض والتزويروما قام على الباطل وما يعيش به وعليه تدميرا لنا ولتونس ولكل قيمة.خلال1986 كان التركيز على التداين الخارجي وعلى التشغيل وخلال 1987 على ذات الأمر من ذات رجال الأمس واليوم(اعتبارا وأننا رأينا من يعد الميزانية ومن يعود له تنفيذها ومتابعتها؟)ويرجى هنا الوقوف عند حجم التداين في1986وعام1987واليوم.لي الأرقام ولكن أريد أن يذهب هذا وذاك ليبحث..ابسط ما سيقوله من سيطلع على مداولات 1986 و1987 أي بعيد الانقلاب…سيطالب الفريق الحاكم بالاستقالة وعدم الاختلاط بالناشئة حتى لا ننشر مزيدا من التعاسات والكذب والكآبة وفقدان الأمل. اليوم بعد18 سنة(2006 .)ذات عناصر ميزانية1986 ..بنضياء زمنها وزيرا للشؤون الاجتماعية والقروي للرياضةوكل المجموعةالحالية(ولاة..في الحزب..مدير..مديرعام..رئيس  مدير عام ..وزير..كاتب دولة…سفير..كاتب عام لجنة تنسيق..معتمد..كاتب عام ولاية..معتمد أول..رئيس بلدية..عضو لجنة مركزية..رئيس شعبة..كاتب عام جامعة…رجل أعمال..رجل مال..وزير الخارجية الحالي كان عنصرا محوريا مع بورقيبة؟نفس أمين عام الحزب؟يعني الرجال منغمسون الى الآذان في ما قالوا عنه بأنفسهم نهب وعجز وفساد…)انقلبوا على زعيمهم لان البلاد كانت ذاهبة الى الهاوية؟واليوم يكذبون ذات الكذب.كيف نقول هذا؟الم يمنحهم العالم كل أنواع الشهادات؟طيب هذا كلامهم والتونسي والتونسية يقوم بعملية الفرز والحكم. .خلال ميزانية2006.قال النائب عبدالسلام العفاس(من الحزب الحاكم)احد الذين وردت أسماؤهم ضمن قائمة تسرّبت إلينا..تحت أبواب منازلنا وفي صناديق البريد؟وعبر البريد..وذلك مباشرة اثر إعلاني الترشح الى ما يقال عنها انتخابات رئاسية في مارس2004 .كما خرجت منذسنوات إشاعة المرض.وخرجت وثيقة تحكي حول مخصصات التقاعد و…مرتبة الرجل ضمن الوثيقة هي التاسعة والمبلغ المنتفع به ما يجاور100مليار؟الرقم غير واضح .أكثر أو اقل. تحدث الرجل عن الفصل38 من مجلةالحقوق العينيةوالاجراءات الجبائية..منظّراللصلح..يعني ببساطةالبحث عن امتيازات جديدة وبالضرورة تكبيل لنا بمزيد من الإتاوات على الإتاوات ومزيد من الدفع مع كل عملية إدارية ننوي القيام بها… .النائب محمد الهادي الوسلاتي(المعتمد والكاتب العام للجنة تنسيق الكاف؟قبيل 7نوفمبر1987 بثلاثة اشهر فقط؟وهو أصيل سليانة.أي لا علاقة له بالكاف؟المعتمد الأول ثم الكاتب العام للجنة تنسيق سليانة والنائب والمكلف بمهة بمركزية الحزب الحاكم والمستشار برئاسة الجمهورية…يعني الرجل عالم…وسنرى مفاجآت قوية جدا..هذاالرجل زمن أحداث الخبزالمحزنةكتبت عنه الصحف  التونسية ..وبعد 20سنة؟)هذا النائب كان همّه التساؤل حول ضعف المبلغ المقترح لبعث صندوق النهوض بتصدير زيت الزيتون(مليون دينار)؟وهو من لا يملك زيتا ولا زيتونا؟لكن هو يعرف من سينتفع بهذه المبالغ؟ .النائب المعارض ورئيس حزب الوحدوي ركّز عان نسبة الجباية المباشرة38في المائة تعد عنوانا من عناوين حيوية القطاع الخاص؟ومدى تلاؤم ما يتقاضاه هذا القطاع من منح وامتيازات واعفاءات وقروض مع ما يساهم به لصالح المواطن في تونس؟وهو تساؤل جميل من رجل عاقل؟ .كما ركّز أيضا على نسبة الدين العمومي60.8 في المائةرغم التحرير ونجاحات تونس في الصناعة بكل أنواعها وتصدير الذكاء والسياحة (مع هذا الوزير بالذات)بلغت أرقاما قياسية(ندوات الوزير الصحفية..انتخاب تونس على راس الفيدرالية الدولية للسياحة تثمينا لنجاحاتها؟أين القروض؟)وهذا يعني ببساطة غياب التنمية وإحداث المشاريع الجديدة وبالتالي مواطن الشغل وهو عكس ما يجري الحديث عنه في خطب رئيس الدولة(من إبداعات بنضياء وتحريرالودرني واختارواالرجل بالتخصيص والتنصيص وهو من تصدير حقوق الإنسان وأحزاب المعارضة..)ووزرائه وما يقدّم للخارج من أرقام ومؤشرات إذلاحظ هناالسيد النائب(وهو للتذكير رئيس لحزب معارض حليف ومتحالف منذالنشأة مع السلطة.التليلي هذا دخل السجن..)أن النسبة المخصصة للتنمية كانت في حدود24 في المائة بينما سنة1986 كانت ارفع؟وهي سنة الانهيار بحسب كلام رجال السلطة الحكمين زمنها واليوم.في حين بلغت نسبة التصرّف 52 في المائة و24 في المائة لتسديد الدين أصلا وفائضا.أي 76 في المائة بالتمام والكمال.ميزانية تحقق نسبة تنميوية سنوية 5و6و7في المائة؟ وتشغيل؟ومؤسسات جديدة؟وارتفاع في حجم الميزانية الموالية مثلما يقدم إلينا؟ كما طالب النائب بإعادة النظر في خيار التفويت في القطاع العمومي.هناهذه الملاحظة(مع ما قلناعن الرجل من هدوء وقراءة مليون حساب لكلامه فهو اخذ رئاسة الحزب عن رجل كان مدللا لدرى رجال السلطة ومنذ سنوات وهو يقبع داخل السجن.)تغني عن كل تعليق وتلخّص نجاح من عدمه نموذج السياسات التونسية.وتعطي فكرةجليّةعن التنميةونسبهاوقبل ذلك حقيقتهاأصلا.إذ نسبة52 في المائةالمخصصة لنفقات التصرف تبرز بالقطع سيطرة عقلية الطمع والتطميع وسيارات الوظيفة العمومية(إعطاء المثل السيئ للقطاع الخاص)والمنح والمرتبات والحوافزوتضخّم الجهازالبيرقراطي وكبر مصاريفه وأعبائه.وبالتالي بماذا تمسك الدولة التونسيين؟ليس بالأحزاب ولا بالجمعيات..ولا بالقيم والمسئولية والأخلاق والوطنية…المال والعصا والمسرح…ثلاثي الرعب.. .النائب غزيل من الحزب الحاكم.طالب بإلغاء الحدالأدنى من الجباية.يعني مزيد التوجه الى الضعيف؟ .النائب بولحية(رئيس حركة الديمقراطيين الاشتراكيين على أنقاض مواعدة.ورأينا بولحية هذا عبر لقطات أعدتها تونس 7بمناسبة 7نوفمبركيف يقول عكس هذا.وأشرت الى هذاضمن بيان لي بتاريخ 7نوفمبر2006 .ومقالا بتاريخ 10نوفمبرو..)ركز على ضعف تقديرات التخصيص؟(كلام في غاية الذكاء.كأني به يقول أن ما تقدمونه لا يتناسب مع قيمة المعروض للبيع..)150 مليون دينار.ربما هنا هدف الشفافية؟إن كان ذلك له التحية. .قلت ربما.لان الشك سيرافق رحلتنا مع الرجل من خلال كلامه.فهو يعرف عز المعرفة المسئول المباشر على انتداب الأحزاب وصناعتها واختيار مسئوليها ومن يكون منها نائبا قبل الانتخابات. لان ذات الذهن هو من يتصوّر التخصيص ومضامينه والياته وأثمان بيعه.فهل هي ثورة من بولحية؟هل هو تمرّد ذكي؟لاارى ذلك.واذكر بولحية بطرفة حدثت لامين مال حزبه؟مع احد الشخصيات خلال انتخابات ما..وهي طرفة مالية…من يطمع في 4الاف دينار…يصنع العجب… .كما كسر بولحية أهم ركيزة ظلّ رجال العجز يتحدثون بها.العمل الاجتماعي والتضامني(من أين؟) فهو اقرّ بتراجع النفقات ذات الصبغة الاجتماعية من صحة وأسرة(عفوا هناك وزارة يعني أعباء إدارية ضخمة على حساب الخدمة نوعا ونوعية)وطفولة وتساءل عن القدرة التي ستمكن من إنجاز التدخلات الاجتماعية المستهدفة المطلوبة؟وهذا قول من رجالهم ببطلان مزاعمهمونجاحاتهم الوهمية. كشف بولحيةالفوضى وعقليةالموازاة والتهريب(من هم رجاله؟أصحاب إدخال وبيع الممنوع و..؟دكاكين التجارة المنتصبة خارج القانون هنا وهناك..الأكشاك المنتصبة أمام منازل شخصيات معارضة ومستقلة؟أكشاك شيدت وتشيد تحت أسلاك التيار العالي؟ووسط ما تبقى من متنفسات لسكان العاصمة؟الأكشاك طبعا لمعوقين؟وداخلها معوقون أخلاقيا ولغويا وقيما.من يحرسون بالليل والنهار وينفذون أقذر المهمات…)وقدّم نسبة38 في المائة يحوز عليها الاقتصاد الموازي؟وهي اكبر بكثير. أخي التونسي أختي التونسية .رأينا عبر كتابي المنشور منذ 24نوفمبر2005 هذا وغيره بصفة عامة.الجديد اليوم هو انه يأتي على لسان رجال الحكم.وداخل قبة الحكم.ومن أحزاب المعارضة.وهو ما يعني وفاء النائب للسلطة التي اختارته وليس للناخب.أي انه لا يوجد ناخب. .وهناالنائب فرج صويد(معتمد وكاتب عام ولايةوزاويةمرناق تعرفه جيدا؟مثل غيره من المسئولين؟) تحدث عن تنمية  حس المواطن بأهمية استخلاص معاليم الجباية؟والاداءات البلدية؟مقترحا تقسيط دفع الاداءات البلديةعلى فواتير الماء والكهرباء وذلك لمحاصرته؟لو كان يعلم أن المواطن ينتخب هل يقول هذا؟هو يتحدث عن الاداءات؟وأملاكه وثروته من أين؟وكم يدفع هو وأمثاله؟نائب المواطن المسحوق يقول هذا؟والمواطن المسحوق يذهب لينتخب؟ أصحاب المليارات والقروض يرتعون ويمرحون وبيع وشراء أملاك الدولة؟ومعهم من تاجر في قطع ارض مخصصة للأكواخ؟وهناك من تاجر ويتاجر بهذا الملف الى اليوم؟هناك من استغل وجوده بهذه الولاية وتلك للحصول على قطع ارض بأثمان زهيدة وشيد عليها بقانون الغاب عقارات واليوم في بحبوحة العيش ويتحدث عن الضرائب؟.. .النائب لزهرالضيفي الكاتب السابق للجنة تنسيق سيدي بوزيد(زرته في زيارة تفقد)وخلع من الكتابة العامة….ثم مع 2004صار نائبا؟وهو من ولاية تفتقر الى جل الخدمات والأساسيات حالها حال الكثير من الولايات رغم الأموال الرهيبةالتي قيل إنهاصرفت لها؟وجمعت وتجمع منا بكل الوسائل.ومع ذلك تحدث نهاية2005 عن مراجعة العمولات الموظفة على وكالات الإسفار وما أفرزته من مناولة؟… وفي جانب آخر من ابداعات النظام لنرى المراة. .المراةالتي تحملت مستشارة برئاسةالجمهورية ووكيل رئيس مجلس النواب وعضو لجنة مركزية .لا أتحدث عن المراة العادية.ركزت هذه المراة النائب على أهمية الصلح الجبائي ودعت الى الوقوف عند مكبلاته الذاتية والموضوعية؟عقلية دعم الغني وتفقير الفقير.وبالمثل ساندها النائب سلامة(وهو من رجال القروض وقالت الوثيقةبأنه تحصل على34415 مليون دينار؟ربما سلامة آخر؟وحديث عن الجباية والتهرب والاستخلاص؟). النائب المحترم بوخشينةعندمناقشتهاالفصل22 من قانون الماليةالقاضي بتوسيع مجالات تدخل2626. (دون حياء)عبرت بكل راحة بال عن..خشيتها من أن تلقى الحواسيب التي تقررتوزيعها(من جاء بها؟ من استفاد منها؟على غرارالسيارات وغيرها من أي عملية توريد؟حالها حال البقرامس؟والله مذبحة) على العائلات المعوزة نفس مصير بعض المساعدات العينيةالأخرى التي أسندت لهم(مواد بناء..مواد وآلات حلا قة..ورأيت العجب عندماكنت في المسئوليات الجهويةوالمحليةوعندماكنت بالداخلية… وحمايةمنقطعةالنظيرللمتحيل..عفوايعتبرون ذلك رشوةللمواطن لكي يسكت..ولا ينتخب ولايطالب بحقه في المشاركةوالتداول على الحكم..كمايعتبرالحكام العرب القروض الدولية والمساعدات تحت مسميات مختلفة رشوة لهم مقابل سكوتهم..الفارق في حجم الرشوة فقط.)لكنها عرضت في الأسواق للبيع نظرا لحاجة تلك العائلات للمال؟ .هناببساطةعلى أي أساس منحت تلك الحواسيب؟أين الدراسات؟الاستهداف؟هذا يكمّل ما ورد في كتابي وعلى لسان قومهم وفي أماكن رسمية ومضامين منشورة للعموم. .النائب سلامةمن جديداقترح من خلال مناقشته للفصل29 إحداث نظام خاص يهدف الرقع الاختياري للاكتتاب في الشركات المدرجة بالبورصة؟وهنا يدرك رجال الاقتصاد معاني هذا المقترح من شخص يمتع ويتمتع بمليارات؟…بهذه العينات يمكنني القول كيفما نكون يولّى علينا. .الاستقلالية أملنا في التغيير؟ .أشارالنائب عبدالحميد بن مصباح(الشعبية وهو حزب مروّض)بذكاء من خلال مناقشته الفصل12من قانون المالية الى العدول عن إنشاء..صندوق وطني للتحكم في الطاقة لأنه يرى في هذا الوليد الجديد تكيّة إضافية(الى 2626و2121وما يأخذ دون علم وشهريا من المرتبات؟و…لتدعيم بعض المؤسسات المفترض أنهامطالبةبترشيدنفقاتهاذاتيادون حاجةالى مساعدتها لتمويل بعض الشراءات مثل السيارات السياحية والمكيفات الهوائية وغيرها… هكذا لسنا وحدنا من يرى عقلية صناعة الصناديق الخاصة وأهدافها؟ورجالاتها؟ذبح للمواطن في أخلاقه وقيمه وجيبه ومستقبله.وللأجيال الجديدة في مواطن شغل.. .نواب آخرون ذهبوا الى السكن الجامعي والمبادرات الخاصة في هذا المجال…بعيد عن استحضار التجارب السابقة والمحاسبة..أموال البيليك..عفوا لكل نصيبه وحاجته.. .اخررن الى صندوق الوقاية من حوادث الطرقات؟وضرورةسحب مايخصص له من أموال؟المواطن التعيس.لا على التعويض فقط بل على التحسيس والتوعية والوقاية؟يعني أبواب لصرف المال العام ولا يمكن التثبت منهالاحقا وبالقانون؟علما وان هناك جمعية يهلل لها داخليا وخارجيا ولها المال الكثير وكذلك الأملاك؟وبالمثل مرصدوطني للمروروهياكل أخرى..انهب ثم انهب…وبحماية القانون؟ بل في تونس 8000 جمعية.وطفولة ومدارس تعنى بالثقافة المرورية…تبالهكذا ذهنيات…من هنا ولد التطرف.من هنا يكبر ويتنوع ويتعدّد..من هنا يزحف نجادي وسيزحف أكثر…حاربنا ونحارب…على قدرالعتمةوالسواداملك من التفاؤل.. مثال آخر صارخ جدا .عندمناقشةالفصل40 من قانون الماليةلسنة2006.والقاضي بخصم 2 مليون دينارمن موارد صندوق حمايةالمناطق السياحية(البحرحالته رديئةوبالمثل طرقات ومداخل مدن سياحية.ونحن نركز على مداخيل السياحةوقبل ذلك على بيع منتوج السياحة ليكون هناك سائح)لفائدة صندوق تنمية القدرة التنافسيةفي قطاع السياحة؟ماذايعني هذا؟والحال أن كل رجال السياحة مكبلون بالمليارات؟ هنااطمئن التونسيين والتونسيات على أنني سأضع أمامهم قائمات المالكين المعلن عنهم للنزل والشركاء المخفيين…وسنرى لماذا لا تسترجع القروض..وليس في السياحة فقط…نهب ونهب… ملاحظة .هناك اليوم من كلّف بكتابات ونسي المحترم كيف وقف ذات يوم بقاعة بلدية حمام الأنف؟في اجتماع مخصص لجامعة حمام الأنف وهو ليس من سكان حمام الأنف؟حاله حال أغلبية الحضور يومهالإفسادالاجتماع والانتقام من شخصي ومن صالح البكاري.ورأيناهذافي الكتاب.وشريط الفيديو موجودوماكتب رسمياقبل هذاالاجتماع موجودوماكتب يوم الاجتماع من شخصيةهامةاليوم في النظام موجود.بل ما كتب قبل الاجتماع كان عينه ما حدث يومه.من يكتب اليوم شريط الفيديو يظهره واقفا مجلجلا لكلمات مكتوبةودفاع عن الفسادوالمليشيات والجهوية.واليوم مهمته الكتابة من دوافع بسيكولوجيةومن دوافع تمويهية..تلك هي السياسةفي بلدي..هذاعمل عصابات منظمة..هذاماصنع ويصنع الإرهاب…الكذب يصنع التطرف…ذات الشخص مع تعيين بنضياء أمينا عامل للحزب..جاء إلى ما يقال عنها لجان تفكير؟وابرز فضائل المليشيا…ويومها تكلّمت…وقلت اليوم عندما يخرج الإنسان من هذا النظام يكون مرتاحا…وكتبت رئيسة الجلسة؟امرأة؟نعم.وكتب من حضر من وزارة الداخلية.واخذ قرارا…وقال لي بعدهابيومين احدالمسئولين…راشدالغنوشي ليس مثلك اليوم عند رجال الديوان السياسي وعند الرئيس…ضحكت…وفي خصوص الاجتماع المتحدث عنه فهو مسجل على شريط إذاعي وبه تدخلات السيدة العقربي ومحمود المهيري ومنذر الفريجي ومنجي شوشان و…. وطبعا كلمة جنابي وهي وسام شرف.وكان هذا منذ جويلية1996وليس كما قال هذا وذاك لماذا جاءنافي2003؟وهذا ما يقال اليوم. .كماأقول بكل لطف من مراسلي وكالات الإنباء الأجنبيةالمعتمدين بتونس ومراسلةالحرةالتي التفضل  بزيارةإقامة النخيل واحدالمدينةالجديدة1للوقوف عندالمحاصرة الرهيبة.مارايته وماأراه منذمارس 2004 على وجه التحديدلا يحتمله أيّ كان.واحتملنا ولم نبكي ولم يأتي هذا وذاك باستثناء بعض التونسيين الذين كتبوافذهبوااليهم الواحدبعدالآخر.ولاألومهم أبدا.العائلات فلّقوها . عددالسيارات التي تناوبت على حراستناوعددالوجوه التي استنجبت وكلفت بهذاالعمل أمام إقامة النخيل فقط رهيب…وطبعا لنا ما يلزم…عفوا من كلف بحراستنا ربما يكتشف رجال المخدرات؟ وهنالناعمل جميل جدا…قلت الأرنب خرجت وتخرج وترتكب افدح الأخطاء…ونقول لهاعن نوعية الأخطاء…نيتناالتغييروالإصلاح…قرانا الحساب باكرا…تونس ولاّدة… المصادر .بيان الحكومة لسنة2006.مداولات مناقشة بيان الحكومة.الصحيفة الحرية لسان حال الحزب الحاكم. .حسين المحمدي تونس

الحجاب وحاجة الحكومات العربية للنقاب

جمال مذكور – كاتب عربي

 

هاهنا لا نتحدث من زاوية دينية، فهذا الأمر له أهله، الذين يتراشقون الحجج، إلي درجة قد تصل إلي شد اللحي، ونتف الشوارب،سيما وأن الإعلام العربي، قد تلهي بتصريحات وزير الثقافــــــة المصري فاروق حســــني، الذي اعتبر الحجاب ردة إلي الماضي، مما جعل العامة ـ علي مايبدو ـ يعتبرون ذلك بمثابة استيراد وإحلال للحــــملة الغـــربية علي الإسلام والمسلمين، ومثل ذلك حال المؤيدين للحركات الإسلامية، ولنقل الشارع المسلم بمعظمه.

 

ولكن هنا نستعير معني الحجاب، ذا الصلة بستر العورة، والنقاب الذي ينصح به متي كانت المرأة شديدة الجمال، إلي درجة أنها قد تحدث فتنة للساجدين بنظراتهم علي بساط وجهها، ولكن ما نخشاه عند الاستعارة لوصف حال الحكومات العربية أن نصل إلي درجة الجاهلية ووأد البنات، ذلك أن عورات هذه الأنظمة تصل إلي حد العار،الذي لا تدرأ عواقبه، تربية، ولا قواعد أخلاقية، ولا ديانات سماوية، ولا دساتير كتبوها،فإذ بها تسند تفردهم وتوحدهم وتألههم، والحقيقة إن تحجيب الأنظمة العربية الحكيمة، والمعتدلة بمقاييس الرضا الإسرائيلي الأمريكي، يعني بالدرجة الأولي نزع الحجاب عن رأس الأمة العربية، ذلك إذا ما صرفنا معني الحجاب هنا، إلي الدمقرطة الأمريكية، والاصلاحات السياسية التجميلية، العبثية، اما ارتداء هذه الحكومات النقاب، فقد يكون من باب انتقال بعضها إلي مرحلة التدول السلمي للسلطة، والذي لا يختلف في مضمونه، عن موضة بنات اللليل اللواتي يجبن أهم شوارع العواصم العربية وهن مرتديات النقاب، في سبيل صيد زبائن من الخليج، أو من ذوي الميول المتطرفة، لأن الأنظمة العربية لا تترك فرصة لمرشح أو غير مرشح باكتساب أي شعبية تؤهله ليكون محترما بين الناس ناهيك عن وصوله لسدة الحكم، ولذلك..

 

وكي تعود الشمس من جديد لابد من وأد هذه الحكومات وإنبات أشجار جديدة.. لأننا

نعيش خارج الزمان، خارج المكان.. خارج التاريخْ.. فبينما الأعداءُ قد توصلوا.. لقمة المريخْ.. ساداتنا توصلوا.لقمة الصريخ كقطة ٍ نحن نموء ُ… في الصباح نموء في المساءْ.. خسارة يا سيدي علي قبائل القطط ولائم الشواء ،ْألم تكن ديارنا يا سيدي.. للأنبياء.. بالله قل لي سيدي بالله قل لي كيف أصبحنا كلابا.. جائعه.. وكيفما ضربتها.. وكيفما عذبتها.. وكيفما أهنتها.. تظل في مكانها حزينة وراكعة.. تهشها.. تنشها.. تكشها.. تغشها.. تفشها.. تقل لها كلي إذن أبنائك.. تجدها يا مولاي جـدّ طائعهْ.. لا تندهش يا سيدي: فإننا أصبحنا عن أسيادنا أنموذجا.. وإننا… الأمة التي يدعونها.. الضائعة.

 

(المصدر: صحيفة القدس العربي الصادرة يوم 13 ديسمبر 2006)

 

 


 

خبراء: الخلافة الإسلامية حلم لا حقيقة

 

الرياض (رويترز) – شكلت إقامة خلافة أو إمبراطورية إسلامية جزءا من رؤية تنظيم القاعدة للعالم.. وهي رؤية سببت فيما يبدو حالة من القلق لواشنطن. لكن خبراء يقولون انها ستظل مجرد حلم للمتشددين.

 

وكثيرا ما تحدث أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة قبل اختبائه عام 2001 عن الاطاحة بحكام مسلمين يعتبر أنهم يدينون بالفضل للقوى الغربية وإزالة الحدود بين الدول الحديثة لتوحيد كل المسلمين في ظل الخلافة.

 

والان يتحدث مقاتلو القاعدة عن إقامة خلافة في غرب العراق كما قال متشددون يطلقون على أنفسهم اسم تنظيم القاعدة في اليمن في الآونة الاخيرة إن هدفهم هو إقامة الخلافة.

 

وحذر الرئيس الامريكي جورج بوش منذ سبتمبر أيلول عدة مرات من أن تنظيم القاعدة يريد إقامة امبراطورية اسلامية متشددة تتسم بالعنف تتخذ من العراق قاعدة لها لتوحيد المسلمين تحت درع واحد.

 

كانت بغداد ذات يوم مركزا لامبراطورية إسلامية استمرت لاربعة قرون لكن خبراء يقولون إن احتمالات أحياء المؤسسة الاسلامية القديمة بعيدة.

 

وقال المحلل السعودي فارس بن حزام « القاعدة قد تستطيع إقامة دولة إسلامية في غرب العراق إذا لم يكن هناك جيش أمريكي هناك. لكن سيكون من الصعوبة بمكان بالنسبة لهم أن يخترقوا أي دولة أخرى حيث يوجد جيش وجهاز للدولة. »

 

وأضاف « حلمهم الكبير هو إقامة دولة اسلامية لكن ليس هناك ما يشير الى أن هذا قد يحدث. »

 

ومن بين المشاكل التي سيواجهونها ذلك التنوع الهائل في الانظمة الدينية والسياسية في الشرق الاوسط اليوم وليس أقلها الخلاف بين السنة والشيعة الذين يدور بينهم جدل مرير بشأن الخلفاء الاربعة الاول للرسول محمد.

 

استطاعت إيران أن تطور شكلا خاصا بها للحكم الاسلامي حيث تستقر السلطة العليا في أيدي مجلس إسلامي يختاره جهاز من كبار رجال الدين ويحكم نيابة عن الامام الغائب.

 

في السعودية يدين أتباع المذهب الوهابي وهو مذهب سني بالولاء للاسرة السعودية ليحكم اعضاؤها البلاد مقابل مساحة واسعة من الحرية لتطبيق رؤيتهم للشريعة الاسلامية. 

وقالت مضاوي الرشيد المتخصصة في علم الانسان وتتخذ من لندن مقرا لها « أستطيع أن أرى العالم العربي بأسره ينزلق الى العنف الطائفي لهذا لا أرى امكانية قيام هذه الخلافة » مشيرة الى التوتر بين السنة والشيعة في العراق ولبنان.

 

وأضافت « هذا مجرد جزء من حرب الشعارات (التي يشنها تنظيم القاعدة). »

 

واتخذت الخلافات الكثير من الاشكال المختلفة فيما مضى.

 

ومع التطور على مدار الزمن بين الطوائف الاسلامية المتناحرة التي تولت الحكم في مناطق متنوعة كثيرا ما ادعى الخلفاء الانحدار من نسل الرسول لكنهم نادرا ما ارتدوا عباءة عالم الدين.

 

فقد واجه الخليفة العباسي السني في بغداد دعاوى منافسة لقيادة جميع المسلمين من جانب خليفة (فاطمي) شيعي في القاهرة وخليفة سني من أسرة منافسة (بني أمية) في اسبانيا المسلمة.

 

وقال المؤرخ اللبناني كمال صليبي ان المنطقة فشلت في التوحد تحت لواء القومية العربية بعد الحرب العالمية الثانية.

 

وأضاف « لم تنجح (فكرة التوحيد) مع القومية العربية ونجاحها مع الوحدة الاسلامية أقل… احتمال أن تتخلى الدول عن سيادتها أصبح الآن أبعد من أي وقت مضى. »

 

غير أن كلمة خليفة لا زالت تستحضر صورا ايجابية في أذهان معظم المسلمين.

 

وقالت الرشيد إن الكلمة تستخدم أكثر فاكثر في سياقات متنوعة للتدليل على نظام يتسم بالاستقامة الاخلاقية. وتستخدمها الطوائف المسلمة والنشطاء المعنيون بالسياسة على شبكة الانترنت.

 

وتقول الرشيد « في ظل (وسائل) الاتصالات الجديدة هناك أحياء لفكرة الخلافة لكن بمعنى مجتمع فعلي بلا حدود اقليمية » مشيرة الى مسلمي « الشتات » في اوروبا.

 

ومضت تقول « اليوم في القرن الحادي والعشرين هذا حلم للنشطاء المسلمين. »

 

ومن بين الجماعات السياسية التي أشارت الى الرغبة في إقامة خلافة في الأجزاء المسلمة من أراضي بلادها الحركة الاسلامية في الصومال وجماعة العدل والإحسان وهي جماعة المعارضة الرئيسية في المغرب والمتشددون الاسلاميون في آسيا الوسطى.

 

أما الزعيم الروحي لمسلمي نيجيريا البالغ عددهم 70 مليون نسمة فيطلق عليه أتباعه لقب الخليفة ويشار الى المنطقة المسلمة من البلاد باسم خلافة سوكوتو.

 

كما يحلم تنظيم الجماعة الاسلامية أكبر تنظيم متشدد في جنوب شرق آسيا باقامة دولة اسلامية في أنحاء المنطقة ربما باستخدام اسم « خلافة ».

 

لكن في العالم العربي أثرت جماعة الاخوان المسلمون في مصر الا تركز جهودها على هدف الخلافة بالرغم من أن علماء أشاروا كثيرا إلى أن الجماعة العربية الاسلامية نشأت وتطورت ربما لتلبي احتياجا نفسيا معينا بعد أربع سنوات فقط من الغاء الخلافة في اسطنبول.

 وصورت الامبراطورية العثمانية نفسها في صورة وريث الخلافات الاولى التي تمركزت في دمشق وبغداد والقاهرة الى أن أنهى المؤسس العلماني لتركيا مصطفى كمال اتاتورك رسميا هذه الخلافة عام 1924 وهو الامر الذي اعتبره المسلمون مؤامرة بريطانية امبريالية.

 

وقال اسعد ابو خليل وهو لبناني يقوم بتدريس السياسة في جامعة ولاية كاليفورنيا « بالنسبة لمعظم الاحزاب السياسية التي تتبع الاسلام السياسي سواء من التيار السائد او من التيار الاقل درجة منه فان حدود الدولة المعاصرة تم قبولها. »

 

وأضاف « ليس هناك اي مصداقية على الاطلاق لفكرة أن السعي الى الخلافة هو الهدف الاكبر للحركة الاسلامية في المنطقة. »

 

من اندرو هاموند

 

(المصدر: موقع سويس إنفو بتاريخ 13 ديسمبر 2006 نقلا عن وكالة رويترز للأنباء)

 

 

Home – Accueil الرئيسية

 

أعداد أخرى مُتاحة

Langue / لغة

Sélectionnez la langue dans laquelle vous souhaitez lire les articles du site.

حدد اللغة التي تريد قراءة المنشورات بها على موقع الويب.